|
|
 لماذا لا تصاب النساء الصينيات بسرطان الثدي؟
|
لماذا لا تصاب النساء الصينيات بسرطان الثدي؟
سؤال أثارته البروفيسورة جين بلانت عضو الأكاديمية الملكية البريطانية للأبحاث الجيوكيماوية ومؤلفة كتاب عن سرطان الثدي بعنوان «حياتك بين يديك» , فقد أصيبت هي نفسها بسرطان الثدي و لم يكن لديها أي خيار سوى الموت أو محاولة لإيجادها علاج ما لنفسها وهي العالمة و الباحثة — فهذا المرض القاسي يصيب واحدة من كل 12 امرأة في المملكة المتحدة.
فقد كانت البروفيسورة بلانت قد فقد أحد ثديها ، وخضعت للعلاج بالأشعة و تلقت العلاج الكيميائي المؤلم ، وشعرت كثيرا بمواجهتها للموت.
وتقول : كان لي زوجا محبا و منزل جميل واثنين من الأطفال الصغار يحتاجان للرعاية , لذا أردت بشدة أن أعيش , ولحسن الحظ ، دفعت هذه الرغبة فيّ من أجل كشف حقائق هذا المرض ، والبعض منها كانت معروفة فقط لحفنة من العلماء و الأطباء في ذلك الوقت , فمن كان لديه تتلامس مع سرطان الثدي يعرف عن بعض عوامل الخطر لهذا المرض — مثل زيادة السن (التقدم بالعمر) و الجرح المبكر لكبرياء الأنوثة و تعلقه مع بداية انقطاع الطمث و وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي – وكلها هي خارج سيطرتنا , ولكن هناك العديد من عوامل الخطر الأخرى وهي ما يمكن السيطرة عليها بسهولة , ويمكن ترجمة هذه “السيطرة على عوامل الخطر” بسهولة إلى تغييرات بسيطة في حياتنا اليومية للمساعدة في منع أو علاج سرطان الثدي , فهي ترى أنه يمكن التغلب حتى على سرطان الثدي المتقدم حيث فعلت أنا ذلك.
وتقول بلانت: جاء أول دليل لفهم ما كان يعني تعزيز سرطان الثدي عند زوجي بيتر لي والذي يعمل في مجال العلوم أيضا وكان عائدا من رحلة عمل في الصين بينما كنت أجري دورة في العلاج الكيميائي , حيث جلب معه بطاقات و رسائل المواساة و بعض التحاميل (الفتائل) العشبية كعلاج لسرطان الثدي والتي بعثها لي أصدقائنا وزملائنا المشتركين في الصين , مما أدخل السرور علي قلبي رغم فظاعة الوضع فأنا أضحك كثيرا عندما أتذكر أن التحاميل هي العلاج لسرطان الثدي في الصين ، فقد كان من الغريب علي أن أعلم أن النساء الصينيات يتجنبن بها الإصابة بالمرض.
وتقول : ورد كل هذا في ذهني و أنا أستعرض المعلومة لماذا لا تصاب المرأة الصينية في الصين بسرطان الثدي؟
وحيث كان لي تعاون مع الزملاء الصينيين على دراسة حول الصلات بين كيمياء التربة والمرض ، وتذكرت بعض الإحصاءات.
فقد كان مرض سرطان الثدي شبه معدوم في جميع أنحاء البلاد الصينية , حيث كانت هناك وفات واحدة فقط في كل 10,000 امرأة في الصين تموت من جراء ذلك ، مقارنة بالرقم الرهيب في بريطانيا وهو واحد من كل 12 وأكثر سوداوية هو المتوسط في معظم البلدان الغربية فهو واحد من كل 10 حالات.
فهي ليست مجرد مسألة الصين وكونها دولة ذات مناطق ريفية أكثر ، والتلوث فيها أقل مما هو في المناطق الحضرية الأوربية , ففي هونغ كونغ الأكثر تحضرا ترتفع النسبة إلى 34 امرأة في كل 10,000 ولكن لا يزال هذا لا يقارن مع الغرب.
ولكن الغريب هو في المدن اليابانية ففي هيروشيما و ناكازاكي لديهما معدلات مماثلة , وعلينا أن نتذكر بأن كلتا المدينتين قد هوجمتا بالقنبلة الذرية و تعرضتا للإشعاع النووي ، وذلك بالإضافة إلى سرطان التلوث المعتاد ذاو الصلة ، فإن للمرء أن يتوقع أيضا أن تجد بعض الحالات إشعاع ذات الصلة أيضا.
والنتيجة التي نستخلصها من هذه الإحصاءات ستعكس لكم ضربة قوية , فقد بدا واضحا لي أن بعض العوامل الحياة من التلوث أو التحضر أو البيئة لا علاقة لها برفع نسبة الإصابة بسرطان الثدي.
ثم اكتشفت أن كل ما يسبب الاختلافات الكبيرة في معدلات الإصابة بسرطان الثدي بين البلدان الشرقية والغربية أنها ليست وراثية , حيث أظهرت الأبحاث العلمية بأنه عند انتقال الصينيين أو اليابانيين إلى الغرب وبقائهم هناك لجيل واحد أو جيلين تكون لديهم معدلات سرطان الثدي كتلك التي هي في المجتمع الغربي المضيف , ويحدث الشيء نفسه عندما يعتمد الشرقيون الحياة الغربية تماما كما في هونغ كونغ , ففي الواقع يطلق بالعامية في الصين على سرطان الثدي باسم “مرض المرأة الغنية Rich Woman’s Disease ” لآن أفضل ما يمكن أن يقدم من غذاء في الصين هو ما يعرف “بطعام هونج كونج Hong Kong food” , فالصينيون يصفون جميع المواد الغذائية الغربية بما فيها من آيس كريم و شوكولاته و أسباغيتي و جبن الفيتا “بطعام هونغ كونغ” ، وذلك بسبب ندرته لديهم وتوفره في المستعمرة البريطانية السابقة , لذا فإنه من المنطقي تماما بالنسبة لي أن كل ما كان يسبب سرطان الثدي في بلدي والارتفاع المذهل في نسيته هو بوجه عام بسبب نوع الغذاء والطعام ، ومن المؤكد تقريبا أننا لا نفعل شيئا ما مع شركائنا أو نمط الحياة من الطبقة الوسطى الغربية.
هناك نقطة مهمة بالنسبة للرجال في الغرب , لقد لاحظت أيضا في بحثي إلى أن الكثير من البيانات حول سرطان البروستاتا يؤدي إلى نتائج مماثلة , فوفقا للأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية ، فأن عدد الرجال المصابين بسرطان البروستاتا في الريف الصيني يكاد لا يذكر ، فهو لا يتجاوز 0،5 في كل 100,000 من الرجال , بينما في انكلترا واسكتلندا وويلز يكون الرقم 70 ضعفا , وهو مثل مرض سرطان الثدي فهو مرض يظهر لدى الطبقة الميسورة وهي تلك التي تستطيع أن تتناول الأطعمة الغنية.
أتذكر قولي لزوجي : [[ هيا بيتر ، لقد عدت للتو من الصين , فما هو الشيء المختلف في طريقة الحياة الصينية ؟ ]].
[[ لماذا لا تصاب نسائهم بسرطان الثدي؟ ]].
لذا قررنا وزوجي الاستفادة من خلفياتنا العلمية المشتركة للاقتراب من المشكلة بصورة منطقية.
لقد تفحصنا المعطيات العلمية التي تؤشر لنا في الاتجاه العام إلى الدهون في الوجبات الغذائية.
فقد اكتشف الباحثون في عام 1980 بأن 14% من السعرات الحرارية في النظام الغذائي الصيني المتوسط كانت من الدهون ، مقارنة بـ 36 and#1642; تقريبا في الغرب , حيث كان نظامهم الغذائي على نسبة منخفضة جدا في الدهون ونسبة عالية من الألياف.
كما تبين لنا بأن الصينيين لا يأكلون منتجات الألبان!”
فجأة تذكرت بأن الشعب الصيني لا يتحمل ولا يحب الحليب ، و تذكرت بأن أصدقائنا من الصينيين كانوا دوما يقولون لنا بأن الحليب هو طعام للأطفال الرضع فقط ، و تذكرت كيف كان واحد من أصدقائنا المقربين وهو من أصل صيني يبعد وجبة الجبن من أمامه في حفلات العشاء.
كنت أعرف من أن أصدقائنا الصينيين و خصوصا الذين يعيشون حسب الحياة التقليدية الصينية ما كانوا في أي وقت من الأوقات يرضعون أو يطعمون أطفالهم منتجات الحليب البقر أو غيره من منتجات الألبان , وكان التقليد لديهم هو استخدام المرضعات المتبرعات لإرضاع أطفالهم.
وأذكر في ثمانينيات من القرن الماضي كيف أمتنع وفد صيني كبير في حفلة رسمية هامة من مشاركتنا الطعام الذي كان زاخرا بالمنتجات الألبان من آيس كريم و شوكولاته مما أتاح الفرصة لنا لتناول المزيد منها.
لقد اكتشفت بأن الحليب هو واحد من أكثر الأسباب شيوعا للحساسية الغذائية , فأن أكثر من 70 and#1642; من سكان العالم هم غير قادرين على هضم الحليب و السكر و اللاكتوز ، مما أدى بالمختصين في التغذية للاعتقاد بأن هذه هي حالة طبيعية لدى البالغين وليس نوعا من القصور ,, ربما كأنت الطبيعة تحاول أن تقول لنا أننا تناول الطعام الخطأ.
فقبل إصابتي بسرطان الثدي للمرة الأولى كنت أكل الكثير من منتجات الألبان مثل الحليب منزوع الدسم والجبن قليل الدسم والزبادي , فقد كان استخدامي لها هو المصدر رئيسي للبروتين , ومن أجل تعاملي مع العلاج الكيميائي وصلت حالتي الخامسة من السرطان فقد كنت أتناول الزبادي العضوية كوسيلة لمساعدة جهازي الهضمي لاسترداد تعامله مع البكتيريا المفيدة.
لا لمنتجات الحليب
في عام 1989 اكتشفت أن اللبن متورط في سرطان المبيض وذلك حسب دراسة للدكتور دانييل كريمر من جامعة هارفارد والتي أجراها على المئات من النساء المصابات بسرطان المبيض حيث كان لهم سجل تفصيلي بما كانوا يأكلون بشكل طبيعي , حيث تمنيت لو عرفت ذلك سابقا.
وبعد أن تبصرت وزوجي بيتر في النظام الغذائي الصيني ، قررت أن لا أتخلى عن اللبن الزبادي فقط ولكن تخليت عن جميع منتجات الألبان على الفور , الحليب والزبادي والجبن و الزبد وكل منتجات الألبان أينما تكون أو في أي شيء آخر , ومن المدهش كيف أن العديد من المنتجات الغذائية بما في ذلك الحساء والبسكويت والكعك تحتوي على شكل من أشكال منتجات الألبان , وأن العلامات التجارية تدعي استخدامها بدائل السمن عند تسويقها مثل عباد الشمس وفول الصويا أو زيت الزيتون ولكنها يمكن أن تحتوي على منتجات الألبان , لذا يجب تدقيق مكونات الأغذية التجارية و المعلبات , وهكذا بدأت معركتي مع السرطان.
بعد ستة أسابيع من محاولتي استبعاد جميع منتجات الألبان من حميتي وغذائي , صرفت ساعة من التأمل و البحث على ما تبقى من تكتلات فلم أتمكن من العثور عليها , ومع ذلك فقد عانيت كثيرا في الكشف عن الكتل السرطانية فأنا عانيت من خمس حالات للسرطان في جسمي , فنزلت وطلب من زوجي أن يتلمس رقبتي وجسمي , و الحمد لله لم يتمكن من العثور على أي أثر للتكتلات.
ثم جاء بعدها دور الطبيب الاختصاصي بالسرطان والذي قام بالفحص الدقيق وخصوصا منطقة رقبتي حيث كان الورم , وقد كان مرتبكا في البداية ثم بدا السرور يلوح على وجه عندما قال : [[ أنا لا يمكنني العثور على شيء ]] ولا التي انتشرت بشكل واضح في النظام الليمفاوية , وبقائي على قيد الحياة ، ناهيك عن معافاتي وصحتي الجيدة.
شعرت وطبيبي بسعادة غامرة منذ ناقشت أول أفكاري بخصوص الغذاء الصيني و قصة الحليب معه وقد كان متشككا أول الأمر , ولكن أنا أفهم أنه يستخدمها الآن في محاضراته وسيوصي بها كنظام الغذائي من غير الألبان.
أعتقد الآن أن الارتباط بين منتجات الألبان وسرطان الثدي هو مماثل للعلاقة بين التدخين وسرطان الرئة.
وأعتقد أن تحديد العلاقة بين سرطان الثدي ومنتجات الألبان سيطور نظام الغذائي المستهدف على وجه التحديد في الحفاظ على صحة الثدي و الجسم ونظام الهرمونات , فقد كان من الصعب بالنسبة لي ، وكذلك قد يكون بالنسبة للمرضى الآخرين و أن يقبلوا بأن مادة طبيعية والحليب بالذات له تأثيرات قد لا تحمد عقباها , ولكن أنا الدليل الحي على ما أقول.
فيلم عن مقابلة مع البروفيسورة جين بلانت حول النظام الغذائي و الاكتئاب
Diet and Depression
http://www.youtube.com/v/mOW1iJQGcf0andrel=1
|
|
 
|
|
|
|
Ayman Khalifa
Osman Dongos
Mandingoo
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست