ميزالونا ( الروسية بت إتبرا )

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 04:44 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-30-2013, 11:44 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ميزالونا ( الروسية بت إتبرا )

    تقديم : مشروع هذه الرواية كنت قد بدأتها بعنوان ( ميزالونا في زقلونا ) ، وهي قصة ذات أحداث واقعية نثرتُ عليها من بهار ذكريات أتبرا الحبيبة وبعض ذرات من شطحات الخيال الذي يلازم الرواية. وأهدي التداعيات والتغيير الطفيف الذي حدث جرّاء المراجعات إلى صديق العمر ( أ م ع ) شفاه الله

    ***


    الليل يلملم بقاياه، وتباشير الفجر الجديد تدخل الرهبة إلى قلبه،، فالأيام القادمة حُبْلَى بالكثير، تذكره بأيامه الأولى في غربته.
    أستيقظ مبكرا على غير عادته وارتدى ملابسه على عجل وأيقظ زوجته النائمة بكامل هندامها منذ ليلة البارحة الصاخبة بمناسبة الحفل المقام بمناسبة توديعهما ..
    صخب ليلة الأمس لا يزال راقدا على حواف دماغه المثقلة.
    كل الجيران كانوا حضورا، والنساء يقفن في حلقة حول زوجته الروسية التي أصرتْ على نقش الحنة على كفيها وقدميها وتمشيط أطراف ( مسيرتين) في شعرها الأشقر.
    رشف كوب الشاي واقفا ثم عانق رفيق دربه وجيرانه الذين حرصوا على الحضور مبكرين لوداعهما مجاملة لصديقه الذي إستضافه ريثما ينطلق إلى وجهته ..

    أستعد للانطلاق لمحطة سكك حديد الخرطوم، وزوجته الروسية تعانق النساء والفتيات والصغار والدهشة تملؤها من هذه الحميمية وهي التي لم تمكث معهم سوى أسبوعين، تردد كلمتي ( الله يسلِّمِك ) بكسر الميم للإناث والذكور معا ..
    ( لم تتغير الخرطوم كثيرا، فقط هذه الحافلات الصفراء الكبيرة تحتل جزءا كبيرا من الشوارع، وعربات الأجرة تحولت إلى ماركة بيجو الفرنسية، غير ذلك لا تغيير يذكر. )
    ترجّل من التاكسي عند محطة القطار بمدينة (الخرطوم بحري) ودفع الأجرة وهو يتحسس المبلغ المتبقي في جيبه ( ورقتين من فئة الخمسة وعشرين قرشا ( طرادتين ) وبضع قطع من العملة المعدنية ..
    تحسس علبة التبغ ماركة ( البرنجي ) في جيبه وجوازيْ السفر وعلبة الثقاب.
    وقفت ( ميزالونا ) متجهمة الوجه تنظر حولها في قلق وارتياب فهو لم يحدثها عن كل شيء هنا، لذا تقبَلتْ واقع الحال بما يشبه الصدمة.

    (عدل بواسطة ابو جهينة on 01-30-2013, 12:05 PM)

                  

01-30-2013, 11:46 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزالونا ( الروسية بت إتبرا ) (Re: ابو جهينة)

    ليلة الأمس إحتستْ معه بضع كاسات من ( مشروب العرقي )، ثم أمطرته بلغتها الروسية بسيل من الاحتجاج، أحمرّ وجهها وصار كقطعة طماطم ناضجة وتمتمت قائلة : لم أكن أدري أن هناك مشروبا في الدنيا أسوأ من مشروب ( الفودكا ) الرخيصة في مدينة ( كييف )، ما هذا الذي شربته بالأمس؟
    عند المحطة .. تربض عربات القطار في صف طويل في انتظار الركاب وصافرة الانطلاق صوب الشمال في رحلة تستغرق يوما ونصف اليوم حتى (مدينة وادي حلفا) الرابضة على الحدود الشمالية على تخوم مصر.
    تسلل بحذر إلى عربة من عربات الدرجة الأولى، والتي كان يطلق عليها (درجة النوم) وساعد زوجته على تسلق السلم الخشبي للسرير الذي في الأعلى ثم أغلق الباب بالمزلاج من الداخل، وتمدد على السرير بالأسفل.
    راحت هي في سبات عميق واضعة الوسادة على رأسها.
    بينما راح هو يستعرض أيامه الخوالي في أتبرا التي لا تبارح خياله طوال سنوات غربته،،
                  

01-30-2013, 11:48 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزالونا ( الروسية بت إتبرا ) (Re: ابو جهينة)

    الشوق يملؤه لهذه المدينة بعد غربة دامت ست سنوات...
    وغرق في ذكرياته محاولا ربطها بما ينتظره هناك فيها.
    إيهي يا مدينة الحديد والنار .. كيف أنت الآن ؟
    أين يا ترى زملاء الدراسة ورفقاء الحى ؟
    سبح في ذكريات تفوح منها رائحة معطف والده المعطون بزيوت الورش، وليالي أتبرا حين تداهمها ( الكتاحة* ) دون استئذان، وتجواله على دراجته من ماركة ( الرالي ) وهو يجوب بها شوارع حى ( القيقر ) مرورا بشارع ( الرى ) حتى المكتبة القبطية وشوارع ( حى السودنة ) الهادئة لا يقطع وتيرة هدوءها غير صوت المياة المندفعة عبر الجداول الواسعة لتسقي الحدائق المسوّرة بأشجار الأركويت ونباتات ( العوير ).
    ثمار ( المسكيت )، كانت البديل لثمار (الزونيا) في الطريق المؤدي إلى ( حى العمال )، يهاجر إلي هناك مع أقرانه فرادى و (مردوفين على العجلات ) أو إلى ( حى الداخلة ) لتمتلئ الجيوب بالثمار (المسكيت) الخضراء والصفراء الجافة.
    ضحك عندما تذكر ورطته ورفاقه في الحديقة الملحقة ببيت الحاكم العسكري، فقد كانت الحديقة مترعة بثمار( الزونيا )، فقام هو ورفاقه بإحداث حفرة تحت الأسلاك الشائكة وتسلقوا الشجرة الضخمة التي تحاكي شجرة ( التبلدي ) وجلسوا على فروعها الضخمة يأكلون الثمار غير مبالين بلون عصارة الثمار التي تندلق على ثيابهم وتترك أثرا لا ينمحي لفترة طويلة وتكون شاهدة على شقاوتهم التي ينقلونها من حيهم إلى أماكن أخري، وتذكّر ورطتهم عندما وجدوا ( حارس ) بيت الحاكم العسكري يضع كرسيا أسفل الشجرة وهو يحمل ( سوط عنج) ويقول لهم : (أنا قاعد ليكم هنا، نشوف حتنزلوا كيف؟). ولم يعتقهم إلا بعد نال كل منهم ثلاث جلدات على ظهره.
                  

01-30-2013, 11:49 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزالونا ( الروسية بت إتبرا ) (Re: ابو جهينة)

    ترى أين أنت يا ود سيد أحمد؟ عندما رأى لأول مرة ( حجَة المَرَرُو ) تحمل وليدها مربوطا خلف ظهرها أطلق ساقيه للريح وهو يصرخ ( و الله عندها راسين ). آخر عهده به كان في مدرسة الأقباط الثانوية وبيت الأستاذ ( باخوم ) القبطي المصري والذي كان يتلقى أحيانا ثمن الدروس الخصوصية ( دجاجة أو عتودأ حنيذا ).
    تململتْ زوجته وهي تهذي في السرير، قام وتأكد من أنها لن تسقط على الأرض.
    لم يشعر بتحرك القطار فقد جرفته الذكريات.
    نظر من النافذة، ومدينة (الخرطوم بحري) تتوارى شيئا فشيئا عن أنظارة والحنين إلى أتبرا يتزاحم ويتضخم في رأسه كضربات المعاول تتناغم مع دقات قلبه. شعر بالخوف، فهو لم يقم بشراء تذاكر السفر بالقطار ورغم ذلك يحتل غرفة كاملة بدرجة ( النوم *) المخصصة لكبار موظفي الدولة وموظفي السكك الحديدية.
                  

01-30-2013, 11:52 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزالونا ( الروسية بت إتبرا ) (Re: ابو جهينة)

    تذكر صديقه الذي كان والده مفتشا للتذاكر، وهو الذي شجعه للبعثة الدراسية بروسيا وساعده كثيرا عن طريق خاله المُتَنَفِذ في إتحاد العمال الذي كان في قبضة الشيوعيين والاشتراكيين آنذاك.
    رنَتْ في أذنه أغنية لحسن خليفة العطبراوي تغنى بها في حفل زواج في حى ( أم بكول ) نزولا عند رغبة العريس المنتمي سرا للحزب الشيوعي،، كان يرددها كثيرا في مدينة ( كييف ) الروسية، فحفظتها ( تامارا ) زوجته عن ظهر قلب دون أن تعرف معانيها ( نحن من نفر عمّروا الأرض ... )
    تمتم في دواخله : كم هي وفية هذه المرأة، فقد وقفتْ إلى جانبه كثيرا وساعدته كما وكيفا،، خصوصا عند أيامه الأولى وفي دروس اللغة، وأمدته بالمال عندما شح مورده،، اقتسمت معه لقمتها، وهاهي الآن تطرق المجهول معه بكل شجاعة مندفعة بحبها له،، فهما لا يدريان إن كان سيوفق في إيجاد عمل أم لا،، فقصة (بابكر) صديقه ماثلة أمامه، (بابكر) الذي تخرج من كلية علمية ونال الماجستير في تخصصه،، ثم رجع للسودان وتسكع في شوارع الخرطوم يبحث عن عمل حتى حفيتْ قدماه،، يكرع زجاجات ( الشري وبيرة أم جمل*) ليلا ويلعن الحكومة باللغة الروسية عندما يمتطي متن إحدى بصات ( أبو رجيلة ) وتارة في بيوت الأفراح مستأذنا الفنان بعد أن يقتلع منه المايكروفون وتارة في بيوت المآتم التي يدخل (صيواناتها) دون أن يتجشم عناء ( رفع الفاتحة* ) مكتفيا بمصافحة أهل الميت متمتما بكلام مبهم غير معروف إن كانت بالعربية أم بالروسية، وأخيرا تم تعيينه في وظيفة لا يدري حدود مسئولياتها في مكتب يعج بالملفات القديمة في وزارة الصناعة، يحضر صباحا ويأكل (الفول المصلح) في طبق من الألمونيوم لا لون له ثم يتجه لموقف (البصات) متجها (للكلاكلات)، يتقي شر أشعة الشمس بجريدة مشبعة بزيت الإفطار الصباحي يردد أغنية قوقازية بصوت أجش، فانطبعتْ شخصيته في أذهان سائقي الباصات والكمسارية، ما أن ينطلق في الغناء، يقول السائق ضاحكا : يا ولد ما تاخد من الروسي الأسود دة حق التذكرة، خليها علينا.
                  

01-30-2013, 11:54 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزالونا ( الروسية بت إتبرا ) (Re: ابو جهينة)

    طافت به الذكرى في ميادين الكرة بالقرب من المدرسة الأميرية،، وعبَقتْ خياشيمه رائحة الشواء في ميدان المولد،، وصوت ( النوبة* و المديح ) الذي كان ينطلق كل ليلة من ليالي الاحتفال بالمولد النبي.. وتهافتهم على حلاوة ( المولد ) من ( سمسمية وفولية ).
    تذكر بار ( الخواجة تساكوتلس ) وهم ينهبون منه زجاجات ( الشري ) يوم مظاهرات أكتوبر التي إكتسحتْ المدينة حتى شاليهات (حسن عربي) في (المقرن*) التي لم تسلم من نقمة الناس وتفريغ شحنات غضبهم المتنامي ..
    أحسّ وكأنه تلقى تلك الضربة للتو واللحظة تلك التي تلقّاها من العسكري الذي كان يمتطي الحصان وهو يطارده أيام مظاهرات أهل أتبرا ضد تهجير أهل (وادي حلفا) حين تم اقتلاعهم من تربة أرضهم إلى أرض البطانة بشرق الوطن..
    دوتْ في أذنيه صافرات الورش والبخار الذي تنفثه قطارات (المناورة) ،، وصخب العمال وهم يتدافعون بعجلاتهم عند مزلقان القطار المؤدي للسوق الكبير، وعربات الكارو تزحم طرقات السوق الكبير، وطالبات الكمبوني بزيهم الكحلي المميز، وصفوف سينما الجمهورية والسينما الوطنية، وتلك الإشاعة التي انطلقتْ تقول بأن أحدهم سيدلق كمية من السم في صهريج الماء بحى ( الفكي مدني ) انتقاما من بعض المسئولين، وليالي المدينة المغلف بحكاوي ( أبو جنزير ) .. الحقيقية منها والمختلقة ...
                  

01-30-2013, 11:56 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزالونا ( الروسية بت إتبرا ) (Re: ابو جهينة)

    انتشلته من تيار ذكرياته طَرْقات عنيفة على الباب ومحاولة لفتحه من الخارج، فأيقظ زوجته على عجل وتهيأ لمعركة مجهولة العواقب.
    فتح الباب وهو يرسم البراءة والدهشة في آن واحد.
    قبل أن يشده العسكري من يده، كان قد إستبق دهشته وعانق مفتش التذاكر : عمي باشري، الحمد لله ( اللقيتك).
    كان محظوظا للغاية،، فالمفتش صديق حميم لوالده،،
    ألجمتْ المفاجأة العم (باشري)، ولكنه سرعان ما عاجله بسيل من الأسئلة كيف ومتى وأين ولماذا؟
    جلس يحكي له سنوات اغترابه في روسيا، بينما زوجته تنقل بصرها بين المفتش والعسكري وهي نصف نائمة.
    ضحك العم باشري كثيرا ( قلبك قوي خلاص .. الشيوعيين علموك المجازفة ؟ ،، تركب مجانا كمان في درجة النوم ؟ يعني فقري و نُزَهي ) ..

    سمح له بمواصلة الرحلة حتى مدينة (الدامر) بنفس الدرجة، فالغرفة ( القَمَرة ) محجوزة لأحدهم من هناك حتى مدينة وادي حلفا.
                  

01-30-2013, 11:59 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزالونا ( الروسية بت إتبرا ) (Re: ابو جهينة)

    عندما وطئتْ قدماه أرض أتبرا، ودَ أن يسجد لله شكرا ويعفر جبينه بتراب هذه المدينة التي تسكن روحه. رفع رأسه نحو السماء، وتلفت في كل الاتجاهات ودواخله تهتز من الانفعال.
    ظل يردد : يا إلهي، نفس ملامح المحطة القديمة، نفس البوفيه والمقاعد الخشبية المتكئة على القواعد الأسمنتية.
    عندما دلفت عربة التاكسي شارع بيتهم، أصابته رجفة، ووقفتْ دمعة عصية أخفاها عن زوجته.
    زغاريد أمه ونساء الجيران جعلتْ (الروسية) تجفل ثم تنفرج أساريرها، فقد تذكرت أنها سمعتْ هذه الأصوات من قبل في زواج زميل زوجها في شقته بروسيا.
    إختلطت دموعه مع دموع أمه ووالده وأخوته والزغاريد تنطلق من الجارات وهن يسترقن النظر إلى ( قطعة الجبن ) الواقفة تتلفت في حيرة وتوجس، ونقش الحناء الأسود يشكل لوحة مع بشرتها البيضاء.
                  

01-30-2013, 12:20 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزالونا ( الروسية بت إتبرا ) (Re: ابو جهينة)

    يستتبع
                  

01-30-2013, 12:57 PM

showgi idriss
<ashowgi idriss
تاريخ التسجيل: 08-07-2005
مجموع المشاركات: 440

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزالونا ( الروسية بت إتبرا ) (Re: ابو جهينة)

    Quote: يستتبع


    ما استرحة يا ريس

    ذكرتنا الوطنية ياااخ

    راجين الدور التاني ..........
                  

01-30-2013, 02:15 PM

منتصرمحمد زكى
<aمنتصرمحمد زكى
تاريخ التسجيل: 11-04-2009
مجموع المشاركات: 4045

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزالونا ( الروسية بت إتبرا ) (Re: showgi idriss)

    ظل يردد : يا إلهي، نفس ملامح المحطة القديمة، نفس البوفيه والمقاعد الخشبية المتكئة على القواعد الأسمنتية.

    الأشياء الحميمة إذا تبدلت تفقد طعمها وميزتها
    وذلك ديدن الذكريات المرتبطة بالمكان ...


    شكرا أبوجهينة على هذا التداعي الحميم ...
                  

01-31-2013, 09:04 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزالونا ( الروسية بت إتبرا ) (Re: منتصرمحمد زكى)

    الأخ شوقي

    تحياتي

    إستراحة السينما الوطنية كانت قصيرة ، بس هنا في الغربة ومع الشغل والجري الإستراحة من النت قد تطول لأيام.

    ***

    الأخ العزيز منتصر

    والله أتبرا كلما طوّلنا منها كلما إزداد الحنين إليها

    دمتم

    نواصل
                  

01-31-2013, 09:06 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزالونا ( الروسية بت إتبرا ) (Re: ابو جهينة)

    توافد على منزلهم الأهل والأقارب من كل حدْبٍ وصوب..
    أتوا من (الداخلة) و(حى العمال) و(القيقر) و(السودنة)، ومن بربر والعبيدية ومبيريكة والعكد.
    ظلوا يعانقونه وهم من طرف خفى يرمقون زوجته بتمعن، وسُمْرة المُلْتَفِّين حولها تزيد من وهج بياضها الثلجي ..
    أشاحت زوجته بوجهها ذعراً عندما نحروا العجل عند عتبة الباب وجعلوها تخطو عبر الدم إلى الحوش الذي تتناثر فيه )العناقريب) بحبالها التي غيرتْ الشمس من ألوانها. تبتسم بين الفينة والأخرى لشقيقة زوجها الصغيرة التي تقف ملتصقة بها تحدق النظر إلى زرقة عينيها وشعرها الأشقر الطويل وبشرتها ناصعة البياض.
    كل الأسرة كانت يحدوها الشوق إليه بعد هذه الغربة الطويلة التي لم يألفوها من قبل..
    فأطْول غربة في نظرهم هي غربة سكان المدن عن قراهم والعودة إليها في موسم الصيف كالعصافير في هجرتها وأوبتها ..
    همس صديق عمره (موسى) : ( و الله يا )حسان( بقيت أبيض زى الروس .. حتى شعرك بقى ناعم ) ..
    أمه زادت قامتها طولا وامتلأت نفسها زهوا وفخرا ..
    فها هو فلذتها يعود ومعه (الشهادة الكبيرة) بعد غيبة طويلة، أكل فيها الشك قلبها
    بعد أن أرهقتْها الشائعات طويلا بأنه لن يعود بعد أن تزوج من أجنبية ..
    ظلت (نفيسة) أم (حسان) ترمق (ميزالونا) من حين لآخر بشيء من الإمتنان ..
    فرغم عدم رضاها في دواخلها بهذا الزواج، إلا أنها تشعر بأن الفتاة تحب أبنها، وإلا لما جاءت تتبعه إلى هنا بعيدا عن أهلها ووطنها..
    تقول والفرح بادٍ على محياها :( عشان خاتر عيون ولدي .. رِدْتَها و الله ) .. تقولها وهي ( تصوط ) جك العصير وتضرب حافته بالملعقة فتموسق الرنة مزاجها المعتدل فتتورد خدودها بحمرة الفرح اللامتناهي، فرحٌ كان قد فارقها طويلاً .. وها هو فلذتها يعود بزخمٍ أفقدها توازنها، فتدلق مجاملاتها بلا حساب، فتعانق ( الشّفّة ) رغم الخصام معها.. وتقالد ( النعمة ) وهي في خجل شديد منها لأنها لم (تحمِّد)لأبنتها السلامة بعد ولادتها القيصرية،، فتبالغ في إكرامهما لتغطي ندمها وتقصيرها.
                  

01-31-2013, 09:15 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزالونا ( الروسية بت إتبرا ) (Re: ابو جهينة)

    امتلأ الحوش الكبير بالخرفان والحملان وجوالات السكر وأكياس الرز، إنها عفوية المجاملات والكرم الذي لا يعرف حدودا أو معايير.
    ( العم حسن ) أطلق من بندقيته ( الخرطوش ) ثلاث طلقات في الهواء، فجفل ( ود المرضي ) الغارق في تفحص البنية الروسية، وبانت نواجذ ( عبد القادر ) شحيح الضحك والابتسام، وبانت ( السكين ) على ذراع ( بخيت ) وهو يقطع الحـوش جيئة وذهابا قائلا ( أبِشْروا ).
                  

01-31-2013, 09:27 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزالونا ( الروسية بت إتبرا ) (Re: ابو جهينة)

    مكث (حسان) فيهم أسبوعا مسترخيا يتلقى حفاوة الإستقبال ..
    ثم إستأذن أسرته وأخذ زوجته وأنطلق ليروي غليل حنينه من هذه المدينة التي أرضعته وأتخمته حتى الثمالة بالانتماء الحميم المشوب بالولاء التام...
    أنطلق وهو لا يدري من أين يبدأ، ومرتْ كل صور مرتع الطفولة والصبا أمامه كشريط بالأسود والأبيض.
    مر أولا بالمدرسة الغربية ( الأولية ) .. قرب الكوبري الذي يربط مدينة (أتبرا) وكل المدن والأمصار شمالا ببقية أجزاء السودان جنوبا عبر خط السكك الحديدية والطريق البري.
    وبسعادة غامرة، تقمّص شخصية الدليل السياحي لزوجته الروسية كما كانت تفعل معه في سنواته الأولى بروسيا.
    وبصوت تشوبه الفرحة قال : هاهنا يا عزيزتي عرفنا طعم الزمالة في عمر مبكر ..
    تداعت إلى ذاكرته أيام ( خُرْتَاية الكتب ) المصنوعة من ( قماش الوزن عشرةوالدمورية )، وسندويتشات الفول من ( العم شاناكة اليمني ) في (سوق القيقر) التي ترقد مستكينة مع الكراسات والكتب، ومعلم الأجيال الأستاذ ( بدوي ) الذي كان ( يفش غبينته ) وغضبه على إهمال تلاميذه بأن يعض على قلم التصحيح الأحمر بين أسنانه حتى ينكسر ..
    عرج بها إلى نهر أتبرا من جهة (قشلاق) البوليس ..
    قال لزوجته : هنا يا (ميزالونا) تعلمنا أن نسبح ( مع التيار وضد التيار )، فالسباحة في هذا النهر المجنون هو كأن تجتازي مفازة دون دليل أو راحلة، وهنا يا عزيزتي غرق صديق عمري (عفّان) في غمرة هيجان النهر ونحن نتراهن على الغوص في ذلك الماء العكر ..
    تمتم مترحما على صديقه وهو يستعيد صراخه يستنجد بهم وهم وقوفا لا حول لهم ولا قوة أمام جنون التيار المسرع شمالا، لا يزال يذكر صياحه والتيار يأخذه بعيدا وكأنه علق في شيء يسحبه إلى أسفل وهُم لا يقدرون على مد يد المساعدة، ثم خاصموا النهر طويلا، وتحاشوا حتى مجرد النظر إليه ..
    ثم واصل حديثه إلى زوجته : وهاهنا يا عزيزتي المدرسة الأميرية الوسطى .. أترين كل هذه الميادين ؟ كلها شهدت ( شيطنتنا ) ولقاءات مباريات ( السداسي ) وتحديات ( الدافوري ) ودوري المدارس ..أما هذا الصرح فهو مدرسة عطبرة الثانوية الحكومية صومعة العلم التي أوَتْ في داخلياتها مئات طالبي العلم من أبناء الشمال، وهنا عاشت (البلابل) مع والدهم (طلسم) ناظر الثانوية. أتذكرين تلك الأغنية (غالين غلاوة ) التي تغنت بها (البلابل) والتي كنت تنطقينها ( قالين قلاوة ) ؟؟؟
    طفرتْ دمعات من عينيه وهو يمر بشارع بيتهم الذي وُلِد فيه هو وأخوته.
    لا تزال قباب البيت الحكومي تقف شامخة، لم تتبدل غير معالم الحديقة الملحقة بالبيت. فقد ذبُلت نبتات (الأركويت) التي كانت تحيط بأركان البيت كالسياج، واختفت شجيرات الليمون، وأندثر الجدول الذي كان يأتي بالماء مندفعا كل يوم ثلاثاء في توقيت لا يعرف التقديم أو التأخير.
                  

01-31-2013, 09:58 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزالونا ( الروسية بت إتبرا ) (Re: ابو جهينة)

    رياح الخماسين المحمّلة بذرات تراب البطانة الحمراء جعلتْ من (ميزالونا) رويداً رويداً أشبه بقطعة من المعجنات تخرج للتو من فرن مايكروويف.
    أخذ لونها يأخذ لون البشرة ما بعد ( حفرة الدخان )..
    تتسع عينا ( ميزالونا) دهشةً يوماً بعد يوم من أشياء بدائية تراها كل يوم، ولكنها أشياء تنم عن ذكاء خارق وألمعية ترقد في قاع الفطرة، وهذه الوجوه السمراء وهذه السحنات التي ألِفَتْ الشمس فأبَت إلا وأن يصالحها على مدار السنة بثلاث فصولٍ مختزلاً فصل الربيع الذي يمر مرور الكرام في روزنامة أهل أتبرا ومن جاورهم من ( الغبش ) شرق وغرب النيل ومن جاورهم على ضفاف الأتبراوي الشرس عند فيضانه الذي يأتي كاسحا ثم يستكين عند ملاقاته النهر الخالد..
    استهوت (ميزالونا ) ( شلخات ) النساء، فتقوم بتمرير أصابعها الرقيقة البيضاء برفقٍ على مجرى الشلوخ وكأنها تتخيل منظر المرأة وهي في عز عملية (التشليخ)، فتمط شفتيها متأوّهة برفق وشفقة كمن تسترجع معها لحظات الألم تلك.
    توقّفتْ طويلاً عند ( الشلوفة المدقوقة ) متسائلة في براءة إن كانت عملية ( دق الشلوفة) مؤلمة. فقد راقتها فكرة أن تكون لون شفتيها بلون واحد لا يتغير ..
    ضحكتْ ( حاجة بتول ) وبطنها المترهلة تهتز وهي تحرك ( مروحة السعف ) لتصطاد به هواءاً غير متاح : البنية لو دقينا شلوفتا بتبقى زى عروسة المولد..
    تلفتت (ميزالونا) لتعرف سر الضحكات من حولها وهي تضع ابتسامة حيرى على شفتيها.
    ترجم لها حسان ، فبادلتهن الضحك ..
    ( يا حليلا .. قلبها أبيض مِتِل لونَا ) ..
    لن تنسى (ميزالونا) ما عاشت تلك الأيام التي سبقتْ عرس شقيقة زوجها ..( سعاد ).
    فــ ( سعاد ) كانت مخطوبة لأحد الأقارب الأباعد. تمت خطبتها بمباركة الأسرة كلها حتى يتم تقريب صلة القربى البعيدة هذه.
    و لكن دون سابق إنذار جاءهم خبر بأن الخطيب قد تزوج في مدينة (كوستي) .. ولم يكلف نفسه عناء الحضور والاعتذار ..
    تهامست النسوة وقتها بأن أمه لم تكن راضية عن هذه الخطوبة ..
    وقالت بعض النساء بأنها قد استعملت السحر لتبعده، فقد كان تعلقه بسعاد كبيراً.
    ولكل هذا وذاك، فقد تحزّمتْ (أم حسان) وشمَّرتْ عن ساعديها لتبقى أيام العرس ذكرى باقية في سِفْر الأسرة ..
    حرمتْ (ميزالونا) نفسها من النوم حتى لا تفوتها شاردة أو واردة من طقوس الزواج ..
    فما أن تسمع زغرودة في ركن من أركان المنزل، تهرول مستفسرة بعين الدهشة والتساؤل.
    زغردتْ (أم الرَكَز) وهي تأتي ( بالقرمصيص ) .. فكانت ميزالونا أسرع من أم العروس لتتفحص هذا القماش المبهرج الناعم الملمس.
    بدأت تتنقل بين بيت زوجها وبين البيت الذي ( حبسوا ) فيه العروس لتهيئتها ...
    تتلقفها أعين الفضول وهي في مشاوير الذهاب والإياب ..
    ( يا خواني قولوا للبنية تقعد في بكان واحد .. قبال العرس يبدا البنية بتقع من طولا ) ..
                  

01-31-2013, 10:01 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزالونا ( الروسية بت إتبرا ) (Re: ابو جهينة)

    ما فتيء (موسى) يجلب المشروب المسكر طيلة مكوث صديق صباه.
    فارتقى بالصنف ليجلبه في زجاجة يدسها في كم جلبابه الواسع الأيسر وهو يلقي بالتحية بيده اليمنى زيادة في التمويه على الحاضرات ثم ينسرب كالأفعى إلى ( المنضرة )، ثم يضع الزجاجة خلف الكنبة الخشبية الضخمة ثم يدلف إلى المطبخ ويتناول كوبين في جيبه ويعود إلى مكمنه وهو يتحسس ( حقة الصعوط ) الفضية التي تقبع منتفخة في جيبه..
    يبتلع (موسى) كأسا وهو يقطب جبينه ويمط شفتيه : بت ال###### الليلة صنفها (كاتول عديل)..
    ثم بنصف عين سأل (حسان) :
    عليك الله يا جنا كان ما حكيت لى عرسك كان كيف في الصقيعة ديك؟
    تجاهله (حسان)..
    فيعاود (موسى) سؤاله مسترسلا : لا دلكة و لا حفرة دخان و لا جرتق؟ .. دخلت على البنية سآآآآآآآآكت وريحتكم فودكا فودكا ؟؟؟*
    أبتسم (حسان) لثرثرة صديقه الملحاح وهو يتناول قبضة من الفول السوداني ..
    بحثتْ تامارا عن زوجها، ولكن بحثها لم يَطُل، فقد وجدته منبطحاً بجوار صديقه موسى بينما المشروب كالعادة يتوسطهما ..
    جلستْ متكئة على زوجها تبادلهما كأساً بكأس ..
    قال عبدا لقادر وهو يبصق ( سفة ) لتخرج متناثرة عبر الباب : حليلنا نحن .. نسوانا ما نشوفن علا بالليل ريحتن ريحة تُكُل.
    وأطلق ضحكة خشنة وهو يسند ذقنه على صدره ..
                  

01-31-2013, 10:03 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزالونا ( الروسية بت إتبرا ) (Re: ابو جهينة)

    يستتبع
                  

01-31-2013, 10:06 AM

جمال الباقر
<aجمال الباقر
تاريخ التسجيل: 12-14-2008
مجموع المشاركات: 2237

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزالونا ( الروسية بت إتبرا ) (Re: ابو جهينة)

    ضحكتْ ( حاجة بتول ) وبطنها المترهلة تهتز وهي تحرك ( مروحة السعف ) لتصطاد به هواءاً غير متاح : البنية لو دقينا شلوفتا بتبقى زى عروسة المولد..


    like
                  

01-31-2013, 12:07 PM

mahmed alhassan
<amahmed alhassan
تاريخ التسجيل: 02-10-2004
مجموع المشاركات: 1793

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزالونا ( الروسية بت إتبرا ) (Re: جمال الباقر)


    ....تسجيل حضــور ومتابعـــــة وسفــــــــر عبــــر حروفك لاتبـــرا واصل صديقي أبوجهينــة هذا الحكي السلســـل ....
                  

01-31-2013, 01:46 PM

جورج بنيوتي

تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 1174

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزالونا ( الروسية بت إتبرا ) (Re: mahmed alhassan)

    نعم:

    كم" ميزة " و "لون"
                  

02-02-2013, 09:30 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزالونا ( الروسية بت إتبرا ) (Re: جورج بنيوتي)

    جمال الباقر
    شكرا للايك والمرور

    ***

    محمد الحسن
    تحياتي أخي العزيز
    سنواصل

    ***

    جورج
    سلام وتحايا

    أعجبني تفكيك الإسم إلى ميزة ولون

    دمتم
                  

02-02-2013, 09:35 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزالونا ( الروسية بت إتبرا ) (Re: ابو جهينة)

    في مناسبات الزواج بأحياء المدن، تنكسر حواجز نفسية كثيرة ويجتاز الناس بعض حدود قناعاتهم حباً في استطلاع شيء جديد عليهم، كوصول هذه الروسية إلى هذا الحي الهادئ، فالكل يريد أن يخرج بمعلومة قبل الآخر، بل هو كرمْى حجر على سطح بركة ساكنة، فتمتد دوائر لا نهائية تتسابق نحو الأطراف، وهكذا هي الحكاوي عن فرد جديد أو دخيل على سكون بِركة الحي.
    مكث (حسان) مسترخياً يتلقى حفاوة الاستقبال. لا يقطع وتيرة الهدوء غير قدوم صديقه (موسى).
    أدْخَلَ صديق الصبا ( موسى) ( جردلين من المريسة ) سراً، وتوسط به ( المنضرة) ودلق فيه حفنة من مسحوق الكركدي وكتلاً من الثلج تسبح بين أطراف ( الجردل ) تموسق مزاجه العكر دوما.
    ضحك( موسى ) وهو يمازح (حسان) :
    (هاك أشرب( المريسوف ) دة، على وزن ( إسميرنوف) يا شيوعي .. قزايز (الفودكا و الجِنْ ) البتشربوها الصباح بكان الشاى إن شاء الله ما تنفعكم.).
    وأطلق ضحكة مجلجلة وهو يحرك الجردل بكوز ألمونيوم منبعج ليتأكد من اختلاط مكوناته.
    يلعب المشروب برأس (موسى) قليلاً .. فيواصل مزاحه :
    ( عليك الله حسع يا حسان .. نسوان الروسيات ديل زى نسوانا ؟
    ثم يؤكد سؤاله فاغرا فمه : ( آآآآآآ )
    نطقها وابتسامة خبيثة تقف في منتصف الطريق بفعل ( مَطَب سَفَة من التنباك. )
    قال (حسان) كمن لم يفهم السؤال : زيهن في شنو يعني ؟
                  

02-03-2013, 06:22 AM

إدريس محمد إبراهيم
<aإدريس محمد إبراهيم
تاريخ التسجيل: 03-13-2006
مجموع المشاركات: 2762

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزالونا ( الروسية بت إتبرا ) (Re: ابو جهينة)

    منتهى الروعة يا ريس .... ياخ إنت دائماً والابداع صنوان ....

    لك من الحب ما تعرف ؛؛؛؛
                  

02-03-2013, 07:10 AM

محمد سنى دفع الله
<aمحمد سنى دفع الله
تاريخ التسجيل: 12-10-2005
مجموع المشاركات: 10986

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزالونا ( الروسية بت إتبرا ) (Re: إدريس محمد إبراهيم)

    متابعين ياريس
    ياخي الواحد فيكم عندو الحكي ده كلو وخليننا بدون افلام ليه؟؟
    منتظر اقابلك ونعمل فيلم
    تسلم يا ريس[
                  

02-03-2013, 12:05 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزالونا ( الروسية بت إتبرا ) (Re: محمد سنى دفع الله)

    أستاذنا الفنان محمد السني

    تحايا وسلام ومشتاقون والله يا رجل

    أتمنى أن تشرفنا بالزيارة مرة أخرى ، فتلك الأولى كانت سريعة ولم تتاح لنا الفرصة للحديث في شئون الفن
    ونحن على إستعداد لسيناريو فيلم

    دمتم
                  

02-03-2013, 10:52 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزالونا ( الروسية بت إتبرا ) (Re: إدريس محمد إبراهيم)

    تحياتي لك أخي الشاعر إدريس
    ومشكور على المرور البهي
                  

02-04-2013, 11:30 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزالونا ( الروسية بت إتبرا ) (Re: ابو جهينة)

    قال ( موسى ) و هو يكرع كوزاً من المشروب و هو يتكلم داخل الكوز فيرجع الصدي إلى فمه ليعود إلى الكوز مرة أخرى : ما تستهبل يا غتيت .. إنت لسع مكار؟
    قطعتْ ميزالونا حديثهما الذي كان يأمل (موسى) أن يتخلله وصف ماجن لتساؤله غير البريء.
    كرعتْ معهما المشروب وكأنها تشرب ليمونادة السكة حديد في زجاجاتها ( المدردمة ).
    كسَرَ المشروب قليلاً من حدة الحر المطبق، و نُذُر ( كتاحة ) صيفية تلوح في الأفق فتلون سماء أتبرا بلون أرجواني كشفق المغيب.
    أراحت جبهتها على كتف زوجها وهي تهمس كلاماً ناعماً، فبحلق فيها ( موسى ) وجزء من لسانه يتدلى على أطراف أسنانه الأمامية، وكأنه يحلم غارقاَ في نصف إغفاءة، وسائل هلامي يندلق من (سفته) الماكنة في خط ملتوي على أطراف فمه حتى نهاية ذقنه، فمسحها على مهل بطرف كُمْ جلبابه وهو يواصل البحلقة.
    رفع (حسان ) رأسها برفق وحدثها بالروسية، فهو يعرف مزاجها إن هي تخدرتْ بالمشروب : دة هنا ما ممكن ..
    احتجتْ بدلال وهي تواصل تجرع المشروب.
    استساغت طعمه، فصارت تغرف بنفسها دون أن تنتظر ( موسى ).
    وقف ( حسان ) ليصافح جموعاً من المستقبلين، عندما شق المكان صراخ ( ميزالونا )، ألتفت نحوها فإذا هي تشير فَزِعةً إلى ( موسى ) الذي كان يلتهم قطعاً من ( الكبدة النية ) المعطونة في صحن (البصل والليمون والشطة).
    قال ( حسان ) ضاحكا : الله ياذاك يا( موسى ) .. مش كفاية منظر السّفّة كمان تسَفْسِف في الكبدة النية قدام البنية ؟
    لم يأبه ( موسى ) بهذه الجملة، فقد كان تائهاً في مذاق ( مَزّتِه ) هو يستمتع بقرقشة الكبدة بين أسنانه الصدئة.
                  

02-05-2013, 01:03 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزالونا ( الروسية بت إتبرا ) (Re: ابو جهينة)

    مدَّتْ شقيقة (حسان ) رأسها من الشباك : ميزالونا .. يلاكي ، العروس قاعدين يعلموها الرقيص.
    ترجم لها زوجها ما قالته شقيقته فهبَّتْ واقفة وهي تكرع كأساً مترعة ثم تضع قبلة عجْلى على خد زوجها ..
    أصْلَح (موسى) من طاقيته إلى الأمام وقال وهو يشمر عن ساعده : ال ما عرّس روسية حرّمْ مدفون بالحيا ..
    ثم أطلق ضحكته المجلجلة وهو ( يدردم ) سفة في بطن راحته وهو يتبع ميزالونا بنظرة إعجاب مشوبة بالتحسر.
    قال حسان و هو يصلح من إتكاءته : تعرف يا موسى .. البت دي وقفتْ معاى وقفة ما ساهلة أيام الغربة .. بحبها بجنون .. حب يمكن ما تتصورو قدر شنو و شكلو كيف .. لكن تصدق يا موسى .. مرات كدة بشتاق لحاجات كدة ضاربة في أعماقي من جوة .. حاجات ما موجودة إلا عند السودانيات .. يعني في ونسة دقاقة كدة الواحد ما بيعرف ينزل لمفرداتا إلا بالدارجة بتاعتنا .. رغم إني بعرف اللغة الروسية كويس جداً .. لكن في حاجات كدة .. غايتو ما قادر أعبر ليك ..
    نظر إليه موسى ملياً .. ثم (كتح) كأسه وهو يتحاشى إنزلاقة السفة مع السائل وقال وهو يقطب بين حاجبيه : عرِّس لى روسية خرسا ولا بكما.. أنا بنضم معاها ونسة دقاقا .. يا زول خلينا بلا مفردات بلا أعماق .. والله فعلا البني آدم ما بيملا عينو شي غير التراب
                  

02-06-2013, 11:17 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزالونا ( الروسية بت إتبرا ) (Re: ابو جهينة)

    تسلل (حسان) إلى مكان ( تعليم رقيص العروس) تاركاً موسى مع تحليقه بأدوات (الكيف ) وأحلامه التي لازمته طوال عمره دون أن تتحقق..
    وقف خلف أمه وخالته محنياً رأسه حتى لا يراه أحد..
    كانت هناك تقف وسط الحلبة بقوامها البديع تحاول أن تجاري العروس في تمويج جسدها مع إيقاع الدلوكة وصفقات البنات وغناء المغنية بصوتها الذي يستحث العروس على الميلان والدوران ..
    اتسعتْ عينا (حسان) دهشة وهو يرى هذه القوقازية الأصل تضبط موسيقى جسدها مع هذا الإيقاع الإفريقي الصاخب ..
    تضع يديها على صدغيها وترمق العروس لتجاريها، بينما تشجيع البنات يتعدى العروس ليدفعها لمزيد من (الإنفداس) و رَمْى يديها إلى الخلف لتعود بنوبة من الضحك و قد أحمر وجهها بفعل المجهود والشراب الذي يبدو أنه تفاعل من ( الكتمة) في تلك الغرفة الضيقة.
    رجع (حسان) لصديقه ...
    وفي رأسه تتزاحم مشاعر شتى ..
    أيمكن أن تعيش معه هنا إلى الأبد؟ ألن تتركه بعد أن تمل هذه البلدة ؟
                  

02-06-2013, 05:33 PM

mekki
<amekki
تاريخ التسجيل: 06-15-2003
مجموع المشاركات: 3433

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزالونا ( الروسية بت إتبرا ) (Re: ابو جهينة)

    آه يا عطبرة
    شكرا ابي جهينة
                  

02-10-2013, 11:54 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزالونا ( الروسية بت إتبرا ) (Re: mekki)

    تحياتي أخي الأتبراوي الصميم مكي

    كل من سمع صافرات الورش أو سبح بالأتبراوي أو جلس منصتا لحسن خليفة الأتبراوي ، فهو إبن تلك المدينة الوطن، تلتصق أيامها بذاكرته تماما.

    دمتم
                  

02-11-2013, 10:49 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ميزالونا ( الروسية بت إتبرا ) (Re: ابو جهينة)

    رجع بذاكرته إلى أيام الجامعة في مدينة ليننغراد ..
    كيف قابلها في بهو السكن الجامعي .. بوجهها المستدير الطفولي ..
    تقاسمتْ معه كل (روبل) معها ..
    علتْ شفتيه ابتسامة عندما تذكر يوماً من أيام ( الفَلَس)، وقد أحتسى بقايا زجاجة فودكا وحيداً في غرفته الضيقة.
    وعندما عضه الجوع، تذكر أن ليس معه ما يبتاع به أي طعام، فقرر أن يتكوّم على جوعه ويشرب بقية الزجاجة حتى يتخدر وينام ..
    وقفتْ على حافة نافذته حمامة مبللة بالماء ترتجف برداً ..
    نظر إليها فرأى فيها وجبة كاملة الدسم، وهو الذي تعود على أكل الحمام من البرج الذي شيده أبوه فوق سقف الحمَام وملأه بالحَمَام..
    دخل المطبخ على أطراف أصابعه وأتى بفتات الخبز وصار يرميه أمام الحمامة وهي تتقدم لتلتقطه بحذر، تتقدم خطوة وتنفر مرتدة خطوتين حتى أتى بها إلى منتصف الغرفة وعاجلها بمسند الكنبة ..
    وقبل أن تكمل ( فرفرتها ) كانت قد دخلت في ( الحلة ) العامرة بماء ساخن ..
    نتف ريشها على عجل وأفرغ أحشاءها ثم وضعها لتموسق جوع بطنه الذي صار قاب قوسين أو أدنى من وجبة هنيئة ..
    كرع ( السليقة ) ثم ( قرقش ) الحمامة و مصمص عظامها حتى النخاع وجلس يغني : بصوته الأجش :
    ينوحن لى حماماتن .. هَمن عيني غماماتن ..
    عندما دخلتْ (ميزالونا) المطبخ ورأت ريش الحمامة صرخت وولْوَلَتْ ..
    هجمتْ عليه تضربه براحة يدها على صدره وبطنه ..
    لم يعرف سبب ثورتها إلا بعد أن صالحته بعد خصام أمتد لعدة أسابيع ..
    فمعظم الروس لا يحبون أن تذبح الحمامة ..
    قال في سره : الحمام ال ضبحناهو في بيتنا .. لو جبنا ريشو هني يسوي ليهو مصنع مراتب ومخدات.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de