|
|
|
 Re: إقرأ في جريدة الشرق الأوسط اللندنية (Re: عبدالدين سلامه)
|
First Published: 2012-10-09
هل يصمد الاتفاق السوداني مع جنوب السودان؟
أزمة الثقة جعلت طرفا النزاع في شمال السودان وجنوبه يدفعان ثمنا باهظا جراء توقف التدفق النفطي. الحياة الاقتصادية هي مشهد من مشاهد التردي الكثيرة في الدولتين.
ميدل ايست أونلاين
بقلم: عبدالدين سلامه
فاجأت حكومتا شمال وجنوب السودان المراقبين بتوقيعهما أخيرا على اتفاق تدفق نفط الجنوب عبر أنابيب وموانيء الأراضي الشمالية، ذلك التدفق الذي توقف منذ فترة طويلة بسبب الاتهامات المتبادلة بين الطرفين، فالجنوب يزعم أن الشمال كان يسرق من نفطه، بينما الشمال يقول أنه استبدل ديونه ومستحقاته على الجنوب بالنفط.
لقد دفع الطرفان ثمنا باهظا جراء توقف التدفق النفطي تجلّت آثاره بوضوح في الحياة الاقتصادية التي تردّت كثيرا في الدولتين.
جنوب السودان دون شك هو الرابح الأكبر من هذا الاتفاق الذي وقّعه الشمال ويبدو أنه لم يستفد بعد من دروس نيفاشا التي فصلت الجنوب عن شماله وأدخلته في هذا الوحل الأمني الممتد، فقضايا الحدود لازالت عالقة، ومشكلة أبيي الغنية بالنفط لم تجد حلا مرضيا بعد.
حكومة شمال السودان التي عاندت لأكثر من عام بدعوى الرغبة في التوصل لاتفاق نهائي متكامل لاجزئيا تملأه العقبات، وأن يسبقه اتفاق على الترتيبات الأمنية، فطرت من صومها الطويل على شق تمرة بمحاولتها حفظ ماء وجهها عبر الاتفاق القاضي بفك الارتباط بين الحركة الشعبية التي تحكم الجنوب، والحركة الشعبية قطاع الشمال، وهي محاولة واضحة لتجفيف منابع تمويل وإمداد الحركة الشعبية قطاع الشمال التي تحمل السلاح وتخوض حروبا ضارية ضد الحكومة في جنوبي كردفان والنيل الأزرق بعدما تحالفت مع حركات التمرد الدارفورية المتفلتة.
الاتفاق دخلته حكومة الشمال وهي في أشدّ حالات ضعفها، فهي قد خرجت لتوّها من فترة تململ شعبي واحتجاجات متوالية على تردّي الاحوال الاقتصادية، وفي ذات الوقت لازالت تواجه ضغوطا سياسية من قبل القوى الحزبية التي تقف في خانات المعارضة، وهي تواجه ضائقة إقتصادية خانقة كادت تودي بحكمها لولا تدخّل الحركة الاسلامية التي شغلت الرأي العام بمذكراتها المتوالية، ومطالبها، ومحاولتها إعادة التشكيل، ورفع شعارات التمييز بين أبناء الحركة الاسلامية الحقيقيين، وجيوش المنتفعين بالانتماء النفعي.
ومع هذا الحراك الواسع الذي بدأ فيه التقارب واضحا بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم وهو إسلامي التصنيف، وحركة الاخوان المسلمين التي تقلدت حكم مصر ممثلة في الرئيس المصري محمد مرسي الذي يسعى جاهدا مع بعض حركات الاخوان في السودان وتونس وليبيا واليمن وسوريا وتركيا، لإستثمار نموذج الربيع العربي في حكم المنطقة وتطبيق الشريعة وبناء دولة الخلافة الاسلامية.
وأكّد كثير من المراقبين أن زيارة مرسي الأخيرة للخرطوم وقياسا بحجم الاستقبال والحفاوة التي استقبل بها، وجدول الأعمال، كانت تهدف لتواصل مراكز الجسم الاخواني أكثر مما هي اقتصادية، وإن كانت قد حققت مايشبه الأمان الاقتصادي الزراعي لمصر، بالرغم عن أن مزارعي السودان لازالوا يجأرون بمرّ الشكوى من محاولات الحكومة (تطفيشهم) عن الزراعة بعدد من الوسائل المباشرة وغير المباشرة.
ذهبت حكومة الشمال للاتفاق وهي محاطة بضغوط إقتصادية داخلية خانقة، وضغوطا أخرى فرضتها ساحات المعارك المشتعلة بضراوة في جنوبي كردفان والنيل الأزرق، وتفلتات دارفور المتواترة، ومعارضة حزبية داخلية عالية الصوت، إضافة لجناح متشدد في داخل الحزب الحاكم يرفض أي نوع من أنواع التقارب والعلاقات مع دولة الجنوب.
ومع كل تلك الضغوط كانت حكومة الشمال مجبرة على توقيع الاتفاق حتى لاتواجه تطبيق الفصل السابع من العقوبات الدولية عليها.
بالمقابل دخلت حكومة الجنوب الاتفاق وهي عاجزة تماما عن ضبط التفلّت الاقتصادي في الداخل، إضافة للضغوط التي تواجهها من الرأي العام لمحاسبة قادتها الفاسدين، وأيضا الضغوط العسكرية للمعارضين، زائدا على مواجهات القبائل الدامية، وفشل الدولة في بناء البنية التحتية أو حتى القواعد الأساسية للدولة، إضافة لافتقارها منافذ وموانيء آمنة إلا في الشمال، ومواجهتها عقوبات الفصل السابع لو لم توقع الاتفاق.
الخوف من العقوبات الدولية إذا كان الدافع الرئيسي لتوقيع الاتفاق الذي لا يعتقد المراقبون أنه سيدوم طويلا، ففك ارتباط حكومة جنوب السودان مع الحركة الشعبية قطاع الشمال من الصعب أن يتم، لأن تخلّي الحركة الشعبية عن قطاع الشمال يعني إنعدام الثقة في مواقفها من قبل سكان أبيي وكافة المناطق التي لازالت تحت النزاع، وهي محاولة انتحارية يستحيل على الحركة الشعبية القيام بها مهما كانت درجة تراهقها السياسي.
وحتى تخرج حكومة الجنوب من الحرج فإن التوقعات تذهب باتجاه استخدامها وسطاء لتدفق الدعم المالي واللوجيستي والعسكري لحركة قطاع الشمال، لأنها تدرك أن الدعم المباشر يعني خرقا للاتفاق وبالتالي توقيفا محتملا لتدفق النفط، وهو ما لاتريد المغامرة به، على الأقل في الوقت الراهن.
من ناحية أخرى فإن الحركة الشعبية قطاع الشمال، بمساعدة حكومة الجنوب وبعض الحركات الدارفورية تمكنت من نسج علاقات متينة مع الحكومة الأميركية وحكومات الغرب وقوى الضغط الدولي والمنظمات الانسانية الدولية الداعمة ومنظمات حقوق الانسان، وشكّلت خطرا على الحكومة حينما قاسمتها في تجنيد طلبة الجامعات السودانية سياسيا، وهي أسباب مجتمعة بررت للمراقبين التخوّف من استمرار الحرب واتساع رقعتها، بما يمنح حكومة الشمال ذريعة قوية لخنق اقتصاد الجنوب حتى الوصل لدرجة العجز عن دعم الآخرين.
الاتفاق إذا ليس متوقعا له أن يصمد طويلا قياسا بتجارب الاتفاقيات السابقة بين الطرفين اللذين يفقدان أهم عنصر لنجاح أي اتفاق بينهما وهو عنصر الثقة في بعضهما.
عبدالدين سلامه
| |
  
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: إقرأ في جريدة الشرق الأوسط اللندنية (Re: عبدالدين سلامه)
|
الأخ عبد الدين
تحياتي
الرابط ليس لصحيفة الشرق الأوسط اللندنية بل لموقع ميدل إيست أونلاين وشتان ما بين الاثنين.
أنا أكتب باللغة العربية ولذلك ترجمت كلمة ( ميدل أيست ) بالشرق الأوسط
أما عبارة (شتّان ) فرجاء إعادة النظر فيها بالعودة لعدد المتصفحين اليوميين
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: إقرأ في جريدة الشرق الأوسط اللندنية (Re: عبدالدين سلامه)
|
الأخ عبد الدين
لم أقصد توجيه أي إهانة والله. كلمة شتان قصدت بها الفرق بين صحيفة ورقية (ولها موقع إلكتروني) وبين موقع إخباري. وددت لفت نظرك إلى أن عنوان بوستك قد يكون (بقصد أو بغير قصد) مضللاً بعض الشيء.
"أنا أكتب باللغة العربية ولذلك ترجمت كلمة ( ميدل أيست ) بالشرق الأوسط."
لا تعليق لدي على ذلك ...
"فرجاء إعادة النظر فيها بالعودة لعدد المتصفحين اليوميين."
ولا على ذلك
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: إقرأ في جريدة الشرق الأوسط اللندنية (Re: مدثر صديق)
|
لن يصمد الاتفاق ، على الرغم من أن رأيي الشخصي يميل إلى إقامة علاقات حسنة بين الدولتين اللتان ستعودان لحمة واحدة طال الزمن أم قصر .. غير أن طرفي الاتفاق زائدا على العوامل المحيطة به ، وحاجة كلا الطرفان لما يشبه ( غشاشة ) الطفل التي توضع في فمه فيمصها وهي خالية من الحليب ليكف عن البكاء .. نعم ، الطرفان يحتاجان هذه القنبلة الموقوتة من التوتر الخارجي وخلق العدو لإثارته وقت الحاجة لشغل الرأي العام خاصة وهما يمران برمال متحركة تملؤها العواصف
ونواصل ...
| |
|
|
|
|
|
|
| |
عبدالدين سلامه
MOHAMMED ELSHEIKH
hassan bashir
كمال ادريس
مدثر صديق
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست