|
|
 رحلاتي إلى سحر الشرق
|
رحلاتي الي سحر الشرق
الاخوة الاعزاء سأبدأ هنا في رواية بعض فصول رحلات عجيبة قمت بها الي شرق الدنيا لمرات متتابعة بلغت الثمان رحلات وسأسرد لكم ما رأيت في تلك البلاد الساحرة العجيبة
( 1 )
في أواخر القرن الماضي وبالتحديد في نوفمبر من العام 1999 كانت بداية الرحلة الأولي إلي شرق آسيا في مهمة عمل كان مرافقي ذلك الشخص العربي الأسيوي متحمسا للرحلة فرحا بها غير أنني كنت خائفا متوجسا فهي المرة الأولي التي اغادر فيها مدينة الرياض بعد 6 سنوات متواصلة لم أغادرها الي أي جهة ، حتي في تلك الفترة لم اذهب في اجازتي العادية الي السودان الوطن الأم . كان مرافقي يرتب حقيبته الجلدية الانيقة وهو يترنم بلحن اندلسي قديم وكنت أجلس في ركن غير بعيد منه في الفندق الفخم الذي تمتلكه مجموعتنا الاقتصادية التي نعمل بها في مدينة الرياض وبعض مدن المملكة الكبيرة . كنت قد ودعت عائلتي الصغيرة وأقلني السائق الي ذلك الفندق قبل وقت كاف من موعد أقلاع طائرتنا . فدائما عندما أكون مسافرا ينتابني شعور غريب بالتوتر والقلق لذلك أقوم بمغادرة سكني قبل وقت كبير من موعد السفر لاسباب عدة أولها انني امقت الوداع ولحظاته وثانيها وهو الأهم خوفي الشديد من الطيران وتوتري الذي يزداد قبل ايام من موعد السفر مكثنا في الفندق الذى أعنيه حتي قبيل موعد الاقلاع بساعتين وأقلنا سائقنا الي مطار الملك خالد الدولي قبيل صلاة المغرب وأدينا صلاتنا قبل دخول الصالة الرئيسية للمغادرة كان المطار في ذلك الاثناء فارغا الا من بعض السفريات الدولية القليلة تابعنا اجراءات الدخول لصالة المغادرة بسرعة كبيرة ؟ لأننا لم نجد أحدا أمامنا في كاونتر الدرجة الأولي في الطائرة الميمونة التي ستقلنا في رحلة قد تمتد الي 11 ساعة طيران دفعة واحدة الي مدينة مانيلا في دولة الفلبين أولي نقاط الوصول . كنت أتحسس جيبي مرة تلو الأخري لأتأكد من وجود محفظتي الجلدية التي أودعت فيها عناوين المستقبلين في تلك البقعة البعيدة جلست مع مرافقي بالقرب من بوابة المغادرة الي الطائرة وبدأ الظلام يلف المطار وبدات أدور بين الكراسي وبين المسافرين والذين كانوا جميعا من جنسية واحدة ذاهبون لقضاء أعياد الميلاد مع ذويهم في تلك الاصقاع . كنت أقف ملاصقا للزجاج الفاصل بين الصالة ومهبط الطائرات أبحث عن نوع الطائرة التي ستقلنا الي تلك البلاد البعيده فانا دائما ما أتوجس من نوع الطائرة فصراحة أثناء تنقلي بين السعودية والسوادن كانت الطائرات السائدة في النقل بين الدولتين هي طائرات من طراز ايربص 200 أو 300 أو بوينج من طراز 737 او ماركة ترايستار ذات المحركين والمدي المقصير والمتوسط من بين فرجات الزجاج لاحظت الطائرة القابعة علي البوابة 23 وهو نفس الرقم الذي يحمله تصريح الركوب الذي أحمله في يدي اذن هذا الطائرة الضخمة هي من ستقوم بنقلنا الي تلك البلاد البيعيدة طائرة ضخمة من طراز بوينج 767 تحمل الشعار الجديد للخطوط السعودية , يعج حولها كمية من سيارات الصيانة والتموين وابواب جانبية كثيرة مفتوحة وجرارات ضخمة تنقل الأمتعة اليها وسيارات التموين تملاء خزائنها بالاكل والوقود وانا أقف منتبها ومفكرا حول كمية الوقود التي ستكفي هذه المصيبة العملاقة للسباحة بنا لمدة 11 ساعة بدون توقف .
ونواصل
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رحلاتي إلى سحر الشرق (Re: جمال عبد الناصر محمد)
|
أخى جمال ..
متابع معاك .. يلا بينا
| Quote: فانا دائما ما أتوجس من نوع الطائرة .... etc |
صدقت .. فهى حتما تحدد درجة الإطمئنان ... فأنا كذلك .. خاصة فى السفر بين مدنى و الخرطوم
فترانى دائما أتفقد الإطارات الأمامية للبص الذى أنوى السفر به.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رحلاتي إلى سحر الشرق (Re: جمال عبد الناصر محمد)
|
( 2 )
طالت الجلسة في صالة المغادرة أمام تلك البوابة مما زاد توتري احتسيت ما لا يقل عن ه فناجين قهوة ومثلها من الشاي ومع مرور الوقت يزداد توتري وأنهياري . الا ان أعلنت الاذاعة الداخلية النداء للتوجه إلى البوابة 23 دخلنا الي الطائرة الضخمة الجاثمة علي أرض المطار كنا ركاب الدرجة الأولي لنا مدخل خاص ، دلفنا الي مقاعدنا داخل الطائرة المقسمة كالتالي المقدمة من بوز الطائرة الي حوالي 20 مترا مقاعد الدرجة الاولي بعدها يأتي منطقة الخدمة بعدها حوالي 20مترا مقاعد الدرجة السياحية وبعدها حمامات ومسجد ومجلس يفصل مقاعد الدرجة السياحية حتي اخر الطائرة فتوجد ايضا منطقة خدمة ومسجد وحمامات . عند مركز الخدمة خلف الدرجة الأولي يوجد سلم فخم يقلك الي الطابق الثاني الذي به غرفة القيادة ومقاعد درجة رجال الأعمال . جلست في مقعدي وانا التفت مرة الي اليمين ومرة الى اليسار ومرافقي قد أخذ مقعدا آخر يبعد عني حوالي مقعدين وكنت أجلس في منتصف المنطقة ولم أنتبه أن هذا الكرسي يجلس مباشرة فوق محور العجلات الأمامية وبالمناسبة العجلات الامامية اثناء الاقلاع والهبوط لها عمل خاص ومدمر لشخص مثلي يعاني من فوبيا الطيران . حاولت اشغال نفسي بأي شي ريثما يقوم الطاقم بتكملة الاجراءات والاقلاع فادخلت يدي في جيب سترة المقعد لاخرج كتيبا صغيرا يشرح طراز الطائرة وعدد المقاعد وطرق السلامة والنجاة ووقع نظري علي صورة طائرة مشابهه ملقاة علي الماء ويبين الرسم مخارج الطواريء التي تحولت الي قوارب نجاة . هالني المنظر فرميت الكتيب مكانه وقلت في نفسى أعوز بالله من غضب الله ثم أدخلت يدي مرة أخري في جراب الحاوي لأخرج هذه المرة كتاب أهلا وسهلا السعودية والتسويق الجوي وجلست اتفرج في الهدايا واسعارها شي عطور وشي كشاتين وشي سبح وساعات ومحافظ جلدية وأضمرت في نفسي أن اشتري نصف هذه الأشياء عندما تقلع الطائرة كيتا في هذه الطائرة السخيفة . اقفلت الأبواب وتهيأت الطائرة للاقلاع وأطفأت أنوار القمرات الا من لمبات الارشادات لابواب الطواري وارشادات ربط الاحزمة ومنع التدخين وتحرك الحوت الضخم بطريقة زاحفة كما الثعبان المتخم ودارت برأسها نحو فضاء المطار الممتد حتي التمامة وحجلت الطائرة علي المدرج الطويل وانا أنظر من خلال النافذة القريبة علي ارضية المطار المقسمة بالوان صفراء وحمراء وعبارات H2 و H8 وحاجات تانية غريبة وابتدأت الطائرة في الزئير والزمجرة واستوت علي الممر وسارت بسرعة كبيرة وهائلة وفي ثوان كان قلبي بين أرجلي عندما رفعت رأسها بواسطة العجلات التي أجلس مباشرة فوقها . كان أمامي لسوء حظي جهاز تلفزيون صغير 10× 10 بوصة اخرجته بسرعة وفتحته امامي وكان لسوء حظي أيضا مفتوحا علي الكاميرا الموجودة تحت الطائرة . فوجدت أن الطائرة قد اقعلت وصارت مدينة الرياض وأنوارها نجوما في سماء بعيد . اعدت الجهاز مكانه وقد استوت الطائرة وخفض ضجيجها وخرجت المضيفات من مخابئهن وبدأن في التحرك في الممرات واضاءت الطائرة انوارها وعادت الحياة اليها مرة أخي . نظرت بنصف عين لصديقي العربي فوجدته نائما فلعنته في سري وأنا اردد ( كأنه نائم في منزلهم ) ....
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رحلاتي إلى سحر الشرق (Re: جمال عبد الناصر محمد)
|
(3)
في الاثناء كان طاقم الخدمة قد بدأ يوزع في القهوة العربية بالتمر الفاخر في صوان ذهبية انيقة ـ بطبعي لا أحب تلك القهوة المرة لكن عملت خاطرا للتمر فأخذت حبات من ذلك التمر العجيب مع فنجان قهوة شربته وانا مغمض العينين كما كنا نشرب الدواء من شفخانة القولد قديما لم تمر الدقائق ألا وقاموا بتوزيع قائمة الطعام لاختيار العشاء حسب الرغبة . روبيان . دجاج مدخن مع الأرز البرياني ـ لحم وأرز أبيض ـ نوع التحلية ـ الشاي ـ القهوة اخترت العشاء الخاص بي ونوع التحلية وقمنا بتناول طعام العشاء وشرب الشاي والقهوة وبعده تم توزيع مخدات وبطانيات علي الركاب في الدرجة الأولي وبعده تم صرف شنطة جلدية أنيقة بشعار السعودية لكل راكب تحتوي هذه الشنطة علي عدة حلاقة كاملة ، معجون ، فرشاة أسنان ، زجاجة كلونيا وزجاجة عطر وبشكير صغير معطر وشراب قطني وغطاء للعين أثناء النوم وغطاء للاذنين لتلافي صوت الطائرة وانت نايم . بعد ان تم كل ذلك خلد الجميع الي النوم ، فكرسي الدرجة الأولي بآلية بسيطة يصبح سريرا كاملا مريحا . أطفأت أنوار الطائرة ، وخلد الجميع الي النوم الا من شخص أو شخصين يتحاومون داخل الممرات أو يطلبون بعض الطلبات السخيفة ، كمن يطلب جريدة الرياض نص الليل أو يرغب في ضبط قناة التلفزيون الذي امامه وهكذا . أيضا هؤلاء المشاكسون خلدوا للنوم . وبقيت أنا مستيقظا أنظر اليهم في الظلام . ويقيني أنه مهما كانت المغريات فلن يطال النوم عيني . فهذه عادتي منذ أن بدأت الاسفار لا يغمض لي جفن حتى ولو ظللت مسافرا لمدة أسبوع . طالما هناك شيء يتحرك حولي فلن أنام . كنت مستعدا لهذه الرحلة . فحقيبتي الجلدية التي أحملها دائما في أسفاري ملأت خزائنها بالمجموعة الكاملة من كتب الراحل الأديب العالمي الطيب صالح مددت يدي الي حقيبتي وأخرجت كتابا بصورة عشوائية ونظرت الي العنوان ( مريــــود ) أضأت المصباح الخاص بي وهذا المصباح يعطي ضوءا مباشرا علي بقعة صغيرة جدا كتاب مثلا . وبدأت أول سطر في الكتاب : جلس محجوب كنمر هرم وضعت الكتاب جانبا وبدأت اتأمل هذه الجملة العجيبة وبما أن قرائتي لهذا الكتاب كان لأكثر من عشرات المرات الا انني كلما أبدأ في القراءة أحسب أنها المرة الأولي لي كان محجوب شخصية بطلة في قصص الاديب كان له صولات وجولات في القرية لكن جلوسه بهذا الشكل في آخر أيامه الهب مشاعري فتذكرت للتو جدي رحمه الله كان محجوبا في قريتنا وفارسا مغوارا لا يشق له غبار في آخر أجازة رأيته يجلس أمام منزله في كرسيه كنمر هرم ربطت بين الرجلين وتركت القراءة كانت الطائرة الضخمة تسبح في ظلام دامس بأجنحتها الضخمة أخرجت ساعتها الشاشة التلفزيونية الخاصة بمقعدي وفتحت القناة الثانية التي توضح مسار الطائرة علي خريطة العالم وجدت ان الطائرة وبعد كل هذا الصبر قد تجاوت مدينة الدمام وعرجت علي الخليج العربي وقاربت مدينة مسقط . تتبعت سير الرحلة فأمامنا بحر العرب وشبه القارة الهندية وخليج البنغال وشبه الجزيرة الكورية وبحر الصين وبعده دوله الفلبين أيقنت تماما اننا سنصل الي هناك بعد عدة شهور وليس ساعات .......
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رحلاتي إلى سحر الشرق (Re: جمال عبد الناصر محمد)
|
(4)
واصلت الطائرة العملاقة زحفها وواصلت عنادي مع النوم وجلست أقرأ في كتابي المفضل مرت ثلاثة ساعات كاملة ، أكملت قراءة الكتاب و سبحت عبره مع الأديب الكبير في شوارع حلة دبة الفقراء وكرمكول كانت تلك الأنحاء مناطق حبيبة الينا ونحن طلاب عندما نكون عائدين الي ديارنا من الخرطوم وعندما نصل عوالي منطقة الدبة وسهل الدبة الرملي ، نكون قد أكلنا ما تبقي من زوادة وقد جفت قرب الماء جانبي الباص تمهيدا للدخول الي الدبة والأكل في مطعم أوهاج وشراب الشاي المضبوط وملء القرب بالماء وشراء المانجو من الغابة والاستعداد لاقتحام الباجا عموما ايها الاحباب بعد ان أكملت قراءة الكتاب سرقت النظر الي الشاشة البلورية الصغيرة أمامي والتي توضح مسار الطائرة ووجدتها لا زالت تزحف فوق شبه القاره الهندية علي الجهة الشرقية من شبه القارة المتاخم لدولة سريلانكا والمطل علي خليج البنغال أيقنت ان الوقت لا زال طفلا يحبو وكل المسافرين يغطون في نوم عميق الا من صاحبكم الذي بات صاحيا كالصقر ينظر في الظلام توكلت علي الهادي وانزلت مقعدي الذي صار سريرا بحق وحقيقة وضعت مخدتي وجريت بطانية السرور لحظتها اتذكرت منزلنا في القولد وكيف اننا كنا نأتي متأخرين ليلا من الونسة قدام دكان المرحوم عبد الرحمن محمد أحمد منتظرين الباصات التي تأتي مسرعة من الخرطوم ، تذكرت البكاسي وهي مرصوصة قدام المظلة وكلنا نيام فوقها ونسمر وفتحي نعمان يتحفنا بقفشاته وتذكرت حين نعود للمنزل ونجر عناقريبنا تحت ظل الديوان الغربي علي امل ان ننوم وقت الضحى قبل ان يطأنا الشمس بحرارته والضبان بجيوشه المدربة تذكرت عنقريبنا الصغير الهبابي الذي كنا نتشاجر للفوز به لسهوله حمله من ضل الي ضل ، جالت بخاطري كل تلك الزكريات وانا مستلقي علي ذلك السرير الناعم البارد الموضوع علي متن فخر الصناعة الأمريكية طائرة البوينج العملاقة . كان زحف الطائرة سلسا وسباحتها ليس له مثيل فكانت تشق عباءة الليل السوداء بسرعة هائلة بلغت 1100 كيلو متر في الساعة فتخيل عزيزي القارئ وانت تقف علي الرصيف وجاء أحد سائقا سيارته بسرعة 200 كيلو متر في الساعة فماذا تقول ؟ تخيل أخي انك واقف في رصيف في السماء ومر أمامك هذا الحوت الضخم بهذه السرعة الهائلة أكيد ستقول كما قال أخونا الهدندوي سلك تلفون واحد تشوف عشرة ما تشوف . يقيني أيها العزيز أن ما أذكره لك كان الشريط الذي يدور في راسي في تلك الاثناء وكنت أعيش في محنة حقيقية وانا راقد فوق سريري المتحرك .
ونواصل ....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رحلاتي إلى سحر الشرق (Re: جمال عبد الناصر محمد)
|
( 5)
لم يعد أطفاء أنوار الطائرة يشكل شيئا عندما ازحت الغطاء عن وجهي فقد أشرقت شمس الدنيا ونشرت اشعتها الذهبية علي أجنحة الطائرة الفضية وخيل الي وانا انظر من النافذة ان مخلوقا ضخما يهرول ناحيتي ، فجناحا الطائرة مغطي بالرذاذ البارد علي صفحة الجناح الممتد خلفي ويبدو أن الليل قد لملم عبائه السوداء ورحل أمام تقدم هذا العملاق الزاحف نحو الشرق وحل مكانه سحب استوائية سوداء كالحة وأخري بيضاء ناصعة يتبدل لون الطائرة من الداخل كلما تجازونا سحابة نظرت حولي فلم أجد أحدا قد استيقظ من ثباته العميق فنظرت الي سقف الطائرة والتي تتدلي منها شاشة ضخمة هذه الشاشة نظرت اليها في ذلك اليوم اكثر من مائة مليون مرة وسئمت النظر اليها كانت بها معلومات سخيفة لا أطيقها الوقت في بلد الاقلاع الوقت في بلد الوصول سرعة الطائرة سرعة الرياح عند الذيل الارتفاع درجة الحرارة داخل الطائرة درجة الحرارة خارج الطائرة الوقت المتبقي من الرحلة المسافة الباقية بالكيلومترات ارقام لا تتغير كثيرا بعد ساعات يتغير رقم أو رقمين من 1 الي 9 وكنت اركز علي المسافة الباقية وانا اعد الساعات والدقائق والثواني وكنت أقول في نفسي لو كان لي الخيار لكتبت علي هذه الشاشة المتدلية ما يحلو لي مثل : ثمن طحن قيراط المريق في طاحونة النصارى سبعة جنيه ونص أو كوم الطماطم في سوق الخميس أرخص منه في سوق الاثنين ماذا يضير المسافرون لو قرأو هذا علي أقل تقدير سيقرأون شيئا جديدا بدأ المسافرون في الاستيقاظ واحد تلو الآخر ازدحم الناس أمام درات المياه والمساجد للصلاة كنت قد أكملت صلاتي واصلحت هندامي من صبحا بدري وجلست في مقعدي انتظر شاي الصباح والقهوة تناولنا الشاي والقهوة والفطور بعده وجلست اشاهد في فيلم مصري لمحمد هنيدي اسمه ( فول الصين العظيم ) وكانت الدقائق تمر ومرة مرة انظر الي مسار الطائرة التي كانت تحلق فوق بحر الصين الجنوبي وظهرت في داخل المحيط الهادي الجزر الفلبينية واصبحنا علي مرمي حجر من مدينة المائة الف جزيرة مدينة مانيلا هدأت الطائرة من سرعتها واصبحت تهبط ببط وظهرت معالم الجزر والبواخر علي البحر وظللت انظر من النافذة علي تلك الجزر الخضراء المتراصة ورويدا رويدا ظهرت معالم المدن والشوارع والبيوت كانت من الجو عبارة عن أكواخ صغيرة متراصة سقوفها من اللون الأحمر وبدأت الطائرة مرة اخري في الزمجرة والتمايل واصبحت المدينة من تحتي واضحة انهار وشوارع وخضرة وبيوت صغيرة متراصة وفي ذلك الاثناء كان يجلس امامي أحد طاقم الخدمة شاب ظريف من مدينة جدة وبادرته قائلا بأن هذا النوع من الطائرات تقلع بسهولة ولكن تعاني في الهبوط ذكر لي بأن ذلك صحيح وهي تحتاج في الهبوط الي ممر طويل بغير الاقلاع ومطار ما نيلا من المطارات الضيقة فلهذا سيعاني الكابتن في عملية الهبوط حيث انه سيقوم بتحجيم الطائرة بالفرامل فور هبوطها وهذا يكلف الشركة الناقلة تغيير قماشات الفرامل في نهاية كل رحلة الي مطار ضيق . قلت في نفسي يجب ان افتح محل قماشات فرامل في مثل هذا المطار اعلن المذيع الداخلي عن استعدادنا للهبوط بعد دقائق فقط اطفأت الانوار وأضيئت انوار ربط الاحزمة ومنع التدخين كما أعلن عن درجة الحرارة في المطار وسرعة الرياح ومعدل المطر الذي يهبط بغزارة الآن أوووه .... كيف ستنزل الطائرة في هذا المطر ربما تتزحلق بنا ربنا يستر .......
ونواصل ......
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رحلاتي إلى سحر الشرق (Re: جمال عبد الناصر محمد)
|
(6 )
لامست عجلات الطائرة بقوة أرض المطار المبتل وتبعها ارتطدام العجلات الأمامية خاصتي ( لأني أجلس عليها ) بالأرض دفعة واحدة وفي حينها توقفت الطائرة وهي تزمجر فيما كانت ملحقات المطار تجري الي الوراء بسرعة شديدة هدأت الطائرة وتوقفت وأضيئت الأنوار وفتحت الابواب ( وجفت الحلوق ) خرجنا عبر أبنوب طويل الي صالة المطار كانت الصالة مزانة بأشجار الميلاد الملونة وكانت هناك فرقة موسيقية كاملة تعتمر القبعات المكسيكية وتعزف اعزب الألحان ترحابا بالقادمين شعرت بسخونة الجو والرطوبة العالية رغم انهمار المطر بالخارج تعمدت الوقوف علي جانب الممر لأشاهد قائد هذه الطائرة العملاقة وكانت المفاجأة أنه كان كابتن مصري شاب اتي من الداخل وهو يمازح معاونيه قائلا ( بأولك أيه؟) مررنا سريعا الي حيث الجوازات تعاملوا معنا بكل أدب وترحاب دخلنا الي الصالة الأخري وانتظرنا علي سير العفش اخذنا حقائبنا وغادرنا المطار قابلتنا المدينة بجو حار ورطوبة عالية ومطر شديد هالني منظر مئات المندوبات اللاتي يحملن لافتات الفنادق وسيارات الأجرة كان الموقف العام مقسما في الخارج حسب الحروف الابجدية واخترج حرف ال ـ ج ـ ووقف تحت اللوحة من الجانب الآخر كان المستقبلين يلوحون من بينهم لمحت أسمي مكتوبا بلغة عربية وبخط ردئ تحمله أمرأة أربعينية أنيقة اذن فهذه مس لوري دادلي وزوجها الدكتور جمال الدين تعانقنا ورحبو بنا وجاء سائقهم السيد عبد الله بسيارة جيب سوداء وأقلنا الي الفندق المتفق عليه قبلا ونزلنا في اللوبي وارتميت علي أقرب كرسي حتى يقوم السيد الدكتور جمال بتكملة اجراءات النزول كان الفندق فخما مرتبا اسمه ( دوست نيكو ) خاص بشركة الخطوط الجوية اليابانية ( JAL ) كان طاقم الخدمة من اليابانيين والفلبينين طلعت سريعا الي غرفتي في الطابق السابع والعشرين وكان زميلي قد اختار غرفة في احدي الطوابق العليا كان المخدم لطيفا وهو يضع حقيبتي في المكان المخصص وكانت معي عملة محلية صرفتها من مطار مدينة الرياض وناولته الذي في النصيب رغم رفضه الواضح استلقيت علي سرير مرتب ونظيف وفجأة اشاهد التفزيون المثبت علي الجدار يبعث موسيقي خفيفة ورسالة علي الشاشة يرحب بي ترحيب خرافي في مدينة مانيلا تعجبت وقلت أخيرا ظهرت في التفزيون نسيت أن أقول لكم بأننا وصلنا الي ما نيلا الساعة الحادية عشر صباحا بعد ان اقلعنا من مطار الرياض في الثامنة مساءا اي استغرقت الرحلة 15 ساعة ، عشرة ساعات طيران اضافة الي الخمس ساعات فرق التوقيت بين الشرق والغرب بعد صلاة العصر نزلت الي بهو الفندق الذي يقع في ضاحية مكاتي الراقية وقفت أمام الفندق وانا أري الشوارع النظيفة والبنايات الزجاجية الفائقة الطول والسيارات الجميلة النظيفة في ما نيلا ممنوع دخول السيارات القديمة فضلا عن تنظيم حركة المرور بحيث لا يدخل الي المدينة في اليوم الزوجي ما كان رقمه ينتهي برقم فردي يعني الذي يتنهي ارقامهم برقم 1، 3، 5 ، 7 ، 9 لهم يوم مخصص للدخول والبقية لهم يوم مخصص وذلك لاتقاء الزحام في الطرق . يجدر القول بأن المدينة غاية في الجمال وتزدان شوارعها باشجار جوز الهند والاشجار الاستوائية المخضرة ويلفها البحر من كل الجوانب ويتخلل البحر ايضا طرقات المدينة وهي اساسا مكونة من عدد من الجزز الكثيرة . شعبها شعب مسالم وخدوم يبتسم في وجهك بدون سبب وكما انه شعب منظم يقف لأي خدمة في طوابير منظمة بسرعة فائقة . ذهبت مره الي موقف المواصلات ووجدت الصف واقفا وقلت ما هذا . قالوا يقفون هكذا حتي يأتي البص ويركب من يركب ويبقي الباقي واقفا منتظرا البص التالي....
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رحلاتي إلى سحر الشرق (Re: جمال عبد الناصر محمد)
|
( 7 )
كما اسلفت فأن المدينة تكسوها الخضرة والجمال والشارع مليء بخلق الله 90% منهم نساء بشر اجارك الله بالملايين كلما تدخل مكانا تظن ان لا أحد بالخارج كل المخدمين نساء الرجال كلهم سافروا الي امريكا واستراليا وتايلاند وسنغافورة وماليزيا والخليج الجيب الفلبيني حاضر في الطريق ينقل الناس باسعار زهيدة جدا الاسواق الواسعة متععدة الاداور المكتبات الوطنية الضخمة دور المسارح والاندية الليلية المطاعم علي البحر الشوارع علي البحر فسيحة ومرتبة في المساء جائت مدام لوري مع سائقها الخاص بعد اجراء اتصال مسبق معي دعتني لتناول العشاء في مطعم علي البحر مع التمتع بمشاهدة منظر غروب الشمس هناك علي الصفحة الغربية للمحيط الهادي انتظرتها في بهو الفندق وحضر الي سائقها عبد الله وأصطحبني الي السيارة الواقفة في مدخل الفندق كان مدخل الفندق يعج برجال الأمن يحملون رشاشات اتوماتيكية وأجهزة الكشف عن المتفجرات ومرايات عاكسة لما تحت السيارات خرجنا من أمام الفندق واستقلينا الشارع الفسيح الموازي لبحر الصين الي الجهة الغربية من المدينة كانت ملاحظاتي كثرة الباعة المتجولون عند اشارات المرور يحملون تيجان الزهور والعاب الأطفال والقبعات المكسيكية فاشتريت قبعة وأعتمرتها وأصبحت في لمح البصر كرعاة البقر الأمريكيين بطولي الفارع وسحنتي السوداء كانت الشوارع مزدانة فأعياد الميلاد علي الأبواب وصلنا الي مطعم كالكوخ علي حافة البحر . مقاعدها علي شكل سقالة طويلة من الأخشاب ممتد الي داخل البحر لمسافة اكثر من 45 مترا كان البحر يعج بالمتنزهين والقوارب الملونة ولفت انتباهي سفينة بيضاء أنيقة ضخمة . سألت المدام وقالت ان هذا فندق عائم كان الناس يلهون في البحر قبيل المغيب وكان هناك بعض الشباب يلعبون بطائرة صغيرة ذو محرك واحد وأرجلها عبارة عن بالونات ضخمة يحلقون بها في الجو وينزلون بها علي صفحة الماء ويتزحلقون بها علي الماء ثم يقلعون تارة أخرى ذهبت مع المدام لطلب الأكل من أحواض زجاجية ضخمة كانت تعج باسماك البحر المختلفة ومخلو قات غريبة أخرى ( استكوزا ومحار وجمبري ) حاجات كدة كلها شنبات أجارك الله اختارت مدام لوري بعض المخلوقات الغريبة وطلبت شويها اعتذرت لها بأنني لن آكل مثل هذه الأشياء قالت لي : سأطلب لك طبقا خاصا لا تناقشي فيه قلت لها : سمعا وطاعا طلبت لي عصير مانجو وأحضروا لي طبقي وفي الوهلة الأولي اعتبرته خيار مشوي اكلت حبة واحد وكان طعمه مثل طعم السمك واصلت في الأكل وشربت منقتي وحمدت ربي في النهاية قالت لي مدام لوري هل تعرف ما ذا اكلت قلت لها لا .... شيء بطعم السمك قالت كان ذلك ( الأخطبوط ) لا اله الا الله محمد رسول الله قلتها في نفسي وانا لدي رغبة كبيرة في الاستفراغ ولكن تذكرت كوب المانجا المثلج وعدلت عن رأي . ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: رحلاتي إلى سحر الشرق (Re: جمال عبد الناصر محمد)
|
(8 )
اثناء جلوسنا بدأ الرواد يكثرون علي المطعم وأمتلأت الترابيز كان علي الجانب الأخر آلات موسيقية كاملة مرصوصة رويدا أتي من جلس خلف تلك الألات وجاءت مغنية كاملة الاناقة وبدأ العزف والغناء وسط أضواء خافتة تتلألأ علي صفحة ماء البحر كان المطر ينزل متمهلا وبدأ الجو يبرد رويدا رويدا وانخفضت درجات الرطوبة كما قال لي سائق المدام ان نسبة الرطوبة تقل ليلا كنت بادي التعب شاحب الوجه فانا لم أنم منذ يومين تحدثت الي مرافقتي ، واستجابت لطلبي خاصة وان لدينا يوم عمل شاق غدا في شركتها اوصلوني الي الفندق وغادروا ، جلست في اللوبي أرقب الناس ، وكأن كل أهل المدينة قد حضروا الي هنا ليقضوا مسائهم تذكرت أن في جيبي تذكرتين أحدهما مخصص لمواقف السيارات المجانية في المواقف الخاصة بالفندق نسيت أن أعطيها لسائق المدام للاستفادة منها والثاني تذكرة مجانية لمدة أقامتي للدخول لسطح الفندق المحتوي علي مطعم ضخم وصالة للدسكو كان مرافقي نائما واتصلت علي حجرته فوجدته قد استيقظ ومستعد للذهاب الي آخر الدنيا ، نزل الي في بهو الفندق وطلب مني الخروج للعشاء فتحسست بطني وقلت له ( الحمد لله علي نعمة الله ) ( انت عاوز نوم وأكل ) شوف ليك سندوتش وعلبة ببسي . تذكرنا تذاكر المطعم وطلعنا الي السطح ، كان شيئا مهولا . اناقة وفخامة ومطعم ضخم جلسنا في ركن قصي فتناول مرافقي طعامه . وتحولنا لنري صالة الدسكو ولكنني سرعان ما تراجعت مفضلا النوم بدلا من الوقوف هنا والنظر الي خلق الله . في الثامنة صباحا أتصل زميلي ليوقظني فوجدني جاهزا كالعادة نزلنا للمطعم العام وتناولنا إفطارنا في بوفيه مفتوح به ما لز وطاب كان الوقت يمضي عندما اتصل بنا السائق من اللوبي ذهبنا معه لمكتب المدام في وسط البلد في حي عتيق اسمه أرميتا بدأنا في العمل وقابلت الدكتور جمال الذي رحب بي وتكلمنا حول اسمينا وذكر لي أنه درس في الأزهر الشريف بمصر وعمل الدكتوراه بها في الدراسات الاسلامية كان يتكلم العربية بطلاقة بعكس زوجته التي كانت تحمل الجنسية الأمريكية عملنا في ذلك المكتب حتي السابعة مساءا وكنت أصر علي عدم الأكل وكنت أكتفي بأكواب القهوة والشاي في المساء اقلنا السائق الي الفندق وهناك ابدلت ملابسي وتحررت من البدلة الكاملة وربطة العنق وركبنا تارة أخري مع السائق لنذهب الي مطعم أيراني فخم لتناول طعام العشاء و ....
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
| |
جمال عبد الناصر محمد
طارق عياد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست