إلى عادل القصّاص، يجده بخير

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-01-2024, 08:07 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-10-2013, 07:14 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
إلى عادل القصّاص، يجده بخير

    بعد التحية..

    تصدير:

    "إن الفنّ هو الأقوى، أكبر قوة دائمة اخترعها الإنسان أواكتشفها ليسجّل بها تاريخ ديمومته وشجاعته اللتان لا تقهران أثناء الكارثة، ويسلّم بصحة أمله"/ من خطاب وليم فوكنر (إلى شباب اليابان- 1955).
                  

01-11-2013, 07:01 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: عبد الحميد البرنس)

    لدهشتي، يا ذا الجلال الأسلوبيّ والعظمة اللغويّة، كنتَ أنت نفسك، لا أحدَ سواك، مَن رأيتُه مستويا، على عرش يتوسط السماء وقمة جبال العاديات، حيث كنت أقف أنا، الفقير إلى دقة التعبير وحصافة الكلمات، مأخوذا بروعة "المَشاهد كلها". كان ثمة قوافل تتعاقب، على المرور بين يديك، ملقية، في أثناء سيرها الحثيث، إلى وجهك الكريم نظرة. وكان ثمة أمر مبهج يعقب حدوث تلك النظرة. إذا تشرع أقدام القوافل بلا استثناء في الغناء. ما أن تمضي عنك مبتعدة وأشواقها إليك ظامئة لا تزال. عندها، سألت عابر سبيل، كما لو أنني لم أكن أعرفك، كما لو أنني لم أعد أحتمل السحر وحدي، قائلا "مَن هذا البهيّ في عليائه". كان في قلبه ثقوب عديدة يخرج منها النمل. وفي عينيه، يبحر صمت له صليل أسى تخلل أصداء معركة بدائية "لم ينتصر فيها أحد"، قال مشيرا إليك "هذا صانع الأمل".


    يتبع:
                  

01-12-2013, 04:00 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: عبد الحميد البرنس)

    لا أكتمك، (أنت يا مَن هناك)، أنني ظللتُ في مقام القاريء مفتونا، لوقتٍ لا أعلم مداه، بتلك العلاقة، بينك وبين القوافل: كيف تمسك بالخيوط المبعثرة باحكام، كيف تنسج ولا أبرع، كيف تفتت الزمن إلى قطع صغيرة بانيا زمنك الخاص في آن، كيف تجعل من الذاكرة قارب نجاة من "قدر الغرف المقبضة" ولا أرحب العالم ولا أوسع. هكذا، كانت القوافل تقبل نحوك حزينة مغمورة بالضياع ومثقلة بالأسى. وتغادرك خفيفة كروح طفل رأى بين أغصان الليل القمر مبتسمة كلقاء صديقين على دروب ذاكرة موغلة في القِدم ضاحكة كخطوة الوصول العصيّة بعد يأس ورهق. لكأنّي بها في غنائها العذب الموقّع تقول "تباركتْ عطاياك السنيّة".








    يتبع:
                  

01-12-2013, 06:40 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: عبد الحميد البرنس)

    إلى أن رأيتك تهبط (على حين غرة)، مغادرا كما النيزك لامسَ غلاف الأرض عرشَ جلالك، وهبوطك ذاك لم يكن يشبه السقوط في شيء، حاشاك أنت المتفرد ببهاء بيانك، بل كان أمرا أشبه بانهيار الركائز المنتحرة، وقد ماجت البسيطة في غير مكان لوقعه، ومادت. لكنّ الأشدة وطأة، بل الأكثر لوعة، من الهبوط، كان "صليل الصمت"، الذي أعقب الهبوط نفسه، حيث الوحشة الأبديّة المخيمة والمقبضة، كقبضة الجلاد واهب حقّ الموت والحياة، على رؤوس القوافل الماضية الآن، في الغياب الفجائيّ للغناء. هكذا، لا يبدو هبوطك، في نهاية المطاف، بمثابة أمر يسهل محو آثاره، حتى بإستيكة الحماية الإداريّة للتقدم ربيب الطائفة.




    يتبع:
                  

01-12-2013, 11:52 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: عبد الحميد البرنس)

    هنا، سألت عابر سبيل آخر "بحقّ الآلهة، ما الذي يحدث". أخذ يزيل نظرته المعتكرة، كما لو أنّك تزيل بمنديل العجز دمع الكارثة، عن عرش مهنتك الخاوي للتو، قائلا "لقد أصاب الضجرُ صانعَ الأمل". قلت "لو أوضحتَ قليلا". قال "ربما لأنّهم طبعوا قلبه على نحو لم يحدث له من قبل بالقتامة". قلت "مَن". قال "موتى هذا العام". قلت "لم أفهم". قال "كما لو أن صانع الأمل لم يعد قادرا بعد على حمل أحزان القوافل خطوة أخرى.. وحيدة.. يتيمة.. وأبعد". قلت "هذا يحزني". قال "صه" وواصل "دعنا نتبعه ونرى إلى أين يسير الآن".



    يتبع:
                  

01-12-2013, 07:56 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: عبد الحميد البرنس)

    ورأيناك هذه المرة بشرا سويا. تمشي في الأسواق حاسر الرأس. تأكل من صنف الكلام المتاح. شأن "العامة" في مذهب أبي حنيفة النعمان. وقد أخذت خطاك في التوغل داخل أرض غريبة لم تألفها قدماك أكثر فأكثر. كالطبيب ينضّ عنه "روب" مهنته ويدلف إلى ورشة الحدادة خبيرا بين ليلة وضحاها. وهكذا، رأيناك تتوقف، غير بعيد، من ملاعب صبية أشقياء. كانوا يرشقون عصافير أوت إلى الأشجار خالدة إلى مهاجعها الآمنة. قلت "ما الذي يفعله صانع الأمل هنا". قال "انظر انظر". ورأيناك تلتقط الأحجار مثلهم. عندها، صحوت من نومي قائلا "يا للكابوس".
                  

01-12-2013, 10:45 PM

mutwakil toum

تاريخ التسجيل: 09-08-2003
مجموع المشاركات: 2327

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: عبد الحميد البرنس)

    تحيات يا برنس..

    قبل أيام لمحت إسم الزول في فور اول ولقيت بعض الأسماء التي تسلقت على أكتاف بيل جيتس تأكل من لحمه حياً،،
    سأله واحد من ديل متهكماً و أظن اسمه عبد الخالق: يا عادل صحي انت تعيش من الكتابة؟ لعنت بيل جيتس لحظتها يا برنس ..
    الرجل يقصد يعني كتابتك دي بتأكِل عيش؟
    فتشت حساب عادل في النفيس بوك واتطفلت عليو قلت ليو؛ نحن يا عادل كنا مع بعض الصحاب نحفظ حكاية ذات صفاء ونسمِعا لي بعضنا البعض
    كنا نحفظها كما نحفظ سورة الحمدو..،،
    عادل القصاص كتب قصص بعدد الأصابع لكنها نحتت من نفسها تاريخا، شكand#1619;ل وصاغ وجدان جيل وخلق وأسس مدرسةً لكتابة القص القصير..
    قال لي كاتب قصة ؛ هجرت كتابة القصة لأني أكتبها بروح القصاص و نفس صفاء؛
    أجرم عادل في حق نفسه عندما انخرط في المنابر وكان عليه أن يتبع درب عاطف خيري في التعامل معها..
    مؤسف أن يجد شخص كعثمان محمد صالح مادته في عادل القصاص هذا الإسم الهيوج huge
                  

01-12-2013, 11:20 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: mutwakil toum)

    إلى حين عودة:


    [Bصباحٌ مشوشٌ بِنَزْعَةِ الظُّهْر


    عادل القصاص

    الفكرة التي هفهفتْ في خاطرك، ليلة البارحة، واستقرَّتْ في ذهنك، قبيل نومك المشقَّق بالكوابيس، صائرةٌ إلى مكانٍ مؤاتٍ، وحاذق، لدى تنفيذها، كاد هذا الصباح، المشوّش بنزعة الظهر، أن يحيلها إلى مزع. إذ كيف يتسنى لك، وقد تخطيت الثلاثين، بعدة أعوام، أن تحمل قنّينة جنٍّ فارغة، وتقف في مواجهة البائع، في البقالة التي تلي الفندق، والتي من المحتم أن تجدها، كعادتها، مكدّسة بالزبائن، الذين ستتأملك نظراتهم، بسببٍ من هيئتك النضيدة، ومن البشاشة الخاصة، التي سيوليكها البائع، ومن العبارات الإنجليزية التي تيسِّر لك التفاهم معه، كما أنها توفر له سانحة عَرْض لسانه الإنجليزي أمام زبائنه، وتلك هي، على الأرجح، مصدر بشاشته، الخاصة. عندئذٍ، ستتحور نظرات الزبائن، المنجذبة إليك، إلى انتباهٍ مُتَكَالِب، وأنت تقول له، بعبارةٍ خافتةٍ، سريعةٍ ومرتبكة، إنك ترغب في بيع..لا، بل في إعادة قنينة الجن، الفارغة هذه، إليه، حيث ستستند، حتماً، إلى كونه قد سألك، لحظة أن ابتعتها، ممتلئةً منه، عمّا إذا كانت بحوزتك قنينة جن، فارغة، لأن من شأنها، لو جلبتها، أن تخفِّض لك السعر، ولما أجبته بالنفي، قال إن بوسعك، أي من حقك، متى أرجعتَ هذه فارغةً إليه، أن تستلم، أي تستعيد، فارق السعر، الذي هو ثمنها، هكذا، فارغة، لعنة الله على ذينك البِرَّيْن(1)! وستذكِّره قبل أن تفاقم خجلك وارتباكك الدهشة، المفتعلة، الخبيثة، الواثبة من عينيه، الملوّث بياضهما بالصفرة، إنك إنما ترغب في أن يبيعك، أيضاً، وبثلاثة أرباع عائدها، ست سجائر، ثم يعطيك.. لا، بل يعيد إليك خمسين سنتيماً (2)، هي الرُّبع المتبقي، لتذهب به، بعد ذلك، إلى البار، الذي يلي البقالة، بعد مخزن بيع مواد البناء، وتطلب إلى النادلة، بعد أن تحييها بابتسامةٍ فاغِمَة، وبعد أن ترد هي الابتسامة بأفغم منها، فنجان قهوتك الصباحي الأول. ولربما جاءتك النادلة ـ وهذا هو الغالب ـ بفنجان القهوة قبل أن تطلبه، إذ هكذا درجت تفعل، منذ الصباحين الماضيين. مما ولَّد لديك انزعاجاً، طفيفاً، من أن تلك العادة ـ بغض القلب عن مُقْتَرَح الألفة والمودة الفائح منها ـ ستهددك باستحالة، أو على الأقل صعوبة تحقيق الاحتمال، الخيار، الوارد، والمرغوب، أحياناً (بالذات حين لا تمكِّنك الصدفة، شأنها البارحة، من تناول العشاء) بتغيير فنجان القهوة إلى كوب كابوتشينو أو على كوب لبن.

    تفرغ من ارتداء ملابسك. تودع هندامك النضيد، من خلال المرآة المثبتة في منتصف دولاب ملابسك، نظرة أسىً كثيف. تشيح عنك المرآة، إذ فتحت المصراع المثبتة عليه، لترى، بذلك الأسى الكثيف، الممعن الآن في الحنق، إلى قنينة الجن، الفارغة، القابعة، بوقاحة، في أسفل الدولاب. لم تضعها على المنضدة أو فوق الكوميدينو، مثلما كنت تفعل سابقاً، لكي لا تأخذها عاملة النظافة. ترى، هل عليك أن تصير عامل نظافة، في هذا الفندق، حتى تتمكن من بيعها؟ لو تعود طفلاً، لعشر دقائق، فقط! كان أبوك يفضِّل الشيري على البيرة. وكنت أنت، كذلك، تفضِّل أن يتعاطى أبوك الشيري، لا البيرة، فبعائد قنينة الشيري الفارغة ـ الأعلى من عائد قنينة البيرة الفارغة ـ كان يسعك شراء أكثر من قطعة دَنْدُرْمَة (3). كنت تحب يوم الخميس، لا لأنك لن تذهب، في صبيحة الجمعة إلى المدرسة، ولا بسبب أن الخميس كان الم الوحيد المسموح لك في مسائه بالذهاب إلى السينما، بصحبة شقيقك الأكبر، ولا لكون أن مساء الخميس كان يعني أن مائدة عشائكم ستكون متنوعة ومتميزة، ليس لكل ذلك، فحسب، وإنما بسبب أن الخميس ـ وهذا هو الأهم ـ كان، غالباً، يتمتّع بالمساء الوحيد الذي يأتي فيه إلى منزلكم أصدقاء أبيك، حاملين صناديق كرتونية، ذات لون ترابي، معبأة بقناني الشيري والبيرة. كان ذلك يعني أنك، في صبيحة الجمعة، ستبتاع أشياء كثيرة: دَنْدُرْمَة، بزيانوس (4)، حلاوة حربة، حلاوة قُطن، حلاوة دِرْبِس، قُرّاصة نَبَق (5)، قصب سكر، قُنْقليس (6) بالسُّكّر، قُنقليس بالشطّة، عجّور (7) أو تِبِش بالشطّة والفول المطحون المذابين في ماء الليمون .. كان أبوك يفضِّل أن تكون مزّته تِبشاً على أن تكون عجّوراً. كان يقول إن طعم التبش أوضح من طعم العجور، وكان يحرص في موسم التبش، على إحضار كميات وافرة منه إلى البيت. وكان ينتقي لك القطع ذات اللون الأخضر المنخرط في الصّفرة. فهي، فيما يعتقد هو، وفيما أنت على قناعة بذلك أيضاً، ما إن تبلغ تلك المرحلة من النضج، حتى تتظاهر بعناصر الشمّام، كنتما، أنت وشقيك الأكبر، عندما تتأهبان، مساء الخميس، للذهاب إلى السينما وحين يكون الموسم موسم تبش، تتعمدان الخروج قبل دنو ميقات بدأ العرض بوقتٍ كافٍ، كي يُتاح لكما شراء قطع منه ـ وقد حرصتما على انتقاء ذات اللون الأخضر المنخرط في الصفرة ـ لتأكلاها بالشطة والفول المطحون المذابين في ماء الليمون.

    تسُحّ غددك اللعابية لعاباً حامضاً. تتحرك صوب نافذة تطل على الشارع. تبصق. تعود إلى الدولاب الذي تركت مصراعه مفتوحاً . تنتزع القنينة من قاعه، تغلقه، متعمداً ألا تنظر في المرآة. تتجه ناحية الكومودينو. تنحني عليه. تسحب درجه الأسفل، حيث تتكوم صحف، مجلات، أكياس بلاستيكية شفافة وأخرى ورقية. تنبش جميع محتوياته إلى أن تعثر على كيس ورقي ذي لون ترابي. تدفن القنينة فيه. هكذا لن تكون لافتة لنظر المارة وزبائن البقالة، على العكس مما يثيره حملها في كيس بلاستيكي شفّاف. التفاصيل الحاذقة، لفكرة البارحة، تسير، إذن، على أكمل وجه. لم يبق إلا أن تتحرك خارجاً. تهطل عليك حيرة التردد اللزج. تغلق درج الكومودينو بركلةٍ صارخة من قدمك. تجلس على سطحه. تضع ساقك اليمني فوق اليسرى. قبل أن تصالب ذراعيك، تضع القنينة، المطمورة بالكيس الورقي، ترابي اللون، على الأرض، أمامك، وترنو إليها، بذلك الأسى الكثيف، الممعن في الحنق، الطاعن الآن في الوجوم.. لم تكن الأكياس البلاستيكية الشفافة قد سادت بعد، عندما كان أبوك، يوصي شقيقك الأكبر، حين يرسله أيام العطلات، إلى سوق الحي لشراء الخضروات واللحمة، بألا يضع الطماطم واللحمة في قعر الكيس الورقي قبل المشتريات، حيث أن ضغط المشتريات الأخرى عليهما سيجعلهما تنِزّان وتهتكان قعر الكيس أثناء السير. كان أبوك يصر على أن تحتوي مائدتكم، في وجبة الغداء، سيما، على سلطة خضروات طازجة، فقد كان، بجانب التبش، مولعاً بالجرجير (9) والبصل الأخضر والفجل. كان يقول إن التناول المنتظم للجرجير والبصل الأخضر وأوراق الفجل الخضراء، يمنع الإصابة باليرقان. مراراً ما أفصحت لصديقك (الذي ما إن تتخلص من هذه اللعينة سوف تذهب إليه) عن قلقك من ندرة الخضروات هنا. آخر مرة عثرت فيها على بامية وملوخية وجرجير، عند أحد بائعي الخضروات في هذه المدينة، كانت قبل ستة أشهر، ابتعت نصف كميتي البامية والملوخية وكل حِزَم الجرجير. سألت البائع وأنت تستلم، تستعيد، منه بقية نقودك:

    ـ أليس في مدينتكم هذه عجّور؟

    ـ ماذا يعني عجّور؟

    ـ أو تبش؟

    ولما رأيت حيرته المرتبكة، استدرت خارجاً من المحل. بعد خطوات سمعت صوته يناديك، التفت بجسدك كله، من مكانك، إليه، أبصرته يلوِّح لك بحزمة خسٍّ رافعاً عقيرته مستفسراً:

    ـ تقصد هذا؟

    هززت رأسك نفياً، ابتسمت ومضيت، متذكراً أنك كنت ـ ولا تزال ـ تفضل الجرجير على الخس. فقد كنت ولا تزال ـ تعتقد أن للخس مذاقاً محايداً، بينما للجرجير مذاق غزير الحضور والنفاذ.

    افتقادك للقهوة والسيجارة الصباحيتين، في هذا الصباح المشوَّش بنزعة الظُّهر، يصيب رأسك بما يشبه الطنين، تحس بالجوع ينخر معدتك. لو استطعت إرجاع هذه اللعينة، فسوف تطلب إلى النادلة أن تأتيك بكوب كابوتشينو بدلاً عن فنجان القهوة، حتى لو جلبته، دون أن تطلبه، كما اعتادت أن تفعل منذ الصباحين الماضيين. مساء الخميس كانت مائدة عشائكم، غالباً، متعددة ومتنوعة: لحمة مقلية في الزيت، لحمة مشوية على الجمر، لحمة مطبوخة بالطماطم أو الصلصة والبصل، سمك مقلي في الزيت، سمك مطبوخ بالصلصة، كبدة، كوارع، فول، جبنة، بيض، طعمية، سلطة باذنجان، سلطة طماطم بالفول المطحون وزيت السمسم. كان أبوك يحب السمك المقلي في الزيت واللحمة المشوية على الجمر. كانت أمك، حسبما يؤكد ذلك أصدقاء أبيك ونساء حيِّكم، ذات مهارة لا تُضاهى فيصنع الطعام. كانت تجيد طبخ البامية والملوخية والباذنجان بأساليب ضاربة في التنوع والبراعة. عندما كنت تؤوب، بصحبة شقيقك الأكبر، مساء الخميس، من السينما، وقبل أن تلجا المنزل، من بابه الخارجي، كانت الروائح المتنوعة والبارعة للأطعمة تلوح لأنفيكما. فيتلك اللحظة، كانت تتراقص في خيالك الثروة التي ستكون من نصيبك صبيحة الجمعة: ستة عشر قنينة شيري، ثمانية وعشرين قنينة بيرة. كنت تصحو، مع أمك، مبكراً. هي تنظف وتعيد ترتيب الباحة، وأنت ترجع القناني المبعثرة، الفارغة، وشبه الفارغة، إلى صناديقها الكارتونية ذات اللون الترابي، وتلملم السدادات لتبتكر منها لُعَبَاً. كانت لقناني الشيري سدادات من الفلين وأغلفة قصديرية، ظهورها خضراء، عليها رسم جَمَلٍ ذهبي، بطونها فضية، مكسية بغشاء فليني. كنت تفرد الأغلفة القصديرية، إلى أن تصبح دائرية تماماً، لتحورها لُعباً مروحية. وكنت تحكُّ باطن السدادات المعدنية بمسمار، مزيلاً عنها الأغشية الفلينية، ثم تطرقها بقضيب حديدي، حتى تستوي دائرةً مكتملة، فتثقبها بالمسمار ثقبين في المنتصف، تدخل فيهما خيطاً، تعقد طرفيه، لتصير لك لعبة "الزنانة". في أحايين أخرى، على مواسم العطلات المدرسية في الغالب، كنت تقوم بتجميع أنواعٍ كثيرة من السدادات المعدنية، سدادات بيرة، بيبسي، بزْيانوس، ميرندا، فانتا، كوكا كولا، دَبُل كولا، شيكان كولا، حُريَّة ... وتكون أمك قد احتفظت، لك، ببكرات الخيوط الخشبية، العارية من الخيوط، وبعد أن تثقب عدداً من السدادات ثقباً واحداً في مركز الدائرة، تجيء بخيط مطاطي، تنظم السدادات المثقوبة فيه، تعقد أوله بآخره، وتأخذ السدادات، عندئذ، هيئة إطار دراجة أو سيارة معدني صغير، تثبِّت في بؤرته بكرة الخيوط الخشبية، ومن ثم تجلب سلكاً، متوسط السُّمك، طوله متر أو يزيد قليلاً، تصنع منه مِقْوداً للإطار المعدني، لتمتلك دراجة بإطار واحد.

    كنت تنتظر شاري القناني جالساً في العتبة الأسمنتية لبابكم الخارجي محفوفاً بملق وحسد أترابك من أطفال الحي. كان يأتيك، من بعيد، نداؤه الغائم الكلمات. وكلما اقترب، كانت كلمات النداء تشرع في التجسّد: (قِزاز! شوَّالات! صفائح!)... إلى أن يلوح من أحد أزقة الحي، ممتطياً حماره، المتدلي من على جانبيْ بطنه خرجان من الخيش، مربوطة خارجهما صفائح معدنية، مستطيلة ومربعة، التي كانت طرقعتها، بفعل حركة الحمار، مختلطة بالقرقعة المتقطعة، الناجمة عن احتكاك القناني ببعضها، داخل الخُرجين. تملأ أذنيك، مرتفعةً، لحظةً بعد لحظة، مع تزايد اقتراب الشاري.

    إذ شعرتَ بخدرٍ في ساقك اليسرى، تنزل عنها اليمنى. تفك تصالب ذراعيك. تنحني بوجهك إلى أن يستقر بين ركبتيك. تحشر عينيك في إغماضة عنيفة. يعتري أنفك مزيج روائح خفيفة، به بصيص من العُتق. يهسهس تساؤل في داخلك: تراه خليط من رائحة خشب الكمودينو ورائحة الكيس الورقي، ترابي اللون، وعطر الصابونة التي استحميت بها؟ تفتح عينيك، تمد يديك، من تحت ركبتيك، تسحب بهما الدرج الأوسط للكومدينو. تتأكد عيناك، من بين ركبتيك، من وجود قارورة العطر، التي نفد عطرها منذ أربعة أشهر، فيه. (حسناً، لم أعد أملك أي شيء). لا بد أنها ـ ما إن تمسها تلك العبارة، التي ذيّلت الكارت المُخْتَصَر، الذي بعثت به، بعد لأي إليها ـ حتى تكون، كعادتها، من الوردة والندى بمكان، بحيث ترسل إليك، ضمن ما ترسل، قارورة عطر.

    كانت مستلقية بصدرها العاري على صدرك العاري، كان وجهها مُسْتَغْرِقاً في عنقك، وأصابع يديها معاً راحت تجوس، ببطء ونعومة، في شعر رأسك. وبينما كان أنفك مُنْهَمِكاً في عطرها، ندّ عنها تساؤل له نكهة التأمل:

    ـ القبلة شيء عجيب..أليس كذلك؟

    رددت بنفس النكهة:

    ـ القُبلة فاكهة الحبّ.

    أنّتْ، عضّتْ بشفتيها أسفل عنقك:

    ـ والحُبُّ؟!

    ـ الحبُّ سليل الأجنحة العطرة.

    انتفضتُ فجأةً، قعدتْ، كالباركة، بعجيزتها، على بطنك، ضاغطة بساقيها وفخذيها المضمومين على جنبي صدرك وبطنك. وضعت راحتيها، هنيهة، على كتفيك. حدّقتْ في عينيك بعينيها اللتين غُصّتا بنضارة الانخطاف وبرغبة مُبتسمة في البكاء. رفعت يديها بإنشداد، إلى أعلى، حتى رأيتَ، بوضوح، زغب إبطيها. ضمّتْ قبضتيهما بقوة. صاحتْ متأوهةً: (يااااه!)..ثم أخذتْ تنوس، بشفتيها وأنفها، في هيجان عارم، بين جلّ أنحاء جسدك. قبّلتْ وشمّتْ، بعنفٍ، إبطيك، كتفيك، عنقك، أذنيك، أنفك، شفتيك، جبهتك، شعر رأسك، صدرك، بطنك...ومرةً أخرى، قعدت، فجأةً، كالباركة، بعجيزتها، على بطنك، صدرها يعلو وهبط، خمشتْ براحتيها رأسك. شدّت بأصابعها، بصورةٍ عصبية، شعره، وهي تردد. من بين أنفاسها الراكضة، مغمضة العينين: (من أين تأتي بمثل هذا الكلام؟! من أين تأتي بمثل هذا الكلام؟!).. ولمّا شعرتُ بحفيف صوتك يسبق الإجابة، غطّتْ براحتيها فمك، قالت:

    ـ واحد آخر، أخير..على الطريقة الفرنسية؟

    وهي تخاصرك، لدى وداعك، عند الباب:

    ـ هاك فاكهة أخيرة، من سليل الأجنحة العطرة.

    سألت شاري القناني، وأنت بيعه قنينة بيرة فارغة، محاولاً، عبثاً، الإمساك بذيل حماره، المنشغل بطرد الذباب من مؤخرته:

    ـ عمي، لما لا تشترون قناني العطر؟

    ـ لأنها صغيرة يا ولدي.

    ـ ألا يوجد من يشتريها، غيركم؟

    ـ لا يا ولدي..ولا حتى فرّاشِيْ المستشفيات.

    وقنينة الجن، الكبيرة، الفارغة، البلهاء، هذه، لم لا تُشترى؟! لقد أُنشئتْ لها، خصيصاً، مصانع تقوم بإنتاجها، وأخرى بتعبئتها، وإعادة تعبئتها، ولكي تتم إعادة تعبئتها، ينبغي أن تُشترى وأن تُشرب، وبعد أن تُشترى وتُشرب، يجب إعادتها من قِبل مالكي البارات والبقالات، وحتى يتسنى، لإحدى البقالات، المجاورة للفندق، إرجاع جميع ما لديها من القناني الفارغة، للمصنع، يتعيّن عليك، أنت، الذي طالما وقع عليك عبء الشراء والشُرب، أن تتجشّم عبء إعادة هذه اللعينة إليها..وإلا فما الجدوى من أن تظل، هكذا، عاطلة عن التعبئة؟!

    كنت شبه متيقن من أن الوضع الذي اتخذته، بعد أن عدلت جلستك، لن يزيل خدر ساقك اليسرى. لا شيء يبدد الخدر مثل المشي، تنهض. تتحوّم، بغير هدف، في الغرفة، متحاشياً النظر إلى المرآة وجهة الكمودينو. تتوقف قرب النافذة المطلّة على الشارع. تتأمل المارة. يؤنّبك خجل إنه لم يكن ينبغي عليك أن تبصق من هنا. تحطُّ عيناك على أطفالٍ يبتاعون بَلَساً (10). السَناتيم الكثيرة، التي كنت دائماً تحتفظ بها، لتوزعها على الأطفال، الذين يلعبون في مدخل العمارة الذي يقودك إلى حجرة صديقك، في طرف المدينة الآخر، بحجة أن الأطفال، هنا، لا يجدون قنانٍ، على كثرتها، ليبيعونها، وددت لو كان بحوزتك، الآن، القليل منها. ما من علاج لخدر الساق كما المشي.

    خشيتُ أن أصيب مقْتَرَح الألفة والمودة، الفائح من سلوكها، بشيء من العرج، لهذا السبب لم أستطع، مثلما كنتُ مقرراً، أن أطلب إليها إتياني بكوب كابوتشينو، عوضاً عن فنجان القهوة، الذي جاءت به، بالفعل، وكما كنت متوقِّعاً، قبل أن أطلبه. وعلى ذلك، بعد أن وضعته أمامي، على المنضدة، جلستُ إليّ. تلك هي المرة الأولى التي تجلس إليّ فيها. كان البار، هو الآخر، خالياً من الروّاد. حدّثتني، بهذه اللغة التي لا أفهم منها، خلا أقلّ من القليل، عن أشياء عديدة. على أنني التقطت، تقريباً، رُبع كلامها. كسؤالها عن طبيعة عملي، البلد الذي قدمتُ منه وكيف وجدت مدينتهم..بلى، فما زالت معي خمس سجائر. كنتُ على يقين من أنني لن أجد سجائر قرب سريرك. إن عيبك الأساسي هو أنك تحرق كل سجائرك ليلاً وكأنه ليس ثمة من صباح قادم. الأرق؟! الأرق؟! كيف لا أعرفه؟ أهم ما يميز جمالها شعرها القصير، المقصوص على طريقة الرجال. مما يضفي على جمالها لمسة صبيانية منعِشة. سألتني، كذلك، بصيغة عتابية خضراء، عن السبب في امتناعي عن المجيء، في المساءات، للسهر في بارها. تعللت بكثرة عملي طيلة المساءات السابقة، مع وعد ناصع مني بتوخّي الحضور في المساءات القادمة. ما رأيك، لو تحصّلنا اليوم على مال، أن نهب للسهر عندها؟ وأخيراً، عرضتْ عليّ، قبيل أن تغادرني، لتلبية طلب أحد الرواد، القادم للتو، أن أدرسها العربية، على أن تعلمني لغتهم. رحّبت بعرضها، تاركاً لها مهمة تحديد الجدول الزمني لذلك خلال اليومين القادمين. كلا لم أصادفه. هل تعلم أن حصيلتي اليوم، أثناء سيري في الطريق إلي فقط، كانت ثلاثة رجال وامرأتين ذوو عيون ملوّث بياضها بالصّفرة؟ لشدّ ما يزعجني ذلك، سيّما لدى النساء! لو كانوا يعتنون بتناول سلطة الخضروات الطازجة لأمكنهم تجنّبها. لك ما تشاء. اذهب، كدتَ أن تتغوّط في سروالك. هذا ما تفعله سيجارة الصباح الأولى، غالباً.

    ستقول له، بعد إيابه مباشرةً، إنك نسيت أن تسألها عن السبب في خلو بارات مدينتهم من الشيري. تحاول بعثرة ملل انتظارك بالعبث بمحتويات درج منضدة تجلس قربها. تقرر أنك، في حالة حصولك على أول مبلغ تواضع، تبتاع قارورة عطر. تأخذ من الدرج قطعة مرآة صغيرة. تتأمل فيها بياض عينيك. ستطرح عليه، أيضاً، بُعيد عودته، بأن عليكما ـ بما أنه لا يوجد جرجير في هذه المدينة ـ أن تنتظما، خلال وجبة الغداء على الأقل، في تناول الخس، بالرغم من مذاقه الناصل.




    1993ـ1994، اسمرا ـ إرتريا


    قاموس المصطلحات العامية

    (1) البرْ: عملة ورقية إثيوبية.
    (2) السَّنْتيم: عملة معدنية إثيوبية.
    (3) دَنْدُرْمَة: مصطلح شعبي سوداني، كان يطلق على نوع من الآيسكريم (البوظة).
    (4) بزْيانوس: نوع من المشروبات الغازية.
    (5) النَّبَق: ثمر أشجار الطّنْدُب، ينتشر نموها في منطقتي السافنّا الفقيرة والغنية بالسودان. ومن عجينة النَّبَق تُصْنَع أحياناً شطيرة أو قرص (قُرّاصَة).
    (6) القُنْقُليس، ثمر أشجار التبلدي الضخمة، ينتشر نموها في مناطق واسعة بغرب السودان.
    (7) العَجُّور: ثمر نبات زاحف، له مكانة الخيار في طبق السلطة السوداني، لكنه أكبر حج وأكثر طولاً من الخيار.
    (8) التَّبش: ثمر نبات زاحف، شكله من الخارج كالبطيخ، بحجمٍ اصغر.
    (9) الجرْجير، أوراق نبات خضراء، تنمو على هيئة حِزَم، كالخس، لكن حجمها أصغر.
    (10) البَلَسْ (البلص): ثمر أشجار التين الشوكي، يكثر نموها في هضاب إرتريا وإثيوبيا.
    ]
                  

01-13-2013, 03:40 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: عبد الحميد البرنس)

    سلام يا برنس
    قبل ايام تلقيت سيل من الاتصالات
    يحدثوني بما كتبه عادل في حق ياسر عرمان واخرين
    ذهبت الى هناك .. قرأت واندهشت مثلك بل اكثر
    لانو عادل القصاص بالنسبة لي زول اسرة والبيت واحد
    حقيقة اصبت بصدمة وانا اقرأ ..
    قلت اتبنو !!
    اتصلت عليه قبل يومين
    قفلت الخط بعد السلام ومعرفة الحال
    وزلت حتي اللحظة ما عارف ايه الحاصل
    اتمنى ان يلتقي عادل القصاص وياسر عرمان وجها لوجه!
    قدامنا نحن الجمهور ويومها سيكون لكل حجث حديث
    لنفهم !!
    ..
                  

01-13-2013, 04:00 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: خالد العبيد)

    Quote: مؤسف أن يجد شخص كعثمان محمد صالح مادته في عادل القصاص هذا الإسم الهيوج huge


    إنها مائدة اللئام ..قد مدت لهم ويظنوننا نحن الطعام

    ولكن هيهاااات .

    هكذا هو قدر المبدع ( الحقيقي) أن يكون صوتا للحق والحقيقة ..
    وإلا ..فعلى الدنيا السلام .

    .......

    ,اما الذين يستغربون نشر القصاص ما نشره ..
    فأقول لهم القنوات مسدودة إلى درجة مخيفة ..

    والله يرحمك يا قرنق يا الفكيت فينا المصيبة دى ..ومشيت
    لكن قسما عظما فينا مليون داؤود لهذا الجالوت ..

    حتى لو توقف القصاص عن القص وسكت عن الكلام غير المباح .
                  

01-14-2013, 06:46 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: AMNA MUKHTAR)

    أخي متوكل، أسعد الله أوقاتك بكل خير، وبعد:

    في البدء، دعنا نضع المسألة، مثار النقاش، على نحو، أوآخر، قد يكشف، في التحليل العام، عن تلك التمثّلات اللامرئيّة، التي دفعت عادل القصاص، بدءا، إلى الكتابة، على منوال "غير متوقع"، إن جاز هذا التعبير. ما شكّل صدمة، على صعيد قرّائه وزملائه، على حد سواء، وهي صدمة، حسب تصوري الخاصّ، لم يحالف التوفيق فيها كثيرا عادل القصّاص، من ناحية الاحتواء العقلانيّ لتداعياتها (ما أمكن)، وقد صار منشغلا أكثر فأكثر بإعطاء "دروس عصر في الفهم" و"توزيع حظوظ الموهبة" و"منح التفاتة قصيرة وحيدة عابرة ونهائيّة"، قبالة عالم يبدو أنّه بدا له "من البلادة بمكان"، ناهيك عن الهجوم الجارح غير المبرر ضد أسامة الخوّاض. وهذا أمر يؤسف له، لا من حيث إنه بدا متماهيا وأشكال "الوعي القائم" على أكثر من مستوى فحسب، بل كذلك من حيث إنه صدر عن واحد يعد (وهو بالفعل في ظني كذلك) من أكثر المتواجدين في الحقل الثقافيّ قيمة إبداعيّة. إنه عادل القصّاص.

    ويمكن القول، معطوفا على سابقه، إن عادل القصّاص اصدر ما يمكن تسميته "بيانا توضيحيّا"، عبر موقع "سودان فور أوول"، وهو موقع حصر، حسب اعتقاد عادل القصّاص (يبدو أنّه تراجع عنه لاحقا)، على "ذوي المواهب"، ولا أضيف من جانبي "المصقولة جيّدا". وعلى أية حال، حسن موسى نفسه، يحلو له أن يخاطب الناس هناك، داعما مثل تلك المزاعم، قائلا "يا صفوة". ومع ذلك، لكم راقتني، للأمانة، تلك الطريقة السودانويّة السائدة هناك، على مستوى لغة الحوار، من شاكلة "زِحْ النظريّة دي من هنا بالله"، أو"يا عمّك ما تقيف لينا باك عشان المفهوم دا"، وما إلى ذلك.

    الشاهد، سبّبَ عادل القصّاص بيانه التوضيحيّ ذاك، بفحوى ملاحظة وردت، في سياق محادثة تلفونيّة، بينه وبين إحدى "الصديقات"، حيث قامت الأخيرة، في أثنائها، بتنبيه القصاص، حسب ما وصلني، إلى وجود مسألة قد يساء تأويلها، جاءت ضمن كلمته التأبينيّة، التي أُلقيت نيابة عنه ضمن إحدى فعاليات تكريم ذكرى الناقد أحمد الطيب عبدالمكرم، ما لزم التوضيح عبر البيان المشار إليه درءا للالتباس. مع أني اطلعت على كلمة القصّاص التأبينيّة تلك أكثر من مرة، وفهمت مقصده في كل مرة بوضوح خال تماما من تلك المخاوف، وهو الفهم الذي توصّل إليه ومنذ البداية المواطن عليش نفسه. لكنّ تلك "قراءة ظاهريّة". ما "القراءة الأخرى"؟.

    في الواقع، وكما سنرى تاليا، لامستْ تلك "الصديقة"، دون أن تدري (ربما)، أكثر الأوتار حساسيّة في نفس القصّاص، وإن كنت أعجز عن التسمية الدقيقة لذلك الوتر، هل هو أضعف نقطة في البناء، أم أقواها، أم أنها لامست وجهي القوة والضعف معا لعملة واحدة؟.

    ويمكن الحديث هنا، بصيغة أخرى، أنّه كان من الممكن تجنب كتابة ذلك البيان التوضيحي، "إلى الصديقات والأصدقاء"، برمته. إذا ما تمّ أخذ رأي القصّاص، أوشهادته حول الرحيل المفجع لأحمد الطيب عبدالمكرّم، عبر إحدى الطرق "الشفاهيّة"، كأن يكون ضمن سياق استطلاع صحفيّ تمّ عبر الهاتف. لكنّ القصاص (كتب)، وحين يكتب كاتب مقلّ في قامة القصاص الإبداعيّة الرفيعة عن حقّ، تبرز على الفور (وحتى على مستوى صياغة الشتائم) هذه المسألة: هوس الاتقان، جنون التجويد الكثر مدعاة في العالم للشفقة أوالحنان، فوبيا الوقوع في شراك الفطير وما يلزم من وساوس صياغة وإعادة صياغة وإعادة إعادة الصياغة.. إلخ إلخ. وتلك سمة ملازمة لعدد محدود من أولئك الكتّاب الساعين "نحو كمال مستحيل" واهبين بذلك الكتابة شيئا من أرواحهم. ما يدفعنا، عند هذه النقطة، إلى قراءة بيان عادل القصّاص التوضيحيّ، ليس كإضاءة لجزئيّة بدت غامضة في سياق كلمة الرثاء المكتوبة تلك بالدرجة الأولى، بل كمراجعة كليّة لنصّ الرثاء المكتوب كما بدا على عجل. وهي مراجعة، في تصوري، لا تختلف، من حيث الجوهر، عن طرق معالجة القصاص لنصوصه الإبداعيّة، من حيث المراوحة ما بين الإضافة والحذف والتنقيح وإعادة الصياغة وتبديل المنظور وما إلى ذلك. هنا (وهذا بداية المأساة)، لجأ القصّاص إلى سرد بعض مداولات ثنائية جرت بينه وبين الراحل المقيم عبدالمكرّم، لما له صلة بأشكال قصور تنظيميّة ونحوها متعلقة ب"لواء السودان الجديد"، أو"قطاع الشمال". وهذا يعني، على صعيد العمليّة الكتابيّة المشار إليها، أن ما رآه القصاص، عبر عمليتي الحذف والاستبعاد، أثناء كتابة كلمة التأبين، بوصفه عرضيا وثانويا، عاد به أثناء كتابته للبيان بوصفه هذه المرة مركزيا وجوهريا. لكنّ القصاص المتوغل هنا داخل أرض غريبة فاته مراعاة جملة أمور، منها:

    يتبع:
                  

01-14-2013, 07:18 PM

Gafar Bashir
<aGafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: عبد الحميد البرنس)

    تحياتي يا برنس

    كتابة تجبر علي المتابعة والاحتفاظ بكل رأي مسبق عن الموضوع ... حتي النهاية
    تحياتي
                  

01-15-2013, 09:14 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: Gafar Bashir)

    أولا: نقل عادل القصّاص، محكوما (على مستوى اللا وعي ربما) بسلطة السارد على رفد نصّه بما شاء من مصادر موضوعيّة وذاتيّة ولا أتكلم عن الخيال هنا، ما هو (خاصّ) وغير موثّق كدعامة لما هو (عام). وقد أعتمد القصّاص، إلى ذلك، وربما كذلك في لا وعيه، على المكانة المتحققة لكليهما، هو وأحمد الطيب عبدالمكرم، متطابقا على مستوى الرؤية هنا مع تلك المعايير المعتمدة فقهيّا لقياس "الأحاديث النبوية"، سواء من حيث الصحة أوالضعف أوالتحفظ ونحوه. مثلا، إذا كان القصاص لم يكذب في السابق، ولم يُدَلِسْ، أويأكل في الأسواق، أويمشي بين الناس دون عمامة، فقد هاله، أو راعه تماما، أن يتم استقبال خطابه على هذا النحو أوذاك.
    ثانيا: ربما فات، كذلك، على عادل القصّاص، (في غمرة انفعال)؛ ملاحظة أن التصعيد لفحوى مناقشة تمت بين كادرين أوأكثر من الأجدى أن يتمّ في سياق الأطر الحزبية التنظيمية، وإلا قد يتحول ذلك من خلال عرضه دون أسانيد على الملأ، والملأ قد يكون أحيانا غابة مليئة حقا بالثعالب، إلى دلالة تعبيرٍ يُنسب إلى أسامة الخواض، تعبير حاولت تجنب استخدامه طويلا هنا، ألا وهو "التدبيج اللغويّ للفضائح". ومع كل ذلك، لا أشكك شخصيّا في سلامة المنطلقات الأولى للقصاص، تلك التي اجترح بها بوسته المحذوف، بقدر ما أشير إلى أن سلامة المنطلقات، بما تنطوي عليه في هذه الحال من حسن طوية، قد تفضي في بعض الأحيان إلى نتائج لا أقول "معاكسة" فقط، أوحتى "وخيمة" فحسب، بل غير مرغوب فيها بالمرة، حتى من قبل صانعي تلك المنطلقات أنفسهم. أجل، نتائج خطرة، كما تخبرنا مثلا أسطورة "بجماليون"، حيث يخرج المصنوع عن نطاق السيطرة ويستدير مدمرا صانعه. أجل، نتائج وخيمة، على مستوى المآلات، أي على مستوى أشكال الفهم والتأويل، وربما حتى الأغراض، التي يتم بواسطتها استقبال تلك المنطلقات، وإعادة انتاجها، وتوظيفها، لا سيما داخل حقل الصراع الآيديولوجي العام.



    يتبع:

    (عدل بواسطة عبد الحميد البرنس on 01-15-2013, 10:28 AM)
    (عدل بواسطة عبد الحميد البرنس on 01-15-2013, 12:05 PM)

                  

01-15-2013, 12:07 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: عبد الحميد البرنس)

    (رجاء مراجعة المداخلة السابقة لمن اطلع عليها قبل التعديل)، نواصل تاليا:
                  

01-15-2013, 04:52 PM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: عبد الحميد البرنس)

    صديقى عبد الحميد البرنس


    التحيه لعادل القصاص

    كتب صديقى خالد


    Quote: لانو عادل القصاص بالنسبة لي زول اسرة والبيت واحد
    حقيقة اصبت بصدمة وانا اقرأ ..


    لاتستعجل فى حكمك ياارباب, لم تك انت عضو فى SPLM ولم تتواجد فى ساحة ارتريا. هاتف صديقك القصاص مرة اخرى وافتح اذنيك, وعقلك لحديثه ثم احكم بعد ذلك.
    مع ودى وتقديرى
                  

01-15-2013, 06:41 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: Elmoiz Abunura)
                  

01-16-2013, 10:37 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: عبد الحميد البرنس)

    ولعل كل ذلك، عهدي به، ما لم يكن يسترعي انتباه أحمد الطيّب عبدالمكرّم، إلا على ذلك النحو الذي يتكيء عليه كمادة مستخرجا ما هو جوهري. ذلك أن التمثّلات العيانيّة الفردية، كحوامل لأنواع معينة من السلوك والمواقف، لا تشكل بالنسبة إليه أمرا ذا بال، بقدر تركيزه على البحث عن تلك العوامل القارة، التي تدفع بشخصية ما في موقف ما إلى السلوك وفق هذا النحو أوذاك، دون غيره. إنه مولع بمحاولة الكشف عن العوامل الباطنية التي تتحكم في حركة ما يبدو على السطح من أشكال. إنه يبحث، بعبارة أخرى، عن القوانين اللامرئية المنتجة للحركة بأكثر من تجليات الحركة نفسها وتمظهراتها عبر وسائطها. إن المعيش اليومي، الثانوي، العارض، السطحي، العابر في راهنيته، لا يستوقفه طويلا، إلا على النحو الذي يتم من خلاله أوعبره إنتاج معرفة به تتجاوز لحظيته ومحدوديته إلى شرطه العام المشترك. إنه، بعبارة أخرى، يحاول تجنب الوقوع ضحية أحكام القيمة، وعلى سبيل التخصيص (أحكام القيمة المجانية)، من حيث الأخيرة، كآلية تنميط وتجميد داخل قوالب مستخدمة بكثرة داخل حقل الصراع الآيديولوجي، يمكن أن تقوده في أية لحظة ورأسا إلى اعتماد موقف عدمي، لا عقلاني، إلى الارتكان إلى نوع من الإقصاء، نفي الآخر معنويا وماديا (إذا لزم)، بينما الفعل النقدي، أوالموقف العقلاني، يعمل، في المقابل، على بناء جسور بينك وبين الآخر، على نحو يعمل، في الأخير، على الارتقاء بكما معا. إنه لا يسعى كفكر نقدي إلى بناء حائط بينك وبين الآخر، فالحيطان لا تني تعمل على تأطير وطبع بنية الصراع بينكما، لا كصراع بنّاء وخلّاق، بل كصراع تناحري ومدمر بامتياز، فأنا (الذات) أقول لك (أنت سييء)، وأنت (الآخر) ترد قائلا "لا بل أنت الأسوأ". إذن ما الذي تبقى بعدُ للمواصلة حوله؟.
    ويجدر بي، على مشارف العودة إلى القصاص، أن أضيف في هذا السياق، مؤكدا أن احمد الطيب عبدالمكرم، لم يكن بالنسبة لي مجرد أخ أكبر يفصلني عنه نحو العقد، أوصديق من طراز نادر، أورفيق منفى استثنائي، بقدر ما كان (رحمه الله) دليلا آخر حاذقا إلى العقلانية وأستاذا له وجه تلميذ في طابور الصباح حين يتعلق الأمر بالقدرة على السماع في خضم السكون الحاد المصِّمّ لضوضاء البراميل الفارغة.



    يتبع:
                  

01-16-2013, 11:05 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: عبد الحميد البرنس)

    ويمكن القول هنا، إلى ذلك وعلى ضوئه، إن موقف المبدع الكبير عادل القصّاص، على صعيد ما أثاره من خلال بوسته المحذوف والراهن معا، أكثر تعقيدا، مما يبدو أنّه أسلم عنقه طواعية لأصحاب "السكاكين الجاهزة"، إن جاز هذا التعبير. إن المسألة كما أخذت تبدو لي أكثر فأكثر تتجاوز مجرد شتائم أخرى صادرة، في زخم العنف اللفظي السائد، عن عضو منبري آخر، يطالب البعض، في محكمة القيم العليا، بتطبيق لوائح ومواد عقابية صارمة ضده. والمسالة، عينها، ليست، كذلك، مجرد دعوة للمعنيات، أوالمعنيين، مفادها لفت الانتباه، وسط ضجة عامة، إلى مدى معاناة موهبة كبيرة، بل وشديدة الندرة، من قوة الزخم الإبداعي الضخم الحبيس داخلها، بينما إحساسها بتسرب العمر، ورحيل الأصدقاء علامة، يزداد وطأة وحدة، في الظل البارد المخيم والميت لواقع وصل درجة قصوى من التفسخ. ذلك أن الصراحة الأكثر شفافية من نوعها التي أخذ القصاص أخيرا يتحدث عبرها مخيفة. بل مفزعة. كما لو أن الخيوط التي ظلت تربطه إلى حسابات هذا العالم آخذة في التفكك منذ فترة. وهو ما حاولت تجنبه طويلا. والحال، جعل الله ما أثرت للتو مجرد سوداويّة لا مبرر لها ومخاوف حادب لا أكثر. لكن، وكما أشرت، موقف القصاص أكثر تعقيدا من هذين التفسيرين الأخيرين.



    يتبع:
                  

01-16-2013, 03:24 PM

جورج بنيوتي

تاريخ التسجيل: 01-14-2004
مجموع المشاركات: 1174

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: عبد الحميد البرنس)



    لعمري أخي البرنس ..

    القراءة حتما تأخذشكلهامن الحرف الواقف في ورقه

    ولعمري ..

    يأخذناالسرد إلى حيث لا تنتهي أعمال الإدهاش ..

    تصحو فينا الرغبة للأكلِ

    حتى إن تخمَت به الأحشاء !!



    نتابع لا مناص.
                  

01-17-2013, 11:05 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: جورج بنيوتي)

    غني، عن القول، أنني لا أقوم، في هذه المرحلة، من مسار البوست، بدور محام بارع، في مسرحية عشائريّة تدعى "مُخارجة"، أو سمه، على سبيل التهكم نفسه، ما شئت. بقدر ما أتابع تواضعَ الجهد، قارئا لخطاب عادل القصّاص الأخير، من زاويتي الخاصة وحدها، محاولا ما أمكن وضع ما بدا لي لا عقلانيا في إطار قابل للفهم، لا سيما أن الخطاب موضع النظر يشكل في تصوري الخاص خروجا أكاد أقول جذريا لعادل القصاص عن كل التصنيفات والصور النمطية المتداولة عنه، حسب الاستخدامات السائدة، في حقل الدراسات الأدبيّة النقديّة، لمفهوم "المُعْتَمَد المكرّس"، Canon

    وعليه، ما ميز خطاب القصاص الأخير يعود، كما ألمحت سابقا، إلى تحكم عامل أكثر عمقا، من مجرد هذه الملاحظة، أوتلك. إنه، أي العامل، مباشرة، دون أدنى تمهيد "تأثير الظرف الموضوعي الحاضن للتجربة الفردية". فعلى هدى هذا التأثير، مستندا إلى ما أورده القصاص في مستهلّ بوسته المحذوف، أستطيع أن أضع تصورا لطبيعة ذلك الفضاء المؤطر لحوار جرى بين كادرين، أوصديقين كلاهما على قدر عال من الألمعية، وبالطبع كان هناك على مائدة رثّة شيء من أفراح العالم الصغيرة، فضلا عن "تجاوزات القائد"، سواء على مستوى ما دعاه القصاص "تحرشا جنسيا"، أوعلى مستوى معطيات الظلّ الرقابيّ المخيم وقتها على تحرير وصدور العدد الأول من "مسارات". فعمل ما أسميته "تأثير الظرف الموضوعي"، قد يدفع عبدالمكرم إلى تجاوز المعطى كمادة للنقاش طارحا هذا التساؤل "كيف يمكن تحرير (الثقافيّ) على نحو يجعله يعمل بنوع من الاستقلالية النسبية ولا تحكمه في الأخير قبضة (السياسيّ)"، بينما قد يدفع بعادل القصاص الغارق معظم الوقت في صمته البركاني إلى الخروج بغتة من أقبية السكون مثل شخصية شكسبيرية طارحا هذا التساؤل "بحق الآلهة، أهذا ما ظللت حاملا البندقية لأجله معرّضا حياتي لخطر الموت في أية لحظة". ولكن، ماذا يعني كل هذا، على ضوء مفهومي "المعالجة" و"التصفية"؟.

    يتبع:
                  

01-17-2013, 06:57 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: عبد الحميد البرنس)

    رحل صاحب الموهبة الضخمة الآن. من بين أكثر النماذج دلالة لهدر الطاقة الإبداعيّة في السودان. لم يتسع له المجال طويلا وإلا قليلا. وإذا كنا ننتظر ظهور قامة مثل محمد الأمين كل خمسين عاما. فقد كان محمود عبدالعزيز بيننا دون أن ندرك على نحو كاف أنّه عينه مَن كنّا ننتظر. لو لا عماء المرحلة الأكثر حلكة في التاريخ. رحمه الله.
                  

01-18-2013, 06:55 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: عبد الحميد البرنس)

    في حوار بين مبدعين "حقيقيين"، إن جاز هذا التعبير، وهما عادل القصّاص وعاطف خيري، وهو الحوار الذي أوردته مدام نجاة محمد علي في سياق بوست الترحيب أعلاه نقلا عن مصدره، وهو الحوار الذي بدا أنّه ظلّ مثار استغراق تامّ للإجابة عليه كتابة، وهو الحوار الذي طرح فيه خيري قضايا مهمة على مائدة التناول كموضوعة (المكان) في عالم القصاص السردي- في ذلك الحوار، إذا لم تشوش على أجهزة استقبالنا جماليّة اللغة الرفيعة للقصّاص، يتجلى عادل القصّاص كأروع ما يكون على صعيد (الوصف)، وصف (الحالة)، بالمعنى العيادي للكلمة، سواء على مستوى التعبير عن الظروف المعاكسة (1983)، تلك التي شهدت البداية الحقيقية لتفتح موهبته ككاتب واعد حسب ما وصلني من فهم، أوسواء على مستوى تصوير تنقلاته لاحقا بين أكثر من منفى. وهنا يعطينا القصّاص لمحة عن الخرطوم (المنفى المعنوي وربما المادي كذلك)، ثم دمشق والقاهرة وأسمرا، إلا أنه (إذا استثنينا دمشق التي بدت لعينيه كما بدا لي مطهمة بأيام العسل على خلفية من الحيويّة الإنسانيّة والثقافيّة معا) قلّما يذهب إلى أبعد من حدود (الوصف). إنه يطلق في الغالب أحكاما سوداء ذات جاذبيّة لغويّة فاتنة، كوصفه لأحوال المجال مدى حركة المنفيين في القاهرة، ونادرا ما يتجاوز ذلك إلى مستوى (التحليل)، كأن يتساءل مثلا: كيف حدث ذلك، ولماذا هو (تهرؤ اجتماعي) حسب لغة القصّاص جيدة الصقل، ما الأسباب، كيف يمكن تجاوزه، وما إلى ذلك من تساؤلات هي بذات من شأن المرحلة العلاجيّة من عملية التفكير لا التشخصيّة، وإن كنّا نعلم حقا أن التجربة البشريّة مخاتلة في كل الأحوال. والحال، لقد بدا أن عادل القصّاص المنشغل ب(تصفية) العالم وصفا لا يشغله ذلك كثيرا. إن عليه أن يفرغ من صدره فقط (أوبالدرجة الأولى) ما تراكم تجاه العالم. واللغة في يده مطواعة. إذ تسعفه دائما. تماما، كما في حالتي عثمان محمد صالح وأسامة الخوّاض. ولعل ما دفع بالقصّاص إلى التنكيل بعثمان محمد صالح، على الرغم من الطابع (الحقاني) لمداخلاته تلك، ما عُرف عن عثمان محمد صالح في مثل هذه الأحوال، من متابعة ولنقل "ملاحقة" ذات مسحة بوليسيّة لا تعرف الملل، وقد بدا بالفعل أن الشيء الوحيد الذي كان ينقص عادل القصّاص في محنته "الشمشونيّة" هو أن يقفز عثمان محمد صالح إلى متن عربته المترنحة أصلا حذاء جرف هاو على نحو ما حدث في بوست اعتذار هشام آدم كمثال قريب. ويمكن أن أضيف هنا، إلى ذلك، أن عثمان محمد صالح لا يتجاوز في الغالب وصف الحدث كإدانة منتقلا في مثل هذه الحال مما هو ظاهر على السطح إلى ما هو أعمق.

    يتبع:
                  

01-18-2013, 07:21 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: عبد الحميد البرنس)

    ومعطوفا على سابقه، يمضي القصّاص في ممارسة "التصفيّة"، إلى حدود الشيطان نفسه، أكاد أقول "لم يصل إليها من قبل"، وهو ما يوضحه بجلاء مثال تناوله أسامة الخوّاض، وقد بدا معه خاصّة كما لو أنّه كان يكتب بمسدس سريع الطلقات. وقد أودعه إلى قائمة "الموتى الأحياء"، بدم بارد، دون رحمة، دون امكانية تلوح في الأفق لتراجع أواعتذار، ودون حتى منحة استئناف. مع أن الحالة الشبحيّة للموتى الأحياء ظلّت تشكل في حد ذاتها حقلا جاذبا لأي نوع جماليّ. ومع أن أسامة الخواض لا يزال يكتب ويبدع ويتفاعل، وإن قصر به الطريق هنا أوهناك كما في مثالي عجب الفيا وبشرى الفاضل. والمفارقة، ما تمت تصفيته وفق ذلك النحو كان أسامة الخوّاض نفسه، الذي سبق لعادل القصّاص نفسه أن رد على تحيته في بوست الترحيب أعلاه، قائلا "أسامة، الخواض، المشاء: في صدارة مَن بشروا بالطلاقة، مَن تورطوا في النشيد". ولعل هذا التنامي، أوالنزوح المطرد نحو "التصفيّ"، كان آثار بعض ما علق على روح القصّاص جراء تواجده داخل ما كان يعرف "الأراضي المحررة في الشرق" وأسمرا، إلى الدرجة التي أكاد أنسى معها أثناء هذه الكتابة وضع علامة التشديد على (صاد) القصّاص الأولى. هكذا، درءا لما قد يبدو للبعض تناقضا، قد أتفهم على المستوى الخاص بي تلك الدوافع الأكثر مخاتلة للقصاص، لكنّ الحقّ العام لا يمكن تجاهله على أية حال.

    يتبع:
                  

01-20-2013, 00:09 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: عبد الحميد البرنس)

    بدا واضحا للعيان، على ضوء تتطورات بوست القصّاص المحذوف، أن المبدع الكبير عادل القصّاص، ذلك الواقع لحظة كتابة البوست تحت تأثير ضغط شؤون أكاديميّة عال، لم يفقد عن طواعية محفوفة بسوء تقدير ميزة تحديد زمان المعركة فحسب، وهو العامل الذي لا يمكن التقليل من شأنه عند أية مواجهة (خاصة بالمعنى الصدامي للمواجهة حتى أن يوسف أسرّها في نفسه)، بل جاء ومنذ البداية كذلك فاقدا وعلى نحو يدعو للشفقة ميزة جوهرية أخرى في سوق عكاظ، وأعني ميزة أن تمتلك أنت ما يمكن تسميته "الدعم اللوجستي"، ذلك المُعَضِّد" لدعواك، في شكل دليل يتسم بالإقناع، أوشيء من هذا القبيل. وقد أخذ يستعيض عنه، كما رأينا في حال أسامة الخواض مثلا، بمواصلة إنتاج مزيد من البؤس، ربما في محاولة لصرف النظر عن مركزيّة طرحه، بل وقد أخذ يستعيض كذلك عن غياب الدليل بما يمكن تسميته "مكابرة لا تليق بمبدع كبير عن حق"، سواء تجلى ذلك في رده على هناك، على حسن محمد سعيد، قائلا "ليس هنالك ما يدعوني للاعتذار عنه. طالما أنا على قناعة بصّحة جميع الوقائع التي ذكرت". (غني عن القول هنا أن المجال ليس مجال قناعات فرديّة بقدر ما هو مقام طرح موضوعيّ). أوسواء تجلى ذلك عبر محاولة تمرير البقاء الهشّ للمكابرة نفسها عبر طلب مساعدة تمّ تقديمه لعناية الإدارة ضمنيّا "لو رؤي أن هذا الخيط قد أدى غرضه- التوضيحي (مع أن نجاة محمد علي أوضحت ذلك من قبل كما أننا نعلم أن الخيط أدى كذلك أغراضا أخرى كإعطاء المبدع الكبير مثالا يحتذى لصانعي البؤس) بشأن سحب خيط "إلى كل من يهمه- يهمها الأمر"- وأنا أعتقد ذلك- فأنني أرغب في أن يسحب أيضا، تجنبا للتعليق على تعقيبات "متأخرة" ليس هذا مكانها بعد سحب الخيط المقصود بها". وهذا على وجه الدقة ما التقطه حسن موسى، في أعقاب مداخلة مبر محمود تقريبا، بذكاء وخبرة النُّظم المكتبيّة المعقّدة، قائلا "سلام يا صفوة، حتى نتجنب تطور هذا الخيط نحو تكرار ما قيل في الخيط المحذوف، أقترح أن يسحب الجميع مداخلاتهم حتى يجدَ جديد في هذه المنازعة المسمومة. وهذا يجنبنا التدخل كل مرة لسحب الخيوط المتأخرة التي تجتر ما قيل. ما رأيكم؟".




    خاتمة (المنفى/ المشاء/ إدورد سعيد/ وصلة ذلك بطرح القصّاص):
                  

01-20-2013, 02:00 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: عبد الحميد البرنس)

    قبل نحو العامين، أوأكثر قليلا، كنت قد نشرت هنا بعض ما أقوم به منذ سنوات ولا أزال من مراجعة لمسودة روائيّة تتناول أحوال الكائن خارج بيئته الأصلية، وذلك على سبيل الاختبار. فإذا أسامة الخواض يشير إلى أن بعض ذلك يخلق حوارا مع رؤى إدورد سعيد الفكريّة حول المنفى. وحين بحثت تاليا، وجدت بالفعل ذلك التقارب المدهش، حتى أنني تساءلت إن كان بوسع الرؤى النقديّة على ما قد تنطوي عليه من فوارق خصوصيّة واختلاف النوع الكتابي يمكن أن تصل إلى حدود ذلك التشابه على مستوى النتائج تجاه ظاهرة محددة كالمنفى. والمفارقة، أنني لم أكن قد قرأت إدورد سعيد على نحو منهجي حتى ذلك الوقت. وذلك لسبب نفسيّ، قد يكون عصابيّ، سمه إن شئت فوبيا التعقيد، إذا ظللت (لا سيما على صعيد السرد) وفيّا ما أمكن لفكرة أن الكتابة في أحد تجلياتها هي الجمع بين العمق والبساطة في آن، بينما كان أول عهدي بإدورد سعيد قد حدث عبر ترجمة أكثر الأصوات حذلقة وتقعرا وغموضا في عالم العربية لكتاب (الإستشراق)، وأعني كمال أبوديب. لكنّ ملاحظة الخواض ساهمت بحقّ في تفتتح وعيي على تلك الثغرة الهائلة في تكويني المعرفيّ. وهو ما حاولت رأبه لاحقا بنهم وشغف بعيدين عن تأثيرات أبوديب الباعثة على الغثيان. ولعل من حصاد ذلك ما أثاره لدي خطاب عادل القصّاص الأخير من ضرورة استدعاء الفقرة التالية كخاتمة لهذا البوست من كتاب إدورد سعيد (تأمّلات حول المنفى) الصادرة ترجمته العربية عن دار الآداب؛ وهي بمثابة دعوة في خلاصة القول لقراءة التأثيرات العميقة التي تتركها حياة المنفى على أرواحنا بصورة لم تحدث من قبل. ذلك أن المنفى أكثر خطورة مما نظنّ في كثير من الأحيان. إنه سرطان الحواس. يقبل صامتا ويودع صاخبا. وفي الأثناء، يبدأ بحاسة البصر وينتهي بحاسة اللمس. إنه يظلّ يأكل في أرواحنا شيئا بعد شيء ولا يتركنا في نهاية المطاف سوى كائنات شبحيّة تحيا ولا تحيا. مجرد غرقى طافحين على صفحة بحر الخفّة عرضة على الدوام لأمواج الفقد وأسماك الذكرى لعالم لم يعد له ثمة من وجود أويكاد:


    "فالتصلّب، والغلوّ، والإسراف: تلك هي الأساليب المميّزة لكونك منفيّا، والطرائق التي تتّبعها لإجبار العالم على تقبّل رؤيتك، التي تجعلها أبعد عن القبول لأنّك لا تريد في الحقيقة أن تكون مقبولةً. فهي رؤيتك في النهاية. وبذا فإنّ الهدوء والسكينة هما آخر الأشياء التي تقترن بأعمال المنفيين. فالفنانون في المنفى من أبعد الناس عن اللطف بلا جدال، وعادة ما يتسلّل عنادهم حتى إلى أرفع أعمالهم. فرؤية دانتي في (الكوميديا الإلهية) هي رؤية هائلة للقوة من حيث كونيتها وتفاصيلها، غير أن السلام والغبطة اللذين يتحقّقان في (الفردوس) لا يزالان يحملان نفساهما آثارا من حقد وقسوة الحساب في (الجحيم). ومَنْ غير منفيّ مثل دانتي، المطرود من فلورنسا، يمكن أن يجعل الأبدية مكانا لتصفية الحسابات القديمة؟".
                  

01-20-2013, 10:04 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: سلام يا برنس
    قبل ايام تلقيت سيل من الاتصالات
    يحدثوني بما كتبه عادل في حق ياسر عرمان واخرين
    ذهبت الى هناك .. قرأت واندهشت مثلك بل اكثر
    لانو عادل القصاص بالنسبة لي زول اسرة والبيت واحد
    حقيقة اصبت بصدمة وانا اقرأ ..
    قلت اتبنو !!
    اتصلت عليه قبل يومين
    قفلت الخط بعد السلام ومعرفة الحال
    وزلت حتي اللحظة ما عارف ايه الحاصل
    اتمنى ان يلتقي عادل القصاص وياسر عرمان وجها لوجه!
    قدامنا نحن الجمهور ويومها سيكون لكل حجث حديث
    لنفهم !!
    ..


    تحياتي، يا خالد:

    كذلك كان من الممكن طرح هذه الرؤية على مائدة القصّاص مباشرة. لكنّ للأمر تبعاته الأكثر عموميّة. ما أوجد هذا البوست.
                  

01-20-2013, 03:08 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: عبد الحميد البرنس)

    الأخت أمنة مختار:

    Quote: هكذا هو قدر المبدع ( الحقيقي) أن يكون صوتا للحق والحقيقة ..
    وإلا ..فعلى الدنيا السلام .


    ما أحكم هذا القول وذلك (التقويس) ربما كان تشديدا يليق بزماننا، شكرا، وتحية.
                  

01-21-2013, 08:57 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: عبد الحميد البرنس)

    حول تعليق أيمن عوض في "الفيس بووك":

    Quote: دائما كتاباتك عندما تكون متعلقة بامر له علاقة بسودان فور اوول تكون غير متماسكة بالرغم من الجهد المبزول وجزالة عباراتك والاتيان ببعض العبارات الملفتة والتعابير التى تحدث بعض الدهشة ولكن لم توضح ما تريد قوله بعدبن ادب القصاص شى وهذا الموضوع شى اخر فلم كل هذا يا برنس
                  

01-21-2013, 07:10 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: عبد الحميد البرنس)

    كذلك، يؤسفني أن يتمّ تأويل ووصف ما أكتبه هنا، كرؤية تفتقد، على نحو عام، إلى التماسك، "شأني دائما"، كما فهمت، حين يتعلق الأمر بموقع سودان فور أوول"، على الرغم من محاولاتي المبذولة، في هذا السياق وغيره، دزن الانزلاق، ما أمكن، نحو مواطن "اللاموضوعيّة"، وذلك، لا لشيء يتعلق بمقاومة أمر بائس يثقل على نفسي بمرارة ذاتيّة وأخرى نتيجة مواقف سابقة- أقول مؤكدا: لا لشيء من هذا القبيل، سوى لقناعتي الأكثر عموميّة على مستوى ما تراه الذات بضرورة عقلنة ما هو قائم ظاهريّا في أغلب الأحوال ك"حوار"، ومن ثمّ تنقيته ما وسع الجهد من طغيان بنية "أركان النقاش" الحاكمة لمساراته، حيث السيطرة الواضحة للعنف اللفظي وما يستهدفه من تنكيل بالخصوم ونفي للآخر وما إلى ذلك من أشكال الصراع التناحريّ، على حساب تنسيب الحقيقة تنسيبا عقلانيّا وغيره من مقتضيات تكوين ما يمكن تسميته "فضاء ملائم لإنتاج التصورات"، بالواقع أوالمُعطى محل المقاربة. ويبدو لي في كثير من الأحيان، على مستوى طرح سائد هنا وهناك حول قضايا سجاليّة، أن ما هو أولى بالعناية، وجذبا لبؤرة الاهتمام، في هذه المرحلة، ليس القضايا السجاليّة في حد ذاتها، بقدر ما هو التركيز أكثر فأكثر على آليات تناول تلك القضايا، من مناهج وأساليب معالجة، إذا سلمنا جدلا بأسبقية أدوات الإنتاج في الوجود على الإنتاج (وحتى هذا بمثابة أمر حين تمعن النظر لا يمكن فصله)!.

    بالطبع، لا أتحدث هنا عن أدب القصّاص، ذلك المنجز السرديّ من بين أكثر الأساليب تميزا على مستوى المشهد الثقافي، وإن كنت أرجو القيام بذلك لا لتأثيراته الشاعريّة المتوقعة على نفسي فحسب، بل كذلك لأخرج من مناقشة مثل هذا البؤس بأسرع قدم لدي.
                  

01-22-2013, 06:01 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: عبد الحميد البرنس)

    Quote: كتابة تجبر علي المتابعة والاحتفاظ بكل رأي مسبق عن الموضوع ... حتي النهاية


    حيّاك الله، أخي جعفر بشير، وشكرا لكل هذا "الثناء على الضعف"، على حد تعبير صديقي الشاعر المصري الراحل حلمي سالم، في سياق آخر. ولكن، دعنا نطرح المسألة، على مستوى بحث الأسباب، زاعمين أن الكتابة أوحت بذلك (ربما)، أقول (ربما)، لأنّه لم يكن لدي خارج حدود الصدمة الأوليّة أي تصور مسبق قائم في الذهن لما يمكن للكتابة كمعالجة أن تقودني إليه، لحظة أن يقودني التأمّل تاليا لتحديد أبعاد تلك الصدمة، على المستويين الخاص والعام، وصفا وتحليلا. ذلك أن المسألة هنا أشبه كما تبدو لي الآن بالمغامرة "البحثيّة"، بالمعنى التنقيبي للكلمة، وكل الاحتمالات وارد، لا سيما إذا وضعنا في الاعتبار أن الواقع المعطى كمادة للمفاربة أكثر تعقيدا مما يبدو عليه عادة على السطح. وهنا يبدو لي كم هو ساذج وضيق ومبتذل وأحادي المسار، ذلك الذي يدعونه الأفق الآيديولوجي، أوالعقائدي، إذا يصف الواقع وفق منظومة قوالب جاهزة، حيث يتمّ استخدامها غالبا كمقياس لما يطرح الواقع من معضلات متجددة (وهنا لدي أمثلة بالغة الدلالة وشديدة الإغراء لن أستخدمها درءا هذه المرة لتشتيت "الكورة"). لكنّ خطل الأفق الآيديولوجي المنغلق، لا يتوقف هنا فحسب، بل يتعدى ذلك إلى ما يميزه كعلامة من شموليّة طرح راديكالي، لا يني يضعك، وفق رؤية ثنائيّة للعالم، بين خياري القبول المطلق (التطابق التامّ) أوالرفض المطلق (التنافر الجذري).

    ومن نافل القول هنا، أوإلى كل ذلك، لا أعتقد، على مستوى شخصي بحت، أن اللجوء إلى القضاء كحقّ لكل مواطن أصابه ضرر ما، حسبما أعلن أسامة الخواض في مثل هذه الحال- لا أعتقد أن من شأنه إثراء الواقع، أوالارتقاء به، مثلما يمكن للحوار أن يفعل، أويحدث. إنه قد يفضي إلى تكريس ما نحاول مكافحته قضائيا. إن ما نراه مؤلما ومهينا ومهددا بزوال، أوحتى (على الأقل) خدش الوجود المعنوي لذواتنا، حين يتعلق الأمر بالطرح، ومهما كانت درجة خلو هذا الطرح من موضوعيّة؛ يمكن التغلب عليه في زعمي وتجاوزه، ليس فقط عن طريق القوة السحرية الخلاقة للتسامح، بل كذلك عن طريق "عقلنته"، لندعه من ثمّ يمضي إلى حيث يشاء، وفي هذا تحديدا مقتله، وإن طال به الرواج بين الناس لدوافع مختلفة، فمحاولات منعه أوحجبه أونفيه أوعزله بآليات الضبط المادي كالسجن وما إلى ذلك، قد تجعله يتمتع بموقع الضحيّة، بل ويمنحه ذلك ميزة التعاطف أحيانا بلا وجه حقّ. اللجوء إلى القضاء في مثل هذه الأحوال قد يعني ضمن أشياء أخرى أننا قدمنا استقالة فكريّة أمام صاحب الفخامة "الرأي العام".
                  

01-22-2013, 07:11 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: عبد الحميد البرنس)

    سلام، أبو نورا:

    إلى حين عودة لخطابك الموجه هنا إلى خالد عبيد:


    Quote:
    لاتستعجل فى حكمك ياارباب, لم تك انت عضو فى SPLM ولم تتواجد فى ساحة ارتريا. هاتف صديقك القصاص مرة اخرى وافتح اذنيك, وعقلك لحديثه ثم احكم بعد ذلك.
                  

01-23-2013, 07:08 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: عبد الحميد البرنس)

    خلال أيام القاهرة تلك، أيام كندا، وأخيرا أيام أستراليا، ظلّتْ تتناهى، إلى مسامعي، بين الحين والحين، تلك القصص، عن فترة النضال المسلح المنطلق من أسمرا، تماما كتنويعاتٍ وتريّة، في "قدّاس الموتى الألمان". وإن أنسى فلن أنسى ما حييت مناخ الرعب في قاع (الحفرة) و.. (تفاصيل سرد أحداث مسمار يُدق إلى داخل جمجمة). أجل، كانت حكايات قاتمة لها طعم الغلّ ومرارة الضياع. وهناك، على فجوات الصمت الصخريّة، تلك المبثوثة على أرض الحكي كنقاط راحة، كانت تشرئب رؤوس الحسرات، مثل أفاع سوداء محتقنة بالثأر. حتى أنّك قد تظن أن تقادم العهد لم يمحُ حرفا من فصل الرغبة التي لا تقهر في تصفيّة الحسابات الداخليّة العالقة. وقد بدا الفضاء نفسه ضنينا ولم يُتح لأقدام الممرورين في نهاية المطاف من حركة سوى القول.

    ولكن مَن يسمع إلى صوت ذاكرة، مثل ذاكرة القصّاص، ذاكرة تحتاج في عرفنا نحن عشائر بعض المنافي إلى تشذيب، لأنّها تنفعل بأكثر مما ينبغي أحيانا، وذلك لا لشيء، سوى أن مفردة مثل (الموت) لم تكن بالنسبة إليها شيئا أكاديميا محايدا يتمّ نقاشه بين جدران مكتب وثير يقع عند نهايّة طرقة جامعيّة مفعمة بالحضور الأملس البارد الرطب والفخم للسكون. ذاكرة لا تزال تعاني من عذابات عدو ظلّ يقف إلى جانبها على أرض خندق واحد. عدو له سمت صديق حدث وأن بادله في هدنة الأحلام نخب الأغنيات الثوريّة نفسها. لقد مضت التجربة وتبقى الأثر (ليس العدو دائما على الضفة الأخرى). بيد أن هذه الجملة ذات الطاقة الشاعريّة القويّة الأخّاذة تتعدى الأحزان الخاصّة لمبدعها: عادل القصّاص، ماضية بلا هوادة في طريق أن تتحول إلى أيقونة دالة وقت أزمة على حركة نقد ونقد ذاتي واسعة النطاق، على صعيد (القوى الحقيقية صاحبة المصلحة في التغيير)، أوكما قال ماركس.

    هكذا، تبدو مفاجأة البحث أحيانا، وهكذا تبدو أحيانا حتى عطسة المبدع (((الحقيقي))) مربكة حمالة أوجه وعلى درجة عالية من التعقيد، وهو ما لم يُتح رؤيته لمن يتوقف عند ظاهرها ولا يتجاوز السطح. لكنها تغني الواقع ببكتيرياء صانعة للحركة، وقد أخذ جسد الجمود المتصلب في التحلل مفسحا المجال لنقيضه.
                  

01-24-2013, 04:49 AM

mohmmed said ahmed
<amohmmed said ahmed
تاريخ التسجيل: 10-25-2002
مجموع المشاركات: 8793

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: عبد الحميد البرنس)

    ((مؤسف ان يجد شخص كعثمان محمد صالح مادته فى عادل القصاص))

    الاشارة لعثمان محمد صالح بمفردة شخص
    فيها الكثير من التبخيس والتجنى غير المبرر

    عثمان محمد صالح كاتب وقاص مبدع
    يقول رايه بحرية ووضوح
    ولا تحكمه الذاتيه والمجاملة
                  

01-24-2013, 08:55 AM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: mohmmed said ahmed)

    إلى حين عودة :






    Quote: لعمري أخي البرنس ..

    القراءة حتما تأخذ شكلها من الحرف الواقف في ورقه

    ولعمري ..

    يأخذناالسرد إلى حيث لا تنتهي أعمال الإدهاش ..

    تصحو فينا الرغبة للأكلِ

    حتى إن تخمَت به الأحشاء !!


    نتابع لا مناص.

    (عدل بواسطة عبد الحميد البرنس on 01-24-2013, 12:20 PM)

                  

01-24-2013, 07:11 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: إلى عادل القصّاص، يجده بخير (Re: عبد الحميد البرنس)

    حيّاك الله، أخي جورج، وزادك من فضله..

    وبعد:

    بدا لي منذ مدة كما لو أن فترة إقامتي (طالت) قليلا. فقد عدت مدفوعا برغبة قهريّة لا تقاوم لرثاء أحمد الطيب عبدالمكرم. ما أن أوشكت عائدا إلى مقاعد الصمت حتى ألقى محسن خالد ما ألقى. ثم تبعه اعتذار هشام آدم. وأخيرا، تداعيات خطاب عادل القصاص الأخير. وكلها في تصوري بدا لي حيويّا وجاذبا للتناول. أنا أشتاق الآن إلى التأمّل والقراءة أومراجعة بناء الذات. ومع هذا، قد أعود هنا أوهناك إذا بدا لي أن ثمة ما قد يتطلب حضوري كطرف في حوار ما. وكما كانت تقول بنت الأحفاد في تلك الأيام (في أمان الله).
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de