|
|
 إنصـــــراف @@@
|
خلف الظـــلال
إنصراف ..إنمــا دون استئذان
ام
تراهُ اعتزال
محمد الأمين على المبروك
:
الزمان : مارس 2011
المكان : " البلادُ التي طالما غنيتُ لهودجــها البدوي
مبصراً وضريراَ ... "
(1)
العمل العام و السياسة ليس قدر مقدوراَ ، ولّا تأبيدة ابديّــة ،
السياسة فعل اختيار وتطوع من اجل أهداف عليّا لا يتم انجازها وتحقيقها إلا جماعياَ ..
اهداف عليّا تفيد الجموع وضدها الطموحات الشخصية تفيد الأفــراد على حساب الأوطــان !
:
وإن كنت اختبرتها لسنوات وتمعنت نتائج الإختبارات فإلتزم النتيجة ..
خاصة اذا كانت سالبة ودائرة عبثيّة فارغة المحتوى ، عاليّة الضجيج .
فواحدة من جمائل محاسنها انه يمكنك تركها متى شئت .
ولك الخيار إن تواصل مع القطيع في رحلته الحتمية نحو الهاويّة ..
والبعض يرى ان يقدم بعض النصح من ضحى الغدِ ،
قبل ان يغادر غُزية تمشياً مع رأي دريد بن الصُمــة : "نصحتهم نصحي بمنعرج اللــوى .. "
وهناك من ينسحب بهدؤ ...
وهناك من يقدم رجلاً ويؤخــرها ،
وثمَة من يختفي ليظهر أوان الغنائم ،
والناس حتى في خروجهم .. مذاهب وفنون .
والحال كذلك ...
إن كان رأسك قد شابَ من عجائبها ومحنهــا وخلو قباب فكيَانها
فلا تكترث ان قابلك في باب الخروج عجائبا وغرائبا و ..عِبَّــر
ومن نوادرها ان يصدم منعطفك المفاجئ اخرين
سواء كانوا اصدقاء او اعداء في معايير الموقف السياسي الذي كنته ،
او حتى الموقف الجهوي الذي كنته .. ليس من باب حرصهم عليك
بل خوفا على الزيل ..
ترا يقررون وفق اهوائهم
ويحكمون وفق مايتوهمون ..
وكأنما قول سند " في البدء قال الواهمون ياللسعادة .. "
لم يطرق آذانهم من قبل .
ولا تستعجب ان تجد نفسك حداً في طرفي معادلة تجمع الأصدقاء او الأعداء
طرفي النقيض ..
خاصة أصحاب المشاريع والطموحات ..
حيث يٌفترض انك ،وقد خلعتَ عقلك ،
فأنت هكذا ،سداح مداح ، ستتم مصادرتَك كأحد الغافلين ،
ممن يصيروا "وقــفــا" اوترساً في عجلة هاتيك المشاريع الرواكيب...
مشاريع تتلخص في عبارة : أحلام أصحابها الخاصة لا العامة !
وهؤلاء من النوع الذي يحسن الظن في ذكائه ودهائه ..
ويسئ تقدير ذكاء غيره ..
وهذا غباء مفتول لأنه تذاكي تنقصه الحكمة وســؤ تقدير للعقول المقابلة ..
فالدهاء والذكاء لا سقف لهما وهي بحار وتفانين !
(2)
السياسة فعلٌ حازق ..
كانت لعبة الأذكياء في زمن مضى
ولا زالت في العالم من حولنا هي كذلك !
اما عندنا فإذا دخلتها فأول ما تفعله ان "تخلع عقلك خارج الباب ، فإنك بالنادي المطبَّل طوى"
وهي عندنا سباق يتوجب عليك عرقلة من بجانبك كي تصل للميس ..
وهذا غباء أخر لأنك وإن نجحت في عرقلته ،
فلن تصل للميس فهناك اخرون سيعرقلونك وهم ايضا لن يصلو ..
وهكذا .
وبالمقابل فالسياسي الذي ينتهز فرصة إفساح المجال له ليتصدر ويصادر من حوله هو سياسي هاوي
لأنه ، وبحكم التاريخ ، ستدور الدائرة عليه طال الزمان او قصُر .. !
(3)
اوالحال كذلك سيتخلق المجال السياسي العقيم الذي يعجز ان يوفر للجميع مساحة ليجدوا انفسهم ويسعون لهدفهم الجماعي
وهو درب ندامة و ليس جديرا بأن يكون شيئا !
والقائد الذي يعجزعن توظيف ما هو متوفر من عناصر قوة ، قائد فاشل في علمي السياسة والإدارة ،
الواجب ان يترك القيادة ويذهب لشئ يعرفه ، فيفسح المجال لمن يعرف طواعية ،
وإلا سيجبر من حوله على حكم ضرورة إزاحته .
ومن هنا يبدأ العك الذي تشهده الساحة الأن من عروض و إسكيتشــات العبث
وتراجيديا العراك داخل المجال التنظيمي الذي اصبح اشبه بجٌحر ضب ..
داخل هذه الجحور يَنهِك الكادر الحزبي نفسه وزملائه
ويهدر طاقته وهو يحفر ويترس لبعضٌه ليل نهار ..
(راجع حِلَة ابوالحصين) ،
والمحصلة النهائية ،بالمنطق والواقع ، خروج الكيان عن دائرة الفعل الحقيقي ،
ونزوله للدرجة الدنيا .. مجردا من قوة مبادرة .. محض ردود افعال لا تغني عن الحال شيئا !
وسيتبع هذا مزيد من التراجع
حتى ينحدر للمساطب الشعبية ...
مشجعا لهذا وناغما على ذاك!
(4)
وفي بلادنا .... آوهي بلادنا حقاً ؟
في بلادنا السياسة،للأسف، بعيدة عن سياسة ونفع الناس وبناء مستقبلهم وحفظ كرامتهم بين الأمم .
لا ...
بل هي من وسائل كسب العيش
ومن المهن التي تعطي الإنسان فرصة ليعود الى اخلاق الغابة كأذئب ما يكون ..
وكأرخص مايكون ..
عالة لا إضافة ..
لبلدٍ ينؤ بفقره ويستنجد بنوه ليسندوه لا ليتكــؤ عليه !
و عوضا عن توحيد الناس ليعيشو في بلد يحترمهم وقناعاتهم ، بقدرة ،الواهب الخلاق ، تحول العمل العام لمجال خصب للتجارة بكل شئ .
ثم ما تبقى يستغل في تفريغ شحنات الأحقـاد والكراهية التي شحنوهم بها .
وفق تهيؤات النخب المختلطة بأوهام البيوت والعشائر والقبائل والطوائف
وكل يدعي !
و"كل يدعى نسبا بليلى " ...
ولو إنتسبنا – وهو نسبٌ في العالمين عريق – لما فعلنا جديدا سوى
الإنضمام لقافلة الحمقى الراحلين للهاوية بحسب تعبير مارتن لوثر كينج .
وذلك خيار الخســران المبين !
:
(5)
وأخيراً
- لا يتعلق الأمر بإضافة جديدة لأدبيات التهميش ..
فالمواقع ، إن كانت تعني شيئاً ، ما قصرنا فيها ، سواء كانت عضوية لجنة التنفيذية للحزب او مكتبه السياسي ومما لا حصر له في كل المواقع التي سبقت خلال سنوات طويلة داخل الحزب ،
واقول الحزب هكذا لأني على يقين ان هذا ينطبق على جميع احزاب البلد .
هذا على سبيل المثال والتوضيح ، تؤكد ان موقفي يتحسب لما هو اهم من المواقع ،
إذ كان يهمنا درب وعِر في سبيل
فكر راشد
والتزام حقيقي
و
فعل ناجز ،
وليس هرج وفهلوة ... زبدٌ وفراغ مهلك. مما لا يلزمنا لأننا نعرف انها ، في نهاية المطاف ،
محسوبات علينا .
- و لا شكوى لأحد
فالكل اضحى (عبدالمعين ) يحتاج لمن يعينه ، ولكني على رأي الأســتاذ
" لا تشكُو إلى خلقِ فتُفرحٌه ،
شكوى الجريح للغُربانِ والرخــمِ "
.........
|
|
 
|
|
|
|
محمد امين مبروك
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست