كُلُّهـم نوابغ !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 09:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-14-2013, 02:11 PM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كُلُّهـم نوابغ !

    كُلُّهـم نوابغ !
    شاذلي جعفر شقَّاق
    [email protected]

    ليس غريباً أنْ يطال العبَثُ مهنةَ ملائكة الرحمة للدرجةِ التي يعجزُ فيها الراصدُ عن إحصاءِ الإخفاقات وإنْ شئتَ الدِّقَّةَ الفضائح الطبيَّة المُلقاة على قارعة الصُّحُف كأمعاءِ الطرائد في الغاب أو أشلاء المقاتلين في زمان الوغى !
    كما ليس عجيباً أنْ تنتقل هذه العبثيَّة – التي ضربتْ بأطنابها مثل الجراد الإمبريالي الصهيوني غير المُرْهَق كافَّة مناحي الحياة في بلادنا – إلى مهنة الرُّسُل والأنبياء ، لتقْرعَ أجراسَها – لا يهمُّها لَمَنْ – أصمَّاً كان أم سميعاً بقدْرِ إزماعها تلقين كلِّ صاحب علمٍ وولي أمرِه أو كلِّ ذي ضمير درْساً سوف لن ينسوه أبداً ما بقي سوادُ السبّورة وبياض الطباشور .. ما بقيتْ العصا ، والسور .. الاكتواء بالنَّارِ دون الحصول على النور ! ليس عجيباً أن تتزيَّأ الغرابةُ بثياب المألوف إذ تتقهْقر القِيَم الانسانيَّة والتربويَّة أمام جيوش نقيضَيْهما ما دامت ((النقود )) هي الدستور الذي يحكم حركةَ حياتِنا التي فيها معاشُنا .. وما دامتِ العقليَّةُ التجاريةُ هي التي تتقرْفَص على دفَّةِ التنفيذ لسائر المشاريع التى تدرُّ على أربابِها الخيرَ الوفير فيكتنزون من وراءِها الذهب والفضَّة والعمارات السوامق والمطايا المسوَّمة ولو كان ذلك على حساب الموارد البشريَّة (فتْكاً بالأجساد والعقول ) في بلدٍ واحدٍ يتشارك فيه الظالم والمظلوم أو المسؤول والضحيَّة متْنَ هذا القارب المقدود !
    لمَّا أصبح المقياس المادِّي هو التيرمو متر فيما بقي من هذا السودان العظيم ؛ كان لابدُّ من تبعاتٍ وإفرازاتٍ لهذا الأمر الشائن ، ومنها سماجة الدعايات التجارية وسذاجة الترويج الرخيص من قِبَل واضعيها الذين لا يظنّون بعقولنا وفهومنا ووعْينا خيراً ، بل يُصرّون على وجود (قنابير) جهلنا وحماقاتنا على رؤوسنا وهم يتحسَّسون مواضع فرضيَّاتها مثنى وثُلاث !
    أقول هذا وبين يديَّ أمثلةٌ لمدارسَ كثيرةٍ يُطلقون عليها صفة (خاصَّة ) ايهاماً لنا بتميُّزها التربويِّ وتفوِّقِها الأكاديمي وهي ليست منهما في شئٍ من بعيدٍ أو من قريب ..السِمةُ الغالبة لمثل هذه المدارس التي تفشَّتْ في الآونةِ الأخيرةِ مثل بائعات الشاي و مراكز الاتّصالات ، بل انتشرتْ انتشارَ النارِ في الهشيم ، هي فكرةُ الاتِّجار باسمِ العِلْمِ الذي رفعتْ الدولةُ عنه يدَها ، فوجد هؤلاء قلباً خالياً فتمَّكنوا ، أو قُل وجدوا منزلاً خالياً فاستأجروه ، وعلَّقوا على مُدخَلِه لافتةً : (مؤسَّسة أو مدرسة + اسم برَّاق + الخاصَّة ) ثم شرعوا بعد ذلك ينخرون كالسوس أو يقرضون (كالجرذان) جيوبَ أولياء الأمور التي حالها يُغني عن سؤالها ، فلو أنَّها غطَّت نصف حاجة الأسرة للمأكل والمشرب فقط ؛ لردَّد أفرادُها نشيدَ البيعة الممجوج بلا تلقينٍ أرعن بصوتٍ مُترَعٍ بالولاء لسياسةِ التقشُّفِ (الكِسْريَّة ) وهذه من (الكِسْرة) العزيزة !
    صبيحة السبت الماضي مسحنا عيوننا على صدى اختبار مكبِّر الصوت (الساوند ) المنطلِق من منزل جارنا من جهة الشمال ، والذي أصبح – بفضْلِ تكاثر و تناسل وتزاوج هذه المدار س النَّبْتِ شيطانية فيما بينها مِثْليَّاً أو غير مِثْلي - مدرسةً مثله مثل الكثير غيره في حيِّنا وبقية الأحياء داخل العاصمة ومتونها وحواشيها من المدارس التي تحمل صفة (خاصَّة ) !
    لقد ارتأى جارُنا العزيز أنْ يؤجِّر منزله ، فاستأجره منه بلا شك القويُّ الأمين (الايدو لاحقة )والذي استطاع بين ليلةٍ وضُحاها أن يحوِّل هذا المنزل إلى بقرةٍ حلوب أو (نقَّاطة) كما يُطلف عليها أصحاب المشاريع الاستثمارية ذلك على سبيل تسمية الأضدَّاد أىْ القِلَّة المُراد بها الكثرة تفادياً للحسد والعين أو نوعاً من أنواع التواضع الزائف !
    نعم لقد أصبح المنزلُ مدرسةً كيفما اتَّفَق رُغم وجود أُسْرةٍ بداخله يُرافقها ( عُصبةٌ من الشُّبَّان يتجاوزون نصف دستة ) كانت مكلَّفةً بحراسة البيت من قِبَل صاحبه (المالِك) ! هذا وقد بقيتْ الأسرة بالمدرسة عامين دراسيين كاملين قبْل أن تُغادر بُعيْد انطلاقة هذا العام الدراسي 2012- 2013م والذي نحن الآن بصدد الاحتفال بنهايته أو متابعة فعالياته من منزلنا منذ التاسعة صباحاً وإلى الخامسة مساء دون توقُّف !
    مقدِّمةُ الحفل إحدى طاقم التدريس بالمدرسة كما قدَّمها أحدُهم بقوله : كانت مذيعة قبل التدريس وفنَّانة ..لمَّا لم يكن من الممكن مزاولة أىِّ حديثٍ داخل المنزل أو سماع أو قراءة أو نحوها ؛ فقد سلَّمتُ للأمر الواقع وهو متابعة البرنامج (من عنقريبي) .. حاولت أن أحصي أخطاء المُدرِّسة ففشلتُ كما فشل الراصدُ في حصر الأخطاء الطبيَّة في بلادنا !قرَّرتُ أن ( أعيش اللحظة) كطِفْلٍ أكونُه سَفَراً إلى الوراء عبر الزمن ! أو ولي أمرٍ (امورو واضحة) أوقفَ فارهته وتأبَّط حسناءه (المدام) وحيَّتْه مقدِّمة البرنامج بابتسام وجلس في الصفِّ الأمام !أو أيِّ واحد من الحاضرين أو عابر سبيلٍ جاءتْ به قدماه من حيث يدري أو لا يدري خصوصاً وأنَّ المدرسة في شارع (الطلمبة ) السفريَّة !
    كان صوتُ المكبِّر عالياً جداً تقاطرتْ على إثره – لا بُدَّ – نساءُ الحيِّ زُرافاتٍ ووُحْدانا وكثيرٌ من شباب (السِّسْتِم ) و (مفلْفِلي ) شعورهم ، وبعض أرباب المعاشات !
    ابتدرتْ الحفل المغنيَّة التي جُلبتْ خِصِّيصاً أغلب الظنِّ بواسطة المعلِّمة المذيعة بمواصفات معيَّنة تليق بالمناسبة والمقام .. حيث قدَّمتْ أغنيتها الدعائيَّة الأولى غزَلاً عُذريَّاً في المدرسة وطاقم تدريسها وإدارتها بقصيدة عينيَّة رُصفتْ قافيتها على عجَل لتتوافق مع اسم المدرسة :( كوع – بوع – يوع ) وهكذا ..ثم غنَّت – بعد مدح المدرسة - للوطن ، ثم انحدرتْ تدريجيَّاً إلى أن أصبح الايقاع : ( جُبُكُنْ .. جُبُكُنْ .. جُبُكُنْ ) والمعلمة مقدِّمة البرنامج (ترْدَح ) و تصرخ على طريقة (القونات) والقونات جمع (قونة) وهي المغنيَّة (الدكاكينيَّة ) أو (الجَرَبَنْديَّة ساكت) : (الصفقة.. الصفقة.. الصفقة .. هوبا ..هوبا ..هوبااااااااا ) !
    جاء بعد ذلك دور توزيع النتائج وشهادات التفوُّق والشهادات التقديريَّة والمثالية ..ولحُسن الحظِّ فقد حصل جميعُ الطلاَّب على درجة (ممتاز) أو (جيِّد جداً ) كأضعف الايمان ..كان جميعُهم متميِّزين ومتفوِّقين بل ونوابغ ومثاليين ، لا يتفاوتون إلاَّ بدرجتين أو درجة أو دونها ! وحتى (الطيش) – ما شاء الله تبارك الله عيني باااردة – تنقصه فقط بضع درجاتٍ ليحصل على الدرجة الكاملة من المجموع الكُلِّي !!!!
    حسناً عادت مقدِّمة البرنامج مرَّة أخرى وقدَّمتْ نفسها كمغنيَّة هذه المرَّة لتنداح بـ (الشوق والريد ) رائعة الكاشف العبقري، ولكن هذه المرَّة – والحق يُقال – فقد تجلَّتْ موهبةُ هذه (الزولة ) وانعتق صوتُها مُترعاً بالشجن والتطريب والإحساس العالي أو ربَّما شُبَّه لي ذلك لعشق الكاشق !، الأمر الذي جعلني لا أحزن على قيلولتي التي اُنتزعتْ منِّي ! وعندما وصلتْ إلى تلك المنطقة التي تبعثرني بلا عدد : (ديل ياهاجر ليك رسالة..لو روحك يوم تنسى دلالة .. تشوفنا قريب ما تتعالا..تسألنا ونسأل عن حاله .. ونعييد الكان) ركضتُ نحو الباب وانضممتُ للحضور بالمدرسة ،وبالتالي لأرى ما يحدث بأُمِّ عيني فليس مَن رأى كمن سمع !الأصوات المتقاطعة والتعليقات الجانبية : (ما شاء الله عليها ، جمال وصوت وفهم ) ..(تشهِّي الحجاب عديل كده ، فيها ملامح من سناء يا هناية ) ..(انت آ حاج على دحين الاستادة دي ماخودة ؟) !!
    بعدها كرَّم المدير سائر الأساتذة بمنحهم شهادات تقديرية وأوسمة مشفوعة بعبارات على شاكلة : (هذه الأستاذة التي تدفعني لدخول حصَّتي وتزجُرني إذا تأخَّرت )!!والمقدِّمة تستحثُّ طلابها والحضور قاطبة للتفاعل فيتعالى التصفيق والتكبير والصفير ايضاً !
    وهكذا – يا سادتي – انتهى الحفل على شرف انتهاء العام الدراسي ، وكل تلاميذ المدرسة ممتازون ونوابغ ومثاليون ، وكذلك أساتذتهم أكفاء ومخلصون ..هنَّأتُ ما تيسّر منهم واطَّلعت على نتائجهم وشهادات تميُّزهم وعدتُ إلى المنزل وأنا أتحسَّس رأسي الصلعاء فإذا بـ (قنبور جديد لنْجْ) ينمو وينمو و ي ن م و !



    نُشر بالوفاق اليوم الخميس 14/3/2013م
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de