16,500 حالة سرطان جديدة بالخرطوم والجزيرة سنويا

Quote: كشفت السلطات الصحية في السودان عن 20 ألف حالة إصابة بالسرطان خلال العامين الأخيرين، معلنة أن الإصابة بسرطان الثدي يمثل أعلى نسب الإصابة، وحذرت وزارة الصحة السودانية من تصاعد حالات الإصابة بالمرض في ظل إشكاليات تواجه الوزارة وضعف الإمكانيات بالمقارنة بدول اخرى. وقالت مديرة السجل القومي للسرطان بالسودان دكتورة انتصار الفاضل سعيد في تصريحات خاصة لمراسل "العربية.نت" بالخرطوم إنه "على الرغم من وجود 20 ألف إصابة بمرض السرطان خلال العامين الأخيرين إلا أنهم لا يستطيعون تحديد مدى الزيادة في عدد الإصابات إلا بعد مرور ثلاثة الى أربعة سنوات". وأشارت د. سعيد إلى أن هذه النسبة تمثل الحالات التي تم اكتشافها داخل العاصمة الخرطوم والذين استطاعوا أن يحضروا من الولايات للخرطوم من أجل العلاج، مؤكدة أن هناك حالات كثيرة يتم اكتشافها خارج إطار عمل السجل القومي، كما ان هناك حالات كثيرة في الولايات لم يتم حصرها، مضيفة "هذا أكبر تحدّ يواجه السجل القومي للسرطان". وفي ردّها على سؤال حول أسباب المرض قالت إن الأسباب تكمن في نمط الحياة غير الصحي والاتجاه للوجبات الجاهزة والوجبات التي تحوي كميات كبيرة من الدهون والخمول (عدم ممارسة الرياضة) وعدم تناول الخضراوات والفواكه بصورة كافية والإكثار من الزيوت الحيوانية في الطبخ مثل السمن. وأوضحت د. سعيد أن الاصابة بسرطان الثدي عند النساء يمثل 30% من حالات السرطان عند النساء وبنسبة 18% من مجموع حالات السرطان عند الرجال والنساء بالبلاد. وقالت إن هذا النوع من السرطانات (سرطان الثدي) يمكن علاجه وتجنبه بالتوعية، لذلك فإن لديهم مشروعاً للتوعية الصحية وسط النساء بهذا المرض باعتبار أن عدم وجود توعيه لدى النساء يمثل أكبر مشكلة تواجه مكافحة المرض، مبينة أنه في السودان تكثر وفيات النساء بسرطان الثدي مقارنة بالبلدن الاخرى لأن الحالات التي تصل للمستشفيات تكون في مرحلة متأخرة. إلى ذلك قال وزير الصحة السوداني بحر أبوقردة إن السودان يحتاج إلى تعاون الدول وتبادل الخبرات في مجال مكافحة السرطان، موجهاً ببذل الجهود ورسم الصورة الحقيقية وتوفير كل المعلومات لمحاربة هذا الداء بصورة علمية. وأشار الوزير خلال لقاء تنويري عقده عقب مشاركتة في مؤتمر مراكش الدولي لمكافحة السرطان في الفترة 12-14 من يناير الجاري بدولة المغرب، إلى اتجاه وزارته في المرحلة القادمة لنفرة قومية لكافة الجهات المعنية من مراكز علاجية ومؤسسات تعليمية وجمعيات وطنية وعلماء مهتمين بأمر السرطان بهدف التفكير للخروج بخطة موحدة للنظر في حل المشكلة بالصورة المطلوبة.

Quote: شيء ما يزحف في الانحاء ويرسل يومياً عشرات السودانيين إلى احضان الموت.. «العناقريب».. تخرج من المنازل وهي تحمل جثمان من كان يحمل اسماً بيننا لسنوات.. ماتت «فاطمة» بالسرطان وهي بالكاد تعرف شيئاً عن الملاريا.. سمعته من الحكيم الذي يعمل بشفخانة القرية.. كثيرون رحلوا.. وكثيرون في الانتظار.. مع العلم انه ليس بالضرورة ان يؤدى السرطان الى الموت، ولكن الواقع يقول إننا أصبحنا نسمع الكثير عنه والبحث في الاحصاءات الرسمية يقول ان نسبة الاصابة في تزايد مستمر طول الوقت. لعل هذا التزايد المستمر كان أحد الأسباب التي جعلت الكثيرين يتساءلون عن سبب التزايد المستمر للسرطان، وهو سؤال يصعب الوصول الى اجابات محددة بشأنه. افادات المسؤولين كانت دائماً غير دقيقة، وان كانت تدور حول تغير النمط الغذائي، أما المواطنون البسطاء فارجعوه الى عدة أشياء منها ان هنالك شيئاً نستنشقه أو نأكله…الخ. بقاعة كلية الصيدلة بجامعة الخرطوم، كنت حضوراً في السمنار العلمي الذي أقامته المنظمة السودانية للبيئة والتغذية، وهي منظمة طوعية انسانية تسعى لعلاج المشاكل المتعلقة بالبيئة والتغذية في السودان، انشئت في عام 2003م.. نظمت سمناراً حول السرطان في السودان.. وحقيقة كان اكثر ما جعلني حريصة على حضور السمنار الورقة الثالثة التي كانت تحت عنوان «التوزيع الجغرافي» لمقدمها الاستاذ احمد محمد أحمد.. قمت بتسجيل بعض الإفادات أثناء السمنار، وبعضها آثرت الحصول عليه من الاستاذ احمد بمباني معهد الدراسات البيئية. فكرة الدراسة تستند على تقصي التوزيع المكاني للاصابة بمرض السرطان. وقد استخدم هنا الاحصاءات السرطانية المسجلة بمستشفى الذرة منذ عام (2003 - 2000) م. لنبدأ بأصل الفكرة.. والأصل هنا ان قراءة البيانات الجدولية لمرض السرطان قد يبدو صعباً للوهلة الاولى، لذا فكر في توفير بديل تقني حديث سهل القراءة والعرض وتحويل البيانات والارقام الى مكون بصري.. مثلاً عرض مجموع الاصابات المسجلة لنوع معين من مرض السرطان مربوط بفئة عمرية معينة، وهي مسألة كما قال عنها احمد يصعب ايضاحها بواسطة البيانات الجدولية، ولكن استخدام نظم المعلومات الجغرافية كأداة تقنية حديثة سهلت من هذه المسألة.. وحسب شرح احمد فإن انشاء قواعد البيانات الملحقة او الوضعية، يمكن من الاستفهام عن أية بيانات لأي نوع من أنواع مرض السرطان، حيث يتم الرد بشكل سريع جداً ودقيق عبر توجيه استفهام للنظام.. كما هدفت الدراسة الى توفير بديل تقني على مستوى عالٍ من التقانة والحداثة للخرائط الموجودة على ورق، مما يسهل اعادة انتاجها وتحديثها وتزويدها بالمعلومات الجديدة والاضافة. وصلنا للتساؤل الأهم بالنسبة لنا، وهو اثر البيئة الطبيعية على الاصابة بمرض السرطان.. رد أحمد بأنه من المعروف ان الدراسات الطبية كلها اثبتت ان هنالك بعض الجوانب المتعلقة بالبيئة الطبيعية، لها دور في انتشار أو سيادة نوع معين من مرض السرطان. وعلى سبيل المثال معروف ان هنالك مستويات عالية من اصابات سرطان الجلد بين العرق الابيض عموماً أو الاوروبيين.. وهو سائد في شمال الكرة الارضية. وكما هو معروف أيضاً ان سرطان الكبد اكثر الانواع انتشاراً بين الآسيويين عموماً.. ولذلك قصدنا أن نتقصى.. هل لاصابات مرض السرطان أية ارتباطات بيئية؟.. بمعنى هل هنالك انواع معينة من السرطان تسود في مناطق محددة؟ تم تجهيز خرائط رقمية تصف بعض المؤثرات البيئية مثل معدلات الامطار، المناطق البيئية أو المناطق »الايكلوجية «. والايكلوجية.. تعني الغطاء النباتي.. والدراسة حاولت الربط بين أمراض السرطان والبيئة السائدة في المكان المعين، والتي تتصف بنبات طبيعي معين ونوع معين من الأمطار. لنأتي هنا إلى ما خلصت إليه الدراسة. وهو النفي لوجود أي أثر بين البيئة الطبيعية ونوع السرطان الذي يسود فيها. وذلك في مناطق السودان المختلفة.. رغم وجود نمط مكاني معين لسيادة أنواع محددة من السرطان، مثلاً سرطان المريء أو البلعوم يسود بشكل كبير في شرق السودان… كما ان سرطان الرحم يوجد في بيئة صحراوية. ويوجد في منطقة تتميز بأنها سافنا غنية، وأخرى تتميز بأنها سافنا فقيرة، اضافة للمناطق الغابية. ويضيف انه من الجوانب المهمة في هذه الدراسة الخروج بخرائط سهلت مقارنات بين اكثر من نوع للسرطان في المكان الواحد، على مستوى ولايات السودان المختلفة. وأصبح من السهل جداً معرفة حجم مستوى الإصابة بسرطان البروستاتا وسرطان المعدة في الفئة العمرية (60-69). وعن أكثر المناطق كثافة بالمرض، يتضح لنا أن هنالك ما يسمى بالبقعة الساخنة.. التي أوضحها أحمد بقوله: انها المساحة التي اعطتها لنا خرائطنا.. وقد شملت الولاية الشمالية وولاية نهر النيل وولاية الخرطوم وجزءاً من ولاية الجزيرة واجزاءً طرفية من ولاية القضارف واجزاءً طرفية من شمال دارفور وشمال كردفان، وتتميز بمجموع اصابات كلي عالٍ. تساؤل آخر عن السرطان وانتشاره في قبائل بعينها.. الاجابة عنه كانت وبحسب معلومات وفرتها احصاءات مستشفى الذرة، فإن لديهم عشر قبائل هي الاكثر تكراراً وتردداً، وتسجل أعلى حالات الإصابة بمرض السرطان، كما ان هنالك انواعاً معينة من مرض السرطان هي الأعلى بين كل الانواع الاخرى. أوصت الدراسة في ختامها بضرورة استيعاب أو انشاء فريق عمل لبحوث السرطان، يشمل اصحاب مجالات علمية مختلفة ومتنوعة على رأسهم الاطباء، اضافة الى علماء السلوك وعلماء الاجتماع والاقتصاد، اضافة الى المجالات التقنية، مثل نظم المعلومات الجغرافية ونظم المعلومات ومختصي البيئة بشكل عام. كما أوصت الدراسة بضرورة توفير سجل علمي دقيق لمرض السرطان، حتى يتم الحصول على بيانات دقيقة توضح مستوى الاصابة، حتى يتم اتخاذ الخطوات الوقائية السليمة لمنع انتشار هذا المرض بين أهلنا في السودان.