اسمحوا لي بقراءة نوبية لنهيدات البنت عند الحردلو ووردي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 01:30 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-04-2013, 01:43 PM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اسمحوا لي بقراءة نوبية لنهيدات البنت عند الحردلو ووردي

    يا بنت يا نهيداتا يا دوب قايمين
    شايلين تخا ورخا .. شايلين بنين وبنات

    واحسب ان وردي عندما غنى للحردلو ( بلدي يا حبوب ) كان يشعر انه يغني لقيم نوبية بكلمات عربية يعبر بها عن مكنونه ومكنون أهلنا في الشمال بالعامية المحببة الى النفس والحردلو من منطقة التلاقح الاثني واللغوي بين أجمل الجينات واذكاها وازكاها ( جزيرة ناوا ) ارض الفراعنة ومملكة السحرة ومدلولها بالنوبية هو ( نا الروح وا الجزيرة) وتكون بالعربية ( جزيرة الارواح ) .. وهي منطقة تلاقي النوبة والبديرية الدهامشة وغيرهم من القبائل المأصلة في تلك الدائرة وتعتبر واحدة من أجمل سحنات أهل الشمال فقد استعرب فيها النوبة واستنوب فيها العرب وأخرجوا منها الكثير من الروائع الجمالية شكلاً وفكراً ومضموناً وقيماً فيها من العمق الديني والعقدي اكثر من مما هو موجود في العمق النوبي البعيد ..
    يا بنت يا نهيداتا .. يادوب قايمين
    شايليين تخا ورخا شايلين بنين وبنات
    وهناك وصف شبيه لهذه الابيات عن الشاعر النوبي جلال مراوارتي
    ليلي نرتي ميناوين
    فتر بوسكا نها شوكي قاوين
    ( نهود ليلى وهي تحمل المياه على رأسها ومن خلال صدرها المتبل تعلو تنخفض مثل تلك القرعة القرعة التي تعوم بها شباك الصيد في النهر .)
    وقد وصف جلال تلك النوبية التي تحمل الماء من النيل الى حيث مشاتل النخيل وهي رمزية الحياة والاستقرار وجمال الانثى مجسدة في النخيل بكل معانيه تماماً كتجسيد العطاء الانثوي الذي لا يتوقف وقد وصف تلك الجميلة التي تجلب الخير الى الخير .. ورذاذ الماء يتدفق على صدرها الناهد كرمز للانثى التي لا تتوقف عطاءها وأنها مكتنزة الصدر تماماً مثل تلك النخلة الممتلئة الساق وهي تحمل على اعطافها سبائط الخير والنماء .. هنا جاء الحردلو ليعمق في تلك الفلسفة والنظرة الجمالية المختلفة تماماً عن كل ما يثير الشهوات والغرائز السطحية .. أم الحردلوا فهو أعمق في معناه :
    يا بنت يا نهيداتا يادوب قايميين
    شاليين تخا ورخا
    شاليين بنين وبنات ..
    ويقصد بالرخاء والتخاء .. أن هذه الانثى هي أم المستقبل والتي ستأتي بكل اسباب القوة والسواعد التي تخرج تضرب الارض وتفجرخيراتها .. هي الام هي الرضاعة هي الحليب هي الصحة هي العافية وهذا صدر الذي هام به بعض صعاليك الشعر من اصحاب الادب الحسي كان لدى حردلو هو رمز للعطاء .. فالقوة الجسدية للتربال هي الاهم في سبيل توفير الخير والنماء .. فالساقية كل اعمالها تحتاج الى قوة جسدية هائلة صيانتها وتحريك مكوناتها من الاخشاب الضخمة وفي معارك مقاومة الفيضان .. فكان الوزن الخفيف ( من امثالنا فكان فقط زول مرسال ليس له قيمة اقتصادية او نفع مباشر لأهله ) .. فالشاعر عندما يكون ابن بيئته يطلق الرمز والكلمة ويكون قد عايشها او سمعها او شعر بها من خلال تعامله مع المجتمع من حوله ( حبوبات وامهات وذات القربى ..) .. وكانت تلك الام حريصة على زواج ابنها من نوع البنات المتكنزات الصدر والحجم لأنها رمزية العطاء وابجديات بناء القوة في الصدر الناهد الممتليء بالحليب والصحة ايذاناً بإنتاج رجل قوي الشكيمة مفتول العضلات ليس لغرض منه حرب او قتال او غارة ولكن ليسخرها في مصلحة المجتمع وبناء السواقي وتركيبها والتي تعتبر اجزاءها من المكونات الثقيلة الحجم وكذلك النشاط الزراعي الذي كان يحتاج الى قوة جسدية هائلة وهنا رمزية القيمة والفضيلة الى تسخير القوة الاضافية لصالح المتجمع لانتاج الخير والوفير من الزرع والضرع ليقي المجتمع شر المسغبة والجوع ..
    وكان الآخرون من غير الحردلو قد اسهبوا في ادخال الصدر والنهد في نطاق الغزل الحسي والوصف الايحائي .. ( نهيداتا برتكان يافا .. ) بل وقد تطرف بعض من مبدعينا الى ادخال حركة وصوت الى النهود والصدر ( ونهود تهتز .. تك تك ) وكأنها ساعة حائط .. وحتى الشاعر العربي الجميل نذار كان الصدر عنده من غير حركة او تفاعل :
    نهداك كرتان من ثلج الشمال
    هذه قراءة خاصة ربما اختلف معي البعض
                  

04-07-2013, 02:00 PM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اسمحوا لي بقراءة نوبية لنهيدات البنت عند الحردلو ووردي (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    نواصل القوة الجسدية .. وقميتها عند اهلنا :

    او الصراع في الليالي المقمرة في رمال القرية .. صور كانت تبرز الرجولة وتحث عليها ولكن طبعاً على سبيل المزح او الرياضة فقط .. ولكن في الحقيقة كان اهلنا لا يعترفون للقوة الجسدية الغاشمة والموجه ضد الافراد او إلحاق الاذى بالاخرين إلا في حالة الدفاع عن الارض والعرض من دخيل او معتدي ان وجد .. ربما كان موروثاً او ان الناس قد بلغوا مستوى من التقدم الفكرى والقياس العميق الغير سطحي لكل حدث يقع امامهم .. كنت ألاحظ ان أهلنا كانوا يستهجنون حمل السكين في الضراع رغم ان هذه العادة ليست من موروثاتنا وانما جاءت مع اخواننا العرب الذين سكنوا بجوارنا .. وكذلك الاستهجان الاكبر عند استخدام القوة الجسدية في الاذى والظلم حتى تجاه الحيوانات .. والقوة الجسدية في الحياة اليومية العادية كانت تتجلى في الجهد التكافلي اليومي مثال ذلك ( اخراج المركب من الوحل أو ادخال الحمير والابقار الى المراكب او تناول الاشياء الثقيلة مثل الجوالات وبراميل الجاز الى داخل وخارج المركب واماطة الاذى عن طريق الناس .. الخ ) كانت هذه الممارسة اليومية تجلب الاحترام والاعجاب لفاعلها وفي كل هذه الحالات كان لابد ان يتوفر قوة جسدية هائلة يظهرها الشاب بصورة تلقائية امام اهله ليثبت لهم انه مكتمل جسدياً ويمكن الاعتماد عليه .. لقد لاحظت ان هذه القوة تزداد وتتضاعف عندما يتعلق الامر بالكوارث وخاصة ايام الفيضان وهذا ليس نفيراً او فزعاً ولكنها معركة حياة او موت تماماً مثل صد العدوان العسكري .. ففيه نصر وهزيمة وهو اليوم الذي يمتحن فيه قوة الرجل وثباته وهنا تتاح الفرصة للاقوياء لتمجيد انفسهم الى الابد ورسم صورة اسطورية وشخصية نموذجية يتباهى بها الناس مدى الدهور .. هو ليس نفير او فزع كما قلت ولكنها ممارسة الزامية وفرض عين على كل من يستطيع التحرك ومد اليد .. تعال لنرى هذه الاغنية التراثية من توتي وأهل توتي بالطبع هم اهلنا الذين سكنوا هناك وعمروا الارض ويطلق عليهم المحس الى يومنا هذا وهم احفاد الشيخ ودالارباب :
    عجبوني الليلة جو

    ترسوا البحر طبقو

    لا احفظ كل القصيدة ولكن تمجيد القوة يأتي من خلال قهر النيل وهذا الانتصار على النيل يمثل فخر وقوة حقيقية لأهلنا رغم حبنا للنيل ولكننا نعلم جيداً قوة هذا النيل وعنفوانه لذا فإن الانتصار عليه يكون بمثابة نصر له قيمة خاصة وعالية جداً لدى اهلنا .. وربما هي دورة الصراع بيننا وبين النيل منذ الابد ينتصر احياناً ونكون في نقطة ضعف ما في زمن ما نفتقد فيه الى القوة الجسمانية والارادة القوية .. وننتصر عليه عندما تتوفر الشروط والمعطيات والادوات اللازمة وهي القوة اولاً واخيراً .. كم اطرب عندما يغني الفنان حمد الريح هذه الاغنية (لأنه لا يملك احساس حمد الريح ابن توتي والمحس المتحدر من هناك ) هذه الاغنية رغم كلماتها العربية ورغم انني لا افهم بعضها ولكني استمع اليها بحس نوبي دنقلاوي لأن الاغنية معانيها نوبية وكلماتها عربية .. مع ملاحظة باقي الاغنيات الحماسية التي تمجد القوة في غير موضعها .. ومن هنا نلاحظ مدى تأثير الموروث في سلوك البشر وثقافتهم وفنهم .. أكرر اسمعوا هذه الاغنية بإحساس ابناء الجزر او احساس من كان يهدده النيل في حياته وقوته ومسكنه
                  

04-07-2013, 02:01 PM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اسمحوا لي بقراءة نوبية لنهيدات البنت عند الحردلو ووردي (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    نرجع للقوة الجسدية .. فهي مقدسة لدينا اذا تم توظيفها في النواحي الاقتصادية التي تنفع الناس .. فمثال قهر النيل في الفيضان ومثال آخر هو كيفية توظيف هذا النيل كقيمة اقتصادية تقينا من وعثاء الجوع والحاجة .. ويتم ذلك بتطويعه للزراعة برفع الماء منه الى الارض الميتة لاحيائها وهي من الفضائل التي وردت في كل الديانات .. كل هذه الاسئلة اجابتها واحدة هي (القوة الجسدية ) وتوظيفها لصالح النماء والخير لأن الزراعة في السابق وقبل المعينات الحديثة كانت تعتمد على قوة الشباب وعقل المخطط صمد الساقية ..اذن لم تكن هذه القوة سائبة وفائضة عن حاجة المجتمع ولكنها كانت موظفة وبرقابة من الكبار بتنمية الفضائل في نفس الشباب وحثهم على القيم التي تحافظ على عدم اهدارها فيما لايفيد وبرعاية من الاناث بالاطعام الجيد وانتقاء المقويات ( السق ، السمن ، وقراصة التمر .. نوريندريد ...الخ ) لا اريد ان شبه هذه القوة بأنها كانت مثل الالة لا بد من الحفاظ عليها وصيانتها لتجود بالخير والعطاء وانني لمعجب من هذه الفلسفة التي جعلت تمجيد القوة والغناء لها وتباهي بها من خلال انجاز الاعمال النافعة للمجتمع وحماية الفضائل والقيم والعرض والارض دون التغول الجسدي على من هم اضعف .. او الاعتداء على الغير الضعيف لنزع حقوقه او ممتلكاته ..
                  

04-10-2013, 09:18 AM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12481

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اسمحوا لي بقراءة نوبية لنهيدات البنت عند الحردلو ووردي (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    يا بنت يا نهيدتا
    يادوب قايمين ..
    شايليين تخا ورخا
    شايليين بنات وبنين ..
    إذا تأملنا في عمق هذا الكلام والبيئة التي انتجت مثل هذه الصورة التي تبدو غريبة على البعض ربما نظر اليها من جانب اقتصادي نفعي حسب ما أوردته في المداخلة اعلاه عن مغزى ورمزية ما ورد اعلاه من ابيات .. فالحس والشعور بالفتنة والاثارة هي طبيعة بشرية لا يمكن فصلها عن تكوين الانسان وهي من الاحاسيس التي غرسها الخالق في خلقه لتكون بدايات الانجذاب نحو الاخر والتمهيد للتزواج والتكاثر لبقاء الخلق وهي غريزة موجودة في كل المخلوقات وليس في الانسان فقط .. ولكن ليس كل ما نشعر به ونحسه نظهره للعلن إلا لفسد الكون وضاعت الحياة ..
    ففي الشعر الامدرماني لم يكن هناك حاجز أمام الشعراء للغوص في الوصف الحسي العميق ورغم ان هناك الكثير من البحوث والدراسات اجريت في هذا الشأن .. ولكني من وجهة نظري المحدود وحسب اجتهادي وقراءاتي المتواضعة .. أقول ان شاعر هو ابن بيئته لا ينفصم عنها ابداً مهما حاول ذلك .. فلأن شعراء الحقيبة في المدن مساحاتهم وادواتهم محدودة للغاية ( المكانية ) وتتلخص غالباً في شوارع ذات مساحات ضيقة ومحدودة وازقة وطبيعة صناعية آيلة للتغيير في كل فترة .. حيث لا يبقى هناك رمز او مكان لسنوات طويلة ليتجذر في الذاكرة وتصبح رمزية او مرجعية يمكن الاستناد عليها مثال ( الطابية والضريح ) .. واذا أردنا اقحام النيل كرمز ومرجعية نجد أن النيل هنا فارغ من معناه وعمقه ويكون غير ذو قيمة وليس النيل فقط المياه والمناظر التي تحيط به لكنه الانتماء والرابط المعنوي بينه وبين الانسان ولا يأتي ذلك إلا بالاحساس بأنك تمتلك جزءاً من هذا النيل وهنا تأتي رمزية السواقي والجروف والنخيل وغيرها من المفردات التي لا تزول بفعل الزمن ولا يمكن تغييرها او إزالتها من الذاكرة ..
    وهنا نستحضر دور شاعرنا خليل فرح الذى أتى من حاضنات الشمال ذات التاريخ والرموز ورغم أنه جارى شعراء امدرمان .. ولكنه كان شديد الضيق أحياناً وخاصة من طبيعة المكانية .. فكان نداءه ( في الضواحي وطرف المدائن .... ) والادهي والأمر عندما ذهب الى مصر مستشفياً فكان ان ضيق عليه المكان اكثر وبدا أنه معزول عن النيل والطبيعة فأصبح يردد ( عيني ما تشوف إلا شاهق ) ..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de