***ألحُب ألأول***

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 07:28 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-10-2012, 02:43 PM

اسماعيل عبد الله محمد
<aاسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 2820

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
***ألحُب ألأول***

    كانت نهاية الحقبة الديمقراطية الثالثة وماقبل دكتاتورية الهوس الدينى ..
    كانت حقبة زمنية تحمل فى طياتها كثير من المتغيرات النفسية والتاريخية..
    كانت الصداقة بها معانى الوفاء .. وكانت العاطفة لها نبل و شرف و طهر وعفة التناول ..
    فى تلك السنة ذاع خبر أصابة الموسيقار الاسطورة مصطفى سيد احمد بداء الفشل الكلوى اللعين والمشئوم ..
    كان يعد العدة لاجراء عملية الزراعة بروسيا .
    صديقى (المتفرجك) جمعت بينى وبينه اواصر الاخوة والصداقة والزمالة فى ألامتحانات النهائية لتلك المرحلة المهمة من مراحل التعليم العام ..
    كان شابا تلحظ من خلال طلته البهية عطر المساء الرومانسى وهو يتجه من حى السكة الحديد الى حى الوادى..
    حى الوادى تتفتح الازاهر فيه فى كل المواسم وله نكهة مميزة ومسيطرة وسالبة لالباب الشيب والشباب ..
    ترافقنا سويا الى كثير من حفلات وليالى مدينة( نيالا البحير غرب الجبيل ) كما يحلو لاهلها اطلاق هذا الاسم عليها ..
    اتانى ذات مساء صديقى المتفرجك وقدم لى الدعوة لحضور حفل لاحد اقاربه بذات الحى ..
    كان الموسم (رُشَاش) والرشاش هو بدايات موسم الخريف ..
    ذهبنا الى الحفل وبصحبتنا صديقنا الصدوق ( ذو الوجه الطفولى) ..
    كانت المدينة ضاجة وصاخبة باغنيات الاورغ وهواة أداء الأغنيات ذات الايقاعات الخفيفة ..
    جلسنا فى مقدمة الجالسين فى الحفل على كراسى الحفلات والمناسبات السودانية المعهودة.. وهى كراسى من الحديد المنسوج بالبلاستيك..
    كنا فى مواجهة ( حسناوات حى الوادى) اللائى كن فى أجمل هندام وألطف جاذبية ..
    كانت الموسيقى صافية ونقية مصحوبة بصوت الفنان المرهف (عاطف نيالا) ..
    رقصنا وطربنا وسكرنا بعذوبة ذلك الصوت الصادح الذى دوزن اوتار الليل فانسجمت الانفس وتكسّرت مجاديف الكلام ..
    عاطف كان مبدعاً فى أداء اغنيات زيدان ابراهيم وثنائى العاصمة ..
    صديقى (المتفرجك) وبجرأته المعهودة التى كان يسميها (الفرجكة) ..
    نهض واقفاً عندما رأى بلومتين فى كامل اناقتهما وهما تترنحان بالرقص على ايقاع الاورغ الضارب فى الاعماق بعنف والبهجة والسرور باديتان على وجهيهما البريئين ..
    وما كان من هذا المتفرجك الا ان ألح على فى ان ارافقه فى مراقصة الوردتين وكان له ما اراد..
    كانت لحظات مفعمة بالروعة والانتعاش وموغلة فى الطرب والسعادة ..
    لقد دار حديثاً مريحاً وسهلاً مع احداهن ..نظرت الى وجهها فحضرنى ذلك المقطع من أغنية لسيف الجامعة تقول :
    (عذبة أنت كالطفولة كالاحلام كالورد كالصباح الجديد كالسماء الضحوك كالليلة القمراء كالصبح كابتسام الوليد )..
    كانت من اجمل ليالى العمر لان الصدفة قد وضعتنى امام نجمة الحفل ..
    كانت ابتسامتها بليغة تتفاعل وتتخالج لها النفس .. خاصة عندما تصيبك سهام لحظها بين الفينة والاخرى ..
    كنت اهتز فرحاً واندماجاً مع روح تلك المشحونة بفيزياء وبيولوجيا ألأنوثة ..كانت مستمتعة لاعجابى بها وبأناقتها وحلاوتها ..
    كنت ايضاً لا تنقصنى الوسامة وثقافة مزج الالوان و تجانسها..
    خُتم الحفل الذى تحدثت فيه الى تلك الفاتنة بكل ما الهمنى به قلبى وعقلى من حروف ..
    قلت لها كلاماً جعلها تديم النظر الى وهى قبالتى جالسة على ذلك الكرسى ..
    لا تبارح عيناها الواسعتان التائهتان الحائرتان التصويب نحوى فازداد قلبى ارتعاداً وخفقاناً ..
    كانت فى ربيع العمر صدرها معبأ بأسلحة الدمار الشامل .. كلانا تفتقت شرايين قلبه لذلك العشق البرئ الذى بدأ يسرى ..
    لم تكن تكثر الحديث ...,بل ولم تكن تجيده ..كانت تجيد الانصات وكانت ماهرة ومتمكنة من لغة العيون ..
    كنت اذوب فى معطياتها الغرامية عندما نكون جالسين تحت ظلال الراكوبة الكائنة فى مدخل المنزل ..
    صوت والدتها دائما مرحبا بى فكان صوتاً مصحوبا بمعاناة الحياة وضغوطها فى ظل غياب زوج لم يستطع الصمود امام عاديات الزمان ..
    حبيبتى كانت تعشق الاستماع ألى وكانت تهيم ولهاً مع المفردات التى ارسلها لها موزونة ومضبوطة بضوابط أحساس وشعور العاشق الولهان ..
    كانت تقول لى : صوتك به خشونة تمتعنى !!!
    كنا نجلس على سريرين متقابلين وارض الراكوبة مرشوشة بالماء و رائحة نسيم الدعاش والمطر تحول المكان الى جنة ..
    زير الماء الذى اكتسى خضرة بالطحالب التى على سطحه يجاورنا...
    كنا نعلم شئ واحد وهو أن كل واحد منا لا يستحمل مفارقة الآخر و لو للحظات .. كنا لانفترق الا الى نوم او عمل او دراسة ...
    عندما يكون المنزل مزدحماً نخرج الى شارع الحى الذى تغطيه الخضرة والاشجار الكبيرة التى يقضى تحتها الكبار اوقات القيلولة آلاء النهار ..
    كنا نقف تحت ظلال الاشجار ليلاً (مع شدة اضاءة القمر تكون للاشجار ظلاً ) ..كانت على دراية كاملة بكيفية تحريك دواخلى وكوامنى ..
    كان صمتها يستفزنى ..وسحر عينيها ..وكذلك ابتسامتها الفاترة و الصامتة ..
    كنت اغتاظ غيظاً شديداً من برودها الجميل .. ولأنه جميل فسرعان ما اعود لانسى ذلك الغيظ ..
    عندما نسير سويا قدما بقدم وساق بساق وفخذ بفخذ وكتف بكتف فى طريق العودة للبيت استمتع بتلك القامة الطرية..
    لها بنية جسمانية محترمة ... قامتها 165 سم وكنت 175سم...يا له من تناسب وتوافق هندسى عظيم .. وانثى مهيبة ..
    كان أرتدائها للتوب السودانى له تميز وتختلف فيه عن مثيلاتها فى طرائق التعامل معه ..
    عندما تراها وهى قادمة اليك تسرى فى جسدك كهرباء النشوة من قدميك الى سبيب الرأس ..
    وعند ادبارها تترك لساقيها الممتلئتين مجالاً مريحاً للحركة بخطواتها الواثقة ما يجعلك تؤمن بان الله احد..

    فى ذات مساء خرجنا سوياً الى (وادى برلى) حيث حدائق المانجو والجوافة ومزارع البصل والبرسيم ..
    تتخلل اراضى تلك الجناين جداول منتظمة فى اشكال مستطيلة منسقة وصوت وابورات( اللستر) يتناغم مع خفقان القلوب العاشقة والولهة ..
    كانت خطواتنا متناغمة مع ايقاع حديثنا الموجوع باهات العشق الطفولى البرئ ..
    كانت فى اشد بهجتها ولم ازل اذكر تلك الانزواءة الصغيرة فى خدها الايمن عندما تهم بالابتسامة..
    دخلنا الى حديقة مكتظة باشجار المانجو وتحت احدى الشجيرات وقفنا .. نظرت اليها نظرة ثاقبة مشبعة بالشهوة فازدادت درجة حرارة جسدها ...
    كنت ارتجف من ممانعة الرغبة و الدافع الجنسى كمن هو مصاب بحمى البرد ... اقتطفت منها منقاراً حتى احمرت وجنتاها ..
    خرجنا من تحت ظلال تلك الشجرة الوارفة المحملة بالثمار ... ضحكنا ضحكة بريئة فى توقيت واحد نسبة للموقف التراجيدى الذى فعلناه ..
    أفترشنا رمال ذلك الوادى العريق ..رمال بيضاء رطبة ..كانت ترسم وتشخبط على الرمل ثم تعيد مسح ما رسمته يداها ..
    الانوثة التى كانت بادية من جسدها وروحها كانت بارزة وطاغية و متحدية لكل معانى الفحولة والرجولة ..
    كنت ادندن ببعض الاغنيات التى كانت اكثر زيوعاً وشيوعاً فى ذلك الزمان (أودع أودع أودع كيف وافارق افارق افارق كيف) ..
    كانت كلمات ومعانى الاغنية تجسد الحال الذى كنا عليه ..

    فى طريق العودة من (وادى برلى) كنا فى سعادة غامرة ما ازال اذكر اريحيتها المنداحة عبر أنفاسها عندما تقول (انا تعبت) ..
    ارتداءها لاسكيرت الجينز الازرق والتى شيرت الابيض يؤكدان مقولة ( الاناقة فى البساطة )..
    ما زلت اذكر تلك الوقفة المفاجأة واعلانها لسقوط الدبوس الذى كان يحزم الاسكيرت نتيجة لاتساع محيط الاسكيرت قليلا ..
    كانت ممسكة بجزء من محيط الاسكيرت وكنت أعمل على حزمه بذلك الدبوس الذى بسببه كاد ان ينكشف المستور ونحن فى طريق عام ..
    كانت تنظر الى نظرة طفلة فى طريقها الى الروضة وباباها يساعدها فى هندامها ويمد لها زمزمية الماء الصغيرة ويطبع قبلة الوداع على جبهتها الصغيرة..
    هبطنا حى الوادى و الليل قد ارخى سدوله..
    وبدات اردد (اودع اودع اودع كيف وافارق افارق افارق كيف)..
    أجهشت بالبكاء..
    احتضنتها احتضان كلاسيكى حتى تفرغ ما فى جوفها من آهات و لوعة ودموع..
    كان حضناً دافئاً لم أستشعر مثله ...سافرت ...وكان الوداع الاخير!!

    (عدل بواسطة اسماعيل عبد الله محمد on 10-10-2012, 03:41 PM)

                  

10-11-2012, 10:32 AM

اسماعيل عبد الله محمد
<aاسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 2820

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ***ألحُب ألأول*** (Re: اسماعيل عبد الله محمد)

    Misho38sudan14sudan.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de