خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية في السودان 2 !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 06:49 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-02-2013, 02:26 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية في السودان 2 !

    يقرأ مع الجزء الأول في الرابط أدناه ..

    http://خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين ...صارعة في السودان !!

    وقفنا من قبل في صراع الإسلاميين حول السلطة في السودان بين الشيخ الذي أصبح ملطشه بيد الحيِّران بين السجن والإقامة الجبرية وإنفراده عنهم بحزب جديد اختار له مسمى المؤتمر الشعبي, وأنحاز معه كل من لا حول له في فقه الضرورة ولا قوة له في استرزاق كراسي السُلطة وزيف الانتهاز وكل من ناء حمله من معذبي الضمير بما جرى في عقد التسعينات من إنقاذ بيوت الأشباح والقمع والتنكيل، عكس الحيران الذين تحلّقوا حول دبابير العسكر متشبثين بكراسي الحكم لا يألون جهداً أو خوفاً على مستقبل مظلم قد ينتهي بمهلكهم على يد شعبهم أو إخوانهم بالأمس،وهم نفس الحيران الذين دب الخلاف فيما بينهم وكشروا أنيابهم على بعضهم البعض, يتسابقون بكل شراسة حول كراسي السُلطة خصوصاً أن الانتخابات شارفت على الأبواب في مطلع العام 2010والكل منهم يسعى لضمان تنفذه وتسلطه على عباد السودان, وظل على عثمان خافضاً الرأس بعد أن تبددت أحلامه بوفاة جون قرنق, تاركاً ميدان المناورة السياسي لنافع والذي أخذ سيفه السياسي بكل صلف في مواجهة الكل، وبسط نفوذه السياسي مكتسباً كل القوة عبر التمكين الأمني الذي سعى له من بوادر عهده بالإنقاذ, كما أنه استفاد فائدة قصوى من حالة الاستقطاب القبلي الحاد داخل النظام الحاكم وخصوصاً عندما تمدد الرئيس بعائلته في الحكم والاقتصاد،كما أن الرئيس عرف جيداً كيف يحكم قبضته على أموال النفط عبر شقيقه علي حسن أحمد البشير والجنرال محمد عطا المولي المسئول الأول عن شعبة إدارة أمن البترول حينئذ،وجلس الرئيس القرفصاء يرتقب ما يؤدي له صراع الضباع حوله. ولم يجد نافع كبير عناء في فرض أسلوبه السياسي على القطاع السياسي بحزب المؤتمر الوطني خصوصاً وأن جُلّ المنتسبين للقطاع من كانوا خارج حلقة بيت المنشية في بواكير عهد الإنقاذ وما قبل هذا العهد، ولم يكن لهم حظوة طيبة مع الترابي في مجالسته من قريب، وكان هذا طبع الشيخ حيث أحاط نفسه بفئة دون آخري، بالرغم من جهد الكثير منهم والتجلّد الذي أظهروه منافحين عن الحركة الإسلامية في أغلب المواقف، ولذلك لم يكن عسيراً أن ينحاز كثير من مثقفي الحركة الإسلامية ( وفق الاعتبار) للعسكر ونبذ سطوة الشيخ، وبدأ أنهم قد وجدوا أخيراً متنفساً داخل الحركة الإسلامية عبر سُلطة النظام بعيداً عن تعالي الشيخ في إدارته للتنظيم،وأدت سيطرة نافع السياسية لعزل طموح علي عثمان بالسيطرة على مفاصل الحكم، وطفق شيخ علي يبحث عن خيوط جديدة يمسكها علّه يتصدر الموقف السياسي من جديد، وظهر جلياً أن أسلوبه بمسك الخيوط شابه الكثير من الغموض، وليس جديداً عليه ذلك، فقد قام علي عثمان بتجسيد دور المنقذ للنظام في أحلك الأزمات مع شريك النظام قبل الانفصال ، وكان له القدح المعلى في إجازة قانون الاستفتاء لحق تقرير المصير داخل أروقة المجلس الوطني، ووضح جلياً أن المؤتمر الوطني لا يمكن أن يتعايش في الشراكة، وفضل المؤتمر الوطني محافظته على كرسي الحكم على وحدة السودان، وشحذ الرئيس كل إمكانيات الدولة من تنصيب الانفصال كخيار أفضل للشماليين قبل الجنوبيين، وظهر ذلك بصورة كبيرة في الإعلام المرئي والمقروء. وكانت المقالات الصحفية لكثير من الصحفيين الذين ما كان لهم حظوة في العمل الصحفي لولا الإنقاذ أن يمرروا خط المؤتمر الوطني في قبول الانفصال، حتى خرج كبير مساعدي الرئيس أركو مناوي( في ذلك الوقت قبل تمرده الثاني) قبل الانتخابات معلناً أن الانفصال قد تم وأن ما تبقي من استفتاء أو غيره هو مجرد روتين.

    نواصل ..

    (عدل بواسطة مجاهد عبدالله on 01-03-2013, 12:33 PM)

                  

01-02-2013, 04:43 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية في السودان (Re: مجاهد عبدالله)

    نواصل ..
    ------------------------------------------------
    في انتظارك يا مجاهد
                  

01-02-2013, 10:49 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية في السودان (Re: خالد العبيد)

    تحياتي خالد ..
    وربنا يقدر..
                  

01-02-2013, 10:53 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية في السودان (Re: مجاهد عبدالله)

    أنهمك الشيخ في ترتيب حزبه الجديد وظهرت استفادته من التجربة المريرة التي عاشها في كنف عسكر الحركة الإسلامية,فقد قام بنقد العسكر بعنف كبير وقام بتحميلهم كل الموبقات التي حدثت في عقد التسعينات من الدماء المهدرة مروراً بالفساد الذي أنتظم الدولة وحتى قمع الحريات ، وحاول وما زال في كسب ود المعارضة في محاولات مستميتة لإنقاذ ما تبقى من ماء وجه الحركة الإسلامية الذي أراقه بنفسه في الانقلاب المشئوم في 1989، ولم يتخل عن عمليات الضرب تحت الحزام كل ما سنحت له الفرصة لحيرانه القدماء بصورة معلنة أو خفية. وبالمقابل أظهر نافع علي نافع مقدرة واسعة في مسك زمام الآمر السياسي وعمد للإختراق الواسع داخل المؤتمر الوطني حتى يغلق كل المنافذ التي يمكن لغريمه علي عثمان من الإستحواذ عليها ورمي بكتلة مقدرة من العناصر التي تحمّلت معه البناء الأمني في العملية السياسية، فضخ الكثير من الدماء التي لم تكن حتى معروفة لقطاع كبير من الناس في شرايين المكاتب التنظيمية للمؤتمر الوطني، كما قام برمي كل من إنتهز العمل السياسي في جلباب الإنقاذ إلى الشارع، وكانت محاولة نافع تصليد المؤتمر الوطني بالعناصر الرافضة لكل ما يمكن أن يكون تغييراً نحو الوحدة أو التحول السياسي وتفكيك دولة الحزب الواحد، وعمل بكل قوة لكسب الرئيس عبر عمله الدؤوب داخل أمانة التنظيم، وعمل على ذلك إعلامياً وتنظيمياً، وتمكن من خفض صوت التغيير داخل قطاعات الحزب التي تملّملت من الكهنوت الذي أحاط به الرئيس نفسه زهاء عقدين من الزمان، وقام بتصعيد الكثير من الدماء الشابة ودفعهم في مقدمة الركب الإنتخابي، وقام بالتحضير للعملية الإنتخابية بصرف إستهلك الكثير من المال من الخزينتين الحكومية والحزبية، وعمد على تقديم إنتخاب البشير بصورة يظهر فيها التملق الكبير حينما جلب سوار الدهب ليقود وفداً كبيراً لتقديم أوراق عمر البشير لمفوضية الإنتخابات، ولايخفى على ذلك أن نافع كانت عينه على الكرسي المجاور للرئيس والذي يتوسد فيه غريمه الشيخ علي، كما عمد نافع على إستثارة الحركة الشعبية بين الفينة والآخرى عبر كثير من التصريحات والمعيقات، وكان ذلك من أجل إبعادهم عن تغذية الصراعات داخل المؤتمر الوطني. وهو ما لم يتحقق له بكثير من الطموحات فسرعان ما بادرت الحركة الشعبية لإرباك شريكها وخصمها في نفس الوقت المؤتمر الوطني بدفع ترشيح الأستاذ ياسر عرمان للرئاسة، ولم يكن هنالك أي قصد حقيقي من هذا الترشح في صدقية نيته، ولم تكن الحركة الشعبية سوى لاعب كبير بأعصاب الشعب السوداني، حيث كان المقصد الأساسي للحركة من هذا الترشيح هو ضمان مخرجات الإنفصال بالصورة التي تريدها الحركة حتى لا تفاجأ بما لا يمكن حسابه مع أصحاب هذا الحزب الذي بلغ الهوس الديني فيه مبلغ القيادة داخل هذا التنظيم، كما أن تغذية الصراع لم تفت على قيادة الحركة الشعبية عبر باب الانتخابات، وسرعان ما ظهر من عويل وترقب داخل المؤتمر الوطني من جراءة هذه الخطوة، وظهر نافع مبتئس الوجه على إبتئاسه من ترشح ياسر عرمان الذي كان على الدوام يحسبه بوقاً ليس إلأ. وبلبل هذا الترشح مكاتب الحزب الحاكم حتى ظهر صاحب الكرسي الذي كاد أن يطير بمخرجات هذه الانتخابات الشيخ علي عثمان وقام بتجسيد دور حلّال العقد للرئيس البشير وقاد بماكوكية يُحسد عليها مفاوضات سريعة مع الحركة الشعبية حافظ بها على كرسيه، وآبان حوبته للنظام وألقم نافع حجراً في حلمه بهذا الكرسي.
    نواصل ..



    (عدل بواسطة مجاهد عبدالله on 01-03-2013, 12:29 PM)

                  

01-03-2013, 02:05 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية في السودان (Re: مجاهد عبدالله)


    جاء ابريل الإنتخابات 2010 ووجد الشيخ ومؤتمره الشعبي في تحضيرات كبيرة في فن التكتيك السياسي. وبالرغم من مؤالفة الشيخ لأحزاب المعارضة بملتقى جوبا، والذي كان قاب قوسين أو أدنى من إتخاذ مرشح واحد عن كل المعارضة, وكان بالتأكيد أن لا يكون للشيخ حظوة في هكذا ترشيح, فقد دلف للانتخابات بترشيح عبدالله دينق نيال للرئاسة، شاقاً عصا الوحدة التي إنتظمت الخط المعارض للمؤتمر الوطني، وذلك لأن الشيخ كان له منظوره من هذا الائتلاف، فقد امتطاه لتحقيق الكثير من الأجندة الخاصة، فمن ناحية أراد ضخ النشاط السياسي في أوردة حزبه الجديد، ومن الناحية الأخرى يريد أن يثبت للحيران أنه مازال قادراً على قيادة الحركة الإسلامية وقبولها بالنسبة للمعارضة، كما أن خيوط اللعبة والصراع لم تكن غائبة عنه مع العسكر والحيران، وقصد الترابي وحزبه بهذا الترشيح جنيّ الكثير من الأهداف مع علمه المسبق بالإنتهاك الإنتخابي الذي سوف يقوم به الحيران،وأن العسكر لا يقبلون بالتنازل عن الكراسي التي كان هو عوناً لهم ليتوسدوها، فقد أشار بترشيح الجنوبي المسلم أنه برئ من كل أثار حروب الجهاد التي غيب فيها عقول الكثير من المجاهدين آبان تسعينيات ساحات الفداء، وأنه كان بعيداً عن تأجيج هذه الحرب، وهي لفته بارعة إراد بها إكتساب ما تبقى فيها من السودان بأغلبيته المهمشة. ودلالة كبيرة هي أن التأريخ سوف يسطر له هذا الموقف حتى وإن كان مآل هذا الترشح هو تزيين الحزب بالحق الذي أريد به باطل. مع العلم أن الترابي بالرغم من دهائه السياسي الواسع إلأ أن العزة بالأثم أخذته عن الحق وهو مازال يتنكب الطريق الحق في الإعتراف بالإنقلاب والاعتذار عنه للشعب السوداني، وطرح مبدأ المحاسبة على ما أقترفه هو وجماعته، والحقيقة المُسطرة هي الإنقلاب الذي مازال جاثماً على صدر الشعب السوداني، والحرب المستعرة في دارفور مازالت أنهار الدماء تتدفق منها، ومازالوا إخوة الإسلام في السودان حينئذ يتصارعون من أجل التسلط دون استحقاق ، فقد تناحروا من أجلها وتباغضوا في استدراك الوسائل حتى بلغ بينهم الدم مبلغ الماء المسال، حتى ظهر الأفندي وهو ينعاهم ببكائيته ( ماذا بقي من إسلام "الإسلاميين" وإسلاميتهم؟ ). ورغم ذلك لم يعرّ الترابي ملتقى جوبا اهتماماً وذهب في تكتيكه السياسي مقدماً صراعه عن حقائق الأرض، والمكتسبات المهدرة بحق حزبه الجديد. ولم يكن للترابي كبير اهتمام بالانتخابات عبر هذا الترشيح سوى أن يرقب حيران الأمس وكيفية التصرف تجاه مثل هذه الدروس، وكسب أراضي جديدة داخل قطاع الإسلام الحركي المؤيد للمؤتمر الوطني، خصوصاً وأن شكل الصراع أصبح حسب السحنة داخل التيار الإسلامي الحاكم،وأن الإستقطاب القبلي بلغ مداه حتى وصل لتفريز الهرم القيادي كلٍ حسب قبيلته، وإستطاع الترابي بترشيحه لنيال من خلق بلبله طفيفه داخل قواعد الحزب الحاكم، إلأ أن نافع كان قد أكمل منافذ الصناديق الانتخابية مالاً وتأليباً، فقد صرف خزينة الشعب السوداني بأكملها على ترشيح البشير والمؤتمر الوطني، وتم الصرف على الدعاية الإعلامية على الشركات متعددة الجنسيات في تسويق البشير، وشراء الأصوات بالنقود حتى وصل سعر الصوت الانتخابي مبلغ الخمسة جنيهات وقتئذ، وتم ذبح المئات من الأبقار في كثير من اللجان الإنتخابية للمؤتمر الوطني، كما تم تجهيز الصناديق التي شاهدها القاصي والداني وهي تُخج كما اللبن في القرب.

    نواصل ..

    (عدل بواسطة مجاهد عبدالله on 01-03-2013, 12:26 PM)

                  

01-03-2013, 10:07 AM

Abdullah Idrees
<aAbdullah Idrees
تاريخ التسجيل: 12-05-2010
مجموع المشاركات: 3692

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية في السودان (Re: مجاهد عبدالله)

    يستحق المتابعة ..
    تحياتي مجاهد
                  

01-03-2013, 12:23 PM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية في السودان (Re: Abdullah Idrees)

    اكتملت كل المعينات الممكنة لنافع علي نافع بإكتساح المرحلة الإنتخابية، وأراد بهذا العرس أن يعزز موقعه بين أقرانه أمام البشير، وأستخدم نافع كل الإمكانيات الأمنية بعتادها ورجالها في التجهيز لهذا العرس. ولم يكن خافياً لأي مراقب تململ على عثمان من نافع وتحضيره الغير مسبوق لإنتهاك العملية الانتخابية، وتتويج المؤتمر الوطني للفوز بالإنتخابات عبر التزوير والذي لم يكن خافياً حتى بالنسبة للمواطن العادي. هذا بالرغم من المجهود المقدر الذي قاده علي عثمان لإبعاد الحركة الشعبية من الانتخابات الرئاسية بانسحاب ياسر عرمان من السباق الرئاسي، ولم يكن المؤتمر الوطني في حاجة لمخافة المرشحين الآخرين بقدر مخافته من الحركة الشعبية وتغذيتها للصراع، فكل القوى السياسية ليست لها سطوة الحركة عبر حق تقرير المصير الذي بين يديها، ولن يستطيع نافع تمرير عملية التزوير في السباق الرئاسي بوجود الحركة الشعبية، حيث أن تثبيت ترشيح ياسر عرمان كان سوف يؤدي لعكس ما يتمناه المؤتمر الوطني وهو انفصال الجنوب، والذي ما صدق بجعل الوحدة خيار طارد لشعب جنوب السودان خلال الفترة الانتقالية، وململة الشيخ علي عثمان لم تدم طويلاً فسرعان ما قام بإلتقاط ما توافقت عليه بعض أحزاب المعارضة والغرب من مقترح بشأن تأجيل العملية الإنتخابية، وسرعان ما سرى بين الناس الخلاف الكبير الذي بدأ داخل النظام الحاكم بين تأجيل الإنتخابات وقيامها في موعدها. علي عثمان يرى أن تأجيل الإنتخابات يساعد في مزيد من الحوار مع المعارضة بغرض التوافق على ما سوف تخرج به نتيجة الإستفتاء بحق تقرير المصير، وهذا على ظاهر التسبيب، والسبب الرئيسي هو إفشال عرس نافع بالترتيبات التي قام بها من أجل التقرب من الرئيس أكثر فأكثر. كما أن السياسة العامة لشيخ علي كانت على الدوام هي إمتطاه للوقت وتأخيره، ولكن كان مقصده من التأخير هنا هو قلب الطاولة على نافع وإثبات دهائه السياسي. وبالعكس فقد سعى نافع بقوة لضمان مسيرة تحضيره بحشد الكثير من عضوية الحزب الحاكم خلف عدم تأجيل الإنتخابات،كما ساعد نافع ثبات الحركة الشعبية على عدم تأجيل الإنتخابات، فقد كانت عينها على الإستفتاء وكان تأجيل الإنتخابات يعني ضمنياً تأجيل الإستفتاء بحق تقرير المصير. ومن ناحية الشيخ الذي كانت عينيه على عذاب الحيران ونهشهم بعضهم البعض، فقد قام بتغذية صراع التأجيل بالوقوف ضده، وربط التأجيل بموقف الحركة الشعبية وكان هذا بمثابة تناقض واضح من الشيخ الترابي مع ما قدمه من تأييد مع حلفائة في المعارضة الذين ما تبينوا حتى اليوم أهداف الشيخ من التكتل معهم ، وتناقض أيضاً مع تصريحاته في دوحة الإسلام السياسي عندما بارك إتفاق الدوحة الإطاري، وكان الصوت النشاز الوحيد المنادي بتأييد الإنتخابات داخل المعارضة وقيامها في موعدها، وأراد الشيخ صب الكثير من الزيت على نار الخلاف الذي دب بين الحيران، وكان هذا أكبر همه هو رؤية الحيران بهذا الحال مشتتي القلوب. وأنتهى هذا الأمر بلقاء عاصف ضم الأثنين و الكثير من قيادات الصف الحاكم بالرئيس، وخلُص الأمر على المضي قدما في الإنتخابات.
                  

01-03-2013, 10:59 PM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية في السودان (Re: مجاهد عبدالله)

    تحياتي أخي عبدالله
                  

01-04-2013, 00:02 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية في السودان (Re: مجاهد عبدالله)

    جاءت الإنتخابات وتم لنافع ما كان له من تزوير وتبديل صناديق وأصوات ووصل الحال من الغباء بالمؤتمر الوطني في عمليات التزوير بسقوط بروفسور الجعلي ابن شيخ كدباس عند حيران جده. هدف نافع بهذا الفوز توطيد أركانه عند العسكر، وصار في موقع المتلهف لتوسد أي من كراسي السيادة بالقصر الجمهوري، حتى ولو كان هذا الكرسي هو كرسي الرئاسة نفسه. فقد وضح أن على عثمان تقلصت عضلاته السياسية في مجاراة هذا النافع ، خصوصاً وأن اغلب مرشحي نافع في الدوائر الإنتخابية قد ضمنوا الوصول للبرلمان ومجالس وحكم الولايات ،ولم يخفي النزاع الحاد بين مرشحي المؤتمر الوطني داخل الدائرة الإنتخابية الواحدة حتى وصل الآمر للتشاحن بين نفس القواعد في بعض المناطق. فقد ظهر أن كل مرشح يعبر عن شكل الصراع الدائر بين الضباع داخل المؤتمر الوطني، وكان كل من نافع وشيخ علي يسعى للمكر بالآخر، وكما قلنا من قبل فقد استمرأ الرئيس عمر البشير صراع الضباع الذي حوله, وكان هو الآخر عنصر أصيل في تغذية الصراع الدائر تحته صمتاً وكلاماً، فتجده يصمت على كل ما يمكن أن يقلل من تخفيف حدة هذا الصراع. ولم يكن غريباً على عمر البشير أن يقف بجانب نافع في كثير من الأحداث التي تكون عكس هوى على عثمان، لأن ذلك كان يزيد من قوة نافع وقدرته السياسية الضعيفة، كما أن الرئيس يعلم علم اليقين أن خروج نافع من معادلة الصراع أو إنحيازه لعلي عثمان يعنى زلزلت الأرض تحت كرسيه. التزوير لم يمر مرور الكرام عن الترابي فقد كان يعلمه بكل تفاصيله، فالرجل مازالت له عيونه داخل النظام وكان مطلعاً على شكل الصراع بكل حذافيره، حتى أنه صرح بأن هنالك من أعلمه بوقائع التجهيز لتبديل بعض صناديق الإقتراع ببعض الدوائر قبل بدء الإقتراع، وأكثر حالات الفساد التي ظهرت إعلامياً كان ورائها عيونه داخل النظام، وتم هذا التوثيق حتى يطلع الكل على فضائح الحيران، حيث أن مثل هذا التوثيق يقلل من التعاون الدولي في التعاطف مع النظام بأي قضية وخصوصاً مفاوضات الدوحة التي كانت جارية في ذلك التوقيت، وقد عزز هذا من عرقلة المفاوضات بتدعيم موقف حركة العدل والمساواة وتعنتها في الوصول لإتفاق مع النظام، والترابي كان مركزاً على فناء الحيران سياسياً أكثر من سلامة العملية الديمقراطية ولذلك لم ينشر هذا الحديث للطرف المعارض في حينه، وفضل توسيع الهوة بين القوى المعارضة والحكومة أكثر مما هي عليه لأن أي تقارب بين النظام والقوة المعارضة كان هو سوف يكون ثمنها، ومن ناحية آخري أراد أن يخلخل أي تعاطف يجده المؤتمر الوطني من تيار الإسلام الحركي.
    نواصل ..
                  

01-04-2013, 08:11 AM

Nasruddin Al Basheer
<aNasruddin Al Basheer
تاريخ التسجيل: 12-09-2005
مجموع المشاركات: 4083

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية في السودان (Re: مجاهد عبدالله)

    تحياتي مجاهد عبد الله
    وعوداً حميداً
    موضوع يستحق المتابعة
                  

01-04-2013, 12:51 PM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية في السودان (Re: Nasruddin Al Basheer)

    تحقق للترابي مبتغاه من التكتيك السياسي الذي إتبعه مع الحيران بشان العملية الإنتخابية، وفضح النظام بالعلن في تزويره الغبي للإنتخابات، وأهم مخرجات هذا التكتيك كان تعطيل نجاح المفاوضات الجارية في الدوحة وإنسحاب أهم الفصائل الدارفورية ومغادرة خليل للدوحة. وبالمقابل كان لنافع حركته الأمنية بشأن التفاعل مع الفشل الذي أدى لمفاوضات الدوحة، معلناً أن الصراع مع الترابي قد بدأ بالفعل، وأنه لابد من تحجيم دور الترابي عن حركة العدل والمساواة بأي صورة، وذلك حتى لا تفشل خطته في تصدر الأمر السياسي السوداني، وعمد لإستصدار مذكرة للبوليس الدولي بالقبض على الدكتور خليل ابراهيم ، والذي كان من المفترض أن يتم تسليمه للحكومة السودانية في أي من دول الجوار التي يتحلق الدكتور خليل حولها حينئذ. وبالفعل رتب نافع لزيارة سريعة لمصر بعد الإنتخابات لتسويق فكرته هذه، وتمنى لو أن القاهرة قامت بتسليمه خليل في يده عائداً به للخرطوم. وهنا تكمن مشكلة نافع في العمل السياسي والذي تنطلق أفكاره دوماً من الخلفية الأمنية, ولا يفسح عقله لمرجعيات العمل السياسي والكيفية التي يجب أن يكون بها. ولذلك لم يفت مثل هذا التخطيط على الشيخ الترابي، وبالفعل وضع الكثير من العراقيل السياسية الممكنة لفض أحلام نافع بحسم الملف الأمني لدارفور بتسليم الدكتور خليل. فقد قامت جريدة رأي الشعب الناطقة باسم المؤتمر الشعبي الذي يترأسه الدكتور الترابي بكشف المثير من المعلومات، وكان اهمها إرتباط النظام بخلايا الإرهابيين في كل من اليمن والسعودية، والتعاون الإيراني السوداني في تصنيع الأسلحة ومدها للجماعات الإرهابية حول المنطقة ووجود خبراء من رجال الحرس الثوري الإيراني بصورة سرية في الخرطوم وتعاونهم لبداية نشاط نووي من الخرطوم، كما أثارت الصحيفة عصا الترابي التي يرفعها بين الفينة والآخرى للحيران وهي محاولة إغتيال الرئيس المصري حسني مبارك والربط الواضح لنافع بهذه القضية، وقامت صحيفة الترابي بدلق كل هذه المعلومات في عددين متتالين في تزامن واضح مع زيارة نافع للقاهرة. وهو الشئ الذي كسر عين نافع من المطالبة بأي تدخل مصري أمني بتسليم الدكتور خليل ابراهيم، حيث إن كان هنالك تسليم لمجرم فيجب أن تكون أنت في القاهرة ، ولجم نافع لسانه في القاهرة عن الحديث في أي شيئ، وقد صدرت أوامره من هنالك بإعتقال الترابي وإغلاق صحيفة رأي الشعب وسجن بعض صحفييها، وبذلك يكون الترابي قد قام بدور أبو العفين وهو اللقب الذي منحه الصادق المهدي لنافع على نافع في وقت من الأوقات.
    نواصل ..

    (عدل بواسطة مجاهد عبدالله on 01-04-2013, 01:11 PM)

                  

01-05-2013, 01:56 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية في السودان (Re: مجاهد عبدالله)

    تحياتي أخ نصرالدين
                  

01-05-2013, 02:37 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية في السودان (Re: مجاهد عبدالله)

    دان للترابي ما خطط له وأربك الحيران وخططهم في جعل الاستقرار السياسي ممكناً، وتم إعتقال الترابي في وقت كانت الحكومة تحتاج فيها للإعتراف بنتيجة الإنتخابات التي تم تزويرها، وهو وقت عصيب أن تقوم الحكومة بانتهاك صارخ لحقوق الإنسان، ولكن الضربة التي وجهها الترابي كانت أقوى، فقد فتحت نار هذه المعلومات التي تم كشفها عبر صحيفة رأي الشعب أبواب جهنم على النظام من كل الجهات، خصوصاً وأن إسرائيل فغرت فاها من التعاون الإيراني السوداني، وعملت على توطين قاعدة عملائها بالموساد داخل السودان.ومن ناحية أخرى أفاد هذا الإعتقال الشيخ حسن الترابي كثيراً في تسويق حزبه الجديد وكسب قواعد كثيرة تقف على الحياد داخل تيار الإسلام الحركي، وهذا هو صراع إخوة الإسلام حول السلطة لا سقف فيه للأخلاق، ولا مبدأ به من هدى الإسلام. وعاد نافع للخرطوم محروقةً أحشائه على ما قام به الترابي في صحيفته، فقد قام بالتنكيل بالصحفي المسئول عن الصحيفة وصاحب أحد المقالات وهو أبوذر الأمين، وتم تعذيب أخ الإسلام هذا أبشع تعذيب، ويعرف نافع جيداً أن مد يده بالتعذيب على الترابي سوف يقود لم لا يمكن أن يُحمد عقباه، خصوصاً وأن للشيخ أعوان ما زالوا داخل أجهزة أمن النظام، ولذلك وجد نافع البردعة التي يمكن أن يشفي فيها غليله، فقد ذهبت كل أحلامه أدراج الرياح، وتمت الدوحة دون العدل والمساواة ولم تختلف عن أبوجا في شيء. ومن ناحية على عثمان وبرغم أن ما قام به الترابي أربك حساباته أيضاً إلا أنه بدأ مرتاح البال من العصف الذي زلزل كيان نافع، وأن ترتيبات نافع تأخرت كثيراً على نيل طموحه الجامح للكراسي الرئاسية، ووجد على عثمان زمناً إضافياً للتحرك السريع نحو ترتيب أوضاعه من جديد داخل المؤسسة التنظيمية للمؤتمر الوطني وهرم القيادة الرئاسي، وباءت كل محاولاته بالفشل في تأليب البعض على نافع، وأستدرك تارةً الحركة الشعبية وتارةً آخرى القوى السياسية لتلميع شخصيته التي أصابها الذبول من خيوط نافع القوية التي حجمه بها.
    نواصل ..
                  

01-05-2013, 02:59 PM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية في السودان (Re: مجاهد عبدالله)

    إنتهت ترتيبات الحكومة وتم التشكيل الوزاري بقائمة نافع. ودانت له السيطرة على مرجعية وسلطة القرار. عمل نافع على تكثيف جهوده في الإستقطاب القبلي الحاد الذي إنتظم هرم القيادة داخل كل من المؤسستين التنظيمية والتنفيذية، وأصبح كيان نافع الخاص به هو مسار الجعليين داخل النظام، فهو ينحدر من منطقة شندي من ناحية أبيه ومن جهة الأم فهو من البطاحيين مركز رفاعة,وأمنياً إستطاع نافع خلق ما يعرف بـ ( ضباط شندي ) داخل الجهاز الأمني للنظام، وهم الضباط الذين أوكل لهم نافع الكثير من المهام ومن أهمها المفاصل الأساسية لقيادة الأجهزة الأمنية، وتم إستبعاد وأحالة كل من تحوم عليه شبهة الميول للفريق صلاح قوش المحسوب ضمن مجموعة الشايقية والتي يقودها على عثمان ،والذي تم إستبعاده من قيادة الجهاز بامر الرئيس البشير وتولية محمد عطاالمولى عباس الذي قام بتعيينه نافع بالجهاز أوائل العام 1992 وكان نافع وقتها يقود هذا الجهاز. والمجموعة الآخرى والتي كان يقودها علي عثمان كانت هي مجموعة الشايقية بالنظام ومن أبرزهم كان الجاز وقوش. ولكن هنالك مجموعة أخرى كان يُطلق عليها من قِبل المجموعتين بالرطانة في مجمل أحاديثهم، وهي مجموعة القيادات المنحدرة من مناطق النوبه بشمال السودان ومن أبرزهم وزير الدفاع عبدالرحيم محمد حسين و الكتوم بكري حسن صالح رجل الإستخبارات القوي والطفل المعجزة مصطفي عثمان إسماعيل والذي باع شيخه الترابي بكرسي وزارة الخارجية من قبل،وكانت هذه المجموعة لا تعرف ماذا تعمل وسط هذا الصراع العاصف فكل أفرادها كانوا مقربين من البشير، وفي نفس الوقت حذرين أشد الحذر من المجموعتين المتناحرتين، ويهمها في الأساس كراسي السلطة التي تجلس عليها، ولذلك لم يكن مستغرباً حالة الإستقطاب الحاد الذي واجهته هذه المجموعة من كلتا المجموعتين الآخريين، حتى ظفر نافع بها وأصبحت عوناً له في كل قراراته التنظيمية، فهي تعرف أن الإتعاظ بالرأس الطائر من كرسيه أفضل لها من أن تكون الوجبة القادمة لهذا الصراع، فميل البشير لنافع كان واضحاً عندما أطاح بصلاح قوش من رأس المؤسسة الأمنية. وبذلك تكون مجموعة الرطانة كما يحلو للضباع أن تُطلقها عليهم قد تم ترويضها لصالح كفة الجعليين داخل النظام.

    نواصل ..

    (عدل بواسطة مجاهد عبدالله on 01-05-2013, 03:09 PM)

                  

01-06-2013, 12:27 PM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية في السودان (Re: مجاهد عبدالله)

    احكم نافع قبضته على كل مفاصل الدولة بالتحالف الذي إكتمل بين الجعليين والنوبيين، وأصبح البشير أداة طائعة في يده وعهد له بكل ملفات الدولة السيادية والإقتصادية والأمنية. وصار على عثمان لايعبأ بمسار الدولة في قراراتها، وبالآحرى كان مجبراً على ذلك وصار يقود وفود الدولة ذات الطابع الثقافي والإجتماعي وزيارات الراعي والرعية المختلقة كبرنامج من القصر الجمهوري، ولم يكن هنالك هام سوى لقائه بسلفاكير في نيويورك على هامش إجتماعات الأمم المتحدة. عكس نافع الذي أصبح الواجهة التي تتحكم في كل شيئ في ظرف شهر واحد قاد أهم ثلاثة وفود سيادية, الأول كان للصين التي تعتبر أكبر شريك ومستثمر في السودان لقطاع النفط، وهي الزيارة التي إتهمته فيها حركة العدل والمساواة بتأليب الصين عليها، والزيارة التي تُعطي مدلول واضح لمشاركة الصين في تعزيز السلاح لحكومة السودان حينئذ، كما أنه لا يُستبعد مشاركة الصين في تدبير الإجهاز على حركة العدل والمساواة لاحقاً عبر هذه الزيارة، فهي المستفيد الوحيد من إستقرار الوضع داخل السودان من أجل النفط المنساب لها. وقاد نافع أيضاُ وفد المؤتمر الوطني المشارك في مفاوضات القاهرة مع الحركة الشعبية لمرحلة الإستفتاء وما بعده، وكان حفياً بنافع أن لا يقود هذه المفاوضات بنفسه، فوجود على عثمان كان مهماً خصوصاً وأن الحوافز الأمريكية كانت سوف تتحقق للنظام ، والمعروف أن على عثمان واجهة يرتاح لها الغرب أكثر من نافع، ولكن نافع يعلم في قرارة نفسه أن قيادة على عثمان سوف تكون وبالاً على لمعته التي أكسبها لنفسه، وكعادته لم يحسب نافع جيداً لمالآت الإنفصال من مشاكل، وكان كل همه هو أن يتخلص من الجنوب كعبء أرهق كاهل النظام، وهو نفس المحور الذي يشاركه فيه عمر البشير، وينطلق نافع أو تيار الإسلام الحركي من قاعدة ميكافيلية لتعريف الإنفصال، وهو الوسيلة الأنجع للمحافظة على الحكم وإستمرار المكتسبات التي وصل لها تيار الإسلاميين بالسودان، ويتسق هذا الذي أصبح مبدأ مع كل جولات الصراع التي خاضها ومازال أخوة الإسلام في السودان، حيث لم يأبهوا من قبل بكل صلف من التنكيل بشيخهم الترابي وكل من تبعه من إخوة الأمس سواء أن كان دباباً أو مجاهداً إرهق كاهله بحمل رسالتهم حرباً ونزف دماً في أحراش الجنوب. كما قاد نافع وفد التفاوض للدوحة لحسم الملف الدارفوري والذي لم ينجح فيه، مع أنه لم يكن ذو قلب مفتوح لحلحة الإشكال القائم والدم المسفوح بهذه المنطقة، خصوصاً وأن نافع يرى كالعادة حسم مثل هذه الملفات عسكرياً، ولا يخال في قرارة نفسه أن مثل هؤلاء الفور يمكن أن تكون لهم سطوة وحظوة في قيادة السودان سياسياً.

    نواصل ..
                  

01-07-2013, 12:24 PM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية في السودان (Re: مجاهد عبدالله)


    مكث الترابي في المعتقل وممنوع عنه كل شيئ، فقد عرف الحيران ونافع بالتحديد خطورة الشيخ، وأهمها إرباكهم وتعطيل مصالحهم سواء أن كان بتصريحاته أو بحركته الدؤوبة في الميدان السياسي. فقد تم إستمرار إعتقاله دون توجيه لأي تهمة، وهو ما جعل النظام في ضائقة سياسية كبيرة أمام المجتمع الدولى في مجال تضييقه للحريات، ولوح أعضاء حزب الترابي برفع دعوى أمام المحكمة الأفريقية بذات الخصوص، وهو الأمر الذي حدا بالرئيس عمر البشير بإطلاق سراحه، خصوصاً وأن أفريقيا أصبحت الملاذ الآخير لحركة الرئيس الذي أصبح مقيداً ومرعوباً بقرار المحكمة الجنائية بالقبض عليه، وهو ما لا يمكن مأمنه في حركته داخل الدول الأفريقية، كما أن علي عثمان كان له بصمات واضحة في هذه الخطوة التي أقدم عليها النظام، فقد جنح شيخ علي إلى المناداة بالحوار مع القوى السياسية من أجل تحمل المسئولية بشأن الإنفصال الذي لاحت أعلامه في الأفق القريب، وأراد بهذا تحقيق درجة علها تفيده في مستقبل الأيام التي أصبحت في كف القدر. والإنفصال شأنه شأن الكوارث الكبيرة ولابد لهذه الكارثة من شماعة كبيرة يُرفع فيها هذا الوزر، وكانت هذه الشماعة هي نيفاشا ومن تصدى لها، وكان هذا محور الحوار المُشاع بين قواعد الحركة الإسلامية التي ليس لها في الطين أو الطحين، فقد عمد نافع لتسريب المعلومة حتى يخبو بريق علي عثمان للأبد. وعمل نافع على تجويد إستقطابه داخل النظام وكذلك خارج الحزب مع الحزب الإتحادي الديمقراطي، وعمد على رسم البسمه في شفاه كل ما قابل مولانا محمد عثمان الميرغني، وبل أصبح يطلع الميرغني على كل صغيرة وكبيرة متمثلاً دور الحادب على الحزب الإتحادي الديمقرطي، وأنه الأبن المقرب للميرغني، عكس تعامل علي عثمان من قبل والذي إتسم بالندية، وقد عرف نافع الكيفية التي يرفع بها من أسهمه امام حزب المؤتمر الوطني، وكذلك عرف كيف يُحدث إختراقاً داخل الصف المعارض بتليين مواقف الميرغني تجاه النظام، وإستفاد أيضاً من محاورات النظام العديدة الفاشلة مع حزب الأمة في هذا التليين.
    نواصل ..

                  

01-08-2013, 05:50 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية في السودان (Re: مجاهد عبدالله)

    جاء الإنفصال ومازال إخوة الإسلام في السودان يتناحرون حول كراسي السلطة، وظهر جلياً أن تأثير الإنفصال كان كبيراً على الإقتصاد السوداني، وهو ما لم تحسب له الحركة الإسلامية طوال سنين حكمها، وهو ما يثبت الخواء الفكري المجتمعي الذي تعيش فيه الحركة الإسلامية. وظهر البكاء والعويل في شهر الإستفتاء، ومحاولة إسعاف الإقتصاد السوداني بأي وسيلة ممكنة لتلافي الإنهيار الكبير الذي سوف يُحدثه الإنفصال.كل هذا ولم يعر الضباع المتناحرة لعمق الأزمة التي صارت كالحبل الذي سوف يلتف حول عنق النظام، ولذلك لن نجد أي تصريح من رؤوس الخلاف يبين حجم الأزمة الإقتصادية المُقدم عليها السودان. عكس الترابي الذي رأى أن ذلك سوف يكون وبالاً على الحيران. وقد صرح الترابي في الدوحة بذلك حينئذ، وأشار للفساد الذي أصبح عليه أهل النظام. وتم الإنفصال وعمدت الدولة لإجراءات إقتصادية زادت الضنك الذي به المواطن، ووجدها الترابي فرصة كبيرة لإشعال نار الثورة على الحيران. وسرعان ما فهم حيران الأمس الرسالة وسارعوا بإعتقاله ومعه ثلّةٌ من قيادات المؤتمر الشعبي. فقد أصبح الشيخ في صراعه مع نافع ضيف للمعتقل في كثير من الأوقات، حيث أن نافع لا يكترث لأي إنتقادات يمكن أن تضر بالنظام في مجال حقوق الإنسان، فهو صاحب عقلية أمنية وليست سياسية. وخصوصاً وقد أصبح شكل النظام عبر تحالفات نافع أمنياً أكثير مما هو سياسياً. ولم يكن مستغرب التصريحات التي أدلى بها محمد عطا المولى والتي في مجملها تهديدات للدولة الجديدة وقيادتها بجنوب السودان، فقد أصبح مدير المخابرات الساعد الأساسي لنافع في السودان على المستويين السياسي والأمني، وأصبح الشيخ على في هول مما يقوم به نافع وسحب كل البساط من تحت أقدامه، فقد سيطر نافع فعلياً على كل أجهزة الدولة ، وتم ضرب كل القيادات التي كانت محسوبة مع علي عثمان وخصوصاً الجاز الذي تم تهميشه وإبعاده من دائرة الثروة التي كان يتحكم بها، خصوصاً روائح الفساد النتنة التي أصبحت تحوم حوله، وقام نافع بإبعاده مستغلاً الخلافات التي بينه وبين العائلة الرئاسية.
                  

01-09-2013, 11:41 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية في السودان (Re: مجاهد عبدالله)

    تم الإنفصال وإستعر الصراع بين الضباع ،فقد عمد الشيخ علي عثمان للتحرك من موقف السكون والبحث عن أي خيوط يمكن أن يعرقل بها مشروع نافع لتسنم السُلطة، ولم يجد في حلفه سوى صلاح قوش والذي كان وقتها معه داخل القصر الجمهوري يؤدي مهامه الإعتباطية بما يسمى بمستشارية الأمن، والتي جاء إليها بعد أن قام نافع بإقصائه من رئاسة جهاز المخابرات، وقامت مستشارية الأمن بدعوة الأحزاب لما يعرف بالحوار الإستراتيجي، وقد أراد علي عثمان عبر هذا الحوار كسب نقاط جديدة وسط خلافات النظام والمعارضة حول الحكومة العريضة وهو الأسم الذي أطلقه نافع لجلب التوازن بعد إنفصال الجنوب للنظام، عكس المعارضة التي كانت تنادي بالحكومة القومية. وقام علي عثمان عبر صلاح قوش بالدعوة لهذا الحوار الذي عُرف فيما بعد بحوار مستشارية الأمن وتم ذلك في نفس توقيت حوار المؤتمر الوطني بقيادة نافع مع القوى السياسية المعارضة. وكان علي عثمان حاذقاً بهذه الخطوة حيث أنها أما أن تؤدي لنجاح خطته وكسب القوى السياسية لصفه وتمكين وضعه أمام عمر البشير، أو بلبلة المعارضة بين حوار مستشارية الأمن وحوار نافع عبر المؤتمر الوطني وهو ما يؤدي لفشل التحاور مع القوى المعارضة، وفي الحالتين يكون علي عثمان قد أفشل على نافع السيادة المطلقة التي كان يرنو لها. ورغم ذلك فطن نافع للعبة والتي وقف مبهوراً فيها ودفع عبر أخلص خلصائه حاج ماجد سوار بالتبروء من حوار مستشارية الأمن، وقد صرح الآخير بأن هذا الحوار لا يُعبر عن المؤتمر الوطني، وظهر جلياً هنا حجم القزامة التي وصل بها صلاح قوش، خصوصاً أنه من الذين ضغطوا أمنياً على حاج ماجد سوار أبان المفاصلة، وكان له الفضل في تنصل حاج ماجد سوار عن الترابي وحزب المؤتمر الشعبي. ولم يكف على عثمان عند فشل حوار مستشارية الأمن ، بل قام علي عثمان بزرع أول لغم بين النظام وحكومة الحركة الشعبية في الدولة الوليدة، وذلك عندما قام قوش في مؤتمر صحفي بكشف معلومات أمنيه داخل جنوب السودان تدل على التدخل السافر للمؤتمر الوطني في إشعال جذوة الصراع الجنوبي الجنوبي، بالرغم من أن هذه التصريحات جاءت بصورة ينفي فيها ضلوع النظام إلأ أن المعلومات التي وردت عبر هذا المؤتمر تدل على معرفة النظام بكل خيوط وتفاصيل المؤامرة التي أدت لأحداث ملكال. وإنتهت توقعات على عثمان بما أراد وهو فشل نافع سياسياً في التوافق مع القوى السياسية، وهو ملف كان ذو أهمية كبيرة لنافع إن كان لو كُتب له النجاح فيه. وساعد علي عثمان في تفشيل نافع وقوف الترابي ضد تكوين هذه الحكومة، وكذلك تهديدات السنوسي بتغيير النظام، حيث كشف السنوسي لأول مرة أن لهم قيادات أمنية كبيرة داخل النظام، وأن بمقدورهم أي المؤتمر الشعبي إزاحة النظام بالطريقة التي يشاؤون، ولكنهم سوف يستمرون في العمل السياسي حتى إزاحة هذا النظام.

    نواصل ..

    (عدل بواسطة مجاهد عبدالله on 01-09-2013, 01:30 PM)

                  

01-09-2013, 11:43 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية في السودان (Re: مجاهد عبدالله)
                  

01-09-2013, 02:30 PM

خالد احمد محمد

تاريخ التسجيل: 08-10-2009
مجموع المشاركات: 600

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية في السودان (Re: مجاهد عبدالله)

    مجاهد كيف حالك وخالص التحايا ....
    حفلة البطان بين الشايقية والجعليين دى حدها وين ؟؟؟؟ ولمتين تفتكر يا مجاهد انو الشعب الممكون وميت وصابر ده حيظل يسمع
    ويبتئس لى قصة اجنحة على عثمان ونافع دى ؟؟؟؟؟ تفتكر مين الساذج يا مجاهد ؟؟؟؟ الشعب السودانى اللى تململ من سماع القصة البايخة دى
    وهو شايف الانقاذ قاعدة تتمدد يوميا على حطامو هو ذاتو وعلى حطام وبلاهة المعارضة السودانية الضعيفة !!!!
    ارحمنا يا رجل من متوالية دخلت نملة واخذت حبة دى !!!!
    انا استغرب ليه باقى مواطنى قبائل السودان مابيذكروا فى حجوة ام ضبيبينة حقت الانقاذدى ليه ؟؟؟؟؟
                  

01-10-2013, 04:47 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية في السودان (Re: خالد احمد محمد)

    السلام عليكم أخي خالد عاطر التحايا ..

    أقدر إنتقادك في ربط قبيلة الشايقية أسماً في هذا الصراع، حيث أن مثل هذا الربط يجعل المتلقي أو القارئ يظن الظنون بتراث القبيلة ، ولكن أؤكد لك أن هذا لا يقدح في هذه القبيلة أبداً حيث أن لهذه القبيلة تاريخ لا يمكن تجاوزه بمثل هذه الظنون ورجال عملوا في خدمة هذا الوطن لايقدح ذلك في إحترامهم،ولكن هذه هي الحقيقة داخل التيار الإسلامي الحاكم في السودان وهو الذي كان بالأولى أن يتمثل بقيم الإسلام التي لا تقر الجهوية ولاترفع بين عبد وآخر إلأ بالتقوى، وهذا للأسف حال السودان الماثل اليوم حيث الإلتفاف نحو العشيرة والقبيلة هو دولاب تسيير الحياة الرسمي، وهذا كله بسبب السياسات التي إتبعها النظام وأدت لهذا التخلف، وربط القبليتين داخل الصراع لايمكن تجاوزه بأي صورة، وهذه مذمة للحركة الإسلامية ..
    تقديري ..
                  

01-10-2013, 12:27 PM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية في السودان (Re: مجاهد عبدالله)

    مكث الترابي في المعتقل حتى تم نقله إلى المستشفى عليلاً, ولم يرأف به الحيران أو يطلقون سراحه بالرغم من المناشدات الكثيرة، فقد عرف نافع أن الترابي طليقاً سوف يُدمر كثيراً مما بناه، وأن العراقيل التي يستطيع أن يضعها أمام النظام لا يمكن تجاوزها، خصوصاً وأن التفاوض مع بعض الأحزاب كان قد قطع شوطاً كبيراً، ومنها الحزب الإتحادي الديمقراطي جناح مولانا الميرغني، ونقول جناحاً لأنه خرج عن المألوف الديمقراطي للحركة الإتحادية بالتوافق مع نظام الجبهة الإسلامية حيث أن مولانا الميرغني كان يعني الكثير للمعارضة السياسية ، كيف وقد كان يرأس التجمع الوطني الديمقراطي الذي قارع النظام سياسياً وعسكرياً. ويكفي نافع إعتقال الترابي أن يزيد الخناق على الشيخ علي عثمان كلما أمكن له ذلك. وبدوره كان الشيخ علي يتطلع لردة فعل نافع عبر حوار مستشارية الأمن بقيادة حليفه صلاح قوش الذي أفشل عليه كل خططه السياسية بتكوين الحكومة العريضة وتلغيم الحالة السياسية بين النظام والحركة الشعبية. وظهر غضب نافع من ما قام به قوش، وهو الأمر الذي حدا به للإجتماع مع عمر البشير حتى منتصف ليل أحد الأيام مطالباً بإقصاء صلاح قوش من القصر الجمهوري ومن النظام ككل، وعرف البشير أن قبضة نافع قد إستحكمت، فقد مال كثيراً له على حساب علي عثمان، ولكن لابد له حينئذ من تنفيذ مطالبه حيث أن النظام كان في أوهى أوقاته، وأن كل الأمر كان بيد نافع ولابد للبشير من مجاراته بعض الوقت. فعلاً قام البشير بإقصاء صلاح قوش دون رجعة،وذهب صلاح قوش متأبطاً قرار إقالته في صبحٍ أغبر عليه، فقد خدم النظام بكل وحشية عُرفت فيه، وكان له القدح المُعلى في إخماد الكثير من الهبات الشعبية، كما قام بضبط النظام أبان المفاصلة الشهيرة التي كانت أن تودي بهذا النظام، وهذه طبيعة الأنظمة الشمولية التي لا تعرف سوى مصلحتها في التسلط والتجبر، ولايهمها من ذرف عليها الدموع أو الدماء. وبذلك يكون الشيخ على قد فقد أهم معاونيه والذي إرتكز عليه لزمن طويل في صراعه مع كل من الترابي ونافع والبشير نفسه ، وظهر علي عثمان مكشوفاً للغاية بتكسير مجدافه وتشتيت حلفه، وهو الأمر الذي سرعان ما قام بعلاجه عمر البشير عندما تقرب إليه أكثر عبر مقترحه بلقائه للشيخ علي عثمان دورياً بشأن مخرجات الإنفصال.
    نواصل ..
                  

01-12-2013, 02:50 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية في السودان (Re: مجاهد عبدالله)

    خرج الترابي من المعتقل ولا يلوي على شيء سوى الثورة على النظام بأي شكلٍ كان، ويبدو أن الأزمة الإقتصادية والغلاء الفاحش والذي حدث من مخرجات الإنفصال أسال لعاب الشيخ لضرب الحيران بلا هوادة, وعبر الشعب، ولم يكن خافياً تململ الشعب من الأزمة الإقتصادية الخانقة والارتفاع الجنوني للأسعار، خصوصاً وأن حزمة التقشف التي إقترحها النظام أفضت إلى صرف زائد على النظام السياسي، وذلك بعد تكوين الحكومة الجديدة والتي شملت أربعة عشر حزباً أهمما بها كان الحزب ألإتحادي الديمقراطي جناح مولانا الميرغني، والذي بأي حال لم يكن قليل الثمن، وزاد لعاب الترابي إسالةً الربيع العربي والذي قذف بكل من بن علي تونس و مبارك مصر إلى مزبلة التاريخ، واشتدت وطأته في كل من ليبيا واليمن وسوريا. ظهرت قدرة الترابي في تفعيل العمل السياسي بالمفاوضات التي قادها مع القوى السياسية المختلفة المعارضة، وخصوصاً تحييده لحزب الأمة من الدخول في الحكومة التي تم تشكيلها، على الرغم من إعتراف عضوية المؤتمر الوطني بترشيح عبدالرحمن الصادق المهدي من قِبل حزب الأمة لمنصب مستشار الرئيس. وإنشغل نافع بقيادته للمفاوضات القائمة لفك الارتباط بين النظام و الحركة الشعبية ومخرجات الإنفصال بأديس أبابا، وهي المفاوضات التي أفضت لإعلان الإعتراف بالحركة الشعبية قطاع الشمال سياسياً وعسكرياً فيما يُعرف بالإتفاق الإطاري، وهذا الإتفاق الذي مهره نافع بتوقيعه غالَ بثمنه كثيراً أمام نفسه، حيث أن نافع لم يرجع فيه لأي أحد، وتوقع من نفسه الكثير بأنه أصبح الأول والآخر في النظام الحاكم، فقد عمل من أجل هذه الفرصة كثيراً وحارب لها كل الطواحين الممكنة، ولم يكن يتوقع ردة هذا الإتفاق يمكن أن تأتي من الخرطوم وخصوصاً من عمر البشير، والذي قبلها بأسابيع قلائل كان قد طرح له الشيخ علي عثمان خراج التنافس حول كراسي السلطة المقربة. ولكن الشيخ على عثمان وعبر خيوط مرتبة داخل القوات المسلحة، ساعده في ذلك التململ الواضح داخل القوات المسلحة من وزير الدفاع المقرب من نافع أن يقلب الطاولة بليل عبر هذا الإتفاق على نافع، وظهر فعلاً صوت هيئة قيادة الأركان تعلن رفضها للإتفاق معللةً ذلك بفتور الروح المعنوية للقوات المسلحة، وهو ما يُدلل على المؤامرة بنافع حيث أن الجندي لا يمكن أن يكون مشتهياً للحرب أكثر من السلام، وكذلك الإجتماع الذي دعا له على عثمان للهيئة القيادية للمؤتمر الوطني لرفض الإتفاق كان أكبر مؤشر على الفرصة التي وجدها في نافع عبر الإتفاق الإطاري الذي وقعه، وما أن أصبح يوم الجمعة حتى خرج البشير بعد عودته من تركيا عقب صلاة الجمعة من مسجد النور رافضاً الإتفاق.

    نواصل ..
                  

01-13-2013, 01:20 PM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية في السودان (Re: مجاهد عبدالله)

    رجع نافع الخرطوم وهو يجرجر أذيال الخيبة الكبيرة من الزلزال الذي فجره له علي عثمان، وصل الخرطوم وكل إهتمامه أن يبتعد عن الإعلام بأي صورة حتى لا تظهر إثار تلك الخيبة على وجهه فتزيده تجهُماً على تجهمُ. فقد إستطاع الشيخ علي ( بضربة معلم كما يقال) أن يبدد أحلام نافع لبرهة من الزمن وربما تكون كبيرة في الوصول لكراسي السلطة الرئاسية، فقد أصبح نافع بين ليلة وضحاها مكروهاً من قيادات الجيش ومن قيادات المؤتمر الوطني على السواء، وبل مكروهاً من أكبر حلفائه من العائلة الرئاسية الطيب مصطفي صاحب جريدة الإنتباهة العنصرية، والذي قال في نافع مدحاً من قبل ما لم يقله مالكٌ في الخمر، وبعد الإتفاق شواه على السفود دون رحمة. وحاول نافع بعد وصوله مقابلة البشير مرات عديدة وفشل في ذلك، فقد صار جدول الرئيس للمفابلات تحت يد الشيخ على عثمان، والذي حاول ظاهرياً تغطية برنامج الرئيس لدرء أثار الإتفاق الإطاري، وأظهر ماكوكية كبيرة لتخفيض حدة التوتر داخل الجيش، وكل هذا كان إحتيالاً أصيلاً من قبل علي عثمان لتمكين مفهوم خطأ نافع لدى مؤسسة الرئاسة، فقد وجد على عثمان الحديد ساخناً فظل يضرب فيه دون هوادة، وهذا الرجل بالرغم من غموضه إلأ أن له ألية في تنزيل التأمر بصورة سريعة ومذهلة ، كما ان كل هذا لم يكن خافياً على عمر البشير، ولكنه أيضاً قد وجد اللحظة التي يمكن بها إستعدال دفة الصراع والمحافظة على كرسي الحكم من الضباع التي حوله، وعدم مقابلته لنافع تستبطن فعل كبير الدلالة وهو أن نافع ضعيف وهش للغاية في جانب إسترضاء البشير، وهو ما لايريد البشير تحقيقه بهذه السرعة ، حيث يعلم أن نافع لا يمكن أن يقدم على الإستقالة ولو كان نافع كذلك لقدم إستقالته منذ إقالته من قيادة جهاز الأمن آبان محاولة إغتيال حسني مبارك في العام 1995، على الرغم من أن نافع كان خائفاً خصوصاً وأن حزب المؤتمر الشعبي كان أن طالب بإقالة نافع وإقصائه أولاً كشرط للتفاوض مع النظام. كما أن البشير لم يصدق عينيه وهو يرى علي عثمان داباً فيه النشاط داخل مؤسسة الرئاسة، فقد عادت له الروح التي أخفضها نافع لوقت ليس بالقصير.

    نواصل ..
                  

01-14-2013, 05:15 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية في السودان (Re: مجاهد عبدالله)

    لم يكن باقياً لنافع سوى قرار من الرئيس بتعيينه نائباً له لولا عراقيل الشيخ علي عثمان وعراقيل إتفاق أديس أبابا الإطاري الذي وقعه بنفسه، ولذلك لم يتوقف سعيه في مقابلة الرئيس بأي صورة من أجل إستسماحه، ولم يتوقف على عثمان من ضرب الحديد وهو ساخن، فقد جاهد كثيراً في تبديد أحلام نافع بالكرسي الرئاسي، فقد ساق ما بدأ فيه نافع من حوار مع اخطر رجال المؤتمر الشعبي وهو الحاج أدم يوسف وتم هذا الحوار عن طريق أبو الجاز، والحاج أدم يوسف كان أن تم إتهامه من قبل بالمحاولة التخريبية والتي بسببها دفع كثير من شباب المؤتمر الشعبي عمرهم داخل سجن كوبر, ومعروف عن الحاج خطورته داخل الحركة الإسلامية ولذلك كان أن ضُيق عليه كثيراً منذ أن إختار المؤتمر الشعبي بعد المفاصلة، وعمد المؤتمر الوطني لترهيبه وترغيبه مراتٍ كثيرة حتى وصل داعي الترهيب لنشر صوره بالصحف اليومية كمجرم مطلوب القبض عليه، وعرف على عثمان كيف يقوم بدور المهتم بالنظام أكثر من اهتمامه بالكرسي ، فقد قدم لعمر البشير حلاً في الإشكال الدارفوري يمكن أن يشفي صدور كثير من الدارفوريين وهو تعيين نائب منهم. وقد إستبق علي عثمان بهذا الحل مخرجات التفاوض في الدوحة والتي كان نافع يقودها بهمة حتى تكتب في ميزان حسناته للنظام. وفعلاً تمكن على عثمان من جلب مقعد الكرسي الرئاسي الثاني لدارفور بعد خروج سلفا من مقعد النائب الأول عن طريق الإنفصال، وحجز على عثمان لنفسه ديمومة مؤقتة بمنصب النائب الأول لرئيس الجمهورية، وبذلك يكون نافع قد أخذ صفعةً قوية في حلمه من الشيخ على عثمان، وقد كانت هذه الصفعة بمجهود قليل بالنسبة للمجهود الذي بذله نافع من أجل هذا الترقي, وساعد علي عثمان في قبول الحاج أدم قواعد المؤتمر الوطني والتي أرهقها موضوع الحرب في دارفور . كما أن البشير ما توقف سعيه من أجل وجود أي ثغرة لحل المشكل الدرافوري، ويعتقد البشير بأن مخرجات حل مشكلة دارفور قد يعفيه من المحكمة الجنائية، أو كما صُور له من قِبل أنصاف القانونيين وجيش الخبراء الموجود بجانبه، وبالرغم من ترحيب بعض الحركات الموقعة على الإتفاق إلا أن الحركات الرئيسية والتي مازالت تصارع النظام من أجل حق المواطن الدرافوري رفضت التعيين الذي أقدم عليه بالبشير للحاج أدم يوسف. ..
    نواصل ..
                  

01-16-2013, 02:42 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية في السودان (Re: مجاهد عبدالله)

    لم يهدأ نافع لعراقيل على عثمان والذي بدأ بالتسرب داخل قيادات المؤتمر الوطني، فقد إنتظم حضور على عثمان لفترة لدار المؤتمر الوطني، ولذلك تحرك نافع سريعاً بعد جلسة طويلة ضمته مع البشير نحو فكرة تجديد التنظيم، ومحاولة إستنطاق القواعد حول الحكومة العريضة التي تشكلت، وجاءت الفكرة لعقد المؤتمر التنشيطي للمؤتمر الوطني بكل ولايات السودان، وحرص نافع على مخاطبة هذه القواعد بنفسه ، وهو نفس الأسلوب الذي إتبعه الترابي من قبل في قصقصت أجنحة الشيخ علي عثمان قبل المفاصلة،وهي الدعوة لمؤتمر الحركة الإسلامية. تلك الأجنحة التي صاغت وقدمت مذكرة العشرة. ولم يقدم نافع على هذه الخطوة دون موافقة البشير، والذي بالرغم من وصول الحاج أدم يوسف لقصر الرئاسة إلا أن البشير لم يترك كل الحبل بيد علي عثمان، وكما قلنا من قبل أن البشير عرف اللعبة جيداً، واستمرأ صراع الضباع التي حوله، ولم يزل نافع يقاسي الآمرين من جراء العراقيل الكبيرة التي وضعها على عثمان وبها أضعفت من موقفه، وبالإضافة لذلك فقد جهز نافع عدته من أجل عودة بريقه من خلال المؤتمر التنشيطي للمؤتمر الوطني، وهو الملعب الذي لن يستطيع على عثمان التحرك فيه بحرية خصوصاً مع وجود كثير من أعوان نافع داخل اللجان التنظيمية للحزب وهذا في فهم نافع فقط، فميدان على عثمان مازال هو مجلس الوزراء صباحاً والمكتب القيادي للمؤتمر الوطني عنده بالمنزل مساءاً، ولذلك جاء تحرك علي عثمان أيضاً بنفس مخططه القديم مع الترابي والذي به بدأت نهاية الترابي وإقصائه من السُلطة وكان هذا المخطط هو تقديم مذكرة عبر بعض أعضاء المكتب القيادي تطالب بضرورة إصلاح الحزب، وهي تشبه للحد البعيد مذكرة العشرة والتي كانت واضحة في مفهومها بتحجيم سُلطات الدكتور الترابي، وأما المذكرة الجديدة فنجد أن مفهومها هو وضع حد لسُلطة نافع عبر شلة الفساد التي كبُرت حلقتها وأذكمت روائحها العطنة كل أنوف الشعب السوداني، وقد وجدها علي عثمان ترياقاً مضاداً لسطوة نافع وإغتصابه للقرار داخل الحزب، ويعرف علي عثمان أن مخرجات المذكرة سوف تعطي إنطباعاً جيداً عن الحزب في شكلها العام، وسوف تزلزل أرضية نافع التي يرتكز عليها من خلال بعض القيادات التي أفسدت ويجب إشانة سمعتها، كما يعرف علي عثمان أن المذكرة سوف تغير من إتجاه الريح لدا القواعد من تأييدها لنافع لوجهته، وفعلاً تمخضت عن المذكرة تذمر كبير وسط القواعد وبعض القيادات التي تتبع للحركة الإسلامية.
    نواصل ..

                  

01-23-2013, 05:26 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية في السودان (Re: مجاهد عبدالله)

    رحم الله المحمودين
    محمود محمد طه ومحمود عبدالعزيز..
                  

01-23-2013, 05:30 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية في السودان (Re: مجاهد عبدالله)

    جاء المؤتمر التنشيطي للمؤتمر الوطني في ظل حكومة بها من بيت السيدين أضلاع في الرئاسة ومن الحزب ألإتحادي الديمقراطي بقيادة مولانا الميرغني مشاركة معتبرة بالوزارة، وكان هذا جهداً خالصاً لنافع على نافع أراد به التكسب والتقدم داخل صحن الحركة الإسلامية. وقدمت المذكرة التي سميت بمذكرة الألف أو المذكرة التصحيحية، وهي نواة ما يسمى اليوم السائحون، وقبل أن تكون المذكرة تصحيحاً فقد كانت تعني عرقلة واضحة لسطوة نافع وإنفراده بكثير من قوة الحزب خصوصاً داخل السُلطة، فقد قصد الشيخ علي عثمان من كبح جماح أحصنة نافع التي يركبها، وبالأحرى تحجيم طغمة الفساد والتي ظلت تساعد نافع في الكثير من توجهاته في قيادة الحزب، وجاءت المذكرة للأسف في أولها تُبجل الإنقاذ وتبارك الإنقلاب العسكري الذي إستولت به على السلطة، وهذا يؤكد أن المذكرة لا يعنيها الشأن العام أو فساد العصبة أو الشعب الذي ظلت تؤوفه المصائب من كل حدب، ومجرد مباركتها للإنقلاب هو تمجيد للفساد، حيث أن غياب الرقيب يتأتى دوماً من مطلق السلطة في يد واحدة، وهذا تأسيس الإنقلاب على الدوام، ولكن كانت المذكرة في حقيقتها تبين مجرى الصراع بين الشيخين علي ونافع، وأن علي عثمان ضاقت به الطرق داخل أضابير السُلطة ويكشف ذلك لجوئه لهذه المذكرة التي شهرت بسمعة كثير من قيادات الحزب، وذلك حين تُشير المذكرة لوجوب المحاسبة، ويعني ذلك قائمة القيادات التي ظلت محسوبة كأحصنة يركبها نافع علي نافع، وتناست نفس المذكرة ثراء العائلة الحاكمة إبتدأءاً من أشقاء الرئيس، فقد كان مقصد المذكرة غير الحقيقة الشفيفة التي يمكن أن يذهب الكثيرون في إعتقادها في النية الصادقة لهذه المذكرة، ورغم أن المذكرة كشفت الحقيقة المجردة لفساد قيادات السُلطة إلأ أن المراد الباطل يتقمصها من مبتداها وإلى منتهاها. وأدت المذكرة مفعولها بتعطيب أشواق وأحلام نافع في الوصول للكراسي الرئاسية، وتحجيم كثير من مفسدي السُلطة الذين كان يستخدمهم نافع كأحصنة يعتليها..
    نواصل ..
                  

01-30-2013, 05:40 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية في السودان (Re: مجاهد عبدالله)

    شغل علي عثمان نافع كثيراً بالمذكرة التي كان من أهم إفرازاتها ما يُعرف اليوم بالسائحين، وهم مجموعة منظمة جداً داخل الحركة الإسلامية وانتشرت كإخطبوط كبير له أذرع بكل من مؤسسات الدولة والحزب، وأصبحت رقماً لايمكن تجاوزه، فقد صعدت هذه المجموعة عملياتها حتى وصلت لمباني جهاز المخابرات. تعتبر هذه المجموعة خالصة من أفكار علي عثمان الذي طال شوقه لكرسي الرئاسة، وبات واضحاً أن الشيخ علي قبض أخيراً بكثير من مفاصل السُلطة، ولم يتبقى له سوى المؤسسة الأمنية والتي حاول عبر أذرع التنظيم الجديد من السعي للسيطرة عليها حتى تواترت الأخبار حينئذ عن مقتل بعض الضباط داخل الجهاز وكثير من الجرحي الذي تلقوا علاجهم بمستشفى الأمل نتاج ضرب الذخيرة الحية داخل مباني جهاز المخابرات, وجاء كل هذا بالتزامن مع ململة التنظيم الحاكم من العائلة الحاكمة وخصوصاً الرئيس الذي بات يحاصره النفي من كل حدب، فقد أصبح الرئيس عبءً على الدولة والحزب، ويبدو أن نافع الآخر بات في صف الذين يبحثون في خيارات تنحي الرئيس وقتئذ. لكن يبدو أن الرئيس كان متوقعاً مثل هذه النُذر، فظهر في القيادة العامة مخاطباً أهلها بالذي يُحاق، وسرعان ما ظهر شكل إنقلاب مبطن أعاد به تشكيل قيادة القوات المسلحة وفق الولاء له فقط لا غير, ويظهر أن نافع لجأ لمليشيا الحركة الإسلامية قوات الدفاع الشعبي وحاول إظهارها في المسرح السياسي بقوة، ويبدو أن نافع كان له طويل نظر في السيطرة على المليشيا بدعاوى إحياء الجهاد خصوصاً وأن بؤر الحروب تزايدت بشكل كبير في السودان، وباتت مهدداً قوياً على سلطة النظام الحاكم. أراد نافع إحياء سنة الجهاد باطلاً حيث أنه يعلم أنه منذ المفاصلة لا يوجد جهاد أو مجاهدين فقد علم الكل أنها للسُلطة والجاه وليست لله، والحقيقة أن نافع كان مقصده تحري حصان جديد يعتليه يُمكنه من تعزيز قبضته لمقاليد السلطة مرةً آخرى بعد أن تبددت أحلامه مرةً تلو ألآخري بسبب عراقيل علي عثمان..
    نواصل ..
                  

02-09-2013, 02:28 AM

مجاهد عبدالله

تاريخ التسجيل: 11-07-2006
مجموع المشاركات: 3988

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خفايا وأسرار الصراع الخفي والمعلن بين الأجنحة الإسلامية في السودان (Re: مجاهد عبدالله)


    واصل نافع تغذية الدفاع الشعبي بالكثير من الكوادر وعمل على عكس ذلك إعلامياً، وكان له خطان في ذلك إحياء الجهاد وتقوية نفوذه بالدولة، والخط الأول أعانه عليه العمليات العسكرية المتتالية بكل من بؤر الصراع بالنيل الأزرق وجنوب كردفان وإحتلال هجليج الذي قامت به دولة الجنوب الوليدة، والخط الآخر كان محاولة للإلتفاف حول تنظيم السائحين الجديد داخل الحركة الإسلامية، وكل من الخطين سوف يؤديان إلى تقوية نفوذه أمام غريمه الشيخ علي عثمان الذي وضح إعتلائه للتنظيم الجديد. وقد إستفاد نافع كثيراً من الصراع الذي إستعر بين النظام والدولة الجنوب، وخصوصاً قرار حكومة الجنوب بوقف ضخ النفط، وهو القرار الذي أظهر أن حكومة الجنوب قد قامت بتغذية الصراع دون أن تعلم، حيث أن عدوها داخل النظام هو مجموعة الصقور التي مازالت ترى أن ثروات الجنوب حق خاص بالشمال، وهي نفس المجموعة التي يقودها نافع والعائلة الرئاسية، وفي ظل ضعف هذه المجموعة بالتكتيك الذي إتبعه علي عثمان كان قد كُتبت لها القوة من جراء قرار حكومة الجنوب، والقرار نفسه كان له أثر قوي آخر وهو الضغط على الشعب السوداني كي يثور من مخرجاته وأهمها الغلاء الطاحن الذي أعقب قرار وقف ضخ النفط عبر أنبوب الشمال. ولم يفطن النظام لعملية ليّ الذراع الواضحة من قِبل حكومة الجنوب، وجاهر بأن نظام الدولة الجديدة لن يصمد كثيراً بوقف بتروله، بالرغم من تصريح دينق ألور الواضح بإمتلاك الجنوب لاحتياطي نقدي يكفيه لخمسة أعوام. وفعلاً بتبعات قرار إيقاف الضخ، وقلاقل دولة الجنوب خبأ نجم علي عثمان قليلاً ودان صوت الحرب، وجلجلت بالشوارع المظاهرات، فظهر نافع كترياق لحفظ كرسي الرئاسة من غول التغيير الذي هجم على النظام، وعند المعركة فلا صوت يعلو فوق صوتها، وبخفوت نجم علي عثمان سكت السائحون عن مطالبهم.

    نواصل ..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de