الحكاية المستقبلية لـ (بستار جونسار)

الفاتح جبرا .. في ذمة الله
نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب د. الفاتح يوسف جبرا فى رحمه الله
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 09-23-2024, 05:37 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-22-2012, 00:34 AM

عماد البليك
<aعماد البليك
تاريخ التسجيل: 11-28-2009
مجموع المشاركات: 897

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الحكاية المستقبلية لـ (بستار جونسار)

    24 مايو 9533 ميلادية..

    توفي أمس (بستار جونسار).. عفواً إنه توفي باللغة التي كانت سائدة قبل 6000 سنة على الأقل، لأن بإمكانه العودة إلى الحياة مجدداً.. لكنه لا يرغب، فقد أوصى في أخر ما سطره من وصايا: "لا أرغب في العيش مرة أخرى.. حياة واحدة تكفي عندما تكون جديرة بالاحترام".
    دعونا نتعرف عليه.. من هو بستار جونسار؟!.. إنه أخطر رجل في تاريخ (الإنسانية الجديدة).. كان ميلاده قد جاء في لحظة غامضة من التاريخ عندما توقف الزمن فجأة.. احتفاء بخروج هذا العبقري إلى الكون.. قلنا الكون لأن البشر، يعيشون في أكثر من كوكب وأكثر من مجرة، ولأن الحضارة البشرية كانت قد توصلت إلى التعايش مع مخلوقات تكاد تشبهنا، بعضها يختلف عنا جذرياً.. مخلوقات بعقول تعيش في عوالم بعيدة جداً.
    توقف الزمن بناء على معادلة فيزيائية بسيطة، ابتكرها مجموعة من العلماء البشريين بالتعاون مع علماء من كواكب أخرى، وصادف أن كان التأكد من نجاح المعادلة، بنجاح التجربة، تجميد الزمن.. ذات اليوم الذي ولد فيه بستار جونسار.
    لكن ليس الأمر مجرد صدفة، فكل شيء كان مرتباً تماماً.. وعندما كان العلماء يصفقون ابتهاجاً بنجاح تجربتهم، لم يكن يعلمون في واقع الأمر بأن الزمن كان ولابد له أن يتوقف لأن حدثاً كونياً كبيراً يجري في تلك اللحظة التي هي خارج الزمن.
    يعني توقف الزمن، تجميده، العودة إلى ما قبل الانفجار الكوني الكبير الذي تولد منه العالم.. وهذا التفسير مبني على معرفتنا الحالية بالطريقة التي نشأ بها الكون، حيث يقول العلماء: "في البدء كان الزمن ثانية واحدة فقط! وتمدد الزمن مع تمدد الكون".. يعني ذلك أن نجاح التجربة، اختصار الزمن والمادة إلى ما قبل كل شيء.. إنه أمر صعب التصور.
    كان ذلك التصور قائماً، إلى ما يقارب الـ 4000 سنة قبل مولد جونسار، لكن تم دحضه بعد أن اكتشف العلماء حقائق كونية كبرى كانت غائبة عنا، نحن البدائيون الذين نعيش في القرن الحادي والعشرين..
    في مطلع القرن العشرين، كان الإنسان لا يزال أسير الديانات، كان يعتقد أن الكون مسيّر من قبل قوة خارقة تفوق الإنسان، هي التي قامت بصناعته أو خلقه على صورتها. وكانت الكثير من الأسرار مجهولة وغائبة.. كل ينطق بما شاء ويدعي.. كل يظن أنه يمتلك الحقيقة المطلقة.. الكل كان يعيش في جهل مطبق. لكن إذا لم تكن الحياة قد بلغت مجدها الآني في سنة 9533م فإذن من شأن أي كائن أن يقول ما شاء وأن يدعي المعرفة المطلقة.
    في تلك الفترة من التاريخ، كان الناس في الأرض مشغولين بأسئلة مثل: النزاعات الثقافية والحضارية.. صراع العلم والدين.. الدين مع السياسة.. كانت ثمة شعوب نائمة في أغلب الشرق، وشعوب تظن أنها مستيقظة في أغلب الغرب، وكان جل الحكام يخضعون لتنويم مغناطيسي هائل. وفي الوقت الذي كان شعوب متطورة تفكر في غزو الفضاء وإنشاء مستعمرات للإنسان هناك، كان 70 بالمائة من سكان الأرض يعيشون تحت خط الفقر، بأقل من دولار (العملة الأمريكية التي كانت تسيطر على الأرض).. الآن لا توجد عملة، فالإنسان بات متفرغاً للإبداع والإجابة على الأسئلة الكونية الكبرى، بعد أن تخلص من متطلبات ########ة في ذلك الزمن البعيد، أن يحقق شروط العيش بالدأب والعمل طوال النهار والليل، ليأكل ويشرب ويتغوط، ويمارس الجنس بطريقة سمجة وغبية، لأن كل هذا الأشياء لم تعد كما كانت في تلك الأزمنة الغابرة!!..
    في تلك الفترة أيضا، كان العالم الأرضي مشغول بقضية الطاقة، كيف بالإمكان توفير بديل للزيت (النفط) الذي سينضب في خلال خمسين سنة.. مائة سنة على الأكثر.. كانوا يجربون استغلال الطاقة الشمسية، لكنها كانت مكلفة، ولاحقا أصبحت رخيصة، لكن كان هناك ما هو أرخص ومجاني.. جربوا أيضا ما يعرف بالوقود الحيوي، عندما نجحوا في توجيه البكتريا عبر الهندسة الجينية، إلى أن تمارس دورها في محاصيل زراعية لتحولها إلى طاقة ووقود.. لكن هذا النوع من الطاقة كان يعني ارتفاع أسعار الغذاء، لأن السؤال: هل سيأكل البشر أم سيستمرون في توليد الطاقة، وما حاجتهم للطاقة إن لم يكونوا قادرين على الأكل، وبالتالي البقاء إلى المستقبل. كذلك جربوا طاقة الرياح، ولاحقا توقفوا عن هذا الشيء.
    لم تكن الحياة تقوم على معرفة صامدة قوية، بل كانت العشوائية هي التي تتحكم في المصائر.. التجريب ثم التجريب، فالفشل فالعودة إلى ذات المربع الأول.. ومن ثم الكَرة مرة أخرى.. يحدث هذا في كل تفاصيل الحياة ومجالاتها: العلم، الدين، الفكر، السياسة، الاقتصاد، الاجتماع.. يعني في كل أمر. وفي الواقع أن الجميع كانوا يفعلون، ويفعلون، دون أن يكون لهم القدرة على إجابة سؤال واحد محدد: "ما الهدف؟".. هذا السؤال الذي يمكن أن ينجر لأسئلة عديدة على شاكلة: "لماذا نحن هنا؟".. "ماذا نفعل؟ ".. "ما الهدف من وجودنا؟".. "هل سيأتي يوم تتكشف فيه الحقائق الكونية الكبرى.. هذا إذا كانت ثمة حقيقة كونية كبرى؟".. باختصار: كان الإنسان لغز، وكان وجوده اللغز الأعمق.. وكان الجهل هو الذي يتحكم في العالم، فالعلم كان يسير مظهرياً بتوسع هائل.. لكن إذا كان الإنسان جاهلاً فهو يفرح لأتفه المخترعات ويراها معجزات كبرى.

    23 مايو 9533 ميلادية..

    اليوم.. كانت وفاته إذن.. بستار جونسار، إنه قطعا كائن مدهش، لأن أبوه ينحدر من البشر، منا نحن - ولنا أن نفخر بذلك، أما والدته فتنحدر من سلالة كوكب سيروس Sirius الذي كان علماء المصريين القدماء يعتقدون أنه مكان خلود الأرواح التي فارقت الأجساد. وكان العرب قبل الإسلام يسمونه، نجم الشعري اليمانية.. (وإنه رب الشعري) .. الآية 53 سورة النجم – القران - .. وكان بعض العرب قبل الإسلام يعبدون هذا النجم. أما قبائل الدجون الأفريقية فقد كانت تعتقد بذات اعتقاد قدماء المصريين، وتضيف على ذلك الاعتقاد أن سيروس، يمثل عنق الكون، ومنه خلقت كل الأرواح بواسطة الحركة الحلزونية.
    إذن فقد جاء بستار، نتيجة تلاقح فريد، بين كائن جذوره كوكب الأرض، وكائن جذوره كوكب كان الأرضيون قبل مئات السنين، يعتقدون أن الأرواح تعود إليه أو أنها جاءت منه. لكن دعونا نربط بين الفكرتين: فكرة مولد بستار من أم سيروسية، وما كان يعتقده أجداد الإنسان الأرضي. والهدف من هذا الربط، هو معرفة السبب الذي جعل أجدادنا يربطون أقدراهم بهذا النجم، الكوكب البعيد جداً.

    في عام 1930م قام اثنان من كهنة الدجون بإعطاء معارفهم وأسراهم الخفية عن الكون لاثنين من العلماء الفرنسيين المتخصصين في الأنثروبولوجيا، وهما: مارسيل غريالMarcel Griaule وغيرمين ديترلين Germain Dieterlen، بعد أن قضيّا مدة خمس عشرة سنة، يسكنان وسط القبيلة. هذه الأسرار منها سر نجم سيروس، أو نجم ال######، الذي يبعد 8,6 سنة ضوئية عن الأرض.
    ذكر الكاهنان Innekouzou وOngnonlou للعالمين ما يعتقده أهل الدجون أن الحياة جاءت من سيروس، بعد أن هبطت (سفينة فضائية)، قبل مئات السنين على الأرض، قالا: "بعد أن رست السفينة قام شيء بأربعة أقدام بالنزول منها، على الماء، محدثاً ضجيجاً في المكان وقعقعة عالية". وقد سما هذه السفينة بـ Pelu Tolo، اسم موسيقي رنان .. بولو تولو.. لكن وراء هذا الرنين غموض وأسرار، ليس من قبيل البحث عن الحقيقة؛ تجاوزها والاستخفاف بها.
    تعني (بولو تولو)، النجم صاحب الكواكب العشرة، أو صاحب الأبعاد الأربعة أو الزمن أو النهاية، أو كوكب الخلود.
    لاحقاً تم تأويل فكرة (العشرة) بربطها بلغة الكومبيوتر أو لغة الديجتال Digital language القائمة على نظام الواحد والصفر، أي العشرة.. 10101010.. وهكذا.. نظام الفتح والإغلاق.. On – Off..
    كان العلماء، البشر بشكل عام يأسرون الأشياء للمجهول، الغيب، يبحثون عمّا يربط بين المتناقضات عسى أن يتوصلوا إلى فكّ جزء من سر الكون، لغزه.. في الأساس كانت الفكرة صحيحة، أن تحاول الربط، تشغيل العقل لهذا الغرض، لكن ثمة خطأ جوهري لم يكن أحد يدركه.. خطأ يتعلق بإدراك الإنسان وقتذاك للطريقة التي تعمل بها كيمياء العالم. وعندما يتمكن الإنسان من معرفة بعض من عناصر هذه الكيمياء بعد قرون لاحقة، سيضحك كثيراً قائلاً: "كم كان أجدادنا سخفاء وجهلاء.. لقد كانت الحقائق بأيديهم وفي عقولهم، وكانوا غير قادرين على رؤيتها، تمييزها.. لأن الجهل كان يعمي قلوب الجميع تقريباَ".
    إذن فالحياة جاءت من سيروس بتقدير الدجون، بعد أن هبطت السفينة "المزعومة"، التي وصفها عالم يدعى روبرت تمبل Robert Temple بأنها نزلت على شكل حلزوني (لولبي= (Spiral.. وترمز Spiral إلى النسبة الذهبية، أو حركة اليقظة، التردد العالي الذي لا يفتر، إنه ببساطة رمز الخلود، حيث لا سِنة ولا نوم.
    هبطت السفينة في الجزء الشمالي الغربي من موقع الديجون الحالي في غرب أفريقيا، كان هناك صوت عالٍ كما أوضحنا، وريح. وهبطت السفينة على ثلاثة أرجل، متدحرجة بهدوء، حتى توقفت على الأرض بجوار الماء. في ذات الوقت ظهر نجم جديد في السماء.
    يقول الكاهنان تفسيراً لظهور النجم الجديد: "من المحتمل أن سفينة أخرى هبطت في مكان آخر على الأرض، في ذات اللحظة".
    يصفون ذلك الجسم القادم من الفضاء، والذي هبط منه الكائن رباعي الأقدام.. بأنه مضيء، قوي النور، تحيط به هالات حمراء، من حوله في كافة الاتجاهات. هذه الهالات تبدو وكما لو أنها تنطلق من نقطة مركزية، تحافظ على نفس حجمها. هناك رسومات للدجون، قديمة جداً، توضح شكلاً تقريباً للسفينة الفضائية Pelu Tolo وهي تحوم في السماء في انتظار الهبوط على الأرض.
    ذلك الكائن ذو الأقدام الأربعة، باعتقاد الدجون، هو أول مخلوق يطأ سطح الأرض.. إنه النومو كما يطلقون عليه Nomno، وقد تم صنعه بواسطة (أما) إله السماء وصانع الكون.
    سرعان ما تضاعف النومو، ليصبح ستة أزواج من التوائم.. في حين انقسمت الروح في داخل كل نومو إلى (ين) و(يانج) أي الخير والشر.. تم ذلك عندما أُدخلت طاقة المجال المغناطيسي للبعد الثالث في جسد النومو من قبل (أما). ولابد لـ ين ويانج أن يتصارعان، لأن من شأن هذا التصارع أن يحافظ على توازن الكون واستمراره.
    فكرة الازدواجية كانت ضرورية جداً في تاريخ الإنسانية، حيث لابد لنقيضين حتى يتم الثبات والاستقرار.. ولكن لاحقاً سيفهم الإنسان أن هذا الأمر ليس بهذه الأهمية التي يتوقع. فالإله الخالق لم يكن إزدواجياً قط.
    كان النومو هو أبو الإنسانية التي قطنت الأرض، ونشرت الحياة.. وهو آدم عند الديانات التي انتشرت في الشرق الأوسط.. الإسلام، المسيحية، اليهودية.. الخ.. وعند الدجون كان النومو هو أبو المعرفة التي كسبها الإنسان ليبدأ مشوار الحياة على الكوكب الجديد. لكن ثمة لبس في وصف النومو، حيث أن الاعتقاد السائد بأن جسده الأعلى جسد إنسان، وجسده الأسفل جسد ثعبان، أما روبرت تمبل فقد وصف النومو بأنه كائن ثنائي الطبيعة، أيضا برمائي، تم إرساله إلى الأرض من نجم سيروس، من أجل منفعة الإنسان، وهو يشبه حورية البحر أو حوري البحر. وهذا يعني أن الإنسان موجود قبل أن يهبط النومو.
    هناك إذن روايتان، إحداهما تفيد بأن النومو هو الإنسان نفسه، والثانية تفيد بأن النومو خلق من قبل الإله (أما) وأرسله من سيروس إلى الأرض خدمة للإنسان. أي أنه رسول جميل إلى الإنسانية، يعلمهم كيف يهتدون إلى السراط المستقيم.
    استخدم روبرت تمبل كلمة amphibious لدلالة ثنائية (برمائية)، وهي كلمة تشير إلى تداخل اللاشعور مع منابع الابتكار.. لقد كان الإنسان دائماً يبحث عن ربط الإبداع، الابتكار، الخلق باللاشعور.. لكن كل ذلك سيتم دحضه لاحقاً، لأن كل شيء منظم ومرتب وينم عن رغبة أكيدة.
    سُمي النومو برجال الماء، أو أسياد الماء، أو "المديرون"، أو معلمو المعلم، أما الكلمة في حد ذاتها فتعني No more No longer، وهو أمر يدعو للعجب كما يذكر روبرت.

    23 مايو 9500 ميلادية

    هو يوم مولده إذن.. بستار جونسار.. مولده ليربط بين ذلك الاعتقاد القديم عند الدجون، والحقيقة الكونية الغائبة طوال قرون ما قبل بزوغه من ذلك التلاقح الفريد. وعندما ولد لم يكن أحد يتذكر الدجون الذين راحوا ضمن ضحايا الحروب والمجاعات في أفريقيا. لقد ذهبوا وتركوا معهم معرفة كبيرة وعميقة، ظلّ الكثيرون، حتى العارفون ينظرون إليها على أنها مجرد أساطير.. أساطير لا غير، ساعة يفسر الإنسان كل شيء يعجز عن تفسيره بالأسطورة، تلك المفردة التي كانت قادرة على استيعاب كافة العجز البشري. لكن على أية حال كانت ثمة إشارات لم تهد إلا قلة غير ذات دور كبير، لا تملك قرار السيطرة على العالم، ميزان القوي.
    يذكر أهل الدجون، للعالمين الفرنسيين، في الثلاثينات من القرن العشرين، أن لنجم سيروس توأم غير مرئي، لا يمكن رصده بالعين المجردة، وهو اعتقاد قديم عند الداجونيين. وذكروا أن هذا التوأم يتحرك لمدة خمسين سنة في شكل بيضاوي حول سيروس الأب، ليكمل دورته، وذلك لصغره وخفة وزنه لدرجة لا تصدق..
    قال الكاهن Innekouzou: "هو متأرجح، كثير الحركة حول محوره". سمع Marcel إفادة الكاهن العجوز، وتعامل معها على أنها جزء من أساطير الدجون. لقد كان الغرب ينظر إلى أفريقيا على أنها مهد الإنسان، فأقدم الهياكل العظيمة البشرية وجدت هناك، لكنهم في ذات الوقت كانوا ينظرون إلى تلك القارة على أنها مهد الأساطير.. لا مجال فيها للحقائق، هم شعوب بارعة في الخيال استطاعت أن تخترع آلهة لتعبدها وطورت أنظمة ممتعة للعيش بخبراتها الطويلة، بعد أن وهبتها "الطبيعة" هبة أن تكون الأقدم بين شعوب العالم.
    نشر الباحثان الفرنسيان هذه المعلومات في مجلة شبه غامضة تختص بعلم الأنثروبولوجيا، ولأنهما لم يقيّما المعلومات التي طرحها الكاهنان جيداً، من حيث دقتها فلكياً، فقد تعاملا مع موضوع توأم سيروس في إطار فكرة الأسطورة والخيال الأفريقي الباذخ. وما لم يكن يدركانه، أنه منذ عام 1844م كان علماء الفلك يشكون في وجود توأم لنجم سيروس. وقد كشفت الحقيقة لاحقاً في سنة 1862م بواسطة (إلفن كلارك) Alvan clark عندما اكتشف النجم التوأم. وفي سنة 1920م تم التأكد بأن سيروس الثاني B نجم قزم، أبيض اللون، بحيث لا تراه العين المجردة، وتعمل جاذبية سيروس A على جعل سيروس B يتأرجح مثل بندول في حركته.
    الدجون يسمون سيروسB بـ "بوتولو" PoTolo وتعني (النجم – تولو).. ومفردة (تولو) تعني البذرة الصغيرة أو اللؤلؤة الصغيرة.. إنها ببساطة البذرة أو المني الذي يرمز إلى الخلق. وفي هذه الحالة فإن البذرة تشير إلى خلق الإنسان في أغلب الأحيان. و(بوتولو) تعني كذلك، كوكب الخالقين.. وقالوا إن الـ (تولو) هو أصغر جزء شيء يمكن تخليه.
    هم تارة يقولون عن سيروس الأب أنه كوكب الخالدين، وتارة عن سيروس الابن B، لقد كان لديهم ثمة لبس في الأمر.. لكن مهما يكن فقد كانوا قريبين جداً من الحقيقة.
    دعونا لا نستعجل..
    يزعم الدجون، بحسب ما يرى العالمان الفرنسيان بأن هناك نجم ثالث، هو "إيمي" Emme يظهر في نظام سيروس الأب A، ويدور حوله. وإلى أن كتب الفرنسيان بحثهما ونشراه، وإلى ما بعد أكثر من قرن من نشر البحث لم يثبت علم الفلك وجود هذا النجم الثالث، والذي تم اكتشافه لاحقاً. وسمي سيروسC. ويلقب الدون سيروس الثالث بـ "مهد الأمومة" Sun of woman ويقولون إنه مأوى أرواح النساء، ويعتقدون أنه يرسل شعاعين أنثويين للأرض!..
    والغريب.. الذي لم يعد غريباً بعد أن تكشفت الحجب، أن قدماء المصريين صمموا بعض معابدهم بحيث يصل ضوء سيروس الأب، الأحمر، مباشرة إلى الممر الرئيسي الذي يؤدي إلى المذبح أو القداس كما في معبد أزيس Isis، وبمعنى فصيح فإن ذات الشيء عند الإغريق في معابدهم كما في معبد Parthenon ولكن مع نجم آخر هو Pleiades.
    الدجون التقليديون أيضا يقولون أنهم ومنذ آلاف السنين يدركون جيداً أن الأرض تدور حول الشمس، وأن كوكب المشتري لديه أقمار وأن زحل لديه حلقات (إله الزرع عند الرومان). وقد كان لديهم نظام تقويم معقد، لا يعتمد على الشمس، أو القمر، بل على دوران سيروس B تأرجحه حول سيروس A في دورة تبلغ خمسين سنة، يعتمدون عليها في تنظيم الزراعة.
    أما الأمر الأكثر غرابة، فإن الدجون وصفوا بدقة النظام الدقيق للـ DNA الذي أُوجد بواسطة النجمين سيروس الأول والثاني أثناء تأرجحهما حول بعضهما. لأنهم كانوا يعتقدون أن سيروس يمثل عنق الكون، مركزه، ومنه صنعت كل الأرواح بواسطة الحركة الحلزونية.
    ومن الأمور المدهشة أن الدجون حسبوا التقويم بناء على سيروس وكان دقيقاً نوعاً ما، كذلك قدماء المصريين حسبوا التقويم السنوي بناء على سيروس وكانت النتيجة لا تصدق. حدث ذلك قبل أن يثبت العلم أن الأرض تكمل دورتها حول الشمس في 365 يوماً، قبل أن يعرف الناس أن الأرض تدور وليست مسطحة. فالسنة القبطية عند المصريين هي سنة نجمية، وليست شمسية، لكنها تعطي نفس النتائج الشمسية التي تم التوصل لها لاحقاً. وتحديداً هي مرتبطة بدورة النجم اليماني سيروس، حيث كان المصريون يراقبون ظهوره الاحتراقي قبل شروق الشمس قبالة أنف أبو الهول، التي كانت تحدد موقع ظهور هذا النجم في يوم الإله العظيم عندهم؛ وهو يوم وصول ماء الفيضان إلى "منف" أو "ممفيس" قرب الجيزة الحالية. وحسبوا طول السنة (حسب دورة النجم) 365 يوماً، ولكنهم لاحظوا أن الأعياد الثابتة الهامة عندهم لا تأتي في موقعها الفلكي إلا مرة كل1460سنة، فقسموا طول السنة 365 على 1460 فوجدوا أن الحاصل هو ¼ يوم فأضافوا هذا الربع إلى طول السنة ليصبح 365 يوماً وربع اليوم، وحدث هذا التعديل عندما اجتمع الكهنة المصريين (قبل الميلاد بنحو ثلاثة قرون) في كانوبس Canopus (أبوقير حالياً بجوار الإسكندرية)، واكتشفوا هذا الفرق وقرروا بناء عليه إجراء هذا التعديل، في المرسوم الشهير الذي أصدره بطليموس الثالث وسمي مرسوم كانوبس.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de