|
|
 اليوم إسود في الدنيا وغدآ نعاج في القبر !
|
بكل ما تعطينا الدنيا من وقاحة وبجاحة وفصاحة, بكل ما تعطينا من مغريات ولذات وشهوات, بكل ما تعطينا من حريات وديموقراطيات وحمايات, في لحظة واحدة ننسى كل شيئ ونستخدم كل ذلك لنسيئ... لمن؟ لمن خلقنا وأوجدنا في هذه الدنيا الفانية الزائفة الزائلة والتي لم يوجدنا فيها إلا ليختبرنا ويمتحننا, ننسى كل النعم التي نتمتع بها من ماء وهواء ونفس وبصر وسمع وشم وتذوق وحواس وروح تعشعش في دواخلنا ودم يجري في عروقنا وكلى وكبد وقلب وعقل وليل ونهار وشمس وقمر ومطر وزرع وأنعام, ونعم لا تحصى ولا تعد مسخرة لأكلنا وشربنا وإسعادنا وترفيهنا, نحتقر كل ذلك بل نحتقر حتى أنفسنا وعقولنا وندوس بأحذيتنا على: "وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان"!
لماذا؟؟ لصدمة حضارية؟ لصدمة كهربائية؟ لصدمة مغنطيسية؟ لصدمة عولمية؟ لفراغ في جوفنا؟ ننسى ضعفنا ووهننا ومرضنا وعلتنا وهزلنا وفقرنا الشديد لخالق الكون من بيده المقادير والتصاريف والملك والقوة والجبروت والقهر والسلطان من بيده" كن فيكون", ونحن في أشد الحوجة إليه ليرفع عنا البلاء والغم والمرض والعجز والضعف والذل والكبر وعواقب الخرف والنسيان والهذيان, كل هذا يحدث ونحن في ملكوته نسيئ إليه ولرسوله الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام ونسخر ونستهتر ونستهزأ بما أنزل!!! تعالوا نخرج قليلآ خارج ملكوته ونفعل ذلك!! ولكن أين نذهب؟ ليت شعري إلى أين نذهب وكل ما في البر والبحر والجو ملك له وحده لا شريك له.
فهذه الدنيا الغادرة السريعة يجري فيها الإسبوع كما اليوم...ألا تلاحظوا ذلك؟؟؟ وكل هذا محسوب من أعمارنا التي لا تتجاوز الستين أو السبعين إلا قليلآ, نزحف بسرعة نحو حتفنا نحو قدرنا نحو مصيرنا المحتوم ننسى أن هنالك قبرآ ينتظرنا, لا صديق لا قريب لا حبيب لا مؤنس لا لاب توب لا تلفاز لا ديجيتال لا سمارت فون لا طعام لا شراب, بل هنالك العذاب ينتظرنا بما قدمت أيادينا وهنالك ضمة القبر التي لا ينجى منها أحد.
يعود الكل إلى ديارهم ويبقى فقط معنا عملنا, هنالك منا من ينام قرير العين وأولئك الذين طغوا في الدنيا وأفسدوا وظلموا وشتموا الله ورسوله وضحكوا وسـخروا وإستهزأوا بآياته أولئك كالنعاج لا حول لهم ولا قوة, لا يستطيعون درأ العذاب ولو أفتدوا بقناطير مقنطرة من الذهب والفضة ولا يجدون تضامنآ كالذي يلقونه الآن, ما أحقر العقول التي تسيئ إلى الخالق (لاتدري أين تسير وإلى أين تتوجه) وما أبخسها ويا ويلها من غضبه وعذابه, إهزؤا وأشتموا وكسروا الدنيا بأصواتكم العالية (النشاز) وأبلغوا السماء بطول ألسنتكم ولكن هيهات...فلن تضروا أو تجنوا إلا على أنفسكم.
أربعين سنة يقف فيها الناس بعد خروجهم من القبور حتى ينظر في أمرهم, أربعين سنة يقفون عراة حفاة عطشى جوعى, يقفون مرعوبين مذعورين خائفين متوجسين قلقين حائرين تائهين هامسين حول هذا الأمر الجلل, هذا الحدث العظيم, هذه النقلة النوعية المفزعة, تذهل العقول وتسقط الأفئدة, كل ذلك قبل الحساب وقبل السراط وقبل الضجيج وقبل الصراخ وقبل العويل وقبل وقبل! أين نحن من كل ذلك؟ أين نحن عندما يدعوا أهل النار ربهم بأن يعذب أوائلهم وقدمائهم الذين ضلوهم وأضلوهم السبيل؟ بل أين نحن (الآن) عندما نرى بأم أعيننا من يحاولون طمس معالم هذا الدين وتضليل الآخرين ولا نقول كلمة حق ونخوض مع الخارصين؟
لم نخلق عبثآ يا رفاق ولن تزهق أعمالنا وأقوالنا هدرآ, فكله مسطر وإن لم تصدقوا, فطوبى لمن عظم الله وإتبع نبيه, وبأس المرجى والمآب لمن سخروا أقلامهم وأطالوا ألسنتهم لمحاربة هذا الدين العظيم وسبوا الله ورسوله الكريم عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم, إستغفروا الله (قبل فوات الأوان) وتوبوا إليه فإنه يحب التوابين ويحب المتطهرين.
ألا هل بلغت...اللهم فأشهد
|
|
  
|
|
|
|
ASHRAF MUSTAFA
حسين ديقول
عبد الله عبد العزيز
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست