مقال : أوتوقراطية اللغة العربية في السودان*

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 04:24 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-26-2013, 10:35 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مقال : أوتوقراطية اللغة العربية في السودان*

    أوتوقراطية اللغة العربية في السودان*
    محمد جميل أحمد

    انتشرت اللغة العربية في السودان نتيجة لصيرورة متصلة بالقواعد والقوانين العامة لحركة اللغة وخزينها المعرفي والإنساني . وبما أن اللغات الكبرى ، كاللغة العربية ، يمكن أن تعكس هيمنتها من خلال التمثلات الآيدلوجية والسلطوية للناطقين بها على الناطقين بغيرها ، عبر استثمار التأثير الناعم للمكانة الدينية التي تحوزها مثلا ؛ فقد تحولت تلك الهيمنة بمرور الزمن إلى أداة في يد مجتمع تلك اللغة التي منحته سلطة وضع التصورات العامة للحياة من خلال مؤثرات أنتجتها الثقافة المحلية لذلك المجتمع ، وبحيث تم تعويم تلك الثقافة ، عبر الإعلام ، كما لو أنها نموذجا وطنيا لا يقبل القسمة على أحد ، بطريقة ضخت حرجا شديدا في لاوعي الآخرين كلما حاولوا تمثل لغاتهم السودانية الراطنة (والسودان كله راطن في جهاته الأربع) ؛ هذا الحرج المتأتي من وهم الدونية اللغوية كان ينعكس غالبا استلابا للهويات الراطنة عند غالبية السودانيين الذين أصبحوا بتقليدهم لمجتمع الثقافة العربية في السودان ــ لا سيما مجتمع الشمال والوسط ــ كمن يؤدون أدوارا وطنية لا يصلح معها التعبير عن هوياتهم الراطنة في الفضاء العام ، إلا بوصفه مصدرا للحرج !؟
    و منذ استقلال السودان تضخم هذا الحرج ضاغطا على وعي تلك القوميات السودانية حتى انفجرت تناقضات المأزق السوداني بعد انقلاب نظام الإنقاذ في العام 1989م الذي طبق آيدلوجيا إسلاموية عوّمَ من خلالها هوسه باللغة العربية ضمن دعايته الايدلوجية للمشروع الإسلامي ؛ فظهرت حركات التمرد والحركات القومية والمناطقية كردود فعل كانت أشبه بالقنابل الزمنية بعد تهميش طويل .
    وظل نظام الانقاذ يستثمر تسويق الخوف على لغة (القرآن) ، صرفا للأنظار عن فشله الذريع في تحقيق الوحدة والسلام والديمقراطية ، في موازاة مواجهة دعائية لمشروع الزعيم الجنوبي الراحل الدكتور جون قرنق لتدريس اللغات السودانية الراطنة وفق منهجية تضمن الخلاص من الفاقد التربوي والتعليمي في المناطق الراطنة وتعيد بناء الكيانية الوطنية وفق أسس جديدة .
    والحقيقة أن هناك حاجة وطنية حقيقية لتدريس اللغات المحلية الكبرى في السودان كلغة (التقري) و(التبداوي) لغتا قومية البجا في الشرق ، ضمن رؤية معرفية يكون هدفها الوطني من توظيف اللغة ممثلا في غايتين الأولى : تصفير الفاقد التربوي إلى نسبة الصفر بتدريس اللغة الأم في البوادي والمناطق الراطنة تماما ، لأربع سنوات على الأقل ، إلى جوار العربية ؛ فحين يتم ذلك سيتمكن الطفل ، عبر معرفته بلغته الأم ، من الرغبة والحب والتفاعل الذي يجعله مؤهلا للاندماج بسلاسة في العملية التعليمية ، ومن ثم تمثلها تمثلا يتجاوز به عقدة حاجز اللغة ذلك أن أهم أسباب الفاقد التربوي في السودان ، والذي كان منتشرا في البوادي الراطنة مثل مناطق البجا المغلقة بشرق السودان كـ(هيا) و(قرورة) تمثل في سوء الفهم التاريخي لمنهجية تعليم اللغات الراطنة وفق استراتيجية معرفية ووطنية . فمثلا حين يتلعثم الطفل الراطن أثناء التعلم في المدرسة سيوحي بعجز عن الاستيعاب و التواصل الطبيعي مع اللغة العربية الجديدة عليه ، فيكون بذلك عرضة للسخرية منه ، سواء من طرف المعلمين أو حتى التلاميذ في المناطق الحضرية بطريقة تجعله يستشعر حرجا معيقا لاندماجه في العملية التعليمية ، ومن ثم تدفعه تلك العقدة إلى ترك الدراسة في سن مبكرة جدا لتلافي الحرج ، فيصبح ضمن الفاقد التربوي ويفقد من ثم الفرصة في الحصول على تعليم كامل .
    وعادة ما يتم تفسير هذه الحالة النفسية من طرف المعلمين بأنها تخلف ذهني أو بلادة بدوية في التلقي ؛ في حين الأمر ليس كذلك ، وإنما هو نتيجة خطيرة لخطأ استراتيجي قاتل في العجز عن استثمار التنوع اللغوي في العملية التعليمية . ونظرا لأنه طفل ولا يستطيع التعبير عن مشكلته، يضيع حقه المشروع في التعليم .
    أما الغاية الثانية فهي الاندماج في الهوية الوطنية ، فحين يقرأ الطفل بلغته الراطنة وبالعربية كذلك ، تاريخ منطقته ويعرف معاني مفردات لغته من خلال كتب منهجية وتربوية تأتيه من المركز فهو هنا لن يستشعر التهميش بل سيستشعر معنى وطنيته عبر احساسه بها في مفردات حياته المحلية كاللغة والتاريخ والتراث وعند ذلك يصبح مؤهلا ويكون قادرا على الاستمرار في العلمية التعليمية حتى النهاية . هذا بالطبع ممكن جدا وسيلعب دورا كبيرا في تحقيق الاندماج في الهوية الوطنية وخلق الوعي والاستقرار . كما أنه قابل للتحقيق .
    لقد حققت الهند نموذجا وطنيا متقدما في استثمار التنوع اللغوي وبالرغم من أن الهند أكثر تعقيدا في الأديان واللغات والأعراق من السودان مع ذلك أصبحت أكبر ديمقراطية ؛ ولهذا ستظل المثال الساطع لعجز السودان عن انجاز مصهر لهويته الوطنية. وإلا تحول ذلك التنوع إلى كارثة معيقة للاستقرار ومنتجة للنزاعات والحروب الأهلية كما هو الحال اليوم في السودان .
    وإذا كان غلاة نظام الانقاذ يستنكرون الاستثمار المنهجي والتربوي للتعدد اللغوي في بناء الهوية الوطنية ، عبر المزايدة على الخوف من ضياع لغة (القرآن)! وهو خوف آيدلوجي لا تبرره إلا الغايات السياسية والفئوية ؛ فإن اللغة العربية ستظل هي اللغة الوطنية للمنهج التعليمي في كل مراحله بالطبع.
    بطبيعة الحال نتحدث هنا عن تصور استراتيجي عام متصل بسياسات توظيف اللغات الأم في العملية التعليمية والاندماج الوطني . وإلا فهناك الكثير من النظريات والمنهجيات المتخصصة في الجامعات العالمية حول هذا الموضوع .

    [email protected]
    *نقلا عن موقع صحيفة إيلاف الإلكترونية اللندنية ــ الأربعاء 23/1/2013م
    http://65.17.227.92/Web/opinion/2013/1/788033.html?entry=Writers
                  

01-26-2013, 01:45 PM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8812

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال : أوتوقراطية اللغة العربية في السودان* (Re: محمد جميل أحمد)

    اخى محمد
    شكرا على هذا المقال الهام
    ففى واقع السودان المتعدد ثقافيا ولغويا وعرقيا لابد من الانتباه للمكونات التنوع وخلق بيئة للتعايش
    والتثاقف والحوار والحذر من الهيمنة والاستعلاء
    اتفق معك حول اهمية تدريس اللغات المختلفة

    واختلف معك بوصفك لها بالرطانة
    الرطانة مفردة استعلائية
    وغير دقيقة
    متحدث العربية ينظر لمن لا يتحدثها باعتباره راطن اى يقول كلام غير مفهوم
    كيف اذا ما عكس الامر
    فالمتحدث بالدينكاوية مثلا ينظر الى متحدث العربي ياعتباره راطن

    كلو عندو دين كلو عندو ثقافة كلو عندو لغة

    حقو ما نستعمل راطنة الاقصائية المتعالية
    ولك الشكر
                  

01-26-2013, 02:29 PM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25101

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال : أوتوقراطية اللغة العربية في السودان* (Re: mohmmed said ahmed)
                  

01-27-2013, 07:57 AM

بله محمد الفاضل
<aبله محمد الفاضل
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 8617

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال : أوتوقراطية اللغة العربية في السودان* (Re: حيدر حسن ميرغني)

    (*)
                  

01-27-2013, 01:02 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال : أوتوقراطية اللغة العربية في السودان* (Re: بله محمد الفاضل)

    أهلا محمد سيد أحمد . وشكرا على التعليق
    الإيحاء الاستعلائي لكلمة (رطانة) نفسه من أثر الأوتقراطية اللغويةعند مجموعات الشمال والوسط ؛ حتى بالنسبة للهجات العربية الأخرى خارج جماعة المركز السلطوي للشمال والوسط ؛ مثل اللهجة العربية لسكان القبائل العربية بغرب السودان .
    كلمة رطانة في أصلها تعني اللغات الأخرى خلاف العربية، ولا يفهم منها بأصلها ذاك أي معنى من معاني الاستعلاء .
    تحياتي
                  

01-27-2013, 01:06 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال : أوتوقراطية اللغة العربية في السودان* (Re: محمد جميل أحمد)

    شكرا حيدر على تنبيهك بخصوص الرسالة . وياريت ألقى طريقة للإطلاع عليها.ولو عبر الاتصال بصاحبها
    تحياتي
                  

01-27-2013, 01:07 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال : أوتوقراطية اللغة العربية في السودان* (Re: محمد جميل أحمد)

    شكرا لك صديقي بلة ، على المناولة
    تحياتي
                  

01-27-2013, 02:12 PM

Baha Elhadi
<aBaha Elhadi
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال : أوتوقراطية اللغة العربية في السودان* (Re: محمد جميل أحمد)

    الأستاذ محمد عساك بخير
    زمن طويل لا آتي الي هنا إلا لماما
    عموما لا ادري هل هذا مجتزأ من مقال كامل أم جزء من دراسة؟
    في علم اللغة الاجتماعي الكثير المفيد والمثير
    بدء انتهى عهد تسمية اللغات أيا كانت بالرطانة فهذا صار من مستحثات الماضي، الان أما لغة كاملة التوصيف او إحدى تمثلاتها( لهجة)
    وللأسف حتى مختصي اللغات لا زال التفريق في أذهانهم يمتح من التعريفات القديمة ، ووصف لغة ما بالرطانة او العجمي هو وصف استعلائي
    واقصائي ومتحيز بل واكثر هو وصف ازدرائ كما هو مبذول في أدبيات علم اللغة الاجتماعي ومن ابجدياته، ولكن ما ترسخ في الأذهان أنها رهانات
    واصبح جيرانها على الألسنة كأنما هو مسوغ لشيوع انتشارها، وحتى هذه المصطلحات أضحت قرينة مصطلحات أخرى تنطوي على ادعاء نقاء عرقي او عكسه
    لذا ترتبط هذه اللغات ( وهي لغات حقاً) بمجموعات عرقية او إثنية وبذات الفهم الرافض لتسمية هذه اللغات رطانات أضحى من اللازم تسمية المجموعات التي
    تنتمي إليها هذه اللغات بالمجموعات العرقية او الإثنية لان وصفها بالقبيلة أيضاً حاط وازدرائ
    المنحى الثاني أن اللغات ليست استبدادية او أوتوقراطية بحكم بنيتها بل بحكم الناطقين بها ودرجة وعيهم لحساسية اللغات في بيئات ومجتمعات متنوعة الاشربه الثقافية
    وذات مواعين وتوجهات ثقافية متباينة ، وهذه سنة الله في الارض( واختلاف ألسنتكم ) والعالم يسعى للتنوع مثلما هو سعيه للتنوع البيئ ، فاللغة العربية وتاريخنيتها في السودان
    لا ينبئ باستبدادها ، بل العكس مثلما اندغم الدين -وهو رافعة اللغة في هذه الحالة- كذلك أندغمت العربية بنفس طريقة التعايش الديني ،بل أكثر بدأت اللغة الوافدة تمتح من المعين الذي وجدته
    فأخذت ألفاظ الزراعة وما له صلة بالنيل من اللغات المتوطنة ومن التبداوية والنوبيات القديمة ، إذن والحال كذلك في الماضي المدلل على التعايش والاقتراض ، سرت اللغة وانتشرت وخرج منها هجين
    يحمل سمات من هذه ومن تلك، فلا نستطيع أن نقول باستبداد لغة ،بل العكس احتفظت بعض الجيوب بلغاتها حتى يومنا هذا انظر لمجموعات اللغات في شمال السودان وهي تعود لازمنة سحيقة لازالت موجودة
    وهو أمر مثير للدارس ، كيف احتفظت الدنقلاوية والمحسية والكنزية لبعض الوقت بسماتها وصيرورتها أمام لغة وافدة وغازية عنوة موقعة لاتفاقيات السيطرة والانتشار ،؟ لم احتفظ الشرق وهو بوابة دخول الوافد
    لقرون خلت بكل سمات الهندندوية والبجاوية وغيرها؟ في رأي أن أهل الشمال أهل ثقافة ضاربة وموغلة وحضارة مستقرة تستكنف أن تتخذ لسان الوافد البدوي الرعوي، وهنا تبدو معضلة نظرية أن المهزوم
    يتخذ لغة الهازم، فاستنكف القوم اتخاذ لغة الوافد مهما كان سلطانه السياسي ففي رأيهم الجمعي أنهم أهل حضارة أسمى فاحتفظوا بلغاتهم
    أما الشرق فهو جيب ضيق لم يستقر فيه العرب كثيرا وتوغلوا لذا تجد العربية في بعض مناطق الشرق أضعف مقارنة بالوسط ، من هذا يتضح إلا استبداد للغة في ذاتها بل في الناطقين بها
    أما قضية التعليم باللغة الأم فهذا مفروغ منه وفقاكل نظريات علم اللغة التطبيقي ، وكل النظريات تشير علي الأقل للثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل، وقد جرت محاولات جادة منذ مقدم دكتور محمود عساكر لإدخال
    هذه اللغات في النظام التعليمي في الخمسينات بمعاونة بروفسور يوسف الخليفة ابو بكر وقد قطعوا شوطا بعيدا في كتابة ست لغات ، اتخذها البريطانيون فيما بعد ولكن لهدف نشر الكتاب المقدس بعد مؤتمر الرجال للحكام البريطانيين

    في حاضرنا والتاريخ القريب لم تحظ اللغات السودانية التي تقارب المئة واكثر بأي اهتمام يذكر وترد لماما في منعطفات الاتفاقيات السياسية كنوع من الأرضيات الموقت
    بدا هذا الاعتراف باتفاقية أديس أبابا،وكان الفتح المبين لتناولها بوعي والنص عليها في الدساتير باتفاقية نيفاشا ونكص عنها القوم ، وبسبب هذا ضاعت أسرة لغوية فريدة
    وهي أسرة اللغات النيلية الصحراوية ممثلة في أكثر من خمسين لغة في الجنوب سابقا، وكما يقولون الحبل علي الجرار والدور علي لغات جنوب النيل الأزرق وجبال النوبة متبقي هذه الأسرة
    التي لا توجد وفق توصيف جوزف جرينبيرج المعتمد عالميا إلا في هذه المنطقة
    فال استبداد اللغوي من الناطقين باللغة لا منها هي
    لي عودة
    بهاء/طوكيو
                  

01-27-2013, 02:53 PM

بدر الدين مهدي
<aبدر الدين مهدي
تاريخ التسجيل: 01-20-2013
مجموع المشاركات: 174

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال : أوتوقراطية اللغة العربية في السودان* (Re: محمد جميل أحمد)

    اللغة العربية فرضت نفسها وانتشرت لكونها قاسماً مشتركاً أو قل كلغة تواصل بين متحدثي اللغات المحلية
    أضف لذلك كونها لغة ديانة يعتنقها معظم أهل البلد
    أما اللغات المحلية ليست لديها سوق وليست لديها تأثير ثقافي وحضاري طاغي على المستوى المحلي ولاهي لغة علوم كالإنجليزية والعربية
    ومع ذلك لابد من الاعتراف بها والعمل على تطويرها وتأطيرها والعمل على النهوض بها في نطاقها الإقليمي وتبقى العربية هي القاسم المشترك
                  

01-27-2013, 05:10 PM

طلعت الطيب
<aطلعت الطيب
تاريخ التسجيل: 12-22-2005
مجموع المشاركات: 5826

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال : أوتوقراطية اللغة العربية في السودان* (Re: بدر الدين مهدي)

    شكرا محمد جميل على المقال المفيد
    http://www.baheth.info/all.jsp?term=%D8%B1%D8%B7%D9%86
    =========================================================
    رطن (لسان العرب)
    رَطَنَ العجميّ يَرْطُنُ رَطْناً: تكلم بلغته.
    والرَّطَانة والرِّطَانة والمُراطَنة: التكلم بالعجمية، وقد تَراطَنا. تقول: رأَيت أَعجمين يتراطَنان، وهو كلام لا يفهمه العرب؛ قال الشاعر: كما تَراطَنَ في حافاتِها الرُّومُ ويقال: ما رُطَّيْناك هذه أَي ما كلامك، وما رُطَيْناكَ، بالتخفيف أَيضاً.
    وتقول: رَطَنْتُ له رَطانة ورَاطَنْته إذا كلمته بالعجمية.
    وتَراطَنَ القومُ فيما بينهم؛ وقال طَرَفة بن العبد: فأَثارَ فارِطُهم غَطَاطاً جُثَّماً أَصواتُهم كتَراطُنِ الفُرْسِ.
    وفي حديث أَبي هريرة قال: أَتت امرأَة فارسية فَرَطَنَتْ له؛ قال: الرَّطانة، بفتح الراء وكسرها، والتَّراطُنُ كلام لا يفهمه الجمهور، وإنما هو مُواضَعةٌ بين اثنين أَو جماعة، والعرب تخص بها غالباً كلام العجم؛ ومنه حديث عبد الله بن جعفَر والنجاشي: قال له عمرو أَما ترى كيف يَرْطُنون بِحزْب الله أَي يَكْنُونَ ولم يُصَرّحوا بأَسمائهم.
    والرَّطَّانة والرَّطُون، بالفتح: الإِبل إذا كانت رِفاقاً ومعها أَهلوها، زاد الأَصمعي: إذا كانت كثيراً؛ قال: ويقال لها الطَّحّانة والطَّحُون أَيضاً، ومعنى الرِّفاق أَي نَهَضوا على الإِبل مُمتارين من القُرى كلُّ جماعة رُفْقة؛ وأَنشد الجوهري: رَطَّانَة من يَلْقَها يُخَيَّب.

    (عدل بواسطة طلعت الطيب on 01-27-2013, 05:13 PM)

                  

01-27-2013, 05:44 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10839

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال : أوتوقراطية اللغة العربية في السودان* (Re: طلعت الطيب)

    Quote: اللغة العربية فرضت نفسها وانتشرت لكونها قاسماً مشتركاً أو قل كلغة تواصل بين متحدثي اللغات المحلية
    أضف لذلك كونها لغة ديانة يعتنقها معظم أهل البلد
    أما اللغات المحلية ليست لديها سوق وليست لديها تأثير ثقافي وحضاري طاغي على المستوى المحلي ولاهي لغة علوم كالإنجليزية والعربية

    يا بدر الدين
    ما فرضت نفسها
    فرضوها القائميين علي أمرها
    ودونك الأكثر مليوني أفريقي قتلوا في حروب الهوية في السودان
    كدي أقرأ معي كلام بهاء الدين
    (وهو عالم في هذا المجال)
    Quote: أن اللغات ليست استبدادية او أوتوقراطية بحكم بنيتها بل بحكم الناطقين بها ودرجة وعيهم لحساسية اللغات في بيئات ومجتمعات متنوعة الاشربه الثقافية

    بكلمات أخري اللغة ما بتفرض نفسها، بفرضوها القائميين علي أمرها
    وفي حالة السودان كانوا النوبة المستعربين
    وأتخذوا العربية (مش اللغة وبس، كمان الثقافة وحاجات تانية كثيرة)
    هوية، ومن ثم إتخذوا كل ذلك أداة لإضطهاد باقي أقرباءهم الأفارقة
    الذين (لم تستطع اللغة العربية أن تفرض نفسها عليهم بعد، وإن كان بعضهم قد إتخذ الإسلام دينا)

    وليصححني العلماء هنا (ناس بهاء وكدا)
    ليس من العلم في شئ أن تقول أن لغة ما لغة علم
    وأن لغة أخري ليست كذلك
    فالإنجليزية كانت لغة قوم يعيشون في الكهوف
    ويدمنون القتال والغزو
    ولكن تطور مجتمعهم (بما في ذلك اللغة والعلوم)
    وصارت لغتهم لغة علم
    (أو قل لغة العلم الأولي)
    وهكذا كان العرب في جزيرتهم
    أهل ألبل وغزو وحروبات داحس والغبراء
    ولكن بمجئ الإسلام
    وتطور المجتمع وثقافته وعلومه
    إستطاعت اللغة أن تستوعب معارف وفلسفة وعلوم عصرها
    .
    .
    يعني ما ممكن تقول قانون الجاذبية بلغة الدينكا ؟؟؟؟
    ولا ما ممكن تقول نظرية فيتاغورس بلغة الفور ؟؟؟؟
    أي إستعلاء أكثر من هذا
    يا أيها المعجبون باللغة العربية ؟؟؟؟؟
    .
    .
    (الطين في طينو والعبد في رطينو)
    مثل سوداني قديم
                  

01-27-2013, 07:06 PM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال : أوتوقراطية اللغة العربية في السودان* (Re: Nasr)

    الإخوة المتداخلون السلام عليكم
    وشكراً للأخ محمد جميل ابتدار هذا الموضوع الحيوي،
    في هذا (المنعطف التاريخي) الذي نمر به،
    ليكون مناسبة للتواصل والتفاهم حول مكوّنات هوياتنا،
    وذلك من خلال الحوار العلمي الموضوعي!
    *
    وحول مصطلح الرطانة،
    أقول: ما جاء به الأخ طلعت من لسان العرب، عن معنى الرطانة،
    في نظري يعكس أنها مفهوم محايد، يدل على اللغات والألسنة الأخرى التي لا يفهمها العربي!
    وهو شيء مفهوم بالنسبة لتلك البيئة، مقارنةً مع (قرية العالم) التي نعيش فيها الآن،
    فالآن قد نجزم بأن مصطلح الرطانة، ربما فيه انتقاص من ألسنة الآخرين!
    *
    وحول مسألة أوتوقراطية اللغة، بين الدكتور بهاء والأخ نصر،
    أن الاستبداد ليس نابعاً من اللغة ذاتها، وإنما من الناطقين بها،
    وهو نفسه ما قرره الأخ محمد جميل في مطلع خطابه:
    Quote: انتشرت اللغة العربية في السودان نتيجة لصيرورة متصلة بالقواعد والقوانين العامة لحركة اللغة وخزينها المعرفي والإنساني . وبما أن اللغات الكبرى ، كاللغة العربية ، يمكن أن تعكس هيمنتها من خلال التمثلات الآيدلوجية والسلطوية للناطقين بها على الناطقين بغيرها ، عبر استثمار التأثير الناعم للمكانة الدينية التي تحوزها مثلا ؛ فقد تحولت تلك الهيمنة بمرور الزمن إلى أداة في يد مجتمع تلك اللغة التي منحته سلطة وضع التصورات العامة للحياة من خلال مؤثرات أنتجتها الثقافة المحلية لذلك المجتمع ، وبحيث تم تعويم تلك الثقافة ، عبر الإعلام ، كما لو أنها نموذجا وطنيا لا يقبل القسمة على أحد ، بطريقة ضخت حرجا شديدا في لاوعي الآخرين كلما حاولوا تمثل لغاتهم السودانية الراطنة (والسودان كله راطن في جهاته الأربع)

    *
    نلاحظ أن المتكلمين باللغة العربية الآن في السودان، بل والذين اعتبروها جزءاً من هويتهم،
    -وهم طبعاً أحرار في ذلك- هؤلاء في الأصل لم يكن لسانهم عربياً، إلا نسبة ضئيلة!
    فهذا معناه أن ارتباط لغة معينة بقوم معينين ليس ضربة لازب كما يقولون،
    فالارتباط بين اللغة والهوية ارتباط وثيق، يتم من خلال ارتباط اللغة العربية بالإسلام،
    لأن الإسلام بطبيعته يمكن النظر إليه على أنه مشروع للتعريب،
    فإذا أسلمت يجب أن تتعلم اللغة العربية، حتى تتمكن من الصلاة!
    وبالتالي: أطرح الإشكالية الكبيرة التي يواجهها أو تواجهها أطروحة الأخ محمد جميل الآن:
    فأنا أتوقع أن عدد غير قليل من (الناطقين بغير اللغة العربية) في السودان،
    ربما يرفضون مشروع التخطيط اللغوي ده، ويصرون على تعليم أبنائهم اللغة العربية
    لغة القرآن!
    المهم: أرجو من الأخ بهاء أن يبين لنا كيف عالجت الهند مشكلة (أوتوقراطية اللغة) دي إذا جاز التعبير؟
    عشان نقدر نقارن مع وضعيتنا!
    عفواً للإطالة!
                  

01-27-2013, 09:28 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال : أوتوقراطية اللغة العربية في السودان* (Re: Nasr)

    شكرا للدكتور بهاء الدين الهادي على المشاركة القيمة ، ومبروك الدكتوراه.
    هذا مقال فقط وليس جزء من بحث .

    بداية ، كلامك صحيح بخصوص نفي الأوتوقراطية على اللغة العربية بالمطلق ؛ كان ينبغي كتابة كلمة الأوتوقراطية بين قوسين صغيرين في عنوان المقال . لكني أردت أن يكون العنوان موحيا بما وراء دلالة اللغة نفسها؛ أي سياقات علاقة هذه اللغة في السودان وتمثلات الناطقين بها في الشمال والوسط وانعكاسها ــ بذلك التمثل ــ عبر تأثيرهم الرمزي والسلطوي في الفضاء العام، ومانتج عنه من حالات أوتوقراطية نابذة للغات الأخرى .

    ماذكرته من صيرورة اللغة العربية وتحولاتها التي تبوأت بها هذه المكانة في السودان يأتي ضمن قواعد التطور الطبيعي لانتشار اللغات الكبرى ، أي في كون قبول هذه اللغات في حياة غير الناطقين بها لابد أن ينطوي على معنى رمزي كوني إنساني ؛ كالقيم الإنسانية الكبرى للدين الإسلامي مثلا ، وهذه القواعدهي نفس القواعد التي انتشرت العربية من خلالها في العديد من مناطق العالم العربي . انتشار الانجليزية اليوم ـ غض النظر عن الحقبة الاستعمارية ـ يعود إلى شرط كوني انساني آخر هو العلم ضمن شروط اخرى

    كلمة رطانة يفهم منها في جذرها الأصلي : كلام الآخر الغير مفهوم لدى العربي . وهي بهذا المعنى تنطوي على معنى حيادي في جذرها وكذلك كلمة أعجمي التي ذكرها القرآن (لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين) حيث يفهم من سياق الآية عدم الابانة فيما يتصل بمعنى أعجمي أو راطن . ومالحق معنى الرطانة من استهزاء هو من مفاعيل التمثل الأوتقراطي للغة العربية لدى أهل الشمال والوسط حيال الآخرين ؛ بمافيهم عرب غرب السودان .

    وصف اللغة العربية بأنها غازية عبر اتفاقية البقط مثلا غير دقيق . لقدتم تقبل العربية لأنها لغة دين عظيم كانت هي الوعاء الحامل لمعانيه تلك فأصبح تقبلها ـ ولا أقول استبدالها باللغات الأصلية ـ طبيعيا . وكان انتشار هذا الدين ـ وبالتالي انتشار العربية أو تقبلها معه ـ بعكس إكراهات شروط اتفاقية البقط تماما، أي عبر الطرق الصوفية والأفراد والجماعات وهؤلاء نشروا هذا الدين في شمال السودان ووسطه وشرقه وغربه بالدعوة إليه، بعد مئات السنين من اتفاقية البقط ، واتفاقيات العرب المسلمين مع البجا . هذا يعني أن الأمر في انتشار العربية لاعلاقة له ببداوة العرب ، بقدر ماهو تقبل لدينهم الإسلامي ومافيه من قيم انسانية عظيمة ، لاسيما من طرف المجموعات الأولى التي نشرت هذا الدين .

    قد يعود احتفاظ النوبيين وغيرهم بلغتهم ـ مع تقبلهم للغة العربية ـ إلى جذورهم الحضارية العريقة . المفارقة هنا أن تلك الجذور الحضارية للنوبيين بقيت منها اللغة فقط وبعض العادات المنقطعة عن جذورها الدينية الوثنية . ما يعني أن الذي انهزم واندثر هو تلك العقائد القديمة للنوبيين وغيرهم أمام الحقائق الانسانية الكبرى للإسلام وهي الحقائق التي تحولت بموجبها اللغة العربية ذاتها من لغة محدودة جدا لجماعة في الصحراء إلى لغة حضارة كبرى في العالم القديم وأكبر لغة كتب بها أغنى وأغزر تراث انساني قبل الأزمنة الحديثة .

    احتفاظ البجا بلغتهم سببه مختلف عن سبب احتفاظ النوبة . ويعود إلى أن البجا شعب منعزل في الصحراء وكانوا أشد تمسكا بالعقائد الفرعونية القديمة حتى من النوبة ؛ فالبجا لم يمروا بالمسيحية ــ إلا في جيوب محدودة جدا ــ لكن اغلبهم دخل الاسلام عبر مصاهراتهم للعرب الذين عرفوهم قبل الإسلام حتى ، فقد كان البلويون ـ نسبة إلى قبيلة بلي العربية ــ هم ملوك البجا الأقدمين . لكن في كلا حالتي النوبة والبجا ، وكذلك في كثير من المناطق الاسلامية الأخرى ــ كإيران وغيرها ــ نجد أن بقاء اللغة منعزل عن جذورها العقائدية والدينية اللهم إلا في بعض الطقوس الباهتة التي أصبحت إلى كونها عادات أقرب من كونها عبادات دينية كما كانت في الأزمنة القديمة قبل الاسلام . ولقد اندمج من وفد إلى البجا من العرب فيهم وتمكن العرب عبر استغلال عادة تسييد ابن الاخت المعروفة لدى البجا والنوبة كعادات كوشية طبيعية قديمة ؛ من السيادة عليهم ونشر الاسلام بينهم بالكامل

    من المهم يا دكتور بهاء أن تسلط الضوء في هذا البوست على التجربة الرائدة في الخمسينات للدكتور محمود عسكر ، وبروفيسور يوسف الخليفة أبو بكر . ولو بصورة مختصرة .

    نعم مرحلة اتفاقية نيفاشا كانت ستكون مهمة جدا في برنامج اللغات الأم ، لكن للأسف نسفها النظام الإنقاذي بحجج آيدلوجية متخلفة ولا علاقة لها لا بالقرآن ولا بالإسلام كما زعم غلاة نظام الانقاذ . بل كانت المفارقة عندما صرح د. منصور خالد في حوار صحفي قبيل انفصال الجنوب بأن اللغة التي ستتحدث بها دولة الجنوب هي اللغة العربية (عربي جوبا) ؛ فكأنه وضع الجميع في خانة الحرج ؛ فقد كان ذلك محرجا للنظام الذي ظن أن لاعلاقة للجنوبيين بالعربية ؛ عبر حيازة آيدلوجية أسقطها على نفسه في تمثيل تلك اللغة . كما كان لرد د. منصور خالد بالنسبة للمعارضين وقع الصدمة لدى بعض الآيدلوجيين والشعبويين منهم ؛ الكارهين للعربية فقط لأنها عربية ، من غير القدرة على الفرز بين العربية كلغة ذات محتوى انساني وذات صيرورة طبيعية جدا في انتشارها ، واندماجها الحميم في الحياة اللغوية للسودانيين.

    سأكتفي بهذا الرد ، ولي عودة بالطبع على مداخلات الإخوة الكرام لاحقا

    (عدل بواسطة محمد جميل أحمد on 01-27-2013, 09:49 PM)

                  

01-28-2013, 05:06 AM

Baha Elhadi
<aBaha Elhadi
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال : أوتوقراطية اللغة العربية في السودان* (Re: محمد جميل أحمد)

    شكرا أخ عباس فقير
    المهم: أرجو من الأخ بهاء أن يبين لنا كيف عالجت الهند مشكلة (أوتوقراطية اللغة) دي إذا جاز التعبير؟
    عشان نقدر نقارن مع وضعيتنا!
    ليس الهند لوحدها في هذا الشأن من البلدان ذات التعدد اللغوي ، فهناك بلدان أقرب إلينا في هذا المنحي لتشابك وتداخل اللغات مع المكونات الإثنية المتوزعة على جسد هذا البلد أو ذاك، فنيجيريا وماليزيا أقرب إلى واقعنا اللغوي المعقد
    وللخروج من هذه المآزق ، يرجع أمر هذه اللغات المتصارعة والمتحاورة في أحيان أخرى إلى التخطيط اللغوي والسياسة اللغوية العلمية الصارمة والرشيدة ، وهذا منحى علمي حديث نتج بعد فترة الانعتاق من الاستعمار في كثير من البلدان ذات الطبيعة اللغوية المعقدة
    لأشرح الأمر ينبغي أن نضع قليل من التنظير لشرح مكونات المجالين السابقين ، وهما أساسيان جدا في الخروج من مآزق هذا التنوع والتشتت
    وليسمح لي الأخ محمد أن أخرج لهذا المجال رغم أنه ظاهريا يبدو بعيدا عما نحن بصدده لكنه وثيق الصلة جدا بما نحن بصدده
    وأتوقع أن يثير كثير من المداخلات التي تثري النقاش في هذا الأمر الحيوي فإلى هذا المقتطع :
    وفي نهاية الستينات ومطلع السبعينات توجه اهتمام البحث العلمي في التخطيط اللغوي إلى تطبيق نتاج هذه البحوث في دول العالم الثالث، حيث ينظر إلى تأسيس لغة واحدة معيارية واحدة كلغة وطنية من منظور غربي بوصفه مطلوباً قبلياً للحداثة والتحديث، ومن هذا نتج ميل لاعتبار التخطيط اللغوي نشاط من أهدافه إيجاد حلول وإحداث تغير في المجتمع المعني، وبعد عقدين من الزمان ظهرت محاولات كثيرة لتعريف التخطيط اللغوي، وبعد أن قدم هاوجن تعريفه للتخطيط اللغوي اقترح عالم اللغة الاجتماعي روبرت ل. كوبر (Robert.L.Cooper) تعريفاً آخراً حديثاً: يشير التخطيط اللغوي للجهود المقصودة للتأثير في سلوك الآخرين فيما يخص اكتساب اللغة، وبنية أو وظائف اللغة) . ودرس كوبر حوإلى اثني عشر تعريفا للمصطلح وأعادها كلها لهذه الأسئلة: مَنْ يخطط ماذا لمَنْ ولماذا؟ ويختلف تعريف كوبر عن تعريفات من سبقوه في كونه لا يعتبر أن التخطيط اللغوي من الضروري أن يتوجه لحل المشكلات، وبالتالي يقيد المخططين أو المتأثرين بالتخطيط، وبهذا يتقصى الفلسفة الغربية حول التطور والتحديث في جانب، وفي جانب آخر احتكار الدولة للقيام بالتخطيط اللغوي، وكذلك لا يشير للغة (وطنية) واحدة، وبالتالي يتبنى منظوراً تعددياً لغوياً، وقد أسهم هاوجن في هذا المفهوم بإدخاله مفهوم (ايكولوجيا اللغة) أو التعدد اللغوي في السبعينات من القرن المنصرم، وهذا المفهوم يعكس مشهد التنوع والتعدد اللغوي. وقد قسم كوبر التخطيط اللغوي إلى ثلاثة أقسام أو أبعاد وكلها متداخلة ويعتمد كل منها على الآخر.
    ويمكن أن يطبق التخطيط اللغوي من أسفل لأعلى أو العكس، وفقاً للوضع اللغوي والجهة التي تنفذ التخطيط ، رغم محاسن ومساويء كل نوع، وفي رأي أنه يعني في أبسط صوره محاولة شخص ما لتطوير السلوك اللغوي لمجتمع ما، وهذه الأغراض تبدو أحيانا معقدة ومركبة، تتسلسل من الفكرة المبسطة في أن هذا الشخص لا تعجبه طريقة كلام مجموعة ما، وصولاً للطريقة المعقدة والمركبة في أنه يمكن مساعدة مجتمع ما في الحفاظ على تراثه وثقافته من خلال الحفاظ على لغته، فعلى المستوى الأكبر (Macro) نجد دائما الحكومات والسلطة. وكذلك تبدو فكرة تطوير لغة ما شيئا معقدا وتبدأ من الرغبة في تحديث لغة ما، ليمكنها بالتالي التعامل والتعاطي مع التغييرات التكنولوجية الواسعة .
    بعد هذا التاريخ القريب للتخطيط اللغوي تراجعت الدراسات قليلاً لما يقرب العقدين، ومع مطلع عام 1990 م بدأ هذا العلم يجتذب الانتباه مرة ثانية متوافقاً مع رصيفته السياسة اللغوية، وأدخل فيما يعرف بالسياسات اللغويةLinguistic) Politics) وتوسعت مظلته ليشمل حقوق الإنسان اللغوية، والتنوع الثقافي، وتعليم الأقليات، والتعليم متعدد اللغات، و(ايكولوجيا اللغات)(Language Ecology) (البيئات اللغوية) واللغات المهددة بالانقراض والاثنيات اللغوية، وخلاصة الأمر أن التخطيط اللغوي هو الذي حاز على قصب السبق وسط هذه التفرعات المختلفة، التي نجد أن مناط البحث فيها لا يراوح منطقتين هما: اللغة والاثنيات أو العرقيات، لذلك عرف التخطيط اللغوي مؤخرا كما يلي: هو التطبيقات الحقيقية والبصيرة التي يمكن أن تحول تطبيق في شكل برامج وخطط عملية للتعلم ووضع الأبجديات قابل للتنفيذ، وجعل اللغات خاضعة لمعايير ومقاييس الفصاحة وتطوير المواد التعليمية، كل هذا يفهم في سياق نسق من التدابير المحسوسة لسياسة لغة ما لتعمل في حيز إتصإلى في مجتمع من خلال توجيه تطوير وتحديث لغات هذا المجتمع . وفي المقابل برز مصطلح السياسة اللغوية بوصفه مصطلحاً آخرَ يوازي مصطلح التخطيط اللغوي ويتقاطع معه أحيانا، وقد اتضحت الحدود الفاصلة بينهما، ولذلك عرفت السياسة اللغوية على أنها:هي سياسة مجتمع ما حيال الاتصال اللغوي فيه، ويعنى بنسق الأوضاع والمبادئ والقرارات التي تعكس علاقات ذلك المجتمع اللغوية فيما يخص مخزونه اللفظي وإمكاناته الاتصإلىة. ويبدو كذلك تعريف رايت(Wright) للوظائف اللغوية القائل:يعد التخطيط اللغوي منظومة مركبة ومعقدة من أنشطة تشمل موضوعات متقاطعة ومتباينة، ووارد أن تكون متضاربة أحدها هو المعني (Meaning) ويُعنى بكل الأنشطة المتعلقة باللغة والدلالات الأخرى، كما تُعنى بالتصميم أو التخطيط (Design) إذا بدأنا من الفرق الشاسع بين الأنظمة المصممة والأنظمة المضمنة، إذن التخطيط اللغوي يعني إدخال عمليات تصميم أو تخطيط، وملامح في صلب نظام لغوي .

    هذا عرض مبديء للتفريق بين السياسة اللغوية والتخطيط اللغوي، وماعندنا من لدن المستعمر لا يعدو كونه سياسة لغوية دون المرور بمرحلة التخطيط اللغوي في مستوييه
    لي عودة
    وعذرا للإطالة
    بهاء/طوكيو
                  

01-28-2013, 05:25 AM

Baha Elhadi
<aBaha Elhadi
تاريخ التسجيل: 03-29-2008
مجموع المشاركات: 879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال : أوتوقراطية اللغة العربية في السودان* (Re: محمد جميل أحمد)

    ما يخص أمر مهمة دكتور محمود عساكر وجهوده بمعاونة بروفسور يوسف الخلفسفة أورد التالي:
    وكان مؤتمر جوبا نهايةً لسياسة لغوية وبداية ًلأخرى، فقد بدأت وزارة المعارف السودانية في اتخاذ الإجراءات التنفيذية لعودة اللغة العربية إلى التعليم في جميع مراحله بالمديريات الجنوبية، أولاً لتُدرس اللغة العربية مادةً، تمهيداً لجعلها لغةً للتعليم، وعُين مساعد لمدير المعارف للمديريات الجنوبية من أبناء الشمال، ليشرف على إدخال اللغة العربية في المدارس وتدريب المدرسين، ووضع مناهج للغة العربية ، وإنشاء دار للنشر في جوبا لطباعة المناهج والمقررات الدراسية، والقيام بحملة واسعة في الجنوب لمحو الأمية باللغة العربية، وعُين عددٌ من المعلمين ذوي الخبرة للإشراف على إدخال اللغة العربية في الجنوب، وأُنشأ لهذا الغرض معهد التربية بمريدي عام 1954م لتدريب المعلمين ووُضعت المناهج فقد تم تإلىف 30 كتاباً لتعليم اللغة العربية خلال خمس سنوات، وبدأ استخدام اللغة العربية في التعليم الأولَّي في المدن، ثم عُممت في جميع مدارس الجنوب، واستدعت وزارة المعارف المركزية خبيراً لغوياً من جامعة القاهرة عام 1955م للمساعدة في إدخال اللغة العربية في التعليم، هو الدكتور خليل محمود عساكر، وطُلب منه أن يعمل على كتابة لغات الجنوب بالحروف العربية عوضاً عن الحروف اللاتينية، وقام الخبير يساعده يوسف الخليفة أبوبكر بدراسة المشروع وحُول بعض من كتب المطالعة الأولية التي كانت باللغات المحلية إلى الحروف العربية، وركزا على لغات الدينكا والزاندي والباريا والمورو واللاتوكا، وكان من العسير تأهيل مئات المعلمين لهذه المدارس ليدرّسوا باللغة العربية فوجد الدكتور عساكر أن "ما لا يدرك كله لا يترك جله" فرأى أن يحول الكتب باللهجات المحلية إلى الحروف العربية باللهجات نفسها، واقتضى ذلك دراسة أصوات هذه اللغات وابتكار حروف عربية معدلة لكتابة الأصوات فى تلك اللغات ولا توجد فى اللغة العربية، واستطاعا فى الخمس سنوات الأولى كتابة مقررات خمس لغات هى الدينكا، والزاندى، والباريا، والمورو، واللاتوكا، وفى ذات الوقت قامت الإرسإلىة الأمريكية بالبيبور بكتابة أربعة كتب بالحروف العربية بلغات الشلك، والنوير، والمورلى، والأنواك وصارت بذلك ست لغات ، كما وضعا سلسلة كتب مبادىء تعليم القراءة والكتابة العربية لأبناء الجنوب للمرحلة الابتدائية، سُميت "العربية السهلة" وسلسلة لتعليم الكبار.
    وشهدت هذه الفترة تعريب التعليم الثانوي عام 1956م، فقد أوصت اللجنة الدولية التي أوفدتها منظمة الأمم المتحدة (اليونسكو) عام 1956م، بتعريب لغة التعليم في المرحلة الثانوية ، وكُونت لجان لوضع هذه التوصية موضع التنفيذ إلا أنها لم تنفذ إلاّ عام 1965م .
                  

01-28-2013, 09:19 AM

عبدالرحمن أحمد السعادة

تاريخ التسجيل: 01-16-2013
مجموع المشاركات: 662

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال : أوتوقراطية اللغة العربية في السودان* (Re: Baha Elhadi)

    سلامٌ على الجميع

    اللغات تتصارع كالبشر ولكنْ صراعاً ناعماً ولكل لغة قوتها وأرى أنّ الحق يعطي أصحاب أي لغة أن يحفظوا لغتهم ويعتنوا بها وكما قال الشاعر:

    الحيُّ حيٌّ من حياةِ لسانه ... فإذا أُبيدَ من اللسانِ أُبيدا

    وهذا ليس بسبب ليجعل أصحاب اللغات غير المنتشرة ليتألبوا ويبدلون الصراع الناعم بالصراع الخشن والتصادم مع أصحاب اللغات السائدة ومن الطبيعي أن تتعايش اللغات سلمياً في تسامح من غير غالب أو مغلوب.
                  

01-28-2013, 10:41 AM

بريمة محمد
<aبريمة محمد
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 13471

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال : أوتوقراطية اللغة العربية في السودان* (Re: عبدالرحمن أحمد السعادة)


    هجوم عنيف على المقال من قبل الرطانة.
    أتضامن مع تدريس اللغات المحلية .. أى لغة هى ثروة وبها مخزون ثقافى وإنسانى يمكن الأستفاده منه.

    ----------------------------
    محمد سعيد .. أشرب موية ما تروى، أحسن حل للرطانه مع الأنقاذ أن يعملوا مدرسين خصوصين فى منازلهم لتعليمهم اللغة.. أها جاتك فى نافخوك!!
    بريمة
                  

01-28-2013, 11:58 AM

بدر الدين مهدي
<aبدر الدين مهدي
تاريخ التسجيل: 01-20-2013
مجموع المشاركات: 174

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال : أوتوقراطية اللغة العربية في السودان* (Re: بريمة محمد)

    Quote: يا بدر الدين
    ما فرضت نفسها
    فرضوها القائميين علي أمرها
    ودونك الأكثر مليوني أفريقي قتلوا في حروب الهوية في السودان
    كدي أقرأ معي كلام بهاء الدين
    (وهو عالم في هذا المجال)



    الأستاذ نصر تحياتي واحترامي
    الموضوع لُغوي وليس موضوع اقتتال فاللغة وسيلة للتخاطب والتواصل وتبادل المنافع ولم تنتشر اللغة العربية في السودان بحد السيف إنما بعوامل حركة التاريخ السياسي وحركة الاقتصاد والتبادل التجاري والتعلم والتعليم واعتناق الدين الإسلامي وفي مداخلتي السابقة ذكرت الاعتراف باللغات واللهجات المحلية والعمل على تأطيرها والنهوض بها ولا حجر على أحد وهذا سوق فليعرض كل شخص بضاعته
                  

01-28-2013, 04:06 PM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25101

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال : أوتوقراطية اللغة العربية في السودان* (Re: بدر الدين مهدي)

    الحروف امة من الامم*


    ------
    * الامام الاكبر محى الدين بن عربى
                  

01-29-2013, 09:53 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال : أوتوقراطية اللغة العربية في السودان* (Re: حيدر حسن ميرغني)

    شكرا بدر الدين .
    نعم العربية في السودان لها استحقاق اللغة والطنية بلا شك .لكن هناك حاجة وطنية أيضا إلى تعليم لغات الأمة بالنسبة للغات الكبرى بجوار العربية بالطبع ، لأهداف تربوية ووطنية .
    تحياتي
                  

01-30-2013, 02:38 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مقال : أوتوقراطية اللغة العربية في السودان* (Re: محمد جميل أحمد)

    شكرا طلعت على المناولة من لسان العرب في مادة (رطن) فقد كدت أفعل ذلك إلا أنك سبقتني .
    تحياتي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de