|
Re: هل هناك تنظيم او جماعة اسلامية مؤهلة لحكم البلد؟ (Re: احمد سيد احمد)
|
السلفيون قطاعات رخوة يسهل اختراقها:
الطبيعة الفطرية للتدين السلفي:فهو تدين تلقائي يمكن حدوثه بدون اي تدخلات خارجية,بمجرد الاطلاع على المصادر الاصلية للاسلام متمثلة في الكتاب والسنة,مع الكتب المفسرة لهما;وذلك مقارنة بتيارات اسلامية اخرى مثل جماعة الاخوان المسلمين على سبيل المثال;حيث لابد ان يسبق الانتماء الى الجماعة تدخل خارجي وإعداد فكري ممنهج,بينما في الحالة السلفية حتى عندما يكون هناك تدخل خارجي يدفع الى التدين,فانه-غالبا-لا توجد اي اعدادات تتعلق بالانتماء. هذه التلقائية في التدين(والانتماء) السلفي,لها ميزاتها وسلبياتها,وابرز السلبيات هو ضعف الاطر الفكرية لعدد كبير من المنتمين الى السلفية,وهو ما يجعلهم قطاعات رخوة يسهل اندفاعها او اختراقها او توجيهها;على الرغم مما يحمله افرادها من عواطف مخلصة ونيات صادقة
ضعف الأُطُر التنظيمية:توجد عدة اشكال تنظيمية للمجموعات السلفية: *نموذج الشيخ والاتباع:ويمكن تشبيهه بنقطة(الشيخ) أمامها خط مستقيم (الاتباع) ,فكلما ابتعد الشخص او الاشخاص عن القطاع المقرَّب من الشيخ,كان تأثُّره اضعف وارتباطه متدنِّ,فيكون الاشخاص الذين هم على طرفي الخط من الجانبين بمثابة قطاعات رخوة,ويمكن ان يجمع عدد كبير من افراد السلفيين بين الانتماء لأكثر من "نقطة" (شيخ) في الوقت نفسه.
* نمط التيار العام:الذى يمتلك منطقة تنظيمية مركزية يحيط بها دوائر من الاتباع المرتبطين(ادبياً او علمياً) مع هلامية الارتباط التنظيمي,فيكون الانتماء هنا اشبه بالغطاء الذى يتمدد ليشمل مجموعات سلفية متفرقة,يتوفر لديهم الالتزام الادبي والمنهجي بتبعيتهم للمركز دون ان يكون هناك هياكل تنظيمية او ادارية واضحة يُمَارس العمل من خلالها,وهذا النموذج يُنتِج ايضاً قطاعات رخوة,ولكن بدرجة اقل من سابقه.
* نموذج الجماعة ذات الاطار الفكري والتنظيمي المُحكَم:وهي تشبه المركز الذى تحيط به دائرة,فيكون ارتباط كافة القطاعات بالمركز على درجات متساوية من القوة,وفي هذا الشكل تكون القطاعات الرخوة في حدها الادنى,ولكن هذا النموذج هو الاقل انتشاراً في الاوساط السلفية
هناك ظاهرة اخرى تُصاحِب التيارات السلفية وهي "حالة انكشاف" شاملة لها ثلاثة مجالات:
1-انكشاف فكري منهجي:حيث يواجهون ظروف معقدة ومتشابكة دون غطاء فكري,ومن المعروف ان شكل التلازم بين الفكر والحركة يؤثر بدرجة كبيرة على اداء الجماعة او التيار,فالوضع السليم أن يسبق الفكر الحركة بقدر مناسب فتنطلق الجماعة وفق رؤى واقعية مسبقة دون ارتباك او غموض,لكن في بعض الاحيان يتأخر الفكر عن الحركة فيصطبغ الاداء بالعشوائية والتذبذب,وفي احيان اخرى يسبق الفكر بمسافة اطول من اللازم,فتُغرق الجماعة في التنظير وتبتعد عن الواقع.
ثانياً انكشاف إعلامي:حيث لم تستطع التيارات السلفية حتى الان صياغة خطاب اعلامي يتناسب مع خطورة المرحلة التى يمر بها العمل الاسلامي,فلا يزال الخطاب الاعلامي السلفي مفتقداً لـ"الجدلية"والقدرة على الاقناع,فهو خطاب يناسب في الاساس الموالين والانصار وليس المخالفين,كما انه خطاب لا يفرق بين الداعية الذى يجلّي الحق للناس دون مواربة,وبين الاعلامي الذى يجب ان يجيد فن المناورة والمداراة
ثالثاً:انكشاف تنظيمي:فالنماذج التنظيمية التى سبقت الاشارة اليها,تصف الواقع السلفي,لا يتوائم منها مع الواقع الحالي الا النموذج الثالث الاقل انتشاراً,على الرغم من انه النموذج الوحيد الذى يضمن أُطُراً فكرية وتنظيمية قوية للمنتمين الى التيارات السلفية,بالدرجة التي تقلل من ارتكاب الاخطاء والزلات والاجتهادات الفردية المغردة خارج السرب
نقلا عن مجلة البيان العدد 287...بتصرف يسير.. و أصل الموضوع كان بعنوان:ايها السلفيون استقيموا يرحمكم الله...للكاتب احمد فهمي
| |
|
|
|
|