سينما الزمن الجميل وأين تسهر هذا المساء.. بقلم محمد عبد الله الحسين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 02:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-02-2013, 02:14 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سينما الزمن الجميل وأين تسهر هذا المساء.. بقلم محمد عبد الله الحسين

    بداية أقول استعرت عنوان هذا المقال (سينما الزمن الجميل) من عنوان لكتاب صغير كان قد أصدره الكاتب المصري (مفيد فوزي) في بداية الثمانينات و هو كتاب قيم استعرض فيه بالتحليل و التعليق كثير من روائع الأفلام التي صدرت في السبعينات و أوائل الثمانينات حيث أنه كان للسينما و دخول دور السينما في تلك الفترة سواء في في مصر أو السودان معجبون كثر، خاصة من فئة المثقفين و الطبقة المتوسطة التي كانت طبقة لها وزنها و شأنها في ذلك الوقت.
    والسينما لا ترجع أهميتها فقط إلى كونها فن ساحر يجمع فن المسرح و فن التصوير و فن العرض و الأزياء حيث يتم توليف و مزج كل تلك الفنون مع تقنيات فن الإبهار التي تتطور كل يوم، بل بالإضافة لذلك ترجع أهميتها أيضاً لكونها مصدر للترفيه و المتعة الفردية و الجماعية في تلك الفترة. إلا أنه الآن و بفضل تطور التكنولوجيا أصبحت هواية الذهاب للسينما التي كانت تتم من خلال سلسلة من الطقوس و التهيؤ النفسي و المالي و الأسري و إختيار الصحبة المرافقة لمشاهدة الأفلام في ذمة التاريخ إلا قليلا. كانت متعة الفيلم لا تتضمن مشاهدة الفلم فقط بل تبدأ من خلال سلسلة من الإعدادات المحببة قبل و أثناء و بعد الذهاب للسينما و مشاهدة الفيلم. و تبدأ مراحل الإعداد للذهاب للسينما ابتداء من مرحلة اختيار الفيلم من قائمة الأفلام في الباب اليومي (أين تسهر هذا المساء) من الصحف اليومية بعد التعرف على الفيلم من خلال الممثلين الذين كنا نحفظ اسماءهم عن ظهر قلب. و من ثم تبدأ الخطوة التالية باختيار الرفقة المحببة التي ستشاهد معها الفيلم و التي ستكتمل معها بهجة مشاهدة الفيلم و التعليق عليه و التحليل بعد مشاهدة الفيلم و استعادة بعض الأحداث. ثم بعد الوصول للسينما يبدأ طقس اختيار الموقع أو مكان الجلوس حيث أن الموقع المناسب كان يعتبر جزء مكمل لطقوس و متعة الاستمتاع بمشاهدة الفيلم و متابعة أحداثه بعيون و آذان مفتوحة مما يشير لاستيعاب تفاصيل الفيلم بشكل يعين فيما بعد بالتعليق و استعادة الذكريات المتعلقة به.و اليوم بالرغم من أن مشاهدة الأفلام أصبحت متاحة بسهولة و يسر و في كل الأوقات بضغطة زر إلا أن المتعة التي كنا نجدها حينما نشد الرحال لدور السينما لا تضاهيها متعة مشاهدة الأفلام بين جدران المنزل.
    و قد كان الجمهور السوداني ممثلا في شباب نهاية الستينات و السبعينات و حتى أوائل الثمانينات يستمتع بهذا الفن و يتابعه في إدراك ووعي و يتفاعل معه، كما يتابع ظهور الأفلام الجديدة و يتابع أخبار الممثلين و إنتاج الأفلام بالرغم من أن وسائل الاتصالات لم تكن كما هي اليوم.خاصة أن السينما كانت في تلك الفترة الزاهرة تعتبر هي المنفذ الوحيد للهو و المتعة البريئة و المتنفس و الترفيهي الثقافي لمختلف الفئات خاصة الفئات المتعلمة و الطبقة المثقفة و الشباب .
    كما كانت السينما هي الكوة الوحيدة (بخلاف الراديو و الصحف)التي كان يتابع بها الناس ما يجري في العالم . و على ما أذكر و نحن أطفال لم تتعدى أعمارنا التاسعة من العمر كانت أسماء الممثلين تجري على ألسنتنا بطلاقة خاصة عندما كنا نقوم باختيار أسماء الممثلين أثناء الترتيب للبدء في الألعاب الشعبية للصبيان (كأسماء حركية) فكنا نتسمى بأسماء مشاهير الممثلين حتى و لم نرهم أو نشاهدهم مثل (كيرك دوقلاس) و ( جون واين) (انتوني كوين) و (الن ديلون) و كم تصرفنا مثل ما يتصرفون. و كم كنا نعشق (نجمات)من نجمات السينما فكم كتمنا في شغف سري أثير و في شبق طفولي خجول و حباً و إعجابا مستحيلا لن تلتقي اطرافه بفاتنات السينما في ذلك الوقت مثل(صوفيا لورين) و (أودري هيبورن) و (جريس كيلي) و (إليزابيث تايلور) وغيرهم من فاتنات كن ملء السمع و البصر و الشاشات.
                  

01-02-2013, 02:17 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سينما الزمن الجميل وأين تسهر هذا المساء.. بقلم محمد عبد الله الحسي (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    و قد كانت دور السينما في الخرطوم بحري (حيث نشأت) هي (سينما حلفايا) و (سينما وطنية) ثم جاءت سينما الصافية متأخرة عنهما و أخيرا (سينما كوبر) في زمن لاحق. أما في مدينة الخرطوم كانت هناك سينما النيل الأزرق و الخرطوم غرب و النيلين و الخرطوم جنوب و كلزيوم ثم أخيرا جاءت قاعة الصداقة. أما في أم درمان فكانت هناك سينما أم درمان و الوطنية و بانت و العرضة و أخيرا سينما قصر الشباب.
    كانت سينما النيل الأزرق هي درة دور السينما في العاصمة ليس بسبب أناقة متفردة في مبناها حيث أن بناءها كان بسيطاً و لكن كانت دار فسيحة و متسعة و ليس به قسم للترسو(الدرجات الشعبية). و زاد في تميزها و تمنّعها و (برجزتها) أنها كانت توجد في منطقة تبعد عن المناطق السكنية حيث أنها توجد في شارع النيل و بالتالي كان يتعذر الوصول إليها بالمواصلات (ذلك في فترة السبعينات و أوائل الثمانينات) إلا بالسيارات الخاصة و كان دخول تلك الدار مقتصرا (إلا قليلا) على الطبقة الراقية بالإضافة إلى طلاب جامعة الخرطوم و الذين لم يتعرف كثير من طلابها (خاصة طلاب الأقاليم) على فن السينما من خلال سينما النيل الأزرق بعد دخولهم الجامعة،لذا كان معظم رواد سينما النيل الأزرق من أسر و موظفي الطبقة الراقية و المتوسطة و المثقفين و طلاب جامعة الخرطوم.
    كان الذهاب للسينما عادة ما يكون في شكل مجموعة من شخصين فأكثر و نادرا ما يدخل السينما شخص بمفرده. و تكون قاعة السينما مقسمة إلى قسمين أو ثلاثة حسب نوع مبنى السينما القسم الأول و هو الأوسع مساحة و أكثر عددا و هو ما يسمى ب(الدرجات الشعببية) أو (الترسو)،و القسم الثاني (اللوج) أو الصالة. و في بعض الدور كانت هناك قسم ثالث(المقصورات ) و هو يضم ثلاثة إلى خمسة كراسي شكل في مقصورة مخصصة للعائلات أو المجموعات.
    و قد كان دخول السينما في فترة السبعينات و أوائل الثمانينات من إحدى سمات التحضر و من بين سلوكيات الطبقة الوسطى من الموظفين و الطلاب و المثقفين.و الذين يدخلون الحفلة الثانية في غالب الأحيان و نادرا ما يدخل أحدهم السينما لحضور الحفلة الأولى.
    و تبدأ الحفلة الأولى في السادسة أو السادسة و النصف و الحفلة الثانية تبدأ في التاسعة أو التاسعة و النصف. وتتكون الحفلة أو العرض عادة من جزأين جزء قصير يتم فيه استعراض للأفلام التي ستعرض الأسبوع القادم و التي ستعرض قريباً ثم في بعض الأحيان كانت وحدة أفلام السودان تقوم بعرض فيلم إخباري لمدة عشرة دقائق تقريباً يتضمن (في ذلك الوقت)بعض زيارات الرئيس السابق نميري. ثم تعقب هذا الجزء استراحة تضاء فيها الأنوار يتهيأ فيها جمهور المشاهدون استعدادا للعرض الرئيسي (الفيلم) . في حالة عرض بعض الأفلام الطويلة فلا تكون هناك حفلتان بل حفلة واحدة و ذلك كما في حالة أفلام مثل(ذهب مع الريح) و (أطول يوم في التاريخ) حسب ما أذكر.
    كانت الأفلام التي تعرض خاصة في بعض دور السينما مثل النيل الأزرق و كولزيوم و حلفاية و أم درمان و هي دور كانت معروفة بعرض الأفلام الراقية و عرض الأفلام ذات الشهرة العالمية و التي يقوم بالتمثيل فيها ممثلون مشهورون و معروفون على نطاق عالمي.و كانت الصحف اليومية تتزين صفحاتها ب مساحة بعنوان (أين تذهب هذا المساء) و التي يتم فيها عرض الأفلام التي سيتم عرضها في دور السينما في العاصمة مع ذكر أسماء الممثلين في الفيلم .و بناء على المعلومات المتعلقة بالفيلم يقرر الشخص لأي سينما سيذهب ذلك اليوم.
    في فترة السبعينات كان يتم عرض الأفلام المنتجة حديثاً بحيث لم يكن يتجاوز الفترة بين ظهور الفيلم و عرضه في السودان العامين و الثلاثة أعوام. و على ما أذكر في بداية الثمانينات اشتركت في نادي السينما في الإسكندرية و كان يعرض أفلامه في مسرح مدرسة (الجوزويت) و كانت تضم مسرحا راقياً و مبنى مهيئا لعرض الأفلام و كان معظم المشتركون في نادي السينما من غير العرب. لدهشتي كانت الأفلام التي تعرض فيه باعتبارها أفلام حديثة و التي كانت تمثل بالنسبة لهم نقلة و إنجازا كنا قد شهدناها السودان قبل ثمانية أو عشرة أعوام سابقة على ذلك مما يدل على أن جمهور السينما السودان كان متابعاً و ملماً بالمنتجات السينمائية الثقافية و هي في قمة (.........)اجتها.
                  

01-02-2013, 02:20 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سينما الزمن الجميل وأين تسهر هذا المساء.. بقلم محمد عبد الله الحسي (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    و في الأعياد كان الأطفال و الصبيان يغتنمون فرصة العيد للذهاب إلى السينما دون قيود ،حيث كانت تعرض بمناسبة العيد أفلام تناسب سنهم مثل أفلام (طرزان) و أفلام الكاوبوي الأمريكية و الذي كان يقوم بالأدوار فيها ممثلون مشهورون نعرفهم مثل(جون واين) و (الن لاد ) و و جيمس استيوارت. و أذكر أنني كنت في صغري أعجب أشد الإعجاب بأخبار و قصص الحرب العالمية الثانية. و قد قرأت في السنة الثانية من المدرسة المتوسطة قرأت في مجلة المختار عن كتاب (أطول يوم في التاريخ) لمؤلفه (كورنيليس ريان) و هو كتاب يحكي قصة نزول الحلفاء في( نورماندي) و بداية انهيار الجيوش الألمانية و قد تم تحويل تلك القصة إلى فيلم بنفس الاسم و صادف أن عرض في نفس ذلك العام ذلك الفيلم الذي يمثل فيه أكثر من عشرين من الممثلين المعروفين على مستوى العالم. على ما أذكر ذهبت إلى سينما الوطنية بالخرطوم بحري مبكرا قبل السادسة مساء و دون أن أخطر أسرتي و حضرت ذلك الفيلم و أنا مشدوه بما عرض فيه و كان البرد قارصا و لم أكن ارتدي ملابس للبرد بل لم أكن أحس به رغم شدة البرد في تلك الأيام.
    من الأفلام التي تركت فينا تأثيرا و انطباعا لا ينمحي رغم السنين فيلم (جسر على نهر كواي) الحائز على العديد من جوائز الأوسكار و هو الجسر الذي أقامته اليابان في تايلاند بعد غزوها لها والتي قام فيها الحلفاء بعمل عسكري كبير لتدميره. و الأسبوع الماضي رأيت احتفال أقيم في تايلاند بهذه المناسبة و كذلك تعاطفنا و نحن مراهقون مع بطلة فيلم قصة حب(لإريك سيغال) و التي مثلت فيه (آلي ماكغرو) و (ريان أونيل). كما لا أنسى فيلم (ذهب مع الريح) و لم نستطع متابعته لطول الفيلم. و تجاوبنا طويلا مع فيلم (زهرة عباد الشمس) لصوفيا لورين والذي يحكي عن قصة حب عنيفة جمعت صدفة بين شاب و شابة قطع تسلسله استدعاء الشاب للحرب و افتراق الحبيبين ثم نهاية حزينة حين تنقذه فتاة روسية و من ثم يتزوجها و تفتقده حبيبته و تذهب إلى روسيا للبحث عنه و تفاجأ بزواجه و إنجابه من الروسية فتعود حزينة إلى بلادها. و بعدها يفوق هو من سباته العاطفي الذي استمر سنوات حين يعود لإيطاليا للبحث عنها ليجدها قد تزوجت من آخر. كما تفاعلنا بشدة مع فيلم (إلى أستاذي مع حبي) لسيدني بواتيه الذي يحكي عن تأثير الأستاذ على طلابه فيحبونه و يقدرونه بعد رفض و سخرية من جانبهم و هو الفيلم الذي أقتبس منه فكرة المسرحية المصرية (مدرسة المشاغبين). ثم فيلم(ضيف على العشاء) لسيدني بواتيه أيضاً و الذي يتناول رفض المجتمع الغارق في العنصرية لفكرة ارتباط فتاة بيضاء مع رجل أسود. و كذلك حاولنا فهم الأبعاد السياسية لبعض الأفلام التي كانت تسير في ركاب معارضة مثل( صائد الغزلان). كما حاولنا و نحن صبية على اعتاب الشباب أن نستوعب و نتفاعل مع الحماس و التصفيق الذي لقيه فيلم سياسي اسمه (زد) أنتجه كوستا جافريس و قد لاقى استحسانا بسبب قصته التي تحكي عن اغتيال لأحد السياسيين اليونان عام 1963 بواسطة الطغمة العسكرية عقب الانقلاب الذي حدث في اليونان و كان الجمهور يصفق أثناء الفيلم نكاية في الحكم العسكري المايوي (دليل على الوعي السياسي الذي كان طاغيا وسط الشباب حتى بين طلاب الثانوي).
    وفي منتصف السبعينات ظهرت موجة أفلام الكاوبوي الإيطالية و التي صارت تعرض صورة ل(الكاوبوي) اسماه الجمهور(الكاوبوي القذر) لأنه أظهر أفلام لرعاة بقر ليس كما كانوا قد ظهروا في صورتهم النمطية التي عرضتها السينما لأمريكية كشخص نظيف و أنيق الملبس ووسيم فظهر راعي البقر المتسخ الذي يميل يكثر من الصراع و القتل بداعي و بدون داعي. و قد أفسح ظهور تلك النوعية من الأفلام المجال لجمهور جديد من النظارة و مرتادي السينما و هم فئات كانت تبحث عن التسلية البريئة و لكن في مشاهدة افلام تحفل بالإثارة المعتمدة على العنف و الضرب و القتل.
    خلاصة القول لقد تأثرنا في ميعة صبانا و اعتاب الشباب بالسينما تأثيرا عميقا و قلدنا في دواخلنا أبطالها و تحسرنا على نهايات لم تسير وفق هوانا و رجعنا عقب مشاهدة أفلام دافئة و نحن نحتضن عوالم خالية إلا من أحلام غضة و شباب بريء. فكم من ليالي نمنا فيها و نحن قريرو الأعين بما حققه الممثل الرئيسي بالإنابة في مواجهة مع مؤسسات رسمية عنيدة أو مكافحة لبعض الرموز الشريرة. و كم احتملت وسائدنا تقلب جنوبنا و نحن نطلق الآهات الحرى لهاثا وراء جمال فتان نثرته إحدى فاتنات السينما في الشاشة السحرية و لم نصادفه في عالم الواقع. و كم ارتفعت قاماتنا زهوا بطموح تحقق في أحد الأفلام و كم و كم و كم...إلخ.
    و أود هنا أن أعترف بأننا في مرحلة ما من خلال السينما كنا نعجب بنماذج بشرية و أبطالا كنا نرى فيهم قدوة و نماذج للسلوك هي بمقاييس اليوم و بعد أن نضجنا لا تستحق أن تكون نماذج أو قدوة مثلى كما ينبغي، إلا أنها ملأت فراغا في حياتنا كان ينبغي أن يملأ. كما أدركنا فيما بعد بأن فن السينما يقوم عليها أناس لا يهمهم إلا الربح و قد يكون هناك دوافع أخرى، إلا إذا أغمضنا عيوننا عما ترسله أو تغرسه من قيم و إشارات سالبة.
    في حقيقة الأمر كان التدهور الذي شاب نوعية الأفلام التي تعرض في السينما و التدهور الذي أصاب دور عرض السينما قد تزامن مع انتقال ملكية السينما و شراء الأفلام إلى ما يسمى ب(مؤسسة السينما) بعد تأميم دور السينما فكانت أن قتلت في الجمهور المثقف هواية نظيفة لا تحتاج إلى كثير مال أو جهد أو طاقة لممارستها. كما حرمت قطاع كبير من الأسر و من الشباب من قضاء أوقات سعيدة في لهو بريء و رفقة مثقفة.
    و الآن و نحن نستعيد تلك الذكريات لا يسعنا إلا التحسر على زمن مضى كان نضرا و زاهرا، و نلتفت اليوم يمنة و يسرة فلا نرى إلا خرائب و أطلال لما كان يسمى دور للسينما. و لا اعتقد أن هناك عاصمة في العالم تفتقر مثل تفتقر عاصمتنا (من بين أشياء أخرى كثيرة) إلى مثل تلك الخدمات بل هي بالحق تعاني فقرا و رداءة و تدهورا في عدد و نوعية دور عرض السينما من حيث المبنى و الخدمات و مستوى النظافة و من حيث نوعية الأفلام التي تعرض بالرغم من أن كلفة إقامة و تشغيل دور العرض ليست بالشيء الباذخ، و بالرغم من أنها ذات عائد مجزي، إلا أن المخططين و المسئولين عن الثقافة في بلدي لا يلتفتون إلى ما يفيد الشباب و يغذي الروح و الفكر و يقدم التسلية و الترفيه البريء قليل الكلفة، و يصرف الشباب عن ملاذات جاذبة قد تكون غير مفيدة و غير آمنة بل و موئل لأخطار جمة تعتبر مكافحتها تقع ضمن مسئولية وواجب هؤلاء المخططين و المسئولين في غنى عنها.

    mohammad alhussien [[email protected]]
                  

01-03-2013, 04:24 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10914

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سينما الزمن الجميل وأين تسهر هذا المساء.. بقلم محمد عبد الله الحسي (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    أشكرك أخي الأمين لإختيارك و تفاعلك مع الموضوع الذي كتبته عن ذكريات السينما في الزمن الجميل. و إن كان هذا الموضوع قد كتبته قبل أكثر من عام.و لكن حين اخترت أن أكتبه كنت أحس كم فقدنا بفقدنا للسينما التي أيقظت فينا مبكرا معاني إنسانية و وعي و خلقت أواصر للتواصل مع العالم في ذلك الوقت الذي لم تكن فيه وسائل التواصل متوفرة كماهي الآن.
                  

01-03-2013, 08:04 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سينما الزمن الجميل وأين تسهر هذا المساء.. بقلم محمد عبد الله الحسي (Re: محمد عبد الله الحسين)

    اين تسهر هذا المساء ؟
    كان ثمة برنامج اذاعى تقدمه الاذاعة للراغبين فى السهر
    وكان البرنامج يحوى اصواتا مسجلة لمقاطع من تلك الافلام
    احيانا كانت السينما "العرضة " امدرمان تدعو المشاهدين خلال "عربية الكارو التى يحمل احد ركابها مكرفونا ويعلق على اسم الفليم والابطال
    يطلق اسماء على الممثلين لاعلاقة لها بهم
    خاصة الافلام الهندية
    تعرفنا على "ابو طويلة ، وابوشلخة " من خلال تلك التغريدات
    ولاتنسى نادى السينما الذى كان قد بنى له فروعا فى الاقاليم
    لااعرف منهو صاحب الفكرة لكنها كانت موجودة فى بعض مدن السودان
    الهمت السينما "الترزية " على وجه الدقة ، كنا حين نمشى لدكان "الترزى فى الابيض " يشهدنا على كتلوجات
    تلك الكتلوجات كانت من تصميم "مجلة حواء "
    ونلبس ما كانت تلبسه الممثلات
    فى ايامنا كانت سعاد حستى رغم انها غدت كبيرة لكننا مبهورين بها
    وكذا شادية ، حيث لشادية فستان كان يحمل اسمها "رموش شادية "
    ولفاتن حمامة حظ مع الفتيات الاشد محافظة ، ولبسنا ما كانت تلبسه نجلاء فتحى
    وشمس البارودى وسهير رمزى
    لم نكن متعلقات بالافلام الامريكية "بعد " الا بعد ان دخل التلفزيون وبات يعرض افلاما اشهدتنا على اختلاف جديد فى نظام الملابس
    فبدات تغزو الاسواق فساتين "المينى جيب فى الستينات والسبعينات والماكسى جيب وبعد ذلك المكيروجيب "
    ثم دخلنا عهد الجينز والقمصان الطويلة .. لم تكن الثياب هما لدينا فى تلك المرحلة
    كانت تلبسها امهتنا
    لكننا مدعومين باالفلام الهندية والمصرية والامريكية لاحقا
    حدثنى المخرج الجميل ابراهيم شداد فى حوار معه ان "الافلام كانت تعرض فى نفس الزمان الذى تعرض فيه فى القاهرة ونيويورك ولندن
    اكبر العواصم والمدن يومها ...
    الان باتت السينما مجرد "تاريخ " للاسف فى بلادنا
    حكى لى والدى رحمة الله عليه انه كان رفقة صديق له ايام "الشباب كما وصفها "
    وكانوا يعتزمون دخول السينما فوجدوا فيلما لمديخة يسرى فاذا صديق والدى يقول لوالدى
    " تعال ندخل فيلم مديحه يسرنى دا "
    وحين ظهرت السينما فى امدرمان "برمبل " كما حكى لى والدى رحمه الله كان الناس يطلقون عليها اسم "السوء نما "
    لكنها مع ذلك كان لها حظ فى التعليم خاصة السينما المتجولة واوائل الافلام الت انتجها الفنان الراحل عثمان حميدة تور الجر
    ومساهماته فى السينما البدايات فى السودان رفقة الرشيد المهدى وعم جاد الله ولاحقا انور هاشم رحمة الله عليهم اجمعين
    شكرا لكما الاخ محمد الحسين والاخ الامين عبد الرحمن
                  

01-03-2013, 11:07 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سينما الزمن الجميل وأين تسهر هذا المساء.. بقلم محمد عبد الله الحسي (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    Quote: كانت متعة الفيلم لا تتضمن مشاهدة الفلم فقط بل تبدأ من خلال سلسلة من الإعدادات المحببة قبل و أثناء و بعد الذهاب للسينما و مشاهدة الفيلم. و تبدأ مراحل الإعداد للذهاب للسينما ابتداء من مرحلة اختيار الفيلم من قائمة الأفلام في الباب اليومي (أين تسهر هذا المساء) من الصحف اليومية بعد التعرف على الفيلم من خلال الممثلين الذين كنا نحفظ اسماءهم عن ظهر قلب. و من ثم تبدأ الخطوة التالية باختيار الرفقة المحببة التي ستشاهد معها الفيلم و التي ستكتمل معها بهجة مشاهدة الفيلم و التعليق عليه و التحليل بعد مشاهدة الفيلم و استعادة بعض الأحداث.

    كما ذكر أخي محمد عبدالله الحسين فقد كانت متعة الفيلم تتضمن سلسلة من الإعدادات والمشاهد المحببة ..
    بالنسبة لي كانت هناك متعة خاصة كنت أمارسها لوحدي وهي المرور يوميا على لافتات عرض فيلم اليوم التى كانت في قلب سوق الأبيض بجوار محلات أبونجمة وجروبي .. كانت تلك اللافتات الكبيرة وهناك أخرى صغيرة تحت لافتة إعلان تجاري بجوار الجامع الكبير وبجوار كشك العم إسماعيل أبوحراز للكتب الدينية.. وثالثة بجوار شركة جلاتلي في طرف السوق الغربي .. هذا غير الإعلانات الموجودة عند مدخل السينماتين عروس الرمال وكردفان..
    وكان لهذه الملصقات الملونة الزاهية المصقولة سحر خاص وإمتاع يجعلنا نقف أمامها لوقت قد يطول.. تلك الملصقات كانت تحدد مزاجنا إن كنا سنقرر مشاهدة الفيلم أم لا.. وحينما نجد لوحة خالية من الصور ننصرف عنها دون أن نكلف أنفسنا قراءة اسم الفيلم..
                  

01-03-2013, 11:19 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سينما الزمن الجميل وأين تسهر هذا المساء.. بقلم محمد عبد الله الحسي (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    فيلم صوت الموسيقى

    sound-of-music_thelavalizard.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    أطول يوم في التاريخ

    1002004000095804.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    من أجل ابنائي

    220px-Mother_India_poster.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    عالم مجنون مجنون مجنون

    its_a_mad_mad_mad_mad_world_ver2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    إمرأتان

    two_women_ver2.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الأب الروحي

    the-godfather.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    بعض من أفلام زمان الجميلة ..
                  

01-03-2013, 11:42 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10914

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سينما الزمن الجميل وأين تسهر هذا المساء.. بقلم محمد عبد الله الحسي (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    ايه الإبداع ده ياباشمهندس؟ لقداعدت إلى الذاكرة من خلال صورة صوفيا لورين و جولي اندروس ذكريات الزمن الجميل فتلك البوسترات كانت مما نجده معلقا في مدخل السينما على جدرانها فننبهر بصور الممثلين و تجذبناإليها لنتعرف لتكتمل الصورة في اذهاننا من خلال اسم الفيلم. فقد كانت البوسترات تلك عمل فني دعائي يجذب الناس حيث ينقل إليهم جزء من تاثير العمل الفني للفيلم.
                  

01-04-2013, 00:34 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سينما الزمن الجميل وأين تسهر هذا المساء.. بقلم محمد عبد الله الحسي (Re: محمد عبد الله الحسين)

    يا سلام على ذكرى تلك الايام
    احببت السينما حبا عظيما من خلال اصدقاء متخصصين
    وكنت عضوا في نادي السينما السوداني
    وتعرفت هنالك على الرائعين
    محمد مصطفى الامين ومنار الحلو والطيب مهدي
    وصلاح عبدالرحيم - صلاح سينما سينما - الذي تربطني به صلة الرحم
    وكنا بحكم السكن مداومين على سينما النيل الازرق
    والنيل الازرق كانت تعرض الافلام الراقية
    وبالكاد كان يفوتنا فيلم في هذه السينما الهادئة الجميلة
    وقرات مقالا ذكر بان النيل الازرق كان اسمها سينما الجيش
    شكرا لك على البوست الجميل


    سابحث عن مقال به معلومات تاريخية قيمة عن السينما في السودان
                  

01-04-2013, 00:37 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: سينما الزمن الجميل وأين تسهر هذا المساء.. بقلم محمد عبد الله الحسي (Re: خالد العبيد)

    شركة السينما:
    وفي العام (1942م) أُنشئت شركة السينما السودانية بواسطة مساهمة من مواطنين سودانيين وأُنشئت العديد من الدور مثل سينما (أم درمان الوطنية) وسينما (بانت) و(السينما الوطنية الخرطوم) وسينما (غرب) و(الوطنية الخرطوم بحري) و(الوطنية) بالقضارف وسينما (نيالا). بينما كانت تتبع سينما كلوزيوم وسينما أم درمان وسينما حلفايا وسينما النيلين لشركة ليكوس لاستيراد وتوزيع الأفلام وهي شراكة بين ليكوس وجابر أبو العز. وبعد العام (1970) تم تشييد دور عرض خاصة مثل سينما (الثورة) بأم درمان لأصحابها السنوسي حسين النعيم وعوض أبوزيد وبشير الشيخ والفريق توفيق خليل وآخرين.
    وتم تشييد سينما (الوحدة) بكوبر ببحري بواسطة جعفر قريش وآخرين كما أن سينما (الصافية) قد شيّدها عبد القادر حاج الصافي. وفي العام (1967م) اشترى السنوسي حسين النعيم وآخرون من الخواجة (ليكوس) سينما (حلفايا) وسينما (النيلين) وسينما (بورتسودان)، وبذا أصبحت كل دور العرض السينمائي يملكها سودانيون.
    ٭ أيام ..!!
    غير أن سينما (العرضة) بأم درمان كان يملكها (جورج عبدالمسيح) وآخرون ثم اشتراها منه (الياس شبو) في التسعينيات والآن اشترتها إحدى شركات الزراعة لتحويلها إلى مخازن!!! وكانت الدور ـ في ذلك الزمن الجميل ـ مجهزة بطريقة ممتازة وكانت معدات العرض للصورة والصوت ممتازة كما أن البيئة داخل السينما كانت جيدة وكذا الخدمات حتى أنه كان يوجد في (اللوجات) أجراس تمكن رواد السينما من طلب الخدمات من بوفيه السينما، وكان أحيانًا يتم الحجز للأسر بواسطة التليفون. ولقد كانت مدن العاصمة القومية الثلاث الخرطوم وبحري وأم درمان تمتلك ـ كل على حدا ـ دورًا للعرض السينمائي بلغت في مجملها (18) دار عرض ومعظمها أُنشئت في فترة الستينيات
    -----------------------------------------------------------------------------------------------------------------
    منقول
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de