|
|
 (البكانات) الحزينة
|
الإهداء
لي ناس دوام في البال
وإعتذاري
لهم
حاولت أنقل مشاهداتي بلغة (مقبولة) على الأقل للبعض منكم
بعض الذين أكتبهم هنا أعلم ظلم (الطبيعة) لهم في وطن كل يوم تتقاذفه الأخطاء
وتقتله أكثر التبريرات
وطن يستورد كثيرا من الأفكار
ويقتاتها ساسته / مثقفيه
ويختلفون في طريقة (هضمها)
ويتفقون في (إخراجها) حروباً
وفقراً
وجهلاً
ومزيداً من (الملاواة)
محاولتي هدفها (لفت نظر) ليس إلا
أعرف أكثر أن من أكتبهم لا يأبهون
بحقوق الإنسان
والمواثيق الدولية
والمساواة
و
و
و
....
والكلام (الهُبر) هُبر
فقط ليت من يقرأني يحس بكم
ويحلم معي بحق الحياة
فقط حق الحياة لا غير
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: (البكانات) الحزينة (Re: محمد حامد)
|
- يا بت أمي ما سمعتي (ود عمر) المطموس قال شنو
- أها شن قال
- سمعتو (بأضاني البياكلها الدود) دي قال ليهم (طهورة) البنات دي لا في الكتاب ولا في الطب
- مخير الله و (الشويعي) دا قال بناتنا ديل بيعيشن كيف إلا كان يسووا ليهن (عِدْ) براهن ولا شنو
- الكلام مافي (العِدْ) باقيلك في زول بيقرب منهن تاني
-هههههههههههه يخلوهن (يركبن) عليهو زي دا
- ههههههههههههههه
تتسرب أصوات الضحكات إلى أُذنيه
يحسُ بطعم النوم
ولذةُ حبس (البول)
يداه موزعتان في (الخدمة)
الآن يعرف واحدة فقد تحسس كيس (التمباك)
موقنٌ هو بأن هذه اللحظة لن تدوم
دائما ما يبدأ يومه متثاقلاً هكذا
حينما يسمع صوت أمه وجارتها من بعيد يتغلب على منبهات (الديوك) يعرف ان اليوم قد بدأ
الآن يده الأخرى أفلحت في إلتقاط (الإبريق)
يجب عليه الإسراع بالمسح على وجهه
ولا بأس بأن يمسح رجليه
وبذلك يكون قد صلى الفجر
فقد علِمَ من صديقه بأن صلاة (الجَبُرْ) لا سنة ولا (كُفُرْ)
آآآآآآآآآآآآآآخ توف
دقت ساعة العمل
إححمممممممممممممم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: (البكانات) الحزينة (Re: محمد حامد)
|
آآآآآآآآآآآآآآخ توف
دقت ساعة العمل
إححمممممممممممممم
ها هو أبوه قد عاد بعد أن أدى صلاة الفجر في الزاوية القريبة من منزلهم
كانت الزاوية عبارة عن تجمع أسري أكثر منه ديني
فأغلب الرواد من أب واحد وأمهات مختلفات
حينما يفرغون من أداء الصلاة
يدندنون بقراءة الراتب
لم يكن يحفظ شيئا منه (صديقنا)
لكنه معجب بطريقة الأداء
وإختلاف اللحن ما بين الفردي والجماعي
كان لحنه يزيد لذة النوم
وما بين الخوف واللذة لذة أخرى
لا يعرف سرها إلا من جربها
بعد الراتب سريعا يقدمون تقاريرهم عن ليلة الأمس
بعض التقارير (فالصو)
وغالبها (تعويضية)
وآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآخ توف
- هوي يا أولاد المرا لسه إنتو نايمين
لا أدري لماذا يصر الآباء على ربط فشل أبنائهم بجينات الأمومة
لا أدري
وحين يفرغ من تلاوة (خطاب دورة) آبائه يكتشف أصلا أن الأبناء غير موجودين في سرايرهم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: (البكانات) الحزينة (Re: محمد حامد)
|
وحين يفرغ من تلاوة (خطاب دورة) آبائه يكتشف أصلا أن الأبناء غير موجودين في سرايرهم
ينظر صاحبنا لوجه أمه فيدرك حجم الألم
وإبتسامة تخرج حين تنظر في وجه بنيها
وما أصدق إبتسامة الأمل
والألم
تهرع الأم لتقديم (براد) الشاي و(كوزاً) من الحليب
بنهم يفرغهم (أبشنب)
ويخرج لتجهيز (حماره) الدمبلاوي
- يا (خيبةً) على دقناً جابتكم!!!!!!!!!!!!
- ما تطلعوا يا ولادة السجم !!!!!!!!!!!!!!!
- أنا أصلا لو ما غلطان إتزوج من (ترب) الفقُر دا!!!!!!!!!!
في الحقيقة هو (يتحسس) من ونسة أبنائه وأمهم
(يظُنُها) حول القضاء على فكرة زواجه من ثانية
تمسح الأُم على صديقنا لتخفف عنه وقع الكلمات
هو في الحقيقة تخفف على نفسها
هي تعلم أنها في منتصف الطريق
تنظر لأبنائها و (شرف) إخوتها
كيف سيهضم العالم فكرة أن (حاج التوم) بنته مطلقة!!!!!!!1
لا حول لها سوى الإبتسامات
بقلبها تدرك أن ذلك يوازن ما بداخل الأطفال
- جيب (شاييك) أبردو ليك
- قوم يا (إحيمر) فك غنمك سريع
- خلى بالك يا عشاي ما يمشن لي (بلاد) جريبان
و(جريبان) هذا حكاية لوحده
رجل يملك مزرعة (زربها) سبعون سنتاً أو يزيد
مزرعة لا تعرف (الطليق)
بالرغم من الزراعة المطرية إلا إن جريبان يتفنن في دورة حياة مزرعته هذه
فهو يزرع السمسم والكركدي والماريق ليحصدها مبكرا
ومن ثم تعطي الفرصة للبطيخ
وإذا ما إنتهي ذلك
فموسم (النبق) كفيل بإكمال الدورة حتى موسم (الرُشاش)
و(جريبان) لا ينسى (أحيمر) أنه قبل إسبوع حين دنت أغنامه من (الزرب) كلفه ذلك عشرون جلدة
وأبوه فسرها بذات (الظن) إنها إفشال لمخططة بالتثنية
و (جريبان) يلتقى مع والد صديقنا في الجد الرابع
لكنه حين الحديث عن مجد آبائه تحس لوهلة أنهم ليس (جريبانيون)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: (البكانات) الحزينة (Re: محمد حامد)
|
والشاي قد برد تماما
وبجرعة واحدة أفرغه صديقنا في فمه
وخمش (الجركانة) المخيشة و(صُرة) العيش وإلى ظهر (دمبلاوي) أبيه
تحرك الموكب وينتظر (أبشنب) أن يقطع مائة متر ليصيح
- ما تمرقي يا وليه طن طن طن
بهذا الإعلان ترقص أمه فرحاً هناك في البعيد
لأن لديها رجلا (يهرش) إمرأته
ويرقص إخوته
وترقص القرية
إنها الفحولة
ولهذا يستحق لقب (أبشنب)
يتحرك الموكب ويقطع مسافة 20 كلم
كان بالإمكان أن تكون أقصر
لولا أن (أبشنب) يتحاشى أن يزرع بالقرب من القرية ويكون مدعاة للتندر بأنه أكل (جِرة) خاصة ان الأغنام ستتلف الزرع
حين الوصول يقوم صديقنا بملء (الكورية) بالماء وقليل من (عيش الدخن) وتوضع في رأس (الحشه)
وكلما وصلت الميس ستأخذ (جُغمة)
و(أبشنب) يأخذها جالسا
والبقية وقوفا
وكلو (سُنة)
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: (البكانات) الحزينة (Re: محمد حامد)
|
الشمس (أنثى) ولكنها (ضكرية)
الشمس (غواصة) الذكور
قل حليفتهم
تستهلك كل مخزونها (الغنجي) لتنتصف السماء
وحينها..
يقذف الجميع (جراياتهم)
ويتقدم الموكب مرة أخرى ناحية القرية
وكلما إلتقى (رجُلاً) بآخر تحدثا (علناً) عن النجاحات التي حققها (المدبلون)
فذاك فارق آلام الظهر تماماً
وآخر ما عاد يركب (حماره) في (جذع) شجرة
بل أن (دقن) أحدهم صارت خالية تماماً من البياض
وصارت تفوح منه (أرياح) الشباب
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: (البكانات) الحزينة (Re: محمد حامد)
|
تتخلف الأم
(تخيط) الشارع يمينا ويسره
وكلما لمحت عوداً وضعته في رأسها
وعود ورا عود
وليس صعبا
فهي تستخدم أرجلها حينا في وجود النعال (الزوزو) لتكسيرها
وفأس أبشنب ليست لذلك
إنها للكبيرة
- كم مرة بديك الفاس دا بتكسري عودو اسي زول لو لاقاهو دابي ساهي يقول يا أبومروة
والمروءة هنا لا محل لها من الإعراب
عود ورا عود
حتى تكتمل الحزمة
ويختلط العرق بماء (المرِخْ)
ولكنهم بأي حال قد وصلوا
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: (البكانات) الحزينة (Re: محمد حامد)
|
ولكنهم بأي حال قد وصلوا
بذات (الزوزو) تكسر الحطب
- الكبريت دا (مندًي) ما بيولع أمشي جيب من بيت عمتك (مُشهاب)
وصديقنا يسرع لأن (أبشنب) سيصحو من غفوته قريباً
ويجلس (أًم قولطية) ليهِب النار مع أُمًه
ويتداخل العرق وماء (المرخ) ودموع الدخان
وشامتان من (السكَنْ) والدقيق تتنافسان أيهما أسرع ظهوراً
ويتفقان على تقاسم الوجه
وأبشنب (يعزِفُ) السلام الجمهوري (شخيراً)
- يا (أبو مستور) قوم الفطور
تخجل المرأة لتقول إسم زوجها
ربما تخاف
ربما تكره!!!!!!
لا أحد يعلم
الحسنة الوحيد في هذا اليوم لصديقنا أن أباه سيمسك (الهبابة)
(يبرُكْ) وبيده الشمال يمسك (دقن أبوه) ويبدأ موسم (اللهِطْ)
- (حبلِك) قصر يا أُم مستور
- سويتو شوية والله
- ملاح (العاقِر)
ورغم ذلك واحد (يكبُر) والتاني (يجُر)
حتى
ينظف الصحن تماماً
وتأتي أم مستور بعدة الجبنة
ومجبورة (خادم الفكي) تتنتِن
وتضحك
وتبتسم
فأبوشنب أمامها مباشرة
فهو لا ينسى بأن يعزف بين الفينة والأخرى
خخخ ...... أخخخخ,,,,, خخخيييخخخخخ
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: (البكانات) الحزينة (Re: محمد حامد)
|
وبثوبها تظلل فوقه لتسُد (الخُلال)
وتجهز ماء (الحمام)
ليغفو
ثم تفكر أن تغفو
لتصحو
وقد خرج أبشنب إلى طاحونة نسيبه (حاج التوم) لبعض السيجة
وكثيرٌ من التلفت
ويتلفت
حتى مغيب الشمس
ليقضي ليله (ملكاً)
ويتلذذ صاحبنا
بهمهمات أمه وصديقتها
وحبس (بوله)
والراتب
وإنقطاع منبهات الديوك
وبداية يوما ثقيلا
| |
|
|
|
|
|
|
| |
محمد حامد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست