الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 08:22 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-24-2013, 04:57 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق !

                  

03-24-2013, 04:59 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)



    • من المؤكد أن بابكر كرار أحد أنداد الأستاذ محمود محمد طه ومن المرجّح إذن أنه حدث بينهما ما يحدث بين الأتراب عادة من التأثير والتأثر المتبادل .. لاسيما أن كليهما اعتنق فكراً إسلامياً تقدميا ً يجتهد في عصرنة الإسلام وأسلمة العصر بصدق وتمثل .. لا بمجرد شعارات جوفاء
    • ومن المروي أيضا ً أن بابكر كرار والطيب صالح كانا (طالبين)في خليةٍ إسلاميةٍ واحدةٍ بجامعة الخرطوم : جبهة التحرير الإسلامي ؛ أو شيئاً من هذا القبيل .. بعد أن خرج كرارا مغاضباً من الحركة السودانية للتحرر الوطني (حستو) والتي كانت تمثل الحزب الشيوعي السوداني حينها (أواخر أربعينيات القرن المنصرم ) ، ولعمرك ، ما أكثر الخروجات المغاضبة للرجل الذي عاش ومات في غمار خلق الله السودانيين بلا مال ولاجاه ولا تكريس أضواء، والذي صاح في بعض من نعى وأنكر عليه هذه الخروجات المستدامة : انت قايلني أنا سياسي ؟ أنا زول فنان ياخ !
    • تُرى هل كان سيجيب بابكر كرار صديقه الطيب الصالح عندما تساءل بمرارة حقيقية : من أين أتى هؤلاء ؟ هل كان سيقول له : من غفلتنا أنت وأنا ! أم كان سيندم على إصراره الشديد على قبول عضوية شاب (مريب!) في حركته الإسلامية ، أبدى الناس لبابكر كرار تحفظات موضوعية (ما) على شخصية الشاب وعلى سلوكه فقال قولة لا تشبه إلا سلوك الأنبياء عندما يعترض الناس على قبولهم الأراذل والمنحرفين بين أتباعهم وأصر على قبول الشاب المريب واسمه حسن عبد الله الترابي – بالمناسبة – في عضوية الحركة الإسلامية .. ليترك له ولآخرين - بعد ذلك بسنوات - جملها بما حمل عندما افتعلوا ما علموا أنه سيريحهم من القائد الحقيقي والصادق للحركة الإسلامية السودانية .. ألا وهو ضرورة حملها لاسم الأخوان المسلمين .. ورفض كرار هذه الضرورة .. وتعامل بسماحة الإسلام وروح الديمقراطية .. وخرج ومن معه من التنظيم الذي أنشأه هو .. وحملوه اسما ً يخص استلابهم هم .. ويقصر عن سقف أصالته هو ..لأمر ما ..
    • نقول لأمر ما لأن الإسلامي المريب .. وفيما يبدو أنه مرحلة أخرى لإزاحة منافسين آخرين من قيادة الحركة .. اقترح التخلي - بعد سنوات أخرى قليلة – عن ذات الاسم الذي جعله وسيلة لإزاحة المؤسس بابكر كرار .. فتأمل ! ياهداك الله .. تأمل .. يجب أن يتغير اسم حركة بابكر كرار الإسلامية إلى الإخوان المسلمين .. ليتركها بابكر كرار ... ثم يجب أن يتغير اسم الإخوان المسلمين لجبهة الميثاق .. ليتركها آخرون ينافسون الترابي على قيادتها .. وفي النهاية لا يصبح الولاء للإخوان المسلمين العالميين ولا الاستقلال عنها مرجعاً .. المرجع الوحيد يجب أن يكون هو الترابي نفسه !
    • بابكر كرار .. كان مع توجهه الإسلامي .. يحمل إيماناً عميقاً بأفكار ومبادئ توصف وتسمى بأنها اشتراكية وقومية .. شخص مثل هذا .. لا يصلح قائداً لحركة إسلامية سياسية تنفذ أجندة الرأسمالية العالمية ! ولو كان لنظام القذافي حسنة واحدة فقط .. فربما كانت هي تطبيقه لمنهج اشتراكي صارم جدا .. يحفظ للفقراء (كسرتهم وملاحهم) وماء وجوههم .. وربما كان هو النهج الذي سينتهجه بابكر كرار أو سيحاول انتهاجه..إضافة لإحراز الحرية والكرامة في أبعادها الثقافية والسياسية .. إذا قدر الله أن يأتي مثلما (أتى هؤلاء) الذين كان إصرارهم الأكبر جداً هو شن حرب شعواء جدا ً .. وباسم الإسلام البريء منهم براءة الذئب من دم يعقوب .. على كسرة الفقراء وملاحهم ..وماء وجوههم !
    • لقد مر تنظيم الترابي الإسلامي ، بعد انفراده به ، بمراحل ، أو فلنقل ، بعمليات (تجميل!) متتالية ومستمرة في سبعينات وثمانينات وتسعينات القرن المنصرم .. كانت تهدف كلها إلى انتاج تنظيم بشعارات إسلامية خاوية وفضفاضة وبنية رأسمالية (لا ديمقراطية بالمناسبة!) صرفة جدا ً .. وما أشد تشوه البنية الرأسمالية عندما تخلو من الديمقراطية .. الاهتمام منذ نهاية السبعينات بانتاج كوادر يتنافسون في جمع الأموال واستهلاكها ، يطيعون قائداً واحداً غامضا ً ومريبا ً ، طاعة عمياء ، يحرص هذا القائد على الدوام على إبعاد وتهميش الأنداد والمنافسين وتقريب أمثاله من الغامضين المريبين (الذين انقلب بعضهم عليه – ظاهرياً – ذات مفاصلة) .. علامة استفهام كبرى أيام تحالفهم مع النميري اسمها بنك فيصل الإسلامي (!) ليضبط أتباع الترابي مضاربين في خبز الناس الضروري (كسرتهم وملاحهم) لأجل ماذا؟ويصبح التجويع الذي مارسوه وهم في هامش السلطة دينا ً للترابيين وهم على سدة الحكم (التسلط على نحو أصح) 24 عاماً
    • لقد احتاج المعسكر الغربي لوكلاء محليين في الدول الإسلامية أيام الحرب الباردة يحارب بهم المد الشيوعي المتنامي في المنطقة ولكن لم يكن بوسعه أن ينافس السوفييت في انتاج تنظيمات سياسية تحمل (أفكاره !) بداهة أن غرس قيم تسليم السلطة – جوهرياً وفعلياً – للجماهير و احترام حريات وحقوق الأفراد في هذه المجتمعات ستكون له نتائج تتعارض مع أشواق (الرأسمالية) في إبقاء موارد المنطقة وأسواقها على ما هي عليه .. فكان لزاماً السعي لانتاج تنظيمات وحركات تخدع شعوبها بشعارات دينية عاطفية جوفاء وعمياء وغير متمتعة بأي بعد نقدي ليجعل هذه الشعوب متاحة لتقديم 100 ألف مقاتل للحرب في افغانستان وليس عشر أو واحد بالمئة من هذا العدد للحرب في فلسطين مثلاً فتأمل !
    • ليس صدفة إذن أن يحتاج الفتى المريب ، حتى بعد مقارفته الثمانين ، بين الفينة والأخرى ، للاستلاف والسرقة من أفكار وفتاوي واجتهادات بابكر كرار ، كما قال بذلك علي العتباني ، لكنه يعرف أنه يجب أن يتجنب اسلام التحرر المطلق من التبعية للشيوخ الدَّخَنَيين من أمثاله ويتجنب أكثر إسلام الانحياز المطلق للفقراء والمساكين !
    • الأدلة والوثائق والشواهد التي تؤكد أن حني التنظيم (النظام) الإسلامي في السودان ظهره للمخابرات الأجنية لم يبدأ بنافع علي نافع ولم ينته به .. على قفا من يشيل .. فابقوا معنا !!
                  

03-24-2013, 05:03 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)
                  

03-24-2013, 05:41 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    الفكر السياسى عند الأستاذ/ بابكر كرار
    د.صبري محمد خليل / أستاذ فلسفه القيم الاسلاميه بجامعه الخرطوم
    [email protected]

    أولا: سيرته الذاتية: الأستاذ بابكر كرار رحمه الله هو مفكر سياسي سوداني ، اجتاز امتحان شهادة كامبردج في عام 1948م بامتياز ، التحق بكلية الآداب جامعه الخرطوم لسنة واحدة ثم تحول لدراسة القانون ، أسس مع آخرين حركة التحرير الإسلامي في عام 1949م ،كما أسس مع آخرين في مرحله تاليه الحزب الإشتراكى الإسلامي.
    ثانيا: فكره السياسى :
    تحرير الإنسان السوداني : كان بابكر كرار يدعو إلى تحرير الإنسان السوداني من فساد الأخلاق والمعاملات، وتحرير مجتمع السودان من الاستعمار والتخلف والفقر ، والعودة به إلى ما كان عليه المجتمع في عهد الراشدين وإلى ما كان يراود خلد الإمام المهدي (جمال عنقرة /مع بابكر كرار المفكر العربي الإسلامي السوداني).
    اشتراكيه الإسلام:كما كان بابكر كرار يدعو إلى تبنى النظام الاقتصادي الاشتراكي ، باعتباره تجسيد لقيم العدالة الاجتماعية والمساواة في الإسلام،وبما يتوافق مع مفاهيم وقيم وقواعد الإسلام، يقول الأستاذ يحي العوض( وفى توثيقنا لمسيرة الأستاذ بابكر كرار ومتابعة بوصلة توجهاته , يتبين لنا تفرد دوافعه في تغيير مواقفه , يسارا ويمينا ، كان هدفه الأول التركيز على الاشتراكية في الإسلام، وإبراز وتحليل كل النصوص الإسلامية التي تدعوا للمساواة والعدالة والتكافل الاجتماعي )( مكر التاريخ ومهارات تمزيق الرموز).
    المصالحة بين الفكر الإسلامي والقومية والاشتراكية: كما دعي بابكر كرار إلى تحقيق المصالحة بين الفكر الاسلامى والفكريين القومي العربي والاشتراكي ، لتحرير الإنسان العربي من الاستبداد والتجزئة والتبعية، يقول الأستاذ يحي العوض ( ومهما تنوعت مواقفه الفكرية إسلاميا وعربيا واشتراكيا, فقد انطلق من بوصلة وجدانية واحدة , ما وقر في قلب الراحل هو التأصيل المنبثق من تلك المرجعيات ) ( مكر التاريخ ومهارات تمزيق الرموز).
    التمييز بين الراسماليه والرأسمال: كما كان بابكر كرار يفرق بين رأس المال والرأسمالية , فوصف الرأسمالية بأنها أداة اقتصادية بشعة تسلب قوة عمل العاملين وفائض إنتاجهم ، وتقوم بتصنيف المجتمع الى مترفين ومستغلين.ولكنه لم يعارض توظيف رأس المال وتدويره ولكنه يعارض, توظيف العمالة وتحويلها إلى رقيق اجتماعي بالمال (العتبانى / الترابي يعيد إنتاج فتاوى بابكر كرار/ الرأي العام 23 مايو 2006 م) .
    الحدود: وكان لبابكر كرار مفهومه عن الحدود والقائم على أن بعض الحدود لا تقع تحت طائلة قانون العقوبات, مثل عدم إقامة الصلاة أو الإهمال في أداء المناسك (عتبانى ، الدراسة السابقة).
    الحرية و الوقاية من التمزق الروحي: وكان بابكر كرار يدعو إلى تثبيت قضايا الحرية والوقاية من التمزق الروحي في الدستور الدائم (عتبانى ، الدراسة السابقة).
    الأسس الفكرية للحزب الاشتراكي الاسلامى: كما سبق ذكره فقد أسس بابكر كرار مع آخرين الحزب الاشتراكي الاسلامى الذى حدد أسسه الفكرية في الإسلام و القومية والاشتراكية.
    الطرح الثورى التبشيري للإسلام: وفيما يتعلق بالإسلام بقدم الحزب الطرح التبشيري الثوري للإسلام الذى يجدد خصائصه في التالي: أولا : نبذ الطرح الذرائعى والتبريري والاعتذارى والطائفي للدين، ثانيا: طرح الدين في صفاته الموضوعية باعتباره حاجه إنسانيه يستمد أهميته وفاعليته من فطره الإنسان ومن شريعته العالمية للبشرية جمعاء، ثالثا : هذا الطرح يحدد رسالة الامه العربية، رابعا : هذا الطرح يخترق الطائفية ويزيل حواجزها، خامسا: والمنطلق لفتح باب الاجتهاد.
    الفكر القومي: أما فيما يتعلق بالقومية يحدد الحزب مواقع الضعف في التيار القومي وهى أولا: انه لا يطرح الإسلام طرحا ثوريا وتبشيريا، ثانيا :ضعف الفكر الاشتراكي العلمي لدى هذا التيار، ثالثا: تخلفه عن إدراك مفهوم القومية العربية في حدودها المتحركة..
    الاشتراكية والإسلام: أما فيما يتعلق بالاشتراكية فيرى الحزب ان التيارات التقدمية والثورية في بلادنا تستمد نزعتها الاشتراكية من الإسلام ومن ثورتنا الكبرى ومن الثورة الاشتراكية العالمية، فالإسلام يقوم في أصوله الأولى على الإيمان بالله والحرية الفردية ووحده البشرية و احترام العمل و مساواة المراه و رعاية اليتامى والفقراء وتحريم الاستغلال والاحتكار ولسرقه..كما يرى الحزب ان مواقع النقض في التيار الاشتراكي هي :عدم تشبع التيار الاشتراكي بالوعي الاسلامى ، وضعف وعى هذا التيار بضرورة توطيد الديموقراطيه وحكم القانون، عجزه عن رؤية القضايا الاساسيه في الثورة السودانية رؤية موضوعيه تقدمه ذات أفاق قوميه)( ميثاقنا والنهوض الثوري ببلادنا ،الخرطوم 1986، طبعه ثانيه، ص 14 -34).
                  

03-24-2013, 05:42 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    Quote: كان بابكر كرار يدعو إلى تحرير الإنسان السوداني من فساد الأخلاق والمعاملات، وتحرير مجتمع السودان من الاستعمار والتخلف والفقر
                  

03-24-2013, 05:46 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    Quote: ( وفى توثيقنا لمسيرة الأستاذ بابكر كرار ومتابعة بوصلة توجهاته , يتبين لنا تفرد دوافعه في تغيير مواقفه , يسارا ويمينا ، كان هدفه الأول التركيز على الاشتراكية في الإسلام، وإبراز وتحليل كل النصوص الإسلامية التي تدعوا للمساواة والعدالة والتكافل الاجتماعي )( مكر التاريخ ومهارات تمزيق الرموز).
                  

03-24-2013, 05:49 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    Quote: كما كان بابكر كرار يفرق بين رأس المال والرأسمالية , فوصف الرأسمالية بأنها أداة اقتصادية بشعة تسلب قوة عمل العاملين وفائض إنتاجهم ، وتقوم بتصنيف المجتمع الى مترفين ومستغلين.ولكنه لم يعارض توظيف رأس المال وتدويره ولكنه يعارض, توظيف العمالة وتحويلها إلى رقيق اجتماعي بالمال (العتبانى / الترابي يعيد إنتاج فتاوى بابكر كرار/ الرأي العام 23 مايو 2006 م) .
                  

03-24-2013, 05:55 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    Quote: فالإسلام يقوم في أصوله الأولى على الإيمان بالله والحرية الفردية ووحده البشرية و احترام العمل و مساواة المراه و رعاية اليتامى والفقراء وتحريم الاستغلال والاحتكار والسرقه
                  

03-24-2013, 06:08 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    تفكير بهذه الملامح والمواصفات في تلك اللحظة التاريخية يتم إقصاؤه والانقلاب عليه بليل
    لصالح تنظيم يستند في أحسن أحواله على تهويمات سيد قطب التي لا علاقة لها بتربة الواقع ولا بسحاب المنهجية العلمية
    وهرطقات الفتي المريب التي تتحاشى جاهدة لب تفكير كرار .. وتقع في فانتازيا إمامة المرأة وعذاب القبر وحفلات زفاف الحور العين .. اجتزاءا وتشويها واستدرار للدهشة والعواطف
    ليتم حشد الناس في تنظيم (أمني) من يومه الأول (!) ويتم باضطراد استبعاد كل الرؤوس والعقول الصادقة والتي تمتلك قدرا ولو ضئيلا من الحساسية النقدية
    ليساق ذات هذا التنظيم إلى مذبحته ومذبحتنا ومذبحة الوطن والدين في 30 يونيو 1989
    ليتحول الكوادر العميان بعدها إلى موظفي سحل وتعذيب وتجويع و(تمكين) لكل خراب ودمار وانهيار في ثنايا المجتمع السوداني


    ... هل كان كل ذلك مصادفة واتفاقا ؟؟
                  

03-24-2013, 06:30 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    بدايات الحركة الإسلامية بالسودان – حوار مع د. يوسف حسن سعيد
    حسن عبد الحميد نشر في السودان الإسلامي يوم 28 - 09 - 2009

    الدكتور يوسف حسن سعيد كان أحد ثلاثة أسسوا الحركة الإسلامية المعاصرة بالسودان مع زميليه محمد يوسف وبابكر كرار، وكانت تُعرف في أول عهدها بحركة التحرير الإسلامي، ثم عُرفت لاحقا باسم الإخوان المسلمين، جلسنا إليه بمنزله بأمدرمان ودنوباوي نقلب معه ذكرياته الأولى في الحركة الإسلامية، والرجل شديد التواضع، ينطوي على كثير من الأسرار عبر مختلف الحقب التاريخية التي مرت بالسودان منذ قبيل الاستقلال حتى الآن.
    * دعنا نبدأ من الأول، من الميلاد والدراسة الأولية والثانوية مرورا بالخلوة على عادة أبناء زمانكم؟
    أنا من مواليد 1926م، وكنت ختميا حتى أولى وسطى، في الفترة من 1938 1941م كنت في خلوة بالدامر حيث التقيت لأول مرة بعبد الله الطيب وكان آنذاك طالبا في المدارس الثانوية العليا، في الفترة من 19441 1942 درست بمدرسة مدني الوسطى حيث سكنت مع الأستاذ محمد يوسف في نفس البيت، والتقيت هناك بالأستاذ بابكر كرار الذي درس معنا بنفس الدفعة بمدني الوسطى، وفي مدني الوسطى التقينا بأستاذنا الصائم محمد إبراهيم ( خال الأستاذ أحمد عبدالرحمن ) الذي كان يدرسنا مادة الإنجليزي وقد انجذبنا إليه وانجذب إلينا وكان أصيلا يهتم بالأصالة ويكره الأفندية، وقد سافر الأستاذ الصائم في العام 1945م إلى مصر حيث درس القانون هناك ونال درجة الدكتوراه من ألمانيا ثم جاءنا في حنتوب في العام 1948م حيث التقى بنا بابكر كرار، ومحمد يوسف، وأنا وكان يجند الطلاب الذين يلتحقون بمصر. ثم أكملت المرحلة الوسطى ببربر وهناك كنت أقرأ كثيرا حيث وجدت رجلا اسمه الهادي محمد أحمد سليم يملك مكتبة كبيرة وهي مكتبة رائعة وفيها قرأنا (العروة الوثقى) للأفغاني ومحمد عبده وكانا يكفّران الميرغني الكبير لوقوفه مع الإنجليز ضد المهدية، وكنت مشتركا في جميع المجلات المصرية كالرسالة والثقافة وغيرهما، وكذلك قرأت كل كتب العبقريات للعقاد.
    * في المدارس الثانوية.. ماهي أهم نشاطاتكم، ومن الذين عاصرتهم في تلك الفترة وزاملوك في الدراسة الثانوية؟
    في العام 1945 درست سنة بمدرسة وادي سيدنا الثانوية، وفي العام 1946 دخلت خلية شيوعية بمدرسة وادي سيدنا وكان رئيس الخلية عبد القيوم أحمد سعد، وكان معي في الخلية أحمد محمد بابكر، واصطدمت مع رئيس الخلية في موقفه من القرآن الكريم إذ كان يهاجم القرآن ويستهزأ به وكنت لا أرضى ذلك لأني أصلا قد حفظت القرآن في الخلاوي، وقد اعتبروا موقفي المؤيد للقرآن من الرواسب الدينية للأفراد، وشعروا أن رواسبي قوية فأهملوني جانبا.
    أول العام 1947 تحوّلت إلى مدرسة حنتوب الثانوية لأني كنت أفكر في الامتحان من السنة الثالثة وكان مستر براون مدير المدرسة يسمح بذلك، والتقيت هناك مجددا بمحمد يوسف وبابكر كرار، وسكنت في داخلية أبوعنجة وكان فيها جعفر نميري وكنا نسبقه بسنة، وفي العام 1947 جاءنا الترابي من رفاعة وكونا جمعية أدبية كنت أنا رئيسها والترابي سكرتيرها، والترابي كان يحب القراءة ولم يكن يشارك في الألعاب.
    * إذن عندما انتقلتم إلى جامعة الخرطوم كنتم على معرفة وممارسة بالنشاط العام، فماذا وجدتم في الجامعة، وكيف كان أداؤكم في العمل العام؟
    في العام 1949م دخلنا جامعة الخرطوم ثلاثتنا محمد يوسف وبابكر كرار وأنا، ووجدنا أن الشيوعيين يهيمنون على الجامعة، وبخلفيتنا الشيوعية السابقة أدركنا خطورة ذلك، وقد أزعجنا في الشيوعيين ثلاث مسائل:
    1 الإلحاد ومهاجمة القرآن.
    2 أنشاء بيئة يُدافع فيها عن الفساد الخلقي فكريا، بحيث أصبحوا يستهزئون بالمصلين ويحتفون بشاربي الخمر.
    3 أيدوا تقسيم فلسطين وقيام (إسرائيل) لأن هذا هو خط الحزب الشيوعي السوفيتي.
    وكان الشيوعيون قد جاءوا لبابكر كرار الذي كان شيوعيا في المدرسة الثانوية بكتاب عنوانه (الإخوان في الميزان)، وهذا الكتاب أثر فيه بعكس ما يريد الشيوعيون، إذ اقتنع كرار بفكر الإخوان وصار يدافع عنهم وترك الشيوعية.
    أراد الشيوعيون أن يسيطروا على المدارس الثانوية عبر هيمنتهم على الجامعة، وكان كل من مندور المهدي ومحمد إبراهيم خليل، وسر الختم السنوسي يعارضون الشيوعية في جامعة الخرطوم، ولكن لم تكن هناك رابطة تجمعهم، وقد فوجئوا عندما علموا أننا أيضا نعارض الشيوعية.
    اتفق ثلاثتنا - بابكر كرار ومحمد يوسف وأنا - أن نكون تنظيما واجتمعنا بصورة سرية بالقرب من حديقة الحيوان وأسمينا أنفسنا (حركة التحرير الإسلامي) كان ذلك في العام 1949م، وكنا عنيفين ضد الشيوعيين، وهم الذين أسمونا الإخوان المسلمين، وكنا نشطين جدا في التجنيد، ومن الذين جندتهم محمد خير عبد القادر، وأحمد محمد بابكر، و الطيب صالح.
    * هل كنتم تسمعون عن حركة الإخوان المسلمين بمصر،والتي أكملت في أواخر الأربعينيات حينها أكثر من عشرين عاما؟
    من غرائب الموافقات أننا بدأنا حركتنا في نفس الأيام التي اغتيل فيها الإمام حسن البنا، ورغم أنني كنت أقرأ الصحف المصرية حينها إلا أنني لم أكن أقرأ عن البنا بسبب التعتيم الإعلامي المفروض على الإخوان.
    * كيف تعرفت بصورة تفصيلية على الإخوان المسلمين؟
    في العام 1950م جاءنا عبد الباقي عمر عطية هاربا من مصر، وهو الذي أقنعنا بألا بأس أن نكون إخوانا، وقابلناه في رحلة إلى خور شمبات، ووجدنا فيه السمت الإسلامي الذي كنا نبحث عنه.
    وقبل ذلك في العام 1946 م أرسل الإمام البنا كل من عبد الحكيم عابدين وكيل جماعة الإخوان المسلمين وجمال السنهوري إلى السودان، وزاروا كل من مدني وعطبرة والأبيض بالإضافة إلى الخرطوم، وكانوا بارعين في الخطابة، وكونوا شعبا للإخوان المسلمين، وعلي طالب الله كان من الاتحاديين وفي نفس الوقت كان مراقبا للإخوان المسلمين في السودان، وكان يصدر منشورات باسم الإخوان المسلمين يهاجم فيه الانجليز، وأرسلني إليه إخوان الجامعة لنصحه بعدم الاستمرار في مهاجمة الإنجليز عبر البيانات حتى لا يثير علينا الإنجليز، وبعض الناس كان يعتقد أن عوض عمر هو المراقب الحقيقي للإخوان المسلمين بالسودان، وكان له صالون يسمونه الصفة يأكل فيه جميع الناس، وكانوا يسموننا الصفيين، وهناك التقينا بحامد عمر وكان هذا فتحا لأننا عرفنا أولاد المعهد العلمي حيث تعرفنا على محمد الزمزمي، ومحمد محمد صادق الكاروري.. وآخرين وكنت مسئولا عن الوحدات الخارجية وهي تُعنى بالنشاط خارج الجامعة.
    في بداية الخمسينيات جاء وفد من الإخوان المصريين إلى السودان، وكان منهم الدكتور سعيد رمضان، وعبد البديع صقر، وعرض علينا عبد البديع صقر أن نكون جزءا من حركة الإخوان المسلمين المصرية مثل الدكتور مصطفى السباعي في سوريا، والشيخ محمود الصواف في العراق، وكنت معترضا على هذا لعدة أسباب منها:
    أن سوريا والعراق آنذاك لم يكن لديهم مشاكل مع مصر مثل مالنا آنذاك قضايا مع مصر والبلاد كانت تُحكم ثنائيا من مصر وانجلترا، ولدينا مجموعات اتحادية وأخرى استقلالية على رأسها الأنصار، وإذا انضممنا إليكم نفقد أبناء الأنصار.
    إذا كان تأييد مصر يستوجب الانضمام إلى المجموعات المصرية فلماذا لم ينضم الأزهري وهو على رأس الاتحاديين إلى حزب الوفد مثلا.
    إذا استقللنا بتنظيمنا دون أن نرتبط بالتنظيم المصري يمكن أن نؤويكم إذا حدثت لكم مشكلة في مصر، أو تؤونا إذا حدثت لنا مشاكل في السودان.
    ولكن كلامي لم يعجب عبد البديع صقر فوصفني بأني مثل فؤاد سراج الدين زعيم الوفد في مصر، ولا أدري هل وجه الشبه أني بدين مثله، أم أني برأيي هذا أعادي إخوان مصر مثلما عاداهم فؤاد سراج الدين.
    * كيف سارت أموركم الداخلية كتنظيم طلابي يتبنى قضايا طلابية بالإضافة إلى القضايا الفكرية والسياسية العامة؟
    اتفقنا فيما بيننا أن يتبنى كل واحد منا قضية في كليته، وكنت في كلية الزراعة وتبنيت إضرابا للكلية، وكنت أقنعت لجنة الاتحاد ببعض المطالب لكلية الزراعة منها المطالبة برحلات علمية إلى كل من مصر وجنوب السودان، وكان لهذا المطلب بعد سياسي واضح، بالإضافة إلى مطالب أكاديمية مثل إعادة النظر في المنهج الضعيف لكلية الزراعة، وقدت الإضراب وخاطبت الاجتماع العام للجامعة من المنصة الرئيسية بحضور جمال محمد أحمد عميد الطلاب، ومستر ولشر مدير الجامعة، وإبراهيم أحمد نائب مدير الجامعة، وبحضور كل لجنة الاتحاد ومن بينهم بابكر كرار سكرتير الاتحاد، وبدأت مخاطبتي للطلاب بالآية (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) النساء 97، وكان في نيتي أن أهاجر إلى مصر إذا تعذرت دراستنا بالسودان، وكان الاجتماع ناجحا جدا، بعدها جاءنا مستر ولشر مدير الجامعة برفقة إبراهيم أحمد نائب مدير الجامعة في كلية الزراعة وكنا في اجتماع لتنظيم أنفسنا وألقى كلمة قوية مهاجما الإضراب، وبعدها خاف الطلاب وتراجعوا عن الإضراب عدا ثلاثة كنت بينهم، وفشلنا في تنظيم إضراب كلية الزراعة لكننا كإخوان استطعنا إبراز الإخوان المسلمين في الجامعة وإسماع صوتنا لبقية الطلاب.
    * كانت لكم أنشطة خارج الجماعة، كما كان للإخوان رافد آخر من الطلاب الذين درسوا بمصر، ماهي أوجه نشاط الوحدات خارج الجماعة وعلاقتكم بالقضايا الأخرى غير الطلابية؟
    في أغسطس 1951 التقينا في منزل الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد، وكنا بابكر كرار، ومحمد يوسف، وأحمد محمد بابكر، ومولانا محمد أحمد محمد علي، وميرغني النصري، بالإضافة إلى شيخ صادق عبد الله وشخصي، وتناقشنا في اجتماع السبع ساعات من المغرب إلى ما بعد منتصف الليل حول مختلف القضايا، لم نخلص في هذا الاجتماع إلى اتفاق، وبعدها بابكر كرار انسحب منا بحجة الاهتمام بالأكاديميات لمدة عامين تقريبا. في هذه الفترة نظمنا أنفسنا وأنشأنا مكتبتين في كل من عطبرة ومدني،وأنشأنا نادي ابن الفلاح في عطبرة، وكونا شعبا في بحري وأمدرمان، وكنت أرى أن ندخل في نشاط العمال والمرأة، وكنت قمت بتجنيد الأخت فاطمة طالب، وقام بابكر كرار بتجنيد سعاد الفاتح البدوي.
    * لماذا غادرت الحركة مبكرا... ماهي الأسباب المباشرة بعد كل هذا النشاط الواسع في فترة التأسيس؟
    في اجتماع تم في العام 1953 التقى بعض الإخوة بقيادة بابكر كرار وقرروا فصلي أنا والأخ أحمد بابكر ومولانا محمد أحمد محمد علي، وكنت حينها في السنة النهائية بكلية الزراعة، وجاءني في الكلية ياسين عمر الإمام، وعثمان جاد الله وطلبوا مني كتابة مذكرة ضد هذا الفصل، وكانت الأغلبية ضد هذا الفصل، ونظمنا اجتماعا بالميدان الغربي بجامعة الخرطوم وكان اجتماعا كبيرا حضره كل من عبد الله زكريا، والترابي، ومولانا محمد أحمد محمد علي، وأحمد محمد بابكر، ولم يحضر بابكر كرار، لكن عبد الله زكريا كان يدافع بشدة عن بابكر كرار، وتحدثت في هذا الاجتماع عن تاريخ الحركة وأنها كانت سرية في عهدها الأول، وأعلنت أني منذ هذا الاجتماع خارج الحركة. بعدها تكونت لجان للمصالحة مع بابكر كرار برئاسة محمد خير عبد القادر وعضوية الرشيد الطاهر، وبابكر كرار لم يكن لديه مانع من التراجع عن قراره بفصلنا، الأخ أحمد محمد بابكر ومولانا محمد أحمد محمد علي قبلوا بالرجوع للحركة، لكني رفضت تماما.
    * في ختام هذا اللقاء لا يسعنا إلا أن نقدم جزيل الشكر لسعادة الدكتور ، ولعل هذا اللقاء ألقى بعض الضوء على بدايات الحركة الإسلامية في السودان.
                  

03-24-2013, 06:34 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    Quote: وكان الشيوعيون قد جاءوا لبابكر كرار الذي كان شيوعيا في المدرسة الثانوية بكتاب عنوانه (الإخوان في الميزان)، وهذا الكتاب أثر فيه بعكس ما يريد الشيوعيون، إذ اقتنع كرار بفكر الإخوان وصار يدافع عنهم وترك الشيوعية.
                  

03-24-2013, 06:37 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    Quote: في بداية الخمسينيات جاء وفد من الإخوان المصريين إلى السودان، وكان منهم الدكتور سعيد رمضان، وعبد البديع صقر، وعرض علينا عبد البديع صقر أن نكون جزءا من حركة الإخوان المسلمين المصرية مثل الدكتور مصطفى السباعي في سوريا، والشيخ محمود الصواف في العراق، وكنت معترضا على هذا لعدة أسباب منها:
    أن سوريا والعراق آنذاك لم يكن لديهم مشاكل مع مصر مثل مالنا آنذاك قضايا مع مصر والبلاد كانت تُحكم ثنائيا من مصر وانجلترا، ولدينا مجموعات اتحادية وأخرى استقلالية على رأسها الأنصار، وإذا انضممنا إليكم نفقد أبناء الأنصار.
    إذا كان تأييد مصر يستوجب الانضمام إلى المجموعات المصرية فلماذا لم ينضم الأزهري وهو على رأس الاتحاديين إلى حزب الوفد مثلا.
    إذا استقللنا بتنظيمنا دون أن نرتبط بالتنظيم المصري يمكن أن نؤويكم إذا حدثت لكم مشكلة في مصر، أو تؤونا إذا حدثت لنا مشاكل في السودان.
    ولكن كلامي لم يعجب عبد البديع صقر فوصفني بأني مثل فؤاد سراج الدين زعيم الوفد في مصر، ولا أدري هل وجه الشبه أني بدين مثله، أم أني برأيي هذا أعادي إخوان مصر مثلما عاداهم فؤاد سراج الدين.
                  

03-24-2013, 06:39 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    Quote: في أغسطس 1951 التقينا في منزل الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد، وكنا بابكر كرار، ومحمد يوسف، وأحمد محمد بابكر، ومولانا محمد أحمد محمد علي، وميرغني النصري، بالإضافة إلى شيخ صادق عبد الله وشخصي، وتناقشنا في اجتماع السبع ساعات من المغرب إلى ما بعد منتصف الليل حول مختلف القضايا، لم نخلص في هذا الاجتماع إلى اتفاق، وبعدها بابكر كرار انسحب منا بحجة الاهتمام بالأكاديميات لمدة عامين تقريبا.
                  

03-24-2013, 06:42 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    Quote: في اجتماع تم في العام 1953 التقى بعض الإخوة بقيادة بابكر كرار وقرروا فصلي أنا والأخ أحمد بابكر ومولانا محمد أحمد محمد علي، وكنت حينها في السنة النهائية بكلية الزراعة، وجاءني في الكلية ياسين عمر الإمام، وعثمان جاد الله وطلبوا مني كتابة مذكرة ضد هذا الفصل، وكانت الأغلبية ضد هذا الفصل، ونظمنا اجتماعا بالميدان الغربي بجامعة الخرطوم وكان اجتماعا كبيرا حضره كل من عبد الله زكريا، والترابي، ومولانا محمد أحمد محمد علي، وأحمد محمد بابكر، ولم يحضر بابكر كرار، لكن عبد الله زكريا كان يدافع بشدة عن بابكر كرار، وتحدثت في هذا الاجتماع عن تاريخ الحركة وأنها كانت سرية في عهدها الأول، وأعلنت أني منذ هذا الاجتماع خارج الحركة. بعدها تكونت لجان للمصالحة مع بابكر كرار برئاسة محمد خير عبد القادر وعضوية الرشيد الطاهر، وبابكر كرار لم يكن لديه مانع من التراجع عن قراره بفصلنا، الأخ أحمد محمد بابكر ومولانا محمد أحمد محمد علي قبلوا بالرجوع للحركة، لكني رفضت تماما.
                  

03-24-2013, 07:12 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    من مقال : علاقة الطيب صالح بالحركة الإسلامية
    عبد المحمود نور الدائم الكرنكي
    صحيفة الانتباهة
    الأربعاء, 07 مارس 2012 م


    ظلت علاقة الأديب والروائي العالمي الطيب صالح بالحركة الإسلامية السودانية فصلاً خفياً يتفادى أن تسلَّط عليه الأضواء. الروائي الطيب صالح كانت أعماله ترشحه لأرفع الجوائز، سواءًَ جائزة نوبل أم غيرها.لتأمين ذلك الفوز الدولي المستحق ظلّ الطيب صالح حذراً من الإشارة إلى أو إعلان علاقته السابقة بـ (حركة التحرير الإسلامي)، طليعة الحركة الإسلامية السودانية في جامعة الخرطوم. الطيب صالح خير من يعلم عمق
    الكراهية الغربية التي (شيطنت) الإسلام. أي رسمته بعناية وتعمُّد في الذهن الغربي باعتباره رمز الشّر. هناك شهود قدموا إفاداتهم وشهاداتهم للتاريخ والعصرعن علاقة الطيب صالح بالحركة الإسلامية. بعض أولئك لشهود تربطهم علاقة صداقة أو زمالة قريبة بالطيب صالح. يمكن الإشارة إلى عدد من تلك القامات التي قدمت شهادتها عن علاقة الطيب صالح بالحركة الإسلامية. وبعضهم أفاد بذلك قبل أعوام طويلة من رحيل الطيب صالح.
    أول من ذكر تلك الحقيقة، حقيقة علاقة الطيب صالح بالحركة الإسلامية، كان الأستاذ صادق عبدالله عبدالماجد زعيم حركة (الإخوان المسلمين). ذكر الأستاذ صادق عبدالله عبدالماجد تلك الحقيقة عام 1978م ثم ذكرها
    مجدداً عام 1998م. الحركة الإسلامية السودانية في الفترة من 1945 - 1954م كانت تتضمن عدد من التيارات أو المجموعات. منها تيَّار (الإخوان المسلمين) بقيادة الراحل على طالب الله، ومجموعة الطلاب السودانيين (الإخوان) الذين تخرَّجوا من الجامعات المصرية وتضم هذه المجموعة صادق عبدالله عبدالماجد وعبدالباقي عمر عطية (المهندس) ومحمد خير عبدالقادر وأحمد بابكر عدلان، وتيَّار (حركة التحرير الإسلامي) في جامعة الخرطوم بقيادة بابكر كرار.
    كان الطيب صالح في جامعة الخرطوم من تيَّار (حركة التحرير الإسلامي)،بقيادة بابكر كرار. كانت (حركة التحرير الاسلامي) تضم بابكر كرار ومحمد يوسف محمد (المحامي) ميرغني النصري (المحامي) وعبدالله
    محمد أحمد(الوزير. السفير)، أحمد عبدالحميد والرشيد الطاهر وبشرى حامد جبر الدار (السفير) وعبدالله زكريا والدكتور (زراعي) يوسف حسن سعيد. حيث ذكر الدكتور يوسف حسن سعيد تلك الحقيقة، حقيقة أن الطيب صالح في جامعة الخرطوم كان ناشطاً في (حركة التحرير الإسلامي). الدكتور يوسف حسن سعيد من رفاق الطيب صالح في الجامعة ومن قيادات الإسلاميين بجامعة الخرطوم، وقد عمل محاضراً بجامعة أفريقيا. الدكتور
    يوسف حسن سعيد أعدّ ورقة تعويضات أهالي حلفا عند تهجيرهم إلى حلفا الجديّدة. الدكتور يوسف حسن سعيد رفيق الطيب صالح وتربطه به صلة وثيقة ولديه دراية كاملة بالطيب صالح. الدكتور يوسف حسن سعيد يسكن اليوم الخرطوم بحرى.
    من الذين ذكروا علاقة الطيب صالح بالحركة الاسلامية, أحد رموز الإسلاميين والحركة الاسلامية وهو البروفيسور محمود أحمد محمود العالم الزراعي الذي استنبط و اكتشف أنواعاً جديدة من الذُّرة مثل (قدم الحمام47) (دبر واحد). وقد أطلق على (قدم الحمام47) بعد إجازته العلميَّة اسم (ود أحمد). في إشارة إلى مكتشفه البروفيسور محمود أحمد محمود الذي استنبطه. وقد استغرق استنباط تلك الأصناف الجديدة من الذُّرة عشر سنوات قريباً من البحث. كما قدّمت التجارب الزراعية التي أجراها البروفيسور محمود أحمد محمود في مجال (القوار) اسهاماً علمياً كبيراً ودعماً مهماً لاقتصاد السودان. حيث يدخل (القوار) - حبوبه مثل اللوبياء- في مجال النفط والصناعات الدوائية والغذائية والمشروبات والآيس كريم. من قبل السودان كانت زراعة (القوار) محتكرة في الهند والباكستان، يبلغ سعر الطن (800) دولار وأحياناً (1500) دولار. يوازي سعر القوار سعر السمسم. هل (القوار) في أجندة النهضة الزراعية؟. ذكر محمود أحمد محمود أنه كان ضمن تنظيم الإخوان المسلمين بالسودان وعندما ذهب إلى القاهرة كان عضواً في أول (أسرة) سودانية في التنظيم. (الأسرة) هي وحدة تنظيمية في حركة (الإخوان). ذكر محمود أحمد محمود أن من الإسلاميين الذين كانوا معه في القاهرة صادق عبدالله عبدالماجد وعبدالباقي عمر عطية وأحمد بابكر عدلان. وذكر أن من الإسلاميين حينها في السودان كان بابكر كرار ومحمد يوسف محمد والرشيد الطاهر والطيب صالح. هناك معلومات وافرة عن الطيب صالح تتوفَّر لدى صديقه محمود أحمد محمود الذي يسكن اليوم في منزله في (الرياض) بالخرطوم. في إفادة البروفيسور محمود أحمد محمود عن علاقة الطيب صالح بالحركة الإسلامية، قال البروفيسور محمود أحمد محمود (عندما دخلنا كلية غردون «جامعة الخرطوم الآن» في يناير 1949م، كآخر دفعة تدخلها في العام الدراسي الذي يبدأ في يناير، كان الشيوعيون يسيطرون على اتحادها وأنشطة الطلاب فيها. فقامت مجموعة من ذوي الإيمان الإسلامي القويم بإنشاء تنظيم أسموه (التحرير الإسلامي)، تكوَّنت نواته الأولى من المغفور لهم بإذن الله بابكر كرار ومحمد أحمد محمد عليّ (مولانا) الرشيد الطاهر بكر والطيب صالح ومحمد يوسف محمد ويوسف حسن سعيد ومحمد خير عبدالقادر).
    قال محمود أحمد محمود (جاءني الطيب صالح بدعوة من هؤلاء الأخوة لأنضمّ إليهم فاعتذرت بأن هناك تنظيم أشمل أرى أن نكون جزءً منه. يقود ذلك التنظيم المرحوم على طالب الله والمرحوم الشيخ عوض عمر الإمام
    «مقرئ القرآن». وهذه المجموعة التي تسمَّت بالإخوان المسلمين كفرع للجماعة الأم في مصر، نشأت في عام 1946م استجابة لدعوة عبدالحكيم عابدين الذي زار السودان ذلك العام يرافقه جمال الدين السنهوري من أبناء دنقلا.
    في سبتمبر 1949م سافرت ضمن عدد كبير من طلبة كليّة غردون للإلتحاق بكليات جامعة فؤاد الأول «جامعة القاهرة الآن». ويستطرد محمود أحمد محمود قوله (في عام 1954م عدنا من مصر بعضنا تخرج والبعض في الإجازة الصيفية. وانعقد اجتماع جامع لكل الطلبة الإسلاميين من جامعة الخرطوم ومن مصر في نادي أم درمان الثقافي الذي كان بمثابة مركز عام لنشاط الطلبة الإسلاميين. وحدث تجاذب شديد حول انتساب ذلك النشاط لـ (حركة التحرير الإسلامي) التي يقودها بابكر كرار أم لـ (الإخوان المسلمين). وصوَّت أغلب المشتركين في الإجتماع لصالح جماعة الإخوان المسلمين، بمن فيهم أبرز رفاق بابكر كرار أى محمد يوسف محمد والرشيد الطاهر، ولم يرضي ذلك بابكر كرار فانسلخ ليكوِّن (الجماعة الإسلامية) ومعه ثلّة صغيرة أبرزها عبدالله محمد أحمد وعبدالله زكريا وأحمد عبدالحميد. كان الطيب صالح قد فصِل من الجامعة عام 1952. وعمل مدرساً في رفاعة وسافر إلى لندن للعمل في الإذاعة البريطانية ولم يقدَّر له أن يحضر هذه «المفاصلة» بين الطلبة الإسلاميين).
                  

03-24-2013, 07:15 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    Quote: في عام 1954م عدنا من مصر بعضنا تخرج والبعض في الإجازة الصيفية. وانعقد اجتماع جامع لكل الطلبة الإسلاميين من جامعة الخرطوم ومن مصر في نادي أم درمان الثقافي الذي كان بمثابة مركز عام لنشاط الطلبة الإسلاميين. وحدث تجاذب شديد حول انتساب ذلك النشاط لـ (حركة التحرير الإسلامي) التي يقودها بابكر كرار أم لـ (الإخوان المسلمين). وصوَّت أغلب المشتركين في الإجتماع لصالح جماعة الإخوان المسلمين، بمن فيهم أبرز رفاق بابكر كرار أى محمد يوسف محمد والرشيد الطاهر، ولم يرضي ذلك بابكر كرار فانسلخ ليكوِّن (الجماعة الإسلامية) ومعه ثلّة صغيرة أبرزها عبدالله محمد أحمد وعبدالله زكريا وأحمد عبدالحميد.
                  

03-24-2013, 07:45 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    رئيس الحزب الاشتراكي الإسلامي د. ناصر السيد لـ (مراجعات):
    * (...) هذه شواهدي على اختراق المخابرات الأمريكية للحركة الإسلامية!
    * انضمام الترابي قاد لأزمة كبيرة في التنظيمl
    * الطيب مصطفى عندما كان في جبهة الدستور لم يعلن كفره بالوحدة

    استضاف برنامج (مراجعات) بقناة النيل الأزرق في حلقته الأخيرة رئيس الحزب الاشتراكي الإسلامي د.ناصر السيد ، الحزب المؤسس منذ ستينيات القرن المنصرم ومن أبرز رموزه بجانب ضيفنا السادة بابكر كرار وميرغني النصري. يحمل كذلك د.ناصر في جيبه الخلفي بطاقة الأمين العام لجبهة الدستور الإسلامي المكونة حديثاً والمنتجة لما يعرف حالياً في الساحة السياسية ببيان جماعة الفجر الإسلامي في قبالة ما عُرف بالفجر الجديد الموقع في العاصمة اليوغندية كمبالا، (السوداني) في هذه المساحة تعرض ملخصا للحوار.
    حوار – الطاهر حسن التوم
    * ما الذي يخول لناصر السيد تسنم الأمانة العامة لجبهة الدستور الإسلامي، التي توصف بأنها منغلقة ومتطرفة ولا تشبه تاريخكم السياسي ولا سعة الأفكار التي كان الحزب الاشتراكي الإسلامي يتحرك في فضاءاتها؟ فما الذي جعلكم تنضمون لتلك المجموعة؟
    تاريخنا السياسي جزء منها، فمنذ الاستقلال كونت لجنة سميت باللجنة القومية للدستور برئاسة بابكر عوض الله ونائبه محمد صالح الشنقيطي، وفي اللجنة ظهر التيار الإسلامي وكان من أبرز قادته ممثلين لحزبنا وقتها "الجماعة الإسلامية" وكان ينوب عن بابكر كرار، ميرغني النصري وكان الإخوان المسلمين ممثلين بالأستاذ صادق عبد الله عبد الماجد، وحين اجتمعنا مؤخراً في الجبهة الإسلامية للدستور، أحدثنا حراكا كبيرا جدا، وقلنا بأن "نيفاشا" أدت إلى فصل الجنوب ولم يعد في السودان من دستور كون دستور 2005م وضع لجعل الوحدة جاذبة، بيد أن الوحدة لم تعدْ جاذبة وانتهى الأمر بأن انفصل الجنوب.
    مقاطعة: ايعقل أن تعمل الجبهة بمعزل عن المؤتمر الوطني رغم أنه تيار إسلامي؟
    المؤتمر الوطني جزء من جبهة الدستور الإسلامي.
    * والمؤتمر الشعبي أهو جزء من جبهة التيار الإسلامي؟
    تمت دعوته.
    * ولم يحضر؟
    لا المؤتمر الشعبي حضر.
    * لكن السيد الصادق المهدي، و الحزب الاتحادي الديمقراطي ليسا جزءا من جبهة الدستور الإسلامي؟
    حين انعقد المؤتمر حضره الشيخ عمر حضرة، والشيخ أبو سبيب تمت دعوته، وعبد الله حسن أحمد نائب الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي حضر ووقع ثم انتفض عليه كمال عمر الذي يعتبر دخيلا على الحركة الإسلامية ودخيلا على المؤتمر الشعبي نفسه وظهر بعد أن اعتقلوا الترابي كمحام ومن ثم تلبس صوت (الشعبي).
    * ولماذا لم تتوجهوا للترابي مباشرة؟
    اظن أن الترابي وقتها كان معتقلاً"، وعبد الله حسن أحمد هو الرجل الثاني في أروقة الشعبي وحضر، ونحن وجهنا الدعوة لكل التيارات الإسلامية الحزب الاتحادي الديمقراطي حضر، ومن المؤتمر الوطني حضر كمال رزق وعائشة الغبشاوي.
    * أين صقور المؤتمر الوطني؟
    لو عايز الحمائم والصقور نحن ما عاملين مطبخ.
    الانتخابات الأخيرة واستفتاء تقرير المصير، تمت برقابة دولية وأقرت نتائجها وشفافيتها، وحتى في الخرطوم التي كان يمكن أن تزور، شهدت أعلى نسبة تصويت للانفصال. أوليس ذلك شاهدا أن الانفصال تم بإرادة جنوبية؟
    وحدة الوطن ليست لعبة لتقرها صناديق الاقتراع.
    * ولا حتى باختيارات الناس؟
    اختيارات الناس الموجودين الآن لا تحدد مصير القادمين في المستقبل، ولا تحدد مصلحة البلاد العليا. البترول مثلا استخرج للسودان برمته، وبالتالي فإن تسليم البترول لحكومة جنوب السودان فهذا خطأ فادح ولا يغتفر، وكانت نتيجته الغلاء الطاحن الذي يعيشه الناس حالياً.
    * أتبكون الجنوب –فقط- لأجل البترول؟
    باكون على الجنوب لأنه ومنذ استقل يعيش محنة كبيرة جداً، الجنوب يعاني حاليا من حروب واقتتال داخلي لم يعانه حين كان ضمن البلاد الموحدة.
    * في حال كانت نتيجة الاستفتاء نزيهة وحقيقة فهل من اعتراضات عندكم؟
    طبعاً لدينا مانع كبير جداً.
    * حتى إن كانت النتيجة طبيعية وحقيقية؟
    انفصال الجنوب مخطط استعماري منذ القرن التاسع عشر، ومنذ مخطط تمزيق الخلافة الإسلامية والتكالب نحو إفريقيا بين القوى الاستعمارية الأوربية على أحباس النيل العليا، التي حدثت فيها صراعات كادت أن تؤدي إلى حروب أوربية.
    * وما هي رؤيتكم للحل؟
    حلنا أنه ابتداء يجب أن يوحد السودان، وليس السودان وحسب نحن نريد أن نوحد السودان ومصر وليبيا.
    السودان الشمالي إن جاز التعبير موحد ولا مشاكل فما هي حكايتكم مع جنوب السودان؟
    في شمال السودان توجد مشكلات، مشكلات في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق بل ولديك اضرابات في الخرطوم.
    تنادون بعلاقة مع جنوب السودان ومن جهة مجموعة من داخل الفجر الإسلامي مشروعها الأساسي أن ينفصل جنوب السودان فكيف لكم أن توحدوا دولتي السودان؟
    لو تابعت لعرفت أن رئيس حزب منبر السلام العادل دخل معي في مساجلة خلال هذا الأسبوع وأصدر بيانا أعلن فيه استقالته من جبهة الدستور الإسلامي.
    * هذا دليل على هلامية الجسم؟
    أبداً، فالأمر مبدئي.
    * يستقيل بعد فترة بسيطة كونه لا يعرف امتلاككم فكرة مركزية وأساسية بكل ذلك الوضوح ومضادة لمشروعه الرئيسي المتمثل في فصل جنوب السودان؟
    ولذلك منذ البداية كان هنالك خلاف شديد، ورفضت انعقاد الاجتماعات في دار منبر السلام العادل في بدايات الجبهة بحسبان أن المنبر يدعو لفصل جنوب السودان ولكن بعد انفصال الجنوب بتنا أمام وضع جديد ولا يمكن أن تحاكم الناس وتقول هذا كان يدعو للانفصال.
    * هل تقول بأنه كان يدعو للانفصال وبعد أن تم الانفصال بات من داخل جبهة الدستور الإسلامي يدعو للوحدة؟
    هذا أمر يسأل عنه الطيب مصطفى، نحن كنا ندعو للوحدة حتى قبل أن نقيم الجبهة وندعو للوحدة اثناءها وبعدها، وإن كان هنالك طرف متأخر فهو من انضم إلينا ولم ننضم نحن إليه "في ناس كتار كانوا كفار وأسلموا" فهل قيل لعمر بن الخطاب رضي الله عنه كنت تعبد آلهاً مصنوعا من العجوة؟!
    هل جاءكم الطيب مصطفى وقال أنا مؤمن بوحدة السودان والتقاء السودانين مجددا؟ هل أعلن الشهادة؟
    حين كان معنا لم يعلن كفره، لكنه حين حاول أن يهيمن أوقفناه عند حده فأعلن استقالته والآن لدينا برنامج ومشروع دستور مطروحان وعندنا موقف سياسي وطني مطروح هذا الموقف من يؤيده لا نحاسبه على ماضيه.
    الدراسة التي طالعتها عن بابكر كرار تقول إنه بسيطرة الحزب الشيوعي على جامعة الخرطوم إبان دخوله لها، وفي كتابه "تخليد ذكرى المفكر العربي الإسلامي بابكر كرار" ذكر محمد يوسف ذلك وذكر بأن كرار كون الحركة كرد فعل لما وجده، بل ذهب إلى أنه وكرار كانا شيوعيين لمدة من الزمن وحين اكتشفا الفروقات الجوهرية للفكر الشيوعي تركاه، وفكرا في تكوين حزب التحرير الإسلامي!
    هذه كلمات ذكرت في الذكرى الـ (26) ولكن هنالك أشياء يمكن أن تضاف فقد لازمت كرار أكثر من أي شخص، وأعرف أن كرار ومحمد يوسف درسا سويا في مدني وفي حنتوب وبجامعة الخرطوم وأسسا سويا المجموعة والطيب صالح كان ضمن المجموعة التي أسست الحركة الإسلامية.
    * هذه معلومة لا يعرفها الكثير من الناس..
    نعم. والطيب صالح كان أكثر تأثيرا في كرار من محمد يوسف، وكرار الأكثر تأثيرا على محمد يوسف.
    لكم من الزمن امتدت علاقة الطيب صالح بالحركة الإسلامية؟
    علاقة الطيب صالح بالحركة بدأت في مدرسة حنتوب الثانوية، وكان مقرها مدرسة التجارة بأم درمان جوار (البوسطة)، حيث حوت فصولها طلاب حنتوب ووادي سيدنا لحين ابتناء المدرستين، وفي ذلك الوقت التقى الطيب صالح وبابكر كرار، والطيب صالح كان مولعا بالأدب الإنجليزي، واستطاع أن يجذب بابكر كرار لقراءة الأدب الإجليزي والصداقة بينهما نشأت من باب الاهتمام بالأدب الإنجليزي الذي اهتم به الطيب صالح إلى أن أصبح قاصا. وجذبت كرار قراءات في الأدب الإنجليزي وفي السياسية الإنجليزية بجانب اهتماماته الدينية منذ النشأة.
    هل يمكن أن نقول إن بابكر كرار هو مؤسس الحركة الإسلامية؟
    الحركة الإسلامية الحديثة مؤسسها بابكر كرار بلا منازع ولا يستطيع أن يكابر في ذلك مكابر وإن كان كل حركة تنسب إلى رجل فبابكر كرار المؤسس لهذه الحركة وهو الذي وضع لها الأسماء، وكان دوما ما يقول إن للحركة الإسلامية في السودان خصوصيتها، ولذا لا بد من محليتها ولذلك كان يقول بأنه لا داع لأن تسمى حركة الإخوان المسلمين في السودان.
    * الناس تعتقد أن الحركة الإسلامية من بنات أفكار الترابي!!
    لا لا لا هذا كلام فارغ.. الترابي نفسه لا يقول ذلك، ومن كتبوا عن الحركة الإسلامية لا يقولونه.
    * هل تأثر الترابي ببابكر كرار؟
    تأثر إلى حد كبير جداً، ولا يزال يحاول أن يكون ظلا من ظلال بابكر كرار في صورة من الصور.
    * ظل؟!
    لا يمكن أن يكون أصلا، فالأصل بابكر كرار، والترابي ظهر قريبا في العام 1964م وتحديدا في أكتوبر وتم تجنيده لصالح الحركة الإسلامية بواسطة عبد الله محمد أحمد وهذا أمر معروف والأخير كان من وسائل التجنيد عند بابكر كرار إذ يذهب بالمعنى لكرار والأخير يتكفل بإقناعه وتجنيده، ودخول الترابي قاد لأزمة كبيرة وكاد أن يودي بالتنظيم نفسه، حيث جوبه انضمامه باعتراضات كبيرة على رأسها ميرغني النصري وأحمد الشيخ البشير وحدثت اجتماعات في ذلك الخصوص، واحترام المذكورين لبابكر كرار وقوله (ما أنا بطارد المؤمنين، وما يدريني ما كانوا يفعلون) حسما أمر قبول الترابي، الذي أسكنه كرار في غرفته وظل ملازما له في الصلوات وقراءة القرآن والتفاسير، ومن أحاديث الترابي المشهورة أنه ما رأى شخصا يستطيع أن يركز طاقاته الذهنية في فهم القرآن كما يفعل بابكر كرار، والترابي كان واحدا من مئات الداخلين للحركة الإسلامية ولكن ظروفا معينة أبرزته وهذه أمور تاريخية يمكن أن يتحاور الناس حولها.
    لماذا ترك بابكر كرار الحركة الإسلامية؟
    بابكر كرار رجل زاهد، ووقتها أثيرت نغمة أنه يريد الزعامة وهو لا يريد أن تلصق به هذه التهمة وعلم بسهولة قتل الحركة في مهدها، ممن أبعد في ذلك الاجتماع كنت شخصياً، رغم أني من أبرز الشخصيات في المدارس الثانوية، وحنتوب برمتها كانت في يدي وحولتها من قلعة شيوعية إلى قلعة إسلامية وهذا أمر معروف وقابلت مؤخراً بروفيسور محمد الأمين التوم وهو رجل ماركسي قال لي: ذهبنا إلى حنتوب ووجدنا كل الحديث عنك. ولم أحضر كذلك العيد الذهبي لحنتوب.
    * لماذا؟
    لأنه يعتقدون بقدرتي في التأثير على المؤتمر، وكان رأيي ألا ننسحب وأعتقد أن من الأخطاء الكبيرة التي ارتكبناها انسحابنا من مؤتمر العيد. لا تريد اسم الإخوان المسلمين؛ إذاً انتظر عامين ليعقد مؤتمر وتغير الاسم كما فعل الترابي وأحمد عبد الرحمن إذ أنهما في أول مؤتمر بعد مؤتمر العيد أسقطا اسم الإخوان المسلمين، وفي نفس الوقت أخذا الحركة إلى مسار آخر -في رأيي- مسار الحرب الباردة.
    * كيف؟
    الحركة الإسلامية كغيرها من الحركات في السودان تخترق، وكانت الحرب الباردة على أشدها، وكان من نتاج ذلك الصراع اخترقت كل الأحزاب والقوى السياسية.
    * مقاطعة: الحركة الإسلامية اخترقت؟
    نعم، وبشكل واضح.
    * هذا على أيامكم في الحركة؟
    لا كنا حركة طلبة ومثقفين ولكن الحركة بعد الاستقلال أخذت أبعادا كثيرة خاصة بعد صراع عبد الناصر والإخوان المسلمين. وحين تقرأ تاريخ أجهزة المخابرات في العالم تعلم باختراقها لكل الأحزاب السياسية يمينا ويسارا ووسطا بل اختراقها حتى للجيوش والانقلابات وللأسف هذا البعد لم يدرس بعد على أهميته.
    * تعتقد أن أجهزة المخابرات اخترقت الحركة الإسلامية؟
    مؤكد.
    * فما هي شواهدك؟ فدون شواهد يمكنني القول بذات النسق الحزب الاشتراكي الإسلامي اخترق بواسطة المخابرات الأمريكية، وناصر السيد يعمل لصالح المخابرات الأمريكية؟
    كتبت بياناً سيخرج للصحف عن تشافيز ولا يمكن أن تمجد شافيز وتكون مع المخابرات الأمريكية.
    * ذلك عمل المخابرات بعينه!
    من أكثر خصومي السياسيين د.منصور خالد، ومعترف بأن منصور أكبر عميل أمريكي في الشرق الأوسط وليس في السودان، وبالتالي لا يعقل نكون نعمل في جهاز واحد وفي وقت فركشت اجتماعا لأن منصور جاب قرنق وختاه على يمينه.
    * حين تتهم شخصا بالعمالة أو تتهم تنظيما بأنه مخترق بواسطة المخابرات تكون بحاجة إلى شواهد تحول دون مقاضاتك ود.منصور بهذه التهم ساق أناسا للمحاكم!
    هنالك فرق بين أن تكون عميلا وأن تكون مخترقا.
    * ما هو الشاهد على أن الحركة الإسلامية مخترقة؟
    الشاهد الارتباط الوثيق جدا بين الدول البترولية وبين التنظيم الذي نهض بمعزل عن الحركة الإسلامية المؤسسة، حيث لا يمكن أن تجد ذلك الدعم والبعثات إلى الولايات المتحدة إلا لو كان في رضا على ذلك التيار. الآن أين السودان الذي يشتم الأمريكان ويستجيب لكل ضغوطهم في أديس ابابا؟ نافع يوميا يشتم الأمريكان لكن هل الحكومة ضد أمريكا؟ أجيب وأقول الحكومة راضخة للمخططات الأمريكية.
                  

03-24-2013, 07:50 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    Quote: * هل تأثر الترابي ببابكر كرار؟
    تأثر إلى حد كبير جداً، ولا يزال يحاول أن يكون ظلا من ظلال بابكر كرار في صورة من الصور.
    * ظل؟!
    لا يمكن أن يكون أصلا، فالأصل بابكر كرار، والترابي ظهر قريبا في العام 1964م وتحديدا في أكتوبر وتم تجنيده لصالح الحركة الإسلامية بواسطة عبد الله محمد أحمد وهذا أمر معروف والأخير كان من وسائل التجنيد عند بابكر كرار إذ يذهب بالمعنى لكرار والأخير يتكفل بإقناعه وتجنيده، ودخول الترابي قاد لأزمة كبيرة وكاد أن يودي بالتنظيم نفسه، حيث جوبه انضمامه باعتراضات كبيرة على رأسها ميرغني النصري وأحمد الشيخ البشير وحدثت اجتماعات في ذلك الخصوص، واحترام المذكورين لبابكر كرار وقوله (ما أنا بطارد المؤمنين، وما يدريني ما كانوا يفعلون) حسما أمر قبول الترابي، الذي أسكنه كرار في غرفته وظل ملازما له في الصلوات وقراءة القرآن والتفاسير، ومن أحاديث الترابي المشهورة أنه ما رأى شخصا يستطيع أن يركز طاقاته الذهنية في فهم القرآن كما يفعل بابكر كرار، والترابي كان واحدا من مئات الداخلين للحركة الإسلامية ولكن ظروفا معينة أبرزته وهذه أمور تاريخية يمكن أن يتحاور الناس حولها.
                  

03-24-2013, 07:55 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    Quote: لماذا ترك بابكر كرار الحركة الإسلامية؟
    بابكر كرار رجل زاهد، ووقتها أثيرت نغمة أنه يريد الزعامة وهو لا يريد أن تلصق به هذه التهمة وعلم بسهولة قتل الحركة في مهدها، ممن أبعد في ذلك الاجتماع كنت شخصياً، رغم أني من أبرز الشخصيات في المدارس الثانوية، وحنتوب برمتها كانت في يدي وحولتها من قلعة شيوعية إلى قلعة إسلامية وهذا أمر معروف وقابلت مؤخراً بروفيسور محمد الأمين التوم وهو رجل ماركسي قال لي: ذهبنا إلى حنتوب ووجدنا كل الحديث عنك. ولم أحضر كذلك العيد الذهبي لحنتوب.
    * لماذا؟
    لأنه يعتقدون بقدرتي في التأثير على المؤتمر، وكان رأيي ألا ننسحب وأعتقد أن من الأخطاء الكبيرة التي ارتكبناها انسحابنا من مؤتمر العيد. لا تريد اسم الإخوان المسلمين؛ إذاً انتظر عامين ليعقد مؤتمر وتغير الاسم كما فعل الترابي وأحمد عبد الرحمن إذ أنهما في أول مؤتمر بعد مؤتمر العيد أسقطا اسم الإخوان المسلمين، وفي نفس الوقت أخذا الحركة إلى مسار آخر -في رأيي- مسار الحرب الباردة.
                  

03-24-2013, 07:57 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    Quote:
    * ما هو الشاهد على أن الحركة الإسلامية مخترقة؟
    الشاهد الارتباط الوثيق جدا بين الدول البترولية وبين التنظيم الذي نهض بمعزل عن الحركة الإسلامية المؤسسة، حيث لا يمكن أن تجد ذلك الدعم والبعثات إلى الولايات المتحدة إلا لو كان في رضا على ذلك التيار. الآن أين السودان الذي يشتم الأمريكان ويستجيب لكل ضغوطهم في أديس ابابا؟ نافع يوميا يشتم الأمريكان لكن هل الحكومة ضد أمريكا؟ أجيب وأقول الحكومة راضخة للمخططات الأمريكية

                  

03-24-2013, 08:02 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    صادق عبد الله عبد الماجد(3): الترابي ما شاء الله شخص لولبي

    الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد : قيادي بالحركة الإسلامية بالسودان
    حوار: زين العابدين العجب- آخر لحظة


    حدثتنا في الحلقة السابقة عن أنك رتبت لقاءً لمنصور خالد بسيد قطب عند زيارته لمصر.. هل كنت تسعى لاستقطاب منصور خالد لجماعة الأخوان المسلمين؟
    - نعم وقد قال هو ذلك، وأذكر أنه كتب بعد عودته في جريدة الناس ما معناه أن صادق عبد الله قد حاول استقطابه لتنظيم الأخوان المسلمين، وقد أفلحت في تقديري في إحداث هزة كبيرة في ما يحمله منصور من أفكار ومعتقدات بلقاء الشيخ سيد قطب، وكنت أتمنى أن ينضم منصور إلى التنظيم.

    دعنا نقف على ما قمتم به في شأن الدعوة بعد العودة للسودان؟
    - يمكن القول إن الخير عبد القادر وعبد الرحمن وشخصي الضعيف قد بدأت على أياديهم هذه الدعوة، وكنا نحرص على إحضار الكتب والرسائل كما قلت عند زيارتنا للوطن في الإجازات، وقد سمعنا أن بكلية غردون الجامعية وقتها and#194;«جامعة الخرطومand#194;» حالياً طلاباً إسلاميين، أذكر منهم جعفر ميرغني وبابكر كرار ومحمد يوسف محمد وأحمد محمد بابكر وميرغني النصري وآخرين، وكانت ثمة فكرة عن الأخوان المسلمين قد وصلت إلى هؤلاء إبان الغزو الإسرائيلي لفلسطين في العام 1948، وطبعاً الأخوان كانوا قد كونوا جيشاً منفرداً والدول العربية كونت كذلك جيشاً آخر، وقد استشهد جمع كبير من شباب الأخوان في تلك الحرب، لذلك كان اسم الاخوان مدوياً وعاليا في الاعلام وفي كل العالم، وهذا ما جعل المهمة سهلة بالنسبة لنا في كلية غردون حيث وجدنا أن الفكرة معروفة ومشهورة، وأذكر اننا قابلنا المرحوم على طالب الله والذي كان شخصية مخلصة ومتفانية إلى درجة بعيدة، وكان يرأس مجلس مقاطعة اسرائيل بوزارة الخارجية، وهناك رواية عن اتصال ما بين علي هذا والشيخ حسن البنا، ويقال أن علاقة كبيرة كانت تربطهما معا فقام علي بتكوين جماعة بعيدة عن الهيكل التنظيمي للجماعة ولم يتوخ الخصائص المطلوبة للانضمام.

    ومتى أعلنتم رسمياً عن تكوين التنظيم في السودان باسمه الأخوان المسلمين؟
    -لكي تجمع الناس لا بد أن يكون لديك رصيد ولهذه الدعوة خاصية عجيبة جداً، حيث أنها انتشرت بصورة كبيرة جدا حتى قبل أن يطلق عليها لقب تنظيم بصورة رسمية، وفي العام 1954 قال الاخوان بأن التمدد والانتشار هذا يفرض علينا أن نطلق على الجماعة اسما محددا، وأذكر أن الاخ بابكر كرار كان يطلق على الجماعة اسم حركة تحرير الاسلام ولكن عندما جاءت مرحلة التسمية أجمع الناس على اسم الاخوان المسلمين، فكان أن انسحب كرار ومعه مجموعة حوالى (12) شخصا وكان اجتماعنا هذا في نادي أم درمان الثقافي، وأذكر من الحضور محمد يوسف محمد وميرغني النصري ويوسف حسن سعيد وأحمد محمد بابكر وآخرين.
    ولهذا النادي قصة طريفة تحضرني هنا حيث انه كان مشيدا من الطين والجالوص، ويقع بشارع الوادي الى الشمال من الشهداء بأم درمان وأذكر أن الأخ جمال السنهوري كان يصدر مجلة من القاهرة اسمها السودان الحديث، وكانت الرقابة شديدة على الصحف هناك وازدادت بعد أسبوع من وصول جمال عبد الناصر، وأذكر أنني كتبت مقالا عن العمران في أم درمان وأن المساكن تبنى من الطين ثم تمسح بروث البهائم، وقد أجازت الرقابة المقال ونشر وأحدث ضجة كبيرة وقد دخلنا في منافسة مع الشيوعيين لادارة النادي وفزنا في الانتخابات، فقمنا بنقل النادي من موقعه ذاك وكنت أنا وقتذاك بالقاهرة وعندما عدت وجدت التنظيم قد تمدد وانتشر وتجاوب الناس معه، ومن هنا كانت انطلاقة تنظيم الاخوان المسلمين في السودان وتمت هيكلة التنظيم وقمنا باختيار المراقب العام للجماعة في السودان، وكان هذا في العام 1954 وبعدها تم وضع دستور للجماعة يحوي الاسم والمقر وتم اختيار مراقب جديد وإن كنت لا أذكر الأسماء الآن.

    أشرت إلى انشقاق بابكر كرار ومجموعته في الاجتماع الأول فمتى حدثت الخلافات بينكم ومجموعة د. الترابي؟
    - طبعا الترابي ما شاء الله شخص and#194;«لولبيand#194;» وأذكر أنه في العام 1968 وكنا نمضي في التنظيم بصورة سلسة وكان المراقب العام وقتها هو الترابي، وكان أوان الانتخابات قد حان والترابي كما قلت لك رجل يجيد صناعة المداخل ولديه قدرته الفذة على التأثير، وكان التنظيم وقتها جديدا وغير معروف بدرجة كبيرة فأشار علينا بتغيير الاسم الى جبهة الميثاق الاسلامي، والناس وقتها كان حسن النوايا هو الموجه والقائد لهم والتنظيم كان يقوم وقتها على هذا الأساس.. المهم أن الترابي اقترح في اجتماع مشهود مسألة تغيير الاسم فوافقت الأغلبية على ذلك وقمنا بعمل جريدة أسميناها الميثاق الاسلامي ترأست تحريرها لمدة أسبوع، ثم جاء بعدي الأخ يس عمر الإمام وتلاه عبد الرحيم حمدي والذي كان يتمتع بعلاقة خاصة مع الترابي، وقد شعرت برغبة الأخير في أن يترأس تحرير الصحيفة حمدي وكنت أنا قد ترأست تحرير صحيفة الاخوان المسلمين في العام 1956.

    ولماذا أبعدك الترابي من رئاسة تحرير الصحيفة.. ما هي الأسباب؟
    - أذكر أنني كتبت مقالا تم التحفظ عليه ولكنني نشرته وأيضا بدأت عراقيل كثيرة توضع في درب الصحيفة فيما يتصل بالطباعة وكذا، لذا لم أستمر ثم جاء بعدي يس عمر الإمام وتلاه حمدي.

    ومتى تطور هذا الخلاف وتمت المفاصلة؟
    - نزلنا الانتخابات وفزت في دائرة يحيى الفضلي والتي تبدأ من الحلة الجديدة مروراً بأبي حمامة والقوز والرميلة and#194;«الدائرة 30-31and#194;»، ودخلت الجمعية التأسيسية ومعي آخرون، حسان من رفاعة وعبد الله آدم زكريا في الجنوب وقد فاز باسم جبهة الميثاق، ولما كان ليس لدينا ممثل بالجنوب ولا نعرف زكريا هذا اجتمعنا واتفقنا على الذهاب إلى المطار وانتظاره للتعرف عليه خاصة وأنه لم يكن قد طلب دعما أو تمويلا، وقد سألته فعلا بعد فترة عن ظروف فوزه فأخبرني بأن لديه دكاناً واستطاع أن يكسب الاخوة الجنوبيين بمعاملته الطيبة معهم، ثم بعد ذلك جاء نميري وانتهت جبهة الميثاق بحضوره والتنظيم كان يمضي رغم أن معظم أعضائه كانوا محبوسين في سجن كوبر، وقدر الله أن يجمعنا السجن مع الترابي في كوبر.
                  

03-24-2013, 08:21 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    Quote: وفي العام 1954 قال الاخوان بأن التمدد والانتشار هذا يفرض علينا أن نطلق على الجماعة اسما محددا، وأذكر أن الاخ بابكر كرار كان يطلق على الجماعة اسم حركة تحرير الاسلام ولكن عندما جاءت مرحلة التسمية أجمع الناس على اسم الاخوان المسلمين، فكان أن انسحب كرار ومعه مجموعة حوالى (12) شخصا وكان اجتماعنا هذا في نادي أم درمان الثقافي، وأذكر من الحضور محمد يوسف محمد وميرغني النصري ويوسف حسن سعيد وأحمد محمد بابكر وآخرين.
                  

03-24-2013, 08:25 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    Quote: أشرت إلى انشقاق بابكر كرار ومجموعته في الاجتماع الأول فمتى حدثت الخلافات بينكم ومجموعة د. الترابي؟
    - طبعا الترابي ما شاء الله شخص and#194;«لولبيand#194;» وأذكر أنه في العام 1968 وكنا نمضي في التنظيم بصورة سلسة وكان المراقب العام وقتها هو الترابي، وكان أوان الانتخابات قد حان والترابي كما قلت لك رجل يجيد صناعة المداخل ولديه قدرته الفذة على التأثير، وكان التنظيم وقتها جديدا وغير معروف بدرجة كبيرة فأشار علينا بتغيير الاسم الى جبهة الميثاق الاسلامي، والناس وقتها كان حسن النوايا هو الموجه والقائد لهم والتنظيم كان يقوم وقتها على هذا الأساس.. المهم أن الترابي اقترح في اجتماع مشهود مسألة تغيير الاسم فوافقت الأغلبية على ذلك وقمنا بعمل جريدة أسميناها الميثاق الاسلامي ترأست تحريرها لمدة أسبوع، ثم جاء بعدي الأخ يس عمر الإمام وتلاه عبد الرحيم حمدي والذي كان يتمتع بعلاقة خاصة مع الترابي، وقد شعرت برغبة الأخير في أن يترأس تحرير الصحيفة حمدي وكنت أنا قد ترأست تحرير صحيفة الاخوان المسلمين في العام 1956.

    ولماذا أبعدك الترابي من رئاسة تحرير الصحيفة.. ما هي الأسباب؟
    - أذكر أنني كتبت مقالا تم التحفظ عليه ولكنني نشرته وأيضا بدأت عراقيل كثيرة توضع في درب الصحيفة فيما يتصل بالطباعة وكذا، لذا لم أستمر ثم جاء بعدي يس عمر الإمام وتلاه حمدي.
                  

03-24-2013, 08:35 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    مولانا عبد المنعم الدمياطي: أحد أبرز قيادات الحركة الإسلامية

    يعتبر مولانا عبد المنعم الدمياطي أحد أبرز قيادات الحركة الإسلامية في السودان عموماً، وعميد شيوخها في ولاية الجزيرة، وخازن أسرارها وكاتمها، والرجل تتلمذ على يد مؤسس الحركة الإسلامية في السودان بابكر كرار وتأثر به كثيراً لدرجة أنه يقول إن الراحل علمه أن الصراع دائماً يكون فكرياً وليس دموياً.
    وقد فتحنا في هذا الحوار العديد من المنافذ لنرى غير المرئي في مسيرة الحركة الإسلامية عموماً، وفي ولاية الجزيرة خصوصاً، وركزنا على الحديث عن العلاقة بين الشيوعيين والإسلاميين من واقع أنها اعترتها الكثير من حالات الشد والجذب الذي وصل لدرجة الطلاق والكراهية المتبادلة، والعديد من القضايا والأسرار كانت حاضرة في هذا اللقاء مع مولانا الدمياطي:

    *قلت في الحلقة السابقة إنك ذهبت لليبيا بتكليف من عبد الناصر بعد قيام ثورة الفاتح من سبتمبر، وإنك كنت تنظر للقائد القذافي عبر مجموعة من قياداته.. ما هي نتائج هذا التنظير؟
    - أول تطبيق للفكر الاشتراكي الإسلامي، حيث إن طموحات هذا الفكر أن يكفل السكن والتعليم والعلاج مجاناً.

    ما هي العلاقة التي كانت تربط بين بابكر كرار وجمال عبد الناصر؟
    - بابكر كرار كان يعتقد أن عبد الناصر محرر للوطن العربي والإسلامي، وأن عبد الناصر خلص الاشتراكية الماركسية من شوائبها غير العلمية، وأنه طبق الاشتراكية الإسلامية في مصر، وهي مسألة توزيع الأراضي على الفلاحين وتمليكهم الأراضي الزراعية وتمويلهم عن طريق السلفيات طويلة الأمد.

    أرجو أن تتحدث تحديداً عن العلاقة بين بابكر كرار وعبد الناصر؟.. ومتى بدأت؟
    - لا استطيع أن أقول إن لبابكر كرار علاقة شخصية بعبد الناصر، ولكن العلاقة فكرية.

    كيف تم تكليفك من قبل عبد الناصر بالسفر للجماهيرية وأنت عضو بالحركة الإسلامية؟
    - في السودان كان هناك تنظيم طليعي للناصريين، والتنظيم الطليعي هو التنظيم الداخلي الخاص وقد جاءني التكليف من قبل التنظيم.

    ما هي مواقفكم من عبد الناصر بعد خلافاته مع الأخوان المسلمين وإعدامه لعدد منهم؟
    - عندما قتل النظام المصري سيد قطب، كتبنا مذكرة احتجاج كحزب اشتراكي إسلامي، وقلنا إننا نؤيد عبد الناصر في الثورة الاجتماعية، لكننا نعتقد أن قتل سيد قطب جريمة وكان الأولى أن يرعى عبد الناصر سيد قطب وأن يكون هناك تنسيق بين الحركة الإسلامية في مصر وجمال عبد الناصر، خاصة وأن الإصلاح الزراعي الذي حدث في مصر كان من إبداعات الحركة الإسلامية المصرية، ولكن حدثت أخطاء من قبل التنظيم الخاص للأخوان المسلمين في مصر ضد عبد الناصر، وقد خلقت القوى العالمية نوعاً من الشك بين جمال عبد الناصر والأخوان المسلمين، فإذا تم التنسيق بين جمال عبد الناصر والأخوان المسلمين في مصر، لسادوا الوطن العربي مع أن الأخوان في مصر كانوا مركزين على التربية وليس على النفير الاجتماعي، ولكن اذا نسقوا مع عبد الناصر كانوا سيخرجون من الحيز الضيق الى الحيز الكبير، وهذا ما حدث في السودان بقيادة الدكتور الترابي، حيث عادت الى تفكير بابكر كرار من حيث أنها ربطت بين حركة التطور الاسلامي والتغيير الاقتصادي وكان على حركة الأخوان المسلمين في مصر الأخذ بهذه الأفكار ولكنهم ركزوا على التربية فقط كما هو حال الأخوان المسلمين في ليبيا.
    ونحن كنا نتمنى أن ترتبط حركة الأخوان المسلمين في مصر بحركة الثورة خاصة وأنه في البداية كان عبد الناصر أقرب للأخوان المسلمين، وكان جزءاً من تركيبتهم، ولكن عندما بدأ صراع التنظيم الخاص واعتقد أنه كان بفعل أجنبي، مقصوداً ليفصل بين الحركة الإسلامية والثورة، وكان تفكير الأستاذ بابكر كرار هو الربط بين الثورة العربية والثورة الإسلامية،
    وهذا ما تميزت به الحركة الإسلامية السودانية الحديثة، حيث جدد الأخ حسن الترابي تفكير الأخ بابكر كرار والذي بدأ منذ العام 1946م.

    ما هو رأيك في الشيخ حسن الترابي؟
    - الترابي شخص مفكر له إيجابياته وسلبياته، وكنت أقول للأخ الترابي دائماً إن الجانب الاقتصادي يحتاج منه الى تطوير، ولكن لأن الأخ الترابي تأثر بالفكر الغربي الرأسمالي بحكم تواجده الكبير بفرنسا، فهو يعتقد أنني متأثر بتفكير بابكر كرار الاشتراكي من واقع نقاشي معه، ولكني اعتقد أن العمل الإسلامي يحتاج الى تفكير اجتماعي أكثر من أنه تفكير رأس مالي.
    والأخ الترابي رغماً عن أنه مفكر احترمه جداً، إلا أنني أعيب عليه في الجانب الاقتصادي الأخذ بالنظام الرأسمالي، وأنه لا يأخذ بمنهج التحرير الإسلامي، وهذه إحدى مشاكل الأخ الترابي، أما المشكلة الثانية فإنه يركز السلطة في يد الفرد، والأخ بابكر كرار كان يقول إن أول واجبات القيادة أن يحرر الجماهير عنه، بحيث لا يصبحون في شكل and#194;«تبعية غنميةand#194;»، وبحيث تكون أصوات الجماهير أعلى من صوت القائد.
    والأخ الترابي يأخذ طريق المشيخة، وهذا الطريق لا يطور القواعد، وعندما وقع الخلاف وكانت مذكرة العشرة قلت للأخ الترابي بأن يستوعب هؤلاء العشرة لكي يصبحوا هم الأقرب اليك، وقلت له يجب أن لا تقود أي صراع ضد هؤلاء العشرة، ولا يقودوا صراعاً ضدك، فأنا لا أقبل الصراع ولكن فكرة التناقض تطور الحركة حسب وجهة نظري، وقبول الآخر مهم والعشرة كانوا يريدون أن يفككوا سلطة الفرد لتصبح سلطة جماعية، وهذا أفضل واعتقد أن الاتساق كان نتيجة لصراع فكري، وكذلك الحال بالنسبة للاقتصاد، حيث يجب أن نتعامل معه فكرياً لنخرج من الأزمة الاقتصادية العالمية، وذلك بالخروج على النظام الاقتصادي الرأسمالي لنظام اقتصادي إسلامي مبني على المشاركة، لأن النظام الرأسمالي في أزمة، والنظام الاشتراكي قد انهار.. والحل هو نظام المشاركة، وهو نظام اشتراكية الإسلام. وعلى سبيل المثال فإن انهيار مشروع الجزيرة كان بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية، وبسبب التحرير، ومثل ما تعاني أمريكا نعاني نحن، ولكن تختلف نسبة المشاكل.
    ومقترحات أوباما في مؤتمر لندن كانت ضعيفة حينما تحدث عن أنه يحتاج لـ(8) مليارات دولار لكي يوظف and#194;«3.500.000and#194;» ثلاثة ملايين ونصف أمريكي، حيث إن هذا قرار اشتراكي في مناخ رأسمالي لن ينجح and#194;«ترقيعand#194;».

    إذن ما هو المخرج؟
    - المخرج هو رؤية إسلامية تقوم على المشاركة الشعبية في علاقات الإنتاج، وأن يتم التسليف للمزارعين عن طريق قروض طويلة الأمد قليلة الفائدة، وليس عن طريق البنوك التجارية التي تقود المزارع للسجن، ونحن طبقنا ذلك في ليبيا، حيث القروض كانت لأربعة أجيال للمزارعين وعبد الناصر.كذلك قام بعملية تسليف زراعي للمزارعين ولكن عندما غيرت القيادة المصرية ذلك، وحولت المسألة للرأسمالية والبنوك التجارية، دخل and#194;«50and#194;» ألف مزارع مصري السجون، والمزارع في أمريكا يتم دعمه بنسبة 500% .ولذلك هناك عجز في التحرير الاقتصادي يحتاج الى رؤية إسلامية لتطوير الفكر الاقتصادي، والشيخ الترابي كان يحتاج الى جهد في هذا المجال.


    نقلا عن اخر لحظة..
                  

03-24-2013, 08:42 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    Quote: ما هو رأيك في الشيخ حسن الترابي؟
    - الترابي شخص مفكر له إيجابياته وسلبياته، وكنت أقول للأخ الترابي دائماً إن الجانب الاقتصادي يحتاج منه الى تطوير، ولكن لأن الأخ الترابي تأثر بالفكر الغربي الرأسمالي بحكم تواجده الكبير بفرنسا، فهو يعتقد أنني متأثر بتفكير بابكر كرار الاشتراكي من واقع نقاشي معه، ولكني اعتقد أن العمل الإسلامي يحتاج الى تفكير اجتماعي أكثر من أنه تفكير رأس مالي.
    والأخ الترابي رغماً عن أنه مفكر احترمه جداً، إلا أنني أعيب عليه في الجانب الاقتصادي الأخذ بالنظام الرأسمالي، وأنه لا يأخذ بمنهج التحرير الإسلامي، وهذه إحدى مشاكل الأخ الترابي، أما المشكلة الثانية فإنه يركز السلطة في يد الفرد، والأخ بابكر كرار كان يقول إن أول واجبات القيادة أن يحرر الجماهير عنه، بحيث لا يصبحون في شكل and#194;«تبعية غنميةand#194;»، وبحيث تكون أصوات الجماهير أعلى من صوت القائد.
    والأخ الترابي يأخذ طريق المشيخة، وهذا الطريق لا يطور القواعد
                  

03-25-2013, 08:40 AM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    الدكتور فاروق محمد إبراهيم في حوار التاريخ والذكريات مع (حريات) : مؤسس الحركة الاسلامية في السودان كان شيوعيا
    February 24, 2013

    (حريات)

    واحدة من اسباب المشاكل السياسية والاجتماعية المزمنة التي يعاني منها السودان هي ضعف الذاكرة التاريخية في البلاد. ويعود ذلك في رأي عدد غير قليل من الاكاديميين والديمقراطيين والمثقفين للتخلف الاجتماعي جراء الامية التعليمية والثقافية ، فيما يري اخرون ان النخب السياسية والثقافية تتحمل جزءا من هذه المسئولية لعدم اهتمامهم بالتوثيق وعدم ميلهم بشكل عام للكتابة واخذ العبر من دروس التاريخ.

    الدكتور فاروق محمد ابراهيم واحد ممن حضروا فترات هامة ومفصلية في تاريخ السودان منذ ماقبل الاستقلال، ولم يكن عالم النبات الشهير بجامعة الخرطوم حاضرا بمعني التفرج بل كان فاعلا وناشطا في بواكير النشاط السياسي في البلاد ضد الاستعمار الانجليزي، ثم ظل رقما بارزا في بحث الشعب السوداني الدؤوب لأجل الحرية والديمقراطية والسلام والاستقرار، فشارك في ثورة أكتوبر وانتفاضة أبريل ولاقي في سبيل ذلك الكثر من الاعتقال والتشريد ، بيد انه ما زال يسعي لتحقيق تلك الاهداف بكل جد وصبر ونشاط رغم سنوات عمره التي تجاوزت الثمانين.

    ولان (حريات) ألقت علي عاتقها الاهتمام بالتوثيق للرموز الديمقراطية والمواقف المعبرة في تاريخ هذا الشعب فقد سعت حثيثا للقاء الدكتور فاروق محمد ابراهيم لانه يعلم الكثير مما لم يكتب في هذا التأريخ الغائب…

    (1)

    حريات: دكتور أنت ممن شبوا وتكون وعيهم في بواكير البحث عن الذات في وعي الشعب السوداني قبل الاستقلال حدثنا عن هذه المرحلة؟

    هذه الفترات كانت بصورة حقيقية واحدة من أخصب فترات السودان ، او علي الاقل بالنسبة لجيلنا الذي حضر الاستقلال ، وكانت بالفعل بداية البحث عن الذات وتكون الوعي بضرورة تحقيق الاستقلال عن الانجليز وتحقيق الكرامة الوطنية والتحرر الوطني أسوة بشعوب العالم عقب ظهور حركات التحرر الوطني واشتعال المنطقة والعالم الثالث بأكمله في وجه الاستعمار سواء كان بريطانيا أو فرنسيا أو غيره. وبالنسبة لي انا فقد ولدت في مدينة أمدرمان العريقة التي كانت مهد ورمز الاستقلال الوطني في ذلك الوقت. واستفدت من تنقلي مع والدي الذي كان يعمل في السلك القضائي في التعرف علي مناطق مختلفة في السودان، فدرست الاولية والوسطي في الابيض ومدني وبربر ورفاعة والدويم. ودخلت حنتوب في العام 1946 وكان ذلك في وقت اشتدت فيه المقاومة ضد الاستعمار البريطاني وبدأت الاحزاب السودانية في رفع شعارات الاتحاد مع مصر أو السودان للسودانيين، ورغم ذلك كانت هناك وحدة في رفض الاستعمار بين كافة القوي السياسية وكافة مكونات الشعب فتم تشكيل مؤتمر الخريجين من كل أطياف اللون السياسي السوداني بحثا عن التحرر الوطني والاستقلال. وأذكر ان الزعيم اسماعيل الازهري رئيس مؤتمر الخريجين وقتها والامين زيدان سكرتير المؤتمر وقيادات المؤتمر أمثال عوض ساتي وأحمد محمد صالح قد زارونا في حنتوب قبل زيارتهم الشهيرة الي مصر التي طالبوا فيها باعطاء السودان استقلاله، والقي السيد اسماعيل الازهري خطبة ضافية ورائعة عن الاستقلال ومعاني التحرر الوطني والحرية وحق الشعوب في تقرير مصيرها. وفي العام 1946 بدأت الهيئات النقابية التي كان لها دورا بارزا في تحقيق الاستقلال في التشكل فتأسس اتحاد العمال علي أكتاف هيئة العمال التي كونت في عطبرة في العام 1946 ، وفي نفس العام تم تكوين اتحاد مزارعي الجزيرة واصبحت النقابتان قوة ضاربة في مواجهة الاستعمار بجانب الاحزاب.وفي المرحلة الثانوية بدأت تجربتنا السياسية قريبة من اليسار وقمنا بتأسيس مؤتمر الطلبة في العام 1949 ، وبعدها الي جامعة الخرطوم ، وكانت تعرف بالكلية الجامعية.

    حريات: قبل الانتقال الي الجامعة من كان من جيلك في حنتوب من السياسيين المشهورين؟

    كثيرين جدا ربما لا أذكرهم جميعا. ومنهم الرئيس جعفر نميري وبعض قيادات مايو زي ناس الزين ومامون عوض ابوزيد وخالد حسن عباس وكدا، وهناك أيضا حسن الترابي ، ومن القيادات الاسلامية كذلك الرشيد الطاهر وجعفر شيخ ادريس وغيرهم ، وايضا كان وراءنا بدفعات قليلة محمد ابراهيم نقد.

    حريات: متي كان انضمامك للحزب الشيوعي؟

    في العام 1949 أصبحت عضوا في الحركة السودانية للتحرر الوطني ( حستو) التي كانت قد تأسست في العام 1946، والحقيقة ان بعض الخلايا الشيوعية كانت موجودة قبل ذلك التاريخ لكن المجموعة الاولي من الطلاب التي جاءت من مصر بقيادة عبدالخالق محجوب والتجاني الطيب بابكر وعزالدين علي عامر وغيرهم هي التي كان لها الاسهام الابرز في تشكيل حستو علي قرار الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني في مصر. الغريب ان الحركة الاسلامية مرت بتطور مشابه تماما ل ( حستو) اذ بدأت في السودان ولم تأت مستوردة من مصر كما يردد البعض.

    مقاطعة: هذا ما نعرفه جميعا ، بان حركة الاخوان المسلمين بدأت في مصر ثم انتقلت للسودان.

    الحركة بدأت في السودان ولم يكن اسمها الاخوان المسلمين وأول مؤسس لها هو بابكر كرار ، سأروي لك قصة مدهشة عن بابكر كرار ، فهو زميل لي ودفعتي أنا بالتحديد وانتمينا الي حركة حستو معا ، لكن بابكر كرار لم يستطع تحمل الجرعة الماركسية المركزة لا سيما فيما يتعلق بدراسات المادية التاريخية والجدل ونظرة الماركسية للدين ، لانه كان متدينا فذهب الي تأسيس ما أسماها الحركة الاسلامية للتحرر الوطني بدلا عن الحركة السودانية للتحرر الوطني (حستو).

    مقاطعة: هذه معلومة مدهشة هل كانت معه قيادات اسلامية أخري يا دكتور؟

    نعم كانت معه شخصيات أصبحت قيادات اسلامية معروفة فيما بعد أمثال ميرغني النصري عضو مجلس السيادة السابق، ومحمد يوسف محمد رئيس الجمعية التأسيسية في الديمقراطية الثالثة ، ويوسف حسن سعيد وغيرهم. ولكن هذا لا يمنع ان فكر الاخوان المسلمين في مصر كان قد وصل الي السودان في نفس الفترة عن طريق بعض القيادات الاسلامية أمثال علي طالب الله والصادق عبدالله عبدالماجد وعبدالباقي عمر عطية ( مصري الجنسية) ثم لاحقا الترابي والرشيد الطاهر وجعفر شيخ ادريس وغيرهم.

    حريات: كيف كانت مرحلة جامعة الخرطوم ، والصراع السياسي الكبير لا سيما بين الاسلاميين واليساريين؟

    بالفعل كانت المرحلة الجامعية هي المرحلة الاكثر ثراءا من كافة النواحي السياسية والفكرية والثقافية ، واستفدنا كثيرا من العمل السياسي في الجبهة الديمقراطية والحزب، ووقتها لم يكن هناك اي حضور للحزبين الكبيرين الامة والاتحادي وسط طلاب الجامعة وكان الصراع السياسي حول اتحاد الطلاب وغيرها من قضايا العمل السياسي داخل الجامعة وخارجها تنحصر بين الطلاب الشيوعيين والطلاب الاسلاميين ، وكان للطلاب الشيوعيين اليد العليا في التأثير علي المناخ السياسي في الجامعة.

    حريات: نأتي للحقبة الاكتوبرية ، ماهي ذكرياتك عن تلك المرحلة والتحضير للثورة والمظاهرات التي عمت البلاد؟

    عند قيام ثورة أكتوبر كنت قد تخرجت من الجامعة وعملت في هيئة البحوث الزراعية بودمدني، وفي يوم 12 أكتوبر سمعنا بمقتل الطالب القرشي ، وتحركنا بسرعة بين كافة القوي النقابية والسياسية في المدينة ، وأسسنا ما عرف بالجبهة الشعبية للثورة التي تطورت خلال أيام لتسمي بجبهة الهيئات، وخلال أيام انضمت الينا كافة نقابات العمال والمزارعين والقضاء والشرطة وغيرهم من المهنيين وأصبحنا نسيطر علي كل شئ في المدينة. والحقيقة ان النقابات كان لها قصب السبق قبل الاحزاب السياسية ، وأعلن الاضراب السياسي وكان تعبيرا متقدما عن قدرة الشعب السوداني الخلاقة في احداث التغيير، المهم اننا سيطرنا علي المدينة وخلقنا سطلة شعبية حقيقية وكنا نجتمع صباحا ومساءا بالقرب من شارع النيل في مدني لندير كافة شئون المدينة وكنا ندير أمور السوق وعمل طوارئ المستشفيات والشرطة بالحد الادني لتسيير أمور الناس وأصبح حاكم مديرية النيل الازرق وقتها وأسمه حسين علي الفكي شبه معتقل داخل منزله، وقد فعلنا ذلك بشكل خلاق وبأبتكار خلاق من خلال التجربة ، ورأيي اننا سبقنا تجربة الربيع العربي بسنوات طويلة ، رغم عدم وجود الاتصالات بشكلها الحالي في ذلك الحين. وخلال ايام من الاضراب انتصرت الثورة وأعلن الفريق عبود حل المجلس العسكري وتشكيل حكومة سرالختم الخليفة ، التي تكونت من خمسة ممثلين للأحزاب و12 ممثل لجبهة الهيئات بينهم اثنين من الجنوبيين، وبعد أيام من ذلك الاعلان ، كان الاعلان الشهير لفاروق أبوعيسي عبر الاذاعة بان انقلابا عسكريا في الطريق ، فكانت ليلة المتاريس الشهيرة ، حيث أغلق الناس الكباري المؤدية الي امدرمان لمنع اذاعة أي بيان عسكري بالانقلاب وخلال ساعات جاء الناس من الاقاليم من خارج الخرطوم من مدني وعطبره وغيرهما وأجبر عبود علي التنحي عن السلطة نهائيا وانتصرت ثورة أكتوبر.

    حريات: لمن كانت الغلبة من القوي السياسية في الشارع خلال تلك الفترة؟

    كانت للشيوعيين دون منازع ، صحيح انه كان هناك بعض الوجود للاسلاميين لكن الغلبة والتأثير في الشارع ووسط النقابات والقطاعات المهنية كان للشيوعيين ، ولذلك أنا في رأيي الشخصي ان أكتوبر مهدت لحكم الشيوعيين وحلفائهم للسودان ، صحيح انهم لم يحكموا بصورة مباشرة لكن معظم الوزراء في الحكومة الانتقالية كانوا شيوعيين وبعد الانتخابات ورغم ان الحزب الشيوعي لم يفز في الدوائر الجغرافية الا انه نال 25% من الاصوات في الخرطوم وما يقارب 20% من الاصوات في عطبرة وبورتسودان ، ذلك بالاضافة لفوز الحزب بمعظم دوائر الخريجين وبالتالي كانت له كتلة برلمانية قوامها 11 عضو، وبالتالي دور الحزب في الحياة السياسية كان كبيرا رغم حقيقة وجود أغلبية شعبية وبرلمانية للحزبين الكبيرين من خلال الفوز بمعظم الدوائر الجغرافية ، بل حتي القوي التي قامت بانقلاب مايو كانت يسارية ، وهذا الاختلال الواضح في ميزان القوي السياسية هو ما دفع الاحزاب التقليدية للتامر علي الحزب وطرد نوابه من البرلمان وحله في 1976م.

    اذن أكتوبر كانت نقطة تحول لسيطرة الشيوعيين علي الشارع السياسي كيف اختلف هذا الامر لدرجة ان البعض يري ان ابريل مهدت لوصول الاسلاميين الي السلطة؟

    في تقديري ان أكتوبر كانت نقطة تحول لسيطرة الشيوعيين علي الشارع السياسي السودان ، بل وعلي السلطة لفترة ليست قصيرة ، وتراجع هذا الدور بسبب حل الحزب وبسبب انقلاب 19 يوليو وهجمة نميري علي الشيوعيين ، في حين ان الاسلاميين سيطروا علي نميري وعملوا من خلال نظامه لتقوية حزبهم وبنائه سياسيا وماليا وعسكريا وبالتالي سيطروا علي فترة ما بعد انتفاضة ابريل واستطاعوا سرقتها لضعف القوي الديمقراطية في ذلك الحين ، ومن ثم انقضوا علي الديمقراطية بانقلابهم في 89م. وفي رأيي ان فشل الحركتين الاسلامية والشيوعية في ايجاد حلول وبرامج واضحة لحل مشاكل السودان هو ما قاد لفراغ أدي لظهور قوي الهامش وزاد من حدة الاستقطاب الجهوي والاقليمي في السودان. فانقلاب مايو كان يساري التوجه وجاء لقطع الطريق علي الدستور الاسلامي الذي كانت تجهز لاجازته القوي التقليدية بجانب جبهة الميثاق الاسلامي بقيادة الترابي، في حين ان انقلاب الانقاذ جاء أيضا لقطع الطريق علي المؤتمر الدستوري الذي كانت تجهز له القوي السياسية وفي قلبها القوي الديمقراطية وقوي التجمع النقابي، ولذلك فان حالة الاستقطاب الحادة تلك ساعدت في عدم استدامة الوضع الديمقراطي في البلاد.

    اذن ما حقيقة علاقة الحزب الشيوعي بانقلاب مايو؟

    لا تستطيع ان تعزل الانقلاب من الاجواء السياسية التي كانت تسبقه وما حدث من غضب واحتقان في الشارع والوضع السياسي عقب حل الحزب الشيوعي ، والقوي التي قامت بالانقلاب كانت ملتفة حول الحزب وشعاراته بشكل كبير، ونميري وقيادات مايو العسكرية كانوا جميعا ضباطا أعضاء في تنظيم الضباط الاحرار ، وقد اجتمع تنظيم الضباط الاحرار في أبريل من العام 1969م ، وطرح موضوع الانقلاب في الاجتماع لكن الضباط الشيوعيين التزموا بموقف الحزب الذي كان يرفض الانقلاب بحجة ان الأزمة الثورية لم تنضج بعد للقيام بذلك الانقلاب، وتم التصويت ورفض الانقلاب بأغلبية 17 صوتا من أصل 23 ، لكن نميري ومجموعته كانوا مصممين علي الانقلاب واستمروا في التحضير له. وفي 23 مارس سئل عبدالخالق محجوب في اجتماع للجنة المركزية للحزب الشيوعي عن الوضع داخل الجيش فرفض الادلاء بالمعلومات ، وقال لهم بالحرف (( ما بقول ليكم لانو دي أمور متعلقة بي حياة ناس ، أقول الكلام لي لجنتكم المركزية دي عشان أمشي بكرة القي الكلام طلع في خباز من الصباح)) – خباز كان مقهي مشهور في الخرطوم في ذلك الحين- وأردف عبدالخالق في ذلك الاجتماع (( مش أنا السكرتير السياسي ومسئول عن العمل العسكري خلاص خلوني أنا أدير الامور مع الناس ديل وأنا ملتزم بعدم الخروج عن خط الحزب)). وقد روي بعض ضباط مايو ان نميري اجتمع بعبدالخالق قبل ايام من الانقلاب وأسر له بالانقلاب وطلب منه الدعم ، وقال له عبدالخالق نحن بنحمي ظهركم.
                  

03-25-2013, 08:48 AM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    Quote: مقاطعة: هذا ما نعرفه جميعا ، بان حركة الاخوان المسلمين بدأت في مصر ثم انتقلت للسودان.

    الحركة بدأت في السودان ولم يكن اسمها الاخوان المسلمين وأول مؤسس لها هو بابكر كرار ، سأروي لك قصة مدهشة عن بابكر كرار ، فهو زميل لي ودفعتي أنا بالتحديد وانتمينا الي حركة حستو معا ، لكن بابكر كرار لم يستطع تحمل الجرعة الماركسية المركزة لا سيما فيما يتعلق بدراسات المادية التاريخية والجدل ونظرة الماركسية للدين ، لانه كان متدينا فذهب الي تأسيس ما أسماها الحركة الاسلامية للتحرر الوطني بدلا عن الحركة السودانية للتحرر الوطني (حستو).

    مقاطعة: هذه معلومة مدهشة هل كانت معه قيادات اسلامية أخري يا دكتور؟

    نعم كانت معه شخصيات أصبحت قيادات اسلامية معروفة فيما بعد أمثال ميرغني النصري عضو مجلس السيادة السابق، ومحمد يوسف محمد رئيس الجمعية التأسيسية في الديمقراطية الثالثة ، ويوسف حسن سعيد وغيرهم. ولكن هذا لا يمنع ان فكر الاخوان المسلمين في مصر كان قد وصل الي السودان في نفس الفترة عن طريق بعض القيادات الاسلامية أمثال علي طالب الله والصادق عبدالله عبدالماجد وعبدالباقي عمر عطية ( مصري الجنسية) ثم لاحقا الترابي والرشيد الطاهر وجعفر شيخ ادريس وغيرهم.
                  

03-25-2013, 08:55 AM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    د. مأمون حامد: البشير (صبر ) على الترابي
    الرأي العام 15 مارس 2013



    مصادفة ان يرن هاتفي والطالب لم التقِ به منذ فترة طويلة .. قال لي لديك كتاب اهداء من وزير سابق هو بطرفي الآن وعندما وصلته كانت المفاجأة انه من

    د. مامون يوسف حامد النطاسي البارع وطبيب الاطفال الشهير ورئيس جمعية الهلال الاحمر السوداني السابق ووزير الصحة مدة شهرين في العام 1989 والعضو السابق بالمجلس الاربعيني للحركة الاسلامية وامين مال لجنتها بمدرسة حنتوب الثانوية في الاربعينيات من القرن الماضي.

    اتصلنا بالرجل على موعد للتهنئة وللحوار فكان الموعد في عيادته بالخرطوم شرق التي ما زال يواصل مهنته فيها رغم بلوغه سن(81) عاما.. وكان الحوار بين ذكريات ومواقف وحقائق واسرار تكشف لاول مرة واهدانا كتابه(ذكريات على قارعة طريق التاريخ) .

    الدبلوماسي جمال محمد أحمد

    كان وراء دخولي كلية الطب

    البيان

    تحدثت معه في البداية عن المفاصلة وأزمة الاسلاميين ولقاءاته بالقيادات في الحركة الاسلامية وعن مساعيه في ذلك وعن طلب للقاء من الاستاذ علي عثمان محمد طه وآخر من الترابي قبل المفاصلة في العام 1999 فأجاب؟

    *ذهبت الى د.حسن الترابي في منزله ووجدت في صالة الاستقبال يسن عمر الامام ومحمد الامين خليفة .. ابلغني يسن ان الترابي بالداخل في حوار صحفي لـ صحيفة (البيان) الاماراتية ويمكن ان تدخل عليه ولكني قلت له سأذهب وخرجت .. اما علي عثمان فهربت(عديل) من لقائه وقد التقينا بعد شهر قلت له(اللقاء داك انتهى) وللامانة ان الاثنين لم اكن اعرف ماذا يريدان مني ولكن عندما حصلت المفاصلة فضلت الابتعاد نهائيا عن الحركة الاسلامية واعتبرت ما حدث فتنة.. وقدمت استقالتي للرئيس البشير من رئاسة الهلال الاحمر وما زال الود مع الجميع .. لقد اهديت كتابي للبشير ولعلي عثمان وللترابي.

    حنتوب

    كيف انتميت للحركة الاسلامية؟

    *في حنتوب الثانوية بواسطة المرحوم بابكر كرار وكان هنالك ميرغني النصري وبالمناسبة الاختيار كان يتم بدقة .

    لكن الذي اعرفه ان اهلك ينتمون الى طائفة الختمية وبينهم خلفاء يدينون بالولاء لآل الميرغني؟

    *حينها كنا شبابا ولا نريد ان نصبح خلفاء او منقادين تحت راية غير راية الاسلام.

    من هم زملاؤك في حنتوب؟

    كانت المدرسة تضم الكثيرين كان ميرغني النصري وجعفر الشيخ ادريس وعثمان عبد الوهاب والترابي وابراهيم نقد والنميري .. ونقد كان من الطلبة الملتزمين باداء الشعائر الدينية والترابي كان منكبا على العلم كان يريد ان يدخل الجامعة في ثلاث سنوات وهو ما حدث عندما وافق له مستر براون.. بالمناسبة الترابي كتاباته لا تفهم لانه يعتقد ان الناس هي التي يجب ان ترتقي له لا هو وذلك عكس الداعية الذي له رسالة يجب ان ينزل اليهم .

    خط أحمر

    يقال ان انك تحدثت الى الرئيس البشير والترابي في مبادرة توفيقية؟

    تماما .. البشير قال انه يحترم الترابي ويعتبر ذلك خطاً احمر .. واتذكر انني قد طالبت الترابي ان يرتدي البشير الزي المدني فهذا افضل لانه حتى وان ارتداه بحكم المنصب هو قائد اعلى للقوات المسلحة.. و افضل لعلاقات السودان مع الغرب.. لكن الترابي قال لي بما معناه اترك هذا الموضوع.. اعتقد ان البشير (صبر) على الترابي.

    ويقول : الحركة الاسلامية هي نفس حركة الاخوان المسلمين نحن تعلمنا من خلال كتب حسن البنا وسيد قطب.. واندهشت عندما اطلق عليها الترابي اسم(الجبهة الاسلامية القومية).. كانت فكرته ان ينأى بها عن التنظيم الدولي للإخوان ويدخل جبهة الميثاق وهو ما أضعف التنظيم الذي دخله اناس غير ملتزمين يريدون ان يصبحوا وزراء ومسؤولين كبار.

    *توليت منصب وزير الصحة في حكومة الصادق المهدي مدة شهرين وشهد عهدكم اضرابات للاطباء واستقالات كيف كان الحل؟

    عندما تسلمتها وجدت الاطباء مضربين ، والإسلاميون دائما يفشلون الاضرابات ولكنهم هذه المرة اتوا الىّ وسألوني عن رأيي قلت لهم(خليكم مع اخوانكم) فردوا لكن نحن شركاء في الحكومة وذهبوا وعادوا و قالوا لي نستقيل ؟ قلت نعم. الشيوعيون اعتقدوا انني سأمقلبهم واقبل استقالاتهم وذهبت للمرحوم عمر نور الدائم الذي كان حينها وزيرا للمالية وقدمت له مطالب الاطباء وكان متوجهاً الى المطار ، فوافق عليها وعندما عرضت الموافقة كان الترابي حينها وزيرا للخارجية ونائبا لرئيس الوزراء بحكم التحالف مع حزب الامة فاعترض وقال لي (دا اكثر من وضع الدبلوماسيين) ورفض فضل الله محمد فضل الله من حزب الامة وكان وزيرا لشؤون العاملين.. فذهبت الى الصادق المهدي فوقع عليها وطلبت حجز الاذاعة لاذيع بيانا في الثالثة عصرا .. قلت فيه للاطباء ان جميع مطالبكم حلت.

    أسبوع الرد

    *وموقفك مع الصادق المهدي؟

    بعد مذكرة القوات المسلحة.. الصادق استشار الترابي الذي كان حينها خارج البلاد فرد عليه الترابي بالقول (كم اعطوك مهلة للرد ؟) فأجابه الصادق(اسبوعا) فقال له الترابي(انت ايضا اديهم اسبوع لسحب مذكرتهم).. ولكن ذلك لم يقنع الصادق الذي جمعنا نحن الوزراء وطلب منا تقديم استقالاتنا واحدا واحدا.. فقلت له لماذا لا تقدم انت استقالتك وتلقائيا تكون الحكومة قد سقطت ، فرفض .. حينها قلت له انا استقيل ولو جاء اسمي في قائمة الترشيحات للحكومة الجديدة افوضك (ترفضو).

    الصادق المهدي قال لنا قدموا استقالاتكم ، ولكني لم أفعل

    *النميري فصلك عندما كنت استاذا بجامعة الخرطوم؟

    لم يفصلني النميري وإنما فصلني الشيوعيون .. ونميري في حنتوب كان امامنا بسنتين ولكني لم اتعرف عليه هناك ما كان (فاضي لينا) ولكني كتبت عنه في كتابي انا احترمه لأنه كان رئيسا ومات فقيرا لم يسرق ومات في بيته القديم. بالمناسبة انا منذ ان فصلت من الجامعة لم ابرح عملي بوطني وما زلت.

    مؤتمر الطلبة

    وما بين حنتوب وجامعة الخرطوم؟

    كان مؤتمر الطلبة الذي يمثل الاشتراكيين والشيوعيين مسيطرا فظهر بابكر كرار من التنظيم وهو شخصية قوية المراس عندما دخل الجامعة غير الموازين وقلب الكفة لصالحنا .. نحن لم نستشر التنظيم في اختيار كلية الطب قلنا الاسبقية ان نصبح اطباء دخلنا الكلية(30) وتخرجنا (18).. بالمناسبة دخولي الى الطب كان الفضل فيه بعد الله لوالدي وللسفير والاديب الراحل جمال محمد احمد.. فقد قدمت رغبتي للدراسة في كلية الزراعة ولكن والدي رحمه الله قال لي ادرس الطب.. وكانت الاستمارات قد وصلت الجامعة وتمت اجراءاتها فذهبت الى مكتب جمال وكان رحمه الله المسجل فقلت له اريد ان اغير رغبتي من كلية الزراعة الى كلية الطب .. لم يقل لي هذا الموضوع انتهى ولكن طلب احضار استمارات ابناء حنتوب وغير رغبتي بيده ولو رفض لما صرت طبيا ، ومن الزملاء في التنظيم وكانوا معنا في الجامعة بابكر كرار والرشيد الطاهر ومحمد يوسف محمد ويوسف حسن سعيد ومولانا محمد احمد الذي استشهد في حوادث الجنوب 1956 ومحمد الخير عبد القادر وعبد الباقي عمر عطية وعبد الشكور عمر عطية وحسن الشافعي شقيق حسين الشافعي عضو مجلس قيادة ثورة يوليو المصرية ودفع الله الحاج يوسف ومحمد صالح عمر ومن خارج الجامعة كان يأتي الينا يسن عمر الامام وعيسى مكي وصلاح ابو النجا.. ومن الزميلات سعاد الفاتح وأمينة امبابي وفاطمة طالب.
                  

03-25-2013, 09:00 AM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    Quote: كان مؤتمر الطلبة الذي يمثل الاشتراكيين والشيوعيين مسيطرا فظهر بابكر كرار من التنظيم وهو شخصية قوية المراس عندما دخل الجامعة غير الموازين وقلب الكفة لصالحنا
                  

03-25-2013, 09:12 AM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    التأصيل والكرامة : مسيرة مفكر سودانى استثنائى !ا
    09-04-2011 12:01 PM
    الراكوبة

    بقلم : يحيى العوض

    -1-
    يعطى ضؤه , يبدده فى كل مكان ... مع ذلك لا ينقص , بل يزيد ..!
    لا يمتلىء فكره الا بالغيب , ولا يمتلىء قلبه الا بالواقع .. !
    صفات يطلقها الشاعر أودنيس على نماذج من الرجال الاستثنائيين . واذا سألت فى الخمسينيات والستينيات والسبعينييات من القرن الماضى , عن مفكر سودانى شغل الساحة الفكرية والسياسية , يسارا ويمينا , لن يختلف اثنان فى التأكيد بان الاستاذ بابكر كرار , تنطبق عليه هذه الصفات . وهو ينتمى الى فصائل يطلق عليها \" خمائير انسانية \", \"اشبه بقطعة صغيرة من الخميرة , مهما كان صغر حجمها تخمر العجين وفضائها كله \". تعرفت عليه بفضل زميلى الاستاذ صديق محيسى , كنا نعمل معا فى مشروع لتطوير جريدة\" السودان الجديد\" عام 1963م واخترنا الاستاذ بابكر كرار ليكون فى مقدمة كتاب صفحة الرأى , وكانت الوشائج بين صديق والاستاذ بابكر ممتدة بالانتماء الى عاصمة الجزيرة مدنى . كانت المدن فى ذلك العهد تشكل اقوى الروابط بين الناس ,بعيدا عن التعصب العرقى والقبلى, كما هو سائد الآن .ورحب الاستاذ بابكر بالكتابة اسبوعيا فى \"السودان الجديد \", وتوطدت صلاتنا به وتهيأت لنا العديد من اللقاءات والحوارات الممتعة , وهو رجل موسوعى متنوع الثقافة , يتابع كل الاصدارات الجديدة باللغتين العربية والانجليزية ,متميزا فى الحديث والكتابة , بأسلوبه الموشى بالسخرية ونحت مصطلحات جديدة , يفاجئنا احيانا بتعليقات لاذعة : صاحبكم هذا يمتلك ثروة قارون من الجهل , او الصحفى فلان لم يفطم بعد من صدر الدولة ! ودائما يردد : لايكفى ان تقول الصحيفة انها خاصة ومستقلة لتقنعنا بانها حرة .ومن سؤ حظنا تداخلت بعض الحروف اثناء طبع مقاله الاسبوعى وعلق على ذلك بانه من الافضل طباعة المقال القادم ( بالرونيو او البالوظة ) وهما من وسائل طبع المنشورات السياسية السرية فى ذلك الزمان (عصر الفريق عبود ),وينطوى تعليقه على اشارة مهذبة بانه يخشى ان يكون هناك من تعمد طمس بعض الحروف لسخونة المقال !. ومن المفارقات عندما نتحدث عن المنشورات السرية التى تحتوى على اخبار او تحليلات لا يمكن نشرها علنا , نفاجأ بانجاز غير مسبوق للصحافة السودانية , التى تمكنت من نشر خبر انقلاب مايو 1969 ثم يونيو 1989م واسمى قائديهما , جعفرمحمد نميرى وعمر احمد البشير, قبل شهور من وقوعهما , فى صحيفتين سودانيتين وليس عبر منشورات سرية !. خبر انقلاب مايو 1969م نشره الاستاذ يسن عمر الامام رئيس تحرير صحيفة\" الميثاق الاسلامى\" قبل شهر من وقوعه , وانقلاب يونيو نشرته صحيفة \"الدستور\" السودانية وكانت تصدر من لندن وتعبر عن تحالف بين الجبهة الوطنية وحزب البعث فى القطر السودانى , ويرأس تحريرها الاستاذ محمد عبد الجواد, وحرر الخبر الاستاذ يوسف الشنبلى مدير مكتب الصحيفة بالخرطوم, قبل اسبوعبن من الانقلاب واكد ان قائده العميد عمر حسن البشير( كتاب صحافى بلا حدود: الاستاذ الشنبلى 2010م ) . ونوه الاستاذ يسن عمر الامام فى مقاله بجريدة الميثاق فى ابريل 1969 الى \" الحركة الدائبة فى القوات المسلحة لتجميع قوى اليسار باتجاه الاطاحة بالنظام الديمقراطى وذكر ان هذه الجهود ينسقها عقيد اسمه جعفر محمد نميرى. واقام الضابط جعفر نميرى وكان فى الخدمة العسكرية آنذاك , دعوى قضائية ضد يسن عمر الامام , رفعها نيابة عنه الاستاذ بابكر كرار , وكانا صديقين منذ دراستهما معا فى حنتوب الثانوية , ولم تستمر القضية طويلا امام القضاء لان الانقلاب وقع بالفعل بقيادة جعفر نميرى !, (الدكتور امين حسن عمر صحيفة الانباء 1996م ثم صحيفة آخر لحظة) وكان الاستاذ يسن عمر الامام فى القائمة الاولى التى ذهبت الى سجن كوبر فى مايو1969م, وكذلك الاستاذ يوسف الشمبلى ,فى يونيو 1998م.
    -2-
    ظن الرئيس نميرى انه يكافىء ,او بعبارة اخرى يتقى شر لذعات ######ريات صديقه بابكر كرار والذى يعرفه جيدا , بان عينه رئيسا لمجلس ادارة شركة \"اخوان مراد \"التى اممها, وقبل اكمال اسبوع من تعيينه سجل أمن نميرى محادثة هاتفية بين بابكر كرار واحد اصدقائه ,يسخر فيها بابكر كرار من قرارات التأميم ,ويقول ضاحكا ان نميرى دخل تاريخ الاشتراكية الدولية ,بتأميمه لمقهى \"كوبا كوبانا\"ومطعم \" سانت جيمس\" ! ,وكان الصديق على الطرف الاخر (يموت من الضحك ) ويقهقه فى صخب , فما كان من نميرى الا ان امر باعتقال الرجل الضاحك اولا , ووصفه بنعوت من قاموسه الخاص الذى اشتهر به , وبعد يومين من الحادث أعفى نميرى , بابكر كرار من منصبه. واعتقله بعد حادث ايلول الاسود فى السودان, عندما هاجم ثمانية من الفلسطينيين منزل السفير السعودى بالخرطوم , عبد الله الملحوق ,عميد السلك البلوماسى آنذاك, اثناء حفل تكريم اقامه فى الاول من مارس عام 1973 بمناسبة وداع القائم بالاعمال الامريكى فى الخرطوم , كيرتس مور, واعتقل المهاجمون القائم بالاعمال الامريكى والبلجيكى والاردنى اضافة الى السفير السعودى وزوجته واطفاله الاربعة .وطلب الخاطفون بالافراج عن الاف الفلسطينيين من السجون الاسرائيلية فى سجون اسرائيل والاردن, اضافة الى سرحان سرحان الفلسطينى المسجون مدى الحياة بعد ادانته فى قضية اغتيال السنتور روبرت كنيدى عام 1967م. وبعد رفض حكومة الرئيس الامريكى نيكسون التفاوض , وبعد ثلاثة ايام ,قتل الخاطفون الدبلوماسيين الغربيين الثلاث واطلقوا سراح العرب واستسلموا للشرطة السودانية, وبدأت محاكمتهم وسط اجواء متوترة وغضب عارم من نميرى, باعتبار ان ما حدث اطاح بهيبة الدولة وسمعته شخصيا, وعندما بدأت محاكمة المتهمين تطوع العديد من المحامين السودانيين والعرب للدفاع , وفى مقدمتهم بابكر كرار وبالطبع كانت ساحة المحكمة فرصة نادرة للاستاذ بابكر للهجوم على نظام نميرى, وقبل صدور الحكم اعتقل الاستاذ بابكر ورفيقه ميرغنى النصرى والصحفى سيد احمد خليفة والذى كان يعمل فى قسم الاعلام بالسفارة الليبية بالخرطوم ,وكان أمن نميرى يتهم السفارة الليبية بدور اساسى فى الهجوم , وقال نميرى فى تصريح مشهور: سأجعل كل عامهم اسود .(جريدة الوطن : ذكريات سيد احمد خليفة25 -8-2007) وحكم على الفلسطينيين بالسجن مدى الحياة \" ولكن خوفا من اجراءات انتقامية قرر نظام نميرى تسليمهم للرئيس ياسر عرفات , رئيس منظمة التحرير الفلسطينية وكان مقره بالقاهرة واودعوا السجن هناك الا ان ثلاثة منهم تمكنوا من الهروب والاختفاء\".
    -3-
    مع تعدد مهارات الاستاذ بابكر كرارمفكرا وسياسيا وقانونيا , كان ايضا صحفيا ومن رؤساء تحرير الصحف ,اصدر هاويا صحيفة \"الرسالة\" كصحيفة حائط فى حنتوب ثم جامعة الخرطوم ,واصبحت صحيفة مطبوعة اسبوعية يشغل رئيس مجلس ادارتها ورئاسة تحريرها والناطقة باسم الحزب الاشتراكى الاسلامى , ولم يشملها قرار الحظر ضمن الصحف الحزبية فى عهد الرئيس عبود , وكان صدورها غير منتظم, لضعف امكانياتها المالية, لكنها شكلت حضورا مستمرا للاستاذ بابكر , وكان كدأبه فى كل المواقف العصيبة , تجده فى المقدمة , يثير حنق خصومه واشفاق اصدقائه وزملائه , ويروى الاستاذ عبد الرحمن مختار مؤسس ورئيس تحرير جريدة \"الصحافة \", تفاصيل الاجتماع التاريخى الذى دعا له وزيرا الاعلام والداخلية فى حكومة الفريق عبود يوم 23 اكتوبر 1964م وحضره رؤساء تحرير الصحف ومن بينهم الاستاذ بابكر كرار . وهدد الوزير باتخاذ اجراءات رادعة اذا نشرت الصحف بيانات الاحزاب والمظاهرات التى اندلعت فى العاصمة والاقاليم لاسقاط النظام . ويقول الاستاذ عبد الرحمن مختار فى مذكراته \"خريف الفرح \" , ساد صمت بيننا بدده الاستاذ بابكر كرار بكلمات داوية منددا بسياسة قمع المتظاهرين ومطالبا بعودة الجيش الى ثكناته وتسليم السلطة الى حكومة انتقالية .وقد تحقق ذلك بعد ايام وتشكلت حكومة ثورة اكتوبر1964م .
    -4-
    بدأ الاستاذ بابكر كرار مسيرته فى الحزب الشيوعى وكان وثيق الصلة بقياداته التاريخية وفى مقدمتهم الاستاذ عوض عبد الرازق والدكتور عبد الوهاب زين العابدين عبد التام وميرغنى على مصطفى , ورغم تركه للحزب الشيوعى وتاسيسه اول حزب اسلامى ,ظلت علاقاته وطيدة مع الاستاذ عوض عبد الرازق و اكثر تميزا مع الاستاذ عبد الخالق محجوب ,كان بينهما ود حميم ولقاءات منتظمة ومشاورات وتنسيق فى العديد من القضايا السياسية . بعد تأسيسه للحزب الاسلامى استقطب رموزا من المثقفين الاسلاميين , فهو من اوصى ووجه باستقطاب وتجنيد الصادق المهدى والدكتور حسن الترابى والرشيد الطاهر والدكتورة سعاد الفاتح , الا انه انشق منه فى مؤتمره الاول, عندما تقرر تحويله الى تنظيم الاخوان المسلمين !, ليؤسس من جديد الحزب الاشتراكى الاسلامى ,منفتحا على التوجه القومى الناصرى , داعما لروافده فى ليبيا والسودان وفلسطين , وقلما يعترف الدكتور الترابى بأفضال احد عليه ,الا انه يعترف باستاذية الاستاذ بابكر كرار ,ويوثق الدكتور امين حسن عمر, الوزير والمسؤل عن ملف دارفور, (عمل مديرا لمكتب الترابى فى النائب العام وسكرتيرا خاصا له ), فى دراسته : تاريخ الحركة الاسلامية فى السودان 2009م ,\"كان الاستاذ بابكر كرار يبحث عن شخص ينهض بالجانب التربوى والايدولوجى للحركة الاسلامية وكان مهتما للغاية بهذا الجانب ,ولذلك نشأت علاقة خاصة بينه وبين حسن الترابى . ويضيف : سألت الدكتور الترابى فيما بعد عن هذه العلاقة الخاصة مع بابكر كرار\" فأثبتها وحفظ حق الاستاذية للاستاذ بابكر كرار\" ويؤكد الدكتور امين حسن عمر فى ذكر مناقب الاستاذ بابكر كرار, ان الحركة الاسلامية كانت بحاجة الى عقل كبير الى محرض جريء, وكان الاستاذ بابكر هو ذلك العقل الكبير والمحرض الجريء, كان يتمتع بعقل كبير وبحيوية مدهشة وحماسة لارائه وافكاره ,على الرغم مما لاقى من نكسات فى جهوده لتاسيس حركة اسلامية, قومية المنطلق ,اسلامية المحتوى ,اشتراكية السياسة . ويضيف قائلا ان الاستاذ بابكر كان ميالا للايدولوجية وكان عروبيا متطرفا, وكان اشتراكيا ,اكثر من دهاقنة الاشتراكية الماركسية وكان مترهبا فى محراب العروبة والاشتراكية , ولكنه كان يريد ذلك فى قالب اسلامى, ولعله اول من نادى بالدمج بين الدعوة للبعث العربى والبعث الاسلامى لانهما وجهان لعملة واحدة .
                  

03-25-2013, 01:08 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    من المفارقات - إن صحت هذه الروايات - أن بابكر كرار وجعفر نميري التقيا مرتين على الأقل في المحكمة


    مرة قبيل الانقلاب وبابكر موكلا عن نميري شاكيا يس عمر الأمام
    ومرة بعد ايلول الأسود مترافعا عن الفلسطينين وشاتما نميري ونظامه !
                  

03-25-2013, 02:51 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    مكر التاريخ ومهارات تمزيق الرموز...!

    يحي العوض

    -1-
    سبحانك كل الأشياء رضيت سوى الذل
    وان يوضع قلبى فى قفص فى بيت السلطان
    وقنعت يكون نصيبى فى الدنيا كنصيب الطير
    ولكن سبحانك حتى الطير لها أوطان
    وتعود اليها وأنا مازلت أطير
    فهذا الوطن الممتد من البحر الى البحر
    سجون متلاصقة سجان يمسك سجانا
    تاريخ وجغرافية وواقع عالمنا الثالث, مازالت تعبر عن عبقرية الشاعر مظفر النواب ,وهو يصرخ فى السبعينيات من القرن الماضى , وكان هذا حال الاستاذ بابكر كرار , وغيره «من سكن الوطن فيهم , ولم يتسع لهم للسكن فيه» ,يتنقل من سودان جعفر نميرى الى مصر السادات الى ليبيا العقيد , كان صاحب فكر ورِؤية , مثله مثل قامات اخرى سامقة , الاستاذ محمود محمد طه والاستاذ عبد الخالق محجوب , الجهد الذى بذلوه والتضحيات الجسام التى قدموها , ايمانا واقتناعا, تضعهم فى مقدمة مفكرى ومصلحى القرن العشرين قاطبة , لكنهم من حظهم نشأوا فى وطن ضعيف الذاكرة,مشهود لقطاع كبير من مثقفيه بالجحود والتطاول والتبخيس ,منكوب بغثاء من الاقزام , يتماهون سريعا مع» الصوت العسكرى الجهير «,يتسابقون ويتنافسون على فتاته , يمزقون رموزهم ارضاء لكهنة عجلهم الجديد, مفتونون بخواره , التاريخ او الضمير غير عابئين بحكم.
    وفى توثيقنا لمسيرة الاستاذ بابكر كرار , ومتابعة بوصلة توجهاته , يتبين لنا تفرد دوافعه فى تغيير مواقفه , يسارا ويمينا .كان هدفه الاول التركيز على الاشتراكية فى الاسلام وابراز وتحليل كل النصوص الاسلامية التى تدعو للمساواة والعدالة والتكافل الاجتماعى ,ويقدم السيد الصادق المهدى تحليلا دقيقا وعميقا لشخصيته فى مرثية بليغة بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لرحيله , ويشير الى اهم مفتاح شخصية بابكر , هو» التأصيل والكرامة , ومهما تنوعت مواقفه الفكرية اسلاميا وعربيا واشتراكيا, فقد انطلق من بوصلة وجدانية واحدة , ماوقر فى قلب الراحل هو التأصيل المنبثق من تلك المرجعيات . ويضيف فى باكورة وعيه السياسى احس بأن الحركة الشيوعية العالمية ,تريد ان تفرض استلابا ماديا غربيا على بيئة اسلامية , فاندفع هو وزملاؤه لتأسيس حركة التحرير الاسلامى, وفى مرحلة لاحقة عندما انبثق التيار العربى , متصديا للهيمنة الدولية مجسدا لهوية المنطقة , انخرط فيه بابكر . وفى كل مراحل تحولاته الفكرية , اتسم نهجه باللانمطية وبالشجاعة فى التعبير عن رؤيته . علقت له ذات يوم فى طرابلس عن التنقل من مقولة الى مقولة , فقال لى : انت تحسبنى سياسيا . أنا فنان! ومنذ قالها تأملت الأمر لاجد ان كل تعاطيه مع الفكر كان بصورة خلاقة يكتسب صورة الابداع الفنى ! (حوارات الوطن 2009 ).ورغم الدور البارز الذى قام به الاستاذ بابكر كرار ورفيقه عبد الله زكريا لدعم المعارضة السودانية فى مواجهة نظام الرئيس نميرى , وتوفير ملاذ لها فى ليبيا , الا انه اختلف مع رفيق دربه الاستاذ عبد الله زكريا , حفيد السلطان على دينار ,عارض الغزو العسكرى عام 1976بقيادة الجبهة الوطنية , وغادر مغاضبا الى القاهرة ثم عائدا للسودان, ليمضى بقية ايامه مع اسرته فى منزل بالايجار فى منطقة الحلة الجديدة. .
    -2-
    من مفارقات التاريخ ومكره يتواصل الجدل: من هو مؤلف الكتاب الاخضر , السيىء الصيت؟ وتنحصر الاجابة ومنذ عام 1975م بأن مؤلفه بابكر كرار , وآخرون يقولون انه عبد الله زكريا, لكنه نفى نفيا قاطعا فى حوار مع الاستاذ غسان على عثمان عبر مدونته فى facebook بتاريخ 13 نوفمبر2009م , ويؤكد» الصحيح اننى كتبت شروحات على الكتاب كأى قارىء عادى , ولكن الأخوة الليبيين اخبرونى بان العقيد القذافى مهتم جدا بتفسيرى للكتاب «
    ويقول الكاتب والاكاديمى الفلسطينى الدكتور احمد ابومطر , وقد عمل فى جامعات ليبيا , ويقيم الآن فى النرويج : «وضع العقيد القذافى اسمه على كتيب , كتبه اللاجىء السودانى آنذاك الاستاذ بابكر كرار , وقدمه ساخرا للديكتاتور بحجة ان العالم شهد النظرية الماركسية والنظرية القومية وكلتيهما فشلتا فى انقاذ العالم , فلابد من نظرية ثالثة خضراء , فاعجب القذافى بالكتاب وامر بطبعه باسم الكتاب الاخضر واسس مستقبلا مركزا باسم المركز العالمى لدراسات الكتاب الاخضر وكان يرأسه فى بداية تأسيسه الليبى ابراهيم ايجاد ثم الليبى احمد ابراهيم (ايلاف 23 يونيو 2010)
    ومن المساجلات المهمة جاء فى مدونة:
    Sudan.net and sudanforum.net بتاريخ 25 مارس 2011 م تساؤل المدون على حسن :هل صحيح ان سودانيين اسهموا فى تأليف الكتاب الاخضر ؟
    ويجيبه الاستاذ ايسر من المشرفين على الموقع , انه «سمع شخصيا من الاستاذ عبد العزيز شدو , المحامى ووزير العدل الاسبق ,ان الاستاذ بابكر كرار اكمل الكتاب فى ثلاثة اشهر , ويضيف الاستاذ شدو:كنت معه فى مطار ليبيا مغادرين الى الخرطوم, وجاء مندوب من العقيد القذافى لمقابلة الاستاذ بابكر وقدم له شيكا الا ان بابكر مزق الشيك وقذف به الى الارض..»
    -3-
    ورغم صراعات قيادات الاسلام السياسى وتطاحنهم من اجل السلطة , الا انهم لم ينكروا الدور الريادى الذى قام به الاستاذ بابكر كرار, وزهده من الغنائم التى توارثوها . يقول السيد الصادق المهدى :مهما كان احساسه بالاحباط ,فعزة نفسه وطموح افكاره لم تبارحه ابدا , فكان وهو يتألم مما حوله من احباط عزيز النفس, قوى الشكيمة واضح الرؤية :
    وفى العصافير نبل وهى طائرة
    وفى النسور اباء وهى تحتضر
    وشبه السيد ابراهيم السنوسى, تأسيس بابكر كرار الحركة الاسلامية , مثل دخول سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه الاسلام , فالصلاة التى كان يؤديها الطلاب سرا فى جامعة الخرطوم , كان بابكر اول من صدح بآذانها جهرا داخل البركس فى الخمسينيات من القرن الماضى ( حوار فى جريدة الوطن 2010 للاستاذ جمال عنقرة) .ويقول الدكتور جعفر شيخ ادريس, ان الترابى كان يتتلمذ على بابكر كرار ويضيف, حسب رواية الدكتور امين حسن عمر, ان بابكر كرار تأثر كثيرا بفكر القاديانية وتبعه الدكتور الترابى . والقاديانية « دين مخترع ظهر اواخر القرن التاسع عشر بقاديان احدى قرى البنجاب الهندية ومؤسسه ميرزا غلام احمد ويدعى انه مجدد وملهم «. ويتهم الاستاذ على اسماعيل العتبانى رئيس مجلس ادارة «الراى العام», الدكتور الترابى بانه يعيد انتاج فتاوى الاستاذ بابكر كرار , ويزهو بها الان بانها من اجتهاداته , ويوضح ان جذور هذه الفتاوى نجده فى كتاب : بابكر كرار , سيرته وفكره وهو رسالة ماجستير للاستاذه نادية يسن عبد الرحيم * ويورد الاستاذ العتبانى فى دراسته ( الرأى العام 23 مايو 2006 م بعنوان :الترابى يعيد انتاج فتاوى بابكر كرار) نماذج من تلك الفتاوى , كفتوى الردة وتعدد الزوجات , ويقول ان بابكر كرار كان يفرق بين رأس المال والرأسمالية , ووصف الراسمالية بانها اداة اقتصادية بشعة تسلب قوة عمل العاملين وفائض انتاجهم وتقوم بتصنيف المجتمع الى مترفين ومستغلين.وكان واضحا ان بابكر كرار لايعارض توظيف رأس المال وتدويره ولكنه يعارض, توظيف العمالة وتحويلها الى رقيق اجتماعى بالمال . وكان لبابكر اجتهاداته فى ان الحدود لا تقع تحت طائلة قانون العقوبات, مثل عدم اقامة الصلاة او الاهمال فى اداء المناسك , كما برز اجتهاده فى الزنا والقذف بالزنا , وافتى بان عقوبة الزانى المحصن مائة جلدة وليس الرجم .وكان يدعو الى تثبيت قضايا الحرية والوقاية من التمزق الروحى فى الدستور الدائم .
    عاش الاستاذ بابكر كرار لفكره , فقيرا , لم يمتلك حتى منزلاً للاسرة , مجسدا لدور المثقف الشجاع الذى يملك الارادة القوية لمنازلة الاستبداد , ايا كانت مصادره , من فقهاء السلطة او اجهزته السياسية والامنية .
    اتمنى الاطلاع عليه ,ولو امكن نسخه عبر الانترنت .
    [email protected]
                  

03-25-2013, 02:55 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    ليبيا القذافي وذاكرة قيادات سودانية

    د. حيدر إبراهيم علي

    التاريخ: 25 أكتوبر 2011


    تتميز علاقات كثير من السودانيين بتشابكات معقدة في التعامل مع ليبيا القذافي ومع الليبيين، انتهت مرات عدة بانتزاع العاملين السودانيين ووضعهم على الحدود المصرية، بلا حقوق ولا مقتنيات فهم لم يأتوا بها من بلادهم، وهذه حقيقة ولكنها عرق جبينهم كما يقال. أما القيادات السياسية، وبالذات المحافظة والتقليدية، فقد عانت من مزاجية العقيد وعشوائية تعامله، ولكن "ذهب المعز" كان يجبرها على أن ترضى بالهم وبما لو رآه الواشي لقرت بلابله.

    أما النظام الحالي فقد كان في حالة رعب دائم من العقيد، فهو يعلم بتدخله السافر في الشؤون الداخلية السودانية، ولكن كان في فمه ماء.

    وحتى في أحداث أم درمان، وحين زل لسان مستشار الشؤون الخارجية وجاء ذكر ليبيا عرضا، فقد اضطر لبلع كلماته. وفي قلب الخرطوم له "برج الفاتح"، وفي الأطراف حي "عمر المختار" وقاعة في المدخل الغربي لجامعة الخرطوم.

    وعلى المستوى الشخصي، عانيت لمدة خمسة شهور في ليبيا ـ رغم عقدي الطويل مع الجامعة ـ من السهر، فقد كان الطلاب الثوريون: موسى كوسا وأحمد إبراهيم وعمر السوداني، يقومون بإيقاظنا في أي وقت ليلا، لأن العقيد يريد أن يناقش "المشكل الاجتماعي" في الكتاب الأخضر، مع الأساتذة.

    فهو لا ينام، وإنسان ليلي تماما. وكنا في متناول أيديهم، لسبب يبدو غريبا، فقد كنا نسكن في داخليات الجامعة. لماذا؟ لأنه بعد قرار البيت لساكنه، رفض الملاك تأجير منازلهم! وهنا اضطرت الجامعة لإسكان الأساتذة بأسرهم في داخليات الطلبة. وهذا طبعا يسهل -أيضا- مراقبتهم ومتابعة تحركاتهم.

    لم تكن أخبار ليبيا السعيدة والحزينة بالنسبة لي مجرد أحداث وأنباء، ولكنها مشاعر كثيرة مختلطة ومتداخلة. ومما أثار الشجن والتذكر المر، كيف استطاع العقيد بكل نزقه وجنونه الفالت، أن يجتذب شخصيات ذكية مثل بابكر كرار، وعبد الله زكريا، والصادق المهدي، وحسين الهندي، وعثمان خالد مضوي؟ وقد يفسر جنونه وعشوائيته أسباب هذا الجذب، فالرجل كان كالإعصار ولا يعرف الحدود والأعراف، ويمكن أن يذهب إلى أقصى مدى حين يقتنع بأمر ما.

    ولكن القيادات السودانية قدمت تنازلات مبدئية، وكان عربون صداقتها غاليا. فلا أدري كيف بررت أن يقوم دكتاتور بمساعدة قوى "ديمقراطية" لكي تسترد الديمقراطية والحرية في بلدها؟ ألم يروا كيف يحكم الشعب الليبي وكيف كان العقيد القذافي يتعامل مع معارضته التي أسمى أفرادها "الكلاب الضالة"؟ والآن يقفز الأحياء من الساسة السودانيين على هذا التاريخ، معلنين الفرحة بموت القذافي ومؤيدين الثورة، ومستعدين لتقديم خبراتهم في الشورى والديمقراطية للثوار، كما قال مصطفى عثمان إسماعيل مستشار الرئيس للشؤون الخارجية.

    لا أدري هل سيوزعون عليهم كتيبات مثل: تعلم الفرنسية في أسبوع! تقول لليبيين: كيف تقسم وطنك في أقل من ستة أعوام؟ كيف تنشئ بيوت أشباح في شهرين؟ كيف تهجّر ملايين من مواطني بلدك في وقت قياسي؟ كيف تحول سلة غذاء محتملة إلى سلة تسول ومجاعات وغلاء فاحش خلال بضع سنين؟

    هل كان العداء للنميري يبرر الاستقواء بالخارج - حسب اللغة السائدة - ضد الوطن الأم، حتى ولو كان الحليف قوميا عربيا أو مسلما؟ كان الإسلامويون السودانيون هم عراب التحالف مع القذافي، بحكم وضعيتهم المميزة في الجبهة الوطنية. وحافظوا على ودهم "الظاهري" حتى قبل شهور قليلة، رغم ثورة 17 فبراير، لأنهم لم يكونوا متأكدين من انتصارها، لذلك هرعوا في الأيام الأخيرة وبمبالغة واضحة، يحاولون محو التقاعس بأثر رجعي.

    ويقول التاريخ إن قيادة الإخوان المسلمين كان لها فضل نقل الجبهة الوطنية من السعودية إلى ليبيا. يكتب "مكي": "أخذ خطاب الجبهة الوطنية يمتد إلى ليبيا التي كانت غير راضية عن نهج نميري تجاه اتفاقية الوحدة الموقعة في طرابلس(...)، مع أن قيادة الأنصار كانت متوجسة من الدخول في حوار مع ليبيا، لأن أياديها تلطخت بدماء الأنصار في موقعة الجزيرة أبا... إلا أن الأستاذ عثمان خالد مضوي الأمين العام للجبهة، مضى للحوار مع الليبيين.

    حيث أرسل مذكرة إلى العقيد القذافي عن طريق سفيره في السعودية، مبرزا أخطار اتفاقية أديس أبابا على مسار حركة العروبة والإسلام، وأردف تلك الرسالة بمذكرة أخرى تشيد بموقف القذافي في دعمه لنظام عيدي أمين.

    وجاءت المذكرة الثالثة في 22 مارس 1973، في محاولة لتعريف القذافي بالجبهة الوطنية" (الحركة الإسلامية في السودان 1969-1985 ـ الخرطوم، الدار السودانية، الطبعة الثانية، 1999: 67). وللقارئ أن يتأمل في بؤس أسباب التحالف: معارضة اتفاقية جلبت السلام للسودان، ومساندة دكتاتورية مستوحشة في أوغندا. ولكن كله يهون في سبيل إسقاط النميري!

    لم يكن الصادق المهدي أقل تهافتا في خطة التقارب مع ليبيا، رغم التحفظات التي أوردها "مضوي". فقد شعر ببرود العلاقة، بل توترها مع السعودية، وفي مارس 1972 كتب رسالة من المعتقل في بورتسودان، يقترح على المرحوم عمر نور الدائم، موضحا: "إننا نتفق على انطلاق الالتزام القومي العربي من قاعدة إسلامية، ونتفق على أهمية العلاقة الإفريقية العربية، ونتفق على اشتراكية المؤمنين، ونقف ضد الاشتراكية الملحدة". وكتب الصادق يقترح على عبد الحميد صالح، القيام بإجراء مماثل (فؤاد مطر: المصالحة الوطنية الأولى - انتكسوها أم انتكست؟

    بيروت، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1999: 80). وكان بابكر كرار يرى أن ما يحدث في ليبيا فتح جديد للعروبة والإسلام، ويعتقد أن ثورة الإمام المهدي "كانت نتيجة أساسا وفي كليتها لتعبئة الشعب السوداني تعبئة عقدية واقتصادية واجتماعية وسياسية، لمقاومة الاحتلال والاستعمار.. رفع راية الجهاد لتحرير العالم الإسلامي من الظلم والاستعمار" (بابكر كرار - سيرته وفكره: إعداد نادية يس عبد الرحيم. الخرطوم، جامعة إفريقيا، 2005: 180).

    كان هذا هو مدخله في تقديم أنصار المهدي لليبيين، وتحمس لجمع عمر نور الدائم مع القيادة الليبية، ونجح في ذلك. ودعا نور الدائم كلا من حسين الهندي وعثمان خالد للمشاركة.

    وأخيرا، تم اجتماع في طرابلس ضم ممثلين للقيادة الليبية والمعارضة السودانية، واتفقوا على ما يلي:

    - تعاون بين السلطة الليبية والمعارضة السودانية، لإسقاط النظام الحاكم في السودان بكل الوسائل.

    - بعد إسقاط النظام، تقوم وحدة اندماجية سودانية - ليبية.

    - يقوم تنظيم سياسي واحد في البلدين، يسمي المؤتمر الشعبي الاشتراكي.

    - تطبق في الوطن الجديد الشريعة الإسلامية.

    علينا أن نتخيل مصير السودان لو نجحت محاولة انقلاب عام 1976، وهل ينطبق على السودان القول: من لم يمت بالسيف مات بغيره؟ وقد متنا بما هو أفظع من السيف: انقلاب الجبهة الإسلامية في 30 يونيو 1989. فقد كان السودان بسبب أطماع السياسيين، معروضا على مائدة القذافي، واليوم يتبارون في إبداء الفرحة لموته الشنيع، ويتسابقون على ود الثوار الليبيين، معتمدين على ذاكرة مثقوبة: هل في رؤوسهم أم رؤوسنا؟
                  

03-25-2013, 03:05 PM

Mohamed E. Seliaman
<aMohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    .
                  

03-26-2013, 07:36 AM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: Mohamed E. Seliaman)

    شكرا حبيبنا الحبشي
    شكرا كتير على كسر أحادية البوست بنقطتك العزيزة هذه

    علا ما اديتني رايي في الداتا دي

    نقرض على كدا
    ولا نمشي لي قدام ؟؟


    محبة وودا وامتنانا
                  

03-26-2013, 10:47 AM

Mohamed E. Seliaman
<aMohamed E. Seliaman
تاريخ التسجيل: 08-15-2005
مجموع المشاركات: 17863

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    تحياتي يا فتحي
    Big data
    فعلا
    وتحتاج قراءة مكثفة وناقدة
    مودتي وتقديري
                  

04-01-2013, 01:09 AM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: Mohamed E. Seliaman)

    تسلم حبيبنا

    ولا زالت هناك داتا غايبة

    ربك يكون في العون بس

    خالص التقدير
                  

04-09-2013, 05:24 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    هل تحول غازي صلاح الدين للمذهب الشيعي ؟
    سودان موشن - شوقي ابراهيم عثمان
    يا بنات!! ما تقولو "سما"... قولو "سماااااء"

    من هو إلياس اللوزي؟ من المؤكد إنه اسم مستعار، وفي الغالب صحفي كبير يعمل في تيم علي عثمان محمد طه. هل أخطأت؟ ما أن تكمل قراءة مقالته " صقور الإنقاذ

    يهددون البشير ويبعدون غازي" حتى تدرك أن كاتب المقالة في صف علي عثمان محمد طه وعصابته.

    من الطبيعي أن تكون هنالك حركة دائبة لوراثة البشير. حين سأل الدكتور ثروت الخرباوي أستاذه أحمد إبراهيم أبو غالي: ولماذا تخترق الماسونية جماعة الأخوان المسلمين؟ رد عليه أستاذه: (السؤال الصحيح هو: كيف لا تخترق الماسونية جماعة الأخوان المسلمين؟ سيكون مثيرا للدهشة إن لم يحدث هذا!!). ص 246. ما هو الغريب إذن أو الجديد في الأمر؟ الطامحون والمغامرون لاعتلاء السلطة كثيرون وأولهم علي عثمان محمد طه. ولكن السؤال: هل يرثها علي عثمان محمد طه على جثة شيخه حسن الترابي؟

    من هو علي عثمان محمد طه؟

    من مواليد 1947م وحتى عام 1971م كان طالبا في السنة النهائية بجامعة الخرطوم. وهنا أحكي طرفة تحكيها شقيقتي المرحومة اشتياق إبراهيم عثمان وكانت من أوائل الطالبات الثانويات (من كسلا) اللائي تحلقن في حلقات الشيخ الترابي، وربما بتأثير من صديقتها "عزيزة"، أكاد أجزم. تحكي المرحومة لأولادها، إنه في عام 1970م في حلقات الشيخ الترابي كان علي عثمان طالبا "عصعوصة" دائما وأبدا يعتنق "كرافتة"، وأشتهر وسطهن بإنه كان يتظارف مع الطالبات بقوله لهن: يا بنات ... ما تقولو "سما" قولو "سمااااء". ولم تواصل شقيقتي رحمها الله حلقات الشيخ ولا أظنها تواصل لأنها أمينة ولا تحب الحرام، إذ لو واصلت لكان لها شأن آخر، ولكن الله رحمها من مضلات الفتن كأن تتحول إلى لصة أو تصبح مثل سعاد الفاتح تمسح الجوخ السلفي السعودي حبا في الريال!!

    ولشقيقتي المرحومة اشتياق إبراهيم عثمان الفضل في تجذير التعليم الأساسي وتحسين ظروفه بمدينة بحري، وكانت محبوبة لإخلاصها وتفانيها وتضحياتها، وبلغت شأوا كمديرة للتعليم في كافة مدينة بحري وكانت قاب قوسين كأن تصبح وزيرة ولائية للتعليم الأساسي!! وحدث حادث!! أنزلت بضعة مئات من شوالات الأسمنت في بعض مدارس بحري إما للتحسين أو بناء فصول جديدة!! تفاجأت شقيقتي أن الأسمنت اختفى!! ولأنها محبوبة ومعروف إخلاصها، لم تعدم من يسارع بإخبارها من هو لص الأسمنت!! كان اللصوص بعض أضاء اللجنة التعليمية ببحري!! هل تصدق!! أخذت أثنين من أولادها مثل "الأسود" وذهبت بهم لهؤلاء أعضاء اللجنة وأخرجت الأسمنت من بيوتهم!! ثم أحضرت عشرة ورقات وأخذت تكتب استقالتها من عشرة مؤسسات كانت هي عضو فيها، من ضمنها حزب المؤتمر الوطني!! استقالة بالجملة!! وأخذت تلسع المؤتمر الوطني باللصوصية وشيعت في الوزارة إنها لن تعمل مرة أخرى في صفوفه!! مما سبب حرجا كبيرا للمطبلاتية فأرسلوا وفدا يستعطف زوجها أن تخف اشتياق لسانها شوية عنا، فكان رده وشنو أعمل ليكم!! وتأتي المفاجأة حين وفاتها ولقد حضرت كل بحري عن بكرة أبيها معزية، تفاجأ مئات المعزين بشخص يبكي ويصيح ويرفع أصبعه للسماء ويقول بصوت عالي: أشهد الله أن هذه المرأة عظيمة وصادقة وأمينة، وأعترف أمامكم أنني سرقت الأسمنت الخ وصدقوني احترمت هذا الرجل الذي لم يرى في توبته إلا أن يفضح نفسه ويعاقبها في الدنيا قبل الآخرة – غفر الله له!!

    رحم الله اشتياق إبراهيم عثمان!! لم تأخذ من الدنيا شيئا، ولم تأخذ الدنيا منها شيئا!!

    نعم ماذا يكون على عثمان من الإعراب؟ لا شيء غير اعتيادي!! وماذا قدم للسودان؟ لا شيء!! كل ما فعله الرجل في حياته أنه كان يتزلف شيخه ويكسر له الثلج حتى أوصله شيخه إلى الأعلى، ويقال أن شيخه هو الذي زوجه من إحدى بنات المهدي!! وماذا كانت النتيجة؟ التلميذ عض إصبع شيخه!! علي عثمان ممسوس بالزعامة من مركب نقص شخصي، وهمه الأول والأخير هو كيف يعفص هذه البيوتات السودانية الكبيرة الشهيرة ويضع رأسه برأسها وقصته وعصام الترابي ووالدته وصال المهدي مشهورة.

    شارك علي عثمان وعمر البشير شيخهما الترابي في واقعة تمثيلية المفاصلة عام 1999م كونها مسرحية مصطنعة، فعلي عثمان هو أحد المشاركين والعارفين بالمسرحية!! وهذه النقطة بالذات يستخدمها علي عثمان في ابتزاز كل من عمر البشير والشيخ حسن الترابي!! وهذه النقطة بالذات هي التي تحميه من أن يضعوه في صندوق الزبالة!! فالرجل ليس لديه شيء مفيد لا للبلاد ولا للعباد ولا للحركة الإسلامية، بل هو عبء ثقيل على الجميع. ليس لديه سوى تلك الكلمات الإنشائية الوقورة عبر الارتجال اللفظي الفخم السطحي في التنمية والنقرة الزراعية – إنشاء بلاغي مثل الذي يجيده المحامون، وبعض الفرقعة اللفظية المثيرة من وقت لآخر. غير ذلك فهو يجيد السلوك المسرحي ويلعب لعبة الصمت والغموض البناء لصالحه. هذا إضافة إلى طبيعة التنظيم القطبي الماسوني، فقد فهم علي عثمان مبكرا فضيلة الصمت والتكتم والسرية، حتى رأيه في الدين لا يعطيه أبدا!!

    وبهذه النقطة الأخيرة، جذب نحو شخصه البراجماتي منذ الثمانينيات وهو ما زال يحبو سياسيا كل ألوان الطيف الإسلامي من أنصار سنة بجناحيهما، ومتصوفة، ومالكية، حتى أنه فاز في دائرة جبرة وسقط فيها شيخه الترابي عام 1986م!! لقد بز شيخه مبكرا!! ثم أصبح مغناطيسا للسلفيين الاقحاح وحاميا ومعززا للسروريين، ثم قطعا يستظل بظله لصوص المال العام في الحركة الإسلامية، دون أن يقع في الجرم القانوني – وإنما يقف دائما على حافة القانون!!

    الخلاف ما ببين الشيخ الترابي وعلي عثمان ليس سببه قضية مؤامرة اغتيال حسني مبارك، وليس سببه قضية مذكرة العشرة - فعلي عثمان كان عراب القضيتين بعلم الشيخ الترابي وتنظيمه. فمذكرة العشرة تمثيلية سيئة دحرجوا لها بعض حسني النية الذين صدقوا أن هنالك مفاصلة حقيقية أمثال الدكتور غازي العتباني الذي أقالوه في هذه الأيام بسبب تشيعه بالمذهب الشيعي، ولأن طبيعة التنظيم القطبي الماسوني تقبل بـ "العبيد" وليس الأحرار المفكرين أمثال غازي. ومن هؤلاء حسني النية الدكتور بهاء حنفي – أبعدوه إلى المنفى لأنه مفكر من الطراز الأول، لكفاءته ولذكائه ولفطنته، نفوه كسفير أولا في تركيا ثم لاحقا في ألمانيا!! ما زال الدكتور بهاء ينتظر كأن ترضى عنه عصابة "مصطفى مشهور" نسخة السودان. يقول الدكتور ثروت الخرباوي في كتابه "قلب الأخوان":

    “الأخ بين يدي مرشده كالميت بين يدي مُغَسِله، يقلبه كيف يشاء. وليدع الواحد منا رأيه فإن خطأ مرشده أنفع له من صوابه في نفسه”.

    وبدورنا نقول للدكتور بهاء لماذا تميت نفسك وأنت حي؟

    عندما التقى "علي وعلي" في السفارة السودانية في برلين، وكثر اللغط في أبعاد هذا اللقاء "العلوي" ومراميه، كتب أحد موظفي السفارة الدبلوماسيين "خدمة المعبد" خالد موسى دفع الله مقالة في صحيفة الصحافة شارحا الحدث. ذكر فيها أن السفير السوداني (يقصد دكتور بهاء) لم يجلس مع علي وعلي – بل أنسحب السفير بعد تقديم واجب الضيافة!! وبما إنهم يدَّعون أن اللقاء كان اجتماعيا (لاحظ الاجتماع تم في السفارة وليس في مقهي أو في منزل)، فما الذي يمنع إذن أن يجلس السفير ويدردش اجتماعيا؟ الجواب يحتمل رؤيتين، الأولى الدكتور بهاء لا يرغب في أن ي###### تاريخه بشخصيتين مشبوهتين، والدليل على ذلك لم يعطي السفير بهاء حنفي علي الحاج ردا عندما طلب الأخير مقابلة النائب؛ على الحاج أقحم نفسه إقحاما على نائب رئيس الجمهورية ولم ينتظر رد السفير بهاء!! وربما هي رغبة علي الحاج الجلوس في السفارة كيدا في السفير الدكتور بهاء!! والثانية مستوى الدكتور بهاء الفكري أعلى من مستوى الرجلين!! الغريب في مقالة الدبلوماسي تعمده ألا يأتي باسم دكتور بهاء حنفي صراحة، أكتفي بلفظة السفير والسفير الخ، الدبلوماسي كاتب التقرير من إسلاميي الصف السابع، عمل قنصلا في الولايات المتحدة، وعمل في ليبيا وفيها أحدث فضيحة بتحريض عصابات الناتو بقتل الجالية السودانية فيها، ثم أخيرا تم مكافأته بوضعه نائبا للسفير في ألمانيا!!

    وبالرجوع للموضوع الرئيسي، نقول، إنما الخلاف ما بين الشيخ الترابي وتلميذه علي عثمان هو أن التلميذ أصبح قوة ضاربة ما بعد اتفاقية نيفاشا، وأخذ يستقل بنفسه شيئا فشيئا عن "الشرعية التاريخية" عبر فن استخدام الآخرين. بتعبير حركي، صنع علي عثمان تنظيما داخل التنظيم ودولة داخل الدولة، أي ما يسمى بأولاد على عثمان – وأقواها اللوبي الاقتصادي!! بينما صلاح عبد الله قوش كان ذراع علي عثمان الأمني والإستخباراتي، وتتبعه كمية من الصحف والصحفيين والإعلاميين مثل أصحاب صحيفة الوفاق، والوطن، والتيار الخ لتلميعه ونشر الإشاعات التكتيكية، أو تضليل الرأي العام جول جرئم لصوص المال الخ!! يقال كذلك أن علي عثمان يملك ثمان وعشرين شركة، والعهدة على الراوي!!

    بدأ المنحى الانحرافي لعلي عثمان بعد جلوسه في نيفاشا وخروجه منها بطلا قوميا للسلام، ولكن الرجل خبأ عن الجميع أنه قد تم ابتزازه عبر أجهزة المخابرات الأجنبية بقضية حسني مبارك فقدم وفريقه المفاوض التنازلات تلو التنازلات للدكتور جون قرنق – "جون قرنق وحدوي" هكذا كان يروج علي عثمان وفريقه!! ولم يكتشف الجميع "المقلب" إلا لاحقا حين لاحظ الجميع (حتى معيز السودان) أن د. جون قرنق يبني الدولة الجنوبية تحت دخان السلام في الفترة الانتقالية وأوصل الجميع إلى – too late.

    وتأتي ثالثة الأثافي حين أقترب موعد استفتاء الجنوب في التاسع من يناير 2011م!!

    أنا شخصيا كتبت ثلاثة مقالات في أكتوبر من عام 2010م طالبت فيها المؤتمر الوطني أن يقلب الطاولة ولو قامت حرب ما بين الشمال والجنوب. كان هنالك ألف سبب وسبب في قلب الطاولة، أقله أن تعاد كتابة الاتفاقية على المستوى القومي. هذه المقالات الثلاثة "دغمسها" عثمان ميرغني صاحب صحيفة التيار ورجل علي عثمان محمد طه. كذب عثمان ميرغني علي شخصي إنه وافق على نشرها وزعم أن مدير التحرير كما قال يتخير ترتيب نزول المقالات!! كنت أتوقع وقتها أن يقلب المؤتمر الوطني الطاولة، ليس أنا فقط، بل معظم العواصم بدءا من واشنطون، فبرلين، ولندن وباريس وحتى أوسلو كانوا جميعا يتوجسون أن تقلب الخرطوم الطاولة!! لم تفهم العواصم الغربية أن فصل الجنوب هو مطلب التنظيم الإسلامي الماسوني لصالح دار الإسلام – فالقوم يخططون لدولة الخلافة مع دول الجوار الإقليمي ولا يرغبون في منغصات تسمى جون قرنق أو أهل الجنوب!! قلب الطاولة ممكن!! لأنه في الثلاث سنوات الأولى من الحكم الانتقالي جرحوا الاتفاقية في مئات النقاط، وأقله أن السودانيين الجنوبيين لا يقررون لأنفسهم وسيمر حتما بكارثة على يد الحركة الشعبية!! وفجأة زار حسني مبارك الخرطوم وجوبا في العاشر من نوفمبر 2008م بأمر من واشنطون كي يتأكد أن الخرطوم لن تقلب الطاولة – وزادت واشنطون بيتا في القصيد، إذا لم يستطع عمر البشير تنفيذ استفتاء الجنوب فعلي عثمان محمد طه صاحب الاتفاقية جاهز ليستلم الحكم!! خاصة أن هنالك قرارا في حيز الإعداد من قبل المحكمة الجنائية ينص باعتقال عمر البشير خلال أربع أشهر!!

    وفعلا أطلق أوكامبو صاروخه في صالح علي عثمان في الثالث من مارس 2009م، مذكرة اعتقال عمر البشير!!

    علي عثمان وقوشه كانا مع المحكمة الجنائية قلبا وقالبا. ومن نتائج مذكرة أوكامبو المرجوة كانت واشنطون تمني نفسها أن ينقسم شعب السودان والحركة الإسلامية (بقيادة الطابور الخامس) إلى نصفين، ما بين مؤيد للمحكمة والتعامل معها بأي شكل كان حرصا على السودان، وما بين رافض الاعتراف بها – قسمة على الطريقة اللبنانية: المعارضة والموالاة - السينيوريزم، أو ظاهرة فؤاد السنيورة. وفعلا كان السودان في طريقه إلى دخول نفق الانقسام إلى نصفين واشتعال حرب مخملية، ولكن فجأة حدث حادث..!!! هذا الحادث هو ما أثبت لي أن الشيخ الترابي هو الذي يحكم السودان.

    فال الترابي في الملأ وقد سبق الجميع: على عمر البشير أن يسلم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية!! وتم اعتقاله وإيداعه السجن فور عبارته أو تصريحه هذا.

    كنت في ميونيخ وقتها وقلت هل الشيخ جن ولاّ شنو!! لكنه أتضح لي لاحقا أن تصريح الترابي كان تكتيكا سياسيا رائعا على نمط المثل الشامي الشائع: إياك أحكي وأسمعي يا جارة!! وأتذكر جيدا أن باقان أموم كان أحد القيادات التي بدأت في الترويج علنا كأن يسلم البشير نفسه للمحكمة الجنائية، وكان سيلحقه بنفس الطلب العديد من القيادات السياسية من الشمال والجنوب ولكن بالخصوص الطابور الخامس الخ تخلصا من عمر البشير، بالتأكيد هنالك طابور خامس تابع لدول الخليج. هل راهنت دول الخليج في ذلك الوقت على سقوط البشير وصعود علي عثمان محمد طه بطلب من واشنطون؟ الجواب: نعم. لقد كان واضحا للجميع أن دول الخليج خذلته في تلك القمة التي ذهب إليها في تحدي لأوكامبو، وأتذكر جيدا عبارة أمير الكويت: على مجلس الأمن أن يقوم بدوره وواجبه!! ولم يقف معه بقوة في تلك القمة سوى بشار الأسد!! يا لجحود عمر البشير؟

    سبق الترابي الجميع وقال في الملأ: على عمر البشير أن يسلم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية!! وسجن نفسه!!

    بهذا الأسلوب التكتيكي الرائع تم قطع ألسنة الجميع وهكذا فشلت الثورة المخملية التي أرادتها واشنطون عبر أوكامبو وعلي عثمان الذي من المفترض أن يلعب دور فؤاد السنيورة!! وحرك المؤتمر الوطني غريزة الشعب السوداني وكرامته ضد أوكامبو – ولكن الشعب سرعان ما خمد ورجع لهمومه اليومية وأخذ يتفرس مرة أخرى في البشير الذي يجوعهم!! تابعت باقان أموم، هل يعيد مقالته مرة أخرى بعد اعتقال الترابي؟ صمت الرجل. لقد فهم باقان وغيره أن التفوه بهذه العبارة تقود إلى الاعتقال الفوري حتى ولو كان "الترابي"!! وهذا هو المغزى من اعتقال الشيخ الترابي أو بالأحرى أعتقل نفسه لينقذ نظامه: إياك أحكي واسمعي يا جارة!!

    هذه النقطة – هي التي أثبتت لي أن الشيخ الترابي هو الذي يحكم السودان وليس عمر البشير.

    هل كان علي عثمان متورطا في المؤامرة؟ الجواب نعم. ففي غمرة شك العواصم الغربية أن ربما يقلب عمر البشير الطاولة قبل استفتاء الجنوب تم تحضير البديل علي عثمان، وكان الشخص المؤهل ليرسم مخطط البديل صلاح قوش!! مارست القاهرة ضغطا كبيرا على عمر البشير لكي يعطي رقبته للمحكمة الجنائية وفشلت، حتى عمرو موسى فعلها، هذا غير ضغوط المستشار المبعوث من مبارك: محي الدين سرور.

    لم يكن الغرض من زيارة مبارك في العاشر من نوفمبر 2008م للخرطوم وجوبا بتكليف من واشنطون سوى التأكد أن استفتاء الجنوب قائم على قدم وساق وقد راهنت العاصمة الأمريكية على النائب علي عثمان ورجل المخابرات صلاح قوش. وتفيد الأخبار التي تسربت عبر الويكليكس وغيرها مثل سودان تريبيون عن تلك الحوارات التي تمت ما بين علي عثمان ودينق ألور وزير الخارجية من جهة، وتلك قوش ودينق ألور من جهة أخرى في فترة زيارة مبارك. هل كان الرجلان يعلمان بمذكرة أوكامبو (واشنطون) قبل صدورها في 3 مارس 2009م؟ ربما. حث علي عثمان وصلاح قوش وزير الخارجية وقتها دينق ألور بأسلوب إيمائي على توصيل رسالة لإخوانه السودانيين الجنوبيين فحواها أن ربما ينقلب عمر البشير على الاستفتاء وأن الضمانة هو علي عثمان!!

    http://www.sudaneseonline.com/Wikileaks-VP-Taha...sh-appear-open,40051

    زيارة مبارك انتهت بتقرير لواشنطون خلوكم مع البشير فهو "مسكين"، علي عثمان غير مضمون!!

    وحين وصلت الأخبار عمر البشير ماذا فعل بعلي عثمان وقوشه؟ شلح عمر البشير صلاح قوش في أغسطس 2009م من رئاسة جهاز الأمن الوطني وعينه مستشارا للأمن القومي، ثم شلحه مرة أخرى من هذه الوظيفة في أبريل من عام 2011م وجرده من أية وظيفة حزبية – ثم أخيرا تم اعتقاله في هذا العام ومعه كمشة من الضباط العسكريين. تكتيك جيد!! لم يُعتَقِل صلاح قوش فورا ومرة واحدة!! بل تمت عملية "تأجيل" للاعتقال لكشف المزيد من الأشخاص الذين يُحسَبون في دائرته التآمرية!!

    هنالك العديد من الأجهزة الأمنية التي تراقب بعضها البعض بأسلوب ال double-check على مستوى الكبار وليس فقط مراقبة المدنيين غير الأمنيين، فإذا كنت برتبة لواء في جهاز الأمن مثلا لا تستبعد أن يكون سائق سيارتك (فاقد تربوي) تابعا لجهاز أمنى آخر يكتب عنك التقارير – والعكس صحيح!! بينما نصف الشعب السوداني يتجسس على النصف الآخر، عبر فروع المؤتمر الوطني، وشركات السيكيوريتي، والهيئة القومية للاتصالات، وسوداتيل، والمنظمات الخيرية والاغاثية، وصالات البلياردو، ولجان الحي الشعبية أو الأهلية، وشركات وعمال النظافة وستات الشاي الخ. بالبلدي كده .. عليكم الله داير تعمل نظام إسلامي تحتاج لكل هذه الأساليب!؟ السر يكمن في العقلية القطبية الماسونية المتسربلة في عقول الاسلامويين – وأولهم الشيخ حسن الترابي مؤسس هذا السيرك!!

    وقد يسأل سائل لماذا لم يتم الإطاحة بعلي عثمان محمد طه رغم وجود الأدلة ضده؟ الجواب لأنه شارك في تمثيلية أو مسرحية المفاصلة عام 1999م ولديه كافة الأدلة والوثائق. الانقسام كان لعبة أو تمثيلية!! تخيلوا علي عثمان محمد طه بوقاره المسرحي ورزانته المعهودة يعلن انشقاقه في مؤتمر صحفي في الدوحة أو في أبو ظبي، ويكشف كافة أسرار "الصندوق الأسود" للشيخ الترابي وأساليب عمله، بما فيها أوامره باغتيال مبارك، ومسرحية الانقسام والكثير من الأسرار على طريقة الدكتور ثروت الخرباوي وأكثر من الخرباوي!! ليست الإقالة، بل التصفية الجسدية هي ما يتوقعها علي عثمان، لذا هو أكثر الإسلاميين قاطبة حرصا على حياته، فجهازه الأمني الذي يحرسه ربما أكبر من حراسة عمر البشير نفسه!!

    ماذا نستفيد من هذه المقالة؟

    مقالة الأستاذ إلياس اللوزي "صقور الإنقاذ يهددون البشير ويبعدون غازي" وضحت الكثير الذي لم يقصده. أولا نحن لا نشكك في سياق رواية إلياس اللوزي بطولها، فهي رواية دقيقة تدل على أن الكاتب قريب جدا من الأحداث الجارية، ولكن السؤال هو: لماذا تتكسر كل مجاديف "المتآمرين" و "الغرماء" على صخرة عمر البشير؟ لماذا الكل يجري ويضع كروته على طاوبة عمر البشير، ولماذا البشير هو الذي يحسم الأمور وهو الفيصل؟

    الجواب ببساطة، لأن عمر البشير هو ظل الشيخ حسن الترابي ووكيله وأن الأول أعطى بيعته للثاني؛ البشير هو وكيل الترابي، هذه هي طبيعة شروط البيعة القطبية!! بيعة الدم!! الرجلان يعملان على طريقة مستر جيكل آند مستر هايد!! طبقا لهذه البيعة القطبية فالبشير وحده، لا غيره، من يحسم الخلافات داخل الدولة ويهدئ من الطموحات الزائدة للمغامرين. مسرحية الانقسام بالضرورة تستوجب ألا مجال للشيخ الترابي كأن يفك ويربط، يشير ويستشار، أو يعين أو يفصل إلا من خلف الكواليس!! لذا عبارة مستر جيكل آند مستر هايد صحيحة!!

    فمجموعة د. نافع علي نافع، والفريق بكري حسن صالح، وعبد الرحيم محمد حسين، ومحمد عطا الخ هي في خط واحد مع عمر البشير في خط الالتزام بالشرعية – أي بالترابي. بينما الخط الثاني الذي يقوده علي عثمان محمد صالح وصلاح قوش وعصابتهم يمثلون خط الانحراف عن الشيخ الترابي. وقد يستغرب البعض من هذا التحليل، نقول لهم لا تستغربوا فليس السؤال إذا ما كان الشيخ يحكم أو لا يحكم من خلف الكواليس. السؤال الصحيح: كيف لا يحكم الترابي من خلف الكواليس؟ سيكون مثيرا للدهشة إن لم يحكم الترابي من خلف الكواليس!! – استلفنا هذا السياق من كتاب سر المعبد لثروت الخرباوي..

    واضح أن سليم اللوزي يرغب أن يقول:

    1. أن د. نافع علي نافع يلعب أوراقه (الخاصة!) عبر سيطرته على المخابرات مدعوما من عبد الرحيم حسين واللواء بكري. وهو أو هم ضد الحوار الوطني المفتوح المطلوب من المعارضة!! (سؤال!! ومن الذي عطل اتفاقية نافع-عقار في أديس أبابا؟ الجواب: علي عثمان وعصابته).

    2. علي عثمان واصل على الحاج في برلين، وأرسل مناديبه ومنهم عبد الرحمن الصادق المهدي لوالده، وجعفر الصادق الميرغني لوالده، والشيوعي الخ إنه أو إنهم يرغبون في حوار حقيقي وإرساء ديموقراطية حقيقية وليس من موقف تكتيكي!! (وعود علي عثمان هذه وعود شخص لا يملك القرار!! ولم يلجأ إلى لعبة الحوار "الحقيقي" والديمقراطية "الحقيقية" إلا بعد أن تم اعتقال رؤوس غرفة عملياته الذي تبرأ منهم!! مما أصاب علي عثمان قوش بجلطة في القلب).

    أما كيف يمكن لعلي عثمان أن يواصل على الحاج رجل الترابي؟ بتعبير آخر، كيف يمكنك طلب التغيير من هم ضد التغيير (الترابي كومباني)؟ وكما علمنا أن الترابي كومباني (المؤتمر الشعبي) يستخدمون مساحيق المعارضة وأقنعة المعارضة؟ والترابي كومباني يجلسون مع المعارضة ويضعون العصي في دواليب عربة المعارضة؟ الجواب: علي عثمان يزايد على الترابي كومباني!!

    الخلاصة!!

    مقالة سليم اللوزي عفوا إلياس اللوزي سيئة!! مقالة تحسب في صالح مجموعة علي عثمان. ليس خيار الشعب السوداني أو المعارضة السودانية أن تميل لهذا أو ذاك، وإذا افترضنا إن اضطررنا كأن نطرق باب فصيل دون الآخر، فعقلا ومنطقا نطرق على باب الرأس وليس باب الذنب!! فالرأس هو الترابي (صاحب المؤتمرين) – إذا "سخا الترابي" هكذا قال المرحوم نقد، بينما الذنب علي عثمان وقوش!! وإذا أحببنا ألا نميل للطرفين، أي للفصيلين، إذن يجب علينا أن نفهم ظاهرة الأخوان المسلمين في العمق كما أفعل في مقالاتي مثل قراءة وفهم ماذا كتب ويقول الدكتور ثروت الخرباوي، غير ذلك فهو تضليل عقل المعارض السوداني وجره .

    نختم ببعض العبارات والمواقف التي تستحق التأمل:

    قال الشيخ حسن الترابى في حوار مع صحيفة "الانتباهة" أن "الفريق صلاح قوش ظل يحيط بالشعب السوداني أمنياً حتى تعاظمت قوته" وزاد قائلاً: "أصبحت له أسلحة وطائرات، وإن النظام شعر بأن هناك من يهدده" وأشار الترابي إلى أن قوش صرح لكثير من هم خارج النظام بأنه سيتحكم في مصير السودان، مبيناً أن ذلك أحد أسباب إقالته. هل باع الصادق المهدي قوش؟

    تعليق: نسى الشيخ الترابي أن يقول حاملة طائرات!!

    هاجم حزب المؤتمر الشعبي هيئة المحامين القومية التي كوّنت للدفاع عن قوش، ووصف المسؤول السياسي في الحزب الأستاذ كمال عمر الدفاع عن قوش بالأمر المحزن، وطالب المحامين المعارضين بالانسحاب من الهيئة حتى لا يلوّثوا أنفسهم. وأكد: لا تعنينا قضية قوش حتى لو فرموه!!

    تعليق: بغض النظر أن قوش بأمر من شيخه حسن الترابي وكوكبته القطبية "فرم" الشعب والمعارضة في بداية "التمكين" في التسعينيات، وكان قوش وقتها تحت رئاسة نافع نائبا لمدير العمليات، ثم لاحقا رئيسا للجهاز. ألا يحق للمتهم قوش أن يدافع عن نفسه أو من ينوب عنه؟ وليس ذلك فقط، نذكر السيد كمال عمر السيرة الذاتية لقوش:

    (أنهى المرحلة الثانوية بتفوق ونجح في الدخول إلى جامعة الخرطوم، وكانت يومئذٍ جامعة النخبة. أصبح قوش طالبا في كلية الهندسة، حيث اشتهر وسط زملائه بذكائه. وفي الجانب السياسي، تولى قوش مسؤولية الأمانة السياسية في تنظيم الإسلاميين داخل الجامعة. لكن ما هو أهم من ذلك، إشرافه على تكوين «أجهزة معلومات» داخل الجامعة كانت مهمتها تقديم المعلومات لقيادة تنظيم الإسلاميين حتى يتاح لهذه القيادة اتخاذ القرار على ضوء معلومات قوش. كما كان أحد الذين أشرفوا على برامج العمل الطلابي. وخلال فترة دراسته الجامعية، رافق معظم قيادات الصف الأول من «الإسلاميين» الذين سيتولون بعد ذلك أهم المواقع التنفيذية عندما انقلب الإسلاميون على ما يعرف في السودان «بالديمقراطية الثالثة»).

    إذن قوش ابن التنظيم ... ولعلك تسأل لماذا كل هذا السخط من المعارضين (!) "الترابي" و "كمال عمر" على صلاح قوش؟ هل لو كانا معارضين حقا للنظام القائم هل من المفترض أن يفرحا أو يشمتا في صلاح قوش؟

    هذه النقطة تدلل لك "طبيعة" معارضة الشيخ الترابي، فهو لا يسمح ولن يغفر لكائن من كان أن يهز نظامه الذي يديره له عمر البشير بالوكالة!!

    نقول في الختام للأستاذ إلياس اللوزي لا حاجة لقصص أجهزة الأمن في مقالك القادم، هي ليست بالأهمية التي تعري النظام الإسلاموي القطبي القائم، ما يحتاج إليه الشعب السوداني هو فك طلاسم هذا النظام الذي يدعي الإسلام، نحتاج إلى مفكرين؛ وعلى الدكتور غازي صلاح الدين العتباني، إذا حقا تحول إلى المذهب الشيعي الإمامي الأثنا عشري، لماذا لا يؤسس حزبا سياسيا لمدرسة آل البيت؟
                  

04-09-2013, 05:26 PM

فتحي البحيري
<aفتحي البحيري
تاريخ التسجيل: 02-14-2003
مجموع المشاركات: 19109

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الحركة الإسلامية السودانية .. جذور الاختراق ! (Re: فتحي البحيري)

    Quote: من هو علي عثمان محمد طه؟

    من مواليد 1947م وحتى عام 1971م كان طالبا في السنة النهائية بجامعة الخرطوم. وهنا أحكي طرفة تحكيها شقيقتي المرحومة اشتياق إبراهيم عثمان وكانت من أوائل الطالبات الثانويات (من كسلا) اللائي تحلقن في حلقات الشيخ الترابي، وربما بتأثير من صديقتها "عزيزة"، أكاد أجزم. تحكي المرحومة لأولادها، إنه في عام 1970م في حلقات الشيخ الترابي كان علي عثمان طالبا "عصعوصة" دائما وأبدا يعتنق "كرافتة"، وأشتهر وسطهن بإنه كان يتظارف مع الطالبات بقوله لهن: يا بنات ... ما تقولو "سما" قولو "سمااااء". ولم تواصل شقيقتي رحمها الله حلقات الشيخ ولا أظنها تواصل لأنها أمينة ولا تحب الحرام، إذ لو واصلت لكان لها شأن آخر، ولكن الله رحمها من مضلات الفتن كأن تتحول إلى لصة أو تصبح مثل سعاد الفاتح تمسح الجوخ السلفي السعودي حبا في الريال!!
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de