عن محمود.. الأسطورة.

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-28-2024, 07:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-22-2013, 05:21 PM

saif basheer
<asaif basheer
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 1426

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عن محمود.. الأسطورة.

    الكتابة في أو عن محمود ليست بالشيء السهل.
    بدأ بقوة، وتربع في قلوب الملايين بقوة أيضاً..
    العديد من الناس يطلقون عليه "فنان الشباب"، نعم هو
    كذلك ربما لأن السواد الأعظم من معجبيه من الشباب،
    لكن العديد من الناس الذين تجاوزوا مرحلة الشباب
    أُعجبوا بمحمود، صوته، وأدائه، ولذلك لم أندهش
    عندما قال لي الراحل الأستاذ العم حسن دبلوك "عندما تزاملنا في
    العمل في الملحقية الثقافية السعودية في منتصف (كان يعمل سفيراً
    بجامعة الدول العربية قبل أأن يزاملنا) أو أواخر التسعينات"
    أن محمودا كان فنانه المفضّل، وحكى لي العديد من ذكرياته
    مع هذا الفنان اليافع.

    ومن جيلي، كتب الصديق أسعد قبل أيام قليلة معزياً بعض
    الأصدقاء في رحيل محمود:

    تاني جيتكم،
    في شتاء 2001 وانا جديد لنج في البلد دي - بريطانيا - زرت سيف بشير، أمضينا الامسية متآنسين،
    وفي الصباح ركبنا عربيته هو في طريقه للشغل وانا لي محطة فكتوريا (وعالم جين موريس) راجع لي شيفيلد.
    أربط الحزام والذي منو، أها بتسمع منو (سألني سيف، وكأننا نواصل حديث
    انقطع قبل 10 سنوات لاهتمامات ومواضيع مشتركه)، والله بالدس كده بسمع محمود عبد العزيز.
    بالدس؟ وليه بالدس! وفتح درج العربيه وقال لي دي كلها شرايط محمود.

    رغم الكلام السنكال (الغير مخفي فوق) الا اني قصدت اقول انه كان في "وهمه" كده في السودان،
    إنو المابسمع وردي ده راسو دايش، والمابسمع ابو الامين ده ماناقش حاجه،
    أما عثمان حسين داك خلي ساي، لو ماشنطّت قميصك وخاتي ليك
    قلم في الجيب وكمان نضارة نظر حتى لو نظرك سليم، ماتهوّب.
    أها مع "الوهمه" دي ضاعت في الرجلين "عهد الوداد خنتو" مجذوب أونسة
    و"البلبل الصداح" محمد سلام، وغنا كتير سمح.
    تطربني لو وشوش صوت الريح في الباب يسبقنا الشوق قبل العين في "شال النوار" ابو الامين،
    وتفرطق ضلعي ياصبية الريح وراي خلي من حضنك ضراي في "جميلة ومستحيلة" وردي.
    لكن، من الظروف ماتشيلي هم بكره الزمن ليك ببتسم بالميلودي الفي صوت محمود
    بتقعدني في الـواطـه من غير مايكون ده خصم على اي زول والعجبو عجبو والماعجبو "بجروفو".
    قال فنان الشباب الأول قال، شباب منو يا....(طبعا الشباب محفوظ وكده). يامان ده فنان عدوى،
    الحاجه الوحيده البتخارجك منو انك ماتسمعو. لكن تلحق تسمعو الله قال بي قولك.
    وعشان خاطرك يامحمود وأي قعدة واطه أهديتنيها انا ح امشي ابحت
    ليك ناس حماده بحري وعشه ام رشيرش وحاليا بسمع طه سليمان جدا. اها شن ليك

    عذرا ياحبايب ومن لنا غير صدور بعضنا البعض لغسل الاحزان
    والاحتفاء بايامنا القادمات بعد ازاحة الكوابيس.
    لكم المودات وزاكي التحايا والتعازي

    انتهى كلام أسعد،،
                  

01-22-2013, 05:27 PM

saif basheer
<asaif basheer
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 1426

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قتلوك ومشوا في جنازتك يا محمود: جمال عيسى، (Re: saif basheer)

    مقال أكثر من معبر، وصلني من صديق مساء الأمس.

    رؤية : جمال عيسى

    * شعرت مثل كثيرين غيري بالاستياء وأنا أشاهد والي الخرطوم واكثر من وزير يظهرون عبر الفضائيات يتحدثون عن مآثر محمود ويعلنون تبنيهم لجمعية
    خيرية بإسمه بعد اكتفت الدولة بالفرجة على النجم الجماهيري وهو يموت أمام أعيننا موتا بطيئا وكدت اصدق أننا (دولة فاشلة) على قول (مرتزقة كبمالا) ولو قالوا (منافقة) لصدقناهم!.

    * أكثر من 100 جهة اعتبارية أندية وأحزاب وشركات ورجال اعمال قدموا تعازيهم من خلال الفضائيات وأسفل الشاشات وكأنهم اسهموا في علاجه واعلنوا عن تبرعهم بعلاجه في
    دولة أوروبية بعد (نكسة) رويال كير وإعلان فشل الطب السوداني في معالجة حالة بدأت بمجرد آلام في المعدة وانتهت بالموت!. أوكأنه ليس(محمود) الذي تكفلت(طليقته)
    وأحد أصدقائه بتسفيره بعد أن اكتفت (الدولة بحالها) بقيمة علاج(رويال كير) المتواضع الإمكانيات.

    * ظهر في التعازي ناديا الهلال والمريخ وكان ظهورهما الخجول أشبه بـ(التعيس وخايب الرجا) ،
    فالهلال قام في فترة سابقة بتسفير هيثم مصطفى لعلاج إبنه من وعكة بسيطة ألمت به ، فيما نادي (المريخ العظيم)
    الذي تفاخر مسؤلوه بمريخية الحوت وكانوا يجبرونه على إحياء حفلات (تجميل) مجلس الوالي ، لم يحركوا ساكنا
    وظهر الوالي في التلفزيون يترحم على محمود وبالطبع لن ينسى أن (يدفع) مثلما يفعل في كل عزاء تسلط عليه الأضواء!.
    * ومن الذين ظهروا في (حفلة العزاء) أحزاب كبيرة وصغيرة من بينها الاتحادي الديمقراطي جناح (مولانا) محمد عثمان الميرغني
    وشركات لاحصر لها ، وحتى سفارة جنوب السودان ظهرت بعد نهاية الفيلم بعد أن (طنشت) طيلة فترة مرضه ومعلوم
    أن محمود غنى للسلام و للجنوب ولـ(الدينكا اللطاف) وجونقلي والرجاف!.

    * صحيح ان الموت حق وأجل مكتوب ، لكن الصحيح أيضا أن محمود كان يحتاج لمن (يدق سدره) ويتكفل بتسفيره إلى
    أوروبا بدلا من الأردن وشعرنا بحسرة شديدة والطبيب الأردني يعلن ان الأردن لاتملك إمكانيات لعلاج حالات الفشل الدماغي،
    كما اننا نعلم أن الأردن واحدة من 4 دول عربية تعتبر (الموت الدماغي) موتا حقيقيا خلافا للبقية التي لاتعترف به إلا بعد توقف القلب.

    * شعرت بغصة في حلقي وأنا أشاهد والي الخرطوم ووزير الثقافة والإعلام ووزراء المخصصات الدستورية (التي يستقطعوها من لبن الرضيع )
    وهم يتحدثون بلا خجل عن الفقيد ومآثره وكأنهم لايمثلون الدولة التي أعلنت انه ترعى المواهب فجلدت محمود في نص السوق وزجت به في
    السجن اكثر من مرة ودفعته للعمل مع المساجين في نظافة الشوارع ، وكانت (تعصر) نجوميته وترسل أي عسكريين إتنين (من أبو شريط) في
    أي زمان ومكان لجلبه وإحياء حفل ليس من حقه ان يطلب شيئا من عائده ولا يسأل أين يذهب هذا العائد!.

    * لقد شاهد شباب عاشق لغناء محمود وتجمعني به معرفة ، في أحدى المرات ، النجم الكبير وهو يقوم بإعمال النظافة في منتزه
    المقرن العائلي مع المساجين فلم يصدق عينيه وذهب البيت يستمع لأغانيه وهو يبكي.

    * نعم .. (اتبهدل) محمود في هذا العهد ولم تسع الدولة لمعالجة الابتلاءاءت التي ابتلي بها وأخذت تستفيد من نجوميته مستغلة بساطته وتواضعه
    ومحدودية تعليمه التي لم تمكنه من الهروب إلى القاهرة أو موسكو او بريطانيا والالتحاق بالمعارضة على نحو ماحدث من وردي ومصطفى سيد احمد وآخرين.

    * لقد كافأت الدولة وفاء محمود بإذلاله حتى إنه أُدخل السجن قبل شهرين من وفاته في مدني لمجرد أن ظروفا قاهرة منعته من الوصول لمسرح الحفل
    في الوقت المحدد ، ومعلوم أن الفقيد لايملك (ضهر) يحيمه سوى نجوميته وعشق ملايين الشباب له .. وهؤلاء بدورهم لايملكون سوى الحب
    الذي يبادلونه إياه ولايحميه من جبروت دولة انقسمت بين(الحرامية) و(المحرومين)!.

    * هؤلاء الشباب هم الوحيدون الذين بكوا محمود من أعماق اعماقهم وساروا من المزاد إلى المطار على ارجلهم وبقيوا ثلاثة أيام امام
    منزل الفقيد ينتظرون المعجزة ، وبعد وفاته ذرفوا دموع الشباب والرجال وتسابقوا للمشاركة في حفر قبره وكانوا مخلصين في حبه
    وعشق فنه يعرفون برنامج حفلاته باليوم والساعة والدقيقة ولاتفوتهم حفلة من حفلاته يتبادل معهم التحية التي يعرفونها
    جيدا بوضع الساعد على الساعد (شفرة الحب) بين الطرفين.

    * أولئك هم أصحاب (الوجعة) الحقيقيون ومعهم كل من عشق فن محمود من منازلهم او كل سوداني في أي بقعة من بقاع العالم،
    أما المسئولين والأحزاب والأندية والشركات الذين شاهدناهم على الفضائيات فنقول لهم (اختشوا ياعالم ) وكفاية نفاق.

    * تحية لزوجة محمود السابقة بت العشي التي أثبتت أنها (أرجل) منا جميعا حتى وهي طليقته وتعتصرها حرقة الطلاق،
    ظهرت (وقت الحارة) في الوقت المفروض يظهر فيه الرجال ، فيما ظهر الرجال (وقت الباردة) المفروض يظهر فيه (النسوان) في بيت العزاء!!.

    * أعزرنا يا(حوت).. قتلناك ومشينا في جنازتك!.
                  

01-22-2013, 10:46 PM

saif basheer
<asaif basheer
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 1426

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قتلوك ومشوا في جنازتك يا محمود: جمال عيسى، (Re: saif basheer)

    وأرسل لي الصديق حاتم هذه القصيدة من السودان،
    وهي عبارة عن رصد لألبومات الراحل:

    اشعار: ود المجذوب
    ======
    سمحة الصدف .. حلوة الظروف
    بكت القصـــائد والحـــــــــــروف
    يا نشــوة الروح (الــــــــــــــوداع)
    (بعد الغيـــاب) الحلم ضـــــــــــاع
    (والشوق لهيـــــب) ليك يا حبيب
    (ساب الـــبلد) ... قسمة ونصــيب
    منــــك طــــلع (خوف الوجــــــــع)
    (سكت الرباب) ... ما عاد سجـــع
    (الفات زمان) واعلن رحيــــــــل
    (بعد الفراق) و(حلمو الجميل)
    (القسوة) كانت في البعاد
    (نور العيون) والابتعـــــــــاد
    (كدة برضو) يا زولي (الوسيم)
    فقدك صعب قاسي وأليم
    من الظروف (ما تشيلي هم)
    ليت الزمن لينا ابتسم
    يا ريت (شذي الايام) يفوح
    ننسي المواجع والجروح
    وانا يا (تبارح الهــــوي)
    كانت (سلامتك) لي دواء
    بس (خلي بالك) يا قليب
    ما تنسي زول غالي وحبيب
    شوق (السنين) جواي بحور
    واحزاني (في ستين) تغور
    ذكري الفرح لازم تكون
    يا حوتة يا (نور العيون)
                  

01-23-2013, 10:42 PM

saif basheer
<asaif basheer
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 1426

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قتلوك ومشوا في جنازتك يا محمود: جمال عيسى، (Re: saif basheer)

    سمحة الصدف .. حلوة الظروف

    اوائل الثمانينات (ربما 83) كانت بداية قوية.
                  

01-27-2013, 02:44 PM

مزمل خيرى
<aمزمل خيرى
تاريخ التسجيل: 03-29-2009
مجموع المشاركات: 5652

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قتلوك ومشوا في جنازتك يا محمود: جمال عيسى، (Re: saif basheer)

    Quote: سمحة الصدف .. حلوة الظروف
    اوائل الثمانينات (ربما 83) كانت بداية قوية.

    ياسيف سلام عليك ورحمة الله
    التاريخ دة بعيد شديد فى 89 - 90 ممكن !

    تحياتى ...
    ورحم الله الفنان محمود عبد العزيز
                  

01-27-2013, 07:15 PM

saif basheer
<asaif basheer
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 1426

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قتلوك ومشوا في جنازتك يا محمود: جمال عيسى، (Re: مزمل خيرى)

    الأخ الفاضل/ مزمل

    معاك حق، أكيد أنا كتبت تاريخ بعيد شوية، والعتب على الذاكرة.
    لكن كمان 89 أو 90 ما حا تظبط، لأنو أنا متذكر جداً أنو حفل
    الجامعة الأهلية كانت قبل تخرجي من الجامعة في 88. كمان متذكر
    جداً إنو كافتريا الاقتصاد كان يديرها صلاح حتى 87 أو 88.

    الحاجة التانية، شكيت في تاريخي الأول (83/84) لما شفت التسجيل دا،
    وباين فيهو انو سنة التسجيل كانت 90، وكان محمود يبدو يافعاً

                  

01-24-2013, 11:25 AM

غباشي
<aغباشي
تاريخ التسجيل: 01-19-2007
مجموع المشاركات: 1729

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قتلوك ومشوا في جنازتك يا محمود: جمال عيسى، (Re: saif basheer)

    Quote: أعزرنا يا(حوت).. قتلناك ومشينا في جنازتك!

    سلام اخونا سيف بشير
    ربنا يرحم محمود رحمة واسعة بقدر ما قدم من خير و احسان ...
    حالة محمود ينطبق عليها قول نزار قباني عن دمشق في قصيدة خمسة رسائل لامي (انقله لك بتصرف):

    حوتة (دمشق) .. يا شعراً على حدقات أعيننا كتبناه
    وand#65279; يا طفلاً جميلاً من ضفائره صلبناه
    جَثَونا عند ركبته .. وذبنا في محبته
    إلى أن في محبتنا ... قتلناه

    عذراً ما عندي اي تعبير اخر ... موت محمود المفجع لسة مؤثر فيني
                  

01-24-2013, 07:32 PM

Imad Khalifa
<aImad Khalifa
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 4394

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قتلوك ومشوا في جنازتك يا محمود: جمال عيسى، (Re: غباشي)

    سلام سيف بشير
    وهذا مقال صادق عن الحوت كتبه الأستاذ عبد الرحمن الأمين:
    Quote:
    عبدالرحمن الأمين
    [email protected]

    محمودان ، تلاقيا في رحاب أحزان الوطن ، وبصدفة التأريخ ، فسار معهم الكروان مصطفي سيدأحمد. كل بذكراه وبما ترك من خلفه لنا . فخميسنا الفائت كان بطعم الوجع علي اثنين مضيا منذ سنوات ، ليلتحق بهم ثالث عز فقده اذ لا يزال الجرح نديا .
    الاستاذ محمود محمد طه، المفكر، والشاب محمود عبدالعزيز الفنان الكامل . الأول قتلوه بعد أن ضاق الوعاء بما فكر ، وبما استبان من تفاسير وأفصح من مرئيات فلسفية . رموه بتهم الخوارج الغلاظ : الزندقة والتجديف والردة ، فقصوا رقبته . تهيبوه وخافوا منه حتي بعد ان صار الي ماصار اليه بعد شنقه قبل 27 عاما ، فمنعوا الاحياء من المحبين والاصدقاء والدارسين لسيرته من الالتقاء بداره لتذكره ! وقفوا ديدبان علي مدخل بابه ، بالسلاح وبذئ العبارة .

    ومحمود آخر . لمعجبيه الشباب هو الحوت ، حنجرة صدحت فأبدعت. شاب أدخل البهجة والحبور في النفوس فأحبه من تذوق الكلمات الموشاة بوتر وناي ، وبادل الناس حبا بحب .

    ترجل الفارس زين الشباب عن جواد الحياة ، فجاء يوم شكره . حدثتنا سيدة قالت الاخبار انها تكومت بعيدا لوحدها في ساحة مسجد الصبابي تنتظر خروح الجثمان بعد الصلاة عليه . كان وجهها متورما طريا بما بذلت من دمع هتون لساعات طوال . شاهدت الجثمان فصرخت قصتها ( ياحليلك ياسند اليتامي ...ياحليلك يا أبو اليتامي) ! قالت انها لجأت للحوت بداره ذات يوم من عام 2007 ، دون سابق معرفة . أسرت له بمكنون حالها وعوزها هي وفلذاتها الايتام . ومنذئذ ما توقف مرتبه الشهري عنها (500 ألف جنيه)قالت ان آخر صرفياتها كانت يوم 3 نوفمبر وبعدها اشتد به المرض ، ويوم الخميس انقطع السند ، وللأبد ! غادرنا عجولا الي رحاب ربه راضيا مرضيا ، فخلف في حيوات محبيه ثقبا كبيرا يتسع علي الراتق . لكل محب قصة ، ولكل معجب سبب بيد اننا افتقدناه جميعا لأنه كان فنانا للوطن الكبير قبل ان ينشطر . أشجي الناس في ربوعه الواسع .غني في المسارح ، ان توافرت ، وصدحت مزاميره بالخلاء الرحيب ان ساد التهميش العمراني ، فما همه الا الانسان الذي جاء ليستمع ويطرب . تساوي عنده الحضور سواء أكانوا بالحفلات المخملية بالفنادق أو سوح معسكرات اللاجئين ، فالكل سوداني والكل في قلبه ! اراد ونجح في جعل الفن حاجة يومية للشباب وفي المتناول علي غرار وصفات "قدر ظروفك " ، فخافوا من السواعد التي صفقت له .ضاقوا به ذرعا وتفننوا في محاربة رجل طينته هي النبل فخسروا في كل مرة ، وكسب "هو" و"هم " . ضغطوا لتدجينه فغني كالاسير ، ففهم الشعب الواعي الرسالة وصم الأذن . لم يطرب الناس وتمنوا فك أسره ، فالأسيرفي فقه الشرفاء يرفع عنه القلم ولايؤاخذ . قرروا معاقبة الشعب علي حبه ، فأرسلوا الفالكون لاختطاف جثمانه من عمان ، "نعومة" أمنية هي عنوان للمن والأذي المتربص ! وسؤال تداوله السودان ببراءة الأطفال : أين كانوا عندما رقد مريضا وتولت أسرته ارساله في رحلة الرجوع كنعش ؟ وتعليق استنباطي ، اين سيكونون في مقبل الايام، وقد تأكد الآن ان الاسرة الصابرة والمتكدرة بالفقد قد فقدت العائل؟

    لا نتوقع شيئا ممن تشدقوا "باكرامه" برحلة طائرة خاصة ، وهو ميت ، ففي حياته لفقوا له التهم وحاولوا كل شئ لكسر ارادته واغتيال شخصيته بل ، وحتي ، التشكيك في نبوغه الفني وبيع الشعب فنا بديلا سيئ الصنعة كالاباريق البلاستيكية أو أحذية السفنجة في سوق الجملة . فاكراميتهم لم تكن الا ابتداعا لخبث أمني هدفه ، كما تبدي واضحا، دفنه عنوة لئلا تودعه الجماهير كيفما شاءت وبما يستحق ! فالحاكم هذا يخشي المحكومين ان شاهد أكثر من شخصين .عصابة صارت سرقة الجثمانين لديها تجارة مجربة ذات ريع . تجارة قمع الاحساس الانساني النبيل المفعم بالحزن - فالحزن ممنوع مالم يصدروا له اذنا من لجانهم الشعبية ويوقعه الضابط المناوب في وردية بسط "الألم" الشامل . في 1990 برهنوا عن جزارة بشرية آلية تفوق السلخانات كفاءة في الانتاج، فقصبوا في 120 دقيقة 28 ضابطا وأدرجوا أماكن دفنهم في محاضر الأمن القومي كسري للغاية فأخفوها عن ذويهم والي يومنا الماثل ، وتركوا للأمهات المكلومات الدعاء ! وفي 1997 اقتحموا طائرة مصر للطيران وسرقوا جثمان الشهيدالفريق اول فتحي أحمد علي وهربوا به للمقابر!

    ابتلانا الله بحكم سلطاني تعدي شذوذه الفكر والخلق القويم ، الي الفجور السلوكي في ادارة كل ما اتصل بالشأن العام. انه حكم قرقوش الاسلامي الاستوائي . ابتدر عهده وأنام الناس بأمره ، قسرا ، بعد الغروب . اعتقل نسائم الليل وزغاريد الفرح ولمات الأهل والصحاب . وقف علي وسائد الناس شاهرا السلاح لتنويمهم منذ اغتصابه للسلطة في 1989 والي أكتوبر 1993 ، ثم تكرم بمد "السهر" الي الحادية عشر ليلا ولاثني عشر عاما لاحقة ! وبعد كل هذا يذهب مكابرا ، وبلا حياء ، مدعيا ان الشعب المخفور في أقفاص مساكنه يؤيده مائة في المائة، كاملة غير منقوصة ! سلطان كاره للجماهير ان أحبت غيره ، متوعدا الأمة بالثبور ان تجرأت وحلمت بالبديل ، باطشا بالشعب ان تجاسر وغني للحرية ولو في خلوة ماأعزكم الله من تسميته . سلطان ظالم جاء بشعار "اعادة صياغة الانسان السوداني " فأبدع في التنفيذ ، ثورا حمريا هائجا بسوق العناقريب عند لمة الظهيرة !

    ظلموا المحمودين في كل شئ ، فأحبهم الشعب أكثر . يوم الخميس استرجعت الملايين الراجلة قصة الفكر والفن في بلاط حكم الظلاميين .كان الفقد كبيرا . كان الاستاذ محمود محمد طه في المقدمة والكوكبة المضيئة التي غابت عن سمائنا تحمل مشاعل الفرح وبشريات الغد الأحلي .. مصطفي سيداحمد ومحمد وردي وحتي الخالة حواء الطقطاقة كانت هناك بدلوكتها في زفة وسيرة الثورة . السودانيون يتذوقون الصوت الشجي ويحلون ذاكرتهم بنظم هو الذهب المطرز لما نسج حميد ، الدوش ، عوض فضيل ، محجوب شريف ، هاشم صديق ، ود المكي ، علي عبدالقيوم وعبدالمجيد حاج الأمين و "هبت الخرطوم في جنح الدجي" وآخرون وآخرون وأخريات.

    اللهم ، يامن لا يسأل سواه ، انا نسألك العفو والمغفرة ، بأضعاف ماعلمت من حبنا لشهدائنا وموتانا جميعا. ونتضرع اليك ياخالقنا بأن تجعل غفرانك وعفوك عنهم شاملا وكافيا لنيل رضاك ورحمتك والتكفير عن ذنوبهم وسيئاتهم وكل مايستوجب عقوبتك .ونسألك ان تربط علي قلوب أهليهم وأسرهم وتصبرهم علي ما ابتليتهم به من قضاء هو أمرك النافذ ، يامن بيده المشيئة والامر .
    انا لله وانا اليه راجعون .

    *ملحوظة : نستكمل مابدأناه من حلقات عن صلاح قوش بعد غد الاثنين بمشيئة الله ، فنعرض للحلقة 2


    رحم الله الفنان محمود عبد العزيز والتحية لروح شهيد الفكر والانسانية الأستاذ محمود محمد طه.

    لك تحياتي
                  

01-25-2013, 03:26 PM

saif basheer
<asaif basheer
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 1426

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شكراً بكري، محمود يستاهل منا الكثير.. (Re: Imad Khalifa)

    تعرف يا بكري

    عندما قررت كتابة هذا البوست، كانت الفكرة
    أن أدعوا الزملاء أعضاء المنبر للكتابة عن
    أو نقل ما كُتب عن محمود، هنا،،

    ولكن لم أقل ذلك وتركتها لفطنة القاريء،
    وواضح جداً أنك تنبَّهت لفكرة البوست
    بتثبيتك له في المقدمة.

    فأين لي أن أفكر في فكرة الأخ الفاضل/ غباشي

    Quote: حوتة (دمشق) .. يا شعراً على حدقات أعيننا كتبناه
    وand#65279; يا طفلاً جميلاً من ضفائره صلبناه
    جَثَونا عند ركبته .. وذبنا في محبته
    إلى أن في محبتنا ... قتلناه


    4 أبيات من قصيدة لنزار قباني، كلنا نحس بأنها وكأنها تُكتب عن محمود،
    وربما تساوي آلاف الصفحات التي يُمكن أن تُكتب عنه.
                  

01-26-2013, 03:55 PM

saif basheer
<asaif basheer
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 1426

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شكراً بكري، محمود يستاهل منا الكثير.. (Re: saif basheer)

    ذكرت أعلاه أن "سمحة الصدف" كانت بداية قوية لمحمود.

    يقدوني هذا إلى بداية "تعاطيَّ" لمحمود:

    في سنة 1983 أو 84 لا أذكر تحديداً، تم إقصاء قائمة الإتجاه الإسلامي من رابطة
    طلاب كلية الإقتصاد، وفاز بها طلبة "التحالف"، فكان أحد إنجازات ذلك التحالف
    بناء كافتريا الإقتصاد. تولى إدارة الكافتريا رجل مهذب خلوق اسمه "صلاح"، كان
    يحضر باكراً للكافتريا، تقريباً من السابعة صباحاً، وأول ما يفعله صلاح كان يقوم
    بوضع شريط كاسيت لفنان شاب طواااااااااااااااااااال اليوم. عرفت حينها أن ذلك الفنان الشاب
    هو محمود عبدالعزيز، ولم أكن انتبه له جيداً بل لم أسمعه، ولذلك قررت أن "أكرهه" حتى قبل أن
    أتعرف عليه جيداً!

    لاحظت أن معظم الأصدقاء من حولي كانوا شديدي الإعجاب بذلك الفنان وأكثرهم حباً له
    كان الصديق "حموده"، إلاّ أنا، وربما بدا ذلك غريباً لبعضهم لأنهم يعرفون ولعي بالغناء
    (كمستمع جيد)، فكان أن دعتني الصديقة غاده (زوجة حموده) لحضور برامج يوم ثقافي
    لديهم بالجامعة الأهلية، فذهبت. معرض كتاب، ومعرض ملصقات، وندوة، ثم جاء وقت
    الحفل الغنائي، ورفضت غاده أن تطلعني على اسم الفنان، فقط أخذتني إلى القاعة مكان الحفل
    وإذا بها قامت بحجز كرسيين في الصف الأول..
    مرت دقائق، وإذا بالقاعة الممتلئة عن بكرة ابيها تتحول إلى مكان غريب؛ بدأ كل الحضور في التصفيق والصراخ
    بصورة أشبه بالهستيرية، وإذا بشاب نحيل القامة يعتلي خشبة المسرح بمصاحبة عازف
    "كي بورد"، ووجدت نفسي وجهاً لوجه مع محمود: حينها فقط عرفت مرمى غادة، وخيراً فعلت
    غادة، لأن تلك كانت نقطة التحول في علاقتي بمحمود (أعني العلاقة الاستماعية إذ لم أُحظى
    بشرف مقابلته ولا الجلوس إليه شخصياً). بدأ الحفل بأغنية (القطار المرّا) وبدأت في التو واللحظة
    أوبخ نفسي بأنني ظلمتها بعدم سماعي لمحمود. منذ تلك اللحظة قررت المثابرة على الذهاب
    لكافتريا الاقتصاد بل وتوثقت علاقتي بالأخ صلاح مدير الكافتريا؛ أعدت سماع "سمحه الصدف" ووجدت
    أنني أصدرت حكماً في غير محله. حتى بعد مغادرتي لبريطانيا حرصت على الاستماع لانتاج محمود الغزير،
    واغتنيت معظم ألبوماته إن لم أجمعها كلها..

    تماما كما وصفه أسعد: الزول البفكك منو إنك ما تسمعو.. لو لحقت سمعتو تاني ما بتتخارج منو.

    تألمت كالكثيرين غيري عندما قامت الإنقاذ بجلده أمام الملأ، وتألمت أكثر عندما استغلت
    الإنقاذ بساطته طمعاً في شعبيته الكاسحة. وكدت أنفجر غيظاً عندما قامت الشرطة بحبسه
    لعدم أدائه حفل مسرح الجزيزة بسبب المرض!

    يا الله يا محمود!
                  

01-26-2013, 04:28 PM

saif basheer
<asaif basheer
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 1426

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: شكراً بكري، محمود يستاهل منا الكثير.. (Re: saif basheer)

    الأخ الفاضل عماد خليفه

    Quote: محمودان ، تلاقيا في رحاب أحزان الوطن ، وبصدفة التأريخ ، فسار معهم الكروان مصطفي سيدأحمد.
    كل بذكراه وبما ترك من خلفه لنا . فخميسنا الفائت كان بطعم الوجع علي اثنين مضيا منذ سنوات ، ليلتحق بهم ثالث عز فقده اذ لا يزال الجرح نديا .
    الاستاذ محمود محمد طه، المفكر، والشاب محمود عبدالعزيز الفنان الكامل . الأول قتلوه بعد أن ضاق الوعاء بما فكر،
    وبما استبان من تفاسير وأفصح من مرئيات فلسفية . رموه بتهم الخوارج الغلاظ : الزندقة والتجديف والردة ، فقصوا رقبته.
    تهيبوه وخافوا منه حتي بعد ان صار الي ماصار اليه بعد شنقه قبل 27 عاما ، فمنعوا الاحياء من المحبين والاصدقاء
    والدارسين لسيرته من الالتقاء بداره لتذكره ! وقفوا ديدبان علي مدخل بابه ، بالسلاح وبذئ العبارة .

    ومحمود آخر . لمعجبيه الشباب هو الحوت ، حنجرة صدحت فأبدعت. شاب أدخل البهجة والحبور في
    النفوس فأحبه من تذوق الكلمات الموشاة بوتر وناي ، وبادل الناس حبا بحب .


    وبينهما محمود ثالث، هو الصديق الراحل المقيم/ البروفسور محمود الزين حامد؛
    تم تعييننا سوياً كمساعدي تدريس بالعلوم السياسية جامعة الخرطوم، أكمل مسيرته الأكاديمية
    فحضَّر ماجستيرين ودكتوراه، وعاد للسودان محملاً بالعلم مسلحاً بالمعرفة على أهبة
    الاستعداد لعطاء غير محمدود، قتلته الإنقاذ برفضهم تعيينه في الجامعة، فشد الرحال
    إلى الكاريبي، وتوفي فجأة أثناء أحدى المحاضرات في جامعة السلام بكوستاريكا!

    Re: محمود الزين حامد: حزن وحداد هاديء
                  

01-27-2013, 02:16 PM

saif basheer
<asaif basheer
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 1426

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن محمود.. الأسطورة.. (Re: saif basheer)
                  

01-27-2013, 02:29 PM

saif basheer
<asaif basheer
تاريخ التسجيل: 11-29-2004
مجموع المشاركات: 1426

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن محمود.. الأسطورة.. (Re: saif basheer)





                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de