أحلام من أقبية المنافي - الحلم الخامس

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 06:24 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-11-2013, 06:58 AM

Dr. Salah Albashier

تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 1781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أحلام من أقبية المنافي - الحلم الخامس

    أحلام من أقبية المنافي

    الحلم الخامس

    لا يدري لماذا يشعر بأن نفسه تهدر وتزمجر، ويغطي سماءها دخان كثيف يصيبها ببعض العتمة والضباب في عصر هذا النهار وهو يجالس صديقته ماليندا الشقراء وصديقيهما جوش وبريجيت في مطعم الكورال بوسط مدينة ساليسبوري، يحاول أن يهدأ من ثورتها من أجل أصدقاءه فلا يجد إلى ذلك سبيلاً، ومضت عيناه تنظران إلى الأفق عبر النافذة، كأنهما تمدانه بنعمة تصفو لها ذاته، لكن نفسه ظلت كدرة حتى ابتعدت عن صحبه تسترجع صورة ظن أنه نسيها.
    ... كان الوقت صباحاً وخالدٌ لا يكاد يترك لبصره المتردد لحظة إلا ويجول به ذات اليمين أو ذات اليسار، وينقل خطاه المتثاقلة في غرفة مكتبه جيئة وذهاباً، وكان في مشيته تلك قد حفه القلق من كل جانب، ولبسه مس من غيرة عمياء تصليه بنارها حتى كادت أن تحرقه، وتتجاذبه خواطر شتى لا تستهدف غايةً بعينها ولا يجد في عتمة ليلها سراجاً يضيء له السبيل. لا زالت تتقاذفه حالة القلق هذه دون أن يحاول ردها إلى منابتها، وتخالطه الهموم وهو يتهته محادثاً نفسه:
    • إنَّ عِلتي لعسيرة تستعصي على الشِفاء، ومحمد يريدها لنفسه، هذا اللعين .. دائماً ينغص عليَّ حياتي .. دائماً سبب شقائي .. منذ كنا في المدرسة الإبتدائية .. لكنه لن ينتصر علىَّ هذه المرة ..
    كأنه إنتهى إلى فكرة معينة، فانفرجت أسارير وجهه قليلاً، ومسح على ذقنه الكث بيده، محاولاً أنْ يرسم ابتسامة ما. نادى على سكرتيرته هناء في شدة:
    • هناء .. تعالي إلىَّ هنا ...
    دخلت هناء وهي تحاول أن تدس جمالها تحت حجابها، وهو ينظر إليها كأنه يراها لأول مرة، قالت وقد دست شعرها بالكامل تحت غطاء رأسها وهي تحاول أن تهرب من نظراته:
    • نعم .. يا أستاذ خالد، هل من خدمة أقدمها إليك؟
    نظر إليها وهو يصطنع الابتسام:
    • اطلبي لي الأستاذ جلال
    صمت هنيهة وأردف:
    • والأستاذ عادل أيضاً .. أقصد الأستاذ عادل الصادق لا عادل المحاسب .. لا بد أن يحضرا سريعاً ..
    رسمت هناء ابتسامة عفوية رائعة على شفتيها أذهلته، وقالت:
    • أعتقد أنَّ الأستاذ جلال في مهمة بوزارة التجارة .. تتعلق باستخراج بعض التراخيص التجارية ..
    اعتراه بعض الضيق، لكنه لم يغض طرفه عنها وقال:
    • إذن اطلبي الاستاذ عادل فوراً، وبمجرد وصول جلال دعيه يدخل ..
    أجابته بالقبول، ودارت تمشي وهو يتابعها بعينٍ نهمة تنظر إليها وهي لا ترى هناء السكرتيرة لكنها ترى هناء المرأة. مرت عشر دقائق، سمع بعدها صوت نقرٍ على باب المكتب، فقال في ضيق:
    • أدخل!
    ثم أردف بعد دخول الطارق:
    • مرحباً يا عادل .. تفضل إنني أريدك في أمرٍ مهم ..
    قال الأستاذ عادل:
    • السلام عليكم .. خيراً إن شاء الله ..
    قال منفعلاً وقد ضايقه أن يسمع رد تحيته:
    • مِنْ أين سيجيء الخير يا صاحبي؟ .. وهذا اللعين يريدها لنفسه!
    دهش الأستاذ عادل لهذه العبارات الحامية .. صمت هنيهة ثم سأله:
    • مَنْ هو هذا اللعين؟ .. ومَنْ أو ماذا يريد لنفسه؟
    زم خالد شفتيه وقد بدا على وجهه شعورٌ خليطُ من خيبة الأمل والرجاء والضيق، ونظر إلى صاحبة نظرةً مستنكرة ساخرة، وأجابه وهو يضغط على كلماته ضغطاً واضحاً ليدفع إلى معانيها بعض القوة:
    • ألا تعرف محمداً يا رجل؟ .. إبن عمتي .. وهي فاطمة ابنة عمي ..
    نظر صاحبه إليه وقد تملكه شيء من الدهش والعجب، لكنه أجاب في صوتٍ هاديء:
    • نعم .. عرفته الآن .. تقصد الدكتور محمد .. إنه رجل طيب وشخصية محترمة يعرفها القاصي والداني .. وإن كان يريد ابنة عمك فلتسعد بذلك .. و ..
    قاطعه في عنف:
    • تسعد بذلك! .. ودكتور! .. هذا اللعين دكتور! .. إنه غبي لا يعرف سوى "الشخبطة" .. على الورق .. وتريد أن يتزوجها .. لست أدري ماذا أقول لك .. أسكت .. أسكت ..
    أدرك الأستاذ عادل أنَّ صاحبه قلقُ مستوحِشٌ، لا يأنس لابن عمته وقد لبست أديم وجهه غيرة قاتمة، وخالطت نفسه ذات النكبات القديمة، وكادت حيرتها أن تخرجه إلى حالةٍ أشبه بالجنون والخبل، وأن أتون الغيرة القديمة لا زالت مشتعلة تنفث أوارها لتلهب الأجواء من حولها، فيختنق كل شيء. أطرق الأستاذ عادل إطراقةً طويلة ثم التفت إلى صاحبه قائلاً:
    • إنني يا صديقي أدعو الله أن يحفظنا من عاديات الزمن وغوائل أيامه القادمة، فإني أراك حائراً مكتئباً مذهوباً بك كل مذهب، تعبث بك تلك الوساوس والأوهام القديمة، فإن تمكنت منك هذه النازلة سنسير سيراً حثيثاً إلى هاويةٍ ليس لها قرار، وإن وطأة البحر الذي تمخر فيه سفينتك ليس ليناً، فلا تخاطر فتغرق فيه وتغرقنا معك، وإنك لن تجد لنفسك منزلة في الحياة أعلى من هذه المنزلة التي أنت فيها، فلا تكدر حياتك بنفسك، ولا تدخل معركةً في غير معترك، ولا تشغل عقلك بمن هم خارج محيطك، فإنك إن فعلت فستسلم روحك وعقلك ونفسك وجسدك لشيطان الأوهام والوساوس، وحينها الله وحده يعلم بكيفية البُراء!
    وقعت كلمات الأستاذ عادل من نفس موقع الضيق والكدر، كأنما قد نزلت به نازلةٌ من نوازل الدهر، حين أحس أنَّ صاحبه لا يستطيع أنْ يفهم أنَّ جُرح قلبه الدامي لم يجد الطبيب الذي ينفي عنه غثاثته ولا الحبيب الذي يمكن أن ينضحه بالبارد العذب من وده وإخلاصه وشوقه وشغفه عليه عله يلتئم أو يكاد.
    قال الأستاذ عادل وقد قرأ ما يعتمل في نفس صاحبه:
    • اسمعني جيداً يا خالد، إنني لا أحب أن أشق عليك في شأنٍ من شؤونك الخاصة، فاختر لنفسك الطريق الذي تحب وتؤثر، غير أني أضرع إليك في أمرٍ راجياً ألا أثقل عليك.
    تردد خالد قليلاً ثم قال في اضطرابٍ واضح:
    • تفضل، ما هو؟
    أجابه الأستاذ عادل قائلاً:
    • ستجدني لك من الناصحين دائماً، فتحملني ما استطاعت نفسك أن تتحمل وعليك أنْ تأخذ نفسك بالأناة والرفق في جميع خطواتك اتقاء العثرة الزلة.
    قام خالد من خلف منضدة مكتبه، وجلس على أريكة ليواجه هواء التكييف البارد ماداً ساقيه إلى الأمام وآخذاً نفساً عميقاً يملأ به رئتيه عله بذلك يطفيء النار المضرمة في صدره، أحس بوخزةٍ في قلبه لم يبال بها، ثم تتابعت الوخزات فخيل إليه أن قلبه يكاد أن ينخلع من بين أضالعه، فصرخ صرخة عظيمة، وقد استشاط غضباً:
    • لا .. لا .. لن أدعه يحطم حياتي، لن يهزمني مرةً أخرى .. هل فهمت يا عادل؟ .. سأدمره حتى لو اضطررت إلى قتله .. هل فهمت؟
    ... لم ينتبه محمد إلا حين مسحت ماليندا بيديها الناعمتين دمعة تترقرق في عينيه، نظرت إليه في حنان وقد علمت أنه قد انفصل عنهم كعادته تاركاً جسده، أما روحه وعقله وقلبه فقد سبحوا في بحارٍ لم تستطع أن تمخر عبابها قط. ترى لماذا ينفصل عنهم؟ وأين يذهب بكل مشاعره؟ ابتسم لها محمد ابتسامة لم يستطع أن يضمنها ما تشتهيه، واعتذر لصديقيهما ثم تركهم جميعاً في حيرتهم يعمهون.






    وتستمر أحلامنا...
                  

04-11-2013, 10:39 PM

Dr. Salah Albashier

تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 1781

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحلام من أقبية المنافي - الحلم الخامس (Re: Dr. Salah Albashier)

    فوق
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de