الفكرة الجمهورية تتضاءل أمام أفكار الدكتور محمد شحرور !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 07:11 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-26-2013, 00:28 AM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الفكرة الجمهورية تتضاءل أمام أفكار الدكتور محمد شحرور !

    مازالت الفكرة الجمهورية تشغل بال الكثير من الناس
    ومازال الجدل حولها يتواصل .... مابين مؤيّد ومعترض !
    ومازال الاستاذ محمود محمد طه كعادته ... يملأ الدنيا ويشغل الناس, فى حياته وحتى فى رحيله
    ....
    فيما يخصّنى .... فقد كنت قريب جداً من الفكرة الجمهورية ...
    قرأت ما تيسّر لى.... وتناقشت حولها كثيرا .... ولى الكثير من الأصدقاء الجمهوريين الذين اعتز بصداقتهم ...
    كما اننى زاملت بعضهم فى الجامعة ... ومنهم الصديق الرائع د. الأبوابى ....
    ثم ....
    تتباين الآراء حول الفكرة الجمهورية .... مابين رافض لها من أساسها .... ويذهب الى تكفير الأستاذ وكل من يعتقد بأفكاره
    ومابين مؤيد لها كلياً او جزئياً ....
    وهناك من يغالى و يتطرّف فى اعتقاداته وفهمه لكل ماطرحه الأستاذ محمود... وربما يحمّل الفكرة فوق ما لا تحتمل !
    كما ان هناك من تزعزعت قناعاته بعد استشهاد الأستاذ !
    وهناك من لايزال يعتقد فى أصالته وبكونه المسيح المحمدى .... ويؤمن بعودته مرة أخرى !
    وغيرها من المفارقات !
    وما بين هذه وتلك ....
    يكاد الكل يجمع على حسن اخلاق الاخوة الجمهوريين ....وتميّزهم بأدب الخلاف مع خصومهم .... بل وصدقهم مع انفسهم واستماتتهم فى الدفاع عما يعتقدون !
    ولكن ....
    هل حسن الأخلاق والأدب الجم .... يعتبر دليل على صدق الأفكار ؟
    ثم ...
    لماذا اصبحت الفكرة الجمهورية وكأنها طريقة صوفية جديدة .... تقوم على ثقافة الشيخ والحيران والمريدين !
    لماذا كل هذا الغموض والتكثيف ؟
    حتى انحصرت الفكرة فى اوساط المثقفين وصار التعاطى معها نوع من الترف الفكرى ؟
    لماذا لانجد لها صدى .... ولم تحدث تأثيراً على ارض الواقع ؟
    ....
    والمتتبع للأمر يلاحظ ان الفكرة الجمهورية ورغم ما يثار حولها من لغط من حين لآخر ... الا انه لا أثر لها خارجياً !
    وربما لم يسمع بها أحد فى غالبية الدول العربية والاسلامية !
    ويكاد الاستاذ محمود ان يكون شخصية غير معروفة للعالم الخارجى الّا فى نطاق ضيّق جدا .... وربما لم يسمع به غالبية المسلمين ... ناهيك ان يكون المسيح المحمدى
    كما يعتقد البعض !
    .....
    هل الفكرة الجمهورية هى شأن داخلى .... وللصفوة فقط من السودانيين !
    .....
    لماذا حصرنا انفسنا داخل اطار الفكرة .... وظللنا ندور وندندن حولها وكأنها نهاية المطاف .... وغضضنا الطرف عما سواها من اجتهادات ؟
    علماً بأن هناك الكثير من الافكار القوية المطروحة فى الساحة اكثر عمقاً وشمولية من الفكرة الجمهورية !
    .....
    لماذا يتحوّل أى نقاش حول الفكرة الجمهورية الى مجرد اقتباسات من كتب الاستاذ ... والاِصرار على استنطاق النصوص بما ليس فيها !
    ........









    متابعة ....

    (عدل بواسطة امير بوب on 05-03-2013, 11:46 PM)

                  

04-26-2013, 01:04 AM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفكرة الجمهورية فى مرمى النيران ! (Re: امير بوب)

    فى بوست سابق بعنوان الفكر السلفى فى ورطة امام الدكتور محمد شحرور .... حاولت ان اوضّح المأزق الحقيقى للسلفيين
    فى مواجهة اطروحات الرجل ... من خلال عرض المفارقة بين المنهجين !
    وعند متابعة مايطرحه شحرور من افكار قوية وصادمة .... يتبيّن لنا كذلك شىء من ضآلة الفكرة الجمهورية بكل زخمها !
    فالرجل قدّم افكاراً اكثر عمقاً وشمولية .... وباِسلوب بسيط ومباشر .... واستطاع فض الاشتباك ... وان يجيب على الكثير من الأسئلة التى ظلت خجولة وحائرة فيما مضى !






    متابعة ,
                  

04-26-2013, 01:19 AM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفكرة الجمهورية فى مرمى النيران ! (Re: امير بوب)

    لا اريد الخوض فى تفاصيل الفكرة الجمهورية .... فهى قد قتلت بحثاً
    والجدل حولها معروف للجميع .... حتى ان الاجابات لكل الأسئلة باتت معروفة ومتوقعة !
    والاقتباسات من كتب الاستاذ جاهزة .... وكأننا نعيد قراءتها من جديد
    وفى النهاية لن يصل الناس الى شىء ....
    وسيبقى كل فريق على ما هو عليه حتى اِشعار آخر.

    اذن ...
    دعوة للاطلاع والانفتاح على افكار جديدة .... ومن ثم يمكن مقارنتها مع ما قدمته الفكرة الجمهورية
                  

04-26-2013, 02:09 AM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفكرة الجمهورية فى مرمى النيران ! (Re: امير بوب)

    وفي ذات السياق... سأقوم بإستعراض بعض ملامح أفكار الدكتور محمد شحرور كواحدة من الأطروحات القوية في ساحة الفكر...
    ومن ثم مقارنتها بما طرحته الفكرة الجمهورية... إن كنت اعتقد ان طرح شحرور أكثر عمقاً وشمولية...وآخذه في التمدد والانتشار
    ولاقي قبول كبير لما فيه من حجج قوية ومنهج متماسك وقدرة فائقة علي المحاورة والإقناع .
    بدايةً...
    من الأسئلة الاساسية الكبري التي أجاب عنها شحرور وإستند عليها في منهجه بإعتبارها مفاتيح لفهم التنزيل الحكيم.... مايلي:
    هل توجد في الإسلام نظرية في المعرفة الإنسانية (theory of knowledge)؟
    ماهو الفرق بين الإسلام والإيمان ؟
    ماهو الفرق بين القران والكتاب والزكر؟
    ماهي السبع المثاني؟
    ماهو الفرقان؟
    ماهي أم الكتاب؟
    ماهو الإمام المبين؟
    ماهو اللوح المحفوظ؟
    ماهو الفرق بين الإنزال والتنزيل ؟
    ماهو الصراط المستقيم ؟
    هل هناك وجود مادي وموضوعي للعالم من حولنا خارج العقل البشري؟
    ....
    ومن خلال الإجابة علي هذه الأسئلة وغيرها... تتشكل رؤية الدكتور شحرور ... ويقدّم لنا قراءة جديدة وخطاب إسلامي مغاير
    أكثر إقناعاً ومنطقية .... وينطلق به الي فضاءات أرحب ....


    ..........
    متابعة

    (عدل بواسطة امير بوب on 04-28-2013, 02:03 AM)

                  

04-26-2013, 03:16 AM

Mohamed Adam
<aMohamed Adam
تاريخ التسجيل: 01-21-2004
مجموع المشاركات: 5196

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفكرة الجمهورية فى مرمى النيران ! (Re: امير بوب)

    الأخ أمير.. إزيً الحال.
    الفكر الجمهوري فكر ينطلق من التجربه الذوقيه وأفكار محمد شحرور تنطلق من التوليف (المعرفي).
    ينطلق الفكر الجمهوري من المحدود لينتهي عند اللامحدود أو من المحسوس إلي اللامحسوس كممارسه.
    الإخ محمد شحرور بيبدأ من المحدود وينتهي في ذات المحدود أي مجرد توليف معرفي أو بمعني آخر هو
    ينطلق من التجارب لينتهي في مجال ذات التوليف (علوم تجريبيه) قد لاتحتاج لممارسه ذوقيه..

    الفكر الشحروري فتح باب جديد لفهم بعض المسائل الشائكه مثال:
    قضايا الميراث ، حقوق المرأه ، ماهية الشهاده، القرآن والذكر وقضايا أخري كثيره
    كذلك من حيث الإخاء و السلام العالمي نجد شحرور أقرب لملامسة الواقع
    من الفكر الجمهوري.(هنا الشكر موصول لك يا أمير لأني قرأت شحرور من بوستك السابق).

    الفكر الجمهوري مُصٍر علي أن السودان هو الأرض البينطلق منها التغير العالمي
    ومُصٍر علي أن الإسلام هو الديانه العالميه!!
    لماذا لم ينطلق الإسلام المُصحٍح من نيروبي أو من جنيف إشمعني ينطلق من السودان
    ولماذا لم تكن البوذيه أو المسيحيه هي الديانه العالميه؟ هذا لايعني تقليل من قدر السودان
    ولكن إيماناً منا علي أن كل الناس بهذا الكون متساوين وبيرفعوا أبصارهم للقوه الفوق...

    لولا غموض هذه المفاهيم عند الفكر الجمهوري لكان هو البديل الوحيد لفهم
    الواقع الإنساني لأنه فكر منبثق من منطقة إنتفاخ البصر في البصيره ولايمكن أن يقارن
    بالفكر الناتج عن تواليف التجارب.. .

    لكن،لايسعنا إلا وأن نقولوا نعم.. والف مرحب باي فكر جديد.
                  

04-26-2013, 06:38 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفكرة الجمهورية فى مرمى النيران ! (Re: Mohamed Adam)

    تحياتي يا دكتور أمير بوب، لكم ولضيوفكم الكرام وآمل لخيطكم هذا أن يسهم في نشر وعي يقيل الناس من عثراتهم
    وصلتني رسالة خاصة من الأخ عبدالعزيز جاه الرسول، ولأنو ما عندو حساب في هذا المنبر، رأيت إثباتها هنا
    Quote: عبدالعزيز عثمان · Uof k arts en glish
    وماالذي يمنع الناس من الاحتفاء بثمر الاستاذ محمود والذي لو قدر لشجرته ان اينعت في غير بلاد السودان لسار بها الركبان،لقد عظم الرجل من شان الفكر والانسان اعظم تقديم،واجاب علي اسئلة مقلقة استعصي استحمال طرحها علي من سمو بعلماء الدين،ونضر واعلي من قيمة الصلاة كاعظم ما يكون الاعلاء،وحدثنا حديث المعارف عت عوالم ملانا بالاشواق اليها، ثم انه جعل من مكارم الاخلاق،وفضايل القيم ،معاني تسير بارجلها في قوله وفعله،وفوق كل ذا وهذا،اجاب اجوبة عن ورطات الان العظمي، كيف للمسلم ان يعيش في عالم اليوم غير منفصف ولاباغ،كيف له ان لا يتلو ،ماملكت ايمانهم ،او اية السيف،او عتق الرقاب والسبي ولا يجد لامره مخرجا،كيف لقناعاته ان تنسجم مع اخر ما ابدعته البشرية من حقوق انسان،وحريته،وسيادة قانون،وحرية فكر ثم يجد كل ذلك ايات تتلي،انما جاء به الرجل ليست بتهويمات في وادي عبقر،بقدر ماهي اجوبة لاسئلة حارقة تخطر ببال كل ذي حس سليم،،ثم ان فوق ذلك كله،فلقد عاش الرجل سموا ساميا،وخلقا رفيعا،ومحبة وبذل وخير بالاحياء والاشياء ،تواضعا مروؤة وزهدا وبصيرة احست وقالت بكل ما هو امامنا الان من غبن وحريق، ووهب روحه كاعظم الشجعان فدا لفكره الحر ونفسه الابيه وشعبه الطيب

    ===
    كما تفضلتم يا دكتور فقد نوقش هذا الأمر من قبل ولكن لا ضير من قرآءة، وأخرى وثالثة والى ما لا نهاية.... لإلقاء بعض الضوء ممكن نستأذن في وضع هذه البوستات من الأرشيف ففيها تقريبا كل الأسئلة التي طرحت ومحاولات البعض للإجابة عليها فعلها تعين
    هذا مع كل التحايا
    الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!!

    الأستاذ محمود محمد طه: عم يتسآءلون؟؟!! الجزء الثانى

    الأستاذ محمود: د. الترابى، د. الجزولى، د. سعيد الم...وثورة "الخفاض" رفاعة

    الأستاذ محمود محمد طه: قالوا ولم نقل!!!
                  

04-26-2013, 06:58 AM

أحمد الابوابي
<aأحمد الابوابي
تاريخ التسجيل: 02-08-2011
مجموع المشاركات: 837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفكرة الجمهورية فى مرمى النيران ! (Re: Mohamed Adam)

    الصديق العزيز أمير
    تحياتي .. و محبتي .. و أشواقي ..
    أرجو أن تكون و أسرتك بخير ..
    كما التحايا العاطرات ، و المحبة للصديق محمد آدم ..

    مقارنتك بين الفكر الجمهوري ، و كتابات الدكتور شحرور تحتاج لوقفة .. أو قل رجعة مني .. أرجو أن تتيسر في القريب ..
    و لكن ما شد انتباهي هو ما قاله الصديق محمد آدم هنا :

    Quote: الفكر الجمهوري مُصٍر علي أن السودان هو الأرض البينطلق منها التغير العالمي
    ومُصٍر علي أن الإسلام هو الديانه العالميه!!
    لماذا لم ينطلق الإسلام المُصحٍح من نيروبي أو من جنيف إشمعني ينطلق من السودان
    ولماذا لم تكن البوذيه أو المسيحيه هي الديانه العالميه؟ هذا لايعني تقليل من قدر السودان
    ولكن إيماناً منا علي أن كل الناس بهذا الكون متساوين وبيرفعوا أبصارهم للقوه الفوق...


    و هو بالنسبة لي تساؤل حصيف ، و ذكي .. أجدني مشاركاً له منذ زمن .. و هو ما جعلني أكتب في صالون الجمهوريين هذا المقال في ( الخميس 10-يوليو-2008 ) .. أسعد بإشراككم إياه .. و هو منقول دون أي حذف أو أضافة ، للفائدة ، و التوثيق ..

    Quote:
    ------
    الفكرة الجمهورية بين قيد العقيدة ، و سراح العلم ....

    في عالمنا المعاصر ، نجد هذا التناقض المحّير ، بين فتوحات تكنولوجية ، تختصر المسافات بين سكان الكوكب، لتجعلهم في بيئة جغرافية موحدة وصفت ، يوماً ما ، بأنها(( قرية صغيرة)) ، وبين بيئة ثقافية متنافرة ، ومتناحرة العناصر قوامها العصبيات الدينية والقومية ، و العنصرية، التي جعلت من تلك القرية الصغيرة أتونا لا يكف عن الغليان .. إن العالم كما نراه الآن بحاجة إلى طفرة ثقافية، أو قل ، ((ثورة ثقافية)) ، تعمُّ أرجاءه ، لأنتاج معادلة جديدة للتعايش يتم بها تتويج الطفرة التكنولوجية التي وصلت في ما يبدو إلى مداها المنطقي ... إن من الواضح أن الأديان التقليدية في العالم أصبحت عاملا سالبا في هذه المعادلة المنشودة بما هي عليه من الإنغلاق ، والتباعد ، و الإكتفاء بما عند ((الذات)) و الإنكار لنصيب المتدين بدين آخر، من الصواب ...

    و لقد جاءت الفكرة الجمهورية ، و قدمت قرائتها الفذة ، للواقع العالمي المعاصر، فبشرت بمستقبل عالم موحد حساً ، و معنى ، و تنبهت باكراً لأزمة الدين بمستواه العقيدي من أنه يفرق بين بني البشر ولا يجمع ، و دعت للمستوى العلمى من الإسلام الذي، فيه تلتقي جميع الأديان ، و ندبت المسلمين قبل غيرهم لهذا المستوى من الدين ...هذا ما كان من أمر الفكرة في بواكيرها ، فالقاريء لكتاب ((الأسلام )) ، على سبيل المثال ، يدرك أن الأسلام المعني بعنوان الكتاب ، ليس هو(( الديانة الإسلامية)) ، تلك التي يمكن لأحدهم أن يذكرها إذا طلب منه ذكر إسم ديانة سماوية ، و ربما ذكر بدلاً عنها المسيحية أو اليهودية....الخ... و لكن مع مرور العقود و تكاثر النصوص ، المقروءة منها ، و المسموعة أجدني ألمس نوعا من اللبس في المفاهيم ، يجعل المرء يتساءل عندما يجد كلمة (الإسلام) في إحدى النصوص الجمهورية : أي إسلام؟؟... و أعني ، هنا معنيين ، هما الأسلام ((الدين)) ، الذي قال عنه تعالي في الكتاب ، ((إن الدين عند الله الإسلام )) ، و هو واحد لا ثاني له ، والذي يوافق مستوى العلم ، أم الإسلام (( الديانة)) ، و التي توافق مستوى العقيدة ، والتي في العالم ديانات غيرها ، أبرزها ديانات الثالوث الإسلامي الإخرى ... هذا اللبس في المعني ربما غذّاه تباين الأفهام عند الجمهوريين ، و ظهور بعض الآراء التي تجعل من الفكرة الجمهورية دعوة للإسلام ((الديانة)) ، بكتابه ، ونبيه ، و مناسكه ،مع زعم غير مسنود ، بأنهم إذ يفعلون ذلك ، فإنهم إنما يدعون للإسلام العلمي ((الدين)) ،..... ((إن الدين عند الله الإسلام .....))....

    مهمتان للفكر الجمهوري ، عالمية و محلية :
    يعزى ذلك اللبس ، في اعتقادي إلى أن الفكرة الجمهورية ، بعد أن حددت غايتها ، والتي هي الإسلام العلمي ((كغاية)) كوكبية ، حيث ، على جميع أصحاب العقائد الدينية الإرتفاع لمستواه ، إضطلعت بمهمة ، ((ثقافية)) ، محلية ، بأن ألمت بالموروث الديني العقيدي للإسلام (الديانة)، تطويراً لتشاريعه ، وإصلاحاً للمعتقدات فيه - إقتباسا من نور ((الإسلام العلمي)) ، الذي عاشه الأستاذ محمود كتجربة روحية فردية - ، ليكون بذلك قاعدة صالحة للإنطلاق نحو آفاق العلمية ... هكذا تبلورت –تنزلت – الفكرة ، في قالب فكري ((منحاز)) للهنا والآن ، و((الذات)) - أعني الهويه الجغرافية ، والثقافية - أيضا ... هذا التبلور الفكري ((العقيدي)) للفكرة الجمهورية التي روحها العلم ((اللا-منحاز)) جعلها محجوبة بغلالة عقيدية ، أو قل جعل سيف علمها مكنوناً بغمد العقيدة...
    و لعل التساؤل المنطقي ، ههنا ، يقول : هذا ما كان من أمر الفكرة الجمهورية ((الإسلام)) مع إحدى العقائد الموجودة في العالم ، وهي (العقيدة الإسلامية) ، ماذا بشأن الديانات و العقائد الأخرى ، من مسيحية ، أو يهودية ...الخ ؟؟؟...، هل ينتظر من المتدينين فيها أن يلجوا مسار التحول من العقيدة إلى العلم بترك دياناتهم و اعتناق ((الديانة الإسلامية)) ، أم أن كل ديانة من الديانات بمستواها العقيدي تصلح قاعدة موازية للإنطلاق نحو الإسلام العلمي إذا قدّر لأتباعها أن يحدثوا فيها صنيعاً ، يشبه ما تم في ديانتنا ، و عقيدتنا....؟؟؟ ..هذا هو التساؤل الذي ينتظر منا إجابة عاجلة ، فيما أظن ، إذ بناءاً على هذه الإجابة ستتحدد طريقة تعاملنا مع الآخر الديني ، ووفق هذه الإجابة أو تلك سيتضح أكنا نختلف- عملياً - على مستوى الفرد و المجموعة ، عن غيرنا ، في التعامل مع معضلة ((الأنا-آخر)) ....

    المسيح و الأسئلة المؤجلة :

    ما من شك أن فكرة مجيء المسيح – ذلك المجيء القريب، البعيد – و ارتباط نزول أفكارنا لأرض الواقع ، تطبيقاً، بهذا المجيء ، لها أثرها البالغ ، في فكر الواحد منا ، وتناوله لأي قضية ، من القضايا ، وأذكر على سبيل المثال قضية الديمقراطية ، و انتصار الفكرة الجمهورية ، و الدعوة لها ، تلك القضايا ، التي ليس هذا مجال الخوض فيها ، طبعاً... ذلك الأثر يمكن أن يلتمس بوضوح في قضيتنا الراهنة ، فإنك إذا راودك مثل التساؤل السابق : عن مصير العقائد الأخرى ، ذات الوجود الواقعي الملموس ، بل ذات السطوة الثقافية ، والسياسية ، في عالمنا المعاصر ، فإن ثمة صوت قوي في داخلك سيهتف : لا ترهق نفسك بالتفكير ، يا صديق ، فإنه سوف يأتي ، و به تُحل كل المعضلات ، ثم أنه إذا ما جاء ، فلن يكون هناك غير دين واحد ، هو((الإسلام))... هذا الصوت أحبه في أحيان كثيرة ، فهو يريحني من عنت التفكير، و لكنها راحة لا تدوم كثيراً ، فإن هناك صوت آخر يعيد التساؤل الذي سبق : و لكن أي إسلام ؟ ... هل تعنون الإسلام العلمي؟؟ ؟ ... ولكنكم تقولون أن العقيدة مقدمة ضرورية للعلم... إذاً العقيدة ستبقى –على نحوٍ ما- كقاعدة للإنطلاق ، نحو العلم ... أم تراكم تعنون الديانة الإسلامية ، بعقيدتها...؟؟؟؟.. فإن كان قولكم بالأخيرة ، إذاً أنتم في نهاية الأمر لا تحلمون إلا بإقصاء الآخر، على نحو تحمّلون فيه السماء تبعة الأمر... هي أحلام طائفية ، لا تختلف عن أحلام ذلك المسيحي الذي يرى ، أن مسيحه ، سيأتي لينتقم من صالبيه ، و يرفع من آمن به ، فوق الذين كفروا درجات ، و أحلام يهودي يحلم بمجيء مسيحٍ يعيد مجد ملك شعب الله المختار ، و يبني هيكل سليمان ، أو ذلك المسلم السلفي الذي الذي لم يفهم عبارة ((ويكسر الصليب)) بفهم سوي أنها بشرى بانتصار الإسلام على هؤلاء الكفرة...أعداء الدين... لسنا إذاً سوى أمام نسخةٌ معدّلة من ذلك الحلم الشمولي بأن تصحو ذات صباح مشرق فلا تجد في الأرض ، سوى... ((ذاتك))..

    (( الديالوج)) الداخلي أعلاة ، أظنّه في داخل كل واحد منّا ، و هو بلا شك ما يحركنا قسراً ، لنوجد لأنفسنا موقعا ، نرضاه ... و لكن يظل مجيء المسيح ، وعدم وجود تصورات كافية ، عمّا سيحدث ، عند مجيئه ، متكأً من عنت التساؤل ، و عذراً لمن شاء أن يعذر نفسه عن عناء الإجابة...
    و لقد يطيب لأحدنا أن يزعم بأنه رجل متسامح دينيا ، و محب ، و محترم للآخر...هذا زعم مشروع ، دون شك ... و لكن ألا ترون معي ، بأن حقيقة تسامحنا ، يكشف زيفها ، من صدقها ، سؤال واحد : ما هو تصورك لموضع العقائد الأخرى في دولة المسيح – دولتنا .... أي هل أنت متسامح مبدءاً ، و أبداً ، أم هو تسامح ، و محبة إلى حين....إلي حين التخلص و إلى الأبد من كل ((آخر)) ...
    لننظر قليلاً إلى تلك الإعتقادات الشائعة فيما بيننا ... التي تضع صورة محددة للمسيح ، و تصور معين ، لمجيئه ، بحيث ينصرنا نحن من دون خلق الله ، على من عادانا ، و يجعلنا من دونهم ، أعوانا ، و يكون آية على صحة فكرتنا ، بحيث ، لا ُيظهر (( الديانة الإسلامية )) - فحسب- على كل الديانات ، بل يظهر فكرتنا بالتحديد على سائر أفكار العالمين ، مسلمين ، وغير مسلمين .... برغم أنني ، و بلا ادعاء، أحترم هذه الإعتقادات ، و لا أبريء نفسي منها تماماً ، و أعلم ما هو سند أصحابها ، من فهمهم لنصوص الفكرة ، برغم ذلك ، أشتم فيها شيئاً من رائحة نزعة (( إنقلابية)) ما .... إن الجمهوريين حتما بعيدون عن نزعات العنف ، بلها الإنقلابات العسكرية ، لا قدّر الله ، و هذا بفضل الله علينا وعلى الناس ، و لكنّا حسب المعتقدات سالفة الذكر ، نتوق لحدث إنقلابيّ ، يقضي على ظاهرة الإختلاف الديني ، في لحظة واحدة ، و كأن لم تكن من قبل ، و هذا بعيد كل البعد عن خط الأستاذ محمود الذي يصر على أن انتصار الفكرة ، هو أمر تطوّر ، و ليس ثورة ، أي أنه يتم ، في ((الزمن)) و ليس في لحظة.... إن ما يبدو لي من تراث الفكرة الجمهورية ، أن ظاهرة الإختلاف ستختفي تدريجيا ، أو قل لمزيد من الدقة ، أنها ستتلطّف بمرور الزمن ، الذي لا أعلم أيطول أم يقصر ، ولكن يظل تساؤلنا عن موقع عناصر الإختلاف (( العقائد الدينية ، والآيديولوجيات الأخرى)) في هذا الزمن المجهول الأمد ؟؟؟ ... و أهم من كل ذا ما موقفنا من العقائد الدينية الأخري الآن ، قبل مجيء الرجل ....
    إنني أحاول هنا أن أطرح هذا (( الديالوج-السؤال)) بصوتٍ مسموع ، وأجتهد ، ولا آلو في تقديم ما أراه صواباً من إجابات ، و كل رجائي أن يجد من الأخوان استجابة تثير المزيد من التساؤلات ، و تبرز المزيد من الإجابات ...
    سأتوقف هنا مع وعد بعودة قريبة للمواصلة ....
    مع محبتي
    أحمد الأبوابي


    لكما محبتي ..
                  

04-26-2013, 09:29 AM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفكرة الجمهورية فى مرمى النيران ! (Re: أحمد الابوابي)

    أخى محمد آدم
    سلام وخالص التحايا ....
    واشكرك على وجهة النظر القيمة التى تفضلت بها ...
    Quote: الفكر الجمهوري مُصٍر علي أن السودان هو الأرض البينطلق منها التغير العالمي
    ومُصٍر علي أن الإسلام هو الديانه العالميه!!
    لماذا لم ينطلق الإسلام المُصحٍح من نيروبي أو من جنيف إشمعني ينطلق من السودان
    ولماذا لم تكن البوذيه أو المسيحيه هي الديانه العالميه؟ هذا لايعني تقليل من قدر السودان
    ولكن إيماناً منا علي أن كل الناس بهذا الكون متساوين وبيرفعوا أبصارهم للقوه الفوق

    ليس الفكر الجمهورى وحده يا اخ محمد ... بل ان غالبية المسلمين يتعاملون مع الدين الاسلامى وكأنه انزل للعرب .... وبل ولأهل الجزيرة العربية دون غيرهم !
    ناسين او متناسين ان الخطاب الدينى موجّه لناس جميعاً ... فى أى زمان و أي مكان
    وأعتقد ان هذه الجزئية هى التى تقلق الدكتور شحرور ....
    فهو مهموم بعالمية الخطاب الاسلامى .... ويبحث عن مصداقية النص القرآنى على ارض الواقع ...
    فى السودان ... وفى موزمبيق ... واليابان وامريكا ...
    والرجل ظل يؤسس لمنهج قوى ... وبزل مجهود معرفى جبار للانطلاق بالرسالة الى آفاق أرحب
    مستخدماً دقّة القرآن ... ويحدّد مصطلحاته وأدواته وفق منهج صارم ويغوص بعيدا فى التفاصيل
    وهو بذلك يجعل الباب مفتوحا على آخره
    .....


    سلام ... وفى انتظار مساهماتك
                  

04-26-2013, 10:13 AM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفكرة الجمهورية فى مرمى النيران ! (Re: امير بوب)

    أخى عبد الله عثمان
    سلام وتحية .... وشكرا لمرورك الكريم على البوست ...
    وانا من المتابعين لمساهماتك عن قرب ...
    واشكرك كذلك على ايراد بعض الروابط المفيدة التى تسهم فى التعريف بوجهات النظر المختفة وتفيد عند التعاطى مع الفكرة الجمهورية
    .....
    رغم قناعتى التامة بأن بعض ما طرحه الاستاذ من العمق بمكان ...
    ويستحق الدراسة والتأمل .... ولكن ما يحزننى هو حصر الفكرة فى شخص الاستاذ ....
    وتحول مدرسة الفكرالجمهوري الى خلوة او مسيد له حيران ومريدين يستميتون فى الدفاع عن شيخهم ربما لدرجة التقديس !
    حتى صار الاستاذ فى شخصه هو جوهر الفكرة الجمهورية وليس أفكاره وطرحه الفكرى
    ورغم معرفتى بأن الاستاذ كان يحاول تبسيط منهجه للعامه ويحاول توصيل أفكاره بلغة بسيطة وواضحة .... حتى يستطيع المسلم العادى ان يلتقط بعض الخيوط
    التى تعينه على فهم الأمر ....
    ولكن مازالت الفكرة الجمهورية حبيسة الصالونات المغلقة .... ويتم تداولها فى المنتديات وعبر الأسافير وفى أضيق الحدود
    ولا تكاد تجد لها أثر محسوس عند الشخص العادى ان كان فى السودان او فى العالم العربى والاسلامى.... وظلّت محور اهتمام بعض المثقفين والصفوة !
    انا اعتقد ان التكثيف الشديد والغموض فى بعض جوانب الفكرة هو ما نفّر البعض منها ... وربما ساهم فى عدم استساغتها أحياناً.
    والملاحظ انه حتى فى النقاشات العادية التى تنشأ بين المهتمين بأمر الفكرة .... ينحصر الجدل حول فكرة الأصالة .... والأصيل الواحد
    وهل الاستاذ محمود هو المسيح المحمدى .... ويبدأ الدوران فى حلقة مفرغة .... وتأتى الاقتباسات ومحاولات التبرير واقناع الطرف الآخر... ثم
    لا يتم الوصول الى شىء ....

    الفكرة الجمهورية لم تعد هى وحدها الفكرة المدهشة فى هذا الزمن ...
    فالعالم من حولنا يضج بالعديد من الاجتهادات ... وهناك اطروحات قوية تستحق الدراسة و التأمل
    ورغم ذلك .... مازال بعض الجمهوريين فى مكانهم ... يستكينون للكسل ... والارتخاء الذهنى ... لا يتم التطرق لباقى تفاصيل الفكرة ... وعرضها بشكل لائق !
    ويكتفون فقط بما فى جبّة الاستاذ !

    Quote: كما تفضلتم يا دكتور فقد نوقش هذا الأمر من قبل ولكن لا ضير من قرآءة، وأخرى وثالثة والى ما لا نهاية.

    لا ضير من قرآته الى ما لا نهاية .... ولكن برؤى مختلفة


    سلام
                  

04-26-2013, 10:31 AM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفكرة الجمهورية فى مرمى النيران ! (Re: امير بوب)

    احمد الأبوابى يا رائع
    سلام حار .... وارجو ان تكون بخير
    طبعا انا من المتابعين لكتاباتك .... وطرحك المغاير بعض الشىء
    ....
    انت بالذات يا ابوابى انا عاوزك تتعمّق فى قراءة ما يطرحه دكتور محمد شحرور ....
    فـأنا متأكّد من انك ستجد فيه بعض ضالتك !
    ....
    أحيانا يا ابوابى نجد انفسنا متمترسين فى حتة ضيقة جداً ....رغم البراحات الواسعة
    ونصر على حشر انفسنا فى الركن .... لا لشىء اِلا لأننا ألفناه .... وتعودنا عليه !
    بعض الجمهوريين صاروا سلفيين فى طرحهم .... وهم كذلك يحاولون ايقاف عجلة الزمن عند المحطة التى وقف فيها الاستاذ !
    أخشى ان يأتى يوم تصير فيه الفكرة الجمهورية مما عفى عليه الزمن .... وان يتم تجاوزها بمراحل !
    مشكلتنا اننا لا ننظر حولنا فى العالم الكبير .... ونكتفى بما هو كائن امام أعيننا !
    فهناك العديد من العقول الجبّارة القادرة على انتاج كم من المعرفة تعجز عنه توقعاتنا ...
    ومايزال الباب مفتوحا للمذيد من الأسئلة ولمذيد من الاجتهادات.

    دم بخير ياصديقى ... وفى انتظار عودتك
                  

04-26-2013, 11:28 AM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفكرة الجمهورية فى مرمى النيران ! (Re: امير بوب)

    فى رحلة البحث عن الله .....
    هناك الكثير من الاسئلة الفلسفية الكبرى التى تعتبر مدخلا للنقاش ...والتى استطاع الدكتور شحرور الاجابة عليها بحجج قرآنية ومنطق متماسك
    مثلاً :
    هل هناك وجود حقيقي للعالم الموضوعي خارج الوعي الإنساني؟
    .... وإن كان ذلك كذلك.... فإن هذا العالم الموضوعي يقوم على المشخّصات فقط
    وانه لا يوجد تجريد فى الطبيعة ... اذن فمن اين أتى التجريد للانسان ؟


    ثم ....
    ان قوانين الطبيعة تقوم على المتناقضات ..... بينما قانون الفكر الاساسى يقوم على عدم التناقض
    فكيف أتى قانون الفكر الانسانى ؟




    متابعة,

    (عدل بواسطة امير بوب on 04-26-2013, 11:56 AM)

                  

04-27-2013, 11:13 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1259

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفكرة الجمهورية فى مرمى النيران ! (Re: امير بوب)



    Quote: رغم قناعتى التامة بأن بعض ما طرحه الاستاذ من العمق بمكان ...
    ويستحق الدراسة والتأمل .... ولكن ما يحزننى هو حصر الفكرة فى شخص الاستاذ ....
    وتحول مدرسة الفكرالجمهوري الى خلوة او مسيد له حيران ومريدين يستميتون فى الدفاع عن شيخهم ربما لدرجة التقديس !
    حتى صار الاستاذ فى شخصه هو جوهر الفكرة الجمهورية وليس أفكاره وطرحه الفكرى
    ورغم معرفتى بأن الاستاذ كان يحاول تبسيط منهجه للعامه ويحاول توصيل أفكاره بلغة بسيطة وواضحة .... حتى يستطيع المسلم العادى ان يلتقط بعض الخيوط
    التى تعينه على فهم الأمر ....
    ولكن مازالت الفكرة الجمهورية حبيسة الصالونات المغلقة .... ويتم تداولها فى المنتديات وعبر الأسافير وفى أضيق الحدود
    ولا تكاد تجد لها أثر محسوس عند الشخص العادى ان كان فى السودان او فى العالم العربى والاسلامى.... وظلّت محور اهتمام بعض المثقفين والصفوة !
    انا اعتقد ان التكثيف الشديد والغموض فى بعض جوانب الفكرة هو ما نفّر البعض منها ... وربما ساهم فى عدم استساغتها أحياناً.
    والملاحظ انه حتى فى النقاشات العادية التى تنشأ بين المهتمين بأمر الفكرة .... ينحصر الجدل حول فكرة الأصالة .... والأصيل الواحد
    وهل الاستاذ محمود هو المسيح المحمدى .... ويبدأ الدوران فى حلقة مفرغة .... وتأتى الاقتباسات ومحاولات التبرير واقناع الطرف الآخر... ثم
    لا يتم الوصول الى شىء ....


    الأخ الكريم / امير بوب

    تحية طيبة

    اعتقد ان التوسع في الحوار حول الفكرة الجمهورية الأن وبهذه الصورة، يبين بصورة واضحة مدي الحوجة الشديدة التي تعتري السودان علي وجه الخصوص، والعالم الاسلامي علي العموم، لفكر يختلف عن المطروح في الساحة، فكر يعالج المشكلات والازمات التي يعاني منها السودان حاليا، ومن وراه بقية المسلمين، ومن ثم يجعل منهم قوة فاعلة ومشاركة في المجتمع الكوكبي الذي بات كله في كفة والمسلمون في الكفة الاخري، وافتكر ان ما ساهمت به الفكرة الجمهورية في هذا المجال يتعدي بكثير ما تطرحه الافكار الاسلامية الاخري، بما فيها افكار الدكتور شحرور، فالفكرة الجمهورية لديها برنامج سياسي ومشروع اجتماعي متكامل يمكن تطبيقه، اما بقية الافكار فهي تنحصر في اصلاح بعض الجوانبـ وفي البحث في المدلول اللغوي، وده فارق كبير جدا يمكن مناقشته بصورة اوسع في قابل الايام..

    Quote: رغم قناعتى التامة بأن بعض ما طرحه الاستاذ من العمق بمكان ...
    ويستحق الدراسة والتأمل .... ولكن ما يحزننى هو حصر الفكرة فى شخص الاستاذ ....

    دي هي المشكلة الرئيسية او قل العقبة الرئيسية التي تقف في وجه الفكرة الجمهورية، ونسبة كبيرة من هذه العقبة يتحملها المتلقي، وليس الاستاذ او تلاميذه، فمثلا علي وجود الاستاذ الحسي كانت هناك تحفظات كثيرة مطروحة من قبل خصوم الفكرة، وكلها كانت تنصب في شخص الاستاذ، ولم يتجه خصومه الي نقد الفكرة نفسها ، كذلك الأمر بالنسبة للتلاميذ (الجمهوريون) فهم جاؤوا للفكرة برغم التحفظات الكثيرة المطروحة الان وسابقا، وأمنوا بها وحاولوا تطبيقها والالتزام بها كل قدر استطاعته.. اما بخصوص الملابسات التي حصلت بعد تنفيذ حكم الاعدام علي الاستاذ محمود، فده امر طبيعي، ففي المقام الاول شيئنا ام ابينا لا بد من الاعتراف بالاثر الكبير الصاحب اي فكرة او اي قائد لمجموعة عمل علي تدريبهم وتمرينهم لتطبيق قواعد او سلوك معين ، علي المتدربين او التلاميذ، اثناء وجوده وفي حالة غيابه، خصوصا اذا كانت العلاقة بين الطرفين لم تقم علي اي نوع من المصالح المادية المتبادلة ، بالقطع سيكون للعاطفة اثر كبير علي هذه العلاقة، فما بالك اذا كان غياب هذا القائد او الاستاذ قسريا وبصورة خالطها الكثير من العنف ، يمكنني في هذا المجال ان اورد نموذجا لذلك ، في شكل العلاقة التي كانت بيني وبينه، عند التزامي بالفكرة الجمهورية كنت شابا تخطي العشرين من العمر بقليل، عندها كانت الدنيا في السودان عامة، وفي الخرطوم علي وجه الخصوص تفتح ذراعيها لكل ملاذ الحياة ونعيمها بالنسبة لشاب في عمري، خصوصا اذا لم تكن ملتزما بخط اخلاقي او مجموعة تتبني قيما مغايرة لذلك الوضع، وحتي اذا اراد البعض منا الالتزام الاخلاقي فقد كانت هناك بعض الاطروحات التي توفق بين اللهو والدين، يعني ببسيط العبارة، ذلك الوقت طرح الجمهوريون فكرتهم التي تقوم في اساسها علي الزهد والتقشف، يعني بصريح العبارة قيود كثيرة علي رغبات النفس وملذات الحياة، يعني الجمهوري الذي يلتزم عليه ان يبتعد عن هذه الملذات برغبته، ولنقف كثيرا اما (رغبته) هذه ونتأملها باوسع معني يمكن ان توصلنا اليه، اكيد هذا الشخص الملتزم برغبته تأثر بصورة عميقة بصاحب الدعوة، وبالفكرة نفسها.. هذا الارتباط لن يكون من السهل تجاوزه في ظل هذه الواقعة الا بعد زمن طويل، وتنظيم يتعرض لهذه القسوة، وهو ملتزم بالسلم لن يكون من السهل عليه الصمود طويلا.. هاتان المتلازمتان من المؤكد كانتا حاضرتين بصورة قوية في اذهان خصوم الفكرة، وقطعا كانتا الدافع وراء الاعدام، فقطع الرأس سيشتت الجمهوريين، واعتقد ان هذه القاعدة حققت نجاحا ملموسا لوقت معلوم، ولكنها بالقطع في طريقها الي الفشل، فبمرور الزمن سيخف الاثر السالب ويبدأ الاثر الايجابي في الظهور، وهذا ما نراه حاليا، وهو ما يزعج خصومها حاليا.. فليس صحيحا ان العالم لا يعرف عن الاستاذ محمود شيئا، فدول مثل تركيا وماليزيا قامت بترجمة كتاب الرسالة الثانية من الاسلام، وهناك العالم الغربي الذي يعلم كثيرا عن كتب الاستاذ، ولا زالت دور الطباعة في الغرب مشغولة بالاستاذ وفكره، واخرها دفعها بكتاب Amazon.com: Islam's Perfect Stranger: The Life of Mahmud الي سوق القراء خير شاهد علي ذلك، وما وقوف الفكرة الجمهورية الان في مرمي النيران الا دليل علي حيويتها..

    http://www.amazon.com/Islams-Perfect-Stranger...tional/dp/1848850042

    ملحوظة: مسألة الاعتقاد في الاستاذ محمود بانه المسيح المحمدي، هي مشهد فردي، يكون الشحص فيه خاضعا للأعتقاد وفق حيثيات قد لا تقنع الاخر، لكنها لا تتخذ حجة ضد الفكرة او معها..
    مودتي
                  

04-27-2013, 11:19 AM

أحمد الابوابي
<aأحمد الابوابي
تاريخ التسجيل: 02-08-2011
مجموع المشاركات: 837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفكرة الجمهورية فى مرمى النيران ! (Re: امير بوب)

    صديقي العزيز ..أمير بوب ..
    أشكرك كثيراً على سانحة التفاكر ..
    .
    .
    فيما يبدو لي أنك تعيش حالة إعجاب كبير بالمفكر ( أحمد شحرور ) .. و هذا بالنسبة لي حق محترم .. فضلاً عن أن الدكتور شحرور صاحب طرح مميز ، و ثر ، يستأهل الوقوف أمامة بالتأمل ، و الإعجاب ، لذا فإن دعوتك هذه :
    Quote: انت بالذات يا ابوابى انا عاوزك تتعمّق فى قراءة ما يطرحه دكتور محمد شحرور ....
    فـأنا متأكّد من انك ستجد فيه بعض ضالتك !

    محل تقدير ..
    و يمكنك أن تعتبرها مجابة سلفاً ، فإن لي على فكر الدكتور شحرور قدر من الإطلاع ، لست أجد مانعاً من بذل المزيد منه .. و لعل تخصيصك الدعوة لي ينبع من معرفتك بطرائق تفكيري في سابق عهدنا ، و من خلال حواراتنا في تلك الأيام، مما جعلك تظن بأني سأجد عنده ضالتي .. و لكن ما أحب أن أن ألفت انتباهك له هو أن ضالتي ، ليست عند أحد من الرجال .. إنما ضالتي هي كنزي المخبوء بين جوانحي .. و هو كنز قد أستأنس في رحلة بحثي عنه بالرجال ، من العظماء الذين قلت عنهم صدقاً :
    Quote: فهناك العديد من العقول الجبّارة القادرة على انتاج كم من المعرفة تعجز عنه توقعاتنا ...

    قد أستأنس بكل هؤلاء من جميع الملل ، و النحل .. و من أي عنصر .. و لنعد منهم على سبيل المثال : محمد إقبال ، مالك ابن نبي ، القمني ، فراس السواح ، العشماوي ، و غيرهم من المعاصرين كثر ، فضلاً عما لا يسعهم العد من السلف ، لا أستثني منهم ابن تيمية ، و ابن القيم ، فضلاً عن الغزالي ، و ابن عربي ، و غيرهم .. و من غير العرب ، أرشح كين ولبر ، و اكهارت تولي ، يو جى كرشنا مورتي ، و أوشو .. و غيرهم كثيييييير ...
    و لكن ، يقينا ، ما من أحد منهم يستطيع أن يحمل عني معولي ، و لا أن يجد لي كنزي ، الذي هو ضالتي .. ذلك لأمر بسيط ، لأن كنزي هو في بيتي .. و أنا وحدي من يحمل مفاتحه ..
    و أنت محق في كل ما قلت عن خطر النصوصية ( السلفية الذي يتهدد الفكر الجمهوري ) ، و لعلك تجد مصداقاً لما قلت في كثير مما عبرت عنه في كثير من الخيوط التي شاركت فيها ، و لكن أرشح لك هذا الخيط :
    الفكرة الجمهورية و العقائدية .. و دورة الفكر الديني ..

    و منه أقتبس :
    Quote: اننا نجد ، أن في العقائدية ، يتم إجهاض مسار التطوّر الفكري للآيديولوجيا المحددة ، هذا التطوّر ، الذي لا يتم إلا في عقول الأفراد عبر العلاقة الحرّة الخلاقة ، بينهم و بين فكرتهم ، في مصادرها الأساسية ، و مع فكر الآخر ليتم التخليق العفوي ، و الأصيل لمنتوج يحمل في آن صفة الانتماء للفكرة الأم ، و في نفس الوقت روح ، و بصمة الفرد المنتج ..


    هكذا الأمر عندي .. (( مسار التطوّر الفكري للآيديولوجيا المحددة ، هذا التطوّر ، الذي لا يتم إلا في عقول الأفراد عبر العلاقة الحرّة الخلاقة ، بينهم و بين فكرتهم ، في مصادرها الأساسية ، و مع فكر الآخر ليتم التخليق العفوي ، و الأصيل لمنتوج يحمل في آن صفة الانتماء للفكرة الأم ، و في نفس الوقت روح ، و بصمة الفرد المنتج .. )) .. هو أمر تخليق يتم في وجدان الأفراد .. بتفاعل حر مع ما حولهم ، و من حولهم ..
    لذلك فدعنا نتسامى عن عبادة ( الأيقونات ) .. لا الأستاذ محمود ، و لا الدكتور شحرور .. و نقبل على العالم بعقل منفتح ، على قرار ما قلت لنبحث كل عن كنزه ..
    .
    .
    من ناحية أخرة فأنا أنبهك لأن الأستاذ محمود لم يكن يعوّل على التفاصيل الفكرية التي تمثل أجوبة لأسئلة من شاكلة ما قد طرحت :
    Quote: هل توجد في الإسلام نظرية في المعرفة الإنسانية (theory of knowledge)؟
    ماهو الفرق بين الإسلام والإيمان ؟
    ماهو الفرق بين القران والكتاب والزكر؟
    ماهي السبع المثاني؟
    ماهي أم الكتاب؟
    ماهو الإمام المبين؟
    ماهو اللوح المحفوظ؟
    ماهو الفرق بين الإنزال والتنزيل ؟
    اين يكمن الإعجاز الحقيقي للقرآن الكريم؟


    و هي أسئلة أنت عليم بأن الأستاذ محمود قد أجاب علي أكثرها حرفاً ، و أجاب على الباقي على نحو يمكن استقصاؤه ..
    و لكنه لم يكن يعوّل على تقديم الإجابات الجاهزة ، لتقرأ عنه .. بل كان يؤكد باستمرار أن (( ديننا ما دين قراية )) .. بل كان يركز على أن كل فرد عليه أن يعمل بالمنهاج النبوي ، ليتلقى من الله العلم (( اتقوا الله ، و يعلمكم الله )) ..
    فالأستاذ محمود داعية طريق بالأساس ، لا عارض معرفة ، إلا في معنى أن عرض المعرفة ، وسيلة لشحذ الهمم للعمل لطلب المعرفة عن طريق (( الطريق )) .. و المعرفة أيضاً ليست غاية في ذاتها .. بل وسيلة لأمر هو غاية الغايات .. أن يجد كل منا نفسه ، و يعرفها ، و يتصالح معها .. و لا يكتمل وجدان أحدنا نفسه ، إلا بأمر عظيم هو أن يعرف ربه .. لذا فقد كانت العبادة عند الأستاذ هي الوسيلة الواسلة ، و الموحدة ، لهذه الغاية بوجهيها المذكورين ..
    .
    أرجو ألا أكون قد أسهبت ، في الحديث عن أمور ليست من غاية هذا البوست القيم ..

    (عدل بواسطة أحمد الابوابي on 04-27-2013, 11:32 AM)

                  

04-27-2013, 05:06 PM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفكرة الجمهورية فى مرمى النيران ! (Re: أحمد الابوابي)

    الاخ جمال المنصورى
    سلام وتحية ... وشكرا ليك على المداخلة
    ....
    Quote: اعتقد ان التوسع في الحوار حول الفكرة الجمهورية الأن وبهذه الصورة، يبين بصورة واضحة مدي الحوجة الشديدة التي تعتري السودان علي وجه الخصوص، والعالم الاسلامي علي العموم، لفكر يختلف عن المطروح في الساحة، فكر يعالج المشكلات والازمات التي يعاني منها السودان حاليا، ومن وراه بقية المسلمين، ومن ثم يجعل منهم قوة فاعلة ومشاركة في المجتمع الكوكبي الذي بات كله في كفة والمسلمون في الكفة الاخري، وافتكر ان ما ساهمت به الفكرة الجمهورية في هذا المجال يتعدي بكثير ما تطرحه الافكار الاسلامية الاخري، بما فيها افكار الدكتور شحرور، فالفكرة الجمهورية لديها برنامج سياسي ومشروع اجتماعي متكامل يمكن تطبيقه، اما بقية الافكار فهي تنحصر في اصلاح بعض الجوانبـ وفي البحث في المدلول اللغوي، وده فارق كبير جدا يمكن مناقشته بصورة اوسع في قابل الايام..

    اتفق معك ان للفكرة الجمهورية برنامج سياسى ومشروع اجتماعى ... ولكن كل ذلك يظل نظرياً .... ولا يمكن اختبار امكانية تطبيقه اِلا بمقدار اقترابه وملامسته للواقع المعاش
    وبمدى تقبّله من المسلم العادى والبسيط الذى هو المعنى بجوهر الفكرة.
    اما التوسع فى الحوار حول الفكرة ... فمازال من شئون الصفوة ... ومازال محصوراً فى نفس المربع القديم .... ويمكنك مراجة البوستات المعنية بالأمر هنا فى الموقع او فى اماكن أخرى وسيتضح لك ذلك.
    ...
    اتفق معك ان الفكر الجمهورى يختلف عن المطروح فى الساحة الداخلية.... ولكنه ليس الوحيد وليس هو نهاية المطاف , فاذا توسعنا فى دائرة البحث والتنقيب فسنجد ان هناك العديد من الأفكار التى ربما تتجاوز سقف الفكرة الجمهورية وتستحق الاِحتفاء بها.
    ولا اعتقد ان التمترس خلف فكرة واحدة وتمجيدها مهما كان اقتناعنا بها هو الخيار السليم دائماً ....
    فليست هناك حقيقة مطلقة ... ولا توجد فكرة مهما كانت مكتملة الجوانب !
    وقديماً قيل : اِدعى الكمال فقد كذب ... ومن اِدّعى اجماع الناس على شىء فقد جانب الحقيقة , فما يدريه ... لعل الناس اِختلفوا من بعده !
    ...
    واختلف معك فى ان ماقدمته الفكرة الجمهورية يتعدى بكثير ما تطرحه الافكار الاسلامية الأخرى , فالفكرة الجمهورية بخلفيتها الصوفية قد بنيت فى بعض جوانبها على ما قيل فى الماضى ...
    وكثير من مرتكزاتها الفكرية لم تأتى فيها بجديد .... واما الاجتهادات الخاصة بالاستاذ موضع الخلافات , فاِلى حد ما تظل فى اِطار التنظير .... وربما بعضها غير قابل للتطبيق !
    كما اختلف معك فى التعميم فى القول بان الأفكار الأخرى تنحصر فى اصلاح بعض الجوانب او فى البحث فى المدلولات اللغوية فقط !
    اعتقد ان هناك الكثير من الأفكار الأخرى التى لا تقل قوة وجرأة عن الفكرة الجمهورية .... وربما بعضها اكثر عمقاً واكثر اِقناعاً !
    وبما انك تطرّقت لأفكار الدكتور شحرور ... فكنت اتوقع ان لا تبخس الرجل حقه ....
    فهو عقلية فلسفية جبّارة ... ويقدّم طرح قوى جدا ومتماسك من خلال رؤية متكاملة ... ولديه الكثير من الاجابات والحلول للنهوض بالخطاب الاسلامى والخروج به من اطار المحلية الى العالمية.
    وخير دليل على قوة طرحه هو الشعبية الكبيرة التى يحظى بها.... والتمدد والانتشار الكبير لأفكاره فى العالمين العربى والاسلامى والغربى.
    Quote: فليس صحيحا ان العالم لا يعرف عن الاستاذ محمود شيئا، فدول مثل تركيا وماليزيا قامت بترجمة كتاب الرسالة الثانية من الاسلام، وهناك العالم الغربي الذي يعلم كثيرا عن كتب الاستاذ، ولا زالت دور الطباعة في الغرب مشغولة بالاستاذ وفكره، واخرها دفعها بكتاب Amazon.com: Islam's Perfect Stranger: The Life of Mahmud الي سوق القراء خير شاهد علي ذلك، وما وقوف الفكرة الجمهورية الان في مرمي النيران الا دليل علي حيويتها..

    انا لم اقل ان العالم لم يسمع بالاستاذ محمود ولا يعرف عنه شيئاً .... ولكنى اعتقد ان هذه المعرفة متواضعة جدا ومحدودة وليست بحجم الاسهام الفكرى والمعرفى الذى قدّمه الاستاذ.
    Quote: ملحوظة: مسألة الاعتقاد في الاستاذ محمود بانه المسيح المحمدي، هي مشهد فردي، يكون الشحص فيه خاضعا للأعتقاد وفق حيثيات قد لا تقنع الاخر، لكنها لا تتخذ حجة ضد الفكرة او معها..

    هنا مربط الفرس ياعزيزى .... فالأشياء لا تتجزّأ !
    فالخلل فى الاِعتقاد هو اولى علامات السير فى الطريق الخطأ.... وهو بالتأكيد ليس أمر شخصى بمعزل عن الفهم والمنهج العام للفكرة

    تحياتى .... ولى عودة
                  

04-27-2013, 05:54 PM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفكرة الجمهورية فى مرمى النيران ! (Re: امير بوب)

    حبيبنا الأبوابى
    سلامات يا صديقى
    Quote: فيما يبدو لي أنك تعيش حالة إعجاب كبير بالمفكر ( أحمد شحرور )

    والله يا ابوابى انا فى رحلة بحث دائمة عن كل ما هو مقنع .... وعمّا يخاطب عقلى وروحى
    واعجابى بالدكتور محمد شحرور نابع من ادراكى ان الرجل لديه ما يقوله .... كما ان منهجه قوى جداً ومتماسك
    ويقدّم طرح جديد وفق رؤية شاملة من خلال الغوص بعيداً فى التفاصيل المألوفة ليفاجىء الجميع بما هو غير متوقع !
    ولكنى لا اتوقف عنده او عند غيره اِلا القدر الذى يكفينى لألتقط بعض مما عنده ... ثم امضى لا ألوى على شىء !
    Quote: و لكن ما أحب أن أن ألفت انتباهك له هو أن ضالتي ، ليست عند أحد من الرجال

    اعلم ذلك يا صديقى .... ولكن معرفتى بطرائق تفكيرك وعقليتك المتّقدة هى ما جعلتنى اراهن على حُسن استئناسك ببعض مما عنده.
    Quote: من ناحية أخرة فأنا أنبهك لأن الأستاذ محمود لم يكن يعوّل على التفاصيل الفكرية التي تمثل أجوبة لأسئلة من شاكلة ما قد طرحت :
    Quote: هل توجد في الإسلام نظرية في المعرفة الإنسانية (theory of knowledge)؟
    ماهو الفرق بين الإسلام والإيمان ؟
    ماهو الفرق بين القران والكتاب والزكر؟
    ماهي السبع المثاني؟
    ماهي أم الكتاب؟
    ماهو الإمام المبين؟
    ماهو اللوح المحفوظ؟
    ماهو الفرق بين الإنزال والتنزيل ؟
    اين يكمن الإعجاز الحقيقي للقرآن الكريم؟


    و هي أسئلة أنت عليم بأن الأستاذ محمود قد أجاب علي أكثرها حرفاً ، و أجاب على الباقي على نحو يمكن استقصاؤه ..
    و لكنه لم يكن يعوّل على تقديم الإجابات الجاهزة ، لتقرأ عنه .. بل كان يؤكد باستمرار أن (( ديننا ما دين قراية )) .. بل كان يركز على أن كل فرد عليه أن يعمل بالمنهاج النبوي ، ليتلقى من الله العلم (( اتقوا الله ، و يعلمكم الله )) ..
    فالأستاذ محمود داعية طريق بالأساس ، لا عارض معرفة ، إلا في معنى أن عرض المعرفة ، وسيلة لشحذ الهمم للعمل لطلب المعرفة عن طريق (( الطريق )) .. و المعرفة أيضاً ليست غاية في ذاتها .. بل وسيلة لأمر هو غاية الغايات .. أن يجد كل منا نفسه ، و يعرفها ، و يتصالح معها .. و لا يكتمل وجدان أحدنا نفسه ، إلا بأمر عظيم هو أن يعرف ربه .. لذا فقد كانت العبادة عند الأستاذ هي الوسيلة الواسلة ، و الموحدة ، لهذه الغاية بوجهيها المذكورين

    أهمية مثل هذه الأسئلة وغيرها هو ان الاجابة عليها هى المدخل الصحيح للتعاطى مع جوهر الأمر .... لأنها تمثّل المفاتيح الرئيسية لفهم النص القرآنى ... وبالتالى ما يُبنى على هذا الفهم
    فأىّ فكرة لا بد ان تقوم على تفاصيل او لبنات .... واِغفال مثل هذه المفاتيح ربما لا يوصل الى نتائج صحيحة.
    انا اعلم ان الأستاذ قد تحدّث عن بعض من هذه المفاتيح حسب فهمه لها ... ولكن بالتأكيد هناك قرايات تانية ورؤى مغايرة تماماً أدّت الى آليات ومقدّمات جديدة ... وبالتالى نتائج مختلفة !
    ......
    اشكرك على اِيراد الرابط ....وبالمناسبة انا متابع معظم اسهاماتك ... ومدرك للقلق الفكرى الذى ينتابك وانت تحمل معولك بحثاً عن كنزك المفقود.


    تحياتى ... وكن بخير
                  

04-27-2013, 06:15 PM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفكرة الجمهورية فى مرمى النيران ! (Re: امير بوب)

    للدكتور شحرور وفقاً لقراءته المعاصرة مجموعة من التعاريف لبعص المصطلحات الواردة فى التنزيل الحكيم والتى تمثل الركيزة الاساسية التى يبنى عليها منهجه
    ويعتقد ان فهمها والتفريق بينها هو المدخل الصحيح للتعاطى مع النص القرآنى ...
    وهى:

    الكتاب:

    1 – بالنسبة للنبي محمد (ص): هو مجموعة المواضيع التي جاءت إلى النبي محمد (ص) وحياً على شكل آيات وسور وهو ما بين دفتي المصحف من أول سورة الفاتحة إلى آخر سورة الناس، وفيه الرسالة والنبوة، وهو ما نطلق عليه التنزيل الحكيم.
    2 – بالنسبة لموسى وعيسى (ع): هو آيات الأحكام فقط أو ما يقال عنها الشريعة، فكتاب موسى هو شريعة موسى وأوحي إلى محمد (ص) منطوقاً لا مخطوطاً وتم خطه من قبل الناس.

    القرآن:
    هو مجموع الآيات المتشابهات التي تتحدث عن القوانين الكونية التي تحكم النجوم والكواكب والزلازل والرياح والمياه في الينابيع والأنهار والبحار، وعن قوانين التاريخ والمجتمعات التي تحكم نشوء الأمم وهلاكها، وعن غيب الماضي من خلق الكون وخلق الإنسان وأنباء الأمم البائدة (القصص القرآني)، وعن غيب المستقبل كقيام الساعة والنفخ في الصور والحساب والجنة والنار.

    السبع المثاني:

    وهي مقاطع صوتية وردت في فواتح السور، مثل: (ألم – ألمص- كهيعص – حم – طسم) تتألف من أحد عشر مقطعاً صوتياً هي القاسم المشترك في الكلام الإنساني، أشار إليها النبي باسم “جوامع الكلم”، والتنزيل الحكيم باسم “أحسن الحديث”، وتشكل مع الآيات المتشابهات (القرآن) كتاب النبوة، وبهما وقع الإعجاز والتحدي.

    التوراة:

    كتاب نبوة موسى، فيه الكونيات والقصص دون أحكام، فالأحكام نزلت مستقلة في ألواح (الوصايا العشر) والكتاب (شريعة موسى).

    الإنجيل:

    كتاب نبوة عيسى. لا توجد فيه أحكام، لأن الشريعة عند عيسى هي ذات أحكام الشريعة عند موسى معدلة. (القرآن والتوراة والإنجيل كتب نبوات).

    الفرقان:

    هو الوصايا العشر عند موسى ومحمد (ص) والحكمة عند عيسى، وهو الصراط المستقيم في التنزيل الحكيم، وورد في الآيات / 151 – 152 – 153/ في سورة الأنعام.

    أهل الكتاب:

    هم اليهود والنصارى، فالكتاب المقدس بقسميه العهد القديم والعهد الجديد يتألف من: الكتاب (الشريعة) + الحكمة (الوصايا) + التوراة (نبوة موسى) + الإنجيل (نبوة عيسى).

    الحديث:

    هو أنباء مجموعة آيات الأحداث الكونية والإنسانية سواء ما غاب منها في طيات الماضي، أو ما حصل في زمن النبي (ص) من حروب وهجرة، هذه الآيات لا توجد فيها أحكام ولا تشريعات.

    الذكِر:

    هو الصيغة اللغوية المنطوقة والمتعبد بها لكل آيات التنزيل الحكيم بغض النظر عن فهم محتواها، وهي الصيغة التي تعهد الله بحفظها.

    الآيات المحكمات:

    هي آيات كتاب الرسالة، فيها الأحكام والحدود والشعائر والقيم – التشريعات التي وردت في التنزيل الحكيم باسم (أم الكتاب)، بها أصبح محمد (ص) رسولاً. وهي الآيات التي تخضع للإجتهاد، وتحتمل الطاعة والمعصية.

    الآيات المتشابهات:

    هي آيات القرآن + السبع المثاني، الشارحة للقوانين الكونية والإنسانية، بها أصبح محمد (ص) نبياً. وهي الآيات التي تخضع للتأويل. وتحتمل التصديق والتكذيب.

    تفصيل الكتاب:

    وهو مجموع الآيات اللا محكمات (أي التي ليس فيها أوامر ونواهٍ) والآيات اللا متشابهات (أي التي ليس فيها قوانين)، وفيها وصف تفصيلي للتنزيل الحكيم، كقوله تعالى (ذلك الكتاب لا ريب فيه..) البقرة 2، وقوله (إنا أنزلناه قرآناً عربيا..) يوسف2، جاءت من عند الله مباشرة، لا من اللوح المحفوظ شأن المتشابهات ولا من الكتاب المبين شأن القصص القرآني.

    الكتاب المبين:

    هو مجموع آيات القصص القرآني سواء أكانت من أنباء غيب الماضي أم من أخبار زمن النزول في العصر النبوي.

    الإنزال:

    هو نقل المعلومة من شكل غير قابل للإدراك الإنساني إلى شكل قابل للإدراك. وقد تم هذا الإنزال دفعة واحدة بالنسبة للقرآن.

    التنزيل:

    هو نقلة موضوعية خارج الوعي الإنساني، تم فيها تنزيل الإنزال على مدى ثلاثة وعشرين عاماً. وفي الرسالة تلازم الإنزال والتنزيل لأنها من عند الله مباشرة.

    ليلة القدر:

    هي الليلة التي تم فيها إنزال القرآن بعد جعله عربياً، أي أصبح قابلاً للإدراك والإشهار (ليلة القدر خير من ألف شهر).

    الربوبية:

    هي أحد مقامين لا ثالث لهما للذات العلية، فرب الناس هو مالكهم وخالقهم ورازقهم شاؤوا أم ابوا. والعلاقة بينهم وبينه علاقة صارمة لا خيار فيها. ومن هذا المقام جاء كتاب النبوة (القرآن) بقوانينه الكونية والإنسانية. ومنه أيضاً جاءت الأسماء الحسنى، كالرزاق والمحيي والمميت، وأولها الرحمن. والرب هو المخصص للدعاء والسؤال لأنه المالك.

    الألوهية:

    هي المقام الآخر للذات العلية. وإذا كان مقام الربوبية للخلق جميعاً، فإن مقام الألوهية خاص بالإنسان العاقل، منه جاءت الرسالة (الأحكام) وفيها الطاعة والمعصية. ومنه أيضاً جاءت الأسماء الحسنى كالغفور والغفار والتواب، وهي علاقة من الإنسان إلى الله وعلى الإنسان أن يقبل بها. فالله هو رب محمد (ص) ورب أبو لهب، ولكنه إله محمد (ص) لأن (أبو لهب) لم يعترف بألوهيته.

    الرحمن:

    اسم الربوبية وفيه الأضداد، فالرحمن هو الرؤوف الرحيم وهو الجبار المنتقم في آن معاً. والله (رأس الألوهية) والرحمن (رأس الربوبية) هما مناط الدعاء عند الإنسان (قل أدعوا الله أو أدعوا الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى..) الإسراء 110.

    اللوح المحفوظ:

    هو برنامج القوانين الصارمة الناظمة للكون، هذا البرنامج لا ينفع فيه الدعاء ولا يتغير من أجل أحد.

    الإمام المبين:

    هو أرشيف الأحداث التاريخية والإنسانية الفردية والجماعية، ومنه جاء الكتاب المبين (القصص القرآني). وتتم أرشفة الأحداث فيه بعد حدوثها وتحولها إلى واقع، وإنما سمي القرآن قرآناً لأنه قرن معلومات الإمام المبين بمعلومات اللوح المحفوظ.

    العرش:

    أوامر الله ونواهيه ولا يحمل معنى مكانياً إطلاقاً.

    الكرسي:

    هو معلومات رب العالمين، والعرش فوق الكرسي، إذ لا يمكن الأمر والنهي إلا في شيء يدخل ضمن معلومات الآمر والناهي.

    نفخ الصور:

    هو تسارع التغير في صيرورة النظام الكوني.

    الساعة:

    هي انفجار الكون نتيجة تسارع التغير في صيرورته، ولحظة حدوثها عند رب العالمين فقط، فهي غير مبرمجة في اللوح المحفوظ.

    الفؤاد:

    هو الإدراك المشخص الناتج عن الحواس وعلى رأسها السمع والبصر، وهو المادة الخام للفكر.

    الفكر:

    هو عملية تحليل المدركات الآتية من الفؤاد.

    العقل:

    هو عملية الربط بين المدركات واستخلاص نتائج منها بعد تحليلها.

    العدم:

    هو الدال بدون المدلول، فخلق الوجود من العدم، أي أن الوجود كان في علم الله دالات بدون مدلولات. وكلمات الله هي الوجود وهو تطابق الدال مع المدلول وكمال المعرفة عند الله هو كلية التطابق بين كل احتمالات الدالات والمدلولات، لذا فالله يرى بدون عين ويسمع بدون أذن. فالعين والأذن أدوات معرفة. وكامل المعرفة لا يحتاج إلى أدوات معرفية إطلاقاً. وأن الرياضيات البحتة هي التعبير الأمثل عن العدم، وبما أن علوم الرياضيات البحتة متقدمة على علوم الفيزياء وبالتالي فإن هذا يؤكد أن العدم سبق الوجود وأن الوجود الكوني ليس أزلياً ولا أبدياً بل هو حديث.

    القلب:

    هو آلة العقل، وهو الدماغ، ولا يوجد في كل آيات التنزيل الحكيم ما يشير إلى العضلة القلبية التي تضخ الدم في أنحاء الجسم.

    القضاء:

    هو حركة واعية بين نفي وإثبات في قرار إرادي واع، وهذا لا نجده إلا في كتاب الأحكام (الرسالة).

    القدر:

    هو الوجود الموضوعي للأشياء والقوانين خارج الوعي الإنساني، وهذا لا نجده إلا في القرآن (علوم النبوة) وهو كلمات الله.

    الإسلام:

    هو الإيمان والتسليم بوجود الله وباليوم الآخر. هذا الإيمان هو رأس التقوى، وشهادة أن لا إله إلا الله هي تذكرة الدخول إلى عالم الإسلام. أركانه هي المحرمات الواردة نصاً في التنزيل الحكيم، ومن بينها الوصايا العشر (الفرقان) المذكورة في سورة الأنعام.

    الإيمان:

    هو التصديق بنبوات الأنبياء ورسالات الرسل كل في زمنه. فهناك مسلمون صدقوا بنبوة نوح أو هود أو موسى أو عيسى أو محمد (ص) وكلهم يؤمن بالله واليوم الآخر، رأس هذا التصديق بنبوة محمد (ص) هو شهادة أن محمداً رسول الله. أركانه هي الشعائر (الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج).

    المسلمون المؤمنون:

    هم من ينطقون بالشهادتين. بالأولى صاروا مسلمين، وبالثانية صاروا مؤمنين.

    المجرمون:

    هم من قطعوا كل صلة لهم بالله، وأنكروا اليوم الآخر. وهم من نسميهم اليوم (الملحدون) (قالوا لم نكُ من المصلين).

    الكفر:

    هو موقف علني واعٍ ضد أمر ما، شاع استعماله على الأغلب في مجال العقائد، فالكافر بالله هو الملحد المنكر لوجود الله، والكافر بنبوة محمد (ص) ورسالته هو من اتخذ موقفاً علنياً عدائياً منه فكذبه وآمر عليه. والكفر لسان مقال. وفي الحروب كل طرف يطلق على الطرف الآخر كافراً.

    الشرك:

    هو أن يجعل الإنسان لله شريكاً في العبادة والدعاء. ولا يلزم في الشرك أن يكون علنياً، وللشرك أنواع أسوأها شرك التجسيد الذي أشار إليه تعالى بقوله (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيما) النساء 48. والشرك لسان حال أكثر منه لسان مقال.

    الأمة:

    هي المجموعة من المخلوقات عاقلة أو غير عاقلة يجمعها سلوك موحد مثالها الأمة المحمدية.

    القومية:

    هي علاقة ارتباطية تجمع بين مجموعة عاقلة من الناس لها لغة واحدة ولسان واحد، الأمر الذي يخلق تجانساً بينهم في طريقة التفكير. مثالها: القومية العربية فالعرب هم قوم محمد (ص)، وبنو إسرائيل هم قوم موسى. والمؤمنون هم أمة محمد (ص).

    الشعب:

    هو مجموعة عاقلة من الناس يجمعها نظام سياسي ومعاشي واحد. وقد يتألف أحياناً من أمم متعددة وقوميات مختلفة. إنما في وطن واحد ودولة واحدة. وهو مفهوم أعم من الأمة ومن القومية فهناك أمة محمد (ص) وهناك قومية عربية، ولكن هناك 22 شعباً عربياً.

    الناسخ والمنسوخ:

    النسخ كما عرَّفه تعالى في البقرة 106 هو استبدال حكم ورد في رسالة سابقة بآخر أيسر منه في رسالة لاحقة، مثاله حكم الزنا بالرجم عند موسى تحول إلى جلد وتعذيب عند محمد (ص). أي أن النسخ لا يكون إلا في الأحكام ولا يكون إلا بين الرسالات. فقد ينتقل بند من بنود شريعة ما كما هو إلى شريعة تالية، أو يتم تعديله، أو يجري إلغاؤه. أما في آيات التنزيل الحكيم فلا ناسخ ولا منسوخ.

    الحرام (SIN):

    هو حكم شامل أبدي ثابت بالمنع الذي لا رخصة فيه، خص به الله نفسه حصراً. والمحرمات في حقيقتها قيود تكبل السلوك الإنساني، كانت في رسالة موسى أكثر من ستمائة، ثم صارت في رسالة محمد (ص) ثلاثة عشر محرماً لا غير، مصداقاً لقوله تعالى (..يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر..) البقرة 185.

    النهي:

    ظرفي وهو ضد الأمر، فقد يمنع لبس الذهب والحرير على الرجال دون النساء في ظرف معين، وغير الأبدي الثابت، لأنه يتغير حسب الظروف الموضوعية كنهي النساء عن زيارة القبور. والنهي قد يأمر به الله، أو يأمر به النبي، أو تأمر به التشريعات الإنسانية. وهو لا يحمل صفة الإكراه. فإن حمل صفة الإكراه يصبح منعاً. فالطبيب ينهى عن التدخين والسلطة تمنع التدخين في الأماكن العامة.

    التبذير:

    هو تجاوز حدود الإنفاق في الوجوه المشروعة المباحة، مثاله رجل أوصى ب 90% من ثروته للجمعيات الخيرية. ورجل دعا ثلاثة من أصحابه إلى مأدبة فصنع لهم طعاماً يكفي ثلاثين. والتبذير لا يكون إلا في الكم ضمن الحلال.

    الإسراف:

    هو الاشتطاط والإيغال في الخروج من الحلال إلى الحرام ولا علاقة للإسراف بزيادة أو نقصان. فكثيره وقليله سواء. وانظر في قوله تعالى (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل..) الإسراء 33، فقتل القاتل حلال، أما قتل كل أسرته أو عشيرته فإسراف محرم. وانظر في قوله تعالى (وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه..) طه 127. فالإسراف في الآية كفر بآيات الله. وقل مثل ذلك في اللواط وإخلاف الموعد والغش في المواصفات وغيرها. والإسراف لا يكون إلا في الكيف.

    الذنب:

    هو كل عمل يرتكبه الإنسان بحق الله تعالى شرط ألا تكون فيه إساءة للغير من أي نوع كان. مثاله الإقطار في رمضان دون عذر، والصلاة بغير وضوء، أو تفويت الصلاة في وقتها.

    السيئة:

    هو كل عمل يلحق بالآخرين ضرراٍ قل أم كثر، ولا تكون بحق الله تعالى فالله لا يساء له ولا تضره أعمال الخلق. مثالها: السرقة والافتراء والتطفيف أو الإخسار في الكيل والميزان.

    الحق:

    هو الوجود الموضوعي بنوعيه: الشهادة والغيب، خارج الوعي الإنساني. مثال الشهادة: الشمس والقمر والرياح والجبال والقوانين الناظمة لها، ومثال الغيب: الله واليوم الآخر، فالله حق لأن وجوده لا علاقة بالوعي الإنساني له، والكون حق لأنه قائم موجود سواء وعاه الإنسان أم لا. والحق وجود لا علاقة له بالحسن أو القبح. (ذلك بإن الله هو الحق) لقمان 30، (وهو الذي خلق السموات والأرض بالحق) الأنعام 73.

    الباطل:

    هو الوهم، فالاعتقاد بأن النجوم تضر وتنفع وأن الأحجار تضر وتنفع هو باطل ولا نقول عنه أنه خطأ، أي هو تصور في عقل الإنسان لا وجود موضوعياً له.

    كلمات الله:

    هي الوجود الموضوعي للأشياء والظواهر خارج الوعي الإنساني. فالشمس والقمر هي كلمات الله والمسيح كلمة الله، بها يحق الله الحق أي يجعله موجوداً في الحقيقة والواقع، مثالها كلمة كن فيكون التي بها تتحول إرادة الله إلى واقع ملموس، واقرأ قوله تعالى (إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون) يس 82، وقوله تعالى: (قلنا يانار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم) الأنبياء 69.

    مواقع النجوم:

    هي الفواصل بين آيات التنزيل الحكيم، سواء جاز الوقف عندها أم لم يجز.

    الزواج:

    هو علاقة صهر ونسب بين رجل بالغ عاقل وامرأة بالغة عاقلة، غايتها إقامة أسرة وحياة مشتركة وإنجاب ذرية وقوامها الإيجاب والقبول والعزم على الاستمرار. ولهما أن يفترقا بالطلاق بعد الزواج ضمن شروط بيَّنَها تعالى تضمن حق المرأة في النفقة والعدة.

    ملك اليمين:

    هو علاقة طوعية بين رجل بالغ عاقل وامرأة بالغة عاقلة ليس فيها صهر ولا نسب ولا نية في الإنجاب والاستمرار، وتقتصر على ممارسة الجنس بين الطرفين. وقد تكون المرأة ملكاً ليمين الرجل فينفق عليها، ومثاله زواج المتعة. وقد يكون الرجل ملكاً ليمين المرأة فلا تطلب منه أي نفقة أو سكن ومثاله زواج المسيار. وقد يكون ملك يمين متبادل بينهما، ومثاله زواج (الفرند).

    الخمر:

    هي كل شراب وصل بشاربه إلى درجة السكر، بحيث لا يعلم ما يقول ولا يميز ما يفعل. وإنما سميت الخمر خمراً لأنها تغطي بخمارها على العقل. والسُكر لا علاقة له بالكمية المشروبة وبعدد الكؤوس لاختلاف البشر بعضهم عن بعض. والسكر هو رجس الخمر المنهي عنه في التنزيل الحكيم.

    الشهيد:

    هو سامع الحدث ومبصره وحاضره، فالذي يحضر ويسمع عقد بيع بين متبايعين فهو شهيد وليس شاهداً. والذي رأى بعينه واقعة زنا بين طرفين هو شهيد أيضاً فشهداء بدر هم من حضروا بدراً، الذين قتلوا والذين بقوا أحياء من المؤمنين والمشركين. والصحفيون كلهم شهداء لأنهم يحضرون الحدث وينقلونه لنا. سواء من مات منهم وهو يؤدي عمله أم من بقي حياً. وقوله تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون) آل عمران 169 لا علاقة له مطلقاً لا بالشهادة ولا بالشهداء كما يتوهم كثيرون. والشهيد مفرد جمعه شهداء.

    الشاهد:

    هو من علم ودرى بالخبر من دون حضور. ثم حلله واستنتج منه بفضل خبراته نتائج. فالصحفيون كما قلنا شهداء، أما الذين يشاهدون التلفزيون ويسمعون الخبر فهم شاهدون. فلا بد لوجود الشاهدين أن يسبقه وجود شهداء. مثاله قوله تعالى (..وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين) يوسف 26.

    العباد:

    هو جمع مفرده عبد، والعبد من الأضداد، لأنه يطلق على الطائع والعاصي. والعبد هو الذي يختار أعماله بملء إرادته دون إكراه. وعباد الها هم من يطيع الله بإرادته ويعصيه بملء إرادته، وعبادية الناس لله هي حرية الاختيار.

    العبيد:

    هو جمع مفرده عبد مملوك، أي الرق، والعبد المملوك لا يملك من أمره شيئاً ويكون مكرهاً في جميع أحواله. فنحن عباد الله في الدنيا وعبيده يوم الحساب لا نملك من الأمر شيئاً. ونرى أن العبودية لله في الحياة الدنيا غير مطلوبة. وإن كانت موجودة فعلاً فهي حكماً لغير الله.

    الوالد:

    هو صاحب الحيوان المنوي (Biological Father) وقد يكون هو الأب المربي وقد لا يكون.

    الوالدة:

    هي صاحبة البويضة وقد تكون الوالدة أماً وقد لا تكون. (Biological Mother) والذي يحدد الوالد والوالدة هو فحص الحمض النووي DNA.

    الأب:

    هو من يقوم على رعاية الولد ويربيه. وقد يكون والداً وقد لا يكون، إنما في الحالتين له الحرمة والبر والإرث والنسب. والإنسان يكون له والد واحد وأب واحد. وقد يكونان في شخص واحد أو في شخصين.

    الأم:

    هي من ترعى الولد ابتداء من كونه جنيناً في رحمها، وقد تكون هي صاحبة البويضة الأولى وقد لا تكون. فهناك الأم الوالدة والأم الحاضنة والأم المرضعة والأم المربية وهناك أم المؤمنين، وكل هؤلاء الأمهات لهن حرمة، إنما هناك أم واحدة لها الحرمة والإرث والبر وهي التي دخلت في وعي الطفل على أنها أمه. الوالدان مفهوم بشري بيولوجي، والأبوان مفهوم إنساني اجتماعي.

    القلم:

    هو تمييز الأشكال بصفاتها بعضها من بعض والتعرف عليها، (Identification) فالعين تقلم الأشكال والألوان. والأذن تقلم الأصوات. واللسان يقلم الطعوم. والقلم هو وسيلة اكتساب المخلوقات للمعارف سواء العاقل منهم أو غير العاقل بما فيهم الملائكة. والمعرفة الإنسانية خط صاعد إلى الأعلى ومحوره القلم (التمييز) لا تخرج عنه إطلاقاً.

    البشر:

    هو كائن حي ينتمي إلى الفصيلة العليا من الكائنات الحية من الثدييات وهو وجود بيولوجي صرف. ومن هنا جاءت تسمية كلية الطب البشري، لأنها تدرس الإنسان ككائن حي.

    الإنسان:

    هو كائن بشري نفخ الله فيه من روحه، فتحول إلى كائن عاقل واعٍ، يستحق أن يخلف الله في الأرض، وحين يتجمع أفراد الإنسان تتشكل المجتمعات الإنسانية، أما الحيوانات فتتجمع في أسراب كالطيور أو في قطعان كالبهائم.

    الروح:

    هي العقل الذي يعقل به الإنسان الأشياء والأحداث وهو ما يميزه عن البهائم وهو مناط التكليف وهو نتاج نفخة الروح. وهذه النفخة عبر عنها باللغة، لأن اللغة هي حامل الفكر. فالبشر يمثل الوجود الموضوعي المادي للإنسان. والروح تمثل الوجود المدرك الواعي الإنساني للبشر والمعرفة والتشريع هي نتاج الروح وجاءت من الله مباشرة. هي قانون عدم التناقض الذي يقوم عليه الفكر الإنساني ويعبر عنها باللغة. فاللغة هي حامل الفكر. والبشر هو الجانب المادي للإنسان.
    إنسان = بشر (الموضوعي) + روح (الذاتي).
    روح = (معرفة + تشريع) بحامل لغوي.

    النفس:

    هي كل كائن حي يتنفس ويحتاج إلى الأوكسجين، وهي التي يصيبها الموت. وهي مجموعة المعلومات والأحاسيس التي تشكل الأنا الإنسانية منذ الطفولة وحتى الموت مع وجود التغير البيولوجي للخلايا، وهي التي تتوفى.

    آدم:

    هو أبو الإنسان وبه بدأ التاريخ الإنساني الواعي، وقد اختير من البشر وليس من الضروري أن يكون سكان الأرض من ذرية آدم، فهم أبناء آدم وليسوا أولاده، أي أن الإنسان العاقل المتكلم ينتسب إلى آدم.

    الشيطان:

    له معنيان، الأول: يجري في الإنسان مجرى الدم في العروق، وهو الجانب الآخر في العملية الفكرية، وكل إنسان له شيطانه وهو القرين الذي يحاول أن يوقعه في الخطأ والوهم. والثاني: شيطان الأخلاق وهو الذي يحاول أن يوقع الناس في الحرام ويقعد لهم على الصراط المستقيم (الوصايا).
                  

04-27-2013, 06:24 PM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفكرة الجمهورية فى مرمى النيران ! (Re: امير بوب)

    بعض اصدارات الدكتور محمد شحرور .... نقلاً عن موقعه

    الكتاب والقرآن – قراءة معاصرة:

    قدم الدكتور محمد شحرور في هذا الكتاب قراءة معاصرة، ونظرة جديدة للإسلام، تنطلق من خصائص اللسان العربي، ووقوفاً على الأرضية الفلسفية والمعرفية
    للقرن العشرين. وقد عرض وجهة نظر جديدة إلى الوجود والمعرفة والتشريع والأخلاق والجمال والاقتصاد والتاريخ، استنتجها حصراً من آيات الذكر الحكيم، آخذاً بعين
    الاعتبار شمولية الإسلام، التي جاءت من حنيفيته بالتشابه والحدود.
    لقد تبين أن العمود الفقري للعقيدة الإسلامية، هو قانون تغير الصيرورة (التطور)، حيث تكمن عقيدة التوحيد، وقانون تغير الأشياء. وانطلاقاً من هذه النظرة، وضع
    الدكتور محمد شحرور تعريفاً للإسلام وفقاً للآية الكريمة (إن الدين عند الله الإسلام)، وتوصل إلى وضع منهج جديد في أصول التشريع الإسلامي القائم على
    البينات المادية، وإجماع أكثرية الناس، وأن حرية التعبير عن الرأي وحرية الاختيار، هما أساس الحياة الإنسانية في الإسلام.

    دراسات إسلامية معاصرة في الدولة والمجتمع:

    قراءة معاصرة للمجتمع والدولة، من وجهة نظر التنزيل الحكيم، استعرض فيه الدكتور محمد شحرور نشوء الأسرة والأمة والقومية والشعب، من الناحية التاريخية،
    والفروق بينها. وحدد مفهوماً معاصراً للحرية والشورى، وصل به إلى أن الحرية والعلم توأمان، وأن التقنية أس العلم وجوهره، تماماً كما أن الديمقراطية أس
    الحرية وجوهرها.
    وأوضح، في قراءته لقوله تعالى (حتى يغيروا ما بأنفسهم)، أن داء العرب والمسلمين يكمن في الآبائية والاستبداد. وشرح أنواع الاستبداد العقائدية والفكرية
    والاجتماعية والمعرفية والاقتصادية والسياسية، من خلال شرحه للظاهرة الفرعونية والهامانية والقارونية، كما وردت في التنزيل الحكيم.
    وعرض في بيانه لآثار الاستبداد على علوم القرآن والفقه والحديث واللغة، إلى الجهاد (العنف واللا عنف)، إلى القصاص والعقوبات شكلاً ومضموناً، ووصل انطلاقاً من
    صدق قوله (ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها، ألم تعلم بأن الله على كل شيء قدير) إلى أن النسخ والإنساء لا يكون في الرسالة الواحدة، بل
    بين الرسالات المتتابعة.
    كل ذلك في قالب علمي متين، يركز على صدق الخبر القرآني من جهة، وعلى الدلالات اللغوية للألفاظ والمعاني في التنزيل من جهة أخرى.


    الإسلام والإيمان – منظومة القيم:

    هناك دين واحد عند الله هو الإسلام، بدأ بنوح (ع)، وتنامى متطوراً متراكماً على يد النذر والنبوّات والرسالات، إلى أن خُتم متكاملاً بالرسول الأعظم
    محمد (ص). والإسلام هو دين الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وهو منظومة المثل العليا، وهو العروة الوثقى، وهو الصراط المستقيم.
    الإسلام فطرة.. والإيمان تكليف. الإسلام يتقدم على الإيمان، إذ لا إيمان دون إسلام يسبقه يأتي قبله. المسلمون هم معظم أهل الأرض، وأما المؤمنون فهم أتباع
    محمد (ص). فإبراهيم (ع) أبو المسلمين، ومحمد (ص) أبو المؤمنين.
    من هذه الأسس ينطلق الدكتور محمد شحرور في هذا الكتاب، لفهم الفرق بين تعاليم الإسلام وتكاليف الإيمان، بدلالة الفرق بين الكتاب والفريضة والموعظة، وما
    يترتب عليه فهم جديد لقوانين الإرث وأنصبته.
    ومن هذه القواعد، وبدلالة الفرق بين العباد والعبيد، ينتهي الدكتور محمد شحرور إلى أن التنزيل الحكيم لم يعترف بالرق إطلاقاً ولم يُجزه، وإن كان قد ذكره ذاماً، كوضع
    قائم موجود. وإلى أن مُلك اليمين لا يعني الرق البتة، وإلى أن العلاقة بين الله والناس علاقة عبادية حرة، وليست علاقة عبودية استعبادية. ثم يخلص إلى أن العبادات
    تتجلى في كل حقول الحياة.
    ومن هذه المنطلقات يخلص الدكتور محمد شحرور إلى تعريف الكفر والشرك والإجرام والإلحاد.
    ويختم الدكتور محمد شحرور كتابه برأي في الإلام والسياسة، فيبيّن أن الإسلام، من حيث هو توحيد ومثل عليا إنسانية، غير قابل للتسييس. وأن محاولة البعض
    تسييس الإسلام، ومحاولة البعض الآخر أسلمة السياسة، أضاعت السياسة والإسلام معاً.

    نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي – فقه المرأة (الوصية – الإرث – القوامة – التعددية – اللباس):

    يتحدث الكتاب عن مصداقية الرسالة المحمدية وخاتميتها، ونحن في بدايات القرن الحادي والعشرين.
    ولبيان هذه الخاتمية وعالميتها، بحث الدكتور محمد شحرور في مفاهيم الكينونة والسيرورة والصيرورة عند الكون والإنسان (كان/سار/صار). وخلص إلى أن التنزيل
    الحكيم كينونة في ذاته، وسيرورة وصيرورة لغيره، تتحرك مضامينه ومحتوياته مع تحرك السيرورة التاريخية والصيرورة المعرفية.
    على ضوء ذلك، حدد الدكتور محمد شحرور مفهوم السنة النبوية، واقترح أصولاً جديدة للفقه الإسلامي ولأدلة الاستنتاج، انطلاقاً من أن النبي (ص) قام بالصيرورة
    الإنسانية الأولى للتنزيل.
    طبَّق الدكتور محمد شحرور في هذا الكتاب ما وصل إليه من أصول، على فقه المرأة وآيات المواريث، غنتج لديه علم جديد للمواريث، يختلف عن السائد الآن في علم
    الفرائض. واتضح عنده أن التنزيل الحكيم لم يسوّ في الإرث بين الذكر والإنثى كأفراد، بل سوّى بين الذكور والإناث كمجموعات.
    كذلك بحث الدكتور محمد شحرور في الوصية والقوامة والتعددية ولباس المرأة.

    تجفيف منابع الإرهاب:

    كثرت في الآونة الأخيرة الأحاديث والكتابات حول ظاهرة العنف والإرهاب وخاصة في الثقافة الإسلامية. ورأينا بأن هناك مواضيع إضافية تلعب دوراً أساسياً في صياغة
    قناعات العنف تحت عنوان الجهاد والقتال والشهادة، وهل هناك شيء اسمه عمليات استشهادية، أم هي بدعة على الثقافة الإسلامية؟
    هذه المواضيع هي الولاء والبراء والرِّدّة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومقاصد الشريعة التي تضمنها هذا الكتاب الذي حاول فيها الدكتور محمد شحرور إلقاء الضوء
    على هذه المواضيع مجتمعة، لا كلٍّ على حدة.

    (عدل بواسطة امير بوب on 04-27-2013, 06:26 PM)
    (عدل بواسطة امير بوب on 04-27-2013, 06:28 PM)

                  

04-27-2013, 06:33 PM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفكرة الجمهورية فى مرمى النيران ! (Re: امير بوب)

    بعض ملامح منهج شحرور من موقعه
    .....

    المنهج المتبع في التعامل مع التنزيل الحكيم
    وفق القراءة المعاصرة

    مقدمة

    خلال مسيرتنا نحو قراءة معاصرة للتنزيل الحكيم، قمنا حتى الآن بنشر أربعة كتب ابتداء من عام 1990، ونحن الآن في عام 2007 نقوم بتحضير الكتاب الخامس الذي نأمل أن يصدر في بدايات عام 2008. كما أننا نقوم مع فريق عمل بتلخيص أهم الأبحاث في الكتب الأربعة ومن الكتاب الخامس لترجمتها إلى اللغة الإنكليزية، وتقديمها للقارئ المسلم غير العربي، وغير المسلم وغير العربي. لذا رأينا أن نقدم له النقاط الرئيسية للمنهج المتبع في تأليف الكتب. هذه النقاط تتألف من المنهج اللغوي والمنهج المعرفي المتبع في التعامل مع التنزيل الحكيم. وقد تم اختصار وتكثيف المنهج في بنود مرقمة لجعلها سهلة على القارئ، وبدأنا بالبنود اللغوية، ثم الفكرية ثم الفقهية، وهي تعرِّف القارئ كيف وصلنا إلى الاستنتاجات التي أوردناها في الفصل الثاني تحت عنوان (المصطلحات) وهي التي تم شرحها واستنتاجها بشكل مفصل في كتبنا الأربعة. وفيها يرى القارئ ماهو معنى ومحتوى القراءة المعاصرة، حيث تم اختراق كثير مما يسمى بالثوابت، وخاصة مايسمى أصول الفقه التي تم وضعها من قبل الناس في القرون الهجرية الأولى وهي – برأينا – لاتحمل أي قدسية، وبدون اختراق هذه الأصول لم نتمكن – ونرى – أنه لايمكن تجديد أي فقه. ونورد هنا مقولة آينشتاين الشهيرة: “إنه لمن الحماقة أن تعتقد أنك ستحصل على نتائج جديدة وأنت تكرر الشيء نفسه” فمن هنا نرى أن أطروحات التجديد لامعنى لها ولاتؤتي ثمارها، وإنما هي تكرار للذات وللسلف وهي مجموعة من الخطابات والكلمات الرنانة بدون أي معانٍ أو أفكار مفيدة. فأي تجديد لايسمى تجديداً إلا إذا اخترق الأصول، وعلينا أن نعي حقيقة تاريخية هامة جداً وهي أن التاريخ الإنساني حسب التنزيل الحكيم يمكن أن يقسم إلى مرحلتين: المرحلة الأولى مرحلة الرسالات التي انتهت برسالة محمد (ص). والمرحلة الثانية مرحلة مابعد الرسالات والتي نعيشها نحن. أي أن الإنسانية الآن لاتحتاج إلى أية رسالة أو نبوة، بل هي قادرة على اكتشاف الوجود بنفسها بدون نبوات، وقادرة على التشريع بنفسها بدون رسالات. والإنسانية اليوم أفضل بكثير من عصر الرسالات، لأن البشرية كانت بحاجة إليها للرقي من المملكة الحيوانية إلى الإنسانية، أما نحن فلا. وعلينا أن نعي أن المستوى الإنساني والأخلاقي في تعامل الناس بعضهم مع بعض أفضل بكثير من قبل وحتى في عهد الرسالات. فالبكاء على عصر الرسالات لاجدوى منه، لأننا الآن في مستوى أرقى معرفياً وتشريعياً وأخلاقياً وشعائرياً. ويكفي أن ضمان حقوق الإنسان أصبح كابوساً على رأس كل متسلط. والمؤسسات المدنية المحلية والعالمية التي تقوم على أساس تطوعي، تتنامى يوماً بعد يوم، وأنه تم إلغاء الرق بشكل كامل، حيث دشنت الرسالة المحمدية بداية تحرير الرق والمرأة ولم ينته إلى الآن. هذه المظاهر التي كانت لاتعرفها البشرية من قبل. ونحن قرأنا التنزيل الحكيم على أنه خاتم الرسالات، بعيون وعقل عصر مابعد الرسالات على أساس أنه جاء للأولين بمستوى، أي قرؤوه بعيونهم وبمستوى معارفهم، ولنا بمستوى آخر نقرأه بعيوننا وبمستوى معارفنا، ولايمكن أن تكون الصلاحية إلا هكذا.والحمد لله رب العالمين. دمشق كانون الأول / ديسمبر 2007.

    المنهج

    المنهج، أي النظام المعرفي المتبع، الذي انطلقت منه في محاولة فهم التنزيل الحكيم وإعادة تأسيس فقه اسلامي معاصر يتلخص في نقاط أساسية نراها صالحة كمنطلق لقراءة ثانية للكتاب والسنة، على ألا ننسى أنها ليست القراءة الأخيرة، وإلا لوقعنا فيما وقع فيه السلف والسلفيون والآباء والآبائيون. فالذي يدعي فهم كتاب الله ككل من أوله إلى آخره فهماً مطلقاً، إنما يدعي شراكة الله في المعرفة في ضوء قوله تعالى {ويقول الذين كفروا لست مرسلاً قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب} الرعد 43. هذه النقاط تتلخص فيما يلي:

    إيمانيات :

    1 – إن آيات التنزيل الحكيم عبارة عن نص إيماني وليست دليلاً علمياً، يمكن إقامة الحجة بواسطتها على أتباع المؤمنين بها فقط، أما على غيرهم فلا يمكن. وعلى أتباع الرسالة المحمدية المؤمنين بالتنزيل الحكيم أن يوردوا الدليل العلمي والمنطقي على مصداقيتها. 2 – إن التاريخ الإنساني ككل في مسيرته العلمية والتشريعية والاجتماعية منذ البعثة المحمدية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، هو صاحب الحق في الكشف عن مصداقية التنزيل الحكيم، وهذه المصداقية ليس من الضروري أن ترد على لسان صحابي أو تابعي أو فقيه. 3 – إن الوجود المادي وقوانينه هما كلمات الله، وابجدية هذه الكلمات هي علوم الفيزياء والكيمياء والجيولوجيا والبيولوجيا والفضاء… إلخ، وإن الكم المنفصل (Digital) والكم المتصل (Equations) هما آلية هذه العلوم، وهذا الوجود مكتفٍ ذاتياً ولايحتاج إلى شيء من خارجه لفهمه، وهو لايكذب على أحد ولايغش أحداً، وبنفس الوقت لايساير أحداً وهو عادل في ذاته (وتمت كلمات ربك صدقاً وعدلاً) الأنعام 115. 4 – بما أن التنزيل الحكيم هو كلام الله (وَإِنْ أَحَدٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ) التوبة 6، فوجب بالضرورة أن يكون مكتفٍ ذاتياً، وهو كالوجود لايحتاج إلى أي شيء من خارجه لفهمه، هذا لإيماننا واعتقادنا بأن خالق الكون بكلماته هو نفسه موحي التنزيل الحكيم بكلامه، وهو الله سبحانه وتعالى. لذا فإن مفاتيح فهم التنزيل الحكيم هي بالضرورة داخله، فلنبحث عنها داخل التنزيل الحكيم وبدون صحاح ومسانيد ..إلخ وبدون قول صحابي أو تابعي، ويمكن سماع كل الأقوال والاستئناس بها. إن أبجدية كلام الله هي فهم المصطلحات، لذا أوردنا فصل خاص بها، والمنهج المعرفي في التعامل مع التنزيل الحكيم حيث أن المعرفة أسيرة أدواتها وهذا ماسنشرحه في المنهج. لذا فإن التنزيل الحكيم مطلق في ذاته، نسبي لقارئه ونسبيته تتبع تطور نظم المعرفة وأدواتها، وهذا مانطلق عليه ثبات النص في ذاته وحركة المحتوى لقارئه، وهنا نعلم لماذا كان النبي (ص) ممتنعاً عن شرحه إلا في الشعائر فقط. 5 – الأساس في الحياة هو الإباحة، وصاحب الحق الوحيد في التحريم هو الله فقط، وهو أيضاً يأمر وينهى، لذا فإن المحرمات أُغلقت بالرسالة المحمدية، وكل إفتاءات التحريم لاقيمة لها. أما غير الله، ابتداء من الرسل وانتهاء بالهيئات التشريعية، فهي تأمر وتنهى فقط (وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) الحشر 7، حيث أن الأمر والنهي ظرفي زماني مكاني، والتحريم شمولي أبدي. لذا فإن الرسول (ص) لايحرم ولايحلل، وإنما يأمر وينهى لذا فإن نواهيه كلها ظرفية. 6 – إن محمداً (ص) كان مجتهداً في مقام النبوة (لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ) التوبة 117، ومعصوماً في مقام الرسالة (يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النَّاسِ) المائدة 67، لذا فهناك سنة نبوية وسنة رسولية، وفي السنن الرسولية أو النبوية لايوجد محرمات إطلاقاً وإنما هي أوامر ونواهٍ. 7 – إن الإيمان بالله واليوم الآخر هو تذكرة الدخول إلى الإسلام، والإسلام يقوم على هذه المُسَلَّمة، والعمل الصالح هو السلوك العام للمسلم، وكل قيمة إنسانية عليا ليست وقفاً على أتباع الرسالة المحمدية هي من الإسلام مثل بر الوالدين والصدق وعدم قتل النفس وعدم الغش والأمانة..إلخ.وبما أن العمل الصالح من الإسلام، فأبدع ماشئت، فلك أجر أنت ومن اتبعك. ورأس الإسلام هو شهادة أن لاإله إلا الله شهادة شاهد (قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) الأنبياء 108. أما شهادة أن محمداً رسول الله فهي رأس الإيمان، والإيمان بها تصديقاً. وأتباعه هم المسلمون المؤمنون، وكل عمل هو وقفٌ على أتباع الرسالة المحمدية ولايقوم به غيرهم هو من الإيمان، مثل الصلوات الخمس وصوم رمضان ونصاب الزكاة وصلاة الجنازة، حيث أن هذه الشعائر هي من أركان الإيمان وليست من أركان الإسلام وفيها الإبداع بدعة ومرفوض. لذا نرى أن هناك إيمانان: الأول، الإيمان بالله الواحد وهو الإسلام والمسلمون، والثاني الإيمان بالرسول (ص) (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ) الأنفال 64، وهو الإيمان والمؤمنون، والإسلام يسبق الإيمان دائماً، ويوجد أجر على كل واحد منهما (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ) الحديد 28. الكفل الأول على الإسلام والكفل الثاني على الإيمان. وبما أن الإسلام عام إنساني، فهو الدين الوحيد الذي ارتضاه الله لعباده، وهو دين الفطرة، وقد تراكم من نوح حتى محمد (ص). أما أركان الإيمان فهي ضد الفطرة تماماً كصوم رمضان والصلوات الخمس. ولايمكن للإنسان أن يقوم بها إلا إذا أمره أحد بها وهداه إليها، لذا قال تعالى عن الإسلام والإيمان (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُمْ بَلْ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ) الحجرات 17. لذا فإن أهم إصلاح ثقافي نحن بحاجة إليه هو تصحيح أركان الإسلام وأركان الإيمان، حيث تم وضع أركان الإيمان على أنها أركان الإسلام، مما أوقعنا في أزمة ثقافية وأخلاقية كبيرة جداً، حيث أن الأخلاق والقيم العليا أصلاً غير موجودة في أركان الإسلام المزعومة، فالإسلام فطرة والإيمان تكليف.
    أوليّات:

    عند دراسة أي نص لغوي، مهما كان نوعه، لدينا الأركان التالية: المؤلف – النص – القارئ أو السامع. فالقارئ يتعرف على المؤلف من خلال النص وقراءاته له، وليس ضرورياً أن يذهب القارئ إلى المؤلف ويجلس معه ليفهم منه ماذا يريد بكتابه. فإذا فهم القارئ النص مئة بالمئة كما أراده المؤلف، فهذا يعني أنه دخل إلى عقل المؤلف وصار مثله في المعارف الواردة في النص. وعندما يقرأ القارئ النص فإنه يوظف معلوماته المكتسبة تلقائياً ليفهمه، فإذا لم يفعل ذلك فإنه يعطل فكره ولا يفهم شيئاً، وهذا ما يحصل مع شديد الأسف عند الكثير من الناس حين يقرؤون آي الذكر الحكيم. ففي التنزيل الحكيم، ولله المثل الأعلى، المؤلف هو الله مطلق المعرفة، والنص هو التنزيل الموحى، والسامع هو الناس محدودو المعرفة من زمن التنزيل إلى أن تقوم الساعة، بمختلف مداركهم ومعارفهم المتطورة دائماً والمتقدمة دائماً. لهذا، لا يمكن لانسان واحد، أو لمجموعة من البشر في جيل واحد، أن يفهم النص القرآني بشكل كامل مطلق كما أراده صائغه، وإلا أصبح شريكاً لله في المعرفة، بدلالة قوله تعالى {لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون{ الأنعام 67. ولما كان ذلك كذلك، وبما أنه لا وحي ولا تنزيل بعد محمد (ص) الخاتم، يضع الأنباء في مستقرها، وبما أن الله يعلم بعلمه الكلي اختلاف القارئ – إلى أن تقوم الساعة- في الأرضية المعرفية وفي المدركات، فجاء تنزيله يحمل ظاهرة التشابه، أي ثبات النص وحركة المحتوى في النبوة، وجاءت الأحكام في هذا التنزيل حنيفية، تحمل مرونة التطابق مع المتغيرات الزمانية والمكانية، في تحركها بين حدود الله الدنيا والعليا في الرسالة، تاركة للمجتمع وللأرضية المعرفية في المجتمع فهمم وصنع المعاني، واختيار النقطة الملائمة لها، ضمن هذه الحدود حصراً، لتقف عليها وتأخذ بها، ومقلدة للتشريع الإلهي في مؤسساتها التشريعية بإصدار شرائع حدودية ظرفية.
    لغويّات:

    1 – الألفاظ خدم للمعاني، فالمعاني هي المالكة سياستها المتحكمة فيها. ووظيفة اللغة هي آلية التفكير ونقل ما يريده متكلم إلى سامع. 2 – حين يخاطب المتكلم سامعاً، فهو لا يقصد إفهامه معاني الكلمات المفردة، لذا فالثقافة المعجمية غير كافية لفهم أي نص لغوي، فما بالك إذا كان النص هو التنزيل الحكيم. والمعاني موجودة في النظم، وليس في الألفاظ كل على حده. وحين نقول إن الولد أكل تفاحة حمراء، فنحن نعني ضمناً وبالضرورة أن هناك تفاحاً بألوان أخرى، وعندما نقرأ قوله تعالى (الإثم والبغي بغير الحق) فنحن نفهم ضمناً وبالضرورة أن هناك إثماً وبغياً بحق، ولو لم نقل ذلك لفظاً بالنص. وهذا ما نطلق عليه المسكوت عنه. 3 – اللغة حاملة للفكر، وتتطور معه. وهناك تلازم لا ينفصم بين اللغة ووظيفة التفكير عند الانسان، حتى الأحلام التي يراها النائم، يراها ضمن حامل لغوي. 4 – التنزيل الحكيم يحوي أعلى مستوى من البلاغة التي لا يمكن تجاوزها أو الاتيان بمثلها في أداء المعنى وتوصيله إلى السامع. فهو الكتاب الوحيد الذي يمثل في جميع آياته الخيط الفاصل بين التطويل الممل والايجاز المخل، ولهذا فعلينا أن نقرأ المسكوت عنه الذي اقتضته البلاغة، كما في آية المواريث حيث سكت عن الذكر في قوله تعالى {وإن كانت واحدة فلها النصف} وفي قوله تعالى {فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك} النساء 11. 5 – التنزيل الحكيم خال من الترادف، في الألفاظ وفي التركيب. فاللوح المحفوظ غير الإمام المبين، والكتاب غير القرآن، وللذكر مثل حظ الأنثيين لاتعني للذكر مثلا حظ الأنثى. ومن يقول بالترادف في المفردات والتراكيب فكأنه يقول إن التنزيل الحكيم نزل على مبدأ ماأعذب هذا الكلام لاأكثر من ذلك مقارنة بالشعر الذي لايعيبه الترادف والكذب. وإن القول أن الناقة لها خمسين إسماً، فهذا يمثل مرحلة ماقبل التجريد النهائي في اللغة، ويمثل بدائية اللغة، لذا فإننا لانأخذ به الآن. 6 – التنزيل الحكيم خالٍ من الحشو واللغو والزيادة، فما اعتبره النحاة زائداً في النحو، ليس زائداً في الدلالة، و لا يمكن حذف كلمة من التنزيل الحكيم دون أن يختل المعنى، ولا يمكن من جهة ثانية تقديم أو تأخير أي من كلماته وألفاظه، دون أن يفسد النظم الحامل للمعنى، وليس مجرد خلل في جمالية الشكل أو الوقع الموسيقي. 7 – التنزيل الحكيم دقيق في تراكيبه ومعانيه، فالدقة فيه لاتقل عن مثيلتها في الكيمياء والفيزياء والطب والرياضيات. وهذا أمر طبيعي، فصانع هذا الكون من أصغر ذرة إلى أكبر مجرة، وخالق هذا الإنسان بأعصابه وأوردته وشرايينه وعظامه ولحمه وجلده وشعره وأجهزة السمع والبصر والإدراك، هو ذاته صاحب التنزيل، الذي لابد وأن تتجلى في دقته وحدة الصانع ووحدة الناموس. فلكل حرف فيه وظيفة، ولكل كلمة فيه مهمة، وقوله تعالى {ولأبويه لكل واحد منهما السدس} النساء 11. لاتعني أبداً (ولوالديه لكل واحد منهم السدس). لذا فإن تطور مستوى الدقة عندنا أعلى بكثير من مستوى الدقة عند السلف، فالكون هو الكون، ولكن مستوى الدقة عندنا الآن في دراسة الكون أعلى بكثير مما كان عليه في القرن الماضي. واستعمال دقة العصر في العلوم والتشريع هو من أساسيات القراءة المعاصرة. 8 – عند تأويل آيات التنزيل الحكيم لابد من الامساك بالخيط اللغوي الرفيع الذي لا يجوز تركه، والذي يربط ويصل الشكل بالمضمون، لأنه اذا انقطع هذا الخيط بين البنية والدلالة، تصبح احتمالات معاني الآية لانهائية. 9 – نحن ننطلق من أن إرساء أسس التدوين والتقعيد، جاء لاحقاً للسان العربي ولاحقاً للتنزيل الحكيم وليس سابقاً له. فإذا قال سيبويه إن الفعل يجب أن يماثل الفاعل في الإفراد والتثنية والجمع. ثم نقرأ قوله تعالى: {هذان خصمان اختصموا}الحج 19. فهذا لايعني أن الله أخطأ في القواعد التي أرساها سيبويه، بل يعني أن سيبويه حين أسس لقواعده لم يحكم ما أسسه على ما ينبغي، وهذا يفسر لنا خلافات مدارس النحو وأهله في المئات من المسائل. إن أسس النحو والصرف جاءت بعد أن وُجدت اللغة واللسان وليس قبلها. والمتأمل في هذه القواعد والأسس، يجد أنها تتبع النصوص كيفما تحركت، وأنها مصاغة أصلاً استخراجاً مما تحركت به النصوص، وأن الحكم في صحة القاعدة أو في عدم صحتها لما قاله العرب وسمعوه، ونحن نؤكد أن السلطة للنص على القاعدة وليس العكس. 10- لقد جاء التنزيل يحمل في ذاته تطويراً لغوياً لم يعرفه الجاهليون في لسانهم قبله. ففيه مفردات أتى بها من لغات أخرى غير العربية، وفيه أسلوب متميز بالنظم يخرجه كلية من دائرة الشعر أو الخطابة التي عرفها العرب قبله، وفيه مصطلحات مستحدثة انفرد بها، لم تكن موجودة قبله، وهذا وأشباهه كثير كثير، يؤكد استحالة اعتبار مفردات الجاهلية كافية بذاتها لفهم التنزيل الحكيم. 11 – لقد وضع الخليل وسيبويه قواعد اللسان العربي على مبدأ الشكل: المرفوعات والمنصوبات والمجرورات، وهو مايسمى بعلم النحو. ثم جاء علم البلاغة (المعاني) وكأنما هناك فصل بين النحو والبلاغة كل على حده. فسيبويه والجرجاني وابن جني وأبو علي الفارسي وكل علماء اللغة ظهروا في القرون الهجرية الأولى. ونحن الآن في بدايات القرن الحادي والعشرين، نعلم أن علوم الرياضيات والفيزياء والكيمياء والفلك والطب وكل العلوم الأخرى تقدمت بشكل هائل لايقاس أصلاً بالماضي. ونسي علماء الدين عندنا أن علوم اللغات تطورت أيضاً بشكل هائل. فكيف لم يؤخذ بعين الاعتبار هذا التطور الهائل لعلوم اللسانيات عند دراسة آيات التنزيل الحكيم لفهمها بشكل أفضل ومعاصر.
    المنهج الفكري:

    1 – لا يمكن فهم أي نص لغوي إلا على نحو يقتضيه العقل. 2 – اللغة حاملة للفكر الانساني، لكن الفكر الانساني يمكن أن يكون صادقاً، ويمكن أن يكون كاذباً، وهذا يعني أن توفر الرباط المنطقي، وصحة الشكل اللغوي في النص لا يعني بالضرورة أنه حقيقي، وجمال التركيب اللغوي ومتانته في النص لا يعني بالضرورة أنه صادق. ومن هنا لا يمكن الاقتصار على إعجاز التنزيل بالقول أنه استعمل مختلف أدوات وأساليب البلاغة والبيان التي عرفها العرب، بل يجب بالإضافة إلى ذلك الإيمان بأن النبأ القرآني صادق وحقيقي. وكل من يعمل في حياته للبرهان على صدقية التنزيل الحكيم في أنبائه وواقعيته في تشريعاته فهو من الصدّيقين. لقد كان يعنيني كثيراً صدق النبأ في النص القرآني، وواقعية التشريع في آيات الأحكام أكثر مما يعنيني جمال التركيب والصياغة فصدق النبأ الإلهي عندي أهم من تصديق المراجع كائناً من كان مؤلفها. 3 – بالإضافة إلى أن التنزيل الحكيم يحوي المصداقية، أي أنه صادق متطابق مع الواقع ومع القوانين الطبيعية والفطرة الإنسانية، فهو أيضاً يحوي الأهمية وهو خالٍ من العبث و من الأخبار غير المهمة والمعروفة عند الناس، فالناس لا تحتاج إلى وحي لتعرف، مثلاً، أن الجرة تنكسر إذا وقعت من ارتفاع عال ولاتحتاج إلى وحي لتعرف أن الفيل ذنبه قصير وخرطومه طويل. لكننا إذا قرأنا قوله تعالى {.. فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم، تلك عشرة كاملة .. الآية{ البقرة 196. وسلّمنا بما ورد في التفاسير بشأنها، رأينا الله يعلّم الناس في الآية أن 3 + 7 = 10، وهذا خبر يعرفه كل الناس، عالمهم وجاهلهم، ولا يحتاجون إلى وحي لمعرفته. وهذا غير معقول في ضوء خلو التنزيل من العبث. فإذا حذفنا كلمة (كاملة) من النص، لم يتأثر المعنى الذي ذهب إليه المفسرون وهو أن الله يعلم الناس الجمع والحساب. وهذا أيضاً غير معقول في ضوء خلو التنزيل من الحشوية. ما هو إذن تفسير الآية الذي يحقق كل الفرضيات ولا يخل بواحدة منها، ويغطي: صدق النبأ القرآني، وخلوه من الحشو، وبعده عن العبث في سوق المعارف المألوفة عند الناس؟ نقول هو التفسير الذي ينتبه إلى وجود أكثر من نظام واحد للعد عند الناس. فهناك النظام العَشّري والنظام السباعي والنظام الاثني عشري والنظام الست عشري، فالعشرة في النظام الاثني عشري مثلاً ناقصة نعبر عنها بالشكل التالي 12/10، أما العشرة في النظام العُشْري فهي عشرة كاملة، وقوله تعالى (كاملة) في الآية إشارة إلى نوع نظام العد الذي جاءت آية الحج على أساسه. 4 – لا يمكن فهم التنزيل الحكيم، من خلال فهم الشعر الجاهلي ومفرداته، فالمجتمع الجاهلي له أرضيته العلمية وعلاقاته الاجتماعية والجمالية والأخلاقية، التي جاءت مفردات شعره عاكسة لها ومعبرة عنها ومقيدة بها، ونحن لا نجد كلمات أو مفردات عند العرب وقتها، تدل على الجاذبية الأرضية أو على كرويتها، لأنهم لم يعرفوها أصلاً. ولو حصرنا فهم التنزيل الحكيم بها، لما حق لنا أن نقول إن المكتشفات الحديثة العلمية أكدت مصداقية القرآن. ومن هنا قلنا إن المجتمعات هي التي تشارك في صنع المعاني حسب تطور معارفها، لكن هذه التطورات نفسها محسوبة في التنزيل، بحيث مهما امتدت واتسعت، فسيجد الإنسان أنها منسجمة مع النص القرآني، مصدقة له، ودائرة في فلكه. 5 – التنزيل الحكيم كينونة في ذاته فقط جاء من عند إله هو كينونة في ذاته (موجود في ذاته)، ويظهر هذا جلياً في ثبات النص.. وبتعبير آخر ثبات الذكر في صيغته اللغوية المنطوقة. إن النص اللغوي المنطوق للتنزيل هو الشكل الثابت فيه، الذي لا يخضع لا للصيرورة ولا للسيرورة. ولا أحد يملك الإدراك الكلي للتنزيل الحكيم في كلياته وجزئياته، حتى ولو كان نبياً ورسولاً، لأنه يصبح بذلك شريكاً لله في علمه الكلي، وشريكاً لله في كينونته بذاته، تعالى الله عما يصفون. ولكننا نستطيع الإحاطة به تدريجياً من خلال الصيرورة المعرفية النسبية المتحركة، وتصبح الإحاطة كلية يوم تقوم الساعة، أي عند قيام الساعة والبعث والحساب يتم التأويل الكامل والنهائي للقرآن. إن الإنسان يقرأ التنزيل الحكيم ضمن مستوى معارفه وأدواته المعرفية ومشاكله الإجتماعية والاقتصادية والسياسية وإشكالياته المعرفية، فيجد فيه أشياء لم يجدها غيره، ويفهم منه أشياء لم يفهمها غيره. وهذا يثبت أن التنزيل يحمل صفة الحياة، وانه كينونة في ذاته، وأنه سيرورة وصيرورة لغيره، وهذا ما نعنيه دائماً حين نتحدث عن ثبات النص وحركة المحتوى والجدل بين النص والمحتوى. من هنا فإن التنزيل الحكيم يحمل دائماً صفة القراءة المعاصرة. فأنت حين تقف كقارئ في نقطة معينة من التاريخ، منطلقاً من نظام معرفي معين، حاملاً إشكاليات إجتماعية ومعرفية معينة، ستفهم من التنزيل ذي النص اللغوي الثابت أموراً، سيفهم غيرك غيرها مع تغير إحداثياته ومنطلقاته. هنا فقط نستعمل المنطق (قوانين العقل). 6 – إن التنزيل الحكيم هو كلام الله غير المباشر، أما كلمات الله فهي الوجود بفرعيه الكوني والإنساني، وهي القوانين الناظمة لهذا الوجود بفرعيه أيضاً. فمن فهمنا لكلمات الله نفهم كلامه. أي أن مصداقية كلام الله (الرسالات السماوية) لا تظهر إلا في كلماته (الوجود الموضوعي الكوني والإنساني)، وما علينا لنفهم كلامه إلا أن ندرس كلماته في الوجود الكوني والإنساني بسننه وقوانينه. لكن فهمنا لهذه السنن والقوانين يخضع للسيرورة والصيرورة، وعليه نقول إن فهمنا لكلام الله بالتالي فهم متطور غير ثابت، بينما كلام الله ثابت في كينونته كنص. 7 – التنزيل الحكيم هدى للناس ورحمة للعالمين، ومن هنا فهو يحمل الطابع الإنساني لا العروبي، ويجب بالتالي أن نرى مصداقيته رأي العين في كل أنحاء العالم وليس في المجتمع العربي فقط، وعلى مر العصور والدهور وليس في عصر النبوة والصحابة فقط. أي أن التنزيل يحمل الخاصيتين التاليتين: آ – الوحي لايناقض العقل (Revelation doesn’t contradict reason) . ب – الوحي لايناقض الحقيقة (Revelation doesn’t contradict reality) . 8 – إن القرآن يؤكد النظرية المادية في المعرفة الإنسانية وهو أن العلم يتبع المعلوم وأن المعلومات تأتي من خارج الإنسان عن طريق الحواس والوحي (الإلهام) وغيرها. أما أن المعلوم يتبع العلم فهو من صفات الله فقط. 9 – إن المعرفة الإنسانية تقوم على مبدأ التقليم (تمييز الأشياء بعضها عن بعض) (Identification) يتبعها التسطير، وهو ضم الأشياء بعضها إلى بعض في نسق وهو مانطلق عليه التصنيف (Classification) . والفؤاد هو الإدراك المشخص بالحواس وهو الذي يعطي المادة الأولية الخام للفكر والعقل. 10 – إن مبدأ الكم والكيف ( العدد والإحصاء – القدر والمقدار) هو النافذة التي يطل بها الإنسان على العالم الخارجي. فيبدأ الإنسان بالكيف ثم ينتقل إلى الكم والعكس. 11 – إن عناصر المعرفة الإنسانية بالعالم الموضوعي هو المادة والبعد والموقع والحركة. ومن هذه العناصر الأربعة تنتج الوظيفة والتطور. 12 – إن العالم الموضوعي في التنزيل الحكيم يقوم على جدلية أساسية هي الصراع بين البناء والهلاك، والنصر دائماً للهلاك. ومن هذه الجدلية نستنتج الجدليات التالية في الطبيعة: آ – جدلية التناقضات في الشيء الواحد (مخَلَّقة وغير مخَلَّقة). ب – جدلية الأزواج – التأثير والتأثر المتبادل – بين الأشياء (سبحان الذي خلق الأزواج كلها). ج – جدلية الأضداد (في ظواهر الأشياء أو في السلوكيات): الليل والنهار – الفجور والتقوى – الهداية والضلال. 13 – إن أساس الحياة الإنسانية هي الحرية وهي القيمة العليا المقدسة وفيها تكمن عبادية الناس لله. وهي الكلمة التي سبقت لأهل الأرض. والعبودية غير مطلوبة أصلاً لا من الله ولا من غيره. وإن كان هناك عبودية أصلاً فهي لغير الله حتماً.
    أسس الفقه الإسلامي المعاصر:

    1 – التنزيل الحكيم يضم بين دفتيه نبوة محمد (ص) كنبي، ورسالته كرسول. وآياته من هذه الزاوية تضم آيات النبوة التي تشرح نواميس الكون وقوانينه وقوانين التاريخ وأحداث الرسالات والنبوات (القصص) وتحتمل التصديق والتكذيب، وآيات الرسالة التي تشرح الأحكام والأوامر والنواهي وتحتمل الطاعة والمعصية. أما آيات النبوة فهي المتشابهات التي تخضع لثبات النص وحركة المحتوى، ويمكن إعادة قراءتها في ضوء تطور الأرضية المعرفية على مر العصور والدهور. وأما آيات الرسالة فهي المحكمات التي لايمكن أن تكون صالحة لكل زمان ومكان إلا إذا كانت حدودية، حنيفية، قادرة على التطابق بمرونة مع متغيرات الزمان والمكان، أي أنها قابلة للاجتهاد وللمطابقة مع الظروف الموضوعية المستجدة في المجتمعات الإنسانية، لذا فلا يكون الاجتهاد إلا في النص، أما خارج النص فافعل ما تشاء. 2 – تتجسد حدودية آيات الأحكام في التنزيل الحكيم بحدود الله. ونميز فيها نوعين: الأول حدود لايجوز تعديها وتجاوزها إنما يجوز الوقوف عليها، كحدود الإرث في قوله تعالى {تلك حدود الله.. ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً} النساء 14. والثاني حدود لايجوز الاقتراب منها ولا الوقوف عليها، كحدود الصوم في قوله تعالى {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل.. تلك حدود الله فلا تقربوها} البقرة 187. ونفهم أن الصيام حقلٌ، حد البداية فيه هو تمييز الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر، وحد النهاية فيه هو الليل. لكن الله تعالى يرشدنا هنا إلى عدم الاقتراب اللصيق بحد البداية وحد النهاية. بل نترك مسافة أمان، قبل الفجر بدقائق وبعد الغروب بدقائق. ومثله حد الزنا، فهو من الحدود التي لاتحتمل الوقوف عليها، لأن الوقوف فوق حد الزنا زنا، ويجب أن نترك مسافة أمان تفرضها أعراف المجتمع وتقاليده. 3 – ليس ثمة ناسخ ومنسوخ بين دفتي المصحف الشريف. فلكل آية حقل، ولكل حكم مجال يعمل فيه. أما مصداقية قوله تعالى {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم بأن الله على كل شيء قدير} البقرة 106، فتظهر في النسخ بين الشرائع. إذ هناك محرمات وردت في شريعة موسى، ثم جاء عيسى المسيح وحلّلها، بدلالة قوله تعالى {ولأحل لكم بعض الذي حرم عليكم} آل عمران 50، وجاءت رسالة محمد (ص) لتنسخ بعض أحكام مما نزل في رسالة موسى، كأحكام الزنا واللواط ولتستبدلها بأحكام أخرى، ولتضيف أحكاماً لم تنزل من قبل، كالسحاق والوصية والإرث. أما النسخ بالمعنى والمفهوم الشائع اليوم، الذي يصل بعدد الآيات المنسوخة إلى عدة مئات، والذي يحول الجهاد إلى غزو، ويستبدل السيف بالموعظة الحسنة، فهو ليس عندنا بشيء. فنحن نرى النسخ لايقل أهمية أبداً عن تنزيل الآية والحكم أول مرة، ونرى أن طريقة التوثيق والبينة التي اعتمدتها لجان جمع آيات التنزيل أيام أبي بكر وعمر وعثمان، هي ذاتها التي كان يجب اتباعها في إقرار وتحديد المنسوخ من كتاب الله. إضافة إلى أننا ننطلق من أن صاحب التنزيل هو وحده صاحب الحق بالنسخ، وناقل التنزيل هو وحده المسؤول عن إبلاغه للناس، في الوقت الذي لانجد فيه خبراً ثابتاً يؤيد النسخ، اللهم إلا بعض المتناثرات هنا وهناك، التي لا تليق بموضوع هام أساسي كالنسخ مما يدل على انعدام المسؤولية عند من قال به. وقد ورد الإتكاء على النسخ لإزالة الإلتباس في الفهم الإنساني في مرحلة تاريخية معينة. 4 – علينا أن نميّز بين النص التاريخي وتاريخية النص. فهناك القصص القرآني الذي يعتبر نصاً تاريخياً والنص التاريخي حسب التنزيل يحمل صفة العبرة ولا يحمل أي تشريع. والأنباء كلّها بما فيها أنباء الرسل نصوص تاريخية وكذلك الآيات الواردة حول موقعة بدر وأُحد والخندق والأحزاب وتبوك وفتح مكة عبارة عن نصوص تاريخية بما فيها سورة التوبة ولا يؤخذ منها أي أحكام شرعية، ولا علاقة لها بالرسالة، ولها مناسبات نزول لأنها نص تاريخي. أما آيات الرسالة مثل آيات الإرث والشعائر فهي نص رسالة للطاعة، وفهم هذه النصوص هو الذي يحمل تاريخية النص. ففي القصص النص تاريخي. وفي الفهم الإنساني لآيات الرسالة – كالإرث مثلاً – هناك تاريخية النص. 5 – الاجتهاد يكون في النص المقدس حصراً و صحة الاجتهاد تحدده المصداقية بين الاجتهاد والواقع دون إيقاع الناس في الحرج ودون الحد من حريتهم، فالاجتهاد صحيح ومقبول بمقدار ما يتجاوب مع الواقع الموضوعي، وبعبارة أخرى، بمقدار فهم قارئ النص المجتهد للواقع الموضوعي في لحظة القراءة التاريخية. ومعيار الفهم والمصداقية هذا هو الذي يحدد صحة القراءة أو خطأها، ودرجتها من الصواب والخطأ. وهذا أيضاً ما يحدد نجاح أو فشل أي برلمان في تشريعاته فكلما كانت التشريعات متطابقة ومتجاوبة مع الواقع الموضوعي كان البرلمان ناجحاً في تشريعاته انطلاقاً من فهمه الصحيح للواقع المعاش.وبهذا نفهم أن صاحب الحق الوحيد في إظهار مصداقية كلام الله هو الخط الكامل للسيرورة والصيرورة الإنسانية كلها، منذ آدم والى أن تقوم الساعة. (آل عمران 137- العنكبوت 20.) وليس على لسان صحابي أو تابعي أو فقيه. 6 – الإجماع هو إجماع الناس الأحياء على تشريع (أمر ، نهي ، سماح ، منع) ليس له علاقة بالمحرمات الـ 13. كالتدخين الذي يمكن منعه بعد ثبوت أضراره، عن طريق الاستفتاء والمجالس الشعبية والبرلمانات. وكالتعددية الزوجية التي يمكن منعها لاتحريمها وذلك عن طريق الاستفتاء أو البرلمان. 7 – القياس هو ما يقوم على البراهين المادية والبينات العلمية التي يقدمها علماء الطبيعيات والاجتماع والإحصاء والاقتصاد. فهؤلاء هم المستشارون الحقيقيون للسلطة التشريعية والسياسية، وليس علماء الدين ومؤسسات الإفتاء، وبهذه البينات يتم السماح والمنع لا التحليل والتحريم. 8 – إن توضيح الفرق بين التحريم والنهي والمنع وبين التحليل والأمر والسماح، ومعرفة الدور الإلهي ودور السلطة ودور الناس في كل منها، في ضوء أن المحرمات الـ 13 لاتخضع للاجتهاد ولا للإجماع ولا للقياس، والاستثناء منها عيني، وهو في آية تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير، ولايمكن إسقاطه على بقية المحرمات تحت شعار الضرورات تبيح المحظورات، وهذا يساعد كثيراً في إخراج الخطاب الإسلامي المعاصر، من حيز المحلية إلى حيز العالمية كرحمة للعالمين. ولايحق لأي كان (مفتي – مجلس الإفتاء – برلمان – استفتاء) أن يزيد عدد المحرمات الـ 13 الواردة في التنزيل الحكيم. ومن يقبل ذلك ينطبق عليه قوله تعالى (وأن تقولوا على الله مالا تعلمون). 9 – وإن فهم الدور النبوي في عصره، بأنه اجتهاد في حقل الحلال تقييداً وإطلاقاً من أجل بناء المجتمع والدولة تاريخياً في ضوء متغيرات الزمان والمكان (التاريخ والجغرافيا)، هو الطريق الوحيد لتطبيق ما قاله علماء الأصول بأن الأحكام تتغير بتغير الأزمان، الأمر الذي نراه أساسياً لخروج الخطاب الإسلامي عند المؤمنين من إطار المكان (شبه جزيرة العرب)، ومن إطار الزمان (القرن السابع الميلادي) إلى العالم بأكمله وإلى الناس جميعاً في كل زمان ومكان الى أن تقوم الساعة. 10 – السنة النبوية هي الاجتهاد الأول، والخيار الأول للإطار التطبيقي الذي اختاره محمّد (ص) لتجسيد الفكر المطلق الموحى، لكنه ليس الأخير وليس الوحيد، أي هي الأسلمة الأولى للواقع المعاش في شبه جزيرة العرب في القرن السابع الميلادي. لقد تعامل الرسول مع التنزيل الحكيم من خلال السيرورة و الصيرورة التاريخية البحتة للعرب في شبه جزيرتهم، أي في حدود التاريخ والجغرافيا، ضمن مستواهم الإجتماعي والمعرفي، وضمن الإشكاليات المطروحة أمامه، بحيث أسس دولة مركزية، وحقق قفزة نوعية، أي أنه كان المرآة الصادقة الأولى لتفاعل التنزيل ككينونة في ذاته مع حقبة تاريخية زمنية معينة، ومجتمع معين قائم على أرض الواقع الإنساني الموضوعي المباشر. ومن هنا نصل الى القول أن الرسول (ص) لم يكن فيلسوفاً ولا رجل فكر ، بل كان رجل دعوة جاءه الفكر الموحى من المطلق وطبقه في عالم نسبي محدود زمانياً ومكانياً. من هنا نقول بأن الرسول الأعظم (ص) كان المجتهد الأول الذي صاغ للفكر المطلق الموحى إليه قالباً موضوعياً من خلال سيرورة وصيرورة تاريخية تحكم وجوده ووجود مجتمعه. لقد كان تطبيق الرسول (ص) لآيات الأحكام على الواقع المعاش هو تطبيق نسبي تاريخي وبهذا يبطل القياس ويبقى الاجتهاد في آيات الأحكام هو الأساس، والأساس هو العقل ومصداقية الاجتهاد في الواقع الموضوعي، ضمن النظام المعرفي المتبع والإشكالية الموضوعية. ومفهوم القياس المطروح في الفقه ليس له معنى ويصبح في تقديم الأدلة والبينات على انطباق (مصداقية) الاجتهاد في النص مع الواقع الموضوعي المباشر (الإشكالية) ضمن رابط بينهما هو النظام المعرفي المتبع. 11 – السنة النبوية شيء، والسنّة الرسولية شئ آخر. فالسنّة الرسولية هي التي وجب إتباعها في حياة الرسول (ص) وبعد مماته وهو ما يميّز الرسالة المحمدية عن غيرها، وهي الشعائر، وهي ثابتة شكلاً و محتوى على مرّ الزمان، ووصلتنا عن طريق التواتر الفعلي، ولاعلاقة لها بكتب الحديث. أما أقوال النبي (ص) حول المجتمع والسياسة والتنظيم والعادات واللباس والأخلاقيات التي وردت تحت عنوان الحكمة، فهو سنة نبوية ظرفية غير ملزمة ولاتحمل الطابع الأبدي، ويمكن الإستئناس بها ولكنها لا تشكل أحكاماً شرعية. وكل أقوال النبي (ص) يؤخذ بها إذا كانت مقبولة إنسانياً، وغير ذلك فهي محلية. وعلى هذا فإن ضرر مايسمى كتب الحديث أكبر بكثير من نفعها – هذا إن كان فيها نفع أصلاً – أي أن مايقال عنها السنة النبوية هي جزء من الأحكام المرسلة، وهي غير أبدية وغير ملزمة صحَّت أم لم تصحّ. وبهذا يصبح علم الجرح والتعديل وطبقات الرجال لامعنى له وهو عبء علينا. 12 – لقد أنزل الله سبحانه الذكر بصيغته المنطوقة، ليبين النبي للناس كرسول ما تم نقله إليه تنـزيلاً (المائدة 67). والبيان هنا ليس التفصيل كما فهمه البعض واسترسل البعض الآخر حتى وصل إلى القول بأن البيان النبوي، إضافة إلى كونه تفصيلاً لمجمل، فهو تخصيص لعام وتقييد لمطلق. ثم تابع بعدهم من وصل إلى القول بحاكمية الخبر النبوي على النص القرآني ونسخه له، انتهاء بأخطر نتيجة يصل إليها عقل مؤمن، هي أن القرآن أحوج إلى السنة من حاجة السنة إلى القرآن، سبحانه وتعالى عمّا يصفون. إننا نرى أن البيان هو الاعلان وعدم الاخفاء (آل عمران 187- المائدة 15 – البقرة 187) ودور النبي كرسول في بيان التنـزيل الحكيم هو بإظهاره وعدم كتمانه، وفي إعلانه وإذاعته على الناس. فالنبي ليست له أية علاقة بالصياغة اللفظية للتنـزيل الحكيم كذكر (الإنزال) بل تنـزَّل عليه مصاغاً جاهزاً (التنـزيل)، كما لا علاقة له بمضمون ما تنـزّل عليه من أوامر ونواه. نحن إذن أمام نص إلهي موحى، صاغه الله تعالى بشكله المنطوق، فتنـزلت هذه الصياغة على النبي، وتحددت مهمته كرسول في إعلانها للناس ببيانها وعدم إخفائها كلياً أو جزئياً وفي تبليغها لهم بلاغاً مبيناً، أي معلناً مذاعاً بشكل واضح وصريح دون زيادة أو نقصان وبيان الشعائر وتبليغ أحكام الرسالة، وقد قام محمّد (ص) بمهمته كنبي، وبمهمته كرسول على أكمل وأتم وجه. وأن أطروحة أن النبي (ص) شرح القرآن هي أطروحة غير صحيحة. فإذا نظرنا إلى سُوَرٍ طوال في التنزيل كسورة الأنعام وسورة الأعراف وهود ويوسف ويونس، لنرى ماذا قال النبي (ص) في شرحها، لم نجد شيئاً أو بعض جمل إن وجدت. إن عدم شرح النبي (ص) للقرآن، وللشعائر في الرسالة، يؤكد أنه نبي، ويؤكد أنه الخاتم، وأنه ليس مؤلف التنزيل الحكيم. 13 – إن آيات التشريع ذات الكينونة المطلقة (وهي ما نسميه الشريعة الاسلامية) شيء والفقه الاسلامي الذي يمثل تفاعل الناس وفهمهم للتشريع في لحظة زمانية تاريخية معينة شيء آخر تماماً. إذ أن الشريعة الاسلامية إلهية ، بينما الفقه الاسلامي إنساني تاريخي. وبدون وعي هذا الفرق وأخذه بعين الاعتبار، لا أمل لنا بالخروج من المأزق بأن الإسلام إلهي والفقه الإسلامي والتفسير انساني وهذا هو الفرق بين الاسلام والمسلمين. فالإسلام هو التنـزيل الحكيم، والمسلمون هم تفاعل تاريخي اجتماعي انساني مع التنـزيل، أي التشخيص الواقعي التاريخي للتنـزيل، وهناك فرق بينهما في الماضي والحاضر والمستقبل. فإذا رأينا أن الفقه الإسلامي الذي بين أيدينا يمثل القراءة الأولى والفهم التطبيقي الأول (التشخيص الأول) للنصوص والأحكام السماوية، فلا يبقى لنا سوى أن نقوم بالقراءة الثانية، ونحن في بدايات القرن الحادي والعشرين، في ضوء إشكاليتنا ونظمنا المعرفية المعاصرة واختراق أصول الفقه التي لا يمكن أن يتم التطور والتقدم إلا بإختراقها. ويجب أن يقرأه من يأتي بعدنا قراءة ثالثة ورابعة …. الى أن تقوم الساعة. 14 – إذا كان علماء الأصول قد قرروا نظرياً مبدأ (تغير الأحكام بتغير الأزمان) فإننا نقرر نظرياً، وعملياً بعونه تعالى، أن الأحكام تتغير أيضاً بتغير النظام المعرفي، ولا عجب أبداً إن انتهينا في قراءتنا المعاصرة لآيات الارث في ضوء الرياضيات الحديثة إلى أحكام ونتائج تختلف عن مثيلاتها عند أهل القرن الثامن الميلادي. والمسألة أولاً وأخيراً ليست مسألة ذكاء وغباء، ولا مسألة تقوى وعدم تقوى، إنها ببساطة مسألة إشكالية نعيشها ونظام معرفي نقف عليه، سمحا لنا أن نرى ما لم يستطع السابقون رؤيته. ويجب أن يرى من يأتي بعدنا، بأرضيتهم المعرفية واشكاليتهم المتطورة عنّا، ما لم نستطع أن نراه في إشكاليتنا ونظامنا المعرفي الحالي. 15 – بما أن التشريع الإسلامي هو تشريع مدني إنساني ضمن حدود الله، وبالتالي فهو حنيفي مما يسمح بظهور التعددية والاختلاف في الرأي في القضية الواحدة. كما يؤسس لظاهرة الانتخابات والمجالس التشريعية وإلغاء الفتوى ومجالس الإفتاء وإبقائها فقط على الشعائر لاغير.
                  

04-27-2013, 06:48 PM

amir jabir
<aamir jabir
تاريخ التسجيل: 01-12-2006
مجموع المشاركات: 5550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفكرة الجمهورية فى مرمى النيران ! (Re: امير بوب)

    Quote: وماالذي يمنع الناس من الاحتفاء بثمر الاستاذ محمود والذي لو قدر لشجرته ان اينعت في غير بلاد السودان



    كتير : يمنعنا من ذلك

    منها شح المصادر ومركز البحوث العلمية التى يجب ان تتوفر حتى نحتفى بتلك الثمرة
    ومنها المحاضرات الحديثة التى يجب ان تتوفر على اقل تقدير فى الفيس بوك زائد فكرة
    اى قناة تلفيزون ليستمع الناس لحديث الاستاذ الشهيد محمود محمد طة

    حتى اللحظة المصدار شحيحة ليصل الفكر الجمهورى الى الناس بصورة بسيطة لان درجة استيعاب الكتاب تتفاوت لذلك الحديث
    المباشر عبر الوسائل الحديثة يمكن ان يجعل الفكر الجمهورى محط انظار اى سودانى

    حتى الان فى العام 2013 فى ناس فى اروبا سودانين مفتكرين الاستاذ الشهيد محمود محمد طه انكر الصلاة الصيام وقال هو رسول الله ؟؟


    عموما تجربتى مع الجمهورين بسيطة لكن كزول من الطبقة التى تتعرض للاضهاد العنصرى والعرقى فى السودان منذ العام 1956 اجد ان حديث الشهيد
    عن حرب الجنوب وقوانين سبتمبر تجعلنى احترم الفكر الجمهورى خالص التقدير

    ---------------
    ناسف ان لم اوفق فى مداخلتى
                  

04-27-2013, 07:17 PM

أحمد الابوابي
<aأحمد الابوابي
تاريخ التسجيل: 02-08-2011
مجموع المشاركات: 837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفكرة الجمهورية فى مرمى النيران ! (Re: امير بوب)

    صديقي العزيز بوب ..
    .
    لا أكتمك بأني لم أتبين بعد مغزى العنوان لهذا الخيط الذي من الواضح أن محوره، و مغزاه ، لفت النظر لأفكار الدكتور شحرور .. و هذا ما يتضح محاولتك استعراض مباحث ، و كتابات الرجل ..
    العنوان ( الفكرة الجمهورية فى مرمى النيران ) .. أي نيران ؟؟؟ .. و لماذا .. ؟؟؟ ..
    ألم يكن الأنسب استخدام عبارة ك ( النقد ) بدل ( النيران ) ..
    و هل ترى بأن مشروع الدكتور شحرور لا يقوم في الأذهان إلا بأن يكون منصة لإطلاق النيران على فكر أنت من المعجبين به ، و ترى بأنه لم يأخذ نصيبه من التبليغ ..
    أنا أرى بأن هذا البوست يمكن أن يكون مفيد جداً ، لو أنك عدلت عنوانه ، على نحو أقرب للمحتوى الفكري ، الحواري ، لا ( الحربي ) ، المشحون بالإثارة ، و ( الآكشن ) ..
    ثم أن تتناول أفكار الدكتور شحرور بالعرض ، و التحليل ، مما يضعها في دائرة الضو .. و لا بأس بعقد نوع من المقارنة بينها ، و بين أطروحات مفكرين آخرين ، لا بد أن الأستاذ محمود سيكون منهم ..
    .
    .
    هذا مجرد رأي ، و اقتراح .. أرجو أن تأخذه بعين التفهم ، و بدون حساسية ..
    .
    و لك محبتي ، التي تعلم ..
    و تحياتي للصديقة ..
                  

04-27-2013, 08:09 PM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفكرة الجمهورية فى مرمى النيران ! (Re: أحمد الابوابي)

    الاخ امير جابر
    سلام وتحية
    Quote: عموما تجربتى مع الجمهورين بسيطة لكن كزول من الطبقة التى تتعرض للاضهاد العنصرى والعرقى فى السودان منذ العام 1956 اجد ان حديث الشهيد
    عن حرب الجنوب وقوانين سبتمبر تجعلنى احترم الفكر الجمهورى خالص التقدير

    وانت كذلك محل احترام وتقدير .... وشكرا لمداخلتك الموفقة جدا على عكس ما تعتقد




    تحياتى
                  

04-27-2013, 10:24 PM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفكرة الجمهورية فى مرمى النيران ! (Re: امير بوب)

    الصديق الأبوابى ...
    سلام
    Quote: العنوان ( الفكرة الجمهورية فى مرمى النيران ) .. أي نيران ؟؟؟ .. و لماذا .. ؟؟؟ ..

    ليس فى الأمر نيران بالمعنى المتعارف عليه ولا هم يحزنون !
    واِن كان هناك ثمة طلقات من هنا وهناك .... فيمكن اِعتبارها نيران صديقة لا غير!!
    ....
    انا ياصديقى من القريبين جدا للفكرة الجمهورية ... قرأتها باكراً جداً ودُهشت بها ... ووقفت عندها كثيراً
    اتفق معها فى أشياء واختلف فى أخرى ... ولكنها كانت وستظل جديرة بالاِحترام والتقدير عندى.
    بعيداً عن الدخول فى تفاصيل الفكرة الجمهورية ودهاليزها ....انا اعتقد ان أى شخص مهما كان يؤخذ ويُرد عليه (اِلا صاحب ذاك القبر) .... وان أى فكرة قابلة للتحليل والنقد.
    ومن حق أى شخص ان يفهمها وفقاً لاِمكانياته .... وان يعتقد فيها وفى صاحبها كيفما شاء !
    وبين هذه وتلك تضيع بعض التفاصيل .... وربما يحدث شىء من الهرجلة الفكرية التى قد تؤدى الى ضياع الملامح الأساسية للفكرة الأم !
    ثمّ....
    اعتقد ان المتتبع لمسار الفكرة الجمهورية يمكنه بسهولة ان يلحظ انها كانت ومازالت تدور فى فلك الأستاذ نفسه ... وانه من الصعوبة بمكان الفصل بين الفكرة والمفكّر !
    والفصل بين الذاتى والموضوعى فى الأمر....
    لذلك فلا غرابة ان يتحول الأستاذ عند بعض الجمهوريين الى مجرّد شيخ او ولى .... ويتحولوا هم الى مجرد حيران يعتقدون فيه وينسجون حوله الكرامات ... تماماً كما يفعل بعض المتصوفة مع شيوخهم.
    لذلك تجد من الجمهوريين من يحكى لك بعض كرامات الأستاذ..... ومنهم من يعتقد بأنه المسيح المحمدى .... وهناك من ينتظر عودته مرة أخرى بعد موته لاِستكمال رسالته !
    هذه أولى الطلقات التى تُوجّه الى الفكرة الجمهورية يا أبوابى !
    انا أعتقد ان الفكرة الجمهورية فكرة قوية وتحمل فى مضامينها ما يكفيها عنت الدفاع عن نفسها .... فقط اذا أحسنّا قراءتها والتعامل معها باِعتبارها رؤية فكرية ونتاج جهد بشرى قابل للنقد والمراجعة والتطوير.
    ولكن ان تظل الفكرة الجمهورية ساكنة بلا حراك ... ويظل الناس يطوفون حولها ويضفون عليها هالة من القدسية ولا يجرأون على الاقتراب منها بعد غياب صاحبها .... فهذا أدّى بها الى ان تتحول الى منهج سلفى
    جديد .... وبالتالى صار الجمهوريين يحاولون ايقاف عجلة الزمن عند محطة الأستاذ ... وكلما واجهتهم معضلة ... تراهم يهرعون الى كتب الأستاذ بحثاً عن حلول ... او اشارات وضعها الأستاذ ,
    وما ان يبدأ نقاش حول الفكرة الجمهورية حتى تتحول ساحة النقاش الى اقتباسات وربما الأتيان بكتب كاملة من ككتب الأستاذ .... حتى يضيع فى الزحمة الموضوع الرئيسى للنقاش !
    وكأن العقول قد نضبت عن انتاج الأفكار والمعارف الانسانية ! .... ان القول بان الفكرة الجمهورية هى الوحيدة القادرة على تقديم اجابات وحلول ... وانه لا يوجد بديل آخر... او تحويل الاستاذ الى ايقونة
    ومحاولة الوقوف فقط عند ماقال .... واِعتبار ذلك هو كل ما يمكن ان يُقال ! والبحث والتنقيب بين سطور كتبه عن ما لم يقل
    هو الرصاصة الثانية التى تستهدف الفكرة الجمهورية !
    أجدنى اليوم أكثر حزناً على مسار الفكرة ... ولما آلت اليه بعض الأمور ...
    Quote: هل ترى بأن مشروع الدكتور شحرور لا يقوم في الأذهان إلا بأن يكون منصة لإطلاق النيران على فكر أنت من المعجبين به ، و ترى بأنه لم يأخذ نصيبه من التبليغ

    لا اعتقد ان الدكتور محمد شحرور قد تطرق يوما للأستاذ محمود ناهيك عن ان يكون منصة لاِطلاق النيران على الفكر الجمهورى.... ولا أعتقد انه قد سمع به من قبل ... وارجو ان اكون مخطئاً فى ظنّى هذا
    اذن لا ارى ان هناك داعى للربط بين المشروعين ... وا اعتقد ان قيام اِحداهما لابد ان يكون على حساب الآخر....
    فى بوست سابق كنت قد كتبت ان الفكر السلفى فى ورطة امام الدكتور شحرور.... وحقيقة لم تكن هناك مواجهة بين الدكتور شحرور والسلفيين على ارض الواقع.... والرجل بطبيعته لا يتعرض لأحد ولا لمنهج ولا فكر
    وانما يقدم اطروحاته الخاصة....و لكن بمجرد تقديم منهجه واطروحاته ... فاِنه ودون ان يدرى يكون قد كشف سوءة الطرف الآخر.... لاِنّ المتلقّى يستكشف بسهولة ضآلة المناهج الأخرى مقارنة بهذا الطرح الجديد.
    اذا لا اعتقد ان ذنب شحرور انه يقدّم طرح قوى يحرج المناهج والأفكار الأخرى .... لذلك فقد بيّن شحرور (دون ان ينتبه) بؤس الخطاب السلفى وورطته فى مواجهة هكذا افكار.
    ثمّ....
    ايراد بعض ملامح فكر الدكتور شحرور فى البوست ليس الغرض منه الترويج لأفكاره .... فللرجل كتبه وموقعه الالكترونى وتتم استضافته فى الفضائيات وأشياءه تتحدّث عن نفسها,
    ولكن تعمّدتُ ايراد ملامح عامه من منهجه كنموزج لواحدة من المدارس الفكرية المتطورة..... وللتدليل على وجود اطروحات أخرى لا تقل كفاءة عن الفكرة الجمهورية واِن اختلفت المقدمات والنتائج
    وللقول كذلك بأن الفكرة الجمهورية ليست هى السقف الأعلى الذى لا يمكن تجاوزه !
    وللتنبيه كذلك على الاستكانة والتمترس حول فكرة جامدة ....والانغلاق عليها غير مجدى .... و فى ظل وجود بدائل فى الساحة الفكرية ورفع السقف الأعلى الوعى فسيتم تجاوز تلك الفكرة فى يوم ما
    وهذه يمكن اعتبارها الرصاصة الثالثة الموجّهة الى الفكرة.
    كما يمكن اعتبارها دعوة للنقاش والمقارنة بينها وبين الفكرة الجمهورية .... خاصة وان هناك تشابه لحد ما بين المدرستين.
    .....
    هناك العديد من البوستات التى تقوم على فكرة الحوار حول الفكرة الجمهورية.... ولكنى وكما أشرت فى بداية البوست, ان الفكرة الجمهورية قد قتلت بحثاً ... ورغم كثرة الحوارات حولها اِلا انها لا تتجاوز القشرة
    الخارجية للفكرة.... وتنحصر فى جزئيات محددة وبالتالى يبدأ الدوران فى حلقة مفرغة ودون التوصل الى نتائج.
    لذلك لم أود الخوض فى جوهر الفكرة الجمهورية.... فبالنسبة لى فانّ الأسئلة معروفة والاجابات متوقعة
    لذلك أردت ان يكون نقاشاً عاماً حول الفكرة.... مسارها.... تأثيرها فى الساحة الفكرية.... صداها وانعكاساتها على ارض الواقع
    ولم يكن الغرض حربياً .... ولا بغرض الاِثارة, بقدر ما كان للفت الاِنتباه الى بعض المهددات التى تستهدفها و تتآكلها !
    والاشارة كذلك الى ان الفكرة الجمهورية لم تعد هى الفكرة الوحيدة المدهشة وان هناك اطروحات موازية لا تقل أهمية عنها ... بعيداً عن المكابرة والاِنكباب فقط على ماهو امام أعيننا وغض الطرف عمّا دون ذلك !
    ......
    ارجو ان تكون ياصديقى قد تبيّنت مغزى عنوانى ... ولا حساسية عندى فى الأمر.
    ولتعلم مرة أخرى اننى لا أسعى الى أى آكشن .... ولكنه خوفى من ان يأتى يوم نضطر فيه الى اطلاق رصاصة الرحمة على الفكرة الجمهورية بكل عظمتها وبهاءها.


    تحياتى
                  

04-27-2013, 11:04 PM

أحمد الابوابي
<aأحمد الابوابي
تاريخ التسجيل: 02-08-2011
مجموع المشاركات: 837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفكرة الجمهورية فى مرمى النيران ! (Re: امير بوب)

    Quote: ارجو ان تكون ياصديقى قد تبيّنت مغزى عنوانى ... ولا حساسية عندى فى الأمر.
    ولتعلم مرة أخرى اننى لا أسعى الى أى آكشن .... ولكنه خوفى من ان يأتى يوم نضطر فيه الى اطلاق رصاصة الرحمة على الفكرة الجمهورية بكل عظمتها وبهاءها.

    مشكور يا صديق على الرد الضافي .
    و قطعاً فأنا أتفق معك في كل ما قدمت من نقد للفكرة الجمهورية .. و أنا أدرك ، يقيناً بأنه نقد ( زول قلبو ) عليها .. و لو اطلعت على الخيط الذي أوردت رابطه في المداخلة الأولى لعلمت أننا ربما نتطابق في الرؤية .. و هذا ليس غريباً ..
    فقط ما علقت عليه في المداخلة السابقة يمس مسائل شكلية ، و تكنيكية تتعلق بكيفية التعبير عما هو متفق عليه ، ابتداءاً من العنوان ..
    لا بأس سأتابع البوست ، و بالطبع سأشارك حيث أحس بقيمة المشاركة ..
    .
    و لك المحبة ..


    _____

    ياخ لو عندك اتصال مع مجدي فارس ، و محمد التيجاني ، و بقية الشباب بلغم تحياتي ، و يا ريت ترسل لي في الخاص تلفونك ، و تلفوناتم ..
                  

04-28-2013, 02:37 AM

Mohamed Adam
<aMohamed Adam
تاريخ التسجيل: 01-21-2004
مجموع المشاركات: 5196

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفكرة الجمهورية فى مرمى النيران ! (Re: أحمد الابوابي)

    الأخ أيوب مرحب بيك
    وبضيوفك مرًه أخري.


    سأعود.
                  

04-28-2013, 03:48 AM

Mohamed Adam
<aMohamed Adam
تاريخ التسجيل: 01-21-2004
مجموع المشاركات: 5196

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفكرة الجمهورية فى مرمى النيران ! (Re: Mohamed Adam)

    أخي الفاضل الأبوابي.
    كتر خيرك علي تلك الإنتباهه .
    كما أني سعيد جداً لما رئيته من طرحك الراقي والجريئ
    في بعضٍ من البوستات المفتوحه الآن بـ(هذا المنبر).
    Quote: قد أستأنس بكل هؤلاء من جميع الملل ، و النحل .. و من أي عنصر .. و لنعد منهم على سبيل المثال :
    محمد إقبال ، مالك ابن نبي ، القمني ، فراس السواح ، العشماوي ، و غيرهم من المعاصرين كثر ، فضلاً عما لا يسعهم
    العد من السلف ، لا أستثني منهم ابن تيمية ، و ابن القيم ، فضلاً عن الغزالي ، و ابن عربي ، و غيرهم .. و من غير العرب ،
    أرشح كين ولبر ، و اكهارت تولي ، يو جى كرشنا مورتي ، و أوشو .. و غيرهم كثيييييير ...
    و لكن ، يقينا ، ما من أحد منهم يستطيع أن يحمل عني معولي ، و لا أن يجد لي كنزي ، الذي هو ضالتي .. ذلك لأمر بسيط ،
    لأن كنزي هو في بيتي .. و أنا وحدي من يحمل مفاتحه
    أنت من الأعضاء القلائل البتمتعوا بمقدره فائقه وغير مشروطه علي الإنفتاح وقبول الراي الآخر وكذلك
    رفضك الصريح لأي موروث ، شخص أو لأي فكر قد يحتكر الحقيقه بإسمه أو بدعوي قدسيته أو بحجة أنه يمثل الخلاص
    لمشاكل الإنسانيه بزعامة زيًد أو عبيد من الناس...
    نحن نحترم كل هؤلاء الذين ذكرتهما وكذلك نحترم أي فكر حُر ولايمكن أن نقفل مداركنا أمامه كما لايمكن في يوم من الأيام
    أن نقدس الفكر أو المُفكر بل تقديسنا جله لله وحده .. لماذا ؟ لأن الفكر والمفكر محدودين و الفكر مهما يكون هو بطبعه قاصر ل
    أنه يتحرك داخل الحيز الزماني والمكاني .. فأي شيئ ناتج عن شيئ هذه سمته فهو غير مقدس(نقطه)!
    الحقيقه هي المطلب فأينما ثقفناها وقفنا عندها ونهلنا من صافي نبعها.. لأنها دائماً وأبداً جديده، قد تأتي اليوم من شحرور أو غدٍ
    تأتي من جهة أخري فماعلينا إلا تقبلها فهي كما قال الأستاذ جدو كريشنمورتي (الحقيقه بلا دروب) وأنا لنا تأطيرها في درب واحد
    وهي "حقيقه"؟ أيعقل هذا؟


    نأمل يا أخي أيوب أن تسمح لي بوضع بعض المقارنات بين الفكر الجمهوري وفكر الاخ شحرور ولكن لكي نبدأ لابد من معرفة
    الغايه من هذا الوجود؟ لكن ... هذه الغايه قطعاً تختلف من تعريف شخص لآخر علي حسب (الموروثات ، المعتقدات..وإلخ).
    ولكن بالنسبه لنا كبني آدميين أهم شيئ بالنسبالنا في هذه الغايه هو (وسيلتها) ليش: لأن هنالك بعض من الناس بينظر لينا علي
    أننا لسنا فرق بأي صوره من الصور من أي نمله أو أي جرثومه مخلوقه في هذا الكون واجبها أن تحيا وتعيش بالطريقه البتكيف
    بيها حياتها حسب ماتقتضيه (قوانين خالقها).. هذه القوانين بتختلف بإختلاف الخلق ، فماهو مقبول عند عالم النمل ليس بالضروره
    أن يكون مقبول لعالم الأنواع الأخري... لذا في عالمنا الإنساني بتهمنا قوانينا بكل أنواعها وداخل هذه القوانين وبالذات في هذا العصر
    تكاد تكون مجمل القوانين متفق عليها عالمياَ كـ(حقوق الإنسان)...إلخ.وبموجب هذا التباين لايمكن أفرض غايتي علي غاية غيري
    من المخلوقات (حتي لو كان الإنسان)!! ليش؟ لأني ممكن أقول غايتي العبوديه! لكن هل سيقبل غيري بهذه الغايه؟ حتماً لا يقبلها
    لأنه يُعرف غايته بأدواته هو وقد تكون غايته إشباع الغريزه لاغير!!! طبعاً هو حُر في تعريفه وليس بمقدوري أو بمقدور أي سلطه
    أخري أن تحدد وتعرف له غايته.لذا يكون لزاماً علينا أن نرجع لنبحث عن منطقه أخري تكون مقبوله لي وله ..
    هذه المنطقه هي وسيلة تلك الغايه!!

    علي كلٍ يا أخ أيوب:
    دعني وبعجاله شديده لأقارن الفكر الجمهوري بفكر الإستاذ شحرور ولو أخطأت فذلك من عندي ويلزمني إعادة تصويب الخلل:
    المقارنه الأولي:
    نجد أن داخل فكر الأستاذ شحرور يستطيع اليهودي أن يعيش مع المسلم، المسلم السني أن يعيش مع المسلم الشيعي، المسيحي البروتستانتي
    مع المسيحي الارذدوكسي والملحد يعيش مع المؤمن..أما من الجهه الإخري : فنجد فكر الأستاذ محمود لايمكن أن يتعايش تحت مظلته:
    الملحد والمؤمن، اليهودي والمسلم ، البوذي وطالبان و.... بل ناهيك عن تعايشه مع كل تلك الملل الأخري فهو لايمكن أن يتعايش بداخل
    مظلته حتي الأسلام(كفصائل)!!(الكلام دا مبني علي حسب ماهو ظاهر من طرح الفكره الجمهوريه ... أما من ناحيتي الشخصيه فإعتقد
    أن هنالك باطن لهذه المسأله ولكن لن ولم يستطيع أي من تلاميذه أن يفتي في هذا الأمر بإثتثناء إذا ما كان الأستاذ نفسه قد سارر بهذا الأمر
    لبعضٍ من تلاميذه)...
    المقارنه الثانيه:
    الفكر الجمهوري ربط الإنسان بالإسلام ومن ثم ربط فردية ذلك الإنسان باتقليد النبئ (ص) بل هو نصح كل إنسان عايز يجد حلاوة الإيمان
    بأن يرجع للسنه المحمديه وبالذات عليه أن يبدأ من صحيح البخاري!! أما في الطرف الآخر نجد فكر الأستاذ شحرور لم يفعل هذا بل جعل
    من الإسلام علي أنه دين من ضمن الأديان الإخري وكلها أديان مقبوله و تنتمي لنفس الخالق وأي منها إتبعته فأنت محق، وشحرور دعم
    حجته بالآيه الكريمه( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا
    خوف عليهم ولا هم يحزنون).
    في مسئلة إظهار الفرديه لاحظت في بعض (المقتطفات بهذا المنبر) أن الأستاذ محمود أحياناً يؤكد إظهار الفرديه(الأصاله) وفي بعض
    الأحايين لاحظت ينفيها علي تلاميذه وعلي السابله.. في حين نجد الأستاذ علي مستوي الممارسه يمارسها لوحده وإن قـد (قال لتلاميذه
    أتركوا امر الأصاله لأنه أمر يخصني).
    المقارنه الثالثه:
    في مسئلة القضاء والقدر... نجد أن الفكر الجمهوري لايعطي أي تفسير مقنع لمسئله شائكه ومعقده مثل (القضاء والقدر) بل تكاد تكون
    من أساسيات المعتقد(أي كان) يبدو لي الأستاذ محمود تعرض لهذه المسأله في (ندوة الأطباء بالأبيض أو بكوستي) إن لم تخني الذاكره!! ..
    أما من الجهه الأخري- في أمر هذه المسأله نجد أن فكر الأستاذ شحرور يعطي تفاسير صريحه وواضحه بل هي أقرب إلي الحقيقه إن لم
    تكن هي ذات الحقيقه!! ( تداخلت في موضوع بهذا المنبر في عام 2004-2005 وكان تداخل معي وقتئذ الأخ د.ياسر المليح وكان تفسيري
    للمسأله مغاير لتفسير أخونا د.ياسر وفي نفس الوقت كان مطابقاً لتفسير الأستاذ شحرور والذي كنت لم أعرفه ولم أسمع به في ذلك الزمن.

    لنطوي هذه المداخله: نجد أن عالمنا اليوم يغلي غليان شديد(كل العالم بدون إستثناء) وهذا الغليان بمثابة مخاض لنقله حضاريه تطيح بالحضاره
    الصناعيه والتي تقوم علي الطاقه الملوثه(البترول والفحم الحجري).. معالم هذه الحضاره (المقبله) واضحه ولا تحتاج لأي حصافه لكيما تتعرف
    علي الخطوط البارزه لسماتها! هذه النقله سوف تدك قيم كثيره كانت بالأمس القريب (من الأشياء المسلم بها) مثلاً: قيم الأسره (لاحظ التحولات
    حول العالم.. 14 دوله تعدل دساتيرها لتأخذ تعريف جديد لمفهوم الأسره لأجل التمشي مع واقع العصر) ثم تحديد الإنجاب وتوسيع قنواته
    (أطفال الأنابيب) .. خلبطه في مفاهيم الأنساب، القبيله، العشيره، مساواة المرأه بالرجل(الرجل ممكن يكون حاضن والمرأه تكون هي الموكله
    بالنفقه(المسأله مسألة كفائه وتحمل للمسئوليه.. الجندر صار غير مهم في توزيع المهام الأسريه...،
    الأديان صارت تفقد جزء من أتباعها كما صارت تفقد قداستها (الكنيسه، السنقاق، المسجد ، المعابد الغير توحيديه ونوادي الإلحاد أصبحوا
    جيران بل دخلوا للشباب في منازلهم وداخل جيوبهم الكل بيعرض عليهم بضاعته مافيش حد أحسن من حد).
    التعليم سيكون في البيت وفي العمل وفي ميادين الترفيه وفي كل مكان وليس بالضروري أن يكون بالمدرسه ...
    تعليم الأطفال بالمنازل وبالأنترنت أصبحا من الأمور المعترف بها من قبل وزارات التربيه والتعليم بمعظم دول العالم..
    الجيوش التقليديه سوف يتم تحجيم دورها(بإمكان الشركات العملاقه أن تعمل جيوشاً خاصه بها أو منظمات العمل المدني)..
    فكرة الأوطان (الناس الآن بتفكر في تعمير الفضاء وفي المحيطات لتبنيها بالقري والمنتجعات.
    .المصانع البايلوجيه ،الآن بإمكان المنازل أن تستخدم تدفئه بإستغلال البكتريا (نظام الطاقه البديله) ...إلخ.
    الأمر يطول جداً إذا ما بدأنا نسرد هذا الامر وسط هذه المساحه الضيقه!! ...
    لكن كلما أود قوله هنا:عصر بهذه السمات لايمكن أن يقبل أي جهه تأطره في قالب واحد ، لكن قطعاً سيقبل وسيرحب وسيتعايش
    جنباً لجنب مع أي جهة تحترم إختلافاته وأن تقبل هذه الحقيقه بعمق إعتقاداتها وليس تقبله كتكتيك مرحلي..
    كما أن هذا التحول العصري سيرفض ولايبالي لأي جهة ما تفرض عليه نسق واحد من نسق التعايش..
    بهذه الكيفيه وحدها ستثبت الأفكار الأصيله وستهتز وتضمحل مادونها..

    كُل الودَ.
                  

04-28-2013, 09:17 PM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفكرة الجمهورية فى مرمى النيران ! (Re: Mohamed Adam)

    الاخ العزيز محمد ادم ...
    سلام وتحية , وشكرا ليك على المداخلة القيّمة التى تفضّلت بها.
    واتفق معك فى جل ما ذهبت اليه فى المقارنة بين ما تطرحه الفكرة الجمهورية ... وبين ما يقدّمه دكتور شحرور
    وبالمناسبة ... كلما تعمّقنا فى دراسة فكر الدكتور شحرور , كلما أيقنا بأننا مازلنا نعيش فى النصف المظلم من القمر
    بل وربما أضعنا الكثير من الزمن ونحن منغلقين على ذواتنا .... نلف و ندور فى حلقة مفرغة.
    واحدة من أهم مشاكل النخبة عندنا هى الاصرار على أحادية الفكرة والتشبّث بها ... ورفض الآخر.
    انا أعتقد ان الواقع من حولنا بات يفرض علينا أنماط جديدة للتفكير.... ولم تعد هناك أيقونات تُعبد .... وليست هناك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها
    الدكتور شحرور واحد من العقليات الفلسفية الجبّارة .... ويقدّم رؤية شاملة تكاد تكون هى المخرج الوحيد للخطاب الدينى المعاصر.
    وهذا ما جعل شخص بقامة الدكتور صادق جلال العظم وهو واحد من الاهرامات الفكرية يرى فى الدكتور شحرور ظاهرة صحية جدا وضرورية يجب ان تستمر !
    وهناك العديد من الصروح الثقافية والأدبية التى ترى بأنه يجب الانطاق من افكار شحرور لتأسيس فكر دينى مستقبلى هو الوحيد القادر على الصمود والمواجهة.
    ....
    انا شخصيا أعتقد ان منهج الدكتور شحرور أكثر عمقاً فى الطرح وأكثر شمولية من الفكرة الجمهورية ....
    وسأقوم قريباً باِستعراض الملامح العامة لأفكار شحرور.... ويمكن حينها عقد العديد من المقارنات بين الطرحين.
    ....
    عموماً البوست متاح لك ولغيرك للمداخلة والاِسهام ... وارجو ان تاخد راحتك على الآخر .... و دون اِستئذان !

    تحياتى
                  

04-29-2013, 08:03 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: امير بوب)

    سلام للجميع وتحية خاصة لصاحب البوست الدكتور أمير بوب

    قرأت هنا مما نقلته لنا عما كتبه الدكتور محمد شحرور حول الزواج وملك اليمين:

    Quote: الزواج:

    هو علاقة صهر ونسب بين رجل بالغ عاقل وامرأة بالغة عاقلة، غايتها إقامة أسرة وحياة مشتركة وإنجاب ذرية وقوامها الإيجاب والقبول والعزم على الاستمرار. ولهما أن يفترقا بالطلاق بعد الزواج ضمن شروط بيَّنَها تعالى تضمن حق المرأة في النفقة والعدة.

    ملك اليمين:

    هو علاقة طوعية بين رجل بالغ عاقل وامرأة بالغة عاقلة ليس فيها صهر ولا نسب ولا نية في الإنجاب والاستمرار، وتقتصر على ممارسة الجنس بين الطرفين. وقد تكون المرأة ملكاً ليمين الرجل فينفق عليها، ومثاله زواج المتعة. وقد يكون الرجل ملكاً ليمين المرأة فلا تطلب منه أي نفقة أو سكن ومثاله زواج المسيار. وقد يكون ملك يمين متبادل بينهما، ومثاله زواج (الفرند).


    وهذه شريحة فيديو يتحدث فيها الدكتور شحرور عن مسألة ملك اليمين:
    http://www.youtube.com/watch?v=o_fnUH2yrt0





    وهذه شريحة أخرى مع التوضيح بالكتابة:

    http://www.youtube.com/watch?v=j47gWQZM2jQ



    والآن لدي سؤال:
    الدكتور شحرور يقول أن ملك اليمين جائز في زمننا هذا بين رجل وامرأة بشرط أن تكون غير متزوجة. هل يُشترط أيضا أن يكون الرجل غير متزوج؟ أم أن الرجل المتزوج يمكنه أن يملك يمين امرأة أخرى بجانب زوجته؟

    ولك شكري
    ياسر
                  

04-30-2013, 10:27 AM

عثمان عبدالقادر
<aعثمان عبدالقادر
تاريخ التسجيل: 09-16-2005
مجموع المشاركات: 1296

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: الفكر الجمهوري فكر ينطلق من التجربه الذوقيه وأفكار محمد شحرور تنطلق من التوليف (المعرفي).
    ينطلق الفكر الجمهوري من المحدود لينتهي عند اللامحدود أو من المحسوس إلي اللامحسوس كممارسه.
    الإخ محمد شحرور بيبدأ من المحدود وينتهي في ذات المحدود أي مجرد توليف معرفي أو بمعني آخر هو
    ينطلق من التجارب لينتهي في مجال ذات التوليف (علوم تجريبيه) قد لاتحتاج لممارسه ذوقيه..


    طيب التحايا أخي أمير
    ماقاله الأخ محمد آدم أعلاه يعبر عن رأيي تماماً وأضيف زعمي بأن مثل هذه المحاولات تخدم الفكرة الجمهورية أكثر في تحقيق هدفها المعلن عن حرية الفكر والمفكرين ( فهذه الأيام ايام الظهور ** من يذق فيها يذق للنار نور ) وهذه المقولة أفهمها بطريقتي المخالفة لأخواني الجمهوريين .

    أبو حمــــــــــــد
                  

04-30-2013, 11:00 AM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: Yasir Elsharif)

    الاخ ياسر الشريف
    خالص التحايا والود .... وشكرا على مرورك على البوست

    Quote: هل يُشترط أيضا أن يكون الرجل غير متزوج؟ أم أن الرجل المتزوج يمكنه أن يملك يمين امرأة أخرى بجانب زوجته؟


    حسب ما فهمته انا من طرح دكتور شحرور انه لا يشترط ان يكون الرجل غير متزوج .... والمسالة ليست لها علاقة بعدد زوجات الرجل
    يقدر ماهى متوقّفة على التراضى بين الطرفين وقبول المجتمع ... على ان لا لاتكون العلاقة الجنسية علنيّة ... وبشرط ان تكون المرأة متزوجة حتى لا تكون مشركة
    بمعنى انها أشركت شخصاً آخر فى فرجها غير زوجها .... وفى هذه الحالة فاِنها تصبح زانية.
    ولا يجب اِغفال جزئية قبول المجتمع للمسألة .... فشحرور يتحدّث عن المبدأ من حيث الحلال والحرام فى الدين .... وكما هو معلوم فاِن فلسفة شحرور تقوم على ان الحلال لا يُمارس اِلا مقيّداً
    ومن ضمن الضوابط التى تسمح بتقييد او اطلاق الحلال , هى الأعراف والتقاليد والضوابط الاجتماعىة والثقافية العامة.



    تحياتى
                  

04-30-2013, 11:27 AM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: امير بوب)

    وللوقوف على الآلية التى يتّبعها دكتور شحرور فى قراءة النص اقرآنى ... تراه يرتكز على انه لا يوجد تناقض فى كتاب الله
    ثم يقوم بتقاطع كافة الآيات ذات الموضوع الواحد حتى يتم الربط فيما بينها ... ومتى ما وجد تناقضاً .... عليه اِزالته
    والأهم من كل ذلك هو بحثه عن مصداقية النص على أرض الواقع.
    مثلاً :
    قوله تعالى ( الزاني لاينكح إلا زانية أو مشركة والزانية لاينكحها إلا زانٍ أو مشرك وحرم ذلك على المؤمنين ) ( النور 3 )
    يرى الدكتور شحرور ان هناك أربعة أطراف فى المسألة : 1- الزاني ، 2- الزانية، 3- المشرك، 4- المشركة.
    فالعقوبة وردت في الآية (2) في سورة النور وهي 100 جلدة للزانية والزاني فأين المشرك والمشركة؟؟
    فإذا قلنا أن المشرك والمشركة هما المشركين بالله فقد اختلت النظم والروابط لأن الحديث هنا عن النكاح (الجنس) ولكن إذا قلنا أن المشرك والمشركة هما المتزوج والمتزوجة،
    فالمشركة هي من أشركت غير زوجها مع زوجها في الفراش والمشرك هو من أشرك غير زوجته مع زوجته في الفراش لذا فهناك أربع احتمالات :
    1 – عازب وعازبة ( زان وزانية ) .
    2 – عازب ومتزوجة .
    3 – عازبة ومتزوج .
    4 – متزوج ومتزوجة،
    وبهذه الطريقة يمكن فض الاشتباك ... وفهم الآمر بسهولة ويُسر وذلك عند التوفيق بين جميع الأطراف وبحث كافة الاِحتمالات التى يمكن ان يكونوا عليها.
    بعيدا عن التناقض فى النص القرآنى .... وتحقيقاً لمصداقيته !



    متابعة
                  

04-30-2013, 12:34 PM

Omer Abdalla Omer
<aOmer Abdalla Omer
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 4078

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: امير بوب)

    Quote: عموما تجربتى مع الجمهورين بسيطة لكن كزول من الطبقة التى تتعرض للاضهاد العنصرى والعرقى فى السودان منذ العام 1956 اجد ان حديث الشهيد
    عن حرب الجنوب وقوانين سبتمبر تجعلنى احترم الفكر الجمهورى خالص التقدير

    ليس ذلك فحسب بل لو وصلت الفكرة هذه لإهلنا سيقبولنها و يدنيون بها فورا لأنها توافق فطرتهم و تحفظ كرامتهم فإنهم قد كفروا بهؤلاء المنافقين وما يدينون! الفكرة اليوم تنتشر وسط مثقفي الجبهة الثورية لأنهم أدركوا المعركة ليست في الميدان فقط و لكنها فكرية أيضا.
    فإن كان لابد من سودان جديد, فلابد من فكر جديد!
    التحايا لصاحب البوست و ضيوفه الأكارم!
                  

04-30-2013, 03:17 PM

abdelwahab hijazi

تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 303

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: Omer Abdalla Omer)

    .



    شكراً جزيلا استاذ أمير
    اعترف أن معرفتي بفكر محمد شحرور شحيحة

    والأمر كذلك، فلدي بعض الاستفسارات بشأن التعريفات التي أوردتَها عنه.

    إذا كان تعريف القلب على النحو الذي أوردت فماذا عن قوله تعالى
    أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ

    ما معنى الصدور هنا؟

    إذا كان تعريف المسلمين هو ما أوردت فماذا عن قوله تعالى:
    وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)

    " أعجبني" تعريف العرش والكرسي وربما أوردت في مداخلة لاحقة لماذا - من خلال انتقاد ما يؤمن به الجمهوريون من تفسير لبعض مشاهد القيامة.


    وبالله التوفيق


    .
                  

04-30-2013, 10:24 PM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: abdelwahab hijazi)

    الاخ عثمان عبدالقادر
    تحياتى وشكرا ليك على المرور ووجهة النظر المقدّرة فى اتفاقك مع الأخ محمد آدم ... وفى انتظار المذيد من المساهمة
    ...
    كما قلت سابقاً ... فاِن الفكرة الجمهورية تنطلق من خلفية صوفية ... ولها أبعاد ذوقية
    بينما يرتكز الدكتور شحرور على عقلية فلسفية وجدلية بحتة ...
    ورغم ذلك فهناك الكثير من التقاطعات بينهما ... ولكن تتفاوت درجة التعمّق فى الطرح بين الرجلين.


    تحياتى
                  

04-30-2013, 10:33 PM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: امير بوب)

    الاخ عمر عبد الله
    سلام وتحية ...
    Quote: ليس ذلك فحسب بل لو وصلت الفكرة هذه لإهلنا سيقبولنها و يدنيون بها فورا لأنها توافق فطرتهم و تحفظ كرامتهم فإنهم قد كفروا بهؤلاء المنافقين وما يدينون!
    الفكرة اليوم تنتشر وسط مثقفي الجبهة الثورية لأنهم أدركوا المعركة ليست في الميدان فقط و لكنها فكرية أيضا.

    اتفق معك فى معظم ما ذهبت اليه ... ولكن بعض مآخذى على الفكرة الجمهورية هى التكثيف الشديد ... والغموض الذى يغلّف بعض جوانبها , مما خلق حاجزاً وهمياً حال دون تقبّلها ...
    او فلنقل اِستيعابها من قبل الاِنسان العادى او المسلم البسيط ... حتى صارت الفكرة وكأنها مخصصة للمثقفين والصفوة ... وتم حصرها فى اِطار ضيّق.


    تحياتى

    (عدل بواسطة امير بوب on 05-01-2013, 01:41 AM)

                  

05-01-2013, 00:16 AM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: امير بوب)

    الاخ عبد الوهاب حجازى
    سلام .... وشكرا لتكرّمك بالمساهمة واِثراء النقاش
    Quote: إذا كان تعريف القلب على النحو الذي أوردت فماذا عن قوله تعالى
    أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ
    ما معنى الصدور هنا؟

    حسب فهمى لطرح الدكتور شحرور فهو يعرّف القلب فى التنزيل الحكيم بأنه الدماغ ... وهو آلة العقل ... وليس المقصود هو العضلة التى تضخ الدم الى الجسم
    (أم لهم قلوب يعقلون بها) ...القلب هو محل التقوى !
    اما سؤالك عن معنى الصدور فى الآية الكريمة فهو كالآتى حسب فهم الدكتور شحرور :
    أما الصدر فهو أعلى كل شيء ... كقول الشاعر مثلاً نحن قوم لا توسط بيننا لنا الصدر دون العالمين أو القبر.
    وبالتالى يكون مكان القلوب (بمعنى العقول) هو فى الرأس وهو أعلى الجسم ... أى صدره ...
    لذا قال تعالى (إنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)
    واِلا فأي عمى يوجد في الرئتين والعضلة القلبية ؟؟ بينما نهاية العين إلى العصب البصري في الدماغ، وليس إلى الرئتين ولا إلى العضلة القلبية !!
    وهذه المعانى تم استخراج معناهما مباشرة من تقاطع الآيات (قلوب يعقلون بها) (لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) .

    Quote: إذا كان تعريف المسلمين هو ما أوردت فماذا عن قوله تعالى:
    وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78)

    أعتقد انه لفهم هذه الجزئية من الطرح يجب الاطلاع على مباحث دكتور شحرور والتعمّق فى رؤيته لمفهوم الاسلام والايمان ...وسأحاول اِعطاء ملمح عام عن رؤية شحرور للأمر
    حيث ان مفهوم الاسلام عند شحرور يقع على عدة مستويات ,
    المستوى الاول هو الاسلام الكونى , بعنى ان كل من فى السموات والارض يسلم بالله تعالى (( أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون ( 83 )
    والاسلام فى هذا المستوى يقوم على الايمان بالله واليوم الآخر ... وهو ايمان تسليمى , اما طوعاً من باب الألوهية او كرهاً من باب الربوبية.
    المستوى الثانى من الاسلام هو المستوى العالمى: بمعنى الاسلام عندما يُذكر الله تعالى وحده ولا يُذكر معه أحد فاِنه يقول مسلمين ... فالاسلام هنا مرتبط فقط بالله عز وجل, ولذلك نجد انه غير محدد بالدين الاسلامى ولا بالرسول الكريم
    ولذلك فاِن جميع الأنبياء واتباعهم مسلمين ....
    مثلاً :
    وأتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه ....إن أجري إلا على الله وأمرت أن أكون من المسلمين (يونس 10 : 71‎‎ ـ 72)
    ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن حنيفا مسلما (آل عمران 3 : 67 )
    ثم...
    قال موسى يا قوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين (يونس 10 : 84 )
    ومن كلام الهدهد والرسالة التي حملها إلى ملكة سبأ قال الهدهد:

    وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ... إنه من سليمان وأنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا على وأتوني مسلمين (النمل 27 : 24-31)
    وملكة سبأ قالت :
    رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين ( النمل 27 : 44 )
    ثم...
    والذين آتيناهم الكتاب من قبله ( أي قبل القرآن يقصد النصارى ) هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به أنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين (القصص 28 : 52 - 53 )
    قال الحواريون (تلاميذ المسيح ) نحن أنصار الله آمنا بالله وأشهد بانا مسلمون ( آل عمران 3 : 52 )
    وحتى الجن ... (قالوا سمعنا قرانا عجبا يهدي إلى الرشد … وإنا منا المسلمين ومنا القاسطون ( الكفار ) فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا ( الجن 72 : 1-14 )
    وغيرها من الآيات التى تتحدث عن الاسلام فى مستواه العالمى .... وليس صحيحا ان اتباع الرسالة المحمدية هم المسلمون دون غيرهم.
    ويذهب الدكتور شحرور الى ان كل من آمن بالله واليوم الآخر دخل الاسلام ...
    وان راس الاسلام هوالايمان بالله واليوم الآخر ... وأساسه التوحيد
    وللاسلام ثلاثة فروع هى :
    اولاً القيم : وهى التعاليم والقيم الانسانية لكل سكان الأرض من زمن سيدنا نوح والى محمد رسول الله , وهذه القيم خضعت للتراكم عبر العصور ... وهى تحكى تطور التاريخ
    والقيم وصلت الى نهايتها بالرسالة المحمدية وما يأتى بعدها يدخل فى باب الحِكم والحِكمة (كما فى اقوال لقمان الحكيم)
    وهى تعنى الصراط المستقيم وهى كذلك الوصايا العشرة.
    ثانياً الشرائع:وهذه خضعت للتطور بين الأنبياء والرسل اما عن طريق الاضافة او الاِلغاء او التعديل او ان تيقى على ماهى عليه
    وهنا يأتى مفهوم الناسخ والمنسوخ.... بحيث يقول شحرور ان النسخ يتم فقط بين الرسل والرسالات المختلفة ...
    ثالثاً الشعائر: وهذه خضعت للاِختلاف ... وفيها خصوصية لكل رسول عن الآخر.
    ثم....
    يقوم الدكتور شحرور بالتفريق بين الاسلام والايمان ... وبالتالى بين المسلمين والمؤمنين
    حيث ان رأس الاسلام هو شهادة ان لا اله الا الله
    بينما راس الايمان هو شهادة ان محمداً رسول الله
    اذن المؤمنين هم اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم .... لذلك عندما يذكر الله تعالى وحده يقال مسلمين ... وعندما يذكر الرسول الكريم يقال مؤمنين.
    (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ)
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )
    والايمان كذلك ايمانان ... ايمان بالله وهو ايمان تسليم ... وايمان بالرسول وهو ايمان تصديق.
    وعند الدكتور شحرور كذلك فاِنّ التقوى نوعين :
    تقوى القيم ... أى تقوى الاسلام (بمعنى الايمان فقط بالله واليوم الآخر)
    وهناك تقوى الايمان ( بمعنى الايمان بالرسول)
    والجمع بين النوعين من التقوى يقود الى الاحسان.
    ...
    هذا ملمح عام لرؤية شحرور لمسألة الاسلام والايمان باِيجاز شديد ... ارجو ان اكون قد وفّقت فى عرضه على اِستحياء.... وتوصيل بعض المعانى
    وباِمكانك الرجوع لموقع الدكتور ولكتاباته للتوسع فى الأمر... فهو جدير بالتأ نى والدراسة.


    تحياتى ....
                  

05-01-2013, 02:41 AM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: امير بوب)

    من النقاط الهامة التي يطرحها شحرور هي عدم وجود تعارض في القرآن الكريم ... كما لايوجد ناسخ ومنسوخ داخل الرسالة الواحدة
    وإنما النسخ يتم في أحكام الشرائع بين الرسالات المختلفة ....
    ولا توجد آية في القرآن الكريم تنسخ الأخري.
    في حين تقول الفكرة الجمهورية بمبدأ النسخ في القرآن.... وتبني عليه احكاماً ومفاهيم.
    ....
    ثمّ
    في مسألة الحدود في الشريعة الإسلامية ...
    بينما تقر الفكرة الجمهورية بمبدأ تطبيق الحدود بإعتبارها أمر ربّاني....
    يقدّم الدكتور شحرور مفهوماً جديداً... وذلك بإعتبار الشريعة الإسلامية حدودية وليست حدّية
    بمعني أنها الحدود العليا التي وضعها الله تعالي للبشر كعقوبات تعزيرية وفقاً لتقديراتهم.
    بينما لهم مطلق الحرية في اختيار العقوبة التي يرونها مناسبة بشرط ان لا تتجاوز الحدود التي وضعها الله تعالي.
    بإستثناء عقوبة الزنا وهي العقوبة الوحيدة العينية... لذلك وضع الله تعالي شروطها من عنده وحددها.
    مثلاً ...
    قطع يد السارق ...هذا هو الحد الأعلي للحكم... ويمكن تطبيق ما دونه... تماماً كما فعل سيدنا عمر في عام الرمادة!
    حيث ان سيدنا عمر لم يعطّل الحد كما هو شائع ... بل انه لم يطبّق العقوبة القصوي لأنه رأي ان الأمر لا يستحق.
    كما يلاحظ ان (السارق) هو اسم فاعل يدل علي ان الشخص قد امتهن السرقة...وليس المقصود الشخص الذي ارتكب جريمة سرقة واحدة، عكس القتل، حيث يكفي ان يقتل الشخص مرة واحدة ليقام عليه الحد
    ولذلك قال تعالي عنه ومن يقتل...... بينما لم يقل ومن يسرق... بل قال السارق بمعني معتاد السرقة... وهذا يمكن معاقبته بالسجن او أي عقوبة يقرها المجتمع... والحد الأعلي في العقوبة هو قطع اليد.
    ولكن يكفي ان يقتل الشخص مرة واحدة ليقام عليه الحد.
    كما ان عبارة فاقطعوا أيديهما تعني كف أذاهما عن المجتمع... وليس بالضرورة القطع المادي لليدين
    فالله تعالي لم يقل فاقطعوا يدهما بل قال أيديهما وهي تفيد الجمع... يعني يدين ويدين ويكون المجموع أربعة أيادي !
    مما يوحي بأن القطع المقصود معنوي .... أي كف أذاهما عن الناس والمجتمع وليس قطع اليدين الاثنين لكل منهما !



    مواصلة...
                  

05-01-2013, 01:29 PM

abdelwahab hijazi

تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 303

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: امير بوب)

    .


    الأخ الكريم أمير

    السلام عليكم ورحمة الله .. وشكراً جزيلاً على الايضاح .

    Quote: حسب فهمى لطرح الدكتور شحرور فهو يعرّف القلب فى التنزيل الحكيم بأنه الدماغ ... وهو آلة العقل ... وليس المقصود هو العضلة التى تضخ الدم الى الجسم
    (أم لهم قلوب يعقلون بها) ...القلب هو محل التقوى !
    اما سؤالك عن معنى الصدور فى الآية الكريمة فهو كالآتى حسب فهم الدكتور شحرور :
    أما الصدر فهو أعلى كل شيء ... كقول الشاعر مثلاً نحن قوم لا توسط بيننا لنا الصدر دون العالمين أو القبر.
    وبالتالى يكون مكان القلوب (بمعنى العقول) هو فى الرأس وهو أعلى الجسم ... أى صدره ...
    لذا قال تعالى (إنها لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)
    واِلا فأي عمى يوجد في الرئتين والعضلة القلبية ؟؟ بينما نهاية العين إلى العصب البصري في الدماغ، وليس إلى الرئتين ولا إلى العضلة القلبية !!
    وهذه المعانى تم استخراج معناهما مباشرة من تقاطع الآيات (قلوب يعقلون بها) (لاتعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) .


    نعم هذا ما وجدته بالفعل بموقع محمد شحرور. وأوعد بالتعمق أكثر في فهم محمد شحرور من خلال الكتب التي عثرت بحمد الله عليها بالشبكة الالكترونية ( وليس العنكبوتية كما الخطأ الشائع).
    لكني أصدقك القول أن الفهم لم يستقر في قلبي بالارتياح المطلوب. والفهم المتواضع عندي أن الإشارة في القرآن إلى (القلوب التي في الصدور) لا تتجاوز دلالتها البسيطة. ولا تعني أعلى كل شيء.
    وقد أوردتها في هذا الموضع دون غيرها لوضوحها في تبيان ما أرمي اليه. إذ لا يغيب عن فطنتكم أن القرآن قد أشار بالمثل مكرراً إلى (ذات الصدور) بمعنى ما يخفى على الاخرين مما يكون في (صدر أو خاطر) هذا أو ذاك. كما أشار إلى (خائنة الاعين وما تخفي الصدور) وإلى حصل ما في الصدور (أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (*) وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ (*) إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ (*). هذا فضلاً عن الاشارات إلى الفؤاد (مرتين) وبصيغة الجمع (الافئدة) مقترنة مع السمع والأبصار ( ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلا مَّا تَشْكُرُونَ)
    وسأختصر لك الأمر هنا بالقول أن ما يطمئن اليه قلبي هو أن المقصود بالقلوب والأفئدة هي وسيلة الادراك عند الإنسان. وأن لهذه الوسيلة علاقة ما بالإشارة إلى القلب والفؤاد. وأن عجزنا عن فهم هذا الدور – بما بين أيدينا من علوم ومعارف - لا ينفي وجوده (على الاقل لمؤمن – بمعنى أنني أقبل ألا يقبله غير المؤمنين). والرأي عندي في هذا الأمر وغيره أن عجزنا عن فهم القرآن في هذه المرحلة من تقدم البشرية لا يبرر التعسف في إيجاد مخارج أو تبريرات لآياته. وللأسف فإن بعض هذه التبريرات يبدو فطيراً أكثر من المعنى البسيط الأولي المباشر لدلالات كلمات القرآن الكريم. ولهذا فالأوفق الاخذ بما جاء في القرآن بوجهه البسيط إلى حين أن يتيسر للناس فهم ما يعنيه القرآن بالقلوب التي في الصدور. ( بالمناسبة يمكن الاطلاع على الكثير مما ورد مؤخراً عن اكتشاف دور أكبر وأعقد للقلب يتجاوز كونه مجرد مضخة. وأنه مرتبط بشكل أكبر مما نتصور بالجهاز العصبي ونحو ذلك. ورغم أن ذلك ربما لا يفي بالتفسير الكامل لما يشير اليه القرآن الآن، أو أنه ربما يبدو بعضاً مما أشرت اليه آنفاً من فطير تبرير، إلا أن فيه إشارة أن ادراكنا للأمور لا يزال يحتاج إلى الكثير. وأن بالإمكان الوصول في المستقبل القريب إلى ادراك ما أشار له القرآن.
    وكمؤمن فأنا أوقن أن القرآن متقدم على ما بين أيدينا من علوم وليس العكس. ولهذا فالأصوب أن نتواضع قليلاً قبل أن نتجرأ في غرور بالإيماء إلى تجاوز القرآن للمنطق أو العلم أو ما شابه. وظاهر الأمر أن مراكز الادراك عند الإنسان سواء كان عن طريق البصر أو السمع أو أي من الحواس هي التي تعجز عن الادراك. وهذا هو جوهر الاشارات في القرآن إلى عمى وصمم الكافرين أو المنكرين لما جاء به.
    ولمزيد من البيان لوجهة نظري يمكن ضرب المثل بالكثير من الاشارات الواردة في القرآن التي يزيد تطور العلوم من تجليها وإظهار معانيها. خذ مثلاً مسألة الكتاب المرقوم ورقيب عتيد ونحوهما. ألا تجد أنه أيسر علينا فهم الأمر الآن بعد هذه الطفرات الهائلة في التقنية الرقمية والذاكرات الالكترونية من اسلافنا في القرن السابع. وكذلك الأمر بالنسبة لأمر الاسراء والمعراج ونحوهما.

    لدي مداخلة أخرى بشأن تعريف " الاسلام" عند شحرور والذي أجد به بعض التعسف وإن قل. حتى أنه يشبه، على نحو ما، ما درج الاخ أمين وآخرون (الله يطراهم بكل خير) على تكرار الإشارة اليه بالخيط السابق لهذا الخيط حول الفكرة الجمهورية. وأعني بذلك الايماء إلى أن الاستاذ محمود يختلق المفاهيم دون سند منطقي أو نصي.

    صادق مودتي .

    وبالله التوفيق.
                  

05-01-2013, 01:48 PM

abdelwahab hijazi

تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 303

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: abdelwahab hijazi)

    .

    Quote: يقدّم الدكتور شحرور مفهوماً جديداً... وذلك بإعتبار الشريعة الإسلامية حدودية وليست حدّية
    بمعني أنها الحدود العليا التي وضعها الله تعالي للبشر كعقوبات تعزيرية وفقاً لتقديراتهم.
    بينما لهم مطلق الحرية في اختيار العقوبة التي يرونها مناسبة بشرط ان لا تتجاوز الحدود التي وضعها الله تعالي.
    بإستثناء عقوبة الزنا وهي العقوبة الوحيدة العينية... لذلك وضع الله تعالي شروطها من عنده وحددها.
    مثلاً ...
    قطع يد السارق ...هذا هو الحد الأعلي للحكم... ويمكن تطبيق ما دونه... تماماً كما فعل سيدنا عمر في عام الرمادة!
    حيث ان سيدنا عمر لم يعطّل الحد كما هو شائع ... بل انه لم يطبّق العقوبة القصوي لأنه رأي ان الأمر لا يستحق.
    كما يلاحظ ان (السارق) هو اسم فاعل يدل علي ان الشخص قد امتهن السرقة...وليس المقصود الشخص الذي ارتكب جريمة سرقة واحدة، عكس القتل، حيث يكفي ان يقتل الشخص مرة واحدة ليقام عليه الحد
    ولذلك قال تعالي عنه ومن يقتل...... بينما لم يقل ومن يسرق... بل قال السارق بمعني معتاد السرقة... وهذا يمكن معاقبته بالسجن او أي عقوبة يقرها المجتمع... والحد الأعلي في العقوبة هو قطع اليد.
    ولكن يكفي ان يقتل الشخص مرة واحدة ليقام عليه الحد.
    كما ان عبارة فاقطعوا أيديهما تعني كف أذاهما عن المجتمع... وليس بالضرورة القطع المادي لليدين
    فالله تعالي لم يقل فاقطعوا يدهما بل قال أيديهما وهي تفيد الجمع... يعني يدين ويدين ويكون المجموع أربعة أيادي !
    مما يوحي بأن القطع المقصود معنوي .... أي كف أذاهما عن الناس والمجتمع وليس قطع اليدين الاثنين لكل منهما !



    يا سلاااااااااااااااااااااااااام هذا كلام جميل يستحق النظر والتدبر.

    شكراً لك وله.

    .
                  

05-01-2013, 10:18 PM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: abdelwahab hijazi)

    الاخ عبد الوهاب حجازى ...
    سلام وتحية .... وشاكر جداً لمرورك واِثراء النقاش
    Quote: وكمؤمن فأنا أوقن أن القرآن متقدم على ما بين أيدينا من علوم وليس العكس. ولهذا فالأصوب أن نتواضع قليلاً قبل أن نتجرأ في غرور بالإيماء إلى تجاوز القرآن للمنطق أو العلم أو ما شابه. وظاهر الأمر أن مراكز الادراك عند الإنسان سواء كان عن طريق البصر أو السمع أو أي من الحواس هي التي تعجز عن الادراك. وهذا هو جوهر الاشارات في القرآن إلى عمى وصمم الكافرين أو المنكرين لما جاء به.
    ولمزيد من البيان لوجهة نظري يمكن ضرب المثل بالكثير من الاشارات الواردة في القرآن التي يزيد تطور العلوم من تجليها وإظهار معانيها. خذ مثلاً مسألة الكتاب المرقوم ورقيب عتيد ونحوهما. ألا تجد أنه أيسر علينا فهم الأمر الآن بعد هذه الطفرات الهائلة في التقنية الرقمية والذاكرات الالكترونية من اسلافنا في القرن السابع. وكذلك الأمر بالنسبة لأمر الاسراء والمعراج ونحوهما.


    اتفق معك في بعض مما ذهبت اليه من ان القرآن متقدّم عى العلوم المتاحة بين أيدينا .... ولكن علينا ان نوظّف معرفتنا بالعلوم المتاحة للاِرتقاء بالخطاب الاسلامى ليتناسب مع متطلبات الواقع المعاش
    علماً بأنه حسب رؤية شحرور فاِن القرآن ليس دليلا علمياً .... بل هو دليل اِيمانى تقوم الحجة به على من آمن به ... ولا تقوم الحُجة به على اهل الارض ....وعلى اتباع الرسالة المحمدية تقديم الحجج والبراهين للتدليل على مصداقيته
    وهذه هى المهمة التى تقع على عاتق جميع المسلمين.
    فلم تعد معجزة القرآن تكمن فى بلاغته وحُسن صياغته.... بقدر ماهى فى دقّته ... والتى تتماشى وتتفوق على دقّة العصر
    والنص القرآنى يجمع بين بلاغة شكسبير .... ودقّة نيوتن كما يقول شحرور !
    وعليه ... فاِنه كلما ذادت معرفتنا بالعلوم .... كلما ذاد فهمنا للنص القرآنى.

    Quote: لدي مداخلة أخرى بشأن تعريف " الاسلام" عند شحرور والذي أجد به بعض التعسف وإن قل. حتى أنه يشبه، على نحو ما، ما درج الاخ أمين وآخرون (الله يطراهم بكل خير) على تكرار الإشارة اليه بالخيط السابق لهذا الخيط حول الفكرة الجمهورية. وأعني بذلك الايماء إلى أن الاستاذ محمود يختلق المفاهيم دون سند منطقي أو نصي

    لا اتفق معك حول هذه الجزئية ....... فلا اعتقد ان مفهوم شحرور للاسلام فيه شىء من التعسف ... او انه مختلق دون سند منطقى او نصى !
    بل العكس تماماً هو الصحيح .... ربما لو تعمّقت فى دراسة رؤيته .... وتتبّعت الاستدلالات المنطقية والنصّية التى يوردها , لأدركت الأرضية التى يستند عليها الرجل.
    فهو يستند فى فهمه للنصوص القرآنية على الرهان على دقّة القرآن ...واضعاً فى الاعتبار عدم وجود الترادف فى كتاب الله ... عدم الحشوية ...
    ثم العمل على تقاطع الآيات ( ترتيلها) ومن ثم الاِعتماد على عقليته الفلسفية لاستخراج المفاهيم !
    رغم اختلافى مع بعض مايطرحه شحرور .... اِلا اننى اعتقد ان منهجه من أقوى المناهج المطروحة فى الساحة الفكرية ...
    وقد قدم مفاهيم جديدة بمنطق قوى ومتماسك ... وهى تستحق الدراسة والتأمّل.

    تحياتى ... وفى انتظار عودتك
    بوب
                  

05-01-2013, 10:43 PM

abdelwahab hijazi

تاريخ التسجيل: 06-14-2007
مجموع المشاركات: 303

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: امير بوب)

    شكرًا جزيلا


    نعم نعم قطعا الرجل أعمق من أن يرد عليه بالعجلة التي انا عليها.

    لكني لم اقصد بالقطع النظرة الكلية لشحرور للإسلام . ولا ينبغي لي. نعم لا ينبغي لي دون شك . وإنما فقط إشارته الي ما أسماه

    مستويات الإسلام والتي تشبه الي حد ما مسالة الإسلام إسلامان التي يقول بها محمود.

    وسآتيك بإذن الله بما اقصد.

    وبالله التوفيق.
                  

05-01-2013, 11:00 PM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: abdelwahab hijazi)

    شكرا يا أخ عبدالوهاب حجازى
    Quote: مستويات الإسلام والتي تشبه الي حد ما مسالة الإسلام إسلامان التي يقول بها محمود

    طرح مفهوم الاسلام ومستوياته عند شحرور يختلف تماماً عن مسألة الاسلام اِسلامان التي يقول بها الأستاذ.
    لا اريدك ان تتعجّل فى الحكم على الأمر ... فأنا متأكد انك حين تقف على الطرح الجديد وتدرسه على أقل من مهلك , ستكتشف البون الشاسع بين النظرتين.


    تحياتى ... ولك خالص الشكر

    (عدل بواسطة امير بوب on 05-02-2013, 12:10 PM)

                  

05-02-2013, 06:39 PM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: امير بوب)

    من المفاهيم الجديدة التى يطرحها دكتور شحرور في فقه المرأة ... واعتقد ان طرحه فيها اكثر تطوراً عمّا تقول به الفكرة الجمهورية
    اولا : هو يرى بأن المسلمون (وليس الاسلام) قد ظلموا المرأة فى الميراث
    فالأنثى هى الأصل فيه وليس الذكر .... كما ان الوصية هى الأصل فى انتقال الثروة من شخص الى آخر بينما الاِرث هو الاحتياط فى حالة ان الشخص المتوفى لم يوصى
    كما ان الوصية فيها توجيهات من الله سبحانه وتعالى ولا يوجد فيها نِسب وهى خاصة بالانسان ويحق له ان يوصى كيفما شاء ... لأىّ شخص وفى أى مكان وهى الأصل.
    بينما الاِرث هو البديل , ففى حالة ان الشخص قد توفى قبل ان يوصى فاِنّ الله تعالى قد اوصى عِوضاً عنه بقانون عام لكل أهل الأرض وحدد الله الأشخاص الذين يحق لهم ان يرثوا
    ويطرح شحرور رؤية متكاملة عن مفهوم الميراث ... وكيف ان المرأة هى الأصل فيه ... كما ان قوانين الميراث ونِسب التقسيم كانت مقبولة فيما مضى حسب المفاهيم التى كانت سائدة
    وحسب ما كان متاحاً من علوم الرياضيات فى حينها ... حيث قامت قوانين الميراث فى الماضى على العمليات الحسابية الأربعة من ضرب وقسمة واضافة وحذف فقط ...
    بينما يمكننا استخدام العلوم الحديثة حسب وسعنا للحصول على مفاهيم ورؤى جديدة فى الميراث..كما ان القول بان للذكر مثل حظ الانثيين لا يكون الا فى حالة واحدة فقط وهى خاصة جدا ...
    ولا ينطبق الحكم على جميع الحالات.
    مثلاً ... يقوم الدكتور شحرور باِستخدام قوانين الرياضيات الحديثة... ونظريات التحليل الرياضى والهندسة التحليلية وغيرها ليتوصل الى ان الهدف من توزيع الميراث هو المساواة فى المجموعات وليس في الأفراد.
    وعند دراسة هذه المفاهيم الجديدة التى يقدمها شحرور بمنطق قوى ومتماسك ... يتضح لنا ان فكرة الرجل أكثر عمقاً وشمولية واكثر تقدّماً عن كثير مما طُرح فى الماضى ....
    كما ان رؤيته فيما يخص الميراث قد أخرجت الفهم السائد للخطاب الاسلامى القديم من الاِطار الضيق الى آفاق أرحب ... وجعلته مقبولاً وأكثر عمليةً فى ظل التطور الهائل الذى يشهده العالم من حولنا.
    ثمّ....
    يؤكد شحرور ان مسألة تعدد الزوجات غير اساسية وغير مباحة على اِطلاقها وان الشرع الحكيم قد أقرّها فى حالة واحدة وهى الزواج من الأرامل الذين يعولون أيتام ... لان الغرض من التشريع فى الاساس
    من اجل الاِقساط فى الأيتام وذلك بالزواج من أمهاتهم ... وليس الفهم كما درج عليه الناس فى السابق ...
    كما يؤكد شحرور على ان كل الاسباب التى قيلت لتبرير تعدد الزوجات ( مثل العقم والمرض وغيرها) يُمكن ان تُعكس ...
    ولا يتم الاِعتداد بها كدليل على وجوب التعدد فى التشريع , علما بأنه يمكن للمجتمع ان يمنع ويسمح بالتعدد وفقاً لحوجته ووفقاً للمفاهيم السائدة فى المجتمع.
    فيما يخص القوامة:
    ينطلق الدكتور شحرور من قوله تعالى (الرجال قوامون على النساء) ...وكيف ان كلمة الرجال كلمة عامة ولم يتم تخصيص المسلمين او المؤمنين ... بل المقصود الرجال فى العالم أجمع (طوكيو... ومكة ... ولوس انجيليس)
    ولذا عند النظر لمصداقية الأمر على ارض الواقع فاِننا نجد ان الأمر ليس كذلك ! ...
    كما ان سبب الأفضلية فى القوامة هو الانفاق.
    وعليه يقول يؤكد شحرور ان المقصود بالآية ليس النوع من حيث الخلق ... واِلا لقال الله تعالى الذكور قوامون على الاِناث !
    ثمّ...
    قوله تعالى (بما فضّل الله بعضهم على بعض) يقبل عدة احتمالات:
    بعضهم الاولى تشير الى الرجال ... وهى بالضرورة لا تعنى كل الرجال
    كما ان كلمة بعضهم الثانية تشير ايضاً الى الرجال ! ولا تشير الى النساء ... واِلا قال تعالى بعضهن !!
    ويخلص الدكتور شحرور الى ان المقصود بالأية الكريمة ان جزء من الرجال والنساء ... مفضّل على جزء آخر من الرجال والنساء فى مكان وزمان آخرين.

    قوامة الرجل على المرأة غير ضرورية ... فالقوامة ليست عقداً بين طرفين وليست ميزة يمتاز بها طرف دون الآخر .... بل تحددها متطلبات الحياة وواقع الحال
    فاالمرأة التى تعمل وتكون مسئولة عن بيتها بينما زوجها سكران حيران وغير مؤهل لتحمّل المسئولية .... بصورة عملية تكون هى صاحبة القوامة.... وهو حق تعطيه لها الحياة والواقع المعاش
    كما يتطرق الدكتور شحرور الى كلمة النشوز التى وردت فى الأية ... ويؤكد ان النشوز هو الاستعلاء والتكبّر .... ولا يمكن لاِمرأة لا تمتلك قوامة ان تنشز ... ويذهب الى ان المقصود ان النشوز
    لا يقع الا فى الحالة التى تكون فيها القوامة للمرأة .... وبما ان المرأة صاحبة القوامة قد تكون هى الزوجة او الأم او الأخت , لذلك جاء التوجيه الالهى عند الخوف من النشوز هو العظه (فربما تكون المرأة هنا هى الأم)
    او الهجر فى المضاجع (فى حالة المرأة الزوجة).
    اما الحل الثالث وهو الضرب ... فيذهب الدكتور شحرور الى ان الضرب المقصود ليس هو الضرب الجسدى ... بل هو ضرب قوامتها.
    وللدكتور مبحث متكامل حول أمر القوامة ... تتجلّى ملامحه فى ان القوامه ليست خاصة بالرجال ... فيمكن ان تكون المرأة هى صاحبة القوامة ... ويمكن ان تكون القوامة مشتركة بين الطرفين.
    وفيما يخص حجاب المرأة فيؤكد شحرور انه ليس اصلا فى الاسلام ... وانما هو تراكم لثقافة قديمة كانت تتعلق بالمرأة البابلية المتزوجة . حيث كان لا يُسمح لها بالخروج دون حجاب وفقاً لقانون حمورابى.
    كما ان الحجاب عادة قديمة موجودة عند الفرس والبابليين وغيرهم من الشعوب ... وان الحجاب لم يأتى مع الاسلام ...
    ومن هذا المنطلق يتساءل شحرور عن الفرق بين لبس السيدة خديجة ام المؤمنين التى توفيت قبل الهجرة ... وبين لبس أم سلمة ؟
    ويؤكد انه لا فرق بينهما ... لان كل منهما كانت تلبس حسب الوضع السائد فى المجتمع ... وحسب الطبيعة المناخية للمنطقة وحسب الوضع الاجتماعى والانتاجى للمجتمع.
    فالمرأة العربية كانت تضع خماراً على رأسها وتلبس جلباباً طويلاً ... ولكن لم تكن معنية بتغطية جيب صدرها.
    وعليه ... فاِن الأمر فى الاسلام مرتبط بحدود دنيا وحدود قصوى ولا يوجد مايسمى الحجاب بما هو متعارف عليه بين الناس الا اذا كان فى اطار العادات والتقاليد فقط ....
    وان الأمر مرتبط فقط بتغطية الجيوب ... وهى خمسة مواضع فقط وهى : ما تحت الاِبطين والصدر والعورة والاِليتين.... وهذه هى المواضع التى أمر الله بتغطيتها
    وبما ان المرأة العربية كانت من الاساس تغطى هذه المواضع حسب طبيعة لبسها ... فاِنه لم يبقى ها سوى ان تغطى صدرها فقط ....
    بينما للنساء الأخريات ومهما اختلفت أزيائهن ... فاِن المطلوب منهنّ فقط هو تغطية جميع الجيوب وهى الخمسة مواضع المذكورة!
    ولذلك يعتبر شحرور ان المرأة العربية قد ضحكت على الفقهاء جميعاً.... وذلك لأن طبيعة لبسها فى الأساس كان يغطّى اربعة مناطق من جسمها .... لذلك فهى لم تفعل شىء سوى انها قامت بتغطية جيب صدرها فقط ...
    وهذا ما اوقع بعض الفقهاء فى الفهم الخاطىء .... اِذ اعتبروا الجيوب هى الصدر فقط.
    وخلاصة رؤية شحرور انه مهما كان الزى الذى تلبسه المرأه .... فاِنه شرعياً فقط يجب عليها تغطية صدرها وعورتها وماتحت اِبطيها واِليتيها .... وهذا هو الحد الذى طالبها به الشرع
    اما بقية الضوابط الخاصة باللبس فاِنها تخضع لتقديرات المجتمع ومدى قبوله لها.
    بمعنى انه ليس على نساء الأرض التقيّد بلبس المرأة العربية ... او انه يجب عليهنّ ان يلبسن مثل نساء ربيعة ومُضر او الأوس والخزرج حتى يضمنون دخول الجنة !
    فلكل امرأة الحق فى ان تلبس وفقاً لضوابط مجتمعها ... وحسب العادات والتقاليد .... ولكن عليها الاِلتزام بالحد الأدنى الذى طالبها به الشرع وهو فقط تغطية الجيوب المذكورة.



    مواصلة ....

    (عدل بواسطة امير بوب on 05-02-2013, 07:27 PM)

                  

05-04-2013, 00:42 AM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: امير بوب)

    يتناول الدكتور شحرور مفهوم القضاء والقدر....
    ويتجاوز الطرح السائد بأن القضاء هو علم الله الأزلي... والقدر هو نفاذ هذا العلم في الواقع.. ويؤكد ان هذا التعريف وضع في عهد بني أمية وقد كانت دوافعه سياسية
    ولكن رغم ذلك فقد استمر هذا التعريف الي يومنا هذا!
    وبعد الكثير من البحث والتقصّي ...يطرح الدكتور شحرور مفهوماً جديد ومتكامل لمسألة القضاء والقدر... ويمكن استعراض الملامح العامة لرؤيته حول هذه المسألة كما يلي :
    ان القدر هو الوجود خارج الوعي الإنساني ...بينما القضاء هو دراسة الانسان للمقدّرات عن طريق النفي والاثبات في الموجودات وعن طريق افعل ولا تفعل وبالتالي يمارس الإنسان حريته.
    وبالتالي... فالإنسان يتعلم القدر ليمارس القضاء... وكلما ذادت معرفته بالقدر.... كلما ذاد قضاؤه فيه.
    ومن خلال مبحث الدكتور شحرور، يتضح لنا ان الأعمال والأعمار والأرزاق كلها غير مكتوبة ...
    بمعني ان الأعمار تطول وتقصر... والأرزاق كذلك تذيد وتنقص
    ولا يوجد شيئاً مكتوب سلفاً !




    مواصلة......
                  

05-04-2013, 01:19 AM

فتح الرحمن حمودي

تاريخ التسجيل: 04-04-2013
مجموع المشاركات: 1277

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: امير بوب)

    متابعين



















    -----------

    اول مرة اسمع باسم دكتور مهندس/ محمد بن ديب شحرور، من "تهافت القراءة المعاصرة“ لد. محامي/منير محمد طاهر الشواف

    سنتابع ونتعرف عليه اكتر
                  

05-04-2013, 10:35 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1259

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: فتح الرحمن حمودي)



    Quote: في مسألة الحدود في الشريعة الإسلامية ...
    بينما تقر الفكرة الجمهورية بمبدأ تطبيق الحدود بإعتبارها أمر ربّاني....
    يقدّم الدكتور شحرور مفهوماً جديداً... وذلك بإعتبار الشريعة الإسلامية حدودية وليست حدّية
    بمعني أنها الحدود العليا التي وضعها الله تعالي للبشر كعقوبات تعزيرية وفقاً لتقديراتهم.
    بينما لهم مطلق الحرية في اختيار العقوبة التي يرونها مناسبة بشرط ان لا تتجاوز الحدود التي وضعها الله تعالي.
    بإستثناء عقوبة الزنا وهي العقوبة الوحيدة العينية... لذلك وضع الله تعالي شروطها من عنده وحددها.


    العزيز / امير بوب

    تحية طيبة
    لا يمكنني ان اقول انني اطلعت علي كامل فكر الدكتور محمد شحرور، ولكنني استطيع ان اقول انه بالقدر القليل الذي اطلعت عليه، ومن ضمنها الفقرة اعلاه، اري (من وجهة نظري) ان الفرق شاسع بين تفكيك الدكتور شحرور (اللغوي) للدين، والبناء الفكري، الاجتماعي والاقتصادي، والسياسي، المتوفر في الفكرة الجمهورية للدين من حيث هو دين، والدين الاسلامي علي وجه الخصوص، فكما قلت لك في مداخلتي السابقة، بأن الفكرة الجمهورية تقدم (حلول) والدكتور يقدم (تحليل) وشتان ما بين الموقفين ، فالفكرة الجمهورية بتفريقها الواضح والدقيق بين (سنة ) طاقة النبي، و (شريعة) طاقة مجتمع القرن السابع ، قدمت الحلول (الممكنة) في كيفية ادارة الدولة ، والمجتمع ، للمجتمع الاسلامي علي الخصوص، والانساني علي العموم،استطيع هنا ان اقول ان الميزان يميل الي مصلحة الفكرة الجمهورية..
    بالنسبة ل
    Quote: بينما تقر الفكرة الجمهورية بمبدأ تطبيق الحدود بإعتبارها أمر ربّاني
    اعتقد ان هذه الفقرة قراءة مختلفة جدا لتعريف الفكرة الجمهورية لمفهوم الحدود ومدي اهمية تطبيقها. فالحدود هي القواعد المرسومة باحكام لضبط الحركة في المسافات بين الافراد في المجتمع، ولا تنحصر في العقوبات الجسدية فقط،انما هناك ما هو اخلاقي ، فالجسدي هو ما يصحح في حينه ، والاخلاقي يصحح لاحقا، وهي ليست حدودا بين الله والناس، حتي توصف بانها (حدود عليا) فهي حدود لترسية مبدأ (العدالة) وتثبيته بين الناس، لذا يمكننا ان نسميها (حدود دنيا ) واعلاها حدا هو (العفو) وقد جري اعلانها في القرأن بحقها، لزوم التربية التوعية بها وبحكمتها ، فقبل ان تقدم علي ارتكااب موجبها عليك مراجعة نفسك، وفق ما ورد عنها من تفصيل ، واعطائها وقتها الكافي في التفكير والتدبير ، في عواقب ما ستقدم عليه، وفي نفس الوقت هي عادلة بصورة لا لبث فيها، فهي تؤصل لمبدأ (المثل) فمثلا اذا فقأت عين احدهم، ستفقأ عينك بالمثل ، علي قاعدة (الجزاء من جنس العمل) الشيء الثاني هو الحالة المصاحبة للفعل ، فأنت حين تفقأ عين احدهم (علي سبيل المثال) لا ينحصر الضرر الذي تسببت فيه في اتلاف العين فقط، فهناك الشعور بالالم، والضرر النفسي ، هذه فواتير يجب تسديدها بالكامل . فالاستاذ محمود كان كثير التركيز علي هذه الجوانب في بعض محاضراته ، فمبدأ مثل (ان تتحمل عاقبة فعلك وقولك) من المبادي التي سعت الفكرة لتثبيتها بصورة قوية في اذهان المتلقي.. لذا ارجو منكم تثبيت ما يدعم هذه الجزئية من قولك، من الفكرة، في هذا الخيط حتي اتمكن من الاطلاع علي ما فاتني في الفكرة،
    ولكم جزيل شكري

                  

05-04-2013, 11:37 AM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: جمال المنصوري)

    الاخ فتح الرحمن حمودى
    سلام ... وشكراً على المرور والمتابعة
    Quote: اول مرة اسمع باسم دكتور مهندس/ محمد بن ديب شحرور، من "تهافت القراءة المعاصرة“ لد. محامي/منير محمد طاهر الشواف
    سنتابع ونتعرف عليه اكتر

    نعم ... تطرّق الشواف لاجتهادات الدكتور شحرور ... وفعل كذلك كثيرون غيره
    وأرى ان فى الأمر اِئراء للنقاشات وبحثاً عن الحقيقة ... واِن كان البعض يجنح لشخصنة المواضيع ومحاولة التقليل من شأن الرجل
    كما فعل دكتور الصيداوى .... والغريب فى الأمر ان شحرور لا يتوقف عند هؤلاء ... بل يمضى بمشروعه ... وهو بنفسه يأتى بكتبهم وانتقاداتهم ويضعها فى موقعه
    كدليل على الرأى الآخر, وهو كذلك لا يدّعى امتلاك الحقيقة المطلقة.... ويقر بأنه لابد ان يتم تجاوزه فى يوم ما .... لان معطيات الواقع لابد ان تتغير وبالتالى يتطلب ذلك وجود خطاب جديد
    ورؤي مختلفة... وفقاً لحقيقة صلاحية الخطاب الاسلامى لكل زمان ومكان.
    قد لا استطيع ان اقوم بعرض منهج الدكتور شحرور كاملاً فى هذا البوست.... ربما اتناول بعض الملامح العامة.
    كما اننى احاول فقط ان الفت الاِنتباه الى وجود اطروحات قوية ... وافكار متطورة من حولنا ربما تملك مفاتيح الاِجابات عن كثير من الأسئلة
    اِذاَ هى مجرد دعوة للاِطلاع على افكار شحرور كنموزج .... وهو فى اعتقادى قد قدّم العديد من المفاهيم الجديدة التى ربما تكون المخرج الوحيد لاِخراج الخطاب الاسلامى
    من الورطة التى أدخله فيها بعض المسلمين عن جهل منهم.... وللخروج به من نطاق الجزيرة العربية ... والاِنطلاق به الى آفاق ارحب وجعله خطاب مقبول عالمياً....
    ولكل سكان الكرة الارضية...
    وبالمناسبة... فالرجل مُحارب جدا من قبل التيار السلفى والمدارس الكلاسيكية.... ولم تعطى له الفرصة لتقديم افكاره فى القنوات التلفزيونية او الصحف اِلّا فى اِطار ضيق جداً ... ويُتعمّد تجاهله
    ورغم ذلك فأفكاره تنتشر بصورة سريعة.... وتجد قبولا واسعاً وسط كافة الشرائح.... واصبح ظاهرة تستحق الاقتراب منها ودراستها... لا يهم ان نتفق مع كل ما يقول به او نختلف معه... فنحن فى
    النهاية لا نملك اِلّا ان نحترمه.
    اليك رابط موقع الدكتور...
    http://www.shahrour.org/
    كما هناك العديد من اللقاءات التلفزيونية على اليوتيوب التى يستعرض فيها بعض افكاره.

    تحياتى
                  

05-04-2013, 06:15 PM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: امير بوب)

    الاخ جمال المنصورى
    سلام وتحية
    Quote: لا يمكنني ان اقول انني اطلعت علي كامل فكر الدكتور محمد شحرور، ولكنني استطيع ان اقول انه بالقدر القليل الذي اطلعت عليه، ومن ضمنها الفقرة اعلاه، اري (من وجهة نظري) ان الفرق شاسع بين تفكيك الدكتور شحرور (اللغوي) للدين، والبناء الفكري، الاجتماعي والاقتصادي، والسياسي، المتوفر في الفكرة الجمهورية للدين من حيث هو دين

    ربما عدم اطلاعك الكامل على فكر الدكتور شحرور هو الذى جعاك تقول بأنه يعتمد على التفكيك اللغوى للدين ...
    العكس تماما ياعزيزى هو الصحيح ... وقد ظلت هذه النقطة بالذات موضع خلافه مع نصر حامد ابوزيد !
    منهج شحرور يقوم على مبدأ عدم وجود ترادف فى التنزيل الحكيم
    ثم .... تحديد المصطلحات الواردة فيه والتفريق بينها بمنتهى الدّقة , واستعمالها كأدوات لبناء مشروعه الفكرى المتكامل
    مع الرهان على دقّة التنزيل الحكيم ... وذلك باِعتبار ان الله تعالى هو مصدر التنزيل... ولايمكن بأى حال من الاحوال ان تكون صياغته للقرآن أقل دقّة من صناعته للكون !
    ثم....
    يقدّم شحرور رؤية فكرية تشمل جميع الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ... بل ويقدم حلول تكاد تكون جاهزة للنهوض بالخطاب الاسلامى وجعله عالمياً ... و ليكون اكثر اِقناعاً وملاءمة لواقعنا المعاش
    باِعتبار ان الخطاب الاسلامى جاء للناس جميعاً ... فى أى مكان وأى زمان ... وليس حكراً على سكان الجزيرة العربية.
    وشحرور هو من أكثر الناس بحثاً عن مصداقية ما جاء فى كتاب الله على ارض الواقع .... لذلك تبلورت افكاره عن رؤية متكاملة لكافة الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ... وعن الكيفية التى يجب ان يكون
    عليها الخطاب الاسلامى فى يومنا هذا , وعن علاقتنا بالآخر... ويدعو لدولة علمانية بمفاهيم جديدة ... ويتصدى فكرياً للتكفيريين الجدد ويعمل على تجفيف منابع الارهاب
    ثم ... للرجل اجتهاده الخاص فى التفريق بين القرآن والكتاب ... ثم سلسلة دراسات معاصرة عن الدولة والمجتمع
    والأهم من كل ذلك هو سعيه لتأسيس اصول جديدة للفقه الاسلامى من خلال فقه المرأة , الوصية, الاِرث, القوامة ,التعددية والزى الاسلامى
    وغيرها من المفاهيم التى تناولها ... كالفرق بين الاسلام والايمان والفرق بين العبيد والعباد الى ان ينتهى به المقام الى أن التنزيل الحكيم لم يعترف بالرق إطلاقاً ولم يُجزه، وإن كان قد ذكره ذاماً له ... وغيرها الكثير من
    الموضوعات التى طرقها الدكتور فى اِطار تناوله لمنظومة القيم .
    .....
    انا اقدّر اعتزازك بالفكرة الجمهورية وانتماءك لها ... بل واِستماتتك فى الدفاع عنها ... وهذا من حقّك ... وهى جديرة بذلك
    ولكن هذا لا يعنى ان نرفض ما دونها ... او ان نقلل من شأن الأفكار الأخرى
    كلنا طلاب حقيقة وباحثين عنها .... وأنّى وجدناها فنحن أحق الناس بها !

    Quote: فكما قلت لك في مداخلتي السابقة، بأن الفكرة الجمهورية تقدم (حلول) والدكتور يقدم (تحليل) وشتان ما بين الموقفين

    مرة اخرى ... اعتقد ان عدم اِلمامك الكامل بمنهج شحرور هو الذى دفعك الى هذا القول ...
    ارجو ان تعيد البصر كرّتين .... وستعرف هل رؤى شحرور ماهى اِلّا مجرد تحليلات ام انه يقدّم الحلول ...
    وبعد ان تطّلع على الحلول التى يقدمها الرجل , ارجو ان تقارن بينها وبين ما تطرحه الفكرة الجمهورية ... على ان يتم ذلك بكل أمانة وتجرّد !
    مازلت أعتقد ان جانب كبير مما تقدّمه الفكرة الجمهورية من حلول لا يتجاوز اِطار التنظير ... ويجعل تطبيقه من الصعوبة بمكان ...
    ولا يستند فى مجمله على قواعد ثابتة او مرجعية فكرية سوى ما قال به صاحبها بعد ان آتاه الله الفهم عنه وأذن له بالكلام.
    ولهذا ظلت الفكرة الجمهورية حبيسة الكتب ... ولا يتم تداولها فى اضيق الأُطر.... فى اوساط المثقفين وبعض ذوى الاِهتمام ...بينما لا يتم التفاعل معها بنفس القدر من المسلم العادى والبسيط
    وذلك للفجوة الواسعة بين الاِطار النظرى والواقع المعاش !
    Quote: اعتقد ان هذه الفقرة قراءة مختلفة جدا لتعريف الفكرة الجمهورية لمفهوم الحدود

    انا لم اتطرق مداخلتى السابقة لمفهوم الحدود فى الفكرة الجمهورية او رؤية الجمهوريين حول أهمية تطبيقها او الغرض منها كاِرساء مبدأ العدالة كما تقول انت وفقاً لنظرة الفكرة الجمهورية
    او ان الفرد يجب ان يتحمّل عاقبة فعله وقوله ...
    ليس كل ذلك مهماً ياعزبزى ... فلا خلاف حول الجانب التربوى والأخلاقى فى المسألة الذى تفضّلت بشرحه والاسهاب حوله
    المهم هو انك فى نهاية المطاف وبعد ان يقع الفاس فى الراس ... ويرتكب الشخص الجريمة المعينة , فاِنك تقول بتطبيق الحدود المنصوص عليها من باب العدالة واِحقاق الحق ...
    وهنا يأتى الخلاف بين ما تقول به انت ممثلاً للفكرة الجمهورية ... وبين ما يقول به شحرور
    انت تقر ضمنيا انه يجب تطبيق احكام الشريعة الاسلامية او مايعرف بحدود الله ( مثلاً قطع ليد السارق)عند اِستيفاء الشروط على قاعدة الجزاء من جنس العمل
    بينما ذكرت لك ان الدكتور شحرور لا يعتبر ان احكام الشريعة الاسلامية حدّية ... وانما حدودية , بمعنى ان الله تعالى اعطانا مطلق الحرية فى تطبيق الاحكام التى نراها نحن مناسبة للجُرم المقترف
    ولكن وضع لنا حدود عليا للعقوبة يجب ان لا نتجاوزها وهى ماتعرف بحدود الله.... بحيث يمكننا ان نحكم بما هو أقل منها حسب تقديرنا للأمر...
    وبهذا تكون لدينا جميع الخيارات اِبتداءً من العفو او تطبيق عقوبة مخففة او تطبيق الحد الأعلى للعقوبة اِذا رأينا ذلك.
    مثلاً ... يمكننا ان نحكم على السارق مثلاً بالجلد او السجن او بأى عقوبة نراها مناسبة ... او ان نحكم عليه بقطع اليد اِذا رأينا ان الأمر يستحق ذلك ... ولكن لا يحق لنا بأى حال من الأحوال ان نتجاوز هذا الحد
    بمعنى انه لا يحق لنا ان نحكم بقتل السارق مثلا.... او ان نصلبه ! ....
    لأن الله تعالى وضع لنا سقف أعلى لا يمكن تجاوزه.
    وذلك ما فعله سيدنا عمر فى عام الرمادة ... حيث طبّق عقوبة أقل على السارق نسبة لتقديراته الخاصة وللاِعتبارات الموضوعية للوضع آنذاك .... ولم يطبّق الحد الأعلى للعقوبة.
    كما تجدر الاِشارة الى ان العقوبة العليا المنصوص عليها فى كتاب الله تشمل السارق (اسم فاعل يفيد التكرار) محترف السرقة ولا تعنى الشخص الذى أُضطر للسرقة او من سرق مرة واحدة.
    .....
    كل ذلك لا علاقة له بالضوابط الأخلاقية او مراجعة النفس قبل ارتكاب الجريمة او اعطائها الوقت الكافى فى التفكير والتدبير فى العواقب التى ستنتج عن ارتكاب الفعل .... فلا خلاف على ذلك البتّة...
    المحك الحقيقى هو هل نحن ملزمين بتطبيق مايعرف بالحدود فى حالة وقوع مايستدعى اقامة الحد ام لا ؟


    تحياتى
                  

05-04-2013, 07:51 PM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: امير بوب)

    الاخ جمال المنصورى
    ارجو ان تستمع لهذ الجزء من اللقاء مع دكتور شحرور فى قناة اوربت لتقف على بعض المفاهيم التى يطرحها الرجل
    والآلية التى يفكر بها.






    تحياتى
                  

05-04-2013, 08:21 PM

Asma Abdel Halim
<aAsma Abdel Halim
تاريخ التسجيل: 05-01-2006
مجموع المشاركات: 1028

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: امير بوب)

    سلام امير وكل المشاركين
    في بعض الأجزاء تجد اتفاقا بين المفكرين
    مؤلفات شحرور موجوده على موقعه الرسمي ويمكن الاطلاع عليها بالكامل
    http://www.shahrour.org/Old%20Site/index4.htm
    أفكار الاستاذ ود شحرور يصعب فهمها ما لم تُقرأ بالكامل
    شكرا على هذا الحوار المهم.

    (عدل بواسطة Asma Abdel Halim on 05-04-2013, 08:23 PM)

                  

05-04-2013, 09:07 PM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: Asma Abdel Halim)

    الاخت أسماء عبدالحليم
    سلام وتحية ... وشكراً ليك على المرور
    بالفعل هناك بعض التشابه بين مايطرحه شحرور وبعض جوانب الفكرة الجمهورية
    رغم ان قواعد الانطلاق مختلفة تماماً .... وتتباين المساحات بين عقلية صوفية تعنى بالمسائل الذوقية .... وبين عقلية جدلية و فلسفية بحتة.
    تماماً كما قلتى... لا يمكن فهم افكار كل من الرجلين ما لم تُقرأ كاملة.

    هذا البوست هو محاولة متواضعة منى للفت الاِنتباه للمجهود الفكرى للدكتور شحرور ... ومن ثمّ يمكن الوقوف على التقاطعات بينه وبين الفكرة الجمهورية
    ودراسة أوجه التشابه والاختلاف بين المنهجين .... حتى يصل كل منا الى غايته.

    اشكرك على اِيراد رابط موقع الدكتور شحرور مرة أخرى .... وكنتُ قد أشرتُ اليه فى مداخلة سابقة.


    تحياتى .... وفى انتظار مساهماتك واِثراء النقاش
                  

05-04-2013, 09:22 PM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: امير بوب)

    كتب الاخ شمس خليفة
    Quote: شكراً دكتور امير يوي وضييفوك الكرام
    لقد امتعتونا بالحوار الهادي العقلي المفيد
    ارجو ان تصتصحبوا معكم افكار واراء الدكتور عدنان الرفاعي
    واعتقد اته من تلامذة شحرور وان لم يقل ذلك

    شكرا أخى شمس .... ولك خالص التحايا
    لا شك ان الباشمهندس عدنان الرفاعى من الأصوات التى أثبتت وجودها على الساحة الفكرية ... وله اسهامات مقدّرة
    وهو لا شك من تلاميذ شحرور .... وواضح جداً تأثره به .... واِن كانت اسهامات عدنان الرفاعى تكاد تنحصر فى الجوانب الاِعجازية فى القرآن الكريم
    ولكن بلا شك له كذلك العديد من الآراء الجريئة وغير المسبوقة وهو يطرحها بمنطق قوى ومتماسك.... وهو من الاصوات التى يجب الاِنتباه لها وتسليط الضوء عليها.
    ولكن كالعادة تبقى مثل هذه القامات الفكرية مُحاربة ... وملاحقة ولا تُعطى الفرصة الكافية للظهور ومخاطبة الناس فى ظل هيمنة المؤسسات الدينية الكلاسيكية
    واِستحواذ العقليات السلفية المترهلة على كافة وسائل الاِعلام.


    سلام حار وتحية ....
                  

05-04-2013, 09:53 PM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: امير بوب)

    بالمناسبة ...
    تم تغيير عنوان البوست احتراما لوجهة نظر الأخ والصديق احمد الأبوابى
    حتى لا يبدو عنوان البوست السابق صادماً كما قال .... او مشحوناً بلغة حربية لا فكرية
    او يبدو ان الغرض منه هو الاِثارة والآكشن !
    ........

    مع التأكيد على كامل الاِحترام للفكرة الجمهورية .... وللكن هذا لا يمنع من استعراض بعض الاِجتهادات الأخرى التى لا تقل قوة ومنطق عن طرحها
    وقد تم استعراض بعض جوانب منهج الدكتور شحرور وتسليط الضوء عليه ... باِعتباره واحد من المناهج الفكرية التى تتناول الأمر من زاوية أخرى لا تقل أهمية عمّا تناولته الفكرة الجمهورية.
    ارجو ان لا يُفهم الأمر وكأنه محاولة للنيل او الاِنتقاص من قدر الفكرة ... بقدر ما هو محاولة للخروج من الأُطر الضيقة والاِنكفاء على الذات الى براحات اوسع ... واِعطاء الفرصة للأفكار الأخرى لتعلن عن نفسها
    وتسهم فى تشكيل الخارطة الفكرية والمعرفية دون حجر او مصادرة ... او استنكار.
    وفى النهاية لا يصح اِلّا الصحيح .... وسيبقى ما ينفع الناس .... اما الزبد فحتماً سيذهب جفاء!



    سلام
                  

05-04-2013, 11:04 PM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: امير بوب)

    محاضرة جميلة من شحرور تستحق المتابعة
                  

05-05-2013, 00:24 AM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: امير بوب)

    من الافكار الصادمة التى يطرحها الدكتور محمد شحرور هو مفهوم الشاهد والشهيد ودلالتهما فى كتاب الله
    فالشهادة والشهيد فى التنزيل الحكيم لهما معانى أخرى غير المعنى المتداول بين الناس
    ولا يوجد شىء اسمه شهيد بمعني المقتول في سبيل الله... ولا يوجد استشهاد فى سبيل الله
    بل ان الشهيد لا علاقة له بالموت اطلاقاً لا من قريب ولا من بعيد
    وكلمة شهيد لا تطلق على الانسان اِلّا اِذا كان حيّاً !

    اذن ... من هو الشهيد ؟
    ومن هو الشاهد؟
    وما هو الفرق بينهما ؟
    ثم ...من هم الأشهاد؟

    وما أهمية الوقوف على الفروقات بين هذه المفاهيم ؟




    متابعة

    (عدل بواسطة امير بوب on 05-05-2013, 00:40 AM)

                  

05-05-2013, 06:06 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1259

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: امير بوب)


    Quote: انا اقدّر اعتزازك بالفكرة الجمهورية وانتماءك لها ... بل واِستماتتك فى الدفاع عنها ... وهذا من حقّك ... وهى جديرة بذلك
    ولكن هذا لا يعنى ان نرفض ما دونها ... او ان نقلل من شأن الأفكار الأخرى
    كلنا طلاب حقيقة وباحثين عنها .... وأنّى وجدناها فنحن أحق الناس بها !


    الأخ الكريم / امير بوب

    تحية طيبة
    اخي امير..
    في طرحك الاساسي وفي العناوين المتغيرة، سواء شئت ام ابيت فانك وقارنت وقاربت بين الفكرة الجمهورية، وبين افكار الدكتور شحرور، وبهذا الأمر كان لزاما اجراء المقارنات في الجوانب التي اتيحت لنا، فحتي الان لا تتجاوز التعريفات اللغوية، دعنا نبحر ومن ثم نري..
    الأمر ليس امر اعزاز او اعتزاز ، بل هو علي العكس تماما، في الفكرة الجمهورية ، ما اوردته لك مقاربة بسيطة في تعريف الحدود وحكمتها، كما اننا في الفكرة مطالبون بالا نبخس الناس بضاعتهم، وان نتلمس الجانب الخير من اية فكرة او علم، نتمم به النقص عندنا ، وقد ورد تفصيل ذلك في محاضرة الماركسية في الميزان ، في تفصيل الاية الكريمة ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ and#1750;) وفيها يقول الاستاذ محمود(] ما يدخل في الوجود شي با طل مطلق اطلاقا ، ما دام يدخل في الارادة، الارادة لا تحتمل الباطل المطلق، وانما الباطل فيها نسبي، كل باطل عندو وجه حق، كل الافكار البتدخل في الوجود عندها وجهين وجه حق ووجه باطل )
    Quote: (لكن دار اوريكم انو الاشياء البي تتقال ما دائما هي في الحقيقة ما بقولوها الناس القالوها، بقولها الحق من وراهم، وانت لمن تعرف ( لا اله الا الله) _ ( لا اله الا الله) عندها قيمه اسمها ، في مرتبة التوحيد اسمها وحدة الوجود، وحدة الفاعل، في وحدة الفاعل تري انو كل قائل وراه قائل واحد، هو (الله) زي العبارة الوردت لينا في القرأن، قال: (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ) كأنو ماركس، يمكنك ان تقول عنو (ما قال اذ قال ولكن الله قال) وربنا قال ليهم (فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم) ودي في التوحيد اسمها وحدة الفاعل، وربنا عندو حكمة في الأمر ده، يظهر الحق علي لسان المبطل فيلتقطه صاحب الحق ويكون المبطل ما مأجور عليه لأنو ما بقصدو... اها دي العبارة بتاعت التقديس والمذهبية، دي من المسائل الما قايمة في اذهانهم، لكنها قيلت والانسان المجود يلقاها وياخدها ياخد الكامل ليتمم النقص ويرمي..يتم النقص ياخد الكامل ليتمم نقصو ويرمي النقص، وده ديدن الفكر الاسلامي ... ده معني مهيمن ( مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ) اها القرأن مصدق لما بين يديه من الماركسية، من كتاب راس المال (مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْه ) ينطبق حتي علي رأس المال ، ومهيمنا عليه متمم للنقص فيه..والمسألة دي احبها ان تكون مركزة شديد، عشان ما يقولوا بعض الأخوان انو دي .. ومالنا ومال ماركس، ده كلام فارغ كلو نرميه ونعمل غيرو. لأنو انت بمجرد ما قلت الكلام ده يجوز بتعصبك للدين، مشيت لي الشرك، لأنو ماركس ما بقول من عندو حاجة، يمكنك ان تقول : (الباطل ده قول ماركس) نرميه بعيد.. (الحق ده اسلام) ده معني انو كتابنا مصدق لما بين يديه من الكتاب ومهيمن عليه ).

    Quote: ولكن وضع لنا حدود عليا للعقوبة يجب ان لا نتجاوزها وهى ماتعرف بحدود الله.... بحيث يمكننا ان نحكم بما هو أقل منها حسب تقديرنا للأمر...
    وبهذا تكون لدينا جميع الخيارات اِبتداءً من العفو او تطبيق عقوبة مخففة او تطبيق الحد الأعلى للعقوبة اِذا رأينا ذلك.

    في هذه النقطة تحديدا جاء اختلافي مع اصطلاح (الحدود العليا) لأن هناك حدودا وضع الله لها اكثر من خيار، وكما هو معلوم فأن الحد او السقف الاعلي، يكون مبنيا علي خيار واحد، هو اقصي العقوبة، هناك مثلا اربعة خيارات تتراوح بين الاعلي، والاوسط والادني،في حد الحرابة ، اذ تقول الاية:
    ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم ( 33 )
    كما ان هناك حدودا ليست لها عقوبات في الدنيا والخيارات في بعض جوانبها لا تتعدي الخيار الواحد and#64831;لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ(226) وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(227) وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ(228) الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ(229) فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ(230)and#64830;

    كما ان هناك اية ثالثة تضع الحد مساو للعدل بمعني انه عقوبة يجب العمل بها لأحقاق العدل: ( وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين ( 126 )

    دعني اسمع رأيك ومن ثم نتقدم..
    لك تحياتي
    ]
                  

05-05-2013, 01:38 PM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: جمال المنصوري)

    الاخ جمال المنصورى
    لك السلام ...

    Quote: ما اوردته لك مقاربة بسيطة في تعريف الحدود وحكمتها، كما اننا في الفكرة مطالبون بالا نبخس الناس بضاعتهم

    ليس المقصود ياعزيزى اِيرادك لمفهوم الحدود فى الفكرة الجمهورية اوتعريفك لها وتوضيح الحكمة منها ....
    بل محاولة اِختزالك للمنهج المتكامل للدكتور شحرور الى مجرد محاولة للتفكيك اللغوى للقرآن ... والقول بأنه لا يقدّم حلول
    وقد قلت لك فى المداخلة السابقة ان عدك اِطلاعك الكامل على كافة جوانب منهج الدكتور شحرور ربما هو الذى دفع بك الى هذا الاعتقاد.
    كنت أتمنى ان لا تصدر أحكامك على الآخر ما لم تقف على كامل طرحه .... وكما قالت الأخت أسماء عبد الحليم فى مداخلة سابقة ان افكار شحرور مثلها مثل
    الفكرة الجمهورية ... لا يمكن فهمها ما لم تُقرأ كاملة.


    تحياتى ... وسأعود للرد حول الجزئية الأخيرة من مداخلتك ... فهى تحتاج لبعض التوضيح اِذ يبدو ان هناك خلط فى المفاهيم
    حيث لاعلاقة للنقاط التى تتحدث عنها انت .... وبين الكلام الذى عنيته انا فى المداخلة !
    حيث كان يمكن الرد على الكلام الذى اوردته انا من رؤية شحرور حول جزئية محددة من مفهوم الحدود
    بدلاً من الاِطالة والاِسهاب فى اِيراد أشياء ليست هى مربط الفرس !


    سأعود
                  

05-05-2013, 02:16 PM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1259

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: امير بوب)


    Quote: حيث كان يمكن الرد على الكلام الذى اوردته انا من رؤية شحرور حول جزئية محددة من مفهوم الحدود
    بدلاً من الاِطالة والاِسهاب فى اِيراد أشياء ليست هى مربط الفرس !

    العزيز / امير بوب

    تحية طيبة
    شخصيا لم اتداخل الا حين قارنت انت طرح الدكتور شحرور في مقابل الطرح الجمهوري لمسألة الحدود، فاردت ان اثبت موقفا، اعتقد كان من الافضل ان تطرح فكر الدكتور شحرور بعيدا ربطه بالكرة الجمهورية، فالعنوان ساهم بصورة او اخري في ابعادي كمتلقي عن النظر بموضوعية الي مجمل فكر الدكتور.
    في اعتقادي ان جزء كبير من رؤية الدكتور شحرور الكاملة قام علي فكرة (الحدود العليا) هذه، كما يبدو من طريقة طرحها انها محاولة للتوفيق بين النظام القانوني الاسلامي، والنظام العلماني، حتي يمكنهما التعايش سياسيا،فحين يطرح الدكتور مسألة الحدود بمعني انها السقف او الحدود العليا، فانه بذلك يترك هامشا واسعا تحت هذا السقف يمكن للمشرع الاسلامي ان يتقبل فيه المطروح من الافكار الاخري التي تشاركه الحيز، فاذا ما تم تبنيه بصورة عامة من المسلمين ، او علي الاقل تم قبول الفكرة ، فأن عقبة كؤودة ستزول من امام المساعي الجارية للمزاوجة بين العلمانية والنظام الاسلامي التقليدي، وهو مما يسهم في تقبل المسلمين للقوانين التي يمكن طرحها من خارج النظام الاسلامي ، او بصريح العبارة ،( ووفقا لرؤية الدكتور) ان الله سبحانه وتعالي ترك الحق في اختيار ما يرونه صالحا مادون ذلك(الحدود العليا) من القوانين، حصول هذا القبول بالتأكيد سيجعل فكرة الدولة العلمانية مقبولة في الاوساط الاسلامية، .. بينما النتيجة الحتمية لطرح الحدود كمبادي وقوانين واجبة التنفيذ بالصورة التقليدية يجعل الطرح الاسلامي متميزا في قوانينه عن الطرح العلماني في كثير من الجوانب، وهو امر سيجعل من الصعب قبول العلمانية في الاوساط الاسلامية، وكذلك قبول القوانين الاسلامية في الدولة العلمانية، مما يجعل الازمة قائمة، كما انه يجعل من الصعوبة بمكان ان يلتقيا في وسط الطريق..

    مودتي
    b]

    (عدل بواسطة جمال المنصوري on 05-05-2013, 02:23 PM)

                  

05-05-2013, 08:48 PM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: جمال المنصوري)

    الاخ جمال المنصورى
    سلام وتحية
    واسمح لى ان ارد على مداخلتك السابقة اولاً ... حيث :


    Quote: في طرحك الاساسي وفي العناوين المتغيرة، سواء شئت ام ابيت فانك وقارنت وقاربت بين الفكرة الجمهورية، وبين افكار الدكتور شحرور، وبهذا الأمر كان لزاما اجراء المقارنات في الجوانب التي اتيحت لنا، فحتي الان لا تتجاوز التعريفات اللغوية، دعنا نبحر ومن ثم نري

    اعتقد انه ليس خافيا على أحد محاولة البوست للفت الأنظار الى افكار الدكتور محمد شحرور باِعتباره واحداً من القامات الفكرية السامقة التى تستحق الدراسة والتأمل
    وهو واحد من ضمن عدة اجتهادات أثبتت وجودها على ساحة الفكر.... وتقدم أُطروحات لا تقل جرأة وذكاء عمّا قامت عليه الفكرة الجمهورية.
    ثم ...
    حسب اعتقادى الخاص ... لا يوجد سقف أعلى للفكر الانسانى, كما ان الفكرة الجمهورية برغم قوّتها ... اِلّا انها ليست نهاية المطاف
    ولا يمكن بأى حال من الأحوال الاِدعاء بانها تمثّل كل الحقيقة ... ولا يحق لأحد ان يغلق باب الاجتهاد او ان يصادر حق الآخرين فى طرح افكار بديلة او موازية.... ففوق كل ذى علم عليم.
    ومن هذا المنطلق تم اِتخاذ منهج الدكتور شحرور كنموزج للفكر الحر الذى يتناول الأمور من زاوية أخرى ... ويقدّم مفاهيم جديدة وفقاً لأدواته الخاصة
    وقد حاولت اِبراز الملامح العامة لمنهج شحرور.... ومن ثم اِجراء بعض المقارنات بين منهجه وبين ما ظلت تطرحه الفكرة الجمهورية ... ليس من باب المنافسة او محاولة الاِقصاء الفكرى
    كما انه ليس بالضرورة اثبات صحة أحد المنهجين او استنهاض احدهما على انقاض الآخر.... ما يهم فعلاً هو اِتاحة الفرصة لتحاور الأفكار ... وان يكمل بعضها بعضاً
    فقط دون يدّعى احد الأطراف الكمال ... والقول بعدم وجود بديل آخر
    ولكل شخص بعد ذلك كامل الحرية فى أخذ ما يناسبه ...وفى ان يعتقد ماشاء ...
    ...
    لذلك ياعزيزى تم تغيير اتجاه البوست ... وتغيير اسمه كذلك لأسباب أشرتُ لها سابقاً ... فأرجو ان تتعامل مع البوست حسب هذا السياق.
    كما ان البوست لا يستعرض كافة افكار شحرور... فالأمر من الصعوبة بمكان ... ولكن يتم فقط عرض الملامح العامة ... ويمكن لِمن شاء التوسّع والاِستذاده الرجوع لموقع الدكتور او كتبه ومحاضراته.

    Quote: ما اوردته لك مقاربة بسيطة في تعريف الحدود وحكمتها

    انا فى الأساس لم اورد تعريف الحدود وحكمتها من وجهة نظر شحرور حتى تتم مقاربتها..... ولم أخض فى تفاصيل ذلك ... واِنما كان النقاش محصوراً فى جزئية تطبيق الحدود (العقوبات)المنصوص عليها صراحةً فى جرائم الحدود
    وهى( حد الزنى وحد القذف وشرب الخمر والسرقة وقطع الطريق وحد البغى) .... وهى الجزئية التى يقول شحرور بأنها حدود عليا للعقوبة لا يجوز لنا ان نتجاوزه ولنا مطلق الحرية فى تطبيق العقوبة التى نراها مناسبة.
    ...
    لذلك استغربت جداَ لما وجدتك قد تركت النقطة الجوهرية والجزئية موضع النقاش ... وذهبت تحدثنا عن الجوانب الأخلاقية فى مسألة الحدود وحكمة مشروعيتها ... وغيرها من الأشياء المتفق حولها سلفاً.
    كما اننى لم استوعب ضرورة اِيرادك لبعض نمازج الحدود التى ليس لها عقوبات فى الدنيا ... او الحديث عن المساواة بين الحد والعدل ! فكل ذلك ليس هو موضع الحديث ولا علاقة له بما ذهب اليه شحرور.
    .... لا أدرى ماهو السبب ! ربما العيب فىّ ... لعدم قدرتى على توصيل الفكرة او توضيح الجزئية موضع الخلاف ... وربما لعدم اِلمامك التام بما يطرحه شحرور
    ولكن دعنى اقول ... حسب فهمى المتواضع فيما يخص الحدود:
    فالحدود هى كلمة عامة تشمل عدة معانى ...وهى فى معناها تضم كافة الأشياء التى حللها او حرمها الله تعالى ... وتتفاوت بين المنع والأمر والنهى , وهى بصورة عامة محارم الله وعقوباته
    بمعنى ... ان بعض الحدود حدّها الله تعالى للناس فى مطعمهم ومشربهم ومناكحهم عن طريق التحليل والتحريم والنهى ... وبعضها عقوبات وضعت لمن ارتكب مانهى الله عنه مثل السرقة والزنى والقذف.
    كما ان هناك حدود دنيوية وهى ما تجب فيها اقامة الحدود المنصوص عليها مثل السرقة والزنى وغيرها ...
    بينما توجد حدود فى الآخرة وهى ما وعد الله فيه بالعذاب فى الآخرة , مثل القتل وعقوق الوالدين وأكل الربا وغيرها.
    ولكن بصورة عامة يمكن الحديث عن الحدود ضمن الانواع التالية :
    النوع الأول أمر الله تعالى بعدم الاقتراب منها ( وهى المحارم التى نهى عن فعلها مثل الزنى) ... قال تعالى (تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبيّن الله آياته للناس لعلهم يتّقون).
    النوع الثانى وهو الذى امر الله تعالى بعدم التعدّى عليها ( وهى ما أذن الله تعالى بفعلها ونهى عن التعدى عليها عن طريق التجاوز والمخالفة ... مثل المواريث) حيث قال تعالى( وتلك حدود الله فلا تعتدوها ومن يتعدّى حدود الله فأولئك هم الظالمون)
    النوع الثالث هو الحدود اللمنصوص عليها وهى العقوبات الرادعة عن محارم الله كالرجم والجلد والقطع .... وهى عقوبات محدّدة شرعاً عند حدوث المعصية
    ....
    ان المفهوم الذى طرحه شحرور وأوردته انا يتعلق بالنوع الأخير المذكورمن انواع الحدود ... وهو العقوبات المنصوص عليها شرعاً
    وهنا موضع الخلاف ... ما بين قائل بوجوب تطبيقها كما وردت باِعتبارها امر ربّانى .... ولا يجوز اِسقاطها او تغييرها وان أمرها موكول الى الحاكم
    بمعنى انه يجب قطع يد السارق.... ورجم الزانى وجلد شارب الخمر وغيرها...
    وقد أوضحت لك ان شحرور يذهب الى عدم وجوب التقيّد بهذه العقوبات ... وللمجتمع او الحاكم الحق فى ان يطبّق ما يراه مناسباً ... على ان لا يتجاوز هذه الحدود باِعتبارها حد أعلى ... غير ملزِم
    .... هذا هو الأمر بكل بساطة ودون تعقيد .... وبنفس هذه البساطة والمباشرة كان يمكنك يا أخ جمال ان توضّح لنا رأى الفكرة الجمهورية فى هذه الجزئية ... ثم نناقش الأمر.
    ثمّ....
    Quote: اعتقد كان من الافضل ان تطرح فكر الدكتور شحرور بعيدا ربطه بالكرة الجمهورية، فالعنوان ساهم بصورة او اخري في ابعادي كمتلقي عن النظر بموضوعية الي مجمل فكر الدكتور.

    لم افهم سبب ابتعادك كمتلقى عن النظر بموضوعية الى مجمل فكر شحرور بسبب ربطه بالفكرة الجمهورية !
    كما أشرت فى أكثر من موضع ان الربط بين الفكرتين تم لغرض المقارنة بينهما... ودراسة مواضع الاِتفاق والاختلاف لانهما يتناولان نفس المواضيع ولكن من زوايا مختلفة !
    اِلّا اِذا كنت ترفض فى الأساس مبدأ مقارنة الفكرة الجمهورية مع غيرها ... وذلك ما جعلك تبتعد عن النظرة اموضوعية لمجمل افكار الرجل!
    Quote: في اعتقادي ان جزء كبير من رؤية الدكتور شحرور الكاملة قام علي فكرة (الحدود العليا) هذه، كما يبدو من طريقة طرحها انها محاولة للتوفيق بين النظام القانوني الاسلامي، والنظام العلماني

    مسألة الحدود العليا ليست نقطة محورية فى طرح شحرور وليست جزءً من منهجه ... وقد جاء الحديث عنها عرضاً
    رؤية الدكتور شحرور المتكاملة تقوم على وضع اصول جديدة للفقه الاسلامى ... الرهان على عالمية الخطاب الاسلامى والبحث عن مصداقيته على ارض الواقع... العمل على الاصلاح الدينى قبل السياسى,
    القول بضرورة تجاوز فهم التراثيين للقرآن ...
    الاقرار بعدم ترادف فى التنزيل الحكيم ... التفريق بين المصطلحات.... وشحذ ادواته المعرفية التى يستند عليها مشروعه الفكرى
    ثم قراءته المعاصرة للمجتمع والدولة ... ووضع الأسس للدولة العلمانية بمفهومها الجديد
    وغيرها من المرتكزات الفكرية ...
    ...
    يمكنك اخى جمال الرجوع لمحاضرات شحرور واِصداراته للوقوف على رؤيته للدولة العلمانية التى تطرقت اليها .


    تحياتى ... وخالص الوُد

    (عدل بواسطة امير بوب on 05-05-2013, 09:09 PM)

                  

05-05-2013, 10:13 PM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: امير بوب)

    الأخ المنصوري
    سلام...
    ما رأيك في قول شحرور بعدم وجود نسخ داخل الرسالة الواحدة ؟
    وان النسخ الذي ورد في التنزيل الحكيم هو بين الشرائع والرسالات المختلفة
    علماً بان القول بالنسخ هو الفكرة المركزية التي تقوم عليها اصول الفكرة الجمهورية !



    تحياتي
                  

05-06-2013, 10:42 PM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: امير بوب)

    مفهوم الايمان والاِسلام عند الدكتور محمد شحرور
    فى هذا المقال والذى تم نشره فى مجلة روز اليوسف , يستعرض شحرور رؤيته لمفهوم الاسلام والِاِيمان ....
    وكما هو معلوم فاِنه قد تم تناول هذه المفاهيم فى الفكرة الجمهورية .... بل يمكن اعتبارها من الركائز الأساسية التى قامت عليها الفكرة.
    ولكن ... لشحرور رؤية مختلفة لهذه المفاهيم وينتهج آلية مغايرة لمعالجتها
    هى دعوة للوقوف على اِجتهاد الرجل حول هذه المفاهيم ... ومن ثم يمكن عمل مقاربة بين ما توصّل اليه ... وبين ما ظلت تطرحه الفكرة الجمهورية.
    يقول شحرور:
    اعتدت في كتبي وفي محاضراتي وندواتي وفي أحاديثي ومقابلاتي أن ألح بالإشارة إلى مسلَّمتين أنطلق منهما، ولاتقبلان عندي النقاش، ولاتحتاجان إلى إثبات أو برهان، هما :
    أنني عربي مسلم، أؤمن بالله واليوم الآخر والعمل الصالح وهو إيمان التسليم .

    أنني مؤمن بأن محمداً رسول الله، وبأن رسالته الوحي الخاتم مابين دفتي المصحف المكمل لما سبقه من رسالات سماوية موحاة، وبأنها ضرورة لازمة لنقل الإنسان من التشخيص إلى التجريد، إيذاناً ببدء اعتماد العقل في كشف أغوار الكون والوجود وهو إيمان التصديق.

    إن آيات التنزيل الحكيم تعتبر دليلاً إيمانياً (إيمان التصديق) ولايمكن أن تكون دليلاً علمياً وعلى أتباع الرسالة المحمدية البرهان على مصداقيتها من خارجها انطلاقاً من معرفة قوانين الوجود الكوني والوجود الاجتماعي الإنساني. لذا فإن تطور المعارف الإنسانية وتطور التاريخ الإنساني ككل هما صاحبا الحق الوحيد في إظهار مصداقية كلام الله في التنزيل الحكيم وليس من الضروري أن تظهر هذه المصداقية على لسان صحابي أو تابعي أو فقيه.

    ولقد وهم البعض في فهم إلحاحي على هذه المسألة، باعتبارها ثانويةً عند قسم منهم، أو لاأهمية لها على الإطلاق عند قسم آخر. وأخطأ البعض الآخر في تحديد سبب إلحاحي، فنسبه قسم منهم إلى غاية هنا، ونسبه قسم آخر منهم إلى مقصد هناك. والأمر برمته لاغاية فيه ولا قصد، ولا محل فيه لوهم محللٍ ولا لخيال مؤول.

    المسألة أن من يتأمل أسماء الذين يكتبون في الحداثة والمعاصرة، وفي الخطاب الديني، ويبحثون عن نقطة ارتباط بين ذهن اليوم ورسالة الأمس في النص القرآني، يجدهم أصنافاً شتى، فيهم المستغرب والمستشرق، وفيهم أساطين علم الأديان المقارن، وفيهم المتحمس للدعوة إلى الإسلام كما قرأه عند الشافعي والنعمان وقتادة، وفيهم المترف المحايد الذي ينظِّر للإسلام من خارج دائرة الإسلام، وفيهم المستعرب (العلمانوي) الذي ولد بالصدفة من أبوين مسلمين، وراح يضع للنص القرآني إطاراً يرضي به أساتذته وتلامذته في السوربون.

    والمسألة ، أن من يتأمل ما كتبه هؤلاء، ولايجد مايعينه على فهم أفضل للنص القرآني، ولايجد أجوبة على تساؤلات، وحلولاً لإشكالات طالما حار فيها قراء هذا النص على مدى قرون، لسبب بسيط هو أنهم يقرؤونه بعين الطبري حيناً وبعين الطبرسي حيناً وبعين السيوطي أحياناً، دون أن يخطر لأحدهم مرة واحدة أن يقرأه بعين نفسه وعصره.

    وكان لا بد – لأخرج نفسي من هؤلاء جميعاً – أن أحدد هويتي للقارئ والسامع، وأرسم معها منطلق وهدف ما أكتب وأقول، مشيراً بكل وضوح إلى أن ما أكتبه وما أقوله ليس فقهاً.. وليس دعوة للملحدين إلى الإيمان.. ولا دعوة إلى القطيعة مع التراث .. ولا نبذاً وإنكاراً للسنة النبوية الصحيحة .. وإنما هو تأصيل لفقه جديد، وهو دعوة إلى القراءة بعين العصر وأرضيته العلمية وإشكالاته الاجتماعية والسياسية، في محاولة لفهم ما يريد التنزيل الحكيم أن أفهمه، وما يريد منـزِّل هذا التنزيل أن ألتزم به من خلال استعمال أدوات معرفية معاصرة وخاصة في علوم الألسنيات، حيث أن الإنسانية تقدمت بكل أنواع العلوم بما فيها اللسانيات بالإضافة إلى تبني العقل الفلسفي عوضاً عن العقل الشعري، علماً بأن أي قراءة لأي نص وخاصة النص الإلهي هي بالضرورة تحديد لمطلقية النص ضمن الزمان والمكان والأدوات المعرفية، ومع تغير هذه الأدوات يتم الانتقال من فضاء معرفي إلى فضاء معرفي آخر وكانت الخطوة الأولى هي:

    إنكار الترادف:

    كان القول بالترادف من أوائل ما استوقفني في الخطاب العربي السائد، سواء الديني منه أم الأدبي أم السياسي أم الفكري، وكان إنكار الترادف أول ما قادني إلى التمييز بين الكتاب والقرآن والنبي والرسول والنبوة والرسالة، تماماً مثلما ميز التنزيل الحكيم بين المحكم والمتشابه في آياته المباركات.

    يقول الإمام العسكري : “لكل لفظ صورة ترتسم في الذهن، فإذا اختلف اللفظ، تغيرت الصورة، فارتفع الترادف” . وبما أن المعرفة الإنسانية تكتشف الجديد كل يوم ولابد لكل جديد من لفظ يعرف به، لذا فإن للغات كائن قابل للتطور والنمو وخاصة في دلالات الألفاظ. وأكثر ماتنطبق هذه الخاصية على دلالات ألفاظ التنزيل الحكيم نظراً لصلاحيته لمختلف العصور ولمختلف نظم المعرفة، وضمن هذا المنطوق يمكن إعادة صياغة الثقافة العربية الإسلامية برمتها من خلال إعادة النظر في المفاهيم والأدوات.

    ويقول الإمام ابن تيميه: الترادف في لسان العرب قليل، أما في القرآن فنادر أو معدوم. فإذا وجدت من يفسر قوله تعالى (ذلك الكتاب لاريب فيه) بأنه “هذا القرآن لاشك فيه” فاعلم أنه من باب التقريب، لأن ” ذلك” غير “هذا”، و “الكتاب” غير “القرآن” و “الريب” غير “الشك” .

    وقد كان يمكن لمسألة القول بالترادف أو إنكاره أن تبقى مسألة مجمعية أكاديمية بحتة، لولا أن القول بالترادف قاد إلى تجويز رواية الحديث النبوي بالمعنى، وإلى اعتبار القياس في أصول الفقه من مصادر التشريع، وإلى تأليف معاجم تفسر الكذب بالإفك، والإفك بالافتراء، والافتراء بالبهتان، والبهتان بالكذب، فلا يفهم أحد فرق هذا عن ذاك إلا من رحم ربي، وإلى تأطير لقواعد اللغة العربية، كما فعل سيبويه وتابعوه من بعده، انطلاقاً من أن ذهب ومضى وانطلق وبارح وغدا وراح كلها مترادفات بمعنى واحد. وانطلاقاً من الحفاظ على الشكل اللفظي دون الدخول في المحتوى الدلالي وهذه علة العقم في النحو العربي الذي يقود الناس إلى أوهام في فهم التنزيل الحكيم.

    من هنا، كان لابد ، ونحن ندعو إلى قراءة معاصرة للتنزيل الحكيم، من أن ننكر الترادف ونبحث عن الفرق مهما كان دقيقاً بين الأب والوالد، والشاهد والشهيد، والعباد والعبيد، والتفسير والتأويل، والحرب والقتال، والشرك والكفر، والذنب والسيئة، والدين والملة، والإسلام والإيمان، علماً بأن البحث عن الدقة في كل شيء هي سمة هذا العصر. فالأولى أن نبحث عنها في قراءة التنزيل الحكيم لأن هذه الدقة بالضرورة ستؤدي إلى تغيير في الأحكام والمفاهيم الفقهية والعقائدية.

    والترادف عند القائلين به قسمان: ترادف ألفاظ على معنى واحد وأمثلته واضحة فيما سلف، وترادف معانٍ على لفظ واحد، كالظن الذي يعني الشك واليقين، وكالجون الذي يعني الأسود والأبيض، والبون والبين الذي يعني البعد والقرب. فقولنا: بان يعني ظهر وقرب، ومنه البيان والتبيين والإبانة والبينة. ويعني اختفى وبعد. يقول تعالى (ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين) البقرة 168، 208. والمبين هنا تحتمل الوجهين معاً، فالشيطان عدو الإنسان الظاهر والخفي، ونحن أميل إلى اعتباره العدو الخفي في مصطلح المبين، تماماً كقول كعب بن زهير في لاميته: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول، فالذي أسقم الشاعر وذهب بعقله هو قرب سعاد منه وبعدها عنه في آن معاً . وهذا النوع من الترادف الذي لايفسره إلا السياق أخطر على فهم التنزيل الحكيم من سابقه، لأن قارئ التنزيل لايجيز لنفسه، ولايجيز التراثيون له، أن يخرج عن المعنى الذي ذهب إليه المفسرون الأوائل ونضرب لذلك مثلاً.

    فالترتيل عند جميع المفسرين في قوله تعالى (ورتل القرآن ترتيلا) المزمل 4. هو حسن الصوت وإبانة مخارج الحروف والتمهل في القراءة. وعلى هذا المعنى التراثي للترتيل بالذات استند الإمام الماوردي في كتابه “الحاوي” لتجويز قراءة القرآن بالألحان الموسيقية. ومن هنا فنحن نجد اليوم في العالم الإسلامي نقابات لقراء القرآن الكريم، يتقاضى العضو فيها عن قراءته في الأفراح والأتراح أجراً يزيد في الليلة الواحدة عن راتب شهر لموظف في الدولة.

    ونحن لن نستشهد بالفيروزأبادي ولا بالجواهري ولا بالزمخشري بحثاً عن المعاني الأخرى للترتيل. سنعرض فقط ما يقوله ” المعجم المدرسي” الذي أصدرته وزارة التربية السورية عام 1985: رتَلَ الثغرُ: انتظمت أسنانه وتناسقت . والرَّتـل : حسن التناسق والانتظام، والجماعة من الجند أو الخيل أو السيارات يتبع بعضها بعضاً.

    فإذا عدنا إلى سورة المزمل، وجدناه تعالى في الآيات الخمس الأولى يقوله لنبيه الكريم المتلفف بالأغطية أن يقوم الليل ويرتل القرآن ويتأهب لما سيلقى عليه من وحي وذكر ثقيل. ولا يعقل مطلقاً – إذا أخذنا بالمعنى التراثي للترتيل – أن يكون التغني بالقرآن على الألحان بصوت حسن باباً من أبواب التأهب لتلقي الرسالة السماوية بمسؤولياتها الجسام.

    والأخطر من ذلك كله أن جميع ترجمات القرآن إلى الإنكليزية والفرنسية والألمانية والروسية اعتمدت هذا المعنى التراثي تحديداً. أنظر مثلاً : ترجمة معاني القرآن إلى الإنكليزية، مجمع الملك فهد بن عبد العزيز، المدينة المنورة، 1417 هـ. وانظر أيضاً: ترجمة القرآن، ن . ج . داوود ، بنغوان ، بريطانيا، الطبعة الأولى 1956. وانظر أيضاً : ترجمة معاني القرآن الكريم، عبد الله يوسف علي، مقدمة أبو الأعلى المودودي، الطبعة الأولى 1934، دار العربية للطباعة والنشر، بيروت / لبنان.

    وانطلاقاً من توخي الدقة في دلالات الألفاظ نأتي على موضوعنا مباشرة وهو :

    الإسلام والإيمان:

    تعتبر الأدبيات الإسلامية التراثية – ومعظم المعاصرة – أن المسلمين هم أتباع محمد (ص). فالبخاري ومسلم في صحيحهما يعتبران الإيمان إسلاماً والإسلام إيماناً، فيفتتحان باب الإيمان بحديث النبي (ص) : بني الإسلام على خمس. ونخلط نحن الآن باسم الترادف بين المسلمين والمؤمنين وبين الكافرين والمشركين والمجرمين. لكننا رأينا التنزيل الحكيم يفرق بكل دقة تليق بعظمة مؤلفه وصانعه بين هذه المصطلحات جميعاً. ونقرأ قوله تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام..) آل عمران 19. وقوله تعالى: (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه..) آل عمران 85. ونتساءل: ماهذا الدين الذي لايقبل الله من الخلق غيره، وما تعريفه ومواصفاته .

    1 – الإسلام:

    نقرأ قوله تعالى:
    - (أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون) آل عمران 83
    - (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات ..) الأحزاب 35.
    - (وجاوزنا ببني إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغياً وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين) يونس 90.
    - (إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين) النمل 91.
    - (فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين * فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين) الذاريات 35،36.
    - (وقال موسى ياقوم إن كنتم آمنتم بالله فعليه توكلوا إن كنتم مسلمين) يونس 84.
    - (قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله رب العالمين) النمل 44.
    - (.. قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون) آل عمران 52.
    - (فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين) يوسف 101.
    - (قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل واسحق إلهاً واحداً ونحن له مسلمون) البقرة 133.

    ونلاحظ في الآيات أعلاه أمرين: الأول أن نوحاً وإبراهيم ويعقوب وإسماعيل وإسحق ويوسف وموسى وعيسى وسليمان كانوا مسلمين جميعاً . والثاني أن الإسلام يرتبط بالله وحده فقط.
    ونفهم أن الإسلام يقوم على مسلّمة الإيمان بالله ووحدانيته وباليوم الآخر. والمسلمة هي الأمر الذي لايمكن البرهان عليه ولايمكن دحضه علمياً. ففي مسلمة الإيمان بالله واليوم الآخر يتساوى الراسخون بالعلم وعامة الناس. ثم ننطلق من هذا الفهم لنفهم أمرين آخرين:
    1 – أن الإسلام دين كوني، لايقتصر على أهل الأرض فقط، بدليل قوله تعالى (وله أسلم من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً). وهذا يعني أنه إذا كانت هناك مخلوقات عاقلة في مجرة من مجرات هذا الكون، فالتنزيل الحكيم يقول أنها سمعت بالله الواحد وأسلمت له طوعاً من باب الألوهية وكرهاً من باب الربوبية، وأن الدين عندها هو الإسلام بمفهوم وجود الله وواحديته وهو أمر في غاية المنطقية، لأن الله سبحانه وتعالى ربنا ورب السموات والأرض ورب كل شيء في هذه السموات والأرض وما بينهما.
    2 – إن نوحاً وإبراهيم ويوسف ويعقوب وسليمان وموسى وعيسى كانوا مسلمين، ومع ذلك فهم لم يعاصروا محمداً (ص) ولم يشهدوا برسالته ولم يصوموا رمضان، مما يجعلنا نجزم بأن الإسلام والمسلمين لاعلاقة لهم بالرسالة المحمدية ولا بغيره من الرسل والأنبياء السابقين، بل ذلك مرتبط حصراً بالله ووحدانيته. فكل من آمن بالله واليوم الآخر (وهي مسلمة) كان مسلماً، بغض النظر عن الرسول الذي يتبعه، وعن التسمية التي نطلقها عليه. وهذا واضح في قوله تعالى: (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولاخوف عليهم ولاهم يحزنون) البقرة 62.
    من هذه الآيات وغيرها كثير، نفهم أن الإسلام يقوم على مسلمة بوجود الله، وباليوم الآخر. فإذا اقترنت هذه المسلمة بالإحسان والعمل الصالح، كان صاحبه مسلماً، سواء أكان من أتباع محمد (ص) (الذين آمنوا) أو من أتباع موسى (الذين هادوا) أو من أنصار عيسى (النصارى) أو من أي ملة أخرى غير هذه الملل الثلاث مهما كان اسمهم (الصابئين).

    2 – أركان الإسلام:

    بعد أن تعرفنا على الإسلام من واقع آيات التنزيل الحكيم، وفهمنا ماهو هذا الدين الذي لايقبل الله من عباده غيره، وعرفنا أنه يقوم على ثلاث دعائم هي الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح، ووجدنا ذلك كله واضحاً في قوله تعالى: (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين) فصلت 33. ننتقل لنتساءل: ماهو هذا العمل الصالح الذي يشكل قاسماً مشتركاً بين جميع الأديان السماوية، والذي يستحق فاعله – أياً كان معتقده – اسم المسلم إن اقترن بالإيمان بالله واليوم الآخر؟ وما هي التعاليم العامة الشاملة التي جاءت في كل الكتب والرسالات، من نوح إلى محمد عليهما السلام، ناظمة ومبينة لهذا العمل الصالح؟ ونجد الجواب تفصيلاً في قوله تعالى (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه كبر على المشركين ما تدعوهم إليه الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب) الشورى 13.

    ونفهم أن هذه التعاليم التي بدأت بنوح هي وصايا (ما وصى به نوحاً) وأن هذه الوصايا تنامت وتراكمت منتقلة من إبراهيم إلى موسى وعيسى، وأنها لابد موجودة في الرسالة المحمدية الخاتم لقوله تعالى (والذي أوحينا إليك) . وننظر في التنزيل الموحى، فنجد هذه الوصايا في سورة الأنعام بقوله تعالى:
    (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم …
    ألا تشركوا به شيئا ..
    وبالوالدين إحسانا..
    ولاتقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ..
    ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ..
    ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق .. ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون) الأنعام 151
    (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده ..
    وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لانكلف نفساً إلا وسعها..
    وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى ..
    وبعهد الله أوفوا .. ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون) الأنعام 152.
    (وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله .. ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون) الأنعام 153 .

    ونفهم أن هذه هي الوصايا العشر التي نزلت فرقاناً على موسى، وأنها الصراط المستقيم الذي ندعو الله في كل صلاة أن يهدينا إليه، والذين يقعد الشيطان العدو الظاهر والمخفي (المبين) عنده ليحول الناس عنه، وأنها الأركان الرئيسية للإسلام، والقاسم المشترك للناس جميعاً، وأنها الكلمة السواء التي دعا الرسل أقوامهم إليها وأنها خضعت للتراكم بدءاً من نوح وانتهاء بمحمد (ص) .

    فإذا نظرنا في هذه التعاليم والوصايا، وجدنا أنها تمثل فعلاً المثل العليا الإنسانية، والقانون الأخلاقي الذي لايستقيم مجتمع بدونه، وفهمنا أن الإسلام دين عام يشمل كل أهل الأرض، يقوم على الإيمان بالله واليوم الآخر أولاً، وبان لنا مراده تعالى في قوله (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) إذ كيف يقبل الله ديناً هو غير موجود فيه، ويقوم على المثل العليا والقيم الإنسانية ثانياً، هذه هي القيم التي يمكن الإضافة إليها تحت باب الحكمة والتي لاتتوقف إلى يوم القيامة ولكن لايمكن إلغاؤها أو استبدالها، وتدخل في السلوك الإنساني الاجتماعي والأسري والاقتصادي، ومن خلالها يظهر العمل الصالح، وبدونها لايوجد عمل صالح أو مجتمع صالح.

    ونفهم أخيراً أن الإسلام ليس دين الرسالة المحمدية فقط، بل دين جميع الرسالات والرسل والأنبياء، وأن المسلمين ليسوا أتباع محمد (ص) حصراً، كما هو سائد اليوم، بل هم كل من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً والتزم بصراط المثل العليا المستقيم، هذه المثل والقيم التي تدخل ضمن فطرة الإنسان ولاتحتاج إلى برهان عليها وتكمن قوتها أنها تحمل بيناتها في ذاتها وبنفس الوقت ليست قانوناً موضوعياً يفرض نفسه منفصلاً عن الوجود الإنساني الاجتماعي الواعي.. ومن هنا نقول أن الإسلام دين الفطرة الإنسانية طبقاً لدلالة قوله تعالى: (فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرة الله التي فطر الناس عليها لاتبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون). الروم 30. وهذا الدين الحنيف الذي فطر الله الناس عليه لاعلاقة له بصوم رمضان أو بإقامة الصلاة حيث أن الإنسان يصوم رمضان ويقيم الصلاة بالتكليف لا بالفطرة.

    ثمة صفتان لهذه التعاليم والقيم والمثل العليا لابد من ايجازهما قبل ختم الحديث عن الإسلام وأركانه. الأولى أنها كل واحد متماسك لايقبل التجزئة والتبعيض، وصراط واحد لايقبل التقسيم، وهذا واضح في قوله تعالى (وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه). والثانية أنها لاتخضع مفردة أو مجموعة للوسع والاستطاعة. فليس هناك ايمان بالله على قدر الوسع، ولا امتناع عن قتل النفس ضمن الاستطاعة. فالقضية في أركان الإسلام والوصايا أشبه ماتكون بما يقال في الرياضيات: إما الصفر أو الواحد ولا توسط بينهما.

    نقول هذا ونحن نقرأ قوله تعالى (ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون) آل عمران 102 . إي أنه في الإسلام وأركانه المطلوب أن تتقي الله حق تقاته. فكل من يظن أن هذه الآية منسوخة فهو واهم.

    3 – الإيمان:

    وننتقل إلى مصطلح الإيمان والمؤمنون، ونبدأ بآياته تعالى:
    - (إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات…) الأحزاب 35 .
    - (قالت الأعراب آمنا، قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم..) الحجرات 14.
    - (يمنون عليك أن أسلموا، قل لاتمنوا علي إسلامكم، بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين) الحجرات 17.
    - (والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم) محمد 2 .
    - (ياأيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل..) النساء 136 .

    نلاحظ من الآيات أعلاه، أن الإسلام متقدم على الإيمان وسابق له، وأنه لا إيمان بلا إسلام. ولكن هل الإيمان نوع واحد، أم أن هناك نوعين من الإيمان، وهل التقوى نوع واحد، أم أن ثمة أكثر من نوع .

    قلنا في تعريف الإسلام إنه الإيمان والتسليم بالله (وجوداً ووحدانية) وباليوم الآخر وتنفيذ أوامره في العمل الصالح، وهذا هو الإيمان الأول الذي لايقبل أي إيمان آخر بدونه. ونجد هذا واضحاً في الآية 2 من سورة محمد:
    - (والذين آمنوا وعملوا الصالحات) الإيمان الأول بالله واليوم الآخر والعمل الصالح.
    - (وآمنوا بما نزل على محمد) الإيمان الثاني بمحمد ورسالته.

    كما نجده واضحاً في الآية 136 من سورة النساء، فالله يطلب من الذين آمنوا بالله واليوم الآخر أن يؤمنوا بالرسول وبكتاب رسالته، وبالكتاب الذي أنزل قبله.
    الإيمان الأول – بالله واليوم الآخر – الإسلام – مسلمين.
    الإيمان الثاني – بالرسول – الايمان – مؤمنين.

    وبما أن كل إيمان يقابله كفر، فقد جاءت الآية بعدها مباشرة لتقول (إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفراً لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا) النساء 137.

    فإذا فتحنا سورة الحديد الآية 28 نقرأ فيها (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نوراً تمشون به ويغفر لكم ..)
    ياأيها الذين آمنوا – الإيمان الأول/ الإسلام – الكفل الأول من الرحمة .
    اتقوا الله – التقوى الأولى / الإسلام – حق تقاته.
    وآمنوا برسوله – الإيمان الثاني / الإيمان – الكفل الثاني من الرحمة.

    أما في سورة القصص فنقرأ (وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين * أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا..) 53،54.
    كانوا مسلمين مؤمنين بالله واليوم الآخر – الأجر في المرة الأولى .
    آمنوا بالتنزيل الحكيم – الأجر في المرة الثانية.

    وكما رأينا من استعراض مصطلح الإسلام والمسلمين في التنزيل الحكيم أن علاقته دائماً بالله تعالى، نرى من استعراض مصطلح الإيمان والمؤمنين أن له علاقة بالرسل، فكل من آمن برسول كان من أتباعه المؤمنين به. ويتضح ذلك في قوله تعالى:
    - (ولما جاء أمرنا نجينا هوداً والذين آمنوا معه برحمة منا..) هود 58.
    - (ولما جاء أمرنا نجينا صالحاً والذين آمنوا معه برحمة منا..) هود 94.
    أما من آمن بموسى فقد سماهم التنزيل الحكيم الذين هادوا، ومن آمن بعيسى سماهم النصارى إما لأنهم نصروه وكانوا من أنصاره أو لأنهم من بلدة الناصرة، ومن آمن بمحمد سماهم المؤمنين. وذلك واضح في قوله تعالى:
    - (يا أيها النبي حسبك ومن اتبعك من المؤمنين ..) الأنفال 64.
    - (ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله..) المائدة 22.
    - (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا ..) الحجرات 15.
    فإذا وقفنا أمام قوله تعالى (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لانفرق بين أحد من رسله..) البقرة 285.

    نفهم أن هناك إيماناً بالله وملائكته يضاف إلى إيمان ثان بالرسل والكتب، وبخاتم أولئك الرسل وبآخر هذه الكتب.

    4 – أركان الإيمان:

    قلنا في تعريف أركان الإسلام، كما استقيناه من آيات التنزيل الحكيم، إنها الإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح، وأنها مجموعة في الصراط المستقيم المتجسد في الوصايا والمثل العليا والقيم الأخلاقية، ونتابع هنا تعريف أركان الإيمان بالرسل والكتب والرسالات.

    يقول تعالى (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا إذا مااتقوا وآمنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وآمنوا ثم اتقوا وأحسنوا والله يحب المحسنين) المائدة 93. ونفهم أن (الذين آمنوا وعملوا الصالحات) هم المسلمون الذين آمنوا بالله واليوم الآخر وعملوا صالحا، وأن التقوى الأولى في الآية هي تقوى الإسلام (حق تقاته) التي تتجلى بالالتزام بالأعمال الصالحة، ونفهم أن الذين آمنوا في (ثم اتقوا وآمنوا) هم المؤمنون الذين آمنوا بالرسول وبالكتاب المنزل عليه، وأن التقوى الثانية في الآية هي تقوى الإيمان (ما استطعتم) التي تتجلى بالالتزام بتكاليف الإيمان وأداء شعائره من صلاة وزكاة وصوم وحج. ثم نفهم أخيراً أن هناك تقوى ثالثة في قوله (ثم اتقوا وأحسنوا) هي تقوى الإحسان، الحاصلة من جمع تقوى الإيمان مع تقوى الإسلام. ثم يختم تعالى هذا كله مشيراً إلى أن الظفر بمحبة الله مرتبط بتقوى الإحسان.

    ومن هنا نفهم الفرق الأساسي في أن الإسلام فطرة (مثل عليا) لكل أهل الأرض وأن الإيمان تكليف ضد الفطرة (لا يكلف الله نفساً إلا وسعها) وهو الذي يميز أتباع الرسالة المحمدية عن غيرهم، فأتباع محمد (ص) لايُميزوا ببر الوالدين ولا بالوفاء بالكيل والميزان ولا بالامتناع عن شهادة الزور. فهي عامة شاملة، بل يميزون بالصلاة الشعائرية والصوم. لذا حصل هذا الخلط من أن أركان الإيمان أصبحت أركان الإسلام وهو من باب الأنانية ووقف الجنة على أتباع محمد (ص) .

    لقد قلت أنني لم آت بجديد في لتمييز بين الإسلام والإيمان بعد أن ميز الذكر الحكيم بينهما كما رأينا. وكما ميز بينهما العديد من الأئمة منذ القرون الهجرية الأولى. وأن دوري اقتصر على إعادة ترتيب الأولويات التي يمكن في الختام أن نصوغها على الشكل التالي:

    - الأولوية الأولى:

    وهي الإسلام والإيمان بالله واليوم الآخر والعمل الصالح (المثل العليا) التي ننطلق منها ونرتكز على بنودها ووصاياها في التعامل مع كل أهل الأرض، لأن معظمهم مسلمون، ولأن هذه المثل والقيم مقبولة عندهم لايرفضها أحد وعلينا ترسيخها في الدولة والمجتمع، وتوضيح أن الإيمان بالرسل وإقامة شعائر الإيمان من صلاة وزكاة وصوم وحج، لايكفي بل ولا يكون بدون هذه المثل والقيم أو بعيداً عنها. وعلينا أيضاً تعميق فهم الناس لمصطلح الإسلام والمسلمين، وتوضيح أنهم ليسوا أتباع النبي العربي محمد (ص) حصراً، بل هم جميع من أشار إليهم تعالى بقوله (لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى، تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين * بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولاخوف عليهم ولا هم يحزنون) البقرة 111،112 .

    وأخيراً علينا أن نؤكد في كل أدبياتنا ومجالسنا على أن العمل الصالح الحسن ركن من أركان الإسلام، وأن كل أهل الأرض من المسلمين مطالبون به، وأنه وحده معيار الجرح والتعديل وميزان التقييم بين الناس، وتوضيح أن أبواب العمل الصالح متعددة ومفتوحة على مصراعيها ليوم القيامة، وأن الإبداع والتفنن فيها مطلوب ومأجور، لأن كل ماينفع الخلق يدخل تحت عنوانها على مدى العصور والدهور.

    - الأولوية الثانية:

    وهي أن شعائر الإيمان (الصلاة والزكاة والصوم والحج) خاصة بالمؤمنين من أتباع محمد (ص) ولامعنى لها بعيداً عن الإسلام لله والعمل الصالح، وأنها شعائر خاصة لاتحمل الطابع العالمي ولا الطابع السياسي، وأنها تكاليف شعائرية لا إبداع فيها ولا تفنن، بل لايجوز أن يكون فيها، لأن الإبداع فيها بدعة، سواء بالزيادة أو بالنقص، فالإبداع في الإسلام حسن محمود، والابتداع في الإيمان قبيح مذموم.

    لقد اختلطت عندنا الأولويات، فأخذ ثانويها مكان هامها، واحتل ثانيها محل أولها. وتقدم فيها ما هو من الإيمان على ما هو من الإسلام، حتى صار إفطار يوم في رمضان بالفكر السائد الشائع أخطر من الغش في المواصفات، والسهو عن صلاة بوقتها أكبر من إخسار الكيل والميزان.

    ولعل تتبع أسباب هذا الخلط في الأولويات، وتقسيمها إلى أبوابها، من تاريخية ومذهبية وسلطوية، يفيد كثيراً في عملية إعادة ترتيب الأولويات ووضع النقاط على الحروف، لولا أن لهذا مجالاً آخر، يقع تحت عنوان آخر، قد لايتسع له مقالنا هذا.
                  

05-06-2013, 11:16 PM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: امير بوب)

    اما فيما يخص الصلاة ....
    فما بين صلاة التقليد وصلاة الاصالة التى تقول بها الفكرة الجمهورية ...
    يقدّم شحرور بعض الاِضاءات حول مفهوم الصلاة .... ويقوم بالتفريق بين الصلاة كفعل وبين المصلّون وبين مقيمو الصلاة
    فهاهو يقول :
    لقد رأينا أن من الضروري توضيح معنى الصلاة، جرياً وراء التوفيق ورفع اللبس بين قوله تعالى في سورة الماعون (فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون) واعتبار هذا القول موجهاً للمتقاعس عن أداء الصلاة بأوقاتها، كما ترى كتب التفسير، وبين قوله تعالى في سورة المرسلات (ويل يؤمئذ للمكذبين * … * كذلك نفعل بالمجرمين).

    واللبس يتلخص في أن الله سبحانه يتوعد المؤمن المتقاعس عن الصلاة بالويل (وهو واد سحيق من وديان جهنم)، ويتوعد به في ذات الوقت المجرمين المكذبين. ومن المستحيل أن يستوي في عدل الله سبحانه المسلم المؤمن المقصر في أداء الشعائر، والمكذب المجرم الكافر بوجود الله والمنكر للبعث ولليوم الآخر، وهو الذي يقول في محكم تنزيله:
    - (أفنجعل المسلمين كالمجرمين * ما لكم كيف تحكمون) القلم 35، 36.

    والحل في رأينا، يكمن في مفهوم الصلاة ذاتها.فقد وردت الصلاة في التنزيل الحكيم بمعنيين محددين يختلف أحدهما عن الآخر في الشكل، ويلتقي معه في المضمون، فالصلاة في الحالتين صلة بين العبد وربه أساسها الدعاء. ولكن هذه الصلة أخذت منذ إبراهيم شكلين هما:

    1 – صلة بين العبد وربه قالبها الدعاء، لا تحتاج إلى إقامة وطقوس، يؤديها كل إنسان له بالله صلة على طريقته الخاصة. (وقد وردت في التنزيل الحكيم “الصلاة” بالألف). ومن يقوم بها هو من المصلين، إذ يكفي أن تقول (يا رب ساعدني) أو تقول (سبحان الله وبحمده) حتى تكون من المصلين .
    2 – صلة بين العبد وربه، لها طقوس وحركات محددة خاصة بها، كالقيام والركوع والسجود والقراءة، وتحتاج إلى إقامة، أي على الإنسان أن يقوم ليؤديها. (وقد وردت في التنزيل الحكيم “الصلوة” بالواو). وهي من شعائر الإيمان.
    فإذا أردنا أن نفرق بين كل من هذين المعنيين في التنزيل الحكيم، فما علينا إلا أن ننظر في قوله تعالى:
    - (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلوة وإيتاء الزكاة، يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والإبصار) النور 37. هنا الصلوة (بالواو).
    - وفي قوله تعالى:
    - (ألم تر أن الله يسبح له من في السموات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه، والله عليم بما يفعلون) النور 41. هنا الصلاة (بالألف).

    ونلاحظ أن الصلوة وردت في الآية الأولى بالواو، وبعد فعل الإقامة، ونفهم هنا أنها بمعنى القيام والركوع والسجود، أما في الآية الثانية، فقد وردت الصلاة بالألف (صلاته)، والحديث فيها عن الطيور. ولما كنا نعلم أن الطيور لا تقيم الصلوة الطقسية المحددة بالركوع والسجود والقيام والقعود، فإننا نفهم أنها هنا بمعنى الصلة مع الله. وهي صلة تسبيح ودعاء يعلمها الطير ولا نعلمها نحن، لولا أن أخبرنا تعالى بوجودها.

    نخلص إلى أن التنزيل الحكيم قد ميز في النطق سماعاً من جبريل وفي الخط كتابة بعد التدوين، بين الصلوة والصلاة. ليدلنا على وجوب تمييز المعنى المقصود من الأولى وأنها القيام والقعود والركوع والسجود، والمعنى المقصود من الثانية وأنها صلة تسبيح ودعاء تنبع من إقرار بوجود صلة بين العبد وربه. فإذا وقفنا أمام قوله تعالى:
    (إن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) الأحزاب 56

    وفهمنا أن فعل “يصلون” وفعل “صلوا” هو من الصلوة، يصير معنى الآية أن الله وملائكته يقومون ويقعدون ويركعون ويسجدون على النبي، سبحانه وتعالى علواً كبيراً. وأن على الذين آمنوا أن يركعوا ويسجدوا أيضاً على النبي.

    ولكن الفعلين في الآية من الصلاة، أي الصلة، فيصبح معنى الآية أن هناك صلة بين الله وملائكته من جهة، وبين النبي من جهة ثانية، وأن الله يطلب من المؤمنين أن يقيموا صلة بينهم وبين النبي، قال بعضهم إنها الدعاء. وأنا أرى أنها أكثر من ذلك، ففي أذان الصلوة ذكر لله والرسول، وفي القعود الأوسط والأخير ذكر للنبي ولإبراهيم. ذكر النبي لأنه أبو المؤمنين، وذكر إبراهيم لأنه أبو المسلمين.

    وأرى أن الله وملائكته يصلون على النبي، والمطلوب منا نحن أن نصلي عليه ونسلم. ومن هنا فإن من الخطأ الفاحش أن نقول “اللهم صل وسلم على محمد” أو أن نقول “صلى الله عليه وسلم” لأن الله يصلي على النبي ولا يسلم، والمطلوب منا نحن أن نصلي ونسلم.

    فالقاسم المشترك بين الله وملائكته من جهة، والمؤمنين من جهة أخرى هو الصلاة على النبي، إلا أن ثمة خصوصية للمؤمنين فقط هي التسليم، ولهذا قال (.. وسلموا تسليما) ولم يقل (وسلموا سلاما). أي أن علينا نحن المؤمنين أن نسلم بوجود هذه الصلة بين الله وملائكته والنبي، وبيننا نحن وبين النبي فالتسليم هو الإذعان والقبول بلا قيد ولا شرط، كما في قوله تعالى:
    (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً * وسبحوه بكرة وأصيلا * هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور، وكان بالمؤمنين رحيما) الأحزاب 41، 42، 43.

    الله وملائكته هنا يصلون على المؤمنين .. فهي ليست صلوة، بل صلة وصلاة عمودها الهدى وقائمها الرحمة. ونتابع قوله تعالى:
    - (إن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) الأحزاب 56.

    الله وملائكته هنا يصلون على النبي، باعتبار النبي من المؤمنين الذين خاطبتهم الآية 43، ثم يأتي أمر الله للذين آمنوا أن يصلوا هم أيضاً عليه ويسلموا تسليما.

    ويقف المؤمنون حائرين .. لأن صلاة الله وملائكته على النبي هدى ورحمة، وهم لا يملكون للنبي هدى ولا يملكون له رحمة .. فكيف يصلون عليه؟ .. وتنزل الآيتان بعدها مباشرة:
    - (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهينا * والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوه فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينا) الأحزاب 57، 58

    هنا اتضحت الصورة وتلاشت الحيرة وانكشف اللبس. فالله وملائكته يصلون على المؤمنين رحمة وهدى، ويصلون على النبي باعتباره من المؤمنين أيضاً رحمة وهدى، وهذا كله منسوباً إلى الله ومن زاويته. أما من زاوية المؤمنين، فهم مأمورون بالصلاة على النبي. لكن النبي بالنسبة إليهم رسول، وإذا ما أمرت الآية 58 بكف الأذى مطلقاً وبكل أنواعه عن المؤمنين والمؤمنات والنبي من بينهم، فإن الآية 57 تشير إلى أن إيذاءه كرسول أبلغ أثراً، وأشد عند الله عقاباً، فالذي يؤذي الرسول يطرد من الرحمة (التي وردت في الآية 43) في الدنيا والآخرة.

    ويتعرض لما أعده الله له من عذاب مهين. أما لماذا أمرنا بالصلاة على النبي من مقام النبوة وليس من مقام الرسالة، (أي لم يقل يصلون على الرسول) فهذا أمرٌ له بحث خاص. وكذلك صلاتنا على النبي هو عدم تعريضه للأذى. وإيذاؤه يكون بالبهتان إلى ما ينسب له من أقوال ، ونقول بأن أقواله هذه هي وحي، فهذا إيذاء لله وللرسول (ص)، ولا أرى أمة آذت الله ورسوله كأمتنا في القرن الأول الهجري بقدر ما انتحلوا عليه من أقوال وكلها بهتان نسبوها له ولله سبحانه.

    والذين انتحلوا عليه هم من أمته وقومه، ولم يأتوا من الصين أو من بلاد الفرنجة. وقد ابتدع السادة العلماء الأفاضل علماً قائماً بذاته اسمه الجرح والتعديل وطبقات الرجال، ولكن لم يقولوا لنا لماذا ابتدعوا هذا العلم الذي لم يسبق له مثيل بهذا الحجم في التاريخ كله وهل هذا خير القرون؟

    لقد ورد الأصل (صلو) ومشتقاته في التنزيل الحكيم 99 مرة، جاء لفظ (الصلوة) بالواو في 67 موضعاً منها. ونلاحظ في هذه المواضع أن الصلاة ارتبطت بالإقامة حيناً وبالزكاة حيناً أو دل سياق الآية بمعناها العام أن المقصود هو القيام والقعود والركوع والسجود، وليس الصلة.

    ونقرأ قوله تعالى:
    - (الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلوة ومما رزقناهم ينفقون) البقرة 3.
    - (وجعلني مباركاً أينما كنت وأوصاني بالصلوة والزكاة ما دمت حيا) مريم 31.
    - (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلوة فهل أنتم منتهون) المائدة 91.
    أما حين تأتي مضافة فنجدها حيناً بالواو وحيناً بالألف.
    - (خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم، إن صلوتك سكن لهم، والله سميع عليم) التوبة 103.
    - (قل ادعوا الله وادعوا الرحمن، أيا ما تدعون فله الأسماء الحسنى، ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا) الإسراء 110.
    - لكنها في الحالتين لا تخرج عما ذكرنا. فالصلوة في التوبة، والصلاة في الإسراء هي الصلة بالدعاء، كما هو واضح.
    - وكما أن فعل الصلاة والصلوة واحد، صلى / يصلي / صل/ يصلون، فكذلك الجمع منهما واحد. فالصلوات جمع الصلاة بمعنى الصلة، والصلوات جمع الصلوة بمعنى الركوع والسجود. يقول تعالى: (أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة، وأولئك هم المهتدون) البقرة 157.
    - (ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول ..) التوبة 99. وهي هنا جمع الصلاة بمعنى الصلة.
    - (حافظوا على الصلوات والصلوة الوسطى وقوموا لله قانتين) البقرة 238.

    وهي هنا جمع الصلوة وهي الركوع والسجود. ومن المفيد أن نشير استطراداً إلى أن المقصود بالصلوة الوسطى في الآية، هي الصلوة المعتدلة الخاشعة المطمئنة التي تكاملت أركانها بلا إفراط ولا تفريط، وليست صلوة العصر كما يحلو لبعض المفسرين أن يزعموا. وإن مفهوم الوسطية هو أن نكون من أحسن الأمم ولا يعني كما يقال حالة بينَ بين .

    فإذا سأل سائل عن قوله تعالى:
    - (قالوا يا شعيب أصلوتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا ..) هود 87.

    - (الحمد لله الذي وهب لي على الكبر اسماعيل واسحق، إن ربي لسميع الدعاء * رب اجعلني مقيم الصلوة ومن ذريتي، ربنا وتقبل دعاء) إبراهيم 39، 40.
    - وهذا يعني أن الصلوة بركوعها وسجودها وقيامها وقعودها كانت معروفة منذ إبراهيم .. فأين ضاعت هذه الصلوة ولم تصل إلى عهد النبي (ص)؟ نقول، لقد جاء جواب ذلك في صورة مريم بقوله تعالى:
    - (أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا، إذ تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجداً وبكيا فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلوة واتبعوا الشهوات، فسوف يلقون غيا) مريم 58، 59.
    - ونفهم هنا ان صلوة الركوع والسجود التي كانت عند إبراهيم واسماعيل وشعيب وعيسى وزكريا قد ضاعت عند الخلف من بعدهم، لكن صلاة الصلة بالله بقيت موجودة ولم تنقطع، بدليل قوله تعالى عن مشركي العرب:
    - (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله ..) لقمان 25.

    فالمشركون يعرفون أن الخالق هو الله، وعلى هذا فقد سماهم التنزيل مشركين ولم يسمهم مجرمين، واعتبروا عبادتهم للأصنام نوعاً من الصلة مع الله في زعمهم، لقوله تعالى:
    - (والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ..) الزمر 3 .

    وهكذا نستنتج أن المصلين هم المسلمون، فإذا أصبحوا مقيمي الصلوة فهم من المؤمنين .
                  

05-07-2013, 06:56 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1259

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: امير بوب)



    Quote: حسب اعتقادى الخاص ... لا يوجد سقف أعلى للفكر الانسانى, كما ان الفكرة الجمهورية برغم قوّتها ... اِلّا انها ليست نهاية المطاف
    ولا يمكن بأى حال من الأحوال الاِدعاء بانها تمثّل كل الحقيقة ... ولا يحق لأحد ان يغلق باب الاجتهاد او ان يصادر حق الآخرين فى طرح افكار بديلة او موازية.... ففوق كل ذى علم عليم.
    ومن هذا المنطلق تم اِتخاذ منهج الدكتور شحرور كنموزج للفكر الحر الذى يتناول الأمور من زاوية أخرى ... ويقدّم مفاهيم جديدة وفقاً لأدواته الخاصة
    وقد حاولت اِبراز الملامح العامة لمنهج شحرور.... ومن ثم اِجراء بعض المقارنات بين منهجه وبين ما ظلت تطرحه الفكرة الجمهورية ... ليس من باب المنافسة او محاولة الاِقصاء الفكرى


    الأخ الكريم / امير بوب
    تحية طيبة

    لا الفكرة ولا صاحبها قالا بان هناك سقف اعلي للفكر الانساني ، بل الفكرة سعت لأنتاج الفرد الحر الذي يفكر كما يشاء ويعمل كما يفكر، ويتحمل عاقبة تفكيره وعمله،، ده الهدق الاساسي للفكرة، يعني بتبسيط غير مخا، الفكرة الجمهورية كسر للحاجز الوهمي المرسوم للعقل المسلم بحجة احسن القرون، زتحرير طاقات هذا العقل لينتج افكارا، تسعي لأيجاد الحلول من الدين كل في عصره وحسب حاجته..
    نعم تم تغيير عنوان البوست عدة مرات لكن لا زال سياقه يعمل في اتجاه المقارنة، لذلك اعتقد ان الردود ستكون في هذا الخط.
    Quote: انا فى الأساس لم اورد تعريف الحدود وحكمتها من وجهة نظر شحرور حتى تتم مقاربتها..... ولم أخض فى تفاصيل ذلك ... واِنما كان النقاش محصوراً فى جزئية تطبيق الحدود (العقوبات)المنصوص عليها صراحةً فى جرائم الحدود
    وهى( حد الزنى وحد القذف وشرب الخمر والسرقة وقطع الطريق وحد البغى) .... وهى الجزئية التى يقول شحرور بأنها حدود عليا للعقوبة لا يجوز لنا ان نتجاوزه ولنا مطلق الحرية فى تطبيق العقوبة التى نراها مناسبة.


    يا سيدي الكريم، لا يمكن تجزئة تعريف الحدود (الحدود العليا) ليصبح التعريف خاصا بجزء بسيط من مجمل الحدود، وينحصر التعريف في حد الزنا والسرقة فقط،فالحدود كما وردت في ايات كثيرة فيما يعرف ب(حدود الله) شملت حتي القيم الاخلاقية، والقيم الاقتصادية، والزنا نفسه له حدان، احدهما للمتزوجين والاخر لغير المتزوجين، فاذا كان حد الزنا لغير المتزوجين هو الحد الاعلي ( الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ) طيب اذا كان الحد الاعلي كما يقول الدكتور شحرور ، هو مائة جلدة، ومن ثم ترك هامشا للمشرع الاسلامي ان يقوم بوضع العقوبة التي يراها مناسبة، شريطة الا يتعدي المائة جلدة.. سؤالي لك وللدكتور شحرور، : هل يمكننا ان نجعل الغرامة المالية من ضمن العقوبات الدنيا المسموح بها ؟ فأذا كانت الاجابة بنعم، الا يعتبر هذا تقنينا للزنا المدفوع القيمة ؟ وهل وضع قيمة مالية كعقوبة علي فعل الزنا ، لا يعني ضمنيا دخول مهنة الدعارة ضمن ميزانية الدولة ؟

    ولك خالص شكري

    ملحوظة:
    هذا الامر ينسحب ايضا علي حد الخمر، مع العلم بان حد الخمر لا يوجد له نص قرأني ..

    (عدل بواسطة جمال المنصوري on 05-07-2013, 09:54 AM)

                  

05-07-2013, 09:51 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1259

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: جمال المنصوري)


    Quote:
    ما رأيك في قول شحرور بعدم وجود نسخ داخل الرسالة الواحدة ؟
    وان النسخ الذي ورد في التنزيل الحكيم هو بين الشرائع والرسالات المختلفة
    علماً بان القول بالنسخ هو الفكرة المركزية التي تقوم عليها اصول الفكرة الجمهورية !


    الأخ / امير بوب

    تحية طيبة

    شخصيا اتفق مع قول الدكتور شحرور بعدم وجود نسخ داخل الرسالة الواحدة، وكلامو ده بيتفق في الاطار العام مع الفكرة الجمهورية
    Quote: وان النسخ الذي ورد في التنزيل الحكيم هو بين الشرائع والرسالات المختلفة
    فالفكرة الجمهورية تقول ان الاسلام رسالتان، واحدة فصلت حكمت في القرن السابع والثنية نسخت (بمعني ارجئت) للقرون من القرن العشرين وانت ماشي لي قدام..

    لك مودتي

                  

05-07-2013, 08:08 PM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: جمال المنصوري)

    الاخ جمال المنصورى
    وشكراً ليك على اِثراء النقاش
    Quote: يا سيدي الكريم، لا يمكن تجزئة تعريف الحدود (الحدود العليا) ليصبح التعريف خاصا بجزء بسيط من مجمل الحدود، وينحصر التعريف في حد الزنا والسرقة فقط،فالحدود كما وردت في ايات كثيرة فيما يعرف ب(حدود الله) شملت حتي القيم الاخلاقية، والقيم الاقتصادية،

    غايتو يا اخ جمال اِما انك ما قاعد تقرأ ردودى .... او ما قادر تستوعبنى او... انو انا ما قادر اوصل ليك الفكرة ....
    لأنو انا فى المداخلة الفاتت اِستعرضت ليك مفهوم الحدود بكل تفصيلاته ... التعريف والمفهوم العام للحدود ... ثم ما يجب عدم الاعتداء عليه وما يجب عدم الاقتراب منه ... وغيرها من كافة النواحى
    ثم تأتى وتقول ان شحرور حصر التعريف فى جزء بسيط هو حد الزنا والسرقة فقط !
    خلاصة ما يقوله شحرور هو ان الشريعة الاسلامية شريعة مدنية انسانية ضمن الحدود ... وقد سبق وان اوضحت لك مقصده من القول بذلك.
    ثمّ...
    Quote: والزنا نفسه له حدان، احدهما للمتزوجين والاخر لغير المتزوجين، فاذا كان حد الزنا لغير المتزوجين هو الحد الاعلي ( الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين ) طيب اذا كان الحد الاعلي كما يقول الدكتور شحرور ، هو مائة جلدة، ومن ثم ترك هامشا للمشرع الاسلامي ان يقوم بوضع العقوبة التي يراها مناسبة، شريطة الا يتعدي المائة جلدة.. سؤالي لك وللدكتور شحرور، : هل يمكننا ان نجعل الغرامة المالية من ضمن العقوبات الدنيا المسموح بها ؟ فأذا كانت الاجابة بنعم، الا يعتبر هذا تقنينا للزنا المدفوع القيمة ؟ وهل وضع قيمة مالية كعقوبة علي فعل الزنا ، لا يعني ضمنيا دخول مهنة الدعارة ضمن ميزانية الدولة ؟


    ولو كنت تمعّنت فى قول شحرور حول الحدود ...او حتى قرأت المداخلة الأولى بخصوص تناول فكرته حول الأمر ... لعرفت انه يستثنى عقوبة الزنا ... ويقول بأنها العقوبة الوحيدة العينية .... ولذلك وضع الله تعالى تفاصيلها وشروطها
    بحيث يكاد يكون شبه مستحيل اِثباتها ... لأنها تكاد تعنى ممارسة الجنس فى العلن
    وطلب منا تنفيذها فى حالة ثبوتها ... وان لا تأخذنا فيها رأفة.... ولم يقل بأنه من الممكن استبدالها بعقوبة أخرى كما فى باقى الحدود...
    ومن هنا يكون لا داعى للاِجابة على بقية تساؤلك حول الغرامة المالية او غيرها فى حد الزنا ... ورغم ذلك فاِننى لا أجد منطقاً فى افتراض ان جعل غرامة مالية للزنا تعتبر تقنيناً له او كونه دعوة لمهنة الدعارة
    لانو وفقاً لهذا المنطق فاِن فرض غرامة مالية على السارق مثلاً او المرتشى هى بمثابة دعوة لتقنين السرقة او الرشوة او خلافها ...كما ان الاِكتفاء بجلد شارب الخمر فقط سيكون مدعاة للشرب باِعتبار ان العقوبة غير رادعة !
    .....
    Quote: شخصيا اتفق مع قول الدكتور شحرور بعدم وجود نسخ داخل الرسالة الواحدة، وكلامو ده بيتفق في الاطار العام مع الفكرة الجمهورية

    اول مرة اعرف ان الفكرة الجمهورية تقول بعدم وجود النسخ فى القرآن الكريم !!!!!
    علما بأن مفهوم النسخ هو من الركائز الأساسية التى تقوم عليها الفكرة الجمهورية ...
    ؟؟؟
    Quote: فالفكرة الجمهورية تقول ان الاسلام رسالتان، واحدة فصلت حكمت في القرن السابع والثنية نسخت (بمعني ارجئت) للقرون من القرن العشرين وانت ماشي لي قدام..

    ؟؟؟
    وفى سبيل ذلك.... ألا تقول الفكرة الجمهورية بأن بعض آيات القرآن المكى تم نسخها بالقرآن المدنى ... وتستدل مثلاً بآية السيف للتدليل على ذلك !!
    آية السيف لوحدها نسخت كم آية حسب ماتقول به الفكرة الجمهورية ؟


    الرجاء الافادة والتوضيح ...فقد تشابه علىّ البقر ... واِختلطت الامور !

    تحياتى
                  

05-08-2013, 11:23 AM

جمال المنصوري
<aجمال المنصوري
تاريخ التسجيل: 04-02-2009
مجموع المشاركات: 1259

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: امير بوب)


    Quote:

    ولو كنت تمعّنت فى قول شحرور حول الحدود ...او حتى قرأت المداخلة الأولى بخصوص تناول فكرته حول الأمر ... لعرفت انه يستثنى عقوبة الزنا ... ويقول بأنها العقوبة الوحيدة العينية .... ولذلك وضع الله تعالى تفاصيلها وشروطها

    الأخ / امير بوب

    معليش انا تعاملت مع الموضوع في عنوانه العام، يعني سجلت اعتراض فكرة استثناء حد معين من التعريف الكلي للحدود كما ورد في تعريف الدكتور شحرور ، فالمصطلح الذي يراعي الاستثناءات يفقد قوته كتعريف نهائي للمصطلح، يعني لمن تعرف الحدود بانها ليست عقوبات وانما حدود عليا ، يكون هذا التعريف عاما غير قابل للأستثناء، أو يعيد تعريف كل حد علي حده، ويبين وين الحدود العليا ووين الحدود الدنيا، او ما هو حدي وواجب التنفيذ، وبين ما هو سقف اعلي ، وعندها تبقي المشكلة بين العلمانية والاسلام قائمة كما هي، ويصبح هناك اعتبار لماهيم الاخرين عن الحدود، دي الفكرة الاساسية الانا ما قدرت اوصلها ليك..

    نجي لي الجزئية دي:
    Quote: ومن هنا يكون لا داعى للاِجابة على بقية تساؤلك حول الغرامة المالية او غيرها فى حد الزنا ... ورغم ذلك فاِننى لا أجد منطقاً فى افتراض ان جعل غرامة مالية للزنا تعتبر تقنيناً له او كونه دعوة لمهنة الدعارة
    لانو وفقاً لهذا المنطق فاِن فرض غرامة مالية على السارق مثلاً او المرتشى هى بمثابة دعوة لتقنين السرقة او الرشوة او خلافها ...كما ان الاِكتفاء بجلد شارب الخمر فقط سيكون مدعاة للشرب باِعتبار ان العقوبة غير رادعة !


    معليش خليني اشرح ليك فكرتي ببساطة، لنفرض انو المشرع - بناءا علي الهامش الذي يلي السقف الاعلي (الحد الاعلي) - جعل عقوبة الزنا لغير المتزوجين هي الغرامة فقط من غير اية اضافات اخري ، كالسجن وغيرو ، لنفرض انو حدد العقوبة بمبلغ 50 جنيه واكتفي بهذا الهامش الذي اتيح له طبقا لتعريف وفكرة الدكتور شحرور، يعني اي واحد وواحدة ما متزوجين يمكنهما ممارسة الجنس، مقابل ودفع الغرامة المترتبة علي هذا الفعل لدي محكمة الاختصاص، يعني تدفع وتاخد ايصالك وتمشي البيت،،، بناءا علي هذه السابقة سيصبح الزنا ممارسة قانونية بمقابل مادي في شكل غرامة (عقوبة الغرامة) وهذه الغرامات ستصبح جزءا لا يتجزأ من ايرادات الخزينة العامة.. والموضوع ده يشمل حد السرقة كذلك..
    ارجو ان اكون قد استطعت ان اوضح جزء ولو قليل مما اردت توضيحه،
    نجي لهذا القول:
    Quote: اول مرة اعرف ان الفكرة الجمهورية تقول بعدم وجود النسخ فى القرآن الكريم !!!!!
    علما بأن مفهوم النسخ هو من الركائز الأساسية التى تقوم عليها الفكرة الجمهورية ...
    ؟؟؟

    Quote: فالفكرة الجمهورية تقول ان الاسلام رسالتان، واحدة فصلت حكمت في القرن السابع والثنية نسخت (بمعني ارجئت) للقرون من القرن العشرين وانت ماشي لي قدام..




    ؟؟؟
    وفى سبيل ذلك.... ألا تقول الفكرة الجمهورية بأن بعض آيات القرآن المكى تم نسخها بالقرآن المدنى ... وتستدل مثلاً بآية السيف للتدليل على ذلك !!
    آية السيف لوحدها نسخت كم آية حسب ماتقول به الفكرة الجمهورية ؟

    الموضوع بسيط جدا، الفكرة الجمهورية لا تتعامل مع نسخ اية باية، الافقط في ايراد امثلة للتدليل، انما تعاملت مع النسخ في صورته الكاملة، اي نسخ رسالة لرسالة اخري، وفي هذا الصدد قالت بكل وضوح ان هناك رسالتان في الاسلام، رسالة موجه للناس كافة، واخري موجه للمؤمنين فقط، وعرفت ما هو موجه للناس كافة، بالدستور، وما هو موجه للمؤمنين بالقانون ، ومن ثم وضعت تعريف مميز للنسخ اجمالا وهو الارجاء، يعني زي ما تقول كده، حالة طواري، وليس القاء تام، ففي الحالات الطارئة تقيد النصوص الدستورية، وتفرض حالة الطواريء، او ما يسمي بالاحكام العرفية، وده الحصل في القرن السابع، قيدت النصوص المكية (الدستورية) بمواد طواري، واحكام عرفية.. ده هو معني النسخ...
    مع وافر شكري

    [/b
                  

05-13-2013, 11:11 PM

امير بوب
<aامير بوب
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 1552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حوار حول أفكار الدكتور محمد شحرور (Re: جمال المنصوري)

    رؤية الدكتور شحرور لموضوع التعددية الزوجية
    ويذهب الدكتور الى ان التعدد الوارد فى التنزيل الحكيم محدد ومحصور فى حالة واحدة ... وهى الزواج من الأرملة ذات الاولاد
    ويستند الدكتور شحرور فى طرحه على كافة الأدلة العقلية والنقلية ليقدّم رؤية جديدة أكثر تماسكاً وعقلانية لهذا الموضوع الحيوى.
    فهاهو يقول :
    إن موضوع التعددية الزوجية يعتبر من أهم المواضيع ذات النقد والسؤال المباشر بين المسلمين المؤمنين، وبين بقية ثقافات وحضارات الأرض. فما هي مشكلة التعددية الزوجية؟ وكيف طرحها التنزيل الحكيم؟ وكيف مورست خلال القرون التاريخية الماضية؟
    الحقيقة التاريخية هي أن التعددية الزوجية كانت شائعة، وهي الأساس في العلاقات الجنسية والاجتماعية، ابتداء من الشعوب البدائية، حيث أنها ظاهرة انتقلت من الحالة البهيمية إلى الإنسان. وقد بدأت الأنسنة الجنسية بظهور محارم النكاح، حيث عند البهائم لايوجد محارم نكاح، فقد بدأت محارم النكاح بالأم ثم مع مرور الزمن أضيفت البنت ثم الأخت، حتى بلغت (14) محرمة في التنزيل الحكيم. وكلما كبر عدد محارم النكاح زاد الإنسان بعداً عن المملكة الحيوانية.

    وقد بدأ المجتمع الإنساني أول ما بدأ بحرمة نكاح الأم، فكان هناك مجتمع الأمومة، أي أن الأولاد يعرفون أمهاتهم ولا ينكحوهن بعد النضج الجنسي، أي أن الأم هي المعروفة في العائلة، وهي رأس هذه العائلة بغض النظر عن عدد الرجال الذين ينكحونها. وقد بقيت آثار هذه الظاهرة التي تجذرت من مجتمع الأمومة في المجتمع العربي إبان البعثة النبوية بظاهرة نكاح السفاح، حيث تعاشر المرأة أكثر من رجل وتحمل وتضع وليدها، وهي تحدد الأب. هذه بقايا قديمة جداً لمجتمع غارق في القدم. وألغيت تماماً بالبعثة النبوية.

    وبعد زيادة عدد محارم النكاح، وظهور مفهوم الزنا، انقلبت الآية وأصبح الأولاد ينسبون إلى أبيهم لتبيان إلغاء كامل لمجتمع الأمومة. فالبهائم تنسب إلى أمهاتها، والإنسان ينسب إلى أبيه. وفاقد الأم من البهائم هو اليتيم، وفاقد الأب في الإنسان هو اليتيم. هذه الظاهرة هي ارتقاء إنساني، وبُعد عن المملكة الحيوانية، حتى أنه في ثقافات أخرى تنسب الزوجة إلى زوجها والأولاد إلى أبيهم. أما في ثقافتنا فالأولاد ينسبون إلى أبيهم، والزوجة لاتنسب إلى زوجها، وهذه من تأثيرات مجتمع الأمومة.

    ومن الانتقال إلى مجتمع الأبوة الذكوري ، ظهرت التعددية الزوجية عند الذكور، وأصبحت الأسرة ذكورية، وهذه الظاهرة عامة خلال التطور التاريخي الإنساني بعد مرحلة مجتمع الأمومة. وتشاهد هذه الظاهرة بشكل جلي في المجتمع العربي عند البعثة النبوية وقبلها وبعدها. فعدد زوجات العشرة المبشرين بالجنة خلال حياتهم هو تسعون زوجة أي بمعدل تسع زوجات للواحد، هذا عدا ملك اليمين والذي هو مفتوح العدد، ولم نعرف إلا إنساناً واحداً لم يتزوج إلا امرأة واحدة وهو أبو عبد الله عامر بن الجراح.

    وقد أكد التنزيل الحكيم أن عدد الزوجات المفتوح هو سنة تاريخية قديمة في قوله تعالى ( ما جعل الله للنبي من حرج فيما فرض له سنة الله في الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدراً مقدورا) الأحزاب. أي سنة الله في الذين خلوا من قبل كان العدد مفتوحاً، وقد عومل النبي على هذا الأساس، وفي هذا هو ليس أسوة لنا، لأن هذه من مقام النبوة ( ماجعل الله للنبي ) أما الأسوة فهي من مقام الرسالة ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) . وكانت التعددية الزوجية أمراً طبيعياً جداً ومقبولة اجتماعياً في عهد الصحابة، أما حين اكتفي بأربعة فيعتبر هذا تقدماً تاريخياً ، ولا ننسى أن عدد ملك اليمين (الجواري) كان مفتوحاً بالإضافة إلى الزوجات .

    أي أن الإنسانية مع تطورها التاريخي، تتجه من التعددية الزوجية إلى الواحدية الزوجية، ومن هنا نفهم أن الآية (3) من سورة النساء، وهي آية التعددية الزوجية لم تطبق حتى يومنا هذا لأنه لم يأتِ الوقت لتطبيقها. وتطبق هذه الآية عندما تصبح التعددية الزوجية مرفوضة اجتماعياً ويصبح إلغاؤها مطلباً اجتماعياً .

    هذه الحالة هي وفاة الزوج وتصبح المرأة أرملة. إذا طبقنا هذه الحالة على الرجل، وقلنا أن الرجل ماتت عنه زوجته، فيمكن أن يتزوج وهذه ليست تعددية. إن الأرملة إذا أرادت أن تتزوج رجلاً متزوجاً فهنا تصبح التعددية، وهذه الحالة تنطبق عليها ، لا على الرجل. وقد يكون لهذه المرأة أولاد قاصرون، في هذه الحالة يسمون يتامى. وهنا نأتي وندخل لنشرخ التعددية الزوجية كما وردت في التنزيل الحكيم .

    فمشكلة تعدد الزوجات – أو إن شئت قل إلغاء التعددية الزوجية هي من المواضيع البارزة الهامة التي أولاها الله تعالى عناية خاصة، فوضعها في أول سورة النساء من كتابه الكريم. وجاء ذكر التعددية الزوجية في الآية الثالثة من السورة، وهو الموضع الوحيد في التنزيل الذي ورد فيه ذكر المسألة. لكن المفسرين والفقهاء، كعادتهم في أغلب الأحيان، أغفلوا السياق العام الذي وردت فيه، وأغفلوا ربط مسألة تعدد الزوجات بالأرامل ذوات الأيتام.

    لقد استهل تعالى سورة النساء بدعوة الناس إلى تقوى ربهم التي ختم بها سورة آل عمران السابقة، وبدعوتهم إلى صلة الأرحام التي انطلق فيها من رؤية واسعة إنسانية، وليس من رؤية أسرية أو قبلية ضيقة، إشارة إلى أن أصل خلق الناس كان من نفس واحدة ، فيقول:

    - (يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) النساء 1.

    ثم ينتقل سبحانه إلى الحديث عن اليتامى، ليأمر الناس بإيتائهم أموالهم وعدم أكلها، فيقول:

    - (وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا) النساء 2.

    ثم يتابع الحديث عن اليتامى، آمراً الناس بنكاح ما طاب لهم من النساء مثنى وثلاث ورباع، في حالة واحدة حصراً هي الخوف من ألا يقسطوا في اليتامى فيقول:

    - (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا) النساء 3.

    ثم يمضي سبحانه في الآية الرابعة إلى الحديث عن صَدُقات النساء ومهورهن، وفي الآية الخامسة إلى نهي الناس عن إيتاء السفهاء أموالهم، ليعود مرة أخرى إلى اليتامى، فيقول:

    - (وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا) النساء 6.

    ولابد للمتأمل المنصف الذي يريد أن يبحث مسألة التعددية الزوجية في التنزيل الحكيم من أن ينظر في هذه الآيات، وأن يقف مدققاً أمام العلاقة السببية التي أوضحها سبحانه بين موضوع تعدد الزوجات واليتامى ذكوراً وإناثاً، ضمن هذا الإطار من السياق والسباق.

    اليتيم في اللسان العربي وفي التنزيل هو القاصر (ذكراً أو أنثى) دون سن البلوغ الذي فقد أباه، ومازالت أمه حية، فأما أن اليتيم هو القاصر، فقد ورد في قوله تعالى (وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ) النساء6.

    وأما أن اليتيم هو فاقد الأب فقد جاء صريحاً في قوله تعالى: (وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحاً) الكهف 82. وجاء تلميحاً في قوله تعالى (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن) وفي قوله (وآتوا اليتامى أموالهم) لأن الأب في حال وجوده هو ولي أمر ابنه اللطيم حكماً، فلا يبقى هناك مبرر يدعو الله لأن يأمر الناس بالإقساط إليه. كل هذا يؤكد أن مدار الآيات يدور حول اليتامى فاقدي الأب. وما زالت أمهم حية أرملة. فإن قال قائل فما بال فاقد الأبوين أو اللطيم فاقد أمه؟ قلنا بموت الأب والأم تسقط التعددية، وبموت الأم وبقاء الأب تسقط التعددية أيضاً، حتى لو تزوج زوجة أخرى ، ولا تدخل الزوجة الثانية في معنى التعددية الذي أشارت إليه الآية.

    نحن هنا أمام أيتام فقدوا آباءهم، يريدنا تعالى ويأمرنا أن نبرَّهم ونقسط فيهم ونرعاهم وننمي لهم أموالهم وندفعها إليهم بعد أن يبلغوا أشدهم. فكيف يتحقق ذلك؟ وهل نأخذ الأيتام القاصرين من أمهاتهم إلى بيوتنا، ونربيهم بعيداً عنها؟ هل نتردد عليهم في بيوتهم ونؤمن لهم حاجياتهم؟ يبدو الأمر وكأنه ممكن. ولكن يبقى احتمال ألا نتمكن من تنفيذ أمر الله كاملاً.

    في هذه الحال، حالة الخوف من عدم النجاح بالإقساط إلى اليتامى على الوجه المطلوب (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى)، جاءت الآية بالحل أي بالزواج من أمهاتهم الأرامل (فانكحوا ما طاب لكم من النساء) والخطاب هنا موجه إلى المتزوجين من واحدة وعندهم أولاد، إذ لا محل في التعددية لعازب يتزوج أرملة واحدة عندها أولاد أيتام، بدلالة أن الآية بدأت بالاثنتين وانتهت بالأربع (مثنى وثلاث ورباع).

    إن الله تعالى لا يسمح فقط بالتعددية سماحاً، بل يأمر بها في الآية أمراً، لكنه يشترط لذلك شرطين: الأول أن تكون الزوجة الثانية والثالثة والرابعة أرملة ذات أولاد، والثاني أن يتحقق الخوف من عدم الإقساط إلى اليتامى، وطبيعي أن يلغى الأمر بالتعددية في حال عدم تحقق الشرطين.

    أما من أين جاءت هذه الشرطية التي نذهب إليها ونقول بها، فإنها من البنية القواعدية التي صاغ تعالى قوله فيها (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع).

    ونقف خاشعين أمام قوله تعالى (ما طاب لكم). فحتى في حالة الأرملة ذات الأولاد التي فقدت قائد ومعيل أسرتها، وأصبحت مضطرة إلى القبول بأي خاطب يتقدم إليها، نراه تعالى يشير إلى طيب النفس والخاطر عندها، تكريماً لها ولمشاعرها، وتقديراً لمسألة الزواج من حيث المبدأ، وكان له، في ظل الظروف الاضطرارية هذه، أن يقول (فانكحوا ما شئتم من النساء) لكنه قال (ما طاب لكم) فتبارك الله أحكم الحاكمين.

    لكن هذا التوجه الإنساني في الآية، قد يبعث الحماسة في قلوب بعضهم فيبالغ في التماس مرضاته تعالى، وهو لايملك ما يقيم به أود أولاده وأسرته الأولى، إضافة إلى الوافدين الجدد من زوجة ثانية وأيتامها، فيقع في العول. ويصبح موزع النفس بين أولاده وبين واجبه تجاه اليتامى الوافدين، مما قد يوقعه في عدم العدل بينهم. وجاء الحل بقوله تعالى (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا). وهنا جاء الأمر الإلهي بعدم التعددية والاكتفاء بالزوجة الأولى في حالة الخوف من العول والوقوع فيما أشرنا إليه من عدم العدل.

    لقد ذهب البعض إلى أن قوله تعالى (فإن خفتم ألا تعدلوا) يعني عدم العدل بين الزوجات في العلاقات الزوجية، وهذا ليس عندنا بشيء، لأن السياق يحكي عن التعددية بمفهومها الاجتماعي الإنساني وليس بمفهومها الجنسي، ويدور حول اليتامى والبر بهم والقسط فيهم، ولأنه تعالى انطلق في أمره بالاكتفاء بواحدة من حيثية واضحة تماماً هي قوله (ذلك أدنى ألا تعولوا) أي أن الاكتفاء بالزوجة الأولى أقرب إلى أن يجنبكم الوقوع في عجز العول والإعالة.

    إن الأمر بالتعددية ضمن الشروط المنصوص عليها، يحل مشكلة فادحة تجلبها الحروب على التجمعات المتحاربة، من جوانب عدة:

    - وجود رجل إلى جانب الأرملة يحصنها ويحميها من الوقوع في الفاحشة.

    - توفير مأوى آمن للأولاد اليتامى ينشؤون فيه.

    - ضَمِنَ بقاء الأم الأرملة على رأس أولادها اليتامى تحفهم وترعاهم. وفي ذلك صيانة وحماية للأولاد من التشرد والانحراف. فمؤسسات رعاية الأيتام قد يوفر بعضها المأوى لهؤلاء الأيتام، لكن ذلك يتم بعيداً عن أمهاتهم.

    إلا أن هذا لايلغي ضرورة وجود مياتم ومؤسسات في المجتمع تعنى باليتامى فاقدي الأب والأم (أو اللقطاء) وهنا يأتي دور التبني.

    إن من الخطورة على المجتمع من خلال العلاقات الأسرية أن نعزل مسألة التعددية اليوم عن المحور الأساسي الذي ارتكز عليه الأمر الإلهي بالتعددية، وهو محور اليتامى، ونجعل منها مسألة ترسخ الذكورية، وتطلق يد الرجل بالزواج متى شاء مثنى وثلاث ورباع، في مجتمع غير محارب يتوازن فيه تقريباً عدد الذكور بالإناث. ومن الخطورة الأكبر أن نبتدع، كما يفعل بعض فقهاء اليوم، مبررات للرجل تسوغ له الزواج بأربع تحت عناوين ركيكة حيناً، مضحكة حيناً آخر، ظالمة في كل الأحيان.
    قالوا إن عدم الإنجاب يبرر للرجل الزواج من ثانية وثالثة، وكأن العقم والعقر من آفات المرأة التي لاتصيب الرجال. وقالوا إن الشبق الجنسي عند الرجل يبرر له التعددية، وغفلوا عن أن الرجل والمرأة في هذه المسألة سواء، لا بل ذهب البعض إلى أن المرأة أوفر حظاً فيه من الرجل.

    وقالوا إن عجز المرأة عن القيام بدورها كزوجة بسبب المرض الطويل أو العارض الدائم يبرر للرجل الزواج ثانية وثالثة، ونتساءل نحن : أرأيت لو كان الرجل هو العاجز المريض؟ هل يجوز للمرأة أن تتزوج عليه؟ وقالوا .. وقالوا.. وهل هذه المبررات كانت السبب في التعددية كانت في صدر الإسلام الأساس؟ وهل نزوج الصحابة هذا العدد من النساء لهذه الأسباب؟ لكننا لم نجد ظلاً لما قالوه في التنزيل الحكيم.

    لقد أمر تعالى بالبر باليتامى، وضمن هذا الإطار أمر بالتعددية مشترطاً عدم جوازها إلا في حالة الخوف من أن يلحق ظلم بهؤلاء اليتامى. ثم عاد مرة أخرى إلى التنبيه على الاحتراس من الوقوع في العجز والعول، وأمر بالاكتفاء بواحدة في هذه الحالة، وتسهيلاً منه تعالى لمسألة الزواج بأمهات اليتامى، فقد أعفى سبحانه الرجل من المهر والصداق حتى يتزوجهن، قاصداً وجه الله فيهن وفي أيتامهن، وذلك بقوله: (وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الْوِلْدَانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا) النساء 127.

    كما حجب الإرث عن الزوجة الثانية والثالثة والرابعة لكن هذه الآية بدورها لم تنج من سطحية الفهم، ولم يتم ربطها بالآية 3و4 من السورة رغم الإشارة الواضحة فيها بقوله تعالى (وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ)، فقد ذهب البعض إلى أن قوله (يَتَامَى النِّسَاءِ) في الآية 127 يعني النساء اليتيمات، وهذا ليس عندنا بشيء. فالعلاقة اللغوية بين اليتامى والنساء في قوله (يَتَامَى النِّسَاءِ) علاقة مضاف ومضاف إليه، أما العلاقة بينهما في قول البعض (النساء اليتيمات) فعلاقة صفة وموصوف، وهذا غير ذاك. والنساء جمع امرأة، والمرأة هي الأنثى التي بلغت سن النكاح، واليتم يسقط حكماً مع بلوغ سن النكاح بدلالة قوله تعالى (وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح..) النساء 6.

    وعليه فليس ثمة نساء يتيمات وإلا للزم وجود رجال أيتام أيضاً، وهذا ممنوع عقلاً. الأهم من ذلك كله أن الآية تعفي كما قلنا من المهر والصداق والإرث، وقد ذهب بعض المفسرين كالسيوطي إلى أن قوله تعالى (قُلْ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ..) أي يفتيكم في شأن ما ورد لهن في التنزيل من الميراث، وما ورد لليتامى من الميراث والمهر. فكيف يأمر تعالى ببر اليتامى والقسط فيهم، ثم يجيز عدم إعطاء (النساء اليتيمات) مهراً حين نرغب بنكاحهن؟ وهل هذا يعتبر من البر والقسط في شيء؟ ألا يكفي اليتيمات مرارة اليتم حتى يزيد عليهن سبحانه مرارة الحرمان من المهر؟ تعالى الله عما يصفون.

    إننا نرى في التعددية الزوجية، كأمر إلهي مشروط كما سبق أن فصلنا، حلاً لمشكلة اجتماعية إنسانية قد تقع وقد لا تقع، بدلالة قوله تعالى (وإن خفتم). ونرى أن علينا الأخذ بهذا الحل والأمر في حال وقوع المشكلة وأن نتركه حين لاتقع. فالمشكلة لها علاقة بالسياق التاريخي لتطور المجتمعات ولها علاقة بأعراف المجتمع. فقد كانت التعددية منتشرة بين الشعوب كظاهرة مقبولة اجتماعياً دون حدود أو شروط. ثم جاء التنزيل الحكيم ليحددها بأربع، وليضع لها شروطاً بيَّنها في الآية، وليجعل منها حلاً يلجأ إليه المجتمع لا علاقة له بالحلال والحرام، وكأنه ترك للمجتمع أن يقرر متى يأخذ بهذا الحل ومتى يتركه.

    وهذا كما نرى يشبه قوله تعالى (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنْ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا) النساء 101. فالله سبحانه يرخص للضاربين في الأرض، أي المسافرين، بقصر الصلاة من أربع إلى اثنتين في حالة شرطية واحدة هي الخوف من فتنة الكافرين وأذاهم، أما إذا لم يتحقق الشرط فلا قصر. ومع ذلك فهناك من يقصر الصلاة في السفر وهذا صحيح. وهناك من لايقصرها وهذا أيضاً صحيح. لأن الحكم بتحقق الشرط أو عدم تحققه متروك للمسافر نفسه.

    من هنا فنحن نذهب إلى أن المجتمع هو الذي يقرر العمل بالتعددية أو عدم العمل بها، ناظراً في قراره إلى تحقق شروط التعددية الواردة في الآية أو عدم تحققها. لكن عليه في الحالين أن يعتمد الإحصائيات وآراء الناس فيستفتيهم في إقرار التعددية أو في إلغائها. فإذا تقرر الإقرار في بلد مثل سوريا مثلاً، فالقرار صحيح، وإذا تقرر الإلغاء في بلد مثل السعودية مثلاً فالإلغاء صحيح. وفي كلا الحالتين لايحمل القرار الطابع الأبدي .

    المشكلة في الفقه الإسلامي الموروث أنه في المسائل التي لا تتعلق بالحرام والحلال، لم يعر رأي الناس أي اهتمام، وموضوع الإحصاء والاستفتاء بعيد، إن لم نقل غائب عن أذهان الفقهاء، لانطلاقهم من مسلمة أساسية عندهم، هي حاكمية الله، وأنهم بأحكامهم وفقههم يمثلون هذه الحاكمية في الأرض، مما لا دور معه لا للناس ولا لآرائهم. وكما قلنا فالحرام عيني شمولي وأبدي، والفواحش من المحرمات. والحلال مطلق لكن لايمكن ممارسته إلا بشكل مقيد . لذا فالحلال فيه الأمر والنهي وفيه رأي الناس والاستفتاء والإحصاء والبرلمانات.

    نقطة أخيرة نختم بها قولنا في التعددية ، هي أننا إذا افترضنا أن بلداً ما قرر إلغاء التعددية مع وجود مؤسسات رعاية لليتامى، ثم قام أحد أفراده بمخالفة هذا القرار، فالقانون يلاحقه بالتغريم لمخالفته نصاً قانونياً وقراراً اجتماعياً، لكنه لايعتبره زانياً أو مرتكب فاحشة أبداً ، لأن المسألة كما قلنا لاتتعلق بالحلال والحرام. وهكذا فلا يحق لأحد أن يقول أنه في حال منع التعددية الزوجية في بلد ما أننا نحرم ما أحل الله مالم نقصد أن الزواج الثاني عبارة عن زنا وفاحشة، والله حرم الفواحش وهذا الالتباس يمكن أن ينتج من جراء عدم التفريق بين الحرام والممنوع، فلا يمكن للحرام أن يُحَلَّل ، ولكن يمكن للحلال أن يُمنَع ومنعه لايحمل الطابع الأبدي الشمولي.

    وإذا حمل الطابع الشمولي والأبدي فهذا هو الحرام وهو من اختصاص الله سبحانه وتعالى حصراً ، حتى الرسل والأنبياء لايحق لهم التحريم ، ولكن يحق لهم الأمر والنهي في حقل الحلال. فإذا قدم أحدهم فتوى بتحريم التدخين، فهذا يعني أن التدخين ممنوع شمولياً في كل مكان وإلى أن تقوم الساعة، كقتل النفس. وهذا المفتي قرر بأن الإنسان الذي سيلد بعد عشرة آلاف سنة عليه أن لا يدخن. وفي هذا نصَّب نفسه – علم أم لم يعلم – عوضاً عن الله . والذي يقترح منع التدخين عليه أن يقدم البينات العلمية بضرر التدخين أولاً، ثم يقترح على المجالس المنتخبة من قبل الناس بسن تشريع يمنع التدخين في الأماكن العامة – مثلاً – ثانياً.

    وهكذا أيضاً يظهر لنا مفهوم السنة النبوية أنها اجتهاد في الحلال ( أمر ونهي) ولاتحمل الطابع الأبدي. وإن المجتمعات العملية ومجالس التشريع هي المفهوم المعاصر للسنة النبوية وليس مجالس الإفتاء والمفتين. أما فيما يتعلق بشعائر الإيمان مثل الصلاة والصوم فهي سنن رسولية وليست نبوية.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de