سلام عليك أيها الطين الغريب تعرفنا من قبل ذات ميلاد وكنت تهم بإستدراج حياة أخرى تغوى بدورها صفوف الأيام وأرتال الأحلام وأذكر احوال الغرباء اؤليك الذين أخبروك قالوا "لسنا على عجلة من شأننا" فغاية الأعمار أن تخضر رؤوسها لتجذب قوافل الهواء الغريب، حبذا ذلك القادم من تخوم السماوات القريبة، ففى بعض احيان يحط على رباها وهو محمل برسائل من لدن الرابضين فوق متاهات الجنان والخالدين فى ظن التمنى
سلام أيها الطين القريب جلسنا على عتبات الشغف، تلك المرصوفة بأغنيات العائدين، المبعوثة شظى للعالمين، مغلفة بتذكارت لا رائحة فيها سوى ما نسيته أيدى الخريف، مزينة بضحكات يابسة لا تسر البائسين، جلسنا نكتب ما تيسر من ذكرى على وجه اللحظة فتذكرنا الوقت ورمى الينا كل ما كان مدخرا لديه من ماء الأيام قال اشربوا لا عطش اليوم ولا سقيا غدا
سلام أيها الطين البعيد تغولت علينا سحب حضرت فى غير موسمها المدرج فى تقويم آلهة الفصول غطت أرضا كنا نزمع مراودتها عن خصبها واناشيدها السمراء انحازت الأرض الى رغبة السحب ونوت السفر معها الى مراتع الماء القوى عله يأويها من صلف الأقدام ومكائد الدروب نظرنا حينها فرأينا قميص الفرح قد من خلف، ومن خلفنا احتلت الحمى مقعدها فى مسرح الإنتظار
سلام أيها الطين الرفيق جئت اقايضك اليوم، فرحتى الخائبة بحفنة من دم لا يصدأ أو أن تبدلنى عمرا ليس بذى قروح بمساحة مسيجة بشوك لا يخشى فى الطعن لومة لائم أو ربما بخمر لا تستطيع أن تغزل روح الشاربين لتنسج مناديل الصحو نشوة لا تنتهى، تؤسس قيامة الذنب وترجئ بعث المغفرة فى عقوق الحلم
سلام أيها الطين الصديق جئنا نحن الغرباء نحيط حضورك علما بغيابنا فهب لنا من لدنك موئلا نخلع فيه استار أعمارنا ولتبين سوءات السنين ويفضح أمر المسافة فلتستيقظ الآن كل الأغنيات لنعلق على مشاجب اجسادها وجوهنا المسكونة باليباس والنزق الصفيق
ونرتدى ما خاطه النهر من صلصال إلهى قسيم
03-13-2013, 12:54 PM
أبوذر بابكر أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8795
الآن أحتضن النهر أشارك أطيار الغروب كأسات رحيقها الشفقى، أغازل تلك الموجات الرشيقة، العائدة من أسفل روح النهر إلى أعلى راحات العاشقين أجل، تلكم الأطيار الوسيمة وهى تعود من رحلة الحب والعيش، أعاقرها كأسات مزاجها من وجد وأمنيات لا تتحقق ابداً أتقاسم البكاء والحلوى مع الأطفال، وأعبّ من دهشة النظرات فى أعينهم التى إتخذت الحياة فيها، متكأها الأول، وجنتها الأخيرة
كانت راحلة الفتى الى الأعلى، إلى أقاصى الحلم بعض اشواق بعض حكايات وكثير من الوجع والصدأ
تفاجأ بأن القرية قد رهنت براءتها ببعض مصابيح مزيفة ثم فقدت فى الأخير عذرية وجهها
قد غبت طويلا يا ايها الشقى لكن قل لى، كيف استطعت إقناع القمر بذلك؟ كيف ارتدت كل النجمات أدعية الرحيل، وغادرت نحو الشمس كيف رضى الطين؟ ولماذا سافر من عيون تلك النجيمات الشقية الصديقة ذلكم الفرح الطفولى القديم؟
وحين أراد الفتى معانقة البيوت اشاحت النوافذ بوجهها، وتبللت رموشها بحبات ضوء قديم قطب النهر الرفيق جبين موجه ما للخطوات مرتجفة وهائمة؟ وكيف تاهت أغنيات الصيف وأعلن الخريف حداد العصافير؟ تسائل الليل فى استحياء، ثم تمتم ببعض كلمات أخر. أراد الفتى أن يقفل راجعا حين أدرك تآمر المسافة مع جحافل الأشواق عليه إنحاز الى الصمت ولاذ بتراب يرتدى شقاوة طفل مبتهج
ولما بدأ فى قراءة أوراد الرجوع أدرك بأنه قد نسى الحروف، أو هى نسيته ربما، عرف أن كل ابجديات الحضور، قد إنحازت الى دفاتر الغياب
وفجأة قرر أن يبقى قرر أن يتعلم أسرار أبجدية الطين مرة أخرى أن ينام على جفن النهر يغرس قلبه مع رموش الضفاف الزرقاء يمرغ حلمه فى الموج ويكسو غناءه بإزار الشمس
قرر أن يصبح شجرة.
03-17-2013, 07:08 AM
أبوذر بابكر أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8795
من أى عمق فى غور الروح ينبع سكب البوح نديا ؟ ينساب كما النهر من علياء كبرياء العشق مرورا بأرض تغزل الحرف حقولا وحدائقا ثم صعودا الى سماء تسكنها أملاك الأناشيد الإلهية
يمتزج رحيق الحرف، ولِهاًمع ريق القصائد العتيقةوتختمر فى ضمير الغيمات، حكايات البعاد واللهفة والخوف من مسافات الوقت وأوقات البعاد
يقول لهاالعشق كونى فتكون
وبعدئذ
تشهر المدينة سنابل غنائها أمام مواكب اللغة الأنثى تتوجها شمسا وبرتقالة وإبتسامة تستعمر ثغر المنى
البوح يضوع ويشى بمكنون دمه تماما كما الصندل المجذوب يسلم جسده طائعا فرحا لآلهة الجمر لتصعد روحه الى سماء الفرح الى جنة العطر
والبوح فى اقصى براح الحضور، همس موشى بالتعب وما تبقى من ابجديات الخلود مداده دم عاشق يسيل على جنبات الكلام فينتشى الكلام ويعانق اللحظة، ليستحيل جسد الوقت معبدا لتراتيل الأشواق العصية
إن أتتك الريح من علِ أين ستخبئ بقية الضحكات؟ أو إن جاءك طائف من الخوف منجلِ كيف ستشعل موقد الفرح وتعلن دفء الكلمات؟
قلت إن هى إلا روح واحدة تهتز بين أمنية شهية وشوق القصائد هى ظل يتدلى من سماء الوجع الأبيض صاعدا تجاه إبتسام المدينة يربت على كتف كل مئذنة جلست تنادى بأصوات عشقها الحزينة تعانق الهواء والجهات والحب بوصلة وحيدة
03-16-2013, 06:59 AM
أبوذر بابكر أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8795
يهدأ الظل قليلا من عناء ركض أطرافه على حواشى الحكاية
تتلفت الأشجار فى لا إنتباه غير مقصود، ولا يعنيها الأمر فى شئ، فبعد قليل ستأتى عصافير الشتاء ويحتدم العناق الأزلى
يهدأ الظل قليلا
يتجهم وجه الشمس وهى تهم بعقد قران الضوء اليومى، على صبية تدعى الأرض، تتزين العروس كل صباح بالبحر والعقوق والقصائد
وقبل أن تنتهى الشمس من تلاوة نصها المقدس، يبدأ الحزن فى إرتداء وشاحه المظلم، وتسدل أستار الأمنية عليها وعلينا،
تضرب الشمس موعدا جديدا
غدأ أعود لأكمل الحكاية، وتنتظر الأرض
يهدأ الظل قليلا، لكنه لا ينام، فقد سرق الوقت قصة النوم الوحيدة من تحت وسادة الحلم
تهدأ الحكاية
لتبدأ حكاية النافذة والفراش
سأرويها لك ذات وجع
إن تبقى فى الدواة مداد من دمع أو ماء، ربما رحيق أخرق أما أنتِ فقاسية مثل قلب المسافة التى بلا إنتهاء، على الرغم من يقينها القوى بأن أقدام الروح قد حفيت تماما ولم يعد فيها ما يستر روعها، لم يعد لديها من يكفى من "قوت يومها" لتواصل حياة مسيرها ومسير رهقها، سوى "يوم موتها"
اشهدت الشمس، حدثتها عنكِ، أفاض النهر فى حديثه لى عن العشق لم أعره إستماعا ولا إنتباها، فأنا أعرف أن العشق مهلكة العشاق، وأن مصيرهم الفناء حياةً، أو الحياة موتاً همست للنهر صديقى، أن مصيرى فى عينيك، تلك الواسعة مثل أمنياتى التى لا تنتهى، الأبيض فيها كون من صفاء، والأسود كأنه أمسية إعتذر عن الغناء فيها وجه القمر لا شئ يخلد غير صدق العاشقين، فهو حقيقة الحقائق، مثله مثل الموت وقصائد الشعراء المتعبين لا شئ يبقى سوى صخر الأنين ودمعات الحروف، فهى سرمدية الوجع فى أقصى حالات تشبثها بالروح، هى مفتاح الفجيعة وذاكرة الجرح
أما عن الهروب إلى عمق حشايا تفاصيل الحكاية، فهى لم تعد ملاذا يسوره حائط الرجاء القديم، بل اضحت جُباً غائرا فى جسد الأرض، تعلن الظلمة فيه، ألا صوت يعلو فوق سخرية اللحظة وحسد الأيام من ذلك العاشق المقتول
ناديت أولا يا عشق، كن حقلا وسلاما على هذا القلب المفجوع يا عشق، كن وردا وأغنيات على قلبها الوريف على عينيها اللتين تستوطن القصائد فى رباها
ثم ناديتك ثانيا أن هذا القلب موسوم بإسمك العالى وبرسمك الجليل وما فى هذه الشرايين سوى سكب من ريق اللهفة ومداد يسبح بحمد وجهك وجهك الذى إختصر كل تواريخ العشق وقصص الخلود
وأحدثك الآن أن ما فى هذا القلب سوى محض عذاب
فهو قد عذبنى فأحسن تعذيبى
ولا يزال
أحاور اليقين تارة فيخبرنى بأنك أزل العشق ومنتهى الأمنيات أجادل شكى فيكِ، فيجبرنى ألا أبارح ساحة موتى، ويدفعنى صوب هاوية التخيل لأمارس موتى الصديق، لأحيا على أمل أوهن من ذلك الخيط الذى تتشبث به اصابع القمر حين يحاول النوم، ولا يزال فى خاطر المساء بعض أغنيات
أراود النوايا كى تخبرنى عن ما يحيكه لى القلب من موت يومى جديد فلا يجيب سوى بضحك خبئ من رماد التذكر
أيهما أقسى على القلب
الموت أم الهجر
وبكلٍ تداوينا فلم يشف ما بنا
دعينى إذا أمارس موتى مليا
لأحيا فيكِ
03-17-2013, 08:56 AM
الزاكى عبد الحميد الزاكى عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-09-2005
مجموع المشاركات: 895
Quote: أحاور اليقين تارة فيخبرنى بأنك أزل العشق ومنتهى الأمنيات أجادل شكى فيكِ، فيجبرنى ألا أبارح ساحة موتى، ويدفعنى صوب هاوية التخيل لأمارس موتى الصديق، لأحيا على أمل أوهن من ذلك الخيط الذى تتشبث به اصابع القمر حين يحاول النوم، ولا يزال فى خاطر المساء بعض أغنيات
أراود النوايا كى تخبرنى عن ما يحيكه لى القلب من موت يومى جديد فلا يجيب سوى بضحك خبئ من رماد التذكر
أيهما أقسى على القلب
الموت أم الهجر
وبكلٍ تداوينا فلم يشف ما بنا
دعينى إذا أمارس موتى مليا
لأحيا فيكِ
ما أجمل أن يورثَ هذا التضاد دهشةً تستزيدك –يا صديقي-دفقاً هكذا نهراً من عسل..
في المتعة المكتنزة في ثنايا المفارقة يأتلق عالم جون دون والنّفري والإبحار مع حرفك إلى حيث الإبداع.. لك شكري الجزيل..ودامت أيامك سعداً..
Quote: تشهر المدينة سنابل غنائها أمام مواكب اللغة الأنثى تتوجها شمسا وبرتقالة وإبتسامة تستعمر ثغر المنى
البوح يضوع ويشى بمكنون دمه تماما كما الصندل المجذوب يسلم جسده طائعا فرحا لآلهة الجمر لتصعد روحه الى سماء الفرح الى جنة العطر
والبوح فى اقصى براح الحضور، همس موشى بالتعب وما تبقى من ابجديات الخلود مداده دم عاشق يسيل على جنبات الكلام فينتشى الكلام ويعانق اللحظة، ليستحيل جسد الوقت معبدا لتراتيل الأشواق العصية
وتبتهج فرائص المكان، رقصا قدسيا
ونشهد ألا إخضرار إلا ما هطل فوق ارضنا
فالحمد والمحبة لحقل الاخضرار البهى
الحمد لله أن قيَّض لنا حوش بكري لنقرأ لمثلك والمحبة لإخضرار حرفك الأنيق الذي روي نفوسنا المُمحلة من سنين لله درَّك ..........! هل تكتب بأناملك أم تنحت بأظافرك أم تحفر بزندك شكرا لك الاف الاف علي هذه الكتابة الرائعة والرزينة والعميقة اري فيك دعاشا من العبقرية يا صديقي محبتي ودمت سمحا
03-18-2013, 09:44 AM
أبوذر بابكر أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8795
السلام عليكِ ايتها السماء يا برتقالة القصيدة ويا وهج السهر الذى يعاقر الليل صباه ياعطر الشوق الكثيف ويا قطعة ضوء شارد من مخيلة الملائكة
أي معنى سرمدى الطعم ينفتح بين حضورك وغيابى؟ وأي ليل عتيق عارى يلامس حواس هذا الظلام، ولا يستطيع أن يقاوم فكرة أنك الشمس؟ أعرف أن العشق سفر ورحلة بلا متاع وبلا طريق رحلة بين الماء والظمأ رحلة فى الهواء المحتشد بأكسجين الأغنيات الحزينة، وربما بعاصفة من الحنين الأبدى الذى لا يهدأ
ذات فراق حدثنى شوقى ورفيق غارى الوحيد أن العشق معركة بين البروق وبين رسل الغيمات العجولة تلك الغيمات حسنة النوايا والتى لا اتجاه لهطولها سوى الأرض تلك الأرض الصديقة التى اختصرت البوصلات فيها معنى الجهات وأشارت صوب عينيك وما درت أن عينيك مجرتان تضمران أشهى ما فى القتل من متعة تلك المتعة التى تصيب روح العاشق بوميض من السنابل المضيئة، المملوءة بنبوءات الطين القديم، بأحلام الصلصال الأزلى فينا كيف حالك دعك من حالى، فأنا ظل ضللته مكائد الأمكنة فسار خلف الشمس يبتغى شهد الضحى، فلا فاز به ولا اقترن غناؤه بأهازيج الشفق الطروب أنا كوكب ضل الطريق بين مجرات اليقين الثائر فى مخيلة الإنسان، فى إرادة الإله لا مناص لى الآن سوى أن اتوكأ على حلمى لأعبر ملح الوقت على قارب خيبتى،
فأنا لا أحبك مثل وردة، بل أحبك حديقة سماوية اللون أنا لا أحبك مثل أغنية، بل أحبك طربا واسع الأرجاء أنا لا أحبك امرأة، بل أحبك إسما لأنوثة الجنة
أحبك قريبا منى
أقرب من صورتك البهية فى مرآة الروح
03-18-2013, 08:51 AM
Shaker Hamid Shaker Hamid
تاريخ التسجيل: 10-05-2006
مجموع المشاركات: 766
بكل الصدق أقول لك بأن اسمك أبحث ُ عنه عمدا ً كلما عدت فلم تخذليني يوما ً وأقول ُ لك أيضا ً قليلون هم من يزرعون حروفهم في الذاكرة ويسكبون فوق جذورها ماء الفتنة والجمال وأنت ِ منهم ... دمت ودام مداد قلمك يا مسكون بالحرف المنساب رقة وعذوبه..
03-18-2013, 10:38 AM
عبيد الطيب عبيد الطيب
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 1803
Quote: حدثنى شوقى ورفيق غارى الوحيد أن العشق معركة بين البروق وبين رسل الغيمات العجولة تلك الغيمات حسنة النوايا والتى لا اتجاه لهطولها سوى الأرض تلك الأرض الصديقة التى اختصرت البوصلات فيها معنى الجهات وأشارت صوب عينيك وما درت أن عينيك مجرتان تضمران أشهى ما فى القتل من متعة تلك المتعة التى تصيب روح العاشق بوميض من السنابل المضيئة، المملوءة بنبوءات الطين القديم، بأحلام الصلصال الأزلى فينا كيف حالك دعك من حالى، فأنا ظل ضللته مكائد الأمكنة فسار خلف الشمس يبتغى شهد الضحى، فلا فاز به ولا اقترن غناؤه بأهازيج الشفق الطروب
ما أروعك يا أباذر برقك العباديّ جعلني أشاشي أشاشي لغيماتك العجولة وتمايست أغضاني في مطارفها تحية بقدوم دعاشك وهنبريب حرفك الأنيق حتي أبدي نوارها من المتعة ثناياه لقد ألبست الكتابة يا أباذر تمائما علي زندها وطوقا علي عنقها
محبتي ودمت مترنما بأهازيج شفقك الطّروب
03-19-2013, 05:24 AM
أبوذر بابكر أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8795
طوقنى موج التمنى حين وردت بحر العينين اعتليت "جودى" الهيام ثم رفعت صمتى عاليا أنادى سرا من سيعصمنى اليوم من التيه ؟ من سيغرقنى فى لجة الوصول ؟
قالت لا وقت الآن للحلم ولا متسع للموت، لا قشة أمنيات تجوس فى دم الغريق قد رفعت أقلام الحلم كلها وجفت صحف الأمنيات فقلبك موبوء بالشغف ومن بين يدى أغنياتك يبدأ العناء المسيرة بلا قدمين وبلا عينين
قلت أخبرنا القادمون من ولائم النهر أن من عينيكِ تبدأ الحياة دبيبها فى أوصال الوقت
قلت أنا العشق قالت أنا الموت أدركت عشقئذٍ
أنى حقا أحيا
03-19-2013, 01:50 PM
أبوذر بابكر أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8795
خائن هَذَا الحبر اللعين، يطعن أرض الورق ويمزق فضاء الكلام بصلف عتيد، يشهر مكائده أمام وجه النوايا، ليغوى نصال خيالى أن تسيل شوقا وسلاما اليكِ وأنا ما عاد فى كنانة عشقى سوى القليل من الأسهم الخضراء التى لا تستطيع السفر عبر هواء الخيبة ولا تقدر أن تخترق سحب المسافة الطويلة/القصيرة بين قلبك المحتشد بأزهار الطفولة وقلبى الموبوء بحصى القصائد
رحيمة هذه الدمعة الوحيدة بى، فقد اخبرنى الوجع أنها قد اختصرت كل تواريخ البكاء حتى لا تثقل كاهل فرحى، لكنها تقفز بعيدا عن عينى لتحفر فى همسة الصمت منفذا للهتاف والهدير، وتغرى بقفزتها اصوات النوائح من شعر العاشقين، العاشقون الذين امتشقوا تراتيل موتهم ومضوا، والذين لا يزالون يراودون الغياب عن حضور طمأنينة الأغنيات الى مسامع النساء، النساء اللواتى اعتلين شرفات الفصول حين قرر الخريف أن يمتزج مع الأرض فى انصهار سرمدى، ليصعد المطر الى الأعلى بدلا من أن ينهمر من مسامات السماء، اعتلين حوائط الشعر لتكتب القصائد احرفها على عتبات العيون أنا على يقين من أنى غدا، وحين يصبح موتى تمثالا أزرق القسمات تجرى من تحته الذكريات، وتجلس بالقرب منه أطيار المواسم الزائرة تسترجع ما كان من حياة لم تبدأ بعد، تسترجع وعودا كانت مطرزة بندى الإبتسام ومسقية برحيق صدق كاذب على يقين أنا من أنك وحين تمرين من هناك عبر الطريق الذى كانت فيه تزهر الخطوات وتخضر عيون اللحظات فيه، أنك سوف تذكرين ملامح صبوتى تلك وكيف أنها ملأت أمكنة الروح بإسمك العالى، كتبته على جدران التمنى حتى صارت الحروف أشجارا واضحت الكلمات حدائقا يسبح الطير فيها لعينيك على يقين أنا من أنى سوف أحيا مجددا لأجدد بيعتى لعينيك، لأتوج قلبى سيدا على مملكة العشق وخادما لعرشك المكين
اصدقك القول ولا أكذب ابدا فى حضرة مقامك البهى، أنى قد كنت على عجلة من أمر لألون صفحات عمرى بكِ، خاصمتنى الألوان جميعا وابت الا أن تسلفنى الخواء، استجرت بصديقى الأزرق فلم تأذن له السماء، استسمحت الأخضر فأبت الحقول أن تجود بقليل من ماء وجهها، ناديت الأبيض فاعتذر بأنه لم يفرغ بعد من ملء النوايا وتمشيط جدايل الجليد فشكوت أمرى الى بنفسج الحلم وما كان بيديه سوى أن يوصى نومى بى خيرا لأراكِ
ومذ اك، وأنا نائم بين وسائد عشقى على أمل أن نلتقى ثالثنا العشق وقمر صديق
فهل ستأتين ؟
03-20-2013, 10:32 AM
أبوذر بابكر أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8795
فى الصباح كانت "افروديت" تجدل حزم الضوء، وصلا بين أغنية الشمس ورقصة ظلها فوق رمل الفرح الأول، حول كرنفال عرس الأصداف فى النهار كانت تنقش مواعيد الضوء تدخرها موائدا تزينها زنابق السحر والقصائد، تهيؤها لرقصة الأصيل الملون بنضار التجلى وفى المساء كان وجهها يبتكر البهجة لتقتات منها أرواح العشاق وتأخذ من إبتسامها قوت ليلها
وبين قرنفل يشيد كونا من سرمدية الرائحة ، ولون ينصب نفسه سيدا على كون الألوان يبدأ الوقت صلاته ليتحاور الجسد والروح يكرسان ثنائية الفناء الأول، الخلق الأخير ينطلق حشدٌ من نور، وتنضم إليه آلهة النهار ينحاز الألق بحرا سواحله البهاء فتزدهى جزر البهار العاشق، عرائسا ترقص فى حضرة الشمس وتصلى طلبا للفوز ببعض عطر عالٍ
فلنرفع لغةَ الصمتِ هتافاً لتنفتح أبواب الحلم، لتمرَ قوافلُ الخريفِ فوق درب الدهشة، فينا لتنهض أعياد الحرف من بين ثنايا هذه الثنائية البهية الندية ثم ليكون العشق ثالثهما العشق فى أقصى جنونه وجماله وجلاله
فالسلام على محفل الصمت المقدس والسلام على سراج الشدو الملائكى الخصيب الأخضر السلام على هذى الضفاف المحتشدة بأناشيد الأملاك العاشقة ما كان بمقدور الروح، أو بما تبقى فيها سوى أن تتمتم أوراد النشوة فى حضورك نهر الكلام علها تفوز بقبس من أشعة الحروف السنية بشربة من سلسبيل الرحيق الملكى الذى
يغنى ويسمن من كل طمأ ووجل
وتبارك صمتك يا سيدة الضوء الهادر
03-20-2013, 04:06 PM
أبوذر بابكر أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8795
العشق أصدق إنباءا من الموت الموت أشد راحة من النشيد والنشيد ؟ هل ما زالت الحمى تستوطن فى أوصال نشوته ؟
اقر الآن واعترف بأنى سرقت عمرى من بين براثن الماء، أو ربما سمح لى الماء وهو يمارس غواية السقيا، بأن أتسرب من خلل القصائد المثقوبة بآهات الإحتمال ونزق الكلام
ومن قبل قد أخبرتك أنى كائن رجيم لا حيلة للروح فيما نفثته فيها تباريح التمنى، ما غرسته الريح من بذور الخيبة المجدبة يولد وحيدا ويموت اوحدا
ما نصمته حقا قد يكون أصدق كثيرا مما نقول ولكن هل يكفي ما نصمته حقا ؟
ربما لم اخبرك أنني كائن يسكننى الكلام وان مسافات صمتك جحيم مابين إحتمال و احتمال
إحتمال أن تنطلق منه شهوة للحياه وأن يتبعثر فيه موت يعد على مهل ثم إحتمال يرتب للفناء
ويا لدربك، أمشي على حوافه المتعرجة كلها لا يرزقني غير ذلك الرهق المضنى
ويا لسذاجتى فإنني مخلوق تدير رأسه الوان النجمات حين يرفع رأس أمنياته وكان أن دلفت بجنوني اتابع صمتك وما احتفلت به ظنوني فارتد إليا الحب بصيرا فرائحة صمتك عظيمة الأثر
نعم تُقرأ الأيام صمتا، ولكنها ايضا تنمحي سرا ثم تُنسى كأن لم تكن يوما هناك للجرح ذاكرة نعم ، لكنها لا تورث الا القسوة والشوق الممعن فى التمنع والخذلان ذاكرة صلدة لا تهتم بالثقوب التى يمارس النسيان فيها غوايات الحنين
ثم السؤال اكان لابد لي من موت أخير أختبر به شهوة الحياة ؟ موت يتربص بي فرحا يقاسمنى عمرا لا احفل كثيرا بتفاصيل لحظاته الملطخة ببقايا النهار وعبث الليل فأنا الآن قائما وقاعدا وعلى جنب الخروج الى فلوات الكلام، اجدنى شاعرا مسروق القلب القلب منزوع الشظايا، يخاطبنى الوقت صامتا، فأصمت أمامه هاتفا يحجيني بقصص الذين مضوا قبل أن يبدأ الدرب فى بسط مسافته، قبل أن تبدأ الريح فى ارتداء ثياب الغبار، يخاطبنى ثم ينزوى بعيدا ليثرثر عن حكايات الشتاء وافواج الأغنيات التى لا تضمر سوى جليد الأسى يحدثنى ثم يفتح للحزن مداخل العشق وساحاته الفسيحة فى أرواح البائسين ونكاد نجزم ونحن قعود على عتبات الوهم، أن العشق ومن اول سطر في اللقاء وحتى آخر ملك في السماء، لم يخدش وجوهه سوى الشعراء، لم يؤرخ ميلاد حضوره سواهم، اؤلئك الشعراء الذين تنبت الفراشات حروفا فى ايديهم، فتزغرد الأشجار فى استحياء جميل، توسوس الكلمات فى أذن الأرض، فتستحى العزلة ويشرع النهر نوافذه للموج كيما يسترق الإرتواء من لدن الضفة
ويعلن ميعاد الوصول
03-27-2013, 05:59 AM
أبوذر بابكر أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8795
العشق أصدق إنباءا من الموت والموت أشد راحة من النشيد والنشيد ما زالت الحمى تستوطن فى أوصال نشوته
قد أخبرتك من قبل، أنى سرقت عمرى من بين براثن الماء، أو ربما سمح لى الماء وهو يمارس غواية السقيا، بأن أتسرب من خلل القصائد المثقوبة بآهات الإحتمال ونزق الكلام
قد أخبرتك أنى، كائن رجيم لا حيلة للروح فيما نفثته فيها تباريح التمنى، ما غرسته الريح من بذور الخيبة المجدبة
ما نصمته حقا قد يكون أصدق كثيرا مما نقول .. ولكن هل يكفي ما نصمته حقا !!!!؟
أنا عنوان لذنب مؤقت يتشبث بطعمه الأزرق وإسمه الذى لا ذنب له مددت إسمى عبر نافذة الوقت قال لى ضع إسمك فوق وحل الرحيل كيلا تدنس أوراق الألهة البيضاء ضع لسانك فى جيب السكوت كيلا تخض أغنية الأرض لا تشاغب رقصة الوقت المقدسة ما إسمك؟ قلت الشغف متى تنام السماء؟ حين يصحو القبر
توكلت على حلمى ونقرت على بوابة النهار الحراس نيام فوق الأرائك يحلمون ونحن كنا عاشقين ومتعبين تلطخت وجوه الحراس بالوقت حين مدوها لم يكن فى وجهى سوى وجه واحد إن رضيتم أتيتكم فى مقبل الأحلام، بلا وجه وما بين بسملة الوقت ونهايتى شيد الوقت صمته ونام
قد ألفت وحشة الجدران داخل هذا البحر ماء يلتهم الجمر هل من مزيد؟ إصغوا وأسمعوا لا رحيق بعد اليوم سوى هذا الدخان لا كلام بعد الآن فالأبجدية العذراء قد حلت ضفائر حرفها ونامت بين جدران البحر ليس بين الماء والماء غير الحمى حمدا لألهة التراب فهى لا تجيد سوى مكائد اليباس ونصب شراك غبارها القديم للعاشقين
كانت العصافير فى سالف الحنين تمشط أجنحة الغروب بالغناء كانت تغزل مناديل الجروف بهمساتها الملونة أيام تولد فى مهاجع الحصى قريبا من شفة النهر السفلى تستقبل إبتسامة الغرقى ونواح العشاق تسخر ممن أتوا طالبين مودة الماء القديمة
أما بعد
من أين لك هذا الحضور الموشى بحناء الفرح؟
04-13-2013, 05:13 AM
أبوذر بابكر أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8795
لم يعد يغريني سماء الفرح بالتحليق، صارت الأغنيات فى آفاقه مثل ثقوب سوداء تتلهف لابتلاع خطوات الدعاء وهو فى طريقه صوب بوابات الإستجابة لم يعد طوق صمتك يحيط بعنق هتاف الأناشيد المدوى، وبين كل غيمة وكلمة، يربض احتمال يليه احتمال
ينهض شوق من بين جمر المسافات العراض ت، تنطلق معه عصافير الرغبة ترفرف بأجنحتها المخدوشة بنزق الترقب ورؤى أحلامها الداكنة
يالصمتك المنسوج من نار الجليد، يا لخرس أيامى التى تنادم أبجدية الصياح أمشي كل يوم على حواف اللهفة بخطوات بينها وأرض التمنى فراغ يلتهم الفراغ، ويا لسذاجتى البلهاء!! فقد اكتشفت أننى كائن تدير رأسي أحلام الصمت، ويقرر العناء مصير ايامى وما كان لجنونى غير أن ينزلق ويهوى إلى غيهب الهذيان والوجل العميق، فيرتد إلى بصر العشق وهو حسير
يا سيدتى لمى عنى رائحة هذا الصمت الهدير فلم يعد يغرينى سر الكلام، فقط صبى قليلا من عطر ذلك الحلم لأنام ملء دمى، لأصحو ملء جنونى فأنا أعرف يقينا أن للصمت ذاكرة الحجر، لكنها لا ترى سوى ما يراه العاشق حين يغمض قلبه ويتكئ على وسائد الوهم، حين تمطر سحائب دمه على أقاليم الوجل
أه، تذكرت الآن أنه وكلما لاح بارق طيفك، استمسك بعروة الحنين الوثقى وأنده أولياء العشق أجمعين لا يجيبنى سوى ذلك "الدرويش" المتخفى فى هيئة الشاعر يسمعنى أوراد البقاء فأفنى، لكنى وفى غمرة موتى أردد
أنا وحبيبي صوتان في شفةٍ واحده أنا لحبيبي أنا. وحبيبي لنجمته الشارده وندخل في الحلم، لكنّه يتباطأ كي لا نراه وحين ينام حبيبي أصحو لكي أحرس الحلم مما يراه وأطرد عنه الليالي التي عبرت قبل أن نلتقي وأختار أيّامنا بيديّ كما اختار لي وردة المائده فنم يا حبيبي ليصعد صوت البحار إلى ركبتيّ ونم يا حبيبي لأهبط فيك وأنقذ حلمك من شوكةٍ حاسده ونم يا حبيبي عليك ضفائر شعري، عليك السلام يطير الحمام يحطّ الحمام
على أمل أن أحيا قليلا، أن أموت كثيرا وأظل أتمتم فى سرى، فى موتى
لابد لى من وجهك حقلا وخريف، لابد لى من صوتك مسبحة تمتهن النشيد لابد لى من قبامة تبعث فينيق روحى من جديد وعلى جنبات الإشتهاء اشيد صومعتى، أفتح القلب على جميع الإحتمالات العصية
ليباركنى إسمك العالى
أما بعد
أحبك منذ أول حرف فى تاريخ الأرض أحبك حتى آخر صوت في لغة السماء
04-13-2013, 08:38 AM
Ishraga Mustafa Ishraga Mustafa
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 11885
دعينى استميح اللهفة عذرا، واستجدى من النهار شربة ضوء يعين الروح على تلمس دربها وسط هذا التمنى الذى لا يكل ابدا، لأرويها لكِ هذا إن كان هناك بقية من حبر الأرق فى دواة الإنتظار
أما أنتِ أعرف يقينا أن قلبك مسكون ومستعمر بما هو أهم وأعظم من خطرفات هذا القابض على جمر الوهم، وأدرك أن المسافة بين "واو" وهمى و "واو" ودك، أبعد كثيرا وأكبر من "جيم" الجنة" و "جيم" الجحيم لكن لا مناص من الغناء، ولا بد من ورود منهل سقياك النمير فكيف لهذا اليباب أن يستقى شربة فرح لا يظمأ بعدها أبدا، وأنتِ قصية وبعيدة وكيف للروح أن تهدأ تحت وريف ظل سدرتك العالية وكل الآفاق تمتلئ بهجير التجاهل المرير وأظل أنشد
وتارة، يؤانسنى وقتى الشقى، رفقة قهوة طيبة تربت على صدر التجمل والتجلد فينا، ومع كل رشفة تردد معى
حاولت اديك من روحى شويه من أدبى وفنى ونهار عينى حاولت كتير
و
يا حبيبى ظمئت روحى وحنت للتلاقى وهفا قلبى إلى الماضى ونادانى اشتياقى أنا ظمآن ألاقى من حنينى ما ألاقى فأسقنى وأملا من النور ليالى البواقى
قاسية هذه المسافة التى بلا إنتهاء، على الرغم من يقينها القوى بأن أقدام الروح قد حفيت تماما ولم يعد فيها ما يستر روعها، لم يعد لديها من يكفى من "قوت يومها" لتواصل حياة مسيرها ومسير رهقها، سوى "يوم موتها"
اشهدت الشمس، حدثتها عنكِ، أفاض النهر فى حديثه لى عن العشق لم أعره إستماعا ولا إنتباها، فأنا أعرف أن العشق مهلكة العشاق، وأن مصيرهم الفناء حياةً، أو الحياة موتاً همست للنهر صديقى، أن مصيرى فى عينيك، تلك الواسعة مثل أمنياتى التى لا تنتهى، الأبيض فيها كون من صفاء، والأسود كأنه أمسية إعتذر عن الغناء فيها وجه القمر لا شئ يخلد غير صدق العاشقين، فهو حقيقة الحقائق، مثله مثل الموت وقصائد الشعراء المتعبين لا شئ يبقى سوى صخر الأنين ودمعات الحروف، فهى سرمدية الوجع فى أقصى حالات تشبثها بالروح، هى مفتاح الفجيعة وذاكرة الجرح
أما عن الهروب إلى عمق حشايا تفاصيل الحكاية، فهى لم تعد ملاذا يسوره حائط الرجاء القديم، بل اضحت جُباً غائرا فى جسد الأرض، تعلن الظلمة فيه، ألا صوت يعلو فوق سخرية اللحظة وحسد الأيام من ذلك العاشق المقتول
ناديت أولا يا عشق، كن حقلا وسلاما على هذا القلب المفجوع يا عشق، كن وردا وأغنيات على قلبها الوريف على عينيها اللتين تستوطن القصائد فى رباها
ثم ناديتك ثانيا أن هذا القلب موسوم بإسمك العالى وبرسمك الجليل وما فى هذه الشرايين سوى سكب من ريق اللهفة ومداد يسبح بحمد وجهك وجهك الذى إختصر كل تواريخ العشق وقصص الخلود
بعيدة أنتِنائية مثل مجرة تهب الضوء وعطر القصائد الملونة وقريبة مثل رهق النشيد
وبين البعد والدنو، تقوم حقول من ولهٍ يمكن أن يحتوى سماوات ألقك السبع، ويغطى أرضك كلها وبحار حضورك الزرقاء السبعة
أما بعد
دعينى فقط أنعم ولو قليلا بأنسام أريجك الموشى بزنابق الجنة، وبنور معناكِ السماوى البعيد
وأظل أغنيكِ
04-16-2013, 03:42 PM
بله محمد الفاضل بله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617
أنا لا أهدى حبيباتى وروداً بيد أنى طاعن فى الورد إنى أهدى حبيباتى بكاءاً ممعنا فى اللحن أهديهن حزناً أسمر القسمات أورثنيه جدى
هى إذن تراجيديا الحزن فى معية كوميديا الفرح الذى لا يتحقق
سألنى الحلم ذات أمنية سألنى وهو يجوب أرجاء الوقت إلى أى مدى أنت ميت؟ أجبته صامتاً إلى نهاية بداية الموت قال وما هى البداية؟
قلت العشق
ونمت بعدها صحوا صامتا
فلو شئت أنا أن تلون الحلم، أن أزين وجهه فسأحتاج حتما إلى جميع الأغنيات التى تستوطن شرايين الفرح احتاج لأن آوى الى مهاجع رياح الأرض لأسافر معها بحثا عن جزر الفرح القصية وإلى جميع الإبتسامات التى لم تخرج بعد من جيوب الأطفال
فحين يوغل فيك الحلم ويغوص بعيدا، مثل حبر يتسلل إلى جسد القصيدة تدرك حينها أنك تطير مثل "إيكاروس" الذى يحلق عاليا لكنه لا يحترق بنور الشمس
تصبح أجنحتك هى ذاتها خطواتك، والخطوات كواكب فى نية المجرة
هل جلست يوما وحيدا، قرب نافذة تعاشر الضوء وتمتهن الحنين، تجاور شجرة "نيم" طائشة الضفائر تمارس "النميمة" مع عصافيرها عن أحوال العاشقين؟
أما بعد
هل جلست وأنت تدندن
قسما بى عيونك ما استهوانى دونك يا روحى العزيزة
سوف تتيقن وقتئذ
أن فى بعض الحلم حياة
أن فى كل الحياة موت
وهل الحياة إلا حلم طويل؟
05-07-2013, 06:11 AM
أبوذر بابكر أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8795
فالشوق إليكِ يزداد ويتكاثر مثل هذا الأنين المتوثب داخل دواة الحبر، داخل أوردة اللهفة
يتناوم الحلم فوق ألحفة اليقظة، فتسهر الحروف تهدهدها أخيلة الأيام
ثم القصيدة، نفس القصيدة تلتحف زرقة الهمس الجميل تحدثنى دوما عنكِ وتمد أصابعها لتتناول بعض ندىً من بوح الشمس
تأتينى الأغنيات كل صباح وهى ترتدى بردة المنى باللقيا، ذلك الحلم، مثل أحلام التائهين، ولا شئ فى المدى يفاخر بطوله، إلا هم التلاقى، وهو طويل وشامخ الظل مثل محبتى لكى
أعود كل مساء، ومسام الرغبة فىّ مكتظة بالتعب، أعود لأجلس فى رفقة تلك الأشجار، نيمة متبرجة بخضرتها وزهوها الوضئ، أعود لأكتب كل تذكارات الشجن القديم فى حضرة الطين العتيق، ولأعلق على رقاب المودة، كل ما كتبته أقلام الليل الصديق على لوح قمر صبى
أتخيل وأغمس النفس فى تلك الروعة التى تسكنك، وكأنها الشمس، لا تستطيع أن تبحلق فى وجهها من شدة السطوع، لكنها تتسلل إليك عبر مسام الرغبة وهتاف الإستزادة، تمطرك أشعتها دفئا وضوءا ومعنى، وكل مفردة فى كتاب عذوبتك كوكب درى، كل ملمح فيك مجموعة شمسية تسير فى نسق أنيق، وكلكِ عبارة عن كون شاسع المدى
آتيكِ كل مساء وأجلس فى حضرة الذكرى، فعبق نشرك فى ساحات الورد وشكل الأمنيات تتشكل حقولا باهرة الإخضرار، فأتفيا ذياك الندى وأسكب فى شرايين التوق ملامسة أصائل الأناشيد، فرات حديثك البديع فلأتوكل إذن على نهمى المقيم ولأرتوى من ذاك السلسبيل، ولا يزال بالنفس ظمأ للمزيد
05-11-2013, 09:51 AM
أبوذر بابكر أبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8795
يا صديقتى أحب دوما أن أناديك صديقتى وهل عشق أكثر إنباءا من الصداقة ؟ فإن كان العشق سماءا، فإن الصداقة هى البحر
أما قبل
ذات حين من التمنى، وأنا بين عثرات الإنتظار، جلست متأبطا أغنيتى، أرجوها إقترابا، وطفقت أراود الوقت عن كرمه ######اء عطائه، أن يبذل لى ولو قليلا من طيف وجهك، ذلك المحتشد بكل مباهج الأرض وألق السماوات العلية
جريت نفس كل الأغانى قلت يمكن لو قليل اتنفسك وندهت غيمات الخريف شان تمشى فوقك تحرسك يتمد طابور الغنا فى سكة الأشواق معاى يوصل محطات المنى الما بتمسك
ذات حين من أمنية عصية، وددت لو أن أخلع دمى عنى، أصبه فى دواتى الناضبة من حبرها، النابضة بشوقها، لأكتب إليكِ رسالة وأضعها فى زجاجة، قارورة من عطرك الأثير، ذاك الذى تفضلينه، وأظن أن العطر هو الذى يفضلك على سائر أنام الدنيا، وددت أن أكتب الرسالة بمداد مزاجه من تسنيم التبريح والرجاء، أغمسها فى مواعين عشقى الفياض، وأجففها بأنسام ضحكاتك السماوية
سوف أحكم غطاء الزجاجة وأقذف بها إلى بحر التمنى لتبحر بها موجات صبية عاشقة، عاشقة مثلى، صوب جميع سواحل الأرض، وإلى كل النواحى والأرجاء وحتما سوف تصل إليكِ
واتذكرك بس شفتى كيفن لما لقياك تبقى ضلى والبعاد لفح الشمس إبتديت اتأملِك وأتفكرك وأتمنى تانى وأكتبك
إن وجدها صياد متفائل ستكون له بمثابة قوت لبقية عمره، إذ أنها ستفتح أبواب الرزق والميسرة
وإن التقطها بحار وحيد يكابد عذابات الحنين ولؤم الموانئ وتكالب المسافات عليه، ستكون له الأهل والصحاب، وستكون صفحاتها سهولا تحتشد بالخضرة والأطفال، وسيحمد البحر كثيرا عليها/عليكِ
وإن أخذها عاشق بعيد عن ديار من يحب، سوف تتشكل الأسطر وتأخذ هيئة خارطة الديار، تستحيل الحروف بيوتا من حنان، وسيجرى الحبر فى شرايين شوقه وأوردة لوعته، فيحيا بها/بكِ
وكائن من يجدها، حتما ويقينا سيراك بين ثناياها، سيغفر الزمن له عما تقدم من ألمه وما تأخر
سوف أكتبها وأكتبك، أخط أول حرف من إسماء بهائك الحسنى، فترهف الأملاك السمع وتمعن النظر، تحسدنى على غبطتى، وهى لا تدرى بمواجع الإنتظار وحين أنتهى من كتابة أسمائك كلها، تتطاول هامة روحى لتلامس أبواب السماء وتصل إلى ذرى وهامات لم ترها عين ولم تسمع بها أذن ولا خطرت على قلب مجنون
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة