نـعـيـمـا لـلـحــلاقــة

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 04:47 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-27-2013, 10:16 AM

wadalzain
<awadalzain
تاريخ التسجيل: 06-16-2002
مجموع المشاركات: 4701

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نـعـيـمـا لـلـحــلاقــة

    كتب سعادة السفير عوض محمد الحسن فى جريدة الراية القطرية قائلا :-



    Quote:


    بقلم - عوض محمد الحسن

    : يقول المثل السوداني: "يتعلم الحلاقة في رؤوس اليتامى"، يُقال لمن يُولى، أو يتولى، أمرا فيخبط فيه خبط عشواء، يُصيب أحيانا ويُخطئ في غالب الأحيان، غير آبه لما يُسببه ذلك للآخرين من مضار. ويقول المثل التونسي – وهو الأصح لالتزامه بالقافية – "يتعلم الحِجامة في رأس اليتامى". والحِجامة هي عموم ما يقوم به "حلاق الصحة" في الأيام الخوالي من حلاقة وتزيين وحجامة وختان "للذكور" وعلاج للناس والدواب.

    كانت ليلى بن على "حجّامة" قبل أن يتزوجها الرئيس التونسي السابق، فخرجت من صالون تصفيف الشعر إلى قصر قرطاج، سيدة تونس الأولى، ثم صاحِبَتها والمتصرفة في شؤونها وثرواتها، هي وأسرتها الممتدة، إلى أن أودت بحكم الرئيس الهرم إلى التهلكة، وعصفت باستقرار تونس الخضراء الظاهري إلى الأبد، أو إلى حين، إن أراد الله بشعب تونس خيرا.

    في أيام القبضة الأمنية الخانقة لنظام بن علي، سأل مُقدم برنامج الأطفال في التلفزة التونسية الصغيرات في الاستوديو ماذا يُردن أن يُصبحن حين يكبرن. قالت طفلة: "أوَلِّي (أصبح) دكتورة"؛ وقالت أخرى: "أوَلِّي مهندسة"؛ وقالت ثالثة" "أولِّي مديرة بنك". أما الرابعة فقد قالت في ثقة: "أوَلّي حجّامة!" ورغم المحاذير، لم يتمالك مُقدِّم البرنامج نفسه، فقال دون أن يتدبر:"تولّي حجّامة وباش تعرِّسي الرئيس!" فاختفى من الشاشة الصغيرة ومن ظهر الدنيا!

    قبل أيام، طافت قوات من الشرطة العسكرية شوارع الخرطوم، تُطارد الشبابّ ذوي الشعر الطويل أو الكث، وتُمسك بهم وتحلق شعرهم في قارعة الطريق. وقبل ذلك، ولأكثر من نصف قرن من الزمان، ظلت مُعظم الأنظمة العربية (والأفريقية) تُطاردنا وتتعلم الحلاقة في رؤوسنا، نحن اليتامى، لا تأبه إن امتدت الحلاقة إلى التسبب بالكدمات والجروح، أو إن أصبحت جزا للشعر والأرزاق والأعناق!

    تعلم القذافي الحلاقة (والفلسفة والشطط) في رؤوس الليبيين لأكثر من أربعة عقود، ولم يتعلم شيئا حتى لقي حتفه، وحيدا مشوش الفكر(كما كان دائما رغم حارساته، وكتبه الخضراء، ونظريته الثالثة وهرطقته فيما يعلم وما لا يعلم) في مصرف لمياه الأمطار: أمّم المساكن الخاصة وعجز عن إدارتها في حين كان يستطيع بناء مسكن لكل ليبي وليبية؛ وألغى التجارة فشكت ليبيا الغنية من نقص السلع؛ وألغى اللغة الإنجليزية وحرق كتبها ثم أعادها بعد أن تسبب قراره في ضرر يصعب إصلاحه؛ وأهدر ثروات ليبيا في بناء النهر العظيم دون تدبر لفوائده ومضاره؛ وخرج على قواعد اللعبة الدولية برعاية أعمال التخريب والإرهاب حتى أجبر على دفع تعويضات هائلة عن يدً وهو صاغر؛ وشتم الشعب الليبي واحتقره حتى دفعه لحمل السلاح؛ وبعثر الجهود والأموال والنوايا الحسنة في زعزعة الأنظمة القريبة والبعيدة وبيته من زجاج هش؛ وفوق كل ذلك، هدم أسس أنظمة الحكم والإدارة والاقتصاد ليظل متفردا بكل صغيرة وكبيرة؛ ثم أضاف الإهانة للأذى بإنكار أنه الحاكم الآمر وادعاء أنه قائد للثورة ومفكر أممي!

    وفي أفريقيا الوسطى، قفز عسكري نصف أمّي غريب الأطوار من بقايا الحرب الفرنسية في "الهند الصينية" على كرسي الرئاسة وما لبث أن توّج نفسه إمبراطورا (بمبالغ طائلة في بلد يفتقد لأبسط الخدمات الأساسية) وطفق يتعلم الحلاقة في رؤوس شعبها اليتيم (بمساعدة فرنسا)، حتى طورد كال###### الضال تاركا وراءه في قصره الامبراطوري بقايا أعضاء بشرية قيل أنه كان يأكلها لتمنحه قوى خارقة، (وما أراها أفادته بشيء!)، وتاركا وراءه تدخل أزمة إثر أزمة حتى يوم الناس هذا.

    وفي يوغندا، جوهرة أفريقيا، قفز إيدي أمين، وهو عسكري نصف أمّي آخر من بقايا الجيش البريطاني، على كرسي الحكم، وتعلم حلاقة خشنة في رؤوس شعبه اليتيم، ثم تركه نهبا للفقر والفوضى وحروب أهلية لا زالت تستعر، ولجأ إلى السعودية حتى مات فيها نسياً منسيا بعد أن ملأ الدنيا وشغل الناس بشططه وغلوائه. وقد تعلمت أنظمة عسكرية ومدنية عديدة في بلدان أفريقية أخرى الحلاقة في رؤوس شعوبها، وتركت وراءها تركة مثقلة وقنابل موقوتة تتفجر كل حين وآخر.

    وفي العراق، تعلم صدام حسين الحلاقة في رؤوس العراقيين بسيف حاد أهرق دماء العراقيين وغيرهم. بنى العراق بفضل عائدات النفط،، ثم هدمه (إلى الأبد فيما يبدو) بفضل حكم الفرد المطلق الذي لا يأتيه الباطل، ولا يسمح بالرأي المخالف. ثم مضى إلى ملاقاة ربه بعد أن أذله الأمريكان شر ذلة بعد عز تليد. ثم تعلم "بريمر" ورهطه الأمريكان، حلاقة باهظة الثمن في رؤوس العراقيين حتى اكتشفوا أنهم أخرجوا مارد الانقسامات الطائفية والإثنية والجهوية، ومارد الفساد والعنف الذي ظل مكبوتا لقرون، من القمقم. ولما فشلوا في إرجاعه في قمقمه، لاذوا بالفرار من العراق تحت مسميات شتى، تاركين العراقيين لمصيرهم.

    وفي السودان، لا يزال نظام "الانقاذ" يتعلم الحلاقة في رؤوس السودانيين، مستخدما سيف التمكين وسيف الهندسة الاجتماعية (التي فشل فيها من قبله كثيرون)، وسيف "البروباجاندا". زعم أن مشروعه هو "إعادة صياغة الإنسان السوداني"، فنجح فقط في تفكيكه وتفكيك بلاده ببتر جنوب السودان، وإشعال الحرائق في غرب وجنوب وشرق ما تبقى منه، وإنهاك وسطه بالفساد، وسوء الإدارة، والتخبط، وذبذبة المواقف والسياسات، وغياب الرؤية، واضمحلال الدولة، وبالقمع.

    في تعليق يائس على خبر قيام الشرطة العسكرية بمطاردة الشباب في شوارع الخرطوم وحلق شعرهم، تساءل صديق لي: ماذا نقول؟

    نعيماً؟!

    [email protected]

    كاتب سودانى
                  

03-27-2013, 01:12 PM

garjah
<agarjah
تاريخ التسجيل: 05-04-2002
مجموع المشاركات: 4702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نـعـيـمـا لـلـحــلاقــة (Re: wadalzain)

    نعيمايا حاج
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de