|
|
|
 Re: قادته الى قسم الشرطة مع زوجته بتهمة القيام باعمال فاضحة (Re: محمد شرف الدين)
|
اليكم قصتي الكاملة مع افراد النظام العام
قضت محكمة آلية الشرطة الأربعاء الماضي بفصل الشرطيين "أ" و"ع" من الخدمة وفرضت عليهما غرامة تدفع في غضون شهر, وجاء حكم المحكمة بموجب المادة "21" أ.خ.ز من القانون الجنائي للشرطة للعام 1991 وأدانتهم المحكمة بتهم الإدلاء ببيانات كاذبة وتوجيه اتهام كاذب والسلوك المشين وكانت المحكمة برئاسة القاضي المقدم حقوقي امير عبد الرحمن عثمان بركية.. واليكم التفاصيل الكاملة لأغرب حادثة ابتزاز تتعرض لها أسرتي..
مساء الجمعة 19 يونيو 2009 مساء مفعم بالغبطة بالنسبة لعائلتي الصغيرة, اجتاحنا شعور غامر بالرضا عن النفس ونحن عائدون الى منزلنا, أنا وزوجتي وابننا الصغير, كان ذلك الشعور منبعه اننا أدينا واجباً اجتماعياً بزيارة الأهل رغم مشقة العثور على زمن لذلك من فك زحمة المشغوليات الحياتية. فعندما خرجنا من منزل شقيقتي الكبرى بعد صلاة المغرب مباشرة كان علينا ان نسبقها لزيارة والدتي وشقيقي بضاحية الفتيحاب..
انطلقت واسرتي الصغيرة بسيارتنا بشارع "البنك العقاري" المتجه من الشرق الى الغرب حتى شارع الفتيحاب.. كان ابني الصغير قد توعك طفيفاً اظنه من فرط اجهاد الزيارات التي بدأت منذ الصباح لذلك لم يكن من خيار أمامي غير ان أمهد له مقعد السيارة الخلفي وأرقده عليه حتى يرتاح قليلاً..
ونحن نقطع نصف المسافة التي تفصل بين بيت شقيقتي وبيت والدتي على ذلك النحو الذي شرحته فاذا بدراجة بخارية تصر على الاقتراب من سيارتنا يقودها شابان كان احدهما قد بدأ التحدث معي لكن لم أفهم ما قاله نسبة لحركة المرور السريعة والجلبة التي تحدثها أصوات السيارات.. فأصر ان يقترب أكثر من سيارتي, وحينها سمعته يخاطبني: (جنِّب.. جنِّب.. جنِّب).
كنت في باديء الأمر قد ظننت ان الشابين ينبِّهاني لشيء ما حدث في مؤخرة سيارتي كما يفعل غالبية السودانيين, لكن الشابين لم ينتظراني حتى اكمل ما تبقى من ظنوني فغافلاني بوضع دراجتهما امام سيارتي مباشرة. فأوقفت السيارة خارج الأسفلت فترجلا عن دراجتهما وأتاني احدهما وادخل رأسه داخل كابينة السيارة وقدم نفسه لي بقوله:
- "معاك النظام العام.. وين رخصة العربية"؟
كان السؤال غريباً بالنسبة لي فقلت له:
- "وما دخل النظام برخصة العربية.. ثم أنني لم أتأكد من هويتك.."..
وبعد مماطلة منه اخرج ما اعتقد انه بطاقة وقرأ بنفسه اسماً مكتوباً عليها "أ.ع..ف" حينها انضم الينا الشاب الآخر فبادرته هو الآخر بالسؤال عن هويته فرد بصلف وتعالٍ:
- "انت ما مقتنع ببطاقة زميلي"..!
فقلت له:
- "لن أتعامل معك ما لم تبرز هويتك وتثبت أنك رجل شرطة"..
فعاد وقال بأن اسمه محمود – اتضح لاحقاً بأنه ليس محموداً إنما عبد الله وليس له بطاقة شرطي..
الى هنا تأكدت ان الشابين يخططان لشيء ما وقررت ان أتماهى معهما, فسألني "أ" سؤالاً تفوح منه رائحة الشكوك وهو يشير لزوجتي:
- "البنت المعاك دي منو؟ شكلها ما زوجتك ولو زوجتك جيب القسيمة"..!
حقيقة كان حديثه مستفزاً لي فقلت له:
- "عليك انتقاء عباراتك فهذه التي تقصدها هي زوجتي فعلاً وليست بنتاً ثم ثانياً لا أحد يحتاج ان يحمل قسيمته في كل الأوقات"..!
لم يكن للشاب حديث يقوله فأخذ مسافة فكر فيها ثم قدر وقال بخبث:
- "انت طلعت من بيت ناس مهند "العزابة" والبيت دا مرصود من قبلنا, وقد داهمناه من قبل وقبضنا به أفراداً من السفارة الأمريكية.. والحركات المسلحة والحركة الشعبية"..!!
فقلت له: "انتم مخطئون فأنا لا أعرف شخصاً بهذا الاسم وعليكم التحقق من المنزل بالرجوع اليه فأنا خرجت من منزل شقيقتي وليس منزل عزابة كما تقول"..!
كان الشاب مصراً على حديثه فطفق يحادث بتلفونه مكالمات – اتضح لاحقاً انها وهمية – كان يردد خلالها "نعم قبضنا عليهم أرسلوا لنا العربة" فيما اتخذ الشاب الآخر دوراً مخالفاً لزميله "دور حمامة وديعة" وسعى لتسوية الأمر قبل الوصول لقسم الشرطة وأخذ يردد هو الآخر عبارات من شاكلة "مافي داعي للجرجرة.. انت زول فاهم وانت فاهمني بقول في شنو.. وما في داعي تتعنت والحكاية لو مشت قدام ما حتكون في مصلحتك"..!
أدركت تماماً أنني وقعت في مصيدة ابتزاز فقررت ضبط نفسي رغم صعوبة الموقف لكونهما لم يلجما جماح الشر فيهما حتى بعد ان اشرت الى ابني في مقعده الخلفي كدليل على ان التي معي هي زوجتي, لكن يبدو ان ظنونهما سولت لهما بأن لديهما سلطة يستخدمانها كيفما شاءا, أعمتهم عن التفكير القويم وتقدير الموقف لا سيما انني اخبرتهما بمكان عملي وابرزت لهما ما يثبت ولكنهما تماديا فيما ظناه إرهاباً ينطلي علي.. فقررت تصعيد الأمر حتى قسم الشرطة لإثبات شيئين أولهما أن التي معي هي زوجتي وثانيهما ان الشابين سعيا لابتزازي, لعدة اعتبارات قررت ان اترك العربة في اقرب نقطة من الشارع الرئيسي خاصة وأنها قد تعطلت قبل المغرب ولم تعد بحالة جيدة.. وطلبت من الشرطيين ان يحضرا وسيلة لنذهب بها للقسم.. فأحضر المدعو "محمود" ركشة فرفضنا استغلالها فأرغمتهما على إحضار أمجاد.. فأحضراها وقبل ان تتحرك الامجاد تدخل سائقها وقال: "يا جماعة حلو المسألة هنا ولا داعي للذهاب للقسم" فرد عليه "أ": "نحن قلنا كده لكنهما يريدان الجرجرة" هنا تشككت في سائق الامجاد وقلت ربما كان جزءاً من العملية الابتزازية.
* في قسم الشرطة
وصلنا الى قسم أمن المجتمع بمربع "4" الفتيحاب انا وزوجتي وابننا والشرطيان ومثُلنا أمام الضابط المناوب برتبة ملازم.. اظهر الضابط في باديء الأمر خشونة في التعامل معنا وغلظة غير مبررة لكنه تراجع عنها بعد ان قدمت له نفسي.. فشرع في اخذ اقوالنا على انفراد وبعد حوالي الساعة أمر الشرطيان بالانصراف وطلب مني احضار قسيمة الزواج صباح اليوم الثاني السبت..
وقبل ان نغادر القسم قال لي الضابط إن الشرطيان قالا بأنكما كنتما في وضع خادش للحياء, وقال الآخر بأنكما كنتما داخل منزل –عزابة- ومكثتما فيه ساعة. فقلت له انها افتراءات وكذب وان هذا الامر لن يمر عليهما بسلام وطلبت منه إسمي الشرطيين ودونتهما في ورقة ووضعتها في جيبي لأمر لم يكونا يعلما به بعد..
وأحضرنا القسيمة في اليوم التالي وبعث الضابط المناوب الشرطيين لنسخ القسيمة وأرجع لنا الأصل وطلب منا الانصراف, بعدها قال ان الامر قد انتهى فقلت له: "سعادتك المسألة انتهت عندك هنا في الورق ولكن بالنسبة لي فإن الأمر قد بدأ للتو" وكأني أقول كما قال الفريق ابراهيم عبود في حوار حول الانقلاب الذي قاده في سبتمبر 1958: "وضعت الخوذة على رأسي وقلت الآن قد بدأ العمل".. بعدها عدت الى مقر الصحيفة وعادت زوجتي الى المنزل وظللت انتظر يوم الاحد ودواخلي تغلي بنيران الغضب..!
من وحي الأخبار
بمجرد روايتي لما حدث لأسرتي لزملائي تفجرت الصحيفة غضباً عارماً وتفاعل الجميع مع الحدث وكل الزملاء والزميلات بـ "العاصمة" قدموا المقترحات حول كيفية التعامل مع الموقف ودخل طاقم التحرير بقيادة رئيسه ومدير التحرير في اجتماع عفوي غاضب وكانت غالبية الآراء تحض على التقدم بشكوى الى النيابة, وقتها لم أكن أعلم كالكثيرين بوجود آلية لضبط الشرطة ومحكمتها الموقرة برئاسة القاضي الفذ الجامح الذكاء سعادة المقدم امير عبد الرحمن عثمان بركية – حفظه الله - وقبل التقدم بالشكوى عرض الاستاذ محمد حامد جمعة مدير التحرير القضية بأسلوبه المتميز في عموده من وحي الاخبار صباح الاحد 21 يونيو وكان عرضه للقضية قد اعطاها بعداً عميقاً وأوجد لها اهتماماً في دوائر الشرطة الحريصة على سلامة حسم الشرطة من الاسقام والذين يسترزقون باسمها دون رادع أو مساءلة.. فكل الكلمات في عموده جاءت تتدفق انفعالات قوية تعبر عن غضب عارم حتى خِلت أن من تعرض لهذا الموقف ليس كاتب هذه السطور بل كاتب العمود.. فتلك الكلمات التضامنية الثائرة استطاعت إخماد توتري وإعادة الطمأنينة التي كادت تهجر نفسي..!
* محكمة آلية الشرطة
انشأت ادارة الشرطة قبل ثلاثة اعوام آلية لضبط النظام داخل الشرطة ووقف التجاوزات التي يقوم بها من تسوِّل لهم أنفسهم وأنشأت محكمة آلية للنظر في القضايا المرفوعة اليها من مجالس التحقيق التي تشكل لبحث ودراسة الحالات المختلفة بمهنية وكفاءة عاليتين وفق القانون الجنائي الخاص بالشرطة أو القانون العام.. وعادة يأمر قانون دائرة الاختصاص بتشكيل مجلس تحقيق برئاسة ضابط حقوق.
*مجلس التحقيق
بعد تقدمنا بشكوى أمر العقيد عامر, مدير شرطة أمن المجتمع بولاية الخرطوم بتشكيل مجلس تحقيق برئاسة المقدم محمد عبد الرحمن.. فهذا الرجل أظهر مقدرات متناهية في الصبر والتفاني في أداء مهمته فقد استمع لكل كلمة أثناء أخذ أقوالنا أمام مجلسه ووزنها دون كلل وبدقة التفاصيل المملة وامتد المجلس لساعات طوال وأخبرنا أن الشرطيين تم حبسهما على ذمة التحقيق وبعد ثلاثة اسابيع اتصلت علينا سكرتارية المحكمة لإعلامنا بموعد الجلسة الأولى التي كانت بتاريخ الاربعاء 29/7/2009م..
* الجلسة الأولى
كنا أول الداخلين الى قاعة المحكمة وبعض الاصدقاء المؤازرين لنا في هذه المحنة وبعد قليل أُدخل الشرطيان بزيهما الرسمي بخطوات تنظيم الى قاعة المحكمة وقد تبدلت هيئتهما تماماً وكان الانكسار بائناً عليهما بصورة كبيرة عكس صورتهما أمامنا ذلك اليوم.. فقد كانا أسدين شرسين يتعاملان من فريسة بكل قسوة وهما بزيهما "الملكي" لكن اليوم فلم يزدهم "الكاكي" إلا انسكاراً لا يوصف.
وبعد حين دخل رئيس المحكمة المحترم أمير عبد الرحمن عثمان بركية والقى بسلامه على الجميع وفتح ملف القضية بالاستماع مجدداً لأقوال الشاكين والمتهمين ولكنه بدأ بإفادات المتحري المقدم محمد عبد الرحمن ومن بعد بإفاداتي بعد أن طلب من زوجتي مغادرة قاعة المحكمة والانتظار في المكتب المجاور وبعد الانتهاء من سماع إفاداتي دون إفادات زوجتي والمتهمين.. وجاءت أقوال المتهمين متضاربة ومتناقضة محشودة بالافتراءات والكذب الفج.. الشيء الذي أذهلنا جميعاً.. فقد قالا في يوميات التحري أمام الضابط المناوب شيئاً وامام مجلس التحقيق شيئاً آخر وأمام المحكمة شيئاً مختلفاً تماماً.. فقد إدعى المدعو محمود كذباً أن سيارتي كانت متوقفة ومظلمة وحينما داهماني فررت بالسيارة فقاما بملاحقتي بدراجة نارية.. وهي محض افتراءات.. فأنا, وأعوذ بالله من أنا, رباني والدي على الصدق وغرس فيَّ والدي شرف الدين, الذي توفي وهو ساجد, عليه رحمة الله قيمة المواجهة والثبات حتى النهاية وأنا شخصاً أعشق المواقف الصعبة واستمتع بمبارزتها مهما تجاسرت.. ولا يعقل أن يفر صاحب الحق أمام زحف جحافل الباطل.. وأدعيا أيضاً أن زوجتي حاسرة الرأس "وجادعة طرحتها"..
إنه إفك جسيم.. فزوجتي من أسرة ملتزمة وقورة وكان والدها من أعتى حماة القانون وصناديده.. ضابط سيرته الشخصية ناصعة كشعاع الشمس ومن كانوا يعملون تحت إمرته الآن هم ضباط كبار.. فأمك يا سعد لا تتهاون في مسألة الحشمة.. لذا كانت غاضبة وهي تستمع لذاك الأفَّاك وهو يتحدث إلى القاضي, والأدهى أنه قال ذلك وهو على اليمين!!
*اعتذار وندم
بعدما خرجنا من الجلسة الأولى التي استمرت لأكثر من أربع ساعات. أتى إلينا الشرطيان وهما في طريقهما إلى الحبس وقدما اعتذاراً وأعربا عن ندمهما على ما قاما به وطلبا الصفح والعفو عنهما بالتنازل عن القضية في الجلسة القادمة التي حددت الأحد 2/8 فوافقت على طلبهما بعد أن ساقا ظروفاً أسرية واعترفا صراحة بأنهما كذبا ظناً أن ذلك سيكون مخرجاً آمناً من الورطة. وافقت ولكن بشرط أن يقولا الحقيقة للمحكمة, فوافقا.
*الجلسة الثانية
رفعت الجلسة الثانية بعد قليل من بدايتها لأن الشرطيين تراجعا عن وعدهما لنا بالاعتراف وقول الحقيقة بل طالبا بمحامٍ وأحد الشهود وأمر القاضي باستدعاء الضابط المناوب أمام المحكمة في الجلسة القادمة.
*الجلسة الثالثة
بدأت الجلسة في موعدها بحضور كل الأطراف ومنح القاضي محامي الشرطين الفرصة للترافع عن موكليه ولكن جاءت جل مرافعاته ضدهما وزاد الطين بلة.. كما يقال.. وعزَّزت تورط الشرطيين فيما اقترفاه من محاولة ابتزازنا وأغرقت شهادة شاهدهما ما كانا يظنان أنه طوق نجاة.. فشهاداته كان بائناً أنها ملقنة أدَّاها وهو على اليمين, لا حول ولا قوة إلا بالله.. ولكن تكسرت شهاداته أمام ذكاء القاضي بركية.
*النطق بالحكم
بعد أن تلى القاضي ميثاق المحاكمة، مُنح المتهمان ومحاميها فرصة التشاور قبل النطق بالحكم.. وطلب مني المحامي الخروج معهما من المحكمة ففعلت.. وللمرة الثالثة يطلبان التنازل عن الحق الخاص بالمحكمة.. حتى يخفف عنهما الحكم.. فوافقت مجدداً ولكني اشترطت عليهما قول الحقيقة وهي المرة الثالثة لأن تنازلي أمام القاضي سيكون غير مبرر ولكنهما رفضا فرفضت التنازل رغم حزني على مصيرهما.. خاصة انهما شابان في بداية الطريق وأمامهما الكثير.. إن الموقف صعب للغاية وأنا موزع بين الدفاع عن كرامة زوجتي وأبني التي اهدرت دون ذنب وبين التعاطف مع شابين تبين لهما أنهما طائشان وضلا الطريق.. لا سيما أني حذرتهما منذ البداية بعدم الاستمرار في هذا الأمر قبل أن نصل إلى القسم.. الشيء نفسه قلته للضابط المناوب بالقسم.
| |
 
|
|
|
|
|
| |
عبد الحي علي موسى
omer osman
حيدر حسن ميرغني
العوض المسلمي
بخاري عثمان الامين
الزبير صالح الزبير
Abureesh
البحيراوي
محمد شرف الدين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست