عادة سرية جداً ...

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 05:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-12-2013, 04:54 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عادة سرية جداً ...

    (*)
    مقدمة لابد منها :

    بعث لي بخطاب قال فيه :

    (كيمو) ناسي كلهم ماتوا , ودفنتهم بي يدي , وأنا ماعندي غيرهم ,لو متا عارفك إنتا بس اللي حا تتتعب نفسك عشان تدفني , الناس كلها حاسبانا زيادة عدد ساي في الدنيا دي , لو متا حا تهتم بي زي ما أنا أهتميت بي (نفوس) و(أبوالليل) ؟
    عارفك مكجن البلد دي , لكن , هل صاحبك (حسن البعيو) الفقير الخلاقة ده , بستحق ترجع من سفرك عشانو , وتبكيهو وتدفنوا زي ماعملتا لما ماتت حبوبتك (بت البي) ولا إنتا زيك زي غيرك ؟

    أخوك / حسن البعيو


    إنتهى خطاب (حسن البعيو) , وها أناذا لازلت على سفر , و لازال هو على قيد الحياة , ولم أعد أدري , هل أنا مثلهم , أم أنني سأعود لدفنه والبكاء عليه ؟
    أطال الله عمره , لكنه إمتحان لا أود أن أرسب به , (الله يقطعك يا البعيو) ,لن تموت , لن تموت على الأقل قبل موتي أنا , حتى لا أجبن عن (مواجهة هذا التحدى) .
                  

03-12-2013, 05:18 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    (1)



    (نفوس) كانت تسكن أقصى طرف الحي , كان أسمها (نفيسة ) , ولكنه لم يكن يحمل جرساً رومانسياً , أو هكذا تزعم نفوس, لذلك أسمت نفسها (نينا) ولكن (حسن البعيو) و(أبوالليل ) سخرا منها , لأن ضخامة حجمها وعمرها الذي مضى نحو عقدهاالرابع لا يتناسبان وجرس موسيقى (نينا) ,فقالت :
    شكيت محنكم, هي بس بقت علي أنا ,.. خلاص خليتا نفوس عشان خاطركم .
    أما حسن البعيو فيدعي أنه (فونجاوي) , أي أنه ينتمى إلى الفونج الذين أسسوا دولة السودان بشكلها الحديث , نفوس تتشكك في أمر زعمه هذا وتقول:
    إنتا يا سجمان كلك قدر ضراعي دي مخولق ومعولق والهوا يشيلك , أنا الزيك ده لو سمعوا بيهو (بات معاي) بخرب سمعتي في السوق .
    يرد عليها (حسن البعيو) :
    أسي الجاب سيرة المبيت معاك منو ؟ إنتي باين عليك مكسرة فيني ساكت ,أنا (فونجاوي) سيد البلد دي والزيك ديل ما مستواي .
    قبل أن ترد عليه بعد أن أغضبها تهكمه أتاهم صوت (عمر كاوية) صائحاً :
    يا (نفوس) البوليس كبس على بيت (أبوالليل).
    وهناك عند بيته كان (أبوالليل )يقف أمام باب بيته المصنوع من الصفيح وينادي بصوت عال :
    (والله إتأخرتوا شوية ياجنابو , .. البنقو ده كان شوالين أسي بقى كم قندول كده , بعتو كلو)
    فهكذا بادر (أبوالليل) الضابط الذي ظهر من خلف (عساكره ) بعد إقتحامهم بيته , رد الضابط وقد بدا راض عن غنيمته :
    ده كفاية يا(أبوالليل) بوديك (سجن أمدرمان) عشرة سنة كده .
    رد(أبوالليل) :
    والله بس ما مقامك يا(جنابو) .. لو عارفك جاي كنتا خليتم ليك كم شوال كده , تترقى بدل ما قاعد مقدم من أيام (البوليس أب ردا).
    رد الضابط :
    بطل فصاحة يا (أبوالليل ) .
    ثم أشار إلى عساكره لأخذه إلى البوكس .
    و(أبوالليل) , يقال أن أسمه (آدم) , لكن هذا اللقب طغى على إسمه , لأن شكله كان أقرب إلى أن يكون (أبوالليل) , كان نحيفاً , طويلاً , أسوداً , وعيناه لا تتناسبان مع شكله , فقد كان (أبوالليل) يمتلك عينان بحجم كرة (المضرب) , تبرزان إلى الأمام , وكان يمتهن (بيع) البنقو , ولكنه كان إنساناً بكل ماتحمله الكلمة من معنى , طيب القلب , ودوداً , مسالماً , وكان شهماًصاحب واجب .
    صديقه (حسن البعيو) كان (ميكانيكي) شاطراً , يفتح ماكينة السيارة ويجلس عند حافتها , ولو أن غطاء الماكينة أغلق عليه , فسوف يظل يلعن بالداخل حتى يلحق به أحدهم , كان بحجم زراع (نفوس) فعلاً , لأن (نفوس) كانت عملاقاً , وكانت تحمل ثديين بحجم أخانا (حسن البعيو) , (حسن ) كان يدعي أن (نفوس) ليست (التيب) بتاعو , وكانت الجملة الأنجليزية الوحيدة التي ينطقها طوال يومه , بل ربما طوال حياته , ربما سمعها من صديق أمسياته (بروفسور عبدة) , فليس خافياً أن (حسن البعيو) و(د. عبدة) الأستاذ الجامعي والمثقف التقدمي , ..
    ربطتت بينهما صداقة حميمة .
    (نفوس) كانت تستطيع أن تسد الطريق على (مدرعة ) من (مدرعات الجيش) , حسبها أن (قزة كوع) على وسطها , وصدرها الذي يزن أطناناً يمتد أمامها,بعد القبض على (أبي الليل) عادت الشرطة للقبض علي (حسن البعيو) , هرب (حسن البعيو) لجأ إلى أصدقاء عدة , وسرعان مايفاجأ بأن (البوليس) قد لحقه , تسامع الناس نبأ البحث عن (حسن البعيو) ولم يستطيعوا فعل شئ , حتى أخبر أحدهم(نفوس), التي جزعت له , ..
    ومضت تمشط الشوارع والبيوت بحثاً عنه , وجدوها باكية تجلس على عتبات بيت (أبوالليل ) الذي آل إلى (خراب) بعد القبض عليه , غنت له ولأبب الليل مناحة تناقلها الناس :
    (حسن البعيو) حبيب قلبي ,ماشفتو ..؟
    (حسن البعيو ) صديق كربي ,ماشفتو..؟
    (حسن البعيو) رسول ربي ,ماشفتو ..؟
    وهنا ظهر لها (حسن البعيو) فجأة , وأنتهرها قائلاً :
    يا(نفوس) رسول شنو , عاوزة تجيبي لي الهوا كمان , أنا قضيتي (قطعة بنقو) , عاوزاهم يلحقوني (محمود طه) داك الله يقطعك , ..
    ردت فرحة :
    هي بركة الشفتك طيب , (محمود طه ) ده شنو , ورسول شنو يا سجمان إتا , القافية حكمت ساي , وبدأ شجارهما المعتاد ,وجفت دموع (نفوس) على (حسن البعيو) , وبدأت في تحقيره وشتمه ,إمتد شجارهما لدقائق معدودات , ثم بدأت (نفوس) في الصياح :
    يا(بوليص) البعيو ود ال###### أهو ده ..يابوليص (البعيو) أهو ده تعالوا أمسكوهو ريحونا منو .
    صاح فيها (حسن البعيو) قبل أن يولي هارباً :
    سمح يا(نفوس) بأدبك , بتسلميني للبوليس ..
    ثم ركض وأختفى من أمامها , عادت تنوح عليه بعد أن غاب عن أنظارها :
    حسن البعيو مابستاهل
    حسن البريدني وبتتاقل
    حسن ...
    لابد أن (كاوية) و(أبوالليل) يذكران بقية المناحة , سألت عنها (حسن البعيو) ذات يوم فأنكر حدوث الأمر ظناً منه أن (نفوس) ليست من مستواه وأنه سيتزوج (مصرية) بيضاء , حسب زعمه المصريين لن يرفضوا تزويحه , حسبه أن يهاجر الى أمريكا و يجمع (التفتوفة) .



    ___________________________________

    *(التفتوفة) في معجم (حسن البعيو) تعني مالاً كثراً .
                  

03-12-2013, 06:09 AM

أمير محمد ادريس
<aأمير محمد ادريس
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 1248

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    روعة وجمال السرد يجعلك لا تحس بمن حولك

    تحياتي أخي كمال الزين

    متابعة
                  

03-12-2013, 09:03 AM

garjah
<agarjah
تاريخ التسجيل: 05-04-2002
مجموع المشاركات: 4702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: أمير محمد ادريس)

    كمال الزين

    كلنا في الانتظار

    لا تتاخر



    ارجوووك
                  

03-12-2013, 09:24 AM

امير طمبل
<aامير طمبل
تاريخ التسجيل: 10-22-2010
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: garjah)

    Quote: ومضت تمشط الشوارع والبيوت بحثاً عنه , وجدوها باكية تجلس على عتبات بيت (أبوالليل ) الذي آل إلى (خراب) بعد القبض عليه , غنت له ولأبب الليل مناحة تناقلها الناس :
    (حسن البعيو) حبيب قلبي ,ماشفتو ..؟
    (حسن البعيو ) صديق كربي ,ماشفتو..؟
    (حسن البعيو) رسول ربي ,ماشفتو ..؟


    صديقي الجميل كيمو
    سرد روعه و (نفوس) قصة ذكرتني (سمح جيبو) لما مات زوجها (تكويعة) كانت بتردد
    الليلة يا عشا البايتات بدري علي الشتات
    خليتني وراك عزبة يا أب سيجارة قصبة
    يا الجريت الفرملة و خليتني أرملة
    يا الشرط ماك شين يا الصغير و ماك جلكين
    من بعدك البيت عدمان الشترتيت
    أنت يا العنقالي يا الساتر أحوالي
    يا البتريد البوش يا الماك حنكوش
    يا الما كنت فارة يا الجهجهت ناس الطاره
    الليلة يا سيد الغرام بدري علي الإنترام
    أحي عليك يا فردة
                  

03-12-2013, 09:35 AM

د. ياسر عبد القادر
<aد. ياسر عبد القادر
تاريخ التسجيل: 05-31-2015
مجموع المشاركات: 62

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: امير طمبل)

    كمال سلامات


    ممتع


    ياخي طلعتنا من المود بتاع الكورة الليلة


    تحياتي
                  

03-12-2013, 10:15 AM

Artiga Gilani
<aArtiga Gilani
تاريخ التسجيل: 02-16-2013
مجموع المشاركات: 1073

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: د. ياسر عبد القادر)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    سرد فى قمة الروعة

    متابعين


    ارتيقا
                  

03-12-2013, 10:56 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: د. ياسر عبد القادر)

    (*)

    (حسن البعيو) , لم يجد ذاك المساء ملاذاً آمناً سوى (نفوس) , بعد أن أعياه الترحال بين بيوت أصدقاءه , فكر ملياً , ولم يجد سوى خيارين , بيت صديقه (د. عبده) وهو (زول كاسو وقعداتو) , وبيت (نفوس) لأنها لن تتردد في المخاطرة من أجل , أصدقاءها وأحبابها , وربما تفضل مواجهة (كتيبة ) من (البوليس) على أن تخذل صديقاً , (نفوس) شرسة جداً في الدفاع عن أصدقاءها , توقف (حسن البعيو) أمام بيت (د. عبدة) وطرقه , ردت عليه زوجته من الداخل :
    منو إنتا؟
    أجابها :
    أنا (حسن حامد) ..
    ردت :
    (حسن حامد) منو ؟
    أجابها موضحاً :
    (حسن البعيو) طيب ..
    سرعان مافتحت الباب وأطلت من خلفه جزعة :
    كتر خيرك يا(حسن) والله فيك الخير .. جيت تسأل عن صاحبك ؟
    أجابها :
    مالو ..؟
    قالت :
    أمبارح بالليل جو ناس الأمن ساقوهوا , وماعارفينهم ودوهوا وين ..؟
    تمتم (حسن) :
    عليك أسي ده وقت (نضال) يا دكتور , عشان محتاج ليك ؟
    سألته :
    قلت شنو ..؟
    أجابها :
    لا مافي حاجة , أدخلي أنتي وإطمني أنا حا أمشي أسأل عنو عندي قريبي أمنجي إبن جزمة كده وبنطلعوا إن شاء الله .
    دلفت زوجة (د.عبدة) إلى بيتها وأغلقت الأبواب , ومضى (حسن البعيو) بحثاً عن ملاذ آخر , فكر ملياً ثم تأكد له, أن لا مناص من لجوءه إلى (نفوس) .

    جلست نفوس أمام باب غرفتها الصغيرة , التي هي كل بيتها , غرفة من طين بلا أسوار , تقضى أمسياتها على عنقريب قديم , أمام غرفتها , ..
    وتنام عليه , دون أن تخاف شيئاً , فهي لا تملك ما يطمع به طامع , كما أنها تتمتع بمحبة جميع من عرفها , رغم ضيق خلقها ولسانها اللازع , إلا أن الجميع يعرفون أن قلبها الطيب هو جل ما تملكه من ثروة , إستلقت على (العنقريب) الذي يكاد يئن من ثقل وزنها وترهل جسمها على جانبيه , ظلت تراقب النجوم , وتفكر في حالها وفي حال أصدقاءها , حتى متى يعيشون هذه الحياة , مطاردة , عزلة , فقر مدقع وهوان على الناس ,سرعان ماغفت (نفوس) بعد أن داهمها النعاس وهي تتطلع إلى النجوم , وتفكر في أحوالها وأحوال صحبها , غفت لساعات طويلة دون أن يطلع على ليلها الصباح , وبدأت الأمطار في الهطول ولم تعد تقوى على إحتمالها بالخارج , حملت لحافها الصغير وركضت نحو غرفتها والأرض من تحتها تشكو وتكاد تئن من ثقل وزنها , وصوت خطواتها تدب بالأرض , يكاد يضاهي صوت إنهيار حائط من الأسمنت المسلح , هوت بكتفها على باب الغرفة دون أن تفلت لحافها , فتهاوى مصراعيها أمام ثقلها وأنفتح , وضعت لحافها على العنقريب الوحيد الذي تملكه وجلست عليه , وماكادت تحط بثقلها على اللحاف حتى سمعت صوت صرخات إنسان يئن من تحتها ويشتم ويلعن .
    صعقت (نفوس) وهبت من جلستها كأن شيئاً قد لسعها , لم تكن تملك الكهرياء فالكهرباء تعد ترفاً لمن هم مثلها , راحت تصيح في هستريا وتضرب على موضع جلوسها , تصرح :
    منو ؟ .. حرامي ؟ .. منو إنتا ..؟
    جاءها صوت (حسن البعيو) من وسط العتمة :
    حرامي شنو يا سجمانة , خلاص يا ست الحسن عمارتك دي تاني أقفليها كويس تاني , والله الحرامي الليقصد خرابتك دي إلا يكون مشتهي ليهو دقة ساكت .
    ردت بعد أن أطمئن قلبها :
    الله يقطعك يا (البعيو) بتدخل بيتي من وراي وتنوم كمان .. ؟
    أجابها في يأس :
    والله مالقيت غير خرابتك دي مكان أدسا فيهو , أعمل شنو مجبور على إحتمال قلة أدبك وطولة لسانك .
    أجابته في عدوانية:
    هوي يا(البعيو) منو القال ليك بخليك تبيت هنا , إنتا برضك راجل وأنا مرة , .. وسمعتي ..و..
    قاطعها (البعيو) :
    سمعة شنو يا (بت السيد علي) .. إنتي منو الما بات معاك , إنتي أقل حاجة عندك (تمنية صلايب إيدز) , بعدين أنا ستمية مرة قلتا ليك إنتي أصلاً مش (التيب) بتاعي ..
    ردت غاضبة :
    يتبتب لحمك وشحمك , تشتمني في بيتي , بعدين أنا والله (عزراوية) لسا.
    رد عليها :
    عزرائيل ياخدك , إسمها (عزراء) , ده جهل شنو ده .
    قالت وكأن كلامه لم يؤثر بها:
    البركة ياخوي في دكتور (عبدة) بتاعك ده , علمك الحديس ولبس القميص , أنا زاتي من زمان شاكا في إنو (طهار) ساكت ما دكتور ,دكتور شنو البصاحب الزيك ديل .
    رد عليها وهو يشعل سيجاره :
    قاتل الله الجهل .. إنتي قايلاهو دكتور بعالج الناس , ده دكتور في (الفلسفة) ياجاهلة , بعدين إشمعناإخترتي الطهار بس ؟, مرة صعلوقة تفكيرك دائماً في (بتاعات) الرجال .
    ومضى بينهم الحوار حتى خرجت الشمس من تحت الأرض ..معلنة صباحاً جديداً .
    ما ان أطل الصباح ,خرجت (نفوس) في رحلة البحث عن قوت يومها , رحلتها التي تبدأ من (غسيل) الملابس و(الأواني) لبعض أهل الحي , ثم بعدها البحث عن (بيت عرس) لمعاونة أهله على غسل الأواني مقابل أجر زهيد , وأعمال كثيرة تدر عليها ما يجعلها تعود محملة بقوت يومها وسكرها قليل من (البن والشاي) , عادت بعد مغيب الشمس ولم تجد للبعيو أثراً , سهرت في إنتظاره , عاد عند منتصف الليل , وهو يحمل بين يديه أكياساً بها خضروات وفاكهة وخبز وأسماك مطهوة جاهزة , قابلته (نفوس) بتكشيرة ولامته قائلة:
    ده شنو يا البعيو , إنتا ضيفي ما تعمل كده تاني .., ..
    سخر منها قائلاً :
    هو إنتي لاقية تاكلي , بطلي فشخرة , ..
    ومن يومها رق قلبه لها , ورق قلبها له , وبدأت حكاية (عادة سرية) جداً .
    ليلتها سكر (حسن البعيو) حتى تخيل نفسه عملاقاً , وهطلت الأمطار وأضطرتهما للمبيت تحت سقفها الأوحد , إستيقظت (نفوس ) صباحاً لتجد نفسها عارية و(البعيو) يغط في نوم عميق بين أرجلها وكان ,(عاري) أيضاً , لم يتحدثا عن الأمر , تحاشا أن ينظرا إلى بعضهما , (البعيو) أنكر دائماً أمر مضاجعته (نفوس) , (نفوس) لم تكن تعتبر (البعيو) رجلاً , بيد أنها إستمرت تضاجعه وتعتبر الأمر ممارسة للعاد(السرية) تستخدم فيها أداة هي (حسن البعيو) , حتى وشى بها أحدهم يوماً وأبلغ عنها (الشرطة)بحجة أنها تساكن رجلاً دون زواج ,وجاءت الشرطة .
    (الشرطة الشعبية) أرسلت شيخاً في السبعين لإقتحام بيت (نفوس) , والبحث عن الرجل المزعوم ,مولانا(عباس نكير ) كان معلماً قديماً بالمدارس الإبتدائية إنتهى به الأمر مؤذناً , ثم مجاهداً بحرب الجنوب , ثم مجنداً بالشرطة الشعبية ونذر نفسه كما يدعي لمكافجة الرزيلة وإفشاء مجتمع الفضيلة , مجتمع الفضيلة الذي تغاضى عن جوعها وعريها , وهوانها على الناس ,اليوم يبحث أمر تأديبها , ذات المجتمع الذي لم يبحث يوماً , أمر إعطاءها مسكناً مناسباً وعملاً لائقاً , ومصدراً للدخل يكفيها شر التنقل بين بيوت الناس , لإزالة أوساخهم من على ملابسهم وأوانيهم وبالوعاتهم , يطالبها اليوم بأن تمتثل لمعتقداته وقيمه المزعومة , قيمه التي تنادي بالفضيلة , وتسقط الرحمة .
    جاءها مولانا راكلاً بابها الذي صنع من صفيح تمت إعادة تصنيعه مرات عدة , أخراها أنه كان (صفائحاً لجبنة ) الدويم الممتازة قبل أن يقف ساتراً بين (نفوس) ومجتمع الفضيلة ,دخل عليها شيخ (عباس نكير) صائحاً :
    ياساتر ..
    قالها بعد أن إقتحم الغرفة بالطبع , كانت مستلقية على عنقريبها و(البعيو) بين أرجلها يقط في نوم عميق , غطت على كامل جسد (البعيو) بثوبها , وهبت لمواجهة (شيخ نكير ) , بادرها قائلاً :
    إنتي (نفيسة) ..؟
    أجابته :
    لأ , (ليلي المغربي) , ..
    أجابها في جدية وغلظة :
    يامرة أتأدبي .. أنا في مهمة رسمية ..
    ردت بسرعة :
    إن شاء الله ماتكون جاي هنا تحرر كبويتا ..
    غضب مولانا وتجاهل جملتها الأخيرة وقال :
    جانا بلاغ إنو معاك راجل هنا ..
    (قزت كوعها) ولله في أمر (نفوس) شئؤن حين تقف موقف (قزة الكوع ) وقالت :
    أنأ ماشايفة لي راجل قدامي ..
    قالتها وهي تشير إليه , غضب مولاناولكنه تجاوز إهانتها له وقال :
    النايم ده شنو ..؟
    ثم تفحص (حسن البعيو) من تحت ثوبها وقال :
    الشافع ده منو ؟
    قالت :
    ده ود أختي عندو ملاريا .. وأمو جابتو لي أعالجو
    نظر نحوها شذراً , ثم بدا انه اقتنع بزعمها أن (البعيو) هو ابن اختها الطفل المريض , ثم توجه نحو الباب في مشية عسكرية , ومضى .
                  

03-12-2013, 11:17 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    (2)

    (عبدةأبوتسعة) , كان مساعداً لأبي الليل في توزيع (البنقو) , (أب تسعة) من نواحي (السوكي) , جاء إلى العاصمة كغيره بحثاً عن حياة أفضل , ..طغى عليه أيضاً إسم (أب تسعة) لأن أحد أصابع يده اليمني تعرض للبتر في حادثة غريبة ظل يرويها هو ,(أب تسعة) كان يشارك (البعيو) محبة (نفوس) و(فراشها ) مناصفة , وكانا صديقين مقربين , لم تفسد المنافسة على (نفوس) صداقتهما أبداً , كانت (نفوس) تعتبر (أب تسعة) رجلها الحقيقي , وما (البعيو) سوى أداة (للعادة السرية) تستخدمها بغيابه , (أب تسعة) كان شكله يوحي بأنه (مثقف) , بنطلون (الشارلستون) و(النظارة السميكة) و(القلم الباركر) على جيب (قميصه ) لا يفارقه , والجريدة تحت أبطه دائماً أو بين يديه , كاذب من يقول أنه رآه يوماً يقرأ (جريدته ) تلك أو أي مكتوب آخر .
    حسن البعيو) لم يكن يرى الأمر على هذا النحو , كان يسخر من إدعاء (نفوس) ويبرر للأمر على نحو آخر , يقول (البعيو) :
    (أب تسعة) ده ماعندو حاجة , وديني ما بقدر على (نفوس) دي , لكن بس بتقشر بيهو ساكت , خجلانة من شكلي المكوجن ده , (أب تسعة)ده بس يمشي معاها السوق ويركب معاها المواصلات, راجل طويل عريض لبيس وشكلو محترم , لكن بالليل يخربو ما بسوى شي , الليل ده حقي أنا , والله بفرفر ليك في (نفوس) دي جنس فرفرة ,والصباح تحكي لي صاحبتا (عشة خنفس) تقول ليها :
    سجمي يا(عشة ) يا أختي والله (أب تسعة) أمبارح كتلني عديل كده .
    ثم يستطرد (حسن البعيو) قائلاً:
    أنا ما زعلان والله , (أب تسعة) ده فردتي ,و(نفوس) كمان معذورة , أنا خلاقة و هي عاجباها روحا ونحنا كده أسرة ناجحة , عارف لو (نفوس) ولدت ؟, بكون الجنا جناي أنا , لكن إسمو ود (أب تسعة) , خليهو يشيل شيلتو , أنا بلد وهو الله يقدروا على الرباية .

    (عدل بواسطة كمال علي الزين on 03-12-2013, 11:22 AM)

                  

03-12-2013, 11:40 AM

رانيه محمد الشيخ

تاريخ التسجيل: 10-18-2010
مجموع المشاركات: 3700

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    روععععععععععععععععععععععععه بالجد
                  

03-12-2013, 11:57 AM

سامى عبد المطلب
<aسامى عبد المطلب
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 1814

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: رانيه محمد الشيخ)

    كمال الزين الزول الكتاب ياخى اكتب ولا تأخذنكم بكيبوردكم شفقه .... !
                  

03-12-2013, 12:43 PM

عبد الله فقير
<aعبد الله فقير
تاريخ التسجيل: 01-31-2013
مجموع المشاركات: 453

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: سامى عبد المطلب)

    لمشكلة الوحيدة ياكيمو انك ممكن بي بساطة تختفي وماتكمل القصة دي
    لكن برضو
                  

03-12-2013, 01:10 PM

tmbis
<atmbis
تاريخ التسجيل: 10-19-2002
مجموع المشاركات: 24862

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: عبد الله فقير)

    والله عــادة سمحــة جدا الكتبتها دي ..
    لي فترة ما استمتعت بي قرايه ..
    على كل حال ذكرتني صديقي الرنقــو توفى قبل سنوات بعيدة ودفناه من غير ان يطالبنا ..

    الناس البتكتب كلام بستفز الواحد يكتب يا كمال لو جات هنا وكتبت والله الظاهر لي احسن على الاقل من الخرابيط القاعد الواحد يقراهو كل يوم دي من صباحة ربنا لحدت نهاية اليوم ..
    ..
    بعدين عبد الله فقير دا شكلو زول فنان وبيعرف شايفو بيلقط في الناس السمحـة ..
    ولذلك قاليك كان راجل تمها ..



    برافوووو يا كمال
                  

03-12-2013, 07:18 PM

عبد الله فقير
<aعبد الله فقير
تاريخ التسجيل: 01-31-2013
مجموع المشاركات: 453

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: tmbis)

    Quote: بعدين عبد الله فقير دا شكلو زول فنان وبيعرف شايفو بيلقط في الناس السمحـة ..
    ولذلك قاليك كان راجل تمها ..



    برافوووو يا كمال

    حبيبنا تمبس
    ياخي والله كتر خيرك علي الكلام الطيب دة
    الواحد بعد شهادتك دي مفروض يتصل علي بكري تلفون بي ليلو دة
    لاحظ بالتلفون عشان مايقول انا مافتحت ايميلي يسلمو الباسويرد وينزل علي المنتديات البدوك فيها قلب احمر لامن تكتب كلام من شاكلة الشفيف الوريف الخ
    ويقول العايزو والبفتح خشمو يقول ليهو بالله شوف الوهم دة انا تمبس بتاع سودانيز اون لاين قال انت بتفهم (الوش الاخضر ابى يزبط)


    وووتاني شنو
    ياتمبس كمال دة حكاي لكن ما مضمون كلو كلو
                  

03-12-2013, 12:54 PM

جعفر محي الدين
<aجعفر محي الدين
تاريخ التسجيل: 11-12-2008
مجموع المشاركات: 3649

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: سامى عبد المطلب)

    هذه الكتابة الرائعة تمنحك القدرة على تخيل الموقف تماما كما لو أنك شاهدته بأم عينيك
    بتعجبني حكاية الربط بين علية القوم وصغارهم وهي صورة متماهية تماما مع المجتمع السوداني




    ــــــــــــــ
    جبنة الدويم وما أدراك ما جنبة الدويم
                  

03-12-2013, 01:11 PM

نور الدين عثمان
<aنور الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 04-30-2010
مجموع المشاركات: 1390

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: جعفر محي الدين)

    كيمو يا ياراقى ياكتاااب ...

    بالله واصل وما ترجع لى لحركة الغيبة البدون انذار ديك ....
                  

03-12-2013, 02:26 PM

بلدى يا حبوب
<aبلدى يا حبوب
تاريخ التسجيل: 05-29-2003
مجموع المشاركات: 9833

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: نور الدين عثمان)

    كمال
    اديك الصحة
    سرد جميل ممتع بنكهة سلسلة واسلوب تدثره الشفافية ويقضحه الحكى ولكنه فى النهاية ابداع بلا حدود واصل يا مبدع
    تحياتى
                  

03-12-2013, 06:59 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: بلدى يا حبوب)

    (*)


    (أبوالليل) قضى بضع سنوات بسجن أمدرمان , وعاد ليتزوج من إحدى قريباته , كانت صغيرة جداً , تزوجها وهي إبنة (ثلاثة عشر) وأنجب منها ,
    صار (أبوالليل) متصوفاً , وترك زعامة تسويق (البنقو) لمساعده السابق (أب تسعة) , (أب تسعة) أدارها بنجاح وإقتدار , وتوسع في تجارته وسرعان ما ألقت الأرض بشخصيات جديدة (أبو الشي) , ( فرح آتو) و(رمضان الحلبي) , وكلهم مسلط على طريقته , بعد توبة (أبوالليل) تبعه (حسن البعيو) في أواخر (رمضان) إعتكف بالمسجد , رأى رؤيا وناداه منادي , حسب زعمه , ورفض الصلاة خلف (شيخ عباس نكير) لأنه كان من (الكيزان) , (شيخ عباس) أسماه الناس (شيخ عباس نكير) لأنه كان فضولياً و(حشريا) , وكان حسب زعم (البعيو) دجال وبحب (العيال) ولكن هذه قصة أخرى .
    (حسن البعيو) إستعار (عراقي) أبيض اللون من صديقه (د. عبدة) , كان (العراقي) على (البعيو) جلباباً طويلاً , وعلى عنقه لف (مسبحة) طويلة , ثم أعتزل (نفوس) وأنشغل عن الناس بمجالسة صديقه (د. عبدة) الذي حببه إلى القراءة .
    قال (البعيو) :
    قريت ليك كتاب إسمو (رحلتي بين الشك واليقين) , بتاع (مصطفى محمود) المصري داك , كنتا عاوز أقوى يقيني وإيماني , وحات الله شككني أكتر , الناس ديل دينهم ده غير بتاع الله والرسول ده ونجوم وأفلاك وماتعرف إيه , والسما والقمر ,الدين ده ماداير ده كلو , شوية طيبة وظرافة كده , وحب الناس يحبوك , وتختى النسوان الزي (نفوس) دي , الجنة تدخلا دغش .
    لم تكد تمضى أشهر , حتى عاد (حسن البعيو) إلى معسكر الفوضى أكثر قوة وحماساً , لكنه كان أكثر إيماناً بأن رحلته بين (الشك واليقين) قد أتت أكلها , فقد عرف (سليمان نكير) عن قرب , وقرأ سيرة (الصحابة) , ومؤلفات (مصطفى محمود) , كسر (البعيو) كل ذلك , وصار كل يوم يمضى في طريق حلمه بالتغيير والتغير , حتى ليلتها ... ليلة وفاة (نفوس) .
    سمعت (نفوس) أن لها أم كبقية خلق الله , لكنها كانت تعيش بعيداً بعض الشئ , كانت تعيش بقرية قرب (الرنك) , أصرت على أن تسافر لرؤيتها , أبوها هو الذي تولى رعايتها حتى سن الرابعة , وبعدها تولت هي رعاية نفسها , فقد توفى بعد أن لدغته (حية) بموقع (الفرن) الذي كان يعمل به , يقال أنه كان (حبشياً) جاء إلى السودان عن طريق (الكرمك) , ولكنه إستوطن (بالرنك) في بادئ الأمر وتزوج (أم نفوس) وأنجبها ثم تطلقا , فحمل أبنته على كتفه وهرب بها ليلاً إلى (الخرطوم) , وهكذا عرف الناس (نفوس) .

    أب تسعة) وهو يروي قصة بتر إصبعه , يتحاشى وجود (حسن البعيو) , يقول بعد أن يتلفت يمنة ويسرى ويتأكد أن (البعيو) لا وجود له على مدى دائرة قطرها عدة كيلو مترات : أنا كنت حارس مرمي أقبض الحمامة , الموية لو دفقتها ما تدخل , (حامد بريمة) ده دربتوا أنا , لكن الدنيا بت ال###### , كنت لابس في يدي خاتم تقيل كده واقف بيهو في مباراة ضد ناس (سليمان البعشوم) , (البعشوم ) شات فيني كورة بي كراعو الطرشا (اللفت) ديك , طرتا ليك معاها لحدي ما طلعتها فوق ,بي طرف أصابعيني , يدي شبكت في الغماز البعلقو فيهو الشبكة , الخاتم دخل جوة الغماز , وقعتا الأرض يدي خدرانة ودمها كابي , والخاتم وأصبعي معلقين في القماز بتاع العارضة , ودوني المستشفى , و ..
    يسرع في إنهاء القصة مخافة أن يطل عليه (حسن البعيو) مكذباُ .
    أما (حسن البعيو) فله رواية أخرى حول أمر بتر إصبع (أب تسعة) لا ترضى (أب تسعة) , لكن (حسن البعيو) لا يحفل برضاءه من عدمه ويرويها كلما وجده يتحدث عن بطولاته كحارس مرمى فقدإصبعه وهو يحمي مرماه في مباراة كرة قدم أمام (سليمان البعشوم) صاحب الرجل الطرشا , يباغته (حسن البعيو) قبل أن يكمل :
    بالله شوف الزول الكضاب ده .. إنتا بتجليها واقفة وحات الله أشوت فيك (كشك) يدخل بدون ماتشوفوا , يا أخوانا الزول ده كان حرامي , أيوة حرامي عديل كده بنط الحيط , دخل يدو في شباك عشان يفتحو سيد البيت طقاهو من جوة بي ساطور ولا أجنة ما عارف طير صباعو وبقت ليهو بي توبة ..بس البتوبو من الكضب شنو ؟
    يقاطعه (أب تسعة) دون أن يكترث لإتهامه :
    إنتا بتعرفني من وين كمان ؟, والله نحنا لو ما الظروف أصلو مانتلاقى والله الزيك ده كان إلا يشوفني في الجرايد , دنيا بت ###### .
    يضحك (البعيو) , ويمضي وهو يضرب كفاً بكف , ويلتفت قبل أن يغيب عن ناظريه قائلاً :
    والله يا (أب تسعة ) الجرائد إلا يجيبو فيها صورتك وتحتها بالخط العريض (عثر على هذا الجثة) , وإنتا مصور خشمك مفتوح وعيونك منططة .

                  

03-12-2013, 07:10 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    (*)

    الأعزاء /

    أمير محمد ادريس

    garjah

    امير طمبل

    د. ياسر عبد القادر

    Artiga Gilani

    شكري وأمتناني , ..


    __________________________________
    ياطمبل والله مرثية رائعة :)
                  

03-12-2013, 07:20 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    (*)


    ركض (البعيو) ومن أمامه (أب تسعة) نحو بيت (نفوس) , جاءهم خبرها , كانت (الداية) معها وهي على وشك أن تضع مولودها الأول , وصلا وجلسا صامتين أمام الغرفة , لم يكونا يحفلان كثيراً إبن أيهما هو , كانا و(نفوس) أسرة واحدة ,خرجت عليهم (الداية) مبشرة بطفل ذكر , أعطاها كلاهما ورقة نقدية من فئة معتبرة , دخلا على نفوس ونظرا إلى الطفل بجانبها وبهتا , كان طفلاً شديد البياض , صرخ (البعيو) :
    يجازي محنك يا(رمضان الحلبي) .

    ظلا يحدقان في الطفل وينظرا إلى (نفوس) , صاح فيها (أب تسعة) :
    ده شنو يا (نفوس) ده ود منو ده ؟
    أجابته بسرعة :
    هووي يا (أب تسعة) مالو , ده ود عرب أبياض , جنس الولادة دي إنتا و(البعيو) ده بتقدروا تجيبوها ؟ والله (رمضان ) بس الخالق الناطق , ده مستقبلو مضمون يا(سجم الرماد) .
    ضحك (البعيو) وجلس على الأرض وقال :
    يازولة المهم حمدلله على سلامتك إنتي ..
    أما (أب تسعة) فخرج دون كلام , وبعده جاء (رمضان الحلبي) مهنئاً .



    (رمضان الحلبي) , كان من أصول مصرية , ولكن أهله هاجروا إلى السودان قديماً وبرعوا بصناعة (الباسطة والطحنية) , لم يكن يمت للمصرين بصلة سوى شكله ولونه , كان سودانياً رغم أن والديه لا زالا يتحدثان لهجة مصرية قحة , كان ضخم الجثة , أبيض اللون , يغطي صدره ويديه شعراً كثيفاً , كان (طويل اللسان) وإبن نكتة , كأهله المصريين , يحب (البنقو) و(العرقي) ووالديه , كان رغم ضخامته ولؤمه وشقاوته , حبوباً ومسالماً , لم يكن يفعل شيئاً شاذا إلا حين يجتمع هو وصديقيه الآخرين , (فرح آتو) و(أبوالشي) .


    (رمضان الحلبي) و(أبوالشي) و(فرح آتو) , ثلاثتهم كانوا ضخام الجثة , برعوا في سرقة الخراف (لزوم القعدات) , يلاحقونها على (موتر) يقوده (أبوالشي) , وعندما يحازون قطيع (الخرفان) , يسلمون على الراعي المسكين دون أن يتوقفوا , ويمد (رمضان الحلبي) يده القوية , ويتناول (الخروف) من بين صحبه ويضعه أمامه على (الموتر) بينه وبين سائقه (أبوالشي) , الذي ما أن يشعر بوجود (الخروف) خلفه , حتى يعمل يديه في مؤشر السرعة , ليئن (الموتر) وهو ينطلق بسرعة تحت ثقل (رمضان) و(أبوالشي) والراكب الجديد (الخروف) المختطف .




    (رمضان الحلبي) أصبح (مجاهداً) , نعم , إنضم إلى (مليشيات الدفاع الشعبي) , وتدرب وغادر مهللاً , مكبراً إلى (ساحات الجهاد) , .أعادوه من جوبا , على يديه (######شات) وقد فقد ربع وزنه , (رمضان ) أراد أن ينعش تجارة (البنقو) , وسمع أن (الجنوب) به (بنقو ) جيد جداً , ولم يجد سوى (الدفاع الشعبي ) مدخلاً , ذهب وعاد وصار يحدث الناس , عن صداقاته وجنود (قرنق ) :
    والله الفرد ديل لعبتا معاهم قمار وسكرتا معاهم , وبيني وبينهم عيش ملح , بس القروش اليوغندية الخرتها منهم ماعرفتا أوديها وين ؟
    سأله (البعيو) :
    يازول لاقيتهم وين ؟
    رد (رمضان) :

    قبضوني في كمين كده , وكانوا عاوزين يقتلوني , قالو ده (مرتزقة عراقي) , ولا (كوبي) , قلتا ليهم دقيقة يا فرد أن (رمضان الحلبي) أسألوا عني (أولاد مونج) في كل الخرطوم كلهم بعرفوني , فردي كلهم , أي نعم أنا ما مؤيد لقضيتهم لأني ماعارف المشكلة شنو أصلا ؟لكن من الليلة معاكم حق , بس ما تضيعونا , أها والله كمان أن (جكسايتي ) زانداوية وحا أعرسا , ياخي نزل السلاح ده .
    سأله (البعيو) :
    أها حصل شنو ..؟
    رد (رمضان) :
    والله ياعمك واحد جا لفا فيني كده وهبش ليك يدي وكورك للقائد بتاعو قال ليهو (مندكورو شكل منقة) .
    قلتا ليهو: مافي مشكلة قول (حلبي ) ساي عافي ليك .

                  

03-12-2013, 10:30 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    (*)

    رانيه محمد الشيخ

    شكراً على لطفك


    سامى عبد المطلب

    سلمت ومنون لطيب كلماتك

    عبد الله فقير

    صديقي (عبدالله أكد )
    نكاية فيك المرة دي حا أنزل الرواية كاملة ..:)

    تمبس

    تحياتي ياتمبس والله معاك حق البورد بقى كلو أخنق فطس إتهم أشتم أقذف ..
    شكري وأمتناني ..

    جعفر محي الدين

    مولانا جعفر سعدت بحضورك

    نور الدين عثمان
    شكراً يانور وإن شاء الله نكمل
    بلدى يا حبوب
    صديقي القديم وينك ياراجل ... بركة في الشوفة

    Ahmed Alhadi
    من الفيس بوك تحت الباب شكراً على كلماتك وتشرفني متابعتك ..
                  

03-12-2013, 10:44 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    (3)

    يومها ... يوم وفاة (نفوس) , تذكروا أنها (مسيحية) , بعد أن جاؤوا بها إلى المقابر وأرادوا الصلاة عليها قبل دفنها , ظهر إبنها من (رمضان الحلبي) الذي تولى تربيته (أب تسعة) و(البعيو) مناصفة , وقال لهم :
    أنا إتخيل لي (نفوس) دي كانت (مسيحية) .
    صاح (البعيو) من وراء أعينه الدامعة :
    أي والله نسيت (نفوس) دي مسيحية , ما تكلموا الجماعة ديل يقوموا يرفضوا يدفنوها هنا , ويتلتلوها , تكون إتبهدلت حية وميتة .
    عزموا على ذلك , لكن شيخ(عباس نكير) جاء وخطب في الجمع موضحاً أنها (مسيحية) وأنه لا يجوز دفنهاهنا بمقابر المسلمين .
    سأله (البعيو) مغتاظاً :
    أها نحنطا قصدك ولا شنو ..؟
    أجابه (شيخ سليمان نكير) :
    لأ ..وتودوها تدفنوها في مقابر المسيحيين في الخرطوم جنب ال ..
    قاطعه (البعيو) ساخراً:
    يعني حا تندفن مع علية القوم والله بختها , ياراجل ماتختشي , الخرطوم شنو البنوديها ليها ..؟
    قاطعهم صوت (رمضان الحلبي) صائحاً :
    ياناس الله يسألني (نفوس ) دي أسلمت زمان وأنا شاهد على ذلك ..
    لم يكد (شيخ سليمان نكير) يسمع جملته حتى بادر الجمع :
    الله أكبر , هذا فتح عظيم , رحمها الله (الفاتحة على روحها الطاهرة ), ..
    وسرعان ما واروها الثرى بعد أن صلوا عليها , وخطب فيهم (شيخ نكير) خطبة عصماء , عدد فيها مآثر الفقيدة .
    في طريق العودة سأل (أب تسعة) (رمضان) :
    إنتا يا (رمضان) ياخوي , نفوس دي أسلمت متين ..؟
    أجابه (رمضان) :
    والله أنا مش معاشرا لي كم سنة أسي ؟ وحاتك ماعارف ليها دين , لكن قلتا أتصرف وألم الحكاية .
    سأله (أب تسعة ) مستنكراً :
    لكن إنتا قلتا يسألني الله , يازول إنتا ملتك شنو , إنتا ما ...
    قاطعه (رمضان) مختصراً :
    يعني ربك حا يخلي البلاوي العملتها في دنيتي دي كلها ويركز على إسلام (نفوس) ده ؟ ياخي أنا عدد الخرفان السرقتها دي ساي لو ربك إتذكرا لي يوم القيامة إلا أشوف لي بلد تانية .
    رد (أب تسعة) :
    أستغفر الله يازول إنتا ما عندك دين ؟ ده كلام شنو ده ..؟
    تدخل (البعيو) قائلاً :
    والله إنتو عالم فاجرة , (نفوس)دي غايتو ما حاتلقى ليها زول يدعي ليها دعوة صالحة .
    هنا جاء دور إبنها (عبدالله الدفار) الذي كان قد جاوز حينها السادسة عشر ,والذي تدخل وقال في حزن :
    (نفوس )دي أنا براي بدعي ليها وبعمل ليها (سبيل) كمان ..
    نظر إليه (البعيو) وقال :
    والله ,إنتا كمان بالذات تبعد عنها , إنتا أكبر مصيبة وقعت على راس المرة المسكينة دي .

    وهنا بدأت حكاية جديدة , حكاية (عبدالله الدفار) إبن (نفوس) من (رمضان) والذي تولوا تربيته جميعهم .
                  

03-12-2013, 10:58 PM

Emad Eldeen Ali
<aEmad Eldeen Ali
تاريخ التسجيل: 01-31-2013
مجموع المشاركات: 96

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)




    خوفي منك...
    خوفي تنساني...
    وتنسى الليالي..


    ده وردي, اما انا فخوفي إنك ما تتمها.

                  

03-13-2013, 04:45 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: Emad Eldeen Ali)

    (*)

    (نفوس) قبيل وفاتها لم يكن لها حديث سوى خبر (أمها) التي سمعت أنها على قيد الحياة ,وتعيش بالرنك , أخذت إبنها (عبدالله الدفار) وسافرت لزيارتها , شهر مضى والمكان بغير (نفوس) لم يكن يطاق لصحبها , (حسن البعيو) عاد إلى المسجد , صار صامتاً قليلاً مايحدث أحداً , (أب تسعة) لم يستطع الصمود فأستغل غيبتها وسافر لزيارة أهله بالسوكي , (رمضان الحلبي) أنشغل عنها بحبيته الجديدة (طيبة الزانداوية) , كانت (طيبة) جميلة ذات قوام ممشوق , لونها برونزي فاتح وكانت تحبه , (رمضان ) و(طيبة) كانا خفيفي الظل ولكنهما لم يستطيعا تخفيف أمر فراق (نفوس) على (البعيو) أو (أب تسعة) , فأنشغلا عنهما بحفلات (الغناء الزائيري) التي كان يقيمها أهلها في كل أنحاء العاصمة , صار (رمضان) يهتم بملبسه أكثر , تخلى عن الموتر وعمل سائقاً بالسفارة (الألمانية) , وأحبه الألمان وسفيرهم على وجه الخصوص , قال (البعيو) وهو يرى السفير الألماني يزور (رمضان) ويخرج من بيته ضاحكاً :
    الشكية لي الله , الحلبي ده ياكل راس الأسد , الله لا كسبوا فرد السفير الألماني زاتو .
    يقال أن (رمضان ) قد كذب على السفير وأدعى أنه من أصل يهودي مات أهله في (الهولوكوست) وأن أبيه هذا ليس أبيه , وأن هذه الأسرة المصرية إستجلبته من اليونان بعد الحرب العالمية وكفلته وتبنته , سأل (أب تسعة ) (نفوس) ذات مساء بعد عودتها من (الرنك) :
    إنتي يا(نفوس) صحي (رمضان ) غاشي السفير عشان كده بحبو وبعطف عليهو ..
    ردت (نفوس) :
    أيوة قال ليهو إنو أهلو كتلهم (هرتل) في (كوستي) و ..
    قاطعه (البعيو) كعادته مصححاً :
    (هرتل ) ده منو يا بهيمة , إسمو (هتلر) وبعدين الجابو (كوستي) شنو ؟ إنتي قصدك (الهولوكوست) ..
    ردت (نفوس) :
    ودي ماياها (كوستي ) زاتا يعني ..؟
    نظرا لبعضهما , (البعيو) و(أب تسعة) وأنفجرا ضاحكين , ورمتهما (نفوس) بغطاء (الحلة) التي كانت تعمل على تنظيفها .
    (أبوالليل) كان غائباً يوم وفاتها , يوم وفاة صديقته (نفوس) , كان قد خرج من السجن , وتاب وأسلم خلافة الكيف لنائبه (أب تسعة) , وجدوه عند قبرها باكياً , إرتمي عليه وأصر على المبيت عنده , وفعلها , وجدوه صباحاً يخرج من بين القبور ولا يزال وجهه متورماً من آثار السهر والبكاء , (البعيو) كان يدرس اللغة الإنجليزية مساءً ويجمع كل ماتيسر من معلومات عن (بلاد العم سام) , قال وكان يبدو جاداً في قوله :
    أنا بحب أمريكا وعاوز أهاجر ليها لأنها بلد بتحترم (البعيوات) , (البعيو) هناك كان فشل ببقى (مصارع ) وكان فشل شديد بمثل في الأفلام ديك , أفلام اللي بالي بالك ديك ,.. أيوة ماكلكم بتحبوها , وبتشوفها , وبعدين تنكروا , حتى (شيخ عباس نكير) أي والله (شيخ نكير ) عندو منها كمية , مرة سرقتها منو و بعتها في سوق (القنص) , والله جابت مبلغ محترم خلاص سكرتا منو وجبتا منو عشا لي (نفوس) الله يرحمها , ولما زراني (شيخ عباس نكير ) قلتا ليهو : ان شاء الله في ميزان حسناتك يا شيخنا ..

    (أبوالليل) أطلق على إحدى بناته إسم (نفوس) , (البعيو) يزعم أن لموت (نفوس) علاقة ما , بزيارتها لأمها , وقد سأل (د. عبدة) تفسيراً علمياً وأعطاءه تفسيراً أقنعه جداً , وكره (أم نفوس) لأنها حسب زعمه هي من تسبب بموتها .


    (نفوس) بعد عودتها من زيارة أمها , تغيرت كثيراً , صارت أقل مرحاً من زي قبل , كما أنها صارت أقل شراسة , نقص وزنها كثيراً , قبلت بأشياء كثيرة لم تكن تقبل بها من قبل , حتى أنها قبلت (مبلغاً ) من المال من أحد المحسنين , لم يصدق ذلك أحد , (نفوس ) كانت شديدة الإعتداد بنفسها رغم فقرها إلا أن نفسها كانت (عزيزة) , وأنفها عالي ,كانت كثيراً ماتحكي عن أنها يوماً ما ستعود إلى أهلها كانت تفخر بأن لها أهلاً :
    شوف يا(البعيو) إنتا أظنك قايلني مقطوعة من شجرة , أبداً يا خوي أنا أمي حية وأهلي كتار بس مالاقياهم , ويوم ما حا ألقاهم حياتي دي كلها حا تتغير وحاتشوف عينك ..
    يرد (البعيو) :
    أيوة عارفك بت ناس (النفيدي) ورايحة منهم , والله مافي شي مطلع عينك غير وهمك ده ..
    تغضب (نفوس) :
    والله ياسجم أنا بس ماعندي جواز سفر , لكن كان عندي كنتا أقل حاجة مشيت الحبشة لي أهل أبوي ,
    يضحك (البعيو) :
    يعني أبوك جا بي جواز سفر, يازولة السودان ده زي (اللباس) تطلعي منو وتخشيهو عادي بأي إتجاه .
                  

03-13-2013, 05:26 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: Emad Eldeen Ali)

    (*)

    يبدو أنني سأكملها لكم على غير عادتي ياعماد
                  

03-13-2013, 09:39 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    (*)

    (نفوس) لم تمكث كثيراً عند أهلها , عادت بسرعة أدهشت أصدقاءها , باغتها (البعيو) قائلاً :
    إنتي يا(نفوس) ماكنتي بتحلمي باليوم ده عمرك كلو , وقادانا قد ..( أهلي) .. (أهلي ) ..(أمي ) .. (أمي )..؟
    ردت عليه (نفوس) بصوت خافت :
    أنا تعبانة من السفر أسي يا(حسن) , خليني عليك الله ..
    قاطعهم إبنها (عبدالله الدفار) :
    أنا جعان يا(نفوس) , ..
    صاح فيه (البعيو) :
    (نفوس) دي أختك ياود إنتا ؟ قول ليها (يمة) , ..
    ثم أردف ساخراً :
    ولا أقول ليك حقو تقول ليها (ماما) ولا (مامي) زي (شيريهان) في المسلسلات , ماخلاص (ماميك) دي لقت الأسرة الحاكمة الضاعت منها .
    ثم ضرب على يد (فرح آتو) وأستغرقا في ضحك متواصل , أشاحت (نفوس) بوجهها عنهم وشردت تفكر بشئ يجهلونه .
    عودة (نفوس) من لدن أهلها به السرعة كانت تحفها بعض من غرابة , وجه هذه الغرابة يتجلى بصمتها الذي صار سمة على غير عادتها , ونحولها وشرودها الدائم , ثم وفاتها المفاجئة .


    (حسن البعيو) يتأثر دائماً بأفكار صديقه (د. عبدة) ويحفظ أقواله وينقلها عنه , (د. عبدة) مستودع الحكمة بعالم (حسن البعيو), (البعيو) صار يتحدث عن التحليل العلمي للأحداث , أخذ معه (عبدالله الدفار) ويمم وجه شطر بيت (د. عبدة) أملاً في تفسير ما لما طرأ على (نفوس) من تغيير , ثم وفاتها المفاجأة , سأل (د. عبدة) إبنها (الدفار) عن رحلتها للتعرف على أهلها , وروى (الدفار) كل ماجرى وبتفصيل كاد ان يكون مملا وبعد أن اكمل (الدفار) رواية ماكان من أمر (نفوس) في زيارتها لأمها , جاءهم (د. عبدة) بالخبر اليقين .

    روى (عبدالله الدفار) : أن (نفوس) كانت تكاد تطير فرحاً حين سمعت بأمر أهلها , عثورها على أهلها كان حلم حياتها الذي عاشت من أجل تحقيقه , (أمها) وأهل أمها والمكان الذي تنتمي إليه ودفء العائلة , أحلام (نفوس) صغيرة متواضعة , أغلبها تدور حول المحبة والحميمية, وصلت إلى أهلها فجراً , سألت عن بيت أمها , قادها إليه شيخ كان قد غادر المسجد لتوه عائداً من صلاة الفجر , وصلت بيت أمها , طرقت الباب وهي تحتضن إبنها (الدفار) وتسارعت دقات قلبها .

    (عبدالله الدفار) ..إبن (نفوس) كان صبي ضخم الجثة , أبيض اللون , مجعد الشعر , كان هجيناً حقيقياً بين (نفوس) و(رمضان الحلبي) , عاش حياة جيدة ومرفهة بحسبان أن له عدة آباءيتولون رعايته مناصفة ويتبارون في تدليله , وربما هذا ما أكسبه هذه الشخصية اللا مبالية , أو ربما تلك هي جينات والده الحقيقي رمضان الحلبي , طالما عانت (نفوس) من أجل تحقيق حلمها بتنشأته نشأة صحية بعيداً عن آباءه الملاعين .
    أطلق عليه رصفاءه من أبناء جيله لقب (الدفار) لضخامة حجمه, ولأنه كان يمشي زاحفاً على الأرض ويتهادي كسيارة النقل التي أطلق عليها أهل السودان إسم الدفار , أدخلوه عدة مدارس لكنه سرعان ما يفصل لإهماله وسوء سلوكه , الغريب أنه رغم ضخامته وإنفلاته لم يكن عنيفاً يوماً ,إلا أنه كان يجئ بما يزهل الشياطين , ضربوه كثيراً بغرض تأديبه , (جميع آباءه ) وكذلك (نفوس) , لم يكن يتأثر كثيراً بعقابهم , (نفوس) كانت تأمل به كثيراً , رافقها (عبدالله الدفار) برحلة زيارة أهلها الأولى والأخيرة , عادت وهي تفتقد الكثير من (مكونات) المرأة التي عاشت بين الناس وعرفت (بنفوس) , وعاد وهو كما هو (عبدالله الدفار) , ذلك الأكول الذي لا يبالي بشئ , والذي كل ما أخرجوه من مصيبة فعلها , عاد ليخلق أخرى ويحشر بها نفسه حشراً , سأله (البعيو) :
    أمك دي مالا يا (دفار) ..
    أجابه وقد تبين ملمحاً لحزن ما , ليس من شيم (الدفار) :
    (نفوس) دي عويرة , كانت فاكرة إنو لما تلقى أمها , حا تتغير حياتا , وحا يكون اللقاء زي ما بحصل في الأفلام الهندية ديك , تحضنا كده والمطرة صابة والموسيقى الهادية ديك شغالة .
    قاطعه (البعيو) :
    والله يا سجمان الكلام البتقول فيهو ده حيرني , أتاريك بتفهم ياسجم الرماد ,تحليل عجيب كأنو البتكلم ده (دكتور عبدة) ..
    رد (الدفار) وقد لمعت عيناه :
    مشكلتكم بتجرى ورا إنكم تعملوا فاهمين , ماقادرين تفهموا إنو عدم الفهم رحمة ,أها (نفوس) مشت ولاقت أمها وفهمت , والفهم ده هو الكتل (نفوس) ,أنا بتفرج فيكم وماعاوز زول يعرف إنو أنا ممكن أفهم , عشان أعيش مرتاح .
    أكمل جملته ومضى تاركاً (البعيو) في دهشة حقيقية .
                  

03-13-2013, 10:22 AM

طارق ميرغني

تاريخ التسجيل: 12-25-2006
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    مرة اخري بعد كل تلك السنوات !!!!!!!!!!!!

    اتمني هذه المرة ان تترك عادتك

    وتركز علي عادة "نفوس"

    يا مبدع
                  

03-13-2013, 12:47 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عادة سرية جداً ... (Re: طارق ميرغني)

    (4)

    :(يموت الإنسان ,حين تموت أحلامه)...
    هكذا لخص (د. عبدة) حكاية النهاية , نهاية (نفوس) , تلك (المحبة) (المحبوبة) , التي كانت تملأ الدنيا برذاذ ضحكاتها وخفة ظلهارغم ثقل حجمها , (نفوس) كانت حلماً عابراً بحياة أصدقاءها وكانت حياتها حلم أيضاً , حلم لقاء أهلها ودفء (أمها) , كانت عيناها تقول :أنا (نفوس) الضائعة , حتى أجد (أمي) ..
    رغم أنها ماتت عن نيف وأربعون , إلا أنها كانت تحلم بطفولة جديدة , بين يدي أم لم ترها.

    أشفقت على (حسن البعيو) , أيضاً حين علمت أنه دار حول حلمه (أمريكا) كنحلة حائرة , ثم عاد إلى خليته , حلم (البعيو) الذي عاش من أجله هو هجرته إلى (أمريكا) , وحلم (نفوس) الذي عاشت من أجله هو هجرتها إلى أحضان أمها , كلاهما حقق حلمه ,يبدو أن حضنيهنا كانا متشابهان , حضن (أمريكا) لم يكن دافئاً كما حلم به (حسن البعيو) , وكذلك حضن (أم نفوس) الذي حلمت بدفئه .

    (نفوس) حين رحلت أخذت معها الكثير من جمال الناس والأمكنة , بكى عليها كل من عرفها , كل من غسلت ببيته , كل من خدمته بليلة عرسه بأجر ودون أجر ,(نفوس) رغم فقرها كانت صاحبة واجب , كل أفراح وأتراح أحباءها من أهل الحي , كانت تخدم فيها الناس حافية , وترفض أن تتقاضى أجراً , عند زواج كل فتاة من فتيات الحي كانت تغضب حين يحاول أحد والدي العروس إعطاءها أجراً نظير عملها , كانت تغضب وتصرخ :
    العروس دي بتي , إنتوا أظنكم قايليني جيتكم خدامة , أنا ماناقصة شغل إنتو أهلي , وتخرج غاضبة .
                  

03-13-2013, 05:24 PM

ناصر حسين محمد
<aناصر حسين محمد
تاريخ التسجيل: 01-09-2013
مجموع المشاركات: 5233

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    متعة ياكمال والله
                  

03-13-2013, 08:04 PM

عمر نملة
<aعمر نملة
تاريخ التسجيل: 11-08-2009
مجموع المشاركات: 2550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: ناصر حسين محمد)

    سلام كمال
    مااظن دي كتابه دي حقيقه وحولينا هؤلاء الشخوص. طيبين وصادقين
    واهم حاجه في حياتهم هي الخوه.
    Quote: يحب (البنقو) و(العرقي) ووالديه

    يقال ان ربنا اجل عذاب فرعون لانه كان بارا بوالدته.
    الله يرحم ويغفر لكل بار بوالديه.
    حقيقه ابداع ولايقل عن ماركيز في تنقله بين الشخوص
    وتذكرني برواية اطفال الشوارع على مااعتقد لجورج امادو
    تسلم كمال
                  

03-13-2013, 09:01 PM

عبداللطيف شريف على
<aعبداللطيف شريف على
تاريخ التسجيل: 03-10-2013
مجموع المشاركات: 1197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: عمر نملة)

    Quote: ونذر نفسه كما يدعي لمكافجة الرزيلة وإفشاء مجتمع الفضيلة , مجتمع الفضيلة الذي تغاضى عن جوعها وعريها , وهوانها على الناس ,اليوم يبحث أمر تأديبها , ذات المجتمع الذي لم يبحث يوماً , أمر إعطاءها مسكناً مناسباً وعملاً لائقاً , ومصدراً للدخل يكفيها شر التنقل بين بيوت الناس , لإزالة أوساخهم من على ملابسهم وأوانيهم وبالوعاتهم , يطالبها اليوم بأن تمتثل لمعتقداته وقيمه المزعومة , قيمه التي تنادي بالفضيلة , وتسقط الرحمة .



    وكان حاضرا هنا .......؟؟؟

    المشروع الحضارى ....!!!



    تسلم يا رائع على كل الجمال الذى وهبته لنا ....

    اقعد عافية ..

    (عدل بواسطة عبداللطيف شريف على on 03-13-2013, 09:10 PM)

                  

03-13-2013, 11:06 PM

Emad Eldeen Ali
<aEmad Eldeen Ali
تاريخ التسجيل: 01-31-2013
مجموع المشاركات: 96

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)



    علي غير عادتك.

    عزيزي فائدة البتكتبو شنو كان ما شافوه الناس, وإنت ما شاء الله زول كتاب شديد جداً خالص خالص
    بالله عليك ما تقطع وياريت لو تواصل فى كل قديم قطعتو والأهم الجديد.

    تحياتي



    *
    أيوه كده ياخ زهجت من الكتابات السطحيه, بالرغم من جمالها لكن ما عندها طرح وقلة ادبها كتيره

                  

03-14-2013, 04:35 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: Emad Eldeen Ali)

    (*)

    سلمت أخي عماد .. وسأواصل هنا رغم أن الروايتان أخيرا بالمطبعة ..
    أتمنى أن لا يفسد إنزالهما هنا متعة القراءة على الورق ..



    العزيز طارق ميرغني

    شكرا ياصديقي على طيب كلماتك

    العزيز ناصر حسين

    متعك الله بالصحة والعافية

    العزيز عمر نملة

    شكرا على رؤيتك الواقعية فالرواية هي فن محاكاة الواقع

    العزيز عبداللطيف

    سلمت ومنون للطفك

    (عدل بواسطة كمال علي الزين on 03-14-2013, 04:38 AM)

                  

03-14-2013, 05:04 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    (*)

    تقلب (عبدالله الدفار) بمرقده طويلاً , قبل أن يعتدل ويقول موجهاً حديثه (للبعيو) :
    إنتا يا(حسن البعيو) عارف إنو (نفوس) دي لو ماكانت مشت لي أمها ماكانت ماتت .؟
    تنهد (البعيو) ثم قال :
    تعرف يا(سجم الرماد) ,أنا بقيت أخاف , لأنك بقيت تفهم ..
    أجابه الدفار دون أن يعر جملته اهتماماً:
    وحتى (أبوالليل) زاتو لو ماتاب وبقى زول جوامع ماكان مات ..
    أجابه (البعيو) بدهشة حقيقية :
    لا بس دي مافهمتا , ولو كان عندك ليها تفسير حقيقي حا أخاف منك أكتر لأنك بقيت تفهم أكتر من (حسن البعيو) , اللي هو شخصنا الضعيف .
    تجاهله (الدفار) مرة أخرى مما أستفز (البعيو) وبدا على وجهه الضيق ثم قال في ثوب الحكمة الجديد:
    (ابوالليل) لو ماكان بقى زول جوامع وتاب كان ربنا اجل اخدوا ,لانو ربك عارفو زول طيب وما حاياخدوا وهو عاصي عشان يدخل النار, فكان حا ينتظروا لحدي ما يتوب وبعدين ياخدوا ,وقع ليك كلامي يا (البعيو)...؟
    نظر (البعيو) الى الحكيم الصغير الذي أمامه , كان يشبه أبيه (رمضان الحلبي) حتى أنه تارة يتحدث بلهجة سودانية (صميمة) , وطوراً يتحدث لهجة أهله المصريين , مما كان يثير دهشتهم فهو رغم أن (نفوس) أنجبته من (رمضان ) الا أنه لم يكن طفلاً شرعياً معترفاً به عند أهل (رمضان) فوالدي (رمضان) كانا مصريين , هاجرا إلى السودان , وأمتهن والده صناعة (الباسطة ) و(الحلويات)
    و(الطحنية) ,يقال أن أهل أبيه بالسيدة (زينب) كانوا أساطين هذه الصناعة , لم يرث (رمضان) مهنة أبيه فقد صعلوكاً , كريماً , وحرامي في بعض الأحيان .


    (حسن البعيو) و(عبدة أب تسعة) كانا يحسنا للدفار وفاءً لنفوس , وعملا على تربيته , إلا أنهما كانا يختلفان حول كيفية تربيته وما أن يجتمعا ليلاً حتى يبدأ جدالهما المستمر , يباغت (أب تسعة) صاحبه (البعيو) قائلاً :
    تعرف يا(مان) إنتا فاكر التربية دي يعني تأكلو وتشربوا وتشتري ليهو (طلوس جينز) من سوق (ستة) وتفكو يعذب خلق الله ..
    يرد (البعيو) بعد أن يترك سجارة (البنقو) التي أعياه العمل على لفها :
    أها يا حاج فلسفة , التربية يعني شنو ؟ وإنتا ربوك كيف , عشان تساعدنا على الفهم أضرب لينا مثل بي (ماما) و(بابا) كانو بعاملوك كيف؟
    يبدو على (أب تسعة) الضيق من تهكم صاحبه لكنه يواصل :
    نحنا يا (مان) ماربونا حسب قراءتي لي مفهوم التربية الحديثة و..
    يقاطعه (البعيو) :
    يابروف .. براحة علينا ياخي ..
    (كان البعيو ينادي أب تسعة بلقب البروف على سبيل السخرية)

    يعود (أب تسعة ) للحديث متجاهلاً سخريته :
    نحنا يا (البعيو) ربونا لحدي ماوصل عمرنا (ستة) سنة , بعديها ربينا روحنا برانا شئ تلاقيط كده , عشوة في بيت عرس , غدوة في صبحية كاربة , مجازفة (موز وخدار) من السوق وهكذا , ما لقينا زول علمنا كيف نكون ناس محترمين ,أها كيف نكون ناس محترمين دي هي (مفهوم التربية الحديثة) ..
    عاد (البعيو) إلى سجارته وأفلح في لفها جيداً ..ثم أشعلها وتصاعد (دخان) البنقو .وواصل (أب تسعة) محاضرته دون أن يتنبه إلى أن صاحبه قد (أنسطل) وفارق عالمهم إلى عالمه الخاص , فقال متجاهلا حديثهما السابق :
    : تعرف يا(أب تسعة) سبحان الله أنا أرجل ناس وأصدق ناس وأجمل ناس
    ماقابلتهم في الجوامع لما أتصوفتا داك , أحسن ناس عرفتهم في الدنيا دي عرفتهم في قعدات سكر ولا خانة بتاعة (بنقو) .
    لم يكمل جملته حتى قاطعه (أب تسعة) :
    الله يقطعك ياخ , إنتا يا(البعيو) كفرتا بي ربك ولا شنو ؟ ناس الدين ديل , ناس الله , عمار المساجد عاوز تقارنهم بينا إحنا ؟
    (البعيو) :
    أنا مابقارن لكن بقول ليك حقيقة أي زول عرفتو في الأيام ديك طلع كذاب ودجال ,الناس البحترمهم وبحبهم كلهم عرفتهم ياهم أولاد كاسي
    وناس سجارتي .
    ظلا على هذه الحال حتى أوشك النهار على الطلوع ,(أب تسعة) يتحدث كعادته حديث فيه شئ من التعالي على صاحبه ,ويجتهد في إستدعاء كل ماسمعه من أصدقاءه الذين تلقوا حظاً من التعليم ,كان أغلب همه أن يتحدث حديثاً لايفهمه (البعيو) حتى يواصل إستمتاعه بموقع (المثقف) الوحيد بين (رهط) من الجهلاء ,وهكذا أستحق لقب (البروف) ..

    (البعيو) وبعد أن سيطرت عليه (نشوة) البانقو , صار أكثر تعاوناً وإستماعاً , وقام بلف سجارة أخرى لصديقه وأشعلها له قائلاً :
    هاك يا(بروف) أديها وأشجينا والله إنتا خسارة فينا ..
    أخذها (أب تسعة) وقبل أن يقربها من فمه باغت صديقه بسؤال لاعلاقة له بما كان من حوار :
    إنتا يا(البعيو) صاحبك الدكتور داك وينو ؟ يعني ليهو فترة ماظاهر ؟
    أنا أصلاً كنتا مستغرب و(نفوس) زاتا والله كانت متحيرة في صداقة الراجل ده معاك ..
    (دكتور) محترم كده يصاحب واحد (بعيو حقير جاهل مخولق) زيك ..؟
    رد (البعيو) :
    ياخي الله يطراهو بالخير , ربنا رحمو من صحبتنا ومن الحلة الوهم دي ,إشتغل في منظمة عالمية وأدوهو بيت في (المنشية) , مشيت ليهو والله دقيت (الجرس) جوني ستة (خدامات) عيونهن دقاق كدة (قالو فلبينيات) عشنا وشفنا ناس (جاكي شان) في السودان, نادوهو لي برة , تخيل أبوا يدخلوني ماعجبهم شكلي , قلتا ليهم:
    الدكتور ده أنا فردتو الوحيد وصديق عمرو , لحدي ما جا وسلم علي بالأحضان ودخلني , قصر زي البنشوفهعم في المسلسلات ديك , لكن الشهادة لله الزول ماأتغير ولا أتكبر ولا نسى العشرة ,لكن أنا والله ماكررتها تاني , قلتا أخليهو لعالمو الجديد ..
    رد (أب تسعة) :
    أها وهو طبعاً ماصدق , فتح ليك وماسأل منك وقال خير الجات منك ؟
    غضب (البعيو) ورد وقد علا صوته قليلاً :
    لا والله .. الدكتور عمرو ماكان كده , بعديها جاني كم مرة في الورشة , ومرتين كده هنا في البيت حتى أسأل (الدفار) لاقاهو و(رقع) ليك (الدفار) بي خمسميياية ..
    عدل (أب تسعة) من موقع جلسته وقال:
    يازول ..(خمسين ألف) ؟والله كلس ..
    ضحك (البعيو) وهو يحاول قول شئ ما وعجز من فرط إستغراقه في الضحك ,حتى راح (أب تسعة) يستحثه على الحديث :
    مالك يا(البعيو) ضحكنا معاك , ..في شنو ؟

    إستغرق (البعيو) دقائق حتى أستطاع تمالك نفسه ثم قال:
    ياخي إتذكرتا كلام الدكتور , زولك قال لقا نفسو ساكن في شارع كلو (حكومة) , شي وزير داخلية , شي عضو برلمان , ..
    قال لي :
    لقيت نفسي في شارع كلو (سياسيين ) ياحكام سابقين يا حكام حاليين , إضطريت أكتب على بابي (منزل أحرار) .
    وضحكا حتى أدمعت أعينهما ..
                  

03-14-2013, 05:14 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    (*)
    اشرقت الشمس وجاءهم نبأ أخرجهم من حالة (السطلة) التي كانا بها , فقد تعرض (رمضان الحلبي) لحادث مروري ,وتم نقله للمستشفى ,جاءتهم زوجته (طيبة الزانداوية) باكية , أصطحباها للمستشفى , وجدوه وقد غطي كامل جسده بالجبس , حتى عنقه , كان حادثاً مريعاً , كاد أن يودي بحياته لولا انه قفز من على (موتره) , ما أن رأته (طيبة) على تلك الحال حتى جن جنونها وصارت تولول وتصيح ,طلب أحد الأطباء من صديقيه أخذه لبيته فلا حاجة له بالبقاء فقد (جبسوا) كسوره ,أخذوه على نقالة بدائية(تجرها) ممرضتان يعاونهما (أب التسعة) و(البعيو) , و(طيبة ) تجري وراءهم ويديها على رأس زوجها (رمضان9 تهمس بأذنيه .
    صاح (رمضان الحلبي) بوجه (طيبة) بعد أن همست بأذنه (دون أن يسمعها أحد):
    غوري من وشي ياولية , دة وقتو أسي ؟
    (البعيو) قال وهو يلهث خلف (النقالة) :
    مالا (طيبة) يا(رمضان) قالت ليك شنو؟
    رد (رمضان) وهو يتحاشي أن يسمعنه (الممرضات) :
    (الولية) بتسأل من (الجهاز) , شافتني (مجبس) كلي مالقت حاجة تقلق عليها غيروا ..
    رد (البعيو) مستوضحاً :
    (جهاز) شنو يا (رمضان) إنتا كنتا شايل ليك تلفزيون في الموتر ولا شنو ..؟
    رد (رمضان) :
    إنتي جاهل ولا شنو (الجهاز) ده (البتاع ) ياخ ..
    (البعيو) :
    ياخي الكلام بالإلغاز ده مافهمتو (بتاع ) شنو ياخي ..
    رد (رمضان) :
    يعني عاوزني أقول إسمو أسي والله (الممرضات) ديل يسمعن إسمو إلا يرموني على (خشمي) , بوريك بعدين ياخ ..
    أجاب (البعيو) ويبدو أنه فهم أخيراً :
    بالله هي بتسأل عن (البتاع) , بالله (المرة) دي نصيحة , لكن بالجد طمنا , إنشاء الله العدة ماتكون إتضررت ؟
    رد (رمضان) :
    ياخي إنتا مالك ومالا , (طيبة) تسأل قبلناها , إنتا مالك ؟
    (البعيو):
    ياخي صحبك وعاوز أطمن علي مستقبلك وأغلى ما تملك ..
    (رمضان) :
    ياخي والله تمام التمام إطمن وطمن الحلة كلها , سمح ؟
    وبينما هم يخرجونه من بوابة المستشفى , تجمع حولهم نفر من المارة ,أدهشهم منظره وجسمه بالكامل يغطيه الجبس تقريباً وتساءل أحدهم :
    ياخي كفارة الزول ده مالو ؟
    رد (البعيو) دون أن يتوقف محاولاً اللحاق (بالنقالة) :
    ده أخونا (رمضان الحلبي) حرامي خرفان , كان بحاول يسرق خروف بالموتر عمل حادث و..
    قاطعه (رمضان) وهو يرفع رأسه وينظر نحوهم:
    الله يلعنك يا(البعيو) فضحتني , ..
    ثم حاول أن يجعل صوته أعلى حتى يسمعه (المارة) :
    أنا ما(حرامي) الزول ده كضاب , أنا ماحرامي أنا (محتال) بس ,خليت السرقة زمان .

                  

03-15-2013, 01:48 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    (5)



    جلس على حجر ضخم أمام بيت (أبوالليل) , أطرق رأسه ووضعه على كفيه , وأطلق لنفسه العنان , بكى (حسن البعيو) صديقه (أبوالليل) ,
    تذر ليلة رحيله المفاجئ , حملوا نعشه , كانوا أربعة رجال , وكان النعش يميل كثيراً وليس قليلاً , على إحدي جوانبه الأربعة كانه يتداعي للسقوط , تراه وهو يكاد يفلت من بين أيديهم , تمعن النظر لتكتشف أن هذا الميل والإنحدار ,لأن أحد الأربعة الذين يحملون نعشه هو (حسن البعيو ) , كانت أدمعه تتساقط من حول نعش (أبوالليل) , كان يحمل نعشه ويبكيه ويبكي (نفوس) ويبكي حاله , فقد أخذ منه الموت أحباءه دونما إنذر , أصر على حمل نعشه كما أصر من قبل على حمل نعش (نفوس) , لم تطب نفسه حتى وجد ل(ابي الليل) قبرا قربها , قرب قبرصديقته (نفوس) دفنوه بجانبها , وتخيلهما(البعيو) على سرر متقابلين , ترحب به ويرحب بها وقد أسعدهما اللقاء .
                  

03-15-2013, 01:54 AM

عبد الله فقير
<aعبد الله فقير
تاريخ التسجيل: 01-31-2013
مجموع المشاركات: 453

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    يازول ماتخمنا بنص حلقة وتمشي
                  

03-15-2013, 07:42 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: عبد الله فقير)

    (*)


    (نفوس) لدى وصولها بيت أمها وطرقها على باب بيتها للمرة الأولى , كانت تتوقع لقاءً درامياً , كما كانت تشاهده بأفلام السينما وتبكي مع أبطالها , فتح الباب وبدا من خلفه عجوز (أشيب) قصير , بجلباب رث أبيض متسخ , ما كاد أن يفتح الباب حتى سبقته إلى طارقيه رائحة خمر معتق نفاذة .

    إنفتح باب بيت (أم نفوس) على مصراعيه أمامها , هي وأبنها (عبدالله الدفار) , كان العجوز الأشيب الذي فتح لهما الباب يحدق بهما ببلاهة , فقد كان مخمورا , تعبا , نعسا , جاءه صوت (أم نفوس) من الداخل :
    منو الجانا مع الدغش ده يا(طلايع) ..؟
    قبل أن يجيبها هو , صاحت (نفوس) في لهفة والعبرة تكاد تخنقها :
    دي أنا (يمة) , أنا بتك (نفيسة) ..
    بدت الدهشة على وجه (طلايع) والجمت المفاجأة (أم نفوس) , أما (عبدالله الدفار) فقد أزاح الرجل من أمامه ودلف إلى باحة البيت , فقد كان جائعا تعبا ..
    بدأت روح (نفوس) تغادر جسدها شيئاً فشيئاً , الطريق إلى الرنك كان بمثابة الطريق الى الموت , بدأت روح نفوس تغادر جسدهاحين غادرت بيت (أمها) فجر اليوم التالي , وبيدها (عبدالله الدفار) , يجرجر أرجله في تثاقل وبيده الأخرى (حبة مانجو) يلتهما متلذذا , وقد غطت عصارتها على ثوبه المتسخ وسالت على جانبي فمه , وهو يمتصها بنهم ويصيح بأمه:
    موديانا وين يا(نفوس) ياخ .
    اجابته بصوت تعب خافت حزين :
    ماشين أهلنا ..
    كان (عبدالله الدفار) حينها أصغر سناً من أن تثير جملتها تلك إستغرابه , أو ودهشته :
    (ماشين أهلنا) , ..
    نطقتها (نفوس) , دون وعي , وبتلقائية فرضت نفسها على موقفها و هي تغادر أهلها الذين أنفقت عمرها بحثاً عنهم , بكي (حسن البعيو) بكاء حارا حين حدثه (الدفار) عن ليلة مغادرة (نفوس) لبيت أهلها , فاضت دموعه محبة وحزناً .
    قال (البعيو) :

    صدقت والله (نفوس), نحنا أهلها , أنا و(أبوالليل) و(أب تسعة) و(الحلبي) و(آتو) و(أبوالشي) , حتى (د. عبده) و(شيخ نكير) , .. نحنا أهلها ,الله يرحمك يا(نفوس) , ويرحمك يا(أبوالليل) , ..
    قالها وهو يتمعن بأمر (نفوس) , غادرتهم بحثاً عن أهلها , وعادت بعد أن أكتشفت أنهم هم أهلها الحقيقيون .

    بعض الناس يحملون معهم الكثير حين يرحلون , (نفوس) كانت أحد أولئك الناس , لكنها أيضاً ظلت حاضرة بسيرتها بين كل ركن بالمكان , وبكل خفقة قلب أحبها وأحبته .
    (عبدالله الدفار) , حصد الكثير من غرسها , بإلتفاف الناس حوله , ومحاولة البر به محبة ب(نفوس) ووفاء لذكراها , قال (البعيو) في لحظة سكر :
    (نفوس) بتجيني في الحلم بالليل , وبشوفا في زحمة الناس في السوق العربي , ومرة شفتها في التلفزيون , ..
    يرد عليه (رمضان الحلبي) :
    يازول والله صادق , مرة قمتا من النوم مخلوع , كنتا اليوم داك داقي ليك (الدفار) جنس دقة , حسيت بيها بتخنق فيني , ونفسي بتقطع , ما حلاني منها إلا الصحيان من النوم , بعدها (الجزمة) ده بقيت أعمل ليهو ألف حساب , ..
    سمعهم (الدفار) الذي كان يتلصص عليهم فقال :
    (نفوس) بتجيني بالليل طوالي , مرة غطتني في البرد , ومرة كنت جعان أدتني (طعمية) , طعمية عديل كده أكلتها ولقيت باقيها الصباح , ..
    صاح بوجهه (البعيو) :
    ياخي خيبة الله عليك حتى في سيرة المرة الطيبة دي ساكي بطنك .
                  

03-15-2013, 09:36 AM

محمد جمعه الخير
<aمحمد جمعه الخير
تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 442

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    يسلمك يراعك كيمو .

    ومتابعة بي شدة .
                  

03-15-2013, 12:14 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: محمد جمعه الخير)

    (*)

    (عبدالله الدفار) عند مرافقته لأمه (نفوس) بزيارتها الاولى والتي كانت الاخيرة ايضاً , الى أمها , كان قد تجاوز (الرابعة عشر) من عمره ,لكنه كان كمن في (الرابعة) ,مدللاً قصيراً متورماً , يلتصق بثوب أمه كأنه يخاف أن ينتزعه أحدهم من بين يديها عنوة ,وصلا إلى (الرنك) قبيل منتصف (الليل) ولكنها أنفقت وقتاً كثيراً في البحث عن من يدلها على بيت أمها حتى استطاعا الاستدلال على عنوانها عند الفجر , كان المشوار طويلا , وأضطرت هي وإبنها (عبدالله الدفار) إلى السير بالأقدام مسافات طويلة , رغم إهاق السفر إلا أنها كانت على عكس (الدفار) لا تكاد تشعر بشئ سوى خفقان قلبها , الذي كانت نبضاته تتسارع كلما أحست بدنو ساعة لقاءها وأمها ,أخيراً أشار إليها (الكهل) الذي تطوع ليقودهم الى بيت امها إلى بيت بطرف (الحي) , كان يشبه بيتها هناك بالخرطوم, وقفت أمام باب الصفيح الذي كان موارباً طرقته , وماهي إلا لحظات حتى أنفتح الباب على مصراعيه وبدت من خلفه أم (نفوس) وكان اللقاء ,وجدت نفسها أخيراً وبعد سنوات طويلة أمام أمها وجهاً لوجه ,أفلتت إبنها (عبدالله الدفار) من بين يديها وأرتمت بأحضانها , أحست بدفء غريب بين أحضان أمها عادت (نفوس) مثل طفل برئ , غاب عن أنظار أمه للحظات وسط زحام ما , ثم وجدها بعيد لحظات وكأنها لم تغب عنها طوال تلك السنوات ,كان هذا هو إحساس (نفوس) ,(أم نفوس) راحت تقبلها كيفما أتفق , ولم يستطيعا تمالك نفسيهما فأنخرطا في نوبة من البكاء وسقطا على الأرض وهما متماسكتين و(الدفار) يرقبهما في تعجب ..!!
    لم يخرجهما من الحالة التي كانتا عليها سوى صوت (عبدالله الدفار) وهو يجر (نفوس) من طرف ثوبها ويصيح:
    أنا جعان يا(نفوس) ..
    تنبهت له (أم نفوس) وكأنها رأته الآن فقط وسألت :
    ده ولدك يا(نفوس) ؟
    أجابتها :
    أيوة يمة ده ولدي (عبدالله) ..
    أمسكت به (أم نفوس) وقبلته قائلة :
    حلاتو , ماعاوز تسلم على (حبوبتك) ؟
    رد (عبدالله الدفار) في ضجر:
    حبوبة شنو ياخي أنا عاوز آكل ..
    ضحكت وردت عليه :
    تعال أخت ليك أكل ..
    تبعها إلى الداخل , بينما جلست (نفوس) على (سرير) وجدته بمنتصف (الحوش) وأتكأت وهي تنظر إلى السماء وهي تكاد تطير فرحاً ,سرحت (نفوس) بخيالها وقد أراحت جسدها من وعثاء السفر وأطمئن قلبها للمرة الأولى منذ سنوات تقارب سني عمرها_أحست للمرة الأولى أنها في بيتها , وأنها (إنسان) حقيقي , له جذور , له ماض , له عائلة تفرح لفرحه وتحزن لحزنه ,أحست بأنها الآن أقوى كثيراً مما مضى ومازالت على تلك الحال , حتى غفت ونامت لأول مرة دون أن تطاردها هواجس الغد , دون أن تخشى المستقبل ,نامت كأنها طفل رضيع , غفا تحرسه عينا أمه ومازالت على تلك الحال بين اليقظة والمنام ,حتى سمعت باب بيت أمها , يفتح ويصدر صوت صرير مزعج ,نهضت متثاقلة لتجدت أمامها ذات الرجل الذي قابلها عند الباب حبن مقدمها , كان أشيباً , قصير القامة يرتدي جلباباً بلدياً متسخاً ,تفوح منه رائحة خمر نفاذة ,إنتفضت (نفوس) لرؤية العجوز المخمور أمامها هكذا فجأة , فقد كانت نسيته تماما بسبب انشغالها بالسلام على امها ,صرخت وركضت نحو (أمها) ,خرجت أمها من مطبخها الصغير قلقة صايحة:
    في شنو يا(نفيسة) مالك ؟
    أجابتها (نفوس) مرتعبة:
    في زول , راجل عجوز سكران كده جا داخل علينا فجأة .
    نظرت (أمها) خلفها , ورأت الرجل ثم مالبثت أن هدأت فجأة وقالت :
    ده عمك (صلاح طلايع) يا(نفيسة) ..
    ثم وجهت حديثها نحوه :
    تعال يا(عوض) سلم على (نفيسة) بتي , جات هي وولدا من الخرطوم ,نظر إليها الرجل , وتقدم نحوها ومد كفه مصافحاً في برود , ثم توجه نحو (السرير) الذي يتوسط (الحوش) , وأستلقى عليه وسرعان مابدأ يغط في نوم (عميق) وعلا شخيره .
    نظرت (أم نفوس) نحو ( طلايع) , راقبته حتى علا شخيره , وعادت إلى مطبخها حيث كان (عبدالله الدفار) منصرفاً إلى إلتهام ما وضعته أمامه
    من (طعام) , .لحقتها (نفوس) وهي تسأل :
    ( طلايع ) ده من (يمة) ..؟
    أجابتها وهي تصب ماء وتضعه أما (الدفار) :
    عمك (صلاح طلايع ) ده (راجلي) ..
    ردت (نفوس) في إستغراب :
    إتزوجتي متين ؟ الناس الدلوني عليك في (الخرطوم) ماقالوا لي أمك إتزوجت بعد أبوك ؟
    ردت أمها :
    يمكن ديل من الناس الطولوا في (الخرطوم) , أنا إتزوجتا لي خمستاشر سنة ,بعد أبوك (الله يرحمو) سرقك مني بالليل وهرب بيك , قعدت أفتش عنك سنين وكنتا فاكراهو هرب بيك (للحبشة) رجع بيك لأهلو ,مافكرتا إنو ممكن يفكر يمشي الخرطوم , لأنو كان بترجاني أمشي معاهو (الحبشة)
    أنا أبيت .. بعديها لاقيت عمك (صلاح طلايع) ده _ جا من الخرطوم كان عسكري نقلوه هنا يدرب ناس (الطلايع) زمن (نميري) عشان كده إشتهر هنا بإسم (طلايع) ده , وكان ظريف معاي بعديها نزل المعاش وأبى يرجع الخرطوم وإتزوجتو وسكنتو معاي .
    باتت (نفوس) ليلتها بحضن (أمها) , كأنها تحاول أن تحيا طفولتها من جديد , (أمها) حاولت تعويضها دون إعتراف بذلك , خرجت أمها في الصباح الباكر , علمت (نفوس) أن (أمها) تكسب عيشها من بيع بعض متعلقات (النساء) بسوق (الرنك) , سوق بلدي به مجموعة من (السيدات) يفترشن الأرض , يبعن أغراضاً مختلفة , كل واحدة منهن تخصصت بشئ مختلف , (أم نفوس) تخصصت بمتعلقات (النساء) التي أيضاً تعمل على صناعتها يدوياً ببيتها , ساعدتها نفوس على ترتيبها وحملها قبل خروجها ,ثم أنفقت يومها في ترتيب بيت أمها المتواضع وتنظيفه ,كانت تتحرك بخفة و تغني فرحةوهي تعمل , أما (الدفار) فقد أنفق يومه في (نوم) عميق , من أثر السفر الطويل ورهقه , حين فتحت (نفوس) أعينها صباحا ولم تجد أثراً لزوج أمها(طلايع) ,فقد غادر مبكراً جداً ولم يسعفها الوقت حتى تسأل (أمها) عنه ,عادت (أمها) عند منتصف النهار , وقد باعت بضاعتها , وأشترت إحتياجات معيشتها , وبدأن في تواصل حميم يتساعدن على صنع (غداءهم) .


    هنالك بالخرطوم كان أصدقاءها قلقون عليها , ترى هل وجدت (أمها) , أم أنها قد خاب مسعاها ؟(أب تسعة) و(البعيو) كانا يفكران بأمرها دون أن يناقشاه سوياً , أنفقا أيامهما صامتين .

    (عدل بواسطة كمال علي الزين on 03-15-2013, 12:18 PM)

                  

03-15-2013, 11:55 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    Quote: .
    القرم تفاحة ابلمتعة يا مان
    رد · أعجبني

    · متابعة المنشور · ‏الأربعاء‏، الساعة ‏02:21 مساءً‏
    اضافة رد... ‎Posting as ‎كمال الزين‎‎ (ليس بعد ؟) ..

    Ahmed Alhadi · متابعةمتابعةيا سلام يا كمال ياخ، متعة المتعة والله، متابعين
    رد · أعجبني

    · متابعة المنشور · ‏12 مارس‏، الساعة ‏11:21 صباحاً‏
    اضافة رد... ‎Posting as ‎كمال الزين‎‎ (ليس بعد ؟) ..

    Hussain Elaghbash · ‏‎Pharmacist‎‏ في ‏‎Qatar Petroleum‎‏
    ,( مجتمع الفضيلة الذي تغاضى عن جوعها وعريها , وهوانها على الناس ,اليوم يبحث أمر تأديبها , ذات المجتمع الذي لم يبحث يوماً , أمر إعطاءها مسكناً مناسباً وعملاً لائقاً , ومصدراً للدخل يكفيها شر التنقل بين بيوت الناس , لإزالة أوساخهم من على ملابسهم وأوانيهم وبالوعاتهم , يطالبها اليوم بأن تمتثل لمعتقداته وقيمه المزعومة , قيمه التي تنادي بالفضيلة , وتسقط الرحمة ). يالها من كلمات ياكمال إنت فعلا رائع
    رد · أعجبني

    · متابعة المنشور · ‏الأربعاء‏، الساعة ‏07:48 صباحاً‏
    اضافة رد... ‎Posting as ‎كمال الزين‎‎ (ليس بعد ؟) ..

    Hussain Elaghbash · ‏‎Pharmacist‎‏ في ‏‎Qatar Petroleum‎‏
    يازول وينك ماقلت بتمها ؟
    رد · أعجبني

    · متابعة المنشور · ‏الأربعاء‏، الساعة ‏08:13 صباحاً‏
    اضافة رد... ‎Posting as ‎كمال الزين‎‎ (ليس بعد ؟) ..

    Wail Algenaied · متابعةمتابعة · يعمل لدى ‏‎Fame Advertising‎‏
    متعة يا كيمو أخر حلاوة ,ما وقفت الا مع النهاية يا زعيم كان تخلى حاجة لبكرة


    شباب الفيس شكرا ليكم لحدي ما اجيكم واحد واحد
                  

03-16-2013, 07:22 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    (*)

    (نفوس) تكاد تطير فرحاً , قضت نهارها تحكي لأمها وتسمع منها ,كانتا متشابهتين , حياتهما أيضاً كانت متشابهة , (أم نفوس) أرادت أن تعرف عنها كل شئ , في بضعة ساعات , رحلة من العذاب والفرح والحزن والألم والمعاناة , إمتدت لسنوات ,
    أرادت أن تعرفها كلها في زمن وجيز , حكت (نفوس) لأمها كل شئ , كانت تحكي مايفرح وهي تضحك ,وتحكي مايحزن وهي تبكي وتتألم أمها لألمها الذي كان وتحتضنها في حنان وحزن ,وتفرح لفرحها الذي كان وتحتضنها وتتبسم وتضحك ,مرت بهما ساعات طوال وهما على تلك الحال , أما(الدفار) فقد كان يمارس هوايته في الأكل أو البحث عن مايؤكل ,سألهما متعجباً :
    دي أمك كيف يا(نفوس) ؟
    أجابته :
    أمي كده زي ما أنا أمك كده؟
    رد (الدفار ) :
    لكن إنتي كنتي بتأكليني من ولدتيني لحدي أسي , إنتي أمك دي كانت بتأكلك برضو ؟

    غابت شمس ذلك اليوم , و(نفوس) وأمها وإبنها (عبدالله الدفار) يتجاذبون أحاديثاً مختلفة , عاشوا يوماً كأسرة واحدة , (نفوس) أحست بالأمان
    للمرة الأولى , الأمان الذي كان يجده (عبدالله الدفار) دائماً في حماها وحرمت هي منه مبكراً ,تواصل يومهم هكذا حتى أنتصف الليل , وناموا على أسرة كانت مبعثرة بالحوش الصغير , جاء بعدها ( طلايع) , وجد (الدفار) قد نام على سريره لم يتواني عن حمله ووضعه على الأرض , كان مخموراً كالعادة ,إستيقظت (أم نفوس) و وجدت (الدفار) على الأرض يغط في نوم عميق ,إقتربت من ( طلايع) وهزته وهي تهمس في غضب ,إستيقظ ونظر بوجهها دون إكتراث ,أشارات إليه بأن يلحق بها إلى الغرفة ,ثم توجهت نحوها دون أن تلتفت له ,نهض متثاقلا وتبعها , دخلت الغرفة وأستدارت و(غزت كوعها) , يبدو أن (نفوس) ورثت (غزة الكوع) الشهيرة خاصتها عن (أمها) , إنتظرته حتى دخل خلفها وصاحت بوجهه :
    إنتا ياراجل عاوز تحرجني مع (بتي) وولدها..؟ كل يوم جاي بالحالة دي وآخرتا كمان تشيل ولد بتي ترميهو في الواطة؟
    أسمع يا( طلايع) أنا إستحملتك سنين , قلتا ماعندو زول في الدنيا غيري ,وكبر وعيب أرميهو بعد السنين دي , لكن لحدي بتي ولدها أصلوا مابسمح ليك ,تثاءب ( طلايع) وفاحت من فمه رائحة الخمر :
    أسي يا(ولية) مصحياني بالليل ده عشان تقولي لي بتي وولد بتي ..؟ عرفت من متين ؟ إنتي فاكرة عشان إتلاقيتو أسي وبكيتو حاتبقوا أم وبتها ؟ ياشيخة , إنتو مافي بينكم إلا وهم (ماضي ) قديم وعقدة ذنب ,بعدين هم حايقعدوا هنا لمتين ؟
    ردت (أم نفوس) :
    أسمع يا(طلايع) دي بتي وده بيت (امها) تقعد زي ماتقعد ؟
    أجابها :
    خلاص يا حنينة إنتي , بتك دي أربعين سنة ماشفتيها ولا سألت منها , جاي أسي تعملي الأم المثالية ..؟ أطلعي من الدور ده بالله ..

    ردت (أم نفوس) :
    أنا ماكنتا عارفة ليها طريق , لو كنتا عارفة ليها طريق كنتا فتشتها وكنتا عصرتها علي وربيتها , لكن أبوها الله يسامحه حرمني منها وحرمها مني ..
    أجابها وهو يستدير عائداً إلى مرقده:
    يا(ولية) ما تكذبي الكذبة وتصدقيها , إنتي لو كنتي عاوزة تلقيها كان لقيتيها , لكن إنتي ماصدقتي إنك بقيتي حرة ومافي شفع وراك , أسي الكبر دخل وبقيت تعرفي قيمة الجنا خلي (البت) تسوق ولدها وتمشي تعيش حياتها زي ماكانت عايشة , ماتبوظي ليها حياتها وماتخليها تبوظ حياتنا , أنا وإنتي قدرنا نعيش مع بعض كده لحدي ماواحد فينا يدفن التاني وهي قدرها إنها تعيش على حلم الأم المثالية اللي لو كان لقتها من زمان كان حياتها إتغيرت ..
    أكمل جملته وتوجه نحو مرقده في تثاقل , (نفوس) سمعت ذلك الحوار وأغرورقت عيناها بالدموع , وسهرت تبكي حتى الصباح .

    في الصباح ,تظاهرت (نفوس) بأنها لا تزال نائمة ,نهضت أمها وخرجت مبكراً إلى (السوق) وقلبها يكاد ينفطر ألماً من حديث (طلايع) ,(طلايع) كان يعلم مالا تعلمه (نفوس) , وهو لماذا أخذها أبوها وهرب بها ,فقد كانت (أم نفوس) وقتها , تتردد كثيراً على (السجن) بقضايا مختلفة , كانت تارة تسجن بحجة بيع (العرقي) وطوراً بحجة ترويج (البانقو) ومرات عديدة سجنت بتهمةممارسة (ال########ة) وإدارة (بيوت) بغرض الدعارة ,كانت (نفوس) لم تبلغ العام , حين تم سجن (أمها) وأدخلت (نفوس) السجن مع (أمها) لأنها كانت رضيعة بعد ,جلست (أم نفوس) على مكانها المعتاد بالسوق وعادت بذاكرتها إلى تلك الأيام .


    كان(صالح الحبشي) والد (نفوس) قد وفد حديثاً إلى (الرنك) , عمل بمخبز (الرنك) البلدي , كان أعجمي اللسان , يتحدث العربية بركاكة
    على طريقة (الأحباش) الفكهة , ولكنه لم يكن أمراً شاذاً أو غريباً فاهل (الرنك) من قبائل(الشلك) كان بعضهم يتحدث لغة أهل الشمال وبعضهم يتحدثها أيضاً باللهجة التي نسميها (عربي جوبا) ,كان قصيراً مربوعاً أسمراً (قمحياً) , يميل قليلاً إلى (البياض) قابلها للمرة الأولى حين كانت تأتي لشراء (الخبز) , كانت طويلة سمراء اللون , ضخمة الجثة , لكنها كانت جميلة ومعجبة بنفسها , شعرها (ممشط على الطريقة البلدية) طوال الوقت ,تلبس ثوب أهل الشمال , أعجب بها وحاول التقرب إليها , حذره زملاءه بالعمل , من أن سمعتها ليست جيدة ,سأل عنها أهل الحي ,لم يعرف لها أصلا سوى أن أباها وأمها كانا من أهل المنطقة ,وتوفيا وتركاها صغيرة , عاشت بكنف جدتها حتى ماتت , وبعدها كفلت نفسها ولم يعرف لها أحداً أهلاً غير جدتها , تركت لها جدتها بيتاً متواضعاً , عملت بمهن كثيرة حتى تعول نفسها , لكنها أخيراً , إمتهنت بيع (الخمور) و(البانقو) و(الدعارة) أحياناً ,كانت تبيع جسدها للجنود , الذين كان أغلبهم من الشمال وكانوا بعيدين عن أزواجهم
    وأهلهم .
                  

03-16-2013, 08:50 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: محمد جمعه الخير)

    (*)

    سلمك الله من كل شر أخي الحبر ...

    شكرا على لطفك ..

    محبتي ...
                  

03-16-2013, 07:30 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: عبد الله فقير)

    (*)

    العزيز / أكد
    أو عبدالله فقير (نسوي شنو) نخاطبك باسمك المنبري (:

    دي كلها نص حلقة ؟
    ياخي انا قربتا اخلص الرواية كلها اسي ؟






    ___________________________________________-
    عملتا لينا شنو في موضعوع (البتاعات) ؟...(:
                  

03-16-2013, 09:13 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    (*)
    أحبها (صالح الحبشي) , كان (طيباً) حنوناً ولم يكن يردها كما أرادها الآخرون ,زعم أنه لو تزوجها سينصلح حالها وستتغير , صارحها بحبه ######رت منه ,ظل صابراً عليها لسنوات , لم يكف عن حبها , حتى جاءته يوماً بعد أن خرجت من السجن عقب القبض عليها ومحاكمتها بتهمة ترويج (البانقو) ,كان ساهراً بالمخبز يعمل حتى منتصف الليل , جاءته وفاجأته بالسؤال:
    إنتا لسا عاوز تعرسني يا(صالح) ؟
    أحابها :
    أيوة ..
    ردت :
    خلاص أنا موافقة ..
    أجابها فرحاً :
    طيب كويس , بس أنا عندي شرط ..
    فجأة تغير مزاجها وصاحت بوجهه:
    كمان إنتا بتتشرط على يا(حبشي) والله ده الفضل كمان ..
    وأرادت أن تمضي , لكنه هدأ من روعها وقال :
    أسمعي شرطي الأول بعدين أزعلي ..
    توقفت وصمتت كأنها تقول له : (هات ماعندك) ..
    قال (صالح) وهو يفرق (عجين) الخبز الذي علق بيديه , دون أن يرفع رأسه لمواجهتها :
    شرطي الوحيد , إنك تقعدي في البيت وماتشتغلي تاني وأنا مستعد أصرف عليك , وما أحوجك لي حاجة , قلتي شتو؟
    قالت وقد هدأت قليلاً:
    هو أنا لاقية يا(صالح) أنا حياتي كلها شقاوة وعمري مالقيت زول أعتمد عليهو ,أنا موافقة .

    تزوجا بسرعة , وأنتقل (صالح الحبشي) للسكن معها ببيتها الذي ورثته عن جدتها , عاشا سعيدين , لكن هذه السعادة لم تدم طويلاً ..
    ,ذات ليلة , عاد (صالح الحبشي) متأخراً بعض الشئ كان (صالح الحبشي) مسلماً, متديناً,دخل عليها ووجدها مخمورة , كانت حامل ومرهقة
    غضب وتشاجرا طويلاً ,بررت الأمر كما تفهمه هي :
    أسي إنتا يا (صالح) ياخوي زعلان مالك أنا أصلي شربتا (ويسكي) ,(الويسكي) حرام لأنو شراب (الكفار) ,والعرقي و(المريسة) ديل مافوقهم حاجة , ديل شراب (المسلمين) يعلم الله ..
    كانت أهلها (مسيحيون) لكنها كانت لا تعرف لنفسها (ديناً) ,ربما لأن من هم مثلها يعد أمر الدين ترفاً ليس من أولياتهم , يصارعون الحياة فتصرعهم بقسوتها ,دهش (صالح) لتفسيرها وقال :
    ده كلام شنو ده ؟ الخمر ة ياها الخمرة كلها حرام .
    تركها ليلتها وبات عند أحد أصدقاءه ,وشعر بأن أيام الهناء هذه لن تدوم ,فقد بدأت تحن إلى حياتها القديمة ,إستمرا على هذه الحال حتى ولادة (نفوس) ,لم تكد (نفوس) تكمل العام حتى سجنت (أمها) وتم سجنها مع (أمها) بغرض رعايتها وإرضاعها ,قاسى (صالح الحبشي) كثيراً , فقد حلم بأن يكون الأمر أكثر إشراقاً ,لم تكد تخرج من (السجن) حتى غافلها وأخذ (نفوس) وهرب بها ليلاً ,ولم تسمع عنهما (أمها) شيئاً حتى عادت (نفوس) .. وبيدها أبنها (الدفار ) بعد زهاء الأربعين عاماً من الغيبة .
                  

03-31-2013, 06:19 AM

Emad Eldeen Ali
<aEmad Eldeen Ali
تاريخ التسجيل: 01-31-2013
مجموع المشاركات: 96

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)


    عزيزي
    حمد لله علي السلامه اخيراً كتاب

    كده حيرتني معاك, لأنو الورق عندو نكهه خاصه, ولا اجدعها شاشه HD تقدر يجيبها.

    تحياتي

                  

04-01-2013, 03:20 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: Emad Eldeen Ali)

    Quote: عزيزي
    حمد لله علي السلامه اخيراً كتاب

    كده حيرتني معاك, لأنو الورق عندو نكهه خاصه, ولا اجدعها شاشه HD تقدر يجيبها.

    تحياتي



    صدقت اخي عماد .. للأوراق سحرها ولرائحتها ذلك العبق الممتزج بعرق الطابعون ..
                  

03-16-2013, 09:08 AM

عوض جاه الرسول

تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 913

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    كمال علي الزين
    مشتاقووون يارجل
    لكـ و حسن البعيو كل الوُد


    نشوفكـ المرة الجاية في الريتز كارلتون
    بلاش فندق العاصمة







    واصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــل،
                  

03-18-2013, 08:22 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: عوض جاه الرسول)

    (*)

    العزيز / عوض جاه الرسول

    تحياتي ومرحب بيك في البورد
    تحت امركم دائما ياصديقي


    محبتي ..
                  

03-20-2013, 09:26 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    (6)


    حطت به الطائرة أرض مطار (موسكو) منتصف الستينيات ,(صالح عثمان) شاب طموح , ينتمي إلى أسرة متوسطة الحال ,ورثت (مناصرة) فكرة (المهدية) كابراً عن كابر , كان كغيره من أبناء ذلك الجيل قد تأثر (بنكروما) و(عبدالناصر) ومن قبلهما ب(عبدالخالق محجوب) ,ذهب إلى (موسكو) طالباً للعلم ,قضى بها سنوات طويلة حتى صار مرجعاً في (الماركسية) يجري ,لسانه بالحديث عن (الطبقية) و(العدالة الإجتماعية) ,عاد بعدها إلى (السودان) فوجد نفسه (غريب اللسان) لم تعد لتلك الأفكار حاجة حين أختطفها السياسيون
    الذين لم تمت ممارساتهم بصلة لما حلم به (صالح عثمان) وجيل بأكمله .

    عاد (صالح) من روسيا بعد أن تلقى تعليماً جامعياً كان حلم أغلب شباب ذلك الجيل ,
    عاد وقد تشرب الكثير من قيم الإشتراكية والماركسية وصار مرجعاً في الأدب الروسي
    وجاء ليمارس دوره الذي كان يسميه طليعياً في تنوير الناس والمجتمع كانت الكلمة متداولة بين
    جمهور المثقفين رغم أن بعضهم لم يكن يعرف له أصلاً أو معنى , لكنهم كانوا يستخدمونها بكثرة
    ويقحمونها إقحاماً بأحاديثهم ..
    ربما بدت لهم مثل صرعات ذلك الزمان وتلك الحقبة , ######اس بنطال الشارلستون وتطويل الشعر
    ولم تلبث تلك الحقبة أن أنزوت حين أنقلب الرئيس(نميري) على (الماركسيين) وأعدم قادتهم وشرد مثقفيهم
    وضيق عليهم الخناق ..
    إنهار كل شئ فجأة وتهاوى عالم (صالح) الذي حلم به , إضطر إلى الهرب إلى الرنك وأختبأ لسنوات
    عمل (خفيراً) بإحدى المدارس حتى يؤمن لنفسه سكناً ومصدراً للرزق ..
    ثم كفر بكل ما آمن به وتحول فجأة إلى أحد مناصري (نميري) ..
    وأنضم إلى تنظيم (الطلائع) مدرباً للأطفال والشباب بعد أن أدعى أنه عسكري قديم ..
    وصار يلهج بشعارات (مايو ) و(نميري) الإشتراكية , ثم ألتصق به الإسم ..
    فصار (صالح طلايع) المايوي المتعصب .
                  

03-22-2013, 01:26 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    (*)

    إلتئم شملهم مساءً ..
    هم كل ماتركته (نفوس) بعد رحيلها من ميراث ,(البعيو) و(الدفار) و(أب تسعة) وأنضم إليهم (طلايع) زوج أمها , الوافد الجديد , كانوا قد بدأؤا التهيأ لولوج عوالمهم الخاصة , ..
    (البعيو) بدأ بلف (البانقو) وتحويله من بذور وأوراق إلى (سيجار) , (أب تسعة) جلس أمام (طلايع) وبدأ (طلايع) في صب كأسات صغيرة من (العرقي) ,إتكأ (طلايع) وحمل كأسه بين يديه وتأمل السماء ثم قطع صمتهم قائلاً :
    ياجماعة أنا عاوز أقول كلام بس ماتفهموني غلط ..
    لم يجبه أحد , لكنه لم ينتظر إذناً حتى يواصل :
    أنا ياجماعة زول بحب النسوان , والمرة (أم نفوس) ماتت وكنت يعلم الله بريدا شديد,لكن أسي في بلدكم دي عاوز أسعاي لي (مرة ), بالحلال بالحرام المهم مرة ..
    فرغ (البعيو) من لف (سيجاره) ووضعه جانباً وقال :
    إنتا أظنك يا(طلايع) من ناس (الحب العذري ) أعوذ بالله منكم ..
    رد (طلايع) :
    حب عذري كيف يعني ؟
    قال (البعيو) :
    يعني الحب داك , الكلو قلة أدب , ياخي خليك زول قلبك رهيف وبطل الحب العذري ده ,حب ليك واحدة جد جد كده ,حب عفيف وشريف ..
    ضحك (أب تسعة) وقال :
    بالله ياسجمان ده ياهو فهمك للحب العذري ..؟
    رد البعيو :
    أيوة سمعتا عنو كتير ..


    بدأ (أب تسعة) لعب دور (المثقف) الأوحد , وبدأ في إذلال صاحبه (البعيو) ,
    عبر شرحه ماهية (الحب العذري) , إستمر في ممارسة دوره المعتاد وظل (طلايع)
    صامتاً يكتفي بالإستماع والمتابعة , وما أن أكمل (أب تسعة) حديثه حتى نظر إلى (طلايع)
    كأنه (مصارع) ضخم ينظر إلى وجوه (الجمهور) مستعرضاً قوته بعد أن جندل خصمه :
    بالله عليك الله يا(طلايع) ياخوي أنا مش ممكون وصابر ؟
    عايش مع الجاهل ده وبعلم فيهو العمر كلو ومابتعلم ؟
    رد (طلايع) :
    دور المثقف الحقيقي إنو ينشر الوعي ويجب إنو يعلم إنو دور (طليعي) لأنو إنتشار الجهل والأمية ما عيب (شخصي) بقدر ماهو عيب (مجتمعي)
    وأزمة دولة بتتعامل مع (التعليم) على إنو أداة لتهيئة الناس لكسب عيشهم , عشان كده مابتخرج من الجامعات (مثقف) حقيقي وإنما حفظة (كلمات وأرقام) لأجل كسب الرزق ..
    صمت (أب تسعة) وعلت وجهه دهشة كمن رأي شبحاً ,قام البعيو من جلسته وحاول حمل (طلايع)رفعه عن الأرض ,كانت هذه طريقته في الإحتفاء وهو يصيح :
    ينصر دينك يا(طلايع) _ جاك السم القدر عشاك يا (أب تسعة) , عمك (طلايع) غلبك (عشرة _صفر) والله يخربك مافهمتا حاجة , طلعتا بهيمة زيك زينا واحد..
    أها رد ليهو ده قال ليك :
    دور (طليعي) وما إنتبهتا من زمان إنو هو إسمو ( طلايع) يعني سيد الشغلة زاتا ,ياخي إنتا وينك من زمان يا(طلايع) تسكت لينا (الموهوم) ده .
                  

03-22-2013, 03:15 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    (*)

    ذهل (أب تسعة) وتفاقم ذهوله أكثر حينما شرب (طلايع) وأستغرق في الشرب , بدا لهم كأنه شخص آخر , كان يتحدث حديث العلماء , ثم أنه بدأ يتحدث بلغة إنجليزية سليمة وتارة بلغة أجنبية أخرى لم يعرفا كنهها ,..
    سأل (البعيو) صاحبه (أب تسعة) :
    (أب تسعة) إنتا ياخوي _ الإنجليزي عرفناهو من (جيشن وجنريشن) الكتيرة دي , لكن (طلايع ) ده (رطن) (رطانة) تانية ماعارفتها حقت (فور) ولا (نوبة) ولا شنو ده ؟..
    جاءهما صوت (الدفار) من خلفهما من حيث مرقده :
    ده كلام ناس (روسيا) ..
    البعيو:
    وإنتا شنو يامطموس العرفك كلام ناس (روسيا) ..
    (الدفار) :
    لا _ أنا مابعرفو لكن لما كنا معاهم هناك في بيتهم في (الرنك) كان بسكر وبتكلم كده ,(نفوس) سألت (أمها) , أمها قالت ليها ده كلام ناس (روسيا) ..
    نظرا إلى بعضهما وعلما أن وراء (طلايع) سر كبير ,راقباه جيداً _ كان يتحدث كثيراً أثناء نومه ..
    (البعيو) و(أب تسعة) لم يستطيعان فهم حديثه , كان يتحدث تلك اللغة التي لم يفهمانها
    والتي بين لهما (الدفار) أنها (اللغة الروسية) , لكن كيف وأين ومتى تعلمها(طلايع) ؟ وهو حسب ماعلماه عنه أنه كان عسكرياً ..
    (أب تسعة) دهش لأمره :
    تعرف يا(البعيو) ياخوي الزول ده قالوا كان(عسكري نفر) ساكت ..
    (البعيو) :
    يعني (جندب) ساي , كيف (جندب) _ يكون برطن بالروسي والإنجليزي وكمان يقعدك في علبك يا مثقف آخر زمن ..؟

    (أب تسعة) :
    ما هو ده المحيرني , العساكر ديل ناس جهلة , يعني الضابط فيهم بقيف عند (الثانوي) وبعديها بمشي (الكلية الحربية) ويعلموهو الغباء على أصولو وبعدها يفكوهو في خلق الله ممكن يعمل إنقلاب ويحكمنا , لكن يكون زول (مثقف) زي ده _ بصراحة دي كتيرة ياخوي .
                  

03-22-2013, 04:32 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    (7)
    جلست (أم نفوس)تحت (شمس النهار) الحارقة , فقد كان (السوق) في العراء ,أو فلنقل كان السوق محض (عراء)لا شئ يقي النساء حر شمس النهار , كن يتفرقن عند إشتعال الأرض من تحتهن , جمعت أغراضها دون أن تبيع شيئاً يذكر على غير عادتها , عادت لبيتها وهي تفكر فيما آل إليه حالها بعد سنوات طويلة ,الآن كبرت وكبرت أبنتها بعيداً عنها , لكنها عادت لتذكرها بما مضى , عادت وفي ذهنها أن تفعل الكثير من أجل (نفوس) وإبنها (الدفار) , عزمت على أن تحتضنها وأبنها وأن تعمل على تعويضها وإسعادها ,دفعت الباب وهي تنادي :
    (نفوس ) أنا جيت يا(بتي) , (عبدالله) حبوبتك جات , تعال ياولدي شوف أنا جبتا ليك شنو ..
    ولكنها لم تجد رداً , تنقلت ببيتها الصغير بحثاً عنهما , ولم تجد لهما أثراً ,كانت هذه هي المرة الأخيرة التي رأت فيها (نفوس) ,جلست على طرف سريرها تبكي , فقد وجدت أن متاع (نفوس) و(الدفار) أيضاً لم يكن له أثر ,عرفت أن (نفوس) أخذت إبنها وغادرت .


    خرجت (نفوس) ولم تشرق الشمس بعد ,وبيدها (حقيبتها) وقد علاها (غبار) ,وبيدها الأخرى تسحب وراءها إبنها (الدفار) , كان يحاول اللحاق بها , ومجاراة سرعنها بقدميه (الصغيرتين) , يمسك بيده (ثمرة مانجو) يمتصها وقد لطخت وجهه وثيابه وهل يسألها :
    ماشين وين يا(نفوس) ياخ ..
    كانت (نفوس) ترد على سؤاله بأن تشد خطواتها أسرعاً فأسرع ,ولا تفارق أذنيها آخر كلمات (أمها) لزوجها (طلايع) :
    والله كلامك صاح يا(طلايع) أسي هي الجابا لي شنو بعد السنين الطويلة دي ,هو أنا ألقاها من منو ولا من منو ؟
    وبعدها بساعات غادرت إلى السوق لتفكر هناك في كيفية تعويض أبنتها ,ويؤنبهها ضميرها ,ولكنها لم تعلم أن (نفوس) سمعت جملتها تلك ,ولم تدري (نفوس) حتى فارقت الحياة أن (أمها) قد حاصرها ضميرها ذلك الحصار حتى أقسمت على تعويضها مافاتها من عطفها وحنانها مهما كلفها الامر.

    عادت (أم نفوس) إلى حياتها الطبيعية , ولم تلبث أن نسيت (نفوس) و(أبنها) وأنستها الحياة وشغلتها مشاغلها ,بعد رحيل (نفوس) ودفنها وتولي (أب تسعة) و(البعيو) أمر تربية إبنها (الدفار) سافر (البعيو) للبحث عن أمها بالرنك , ظناً منه أن (أمها) من حقها أن تعلم بأمر وفاة أبنتها , وصل (البعيو) إلى الرنك , وسأل عنها وفوجأ بخبر وفاتها هي أيضاً ,لم يدهشه أمر وفاتها , بقدر ما أدهشه توقيت الوفاة , يومها , وساعتها ,وأذهله الأمر فقد كان أحد معجزات كثيرة طالما آمن بها (البعيو) , أخبره زوجها (طلايع) بنبأ وفاتها وتحدثا طويلاً عن (نفوس) و(أمها) , ولما سأله (البعيو) :
    والحاجة بالله إتوفت متين ؟
    أدهشه رد (طلايع) ..
    وأسقط في يده من هول المفاجأة .
                  

03-23-2013, 01:03 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)
                  

03-23-2013, 11:51 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    (*)

    دهش (البعيو) حين أخبره (طلايع) زوج (أم نفوس) بتاريخ وفاتها ,تلك الدهشة التي تصيبك حين ترى أو تسمع معجزة ما , معجزة (نفوس) و(أمها) كانت في تزامن تأريخ وفاتهما يوماً وساعةً ,(نفوس) و(أمها) توفيتافي ذات اليوم وذات الساعة , رحلتا معاً , وكان أمراً محيراً بالفعل , أمر تلك الرابطة الخفية بين (ألأم) و(إبنتها) رغم أنهما إلتقيتا بعد عمر طويل وعاشتا معاً يوماً واحداً .
    بعد أن روى (طلايع) ل(البعيو) كيف أن (أم نفوس) قد إعتصرها الألم والندم بعد مغادرة (نفوس) بيتها دون وداع ,قال (البعيو) :
    سبحان الله ربنا عاوز ياخدهم الإتنين في نفس اللحظة ,عشان يتلاقو عندو ويتآلفو ويتعارفو بعيداً عن الدنيا القاسية دي ,الدنيا اللي تعبوا فيها الإتنين وأجبرت الظرف (أم نفوس) على ظلمها .
    عاد بعدها(البعيو) إلى الخرطوم ,وفي قلبه إيمان قديم جديد بأن للحياة تصاريفها ومعجزاتها ,عاد يروى لأصدقاءه نبأ (أم نفوس) ..
    (أب تسعة) إتهمه بالكذب وقال للبعيو :
    تعرف إنتا يا (البعيو) موهوم بالمعجزات ومن يوم إتصوفتا وتركتا التصوف بقيت تخرف ..
    لم يصدق الأمر حتى جاءهم (صالح طلايع) بعد أن ترك (الرنك) ولم يعد قادراً على العيش بها وحيداً بعد وفاة (أم نفوس) , جاء مصدقاً لرواية (البعيو) وأكدها بأن أخرج شهادة وفاتها من محفظته ووضعها أمام (أب تسعة) ,بعدها أنتقل (طلايع) سكن معهم ,وضمت أسرة (نفوس) وافداً جديداً .
                  

03-23-2013, 08:20 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    (8)

    كان الجو ماطراً وقد صاحبت أمطار تلك (الليلة) برودة كأن الفصل شتاء وماهو بشتاء , كان مطعم (عم سليمان) لايغلق أبوابه حتى ساعات الصباح الأولى , وللحقيقة كلمة (مطعم) قد توحي بأكبر مما أمتلكه (عم سليمان) وقد توحي بأنه على شاكلة (المطاعم) كمايعرفها الناس , كان عبارة عن (طربيزة) صغير وضعها أمام بيته وبجوارها (برش) وعلى يمينها (موقد فحم) كبير وضع عليه (قدرة الفول) وعلى سطح (الطربيزة) بضعة أواني بها (جبن) و(سلطة) و(آنية زيت) ,وهنالك بركن بيته (لمبة) تجمعت حولها الحشرات في (فتور) ,كان يفتح حتى ساعات الصباح لأنه كان مفترق طرق بين بيت (ميري)بائعة العرقي , وبيوت (الحي) وكان زبائنه وزبائن (ميري) ذات الوجوه , يعبرونه دون تحية , يتوجهعون نحو (بيتها) ثم يعودون لتحيته كأنهم يرونه للمرة الأولى ,يعودون بعد أن أحتسوا بضعة (كؤوس) من (عرقي ميري) ذو الطعم المر والرائحة الكريهة ,لكنهم ليسوا مخيرون ,فلاشئ هناك سوى (عرقي ميري) ,(عم سليمان) ينتظرهم في صبر وتبدأ ليلته مثلهم متأخرة بعض الشئ , يفرغ منهم ثم يتوجه لأداة (صلاة الصبح) , بعد أن تعشى السكارى من فوله(الني) ..

    في تلك الليلة الماطرة وذلك الجو الذي أشتى (صيفاً) , تجمع زمرة من (مريدي ميري) وعرقيها وزبائن فول (عم سليمان) الني , على (برشه)
    الذي نسميه مجازاً (مطعماً) ليلتها أنقطعت الكهرباء من أثر (المطر) , وجاء (رمضان) و(أب تسعة) و(البعيو) بعد أن شربوا (الهانيكان)
    فقد حاربوا (ميري) وعرقيها مذ عمل (رمضان) بالسفارة الألمانية ,كانوا يتضاحكون كأنهم عادوا كما كانوا بسنوات خلت , حين كانت تجمعهم (نفوس) علق (البعيو) على الأمر قائلاً :
    ما ملاحظين إنو إحنا إتفرقنا من يوم غابت (نفوس) ..؟ وكأنها هي سبب لمتنا , بقينا نتلاقى في السنة حسنة , وين (رمضان) و(أبوالشي) , ؟

    رد عليه (أب تسعة) في حزن :
    تعرف وماطالبني حليفة , أنا لو ما (الدفار) ده أمانة و(نفوس) وصتنا عليهو كنتا رجعتا (السوكي) زمان , وأسي والله بس خليهو يكبر
    ويعرس ويستقل بي حياتو والله ماتشوفوني في (خرطوم) السجم دي .
                  

03-23-2013, 11:44 PM

امير الامين حسن

تاريخ التسجيل: 02-08-2013
مجموع المشاركات: 329

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    كمال سلامات
    اعتقد انك كتبت القصة على عجالة كانك تريد ان تخيب "بعض الظن الحسن "
    عشان كده جاءت بعض الاحداث مكررة و متناقضة فى احايين...

    1-
    Quote: (رمضان) فوالدي (رمضان) كانا مصريين , هاجرا إلى السودان
    , وأمتهن والده صناعة (الباسطة ) و(الحلويات) و(الطحنية) ,يقال أن أهل أبيه بالسيدة
    (زينب) كانوا أساطين هذه الصناعة

    2-
    Quote: (رمضان الحلبي) , كان من أصول مصرية ,
    ولكن أهله هاجروا إلى السودان قديماً وبرعوا بصناعة (الباسطة والطحنية)

    1-
    Quote: فتح الباب وبدا من خلفه عجوز (أشيب) قصير , بجلباب رث أبيض متسخ ,
    ما كاد أن يفتح الباب حتى سبقته إلى طارقيه رائحة خمر معتق نفاذة

    2-
    Quote: وماهي إلا لحظات حتى أنفتح الباب على مصراعيه وبدت من خلفه أم (نفوس)
    وكان اللقاء ,وجدت نفسها أخيراً وبعد سنوات طويلة أمام أمها وجهاً لوجه ,أفلتت إبنها (عبدالله الدفار)
    من بين يديها وأرتمت بأحضانها


    وبعض شخوص القصة بدوا فى غاية صورة باهتة ( لا معنى لوجودهم ابو الليل مثالاُ)

    Quote: بعض الناس يحملون معهم الكثير حين يرحلون , (نفوس) كانت أحد أولئك الناس ,
    لكنها أيضاً ظلت حاضرة بسيرتها بين كل ركن بالمكان , وبكل خفقة قلب أحبها وأحبته

    اين هذا المكان ؟ لم توفِ مكانها حقه تماما و لم تحدثنا عنه كثيرا إلا تلك الغرفة.

    Quote: إلى (الرنك) قبيل منتصف (الليل) ولكنها أنفقت وقتاً كثيراً في البحث عن من يدلها
    على بيت أمها حتى استطاعا الاستدلال على عنوانها عند الفجر , كان المشوار طويلا ,
    وأضطرت هي وإبنها (عبدالله الدفار) إلى السير بالأقدام مسافات طويلة


    عادة المدن الصغيرة كالرنك ان يتعارف الناس بشكل عفوى وحميمى فبمجرد سؤالك عن أحدهم
    تجد الكثيرون الذين يقدمون لك العون ولن تحتاج الى طويل عناء كى تصل الى وجهتك


    للحديث بقية

    (عدل بواسطة امير الامين حسن on 03-23-2013, 11:48 PM)

                  

03-24-2013, 05:16 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: امير الامين حسن)

    Quote: للحديث بقية


    واصل اخي امير وارجو ان لا تبخل بالملاحظات والتصويب

    اما عن ملاحظتك فيما يتعلق بالمكان وشخصية ابوالليل فهناك ثلاثة فصول من الرواية لم اقم
    بانزالها بعد ..

    محبتي وامتناني وشكرا على القراءة بعين ناقدة ..
                  

03-24-2013, 06:11 AM

HAYDER GASIM
<aHAYDER GASIM
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 11868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    كمالنا ... بكامل كلمه, يكالمنا,

    كنت قايل { جنابة الحبشية } هي تاج
    عزك الأدبي الرفيع ... لكنك مدهش

    متابعين ... وواصل إندلاقك المبين
                  

03-24-2013, 12:28 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: HAYDER GASIM)

    (*)

    شكرا أستاذ حيدر
    وممنون للطف كلماتك ..

    محبتي ..







    ____________________
    الله كمان يقدرنا نكمل (جنابة الحبشية)
                  

03-24-2013, 02:39 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    (*)

    العزيز وائل محمد طه القدال ..شكرا على المتابعة من تحت الباب
    والف سلامة للوالد ...

    طمبل ده مصيبة من مصائب الدنيا ..

    محبتي ...
                  

03-24-2013, 09:16 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    Quote:
    مصطفى البشارى · يعمل لدى ‏مصور / الدوحة - قطر‏
    ياخ شحتفتنا يا كمال (طلائع) .. انا لى اسبوع بزوزى فى بوستيك عشان اشوف نهاية القصة .. سرد جميل وممتع

    بس بتطوووووول شديد يا صلاح ياخ .. النبي فوقك كان تميتا لينا (رب) فى مرة وااااحدة ..

    تحياتى يا اديب


    سلمت يامصطفى

    محبتي ....
                  

03-24-2013, 09:21 PM

اسامة محمد ابوبكر
<aاسامة محمد ابوبكر
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 249

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    متابعة
                  

03-25-2013, 08:11 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: اسامة محمد ابوبكر)

    (*)

    سلمت يا أسامة ..

    محبتي وامتناني ..
                  

03-25-2013, 02:50 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    Quote: زيزو سودان · الأكثر تعليقا · ‏منظراتي‏ في ‏شغال والحمد لله‏
    أبوها الحبشي.. اسمو صالح.. ومسلم متدين..كيف مسيحية وأبوها.. مسلم..!!؟؟؟ ولم ترى أمها المسيحية منذ صغرها.. وأمها زاتها ما عارفه ليها دين..

    اسم زوجها.. (صلاح طلايع) وللا (عوض)..!!؟؟

    القصة جميلة والسرد رائع..

    بس ثقافة راجل أم نفوس ده.. ما جاية.. وكلامو الكبار كبار ده .. ما بصدر من عسكري سكرجي.. ولا حتى كلام أمها.. باللفظ الجبتو على لسانها.. لكن القصة حزينة.. ولا أخفيك.. أنها مبكية.. وقد تنزل قطرات من الدمع.. عند الناس الحنينين..
    رد · أعجبني


    شكرا زيزو على الملاحظات ..
    تابع حقيقة طلايع وماضيه .. ستجد اجابة على سؤالك
    بالنسبة لدين نفوس ساراجع الفصل المعني ..

    محبتي ..
                  

03-25-2013, 03:55 PM

tabaldy

تاريخ التسجيل: 04-27-2003
مجموع المشاركات: 1545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    Quote: الناس ديل دينهم ده غير بتاع الله والرسول ده ونجوم وأفلاك وماتعرف إيه , والسما والقمر ,الدين ده ماداير ده كلو , شوية طيبة وظرافة كده , وحب الناس يحبوك , وتختى النسوان الزي (نفوس) دي , الجنة تدخلا دغش
                  

03-25-2013, 08:42 PM

عبد الله فقير
<aعبد الله فقير
تاريخ التسجيل: 01-31-2013
مجموع المشاركات: 453

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: tabaldy)

    كيمو العريس
    ياخ اهدي خلصت بتاعتك
                  

03-26-2013, 02:28 AM

Aymen Tabir
<aAymen Tabir
تاريخ التسجيل: 12-02-2003
مجموع المشاركات: 2612

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: عبد الله فقير)

    كل التقدير يا صاحبي ..
    احكي وامنحنا ما يستحق القراءه ..
    ـــــ
    تابر
                  

03-26-2013, 08:28 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: Aymen Tabir)

    (*)

    العزيز/ تبلدي
    شكرا على لطفك ..

    محبتي ...
                  

03-26-2013, 10:02 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: عبد الله فقير)

    (*)

    يا صديقي أكد

    أو عبدالله فقير ..

    شكرا على لطفك
    لم يتبق غير فصل واحد
                  

03-26-2013, 12:59 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    (*)

    اووووو الفكي بتاعي (ايمن تابر) .. (:
    بركاتك ياخ ..

    سلمت ياصديقي ..







    _______________________________________
    رد على التلفون ياخ
                  

03-26-2013, 04:10 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    Quote:
    Sayed Abd Albagi · عوض الحسن الثانوية
    ياسلام عليك ياكيمو والله سرد أكتر من رائع تشابه كبير بين سردك وسرد الدكتور آبكر آدم إسماعيل في رواية الطريق للمدن المستحيلة ناس إسماعيل الكضاب وقرن شطه وجومو ( أولاد قرف )
    ردت (نفوس) :
    أيوة قال ليهو إنو أهلو كتلهم (هرتل) في (كوستي) و ..
    قاطعه (البعيو) كعادته مصححاً :
    (هرتل ) ده منو يا بهيمة , إسمو (هتلر) وبعدين الجابو (كوستي) شنو ؟ إنتي قصدك (الهولوكوست) ..
    ردت (نفوس) :
    ودي ماياها (كوستي ) زاتا يعني ..؟ ياخي الحته دي مبالغة عديييييييييل والله
    أستاذ كيمو أرجو ان تقبل صداقتى وإلا أكون من الخاسرين


    شكرا أخي سيد ..
    تشرفني صداقتك ..
    وممنون للطف كلماتك ..

    محبتي ..
                  

03-26-2013, 10:47 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    (*)

    تجادلوا كثيراً ليلتها حول أمر تفرقهم بعيد رحيل (نفوس) المفاجئ ,(أب تسعة) و(البعيو) و(رمضان) كانوا يتحاشون التطرق إلى سيرة (أبوالليل) , فقد رحل بعد أن أسمى أبنته أيضاً (نفوس) ..
    وهم على تلك الحال , مخمورون يتجادلون في ود ,نظر (البعيو) إلى طرف (البرش) هنالك , رأي مجموعة من (السكاري) يلتفون حول (صحن الفول) الني الذي وضعه أمامهم (عم سليمان) وراحو يلتهمونه , يمضغونه دون تلذذ, حسبهم أنه كان ساخناً وأن (عم سليمان) هو خيارهم الوحيد بعد أن أنتصف الليل وأغلقت المحال أبوابها ونام كل الوجود ولم يناموا ,خلفهم لمح (البعيو) شبح صبي إستلقى على طرف (البرش) برزت عيناه ولمعتا في غضب إقترب منه , وهزه برجله دون أن ينحني عليه , رفع الشبح رأسه ونظر بوجهه مباشرة ,كان الوجه وجه (عبدالله الدفار) ,أحس (البعيو) بغصة في حلقه , حين فاحت من فم (الدفار) رائحة (عرقي ميري) كاد أن يجن , أراد أن يصيح منادياً صحبه ,لكنه عجز عن النطق و ألجمته (المفاجأة ) .
                  

03-27-2013, 04:04 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    (*)

    أسمياها (نفوس) , كانت طفلتهما الأولى ..
    (رمضان الحلبي) و(طيبة الزاندوية) , كما أنها كانت أختاً لإبن (نفوس) الوحيد (عبدالله الدفار) , لم أعرف لمعنى أن التيمن بإسم أحدهم , حين تطلقه على أطفال جدد , قيمة سامية , كما عرفتها حين تطلعت إلى (نفوس) الصغيرة ,وهي تمشي على الدروب التي خطت عليها (نفوس) الكبيرة , خطواتها تلك ..خطواتها التي دبت في بالأرض , كضحكات أفلتت من بين حنجرة صحابها الحزين , أو مياه بللت رمق أرض عطشى ,أو كأشياء كثيرة جملت قبح زمان ومكان , وطيبت نفساً ضائقة , ..

    (رمضان) و(طيبة) جعلا إسم (نفوس) يتردد بآذان من أحبوها كل صباح , أظنهما سيحرصان على أن تشق طريقاً أرادته (نفوس) الكبيرة , لنفسها وعجزت أو أعجزوها .
                  

03-28-2013, 09:28 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    Quote: النذير ميرغني · University of Gezira
    في الانتظار نتقافز في التباس الحالات من البعيو لطلائع لرمضان مروراً بالابهات تسعة و الليل و نفوس التي مضت و الوليدة نعيش القلق مع طيبة في سلامة العدة و الدفار بعد وجبة و ترقب القادمة ليك الود و التحية كمال


    شكرا اخي النذير ..

    ممنون للطف كلماتك ..

    محبتي ..
                  

03-28-2013, 09:06 PM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    Quote: .

    Ahmed Alhadi · متابعةمتابعةيا سلام يا كمال ياخ، متعة المتعة والله، متابعين
    رد · أعجبني

    · متابعة المنشور · ‏12 مارس‏، الساعة ‏11:21 صباحاً‏


    سلمت احمد

    محبتي
                  

03-30-2013, 03:22 AM

كمال علي الزين
<aكمال علي الزين
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 13386

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عادة سرية جداً ... (Re: كمال علي الزين)

    Quote: متعة القصة انها تعكس واقعا معاشا وشخصيات حقيقة قد تختلف الاسماء ولكن تشابه الاحداث يبقي حقيقة ثابته. متعك الله بالصحة والعافية كما متعتنا بهذا السرد الجميل

    وكمل يا حبيب


    سلمت اخي خالد ..

    ساواصل اليوم ان شاء الله
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de