العلمانية والليبرالية ليستا ضد الإسلام

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 04:45 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-14-2013, 05:13 PM

أمين عمر

تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العلمانية والليبرالية ليستا ضد الإسلام

    الإخوة الكرام

    تحية طيبة ..

    لقد لاحظت بأن هنالك إشكالية لدى الكثيرين في التمييز بين الثلاثة قضايا التالية: العلمانية، الليبرالية، والأطر الثقافية/الأخلاقية للمجتمع.
    لا تعوزني القرائن لأبرهن على أن الخلط الذي يتم من قبل القوى السلفية الظلامية، تحديداً، مقصود في حد ذاته. فتداخل الخطوط الفاصلة بين القضايا عادة ما يستهدف تمييعها وتشويه النبيل منها. لذا رأيت أن أفتح هذا البوست بأمل المشاركة مع المهتمين في تأسيس مفاهيم يمكن أن تشكل إطاراً مرجعياً مقبولاً للنظر في هذه القضايا بدلاً عن تركها عرضة للعبث والتهريج من قبل البعض؛ خاصة وأن هذه القضايا تطرح نفسها بإلحاح بالغ على جميع الطاولات التي تعنى بتحديد مصائر شعبنا وشعوب مجموعتنا العربية الإسلامية.

    بالتأكيد سيختلف البعض بقدر أو بآخر مع كل أو أحد هذه التعريفات، وهو شيء طبيعي، حيث أن اللغة نفسها ليست بمنجى عن الإختلاف، دعك عن المصطلحات والمفاهيم. لذا أحاول أن أقدم أوسع صيغة ممكنة يمكن أن تتفق حولها الآراء. سأحاول الإختصار لأقصى درجة ممكنة متجنباً الغوص في مسيرة النشؤ والإرتقاء لكل واحدة منها.

    نسبة لأن مصطلح الدولة العلمانية، أصبح محاطاً في العالم الإسلامي بقدر أو آخر من الوساوس والريب لأسباب تاريخية وعاطفية، يمكن إستخدام مصطلح بديل "كالدولة المدنية" حيث أرى على المستوى الشخصي أن العبرة بالجوهر، وليس باللفظ. كما أرى، أن مصطلح الدولة المدنية، طالما أنه يحمل نفس سمات الدولة العلمانية، ربما يكون أكثر ملاءمة للإستخدام بمنطقتنا من زاوية أنه يضيف بعداً آخر مطلوب بشدة في عالمنا الذي يكتوي بنار أخرى، وهي نار الحكم العسكري.

    أرجو أن يكون نقاشاً مفتوحاً ملتزماً باسس الحوار، متمنياً من كل قلبي مشاركة أحد الإخوة السلفيين وهو الدكتور عارف الركابي الذي ترك فيَ أثراً حسناً من خلال نقاشه المهذب والمثمر، الممتلئ بالمعرفة والمتميز بالمنطق في نظري - رغم إختلافي الكبير معه في أفكاره ومرجعياته - مع الأخ تبارك في بوست فتحه الأخير به كلمة"فودكا" على ما أذكر. علماً بانني لم أتداخل بذلك البوست.

    نواصل
                  

02-14-2013, 05:16 PM

أمين عمر

تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلمانية والليبرالية ليستا ضد الإسلام (Re: أمين عمر)

    في تعريف الليبرالية:

    لا تعتبر الليبرالية مذهباً أو نظرية بقدر ما هي منهاج أو إطار عام يحكم التعاملات القائمة بين أطراف المجتمع البشري، دولة ومجموعات وأفراد. هذا الإطار العام يقوم على مبادئ عريضة وليس على مذاهب ذات أحكام دقيقة وتعريفات مفصلة لكل جانب من جوانب الحياة. بمعنى آخر يجب النظر لليبرالية كتوجه بدلاً عن معاملتها كنظرية أو مذهب. يستند هذا التوجه على مبادئ معينة تقوم وتعتمد علي قيمتي الحرية والمساواة مثل مبادئ حقوق الإنسان، حرية الاعتقاد، استقلال الفرد، إحترام الحريات الشخصية، وحماية الحريات السياسية والمدنية. من المهم أيضاً النظر لهذه المبادئ على ثلاثة مستويات مستقلة كل منها عن الأخرى رغم وجود علاقات تأثير وتأثر بينها، وهي مستويات الدولة والمجتمع والفرد.

    وحتى يكون حديثنا أكثر وضوحاً فإن الفرد يمكن أن يكون ليبرالياً في وجود أحد المستويين الآخرين أو كليهما على النقيض (أي ليسا ليبراليين). كمثال، لنا أن نتصور فرداً يعيش بالسعودية، أي بدولة غير ليبرالية ومجتمع غير ليبرالي، لكنه يعطي أبنائه وبناته حرية و إستقلالية معتبرة في تحديد مصائرهم وخياراتهم الحياتية بما في ذلك تطلعاتهم الدراسية وأفكارهم السياسية وشركاء حياتهم المستقبليين ومظهرهم العام وما إلى ذلك. هذا نموذج لشخص ليبرالي في مجتمع ودولة غير ليبراليين.

    دعونا نتصور نفس هذا الشخص الليبرالي يعيش بالسودان في عهد مايو، أي في وجود نظام سياسي غير ليبرالي لكن في ظل مجتمع ليبرالي. سيكون لهذا الشخص الذي إفترضناه، الحق في مد الحرية والإستقلالية التي أعطاها لأبنائه لتشمل حقهم في حضور الحفلات مثلاً والمشاركة في الليالي الثقافية والرحلات وإكتساب أصدقاء من الجنس الآخر وممارسة رياضاتهم المحببة إلخ.

    أما إذا عاش نفس الشخص في فترة الديمقراطية الثانية بالسودان، فسيكون في متناول عائلته، بالإضافة إلى الحريات أعلاه، الإستمتاع بحرية أن يكون الفرد من أعضاء الجبهة الإسلامية أو مؤيديها أو من أعضاء أو مؤيدي الأحزاب الأخرى. وسيكون لهذا الفرد الحق في تقرير مصالح بلاده وصونها من خلال الآليات الديمقراطية التي تدعمها المبادئ الليبرالية (هذا مثال لوجود شخص ليبرالي في مجتمع ليبرالي في نظام حكم ليبرالي(.

    ما ذكرناه أعلاه نموذج واحد لكن هنالك الآلاف من النماذج الأخرى للنظر إلى هذه الليبرالية، لنثبت أن الليبرالية منهج وليس مذهب ولنؤكد أن الليبرالية مفهوم نسبي أيضاً. كمثال فإن الأب الليبرالي أعلاه قد يضع قيوداً معينة (ليبرالية مقيدة!) كأن يشترط على أفراد عائلته عدم الإختلاط إلا بأفراد الطبقة التي ينتمي إليها، أو أن يفرض عليهم كليات دراسية محددة، أو أن لا تصل مرحلة الحرية درجة شرب الخمر إلخ. أيضاً لو نظرنا لمفاهيم الحرية عند شباب حي الخرطوم 2 سنجدها مختلفة عن تلك التي يتبناها شباب حي شمبات مثلاً مما يوضح نسبية هذه اللبرالية وتنوعها!. يمكن أن نجد مثلاً شخص أمريكي من طائفة المورمون يعيش في مجتمع ليبرالي ودولة ليبرالية لكنه غير ليبرالي يفرض على عائلته معايير متزمتة تتفق مع قناعاته العقيدية. وهكذا ..

    إختصاراً، لا يوجد نموذج مفصل لليبرالية وإنما هي مفهوم ومنظور عام للحياة يتأثر بالبيئة والقانون والدين والعرف إلخ. ويصبح بالتالي من الضرورة النظر لكل تجربة شخص أو مجتمع، مدحاً أو قدحاً، في سياقاتها.

    ولنقرب فكرة أن الليبرالية توجه ومنهج أكثر من أنها مذهب يخضع للحساب والنقد مثله مثل المذاهب الأخرى، فإننا نقول أن فلان من الناس ذو توجه إسلامي مثلاً. ونفهم بالتالي أنه يعتمد كثيراً على تعاليم الإسلام في تحديد نظرته للحياة. لا يمكنني أن أقيم هذا الشخص وفكره بناءاً على هذا التوجه العام وليس لدي ما أنتقده به لأنه قد يكون صوفياً أو وهابياً أو جمهورياً أو أخاً مسلماً أو إستنارياً كالأستاذ جمال البنا. لكن عندما أعرف مذهبه، ولنقل للتبسيط أنه أخ مسلم، فإنه سيكون لي رأي مبني على معرفتي بذلك المذهب حيث أن هنالك قدراً كافياً من التفاصيل يجعلني أقيم وأحدد موقفي منه.

    كذلك الليبرالي، لا يمكنني أن أقيم شخصاً أو أنتقد موقفه بناء على هذه الصفة وحدها لأني وببساطة لا أعرف رؤيته للحياة من هذه الصفة وحدها. فمرونة المفهوم تتعدى الفرد حتى تصل مستوى الدولة، فتركيا مثلاً دولة ليبرالية ذات مجتمع ليبرالي بينما يعتنق مواطنوها الدين الإسلامي (والمعطيات الواضحة تفيد ان معظمهم محافظين وليسوا ليبراليين)، وألمانيا وإيطاليا دولتان ليبراليتان رغم أنه يحكمها أحياناً احزاباً تحمل في إسمها صفة دينية، وهكذا.

    نواصل
                  

02-14-2013, 05:19 PM

أمين عمر

تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلمانية والليبرالية ليستا ضد الإسلام (Re: أمين عمر)

    في تعريف العلمانية:

    العلمانية فكرة جوهرها الرئيسي فصل السلطة الدينية عن السلطة الزمنية وأن يحكم الحكام الناس بإعتبارهم مفوضون منهم وليسوا مفوضين من السماء أي ليس هنالك حكم بالحق الإلهي، وإنما بالإختيار البشري، غض النظر عن كيفية حصول الحكام على هذا التفويض أو الطريقة التي تم بها إختيارهم.

    يعني ذلك أن تقف الدولة، ممثلة في أكثر أنظمتها حيوية كالقضاء والإدارة العامة ومؤسسات حفظ الأمن والنظام، على مسافة واحدة من الجميع. كما يعني ذلك أيضاً أن تنشأ الحقوق والواجبات على أساس المواطنة، وليس على أي إعتبار آخر؛ بما يعني أن الجميع سواسية أمامها بدون تمييز في العنصر أو الدين أو النوع. كما يعني أيضاً أن تكفل الدولة حرية الأديان، حرية الإعتقاد، حرية التفكير، وحرية الضمير.

    يفترض هذا التعريف للعلمانية أن تستند السياسات والقوانين السائدة على مرجعية أرضية، أي ليست دينية، حتى لو كان هذا الإستناد على مرجعية البشر مستصحباً لتعاليم العقيدة الدينية التي يعتقد فيها كل أو جزءاً معتبراً من الناس. كما يفترض أيضاً، أن لا يكون للمؤسسات الدينية أي سلطة بإستثناء تنظيم أمور العقيدة وتقديم العون الإستشاري سواء للدولة ومؤسساتها أو للأفراد.

    بطبيعة الحال، و على الرغم من أن الدولة ليست كياناً ثابتاً بشكل مطلق، إلا أنه لا بد من أن تكون الأسس البنائية لها، تلك التي أشرنا إليها آنفاً، لا بد أن تكون محمية ومصانة من قبل الدولة نفسها. فطالما كانت هذه الأسس البنائية مقبولة من جميع المواطنين عند لحظة الإنشاء، عليه يجب حمايتها من تأثير أي مجموعة اجتماعية أو سياسية عليها. كمثال: لا يجب أن يسمح العقد الإجتماعي الذي تقوم عليه هذ الدولة، لأي حزب فائز بالأغلبية في الإنتخابات، من وضع قانون بإستخدام أغلبيته التشريعية، يمنع المنافسين له من القيام بنشاطهم السياسي.

    أن الإتفاق على المفاهيم والمبادئ أعلاه، لا يعني بأي حال من الأحوال أن هنالك تطابقاً بين النكهات المختلفة التي تتجلى بها علمانية الدولة. فلكل دولة من دول العالم مسارها المختلف الذي نشأ بموجبه نظام الحكم العلماني الخاص بها. مسار تؤثر فيه مجموعة مقدرة من العوامل كدرجة التطور الإجتماعي والسياسي، البناء الثقافي، الدين، المؤثرات التاريخية إلخ. فبينما تنفي التجربة الفرنسية الدين تماماً، نجد أن تأثير الدين في المجتمع الأمريكي شديد الوضوح يعبر عنه الجدل المحتدم حول الإجهاض أو زواج المثليين، او حتى الموقف من إسرائيل الذي يلعب النفوذ الكنسي المحافظ دوراً مهماً في رسمه بإعتبارات دينية. بل أن تجربة السودان، مع دستور 1956 العلماني تبدو اكثر جلاءاً، حيث ان قانون الأحوال الشخصية كان بمجمله تقريباً ذو صبغة دينية رغماً عن أن جوهر الدستور كان أقرب للدساتير العلمانية الأوروبية.

    نواصل
                  

02-14-2013, 05:21 PM

أمين عمر

تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلمانية والليبرالية ليستا ضد الإسلام (Re: أمين عمر)

    المفاهيم والعادات الإجتماعية والثقافية وعلاقتها بالعلمانية والليبرالية:

    رغم إستحالة فصل التداخل بين ثقافة المجتمع المعين ومنظومة الأخلاق والقيم الخاصة به، عن علمانية الدولة ومفاهيمها الهادية المتمثلة في الليبرالية، فصلاً مطلقاً؛ إلا أنه من الواضح الذي لا يتطرق إليه الشك لدى العقل السليم، أن للبنية الثقافية و لمنظومة الأخلاق والقيم إستقلاليتها ومسار تطورها الخاص.

    التقاليد والعادات الإجتماعية تمثل أحد محاور الإختلاف الجذري بين المجتمعات الإنسانية سواءاً بين الدول المختلفة أو في داخل القطر الواحد. وهي تعتبر مثل البصمة للفرد بإعتبار تفردها الواضح وإفصاحها للفروقات بين مجتمع وآخر. وهذه التقاليد والعادات لا تنشأ في الفراغ، ولا تأتي من العدم حيث لكل مجتمع عاداته و تقاليده الناتجة عن موروثاته في تفاعلها الحي مع المؤثرات الأخرى كالدين والعلم، إضافة للتأثير المتبادل مع تقاليد وعادات المجتمعات الأخرى.

    على الرغم من أن نطاق مفهوم العلمانية هو الدولة ومؤسساتها، إلا أن مفهوم الليبرالية يتمدد ليشمل الفرد حيث يملي عليه حد معين من التصرف والسلوك، وهو إحترام موقف وتصرفات الآخرين الفردية والنزوع نحو الدفاع عنها. نقول "حد معين" كما نقول "نزوع" لأن درجة القبول ومدى الدفاع ليس مطلقاً لأنه أيضاً يتأثر بمجموعة من العوامل الثقافية والإجتماعية والدينية والنفسية، إضافة لإختلافات الزمان والمكان والسياق الذي تتم في إطاره التصرفات الفردية. لكن من المهم التأكيد، على أن الليبرالية لا تشكل في حد ذاتها نمطاً معيناً محدد الملامح من السلوك. فممارسة الإبنة للجنس قبل الزواج وإستعمال الإبن للمخدرات حتى الخفيفة منها غير مقبول في العادة لليبرالي السوداني العادي، بينما هو من البديهيات لليبرالي الهولندي الطبيعي مثلاً. كما أن مشاركة إبن أو إبنة الليبرالي السوداني في الرقص المختلط بحفلات الأقارب شيئاً طبيعياً بالنسبة له، إلا أن الليبرالي السعودي قد لا يستطيع قبول أكثر من المصافحة بالأيدي بين الأبناء والبنات! وهكذا!

    بالنسبة لليبرالية على مستوى الدولة والمجتمع فهي لا تبعد كثيراً عن مفهوم الديمقراطية، الذي يعنى بضمان حقوق التعبير بأشكالها المختلفة، وبإحترام حق الأغلبية في الحكم وحق الأغلبية في المعارضة؛ حيث تتيح الليبرالية حق الإعتقاد وحرية الضمير والإبداع وما إلى ذلك.

    نواصل
                  

02-14-2013, 05:23 PM

أمين عمر

تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلمانية والليبرالية ليستا ضد الإسلام (Re: أمين عمر)

    أين مكان الدين في سياق العلمانية والليبرالية؟

    تعاليم الدين في جوهرها ونصوصها الأساسية محايدة، والمجتمع هو الذي يضفي السمات المختلفة والمتنوعة عليها. فلو أخذنا الدين الإسلامي كمثال، وبالنظر المتمعن لأطروحات المدارس المتصارعة به والمتحدثة بإسمه، نجد أن مساحة الإختلاف فيما بينها ربما تقارب تلك المسافة الموجودة بين الدكتاتورية والديمقراطية، أو تلك التي بين التفكير المحافظ والآخر الليبرالي؛ حيث تعكس الفروقات بين ما يقدمه فتح الله غولين أو جمال البنا من جهة وما يطرحه إبن باز أو الملا عمر من جهة أخرى، أو بين ما تركز عليه مبادئ المعتزلة وما تتضمنه آراء الوهابية، يعكس ذلك المدى الواسع للإختلاف.

    أما القانون، سواءاً كان مكتوباً أو عرفياً، فهو الإطار التحكيمي والمرجعي للمجتمع. وهو بالمثل، لا ينبع في الفراغ، وإنما يمثل إنعكاساً لقيم المجتمع وأعرافه ومعتقداته. لا ينقص من هذه الحقيقة، تأثر القانون المحلي بالتطورات القانونية والأخلاقية في العالم الخارجي والتي نشأت كإستجابة للميل المتزايد نحو التكامل والتشارك بين سكان هذه البسيطة.

    هنا ينشأ سؤال هام للغاية، ويمثل مربط الفرس في تقبل مبادئ العلمانية من قبل جماعات الهوس الديني والإسلام السياسي إضافة لعامة المسلمين الحريصين على معتقدهم: كيف تتحقق الإمكانية في ظل الدولة العلمانية والتوجه الليبرالي لإنفاذ ما يرون أن تعاليم دينهم تطالبهم بتنفيذه؟

    في رأينا أن هنالك مشروعية أخلاقية لهذا الطلب من وجهة نظر العلمانية نفسها، خاصة وأن الإسلام كدين مختلف كثيراً في درجة إرتباطه بالحياة، عن المسيحية مثلاً. صحيح أنه من الناحية العملية العامة تعتبر الغالبية من العادات والتقاليد والقوانين، لا تخل بأسس علمانية الدولة، بيد أن هنالك قدراً غير يسير من الأحكام التي تتبناها القوى السلفية تتعارض مع الأسس البنائية للدولة العلمانية نفسها، كتمييز بعض المواطنين في تقلد المناصب العامة على أساس ديني أو على أساس النوع (gender)، أو في تبني قوانين تصطدم مباشرة بمبادئ أو بإتفاقات دولية أصبحت من مكونات بناء الدولة العلمانية كالحق في الإعتقاد أو إستخدام العقوبات الجسدية في النظام القانوني وما إلى ذلك.

    يبدو لي أن معالجة الأمر لا بد من أن تتم وفقاً للحقائق التالية:

    - المبادئ والأعراف والإتفاقات الدولية المتعلقة بالحقوق جاءت كنتاج لمسيرة مشبعة بالآلام ومليئة بالعبر قامت بها الإنسانية جمعاء منذ بدايات الوجود الإنساني وحتى الآن. هذه المبادئ والأعراف والإتفاقات تعكس افضل قيم مشتركة توصلت لها الإنسانية، لذا فهي جديرة بأن تمثل في عمومياتها مرجعاً هاماً للتشريعات والقوانين الوطنية، و يمكن جداً أن تتسق تلك المبادئ والأعراف والإتفاقات مع القيم والمعتقدات الوطنية مثلما هو الحال عندما إستندت قوانين الأحوال الشخصية على أحكام الدين في السودان في ظل دستور 56 المؤقت ذو الطبيعة العلمانية، أو كإلغاء بعض الممارسات المباحة كالبغاء والقمار تحت ظل دستور 1974 العلماني أيضاً.

    - تطوير الفقه الديني يمثل إحتياجاً ملحاً ليتناسب مع التطور المضطرد في واقع البشر، ولا بد لهذا التطوير، إن كان فعلاً يستهدف المؤمنين بالدين، لا بد له ان يتلاقى مع القيم العامة التي توصلت لها بقية البشرية بدون أن يعني ذلك أنه يطابقها بشكل مطلق. والأمثلة كثيرة في الحقيقة، فالتطور في منظومة الفقه السائد حالياً بالسودان فيما يخص حقوق النساء، إقترب كثيراً من المعايير العالمية، كما ان إثبات الحقوق إستناداً على المواطنة على مستوى الدستور يعتبر تجلياً أيضاً لما يمكن أن يقدمه تطوير الفقه. إنه، ومثلما قبل الفقه التقليدي إبطال مؤسسة الرق بحكم التطور الباطني للمجتمعات المسلمة وإنصياعاً للمعايير الإنسانية المجمع عليها، عليه أيضاً القبول بإبطال كل ما من شأنه التعارض مع نفس منظومة القيم؛ خاصة إذا وضعنا في الإعتبار أن تعاليم وأحكام الدين من الأساس تستند على معاني الرحمة وتنزع نحو تكريم الإنسان في نوعه.

    إنتهى
                  

02-15-2013, 05:36 PM

أمين عمر

تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلمانية والليبرالية ليستا ضد الإسلام (Re: أمين عمر)

    *********
                  

02-15-2013, 05:50 PM

ثروت سوار الدهب
<aثروت سوار الدهب
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 7533

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلمانية والليبرالية ليستا ضد الإسلام (Re: أمين عمر)

    احد اهم ميزات السلفيين الجهل و التجهيل
    الجهل يخصهم هم في الابستوملوجيا
    و التجهيل و التهريج مخرجات هذا الجهل بالضرورة
    فلا تتوقع منهم دقة في التفريق بين المصطلحات
    و المعاني الضابطة.

    واصل يا مستنير

    تحاياي
                  

02-15-2013, 06:43 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلمانية والليبرالية ليستا ضد الإسلام (Re: ثروت سوار الدهب)

    سلام يا امين

    عبرك اتمني ان نقف في جبهة عريضة من اجل اعلاء القيم التي تجعل

    الوطن موجود ولا يقبل التقسم مرة اخري

    اهم هذه الرؤي هو علاقة الدين بالدولة وتصحيح الفهم لغالبية من يجهل ان العلمانية ليست عدو لاي دين


    وايضا الهوية في وطن متعدد القوميات واللغات والعادات والاديان


    علينا ان نشكل مجموعة عبر هذه الصفحة لكي نقف

    مع علمانية الدولة

    الوقوف ضد الهوس الديني بكل اشكاله

    استرداد الديمقراطية وترسيخها ونشرها بين الناس

    اشاعة السلام وايقاف الحروب في الوطن

    علينا ان نقف ضد حملات الاسلام السياسي هنا في المنبر وخارجه


    انتشار الهوس الديني سببه ضعفنا وعدم وحدتنا واخذ الامر بجدية ومعرفة خطر الاسلام السياسي


    علينا العمل مع تيارات الاسلام المعتدلة ولها مساهمة جيدة منذ مدارس المعتزلة واخوان الصفا


    انظر للساحة السياسية تملاها اقلام اهل الاسلام السياسي كان الافندي او الطيب زين العابدين او بوني او عثمان ميرغني او محمد محجوب هارون او التجاني عبد القادر

    والاتجاه الاخر ضعيف جدا باستثناء دكتور حيدر ابراهيم او فتحي الضوء والقراي

    يجب العمل علي التنسيق حتي نعبر بالوطن لبر امن من شر ما فعله تجار الدين
                  

02-16-2013, 12:08 PM

محمد عبد القيوم سعد

تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 566

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلمانية والليبرالية ليستا ضد الإسلام (Re: Sabri Elshareef)

    الاخ امين عمر، تحية وسلام
    هذه المقالة ممتازه جدا تلخص النقاط الرئيسية الواجب النقاش حولها. اتمني ان تقوم بنشرها علي نطاق اوسع مماهو علي الاسافير ان كان ذلك ممكنا.

    Quote: على الرغم من أن نطاق مفهوم العلمانية هو الدولة ومؤسساتها، إلا أن مفهوم الليبرالية يتمدد ليشمل الفرد حيث يملي عليه حد معين من التصرف والسلوك، وهو إحترام موقف وتصرفات الآخرين الفردية والنزوع نحو الدفاع عنها. نقول "حد معين" كما نقول "نزوع" لأن درجة القبول ومدى الدفاع ليس مطلقاً لأنه أيضاً يتأثر بمجموعة من العوامل الثقافية والإجتماعية والدينية والنفسية، إضافة لإختلافات الزمان والمكان والسياق الذي تتم في إطاره التصرفات الفردية. لكن من المهم التأكيد، على أن الليبرالية لا تشكل في حد ذاتها نمطاً معيناً محدد الملامح من السلوك. فممارسة الإبنة للجنس قبل الزواج وإستعمال الإبن للمخدرات حتى الخفيفة منها غير مقبول في العادة لليبرالي السوداني العادي، بينما هو من البديهيات لليبرالي الهولندي الطبيعي مثلاً. كما أن مشاركة إبن أو إبنة الليبرالي السوداني في الرقص المختلط بحفلات الأقارب شيئاً طبيعياً بالنسبة له، إلا أن الليبرالي السعودي قد لا يستطيع قبول أكثر من المصافحة بالأيدي بين الأبناء والبنات! وهكذا!


    السؤال المهم : اذا كانت الليبرالية بالاساس هي اعطاء اكبر هامش من الحرية للفرد في السلوك الشخصي، الاقتصاد والتنظيم السياسي فاين تصطدم مع الاسلام الممارس علي الارض؟. اقول ممارس علي الارض لان الاسلام المثالي والذي يجمع علية كافة المسلمين يمتاز فقط بمبادئ لاهوتية شديدة العمومية ويمكن ان تشكل/او تعارض انماط متناقضة جدا من السلوك.

    حاليا افكر حول موضوعين :

    1- موضوع الجبر والأختيار في الفلسفة و علم الكلام الاسلاميين
    2- مبداء الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
    يضع الأول الأساس اللاهوتي فيما يختص بالحرية في الاسلام. فعند القائلين بالجبر يظهر الأنسان ككائن يتم تحريكه كما تحرّك الدمية علي مسرح العرائس مع اختلاف وحيد ان المسرح هنا يتمدد ليشمل كل الارض. في حين يظهر عند القائلين بالاختيار كارادة مستقلة لة كامل
    الحرية في ارتكاب المعاصي والشرور او السير في طريق الخير وحسابة عند ربه. وبين هذا وذاك يقف الاشعري منادياّ بفكرة توفيقية هي الكسب.

    يشكل الثاني القاعدة الرئيسية لنقل السلوك الفردي الي سلوك جماعي اي جعل المجتمع مثل قطعة مسطحة لا اختلاف بين اجزاءها. فانت هنا مطالب بمراقبة سلوك الأخرين بنفس القدر الذي تراقب فيه سلوكك. الانحرافات الفردية، مثل وجود افراد لايلتزمون السلوك المثالي
    تشكل خطرا علي هوية المجتمع وبالتالي يجب قمعها من خلال هذا المبداء. كما يجب المحافظة علي الصبغة الاسلامية للمجتمع من خلال التحكم في المظهر الخارجي. هكذا سنّت لدينا في السودان القوانين المتعلقة ب "النظام العام" كما نشأت قبلا في السعودية جهة متخصصة
    هي هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
    نقف عند العموميات هنا، علي ان نعود ببعض التفصيل في مداخلة قادمة قريباّ
                  

02-16-2013, 01:05 PM

Muhib
<aMuhib
تاريخ التسجيل: 11-12-2003
مجموع المشاركات: 4084

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلمانية والليبرالية ليستا ضد الإسلام (Re: محمد عبد القيوم سعد)

    المشكله ان العكس هو الصحيح
    الاسلام ضد العلمانيه والليبراليه
    فمالحل
                  

02-16-2013, 02:19 PM

محمد عبد القيوم سعد

تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 566

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلمانية والليبرالية ليستا ضد الإسلام (Re: Muhib)

    اورد الاستاذ أمين عمر

    Quote: تطوير الفقه الديني يمثل إحتياجاً ملحاً ليتناسب مع التطور المضطرد في واقع البشر، ولا بد لهذا التطوير، إن كان فعلاً يستهدف المؤمنين بالدين، لا بد له ان يتلاقى مع القيم العامة التي توصلت لها بقية البشرية بدون أن يعني ذلك أنه يطابقها بشكل مطلق


    وقرأنا اليوم في الأخبار

    تنفيذ حد «الحرابة» لأول مرة فى السودان منذ 30 عاماً

    !!
                  

02-16-2013, 06:35 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلمانية والليبرالية ليستا ضد الإسلام (Re: محمد عبد القيوم سعد)

    مساهمة ممتازة استاذنا امين عمر
    ساعود اليها بمزيد من القراءة والنقاش اذا توفر وقت
                  

02-16-2013, 07:19 PM

عوض محمد احمد

تاريخ التسجيل: 12-12-2005
مجموع المشاركات: 5566

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلمانية والليبرالية ليستا ضد الإسلام (Re: Abdel Aati)

    Quote: نسبة لأن مصطلح الدولة العلمانية، أصبح محاطاً في العالم الإسلامي بقدر أو آخر من الوساوس والريب لأسباب تاريخية وعاطفية، يمكن إستخدام مصطلح بديل "كالدولة المدنية" حيث أرى على المستوى الشخصي أن العبرة بالجوهر، وليس باللفظ. كما أرى، أن مصطلح الدولة المدنية، طالما أنه يحمل نفس سمات الدولة العلمانية، ربما يكون أكثر ملاءمة للإستخدام بمنطقتنا من زاوية أنه يضيف بعداً آخر مطلوب بشدة في عالمنا الذي يكتوي بنار أخرى، وهي نار الحكم العسكري.


    الاستاذ عمر امين
    سلام

    المشكلة يا استاذنا ان لفظ الدولة المدنية صار (مراقة) تعتمدها احزاب يسارية و يمينية لدواع مختلفة
    حزب الامة مثلا يستخدمها و يقصد بها نسخته الخاصة من الدولة الدينية التى تختلف فى المقدار فقط من دولة الكيزان
    بعض احزاب اليسار تسخدمها من باب التقية و استجابة لابتزاز الكيزان ان هم عارضوا الشريعة جهارا
                  

02-16-2013, 07:36 PM

ثروت سوار الدهب
<aثروت سوار الدهب
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 7533

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلمانية والليبرالية ليستا ضد الإسلام (Re: عوض محمد احمد)

    الا الحزب الديمقراطي الليبرالي يا عوض
    يقول بالعلمانية

    انا عضو الحزب الديمقراطي الليبرالي و أفتخر
                  

02-16-2013, 07:48 PM

عوض محمد احمد

تاريخ التسجيل: 12-12-2005
مجموع المشاركات: 5566

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلمانية والليبرالية ليستا ضد الإسلام (Re: ثروت سوار الدهب)

    Quote: الا الحزب الديمقراطي الليبرالي يا عوض


    لهذا ينال احترامنا و تقديرنا

    تحياتى ثروت
                  

02-16-2013, 08:43 PM

ثروت سوار الدهب
<aثروت سوار الدهب
تاريخ التسجيل: 07-22-2003
مجموع المشاركات: 7533

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلمانية والليبرالية ليستا ضد الإسلام (Re: عوض محمد احمد)

    تسلم يا عوض
    نريد ان نراك في معيتنا انت و امثالك
    و ليذهب المدلسين الى الجحيم
                  

02-17-2013, 05:00 PM

أمين عمر

تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلمانية والليبرالية ليستا ضد الإسلام (Re: ثروت سوار الدهب)

    **
                  

02-20-2013, 10:45 AM

محمد عبد القيوم سعد

تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 566

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلمانية والليبرالية ليستا ضد الإسلام (Re: أمين عمر)

    نواصل حول موضوع الجبر(او التسيير) والاختيار فى العقيدة الاسلامية. نحاول ادناه ايراد تلخيص لمواقف الفرق الاسلامية بخصوص هذا الموضوع :

    1- يعتقد اهل السنة ان اعمال الأنسان مكتوبة فى كتاب او محددة قبل ولادته ولايمكن له القيام بعكس ماهو مقدر مسبقا. بالتالى فان الانسان "ميسر لما خلق له" اى ان من كتب سعيدا صار الى عمل الخير من نفسه واستحق السعادة فى الدار الاخرة. ومن كتب شقيا صار الى ارتكاب المعاصى من نفسه واستحق الشقاء فى الدار الاخرة. تسمي هذه العقيدة بالايمان بالقضاء والقدر كما ترد المباحث تحت نفس هذا العنوان عموما لدى السنة. توجد طائفة من الآيات والاحاديث النبوية لدعم هذا الاعتقاد، نكتفى هنا بايراد التالى منها :

    - (إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء. هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء، لا إله إلا هو العزيز الحكيم) (آل عمران: 5-6).
    - (قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، هو مولانا، وعلى الله فليتوكل المؤمنون) (التوبة:51)
    - (قل إن الله يضل من يشاء ويهدي إليه من أناب. الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) (الرعد:27-28)
    -(إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون) (البقرة:6)
    - (وقل الحق من ربكم، فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) (الكهف:29)
    -(إن الله لا يظلم مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها) (النساء:40)

    - حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك حدثنا شعبة أنبأني سليمان الأعمش قال سمعت زيد بن وهب عن عبد الله قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق قال إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما ثم علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث الله ملكا فيؤمر بأربع برزقه وأجله وشقي أو سعيد فوالله إن أحدكم أو الرجل يعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها غير باع أو ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها غير ذراع أو ذراعين فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها قال آدم إلا ذراع.{البخارى- باب كتاب القدر}
    - حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسأل المرأة طلاق أختها لتستفرغ صحفتها ولتنكح فإن لها ما قدر لها. {البخارى- باب كتاب القدر}

    2- ينطلق الشيعة الاثنا عشرية من محاولة حل التناقض الموجود بين حرية الاختيار وبين علم اللة المسبق بالافعال عن طريق تقديم مفهوم "البداء" والذى يعنى ان الكتاب المسبق هو كتاب حى بمعنى ان اللة يغير ويبدل فية فى الزمن الحاضر(1)، هذا "البداء" ينسخ التقدير والعلم الالهي المسبق علي اساس حرية المخلوق ولاتناهي القدرة الالهية. وعلى هذا الاساس يستقيم للشيعة مفهوم العدالة الالهية فى ربط الجزاء بالعمل. تدل عدد من النصوص على هذه الطبيعة المتغيره للعلم الالهى المسبق(الكتاب) من ضمنها

    -(ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب* يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب) (الرعد:38-39)
    - (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين) (الاعراف 142)
    - (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم) (محمد 31)






    نواصل لاحقا فى ايراد مواقف المعتزلة والاشاعره وغيرهم من الجبر والاختيار.
    ----------------------
    (1) حسب مايورد آية اللة الحاج السيد ابراهيم الموسوي الزنجاني النجفي فان البداء هو "بقاء اختياره تعالى بعد حدوث الاشياء كثبوت الاختيار له تعالى عند حدوثها". وايضا "فالبداء بالنسبة اليه تعالى هو بقاء الاختيار فى مرحلة البقاء، مثلا يقدر عمر زيد سبعين سنة واختيار زيادة هذا العمر ونقصانة هو معني البداء"
    عقائد الامامية الاثني عشرية، مجلد 1، صفحة 35-36. يورد السيد مرتضى العسكري ايضا مايفيد ان البداء في الاصل هو "بدا لله في أمر بَداءً، أي: ظهر له في ذلك الأمر ما كان خافياً على العباد", انظر كتاب البداء للمؤلف، صفحة 10.
                  

02-20-2013, 05:00 PM

Adrob abubakr

تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 3895

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلمانية والليبرالية ليستا ضد الإسلام (Re: محمد عبد القيوم سعد)

    الأخ عبد القيوم سلامات
    Quote: يضع الأول الأساس اللاهوتي فيما يختص بالحرية في الاسلام. فعند القائلين بالجبر يظهر الأنسان ككائن يتم تحريكه كما تحرّك الدمية علي مسرح العرائس مع اختلاف وحيد ان المسرح هنا يتمدد ليشمل كل الارض. في حين يظهر عند القائلين بالاختيار كارادة مستقلة لة كامل الحرية في ارتكاب المعاصي والشرور او السير في طريق الخير وحسابة عند ربه. وبين هذا وذاك يقف الاشعري منادياّ بفكرة توفيقية هي الكسب.
    أعتقد هنا في دربكة في مفهومي الجبر والإختيار وفي ربطهما بالليبرالية!
    Quote: يشكل الثاني القاعدة الرئيسية لنقل السلوك الفردي الي سلوك جماعي اي جعل المجتمع مثل قطعة مسطحة لا اختلاف بين اجزاءها. فانت هنا مطالب بمراقبة سلوك الأخرين بنفس القدر الذي تراقب فيه سلوكك. الانحرافات الفردية، مثل وجود افراد لايلتزمون السلوك المثالي تشكل خطرا علي هوية المجتمع وبالتالي يجب قمعها من خلال هذا المبداء. كما يجب المحافظة علي الصبغة الاسلامية للمجتمع من خلال التحكم في المظهر الخارجي.
    الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يمكن أن يكون بالإكراه, أما إن كنت تقصد تطبيقات السودان والسعودية, فهي تطبيقات مشوهة للإسلام ولا تمثله كما تعلم!
                  

02-21-2013, 12:13 PM

محمد عبد القيوم سعد

تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 566

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلمانية والليبرالية ليستا ضد الإسلام (Re: Adrob abubakr)

    الاخ ادروب ابوبكر تحياتي،

    Quote: أعتقد هنا في دربكة في مفهومي الجبر والإختيار وفي ربطهما بالليبرالية!


    حبذا لو اوردت ماتعتبره المفهوم الصحيح فى الجبر والاختيار اذ لى اهتمام مبكر بدراسة علم الكلام واعتقد ان ماطرحته يبسط بشكل عام هذه المفاهيم.
    مايختص بلماذا اناقش هذا الموضوع فى هذا البوست استاذنك في ان اعود لتوضيح ذلك بشكل افضل بعد اكمال توضيح مواقف الفرق الاسلامية.

    Quote: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يمكن أن يكون بالإكراه, أما إن كنت تقصد تطبيقات السودان والسعودية, فهي تطبيقات مشوهة للإسلام ولا تمثله كما تعلم


    السائد لدينا في هذا الموضوع انه من الممكن ان يكون بالاكراه اذا كان ذلك يحقق المنع المطلوب بدون وجود ضرر اكبر.انت طبعا تعلم هذا الحديث : "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" والذى يستدعي
    باستمرار عند ذكر موضوع الامر بالمعروف والنهى عن المنكر. لا استنكر عليك ان يكون لك مفهومك الخاص ولكن اعتقد انه لايعبر عن ماهو سائد بخصوص الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. ساقوم علي العموم بطرح مالدي عن الموضوع لاحقا.

    مع التقدير.
                  

02-22-2013, 08:10 PM

أمين عمر

تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلمانية والليبرالية ليستا ضد الإسلام (Re: محمد عبد القيوم سعد)

    ***
                  

02-24-2013, 05:58 PM

أمين عمر

تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلمانية والليبرالية ليستا ضد الإسلام (Re: أمين عمر)

    up
                  

03-01-2013, 10:27 AM

أمين عمر

تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلمانية والليبرالية ليستا ضد الإسلام (Re: أمين عمر)

    فوق.
                  

03-01-2013, 09:10 PM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلمانية والليبرالية ليستا ضد الإسلام (Re: أمين عمر)

    وهذا ما افهمه انا عن العلمانية هي ليست دين ولا ضد الاديان

    بل في الدولة المحايدة من الاديان تضمن الحقوق والحريات


    شكرا صديقي امين علي الجهد الجميل
                  

03-04-2013, 04:18 PM

أمين عمر

تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلمانية والليبرالية ليستا ضد الإسلام (Re: Sabri Elshareef)

    فوق
                  

03-04-2013, 05:28 PM

ناصر جامع

تاريخ التسجيل: 05-19-2004
مجموع المشاركات: 1168

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلمانية والليبرالية ليستا ضد الإسلام (Re: أمين عمر)

    سلام يا استاذ امين
    Quote: دعونا نتصور نفس هذا الشخص الليبرالي يعيش بالسودان في عهد مايو، أي في وجود نظام سياسي غير ليبرالي لكن في ظل مجتمع ليبرالي. سيكون لهذا الشخص الذي إفترضناه، الحق في مد الحرية والإستقلالية التي أعطاها لأبنائه لتشمل حقهم في حضور الحفلات مثلاً والمشاركة في الليالي الثقافية والرحلات وإكتساب أصدقاء من الجنس الآخر وممارسة رياضاتهم المحببة إلخ.

    ياخ اختزلت الموضوع اختزال مخل بالفكرة ذاتها
    قلتا لي حفلات و ليالي ثقافية

    دا التبسيط المخل الجايب الهوي لل لبرالية
                  

03-04-2013, 08:46 PM

Adrob abubakr

تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 3895

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلمانية والليبرالية ليستا ضد الإسلام (Re: ناصر جامع)

    Quote: حبذا لو اوردت ماتعتبره المفهوم الصحيح فى الجبر والاختيار اذ لى اهتمام مبكر بدراسة علم الكلام
    آسف جدا علي التأخير يا عبد القيوم, غالبا لضيق الوقت لا أدخل إلا البوستات العندي فيها مشاركات, لأرد علي المداخلات, أما هذا البوست راح من راسي تماما, حتي نسيت أن لي فيه مشاركة...نرجع لموضوع المداخلة, في الحقيقة سبب إعتراضي علي ربطك مفهومي الجبر والإختيار بالليبرالية, لأن موضوع الجبر والإختيار في خضم علم الكلام كان محاولة من المعتزلة بالذات لتفسير العلاقة بين العبد وربه, بينما موضوع الليبرالية معروف أنه شأن مجتمعي يتعلق بجدلية العلاقة بين الفرد والمجتمع, في نطاق عقد إجتماعي يمنع المجتمع من التغول علي حقوق الفرد وحرياته, ويحدد في نفس الوقت للفرد حدود ممارسة هذه الحريات والتمتع بتلك الحقوق, في إطار مجتمع سلمي آمن تحكمه دولة القانون. أما مواضيع علم الكلام كانت دائمة مثيرة للجدل, ولا يحبذ كثيرا الخوض فيها, لأنها من المتشابه, وتفتح للإنسان باب التشكيك, ولا يصل فيها الواحد لأي نتيجة, بل وتقود إلي التفكير في ذات الله (تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسي من قبل!).

    في تقديري, أن غالب الآيات, وحكمة إبتلاء آدم, ثم جعله خليفة في الأرض, وأمانة التكليف, وبعث الرسالات, كلها تدعم حقيقة أن الإنسان وإبليس من دون خلق الله مخيران, وتخييرهما مرتبط بتكليفهما, والمسئولية عن كل ما يترتب عن إختيارهما إحدي النجدين (إما شكرا وإما كفورا), ولكن هذا الحق وهذه الحرية, أو بالأحري هذه الأمانة وهذه المسئولية, منحت بإرادة الله, وده معناه إنت ما بتؤمن وتكفر غصبا عن الله, بل بإرادته, بمعني المشيئة والإذن, مثله مثل الترخيص الذي تمنحه السلطات لمزاولة مهنة معينة, وعندما يختار الإنسان طريق الإيمان يتولاه الله ويقربه إليه بمدارج الإبتلاء, حتي يصل مصاف اليقين, ويشري نفسه إبتغاء مرضاته, ويسلم بالتالي مقود التسيير طواعية إلي الله, وكان حقا علي الله حينئذ نصر أوليائه. أما في المقابل إذا إختيار الإنسان الكفر, يفسح له المجال, ولكن لا يرضه له (إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر, وإن تشكروا يرضه لكم), (سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون), فيتولي الشيطان بدل ربه, فيذره الله في ضلاله وشأنه, ويعبث به الطاغوت ويعميه عن الحق, ويدخله في دوامة الشك والوساوس, ولما يعاند أكثر ويتمادي في كيده وكفره, يستدرجه الله بأن يسارع له في الخيرات, دون أن يشعر, حتي يظن أن النصر بجانبه, فينغمس في الضلال أكثر وأكثر, حتي يلقي الله, فيوفيه حسابه (ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين).


    لك التقدير
                  

03-10-2013, 06:19 PM

أمين عمر

تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 446

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلمانية والليبرالية ليستا ضد الإسلام (Re: Adrob abubakr)

    up
                  

03-18-2013, 00:19 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العلمانية والليبرالية ليستا ضد الإسلام (Re: Sabri Elshareef)

    ***
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de