الإسلاموية كحالة عصابية مزمنة

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 04:05 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-11-2012, 11:44 AM

عزالدين صغيرون

تاريخ التسجيل: 11-20-2009
مجموع المشاركات: 459

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإسلاموية كحالة عصابية مزمنة

    من كتاب :
    المثقف وعقدة العصاب الأيديولوجي القهري :
    عبد الوهاب الأفندي نموذجاً (1)
    عزالدين صغيرون
    حروب عادلة
    * " يجب مقاومة ما تفرضه الدولة من عقيدة دينية ، أو ميتافيزيقيا ، بحد السيف إن لزم الأمر..
    يجب أن نقاتل من أجل التنوع ، إن كان علينا أن نقاتل..
    إن التماثل النمطي كئيب كآبة بيضة منحوتة. "
    لورنس دوريل رباعية الإسكندرية
    الجزء الثاني- بلتازار
    تعليمات سماوية بالقتل
    *"نحن لم نذهب إلى الفلبين بهدف احتلالها ، ولكن المسألة أن السيد المسيح زارني في المنام ، وطلب مني أن نتصرف كأمريكيين ونذهب إلى الفلبين لكي نجعل شعبها يتمتع بالحضارة "
    الرئيس الأمريكي ويليام ماكينلي
    يخاطب شعبه عام 1898م مبررا غزو الفلبين.
    مقدمة
    ربما يقفز السؤال إلى ذهنك : لماذا الدكتور عبد الوهاب الأفندي بالذات من اخترت كنموذج للمثقف المصاب بداء العصاب الأيديولوجي القهري ؟!.
    وإجابتي بموضوعية وبكل الصدق : لقد اتخذت من الدكتور الفاضل عبد الوهاب الأفندي نموذجا ، لا لسبب سوى أنه يعتبر (أو على الأقل من وجهة نظر شخصية) من أصدق الكتّاب الاسلامويين تعبيرا عن قناعاته ،وأكثرهم موضوعية ،ومن يطالع كتاباته الأخيرة التي أعلن فيها مواقفه الواضحة من الثورات العربية وانحيازه لشعوبها ، و تسليطه الضوء على تسلط الأنظمة العربية وممارساتها القمعية، يدرك أن الأفندي يتميز بمرونة فكرية في مواقفه الفكرية السياسية قل أن يوجد لها مثيل بين كتاب تيار الإسلام السياسي ،كما يتميز برؤية فكرية متطورة ،إلا أنه لم يسلم – شأنه في ذلك شأن كل أو أغلب مثقفي دول العالم الثالث – من لعنة داء العصاب الأيديولوجي التي تسكن العقل السياسي والاجتماعي للمثقف في هذه المجتمعات .
    ذلك أن المنظومة الأيديولوجية لا تكتفي بأن تحكم قبضتها وتفرض سيطرتها على عقل المثقف المؤدلج ، بل في كثير من الحالات تقدم الأيديولوجيا نفسها وتطرحها كبديل للواقع ، وعلنا نلحظ بأن الأيديولوجيا في العقل الغربي ، كما يتجلى ذلك تاريخيا ، تستند وتتأسس على علاقة – ولو كانت واهية – بالواقع الفكري والثقافي التاريخي بتجربة المجتمع .
    وكما يقول الكاتب والمفكر الراحل "صالح بشير" بأن الأيديولوجيا في كل تجربة وفي كل مكان تتطابق بطريقة ما ، أو على صعيد ما مع الواقع، " وذلك ما يجعلها قادرة على الفعل فيه ، أي أنها تقيم مع ذلك الواقع آصرة فعلية لا مجرد وشيجة موهومة أو افتراضية. خذ مثلا الأيديولوجيا القومية كما عرفتها أوروبا في القرنين التاسع عشر والعشرين، بما في ذلك مآلاتها القصوى ممثلة في النازية وفي الفاشية، حيث ما كان يمكن للإيديولوجية تلك أن تقوم لو لم يُصر إلى تجاوز النموذج الإمبراطوري السابق وإلى الإقرار بفواته، أي لو لم تستو الواقعة القومية، بالمعنى "الوطني" ، لا ذلك العابر للأوطان على ما هي في قاموس هذه المنطقة، أفق تطور تاريخي لا مناص منه ولا محيد . وقس على ذلك الاشتراكية التي لم تتأكد إلا نتيجة تطور أدت إليه الثورة الرأسمالية .
    كل ذلك للقول بأن الأيديولوجيا، وإن سعت إلى التمويه، تقيم آصرة مع الواقع، جزئية أو مداوِرة ، فلا تنبذه أو لا تفعل ذلك إلا من باب تحقيقه، استباقا أو إنجازا، بصورة من الصور وبشكل من الأشكال ، وقد يصحّ ذلك على كل الحالات المشابهة إلا على حال هذه المنطقة ، حيث يلوح الطلاق مبرما بين واقع الحال وبين الإيديولوجيات الغالبة أو السارية فيهــا، ربما لأن هذه الأخيرة أخفقت في الاندراج في سياق التاريخ وفي ما قد يُعبر منحاه " *.
    إلا أن المشكلة أحيانا تبدو عصيّة على الكشف لمتلقي الخطاب الأيديولوجي ، لأنه لا يأتي في كل الأحوال ، وعند كل المثقفين ،عارضاً نفسه عاريا ،وواضحا مباشرا كاشفا عن نفسه بوقاحة وإلا لكان عرضة للاستهزاء والسخرية و التسفيه ، ولن يعيره أحد أذنا بجدية ، إلا عند مشايعيه ، لذا فان الخطاب الأيديولوجي يخرج على الناس متنكرا في زييٍّ "نقدي" قشيب ، والنتيجة المتوقعة ، أو المتحراة في واقع الأمر ، هي أن يشيع بين الناس وعي نقدي زائف .وهذا من أخطر أقنعة أو أسلحة العقل الأيديولوجي ،وأكثرها تمويها!.
    نحن إذن أمام مشكلة حقيقية:
    فنحن ، من ناحية ، في مواجهة عقل مصاب بداء العصاب الأيديولوجي .
    وهو ،من ناحية ثانية ، يطرح لنا رؤية مفارقة ، أو منبتة الصلة بالواقع ، ولكنه يطرحها علينا كـ"بديل" للواقع .
    وهو من ناحية ثالثة يأتينا متخفيا وراء قناع نقدي زائف ، ومخاتل !.
    بالنسبة لمتلقي هذا الخطاب ربما تبدو المشكلة ، رغم تعقيدها ، أخف وطئا ، فكل ما هو مطلوب منه أن يكون أكثر يقظة وحذرا ليتفحص طبقات الخطاب النقدي ويرى ما وراءه ويكشف زيفه ، إلا أن صاحب الخطاب هو صاحب المشكلة الكبرى الذي يحتاج إلى علاج مكثّف ليشفى من داء العصاب الأيديولوجي القهري .
    إن الأيديولوجيات تَعِدُ – من تسميهم الجماهير – بالجنّة عبر أفكار ومبادئ عامة ومقولات معلبة سهلة الحفظ والهضم ، وكما نشهد الآن في العالم كله فان الجماهير المزعومة لم تعد في حاجة إلى جنّة الأيديولوجيات ، ولم تعد تنطلي عليها حيلة "الوجبات السريعة" الفكرية هذي ، فهي تعرف بأن إقامة جنتها في الأرض تتحقق عبر مطالب واقعية واضحة: فهي تريد الحرية والكرامة والعدل ، وأن تشارك في صياغة السياسات ، ومراقبة المؤسسات التي تنفذها ، وأن تضمن مشاريع تنموية مستدامة تلبي حاجات الناس في يومهم هذا دون مساس بحق من يأتون في المستقبل ، من موارد الأرض ، وإلا هل رأيتم في كل المظاهرات التي تجتاح أوروبا بين وقت وآخر، من يرفع شعارات أيديولوجية ، دينية سواء كانت أو علمانية ؟ ، إنهم يتظاهرون ضد العولمة ونظام التجارة العالمية والأسلحة النووية والقوانين المقيدة للحريات ، وسباق التسلح ،ليس في الغرب وحده ، بل وحتى في الشارع العربي ، حيث غابت في ربيع الثورات العربية شمس الأيديولوجية وذابت الشعارات الأيديولوجية والحزبية في مطالب واقعية وعملية محددة .
    نعم حين تنتزع الشعوب حقوقها في الحرية والكرامة والعدل فإنها كفيلة بإقامة أنظمة حكم وصياغة دساتير وقوانين ،تتأسس جميعا على هذه المبادئ والحقوق ، وتضمن استقرارها واستدامتها ، لتنطلق منها لبناء دولتها القوية .
    خلاصة ما نناقشه هنا هو أن المشكلة لها وجهين : وجه يتمثل في علاقة الأيديولوجية بالواقع ومدى تعبيرها عنه، ووجه آخر يتعلق بتمثلاتها في عقل المثقف العربي، وتحولها إلى صنم يُعبد ، وهو يشبه ما يسميه ماركس بتصنيم السلعة من ناحية، ما ينعكس في تحليله لمشكلات الواقع وما يطرحه من فكر وحلول لهذه المشكلات.
    بقي أن ننوه إلى أن هذه الفصول كُتبت وقبل المفاصلة الأخيرة والتي لم يُسدل الستار بعد على نهاية واضحة حتى اليوم بسبب ما تأرجح وصفه بين "الأعمال التخريبية" و"الانقلاب العسكري" ، وبالتالي دون أن ترصد فصوله مواقف الدكتور الأفندي الأخيرة والتي ظلت تلف وتدور حول محورية دور الجماعات الإسلاموية في رسم صورة مستقبل السودان ،رغم أنهم وبعد ربع قرن من السيطرة على كل مفاصل الدولة بصورة شمولية ومطلقة ،تركوا صورة لا أظن بشاعتها ستعطيهم وجها ليجرؤ أحد ما منهم على رفع أصبعه ليستأذن في الكلام.

    عزالدين صغيرون
    [email protected]
    ]

    (عدل بواسطة عزالدين صغيرون on 12-11-2012, 05:56 PM)
    (عدل بواسطة عزالدين صغيرون on 12-11-2012, 06:00 PM)

                  

12-11-2012, 09:07 PM

عزالدين صغيرون

تاريخ التسجيل: 11-20-2009
مجموع المشاركات: 459

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإسلاموية كحالة عصابية مزمنة (Re: عزالدين صغيرون)

    فوووووووووووووووووووووووق
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de