مقولة أعجبتني مُعاشة في سودانيز أون لاين: الفرق بين الأحرار والعبيد

Quote: سر تخلفنا وزهدنا في الحياة بأن أصلنا صوفي وتابعين لأسيادنا وزاهدين في الدنيا،

Quote: حقيقة الأمر ما تداخلت في هذا الموضوع إلا لإستشعاري الخطر الذي حملته تلك الروايات على مر السنين فأقعدت الأمّة عن البحث وإيجاد الآليّات اللازمة لتحقيق السِّلم والعدل والمساواة كمرحلة أولى للأخلاق تعينها الخطط الاقتصادية الاجتماعيّة المبنيّة على العلم والمعرفة ، وبدلاً عن ذلك وضعت كل آمالها وتطلعاتها ومعارفها في قدوم غودو ( عهد الصحابة الأول ) الذي حفلت كتب التاريخ بمآسيه ودمائه حتى في بيت النبوّة والعشرة المبشرين بالجنة الذين قال عنهم الإمام البصري قولته : ( ما تقاتل القوم إلا على الثريد الأعفر ) علماً أنّ هذه الأمّة هم إمتداده وتراكمه في كل بلدان العالم الإسلامي ، وهذا الأمر جعلهم يغفلون ويذهلون عن معرفة الآليّات المفضية إلى العدل ووقف الفساد علما أنها موجودة في القرآن وظلوا قانعين بفكرة واحده تقول بأن العدل يوجد في ضمائر الرجال التي قرر القرآن أيضاً عدم براءتها وهنا تدرك حجم المأساة التي عشناها جيلاً بعد جيل مخمورون في عوالم الف ليلة وليلة نحلم بالإرتواء حتى أصبح علينا الصبح فإذ نحن بقيعة بلقاء يتلألأ سرابها تحت هجير كافر !؟. الشباب هم وقود الثورات والتغيير وهم أيضاً درع وحماة الفساد والمفسدين أي أنهم سلاح ذو حدّين ، وهذا مرده إلى نقص معارفهم وطهر نفوسهم وبراءتها من تلوث الكبار الذين عركتهم الحياة فأصبحوا بفضل من ظروفهم ، البراغماتية مجسَّدةً تمشي على قدمين ، فعندما يقرأ الشباب مثل هذه النماذج لا يتقنون تحليلها وتلتصق بعواطفهم حتى بعد أن ينضجوا وتجبرهم ظروف الحياة على مفارقة هذا النموذج واقعاً كما ترى حياة المسلمين اليوم على كل الصُعّد وجميع والمستويات وماأنا وأنت والمتداخلون الكرام وحياتنا الراهنة إلا ضحايا لهذه الروايات بسبب نقص المعرفة والمحاولات اليائسة للبحث عن نماذجها بين الناس فالطهر وصدق المشاعر الذي يعيشه الشاب يجعله مؤمناً بإمكانية تأسِّيه من قبل الآخرين وخاصة الحكام الذين لم يعش ظرفهم إلا من خلال النموذج المقدم له ويصعب عليه تصور حلول غير تلك نتيجة لقلة خبرته ونقص معارفه ، وهو على إستعداد للموت وتفجير نفسه في سبيل ما أيقن صحته وثبت لديه هو صوابه . ختاماً أؤكد لكم بأن عمر بن الخطاب كان رجلاً مميزاً ولكن هل كان هذا التّميُّز صِنعةً أم فطرة !!؟ وأجيبك بالفم الملآن ، أنه فطرة وموهبة ككل المواهب التي يمنحها الله للناس مثل الرسم والموسيقي والكتابة والفكر وكرة القدم ......الخ ماتراه من مواهب تترى بين بني البشر فهل نستطيع خلق هذه الموهبة وتوفيرها لحكامنا وولاة أمرنا !!!!؟ هذا أمر لا تنتطح فيه عنزتان !، إذن علينا أن نصنع آليّات العدل لنمنع الظلم والفساد ليست بضمير عمر بن الخطاب الموهوب فهو أمر يستحيل علينا ولكن بالعلم وتراكم المعارف ، وما لم نكف عن شرب تلك الخمر لن تصح عقولنا فتدرك .