الدكتور عبدالله على ابراهيم يرثى البروفيسور عون الشريف قاسم وموقفه مع الشاعر محجوب شريف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 06:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة سيف الدين محمد جبريل(Saifeldin Gibreel)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-17-2006, 04:26 AM

Saifeldin Gibreel
<aSaifeldin Gibreel
تاريخ التسجيل: 03-25-2004
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الدكتور عبدالله على ابراهيم يرثى البروفيسور عون الشريف قاسم وموقفه مع الشاعر محجوب شريف

    هذا المقال خطه يراع الدكتور عبدالله على ابراهيم فى رثاء ااستاذه البروفيسور عون الشريف قاسم وللدكتور عبدالله اثلوب شيق يطوع به اللغة بأثلوب مشوق وجزل





    عون الشريف: موته الوديع الوسيم



    د. عبد الله على إبراهيم


    مضى الى الرحاب السنية، رحاب ربه، البروفسير الوزير العالم المحدث الثبت الحجة المحقق عون الشريف قاسم. وبكي الناس سودانياً خلوقاً عذباً للبشر على وجهه نبع وللحفاوة دوحة. لم يتمترس خلف ألقابه دون غمار الناس واواسطهم فعل الأفندية الأشاوس. فقد طهره من هذا الرجس أنه مثقف أدرك أن مرجعه في شغله هم العامة بإرثهم من الإسلام والعربية وحيلته على الدنيا بهم. أما الأفندية فمرجعيتهم وحي أو وهم من الخارج يريد ان يفرغ العامة من ثقافتها ليعبئها بمدنية مجلوبة.

    كانت سودانيته مستقاة من فروسية "يا أبو مروءة". فقد قصدته عصراً مع جماعة في نحو عام 1980 نطلب منه أن يتدخل لإطلاق سراح الشاعر حبيبنا محجوب شريف من السجن ليري أمه المحتضرة مرآه الأخير. وكان وقتها فى أمانة ما بالاتحاد الاشتراكي. ووالله ووالله قضي سحابة عصره ومغربه وعشائه في شغل يطرق تلفونات جهات الاختصاص. وبلغنا فجر اليوم التالي أن محجوب طليق السراح وكانت له حضرة عند سرير موت "الوالدة يا مريم". وكانت هذه التجربة في صون المعاني التي لا غنى عنها، والاستبداد ضارب أطنابه، مما جادلت بها جماعة من دعاة حقوق الإنسان. فقد بدا لي عملهم منحصراً في الترويج لقضايا المعتقلين على طريقة قميص عثمان. وهذا باب في المعارضة لا غير. فليس نحاسب الناشط في حقوق الإنسان على كم مذكرة احتجاج أذاعها على الملأ. أهم من ذلك نسأله كم سراحاً أطلق وكم هماً فرج وكم معني عزيزاً صان وما طول يده حتى بين طاقم النظام القاسي يجندهم لراحة المعتقلين. وهذه هي العاطفة الأصل في حركة حقوق الإنسان أما ما عداها فهو من طبول الهرج.

    لعون مشروع في النهضة او البعث الوطني الحضاري من نسق معروف في المستعمرات السابقة. فمطلب هذا المشروع أن يسترد أصالة للأمة جهلها الاستعمار وأساء اليها. وهو يفعل ذلك بصحوة للأمة تسترد فيها الصفوة ذاتها من شائبة الاستعمار لتتصل بتراثها وشعبها في عملية خلاقة نحو حداثة مبتكرة ليست هي حداثة الغرب حذو النعل بالنعل. وقال الدكتور البوني، على ما أعتقد، محقاً إنه قل من نظر في مشروع عون الإسلامي مثل نظرنا في مشروع الدكتور الشيخ الترابي أو السيد الصادق المهدي أو المرحوم محمود محمد طه. وربما كان تفسير ذلك هو أنه بلا عصبة في حين استكثر منها الآخرون. ولتعويض قلة العصبة لجأ عون بدعوته إلى الدولة خلال وزارته الطويلة بنظام نميري (1969-1985). وهو نظام جاءه عون في عصبة مع ذلك. فعون من تيار حركة المستقلين من الطلاب من أرادوا منذ الأربعينات شق طريق فكري وسط بين الشيوعيين والإسلاميين. وكان ممثلاً نشطاً لهم باتحاد طلاب جامعة الخرطوم في منتصف الخمسينات. وكان تيار المستقلين في الحلف الذي سند انقلاب مايو. وكانت لهم مشاحنات مع الشيوعيين ذوي الغلبة في باكر عهد الانقلاب ثم خلا لهم الجو بعد خروج الشيوعيين من الحلف في 1971. وربما حجب تسييس نميري الدين بصورة سلطانية أقباس عون لتجديد الدين. وقد شقي عون من مكر نميري بالدين بطريقته اللطيفة في الهزء بالذات. فقد جئته يوماً في آخر السبعينات اعرض عليه فصلاً من رسالتي للماجستير التي كان يشرف عليها. وكان نميري أجرى تعديلاً وزارياً أبعد عون من وزارة الشئون الدينية والأوقاف وعينه على رأس لجنة تعيد النظر في مقاصد وهيكل الوزارة. وسألت عون عن جلية المسألة فقال: "بقت علينا حكاية التي نقضت غزلها"

    ودعوة عون ليست دعوة دينية وإنما هي دعوة حضارية يريد بها استعادة فعالية الشخصية القومية في عالم ما بعد الاستعمار المباشر. فهي ليست دعوة دينية صرفة لأنها تستدبر المعيار الديني النابع من تخلف المسلمين وتنظر إلى حقائق الشوكة في العالم في وصل الدين بالمجتمع. فالاستعمار في مركز دائرة نظر عون. فليس بوسع طالب للنهضة في السودان أن يقفز فوق الإسلام إلا من كانت قفزته في الظلام. فالشخصية أو الأصالة السودانية الشمالية هي صياغة لحضارة الإسلام في تفاعلها مع بئية السودان المخصوصة. فطالب نهضة السودان سيجد الاستعمار قد أفسد عليه جسر بلوغ تلك الأصالة بطريقين. فهو أولاً قد نفى تراثنا عنا فصادر عنا ملكة تدراسه وتأمله وإجالة النظر فيه وأن نجري من التطوير والتحوير والتطوير بما يتلاءم وتغير الأحوال والظروف. ولما انعدمت فينا هذه الحيل الفكرية والابداعية قبلنا بإزدواجية ثقافية مملاة من المستعمرين. فهم مثلاً استبعدوا الشريعة مسبقاً من التشريع المدني والجنائي بغير جريرة كما وصفت ذلك في كتابي "الشريعة والحداثة" وقبلنا منهم بذلك. بل يرى بعضنا في ذلك منشأ مشروعه العلماني في فصل الدين عن الدولة. وهو مطلب مشروع لولا فساد أساسه الأول. فمن رأي عون أنه لم نكن بحاجة إلى فصل الدين عن المجتمع لو لم يجمد الاستعمار الإسلام أولاً ويعطل اجتهادنا فيه ثانياً.

    واتبع عون خطة الأفروعروبية في النظر إلى هوية السودانيين. وهي الخطة التى ترى السودانيين رحيق تزواج خلاق بين العرب المسلمين، ممن جاءوا إلى السودان بدءاً بالقرن السابع الميلادي، والأفارقة مستظلة بسماحة الإسلام التي قضت بتعارف الشعوب والأعراق ونوهت بنعمة اختلاف الألسن والرأي. وقد تأسست كتبه العديدة الأخيرة عن الأنساب على هذه الفرضية البحثية. واتفقنا معها او اختلفنا في منطق نظريتها فخطة الأفروعربية هي التي جعلت جيل الستينات من المبدعين جيلاً فطحلاً. فقد استبطنت مدرسة الخرطوم و انجبت لنا درر إبراهيم الصلحي في التشكيل واستكنت في شعر مدرسة الغابة الصحراء ورزقتنا شعر محمد المكي إبراهيم ومحمد عبدالحي. وكلهم نظروا في كتاب البروفسير يوسف فضل حسن للحصول على أثاثاتهم الفكرية. واهتدى عون بالأفرعروبية إلى كتابه قاموس الألفاظ العامية الذي سارت بذكره الركبان. وقد سخر لي الله أن كنت من شهود الكتاب وهو نطفة فكرية. فكنا في جمعية الثقافة الوطنية بجامعة الخرطوم دعونا عوناً إلى رحلة بحدائق أبى العلا في اوائل الستينات لو اسعفتني الذاكرة. وفوجئنا به يخرج نوتة صغيرة من جيبه يلتقط ألفاظاً من مجري الحديث وقد يغير دفته طلباً لمعني اللفظ وصور نطقه في بئيات السودان المختلفة. ولم يرتح الطربيون في الرحلة إلى تحويل عون لها إلى "حصة إملاء" (في فكاهة منسوبة إلى المرحوم محمد التوم التيجاني"). وقد بقي لعون عندي له هذا الشغف المدجج للمعرفة فكنت استعيد يومنا ذلك في الرحلة كلما اخرجت نوتتي خلال عملى الميدان في بادية الكبابيش وحقول الرباطاب.

    وحالة عون من بين من اقتنعوا بهذه الهجنة الخلاقة فريدة. فهي مما يسميه علماء الثقافة بتطابق ترجمة شخص مخصوص و التاريخ العام للجماعة. فعون نفسه ثمرة تلاقح عربي أفريقي أقرب من أياً منا للحظة التكوين السوداتي كما تراه الأفروعروبية. فهو الجيل الأول من زواج والده الشريف القاسم أحمد الجيلي، اليماني أصلاً، بإمرأة من قرية الحلفاية حين قدم إلي السودان في مطلع القرن الماضي. وانغمس الشريف في محبة السادة الختمية وأصبح من خلفائهم المشهود لهم وصديقاً للسيد علي الميرغني. وكتب الشريف القاسم كل أناشيد شباب الختمية الذائعة الآن وكان يختم كل منها، كما درجت عادة نظم المدائح، بشطر يقول فيه "قاسم الجيلي نظم لكم يأ أهل الكرم" يثبت فيه حق التأليف ويرجو البركة. ولم يعد الشريف إلي اليمن حتى وفاته عام 1979. ولم ير عون نفسه اليمن إلا بعد بلوغه السبعين عام 2004. وهكذا فعون هو بمنزلة النطفة الأولي التي تخلق منها الإنسان الأفروعروبي السوداني في ظل سماحة الإسلام.

    ويري عون أن العامية السودانية جاءت من كنف هذه الخلطة البديعة. فهي قد نشأت في منطقة النيل الوسطي التي شهدت التمازج المثالي بين العرب وغير العرب في السودان. فأقصي الشمال لم يتعرض لضغط قوي من هجرات العرب لفقر بئيته خلافاً للوسط من حول الخرطوم الذي تحقق به التمازج الحق بين النوبة والعرب. فقد بقيت في الشمال لغات النوبة وبقي تيار قوي من الأثر النوبي حتي في لهجة الشايقية العربية. أما الوسط فقد اصبح بوتقة توازنت فيها العناصر الثقافية ونشأت في أثره "منطقة تعادل لغوي" يتمثل فيها "القدر المشترك بين كافة القبائل العربية في السودان، الي جانب ما تأثرت به هذه القبائل بحكم اتصالها بالسكان الأصليين سواء اكانوا البجة في شرق البلاد أم النوبة في حوض النيل، أم العناصر النيلية في الجنوب، أم الكردفانية والدارفورية في الغرب". وقد استبعدت منطقة التعادل اللغوي الوسطية الحضرية المستقرة هذه لغة البادية الحوشية العسيرة .

    ويتنامى النقد منذ حين للأسس النظرية الأفرعروبية بغير جحود لما ترامى لنا منها من ثمر جميل في الإبداع من دوحتها الوارفة. فقد توافر الدكتوران عبدالله بولا وحسن موسي على نقد مدرسة الخرطوم. واتفق لكاتب هذا المقال نقد مدرسة الغابة والصحراء. أما مدرسة عون في عامية السودان فقد تناولها بالنقد الدكتور شاع الدين محمد الحسن شاع الدين. فمن رأيه أن عون قد حمل هجنة العامية العربية محملاً بعيداً نسب معه كلمات صحيحة الأصول العربية الي هذه العامية المزعومة كهجين عربي افريقي.

    لدى نعى الناعي عوناً تذكرت أننى كنت كلما قلبت كتبه الحسنة عن أنساب حلفاية الملوك، بلده و قبيله، أتذكر قول الدكتور عزالدين الأمين يوماً لي. سألته يوماً عن كتابه عن أهله علماء قرية كترانج بالجزيرة الذي توافر على كتابته بعد تآليف عديدة عن أمور أخرى بعيدة. قال لي يا ابني تطوف بقلمك في آفاق الدنيا وتحلق في موضوعات العالمين ويطول بك التطواف ثم تعود في شيخوختك تكتب عن مأثرة قريتك. وتساءل: هل يضيق ماعون المؤلف وموضوعاته كلما اقترب من من ضيق آخر هو القبر؟ ويقول أهلنا قديماً يموت المرء في مكان "مخموشته" أى فى موضع تخلقه من صلصال بلده. وهو الموت الوديع الوسيم. وضم قبر بالحلفاية عوناً الذي هو باحثها المفلق وضرب بها مثلاً في الإلفة على حد الهجنة والإسلام. إنزل ربي شآبيب رحمتك على عبدك العالم المحدث الثبت المحقق الهاش الباش عون الشريف الذي بر أهله بمزجهم على الألفة والاحسان والتراحم بين دفتي كتاب. والحمد لله.

    (عدل بواسطة Saifeldin Gibreel on 02-17-2006, 04:27 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de