نشر هذا الحوار مع الأستاذ الطيب محمد الرضي ابن شاعرنا الكبير محمد ود الرضي في "التعريشة " ملحق الرائد الثقافي وتوثيقا للرجل نضعه في الصفحة حوار :أسامة شيخ إدريسلم يكن الوصول إلى منزل الشاعر الكبير محمد ود الرضي بأم ضوابان بالأمر الصعب فالرجل بكل قامته كان علما بارزا ...وعلى بعد أمتار قليلة إلى الشمال من مسيد الشيخ ود بدر الشامخ كان هناك صرحا آخر هو منزل ود الرضي ذي البوابة الكبيرة والحوش الواسع ...ووجدتني واقفا أمام الباب الكبير محدثا نفسي..ترى كم شهد هذا المنزل من الهام شعر جميل وهيام شعراء وذكريات لا تعد وقبل أن تأخذني تأملاتي بعيدا يطالعني وجه الأستاذ الطيب محمد الرضي ابن شاعرنا هاشا باشا ومرحبا بالرائد ويكرمنا بالدخول إلى غرفة شاعرنا الخاصة والذي أصر الطيب ببقائها على حالها وصيانتها رغم وجود البناء الحديث من حولها فظلت هي ذكرى من الماضي الجميل.وكان لنا في الرائد هذه العيدية من داخل منزل رائد أغنية الحقيبة الشاعر الكبير محمد ود الرضيقوافي على الوجه الآخر من اللوحهانحن بحضن غرفة شاعرنا الكبير ويغمرنا الأستاذ الطيب ود الرضي بفيض من الكرم والذكريات وهو يحكي عن والدههو محمد الرضي محمد سليمان وشهرته ود الرضي ولد بالعيلفون عام 1885 ووالدته السيدة أم نعيم بت حمد حفيدة العالم الجليل الشيخ إدريس بن الأرباب دخل الخلوة وهو في السادسة من عمره بمسيد الشيخ إدريس ود الأرباب ثم انتقل في صباه الباكر إلى أم ضوابان فحفظ القرآن على يد الخليفة حسب الرسول ود بدر وكان شغوفا بالشعر والأدب ...كان شاعرنا حينما يأتيه الوارد يكتب على الوجه الآخر من اللوح بعض القصائد فشكاه بعض زملائه إلى الشيخ وقالوا- يا شيخنا مُحّمد بكتب الشعر في ضهر اللوحفأنبه شيخ الخلوة تأنيبا شديدا فأنشد ود الرضي أبيات للشيخ قال فيهاشيخنا قال لينا إنتو حرفتوأراكم يا مباديل كلكم هِفتوشيخنا يا شيخنا إنت كان شُفتوتجدع الكراس والفكي تكفتووامتنع بعدها عن الكتابة بظهر اللوح ولكنه كان يقول الشعر لأصحابه وفى جلساتهم الخاصة والأمسيات ومن الرواة لشعر القاضي ود موسى حيث كتب ود الرضي في الخلوة الكثير من شعر الموعظة والحكم وشعر الغزل وليس صحيحا ما ذكر أن ود الرضي كتب شعر الموعظة في آخر أيامه.ويواصل الأستاذ الطيب ود الرضي فيض ذكرياته قائلا...سمعت أخت ود الرضي ( أم هاني ) وكانت زوجة الخليفة أحمد بن الشيخ العبيد ود بدر شعر الحكمة من ود الرضي وذهبت به إلى الخليفة وطلبت أن يسمع بعضا من شعره فأنشده ود الرضي:البلاء اختبار يا أخويا من مولاكوما بزيل الضجر درهم من الواصلاكإنما حماقات النفوس من الأجور فاصلاكفلا تشتكى لأحد غير الذي أبلاكإلى أن يقول عكرك براك ذكيلوحاذر تصطفى من تصطفى وتحكيلويا ما ليك صبر يئست من توكيلوهم كان للفهم مالو إذا ابتلى الشاكيلوقال هذه الأبيات وهو لم يصل العشرين من عمره بعد فأسماه الخليفة )تنبيه الغافلين ) وهو ما يؤكد أن ود الرضي كتب شعر الحكمة وهو في الخلوة وكتبه في شبابه وقد نظم قصيدة مشهورة للخليفة حسب الرسول ود بدر أصبحت منهاج للخلفاء من بعده يقول فيهاشمر وأجتهد فوق مناهجك سير أمسك درب أبوك وفوقها جد السيروالدك مهلها ما خلا ليك تعسيرالخير أوجدوا وآرث لك الإكسير*****إلى أن يقول إت مجبور على المرتوقة ترفهإت مجبور تقلب الصيفه خرفةإت مجبور كيلك ماتسوى غرفة ومن بحر نداك أوسعنا غرفة****إت مجبور على الزين والمفسلإت مجبور على المر والمعسلإت مجبور تغسل المو مغسل لكونك من عظام الحر منسلبين الحقيبة وشعر الدوبيتيروى الأستاذ الطيب الرضي إن الشاعر الكبير تأثر بشعر البادية والدوبيت في بداياته كما تأثر أيضا بالحضارة الوافدة من العيلفون وامدرمان والخرطوم وهو لم يكن وقتها على صلة بشعراء الحقيبة آنذاك حيث لم يكن للحقيبة وجود بعد وإنما تأثر بشعر البطانة والدوبيت من الشعراء أمثال الحاردلو وعِبدّله وود رانفى وود الشلهمة حيث نظم الشعر على نسق الدوبيت وكتب قصيدته الأولى والتي تغنى بها بادي محمد الطيب وخلف الله حمد ويقول مطلعهاسبب نوحي وانت جارىسبب دمعي الدوام جارىثم كتب الأهلية كملت يا حبيب راحتحليل شمس المحنة الغربت طاحتوعلى نسق الدوبيت نظمإن جيت قاصدا السكة ما تماشيكاوإن شاهدتها تلقى الطرب حاشيكامقهور بى الله أطرى الذي ناشيكاعيبها واحد بس ..كسلانة ميها وشيكاالعودة من سنارشأنه شأن الشباب في ذلك الوقت والحديث لا يزال للأستاذ الطيب الرضي سافر ود الرضي بحثا عن العمل فعمل رئيسا للطلب بخزان سنار وهناك لاقى من العنت وصعوبة العيش ما لاقى فكتب يحن إلى أهله والمحبوبة قائلامتى مزاري أوّفى نذارى ***** وأجفو هذا البلد المُصيفما أقول أمتى المزار ِ ***** إلا تجرى دموعي الغزار ِزارني ناسم شاقني المزار***** لو يزورني الطيف يبقى كيفونظم وهو في طريق العودة من سنار إلى الأهل قصيدته المشهورةينوحن لي حماماتن همن عيني غماماتن بريدن شوقي لي لماتنثم نظم أروع قصائده على الإطلاقأحرموني ولا تحرموني سنة الإسلام السلامعطفكم يا من ألموني كالأشعة الأسهم رموني الأنين والنوح علمونيلومعنعن قول كلمونيانعكاس الأحوال كفونيحبي طاهر لما تظلمونيبرضي قابل الظلم احترامويروى الأستاذ الطيب الرضي أن أحد الإخوة المصرين وهو أستاذ للأدب العربي وحاصل على درجة الدكتوراه سأل عن معنى احرموني ولا تحرموني فرد عليه الأستاذ الطيب بأنه يعني أن تحرموني كل شئ سوى السلام والذي هو سنة الإسلام فقال هذا من أجمل ما قرأتامتحان عسيرسألنا عن علاقة الشاعر الكبير ود الرضي بأترابه وأنداده من الشعراء في ذلك الوقت فأجاب الأستاذ الطيب بأنه لم يكن من السهل أن ينصب الشخص شاعرا مالم يكن كذلك وذكر أن ود الرضي تعرض لثلاث امتحانات وأجتازها كلها أولها كان امتحان الخليفة له وثانيها أن شاعر البطانة الكبير ود الحار دلو وقد بزغ نجم ود الرضي في آخر أيام الحاردلو سمع أن هناك شاعرا فذا يدعى ودالرضي فأرسل له لغزا على شكل قصيدة وقال لهم إن فهم ما اعني فهو شاعر حقا قال له:سيسب واتقلد في ليالي الصيفلاموج لامطر لاشتاء لا زيفزولو واحد حريف ولطيف الملاين العشرة حراتو بعمل كيففرد عليه ود الرضي: شِعرك بعرفو لكن معاهو غتاتهوشَعر البنات ما بوصفوه بحراتةالسيسب واتقلد ديس المرنوعة عند أُماتهوالملاين العشرة أصابع المشاطةفأعجب به الحاردلو وكانت الاجازة الثالثة عندما وصل ود الرضي للعمل بالخرطوم وأمدرمان والتقى بالشاعر العمرابي والذي قاده إلى العبادي وبدوره قاده العبادي إلى مجلس الشعراء وكان ود الرضي وقتها يرتدي العراقي والتوب فأنكروه وأسموه (العريبى أب توب ) ولم يكونوا يقبلوا أحدا في مجلسهم مالم يكن شاعرا حقا ومنهم أبو صلاح وبطران وخليل فرح والعبادي والكهربجي وغيرهم وكان وقتها الغناء السائد هو غناء الطنابرة فأرادوا أن يمتحنوا شاعرية ود الرضي وقالوا للعبادي - الليلة ح نطير ليك زولك ده مننافراهن عليه العبادي وقام باختيار بيت تنتهي قافيته بحرف الزال مكررا وطلب من ود الرضي أن يجاريه وهي من أصعب القوافي فقام العبادي وأنشد:عكت جات تميل من الأرض خزازازينة الخلقة داب ما حسبن بزازادارت وليها داروه الفي الرزم عام زازاشفنا الدقة والزرزور فصل حزازافرد ود الرضي على التو قائلا:غادة غزير زراقا زاولنا جيدا قزازاصارت تعترينا جنان وصرنا جزازاصرنا كزيزوان والقلب ذاب وإزازازانت الزان زبرجد من خميلة أزازافأجازوه بالإجماع وبدا ينظم معهم الشعر وأولى قصائده المغناة بالطنبور كانت:صرت كالفاني ساحت أجفانييابا عجل بى قبل تلّفانيوكانت أشهر الرميات واغلبها في الحقيبة هي من شعر ود الرضي ومنهاالطابق البوخة قام نداه يهتف نام من الدوخةايدو عاقباه الجدلة مملوخة في معالق الجوف موسو مجلوخةيا خليل دقق الجمال والذوق فيهو متحقق الكفل عالي والحشى مرقق والقِديم في البيت كان
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Hamad Hamad
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست