|
Re: مقال : أوتوقراطية اللغة العربية في السودان* (Re: محمد جميل أحمد)
|
اخى محمد شكرا على هذا المقال الهام ففى واقع السودان المتعدد ثقافيا ولغويا وعرقيا لابد من الانتباه للمكونات التنوع وخلق بيئة للتعايش والتثاقف والحوار والحذر من الهيمنة والاستعلاء اتفق معك حول اهمية تدريس اللغات المختلفة
واختلف معك بوصفك لها بالرطانة الرطانة مفردة استعلائية وغير دقيقة متحدث العربية ينظر لمن لا يتحدثها باعتباره راطن اى يقول كلام غير مفهوم كيف اذا ما عكس الامر فالمتحدث بالدينكاوية مثلا ينظر الى متحدث العربي ياعتباره راطن
كلو عندو دين كلو عندو ثقافة كلو عندو لغة
حقو ما نستعمل راطنة الاقصائية المتعالية ولك الشكر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال : أوتوقراطية اللغة العربية في السودان* (Re: بله محمد الفاضل)
|
أهلا محمد سيد أحمد . وشكرا على التعليق الإيحاء الاستعلائي لكلمة (رطانة) نفسه من أثر الأوتقراطية اللغويةعند مجموعات الشمال والوسط ؛ حتى بالنسبة للهجات العربية الأخرى خارج جماعة المركز السلطوي للشمال والوسط ؛ مثل اللهجة العربية لسكان القبائل العربية بغرب السودان . كلمة رطانة في أصلها تعني اللغات الأخرى خلاف العربية، ولا يفهم منها بأصلها ذاك أي معنى من معاني الاستعلاء . تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال : أوتوقراطية اللغة العربية في السودان* (Re: محمد جميل أحمد)
|
الأستاذ محمد عساك بخير زمن طويل لا آتي الي هنا إلا لماما عموما لا ادري هل هذا مجتزأ من مقال كامل أم جزء من دراسة؟ في علم اللغة الاجتماعي الكثير المفيد والمثير بدء انتهى عهد تسمية اللغات أيا كانت بالرطانة فهذا صار من مستحثات الماضي، الان أما لغة كاملة التوصيف او إحدى تمثلاتها( لهجة) وللأسف حتى مختصي اللغات لا زال التفريق في أذهانهم يمتح من التعريفات القديمة ، ووصف لغة ما بالرطانة او العجمي هو وصف استعلائي واقصائي ومتحيز بل واكثر هو وصف ازدرائ كما هو مبذول في أدبيات علم اللغة الاجتماعي ومن ابجدياته، ولكن ما ترسخ في الأذهان أنها رهانات واصبح جيرانها على الألسنة كأنما هو مسوغ لشيوع انتشارها، وحتى هذه المصطلحات أضحت قرينة مصطلحات أخرى تنطوي على ادعاء نقاء عرقي او عكسه لذا ترتبط هذه اللغات ( وهي لغات حقاً) بمجموعات عرقية او إثنية وبذات الفهم الرافض لتسمية هذه اللغات رطانات أضحى من اللازم تسمية المجموعات التي تنتمي إليها هذه اللغات بالمجموعات العرقية او الإثنية لان وصفها بالقبيلة أيضاً حاط وازدرائ المنحى الثاني أن اللغات ليست استبدادية او أوتوقراطية بحكم بنيتها بل بحكم الناطقين بها ودرجة وعيهم لحساسية اللغات في بيئات ومجتمعات متنوعة الاشربه الثقافية وذات مواعين وتوجهات ثقافية متباينة ، وهذه سنة الله في الارض( واختلاف ألسنتكم ) والعالم يسعى للتنوع مثلما هو سعيه للتنوع البيئ ، فاللغة العربية وتاريخنيتها في السودان لا ينبئ باستبدادها ، بل العكس مثلما اندغم الدين -وهو رافعة اللغة في هذه الحالة- كذلك أندغمت العربية بنفس طريقة التعايش الديني ،بل أكثر بدأت اللغة الوافدة تمتح من المعين الذي وجدته فأخذت ألفاظ الزراعة وما له صلة بالنيل من اللغات المتوطنة ومن التبداوية والنوبيات القديمة ، إذن والحال كذلك في الماضي المدلل على التعايش والاقتراض ، سرت اللغة وانتشرت وخرج منها هجين يحمل سمات من هذه ومن تلك، فلا نستطيع أن نقول باستبداد لغة ،بل العكس احتفظت بعض الجيوب بلغاتها حتى يومنا هذا انظر لمجموعات اللغات في شمال السودان وهي تعود لازمنة سحيقة لازالت موجودة وهو أمر مثير للدارس ، كيف احتفظت الدنقلاوية والمحسية والكنزية لبعض الوقت بسماتها وصيرورتها أمام لغة وافدة وغازية عنوة موقعة لاتفاقيات السيطرة والانتشار ،؟ لم احتفظ الشرق وهو بوابة دخول الوافد لقرون خلت بكل سمات الهندندوية والبجاوية وغيرها؟ في رأي أن أهل الشمال أهل ثقافة ضاربة وموغلة وحضارة مستقرة تستكنف أن تتخذ لسان الوافد البدوي الرعوي، وهنا تبدو معضلة نظرية أن المهزوم يتخذ لغة الهازم، فاستنكف القوم اتخاذ لغة الوافد مهما كان سلطانه السياسي ففي رأيهم الجمعي أنهم أهل حضارة أسمى فاحتفظوا بلغاتهم أما الشرق فهو جيب ضيق لم يستقر فيه العرب كثيرا وتوغلوا لذا تجد العربية في بعض مناطق الشرق أضعف مقارنة بالوسط ، من هذا يتضح إلا استبداد للغة في ذاتها بل في الناطقين بها أما قضية التعليم باللغة الأم فهذا مفروغ منه وفقاكل نظريات علم اللغة التطبيقي ، وكل النظريات تشير علي الأقل للثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل، وقد جرت محاولات جادة منذ مقدم دكتور محمود عساكر لإدخال هذه اللغات في النظام التعليمي في الخمسينات بمعاونة بروفسور يوسف الخليفة ابو بكر وقد قطعوا شوطا بعيدا في كتابة ست لغات ، اتخذها البريطانيون فيما بعد ولكن لهدف نشر الكتاب المقدس بعد مؤتمر الرجال للحكام البريطانيين
في حاضرنا والتاريخ القريب لم تحظ اللغات السودانية التي تقارب المئة واكثر بأي اهتمام يذكر وترد لماما في منعطفات الاتفاقيات السياسية كنوع من الأرضيات الموقت بدا هذا الاعتراف باتفاقية أديس أبابا،وكان الفتح المبين لتناولها بوعي والنص عليها في الدساتير باتفاقية نيفاشا ونكص عنها القوم ، وبسبب هذا ضاعت أسرة لغوية فريدة وهي أسرة اللغات النيلية الصحراوية ممثلة في أكثر من خمسين لغة في الجنوب سابقا، وكما يقولون الحبل علي الجرار والدور علي لغات جنوب النيل الأزرق وجبال النوبة متبقي هذه الأسرة التي لا توجد وفق توصيف جوزف جرينبيرج المعتمد عالميا إلا في هذه المنطقة فال استبداد اللغوي من الناطقين باللغة لا منها هي لي عودة بهاء/طوكيو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال : أوتوقراطية اللغة العربية في السودان* (Re: محمد جميل أحمد)
|
اللغة العربية فرضت نفسها وانتشرت لكونها قاسماً مشتركاً أو قل كلغة تواصل بين متحدثي اللغات المحلية أضف لذلك كونها لغة ديانة يعتنقها معظم أهل البلد أما اللغات المحلية ليست لديها سوق وليست لديها تأثير ثقافي وحضاري طاغي على المستوى المحلي ولاهي لغة علوم كالإنجليزية والعربية ومع ذلك لابد من الاعتراف بها والعمل على تطويرها وتأطيرها والعمل على النهوض بها في نطاقها الإقليمي وتبقى العربية هي القاسم المشترك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال : أوتوقراطية اللغة العربية في السودان* (Re: طلعت الطيب)
|
Quote: اللغة العربية فرضت نفسها وانتشرت لكونها قاسماً مشتركاً أو قل كلغة تواصل بين متحدثي اللغات المحلية أضف لذلك كونها لغة ديانة يعتنقها معظم أهل البلد أما اللغات المحلية ليست لديها سوق وليست لديها تأثير ثقافي وحضاري طاغي على المستوى المحلي ولاهي لغة علوم كالإنجليزية والعربية |
يا بدر الدين ما فرضت نفسها فرضوها القائميين علي أمرها ودونك الأكثر مليوني أفريقي قتلوا في حروب الهوية في السودان كدي أقرأ معي كلام بهاء الدين (وهو عالم في هذا المجال)
Quote: أن اللغات ليست استبدادية او أوتوقراطية بحكم بنيتها بل بحكم الناطقين بها ودرجة وعيهم لحساسية اللغات في بيئات ومجتمعات متنوعة الاشربه الثقافية
|
بكلمات أخري اللغة ما بتفرض نفسها، بفرضوها القائميين علي أمرها وفي حالة السودان كانوا النوبة المستعربين وأتخذوا العربية (مش اللغة وبس، كمان الثقافة وحاجات تانية كثيرة) هوية، ومن ثم إتخذوا كل ذلك أداة لإضطهاد باقي أقرباءهم الأفارقة الذين (لم تستطع اللغة العربية أن تفرض نفسها عليهم بعد، وإن كان بعضهم قد إتخذ الإسلام دينا)
وليصححني العلماء هنا (ناس بهاء وكدا) ليس من العلم في شئ أن تقول أن لغة ما لغة علم وأن لغة أخري ليست كذلك فالإنجليزية كانت لغة قوم يعيشون في الكهوف ويدمنون القتال والغزو ولكن تطور مجتمعهم (بما في ذلك اللغة والعلوم) وصارت لغتهم لغة علم (أو قل لغة العلم الأولي) وهكذا كان العرب في جزيرتهم أهل ألبل وغزو وحروبات داحس والغبراء ولكن بمجئ الإسلام وتطور المجتمع وثقافته وعلومه إستطاعت اللغة أن تستوعب معارف وفلسفة وعلوم عصرها . . يعني ما ممكن تقول قانون الجاذبية بلغة الدينكا ؟؟؟؟ ولا ما ممكن تقول نظرية فيتاغورس بلغة الفور ؟؟؟؟ أي إستعلاء أكثر من هذا يا أيها المعجبون باللغة العربية ؟؟؟؟؟ . . (الطين في طينو والعبد في رطينو) مثل سوداني قديم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال : أوتوقراطية اللغة العربية في السودان* (Re: Nasr)
|
الإخوة المتداخلون السلام عليكم وشكراً للأخ محمد جميل ابتدار هذا الموضوع الحيوي، في هذا (المنعطف التاريخي) الذي نمر به، ليكون مناسبة للتواصل والتفاهم حول مكوّنات هوياتنا، وذلك من خلال الحوار العلمي الموضوعي! * وحول مصطلح الرطانة، أقول: ما جاء به الأخ طلعت من لسان العرب، عن معنى الرطانة، في نظري يعكس أنها مفهوم محايد، يدل على اللغات والألسنة الأخرى التي لا يفهمها العربي! وهو شيء مفهوم بالنسبة لتلك البيئة، مقارنةً مع (قرية العالم) التي نعيش فيها الآن، فالآن قد نجزم بأن مصطلح الرطانة، ربما فيه انتقاص من ألسنة الآخرين! * وحول مسألة أوتوقراطية اللغة، بين الدكتور بهاء والأخ نصر، أن الاستبداد ليس نابعاً من اللغة ذاتها، وإنما من الناطقين بها، وهو نفسه ما قرره الأخ محمد جميل في مطلع خطابه:
Quote: انتشرت اللغة العربية في السودان نتيجة لصيرورة متصلة بالقواعد والقوانين العامة لحركة اللغة وخزينها المعرفي والإنساني . وبما أن اللغات الكبرى ، كاللغة العربية ، يمكن أن تعكس هيمنتها من خلال التمثلات الآيدلوجية والسلطوية للناطقين بها على الناطقين بغيرها ، عبر استثمار التأثير الناعم للمكانة الدينية التي تحوزها مثلا ؛ فقد تحولت تلك الهيمنة بمرور الزمن إلى أداة في يد مجتمع تلك اللغة التي منحته سلطة وضع التصورات العامة للحياة من خلال مؤثرات أنتجتها الثقافة المحلية لذلك المجتمع ، وبحيث تم تعويم تلك الثقافة ، عبر الإعلام ، كما لو أنها نموذجا وطنيا لا يقبل القسمة على أحد ، بطريقة ضخت حرجا شديدا في لاوعي الآخرين كلما حاولوا تمثل لغاتهم السودانية الراطنة (والسودان كله راطن في جهاته الأربع) |
* نلاحظ أن المتكلمين باللغة العربية الآن في السودان، بل والذين اعتبروها جزءاً من هويتهم، -وهم طبعاً أحرار في ذلك- هؤلاء في الأصل لم يكن لسانهم عربياً، إلا نسبة ضئيلة! فهذا معناه أن ارتباط لغة معينة بقوم معينين ليس ضربة لازب كما يقولون، فالارتباط بين اللغة والهوية ارتباط وثيق، يتم من خلال ارتباط اللغة العربية بالإسلام، لأن الإسلام بطبيعته يمكن النظر إليه على أنه مشروع للتعريب، فإذا أسلمت يجب أن تتعلم اللغة العربية، حتى تتمكن من الصلاة! وبالتالي: أطرح الإشكالية الكبيرة التي يواجهها أو تواجهها أطروحة الأخ محمد جميل الآن: فأنا أتوقع أن عدد غير قليل من (الناطقين بغير اللغة العربية) في السودان، ربما يرفضون مشروع التخطيط اللغوي ده، ويصرون على تعليم أبنائهم اللغة العربية لغة القرآن! المهم: أرجو من الأخ بهاء أن يبين لنا كيف عالجت الهند مشكلة (أوتوقراطية اللغة) دي إذا جاز التعبير؟ عشان نقدر نقارن مع وضعيتنا! عفواً للإطالة!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال : أوتوقراطية اللغة العربية في السودان* (Re: محمد جميل أحمد)
|
شكرا أخ عباس فقير المهم: أرجو من الأخ بهاء أن يبين لنا كيف عالجت الهند مشكلة (أوتوقراطية اللغة) دي إذا جاز التعبير؟ عشان نقدر نقارن مع وضعيتنا! ليس الهند لوحدها في هذا الشأن من البلدان ذات التعدد اللغوي ، فهناك بلدان أقرب إلينا في هذا المنحي لتشابك وتداخل اللغات مع المكونات الإثنية المتوزعة على جسد هذا البلد أو ذاك، فنيجيريا وماليزيا أقرب إلى واقعنا اللغوي المعقد وللخروج من هذه المآزق ، يرجع أمر هذه اللغات المتصارعة والمتحاورة في أحيان أخرى إلى التخطيط اللغوي والسياسة اللغوية العلمية الصارمة والرشيدة ، وهذا منحى علمي حديث نتج بعد فترة الانعتاق من الاستعمار في كثير من البلدان ذات الطبيعة اللغوية المعقدة لأشرح الأمر ينبغي أن نضع قليل من التنظير لشرح مكونات المجالين السابقين ، وهما أساسيان جدا في الخروج من مآزق هذا التنوع والتشتت وليسمح لي الأخ محمد أن أخرج لهذا المجال رغم أنه ظاهريا يبدو بعيدا عما نحن بصدده لكنه وثيق الصلة جدا بما نحن بصدده وأتوقع أن يثير كثير من المداخلات التي تثري النقاش في هذا الأمر الحيوي فإلى هذا المقتطع : وفي نهاية الستينات ومطلع السبعينات توجه اهتمام البحث العلمي في التخطيط اللغوي إلى تطبيق نتاج هذه البحوث في دول العالم الثالث، حيث ينظر إلى تأسيس لغة واحدة معيارية واحدة كلغة وطنية من منظور غربي بوصفه مطلوباً قبلياً للحداثة والتحديث، ومن هذا نتج ميل لاعتبار التخطيط اللغوي نشاط من أهدافه إيجاد حلول وإحداث تغير في المجتمع المعني، وبعد عقدين من الزمان ظهرت محاولات كثيرة لتعريف التخطيط اللغوي، وبعد أن قدم هاوجن تعريفه للتخطيط اللغوي اقترح عالم اللغة الاجتماعي روبرت ل. كوبر (Robert.L.Cooper) تعريفاً آخراً حديثاً: يشير التخطيط اللغوي للجهود المقصودة للتأثير في سلوك الآخرين فيما يخص اكتساب اللغة، وبنية أو وظائف اللغة) . ودرس كوبر حوإلى اثني عشر تعريفا للمصطلح وأعادها كلها لهذه الأسئلة: مَنْ يخطط ماذا لمَنْ ولماذا؟ ويختلف تعريف كوبر عن تعريفات من سبقوه في كونه لا يعتبر أن التخطيط اللغوي من الضروري أن يتوجه لحل المشكلات، وبالتالي يقيد المخططين أو المتأثرين بالتخطيط، وبهذا يتقصى الفلسفة الغربية حول التطور والتحديث في جانب، وفي جانب آخر احتكار الدولة للقيام بالتخطيط اللغوي، وكذلك لا يشير للغة (وطنية) واحدة، وبالتالي يتبنى منظوراً تعددياً لغوياً، وقد أسهم هاوجن في هذا المفهوم بإدخاله مفهوم (ايكولوجيا اللغة) أو التعدد اللغوي في السبعينات من القرن المنصرم، وهذا المفهوم يعكس مشهد التنوع والتعدد اللغوي. وقد قسم كوبر التخطيط اللغوي إلى ثلاثة أقسام أو أبعاد وكلها متداخلة ويعتمد كل منها على الآخر. ويمكن أن يطبق التخطيط اللغوي من أسفل لأعلى أو العكس، وفقاً للوضع اللغوي والجهة التي تنفذ التخطيط ، رغم محاسن ومساويء كل نوع، وفي رأي أنه يعني في أبسط صوره محاولة شخص ما لتطوير السلوك اللغوي لمجتمع ما، وهذه الأغراض تبدو أحيانا معقدة ومركبة، تتسلسل من الفكرة المبسطة في أن هذا الشخص لا تعجبه طريقة كلام مجموعة ما، وصولاً للطريقة المعقدة والمركبة في أنه يمكن مساعدة مجتمع ما في الحفاظ على تراثه وثقافته من خلال الحفاظ على لغته، فعلى المستوى الأكبر (Macro) نجد دائما الحكومات والسلطة. وكذلك تبدو فكرة تطوير لغة ما شيئا معقدا وتبدأ من الرغبة في تحديث لغة ما، ليمكنها بالتالي التعامل والتعاطي مع التغييرات التكنولوجية الواسعة . بعد هذا التاريخ القريب للتخطيط اللغوي تراجعت الدراسات قليلاً لما يقرب العقدين، ومع مطلع عام 1990 م بدأ هذا العلم يجتذب الانتباه مرة ثانية متوافقاً مع رصيفته السياسة اللغوية، وأدخل فيما يعرف بالسياسات اللغويةLinguistic) Politics) وتوسعت مظلته ليشمل حقوق الإنسان اللغوية، والتنوع الثقافي، وتعليم الأقليات، والتعليم متعدد اللغات، و(ايكولوجيا اللغات)(Language Ecology) (البيئات اللغوية) واللغات المهددة بالانقراض والاثنيات اللغوية، وخلاصة الأمر أن التخطيط اللغوي هو الذي حاز على قصب السبق وسط هذه التفرعات المختلفة، التي نجد أن مناط البحث فيها لا يراوح منطقتين هما: اللغة والاثنيات أو العرقيات، لذلك عرف التخطيط اللغوي مؤخرا كما يلي: هو التطبيقات الحقيقية والبصيرة التي يمكن أن تحول تطبيق في شكل برامج وخطط عملية للتعلم ووضع الأبجديات قابل للتنفيذ، وجعل اللغات خاضعة لمعايير ومقاييس الفصاحة وتطوير المواد التعليمية، كل هذا يفهم في سياق نسق من التدابير المحسوسة لسياسة لغة ما لتعمل في حيز إتصإلى في مجتمع من خلال توجيه تطوير وتحديث لغات هذا المجتمع . وفي المقابل برز مصطلح السياسة اللغوية بوصفه مصطلحاً آخرَ يوازي مصطلح التخطيط اللغوي ويتقاطع معه أحيانا، وقد اتضحت الحدود الفاصلة بينهما، ولذلك عرفت السياسة اللغوية على أنها:هي سياسة مجتمع ما حيال الاتصال اللغوي فيه، ويعنى بنسق الأوضاع والمبادئ والقرارات التي تعكس علاقات ذلك المجتمع اللغوية فيما يخص مخزونه اللفظي وإمكاناته الاتصإلىة. ويبدو كذلك تعريف رايت(Wright) للوظائف اللغوية القائل:يعد التخطيط اللغوي منظومة مركبة ومعقدة من أنشطة تشمل موضوعات متقاطعة ومتباينة، ووارد أن تكون متضاربة أحدها هو المعني (Meaning) ويُعنى بكل الأنشطة المتعلقة باللغة والدلالات الأخرى، كما تُعنى بالتصميم أو التخطيط (Design) إذا بدأنا من الفرق الشاسع بين الأنظمة المصممة والأنظمة المضمنة، إذن التخطيط اللغوي يعني إدخال عمليات تصميم أو تخطيط، وملامح في صلب نظام لغوي .
هذا عرض مبديء للتفريق بين السياسة اللغوية والتخطيط اللغوي، وماعندنا من لدن المستعمر لا يعدو كونه سياسة لغوية دون المرور بمرحلة التخطيط اللغوي في مستوييه لي عودة وعذرا للإطالة بهاء/طوكيو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال : أوتوقراطية اللغة العربية في السودان* (Re: محمد جميل أحمد)
|
ما يخص أمر مهمة دكتور محمود عساكر وجهوده بمعاونة بروفسور يوسف الخلفسفة أورد التالي: وكان مؤتمر جوبا نهايةً لسياسة لغوية وبداية ًلأخرى، فقد بدأت وزارة المعارف السودانية في اتخاذ الإجراءات التنفيذية لعودة اللغة العربية إلى التعليم في جميع مراحله بالمديريات الجنوبية، أولاً لتُدرس اللغة العربية مادةً، تمهيداً لجعلها لغةً للتعليم، وعُين مساعد لمدير المعارف للمديريات الجنوبية من أبناء الشمال، ليشرف على إدخال اللغة العربية في المدارس وتدريب المدرسين، ووضع مناهج للغة العربية ، وإنشاء دار للنشر في جوبا لطباعة المناهج والمقررات الدراسية، والقيام بحملة واسعة في الجنوب لمحو الأمية باللغة العربية، وعُين عددٌ من المعلمين ذوي الخبرة للإشراف على إدخال اللغة العربية في الجنوب، وأُنشأ لهذا الغرض معهد التربية بمريدي عام 1954م لتدريب المعلمين ووُضعت المناهج فقد تم تإلىف 30 كتاباً لتعليم اللغة العربية خلال خمس سنوات، وبدأ استخدام اللغة العربية في التعليم الأولَّي في المدن، ثم عُممت في جميع مدارس الجنوب، واستدعت وزارة المعارف المركزية خبيراً لغوياً من جامعة القاهرة عام 1955م للمساعدة في إدخال اللغة العربية في التعليم، هو الدكتور خليل محمود عساكر، وطُلب منه أن يعمل على كتابة لغات الجنوب بالحروف العربية عوضاً عن الحروف اللاتينية، وقام الخبير يساعده يوسف الخليفة أبوبكر بدراسة المشروع وحُول بعض من كتب المطالعة الأولية التي كانت باللغات المحلية إلى الحروف العربية، وركزا على لغات الدينكا والزاندي والباريا والمورو واللاتوكا، وكان من العسير تأهيل مئات المعلمين لهذه المدارس ليدرّسوا باللغة العربية فوجد الدكتور عساكر أن "ما لا يدرك كله لا يترك جله" فرأى أن يحول الكتب باللهجات المحلية إلى الحروف العربية باللهجات نفسها، واقتضى ذلك دراسة أصوات هذه اللغات وابتكار حروف عربية معدلة لكتابة الأصوات فى تلك اللغات ولا توجد فى اللغة العربية، واستطاعا فى الخمس سنوات الأولى كتابة مقررات خمس لغات هى الدينكا، والزاندى، والباريا، والمورو، واللاتوكا، وفى ذات الوقت قامت الإرسإلىة الأمريكية بالبيبور بكتابة أربعة كتب بالحروف العربية بلغات الشلك، والنوير، والمورلى، والأنواك وصارت بذلك ست لغات ، كما وضعا سلسلة كتب مبادىء تعليم القراءة والكتابة العربية لأبناء الجنوب للمرحلة الابتدائية، سُميت "العربية السهلة" وسلسلة لتعليم الكبار. وشهدت هذه الفترة تعريب التعليم الثانوي عام 1956م، فقد أوصت اللجنة الدولية التي أوفدتها منظمة الأمم المتحدة (اليونسكو) عام 1956م، بتعريب لغة التعليم في المرحلة الثانوية ، وكُونت لجان لوضع هذه التوصية موضع التنفيذ إلا أنها لم تنفذ إلاّ عام 1965م .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال : أوتوقراطية اللغة العربية في السودان* (Re: Baha Elhadi)
|
سلامٌ على الجميع
اللغات تتصارع كالبشر ولكنْ صراعاً ناعماً ولكل لغة قوتها وأرى أنّ الحق يعطي أصحاب أي لغة أن يحفظوا لغتهم ويعتنوا بها وكما قال الشاعر:
الحيُّ حيٌّ من حياةِ لسانه ... فإذا أُبيدَ من اللسانِ أُبيدا
وهذا ليس بسبب ليجعل أصحاب اللغات غير المنتشرة ليتألبوا ويبدلون الصراع الناعم بالصراع الخشن والتصادم مع أصحاب اللغات السائدة ومن الطبيعي أن تتعايش اللغات سلمياً في تسامح من غير غالب أو مغلوب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال : أوتوقراطية اللغة العربية في السودان* (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)
|
هجوم عنيف على المقال من قبل الرطانة. أتضامن مع تدريس اللغات المحلية .. أى لغة هى ثروة وبها مخزون ثقافى وإنسانى يمكن الأستفاده منه.
---------------------------- محمد سعيد .. أشرب موية ما تروى، أحسن حل للرطانه مع الأنقاذ أن يعملوا مدرسين خصوصين فى منازلهم لتعليمهم اللغة.. أها جاتك فى نافخوك!! بريمة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: مقال : أوتوقراطية اللغة العربية في السودان* (Re: بريمة محمد)
|
Quote: يا بدر الدين ما فرضت نفسها فرضوها القائميين علي أمرها ودونك الأكثر مليوني أفريقي قتلوا في حروب الهوية في السودان كدي أقرأ معي كلام بهاء الدين (وهو عالم في هذا المجال) |
الأستاذ نصر تحياتي واحترامي الموضوع لُغوي وليس موضوع اقتتال فاللغة وسيلة للتخاطب والتواصل وتبادل المنافع ولم تنتشر اللغة العربية في السودان بحد السيف إنما بعوامل حركة التاريخ السياسي وحركة الاقتصاد والتبادل التجاري والتعلم والتعليم واعتناق الدين الإسلامي وفي مداخلتي السابقة ذكرت الاعتراف باللغات واللهجات المحلية والعمل على تأطيرها والنهوض بها ولا حجر على أحد وهذا سوق فليعرض كل شخص بضاعته
| |
|
|
|
|
|
|
|