|
|
 Log Book- Mustafa Bashar
|
هموم تتربع عند ناصية الفؤاد
..
أكتبوا بكثافه عن همومكم في كتاب واحد،
وميقات واحد، وقدر واحد،
يتوعد الليل كل الشخوص
..
..
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
أعلى الحائط
رائحة أخشاب(الفلنكه)
والله بلد سمحه سماحة ،خليها في سرك بس ،سأكتب عنها بمهلة في الايام الجاية ، وكل سنه وانتم طيبون.
اصدقائي الاعزاء جدا، تكتبون عن جرح قديم .. وذكري تؤرقني، فيشتد بي الشوق .. إلى اصدقاء وأهل لنا هناك . ولعلك يا أخي قد أثرت دمعي وأنا بعيد عن ذلك الرمل المتوهج ..
وأنا اعبر من الحي الشمالي حيث يقبع دار جدي الشيخ توفيق فضل الله وشيخ التجانية في ذلك الزمان البعيد - قدس الله سره .واعبر بذلك المدخل الضيق وبوابة السكة حديد ..
وتلك الشجرة العملاقة الي ترمي ظلها بعيدا . ويكاد يصل الي غرفة المايكرويف باسلاكه الممتدة . والتي لم يطالها الصدا .
ولي حكايات مع تلك الشجرة التي يقال انها مسكونه باشباح واشياء اخري . استعذب وصفهم في ذاكرة ولكن في كتابه اخري غير هذي.
والليل يسرع بي فأجتاح محطة القطار . فتتفاوح امام انفي
رائحة اخشاب ( الفلنكة) بذلك الزيت الثقيل الاسود, وكأني اعبر خط السكة الحديد فيتجاوب صوت من بعيد : فول يا .. تسالي يا.. مناديل يا ..
ياللوعة ذلك القطار حين يمر .. وتهرول اليه حسان تلك البلده .. يمددن ايديهن البضه بمناديل مشغولة بأبرة ( الكروشيه) .
يكنَ قد سهرن الليل يجهزن المناديل والطواقي . واصناف الزلابيا التي ( اخرم اليها ) كلما شممت رائحة اخشاب ( الفلنكه)! لعمري انه شجن غريب واليم في آن .
أن تكون بعيدا . وتترك الذاكرة تتداعي . والخوف يجتاحك من بعيد فقد لاتعود اليها . ويظل خوفك مستيقظا كلما عبثت بك الاشواق . أو غافلك الزمن بذكري هازئه ..
يبقي لي أن أعبر السكة الحديد . والقطار ضاج بالناس وبالركاب السمر الذي يُيممون شطر غربنا الحبيب . والى أعالي كردفان .
حيث الغناء يصير إلفة على وجه الزمن الغضوب ، والأصوات المسترسلة في الهرج والمرج والبحث عن الشاي أو القفز عبر سور المحطة لتساقي كأس سريع .
يدوزن به الراكب مخيلته لسفر يطول , بقاطرة يمكن أن تتوسد أي محطة لها وتنام دون وجل .
أسمع صافرة ممتدة تطلقها إحدى قريباتي تنادي صاحبتها الاخرى بأن قطار( المشترك ) قام من محطة (سليمة) وداخل علي محطة (تندلتي) ..
تلك الصافرة التي خصَ بها الأولاد أنفسهم بان تضيف أصبع البنصر والسبابة معا. وتدخلهما في فمك بعد أن تطبق لسانك الي الداخل . وتمرر دفعة من الهواء الي الخارج. فيتحول الي صافرة حادة وبموجة قصيرة .
وأمر علي الشوارع المتسعة ، شارعاً فشارع .. الرمل يتعثر أم أنا؟ .. لا أدري. والماء يصنع إلفة منذ اليوم الأول فلا تشرب غيره ..
ولا تتواطىء مع ماء المحطة العذب، الذي يتم جلبه من محطات علي النيل الأبيض، فالقطار لا يزورهم كثيرا هذه الايام .. يجب أن تعتاد عليه، فقد شرب منه أهلنا في الماضي .
وعاشوا حتي الستينيات والسبعينيات من أعمارهم .لي أمنية أن أعود إلى هناك
ولأصدقائي القدامى أولهم آدم عمر. كان أطولنا في الصف ، فقالوا له كنَ (ألفا) ! وبعدها جمعتنا الخرطوم مع أصدقاء جدد ،
كانوا يعملون في شركة تبيع مشروبات غازية ، فالذي كان يجمعنا في وقت ما شعار إسمه ( ياشمس السعادة ، أشرقي لاتغيبي ) ,
تلك التميمة المنطوقة , وهي التي تسرع بتوزيع المشروب سريعاً على البقالات والمحال التجارية ، وصديقنا المشترك آية الله الملا عبدالجليل هجو،
غادر بعدي في اغتراب قصير، ظللت أقبع خارجا من ورطة البلد التي لا أدري ماذا أسميها ؟
تتعدد الوان الظهيرة والرمل هاشا علينا . وتترك خلفك طلمبة موبيل، وكأنك تقصد دكان (محمد سيد) .
كنت أتوقف في تلك اللافته التي تقول دكان محمد سيد للساعات والعطور والخردوات .
هذه الكلمة الاخيرة كنت أحس إنها سقطت على اللافته ليس سهوا فقط : بل مماحكة تفشل معها قوارير العطر ولمعان الساعات الموضوعة علي أرفف زجاجية .
وليس ببعيد فرن ينقل اليك رائحة الرغيف مشويا ومسلوقا ومعربدا بين الخياشيم. والهواء الذي ينقله لك بنزق و بتلذذ مفرط .
وقدور الفول المنتشرة علي المطاعم . برقبتها التي أجهدها حكيك سلك (الجلاي). والسواد الداكن الذي يغطي أسفلها.
تبدو من بعيد مثل إعرابي يرتدي ( صديري ) مقيت السواد، وأسفله سروال كثير التجاعيد مثل آلة (الأكورديون)!
كنت ألمح خزنة التاجر محمد سيد بلونها السماوي الخفيف بمخفوق من لون أزرق ( أزورا كاليفورني ) .
حين تنعكس عليها أشعة الشمس الواصلة من زجاج اللواري التي تقف تحت شجيرات (النيم) . التي تجاور البوسته في مبناها الوسيط .
والحمالون في أزيائهم المعروقة . والتي تتحول عند منتصف النهار الي لون أغبر مثل جوالات من الخيش، يلتف بالزير الكبير طلبا لبرودة عاجلة .
صفحات باهرة ، مثل كتاب يومي ، أو راتب تتفقد سطوره، وتقرا ما بين أسطره ، جاهزة بتفاصيل غير مملة ولا يمكن أن تسميها رتيبة .
أرجو أن تصيبكم بالحكة وأنتم تقرأونها بتمهل . وأهدي حكيكا خاصا الي عبدالله الفحل . ورفيق دربي آدم عمر إن كان يقرأني الآن، وكل دفعة قرأت معهم .
في تندلتي أو في جامعة السودان وربما في دراسات عليا في جامعة النيلين . في سنوات تخرج تمتد لثلاث سنوات قبل الالفية الثالثة .
عمو مساءا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
هذه الذكريات تنعش الذاكرة، فعندما تتناولها بالتحليل والتفكيك ،كم كانت تندلتي اجمل من يومنا هذا،
وكم هي جميلة التذكارات وانت تقرأوها من خارج التراب، تلفحك الريح . كأنك تمر بالربع الخالي في هذه الايام،
اتذكر زخات مطر خفيف يسقط علي اجسامنا الغضة قبل ان يتشربه الرمل،لا تعاودنا ال( الانفلونزا) كما تزور الاطفال في هذا الزمان،
عودوا بنا الي الماضي في هذه اللحظات، هو الوحيد الذي يضمد الجراحات العالقة بأكبادنا، حين نكون بعيدين عن تندلتي
نشكر الاخ عصام فحل الذي لون أسماءنا، بجميل كتاباته
وهذا التلوين الذي نحبه كثيرا هذه الايامات من كثرة ما أضاء غربتنا المظلمة،
وشنف الاسماع بأحاديث طيبة .. بعيدا عن رطانات الهنود، (المالايلم) و (الملواري) وغيرها من اللغات المرتبطة بروائح عطنه .
سنحاول ان لا نغيب، لكن تقهرنا ظروف أقوي، وتسكن حوالينا ، حوالك الدهر التي تأتي نهارا،
تخًيل يمكنها أن تأتي نهارا ولاتخجل من أن تخرج من ظلمتها عيانا، والله طبعا يبدو ان موضوع الموقع علي الشبكة الدولية قد نضج ..وأينع ..وقام ليهو ريش ..
وقد يكون طار كمان، يبقي بقليل من الجهد ان يرتفع هذا الطائر الي السماء .
.ويحمل اشواقنا الي اهلنا هناك ، ونتعرف علي حالهم يوما بعد يوم،فالمسألة تتم بالتعاون مع بعضنا البعض،
قد نكون محتاجين الي تلك الاهازيج التي يرددها ال( عتالة ) حينما ينوون حمل جسم ثقيل
جابك شنو .. جابك شنو ما بتقدر .. جابك شنو
أو الي تلك الاهزوجة الاخري التي ذكرها الرائع عباس عبود في روايته:
بات في (الشور)
بات في (الشور )الخاين
بات في (الشور)
البلدة المذكورة مشهورة بأنتاج الطماطم .. مثلما تندلتي في (الله كريم)
وننتظر دفقات اقلامهم علي البوست (البيجي) اللون، يبدو اننا قد نسينا شريحة هامة من اهل تندلتي ..
وهم السائقون الذين إنسربت الي مسامعنا كلمة (الكيزان ) أسف اقصد علبة صلصة أو انناس فارغة توضع بالقرب من المروحة للماكينة وتحدث صوتا ناعما ..
ولهم صولات وجولات هنا وهناك ، صراع مع الرمل .. والوحل في الخريف .
واتذكر كتاباتهم علي تلك السيارات المتهالكة أو نص (كم) .. وهي تغالب الرمل وهي مارة جوار طلمبة (اجييب) المرسوم عليها ذلك الحيوان الخراقي .
. حتي أننا احيانا من نكيل السباب لبعضنا ( عامل زي حيوان اجييب )، وإذا كنت أكثر شبها بحيوان اجييب .. يبدو أني سأكون بقوة خارقة ..
لأني املك ست أرجل ولسان ناري .. وحراشف علي الذيل!!!!!
يهمنا هنا أن تلك السيارات المعمرة . تأتي الي جوار طلمبة ( اجييب ) أو ( موبيل) وهي تنوي التزود بالوقود..
وارمق نهاياتها والكتابات التي عليها .. تلحظ في السيارات القديمة التي تزور عنبر الباطنية في المنطقة الصناعية ..
مكتوب عليها كل عبارات التوكل .. و(النديهة ) بالأولياء الصالحين .. خشية العطب وإنقطاع الرزق .. ماشاء الله .. .
أما تلك السيارات المتصابية فتجد مكتوبا عليها كل كلمات الاغاني ( من عيونك ياغزالي ) .. أو (الغرز نشابو) ..
وأسماء اللاعبين في فريق (برشلونه) وبعض الاعبين الافارقة ذائعي الصيت مثل (باتريك امبوما)،و(على سولي مونتاري) في هذه الأيام!
أما الحافلات والسيارات التي تبدو أكثر جدة.. فأنهم يكتبون عليها خوفا من العين ( القاصدنا ينضرا) ..
ويكون صاحبها محبا والها او متزوجا بواحدة لكن في نفسة رغبت أن (يتني) لأن الذي لم يتني لن يدخل الجنه!
كما يقولون على سبيل الإستملاح والإستطراف. فيكتبون : قتلتها لنكون اول عاشقين تلاقيا يوم الحساب، تخيل المادة 51 قتل عمد !!
كل ذلك تقرأه وأنت ترمق السائقين يكيدون لبعضهم البعض .. بزفرات الوقود الداكن.
وبعد كل ذلك تأتي شاحنة ماركة( نيسان) مهيب الماكينة والطلعة .. يرعد دونما سبب ..
وصندوق الذوادة قد رسمت عليه غزلان قد يكون الذي رسمها ذلك الفنان الشعبي (بابو تيه ) ..
الاسد يطارد غزالا راجفة .. ولا تشكو هذه الشاحنة (النيسان) من أي شييء . كاملة الأهلية والعتاد ..
وتنظر في إتجاه خزان الوقود (التنك) فإذا هو مكتوب عليه الكلام الجاز!
..........................
.........................
ويبقي وجه ربك ذو الإجلال والإكرام.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
زود الالام، آه منك يامراة، والله يا درش امس انا رقصت لمن قلت بس، حفله حريم بس،
ماذا يعني حفلة حريم بس؟فى البدايه بصفق وبعد كده بقيت اغنى بعد كده جدعت الشبشب بعيد ونزلت،
حفله ما فيها رجال، بس حريم، صاله مغلقه، فندق كاسيلز، حتيت حت لمن كراعى تانى ورمت،هههه،
كنت اريد ك في رقصة لي انا، من عيونى ،ما برقص قدام رجال، ارقصي امامي فقط، تكوني امس اسقطت كل الثمر،
هزهزت كل الفواصل، حركت كل الأنحاء..جسدك خرافي، منو القاليك، قالت لي عصافيري وكمنجاتك،
انت اليوم مريت على صورى، كابى لايكاتك مررت امس..
كل الأفعال الجميلة والمباغته والشافية تحدث ليلا،امس انا قاعده لحدى خمسه صباحا،
ما شفتك، رجعت من الحفله الساعه اتنين ونص، الليل سكونه جميل، سكونه فقط..
كنت اتمناك وانت عائدة من الحفل، كنت فى قمة الفرح، والجمال والانتعاش
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
صراحه كنت نجمه فى الحفله،
كنت سأنتعش بكل ذلك والحناء الجديده،
كنت عاوزه انزل صور الحفله لكن خفت من الصيع، ماتنزليها ..
رسلي لك منها، ليتني كنت القاك وانت عائدة من الحفل في منتصف الليل.
.لكنت حملتك الى الكورنيش ثم اضطجعنا علي كنباته حتى الفجر،
يا ود انت مالك، نقول تور تقول احلبو،
خلاص يعني في زمنى انا بقيتي تور زييي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
صراحه كنت نجمه فى الحفله،
كنت سأنتعش بكل ذلك والحناء الجديده،
كنت عاوزه انزل صور الحفله لكن خفت من الصيع، ماتنزليها ..
رسلي لك منها، ليتني كنت القاك وانت عائدة من الحفل في منتصف الليل.
.لكنت حملتك الى الكورنيش ثم اضطجعنا علي كنباته حتى الفجر،
يا ود انت مالك، نقول تور تقول احلبو،
خلاص يعني في زمنى انا بقيتي تور زييي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
-11-
دخلت في طور ذكرى جميلة، غدا عند الثامنة صباحا،
سأكون بين ركاب البص الذاهب إلى أبوظبي، العاصمة، مولد النور، الحسان سابلات الشعور،
يمكنك أن تكون قريبا من الامل، ومحايداً في كل هزيمة! من جهة الكورنيش أري الطائرات تهبط وتصعد،
الأفق يحِّول السراب إلى أمواج منكسرة، ليس لي سوى قبض الريح في هذا الأثناء، لكن فرجات الأمل تتسع بالحصول على وظيفة جديدة، احساس متخم بالسعادة،
أن تودع غرفة خالية، وشبحان ينسجان من سياطهما على ظهرك، سجادة عجمية، كل ليلة، الهوام تمسح جسدك مثل ماسحة الحقائب في المطارات،
حتى السبت القادم مساحة كبيرة لي، سأرى التلاميذ مساء أو عصر السبت، ويتواصل الأسبوع من السبت حتى الأربعاء، ضبطت ساعة الهاتف على الساعة السادسة والنصف.
دخلت المجلس، عدة الشاي تنتظر من يحتسى! عبود جاء اولا، أستذكرت معه دروس التاريخ،
كانت عن الحركات الأسلامية التي قامت، خلال ضعف الثورة العثمانية، إبتداءاً من الثورة الوهابية ، ثم السنوسية في ليبيا، ثم الثورة المهدية في السودان،
عبود منشغلاً بهاتفه الأنيق، صديق له ينتظره، يهز الموبايل ميمنة وميسرة، غير عابيء بالشرح.
أحول أن اكون باردا مثله، لكن كيف، أنا ولدتني عاصفة في تموز، وصقلتني شمس الأستواء،
أحاول أن أتناسي مايفعل، ينبطح على جانبه، على السجادة، والمدرس يجلس،
أتحدث معه بأن يعِّدل من جلسته أو رقدته، يمضي الدرس سريعا، فكذلك يمضي التاريخ!
تزامن مع وجوده اصغر اخوته (هلو)، يحمل كتاب الصور والتهجئة، والحروف المتقطعة، وبقليل من الأرشادات، يتهجأ الأحرف الاولى.
بعده يأتي مبارك، مستواه الدراسي في العام الماضي أفضل من هذا العام، الحمد لله لم أكن أنا الباديء معهم من اول العام الدراسي، جئتهم متأخرا،
وبسبب وجودي في السودان حتى نهاية ديسمبر من العام الماضي،
المعلم المصري بدأ يشرح لهم الدروس من بداية العام في سبتمبر، وهو من يتحمل نتيجته!
مبارك يترقب أن يسمع صوت سيارة لاندكروزر،
هذا حال مائل، كان يسألني في العام الماضي عن جيفارا، هل هو مسلم؟
أرد عليه أنه مسيحي، يرد بلهفة ظاهرة: ( يعني يوم القيامة حيدخل النار؟) يفاجئني بالسؤال،
فأرد عليه هذا من علم الغيب،
ربنا الله هو من يعلم من سيدخل النار ومن سيدخل الجنة!
أسحب كتاب الرياضيات هروبا من سؤال آخر لهذا الشقي،
هذا الولد يعرف الغناء ويجيد الأستمتاع بالموسيقى، ويحاول أن يكون ثوريا! وزارة التربية تهييء الطلاب لعهد جديد،
كل المواد باللغة الأنجليذية!
يتصل على صديقي مبارك، على أن اقابله غداً في ابوظبي،
في احتفال صغير، كما يجب أن نقابل تشكيلين داخل المدينة نفسها.
إنتهي الدرس مع مبارك، يأتي سيف يسحب حقيبة ذات عجلات،
نراجع دروس الرياضيات، وقد أحل له الواجب احيانا،
الطلاب يعرفون كيف ينجحون في نهاية العام، كما قال لي المدرس في العام الماضي!
بعدها جلست اتابع برامج التلفاز، بعد الأخبار، ثم برنامج (اوبرا)، وعن نجاحات النساء السود،
ثم ولجت غرفتي، منير أحضر قدورا ممتلئة بالطعام،
للاولاد الذين سيتحلقون حول التلفاز في الساعة العاشرة، ويتابعون مسلسلا تركيا مدبلجا.
بعدما احضر تلك القدور، بدأ يأكل امامي،
لم أهتم بما يحدث أمام وجهي، كنت شبعا من (القرص) وشاي اللبن، جلست منتظرا حتى العاشرة لم يأتي،
يمنعني من العشا، نوع من التأديب بسبب ان مرتبي أكبر من مرتبه، فكرت أن أشتري له قميصا هدية،
حتى يخف حدة التاوت التي يح بها، أنه شا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
دخلت الغرفة وجمعت أشيائي أستعداداً للسفر غداً إلى أبوظبي،
عطلة نهاية الأسبوع، سيكون هذا آخر يوم مع البراغيث والهوام، وكافة الحشرات ألأخرى،
التي تمشط جسدي يوميا في دوريات عشوائية، أثناء الليل، كحرس الحدود! سأقضي هذه الليلة على كل حال،
شخصان يبرحاني بالسياط ، فأهب مزعورا،
وعندما افيق أجد البراغيث تحتل جسدي كله،
وفي الصباح سأرش هذه الغرفة بالمبيد الوبيل الذي أشتريته ظهر هذا اليوم ب 13 درهما،
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
دخلت الغرفة وجمعت أشيائي أستعداداً للسفر غداً إلى أبوظبي،
عطلة نهاية الأسبوع، سيكون هذا آخر يوم مع البراغيث والهوام، وكافة الحشرات ألأخرى،
التي تمشط جسدي يوميا في دوريات عشوائية، أثناء الليل، كحرس الحدود! سأقضي هذه الليلة على كل حال،
شخصان يبرحاني بالسياط ، فأهب مزعورا،
وعندما افيق أجد البراغيث تحتل جسدي كله،
وفي الصباح سأرش هذه الغرفة بالمبيد الوبيل الذي أشتريته ظهر هذا اليوم ب 13 درهما،
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
انشر الرعب داخل الغرفة في غيابي،
أُسُمم الهواء،
وأعيق تنفس من يلهبون ظهري بالسياط كل ليلة مظلمة،
بددوا عليِّ حلمي،
وبعثروا نقودي في الخواء،
أنا لا أطالب بنهاية عالم كامل، أطالب في حدود حريتي ومسئوليتي التي يفرضها عليّ وضعي في الحياة والأنسانية،
لا أكثر ولا اقل، صحيح أنني أطمع في الأحسن،
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
انشر الرعب داخل الغرفة في غيابي،
أُسُمم الهواء،
وأعيق تنفس من يلهبون ظهري بالسياط كل ليلة مظلمة،
بددوا عليِّ حلمي،
وبعثروا نقودي في الخواء،
أنا لا أطالب بنهاية عالم كامل، أطالب في حدود حريتي ومسئوليتي التي يفرضها عليّ وضعي في الحياة والأنسانية،
لا أكثر ولا اقل، صحيح أنني أطمع في الأحسن،
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
يكفيني من يتسللون بفوهة المرحاض وبالعصي القصيرة.
أين سأذهب من هذا العالم، صحيح لا أحد يصدقني،
هذه مشكلة تخصني يجب أن أحلها بطريقة ودية، أفاوض من يأتون ليلا عبر فوهة المرحاض،
ما المشكلة بالضبط، انا شخص مسالم وفي حدود،
حاولت أن اختصر مشاكلي مع العالم، صحيح أن الكفيل مرن احيانا كثيرة،
ويسمح لي بالمرور عبر المدن،
وأن أبحث عن عمل هنا أو هناك،
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
عمل جزئي وفي فترة مسائية، لكن هناك آخران يعبثان برأس هذا الكفيل،
في أني قد أعرض مؤستهم التي عملتلي الأقامة للخطر، ب
سبب أنني يمكن أن اعمل في مكان مكشوف،
مما يجعلني نهبا لحملات مكتب العمل التفتيشية ،
والتي تريد أن تتأكد أن العامل يعمل عند الجهة الت أصدرت له الأقامة،
ووضعي غير ذلك!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
سأشتاق كثيرا لقرص تلك الهوام،
ولطالما اعتدت على الحكاك الليلي، احاول أن أحلم بأي شيء،
لكن لا شيء يوم البت القادم، سيكون عيد القديس (فالانتين)، عيد الحب،
سأبعث رسالة هاتف لحبيبة مفترضة في الخرطوم أو في السودان،
أذكرها بعيد الحب، بفضائل هذا اليوم!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
أبراهيم بائع التمر،
أستاذ انت عمرك كم، ماتزوجت حتى الآن؟
والله كان لاقيتك في السودان كان عرست ليك.. ياخي الحق نفسك)،
أرد عليه : ( والله يا ابراهيم نجمع شوية قروش وبعد ذلك نتزوج)
، كأنه كان ينتظر مني تلك الأجابة: ( ياخي العرس كمان بقروش، في السودان )
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
يدير ابراهيم الحوار لمصلحته تماما: ( والله يا أستاذ..المرة دي انا رقدت معاها مرتين بس،
تصدق وتآمن وجبت منها بنتين)،
وكأن الحكي يفرض على أبراهيم تكملة بعض التفاصيل:
( المرة دي يازول،تعاين لي وجهها عندها عين واحدة،
كان عايزه تتناول حاجه من التربيزه،
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
يمر هواء جاف، أدير وجهي للناحية الأخرى : ( يا أبراهيم المره دي قاعد معاها كيف؟
يرد سريعا: ( والله أسع(الآن) أنا طلقتها،
وكنت قادر عليها ..
كانت تخوف كل الناس،
وتحصبهم بالحجارة،
لكن انا ماقدرت تعمل لي حاجه).
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
أبراهيم بائع التمر من قبيلة البجا من شرق السودان،
يملك معرفة لا بأس بها رغم أميته،
لكن كثيرا مايزيد عليها من مخيلته!
احيانا أحتاج أن أرى اشخاصا ،
اتبادل معهم الحديث، شخصا سودانيا واحدا في هذا المكان البعيد،
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
أتبادل معه أخبار البلد،
فليس هناك غير أبراهيم بائع التمر،
يركن شاحنته الصغيرة،
حمراء اللون ومسقوفة بمشمّع خفيف من قماش التيل،
وداخلها كراتين التمر وقناني العسل،
لايصنف نفسه تاجرا متجولا،
لأن شاحنته في مكانها، يتركها ويمضي،
ويأتي اليوم الثاني،
والشاحنة
رابضة في نفس المكان.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
صحوت صباح الخميس في السادسة صباحا، على صوت منبه الهاتف،
ففي الحقيقة:عندما رن جرس المنبه،
كنت صاحيا،
يهزمني الوقوف،
اغتسلت ثم جمعت الفراش والأغطية،
والملابسس الموضوعة على السجادة السميكة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
ارتدت ملابسي كاملة،
وجهزت حقيبتي، لم يتبق لي سوى الخروج،
ثم أمطرت الغرفة بمبيد الحشرات،
بدأت بالحوض والحمام، حوض البانيون المقعد،
كل الفتحات للحنفية والحوض، أتعقب كل مكان،
وكل ركن، هذا قبل زنقة زنقة،
ثم أجييء إلى الغرفة،
وامرر المبيد بأنبوته الطويلة تحت السجادة،
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
بص متهالك يئن من تعب العمال وآلامهم، كل راكب هنا له حصيلة هائلة من الألم،
من التبريح والبعد عن الحبيبة والوطن، والحرص الزائد في الإنفاق،
الكاف لحد الكفاف! ليتني أعرف لغاتهم كلها،
اولئك الناس الذين ينحدرون من الفلبين،
ومن الشرق البعد، مرورا بمنغوليا، وكل قوميات روسيا السابقة،
وشه القارة الهندية، تبقى لك عيناك لترى كم يذرفون ألماً،
لاسعادةً في الإغتراب عندما تأتي عاملا!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
تتعدد الوان الظهيرة والرمل هاشا .
وتترك خلفك طلمبة موبيل . وكانك تقصد دكان محمد سيد .
كنت اتوقف في تلك اللافته التي تقول دكان محمد سيد للساعات والعطور والخردوات .
هذه الكلمة الاخيرة كنت احس انها سقطت علي اللافته ليس سهوا فقط .
بل بمماحكة تفشل معها قوارير العطر ولمعان الساعات الموضوعة علي ارفف زجاجية .
وليس ببعيد فرن ينقل اليك رائحة الرغيف مشويا ومسلوقا ومعربدا بين الخياشيم.
والهواء الذي ينقله لك بنذق و بتلذذ مفرط
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
اندياحك
ومشتاق ليهو اندياحك،
قبل شويه اندحت وصلك ولا لا،
قربت من القيف، يارب يكون ما وصل،
قرب يلهدم في القماش، تعالي اقرب لي جوه شويه،
ههه،
فرصه،
القرب ده كويس وبكون قاعد في الذاكرة ،
- لو جيتك بالجد بتتصعلق على ولا تكون مؤدب؟
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
انا ابحث عمن يقبل احساسى لا شفتى،
ابحث عمن يفتقد وجودى لوجودى ولا يفتقد وجودى لرغبته في،
هذا هوهذا هو،
ابحث عمن ينظر الى داخلى عندما اتحدث لا الى نهدى،
دى خاطره قديمه
كنت كتبتها عندما كنت انثى!!
كان فتحة القميص واسعه ..
يمكن يكون زي الاسكنر مافي مشكله!
ههه انت الأن أنثي ..
كل الزمن انثي، انثي دي يعني تقصدي قبل الفتح المبارك؟
قبل ثورة الفاتح من سبتمبر؟
قبل السفه ،
ههه
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
طلعنا من الجو ده
- جو السفينة؟ وصلت وين؟قربت؟هاهااه
- عواليق انت؟ تزوغ طوالى
- عواليق كويس..عشان العواليق بتكون لاصقة ،
مازغت ولا حاجه .. السفينة في البحر والموج عاصف
وباعد بيننا والشاطي ..علينا بالسفينه.
- سورى انت ما عواليق!! هااهاها
- انتظري الموجه الراجياك دي
- لا .. انا فى القيف بره.
- حتاخدك لحضن السفينه،
العاصفة من الخارج تساعد الموج والمد معها
- حرام عليك ترضى تاخدنى العا صفه
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
العاصفة بتجيبك لي
- ما بقدر على عاصفه ولا مقاومه بنهار
- خلاص تعالي بلا مقاومه
- تعالى الى البحر الطامح بالسكينه
جامح في المساء وفي المغيرب،
خدنى معك،
تعالي بالكمنجه،
سآخذك وكمنجتك،
سننام في حضن الكمنجه،
نمد اصبعينا نحو الشمس!
- مشيت وين
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
وضعت رجلا فوق رجل،
نحنا المتاهات نفسها،
ابليس ابن النار غوى حواء بنت الطين،
خليهو يودينا بدل نكون بدون متاهه،
كلنا من طين، انا من ماء وطين، وانا من ضلعك،
دعيه يغوينا بلون الطين، سأحتويك بطيني،
ولذلك ينجذب الجزء الى الكل، فلينجذب ..
حينها سنجد للجاذبية وظيفة معلنه!
- جاتنى نسمة منك.وعطر فاح،
فاضات دهاليزى!!
- وحنتك ماسكة ،
ومائي سحائب ستمطر عليك
- حنتى بسببها رجلى الليلة ورمت تانى،
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
كان الوقت اصيلا، وأنت تمشي ناحية السكة الحديد ،
والقطار ليس له سيد، وتود أن تكتب وتبدو لك الكتابة مهنة شاقة وقاتله كالحروب والهموم والسفر،
لكني اعتدت عليها. لكن الكتابة في هذا اليوم تختلف اختلافا كثيرا عما كنت اعهده من الكتابة.
تجتاحك اشواق كثيرة وشتى، وتعبر بك بحور وآماداً بعيدة، لتلامس روحا في الطرف الآخر من العالم،
ناحية الدائرة القطبية الشمالية ،
حيث يصير الشوق ثلجاً ويصير القلب صخرا يتفتت على اكباد رعت ذلك الود طويلا،
فتهاوي وتساوى مع النسمات التى تعبر بك عصرا ومساء!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
كان قدري أن أعبر الى ذلك الطرف البعيد،
وشوقي يسبقني ويكيد لي بأن امد بصري ويدي، لاقتنى ذلك النجم المشرق البعيد المضي ،
الصعب المنال. قصة الرمل التي تنسجها خيوط عناكب، تتداولها حلوق كبيرة وقصيرة، أصوات مبحوحة ،
وأخرى صدئة، وحناجر مثل الكمنجات. أحاول أن ابحث عن نوع كتابة جديدة ، كتابة بالصراخ، كتابة بالرمل،
كتابة بالعسف، كتابة بالرحيق. كتابة مؤجلة الى يوم الحريق! الحريق الكبير، الذي يبيح لنا أن نشوي الحروف.
نعم نشويها ونتناولها في وجبة الإفطار. مع القهوة السوداء. سكرٌ وحبهان قليل،
وصحبة لاتملهم،حتى تستقر القهوة على وسادتها في الدماغ!
ياسادة الكيف البرمكي ..مدد .. مدد!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
كان الوقت اصيلا، وأنت تمشي ناحية السكة الحديد ،
والقطار ليس له سيد، وتود أن تكتب وتبدو لك الكتابة مهنة شاقة وقاتله كالحروب والهموم والسفر،
لكني اعتدت عليها. لكن الكتابة في هذا اليوم تختلف اختلافا كثيرا عما كنت اعهده من الكتابة.
تجتاحك اشواق كثيرة وشتى، وتعبر بك بحور وآماداً بعيدة، لتلامس روحا في الطرف الآخر من العالم،
ناحية الدائرة القطبية الشمالية ، حيث يصير الشوق ثلجاً ويصير القلب صخرا يتفتت على اكباد رعت ذلك الود طويلا،
فتهاوي وتساوى مع النسمات التى تعبر بك عصرا ومساء!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
أستعذب أن أمر بها عند المساء،
صدحان وعزف على كمنجات بازخة اللحن.
وتجاوبات فخيمة لصوت كمان من نوع (شيللو)..
آلة تطول بقامة عازفها. كمان مثل أنثي مجوفة. من خشب رنان..
وصرير أبواغ نحاسية.. الله .. الله صوت(ترومبون)، نغم عريض واستثنائي وفرايحي،
وخارج عن حنجرة نحاسية واثقة. أرمق حشد يخرج ويدور حول سور المدرسة.
وانا متوقف ليس ببعيد. واضعاً يدي على حائط بيت ضابط الشرطه من الخارج طبعا.
الرمل يخنق الحائط ويعنفه. أتوقف بعيداً ليتسنى لي الهرب أن جاءت الجوقة الموسيقية في أتجاهي. هوائي المايكرويف..
يسيطر على السماء في تلك الناحية!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
أحتبس الدم في أوردة ساقيَ، لابد من أن أترجَل عن الحائط..
أفلح أخيراً في ان أترجل عن لحائط، صعوبة في المشي ،
وشوقاً لقطع الطعمية المتبَلة بالشطة .
قطعة قطعة وتغمسها في صحن الشطة المدعوم بالليمون،
تحت شجرتان من النيم ، تحرسان المدخل الى السوق ،
وتحتكمان لكل هوى جديد وعشق أبنوسي،
أعبر السكة الحديد ، وأتسمَر أمام صورة حيوان أجييب ذو الستة أرجل ،
في لوحة طلمبة الوقود.وأدفن أصابعي العشرة في الرمل ،
في أثر خطان عريضان تركتهما أطارات شاحنة بدفورد خارج من سوق المحاصيل.على الرمل .
على حوائط الرمل!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
اتجهت يا أصدقائي في ذاك الليل،
تركت خلفي الخرطوم يغضها وغضيضها وجنجويدها!!.
تفحصني ضابط الجوازات ملياً( محمد السالم) اسم واحد؟ نعم اسم واحد،
وكان الليل تهزمه إضاءات خافته ومحاولة للتقهقر خلف طاولات وضعت عليها الحقائب نصف مفتوحة،
فاغرة الأفواه تنتظر نبؤة من عراب قد يأتي فجأة بين حشد الضباط، ومدسوسي الأمن ورجال الاستخبارات أو منسوبي التنظيم .
ويكفي ان يقول ( والله الراجل ده قبضنا عنده منشورات في القرية قبل تلاته سنوات ) ..
وتبقي بعدها الي ابد الآبدين ..
( يا اخوانا الزول ماشي يصلح وضعه وجاي )
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
في الأسبوع الفائت دلفت على جهاز شؤون السودانيين بالخارج،
إجراءات وأوراق وحزمة بين مقولات مسطرة على الجدران،
وأسماء وأوصاف تأخذ معادلاتها بين الطيور المهاجرة، الدياسبورا،
سودانيّ الشتات هذا طبعاً في الذاكرة، محنة تظهرها لك السلطات بعد جباية رسومها التي يشيب لها الوالدان ..
رمقتني موظفة الضرائب،
بحنق ليس له مبرر سوى أنني مسافر إلى (أبوظبي)،
ركلت بأصبعها الذي يشبه ابهام القدم لوحة المفاتيح للحاسوب الذي يحوي كل أسماء المغضوب عليهم،
سجلت أسمي، زمجر الحاسوب،
أدخلت عليه رموز غريبة وأنا متوقف على قفا الحاسب، بعد زمن خلته دهراً،
لفظ الجهاز ورقة مطبوعة،
حتى أن اسمي غريب لفطته الأجهزة،
الحمد لله على سلامة هذا اللفظان.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
في ذاك الليل، الناس والركاب يتقاطرون على صالة المغادرة الوحيدة،
بكرااسيها المتخمة لدينية المكّون،
أقباط وأجانب،
وصبايا سمر،
مبنى تم تجهيزه على عجل ليكون صالة مغادرة،
أقتطعت في جزء منه كافتيريا،
تتطاول في أركانها قناني مشروبات غازية،
وعلب، وأكواب بلاستيكية،
ومصاصات وعصائر وعلب دخان،
وسلات القمامة أكثر من عدد مقاعدها.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
تتواجد هذه الأواني مع بعضها في غير رابط واضح،
صندوق أصفر يشيء عن ما بداخله من خيوط ظاهرة،
تربط حزم ورقية لشاي ذو ملصق أصفر، خلف هذا المقهى مدخلين لحمامين،
المقهى يقع بزاوية قائمة بالنسبة لمدخل المسافرين،
وممر الحقائب، يتخلل المنتظرين في الصالة أصوات الهواتف النقالة،
وأجهزة اللاسلكي الجائلة،
وموظفي الأمن جزء منهم بأقمصة بيضاء على جيوبهم العليا،
اثنان من ابناء عمي حملا معي حقائبي حتى الكاونتر وأذنت له بالانصراف لأنه تأخر عن زوجته ،
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
بقي معي شقيقي الأصغر والأخ الأستاذ الذي حمل لي معه أسطوانة مضغوطة،
تحوي شجن الغربة والليل،
قلت لك أني في هذا الليل ، كان أروع ليل وشجن مسافر في الحقائب,
وفي وجوه والديّ المرحومان، عبرت أمام عينيّ غمامتان لأختاي الصغيرتان،
والكساء، والرهق اليومي،
وثمن الأرغفة والمرق،
وفاتورة المياه والكهرباء،
وقطع اللحم
والخبز الخالي من بروميد البوتاسيوم،
تتوقف في ذاكرتي مخبز في نواحي الشجرة الذي وضع صاحبه على مقدمته
(أشهد أنا "كرجول الكبجابي" صاحب مخبز المودة
:( أن رغيفي خال من بروميد البوتاسيوم ومن أي مواد إضافية أخرى والله على ما أقول شهيد)
انتهت الشهادة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
اتفقد في جيب بدلتي بطاقة الإلزامية،
وصورة الزيارة،
وجواز سفري،
غادرت بالقليل من الملابس،
وحقيبة أخرى هي بورتفوليو Portfolio بداخله رسومات واسكتشات لرسومات لم تنفذ بعد،
وأرشيف لكتاباتي في صحيفة الوفاق اليومية بالخرطوم
وقصاصات من صحيفة (دنيا) الإجتماعية التي ما استمرت سوى شهور لا تزيد عن أربع،
ربطة عنقي كانت تحز في خاطري وفي رقبتي،
وأحياناً ما تجعلك لتسير وكأنك رجل آلي
وتسحب ما تتنفسه بعدد وبإنتظام،
لأن أي زيادة في سحب الأكسجين،
قد يفسرها ضابط الجوازات إهانة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
والليل يتخنصر في أصابع المطار، التي تبحث في أشياءك، مستنداتك،
تتقصى ذكرياتك، اسمك موجود ضمن قائمة الـ... VIPالمسكوت عنهم.
حملتني عربة ابن عمي من أقاصي أمدرمان،
الظلمة تُقبل علينا كلما اقتربنا من وسط أمدرمان،
ودعت إخوتي وجدي خال والدتي المرحومة وعمتي الكبرى، وتركتهم أمام باب الدار،
لم أعط فرصة للإجهاش بالبكاء أو غيره!!.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
مررت بسوق (الشقلة) صارت إضاءته واجفة،
والباعة يلملمون آخر بضاعتهم سور جامعة أمدرمان الإسلامية يمتد الي الاطول،
تطل منه نخلات متفرقة وطلمبة وقود جديدة لم يبدأ تشغيلها،
ونمر على( الفتيحاب) والساعة تخطت منتصف الليل،
وميعاد الطائرة الساعة الواحدة صباحاً،
أحاول أن أحصي الوقت المتبقي للمغادرة، هل نسيت شيء ما الوصايا العشرة والإثني عشر،
صندوق البريد الخاص بي في البوستة الرئيسية بالخرطوم،
أرجو أن تدفعوا لي رسومه حتى لا يتم نزعه،
حافظت عليه مدة عامين كاملين،
عليك مقابلة الأستاذة فاطمة بالمجلس الأعلى بخصوص الكتابين اللذان أودعتهما خزانة هذا المجلس للطباعة،
( سليمان) البقال سدد له ما تبقى من مديونيته، صار هذه الأيام يحدجني بنظراته كلما أقبلت
أو استدبرت،
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
والليل يتخنصر في أصابع المطار، التي تبحث في أشياءك، مستنداتك،
تتقصى ذكرياتك، اسمك موجود ضمن قائمة الـ... VIPالمسكوت عنهم.
حملتني عربة ابن عمي من أقاصي أمدرمان،
الظلمة تُقبل علينا كلما اقتربنا من وسط أمدرمان،
ودعت إخوتي وجدي خال والدتي المرحومة وعمتي الكبرى، وتركتهم أمام باب الدار،
لم أعط فرصة للإجهاش بالبكاء أو غيره!!.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
احتفظ لي بصوري وكتبي، هناك آلة تصوير أبقيها داخل دولابي،
بالله عليك أعط نسخة من كتابي للأستاذة سوسن ،
أوصيت الأستاذ زهير المسرحي بتسجيل أخي الأصغر في حلقة الموسيقى بقصر الشباب والأطفال.
ووصايا مختلفة والعربة تجتاز( الفتيحاب) والناس بدأوا يتناومون ونقاط التنفتيش الليلي تنصب شباكها،
ويعلو الطريق بنا جسر أمدرمان الجديد والسلاح الطبي والفتيحاب مربع واحد،
ترتج العربة داخل الجسر بعد كل فاصلة من الفواصل التي تربط أجزاءه مع بعض،
ومن أعلى الجسر ترى (الخرطوم بحري) بأنوارها،
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
وبدايات أمدرمان إحاطة بهالة من الضوء غير المنتظم،
مسلوب الخواطر ويمر بجسمي تعب، يتحلل جزء من تعبي،
وأنا في حالة صحو منذ صباح الأمس، أحاول أن أسيطر على الزمن المتبقي حتى لا يفلت من يدي،
ولا أكون قد نفذت أشيائي ورتبتها، لأن السفر عندنا صعب، والإجراءات لا تنتهي والرسوم غير معلوم مقدارها،
والمطبات تعترضنا في شكل حفر على الطريق المسلفت،
أو شقوق على الحافة، بنك السودان بمبناه الجديد ولونه التركوازي بإضاءة باهرة كعروس تخرج من ماء النيل الابيض،
ورجل يغلق باب منزله بعنف ،
وعربة تقف معطوبة عند تقاطع يقع على يسار مبنى يخص شركة الاتصالات
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
خلفي سوي منزل واحد، وكذلك علي يساري وعلي بعد نصف كيلومتر يمر الطريق المسفلت ..
ومن هناك المح الخرطوم علي الضفة الشرقية ،
غاوية لاتلوى على شييء سوى ذكري ماجنه،
وبقايا دخان مجنزرات كانت تجوب الأحياء بحثاً عن منشقين ،
وشباب هاربين من الخدمة العسكرية بطوع اهلهم وتحريض الأقرباء،
وحي الشجرة واللاماب،
والأسرة الخشبية المعروضة في الفناء الواسع المطل على الشارع،
الصبيه يلعبون بكرة من القماش والجوارب بالقريب من مركز صحي مدينة اللاماب،
الصحراء والصي والسراب البعيد،والبنايات التى تقوم على أستحياء،
ولاتسأل بانيها عن أكوام الزكائب الممتلئة بالأسمنت
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
وقلت ليك استاذ كمان ما راضى ،ههه والله انت ذاتك ملعبه
، دي امه يموت من اجلها القرشى!
- بدون استاذ معاك....
طبعا انا قمت ضحكت في سري ضحك شديد ..
يا القائم باعمالي ...
يالمتبنياني...
دي كلها معاي كويسه..
الواحد يحس انه هناك جهة مهتمه به..
سمعت مرتضى المقبول ..
هاهاها.. سلامات ..
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
- الفائض ليس لكم ويجب ان تحاسبوا ،
المساله عندك ميكانيكيه،
الفائض للحياري والجوعى امثالنا،
- انت ما بدوك الفائض،
كل هذا الحديث العذب تبقى ميكانيكية؟
خليها تبقي مدنيه
- ابو لي بالفائض ياناس
- انت ما بدوك الفائض
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
شابه يافعه، هسي انت يافعة وشافعة؟
الروح هي التي تجعلنا نحب،
ونميل ونشيل وناخد، وانا لا املك غير الروح وديعه رقيقه شفافه جميله،
اما الشكل فهو اطار خارجى، عشان كده الروح نديها الدايراهو ،
نوديها بشارع الزول البتريدو،
لكن هى دايره كتير،
حتى لو مستحيل،
نعمل ليها شنو .. ندعها تأخذ قدر ماتستطيع ،
ومافي مستحيل، ضاع الطريق الى السفينه ورائى،
الى الموج هو من يحل الضياع ،
صدر الموجه نعتليها ..فتأخذنا معها
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
الخطوات تقترب، تطول وتقصر
وتسأل عن حبك القديم ونساءك القليلات اللائي بقين في عصمتك،
تغادرهنّ بلا استثناء، وبلا دموع، تبحث عن الجديد بين ثيابهن المبللة بالشبق،
لا تعاف رائحة إبطهن،
مارقات من سجن الغيب إلى سجن المجهول ,
وتسافر من اجل واحدة منهنّ وانت في قرارة نفسك تعرف انها لا تستحق كل هذا العناء ،
يستعطفك الليل لو تلقي إليه أعقاب سيجارتك،
لأن السيجارة ليست لك وحدك ...
يتقاسمها معك آخرون، التسامح في الدخان،
حياة المجان بلا رسوم،
بلا إيصالات الدفع والاستلام
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
الفصل كان معطوناً بروائح عدة،
روائح من غُدد خاملة، وتعرقات تتراسم خرائطاً عند إبط الطالبات والطلاب،
طالبة بدينة تدق الأرض برجلان ملفوفتان حين تمر فوق البلاط الأسمنتي.
وأخريات يهزهزن أردافهن وهن عالقات بأغصان شجرة مسكيت وأشجار السدر،
(هي ده أستاذ الفنون ).. تقول طالبة عرجاء بفم يجتمع ناحية اليمين
من وجهها ترد عليها صديقتها التي جلست القرفصاء على البرندة
and#61516;( هي، هو .. في فــــان ) قالتها ممتدة ،
فأصبحت كلمة فن تنطق وكأنها مروحة باللغة الإنجليزية .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
ياحلوين
نكتب ليكم كده
وانتو اقروأ
..
..
ياخي أ كتبوا أي حاجه
اكتبوا من دفتر اليومية بتاعكم
..
.. هذا بمثابة دعوة لكم جميعا
هذه الصفحة ليست حكراً لي
..
..
ننتظر ود حلال أو بت حلال تفتح الباب
..
..
مصطفى بشار
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
ياحلوين
نكتب ليكم كده
وانتو اقروأ
..
..
ياخي أ كتبوا أي حاجه
اكتبوا من دفتر اليومية بتاعكم
..
.. هذا بمثابة دعوة لكم جميعا
هذه الصفحة ليست حكراً لي
..
..
ننتظر ود حلال أو بت حلال تفتح الباب
..
..
مصطفى بشار
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
ترتج الكوابح، أمامنا مرت سيارة إسعاف مسرعة مستشفى الخرطوم لا تنام ولا ينام مرضاه ..
لي فيه ذكريات أليمة ومحبطة، توفيت والدتي فيه بجلطة في الأوردة العميقة
هذا الاسعاف تحديداً أمقته مقتاً ظاهراً وباطناً،
هذه العربة لا تحمل في داخلها إلا موتاً مؤخلاً، تدفعه على أقساط، يتبدي فتوراً،
وقصوراً من التعافي، وتستيقظ على الحقيقة كلها،
أن كل الذي كان يجري لم يكن علاجاً شافياً، كان تهدئة، تتقاذفك أهواء الأطباء من وصفة طبية إلى وصفة طبية أخرى
ذلك التراخ كأن كاتبها لم يقرأ تلك السنوات الطويلة ولم يستصحب معه دروس التشريح.
كم سأبقى هناك، سأحصد دراهم، وأول الدراهم سأبعثها لكي تشتروا جوالات أسمنت،
ذلك السور يحتاج لمسحة من الأسمنت والغرفة الثالثة شبة اكتملت و تلاصق المطبخ،
أسقفوها من ألواح الزنك،
صحيح إنه ساخن صيفاً وبارد جداً شتاء مثل مناخ البحر الأبيض المتوسط، إلا أنه أفضل أن تكون هذه الغرفة بلا سقف،
تمديد أسلاك الكهرباء يحتاج لموافقة كتابية وغير كتابية،
واصلوا الإنارة من الوابور الخاص بالحي،
صحيح أن صاحب الوابور عنجهي بعض الشيء،
ويعتبر أن قطع الكهرباء عن المنزل والتأخر عن السداد في الوقت المحدد وهو قبل نهاية الشهر بيوم واحد:
يدخل في نطاق عقوق الوالدين.
مرّ علينا ذات مساء، كنت أجلس أمام الدار والقمر فاقع اللجين في تلك الأمسية،
وأمامي أكواب زجاجية وجك ماء ويجلس قبالتي الفنان التشكيلي موسى ونيس،
أتى ذلك العنجهي يتفحص الأسلاك بضوء القمر ..
. أين نورك يا صاح؟، أدفع أنت في هذه اللحظة،
أنت تستفيد من ضوء القمر أمام منزلي ..
لتتفحص أسلاك وابورك العتيق ..
لكي تير ليلنا بكهرباءك الفاترة
...
!!!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
أفرغت من جيبي ما تبقى لي من عملات سودانية حوالي الثلاثين ألف جنيه بعد الاحتفاظ برسوم المغادرة،
لا تحدثها بهذه القروش، تصرف وكأنك لا تمتلك نقوداً،
تركت لك عندها مصاريفك الدراسية كاملة،
حاول أن تتناول الحليب والباسطة لأنك على وشك الامتحان،
ويديك نحيفتان، صحيح أنهما صدامتان,
بل حاول أن تلتهم أكبر كمية من الطعام متى ما توفرت لك،
واستخدم مثل صديقي الصادق سيد أحمد البدين (البتاكلوا بالطمام ينفعك قدام)
بما معناه ان الأكل الذي تتناوله وأنت على حافة الغثيان سينفعك في مقبل أيامك
.. وصديقي الصادق استفاد من هذا المثل الشعبي استفادة تامة،
وحافظ على بدانة ظاهرة وملحة نادرة.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
تولد البنت وهي تشبه امها في كل شييء وتلغي كل علم تعلمته في الجامعة ,
فحين تتزوج تصير مثل امها أو جدتها تماما .,
تكافح لتتعلم وترتقي اعلي المدارج ,
وحين تتزوج تهبط بها عادات التشابه والتماثل التي التقطتها من امها .
تعود متعبا من العمل ..
تجدها وقد غطت يدها ورجلاها بالحناء
.. وهن في جلسة انس فاجرة .
جنس مكشوف ,
( شوفو انا بعمل في الراجل ده شنو ؟ عشان اوريكم انا مستلماهو كيف؟
(ياعبدو تعال اقفل لي السسته دي ) .
.....
.....
.....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
على العموم تبقت آخر مرحلة لا أدري أو آخر خطوة، مرحلة الكشف عن المعادن النفيسة،
تربة خصبة يمكن أن يتم اكتشاف ذهب بداخلي، بئر نفط، غاز طبيعي،
وضعت الموبايل على جانب يقف رجل أمامي يطلب مني المرور،
بينما يجلس الآخر أمام شاشة جهاز للكشف عن المعادن، مررت،
أصدر الجهاز رنيناً قال لي ذلك الرجل الواقف تفقد جيوبك، ليس بها شيء ممنوع أو معدني، ؟؟؟
استدرت وعبرت ذلك الخط ثانياً، واصل الجهاز في إصدار ذلك الرنين المخيف، أخيراً يا محمد
صرت تحمل معادناً, قال الرجل الجالس أمام الجهاز، هذا المعدن في حذائك،
جلست على كرسي الرجل الواقف صار أكثر تحفزاً للإنقضاض عليّ ،
خلعت حذائي، كنت أسير به طوال اليوم ذلك الحذاء البلاستيكي المغلق،
فاحت منه رائحة اسعفتني، خلعت زوج حذائي، واصلت خلع الجوارب لم يقع شيء، كما كان يتصور
الرجل الجالس وراء الشاشة ، لمست جيب بنطلوني، وجدت مفتاح حقيبتي، أخرجته وضعته
جوار الموبايل في ذلك الطرف وعبرت الخط، أصيب الجهاز بالصمم،
أحمر وتورد وجه الرجلان، الفاصل بين البراءة والاتهام صلصلة جرس أجش وبين الانقضاض
عليك والتربيت على كتفك، يحدد موقفك جهاز يجهل أن لك مشاعراً وشجون،
ولك أسرة دون أن تكون متزوجاً بها،
لا قيمة للإنسان في خذلان الآلة،
ولك موعد قادم مع الدنيا في فضاء رحب على طائرة خربة ...
وانت مسافر علي امل ان تحقق امنية طال انتظارها .
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
ألحق بمن سبقني داخل الصالة ,
جاءت لحظة الموت لحظة التفريس في ورق الجواز،
يقارن أكثر من مرة بين وجهي وغلاف الجواز الأخضر،
قبل هذا الزمن كانت العلامة المائية لذلك الجواز حيوان وحيد القرن،
وهو الحيوان الوحيد في ذلك الزمن، كان إيقاعنا واحداً متوحداً وطويلاً مثل النيل وتحولت مؤشرات كثر،
وثبت أن مساحة السودان مليون ميل مربع وأن سكان الخرطوم يزيدون عن عشرة مليون يعتصرون الليمون من جزيرة (توتي)،
ويأكلون المانجو من جناين (أبو جبيهة) والبصل الخام من مدينة (شندي)،
وسرائر الخشب المخروطة من (الدمازين) والكهرباء من خزان (سنار)،
والأحجية والعروق من( ما يرنو)...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
أعاد لي جوازي وحمدت الله،
عبرت سريعاً متجاوزاً مجموعات الحقائب الرابضة على طاولة،
يجلس بجوارها ضابط برتبة ميجور، كان يتسيد الجو العابق في ذلك الجزء من صالة المغادرة،
هدوء معقول يسيطر على وجوه الركاب باعتبار أنهم تخطوا المناطق الخطرة :
كالإلزامية،
تفريس في وثائق السفر ..
(قريت ليك عدة مرت يا أستاذ، شكراً يا سعادتك )..
ناولني جوازي.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
تخطيت كل ما كان سابقاً في التفكير،
معدتي تكوي صدري من جوع فجائي، استنفذت النهار بطوله،
في إنهاء بعض الإرتباطات مررت على البنك، نقلت معاش والدي المرحوم إلى إسم شقيقتي،
استلام تحويل مالي من صرافة في شارع لا أعرف اسمه إلا أنه جوار عدة فنادق بمستوي نجمة ونصف،
وذهبت إلى المكتب وكتبت خطاب إجازة لتسعين يوماً، استلمها مديري المباشر ولم يوقع عليها،
ولكنه استجاب إلى طلبي بأن يأتي شقيقي ويستلم مائة ألف جنيه كل عشرة أيام أي حوالي عشرون دولاراً أمريكياً خالص العد والنقد ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
اخرج صباحا متوجهاً الي الخرطوم ،
الضجيج الإزدحام ،ابحث عن الرزق واعود بعد المغيب ، مكدودا مثل طائر .
.استرحت من طرقات صاحبه المنزل السابق ..
يطلب الأيجار في منتصف الشهر وفي آخره ..تراخت اعصابي تماما ،
ماعاد يزعجني الإ السكون نفسه!
أ وازماتي النفسية حين تنتابني بين حين وآخر،
من سأتزوج .من سترخي عني ستارة ليل عالق بأفخاذ طريه، يتسلل الاولاد من تلك النافذه ،
يملاؤون على نهاري، وامهم تفضح الليل بتأوهات نزقة! لايرون ويعتبرون غيرهم كذلك،
همي يتجاوز الى كيف اغسلهم من بقاياهم اذا لم تكن امهم موجوده في ذلك النهار،
لكن اهتزازات الأسرّة لايشغلها شييء سوى ان تفصح عن رعشة ونزوه،
ليل يمضي خلف استاره الداكنه ،
والشرعية التي يضفيها على من يمعنون في محدودية الرؤية،
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
أصيخ بسمعي لشقشقة العصافير، وصغار جاري يلعبون ,
وصوت وابور بعيد يتكتك ،
وريح تعصف بأغطية النوافذ من قماش التيل ،
غمامتان ظللتا وجهي . يرتد طرفي بذكري والديّ اللذان رحلا دونما أستئذان ..
ماذا لو كان معنا الآن في هذا المنزل الذي بلا هوية،
حتما سيتربصان باليقين الذي يعفيهما من تنبيهي عن قرب موعد دفع الإيجار!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
يأتي في المساء حاملا صحيفة وحقيبة وقليل من النقود .. م
ن المحطة الأهلية بالخرطوم جوار الجامع الكبير ..
يخرج اولا ما سيعطيه لأخيه الطالب في الصباح،نقود لإفطار رخيص،فول وزيت بين قطع خبز داكن مشبوه بإضافة بروميد البوتاسوم،
المسحوق السحري الذي يمنح الخبز انتفاخا مشوقه ،وممرضاً على المدي الطويل،
وما سيحتاجه هو للعودة غدا الي العمل .
ومصاريف اخوته الست.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
تجاوز الثلاثين وهو اكبرهم،
والداه توفيا في فترات متقاربة ،لم يتركا له الإ منزلا في الأقاليم ،باعه سريعا واشتري قطعة ارض بتلك القرية ..
استراح واراح نفسه ،شعر بنفسه يبدو مرتبا .
اخوته تمردوا عليه بحجة ان هذه القرية لا تناسبهم،
وانهم كانوا يقطنون بحي راق، وانه ابدلهم بهذا المكان البعيد ،يا أخوتي انتم لم تورثوا سوى هم ثقيل كان يتوسد على اعصابكم،
تكفهر وجوهكم ودائمي الشجار والمناكفه،
ذلك كله كان من عوزكم وفقركم،تتمنون ولاتملكون ادوات تحققون بها أضغاث احلامكم،
كفوا عن التمنيات التي لاتأتي اليكم بسهوله.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
خريجون يساقون قهرا الي المعركة وبأسلحة فاسدة ..
ونوايا رعناء وطيش ،
ليحقق رغبة لفئة اصابتها لوثة عقلية ..
وانه الجهاد .. والكفرة ..
ونفس الحرب تشوي اوصال البدن الواحد..
الوطن الواحد. لم يكن هناك عدو ،
العدو الواحد هو النظام نفسه .
منسوبي النظام في الجامعة ،
يمتطون دراجات ناريه سوداء من نوع (سوزوكي 125) بأرقام بائنة ومميزة ،
ينمون لحي قصيرة . يلاحظ ان هناك اجتهادا ظاهرا في رعايتها أي الذقن واضافة سماد لها!بالغذاء الوافر ..
والحليب للبالغين ،
والأطفال في كل الأرجاء يصرخون في وجوه امهاتهم ..
ملتمعي الخدود،
الكل يحاول ان يلتقط لنفسه صوره فوتوغرافية واصبعه علي الخد..
علامة كاذبة للتأمل العميق
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
الحسان يجتهدنّ للوصول الي هذه الدرجة من النعومة الفائقة ,
ويذهبن الي داكان التيمان يجلبن اعشاب تبيييض الوجه وزيادة الوزن ,
بالله الناس هنا يحبونها بدينة ،نحن بعيدون جدا عن الموضة والرشاقة ,
لابد من ان تكون بقرة لافارض ولا زلول ، حين تمشي الي بيت جارتها ،
ويقابلنّ اجهزة التكييف. ويقضين اطول الساعات في الظل .ويتناولنّ(الهامبيرغر).
يأكلنّ كل شييء .. وبعد ذلك يفشلنّ في الحصول علي هذه الدرجة من النعومة .
الصور الملتقطة ناعمة ،كأن الواحد منهم فيلسوفا في زمن انغلق فيه رحم الامهات من ان يأتين بجديد مثله!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
يعايش الآن ستة وثلاثين عاما كاملة ،عمر بحاله مشحون بكل ماهو مغرق في البدائية،
بكل ماهو شقي ومحفز للتعبير عن تجارب الحياة، بدلا من مراقبتها في أواخر العمر مثلما يحدث دائما.
كلما تلفت في أنحائه وجد شتاتاً من الذكريات حلوها ومرها،
كابد كثيراً في أن يجعل من نفسه شخصاً بالكاد يمكن أن تسميه كاتباً أو مثقفاً،
لأن معرفته تلقاها على دروب ومسالك وعرة،
إلا أن المكتبة الحافلة التي عاش بين كتبها في منزله، هي اللبنة الأولي التي جعلته يفكر في من هو،
وما الذي يحوم من حوله؟ مثل كل الأسئلة التي تقابلك ولا تجد لها تفسيراً .
وتنمو معارفك وخبراتك مثلما تنمو أعضاؤك الداخلية ،
بحجم بلد مساحته مليون ميل مربع، أكبر رقم في ذلك الزمان.
تتأبى على عادات ومدارس شتى. تتخللك عادات نقلتها من الشارع أو من جدتك
التي تلوذ بها عندما يهم والدك أو والدتك في أن يعاقباك نتيجة جرم ارتكبته،
فالتي تحميك بدعوي إنك صغير وجاهل ، ووالداك بحجة إنهما يقومان بتقويمك ،
فتنشأ معوجاًً ، وينازعك سلوك ما هو واجب القيام به نحو نفسك أو نحو جماعة أنت تعيش بينهم حياة أكثر ما يميزها عدم الوضوح في كل شيء.
فتنشأ بخلق مركب فيه نزوع شديد نحو الأثرة والتملك وحب الذات ،مزيجاًً من مركبات نفسية مختلفة ،
قد تخلق منك شاعراً أو رساماً ، يستقرئ حالته النفسية بتفاصيلها ، ويعيش ازدواجا صارخاً ،
ويمتلك عدد من الأقنعة ، وقادراً على التماهي مع كل الظروف ، والعيش في كل الأجواء ،
لا يري عن الطريقة التي هيأته بها ظروفه العائلية بمعني أنه لم يقصد أن يكون ..
ظروفه فقط هي التي جعلته في حالته الراهنة، ومولوداً لعالم ثالثي يحلم بأشياء وتوقعات،
ويطمح لأن يكون وما ذلك بهين، لأن النهج الذي عاش به، فشل كثيرا في أن يقيّم به أين هو؟ ومن هو؟
فتعاجلنا الأسئلة أو الأجوبة التي تراهن على أنه كائناً مقصود به أن يخلق توازناً بيئياً!!
بالفطرة الأولي قام بأفعال غريبة وكثيرون مثله، ولد في السودان و عاش فيه كل عمره،
عدا سفرات قليلة قام بها إلى الخارج، وغربة لم يعد منها بعد ،وسفرات كانت في ذلك القطر المليوني الأميال،
في تلك الفترة في حياة الناس السهلة المبسطة مثل واجب مدرسي في الصف الأول الابتدائي،
وحلم الناس لم يكن كبيرا مثل الآن، ولم يكن للناس خطط حياتية يحبون أن يحيّوا بها،
فقط منهج الصدفة هو الذي كان ينظم في دواخلهم تلك الفوضى!
ولد بمحافظة النيل الأبيض في وسط السودان، هذه المنطقة الوسطي أخذت من ثقافات الجوار
ومزجت فيما بينها، في طرق كسب العيش والحياة والتزاوج والانصهار بين القبائل،
ففي هذه المنطقة نما خياله كثيرا، والتحمت في حدقتا عينيّه الألوان والأزهار المتفرقة هنا وهناك،
وشكل البيوت وزحمة السوق الضاج بالنساء بائعات
الفواكه والخضر والتوابل وفصوص الثوم والفول السوداني المجروش والمعجون،
مثل الذي يستخدم في صنع ملاح (النعيمية) المكون من اللبن الرائب
ومسحوق البامية وشرائح البصل المحمر في زيت الفول أو زيت بذرة القطن،
وملمس النسيج الذي يلبسه عمه وأبيه وجده لأمه ،
والملافح والعمائم المنسوجة من الدمور ، والذي يضعه الناس على أجسادهم ،
سوي أكان الجلباب الذي يلبسونه جديداً أو قديماً متماسكاً أو مهترئاً ،
نظيفاً أو متسخاً ، وذلك المتسخ ما حدث له وما سيحدث لضرورة العمل في الزراعة أو التجارة
،أو ثقافة الناس فيما يلبسون أو يأكلون جيدا أو ########ا ، إلا أنها حياتهم التي اختاروها أو اختارتهم ،
ويقينه أنهم صاغوها بأفضل ما يمتلكون من معرفة .
لكن ما يعجب في أولئك الناس خصوصا الكبار فيهم ،
كان يرقب عيونهم المستديرة والتجاعيد التي تحيطها بإحكام، ووجوههم السمراء التي غضنتها التجاعيد ،
واللحى البيضاء المستديرة ، وشكلها يخضع لحالة المناسبة التي يجد المرء نفسه فيها ،
ولكن كل الظروف تتفق في أن تلك اللحى تأخذ شكلاً منظماً ،
بمثل حالة الناس واجتهادهم وهمتهم في القيام بواجباتهم نحو أسرهم
ومجتمعهم الذي قد لا يصفونه بمثل ما يصف، إلا أن الرجل عندهم ينمو،
ويغدو كبيرا ،ويسعي حثيثا للزواج ، ويكابد في أن يكون له عيال ،
وأكثرهم أولادا ، ليعاونوه في الزراعة أو التجارة ، حسب مهنة الأب.
وبالكاد هناك مثلث لمناطق ثلاث عاش فيها حياته الباكرة،وداخل هذا المثلث تنحصر حكايات لا يمكن لها أن تموت ،
في ظروف غير مثالية للحياة إطلاقا إلا أن الناس طوعوها بأيمانهم ،
لم يكن لهم إلا الإيمان والحياة الخالية من التعقيد، في نوع الطعام الذي يتم إعداده على
عجل لكي يلحق المزارع بزرعه والتاجر بمتجره،
رغم أنه ليس هناك ما يستدعي تلك العجلة ، ملابس الدمورية ،
والبيت المبني من الطين والقش الجاف،والأمهات اللاتي يجمهنّ الحطب ،
ويزودنّ مطابخهنّ البدائية بالحطب والأعواد الجافة ، ومطابخهنّ عبارة عن غرفة مربعة من القش والحطب ،
وبداخلها قدران كبيران ، أحدهما للعصيدة والآخر للملاح ،
والذي غالباً ما يكون من البامية الجافة والملوخية التي تنبت في الخلاء والباميا (السارا) بامية تنمو في الخلاء،
وتحيط بها أشواك إبرية ،ولزوجتها عالية التركيز
،ويمكنها أن تلصق قماشاً على حائط مستوي، وإذا زج كتكوتا نفسه في هذا المزيج ،
يستحيل أن يجد منه فكاكا، فكان هو الطعام السائد ، لسهولة انزلاقه في بلاعيم ألئك الزراع التعبي،
والمجهدون من أعمال الحقل.
يوضع القدر على أحجار (اللدايا) وهي ثلاث من الحجارة يوضع عليها القدر ،
ليغلي إلى ما شاء الله، فمعادن الزمان الغابر لا تخشي الانصهار !
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
، صبية يفوت عليهم قطار التعليم وهم يبيعون الماء في شارع المريديان
وشارع السيد عبدالرحمن .وركن سان جيمس ..
لم اكن أسبق أؤلئك الباعة الإ بالصبر الذي علمتني له الحياة ،
وأن ظروفي ساعدتني في أن ادرس حتى الجامعة ،انتشلت نفسي من وهدة الضياع وتحصلت علي بكالاريوس ،
الجامعة نفسها لم تكن تختلف كثيراً من هذا الشارع،
الموقوت بالموت الفجائي وكشات رجال الشرطة والأمن ،
لكن اولئك الباعة لا يحتاجون الي بكالاريوس، ما تعلموه في الشوارع يفوق ما تعلمته في الجامعة ..
لم اكن اتفوق عليهم في أي شييء الإ مقدرتهم وجلدهم في تحمل اهوال التشرد والهوان..
وتكيفهم مع الحياة رغم الظروف السيئة جدا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
أمام جامع الكون أو الجامع الكبير يقف مبني السرايا ،الذي يعد مملكة بحاله تخص آل( المهدي) ،
في هذا المكان خرج التاريخ من بين أسنة الرماح ،
وعاد في شكل هذا المبني المقدس الذي لم يرتاح كثيرا ،
لكثرة من ارتادوه من الناس والمارة والزوار والرسميين والمهدويين ،
والذي تقف أمامه منصة بيضا وحولها شجيرات لبخ عملاقة ،
وبعمر مديد ،
يبدو أنها عاصرت كل ذلك!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: Log Book- Mustafa Bashar (Re: mustafa bashar)
|
في تلك الظهيرة التي توفي فيها (الطيب ابو رشه) . تجمع الناس من كل اطراف القرية ،
ووقفوا امام السور الشوكي ، وآخرين امام السقيفة بين بكاء بناته الحار و أم بناته المكلومة.. حملوه على عنقريب صغير ،
بمثل حالة النحول التي كانت تعتريه ، البادية تأتي على الحمير والجمال والأبل ، والنسوة صراخهنّ يقطع نياط القلوب،
والرجال اخذوا عليهم حزنهم وبكوا عليه طويلا، (الطيب) تلك الدنيا لم تكن تهمه كثيرا ..
كأن الذي كان يعيش شخصا غيره، يبتسم عند الخطوب ،
ويخرج مع الرجال عند الفزع رغم هزاله الشديد، يتكاثر جهده عند الفزع ويقل عند الطمع
.( يابوعمر .. ياشيخ المكاشفي ابوعمر .. يا ابوعمر النادر ) ينده على شيخه المعروف عنه التقي والصلاح!
نسوة يلبسنّ (القرقاب) قماش تلفه النسوه حول وسطهن طبقات عديده،
ويضعنّ الزمام على انوفهنّ، ينتعلنّ جزما بلاستيكية او من الجلد الخشن، قويات الشكيمه،
ودودات عندما يحين الود ، وصلبات عندما يكفهّر وجه الظروف، يدخلنّ على الأرملة ،
يعددنّ مآثر الفقيد .. يزرفنّ دمعا ساخنا .. ويطول العويل.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
mustafa bashar
أيمن محمود
عماد قريش
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست