|  | 
  |  ليه يا ميرغني الشايب ؟ ليه يا زميل ؟ |  | لكنـــها الأوطان قسم :
 
 حتي إنني لم أعد أتفاجأ ـ لم يعد يفاجؤني الرحيل يا سادتي ـ الرحيل بصوره المتعددة كان موت كان سفر كان غيبوبة كان رز بي لبن .
 
 ما عاد في أفق الوطن سوي دخاخين الإحتراب ويأس منطقي لديمومة تساؤل غريب من نوعه بس لا متين ؟ فتقازمت أحلام سوداني الداخل من زوجة وبيت وعربية لرغيفة وطعمية بي خمسمية ـ ومن وطن حدادي مدادي لسرير داخل كرنق لا يتعدي مساحته تلاتة امتار في اتنين .
 
 شاخت الحياة وشخنا نحن دون أسباب تذكر اللهم سوي إنو هؤلاء الحكام إنتوي فيما انتوي أن يسلمو هذه البلاد نظيفة ـ ويرحل الناس تباعاً يرحلون يازول جماعات ووحدانا تاركين ايانا لفوضي التساؤل : هو باللاهي الناس دي دافرة لا وين ؟ أسنلتقي ثانيةً أم خلاس ؟ كدة ؟
 
 تكوس يازول باحثاً في أرجاء الوطن عن حفل لوردي عن الحوت محمود عبد(العظيم) عن ابو عفان .... تترنم بأهاذيج قديمات : هل تصدق تنتهي قصتنا يا أجمل حقيقة ؟ تفتش عن عندليب مر من هنا وكان اسمه زيدان نحيف الجسد واسع الابتسامة وضاء الجبين فلا تجدهم ؟ تفتش عن حميد عن صوته تفتش يازول ؟ عن السرة بت عوض الكريم عن الجابرية (يجوها الحكماء) عن أشياء كثيرة ظل الرجل ييطعمها للناس تماماً كما تفعل أمهات العصافير بزغبها ـ لا شئ يأتي بعد الغياب ـ لا شئ البتة يأتي بعد الغياب .
 
 والصحف تقول كيت وكيت وكيت والسماسرة (يسمسرو) والسلطة والمعارضة والعراضة الجنوبية تحرم تراوري من هدف مضمون في شباك المريخ ندنا التقليدي .
 
 ياخ أي حظ حظك يا وطني ؟ وشنو زاتو الخلاك لامين قسموا الكرة الأرضية دي تزحف لامين تكون هنا ؟ شنو ده يا سودان البخليك قاعد متحكر رجل فوق رجل في افريقيا الكحيانة وورمانة دي ؟ ليه ياخ يا بلد ما وقعت لامين الناس اتقسمت الواطة في قارة محترمة ياخ ؟ ليه يا بلد ياخ ؟
 
 ليش يا بلد ليش بس ؟
 
 يوم الأمس أيها الناس إفتقدت الكرة الأرضية همسات رجل لطالما أتي الحياة من وجهها المشرق ـ كان محباً للعدل والخير والجمال ـ ظل ممسكاً علي جمر النضال ما لان ولا استكان ولا جبن للحظةٍ ـ مات في غربةٍ عرضها السموات والأرض وهو الذي لطالما عمل من أجل وطن إسمه السودان ـ رحل كآلاف الرجال والنساء الذي عملو بكدٍ وإخلاص من أجل وطن حر ومعافي . مات ميرغني الشايب يا ناس .
 
 
 
  
 |  |  
  |     |  |  |  |