|
|
 مؤشرات الانهيار تتراكم
|
مؤشرات الانهيار تتراكم وتتجلى فى طلب الغنائم وأعذار عبد الرحيم !!
April 13, 2013
(حريات)
ليست مؤشرات الانهيار الاقتصادى والاجتماعى والأخلاقى ، وحسب ، وانما تتراكم كذلك مؤشرات انهيار عسكرى سياسى .
فأمس الاول أصدر عمر البشير قرارا بعزل والى جنوب دارفور ، وهو الوالى الثالث المعزول خلال عشرة أيام بعد والييى النيل الأزرق ووسط دارفور ، فى دلالة على تدهور الأوضاع الأمنية و العسكرية للسلطة فى ولايات السودان الطرفية ، وعلى رأسها ولايات دارفور ، حيث تدق حركات المقاومة المسلحة أبواب المدن الرئيسية ، فيما تجتاح ميليشيا الجنجويد بل وقوات الاحتياطى المركزى نفسها المدن تنهب وتسلب وتفرض الأتاوات .
وتعذر وزير الدفاع عبدالرحيم عن بؤس أدائه العسكرى والسياسى والإدارى بان القوات الحكومية مشغولة بتأمين القوافل التجارية بديلا عن الشرطة ! ولم يسأل نفسه لم احتاجت القوافل لتأمين لو كان أداؤه كما يفترض ! كما تعذر بضعف مرتبات الضباط والجنود ، وهو يقول نصف الحقيقة ، لأن سوء أوضاع الأفراد مما لا يمكن اخفاؤه ، ولكن النصف الآخر من الحقيقة ان الميزانية الحكومية تخصص ما لا يقل عن 70% من مصروفاتها على الأجهزة الأمنية – الجيش ، الشرطة ، الأمن – ولكن قادة هذه الاجهزة يبددون الموارد فى الانشاءات التفاخرية التى تبرر النهب وفى السلاح الفاسد ورشاوى كبار الضباط ، وكمثال فان تكلفة ابراج القيادة العامة تزيد عن جملة ميزانية الصحة والتعليم والمياه فى السنة ! وبينما يهرب افراد الشرطة الى سراب التنقيب عن الذهب تبلغ نثرية مكتب وزير الداخلية ال 400 مليون شهريا !
و ظلت طفيلية الانقاذ ، بنهمها الشره كما غنم الفراشة ، تحلب شطر موارد البلاد بينما يمسك لها الجنود القرون ، ولا تهتم حتى باستدامة شروط الحلب ، والآن بعد سنوات ممتدة من النهب المتوحش تكتشف قطاعات تتسع – من بينها دوائر وسط الإسلاميين – ان هذه القسمة الضيزى مما لا يمكن الدفاع عنه .
ويزور عمر البشير الجنوب مهرولا بعد ان وصلت الحرائق الى داخل المخدع – الى تنظيم الاسلاميين داخل الجيش ، ويكذب متراجعا عن خطابه العنصرى البغيض السابق قائلا انه لم يصف الجنوبيين بالحشرات وانه كان يقصد الحركة الشعبية وحدها ، ورغم ان عضوية وقادة الحركة أنفسهم من الجنوبيين ولكن الاهم ان عمر البشير لم يجد عذرا مناسبا لمقولته الاخرى فى نفس ذلك الخطاب ، مقولة ان الجنوبيين لا تنفع معهم الا العصا ! فى اشارة لبيت الشعر العنصرى المعروف عن العبيد ! و هو الآن يبحث لدى الجنوبيين عما يبقى عصا سلطته التى أكل عليها سوس الإنهيار وعفن الفساد .
وجوبا ، وعواصم قليلة أخرى لا تزال مفتوحة لزيارات عمر البشير , كما تؤكد أحداث الاسبوع السابق ، حيث نأت كينيا وتشاد عن استقباله ، والعواصم المفتوحة فى غالبها كما قال أحد المحللين هى عنابر (دايات) لاعادة ولادة الانقاذ من غير عمر البشير- السيناريو الأمريكى الاقليمى للحفاظ على الانقاذ بانقاذها من نفسها – بتطهيرها من بعض اوزارها وبعض رعونتها وغبائها لقبولها فى المجتمع الدولى وبما يمكن من حل بعض ازماتها السياسية والاقتصادية ، ورغم ان هذا أقل مما يريده شعب السودان فهو اكثر مما يستطيع عمر البشير دفعه ،و ترى الانقاذ فى مخرجها مصيدة وفى محاولة انقاذها مؤامرة ! وهكذا يتصرف الآفلون.
ولكن جوبا ومهما أجزلت العطاء فليست بديلاً عن الحل فى الداخل ، وذلك ما اكدته دانات المدفعية الثقيلة على كادوقلى فى ذات الوقت الذى كان عمر البشير يردد اكاذيبه ونكاته المسيخة فى جوبا ! فهل من لبيب بالاشارة يفهم !
ويتجلى عنوان الانهيار أكثر ما يتجلى فى تصريحات أمين عام الحركة الاسلاموية الزبير ، والذى دعا الى اعطاء جزء من (الغنائم) للقوات المسلحة تحفيزاً لها على الحرب !! الغنائم فى القرن الواحد والعشرين ! قرن حقوق الانسان والشرعة الدولية الانسانية ! الشرعة التى تجرم الاعتداء على الممتلكات والمؤسسات المدنية وتعتبر ذلك جريمة من جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية ! والغنائم فى حرب داخلية لقوات نظامية !! اثم أى غنائم تبقت لأهل الهامش حتى تحفز قتالهم ! واذا جوز الزبير الغنائم لجيشه الاسلاموى فلابد ان يجوز كذلك سبى النساء واسترقاقهن !! وكذلك فى القرن الحادى والعشرين !
واللافتة الاسلامية للحرب على الشعب غير قادرة الان الا على اثارة السخرية ، فالمقايسة على الغزوات الاسلامية الاولى غير ممكنة – تلك عصور ولت لها قيمها وآلياتها ، ولكن حتى فى حدود المقارنة الافتراضية ما من عاقل يمكن ان تخطر على باله المقارنة بين عمر الكذاب وعمر بن الخطاب (رض) او بين عبد الرحيم محمد حسين وخالد بن الوليد (رض) !
ثم انه مع نذر الانهيار العسكرى تتجمع النذر الاخرى ، حيث فشلت مناورة الحوار من غير اثمان ، بل ويتضح ان المؤتمر الوطنى غير قادر على احتمال غازى صلاح الدين دع عنك ياسر عرمان !
و عولت المجموعة المتنفذة على وساطات قطر والاخوان المسلمين المصريين لتليين (عناد) الدكتور الترابى ، وعلى تخويفه من ثورة الهامش التى (تستهدفنا جميعاً) كما يقولون ، وعلى (بلفه) باطلاق سراح بعض المعتقلين ،ولكن الترابى يخرج عليهم ولحظة (انشراح بعض الصدر) كما اسماها ، ليقول للمجموعة المتنفذة (ستأتيهم البغتة وهم نائمون بعد ان إستيأس الناس منهم )! .
وتتجمع النذر كذلك فى شرق السودان ، فالقيادات التى كان يعتقد انها غير قادرة على الخروج من اسار المؤتمر الوطنى وحلفائه الطائفيين تخرج عن الطوع وتدعو الى حكومة قومية انتقالية ، وتلتحق بالجبهة الناشئة فى الشرق قيادات من الاسلاميين بعد ان ايقنت ان المجموعة المتنفذة عصية على الاصلاح !
وحين يبدأ الانهيار فانه يتسارع بمتوالية هندسية ، ويبدو ان الايام المقبلة حبلى بالمزيد .
|
|
 
|
|
|
|
محمد علي عثمان
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست