قضية القلق وحالة التذبذب بين النقائض عند المبدعين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 06:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-16-2012, 07:19 PM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قضية القلق وحالة التذبذب بين النقائض عند المبدعين

    دفعني البوست الذي أنزله الأخ الكاتب والروائي محسن خالد معلناً فيه سموه أو إنزلاقه عن أو من خيار إلي نقيضه... من خيار عرفه بالخيار العلماني للخيار الإسلامي..وطبعاً مسألة الخيارات دي من المفترض أن تكون مسألة حرية شخصية في حدود بقائها في الفضاء الشخصي فلا يصادرها أحد علي أحد بس المشكلة عنما يكون الخيار خيار لا بطبيعته ولا بنتائجه شخصياً.. بمعني أن السؤال ليس عن شرعية الإختيار بل سمات الخيار الجديد..لأن إختياراتنا في الحياة ما بتأثرنا نحن فقط بل بتأثر المجتمع الحولنا إبتداؤ من الحلقة الصغيرة التي نعيش فيها إلي كل فرد تضمه مساحة أو فضاء ما مع الشخص المعني بالخيار.. عندما أكتب عن فردية الخيار أعني أن إختيار التصوف أو الإنعزال في صومعة قد تكون تأثيراته الإجتماعية في أدني حدودها... أما عندما يقرر الكاتب السامي أو المنزلق إلي خيار جديد الإستمرار في فعالياته الكتابية أو التبشيرية وربما السياسية متسلحاً بالرؤي الجديدة تصبح الدعوة للنظر وتفكيك هذه الرؤي ضرورة حياتية وفكرية ملحة...لأن من يختار مثلاً التخلي عن أفكار لصالح أفكار هي أدعي لقيم الحرية (وهنا أقصد حرية الأقوياء علي حسب نيتشة) يختلف عمن يتخلي عن أفكار لصالح أخري هي أدعي لمعاني الجبر ... بمعني أنها تقرر للناس مسبقاً شكل الحياة التي يجب أن يحيون ، واللبس الذي يرتدون، والطريقة التي يمشون بها..هناك فرق بين خيار فكري ووجودي تتحول فيه تفاصيل حياتك وحياة الآخرين من أطار الحرية إطار الإلزام الديني أو السياسي لك وللآخرين.... سأحاول في هذا البوست معالجة هذه القضية وأبتدئ برؤية ثيمة القلق عن هايدجر وسارتر وكريكجارد بصفة أن الأخير متدين وسابقيه لا دينيين في مقاربة لمعاني إختياراتنا في الحياة
                  

12-16-2012, 09:19 PM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية القلق وحالة التذبذب بين النقائض عند المبدعين (Re: Sinnary)

    عند هايدجر القلق حالة وجودية مهمة وإيجابية وتختلف عن الخوف (الذي يكون مصدره خارجاً عنا ومهدداً لنا) أو الوسوسة... القلق مصدره نحن ... مصدره حالة الإبداع الكامنة في حواصل المبدع وقدرته علي التفرد.. أي أنها الحالة التي تحفز الإنسان لإكتشاف ذاته وإستقلاله عن التأثيرات زز فما هو مصدره التاُيرات ...تأثيرات السلطات المختلفة علينا هو الخوف، اًلإضطراب والرهاب وليس القلق ، لأن القلق مصدره داخلي لا خارجي .. ، سواء أن كانت تأثيرات من هم قريبون منا علينا (العائلة ، الرفاق ) ، تأثيرات الإعلام أو عامة تأثيرات الرقيب الإجتماعي (والذي له درجة من التسلط علي حياتنا لا تضاهيها حتي دكتاتورية السلطة السياسية ، لذا تجدنا نلبس ما يرضي الناس ونظهر في شكل يرضيهم فنخفي ما نمارسه ولا يرضي عنه المجتمع حتي لا يكتشفه وينزل أحكامه القاسية علينا بأننا سكيرون ، أو منحرفون ، أو علي علاقة غرامية بشخص ما أو أو أو) ...يسمي هايدجر حالة إستجاباتنا لضغوط المجتمع ولصرامة أحكامه عنا ...أي حالة بأن لا نكون نحن نحن بل نكون نحن هم...أن نكون ما يريدون لنا أن نكون بحالة الزيف الذاتي (ان اوثنتستي) مقابلة حالة الأصالة والوثوقية وهي التحرك من الهم بضم الميم ، مما يريده الناس ، من الإجبار الإجتماعي ، إلي الأنا ، الذات ، الأصالة والوثوقية.. من الذوبان في تقليد ما عليه العامة إلي السمو للإستقلال عن ضغوطاتم .. أن يتناول المرء مسألة وجوده في الحياة تناولاً جاداً...هذا موضوع مقلق وموضوع القلق...الأمر الذي يفتح أمام ناظري المرء الممكنات الخاصة به ..تلك التي تجعل من حياته حياة ذات قيمة وتفتح أمامها أبواب الإبداع...لكن قد يتحرك الفرد منا في رحلته الوجودية من إستقلالية الأنا إلي طمانينية الهم بضم الميم ...أواصل
                  

12-16-2012, 10:02 PM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية القلق وحالة التذبذب بين النقائض عند المبدعين (Re: Sinnary)

    عندما يتحول المرء من إستقلالية الأنا إلي طمأنينية الهم بضم الميم، يتحول عن الحقيقة إلي الإغتراب ، الإغتراب عن نفسه وعن أصالة وجوده...الإغتراب من الوعي الوصيل الوثوقي للوعي الإجتماعي والرأي العام...للقلق عند هايدجر مكونان أحدهما نفسي والآخر وجودي ، وعندما يطغي النفسي علي الوجودي يأخذنا إلي الكآبة أوفي أقصي مشاويره إلي الإنتحار، أما عندما يطغي الوجودي علي النفسي يتجاوزالتأثيرات المزاجية السلبية للنفسي ويحفز معاني الحياة وبالتالي كل أفعال التميز والإستقلالية... عند هايدجر لا توجد أي أسباب خارجية معلنة أو خفية وراء القلق ، أي لا شيئ مزعج يحدث في حياة الفرد ويسبب له قلقاً دائماً لأن كل المؤثرات الخارجية تحدث ما يمكن أن نصفه ، بالخوف ، الإضطراب ، الإنكسارات المختلفة الدرجة لكنها لا تسبب القلق رغم ما إعتدنا عليه من إطلاق مفردة القلق عليها بدلاً عن تسميتها باسمها الحقيقي.. حيث الوجود الفردي لأي فرد منا هو كل شيئ .. الوجود الفردي المستقل عن أي تأثيرات أو أفكار مسبقة من خارجه تحدد له كيف يجب أن يعيش..الوجودي الفردي هو مسئولية كل منا عن حياته التي يعيشها يوم بيوم ولا يعيشها له أي حد آخر .. فلا شيئ خارج البني آدم يصنع حياته لكن هنالك ما يأثر فيها ويشكلها بدرجة إستجابة الفرد للعوامل الخارجية وإستسلامها له لتصنع منه الإنسان الذي تريد..هايدجر ولأنه لا يؤمن بالأديان يري أننا قد قذف بنا قذفاً إلي هذه الحياة بدون يد ولا كراع ، ليس أنا فقط بل كلنا مقذوفون في فراغ عريض من اللا شيئ.. هذا الفراغ العريض من اللاشيئ الذي لم نحدد بدايتنا فيه و لا معني لنهايتنا غير أنها تفتح أمامنا الفرص لإنجاز أقصي ما يمكن قبل النهاية حيث تنتهي فرصة كل الممكنات ، هذا الفراغ العريض والسؤال عن كوننا لا شيئ في عالم غريب هو مصدر القلق ، والقلق مصدر الأصالة والنبوغ...أواصل
                  

12-17-2012, 08:43 PM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية القلق وحالة التذبذب بين النقائض عند المبدعين (Re: Sinnary)

    إن تجربة الوجود الإنساني والذي يوصفه هايدجر بالدازاين هو مشروع إنساني ، فرداني وليست مسئولية أي قوة خارج الإنسان المفرد... ليست صنعة الآلهة أو السلطة أو أي ظرف إحتصاري أو قمعي آخر...أليس في الأرض مراغماً كثيرة وسعة؟ فلا شيئ غير الدازاين يهبه وجوده أو يحدد حاضره و مستقبله ،هذا هو مصدر القلق عند المبدع، قلق المسئولية عن الحاضر والمستقبل، وقلق التمرد علي كل حوافزالإنسجام في ومع الهم بضم الهاء ... عندما يروح الإنسان من نفسه ، عندما يعم الإنسان جيشان من المشاعر المتلاطمة في مواجهة معاني وجوده ... عندما يشعر الإنسان بأنه ######## وأن الحياة ########ة ، وأن وجوده الحالي لا يضيف شيئاً علي أي مستوي له أو لغيره ... عندها يسكنه القلق حتي تستعصي نفسه عليه بينما هو يبحث عن ذاته التائهة عنه، عن أصالتها ووثوقيتها ، وعن قدرتها علي التميّز ...هايدجر لا يتحدث عن الفردانية هنا بدعوى أن لها دور خائن للهم الإجتماعي ، بل عن التفرد الذي يحدد تضاريسه الهُم..دور يعالج ضرورة تمرد الدازين علي الإنغماس في الوعي التقليدي والأمعية الإجتماعية..خطاب كاشف لسوءات الخطاب العام حتي لغز الموت يؤكد للإنسان أو للدازاين بأن لا شيئ في هذه الحياة قادر علي تقديم إجابات شافية للأسئلة الوجودية المهمة و العويصة ، لا شيئ قادر علي شفاء جروحنا اليومية وإنكساراتنا أم كل أنواع القهر إبتداء من القهر المعيشي ، القهر الصحي ،القهر الإجتماعي، والقهر الديني والسياسي...كل هذه الحقائق الصادمة تلهب وجدان المبدع والإنسان غير المعتاد بالقلق فيصحي علي إثر وجوده الصادم....القلق هنا هو العامل الوحيد المحفز للدازاين للبحث عن إجابات، للتمرد علي الهُم ، للحفاظ علي فردانيته وإبداعه وليس الخضوع والإنسجام شراءً لراحة البال بعودة الطيور مطمئنة إلي أعشاشها... لأن ذلك سيقضي علي المبدع فيه ويضيفه رقماً غير مميز ضمن القطيع العام .. لكن المبدع سمته القلق الدائم و للقلق مكوناه السيكولوجي والوجودي عند هايدجر ...فإما ينتصر السيكلوجي ليقضي علي القلق ويقذف بالمبدع في جب الكآبة أو الجنون ، أو ينتصر المكون الوجودي فيقاوم المبدع حوافز الإنسجام ويواصل رحلة التفرد وتطوير الذات أمام المتاح من الفرص من الماضي وإلي المستقبل..يطلق هايدجر هنا علي التميز مصطلح الإنطلاقية مقابل الإستكانية (والإنطلاقية تستجلب للخاطر التعبير الشعبي مطلوق) . يقول هايدجر بأن القلق يوجه كينونة الدازاين نحو أخص مواهبه لأن الكينونة هي التحرر.. حرية أن تختار غاية ذاتك وتلتحفها... القلق يضع المبدع وجهاً لوجه أمام حقيقة حريته وأمام تحقيق كينونته الأصيلة كإحتمال مطروح علي الدوام ...القلق الهايدجري يغمس البني آدم في حالة من الهم في مواجهة الإبهام العريض الذي يحيطه وهو في مواجهة أسئلة الوجود البلا إجابات ، في مواجهة اللا دعم أمام كل محنة تقابله، وفي مواجهة خواء القيم الإجتماعية..يري هايدجر بأن اللغة هي جذر كل خطاب .. والطريقة التي نشكّل بها أفكارنا وقيمنا تربض في أصول اللغة ..فنحن دوماً محاصرون ومحصورون في المفردات السائدة في بئتنا والتي تشكل مساحة حريتنا ما بين الحلال والحرام ( رفع الأذي من الطريق صدقة وسب الدين ردة) وقدرتنا علي الكلام هي إستحضار لشكل من الخبرة المبهمة داخل ما يعرف ب "العالم" في محاولة لإستيعابها والتوافق علي المعاني التي يتم التواصل ضمنها .. إننا جوهرياً وبسبب قابليتنا الفريدة كبشر علي التخاطب والتواصل نبدأ مع تعلمنا اللغة منذ الطفولة في إكتشاف حدود عالمنا والمشاركة في إعادة إنتاجه أو التمرد عليه.. خلال هذا التواصل اللغوي يبدأ مختلف الأفراد في تبادل الافهام والإعتقادات التي تنتخب منها تلك التي يضفي عليها أهمية قصوي في محاولة تأسيسية لوجود بعينه أو تقنينية لمكامن القوة . وهذا دور مخاتل للغة عند هايدجر تمارسه اللغة السائدة في تقنين عالمها عبر تغييب الجوهر الحقيقي للاشياء، يسعي البشر أو الدازاين ضمن هذه المحاور الوجودية إلي صياغة كينونة خاصة هي نطاق كل فرد في التواصل مع الآخرين ...في أثناء هذا التواصل يكتشف الدازين فردانيته أمام إلحاحات الوعي الجمعي ، والفردانية هي مصدر القلق (تحقيق الفردانية محاولة عسيرة تشبه محاولة الماشي وهو مربوط في حبل يحتاج لمغالبته بحنكة كما وصفه نيتشة في هكذا تكلم زرداشت) بمعني أن علي الدازاين مواجهة العالم الذي قذف فيه أولاً عبر مقاومة الحبل الذي يشده لإحداثياته الإجتماعية عبر حنكة اللغة والسلط المتعددة....أواصل

    (عدل بواسطة Sinnary on 12-18-2012, 02:36 AM)

                  

12-17-2012, 09:47 PM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية القلق وحالة التذبذب بين النقائض عند المبدعين (Re: Sinnary)

    up
                  

12-18-2012, 01:47 PM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية القلق وحالة التذبذب بين النقائض عند المبدعين (Re: Sinnary)

    في الحقيقة تعمدت في مناقشة مسألة التذبذب في الخيارات كلازمة من لوازم الإبداع الإبتدار بدفوعات الثلاثي الشهير في الفكر الوجودي في المسألة ... أولاً لأن أفكارهم نتجت من واقع تصدع إجتماعي عام وتصدع نفسي شخصي لا سيما بما يختص بكريكجارد ، ثانياً لأنهم الجماعة الفكرية التي إنتخبت الذاتي(الإنسان) كمركز لنظرها بعد أن كان الموضوعي هو محور ما سبقها من بحوث فلسفية ، وثالثاً لأنهم إنطلقوا في معالجة الذاتي من خلفيات متناقضة منها الديني ومنها الإلحادي مما يمكننا الحصول علي شبكة أوسع من المقاربات نظراً للتناقضات في المواقع التي تنتج الفكر الوجودي ذاته ... سأتوقف عن هايدجر إلي كريكجارد وهو دكتور في علوم الأديان وسليل عائلة متدينة عاشت مآسي عدة حتي كان كل فرد فيها علي قناعة بأن اللعنة قد نزلت علي العائلة وأعقب ذلك نبوءة بأن جميع أفرادها سيموتون في سن شبابهم وكان هذا للأسف ما قد حدث بصورة أو أخري...كريكجارد عاش حياته قلقاً وقد كانت حياته تطبيقاً عملياً لما ظل يدعو له حتي إنه عزف عن الزواج من خطيبته الفاتنة ريجين تأسياً بفكرة الفداء التي ظل مشدوهاً بها رغم ما سببه ذلك لهما من آلام مستمرة لا سيما بعد زواج خطيبته ريجين ومهاترات والدها معه...تكلم كريكجارد عن ضرورة ومشكلة الحرية ، تلك التي تضع كل فرد أمام قسوة الخيارات وأمام تشعب الطرق المتاحة أمام الإنسان المختار لا سيما في حالة الخيارات المفصلية للفرد.. مع مشكلة الحرية أشار كريكجارد إلي الشجاعة الضرورية حتي يتثني لأي فرد تجاوز زيف الخطابات السائدة بما فيها خطابات الفقه الديني الزائفة دوماً والسفر عنها بعيداً في دروب تحقيق الذات ولو بالتدين الذاتي المختلف عن التدين الإجتماعي (الكريسندوم)...يري كريكجارد أن أمامنا في كل لحظة من لحظات حياتنا خيارات لا تحصي ولكننا نتأرجح دوماً ما بين المتاح والممكن ...وأننا المسئولون عن قهر الممنوع حتي يتحول لممكن ثم متاح فمنجز...عند كريكجارد مشكلة الحرية في إتخاذ قرارات مفصلية في حياتنا هي أكبر مصادر القلق لا سيما عند تعدد الخيارات أمام الإنسان وتناقض المتاحات وهو المحدود أمام المطلق ...الشخص القلق أكثر ما يشغل باله هو صعوبة الإختيار الحر أمام يسر الإنصياع للجبر...يتردد الشخص القلق كثيراً أمام الخيارات غير الجلية أو المربكة قبل إقتحامها والتورط فيها ولكن عندما يختارها يغرق فيها ..القلق عند كريكجارد يحتاج لروحانيات يستريح عليها ولا معني للقلق خارج الروح( لاحظ أن كريكجارد ينطّر في سياق ديني) وعندما يري كريكجارد أن القلق حالة روحية فهو يقول ذلك لأنه يربطه بعاملان هما الخطايا التي نقترفها وتظل تتأجج ظلالها في وعينا الباطن وفي روحنا مما يسبب لنا قلقاً دائماً ولا إستقرار نفسي..والعامل الثاني الذي يفسر به كريكجارد القلق هو قصورنا عند إدراك كل الغايات بمعني أننا مهما أنجزنا في حياتنا نحس بأن هنالك شيئ لم يكتمل بعد وأننا عاجزون عن إدراك كل ما نريد وأن منظرنا يتحول لمنظر كوميدي ونحن نكرر نفس الأشياء يوماً بعد يوم حتي نفقد الشقف بما نفعل..وعند القلق يتجه الإنسان ويبحث عن الإيمان عن إيمان عميق يستريح فيها من عنت التناقضات التي يعايش...وكلما كانت التناقضات مربكة كلما كان الإيمان عميقاً ..وكلما كانت الألهة غير يقينية كل إشتد الإيمان وعظم لأن العمق الإيماني يحتاج للايقين ، فاليقيني باهت وغير جذاب ..يربط تلك الفكرة هنا بمسألة كون المسيح رجلاً وإلهاً في نفس الوقت شارحاً أن هل من الممكن أن نواجه لا يقينية أكبر من هذه أن نتعبد لما هو رجل كامل الرجولة وفي نفس الوقت إلهاً كامل الإلوهية..ما أجمل المفارقة ...وما أجمل الإيمان بالمفارقات...لا تشرحوا لنا أيها الهيجيليون المتبلدون كيف نوفق التناقضات الدينية...لا تصالحوا بين الوثنية والمسيحية فذلك ضار بكليهما... أبقوا علي المفارقة في الدين فذلك هو مبعث القلق والقلق بداية الطريق للإيمان .
                  

12-18-2012, 07:02 PM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية القلق وحالة التذبذب بين النقائض عند المبدعين (Re: Sinnary)

    أود أن أذكر بأن هذا البوست فتح للرد علي طرح الأخ محسن خالد في بوسته المعنون ب "في مراجعة المنهج والتجربة".. والذي إدعي فيه تحوله من العلمانية إلي الإسلام... فكان هذا البوست محاولة لفهم ظاهرة التحولات الآيدلوجية بدلالة القلق الذي هو خاصية إنسانية يحفها الغموض وتحفز علي المواقف الحاسمة في حياة المبدعين الذين هم أكثر قلقاً من غيرهم ...لاسيماوأنّ مسألة التذبذب بين المواقع الفكرية الحدية ظاهرة أيدلوجية متكررة من أمثلتها التي أذكر يسن عمر الإمام ، المرحوم أحمد سليمان المحامي / جمال عبدالناصر، نصر حامد أبوزيد، كاسترو، أمين حسن عمر ، ممحد محمد أحمد كرار، محمود حسنين المحامي، الحاج وراق، بولاد، خليل إبراهيم، والعبد لله...لكن من المهم أن أنوه إلي أن هذا البوست لا يتعرض للتطورات الجديدة التي ظهرت في بوست محسن خالد عن العاشر من صفر والمهدي المنتظر والذي وإن لم تتجلي الرؤية عن مراميه إلا أنه يشير إلي أن الشكل الذي عليه محس من الإسلام هو الإسلام الصوفي الباطني والذي لا يستطيع العامة مثلي الولوج لمحرابه ولا هو قابل للإستيعاب العقلي لأن وظيفة العقل حسب ما حددها كانط في رددوه علي الدعاوي الديكارتية الذي سعي خلالها بإثبات وجود الله عقلياً ضمن اليقينيات الدنيوية مشيراً إلي أن من المحال الخوض عقلياً ومنطقياً في مسائل الغيب ولا يمكن إثبات وجود الله عقلياً ...وكل ذلك مجاله القلب أنت حر أن تؤمن به أو تكفر.. وقد أكد كريكجارد وهو المؤمن بالله نفس حجة كانط في ردوده علي أتباع هيجل الذين حاولوا إستخدام العقل والشروحات في تفسير التناقضات الدينية...لا مجال للخوض فيما يقوله الأخ محسن منطقياً....فقط دعوا اليام او محسن نفسه يفصحان أكثر عما يحتملان.
    وأري أنه من الأنسب أن أتوقف عن الإستمرار في إكمال مادة البوست ولو مؤقتاً

    (عدل بواسطة Sinnary on 12-18-2012, 07:16 PM)
    (عدل بواسطة Sinnary on 12-19-2012, 03:25 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de