جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول المنبع

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 04:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-24-2013, 06:45 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول المنبع

    رغم زيارة قنديل ، جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول المنبع

    March 23, 2013

    (حريات)

    أعلنت حكومة جنوب السودان عدم اعترافها باتفاقية مياه النيل الموقعة في العام 1959م ووصفتها بالاتفاقية الاستعمارية غير العادلة التي تعطي دول المنبع مصر والسودان النسبة الأكبر من المياه.

    وقال وزير الري والموارد المائية بحكومة الجنوب بول ميوم في تصريحات صحافية في جوبا ان جنوب السودان سينضم لاتفاقية دول المنبع التي وقعتها يوغندا وكينيا واثيوبيا ورواندا وتنزانيا من أجل توزيع أكثر انصافا لمياه النيل. مضيفا ان جنوب السودان لم يؤخذ برايه ولم يكن يمتلك ارادته عند توقيع تلك الاتفاقية.

    وتجئ تصريحات ميوم عقب أيام قليلة من زيارة لرئيس الوزراء المصري هشام قنديل لجوبا تم خلالها التوقيع علي عدة اتفاقيات للتعاون بين البلدين ، كما تم خلالها مناقشة موضوع اتفاقية مياه النيل. وجاءت زيارة قنديل لجوبا قبل شهر من المؤتمر الاقليمي لدول حوض النيل الذي سيعقد في العاصمة الاثيوبية أديس ابابا في ابريل المقبل.

    يجدر بالذكر ان الخلاف بين دول المصب والمنبع يتمثل في ثلاث نقاط أساسية هي الأمن المائي والموافقة المسبقة والحقوق التاريخية لمصر والسودان في مياه النيل التي تعطي مصر 55.5 مليار متر مكعب ، والسودان 18.5 مليار متر مكعب بما يمثل حوالى 80% من مياه النيل.
                  

03-24-2013, 07:13 AM

فايزودالقاضي
<aفايزودالقاضي
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 10091

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: Deng)

    Quote: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول المنبع

    ده كلام تمام ..

    وحتى السودان لم يستخدم حصته كاملة من المياه منذ تاريخ الاتفاقية ..

                  

03-24-2013, 07:35 AM

ود الباوقة

تاريخ التسجيل: 09-21-2005
مجموع المشاركات: 47163

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: فايزودالقاضي)

    تطور ملحوظ للاخ دينق

    وهو يبدي القليل من الاهتمام بدولته الأم .
                  

03-24-2013, 07:44 AM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: ود الباوقة)

    SS wayeeeeee
                  

03-24-2013, 08:21 AM

Artiga Gilani
<aArtiga Gilani
تاريخ التسجيل: 02-16-2013
مجموع المشاركات: 1073

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: ود الباوقة)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    دينق

    ايوة كدا ياخ

    قايلنك نسيت وجود دولة جنوب السودان

    حمدلله على السلامة
                  

03-24-2013, 08:30 AM

Sulaiman Adam
<aSulaiman Adam
تاريخ التسجيل: 03-10-2013
مجموع المشاركات: 714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: Artiga Gilani)

    انضمام دولة الجنوب لااى من الطرفين لايغير من الواقع شيئا دى تصريحات للاستهلاك السياسيى والاعلامى ليس الا
    معظم مياه النيل تاتى من النيل الازرق...
                  

03-24-2013, 10:19 AM

ناذر محمد الخليفة
<aناذر محمد الخليفة
تاريخ التسجيل: 01-28-2005
مجموع المشاركات: 29251

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: Sulaiman Adam)

    !!!

    Quote: التي تعطي دول المنبع مصر والسودان النسبة الأكبر من المياه.

                  

03-24-2013, 10:27 AM

فايزودالقاضي
<aفايزودالقاضي
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 10091

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: ناذر محمد الخليفة)

    غايتو دول المصب ديل لمن يقعدوا ليك الا تنبع براك ..
                  

03-24-2013, 10:39 AM

دينا خالد
<aدينا خالد
تاريخ التسجيل: 06-26-2006
مجموع المشاركات: 8736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: ناذر محمد الخليفة)

    دا شغل ممتاز يا دينق من دول المنبع ...
    لانو النيل ذاتو ما دام بقى يصب فى دول انظمة
    متسعة للهوس الدينى بقا منو خوف ..
    شايفه فى تعليق انو النيل الازرق مياهو اكتر دا كلام صاح
    شوف الكلام دا
    Quote: النيل الأزرق
    يأتي النيل الأزرق بنسبة (80-85%) من المياه المغذية لنهر النيل، ولكن هذه المياه تصل إليه في
    الصيف فقط أثناء سقوط الأمطار الموسمية علي هضبة الحبشة، بينما لا يشكل في بقية الأيام من العام ذات النسبه حيث تقل المياه.

    وبرضو النيل الازرق عنده منبع او مصدر
    دولتو وهى الحبشة قاااعدة مع دول المنبع .. اها ؟ يعنى هو النيل الازرق حقنا ..






    ــــــــــــــــــــــــــــــ
    يا دينق دى فرصة خلينا نشوف النيل واتفاقيتو ما بها وما عليها
    وهل نفذ المصريين الشروط التى منحوا بها تلك الحصه ؟؟ بل هل
    نفذوا شروط اتفاقية قيام السد العالى فى تعويض السودان عن ما حاق
    به من خساير جراء السد ..
    بالله النوبيين براحة خلونا نعمل جرد ما تنشذوا ..
                  

03-24-2013, 10:48 AM

عبداللطيف شريف على
<aعبداللطيف شريف على
تاريخ التسجيل: 03-10-2013
مجموع المشاركات: 1197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: دينا خالد)

    ياااا اولاد بمبه جااااكم احرار افريقيا ...

    ده الشغل حقى وحقك ...

    اتمنى ان تحذو دولة الشمال حذو ابناء النيل الابيض وبلاش هبالة عروبة ######ينة ما فيها فائدة ...


    النيل واتفاقيتة ورقة ضغط مهمة جدا ليت الكوز يعيها ويسترد بها كرامتنا وحلايب .

    نحيكم اخى دينق .
                  

03-24-2013, 10:41 AM

دينا خالد
<aدينا خالد
تاريخ التسجيل: 06-26-2006
مجموع المشاركات: 8736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: ناذر محمد الخليفة)

    Quote: التسمية

    ترجع تسمية "النيل" بهذا الاسم نسبه إلى المصطلح اليوناني Neilos ((باليونانية: and#925;and#949;and#953;and#955;and#959;and#962;)،
    كما يطلق عليه في اليونانية أيضا اسم Aigyptos ((باليونانية: and#913;and#953;and#947;and#965;and#960;and#964;and#959;and#962;) وهي أحد أصول المصطلحات الأوروبية لاسم مصر (باللاتينية: Aegyptus‏).
    مساره ـــــــــــــــ
    يجتمع نهر النيل في عاصمة السودان الخرطوم ويتكون من فرعين رئيسيين يقوما بتغذيته
    وهما: فرع النيل الأبيض في شرق القارة، و"فرع النيل الأزرق" في إثيوبيا.
    يشكل هذين الفرعين الجناح الغربي للصدع الإفريقي الشرقي، والذي يشكل بدوره الجزء الجنوبي الإفريقي من الوادي المتصدع الكبير
                  

03-24-2013, 10:43 AM

دينا خالد
<aدينا خالد
تاريخ التسجيل: 06-26-2006
مجموع المشاركات: 8736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: ناذر محمد الخليفة)

    Quote: النيل الأبيض

    تعتبر بحيرة فيكتوريا هي المصدر الأساسي لمياه النيل الأبيض. تقع هذه البحيرة علي حدود كل من أوغندا، تنزانيا وكينيا،
    وهذه البحيرة بدورها تعتبر ثالث البحيرات العظمي. بالتوازي، يعتبر نهر روفيرونزا في بوروندي هو الحد الأقصى لنهر النيل،
    وهو يشكل الفرع العلوي لنهر كاجيرا يقطع نهر كاجيرا مسارا طوله 690 كم (429 ميل) قبل دخوله إلي بحيرة فيكتوريا.

    بعد مغادرة بحيرة فيكتوريا، يعرف النيل في هذا الجزء باسم نيل فيكتوريا،
    ويستمر في مساره لمسافة 500 كم (300 ميل) مرورا ببحيرة كييوجا - حتى يصل إلي بحيرة ألبرت.


    بعد مغادره بحيرة ألبرت، يعرف النيل باسم نيل ألبرت، ثم يصل النيل إلي جمهورية جنوب السودان
    ليعرف عندها باسم بحر الجبل، وعند اتصاله ببحر الغزال يمتد النيل لمسافة 720 كم (445 ميل) يعرف فيها باسم النيل الأبيض،
    ويستمر النيل في مساره حاملا هذا الاسم حتى يدخل جمهوريةالسودان ثم يمر بالعاصمة السودانية الخرطوم.
                  

03-24-2013, 10:47 AM

دينا خالد
<aدينا خالد
تاريخ التسجيل: 06-26-2006
مجموع المشاركات: 8736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: ناذر محمد الخليفة)

    Quote: ملتقى النيل
    بحيرة فيكتوريا أحد منابع النيل
    مقرن النيلين، الأبيض والأزرق في الخرطوم

    بعد اتحاد النيلين الأبيض والأزرق في مقرن الخرطوم ليشكلا معا النيل،
    لا يتبقي لنهر النيل سوي رافد واحد لتغذيته بالمياه قبل دخوله مصر ألا وهو نهر عطبرة،
    والذي يبلغ طول مساره 800 كم (500 ميل) تقريبا.
    ينبع هذا النهر من المرتفعات الإثيوبية أيضا، شمالي بحيرة تانا،
    ويتصل بنهر النيل علي مسافة 300 كم (200 ميل) بعد مدينة الخرطوم.

    ويعتبر النيل في السودان مميزا لسببين:

    أولهما: مروره علي ستة شلالات؛ – الشلال السادس في السبلوقة (شمال الخرطوم) حتى شلال أسوان – في مصر.
    ثانيهما: تغيير مسار النيل، حيث ينحني مسار النيل في اتجاه جنوبي غربي، قبل أن يرجع لمساره الأصلي – شمالا –
    حتى يصل للبحر المتوسط، ويطلق علي هذا الجزء المنحني اسم "الانحناء العظيم للنيل"

    بعد عودته لمساره الأصلي، يعبر النيل الحدود السودانية المصرية،
    ويستمر في مساره داخل مصر بطول 270 كم (170 ميل) حتى يصل إلي بحيرة ناصر -) -
    وهي بحيرة صناعية تقع خلف السد العالي. وبدءاً من عام 1998 انفصلت بعض أجزاء هذه البحيرة غربا بالصحراء الغربية ليشكلوا بحيرات توشكي

    وعودة إلي مساره الأصلي في بحيرة ناصر، يغادر النيل البحيرة ويتجه شمالا حتى يصل إلي البحر المتوسط. علي طول هذا المسار،
    يتفرع جزء من النهر عند أسيوط، ويسمي بحر يوسف، ويستمر حتى يصل إلي الفيوم.

    ويصل نهر النيل إلى أقصى الشمال المصري، ليتفرع إلي فرعين: فرع دمياط شرقا وفرع رشيد غربا،
    ويحصران فيما بينهما دلتا النيل وهي تعتبر علي قمة قائمة الدلتا في العالم،
    ويصب النيل في النهاية عبر هذين الفرعين في البحر المتوسط منهيا مساره الطويل من أواسط شرق إفريقيا وحتى شمالها.
    ومن المدن التي يمر بها نهر النيل بعد الملتقي (شندي والمتمة والدامر وعطبره وأبو حمد منتهياً بحلفا قبل الدخول إلي مصر).










    ـــــــــــــــــــــــــ
    نسيتوا الجغرافيا دى بعد الامتحانات طوالى مش ؟؟
    هسه انا الا لقيتا فى النت ... نواصل
                  

03-24-2013, 10:50 AM

دينا خالد
<aدينا خالد
تاريخ التسجيل: 06-26-2006
مجموع المشاركات: 8736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: ناذر محمد الخليفة)

    Quote: فيضان النيل

    منذ فجر التاريخ، اعتمدت الحضارات التي قامت على ضفتي النيل على الزراعة، كنشاط رئيسي مميز لها، خصوصا في السودان ومصر نظرا لكونها من أوائل الدول التي قامت علي أرضها حضارات، لهذا فقد شكل فيضان النيل أهمية كبري في الحياة المصرية القديمة والنوبية أيضا. كان هذا الفيضان يحدث بصورة دورية في فصل الصيف، ويقوم بتخصيب الأرض بالمياه اللازمة لما قام الفلاحون بزراعته طوال العام في انتظار هذه المياه.

    ففي مصر الفرعونية، ارتبط هذا الفيضان بطقوس شبه مقدسة، حيث كانوا يقيمون احتفالات وفاء النيل ابتهاجا بالفيضان. كما قاموا بتسجيل هذه الاحتفالات في صورة نحت على جدران معابدهم ومقابرهم والأهرامات لبيان مدى تقديسهم لهذا الفيضان.

    وقد ذكرت الكتب السماوية المقدسة (الإنجيل والقرآن) قصة نبي الله يوسف مع أحد فراعنة مصر حينما قام بتأويل حلمه حول السنابل السبع والبقرات السبع، مما ساهم في حماية مصر من مخاطر الفيضان في هذه الفترة لمدة سبع سنوات رخاء وسبع سنوات عجاف.

    وفي مصر الإسلامية، اهتم ولاتها بالفيضان أيضا، وقاموا بتصميم "مقياس النيل" في العاصمة القاهرة للقيام بقياس دقيق للفيضان. وما زال هذا المقياس قائما لليوم في "جزيرة الروضة" بالقاهرة. (مزيد من التفاصيل في المقالة الأصلية: "مقياس النيل ".)

    أما في العصر الحديث، ففي أواخر الثمانينات من القرن المنصرم شهدت دول حوض النيل جفافا نتيجة لضعف فيضان النيل، مما أدى إلى نقص المياه وحدوث مجاعة كبري في كل من السودان وإثيوبيا، غير أن مصر لم تعان من آثار تلك المشكلة نظرا لمخزون المياه ببحيرة ناصر خلف السد العالي.
                  

03-24-2013, 10:52 AM

دينا خالد
<aدينا خالد
تاريخ التسجيل: 06-26-2006
مجموع المشاركات: 8736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: ناذر محمد الخليفة)

    دول حوض النيل
    أوغندا
    إثيوبيا
    السودان
    جنوب السودان
    الكونغو الديمقراطية
    بوروندي
    تنزانيا
    رواندا
    كينيا
    مصر



    أريتريا بصفة مراقب
                  

03-24-2013, 11:11 AM

Zomrawi Alweli
<aZomrawi Alweli
تاريخ التسجيل: 08-04-2007
مجموع المشاركات: 3368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: دينا خالد)

    Quote: شندي والمتمة والدامر وعطبره وأبو حمد منتهياً بحلفا قبل الدخول إلي مصر

    يا دينا سلام من الله عليكي

    كان غلبتك الجغرافيا اتمرمغي في تاريخو

    يعن ذكرت المناطق اعلاه وكأننا في رحلة بالسكة حديد السودان ولم تذكري المنطقة النوبية التي ترقد على خاصرة النيل من منطقة كرمكول الطيب صالح حتى السد العالي في الحدود السودانية
    وان النيل في المنطقة النوبية اثره واضح في انسان تلك المناطق حيث لا يعرفون الا الزراعة .
                  

03-24-2013, 11:01 AM

دينا خالد
<aدينا خالد
تاريخ التسجيل: 06-26-2006
مجموع المشاركات: 8736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: ناذر محمد الخليفة)

    Quote:
    خفايا وخبايا مفاوضات اتفاقية مياه النيل لعام 1959 (9 – 12) .. بقلم: د. سلمان محمد أحمد سلمان
    الأربعاء, 05 كانون1/ديسمبر 2012 07:08

    1
    تناولت المقالات الثمانية الماضية من هذه السلسلة من المقالات سير مفاوضات مياه النيل منذ قيام الحكومة الوطنية الأولى في السودان برئاسة السيد اسماعيل الأزهري في يناير عام 1954 وحتى توقيع اتفاقية مياه النيل في القاهرة يوم 8 نوفمبر عام 1959. وقد أوضحت تلك المقالات كيف أن جولات التفاوض الخمسة الأولى خلال فترة الحكم المدني الأول قد تداخلت مع العوامل السياسية وتشابكت مع مشروع وحدة وادي النيل وتعقيداته، وكذلك مع القضايا الأمنية ومشكلة حلايب. كما لا بدّ من ملاحظة أن الصراعات داخل الحكومة السودانية نفسها، وبين الحكومة والمعارضة، قد أخذت جزءاً كبيراً من جهد وإمكانيات الحكومة المحدودة أصلاً، وأثّرت بالضرورة على إمكانيات السودان التفاوضية.
    ولا بد من إضافة أن المفاوض المصري كان قد استفاد كثيرا من الضغوط الاقتصادية على الحكومة السودانية كي تبدأ العمل في تشييد خزان الروصيرص لري امتداد المناقل بعد النجاح الكبير الذي حققه مشروع الجزيرة، واعتماد السودان الكبير على عائدات قطن المشروع. وقد زادت هذه الضغوط بعد الانقلاب العسكري للفريق ابراهيم عبود في 17 نوفمبر عام 1958. وكما ذكرنا فإن معظم الأنظمة العسكرية تُركّز على الجانب الاقتصادي وتبذل قصارى جهدها لتحسين الظروف المعيشية لشعوبها لتعويضهم عن فقدان الحريات الأساسية التي جردتهم منها، ولتحاول أن تكتسب شرعيتها من هذا المنحنى. وقد طبّق نظام الفريق ابراهيم عبود هذه القاعدة واعتمد مشروع الجزيرة ركيزةً أساسية لبرنامجه الاقتصادي. وقد كانت خطّة المُضي قُدماً في تنفيذ امتداد المناقل من أبرز مكونات هذا البرنامج الاقتصادي.
    عليه فقد استطاعت مصر أن تنتزع من الفريق ابراهيم عبود في شهرٍ واحد ما فشلت أن تتوصّل إليه في خمس سنواتٍ مع الأحزاب السياسية السودانية – ألا وهو اتفاقية مياه النيل لعام 1959 التي تمّ التوقيع عليها في يوم 8 نوفمبر عام 1959، مع اتفاقيتين آخرتين هما الاتفاق المالي والتجاري؛ واتفاقية المسائل الجمركية.
    كانت المفاوضات قد عُلّقت مرتين كي يعود بعض أعضاء الوفد السوداني للخرطوم للتشاور مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة ومجلس الوزراء حول بعض مسائل التفاوض العالقة. ولكن كان واضحاً أن الوفد السوداني قد غادر للقاهرة ومعه التوجيهات أن لا يعود بدون اتفاق. وقد أكد ذلك اللواء محمد طلعت فريد لاحقاً عند ما ذكر أن الأوامر كانت قد صدرت له أن يحسم خلال جولة المفاوضات في القاهرة كل المسائل العالقة، وأن لا يعود للخرطوم بدون اتفاق. وأضاف أنه كرجلٍ عسكري لم يكن أمامه خيار غير إطاعة تلك الأوامر.
    عليه فقد تضمّنت الاتفاقية معظم مطالب ومواقف مصر وبرز فيها رجحان الكفة المصرية بوضوح. كما برز من خلال بنود الاتفاقية التنازلات الكبيرة التي قدّمتها الحكومات السودانية المختلفة خلال جولات التفاوض منذ عام 1954، خصوصاً تنازلات حكومة الفريق عبود التي وقّعت على الاتفاقية كما يوضّح النقاش أدناه.
    2
    تتكون اتفاقية مياه النيل لعام 1959 من ديباجة وثمانية أقسام وثلاثة ملاحق.
    تتناول الديباجة ثلاث مسائل. الأولى تتعلّق بالحاجة إلى مشروعاتٍ لضبط نهر النيل ضبطاً كاملاً ولزيادة ايراده للانتفاع التام بمياهه لصالح مصر والسودان، والثانية تتعلّق باحتياج هذه الأعمال إلى اتفاقٍ وتعاونٍ كاملٍ بين الدولتين لتنظيم الافادة من هذه المشروعات. أما المسألة الثالثة فهي تتعلّق كما ذكرنا سابقاً باتفاقية مياه النيل لعام 1929 والتي تقول الديباجة أنها قد نظّمت بعض الإستفادة بمياه النيل ولكن لم يشمل مداها ضبطاً كاملاً لمياه النهر، مما يعني أنها اتفاقيةٌ ناقصة لكنها نافذة.
    تتناول الأقسام الثمانية للاتفاقية ستة مواضيع رئيسية هي: تخصيص مياه النيل بين مصر والسودان؛ مشروعا السد العالي وخزان الروصيرص؛ تعويضات السودان عن إغراق منطقة وادي حلفا؛ مشروعات استغلال مياه مستنقعات جنوب السودان؛ إنشاء الهيئة الفنية الدائمة المشتركة؛ ومطالب دول حوض النيل الأخرى. هذا بالإضافة إلى السلفة المائية من السودان لمصر التي تمّ تضمينها في ملحقٍ للاتفاقية بدون ذكرٍ لها في بنود الاتفاقية نفسها. وسنناقش كل موضوعٍ من هذه المواضيع السبعة على حدة.
    3
    أولاً:تخصيص مياه النيل بين مصر والسودان:
    تُشير الاتفاقية إلى أن صافي مياه نهر النيل مُقاسةً عند أسوان بعد بناء السد العالي هي 84 مليار متر مكعب. وتؤكّد الاتفاقية أن الحقوق المكتسبة لمصر (أي ما كانت تستخدمه مصر حتى تو قيع الاتفاقية) هي 48 مليار متر مكعب، وأن حقوق السودان المكتسبة هي 4 مليار متر مكعّب، (أيضاً محسوبةٌ عند أسوان). وعند خصم هذه الحقوق المكتسبة للدولتين (48 مليار زائداً 4 مليار = 52 مليار متر مكعب)، وخصم فاقد التخزين المستمر في بحيرة السد العالي (أو فاقد التبخر) المقدّر بنحو 10 مليار متر مكعّب فإنه يتبقى 22 مليار متر مكعّب من المياه.
    وتنصّ الاتفاقية على توزيع هذه الكمية (22 مليار) بنسبة14,5 للسودان و7,5 لمصر. عليه فإن نصيب السودان يصبح 18,5 مليار متر مكعب (4 زائداً 14,5)، بينما يصبح نصيب مصر 55,5 مليار متر مكعب (48 زائداً 7,5).
    وهكذا نجحت مصر أخيراً في إقناع السودان أن السد العالي لمصلحة مصر والسودان وقَبِلَ السودان أن يتحمّل فاقد التبخر في بحيرة السد مناصفةً مع مصر. وقد حصل السودان على 18,5 مليار متر مكعب وهي تساوي نحو 22% من مجمل مياه النيل مقاسةً عند أسوان. ورغم أن نصيب السودان قد زاد من الـ 17 مليار التي عرضتها مصر في أكتوبر عام 1958 قبل أن تسحب ذاك العرض باعتباره أفكاراً للنقاش وليس عرضاً للتفاوض، لكن كما سنرى لاحقاً فإنه بعد خصم سلفة المياه من السودان لمصر، فإن نصيب السودان يكون 17 مليار متر مكعب وهي ذات العرض الذي قدّمته مصر في سبتمبر عام 1958، وهي تساوي حوالي 20% فقط من مجمل مياه النيل مقاسةً عند أسوان.
    عليه فقد تخلّى السودان تدريجياً عن إصراره على تطبيق معادلة السيد كوري (عضو لجنة مشاريع النيل لعام 1920) والتي كانت ستمنحه 20 مليار متر مكعب (أربعة مليار حقوق مكتسبة زائداً 16 مليار التي هي نصف الفائض الذي قُدِّر بـ 32 مليار متر مكعب)، وقَبِلَ السودان أن يتقاسم فاقد التبخر في بحيرة السد العالي مناصفةً مع مصر، وقَبِلَ السودان أيضا فكرة إعطاء مصر سلفة مائية لا تزيد عن مليار ونصف مليار متر مكعب من نصيبه بموجب الاتفاقية, كما سنناقش لاحقاً.
    4
    ثانياً: السد العالي وخزان الروصيرص:
    تضمّنت الاتفاقية موافقة مصر والسودان على إنشاء مصر للسد العالي عند أسوان وذلك لضبط مياه النيل والتحكّم في منع انسياب مياهه إلى البحر. وتُشير الاتفاقية إلى السد العالي "كأول حلقة من سلسلة مشروعات التخزين المستمر على النيل." ولكن الاتفاقية لا توضّح أين ستكون بقية حلقة مشروعات التخزين المستمر. قد يكون في ذهن المفاوضين التخزين في البحيرات الاستوائية وبحيرة تانا التي درسها وكتب عنها عشراتِ التقارير المهندسون البريطانيون في مصر والسودان في النصف الأول من القرن الماضي - السادة غارستين وماكدونالد وهيرست وبلاك وبوتشر. ولكن ذاك الوضع قد بدأ في التغيير عام 1959 مع قرب بزوغ فجر استقلال دول البحيرات الاستوائية، ومع تجاهل مصر والسودان لطلبات اثيوبيا المتكرّرة للمشاركة في مفاوضات مياه النيل.
    تشير الاتفاقية أيضاً إلى موافقة الدولتين على إنشاء السودان خزان الروصيرص وأي أعمال أخرى يراها السودان لازمةً لاستغلال نصيبه من مياه النيل. هذا يعني أن مصر تنازلت عن شرطها الخاص بأن يتم بناء خزان الروصيرص بعد الفراغ من بناء السد العالي. ولكن هذا التنازل مُقيّد بالجزء السادس من الاتفاقية والذي يوضّح أن انتفاع الدولتين بنصيبهما المحددّ لهما في صافي فائدة السد العالي لن يبدأ قبل بناء السد العالي، وعليه فهذا الجزء من الاتفاقية يُلزم الطرفين بالاتفاق على نظام توسعهما الزراعي في فترة الانتقال الواقعة بين تاريخ توقيع الاتفاقية إلى قيام السد العالي بما لا يؤثر على مطالبهما المائية في ذلك الوقت. وواضحٌ أن هذا النص يمنع السودان من الإضرار باستعمالات مصر المائية القائمة وقتها حال اكتمال خزان الروصيرص وقبل اكتمال السد العالي، وبالتالي يقيّد استفادة السودان من خزان الروصيرص قبل قيام السد العالي.
    أوضحت الاتفاقية أن تشغيل السد العالي سوف ينتج عنه استغناء مصر عن التخزين في خزان جبل أولياء لأن تخزيناً أضخم سيتمّ في بحيرة السد العالي (حوالي 162 مليار متر مكعب)، وأشارت الاتفاقية إلى أن الطرفين سيبحثان في الوقت المناسب ما يتصل بهذا الاستغناء. عليه فإن الاتفاقية لم تُلزم مصر بإعادة خزان جبل أولياء للسودان عند اكتمال السد العالي، بل تركت ذلك لاتفاقٍ مستقبلي.
    وقد تمّ بناء خزان جبل أولياء في ثلاثينيات القرن الماضي كتعويضٍ لمصر عن بناء خزان سنار وإنشاء مشروع الجزيرة لتخزين بعض مياه النيل الأبيض في فترة فيضان النيل الأزرق لمصلحة مصر وحدها. وظلّ خزان جبل أولياء تحت الإدارة المصرية الكاملة حتى عام 1977. وسنناقش لاحقاً مسألة إعادة خزان جبل أولياء للسودان.
    5
    ثالثاً: تعويضات أهالي حلفا:
    برزت مسألة تعويضات السودان عن الأضرار التي ستنجم لأهالي حلفا عن السد العالي لأول مرة في أبريل عام 1955 إبان جولة المفاوضات التي عُقدت في القاهرة وترأس وفد السودان لها السيد خضر حمد. فقد قبل السودان مبدأ قيام السد العالي لكنه طالب "أن يُعوّض سكان حلفا التعويض الكافي قبل إقامة السد العالي." لم يحدّد السودان رقماً محدداً للتعويضات في ذلك الوقت ولكن توسّعت دائرة المطالب لتشمل، بالإضافة إلى تعويضات أهالي حلفا، التعويض عن المعادن والآثار التي ستُغْرِقها بحيرة السد العالي في السودان. وكانت هناك دراسات تُشير إلى وجود كمياتٍ من خام الحديد وكذلك آثار تاريخية ضخمة في المنطقة التي ستغرقها بحيرة السد العالي جنوب مدينة وادي حلفا. كما أشار السودان أيضاً إلى أنه سيطالب بتعويضات عن الكهرباء التي كان يمكن توليدها من شلالات دال وسمنه التي ستغرقها بحيرة السد العالي أيضاً، كما سيطالب بمدّه ببعض كهرباء السد
    العالي.
    في الجولة الخامسة من المفاوضات (ديسمبر عام 1957 – يناير عام 1958) إبان حقبة السيد ميرغني حمزة الثانية كوزيرٍ للري أوضح السودان أن التكلفة الإجمالية لترحيل وتوطين أهالي حلفا، بما في ذلك تكلفة بناء خزان خشم القربة ومشروع حلفا الجديدة حيث سيُوطّن أهالي حلفا، بالإضافة إلى تعويضات الآثار والمعادن هي مبلغ 36 مليون جنيه مصري (لم يرد ذكر للتعويض عن الكهرباء التي كان يمكن توليدها من شلالات دال وسمنه). اعترضت مصر على هذا الرقم ووصفته بأنه عالٍ جداً وعرضت على السودان مبلغ 10 مليون جنيه مصري، والتي رفضها السودان بدوره. ولم يحدث أي تقدمٍ في هذه المسألة.
    بعد وصول الفريق عبود للسلطة وعند بدء المفاوضات في أكتوبر عام 1959 عدّل السودان أرقامه وطالب بمبلغ 25 مليون جنيه مصري، ولكن لم توافق مصر على هذا الرقم، وأصرت على رقمها الأول وهو 10 مليون جنيه مصري.
    وقد كانت مسألة التعويضات إحدى المسائل التي اُوقِفت بسببها المفاوضات للسماح لبعض أعضاء الوفد السوداني (اللواء محمد طلعت فريد رئيس الوفد والسيد عبد الماجد أحمد وزير المالية) بالسفر للخرطوم للتشاور مع الحكومة السودانية، وتمّ تخفيض المطلب السوداني بعد ذلك إلى 20 مليون جنيه مصري، ولكن مصر أصرّت على عرضها الأول وهو مبلغ 10 مليون جنيه مصري.
    ومع إصرار كل فريقٍ على مبلغ التعويضات الذي حددّه اتفق الطرفان على إحالة الخلاف للتحكيم إلى الرئيس جمال عبد الناصر. أصدر الرئيس جمال عبد الناصر قراره التحكيمي بأن يكون التعويض 15 مليون جنيه مصري، ويقع هذا الرقم في منتصف الطريق بين المطلب السوداني الأخير والعرض المصري الأصلي.
    قبل الطرفان هذا الرقم وتضمّنت الاتفاقية نصاً يُشير إلى أن هذا التعويض شاملٌ عن الأضرار التي ستلحق بالممتلكات السودانية نتيجة التخزين في السد العالي لمنسوب 182 متر. وتضمّنت الاتفاقية نصاً آخر يُلزم الحكومة السودانية بأن تُكْمِل ترحيل أهالي حلفا قبل يوليو 1963، أي في حوالي ثلاثة أعوام ونصف فقط من تاريخ توقيع الاتفاقية. ويحدّد الملحق الثاني للاتفاقية مواعيد دفع أقساط التعويض للسودان والتي حدّدت بأربعة أقساط يتم دفعها في أربعة أعوام (3 مليون جنيه مصري في أول يناير عام 1960، و4 مليون جنيه مصري في أول يناير للأعوام 1961، 1962، و1963).
    وقد يبدو غريباً أن يختار أحد الوفدين المتفاوضين رئيس دولة الطرف الآخر كمحكّمٍ في نزاعٍ يدور بين هذين الوفدين، لكن هذه هي المفاوضات المصرية السودانية. وكما سنوضّح لاحقاً فقد أبرز الوفد السوداني المفاوض عند عودته للخرطوم مبلغ الـ 15 مليون جنيه مصري كإنجازٍ للسودان.
    ولكن كما سنناقش في مقالاتٍ لاحقة فإن التكلفة الإجمالية لإعادة توطين أهالي حلفا تجاوزت مبلغ الـ 35 مليون جنيه الذي طالب به السودان خلال الجولة الخامسة من المفاوضات التي قاد السيد ميرغني حمزة وفد السودان لها في ديسمبر عام 1957. وعليه فلم يفِ المبلغ الذي وافق عليه الوفد السوداني المفاوض حتى بنصف تكلفة إعادة التوطين.
    6
    سوف نواصل في المقال القادم شرح وتحليل بقيّة المسائل الأساسية التي تضمّنتها الاتفاقية وهي: مشروعات استغلال مياه مستنقعات جنوب السودان؛ إنشاء الهيئة الفنية الدائمة المشتركة؛ مطالب دول حوض النيل الأخرى؛ بالإضافة إلى السلفة المائية من السودان لمصر. وسوف نلاحظ في ذلك النقاش والتحليل نفس المنحى الذي بيّناه حتى الآن والذي يرجّح كفة مصر بوضوح في معظم، إن لم نقل كل بنود وملاحق الاتفاقية.

                  

03-24-2013, 11:10 AM

دينا خالد
<aدينا خالد
تاريخ التسجيل: 06-26-2006
مجموع المشاركات: 8736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: ناذر محمد الخليفة)

    Quote: ومع تجاهل مصر والسودان لطلبات اثيوبيا المتكرّرة للمشاركة في مفاوضات مياه النيل.


    Quote: وواضحٌ أن هذا النص يمنع السودان من الإضرار باستعمالات مصر المائية القائمة وقتها
    حال اكتمال خزان الروصيرص وقبل اكتمال السد العالي، وبالتالي يقيّد استفادة السودان من خزان الروصيرص قبل قيام السد العالي.



    Quote: وظلّ خزان جبل أولياء تحت الإدارة المصرية الكاملة حتى عام 1977. وسنناقش لاحقاً مسألة إعادة خزان جبل أولياء للسودان.


    Quote: إبان حقبة السيد ميرغني حمزة الثانية كوزيرٍ للري أوضح السودان أن التكلفة الإجمالية لترحيل وتوطين أهالي حلفا،
    بما في ذلك تكلفة بناء خزان خشم القربة ومشروع حلفا الجديدة حيث سيُوطّن أهالي حلفا،
    بالإضافة إلى تعويضات الآثار والمعادن هي مبلغ 36 مليون جنيه مصري (لم يرد ذكر للتعويض عن الكهرباء التي كان يمكن توليدها من شلالات دال وسمنه).
    اعترضت مصر على هذا الرقم ووصفته بأنه عالٍ جداً وعرضت على السودان مبلغ 10 مليون جنيه مصري، والتي رفضها السودان بدوره. ولم يحدث أي تقدمٍ في هذه المسألة.






    Quote: ومع إصرار كل فريقٍ على مبلغ التعويضات الذي حددّه اتفق الطرفان على إحالة الخلاف للتحكيم إلى الرئيس جمال عبد الناصر. أصدر الرئيس جمال عبد الناصر قراره التحكيمي بأن يكون التعويض 15 مليون جنيه مصري، ويقع هذا الرقم في منتصف الطريق بين المطلب السوداني الأخير والعرض المصري الأصلي.


    Quote: وقد يبدو غريباً أن يختار أحد الوفدين المتفاوضين رئيس دولة الطرف الآخر كمحكّمٍ في نزاعٍ يدور بين هذين الوفدين، لكن هذه هي المفاوضات المصرية السودانية. وكما سنوضّح لاحقاً فقد أبرز الوفد السوداني المفاوض عند عودته للخرطوم مبلغ الـ 15 مليون جنيه مصري كإنجازٍ للسودان.




    بعض الحقارات التى وردت فى المقالات المهمة التى نشرها ... السودانى المتخصص د. سلمان
                  

03-24-2013, 11:17 AM

دينا خالد
<aدينا خالد
تاريخ التسجيل: 06-26-2006
مجموع المشاركات: 8736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: ناذر محمد الخليفة)

    اتفاق مصر والسودان بشأن السد العالى 8-11-1959

    زي ا لنهـاردة ..
    اتفاق مصر والسودان بشأن السد العالى 1959
    Shbab-2day.com شباب اليوم


    في شهر نوفمبر/تشرين ثاني عام‏1959,‏ تم توقيع الاتفاق التاريخي بين مصر والسودان بشأن بناء السد العالي لتوفير مياه النيل التي تذهب هباء إلى البحر المتوسط في أثناء موسم الفيضان‏,‏ مع بداية السنة المائية في أول آب/أغسطس من كل عام‏.‏ وفي الأيام الأولي من شهر نوفمبر/تشرين ثاني ‏1959,‏ أعلن الزعيم جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية العربية المتحدة التوصل إلى اتفاقية النيل‏,‏ والتي أشرف بنفسه على مفاوضاتها مع الرئيس السوداني الراحل ابراهيم عبود.

    اتفاق والسودان بشأن السد العالى 8-11-1959

    وعندما اجتاحت العالم فى عام 2000، موجة من استفتاءات لاختيار أعظم المنجزات فى القرن العشرين، جرى استفتاء فى الولايات المتحدة الأميركية شاركت فيه الشركات العقارية العملاقة وشركات التصميم الهندسى وشركات بناء السدود، حول أعظم مشروع بنية أساسية فى القرن العشرين وهو بالضرورة الأعظم على مر التاريخ بحكم أن المشروعات الكبرى التى أتاح التقدم العلمى إنشاءها فى القرن العشرين لا تقارن بالمشروعات التى أنشئت قبله.. وكانت نتيجة الاستفتاء هى اختيار سد مصر العالى كأعظم مشروع بنية أساسية فى العالم فى القرن العشرين، بعد منافسة ضارية مع "إمباير ستيت" أول ناطحة سحاب فى العالم، وسد "بولدر" الأميركى.


    ولم يكن الاختيار مبنيا على أن السد العالى معجزة هندسية رغم أن ذلك أمر مسلّم به، ولكنه كان بسبب أن السد غير مصير شعب بأكمله. وهذا الاختيار تاج على رأس زعيم مصر الأسطورى جمال عبدالناصر الذى قاتل بضراوة وبراعة مذهلة فى أحلك الظروف من أجل بناء سد مصر العالى لحماية أمته وتغيير مصيرها من أمة خاضعة لمشيئة النهر إلى أمة متحكمة فى مسار النهر


    خطوات تنفيذ المشروع:

    اتفاق والسودان بشأن السد العالى 8-11-1959
    - تقدم المهندس المصري اليوناني الأصل أدريان دانينوس إلي قيادة ثورة 1952 بمشروع لبناء سد ضخم عند أسوان لحجز فيضان النيل وتخزين مياهه وتوليد طاقة كهربائية منه.

    - بدأت الدراسات في 18 أكتوبر 1952 بناء علي قرار مجلس قيادة ثورة 1952 من قبل وزارة الأشغال العمومية ( وزارة الري والموارد المائية حاليا) وسلاح المهندسين بالجيش ومجموعة منتقاة من أساتذة الجامعات حيث استقر الرأي علي أن المشروع قادر علي توفير احتياجات مصر المائية.

    - في أوائل عام 1954 تقدمت شركتان هندسيتان من ألمانيا بتصميم للمشروع ، وقد قامت لجنة دولية بمراجعة هذا التصميم وأقرته في ديسمبر 1954 كما تم وضع مواصفات وشروط التنفيذ.

    - طلبت مصر من البنك الدولي تمويل المشروع ، وبعد دراسات مستفيضة للمشروع أقر البنك الدولي جدوي المشروع فنيا واقتصاديا .

    - في ديسمبر 1955 تقدم البنك الدولي بعرض لتقديم معونة بما يساوي ربع تكاليف إنشاء السد.

    - سحب البنك الدولي عرضه في 19/7/1956 بسبب الضغوط الاستعمارية.

    - في 27/12/1958 تم توقيع اتفاقية بين روسيا (الاتحاد السوفيتي سابقا) ومصر لإقراض مصر 400 مليون روبل لتنفيذ المرحلة الأولي من السد.

    - في مايو 1959 قام الخبراء السوفييت بمراجعة تصميمات السد واقترحوا بعض التحويرات الطفيفة التي كان أهمها تغيير موقع محطة القوي واستخدام تقنية خاصة في غسيل وضم الرمال عند استخدامها في بناء جسم السد.

    - في ديسمبر 1959 تم توقيع اتفاقية توزيع مياه خزان السد بين مصر والسودان.

    - بدأ العمل في تنفيذ المرحلة الأولي من السد في 9 يناير 1960 وشملت حفر قناة التحويل والأنفاق وتبطينها بالخرسانة المسلحة وصب أساسات محطة الكهرباء وبناء السد حتي منسوب 130 مترا .

    -في 27 أغسطس 1960 تم التوقيع علي الاتفاقية الثانية مع روسيا (الاتحاد السوفيتي سابقا) لإقراض مصر 500 مليون روبل إضافية لتمويل المرحلة الثانية من السد .

    - في منتصف مايو 1964 تم تحويل مياه النهر إلي قناة التحويل والأنفاق وإقفال مجري النيل والبدء في تخزين المياه بالبحيرة.

    - في المرحلة الثانية تم الاستمرار في بناء جسم السد حتي نهايته وإتمام بناء محطة الكهرباء وتركيب التربينات وتشغيلها مع إقامة محطات المحولات وخطوط نقل الكهرباء.

    - انطلقت الشرارة الأولي من محطة كهرباء السد العالي في أكتوبر 1967

    - بدأ تخزين المياه بالكامل أمام السد العالي منذ عام 1968

    - في منتصف يوليو 1970 اكتمل صرح المشروع .

    - في15 يناير 1971 تم الاحتفال بافتتاح السد العالي.
                  

03-24-2013, 11:33 AM

فايزودالقاضي
<aفايزودالقاضي
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 10091

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: دينا خالد)

    لا حول الله ...

    شكرا دينا على الاضافات الحقَّارة ..

    كان كدي ندعم الجنوب واثيوبيا ..
                  

03-24-2013, 12:32 PM

دينا خالد
<aدينا خالد
تاريخ التسجيل: 06-26-2006
مجموع المشاركات: 8736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: فايزودالقاضي)

    Quote: 2- تعويضات حلفا:
    ولان احتجاز المياه وراء السد العالى يؤدى إلى إغراق مساحات كبيرة تمتد إلى أكثر من 35كيلو مترًا وراء السد العالى ستكون هى مساحة البحيرة الصناعية للسد العالي. وكان لابد أن يدفع الإقليم الجنوبى للجمهورية العربية المتحدة- مصر - تعويضاً عنها. وعندما بدأت المفاوضات كان الجانب السودانى يطلب 36 مليون جنيه إسترلينى تعويضا لحلفا. وكان الوفد العربى يعرض 9ملايين وبعد فترة من الأخذ والرد وصل الوفد السودانى إلى طلب 20 مليون جنيه ووصل عرض الجانب العربى إلى 10ملايين، حتى تدخل الرئيس جمال عبدالناصر وارتضى وفد السودان كما ار?ضى وفد الجمهورية العربية المتحدة تحكيم جمال عبدالناصر الذى حكم بمبلغ 15مليون جنيه.


    هل سيناصر ابناء حلفا دول المنبع ؟ لمحو اثار ظلامات اتفاقية مياه النيل ؟
                  

03-24-2013, 12:02 PM

دينا خالد
<aدينا خالد
تاريخ التسجيل: 06-26-2006
مجموع المشاركات: 8736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: ناذر محمد الخليفة)

    Quote:
    جددت مصر رفضها الاتفاقية الإطارية التي وقعتها أربعة دول من أعضاء حوض النيل الجمعة الماضية في أوغندا، لإعادة تقاسم مياه النهر، واعتبرت قضية مياه النيل بالنسبة لها تمثل قضية حياة أو موت، لافتة إلى موقفها الثابت الذي تحميه الاتفاقيات الثنائية والقوانين والمواثيق الدولية بشأن ضمان الحفاظ على حصتها البالغة 55.5 مليار متر مكعب، بموجب اتفاقيتي 1929 و1959.

    وأبدى الدكتور مفيد شهاب وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية الترحيب بإقامة مشروعات مشتركة مع دول منابع النيل، وقال خلال لقائه أمس مع أعضاء نوادي روتاري القاهرة إن الحكومة المصرية بدأت بالفعل بحث سبل التعاون مع هذه الدول لضمان حماية الحقوق ورعاية المصالح لكل دول حوض النيل.

    ورغم رفضها التراجع عن موقفها، إلا أن شهاب رفض التهويل من موقف دول المنابع، ووصفها بأنها شقيقة لمصر وتربطها معها بمصالح مشتركة، وأن هناك اعتبارات سياسية تتطلب الحوار والتعاون بين دول المنبع والمصب لحل مشكلة مياه النيل.

    في الأثناء، أكدت مصادر مصرية في نيويورك معنية بملف مياه النيل، أن وزارة الري والموارد المائية وأجهزة سيادية في مصر تراقب عن كثب ومنذ عدة سنوات محاولات بعض دول حوض النيل إقامة مشروعات وسدود على مجرى النهر، وذلك حتى تتأكد من عدم تأثيرها على حصة مصر.

    وقالت المصادر لـ "المصريون"، إن "مصر لديها خرائط تفصيلية عن مواقع السدود والمشروعات الجاري تنفيذها، وكذا المشروعات المزمع تنفيذها على مجرى النهر مدعمة بالإحداثيات الدقيقة لمواقع تلك السدود، أو المشروعات".

    وتستخدم مصر الأقمار الاصطناعية في أعمال المراقبة، بالإضافة إلى استخدام كاميرات "جوجل إيرث" فائقة الدقة منذ فترات طويلة، وكذا المعلومات التي تستمدها مصر من الدول الأفريقية ذاتها، أو من خلال بعثات مهندسي الري المصريين الذين كانوا يتواجدون بدول الحوض لمراقبة فيضان النهر أو لمساعدة تلك الدول.

    ونفت المصادر ما ذكرته صحيفة خاصة في مصر خلال الأيام الماضية حول أن جهات مصرية اجتمعت للبحث عن معلومات تفصيلية عن سد "تانابليز" لتخزين المياه وتوليد الكهرباء والذي دشنته إثيوبيا على النيل الأزرق يوم الجمعة الماضية، مؤكدة أن لدى مصر كل المعلومات التفصيلية حول هذا السد الذي تقول أديس أبابا إنه سينتج 460 ميجاوات من الكهرباء.



    طبعا لسه متخلفين ما اكتشفوا قصة الدفاع بالنظر للمراقبة ....
                  

03-24-2013, 12:19 PM

حيدر بشير

تاريخ التسجيل: 09-26-2009
مجموع المشاركات: 1159

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: دينا خالد)

    يعن ذكرت المناطق اعلاه وكأننا في رحلة بالسكة حديد السودان ولم تذكري المنطقة النوبية التي ترقد على خاصرة النيل من منطقة كرمكول الطيب صالح حتى السد العالي في الحدود السودانية

    اخونا زمراوى و هل منطقة النوبة تبدأ من كرمكول ام استشهدت بها لانها قرية الطيب صالح
    مع التحية و الشكر
                  

03-24-2013, 12:17 PM

دينا خالد
<aدينا خالد
تاريخ التسجيل: 06-26-2006
مجموع المشاركات: 8736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: ناذر محمد الخليفة)

    وفي خطوات متسارعة استطاعت خمس دول من دول منابع النهر أن تُبرِم اتفاقيةً جديدةً في العاصمة الأوغندية (عنتيبي) تسعى من خلالها إلى إعادة النظر في مجمل الاتفاقيات السابقة، وهو ما أشار إلى تزايد الأزمة بين طرفي مجرى نهر النيل. لذا فقد ارتأت مجلة البيان أن تقيم ندوة بعنوان: (أزمة النيل بين الانفجار... والانفراج) تناقش من خلالها طبيعة الأزمة في حوض النيل وأبعـادها المختلفـة على دولتَـي المصب (مصر والسـودان) بمشاركة مجمـوعة مـن الأسـاتذة والخبـراء المتخصـصـين في الشأن الإفـريقي، والصـراع المائي، والقانون الدولي، وهم: - الدكتور: محمد سالمان طايع «مدرس بقسم العلوم السياسية، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة». - والدكتور: سيد فليفل «المتخصص في الشؤون الإفريقية، وعميد معهد الدراسات الإفريقية سابقاً». - الدكتور: محمد شوقي عبد العال «أستاذ القانون الدولي بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة». - الدكتور: إبراهيم محمد آدم: «المستشار الثقافي بسفارة السودان بالقاهرة».

    Quote: الإطار الحاكم للنظام الإقليمي لدول حوض النيل:
    في البداية أكد الدكتور محمد سالمان طايع على أن حوض نهر النيل ليس حوضاً مائياً فقط بالمعنى الفني لمفهوم الحوض، ولكنه أيضاً نظام إقليمي؛ بمعنى أنه شبكة من التفاعلات المنتظمة أو شبه المنتظمة، وهي تفاعلات تمتاز بكثافتها حول موضوع الماء؛ لذلك فهو يُعرَف بأنه نظام تقنينٍ مائي، وأحياناً يُسمَّى السياسات المائية النيلية.
    وأضاف دكتور طايع قائلاً: «حينما نتأمل المشهد السياسي قبل وأثنـاء الجـولة الأخيـرة مـن مفـاوضـات الاتفـاقية الإطارية وتصوراتهـا الدراماتيكيـة منذ اجتماع كنشاسا في مايو 2009م، ثم اجتماع الإسكندرية في يوليو 2009م، وأخيراً اجتماع شرم الشيخ في أبريل 2010م، فإنه يتكشف لنا قَدْرٌ كبيرٌ من تحوُّل مواقفِ دول المنابع وتبنِّيها مواقفَ أكثر تشدُّداً، وإن كانت المسوِّغات والتبريرات التي سيقت في الآونة الأخيرة كلها تدور حول البعد المائي لأساس هذه الدول واحتياجاتهـا، وأن هناك قَدْراً متزايداً متصاعداً في احتيـاجاتها المائية؛ إلا أن التحليل المائي الفنـي يظـل تحلـيـلاً قاصـراً ناقصاً بوصفـه يتعـامل مع قضيـةٍ متعددة الأبعـاد من منظـور أحادي؛ فهـو يُغفِل الأبعاد السياسية والقانونية والاقتصادية التي تلعب - في رأيي - الدور الأهم في التحليـل والتـأثير علـى مجمـل التفـاعلات الهيـدرولوتيكيـة والهيدرواستراتيجية في النظام الإقليمي لحوض نهر النيل.
    وإن عناصر تحليل النظام الحاكم للنظام الإقليمي لحوض نهر النيل سوف تنبني بالأساس على تحليل الإطار المائي للنظام الإقليمي لحوض النيل بشكل سريع، ثم الإطار القانوني، ثم النظام السـياسـي، ثم الإطار الاقتصادي، وفي غضـون ذلك يكون الحـديث بشكل أو بآخـر عـن العلاقـة شـديدة الخصـوصيـة ما بين مصر والسودان في إطار تفاعـلات هذا النظام الإقليمي لحوض نهر النيل، محاولين استكشاف أثر انفصال جنوب السودان على الأمن المائي (المصري - السوداني) بشكل عام والمصري بشكل خاص».
    وفيما يخص الإطار المائي للنظام الإقليمي لحوض نهر النيل قال الدكتور طايع: «إن نهر النيل يتوزع - كما نعلم - على عشر دول، هي: مصر، والسودان، وإثيوبيا، وكينيا، وتنزانيا، وأوغندا، وبروندي، ورواندا، وإريتريا، والكونغو. ولهذا النهر ثلاثة منابع أساسية: المنبع الأول في الهضبة الإثيوبية، والمنبع الثاني: هضبة البحيرات الإستوائية، والمنبع الثالث في وسط وجنوب السودان؛ إلا أنه كله ينتمي إلى دولة الجنوب المزمعة إن حدث انفصال».
    وأشار إلى أن المنبع الأساسي في الهضبة الإثيوبية، والمنبع الثاني في حوض بحر الغزال؛ يقعان على خط عرض 12؛ وبناءً على ذلك فإن الحوض الأوسط كلَّه يقع في الدولة الجنوبية السودانية المزمع إقامتها، ثم هناك المنبع الثالث الخاص بالبحيرات الإستوائية؛ وبناءً عليه فإن إجمالي ما يصل من كمية الهطول المطري لا يزيد عن 5 % (84 مليار متر مكعب) والباقي يُهدَر من إجمالي الهطول المطري الذي يُقدَّر بحوالي1660مليار متر مكعب مع ملاحظة أن منبع بحر الغزال الذي يسقط عليه حوالي 540 مليار متر مكعب لا يصل منه إلى النيل أي شيء على الإطلاق.
    وحول الإطار الاقتصادي للحوض قال سعادته: «إننا نجد أن دول الحوض هذه تعاني من حالة كبيرة من الفقر الشديد؛ فكل دول الحوض تحتل مراتب متدنية في ترتيب تقرير التنمية البشرية الصادر عن الأمم المتحدة عام 2009م؛ إذ إن أفضل هذه الدول حالاً هي مصر؛ ومع ذلك تحتل رقم 123، وتليها كينيا 147، ثم السودان 150، فتنزانيا 151، ثم أوغندا 157، ثم إريتريا 165، ثم رواندا 167، ثم إثيوبيا 171، ثم بروندي 174، وأخيراً الكونغو الديمقراطية 176.
    ومن ناحية أخرى: فإن التصنيف الذي وضعه البنك الدولي بشأن أفقر 30 دولة على مستوى العالم ضمَّ بين هذه الدول تسع دول من حوض النيل باستثناء مصر.
    ومن ناحية ثالثة: فإن معدل نمو السكان في هذه الدول سريع جداً؛ وهو ما يفرض تحدياً كبيراً على الأوضاع الاقتصادية والمائية؛ فنجد أن معدلات النمو السكاني في هذه الدول كبيرة؛ فأقلُّ هذه الدول في معدلات نموِّها السكاني هي مصر؛ ومع ذلك فهي تعاني من أزمة سكانية».
    أما فيما يخص الإطار القانوني للحوض فقد أوضح الدكتور طايع أن ما يميز الإطار القانوني للحوض: هو غياب الإطار القانوني الجامع الحاكم للحوض. وأفاد أنه يوجد عدد كبير من الاتفاقيات المنفصلة، إلا أنه لا توجد اتفاقية واحدة جامعة؛ بالإضافة إلى أنه لا تحظى أيٌّ من الاتفاقيات القانونية بالقبول أو الاحترام من كل دول الحوض.
    الاتفاقيات المحدِّدة لتقسيم مياه النهر:
    إننا حينما ننظر إلى الأطر القانونية أو أهم الاتفاقيات القانونية التي يمكن أن تشكِّل إطاراً حاسماً للتفاعلات القانونية والسياسية في حوض نهر النيل، نجد أن هناك عدداً من الاتفاقيات أهمها:
    الاتفاقية الأُولَى: بروتوكول عام 1891م الذي وُقِّعَ بين بريطانيا وإيطاليا؛ ويقضي بعدم بناء إيطاليا أيَّ منشآت هندسية أو مائية، أو أي مشروعات على نهر عطبرة دون الرجوع إلى بريطانيا. ومن هنا تأتي نظرية الاستخلاف الدولي للمعاهدات.
    والاتفاقية الثانية: معاهدة عام 1902م التي وُقِّعَت بين بريطانيا والإمبراطورية الإثيوبية؛ وتقضي بعدم بناء الإمبراطورية الإثيوبية أي منشآت هندسية على النيل الأزرق، وكانت إثيوبيا طرفاً في هذه الاتفاقية دون أن يكون هناك دولة استعمارية كما يتذرعون أحياناً.
    والاتفاقية الثالثة: - وهي أيضاً من الاتفاقيات المهمة بالنسبة لنا - اتفاقية عام 1929م وتقضي بعدم البناء على النيل وفروعه ومنابعه دون الرجوع إلى مصر وفيها ذُكِرَت مصر بوصفها دولةَ مَصَب.
    والاتفاقية الرابعة: وهي التي أُبرِمَت عام 1959م وتُحدِّد تقاسم الأنصبة المائية، وهذه الاتفاقية تقضي بأن يكون تقسيم المياه ما بين مصر والسودان على النحو الآتي: مصر 55.5 مليار متر مكعب، والسودان 18.5 مليار متر مكعب.
    وهناك بعض الاتفاقيات الثنائية الأخرى غير هذه الاتفاقيات الأربع؛ ولكنها ليست بدرجة أهميتها.
    وتناول الدكتور طايع الإطار السياسي للنظام الإقليمي لحوض نهر النيل، فقال: «إن التفاعلات الدولية النيلية شهدت ضربين من التفاعلات: (تفاعلات تعاونية، وأخرى صراعية). والمدقق في تاريخ تلك التفاعلات يجد أنها تشترك معاً في الوقت؛ فتاريخ التفاعلات (الصراعية والتعاونية) بدأ مع ستينيات القرن العشرين؛ إلا في العقدين أو العقود الثلاثة الأخيرة؛ فإنها شهدت زيادة نوعيَّة وفنيَّة في وتيرة التفاعلات الصراعية.
    مجالات الصراع:
    وأوضح الدكتور طايع أن هناك ثلاثة مجالات أساسية للصراع المائي في حوض نهر النيل، هي:
    المجال الأول: الصراع حول اتفاقيات مياه حوض النيل: فالموقف الثابت لدول المنبع منذ استقلال هذه الدول هو رفض جميع اتفاقيات النيل القائمة والمطالبة باتفاقيات جديدة بحجة أن جميع الاتفاقيات السابقة قد وُقِّعت في العهد الاستعماري؛ ومن ثَمَّ هم في حِلٍّ من هذه الاتفاقيات. لكن الموقف المصري والسوداني يؤكد على مشروعية كل الاتفاقيات السابقة استناداً إلى مبدأين مهمين في القانون الدولي:
    المبدأ الأول: التوارث الدولي للمعاهدات: وهو مبدأ معروف أكدت عليه مجموعة من الاتفاقيات والأعراف الدولية؛ وعلى رأسها اتفاقية فيينا عام 1978م.
    المبدأ الثاني: الحق التاريخي المكتسب: وهو أحد المبادئ المستوحاة من اتفاقية فيينا عام 1966م.
    المجال الثاني: مجال الصراع بين دول المنبع وبين دولتي المصب حول تقاسم مياه النيل، ومطالبات دول المنبع بضرورة أن يكون هناك زيادة في حصصها المائية، ورَفْضِ استئثار دولتي المجرى والمصب بالإيراد المائي لنهر النيل كله، لكن مصر والسودان أكدتا على مبدأ الانتفاع العادل والمنصف بموارد النهر؛ وذلك من خلال انتفاع كلِّ الدول بموارد النهر وليس فقط بالمفهوم الضيق لمياه النهر. ومن هنا كانت تأكيدات مصر والسودان الدائمة على ضرورة تبنِّي مفهوم الحوض وليس مفهوم المجرى، ومن هنا أيضاً يُفهَم الموقف المصري في رفضه للاتفاقية الإطارية أو تحفُّظاته على الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة عام 1997م، تلك التي انطلقت من تمزيق مفهوم الحوض والأخذ بمفهوم المجرى المائي وهو بكل المقاييس لصالح دول المنبع وليس لصالح دول المصب.
    المجال الثالث: ويتمثل في الخلاف حول ما يُسمى بشرط الإخطار المسبق: فمصر والسودان تؤكدان دوماً على ضرورة الالتزام بشرط الإخطار المسبق عملاً بقاعدة قانونية أيضاً، هي: قاعدة عدم التسبب في الضرر؛ وهذه أيضاً من القواعد غير الخلافية في القانون الدولي، وربما أحياناً يكون الخلاف حول مفهوم: (ضرر أم ضرر جسيم؟). والمراد أن مصر والسودان تؤكدان على ضرورة احترام هذا المبدأ، وإلزام دول المنبع بعدم القيام بأية مشروعات مائية إلا بعد استئذان مصر والسودان مسبقاً، وفي المقابل فإن دول المنبع تؤكد على عدم التقيد بهذا الشرط واعتباره مخلاً بسيادة هذه الدول.
    ويؤكد الدكتور إبراهيم محمد آدم على أن الماء عنصر أساسي في حياة الشعوب، بل تترتب عليه الحياة كلها بجميع كائناتها الحية بنباتاتها وحيواناتها، وأحيائها الأخرى حتى غير المرئية منها، ومع تزايد أعداد السكان في عالم اليوم، والاضطرابات والتغيرات المناخية المختلفة التي بلغت ذروتها بظاهرة الاحتباس الحراري؛ وتدهوُر الغطاء النباتي نتيجة للجفاف والتصحر وحرائق الغابات، وغير ذلك من عواملَ كان سببها الأساسي تدخلات الإنسان لأغراضه المختلفة وحاجاته التي لا تحدُّها حدود، تبرز الحاجة إلى مصادرَ إضافيةٍ للمياه للاحتياجات والاستخدامات المختلفة.
    وهو ما جعل بعض الناس يقولون: إن حروب العالم القادمة كلها ستكون بسبب شُحِّ المياه التي سيفوق سعرها سعر الموادِّ البترولية؛ وهذا هو الواقع في كثير من الدول اليوم. ويتداخل ذلك بالتأكيد مع مصالح الدول الكبرى وتأثيراتها على مجمل الأوضاع في دول العالم النامي، ودول الجوار الإقليمي ذات العداء التاريخي للأمة العربية كـ «إسرائيل». ودول حوض النيل ليست استثناءً من هذه القاعدة، ولا من تلك الافتراضات المتعلقة بالتهديدات المشار إليها، وخاصة إذا وضعنا في الاعتبار الدور الإسرائيلي الذي يسعى لإعادة نفوذه في القارة الإفريقية، وهو الذي لم ينسَ للعرب عامل تأثير علاقاتهم بالأفارقة وتضامنهم خلال فترات الحروب (العربية – الإسرائيلية) التي شهدت وقفات شجاعة بنَّاءة معتبَرة لدول إفريقيا جنوب الصحراء مع الأمة العربية، وخاصة جمهورية مصر العربية.
    كما يؤكد الدكتور إبراهيم آدم على أنه: مما ساعد على ما ذُكر سالفاً ظاهرة الأحادية القطبية وهيمنة الولايات المتحدة على مجريات الأمور في العالم بعد أن كان التنافس بين المعسكرين في فترات الحرب الباردة عاملَ توازن مهمٍّ في ميزان القوى والردع، والردع المضاد، وكانت الدولة الوطنية في العالم الثالث قادرة على تحقيق قَدْرٍ من الاستقلالية في علاقاتها الدولية بدعم من الأصدقاء في هذا المعسكر أو ذاك. أما الآن وقد انكشف الغطاء عن هذه الدول وانحسرت المعونات فإنها ستصبح بكل تأكيد عُرضَة لضغوطات لا سبيل إلى الخروج عنها إلا بالعودة إلى بيت الطاعة لما يسمى بالمجتمع الدولي، وهذا المصطلح نفسه قد نُزِع من سياقه؛ لأنه أصبح يعني مصالح دول معيَّنة تستخدم فيها العصا والجزرة والترغيب والترهيب.
    الدور الخارجي وأثره في تفجير الأزمة:
    ويوضح الدكتور فليفل الدور الخارجي وأثرَه السلبي على دول حوض النيل، واتِّباعه سياسية فرق تَسُد؛ حفاظاً على مصالحه الخاصة، قائلاً: إننا - مثلاً - نجد أن الاستعمار البريطاني هو من كان يرعى الحركة الوطنية في السودان، وقد قام بعملية مقاصَّة كبيرة مع هذه الحركة بأن عرض عليها أَخْذ الجنوب السوداني مقابل انفكاك الوحدة مع مصر. وكذلك فإن تَرْك السودان لمبدأ تقرير المصير لم يكن اختراع ثورة 23 يوليو 1952م؛ وإنما هو مسألة طُرحت مراراً قبل الثورة في عهد النقراشي باشا؛ حيث أعلن الدكتور محمد صلاح الدين وزير خارجية حكومة الوفد وقتئذٍ: أن هذا المبدأ يمكن أن يناقَش إذا ترتب على مناقشته جلاءُ القوات البريطانية عن مصر وكان هذا ما تريده بريطانيا وبناءً على ذلك فإن ثورة يوليو لم تضع الأساس لعملية الفصل؛ فالثورة رتَّبت لكي تكون هناك برامج تالية للتفاعل المصري السوداني في إطار قرار حر وطني يأخذه السودانيون والمصريون؛ وهو ما نسميه (وحدَة الموقف بين مصر والسودان).
    وحول الصراع في حوض نهر النيل أوضح الدكتور فليفل أنه لا يوجد في حوض النيل على الإطلاق تفاعلات صراعية سببها المياه؛ ولذلك فإنه عندما يجري الترويج لذلك فضلاً عن الترويج لفكرة تسعير المياه، وأن المياه أغلى من الطاقة، فإن هذا في حقيقة الأمر شكَّل إضافة إلى العلاقة التنافسية القائمة بين دول حوض النيل حول مسألة المياه؛ أي أنها علاقة تنافسية وليست صراعية، مختلِفاً مع دكتور طايع في تحديد المسميات.
    المشاريع الأجنبية في المنطقة:
    أما فيما يخص مسألة التدخلات الأجنبية في دول الحوض، فإنه يجب علينا أن نفهم ماذا يجري في حوض النيل؟ وهذا في الحقيقة مهم لكي نفهم هل يحدث تدخُّل أجنبي؟ وهل هو مؤثر على ما يجري داخل الحوض أم لا؟
    فحوض النيل منطقة من أكبر مناطق القارة الإفريقية؛ حيث إن حوض النيل يشكل كتلة جغرافية كبيرة يعيش فيها سكان تأثروا جميعاً بأشكال حضارية موروثة؛ فلا نجد أهراماً خارج مصر إلا في السودان وفي بقية دول حوض النيل، وفي منطقة القرن الإفريقي، وهما منطقتان متكاملتان إستراتيجياً ولا يمكن الفصل بينهما؛ لأن بعض دول حوض النيل هي دول في القرن الإفريقي الذي يضم جيبوتي والصومال، وبناءً على ذلك فإن أمن مياه النيل لا ينفصل عن أمن قناة السويس والبحر الأحمر؛ فهناك وحدة في الأداء الإستراتيجي، فضلاً عن أن التطورات الأخيرة أثبتت أن أمن الخليج يرتبط بأمن كلٍّ من القرن الإفريقي وحوض النيل، بل إن من العجب أن هذه المنطقة تأثرت بالتيارات الحضارية الأساسية التي سادت في الحضارة المصرية؛ سواء منها الفرعونية أو القبطية أو الإسلامية.
    وأضاف الدكتور فليفل قائلاً: إن بعض دول حوض النيل أعضاء في الاتحاد الإفريقي، وبعضها أعضاء في الجامعة العربية، وهذا التقسيم صادف أن الطرفين الشماليين (يعني: دولتي المصب) من الدول الأعضاء في الجامعة العربية؛ ولهذا فإن التدخل يهدف لإحداث صـراعٍ عربيٍ إفريقيٍ، كمـا أن منطقة حوض النيل تضم الدول المنضوية تحت لواء تجمُّع الكوميسا «COMESA»and#8239;ومعنى هذا: أنه يوجد بالفعل إطار إقليمي للعمل الاقتصادي التكاملي الجماعي في هذه المنطقة.
    مشروع تجمُّع (إيجاد):
    وأوضح الدكتور فليفل أن المنطقة فيها أيضاً تجمُّع (إيجاد) الذي نشأ لمكافحة التصحر والجراد والجفاف، وقد ضم كلاً من إثيوبيا والصومال إلى كينيا وأوغندا وتنزانيا مع إثيوبيا وإريتريا؛ غير آذنٍ لمصر بالدخول فيه، خاصة بعد أن اختلف شكل التجمع؛ حيث نجحت بعض الدول الخارجية وتقدَّمت كمانحة وراعية له، وهو ما مكَّن كينيا من أن تدير شأن الصومال من الجنوب وتمنع عودة الوحدة الصومالية، وأن تمكِّن إثيوبيا في مرحلة تالية من الدخول إلى الصومال لتمنع نجاح حكومة اتحاد المحاكم الإسلامية في أن تمد نفوذها خارج العاصمة إلى بقية الأقاليم؛ ولذلك فإن تدخُّل الدول الأجنبية أحبط مشروعاً كان موجوداً بالفعل من التوسع، بل ساعد على زيادة الفرقة والانقسام بين طرفي الصومال، ثم إن هذا التجمع بشكله الجديد ورعاته والداعمين له هم الذين تدخَّلوا في مسألة التسوية في جنوب السودان، وفرضوا على الحكومة السودانية بموافقة دوليـة من الأمم المتحـدة تقـريرَ مصيـر الجنـوب، وهو ما يحدث لأوَّل مرة في القارة الإفريقية.
    مشروع اتحاد شرق إفريقيا:
    وأشار الدكتور فليفل إلى أنه: تتصاعد في الوقت الحالي فكرة اتحاد شرق إفريقيا الذي عقد عدة دوراتِ قمة في السنوات الثلاث الماضية، وهو اتحاد يقع بالكامل تحت الرعاية الأمريكية، ويُحَتَمل أن يضم إثيوبيا إلى جانب كينيا وأوغندا وتنزانيا، وثمة احتمال آخر بانضمام جنوب السودان بعد 20 يناير القادم، فإذا ما ظهر هذا الاتحاد إلى الوجود فنحن بصدد دول عربية في شمال حوض النيل ودول غير عربية في شرق وجنوب الحوض؛ فالهضبة الإستوائية والهضبة الإثيوبية ستصبحان كلتاهما خارج إطار العمل السياسي التعاوني في حوض النيل؛ وهذا يؤدي إلى شقِّ تجمُّع الكوميسا شقّاً كبيراً؛ بحيث يخرج شمال السـودان ومعه مصر. وإريتريا الآن فـي حالة مراقبـة لهـذه التجمعـات؛ وهو ما يعني أن حالـة الانفصـال قائمة إلى الحد الذي دفع بعضهم إلى الحديث عن وحدة كاملة بين مصر والسودان وإريتريا.
    وقال الدكتور فليفل أيضاً: إن الحقائق على هذا النحو يمكن أن تدخل في إطار ملاحظات أخرى كثيرة؛ ولهذا عندما طرحت بعض الدول - ومنها مصر - مبادرة حوض النيل اعتبرت الرعاة الذين يتبنَّون فكرة المبادرة يمكن أن يكونوا موفِّرين لكثير من الأموال لإجراء الدراسات التي تساعد على بدء تعاونٍ حقيقي في حوض النيل، لكن البداية كانت مع اشتراط مسألة البيع.
    مشروع أفريكوم:
    وحول المشروعات الأساسية للتدخل الأمريكي في المنطقة قال الدكتور فليفل: إن لدينا مشروع أفريكوم؛ وهو مشروع القيادة العسكرية الأمريكية الجديد في إفريقيا، وهو مشروع يعتبر مصر خارج إفريقيا، كما أننا إذا نظرنا إلى المشروع الآخر الذي هو مشروع الشرق الأوسط الكبير، فسوف نجد أن الشرق الأوسط الكبير يقف بالشرق الأوسط عند حدود مصر الغربية والجنوبية فلا يُدخِل ليبيا أو السودان في إطار الشرق الأوسط، بينما يُدخِل إثيوبيا فيه.
    مشروع القرن الإفريقي الكبير:
    وأوضح سعادته أن المشروع الثاني: هو المشروع المسمى بالقرن الإفريقي الكبير؛ وهو مشروع غريب الشكل في تصوره الإستراتيجي؛ لأننا نعلم أن دول (إيجاد) هي دول القرن الإفريقي، والقرن الإفريقي يضم خليج باب المندب، وبحر العرب، والمحيط الهندي، لكنهم زادوا في أجزاء وقصروا في أجـزاء؛ إذ جعلـوا القـرن الإفريقـي الكبيـر لا يضم شـمال السـودان ولا مصر؛ إنما فيه جنوب السودان ويمتد مع دول (إيجاد) الأخرى؛ ليضم دولاً مثل الكونغو ويمتد إلى المحيط الأطلنطي؛ كأن القرن الإفريقي الكبير إذا نظرنا إلى الخريطة الطبيعية، هو المشروع الذي يضم مناطق أعلى سقوط للأمطار في القارة الإفريقية، وهي: الهضبة الإثيوبية، والهضبة الإستوائية (هضبة بحر الغزال)، وجنوب السودان بشكل عام، ثم حوض الكونغو؛ وهو ما يجعل الطاقة الهيدرومائية بالكامل تحت الهيمنة الأمريكية، ويدخل في هذا أيضاً الرعاية الدائمة للولايات المتحدة لمشروع اتحاد شرق إفريقيا، وهو المشروع الذي يضم الدول التي سبق ذكرها، وهي التي تجتمع الآن في اتحاد شرق إفريقيا. ومن نتيجة تكوينها أن يكون هناك دول في حوض النيل عربية وأخرى إفريقية؛ وهذا الإجراء يقسم منطقة الحوض إلى عرب وغير عرب وهذا هو المطلوب في حد ذاته.
    مشروع خليج غينيا:
    وأشار الدكتور فليفل إلى أن هناك مشروعاً آخر: هو مشروع خليج غينيا؛ وهو مشروع للطاقة البترولية؛ فالبترول الموجود في تشاد وأنغولا ونيجيريا وغيرهم لا يخرج إلى الشمال؛ إنما يمضي إلى خليج غينيا، وحتى بترول دارفور هناك احتمالات أن يذهب إلى خليج غينيا أيضاً، وكذلك الحال في كافة المناطق؛ فالمهم أن يخرج البترول من القارة الإفريقية إلى المحيط الأطلنطي إلى الولايات المتحدة؛ لأنه من المفترض في عام 2015م أن يكون ربع استهلاك الولايات المتحدة من البترول من هذه المنطقة.
    إذن ثمة أهداف إستراتيجية حددتها الولايات المتحدة في المنطقة الإفريقية؛ ومن أجلها لا بد أن تُقطَّع المنطقة وتمزَّق، ومن أجل هذه الأهداف أيضاً تُستدعَى تشاد لاستخدامها ضد السودان لتُفَاقِم مشكلة دارفور؛ لتأدية مطالب معيَّنة تتعلق بِفُرَص الانفصال على الإخوة في الجنوب، وتبدو المسألة كما لو أنها حق للجنوب في تقرير المصير؛ بينما الحقيقة هي تمزيق السودان مدخلاً لإعادة تقسيم القارة الإفريقية، وهناك الآن أفكار حول 150 دولة أو 200 دولة، وهذه كوارث قادمة في المستقبل.
    مشروع الأخدود الإفريقي العظيم:
    وأوضح الدكتور فليفل قائلاً: إن هناك مشروعاً آخر ترعاه الولايات المتحدة وتساعد فيه إسرائيل، لكن المتحرك الأساسي فيه هو إسرائيل وهو ما يُسمى بمشروع الأخدود الإفريقي العظيم، وهو نوع من الالتفاف أرادت به إسرائيل أن تكون موجودة في حوض النيل، وفي البحر الأحمر، وحتى في تركيا.
    والأخدود الإفريقي العظيم: هو الظاهرة الجغرافية التي توجد فيها الفوارق الكبيرة التي صنعت البحيرات العظمى، وبحيرة تانا، والبحر الأحمر، وحوض النيل نفسه، وبحيرة طبرية، والبحر الميت، وبحيرات جنوب شرق تركيا التي يخرج منها نهر الفرات ونهر دجلة.
    وبناءً عليه فإنه يكون هناك نوع من الربط بين النيل والفرات على أساس اليونسكو والمنظمات البيئية الدولية؛ حيث ادَّعت إسرائيل أن هذا المكان الذي أدى إلى هذه الظواهر هو تراث إنسـاني جيولوجـي وبيئـي، ويجـب صيـانته من التلـوث ولا بد؛ بما أن إسـرائيل طـرف فيه، وعنـدها اتصـال بالأحواض التي تشكِّل امتداداً للفارق الكبير للأخدود الإفريقي. وقد طُرِحَت هذه الفكرة على المجتمع الدولي، وهي موجودة الآن على جدول أعمال الأمم المتحدة.
    تشريع سرقة المياه:
    وقال الدكتور فليفل: إن إسرائيل التي تسرق المياه العربية في الشمال الآن، تريد نصيباً من مياه النيل في حدود المليار؛ وهي نفسها تضع هذا النصيب في إطار برامج الترانسفير أو نقل المواطنين الفلسطينيين من أرضهم إلى الضفة الشرقية أو إلى سيناء بعد برامج الضغط التي تَحْدُث على الفلسطينيين هنا وهناك؛ سواء منها جدار الفصل العنصري الموجود في الناحية الشرقية أو الضغط على غزة وحصارها وخَنْق من فيها، فيضطر أهلَ فلسـطين إلى الاندفـاع إلى الحـدود الدولية؛ ولا تكون لهذه الحدود قداسة تنفيذاً لخريطة موجودة على المواقع المختلفة للسي آي إيه أو للكيان الصهيوني تستهدف الوصول آخر الأمر إلى إمكانية الحصول على مساحة جديدة من أرض سيناء شرق العريش (أي: من رفح إلى العريش) يُنقَل إليها هؤلاء الناس؛ لتصفو منطقة فلسطين بكاملها للإسرائيليين؛ سواء في الضفة أو غزة.
    ولا شك أن هذه الإجراءات كلها عندما ترتبط بعمليات ضغط تحتاج فيها إسرائيل إلى شد الأطراف المصرية إلى الجنوب، فلا بد من إثارة الأشقاء الأفارقة ضد مصر، وخير دليل على ذلك تلك الجولة التي قام بها ليبرمان في بلاد حوض النيل؛ فلا يمكن أن يتخيل متابع إلا أن تكون هذه الجولة قد تمَّت بتنسيق كامل مع الولايات المتحدة؛ لأن العواصم التي زارها ليبرمان هي العواصم نفسها التي مرَّ عليها كلينتون ومادلين أولبرايت وبوش وكونداليزا رايس، وهي - تحديداً -: إثيوبيا وكينيا وأوغندا وجنوب إفريقيا وغانا والسنغال ونيجريا؛ فأن تكون هذه العواصم هي - تحديداً - التي زرها مسؤولو الرئاسة والخارجية والأمن القومي في الولايات المتحدة هي التي يزورها ليبرمان، فإن هذا يؤكد أن ثمة ما يدبَّر لهذه المنطقة.
    ومما ترك الباب مفتوحاً أمام التدخل الأجنبي في دول حوض النيل هو دور مصر المتراجع؛ فالغياب المصري عن دول حوض النيل واضح ولا يحتاج إلى مراجعة؛ فإذا حسبنا عدد زيارات أي وزير متعلقٌ عمله بالسياسة الخارجية أو بالتعاون الدولي إلى دول حوض النيل قياساً بالدول الأوروبية أو الولايات المتحدة، فسوف نعلم أن هناك تقصيراً حقيقياً في التواصل مع الأشقاء في حوض النيل.
    والسؤال هنا: هل استجابت الدول الإفريقية الشقيقة في المنابع للإغراءات الخارجية؟
    طبعاً عندما تكون هذه الـدول بوضـع تنموي متدنٍ فلا بد عندئذٍ من أن تستجيب لمن يعطيها شيئاً يرفع مستوى التنمية فيها، ولا يلومنَّها أحد لاستجابتها، إنما نلوم أنفسنا؛ إذ كيف تأخَّرت المعونة من الأشقاء، خاصة أن هذه المعونة - لا سيما في المشروعات التي تريدها هذه الدول - كانت مقررة في التاريخ المصري في النصف الأول من القرن العشرين وتقررت في اتفاقية عام 1959م، ثم تكررت في بروتوكول عام 1993م مع إثيوبيا؛ فمثلاً عندما أرادت إثيوبيا أن تبني سدّاً على بحيرة تانا للحصول على الطاقة استأذنت مصرَ، ومصر درست المشروع واقترحت تعلية هذا السد؛ بحيث يسمح بالتخزين للحصول على المياه في غيـر مواعيـد الفيضـان، وكذلك فعلنـا مع أوغنـدا عنـد شلالات مارتي زون وأوين؛ ففـي الحالتين دفعـت مصـر في عملية الإنشـاء وتحمَّلـت أعبـاءً؛ ومن ثَمَّ كـانت العمليـة - باختصار - هي تطبيق لفكرة بسيطة؛ هي الفكرة المثلى للتعامل مع هذه الدول؛ أي: أنتم تحتاجون إلى الطاقة ونحن نوفِّرها لكم، ونحن نحتاج إلى المياه ومشروع الطاقة يعطينا هذه المياه؛ فإذن القسمة عادلة.
    وأيضاً اتفاقية عام 1959م نصت على اقتسام المغانم واقتسام المغارم؛ حيث أُنشِئ السد العالي واتفقت مصر والسودان على أن الأحواض الجنوبية في السودان سيجري تنميتها أو استقطاب المياه المفقودة فيها؛ لتذهب إلى الشمال؛ حيث سيجري اقتسامها بين مصر والسودان، وتتحمل مصر والسودان التكلفة مناصفة؛ إذن سوف يكون من طبيعة الأشياء عند تعميق مجاري الأنهار لاستقطاب المياه الموجودة في المستنقعات؛ لكي تسيل إلى مجرى النهر أنه سوف تزيد سرعة المياه في النهر فتنشأ محطات كهرباء؛ إلا أن الدَّور المصري وحتى السوداني في مشروع جونجلي تراجع ولم يقدِّما مشاريع سدود مقترحة لزيادة الحصة، ولا حتى الجسور التي تسهِّل عبور الرعاة؛ فكانت النتيجة أنه ومع أول اصطدام حدث في حرب الجنوب ضُرِب هذا المشروع؛ لأنه لم يقدِّم للأهالي ما هو مطلوب منه؛ ولذا لزم علينا أن ننظر إلى الآثار الجانبية ثم نسأل أنفسنا: ماذا كان يجب أن نصنع تجاه هؤلاء الأهالي؟ وإذا كان هناك تقصير فليس من الصواب أن نتهم الطرف الإثيوبي أو التنزاني أو غيرهما؛ ولكن علينا إن نسأل أنفسنا: لماذا قصَّرنا؟
    إننا نستطيع أن نعذر الحكومات المصرية المتعاقبة؛ لأنه في فترة الخمسينيات والستينيات بعد توقيع الاتفاقية كان هناك انشغال ببناء السد العالي، وكذلك انشغال بمسألة المواجهة في سيناء، ومن ثَمَّ انشغال بمسألة التسوية السلمية... لكن منذ استلامنا للأرض سنة 1982م أصبحت مياه النهر في أيدينا ولا مشاكل، فَلَمْ نتجه جنوباً، وإذا كنا اتجهنا، فلم نتجه على نحو كافٍ، وهذا في الحقيقة يجعل المرء يتساءل: أين كنا منذ عام 1982م؟ ولماذا لم نقم بالنظر في الاتفاقيات وما فيها والالتزامات التي يجب علينا أن ننفذها؟ وهو سؤال موجَّه إلى الحكومة المصرية.
    وحول انتقاص حقوق بعض الدول المكتسبة تاريخياً يشير الدكتور إبراهيم آدم إلى أن القانون الدولي وكل الاتفاقات والأعراف الدولية لا تتيح ذلك، كما أن هذا سيؤدي إلى مزيد من تعميق الخلافات، وسيعصف باستقرار دول الحوض التي ليست بحاجة إلى مشكلات إضافية خاصة في ظل الأزمات الداخلية التي تعانيها تلك الدول في مخاض الوصول إلى مرتبة الدولة القومية الحديثة، بالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية العالمية التي لا تزال تبعاتها تتكشف كلَّ يوم عن تحدٍّ جديد في ظل صراع دوليٍّ محتدمٍ، البقاءُ فيه للأقوى.
    كما أن الإجماع أيضاً في هذا الأمر الحيوي عامل هامٌّ وضرورة قصوى؛ لأن المسألة مسألة متطلبات حياة لا تنفع فيها تنازلات تُخِلُّ بمصالح هذا الطرف أو ذاك، كما أن الزيادة السكانية في تلك الدول وتبعاتها في كافة المجالات لا تقتضي حل مشكلة بخلق مشكلات أخرى؛ والسبيل الوحيد هو التوافق بهدف الوصول إلى إجماع حول القضايا الخلافية حتى ينعم الجميع بإمداد مائي مستقر.
    الاتفاقية الجديدة وأبعادها القانونية:
    وحول الإطار القانوني للاتفاقية الجديدة قال الدكتور شوقي عبد العال: إن القانون سلاح من الأسلحة في يد المفاوض، وكلما كانت أسلحة المفاوض قوية كلما كان تفاوضهُ من منطلق قوة، وكلما كان المفاوض يعلم حقيقة الأسلحة التي بين يديه كلما كان كجندي أكثر قدرة على الدفاع عن موقفه ومصلحة بلاده، والعكس صحيح؛ بمعنى: أنه إذا لم يكن المفاوض على علم بمدى قوة السلاح الذي في يده فإن هذا السلاح هو والعدم سواء، هذا إن لم ينقلب سلاحه عليه.
    وأضاف سعادته: أنه على الرغم من أن الأزمة الحالية بين دول حوض النيل فيها بُعد، والقانون فيها سلاح لدول المصب؛ إلا أن القانون ليس هو الحاكم هنا فقط، فلو اقتصرنا على التحليل القانوني للوضع فسنجد أن موقفنا صحيح مائة في المائة؛ لكن رغم قوة الموقف المصري والسوداني قانونياً، وضعف موقف إخواننا الشركاء؛ إلا أن جميع الأطراف المتدخِّلة في الأزمة إنما تتدخل كأطراف مستفيدة من الوضع القائم، بل من مصلحتها - كما أشار الدكتور فليفل - أن يزيد الاختلاف بين دول حوض النيل، وهي تعمل على ذلك.
    فاعلية سلاح القانون:
    ويتابع الدكتور شوقي قائلاً: ومع ذلك أعود وأؤكد مرة أخرى على أن القانون هو أحد الأسلحة، وهو ما يعني أننا في خطابنا مع الجهات الدولية المعنيَّة المانحة - كالبنك الدولي على سبيل المثال - لا بد أن نُركِّز على أن الجانب القانوني في هذه المسألة غير مكتمل؛ ومن ثَمَّ لا يستطيع البنك الدولي الدخول في قضية من هذا القبيل، وهو ما يمكن أن يدفع بعض المانحين الآخرين إلى التراجع عن تمويل مشروعات لا توافق عليها مصر والسودان.
    وأشار الدكتور عبد العال إلى أنه: بالفعل لا توجد اتفاقية جامعة لدول الحوض العشر؛ وبناءً على ذلك فإنه ليس هناك إطار قانوني جامع، لكن هناك أُطُر وقواعد قانونية عرفية جامعة، وهي قواعد مستقرة أتت بها الاتفاقيات الثنائية، ومتعددة الأطراف، وحتى الجامعة في شأن أنهار دولية أخرى، وكذا المجامع الفقهية الدولية؛ وهي تؤصل للقواعد الحاكمة لاستغلال الأنهار الدولية في غير أغراض الملاحة، مثل: قواعد هلسنكي، وهي ليست اتفاقية؛ إنما هي مجموعة من القواعد التي وضعتها إحدى الجمعيات القانونية الدولية، وتُعَدُّ أشهر محاولة فقهية للتأصيل لقواعد قانونية خاصة بحكم استغلال الأنهار الدولية في غير أغراض الملاحة، وهناك أحكام قضائية عديدة تؤصل لهذه المسائل، وكذلك اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لعام 1997م، وأيضاً قواعد برلين لعام 2004م الخاصة بتنظيم استغلال الأنهار الدولية. إنه وإن لم يكن لدينا إطار قانوني اتفاقي يجمع بين دول حوض النيل العَشْر؛ فإن ثمة إطاراً قانونياً دولياً عرفياً يحكم هذه المسائل؛ فهذه القواعد موجودة وكلها حاكمة ومتعارف عليها.
    اتفاقيات حاكمة:
    يقول الدكتور عبد العال: إن هناك اتفاقيات كثيرة حكمت الأوضاع بين بعض دول حوض النيل؛ فهناك اتفاقيات ثنائية؛ واتفاقيات متعددة الأطراف، وأهم هذه الاتفاقيات بروتوكول عام 1891م بين إيطاليا وبريطانيا، وهو المنظم للحدود بين المستعمرات البريطانية والمستعمرات الإيطالية، ومعاهدة عام 1902م بين إمبراطور إثيوبيا ملك ملوك الحبشة (منليك الثاني) والإمبراطورية البريطانية وكان يقسم الحدود بين السودان المصري البريطاني من جانب وبعض أجزاء الإمبراطورية الحبشية من جانب آخر، واتفاقية عام 1929م التي تجمع بين مصر والسودان وأوغندا وكينيا وتنزانيا، واتفاقية عام 1959م ومِن قَبْلُ اتفاقية عام 1954م بين مصر وأوغندا التي أُعِيد التأكيد عليها مرة أخرى في عام 1991م، وبروتوكول عُقِدَ بين مصر وإثيوبيا عام 1993م؛ إذن هناك خمس اتفاقيات كلها تنظم هذه المسائل؛ إلا أن الحجة الأساسية لدول المنبع، هي أن هذه الاتفاقيات عُقِدت في وقت الاستعمار؛ وانطلاقاً من مبدأ قانوني مستقر، هو مبدأ الصحيفة النظيفـة، فإن الدولة التي تخرج من عباءة الاستعمار لا شأن لها بالاتفاقيات السابقة التي عُقِدَت؛ وبناءً على ذلك فإن كل ما جرى إبرامه أيام الاستعمار فهم غير ملزمين به.
    وبالطبع هذا الكلام غير منطقي من الناحية القانونية لاعتبارات كثيرة، منها: أنه في عامي 1963م و 1964م أكدت دول منظمة الوحدة الإفريقية بقاء الحدود المتوارثة عن الاستعمار حتى لا تدخل هذه الدول في خلافات؛ لأنه إذا فُتح المجال لتغيير الحدود المتوارَثة عن الاستعمار، فسيكون وقتَها الحديثُ عن مائة وخمسين أو مائتي دولة؛ وحفظاً للاستقرار، وحفاظاً على الأمن الدولي في القارة؛ أقرَّ المؤسسون لمنظمة الوحدة الإفريقية بمبدأ المعاهدات المتوارثة عن الاستعمار بصدد الحدود؛ أي تبقى وتُحتَرَم.
    ولفت الدكتور محمد شوقي الأنظار إلى أن هناك اتفاقيتين دوليتين عقدهما المجتمع الدولي في مجمله وتُلزِمان كافة من وقَّع ومن لم يوقِّع. ومنظِّم هذه المسألة الأولى هي اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات لعام 1969م، والثانية هي اتفاقية فيينا للتوارث الدولي بشأن المعاهدات سنة 1978م.
    و تشير الاتفاقية الأولى إلى أن المعاهدات التي تُعقد بين دولتين أو أكثر يُعاد النظر فيها لتغيُّرٍ جوهري في الظروف، ربما يؤدي إلى اختلال كبير في الالتزامات بين اثنين من الأطراف؛ ففـي هـذه الحالة يمكـن إعـادة النظـر في الاتفاقية لا إلغاؤها؛ بتوافق إن أمكن. وإن لم يمكن ذلك في حال تعسَّف أحد الأطراف فإنه يجوز للمضرور ضرراً بالغاً أن يوقف سريان الاتفاقية في حقِّهِ، ويُستثنَى من هذا حاجتان أساسيتان: اتفاقيات الحدود، والاتفاقيات التي ترتِّب أوضاعاً عينية على الإقليم.
    وأضاف الدكتور شوقي قائلاً: إن ذلك لا يعني أننا نتعسف في استعمال الحق؛ فذلك ينقلنا للكلام عن بعض الجوانب الأخرى المرتبطة بمبدأ الضرر، ومبدأ الانتفاع المنصف، ومبدأ وجوب الإخطار... إلخ، وهي النقطة التي كانت سبباً في الخلاف بين مصر والسودان من جانب وباقي الشركاء في النهر من جانب آخر، وهي الاتفاقية الإطارية التي من المؤسف أن بعض من يتحدثون عنها أو يكتبون يقولون: إنها تضمنت اتفاقاً على 90 %، متجاهلين أن ما جرى الاتفاق عليه لا يعدو كونه اتفاقاً على الأشياء المتفق عليها أساساً.
    نقاط الاختلاف:
    و يتابع الدكتور محمد شوقي قائلاً: إن ما تبقى من الأمور التي كان الاختلاف حولها، هي صلب الموضوع؛ وهي عبارة عن ثلاث نقاط:
    - ترتبط الأولى بإصرار مصر والسودان إصراراً كاملاً على أن الاتفاقية الإطارية الجديدة يتعين أن تُوِرَد نصاً يحترم ما تتمتعان بهِ من حقوقٍ مضمونة من الناحية القانونية بموجب الاتفاقيات السابقة، وبموجب القواعد العرفية.
    - والنقطة الثانية تتعلق بالإخطار المسبق: وهو مبدأ مستقر؛ فكل الوثائق الدولية التي تنظَّم استغلالاً لمياه أنهار دولية تتحدث عن مبدأ الإخطار المسبق.
    - والنقطة الثالثة: أن هذه الاتفاقية الإطارية من المفترَض أن تعتمد على التوافق العام؛ وهو ما يعني أن قواعد التصويت فيها تكون بالتوافق العام؛ وهو مثل فكرة الإجماع؛ لكنه إجماع سلبي وليس إجماعاً إيجابياً؛ هو ما يعني أن القبول فيه ليس وجوبياً ولكن الوجوبي هو عدم الرفض؛ وكأن السكوت علامة الرضا! وبناءً على ذلك قَبِلَت مصر بهذا غير أن باقي الشركاء قالوا: إننا عندما نريد أن نعدِّل الاتفاقية أو نعدِّل ملاحق لها أو أي بروتوكول فيها، فإنه يتعين أن يكون ذلك بالأغلبية العادية؛ وهذا كلام غريب! فمن الممكن أن نعتمد الاتفاقية اليوم وغداً تستطيع أي دولة من الدول السبع أن تتقدم باقتراح لتعديل هذه الاتفاقية، أو أحد البروتوكولات، أو أحد الملاحق، ثم تُعتَمَد من الأغلبية البسيطة، وهنا قالت مصر والسودان: إما أن تتم مسألة التعديل بالتوافق العام أو بأغلبية بسيطة شريطة أن يكون فيها مصر والسودان.
    القيمة القانونية للاتفاقية:
    وفيما يخص القيمة القانونية للاتفاقية الإطارية أوضح الدكتور شوقي أنه: لا قيمة لها؛ إذ إنه وقَّع عليها خمس من الدول، كما أنها لم تدخل حيِّز النفاذ بَعْدُ؛ لأنه لم يُصادَق عليها؛ إذ من الممكن أن تنضم الدولتان الأُخريان، ومع افتراض أنهما انضمتا - وإن كان هذا صعباً - فالاتفاقية لن تدخل حيِّز التنفيذ إلا بالمصادقة عليها؛ إذ من الممكن أن توقِّع دولةٌ اليوم وتُصادِق بعد عشرين عاماً، كما أنه من الممكن أن توقِّع وعند المصادقة يرفض برلمانها، أو ترفض الجهات صاحبة الولاية أو صاحبة الحق في المصادقة داخـل الدولة، فالاتفاقيـة من هـذا المنظور ما زالت تراوح مكانها.
    وأشار الدكتور أيضاً إلى أننا لو افترضنا من ناحية أخرى أنهم صادقوا فإن الاتفاقية مُلزِمة لأطرافها، ولا تمتد أثارها إلى غيرهم؛ إذن فلا علاقة لمصر أو السودان بها.
    وثمة أمر آخر: وهو خطأ يتردد بين وسائل الإعلام المختلفة؛ من أن هذه الاتفاقية تُعيد توزيع الحصص بين دول حوض النيل، وهذا خطأ شائع؛ فالاتفاقية لا تتحدث إطلاقاً عن إعادة توزيع الحصص، لكنها تتكلم عن إعادة النظر في مجمل الاتفاقيات السابقة؛ ولذلك فإنه من الناحية القانونية لا يوجد مشكلة.
    ويرى الدكتور إبراهيم آدم أن مسالة التفاوض في حد ذاتها لا غبار عليها؛ ولكن يجب أن تكون في إطار تطوير إيرادات الحوض، كما أن هذه المسالة ممكنٌ تحقيقُ تقدُّم كبيرٍ فيها؛ إذا أخذنا في الحسبان أن غالبية دول الحـوض - بمـا فيها السودان الـذي يصنَّـف كدولـة مصـبٍّ - فيها أمطـارٌ تتساقط بكثافة ولا يستفاد منها بالصورة المطلوبة في زيادة إيرادات الحوض، ويُفقَد معظمُها بعامل التبخر.
    وفي الإطار السابق يمكننا الإشارة إلى مشروع قناة جونقلي الذي بدأ في ثمانينيات القرن الماضي ولم يرَ النور حتى تاريخ هذه الندوة، وأنه يسهِّل استخدام كل وسائل التكنولوجيا المتاحة لتجميع مصادر المياه وتخزينها، ويمكن الحصول على تمويل لهذه المشاريع من مؤسسات التمويل الدولية بقروض ميسَّرة يمكن سدادها من عائداتها المتوقَّعة، أو بمشاريع تعاونية بين مصر والسودان وبقية دول الحوض؛ وهي النقطة التي أشار إليها الدكتور فليفل؛ (أي: العمل بمبدأ اقتسام المغانم والمغارم). وخاصة أن الوقت لم يَفُت بَعْدُ على إمكانية تحقيق الطموحات والآمال المشتركة بين دول الحوض إذا توفرت الإرادة السياسية اللازمة وجرى تغليب المصالح العليا للشعوب؛ فالتجاذب والتوتر لن ينجزا النماء والرفاه الاقتصادي. والتفاهم الموضوعي هو السبيل الأمثل لتحقيق التنمية الاقتصادية التكاملية بين دول الحوض، ومن محاسن الواقع المعاش أن دول الحوض جميعَها أعضاء في تجمُّعات اقتصادية إقليمية وقارِّية واعدة يمكن الاستفادة منها في تبادل الخبرات والإمكانيات ورؤوس الأموال؛ للوصول إلى التكامل الاقتصادي، والشراكة المتكافئة.
    توصيات عامة:
    وفي ختام الندوة أشار الأساتذة الكرام إلى مجموعة من التوصيات العامة التي يرون وجوب البدءِ فيها، مع الأخذ في الحسبان عدم انتظار ثمارها في القريب العاجل؛ وذلك حتى تُعيد تصحيح المفاهيم لدى الشركاء الأفارقة في دول المنبع.وتنوعت هذه التوصيات ما بين سياسية واقتصادية وثقافية، وأهمها:
    1 - إعادة صياغة ما يمكن تسميته (دائرة نيلية) على النحو الذي تحدَّث عنه جمال حمدان بمعزلٍ عن الدائرة الإفريقية، ويكون لهذه الدائرة اهتمام خاص.
    2 - العمل على (إيجاد) وزارة لشؤون إفريقيا، وهي مسألة مُلِحَّة جداً.
    3 - تكثيف الزيارات السياسية من كبار المسؤولين المصريين والسودانيين لدول حوض النيل؛ لبحث كافة طرق التعاون المشترك بينهم.
    4 - لا بد أن يكون لدى مصر رؤية واضحة في التعمل مع الدول الإفريقية تستدعي تعيين وزيرٍ للشؤون الإفريقية، يملك من الصلاحيات ما يجعله نائباً لرئيس الوزراء ولا يتبع وزارة الخارجية، وينبغي على مصر أن تدرك أنها قادرة على قيادة دول حوض النيل نحو التنمية المتكاملة الشاملة المتناغمة المستدامة لدول الحوض، وهي بذلك تكون حاملة لرسالة الاستقرار في المنطقة الإفريقية.
    5 - العمل على إحياء الأسابيع الثقافية: وهي مسألة مهمة للغاية؛ لأن مسألة البُعْد الشعبي أو ما يسمى بالدبلوماسية الشعبية أصبحت الآن على قَدْرٍ كبير جداً من الأهمية، ومنها: الأسابيع الثقافية، والدبلوماسية الجماهيرية، والمؤتمرات والندوات... وغيرها.
    6 - التحرك السريع من أجل دراسة مشروعات الطاقة، ومشروعات البنية التحتية لهذه البلدان، وأن تعلن مصر والسوادان عن المشاركة فيها بما يحقق الفائدة للجميع، مع الحرص على تجنُّب الدولة المصرية ما يتثر حَنَق ومخاوف هذه البلدان.
    7 - العودة إلى الدور الذي كانت تقوم به مصر تجاه أبناء هذه البلدان: وذلك بزيادة عدد البعثات التعليمية، وفتح باب الالتحاق بمعهد الدراسات الإفريقية لطلاب هذه البلدان؛ وهو ما يمكِّنهم من استكمال دراستهم العلمية بمصر، ثم العودة إلى بلادهم ليكونوا رسل سلام بين مجموع هذه البلاد.
    8 - إنشاء قنوات فضائية، ومحطات إذاعية موجَّهة لدول حوض النيل.
    9 - ضرورة أن تتوجه مصر نحو دول حوض النيل، وزراعة ما يمكنها من أراضٍ، واستغلال كمية الأمطار؛ وذلك لسد احتياجات مصر الغذائية، وسد الباب أمام أي مطامع خارجية في هذه الأراضي، أو على الأقل الحدُّ منها.
    10 - تأكيد الموقف المصري على وحدة كلٍّ من السودان والصومال، والعمل على التواصل بين إثيوبيا وإريتريا.
    11 - زيادة جرعة المعلومات الخاصة بدول حوض النيل في المناهج التعليمية المصرية والسودانية.
    12 - مراعاة توجيه إعلام البلدين (مصر والسودان) للحديث بشكل إيجابي عن دول حوض النيل.
    13 - تفعيل دور الأزهر الشريف: بزيادة البعثات الخاصة إلى هذه البلاد، والعمل على زيادة استقدام طلابها للدراسة في الأزهر الشريف.
    14 - على مصر أن تبذل ما في وُسعِها لتحقيق عملية تحويل نظام الري في مصر من الري بنظام الغمر إلى نُظُم الري الحديثة؛ سواء بالرش أو التنقيط أو غيرهما.
    15 - توجيه الاسـتثمار المصري تجاه هذه البـلاد، لعدم ترك السـاحة الإفريقيـة للاسـتثمار الأجنبـي يلعب فيها كيفما شاء.
                  

03-24-2013, 11:55 PM

دينا خالد
<aدينا خالد
تاريخ التسجيل: 06-26-2006
مجموع المشاركات: 8736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: دينا خالد)

    هل من معلومات عن ما خفى من اتفاقات متعلقة باتفاقية مياه النيل بين مصر والسودان ...؟
                  

03-24-2013, 12:25 PM

دينا خالد
<aدينا خالد
تاريخ التسجيل: 06-26-2006
مجموع المشاركات: 8736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: ناذر محمد الخليفة)

    كانت الساعة بين الثانية عشرة ظهراً والواحدة بعد الظهر ساعة حاسمة فى تاريخ العلاقات بين البلدين. فى هذه الساعة فى مكتب الرئيس جمال عبدالناصر فى بيته بمنشية البكارى تمت تسوية خلافات طويلة، بذل الاستعمار جهداً مركزاً لاصطناعها خلال فترة زادت على عشر سنوات. ولقد دخل الوفدان السودانى والعربى ظهر اليوم إلى مكتب الرئيس وبينهما نقطة خلاف واحدة لم تصل فيها المباحثات بينهما إلى اتفاق، كانت مسألة التجارة وصلت لاتفاق. وكانت مسألة تقسيم مياه النيل قد وصلت لاتفاق. ثم بقيت مسألة التعويضات التى يجب أن يدفعها الإقليم الجنوبى من الجمهورية العربية المتحدة إلى السودان تعويضاً عن منطقة حلفا التى سوف تطغى عليها مياه السد العالى وتغرقها. بقيت هذه المسألة موضوع خلاف. وبدأ كل جانب برقم محدد وكان رقم الجانب العربى أقل منه بكثير (مصر) وفى خلال المفاوضات وبعد الرجوع للخرطوم وصل الفريقان إلى الوضع التالى: الجانب السودانى نزل عن جزء من الرقم الذى كان يطلبه والجانب العربى (مصر) يعرض رقمًا آخر ولكن الفارق بين الرقمين مازال كبيراً وكان الرئيس جمال عبدالناصر قد قال للواء طلعت فريد رئيس الوفد السودانى عندما التقى به فى بداية المفاوضات: أن مصلحة الشعب السودانى تهمنى وأنا لا أرضى أن تتحقق مصلحة الإقليم المصرى على حساب مصلحة الشعب السودان وإنى لأرجو بهذه الروح أن تبدأوا محادثاتكم وإذا خطر لكم فى أى مرحلة منها، أن تدخلى يؤدى إلى نتيجة فإنى أرجو أن تجيئوا إلى، ثم حدث حينما توقفت المفاوضات عند الخلاف على رقم التعويضات، وكان اللواء محمد طلعت فريد قد طار إلى الخرطوم واجتمع بالفريق عبود وبمجلس الوزراء السودانى كله أن رأى المجلس أن الوقت قد حان لكى يتدخل الرئيس جمال عبدالناصر. وهكذا عاد فريد للقاهرة واتفق مع السيد زكريا محيى الدين رئيس الجانب العربى على أن يطلب الجانبان مقابلة الرئيس جمال عبدالناصر ويضعا أمامه موضوع الخلاف. وكان ذلك هو الاجتماع الحاسم،وفى بداية الجلسة شرح اللواء طلعت فريد وجهة نظره ثم قال: "أن تعليمات الرئيس السودانى الفريق إبراهيم عبود هى أن أصل إلى اتفاق وأننا اتفقنا على تحكيمكم فى الخلاف بيننا وبين وفد الجمهورية العربية، وقرار مجلس الوزراء أن نقبل الرأى الذى تبدونه. وقال اللواء طلعت فريد: "حتى إذا عرضتم سيادتكم أقل من المبلغ الذى يعرضه الوفد العربى فإن التعليمات الصادرة من الفريق عبود أن أقبل، ونحن نرى ألا شيء يساوى أن يصل الشعبان إلى تفاهم كامل." وقال الرئيس جمال عبدالناصر: " إننى سأقف فى الوسط بين الاثنين وسأقترح الوصول إلى حل وسط تماما بين طلبات كل منكما. وساد الصمت ومضة، وقال اللواء طلعت فريد: "إننى باسم حكومة السودان أقبل" وقال السيد زكريا محيى الدين: "إن الوفد العربى يقبل" والتفت الرئيس جمال عبدالناصر إلى الفريقين وقال لهما "مبروك وإن شاء الله يكون هذا الاتفاق فاتحة عهد جديد فى العلاقات بين الشعبين، ولقد كنت واثقاً أننا سنصل إلى اتفاق، فإن حسن النية والرغبة الصادقة من الناحيتين فى تسوية أسباب الفرقة المصطنعة بين الشعبين كانا واضحين أمامى وظاهرين." ثم صافح الرئيس أعضاء الوفدين مهنئاً ثم انفض الاجتماع..الذى لم يستغرق أكثر من ساعة واحدة لكى تبدأ عملية صياغة الاتفاق فى شكله القانونى النهائى تمهيداً للتوقيع عليه. وكعادة "الأهرام" الراسخة فى متابعة فورية للأحداث المهمة كتبت ("الأهرام" يتصل تليفونياً بوزير الاستعلامات فى الخرطوم). كيف تلقى الفريق عبود نبأ الاتفاق؟ ابتهاج أعضاء المجلس الأعلى والوزراء. وفرحة فى جميع أنحاء السودان. صرح اللواء أحمد رضا فريد وزير الاستعلامات السودانى بالنيابة تليفونياً من الخرطوم لـ"الأهرام" بقوله: لقد كنت أنا الذى أبلغت النبأ للفريق عبود عقب عودته مع أعضاء مجلس الوزراء فى الرابعة عصراً إلى الخرطوم فبدت عليه علامات السرور والفرح وأرتاح جداً جداً وعلق عليه بقوله: الحمد لله هذا من فضل ربنا علينا ونسأل الله التوفيق فى جميع أمورنا "وأضاف أن الشعب السودانى مبتهج جداً لسماعه أنباء الاتفاق الكامل الشامل على كل المواضيع التى ذهب من أجلها الوفد السودانى إلى الجمهورية العربية كما أن المسئولين هنا مبتهجون، بهذه النتيجة ومرتاحون لها كل الارتياح. وعبدالناصر يقول: يهمنا أن يكون السودان عزيزاً قوياً ففى قوته حماية لظهرنا. مؤكداً للصحفيين السودانيين الذين قابلوه عقب الاتفاق أن العلاقات السودانية -المصرية أبدية ويهمنا أن يكون السودان عزيزاً قويا ففى قوته حماية لظهرنا. . وفى يوم الثلاثاء 3 نوفمبر1959 كان مانشيت "الأهرام" أسرار الاتفاق مع السودان تفاصيل عملية توزيع مياه النيل بين البلدين بعد إنشاء السد العالى 15مليون جنيه قيمة التعويضات عن إغراق منطقة حلفا الفريق عبود يزور القاهرة فى شهر فبراير القادم وعلم مندوب "الأهرام" أن الصياغة القانونية الكاملة للاتفاق الشامل مع السودان تنتهى يوم الخميس وتصبح الاتفاقية بعدها جاهزة للتوقيع كما يلى:



    Quote: وقال الرئيس جمال عبدالناصر: " إننى سأقف فى الوسط بين الاثنين وسأقترح الوصول إلى حل وسط تماما بين طلبات كل منكما.
    وساد الصمت ومضة، وقال اللواء طلعت فريد: "إننى باسم حكومة السودان أقبل" وقال السيد زكريا محيى الدين: "إن الوفد العربى يقبل" ..
    والتفت الرئيس جمال عبدالناصر إلى الفريقين وقال لهما "مبروك وإن شاء الله يكون هذا الاتفاق فاتحة عهد جديد فى العلاقات بين الشعبين،
    ولقد كنت واثقاً أننا سنصل إلى اتفاق
                  

03-25-2013, 00:11 AM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30716

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: دينا خالد)

    Quote: انضمام دولة الجنوب لااى من الطرفين لايغير من الواقع شيئا دى تصريحات للاستهلاك السياسيى والاعلامى ليس الا
    معظم مياه النيل تاتى من النيل الازرق...

    الا يؤثر في التصويت!
    جني
                  

03-25-2013, 07:58 AM

JOK BIONG
<aJOK BIONG
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 5393

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: jini)

    خطوة جيدة لا نريد جنوب السودان ان تكون دولة ناقصة السيادة مثل السودان بتاع اول يناير 1956....دولة ناقصة السيادة لان الدولة المصرية اقامت سد العالي تضررت منها وادي حلفا القديمة وتدمير تاريخ المنطقة وحضارتها..
    ما في دولة تقبل ذلك اطلاقا مهما كان مصالح مشتركة بين دولتين ...مصر نفسها لو كانت في موقع السودان لرفضت اقامة السد العالي لكن يخسي على ناس دايرين يشتروا العروبة باي ثمن ههههه
    تشتروا العروبة بنقص في سيادة البلد ما حرام على الشماليين هههه..مصر تسبب في الحاصل في السودان وسبب في انقسام السودان وسبب في عروبة السودان المزيفة..
    الله يحفظ ويبارك جنوب السودان ... ايوه سيادة كاملة في الماء ...ما في حفر قناة جونقلي مرة تاني ...
                  

03-25-2013, 08:30 AM

ABDELMAGID ABDELMAGID

تاريخ التسجيل: 09-09-2005
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: JOK BIONG)

    Quote: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل

    التحية لدولتنا فى الجنوب وهى
    تدافع عن حقوق أهلنا و تخلصنا من هيمنة أدعياء العروبة
    و عبدة الفرعون ! و غيرهم من مستلبى الهوية و العرق
    و الفكر ...
    ........
    ما يسمى بإتفاقية مياه النيل , ماهو
    إلا بمرسومٍ عروبى إستعمارى ناصرى
    يحرم المواطن السودانى من أبسط حقوقه وهو داخل أرضه
    التى ورثها عن أجداده , حتى فى تشغيل
    شفاطةً من مياه النيل لرى أرضه
    إلا بعد إذنٍ من الخديوية الناصرية ...
    لا أتحدث بسياسةً و لكنى أحكى قصص واقعية :
    أهلى بديم المشايخة لا يصدقون لهم بطلمبة
    ضخ مياه من النيل الأزرق الذى و رثوه
    أباً عن جد لرى سواقيهم إلا بتصديق
    من اللجنة العليا لإتفاقية مياه النيل !!!!
    شفتو الإستحقار كيف ؟؟؟
    .........
    عبدالماجد
                  

03-25-2013, 08:08 AM

Sulaiman Adam
<aSulaiman Adam
تاريخ التسجيل: 03-10-2013
مجموع المشاركات: 714

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: jini)

    Quote: لا يؤثر في التصويت!
    جني



    اى تصويت فى غير صالح دول المصب ذات الكثافة السكانية العالية
    بمثابة اعلان حرب وبدء حرب المياه القادمه بقوة
    وجهة نظر....
                  

03-25-2013, 10:14 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: jini)

    Quote: ده كلام تمام ..

    وحتى السودان لم يستخدم حصته كاملة من المياه منذ تاريخ الاتفاقية ..


    الأخ فايز ود القاضي.

    السودان لم يستفيد من تلك الأتفاقية بكل كانت تلك الأتفاقية تخدم مصر فقط ولا غير.
                  

03-27-2013, 02:31 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: Deng)


    جمهورية جنوب السودان واتفاقية مياه النيل لعام 1959 ..

    بقلم: د. سلمان محمد أحمد سلمان

    الأربعاء, 27 آذار/مارس 2013 13:01

    1
    تناقلت وكالات الأنباء المحلية والإقليمية والدولية بسرعة البرق يوم 22 مارس عام 2013 (وهو اليوم العالمي للمياه) تصريحات السيد بول مايوم، وزير الري والموارد المائية بجمهورية جنوب السودان، عن موقف حكومته من اتفاقية مياه النيل لعام 1959. ذكر السيد مايوم أن بلاده لا تعترف باتفاقية عام 1959، موضّحاً: "كنا تحت سيطرة السودان عندما وُقِّعتْ الاتفاقية، لذلك لم نكن نستطيع أن نقول شيئا، أما اليوم فنقول إنه لا علاقة لنا بهذه الاتفاقية." لم يتوقف السيد الوزير عند رفضه لاتفاقية عام 1959 بل أضاف: "لقد التحقنا بمبادرة حوض النيل ونحن في طريقنا للالتحاق باتفاقية الإطار التعاوني، التي من خلالها يمكن لدول حوض النيل الالتقاء لمناقشة أفضل الطرق لاستغلال مصادر المياه."
    لا بدّ من التنويه أن هذه التصريحات قد أتت بعد يومٍ واحدٍ فقط من زيارة الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء المصري لجوبا بغرض مناقشة قضايا مياه النيل والتأكّد من وقوف جمهورية جنوب السودان في الجانب المصري-السوداني الرافض لاتفاقية الإطار التعاوني لحوض النيل (المعروفة أيضاً بإسم اتفاقية عنتبي). عليه فقد أثارت هذه التصريحات وتوقيتها دهشةً عميقة وتساؤلاتٍ عديدة.
    وقد رفعت هذه التصريحات عدد الدول المؤيّدة لاتفاقية عنتبي إلى سبع دولٍ هي: اثيوبيا وكينيا ويوغندا وتنزانيا وبوروندي ورواندا، بالإضافة إلى جنوب السودان. وتحتاج الاتفاقية إلى تصديق ست دولٍ لتدخل حيز التنفيذ. وتعترض مصر والسودان بشدّة على هذه الاتفاقية، بينما لم توضّح جمهورية الكونغو الديمقراطية موقفها.
    سوف نناقش في هذا المقال الأسباب التي نعتقد أنها أدّت إلى إصدار هذه التصريحات الخطيرة والإعلان عنها بهذه الصورة القاطعة، وعن تداعيات التصريحات وكيفية التعامل معها.
    2
    كنّا قد أشرنا منذ أن قرّر شعب جنوب السودان الانفصال وإنشاء دولته في 9 يناير عام 2011 إلى أن اليوم الذي ستنضمّ فيه الدولة الجديدة إلى تكتّل دول اتفاقية عنتبي آتٍ لا محالة. فالعلاقات التي تربط شعب جنوب السودان بدول منابع النيل في البحيرات الاستوائية (كينيا ويوغندا وتنزانيا وبوروندي ورواندا والكونغو الديمقراطية) عميقةٌ ومتشابكة، وتشمل العرق والثقافة واللغات والدين والجغرافيا والتاريخ. كما أن هذه الدول كانت قد وقفتْ وقفةً متكاملةً مع شعب جنوب السودان طيلة سنوات الحرب الأهلية الأولى والثانية. وقد استقبلت كلٌ من كينيا ويوغندا وتنزانيا والكونغو الديمقراطية مئات الآلاف من اللآجئين من جنوب السودان وفتحت لهم حدودها ومدارسها وجامعاتها ومستشفياتها وأسواقها ومصانعها، وأمدّتهم بعونها المادي والعسكري والدبلوماسي والسياسي. وقد اتخذت قيادات الحركات السياسية والعسكرية الجنوبية من عواصم تلك الدول مقار لها. ومع مرور الزمن توثّقت العلاقات والمصالح الرسمية والشخصية بين الشعوب والحكومات في هذه الدول وبين شعب ومنظمات وحكومة جنوب السودان.
    كانت هذه لوحدها أسباباً كافية لوقوف جنوب السودان مع دول المنبع في نزاعاتها المحتدمة مع مصر والسودان حول اتفاقية الإطار التعاوني (اتفاقية عنتبي) ومسائل مياه نهر النيل الأخرى.
    3
    غير أنه لا بدّ من إضافة أن اتفاقية مياه النيل لعام 1959 نفسها كانت قد تعاملت باستخفافٍ مبالغٍ فيه مع جنوب السودان ومستنقعاته وحقوق القبائل التي تعيش وتعتمد عليها وعلى مياه النيل فيه. فقد نظرت الاتفاقية إلى مستنقعات جنوب السودان كمياهٍ ضائعةٍ يستوجب إعادة تجميعها وإضافتها إلى نهر النيل لصالح التوسّع الزراعي في مصر والسودان من خلال مجموعة من المشاريع من بينها قناة جونقلي. تمّ التفكير والاتفاق والتخطيط لهذه المشاريع دون أي اعتبارٍ للتأثيرات البيئية والاجتماعية والاقتصادية السلبية، والحقوق المائية لسكان جنوب السودان الذين يعيشون حول هذه المستنقعات ويعتمدون عليها في حياتهم وحياة أبقارهم وأغنامهم وحيواناتهم الأخرى، وبدون استشارتهم أو حتى التحدث إليهم.
    انطلاقاً من هذه العقلية الاستعلائية فقد أشارت اتفاقية مياه النيل لعام 1959 إلى أنه تضيع كمياتٌ من مياه النيل في مستنقعات بحر الجبل وبحر الزراف وبحر الغزال ونهر السوباط في جنوب السودان. ووضعت الاتفاقية مجموعةً من الإجراءات لإقامة مشاريع لزيادة مياه نهر النيل من هذه المستنقعات لصالح التوسّع الزراعي في مصر والسودان، على أن يُوزّع صافي المياه والتكاليف مناصفةً بينهما. وتنصّ الاتفاقية على أن يتولّى السودان الإنفاق على هذه المشروعات من ماله وتدفع مصر نصيبها في التكاليف بنفس نسبة النصف المقرّرة لها في فائدة هذه المشروعات.
    غير أن الاتفاقية تُعطي مصر الحق في البدء في أيٍ من هذه المشروعات إذا دعتْ حاجتُها للتوسع الزراعي لذلك. في هذه الحالة تُخْطِر مصرُ السودانَ بالميعاد الذي يناسبها للبدء في المشروع. وفي خلال عامين من تاريخ هذا الإخطار يتقدّم كل من البلدين ببرنامجه للانتفاع بنصيبه في المياه. وبعد انتهاء العامين تبدأ مصر في التنفيذ بتكاليف من عندها، وعندما يتهيأ السودان لاستغلال نصيبه فإنه يدفع نسبةً من جملة التكاليف تتفق مع نسبة المياه التي سيحصل عليها، على ألا تتجاوز حصة أيٍ من البلدين نصف الفائدة.
    وهكذا أعطت الاتفاقية مصر حقاً آحادياً في بناء أيٍ من مشاريع زيادة مياه النيل من مستنقعات جنوب السودان سواءٌ كان السودان قد تهيأًّ لاستغلال نصيبه أم لا، وسواءٌ كان يوافق على قرار مصر أم لا. كل ما تحتاحه مصر هو إخطار السودان بالميعاد الذي يناسبها وإعطاء السودان فترة عامين ليتقدم لها ببرنامجه للانتفاع بنصيبه.
    لكن الأخطر من هذا كله أن الاتفاقية لا تتضمّن أية إشارةٍ إلى المجموعات المحلية التي تعتمد في حياتها وحياة ماشيتها على بيئة ومياه المستنقعات، والتي ستتضرّر من هذه المشاريع. وقد تجاهلت الاتفاقية الحديث عن حقوق هذه المجموعات، ولم تشتمل على أي نصوصٍ عن تعويضاتٍ لها عن الأضرار البيئية والاقتصادية والاجتماعية التي ستلحق بها من جراء تجفيف هذه المستنقعات وفقدانها لسبل كسب عيشها. وكما ناقشنا في مقالات خفايا وخبايا مفاوضات اتفاقية مياه النيل لعام 1959 فإن تعويضات أهالي وادي حلفا كانت إحدى العقبات الرئيسية في المفاوضات في كل مراحلها.
    وقد صاحب تنفيذ قرار بناء قناة جونقلي في سبعينيات القرن الماضي نفس عقلية الاستخفاف بالمجموعات المحلية التي ستضرّر بالقناة التي اشتملت عليها نصوص اتفاقية مياه النيل.
    4
    فى 27 فبراير عام 1972 تمّ التوقيع على اتفاقية أديس أبابا بين حكومة السيد جعفر محمد نميري وحركة تحرير جنوب السودان بقيادة السيد جوزيف لاقو. وقد منحت الاتفاقية جنوب السودان الحكم الذاتي الإقليمي، وتوقّفت إثر ذلك الحرب الأهلية فى جنوب السودان التي كانت مستعرةً منذ عام 1955. وفي 12 فبرايرعام 1974 تمّ الاتفاق على "منهاج العمل التكاملي" بين مصر والسودان. وكان من أوائل المشاريع التي بدأ التفكير في التخطيط لبنائها قناة جونقلي. وهكذا مهّدت عودة السلام فى جنوب السودان والتطورات في العلاقات المصرية السودانية لفتح ملف قناة جونقلي بغرض البدء في تنفيذها. وفي 6 يوليو عام 1974 قامت مصر والسودان بتوقيع اتفاقية بناء قناة جونقلي. وإثر ذلك تمّ تكوين مجلس قومي لتنمية منطقة قناة جونقلي مع جهاز تنفيذي للقيام بالأعمال اليومية. واتفق السودان ومصر على أن تقوم الهيئة الفنية الدائمة المشتركة بينهما، والتى تمّ تكوينها بموجب اتفاقية مياه النيل لعام 1959، بالإشراف العام على بناء القناة. وقد أوضحت الدراسات أن القناة ستضيف حوالى خمس مليارات متر مكعب من المياه لاستعمالات مصر والسودان مناصفةً بينهما، كما تمّ الاتفاق على تقاسمٍ مماثلٍ للتكلفة، كما تقضي بذلك اتفاقية مياه النيل.
    وفي 28 يوليو عام 1976 تمّ التعاقد بين حكومة السودان والشركة الفرنسية العالمية للبناء (والمعروفة اختصاراً بـ سي سي آي) لحفر قناة جونقلي. وكانت هذه الشركة قد قامت بحفر قناةٍ شبيهة بقناة جونقلي فى باكستان تربط نهر الإندوس بنهر جيليم. وقد قامت الشركة الفرنسية بتفكيك الحفّار الضخم والذى كان يَزِنْ حوالى 2,000 طن، وكان لا يزال فى باكستان، وشحنه بالبحر للسودان حيث قامت مجموعة من المهندسين الفرنسيين والباكستانيين بإعادة تركيبه فى موقع القناة. وقد قامت الشركة ببناء معسكرٍ للمهندسين والفنيين الأوروبيين (حوالى الستين) والباكستانيين (حوالى خمسٍ وأربعين) وأسرهم قرب نقطة التقاء النيل الأبيض ونهر السوباط، أُطلِق عليه معسكر السوباط.
    5
    لكنّ مشروع قناة جونقلي قُوبِل بكثيرٍ من المعارضة والسخط فى جنوب السودان. وقد وصفه معارضوه بأنه مشروعٌ مُضِّرٌ بالسكان المحليين، وسيفصل المنطقة الشرقية للقناة عن المنطقة الغربية ويُوقِف حركة القبائل فى المنطقة بحثاً عن الكلأ والماء، وسيعرّض الحياة البرية لنفس المشاكل. كما تحدّث المعارضون عن التأثيرات البيئية السلبية للمنطقة والتى ستشمل شحّ الأمطار فيها بسبب تجفيف المستنقعات وتقليل التبخر، وإضعاف الثروة السمكية التى تعتمد عليها القبائل المحلية اعتماداً كبيراُ، وتقليل مناطق الكلأ لرعي الماشية. وقد وصف المعارضون المشروع بأنه لمصلحة مصر والسودان وأنه مُضرٌّ لجنوب السودان وللسكان المحليين.
    خرجت مظاهرات طلابية ضخمة ضد المشروع شارك فيها أيضاً الكثير من المواطنين فى جوبا وبعض المدن فى جنوب السودان. وقد تعرّضت لها الشرطة بعنفٍ وقُتِل ثلاثةٌ من المتظاهرين بنيران الشرطة وجُرِح آخرون، وتم اعتقال عددٍ من المتظاهرين والمعارضين. وقد خفّت حدّة المعارضة بعض الشئ بعد أن التزمت الحكومة السودانية بتمويل مجموعةٍ من المشاريع التنموية للمنطقة والتى تضمّنت طريقاً برّياً من ملكال وحتى بور (مع التخطيط لوصوله إلى جوبا مستقبلاً)، وعدداً من الكباري على القناة لعبور السكان وماشيتهم، ومشروع ري يشمل مصنعاً للسكر، ومساكن ومدارس ومستشفيات وشفخانات بيطرية.
    6
    بدأت الشركة الفرنسية أعمال حفر القناة فى عام 1978. وقد بدأ العمل ببطء بسبب التربة والطقس ومشاكل الوقود للحفار الذي كان استهلاكه عالياً. انتظم العمل مع بداية عام 1979، وسار بصورةٍ سلسة رغم مشاكل الوقود والزيادة الكبيرة التى طرأت على أسعاره عالمياً. وخلال الأعوام الأولى للثمانينيات كانت الأطراف الثلاثة – حكومة السودان والحكومة المصرية والشركة الفرنسية – سعيدةً بالتقدم المطّرد فى حفر القناة، إذ اكتمل فى النصف الثاني من عام 1983 حفر حوالى 267 كيلومتر من الطول الكلي للقناة البالغ 360 كيلومتر من بور وحتى ملكال. وقد كان الجزء المتبقي هو الأقل مشاكل على طول القناة، وأسهلها. عليه فقد بدأ الحديث عن احتفالاتٍ ضخمة عند اكتمال القناة فى شهر مارس من عام 1985، وبدأ أيضاً الحديث والتحضير لدراسة قناة جونقلي الثانية.
    كان عقد حفر القناة مع الشركة الفرنسية قد تمّ تعديله في 13 مارس عام 1980، بعد تغييراتٍ في خط حفر القناة. وتمّ بناءاً على هذا زيادة المبلغ الذي ستدفعه حكومة السودان للشركة الفرنسية بموجب العقد ليصل إلى حوالى 125 مليون دولار. ولكن بالإضافة إلى تكلفة حفر القناة فقد كانت هناك الأعمال المكمّلة والتي تشمل الأعمال الميكانيكية والكباري وقوارب النقل والمباني، وكذلك الفرق في أسعار الوقود والتكلفة الإدارية. وقد قُدّرت تكلفتها بحوالى 95 مليون دولار. وقد جعلت هذه الإضافات التكلفة النهائية لقناة جونقلي حوالى 220 مليون دولار. لكن هذه الأرقام لم تشمل تكلفة مشاريع تنمية المنطقة التي وعدت بها الحكومة من مشروع ريٍ وطرقٍ ومصنع للسكر، ومساكن ومدارس ومستشفيات وشفخانات بيطرية.
    7
    في الوقت الذي كانت الشركة الفرنسية تقوم بحفر القناة كان العقيد جون قرنق، مُبتعث وزارة الدفاع السودانية بجامعة أيوا بالولايات المتحدة الأمريكية، يعدّ بحثه لدرجة الدكتوراه عن مشروع قناة جونقلي، والتي نالها عام 1981. وقد عاد بعدها إلى السودان، ثم انشقّ عن الحكومة السودانية ليقود الحركة الشعبية لتحرير السودان في عام 1983. وقد كانت قناة جونقلي، بحكم دراسته ومعرفته الوثيقة بها، وبحكم أنه من مدينة بور، من أوائل الأهداف العسكرية للحركة الشعبية. كما لا بد من إضافة العامل الاثيوبي هنا.
    قامت الحركة الشعبية بأول هجومٍ لها على منطقة القناة فى 16 نوفمبر عام 1983 (أى بعد أقل من ستة أشهرٍ من تأسيس الحركة) واختطفت تسعةً من المهندسين والفنيين الفرنسيين والباكستانيين العاملين بالقناة. وترك الخاطفون مذكرةً فى مكان الاختطاف تطالب فيها الحركةُ الشعبية الشركةَ الفرنسية بوقف العمل فى القناة كشرطٍ لإطلاق سراح الرهائن. تمّ إطلاق سراحهم بعد ثلاثة أيام بعد أن سحبت الشركة معظم عامليها من مواقع العمل فى القناة إلى المعسكر.
    وفى 30 نوفمبر عام 1983 بعث السيد جوزيف أودوهو رئيس لجنة العلاقات الخارجية للحركة الشعبية برسالةٍ إلى الشركة الفرنسية والسفارة المصرية في نيروبي تضمّنت نقداً حاداً للقناة، وذكرت أن البرنامج التنموي الذى وعدت به حكومة السودان منطقة قناة جونقلي من طريقٍ برّيٍ وكباري ومشروع ري ومصنع سكر ومدارس ومستشفيات لم يُنفّذ منها أي شئ، في حين أن العمل فى بناء القناة أوشك على الانتهاء. ذكرت الرسالة أن القناة أصبحت عازلاً للأسر والقبائل فى ناحيتى القناة، وعدّدت مجموعةً مما تراه آثاراً ضارة على المواطنين فى المنطقة. طالبت الرسالة بوقفٍ فوريٍ للعمل فى القناة، وهدّدت أنها تعتبر القناة هدفاً عسكرياً مشروعاً.
    فى فجر يوم الجمعة 10 فبراير عام 1984 قامت الحركة الشعبية بهجومٍ كبيرٍ على موقع القناة والمعسكر، ودمّرت جزءاً من المعسكر فى معركةٍ متقطّعة استمرت أكثر من خمس ساعات. غادر بعدها جنود الحركة المنطقة بعد أن أخذوا معهم سبع رهائن. قامت الشركة بإخلاء المعسكر وتوقّف العمل كليةً ونهائياً فى قناة جونقلي فى ذلك اليوم من شهر فبراير عام 1984،
    وتبخّرت أحلام مهندسي الري الذين درسوا وكتبوا عن مستنقعات جنوب السودان، وكذلك أحلام الحكومتين المصرية والسودانية. وقد بقي الحفار الضخم قابعاً قرب الكيلومتر 267 للقناة، يتآكله الصدى ويتراكم فى أطرافه التراب والغبار والمياه، وتنمو حوله فروع الأشجار. وأصبح الجزء الذى اكتمل من القناة خندقاً وشركاً قاتلاً للحيوانات البرية فى المنطقة، وحاجزاً بين الجانب الشرقي والجانب الغربي للقناة، يعيق حركة السكان المحليين وتحركات مواشيهم. ووصل الخلاف بين الشركة الفرنسية والحكومة السودانية إلى المحاكم الدولية التي أصدرت أحكاماً متتاليةً لصالح الشركة.
    8
    هذه هي نصوص اتفاقية مياه النيل لعام 1959 عن مستنقعات جنوب السودان واستخدامات مياهها، وهذه هي قصة تطبيق نصوص الاتفاقية عبر مشروع قناة جونقلي. عليه فقد كان متوقعاً أن تعلن جمهورية جنوب السودان رفضها للاتفاقية، مثلما أعلنت دول المنبع من قبل عدم اعترافها بالاتفاقية. غير أن المستشار القانوني لوفد السودان التفاوضي لمبادرة حوض النيل ظلّ يحدثنا بانتظام عن إلزامية اتفاقية مياه النيل لعام 1959 على كل دول المنبع. وقد نبّهنا نحن من جانبنا مراراً إلى أن القواعد الأولية لمبادئ القانون الدولي تنبني على عدم إلزامية أي اتفاق على طرفٍ ثالث، إلا إذا قبل ذلك الطرف الثالث الالتزام صراحةً أو ضمناً. وقد رفضت كل دول المنبع اتفاقية مياه النيل لعام 1959 صراحةً، وذهبت أكثر من هذا بتبنيها اتفاقية عنتبي، والتي قالت اثيوبيا الأسبوع الماضي أنها قد بدأت في إجراءات التصديق عليها.
    من الجانب الآخر فإني أتوقع أن يطلَّ علينا بعض الخبراء لتذكيرنا أن تصريحات السيد وزير الري والموارد المائية في جنوب السودان الرافضة لاتفاقية مياه النيل لعام 1959 سببها التحريض الإسرائيلي. من المؤكد أن إسرائيل قد سعدت وستسعد كثيراً بهذه التصريحات. غير أن العرض أعلاه للاتفاقية يوضّح بجلاء أن مواطني جنوب السودان ليسوا بحاجةٍ إلى اسرائيل (أو أية دولةٍ أخرى) لتشرح لهم مساؤي ومناقص اتفاقية مياه النيل وتعديها على حقوق المجموعات المحلية التي تعيش وتعتمد اعتماداً تاماً على مياه تلك المستنقعات منذ فجر التاريخ.
    9
    لقد ظللنا نطالب منذ عام 2009 بمراجعة جذرية لموقف السودان تجاه دول المنبع، وتجاه اتفاقية عنتبي لحوض النيل. بل ذهبنا أكثر من هذا وكتبنا مقالاً مطولاً عدّدنا فيه عشرة أسباب رأينا أنه يتعيّن بموجبها انضمام السودان لاتفاقية عنتبي.
    إن تأكيد انضمام جنوب السودان لدول المنبع، وتصديقه المتوقّع على اتفاقية عنتبي (كما ذكر السيد الوزير نفسه) سيزيد ويؤكّد عزلة السودان ومصر بين دول حوض النيل. والآن تقف سبع دولٍ من دول حوض النيل العشرة في جانب، ويقف السودان ومصر بمفرديهما في الجانب الآخر. وسوف تنضمّ دولة الكونغو الديمقراطية إلى إخواتها دول البحيرات الاستوائية، طال الزمن أم قصر، خصوصاً بعد انضمام جنوب السودان. فتلك حتمية التاريخ والجغرافيا والسياسة.
    لكننا نأمل أن تُعجِّل هذه التطورات بتطبيق الاقتراح الذي قدّمناه قبل أكثر من ثلاثة أعوام بعقد ورشة عملٍ تضمّ الخبراء الوطنيين السودانيين لمناقشة والاتفاق على موقفٍ سودانيٍ متكاملٍ وعلميٍ وموحّد يُخْرِج السودانَ من هذا النفق الضيّق المظلم الذي أدخله فيه الوفد المفاوض لمبادرة حوض النيل منذ أكثر من عشر سنوات.
    [email protected]
                  

03-28-2013, 09:38 AM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52545

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: Deng)

    Quote: انضمام دولة الجنوب لااى من الطرفين لايغير من الواقع شيئا دى تصريحات للاستهلاك السياسيى والاعلامى ليس الا
    معظم مياه النيل تاتى من النيل الازرق...


    سليمان أدم.

    إذا كان دولة جنوب السودان أنضمت ووقفت مع الجانب الأخر(دولة شمال السودان ومصر) هل كان ياترى سيكون لديك نفس هذا الرأي ؟

    ولا كنت بتكون من المهللين ومن المكبرين؟
                  

03-28-2013, 10:49 AM

عبداللطيف شريف على
<aعبداللطيف شريف على
تاريخ التسجيل: 03-10-2013
مجموع المشاركات: 1197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: Deng)

    Quote: دولة ناقصة السيادة مثل السودان بتاع اول يناير 1956....دولة ناقصة السيادة لان الدولة المصرية اقامت سد العالي تضررت منها وادي حلفا القديمة وتدمير تاريخ المنطقة وحضارتها..
    ما في دولة تقبل ذلك اطلاقا مهما كان مصالح مشتركة بين دولتين ...مصر نفسها لو كانت في موقع السودان لرفضت اقامة السد العالي لكن يخسي على ناس دايرين يشتروا العروبة باي ثمن



    ملخص لحالة ساسة بلادنا سابقا...

    ومازال العرض ساريا فيما يخص {حلايب وما جاورها}

    قراءتك صادقة وجدا ....


    ولكن يتبقى السؤال لمن سيكون ولاء دولة الجنوب لسيادتها ام ستضطر لدفع استحقاقات واجبة ...؟
                  

03-28-2013, 10:49 AM

عبداللطيف شريف على
<aعبداللطيف شريف على
تاريخ التسجيل: 03-10-2013
مجموع المشاركات: 1197

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: جنوب السودان يعلن رفضه لاتفاقية مياه النيل ويؤكد انه سينضم لدول ال (Re: Deng)

    Quote: دولة ناقصة السيادة مثل السودان بتاع اول يناير 1956....دولة ناقصة السيادة لان الدولة المصرية اقامت سد العالي تضررت منها وادي حلفا القديمة وتدمير تاريخ المنطقة وحضارتها..
    ما في دولة تقبل ذلك اطلاقا مهما كان مصالح مشتركة بين دولتين ...مصر نفسها لو كانت في موقع السودان لرفضت اقامة السد العالي لكن يخسي على ناس دايرين يشتروا العروبة باي ثمن



    ملخص لحالة ساسة بلادنا سابقا...

    ومازال العرض ساريا فيما يخص {حلايب وما جاورها}

    قراءتك صادقة وجدا ....


    ولكن يتبقى السؤال لمن سيكون ولاء دولة الجنوب لسيادتها ام ستضطر لدفع استحقاقات واجبة ...؟
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de