حليمة عبدالرحمن: زوجي خط أحمر .. ويعيد التاريخ نفسه فهل من مدّكر؟؟؟!!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-30-2024, 04:30 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة عبدالله عثمان(عبدالله عثمان)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-09-2010, 03:42 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حليمة عبدالرحمن: زوجي خط أحمر .. ويعيد التاريخ نفسه فهل من مدّكر؟؟؟!!!

    زوجي خط احمر!! .... بقلم: حليمة عبد الرحمن


    [email protected]

    برأيهم الصارخ بالدعوة الى تعدد الزوجات والذي نشر الاسبوع الماضي في صحيفة الراكوبة الالكترونية نقلا عن صحيفة الاهرام الاسبوع الماضي، كأنما اكتشف البرلمانيون السودانيون السكين التي تقطع الزبدة. هكذا بجرة قلم برلمانية طلع علينا النداء العجيب بان : على التعدد بَنَقْرِشْ طاري وفي سوق التعدد فارِش بضاعة تجاري. كأنما غياب او عدم تطبيق تعدد الزوجات وحده كان العقبة التي حالت دون التوصل الى حلول لمشاكل السودان المستعصية والمجمدة كإنفصال الجنوب...الخ، وان التعدد هو الحل لمشاكل السودان الصحية والاجتماعية والاقتصادية وتوابعها من بطالة شباب في عمرالانتاج.
    علماً بان القرآن الذي اباحه حتى الرقم اربعة لعدد الزوجات حصره في حالات معينة وشدد على انه في حالة انتفاء العدل فالافضل امراة واحدة... الا ان مسئولينا اخذوا على عاتقهم الاطلاق والترويج الى انه حل لمعظم (مغامرات) الشباب ...
    قد يقول قائل ان الاسلام لم يحرم تعدد الزوجات، فاقول له هذا صحيح ولكنه لم يكتف بربطه بحادثة معينة وهي معركة احد حيث مات عدد كبير من الرجال وتيتم اطفالهم وترملت نساءهم، ولكنه قدم بعض القيود القانونية والنفسية التي قد تحبط المعدد وتجعله (يفنش العرسة قبل الجرسة)... فعجز الاية:" وإن خفتم ان لا تعدلوا فواحدة" الى " ولن تعدلوا ولو حرصتم"، كاف لأن يجعل كل ذي عقل ينجو بجلده.. فان كان في التعدد سعادة لامراة واسرتها، فانه يسلب امراة اخرى واسرة اخرى نفس السعادة... ثم ان المسالة ليست علاقة زوجية فقط، لكنها حياة كاملة مودة وسكن ورحمة... فكيف بالله تقبل امراة نصف زوج او ربعه ؟ او كيف تقبل طائعة مختارة ان تقاسمها امراة اخرى حياتها الاسرية بكل تفاصيلها الاجتماعية وااقتصادية والبدنية والنفسية وذكرياتها المشتركة مع زوجها ؟ وهل مفروض على الزوجة الاولى او المراة الكبيرة بلوغ السن المعاشية عاطفيا والتراجع وتتويج رحلتها الزوجية بالتخلي عنها او مقاسمتها مع امراة اخرى، طالما ان زوجها ما زال يجاهر (ولو كذبا) بأن به رقش شباب، اياً كان طبيعي او صناعي والاكتفاء برعاية الابناء والبنات ؟ ولماذا لا تُسأل هي الاخرى عن رأيها في هذا الموضوع مع الاخذ في الاعتبار قبولها او رفضها له؟ لماذا الانتقال بالتعدد من فرضية الحل" الى فرضية الواجب"؟ ورفعه الى مصاف الظلم؟
    ان الظلم ظلمات يا شيوخنا! ضعوا انفسكم في مكان النساء ثم حكموا عقولكم...

    على الرغم من تناول عدد من الكتاب والكاتبات لموضوع تعدد الزوجات في مجتمعات مشابهة لمجتمعنا الا ان الكاتبة السنغالية مريام با(1929-1981) تعد من الافريقيات المسلمات القلائل، ان لم تكن افضلهن، اللائي نجحن نجاحا كبيرا في عكس الام واوجاع المراة في هذه المجتمعات، وذلك من خلال التركيز على معاناة راماتولاي (رحمة الله) بطل روايتها "خطاب طويل جدا" مع هذه التجربة...

    قدمت الكاتبة وصفا دقيقا لمعاناة بطلة الرواية مع مشاكل الاسرة الممتدة والانسباء، انتهاءً بغياب زوجها المتواصل عن المنزل مع الزوجة الشابة والحياة الجديدة وتركه مسئولية رعاية الاسرة على عاتقها. ونجحت كذلك في تقديم صورة كاريكاتورية ساخرة لمحاولات زوجها الكهل المستميتة في اخفاء كرشه وقد "خنقه" ببنطاله حينما يجالس زوجته المراهقة في احدى الاماكن العامة. علما بان الزوجة الشابة التي اوشك ان يحلب لها (لبن الطير)، كانت في السابق لا تناديه الا بلقب "عمو" ، وذلك حينما تحضر لاستذكار دروسها مع ابنته.

    غير ان النقاد اخذوا على مريم با إغفالها التطرق الى مسألة تقاسم الليالي بين الزوجات والعوامل النفسية المترتبة على ذلك، رغما عن جرأتها في تناول موضوع التعدد الذي يعتبر "تابو" في مجتمع مسلم كالمجتمع السنغالي. فرحمة الله التي كانت تحكي قصتها في خطابها لصديقتها ايساتو(عايشاتو)، التي رفضت بدورها حياة الشد والجذب وتطلقت من زوجها حينما اتخذ زوجة اخرى، أغفلت عمدا او حياءً الحديث عن حياتها الخاصة معه وشوقها اليه في (عضمه). لعلها تركت ذلك الى فطنة القراء.

    الغريب ان هذه الدعوة تترافق مع بروز نشاط فني كبير يدعو الى التعدد. فبدلا من ان تخدم الفنون التغيير الاجتماعي، اصيبت بانتكاسة (فنية)، فبقدرة قادر تحول المشهد المستقبح من " راجل المرتين عضم بين ######ين" في القرن الماضي، لتشرق شمس الالفية الثالثة على ان " راجل المرا حلو حلا\ة"...
    نقلة فنية مؤسفة، لم تأتِ من فراغ.. تلقفها برلمانيونا وبدلا عن دراستها ومعرفة مسبباتها والسر في تنازل حواء السودانية عن الادبار الى الاقبال والترويج لنصف رجل، زادوها (كوز موية)... ووابتدأوا من حيث انتهت فادوها (سوطة) كبيرة وزخم اعلامي (مشرعن).

    سالت في احدى المرات احدى النساء اللائي مررن بهذه التجربة ، وكنت قد وجدتها تتابع بانتباه واسى شديد هذه الاغنية، فانتهزت الفرصة وسالتها عن رأيها في هذه التطورات الفنية... فصاحت قائلة: اسمعي ياختي المشترك في الكهرباء ما كويس خليهو في زول لحم وعضم واحساس وجيب وعشرة...العرس وجع ضرس.
    فيا نساء السودان..ما دام هناك تسليع للازواج بأمر البرلمان، فأبقن عشرة على ازواجكن وبييوتكن ولنرفع جميعا شعار: الا زوجي ده ... فهو خط احمر ومنطقة عسكرية ممنوع الاقتراب منها او العبور اليها!!
                  

08-09-2010, 03:44 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حليمة عبدالرحمن: زوجي خط أحمر .. ويعيد التاريخ نفسه فهل من مدّكر؟؟؟!!! (Re: عبدالله عثمان)


    البرلمان يطالب بنشر ثقافة تعدد الزوجات وتطبيق حد الزنا ومعاقبة الشاذين وإلغاء كتاب مكافحة مرض الايدز لأنه يثير الغرائز ويتأسف على جهل معلمي المدارس
    طالب المجلس الوطني بتطبيق حد الزنا ومعاقبة الشاذين جنسياً والمتاجرين بالأعراض لقطع الطريق أمام انتشار مرض الايدز. في وقت أكد فيه رئيس لجنة التربية والتعليم بالبرلمان البروفيسور الحبر يوسف نور الدائم توحيد المناهج الدراسية في كافة المدارس السودانية وتدعميها بقيم المجتمع، إضافة إلى منع تدريس المناهج الأوغندية في جنوب السودان. وشدد الحبر في ورشة تأصيل المناهج التعليمية والتوعية ضد مرض الايدز على ضرورة إعادة تدريب المعلمين وأبدى أسفه على ما أسماه جهل معلمي المدارس لأهمية التربية. فيما شهدت الورشة مطالبات بإلغاء كتاب مكافحة مرض الايدز الذي يدرس للطلاب واعتبرته محركاً لغرائزهم، وأوصت بضرورة دعم الدولة للزواج المبكر ونشر ثقافة تعدد الزوجات والحض على الحجاب.

    الاهرام اليوم

                  

08-09-2010, 03:46 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حليمة عبدالرحمن: زوجي خط أحمر .. ويعيد التاريخ نفسه فهل من مدّكر؟؟؟!!! (Re: عبدالله عثمان)

    هيبيز التيه.. وسفور الشذوذ..
    "أرى ملوكا لا تحوط رعية.. فعلام تؤخذ جارية ومكوس"
    الصحافة، 9 أغسطس 2010 ص 6
    خليفة السمري المحامي

    في مقدمة كتابه القرآن ومصطفى محمود - في طبعته الأولى 1971م أورد الأستاذ محمود محمد طه نصاً أجاب به على سؤال وجهته اليه مجلة الأضواء السودانية قال فيه : «فأما حاجة هذا العصر فالى الهداية .. فان البشرية لم تكن يوما في التيه كما هي اليوم .. وسمة هذا العصر هي القلق، والحيرة، والاضطراب .. هذا عصر الثورات: الثورة الثقافية، والثورة الجنسية، وثورة الشباب، وكلها دليل على القلق، والحيرة، والاضطراب .. هذا عصر «الهيبيز» .. جماعات من الشباب، من الجنسين، يزيد عددهم كل يوم، ويستطير شرهم كل يوم، حتى لقد عم جميع الأقطار .. يقوم مجتمعهم على الرفض، فهم قد وجدوا مجتمع الحضارة الغربية، الآلية، مجتمع انتاج واستهلاك، فقد الانسان المعاصر فيه روحه، وقيمته، وحريته، واستحال الى آلة تنتج وتستهلك، فرفضوه، ورفضوا معه كل عرف، ودين .. وفزعوا الى صور من مجتمعات الغابة، فهم يلبسون المرقعات، ويسيرون حفاة، ويرسلون شعورهم، ويبيتون على الأرصفة، والطرقات، ويستبيحون بينهم من العلائق الجنسية ما ظلت البشرية على صيانته حريصة خلال تاريخها الطويل .. هم يبحثون عن حريتهم، وعن انسانيتهم، وعن فرديتهم، فلا يكادون يجدون غير الضياع، وغير القلق، وغير الاضطراب .. فهل عند مصطفى محمود ادراك واسع لهذه الظاهرة، واهتمام بها، وسعي لايجاد الهداية لها من القرآن بتفسيره العصري؟؟»أ.هـ
    حديث الأستاذ محمود عليه رحمة الله كان عن «هيبز أمريكا» لا «هيبز» السودان،حتى وان قال ان شرهم عمَّ جميع الأقطار،فقد كان المجتمع السوداني آن ذاك الى حياة الفطرة والسجية أقرب،فلم يطرق بابه رفضٌ جماعي، أو عدمية لا أخلاقية،على النحو الذي دأبت صحافتنا السودانية تنبه الى خطورته في هذه الأيام الحالكات،الحيرة ،والقلق، وحياة الاستهلاك، وفقدان الانسان لروحه وهدفه ، كل هذه السوءات أنتجتها في أيامنا هذه آليات لا تخفى على عين المراقب،لكننا للأسف صوحت عقولنا،وقصرت بنا عن انتاج ما يعطل أثر تلك الآليات،التي انحرفت بمسار حياتنا الاجتماعية،والأخلاقية،الى دروبٍ مشينة، أهلكت من قبلنا عاد وثمود وأصحاب المؤتفكة وقوم لوط، فهل من معتبر؟
    طالعتنا صحيفة الصحافة،في عددها بتاريخ الاثنين 3 أغسطس 2010،بأن محكمة النظام العام بجنايات أم درمان وسط،شرعت في محاكمة تسعة عشر شاباً،تم ضبطهم باحدى صالات المناسبات العامة،بأم درمان، وهم يحتفلون بتزويج شاب بآخر من بني جنسه...الخ الخبر الفاجعة،وبما أن الموضوع لا زال محل اجراءات قضائية، فمن ثم لا يجوز لنا أن نتدخل فيه، أو نستبق الحكم عليه،وما لنا سوى أن ندعو الله أن تنتهي محكمة الموضوع الى عدم ثبوت هذه التهمة الخطيرة الفاجعة،التي يندى لها جبين كل انسان،ويقشعر لها من هو كظٌ غليظ،وان صحت هذه التهمة،وثبتت، في حق من جوبهوا بها،فانها بلا شك،تنذر بتحولٍ في منظومة القيم السودانية،الى حضيضٍ تأفف المصلحون النابهون أن تتورط فيه انسانية الانسان،في أي بقعة على وجه البسيطة ،ومن باب أولى أن يتأفف من التورط فيه أهل بلد التقت فيه أسباب الأرض بأسباب السماء،ووهبهم الله من كريم الخصال،ما تغبطهم عليه شعوب العالم بأثرها، لكن للأسف،ما لنا سوى أن نقول،ان وزارة التخطيط الاجتماعي قد قصر بها الجهد عن بلوغ المقصد،ورسم الخطة الناجحة للحفاظ على منظومة الفطرة وسذاجة الطباع،التي ورثناها عن أجيال عاشت مفعمة بالرضا،ونامت قريرة أعينها بالأمان النفسي،الذي وفره لها أباءُ صدقٍ تواصوا بالخير، ونشروا بينهم التقى والصلاح،كما الزهرة المعطار تنشر عبيرها بين الناس بلا تكلف،ولا منٍ ولا أذى.،ويظهر لي ،أن شقاوتنا حجبتنا عن ميراث أولئك التالدين الخوالد الذين عناهم الدكتور محمد ود بادي حين قال « وكل فضيلة في الأجداد أبت ما تبقى في الأحفاد**مسكت في النعوش الصادقة واندفنت مع الجثمان **وكل مكارم العابرين معاهم راقدة في شبرين ».
    والحق ان مكارمهم قد رقدت معهم ،وتوسدت الطوب تماماً مثلما توسدوه،كيف لا وها هو الحال انتهى بنا الى أن تخطر لعقول بعض شبابنا فكرة عقد أنكحة الرجال على الرجال،في بلد أخلص أهلها لديانات السماء ونشروا بينهم روح الفطرة وسلامة الطوية،بل حتى الوثنيين منهم تقيدهم سذاجة الطباع،وتأبى عليهم أن يسلكوا مثل هذه الدروب الشانئة،فوالله ما كان أبداً يخطر ببالي أن تتنقل الينا هذه الفكرة التي رفضتها وأبتها على نفسها بعض منظمات الغرب المولع باطلاق الحرية حد العبادة والتقديس ،وسمعنا عن محاصرتها في بعض البلدان العربية التي سبقتنا الى قشور المدنية ،وكنا بسبب ثقتنا في طباعنا السمحة نعتقد أننا محصنين ضدها ،تعصمنا من ذلك روح «المسيد» الذي يترنم أهله بالقرآن،فتسمع لهم طنيناً كما النحل عند اشتيار الرحيق،وتمنعا من التورط في الشين «والدرين «صوفيتنا وروحيتنا التي لا زالت فينا تتجدد برجالٍ مثل البرعي وأحفاد البرهاني،»ابلي المشرفات وسمهن فاخر ينفعني درهن في يوم آخر»، كنت أظن أنه ليس من بيننا من تغرر به مثل هذه الأفكار الشيطانية ما دام أن كنائسنا مستمسكة بكلاسيكيتها تقرأ في سفر الأوابين من كتابها المقدس أقوال الفضيلة « لا تضاجع ذكراً مضاجعة امرأة انه رجس»، لكن للأسف فقد ظهر لي أن أحاديث التبريريين الذي يحاولون التأسيس لشرعنة هذا السلوك عبر شبكات التفسخ وفضائيات الغواية قد أصابنا منها طل،فقد درجت تلك الشياطين على بث سمومها عبر الميديا باسم التحضر والحرية الفردية وما الى ذلك من البريق الخلب الذي يدس السم في الدسم،وكأني بالحرية قد انقلبت بقدرة قادر لتكون نوعاً من الارتكان الى الشهوات المقيدة والنزوات المستعبدة لذات الانسان وعقله وشعوره،في ثوبٍ من الاستغفال قشيب، فالانسان الحر في حقيقة أمره لا يسمح لارادته أن يقيدها سلطان العادة،ولا أن تنزو بها نزوات الأهواء ،وقد حكى لي أحد الأخوة في هذا المقام عجباً ، قال لي : انه سمع من يحكي عن أحد العارفين من أهل السودان تأبيه على نفسه شرب الشاي والقهوة بعقيدة أن ذلك يحد من سلطان ارادته،وهو لا يريد أن يجعل على نفسه سلطاناً،ولا سيداً ،سوى رب العالمين،فَأعظِم بأولئك من رجال! ،وأكرِم بهم من هُداةٍ ثارت بذكرهم الركبان.
    ان الميديا العالمية لا تألو جهداً في التغرير بذوي الأهواء وضُمَّر العقول، فكم رأينا في القنوات الفضائية حديثاً فاضحاً،يحاول التبرير لسلوكيات الانحراف والابتذال، ويستجدي المجتمع باسم الانسانية والرحمة والشفقة،للتسامح مع فئات انحرفت عن جادة الطريق ،وزيادةً في الضحك على العقول يحاول تصوير مثل هؤلاء على أنهم ضحايا،بدعوى أن البحوث النفسية انتهت الى أنهم لا يد لهم في ميلهم نحو هذه الرغبات الشاذة،وهو أمرٌ كذبته الأبحاث الجادة المناهضة لنظريات فرويد التي شرعنت لهذا السلوك بأن صورت الشاذين على أنهم ضحايا لا يصح وصفهم بالشذوذ وانما ينبغي على رأي فرويد أن يصنفوا ضمن المرضى الذين يجب أن يخضعوا للعلاج ،بزعم أنهم لا يد لهم ولا دخل لهم في سلوكياتهم المنحرفة،وأن أي شخص يوضع في مثل ظروفهم سيسلك حتماً نفس سبيلهم بلا زيادة ولا نقصان، هذا القول المخادع كذبته بحوث علماء التحليل السلوكي والنفسي الذين انتهوا في تفسير ظاهرة الشذوذ الى أنها ظاهرة مكتسبة يتم تعلمها كأي سلوك سلبي أو ايجابي آخر وأن للبيت وسوء التربية القدح المعلى في التخلق بهذا الخلق الذميم،وما آراء العالم النفسي ايرنيج بيبر التي اعترض بها على فرويد في هذا الصدد على الناس بخافية.
    وهب أننا سلمنا جدلاً بأن الشاذين مرضى وضحايا، فاذا كان الأمر كذلك فان المرضى محلهم المستشفيات والمصحات،لا الفنادق وصالات الأفراح ،فمن ابتلى بتلك البلوى،فانه ينبغي عليه أن يتلفع بالستر والمداراة،لا أن يسفر ويجاهر ببلواه، فالعلاج الناجح لهذه الظاهرة،ليس في الافساح لها لتتنفس، وانما في محاصرتها بالغائية الهادفة،وبعث الروح في النشء،بديلاً لهم عن العدمية التي ولدتها فلسفة موت الانسان،التي أعلنها بعض فلاسفة الغرب المصدومين بنتاج ما بشرهم به فلاسفة عهد الأنوار الأوروبي،من أن العلم سيكشف لهم عن قناع نواميس الكون والوجود،لتصبح بذلك ارادة الانسان هي الفاعلة في الكون والوجود،ووعدتهم كذباً بأن ذات العلم سيهديهم الى معرفة نهاياتهم المصيرية ، ولما تلفتوا يمنةً ويسرةً وجدوها محض معرفة فيزيائية،لم تشف الغليل،لكنها فتحت عيونهم على الانتاج ونهم الاستهلاك،ولم تقدم لهم أي حلول فيما يتعلق بالغائية وبالروح وخاتمة المصير ،فأتوا نتيجةً لذلك بنظرياتٍ وشعارات انتهت بهم الى اعتناق فلسفة موت الانسان العدمية،التي كان أبرع منظريها فوكو وهايدغر وألتوسير،وخاتمة بؤسها كان مُنّظِّر الوجودية جون بول سارت، صاحب الشعار العبثي «أفعل ما تشاء متى شئت وأين تشاء»،وحين فقد انسان هذه الفلسفة العدمية غايته وهدفه،الذي من أجله يسعى،قال انها حتمية الطبيعة،وتساوى لديه الخير والشر،وأصبح كل ما يأتيه من سلوكٍ، أو عملٍ،هو في نظره من وحي الطبيعة،ومن هنا جاءت التبريرات المسطحة لتقبل ظاهرة الشذوذ،وزواج المثليين،وصداقة الحيوان،على نحوٍ حيون العقل عند معتنقي هذه الفلسفة التائهة في ظلامية اللاجدوى، فنحمد الله كثيراً أننا لا زلنا نتأذى من غرابة مثل هذه الأفكار،وتتأفف نفوسنا من مجرد ذكرها،ناهيك عن اعتناقها أو الافساح لها بيننا،على النحو الذي جرى في العالم الغربي الذي انفك كثيرون من أهله من عوالم الروح، ورحلت بهم سوائمهم النفسية الى دركٍ من السوداوية والتعاسة والأسى،أقدموا معه على الانتحار،وباتوا بسببه يغبطوننا،أو يحسدوننا على الوثوقية العقدية،والروحانية ،التي نعب منها في حلقات ذكرٍ توحد القيوم،وتلهج ليل نهار بالصلاة على النبي الأمي الأمين ،فهلا شكرنا الله على نعمة ما نحن فيه من الأمان النفسي،ووضوح الهدف والمصير،وهلا تصدينا بجدٍ وحزمٍ الى هذه السلوكيات المنحرفة،التي لم ترق بعد الى مستوى الظاهرة،ومحاربتها،ومحاصرتها بكافة الوسائل،التي أرى أنه ينبغي أن يكون في مقدمتها،تثقيف عقول الشباب،ورفع مستويات ادراك علاقات الأشياء لديهم،وعندها بلا شك،سيصلون بتلقائية بديهية،الى أن الارث الذي تركه لهم أسلافهم،من تدين، وطرق صوفية ،وعلاقات روحية ..الخ، هو السبيل الوحيد الى اثراء قلوبهم،وادخال الأمان والتطامن النفسي اليها،وكلنا أمل في أن تشمر وزارة التخطيط الاجتماعي،عن ساعد الجد،لبعث فضائل الأجداد، في هذا الجيل الحائر التائه،فان قصرت عن ذلك فقد حُقَّ لنا أن نستنكر قصورها،ونردد القول مع حكيم المعرة،حاد البصيرة لا الابصار:»وأرى ملوكاً لا تحوط رعيةً..فعلام تؤخذ جزيةً ومكوس»،والله ولي التوفيق وهو الهادي الى سواء السبيل،،،
                  

08-09-2010, 03:49 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حليمة عبدالرحمن: زوجي خط أحمر .. ويعيد التاريخ نفسه فهل من مدّكر؟؟؟!!! (Re: عبدالله عثمان)

    هذا جزء من منشور أصدره الأستاذ محمود محمد طه في العام 1968 أيام هوجة الدستور الإسلامي .... ترى هل من مدّكر؟؟
    =====
    اما أن الحّ عليكم الكبرياء، وعدم المبالاة، الذى نراه اليوم، فانكم لن تزيدوا على أن تخرجوا على الناس بقناع مقدس من الدين تخفون وراءه جهالة تسمونها، زورا وبهتانا، دستورا اسلاميا .. وقد تكون نكبة الدين بكم، ونكبة البلاد، لا حد لها، فاتقوا الله في دينكم، وفي أنفسكم، وفي شعبكم، هذا الأمين ..
    قال السيد اسماعيل الأزهري في خطابه المشهور، وهو يتحدّث عن الدستور الإسلامي "يا حضرات الأخوان!! اذا أراد الله شيئا هيأ له الأسباب" وبمتابعة الأسباب تتكشف عن حادثة "الشذوذ في القضارف" وحادثة طلب "فتح بيت في أم درمان" كما يزعم.. وهذا يدل على ان الاسلام في ذهن الأزهري مطلوب للحدود .. فهو عنده سيف وسوط
    وقال السيد الترابي، في التعليق على خطاب الأزهري المشهور، "عندما تتم سيادة الشريعة الإسلامية ستزول الفوارق بين القضاء الشرعي، والقضاء المدني" والقول بسيادة الشريعة الإسلامية يدل على أن الترابي لا يفرّق بين الشريعة الإسلامية، والدستور الإسلامي..
    وقال السيد الدرديري محمد عثمان رئيس "الهيئة الوطنية للدستور الإسلامي" ان الهيئة لا توافق على التوصية التي وردت في مشروع الدستور المقدم من اللجنة القومية للدستور، وذلك في الباب الأول عن طبيعة الدولة، حيث تقول التوصية "السودان جمهورية، ديمقراطية اشتراكية، تقوم على هدى الإسلام" وقال السيد الدرديري أن هيئته ترجو أن يعدل هذا النص ليصبح "السودان جمهورية اسلامية"..
    ان أقوال هؤلاء الرجال، جميعا، لتدل على جهل بالدستور الإسلامي أقل ما يوجبه عليهم هو أن يوقفوا هذا النشاط الذي يحاولون به سرعة تمرير ما يسمونه، ويعتقدونه، دستورا اسلاميا والإسلام منه براء.. انهم، الا يوقفوا نشاطهم هذا، تكن عاقبته سيئة بهم، أنفسهم، وسيحمي الله من جهلهم الإسلام، والشعب السوداني..
    فيا أيها الشعب السوداني!! احذروا دستورا جاهلا يلتحف قداسة الإسلام وما هو من الإسلام في شيء!! أحذر!!
    محمود محمد طه
    رئيس الحزب الجمهوري

    (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 08-09-2010, 03:51 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de