نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
|
اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!!
|
مش عارف اقول ايه سوى مايرضى الرب الخالق الحى القيوم المحي والمميت والغافر والرازق الرحيم الودود الغفور الغفار ... منذ إطلاعى على لغة بوست الأخ ناظم إبراهيم يطلب دعوات لأخر الكتاب المحترمين عبدالمكرم انتابنى إحساس غامض أن احمد الطيب سوف يغيب عنا !!!!! إ ولقد أشتد هذا الإحساس الغامض لدرجة مزعجة فى مخيلتى اننى عند خروجى من صلاة الجمعة اليوم شعرت بصوت قوى داخلى يؤكد أننى سوف اقرأ نعى عبدالمكرم بهذا المنبر إن فتحت المنبر اليوم !!!!! وبالفعل صدق هذا الهاجس المزعج حيث وجدت بوست نعيه فى المرتبة الثالثة من ترتيب الصفحة الأولى !!!!!! ليس هذا رجما بالغيب الذى لايعلمه سوى الخالق البارى رب العالمين لكن لأ اجد تفسيرا لذلك الإحساس المزعج برحيل عبدالمكرم وانا أخرج من المسجد سوى حبى الشديد لهذا الإنسان الرائع المتواضع النبيل فى عصر قل به النبلاء والمحترمون لدرجة التلاشى !!!!!!
تعرفت على عبدالمكرم العام 1986 خلال الدراسة بالجامعة برفقه صديقى القديم عادل القصاص وعبرهما تعرفت على اكثر من 80% من الكتاب والصحفيين منهم كارلوس وعبداللطيف وعيدروس واحمد مصطفى الحاج ومحمد خلف ومحد خلف الله الاخر ومحمد مصذفى اللمين وعبدالله محمد إبراهيم وصار نهايه اسبوعنا تبدا من امام مكتبه جامعه الخرطوم حيث كان يعمل القصاص ثم يبدا التحرك الى منزل عادل والمبيت بمنزل عبدالمكرم بالثوره ثم الصبح بعد الافطار التحرك لصالون بشار الكتبى الثقافى بالحاره السادسة بالثوره حيث يتم مناقشه مواضيع دينيه وثقافيه وسياسيه لساعات طويله بحضور عدد من الكتاب منهم ابو امنه حامد احيانا وسامى سالم وسعد الدين ابراهيم واخرين.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)
|
قد يكون صديقى عبدالمكرم رحل ظهر اليوم المبارك هذا عن الفانية فقيرا فى هذا العصر البخيل اللئيم !!! ولاتكمن المشكله عند فى صديقى واخى احمد بل فى فقر الزمن وتفاهه العصر وبؤس الدوله التى يحمل جوازها السودان . لعبدالمكرم اكثر من 3 مخطوطات جاهزه للطباعه تحوى مقالاته فى الروايه والشعروالفكر السودانى تفيض بمقدره عاليه جدا على التذوق والعرض والحضور ادى ضيق ذات يده وغياب المؤسسات الثقافيه الى حبسها داخل اضابيره و له فى عصر إضمحلال الثقافة وتراجع سطوة الكتاب مكتبه منزليه خاصه بمنزل والده بالثوره تضم اكثر من 1500 كتابا الى جانب الصحف والمجلات جمعها منذ ايام دراسته بالمتوسطه عبرها تعرفت على كتابات غاستون باشلار واسحق دويشتر وفرانز فاون وجورج لوكاتش و ولوسيان قولدمان وميشيل فوكوومنها استعرت ديوان المجذوب " البشاره والقربان والخروج" وغيرها .. أرجو من اسرة عبدالمكرم وإتحاد الكتاب السودانيين الذى جله أصدقاء وعارفى لفضل ومكانة عبدالمكرم الأدبية التى ترتفع به لمصاف اللمين على مدنى ، معاوية نور ، عبدالقدوس الخاتم وغيرهم من كبار النقاد بالسودان الإهتمام كثيرا بهذا الأسفار النادرة جدا والصحف والدوريات القديمة التى تعج بها كذلك تلك المكتبة !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)
|
Quote: البركه فى الشعب السودانى الفضل .. الذى تقمص أحمد عبد المكرم روحه، او تقمصته روحه، الرجل الصبور والمثابر والجميل.. الى جنات الخلد، وهذا يوم حزين. |
تحية التشكيلى خالد كودى بالفعل تقمص عبدالمكرم فى روحه الشعب السودانى بكافة تعدده كما تجلى فى طيف اصدقائه من كافة طوائف وابناء السودان ... أخر لقاء مباشر بيننا كان العام 2010 بمنزله برفقة التشكيلى المبدع أحمد جابر عامر
وكان مدار الحديث رواية يعكف على كتابتها احمد عامر تدور مكانيا فى الجزيرة أبا (مسقط راس أحمد واحمد ) وتستنطق تاريخ مقارب لطفولة وصبى أحمد بتلك الجزيرة . ويمتاز احمد الراحل بصداقة عميقة مع طائفة من التشكيليين السودانيين مثل حسان على احمد و صلاح حسن واحمد عامر و غيرهم كذلك له مقالات عديدة حول التشكيل السودانى ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)
|
لعبدالمكرم ولع خاص بابراهيم اسحق وعوالمه ولقد كتب عنه كثيرا وهو اكثر السودانيين معرفه بخلفيات وشخوص ومقاصد هذا الروائى . تتلمذ فى المرحلة الثانوية على يد إبراهيم إسحق والنور عثمان ابكر وغيرهما من مبدعى بلاده ذلك العصر ولقد لفت نظر أستاذه ابراهيم إسحق منذ تلك الفترة بمقدرته الادبية الفذة ... ويلاحظ إصرار عبدالمكرم على إلإطلاع الشديد ونهلخ من مدراس نقدية حديثه رغم توقف مشروعه العلمى فى المرحلة الثانوية لظروف أسرية حيث التحق بالعمل مبكرا مؤكدا بقوة العبقرية السودانية شبه الفطرية على نهج عبدالله رجب ، الريفى ، سامى سالم وبدرجة أقل عبدالقدوس الخاتم الذين يقفون بشموخ فى النقد مع أعلى القامات النقدية التى أنتجتها الجامعات السودانية وغيرها .. كما له اهتمام خاص بملكه الدار محمد حيث كتب عنها اكثر من مقال الى جانب انه وثق مع بعض الكتاب انطباعات عن المشهد الثقافى وما ينبغى ان يكون عليه بعد ابريل 1985 منهم عبدالحى وعلى المك الذى سجل معه اكثر من شريط صوتى به جانب كبير من تاريخه الشخصى وتربطه صداقه مع المسرحى والقاص الراحل عبدالله محمد ابراهيم رغم فارق السن الى جانب الراحل عبدالوهاب حسن خليفه الذى تكبد احمد مشاق السفر الى مكوار اكثر من مره بحثا عنه اثناء بعض المحن التى كانت تعتريه... كذلك كان أول صحفى يبادر بزيارة (الطير المهاجر ) صلاح احمد إبراهيم بدار أسرته بالعباسية فوق عند اوبته اى صلاح بعد غيابه الطويل بباريس عقب الإنتفاضة التى اطاحت ب (السلطان الجائر ) وقد قام أحمد بمحاورته على شريط كاسيت ...
******* عزاء خاص عبر هذا البوست للناقد السينمائى محمد مصطفى اللمين الذى أرتبط شخصى فى ذهنى بعبدالمكرم !!!! وعزاء خاص للناقد المسرحى عبدالله عبدالوهاب (كارلوس ) الذى ألتقيته كثيرا بمعية عبدالمكرم بالقاهرة قديما ومن كرمهما أصرا على خروجى من الفندق لأقيم معهما بالشقة فتقاسمنا الملح والملاح !!!!!! عزاء كذلك للأخ الشاعر محمد النعمان (الأبيض ) الذى يعتبر من اقرب الناس لعبدالمكرم على المستوى الخاص والعام !!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: كمال سالم)
|
الحمد لله على ما اصابنا يا أحمد الأمين رحل أحمد الطيب عبد المكرم بعد عراك مع المرض و صمود كعادته باسم و هادي و خقيض الصوت نير الفكرة و البصر و البصيرة ، رحل و أنا لا استوعب كيف ستكون حال المنتديات الثقافية للراواية القصة بعد رحيله رحل و انا لا اعلم ماذا سيكون حال د مصطفي الصاوي و المجذوب عيدروس و صلاح المأمون و محمد الأمين مصطفي بل لا ادري ماذا سيكون حال ملفاتنا الثقافية بغيابه !
رحل ولا تزال بيننا حكايات لم تكتمل و اسئلة في قلبي لروحه عقله المطلعه تنتظر الاجابات الحصيقة و سعة معرفته في فض التباسها عليّ . رحل و أنا اطالع صرته المعلقه في آعلى المنبر و ارى في عينيه يطالع كتاب كعادته . لا حول ولا قوة الا بالله و إلي الجنان يا صاحب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: سفيان بشير نابرى)
|
أشهد له وهو يعبر البرزخ نحو الأزل اننى لم اسمعه مطلقا يغتاب غائبا او يشتم عدوا او يشكو من علة او فأقة بل كان فى كل الاحوال باسما متماسكا عفيفا جواد شفافا وحساسا ومؤدبا لأن أسرته أحسنت تربيته
--------------------------- يا وجعي عليك يا احمد يا صديقي الحنين الناس القراب خلو بالكم من محمد مصطفى الامين وطمنونا على حالو
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: كمال سالم)
|
اللهم أرحمه وأغفر له وأجعل قبره روضة من رياض الفردوس اللهم تولاه بلطفك وعفوك ورحمتك وكرمك المعروف البائن اللهم درجه عند صراطك وأرفعه إلى أعالى الفراديس يا كريم العزاء لأسرته وأصدقائه وزملائه وإلى الأستاذ الدكتور إبراهيم إسحاق وإلى سائر أهله والعشيره ولكم أخى أحمد الأمين ولا حوله ولا قوة إلا بالله
منصور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)
|
استاذنا احمد الامين
البركة فيكم التقيت احمد عبد المكرم في شقة حسان على احمد في القاهرة واول شئ لفت انتباهي هو هذا التهذيب العجيب والمعرفة الموسوعية والتى تنساب من فمه بتواضع عحيب.
كان هذا من حسن حظي أنى التقيت هذا الشخص النادر، وحتماً سنتلقي مرة أخرى.
له الرحمة ولك العزاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: الصادق اسماعيل)
|
الا رحم الله الرجل الكاتب الصحفى الناقد الانسان احمد عبدالمكرم , اللهم انزله منزلة الصديقين و الشهداء . امين يا رب العالمين .
رجل التقيته فى القاهرة فى اواخر التسعينات عن طريق الاخ عبداللطيف الفحل , حيث من وهلة عرفت انه انسان اصيل وود بلد .
فى القاهرة كان يكتب فى جريدة الخرطوم , الا رحم الله ذلك الصحفى الانسان , ( انا لله وانا اليه راجعون ) صدق الله العظيم .
دا حال الدنيا ايها الاخوة يذهب الاقوياء و يبقى الضعفاء حيث لا عقيدة و لا وفاء , اللهم ارحم اصحاب العطاء امثال احمد عبدالمكرم .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)
|
Quote: اللهم أرحم أحمد عبدالمكرم .. واسكنه فسيح جناتك والهم آله وذويه واصدقائه وعارفي فضله وحسن خلقه الصبر وحسن العزاء ولا حول ولا قوة إلا بالله |
أمين يامحمد عبدالجليل !! **** يلحظ من يتحدث مع احمد عبد المكرم كثيرا انحيازه الموجب لتجربه عالم عباس وفضيلى جماع الشعريه رغم قله ولعه بالشعر كما اشار عادل القصاص قديما لكن مشروعه النقدى الأكبر كان مصوبا على مراحل على تجربة ومشروع روايات استاذه بالمرحله الثانويه وصديقه لاحقا ابراهيم اسحق ولعل مرد ذلك اهتمام احمد الشديد بانسان الريف المقهور سياسيا وحضاريا تحديدا المنتمى لغرب البلاد رغم نشأته بام درمان!1 واهتمامه بابراهيم اسحق ومشروعه يجعله يعرف متى واين وكيف ينتهى هذا المشروع الثر تقريبا عبر وصول ابراهيم اسحق فى سرده الى روايه اسمها " الفاكام" وبها يغلق مشروعه او كما حدثنى احمد عبد المكرم له الرحمة والمغفرة ذات ضحى بعيد !! لأحمد كذلك مساهمات مقدرة فى جل الأعمال الجمالية عبر مركز مالك عقار الثقافى بالدمازين (عقب نيفاشا ) وقد تعرض هذا المركز للتحريب وربما النهب عقب إندلاع حرب ضروس بين قطاع الشمال والمؤتمر الوطنى والخاسر الوحيد هو إنسان السودان بالنيل الأزرق الذى كان المركز قد يسهم إيجابا فى رصده بالمعرفة والجمال !!! فمتى تتوقف الحروب ومغامرات الساسة بالسودان لينعم أمثال أحمد عبدالمكرم ببقاع جاذبة للإبداع ونشر المعرفة فى مجتمع سواده الأعظم لايفكون الخط ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: nada ali)
|
تحية وشكر وعزاء د.ندى مصطفى والرحمة والمغفرة لجميع الأموات *** أدناه رسالة من أرشيف المنبر تمثل بعض الأوراق الخاصة للشاعر القانونى محمد النعمان (عضو منبر مقل جدا !!) نشرها العام 2007 .. الرسالة تلقاها من صديقه أحمد عبدالمكرم عندما كان حيا وحييا(حسب مصطلح توفيق صالح جبرين فى بعض أخوانياته بأفق وشفق ) وفيها نبوءة الرحيل وإعلان عبدالمكرم أنه أفرد أشرعته وحزم حقائبه للسفر !!! إلى أين ؟؟؟ الله أعلم !!! تقرأ الرسالة : Quote: أخي النعمان .. يبدو أن سفينتي قد رفعت مراسيها .. وأفردت أشرعتها للريح ... ولا أدري أي ريح طيبة ، تلك التي ستدفع بها .. عموماً ، عزمت الآن على السفر بإرادة لا تلين. كم كنت أتمنى لو كنا معاً. أكتب إليك هذه الكلمات وأنا لم يتبق لي على أرض الوطن إلا أيام قلائل .. ربما أغادر إلى القاهرة ... يوم 9/12 القادم .. هذا ما أتوقعه. لم أستلم تأشيرة الخروج حتى الآن .. ولكنني متفائل بشأنها. ولكن الذي أدريه هو أنني سأسافر تحت كل الظروف. سأغادر حتى وإن كلفني الأمر أن أفعلها من طريقكم (الغربي) !! الآن أنا في إجازة لمدة ثلاثة أشهر تبدأ من (1/12/91) أي اليوم ، تاريخ كتابتي لك هذه الكلمات .. .. عموماً تحدث للإنسان أشياء غريبة ، وهو في اللحظات الحاسمة .. اللحظات المفارقة (بالمعنى الفلسفي) إذ يلتقي بأحداث ، وأناس وأشياء غنية ، ثمينة .. تكثف المعاني ، وإحساسه بالعالم ... عدت منذ أيام من الشمال ، من [الدامر] تلك المدينة المضيافة الساحرة .. مدينة الشاعر العظيم المجذوب. حيث كنت ضمن فريق من الأدباء والشعراء والفنانين ، في قافلة ثقافية أعدت لها مجموعة من شباب الدامر تسمى [عنادل الدامر الثقافية] كانت رحلة مفيدة .. تعلمت منها أشياء كثيرة واكتشفت خلالها الوجه الآخر من هذا البلد السودان. على العموم قدمت في هذه الرحلة ندوتين: الأولى بالدامر والثانية بمدينة عطبرة .. عن أدب الطيب صالح وهي ورقة بعنوان (قيمة التصالح كرؤية للعالم في أدب الطيب صالح) وهي محاولة أخرى في التجريب النقدي على ضوء المنهج البنيوي التكويني. الجمهور في عطبرة أكثر وعياً .. فقد وجدت تجاوباً مفرحاً .. أما الدامر فـ (لا هي بادية .. ولا حضر ..) كما وصفها الشاعر توفيق صالح جبريل. أخي .. طبعاً إذا قدّر لي أن أغادر هذا الوطن .. أوائل هذا الشهر إلى القاهرة .. سأذهب إلى ليبيا مباشرة بأمل أن أتمكن منها الذهاب إلى قبرص للبحث عن عمل هناك والحصول على أموالي المستحقة على شركة الأفق للطباعة والنشر. كم كنت أتمنى لو تمكنت من أن ترسل لي رسالة أو مذكرة للصحفي الذي حدثتني عنه مرة .. لا أذكر اسمه الآن .. وأشرت لي أنه ربما يكون مفيداً في مسألة الشغل بقبرص. عموماً أرجو إذا ما تذكرته .. أن تكتب لي مذكرة أحملها معي .. حاول أن تصلني .. قبل يوم 8/12 الجاري. الجامعة مغلقة حتى الآن .. ولا يدري الشيطان نفسه متى تستأنف الدراسة .. لذا أخبار الفتاة المدهشة (ألف) ليست معي .. أرجو إنها تكاتبك الآن من سنار .. عرفت من الأخت (قاف) أنك لم توفق في الإلتحاق بالمنظمة .. وبقيت مكرهاً (طبعاً) تسعى بين الناس بالجودية وإصلاح ذات البين .. لا أدري ما هي خططك الآن .. ولكنني سأحاول أن أرسل إليك رسالة بأسرع ما يمكن عندما يستقر بي الحال. وختاماً لك حبي أخوك أحمد الطيب 1/12/91 |
* لاحظوا سيطرة مفردات السفر والرحيل والفراق على قاموس أحمد الطيب... * لاحظوا صفاء المفردات وجودة اللغة وهيمنة الثقافة وتعدد الاصوات وسعة الإطلاع والإحالات !!! + لاحظوا عبدالمكرم فى هذه الرسالة المكتوبة 1991 اعلن انه سوف يغادر الوطن (أول هذا الشهر )!!! وبالفعل رحل عن الفانية اول هذا الشهر يوم 5- تشرين الأول الذى يؤرخ فى ذاكرتنا برحيله !!! أدركتم لماذا يحب الناس هذا الرجل وهو بتلك الشفافية والصدق فى عصر سادته الأنبياء الكذبة والدجالين والمشعوذين وهلمجرا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)
|
وروح أحمد عبدالمكرم تبحر بعيدا تجاه الفردوس طفقت أجوب الأسافير السودانية (وما أكثرها ) بحثا عن تجليات رحيله ظهر السبت 5- أكتوبر 2012 فوقفت فى ساعة متاخرة من ليل أمس على هذا البيان الرسمى ينعى الراحل المقيم :
اتحاد الكتاب السودانيين ينعي عبد المكرم السبت, 06 تشرين1/أكتوير 2012
Quote: بسم الله الرحمن الرحيم (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (*) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (*) صدق الله العظيم يحتسب اتحاد الكتاب السودانيين لعضويته، وللأمة السودانية جمعاء بمزيد من الحزن والأسى الناقد المعروف و الناشط في العمل الثقافي و الصحافي، عضو الاتحاد: الأستاذ\ أحمد الطيب عبد المكرم والذي فارق الحياة – وهو في ذروة عطائه- نهار الجمعة الموافق 5\10 2012م، بعد معاناة مريرة مع المرض، والفقيد عرف بين أصدقائه و زملائه وتلامذته بتواضعه الجم، ومعشره الطيب، ولسانه الرطب، ويده العفيفة ، وهو يقدم رسالته في تفانٍ نادر، وهو أحد أبرز أركان النقد الأدبي بالبلاد، وتجول بقلمه العميق في معظم الصحف و المجلات السودانية و العربية، ومؤسسا للاقسام الثقافية ببعضها و متعاونا مع بعضها، كما أشرف على الكثير من البرامج الإذاعية و التلفيزيونية المتخصصة، وحقق الكثير من الكشوفات لكتاب سودانيين قدمهم للقراء و أنار لهم دروب الكتابة فصاروا أسماءا ناضجة أضافت الكثير كل في مجال تخصصه. عرف الفقيد بحبه لتراب هذا الوطن، و بصبره على الشدائد، فلم يستجب لكل الإغراءات والنداءات المقدمة له للعمل خارج السودان، بل ظل حريصا على تقديم رسالته من الداخل ولم يبخل بجهده على كل طالبيه متطوعا حتى وهو يجابه أشد لحظات المرض قساوة. و الفقيد من مؤسسي الاتحاد في ميلاديه الأول و الثاني و عمل بنشاط ملموس في معظم لجانه و مكاتبه التنفيذية في دوراته المختلفة. للفقيد الرحمة والمغفرة، ولأسرته وذويه ولزملائه وتلاميذه وأصدقائه ومحبيه حسن العزاء. اتحاد الكتاب السودانيين اللجنة التنفيذية الخرطوم- السبت 6 أكتوبر 2012م |
.
قلت : قيمة الراحل المقيم أحمد الطيب عبدالمكرم كعضو مؤسس فى إتحاد الكتاب السودانيين تكمن فى قبوله من كافة أطراف وأجيال إتحاد الكتاب السودانيين الذى رغم جمعه طيفا من كتاب يغلب عليهم عداء السلطة والإنتماء لليسار (بتحفظ ) إ لأ أنه شأن مجمل منظمات المجتمع المدنى السودانى كان يشهد (تحديدا خلال فترته الأولى قبل إنقلاب الترابى ) صراع أجيال ورؤى وأفكار وحساسيات شخصية صامتة ومسكوت عنها مثل تلك الصراعات التأريخية داخل الجمعية الأدبية الشهيرة التى أنتجت مؤتمر الخريجين وأدت لشظيه لأحزاب سياسية مثلت بدأية إفساد الحياة الفكرية وإضطراب الدولة بالسودان حتى الراهن!!!!.. فى خضم الصراع الصامت داخل إتحاد الكتاب السودانيين فى نسخته الأولى كان الراحل عبدالمكرم (عضو إتحاد الكتاب السودانيين ) أقرب عمريا وإجتماعيا وفكريا لأعضاء التيار المتمرد داخل إتحاد الكتاب ويقوده أكاديمى وقاص مشهور ( حيا وقت كتابة هذا المداخلة ) وكان ينشط عبر منتدى الأحد الشهير بدار الإتحاد بالمقرن قديما رغم ذلك كان عبدالمكرم شديد الصلة فكريا وإجتماعيا وإنسانيا بالجناح الأخر (أغلب اعضاء اللجنة التنفيذية ) ورئيس الأتحاد وقتها على المك (1937 -1992 ) على وجه التحديد . ويبدو أن مرد هذا القبول لعبدالمكرم عند الطرفين المتنازعين فى صمت داخل الإتحاد هو شخصية أحمد عبدالمكرم ذات النزعة الصوفية التى تقبل كل الأطراف إلى جانب حساسيته الإجتماعية وتربيته الخاصة التى تنأى عن الدخول فى مماحكات ونزاع وخصومات شخصية ومؤامرات مع زملاء فكر لذا تجد أصدقائه من كافة اطياف المجتمع السودانى على أختلاف أيدليوجياتهم .... أضف لذلك كان الراحل المقيم شديد الإحترام لخيارات أصدقائه الفكرية والروحية لذا كان يجد قبولا وحبا وإحتراما حتى من غلاة اليمين الذين يرتبط بهم فى مجال العمل الوظيفى والإبداعى !!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)
|
أؤمن بما لايدع مجالا للشك أنه فيمايختص بخروج الروح بأمر ربها : (فلولا إذا بلغت الحلقوم 83 وأنتم حينئذ تنظرون 84 ونحن أقرب إلين منكم ولكن لاتبصرون 85 فلولا إن كنتم غير مدينين 86 ترجعونها إن كنتم صادقين 87 ) صدق الله العظيم ... بلغنى عبر الهاتف من صديق مشترك بينى والر احل المقيم مقيم حاليا بامريكا أنه كان على إتصال لصيق حتى قبيل ساعات من تحديق عبدالمكرم فى الموت بنفر من أسرة الراحل عبدالمكرم وأنه تحصل مؤخرا على صورة من الحالة الطبية للراحل عبدالمكرم (فى مرحلته الأخيرة) وانه سعى ماوسعه لمحاولة إنقاذ حياة صديقه عبدالمكرم عبر إطلاق مبادرة محدودة ضمن حلقة ضيقة من أصدقاء الراحل بالخارج بغرض إحضاره للعلاج بدولة غربية لكن شاء المولى ان يسترد الوديعة وتصعد الروح لباريها وخالقها نافخ القوة فيها بأمره ... الصديق الذى بادر الاتصال بى هو الاخ الشاعر محمد النعمان أحد اقرب الناس لعبدالمكرم فى حياته لسنوات طويلة وقد انفق أكثر من 10 دقائق على الهاتف وهو يبكى بحرقة شديدة جدا وينتحب وحدثنى ان الراحل المقيم عبدالمكرم كان فى إستقباله بالمطار عند عودته الاخيرة للسودان الشتاء الماضى كما كان فى وداعه عبر رفقة طيبة وجلسة ودية ادبية شارك فيها نفر طيب من أدباء السودان منهم الشاعر الكبير عالم عباس ..... علمت كذلك أن شاعر الشعب وروحه المناضل محجوب شريف قد بذل وسعه –عبر صلاته الحميدة مع الخيرين - لمحاولة علاج الراحل عبدالمكرم بالخارج تحديدا بالقاهرة لكن أسترد المولى الوديعة .. يتم الإشارة كثيرا فى الاسافير لمرض الشاعر محجوب شريف !!!!!!!!! فيامحجوب نحن المرضى وانت السليم المعافى لكن اللغة صارت مقلوبة فى هذا العصر الجايط !!! أنت المعافى يامحجوب ومادونك هم المرضى ياشريف !!!! الرحمة لعبدالمكرم وعاجل الشفاء لنا فى عصر (مرض ) محجوب شريف !!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: Moawia Mohammed)
|
ذهبت لأعزي الأستاذة سعاد عبد التام في الراحل أحمد عبد المكرم فسلمتني هذه الوريقة و هي تبكي لنشرها في سودانيزأونلاين
Quote: أخوي عبد المكرم هل لبكاي المر نهاية؟ حدثتك عن كتابات زوجي بشار الكتبي ( رحمه الله ) الجاهزة للنشر. حدثني أحمد رحمه الله عن حلم إنشاء دار للنشر بإسم بشار الكتبي و سامي سالم لتنشر من خلالها أعمالهما و تكون عونا للذين لا يستطيعون طبع أعمالهم في المطابع الكبيرة التي تغالي في طباعة الكتب. اليوم سأعمل جاهدة لإنشاء دار نشر بإسمكم جميعا بشار الكتبي, سامي سالم و أحمد عبد المكرم, و ليوفقني الله. هل لبكاي المر نهاية؟ أخوي العزيز عبد المكرم و نحن في صيف 98 بالقاهرة سقط بشار بـ ( إستروك ) للمرة الثانية فوجدتك أحمد الطيب سندا و أخا كنت ترفع بشار رحمة الله عليه و عليك بين يديك بل تحمله الي الطابق السادس, أنت و الصديق أحمد محمود بعد رجوعه من عند الطبيب بل توفر كل الأدوية و الأكل له و لأسرته الصغيرة في ظروف القاهرة القاسية التي عاني منها العشرات في تسعينات القرن الماضي. أحمد ( كلو بامية ) كنت تلاعب أبنائي ماجد, نزار و مصطفي عند مجيئك الينا في شارع الناصرية بالسيدة زينب, تلعب معهم و ترسم معهم و تنبأت لماجد بأنه إذا و اصل الرسم سيكون فنان جيد. أبنائي اليوم حزاني. أخوي أحمد هل لبكاي المر نهاية؟ ( ماجد إبني قال لي لا تبكي يا أمي فهو في مكان أجمل و أحسن من هنا ). أجل مكان رائع مع بشار و سامي و كل الأحبة الذين فقدتهم بفعل الموت و أحسبكم بدأتم حوارا لا ينتهي عن قيم الجمال و الفرح و أحسب أرواح سامي و بشار ترفرف حولك أخوي أحمد ألم تأتي إلينا باكرا. أحمد يا كريم الخلق يا عالي الهمة يا سند المحتاج يا روعة الفهم يا ركازة الثقافة يا عشا البايتات الليلة وينك يا محمد مصطفي الأمين و ينك يا أحمد المصطفي الحاج و ينك يا عبد النبي و ينك يا عادل القصاص و بعدك لن تقوم للثقافة قائمة. رحمك الله رحمك الله رحمك الله سعاد عبد التام دنفر - كلورادو |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: Moawia Mohammed)
|
تعازينا الحارة أستاذ أحمد وللجميع في الفقد الجلل تحية شول أشوانق دينق وشكر وعزاء فى الفقد الجلل .
أخي الأكرم : أحمد أمين في الفوضى غير الخلاقة التي نعيش طفحها في كل مكان ، كان أحمد الكريم ابن عبد المكرم وجهاً ثقافياً ندياً ألهمكم المولى الصبر على الرحيل المهيب في زمان قاس ونار اللهيب تنتظر ألف رحمة ونور عليه
تحية وشكر وعزاء الأستاذ عبدالله الشقلينى : وبرحيل عبدالمكرم ف (لنبيع خزفنا در ) أو كماقال العبادى فى رثاء الناقد الشاب اللمين على مدنى . لهم جميعا الرحمة فى اليوم الرابع لتحديق أحمد عبدالمكرم – أحد أبرز النقاد السودانيين فى العقود الأخيرة – لازالت الأسافير السودانية تذرف الدمع هطالا فهاهو الكاتب الصحفى والمؤرخ الفنى صلاح الباشا يشهد له بالنبل والطهر والرقى :
وداعا عمود إرتكاز الثقافة السودانية - الصحفي النبيل احمد عبدالمكرم: سودانيزاونلاين
كتب صلاح الباشا وهاهي الفواجع المحزنة تصيب أهل الفكر والقلم في مقتل ، فقد نعي الناعي بالجمعة الماضية رحيل انبل وأطهر وأرقي اهل الصحافة الثفاقية الأستاذ أحمد عبدالمكرم الذي ظل يعاني منذ عدة سنوات من تعب في القلب ، الزمه السرير الابيض وقد ظل مكرم يقبض علي امر قضية الثقافة والحراك الثقافي في بلادنا ، من تحرير صفحات لا تغرف الملل ، وافكار ناقدة ومتجددة لا تعرف الجمود ، بل وإدارة متقدمة للمنتديات الثقافية ومشاركات في معظم المراكز الثقافية الاوربية والسودانية حتي اصبح احمد عبدالمكرم من الارقام التي لا يمكن تجاوزها في امر الثقافة وهمومها ، وقد شهدت له صفحات صحيفة الخرطوم في القاهرة وفي السودان ابداعات عديدة يشهد لها المفكرين وجمهرة المثقفين وفوق ذلك فإن مكرم ظل ثابتا علي مواقفه المنحازة لجانب جماهير شعبنا ولم ينكسر كما إنكسر العديدون أمام مغريات الدنيا رحم الله الصحفي الانسان المهذب جدا والحبوب جدا احمد عبدالمكرم ونسأله تعالي ان يعوض شبابه الجنة - والعزاء لأدارة واعضاء مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي با مدرمان والذي لعب فيه دورا مشهودا لعدة سنوات - والعزاء لقبيلة الصحفيين في كل مكان - إنا لله وإنا إليه راجعون..... قلت: * صلاح الباشا كاتب وصحفى يكتب بمتعة ودقة فى الفن السودانى وله مؤلف صدر بداية هذا القرن عن الفن السودانى كذلك يكتب الكثير من المقالات السياسية عبر الصحف والأسافير إلى جانب نشره على فترات نتفا من ذكرياته بمدينة ودمدنى السنى خلال الستين من القرن الماضي ويتحرك عبرها بمتعة بين مارنجان و الهوارة و بانت وود أزرق والدباغة والعشير والبان وودكنان وجنينة كعكاتى ومطعم أبو ظريفة ( من زبائنه الفنان عثمان حسين عند زياراته لمدنى ) وقهوة أب لبدة و جل مغانى مدينة مدنى القديمة تلك الفترة التى كانت مدنى منجم وبستان ونهر إبداع يروى السودان من نمولى لحلفا بالفن والكرة والإقتصاد والعلم والموضة والمصطلحات وهلمجرا هذا فى تحديق الناقد عبدالمكرم فى الموت !!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)
|
أحمد الأمين تعازي الحارة لك ولكل أهل وأصدقاء وعارفي فضل فقيدنا المثقف الناقد القصاص الصدوق المهذب أحمد الطيب عبدالمكرم. لقد كنت هناك في وداعه في أحمد شرفي ولم أتعجب أن أقبل المثقفون السودانيون من كل صوب وحدب ومن كل ضروب الثقافة تشكيليون، شعراء نقاد، قصاص، كتاب مقالات وأعمدة وصحفيون وقراء مثلي، يعزون بعضهم البعض ودموع بعضهم كانت ظاهرة على عيونهم. تعرف بالنسبة لي كقارئ ألتقيت أحمد مرات قليلة خاصة في فترة القاهرة أعرفه من خلال ما يكتب، ويجمعني به حب كبير لابراهيم اسحق وعالم عباس، فأنا أعتبر ابراهيم اسحق أهم روائي سوداني وعالم أحد أشعر شعراء السودان والكاتبين بالعربية. ومن خلال كتاباتك تعرفت على علاقته ببشار الكتبي، وهو حب آخر في حياتي، طابت ذكراه وخلدت والمجد لسعاد وأطفاله. تصور يا أحمد كم نحن بؤساء أن نضطر لنؤرخ برحيل رجل عظيم بدلا من يوم ميلاده!
| |
|
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)
|
الرحمة لجميع الأموات فى الجمعة الثانية لرحيله لازالت الشهادة الموجبة حول مكانة وشخصية الرجل النادر أحمد عبدالمكرم -له الرحمة من مليك مقتدر تتوالى و حيث كتب الشاعر السوداني صلاح يوسف المقتبس ادناه بشبكة سودانيات دوت نت معلنا بوضوح :...
لن ينتهي العزاء بانتهاء الدفن صلاح يوسف
Quote: لن ينتهي العزاء، في الأستاذ أحمد الطيب عبد المكرم فقيد الوسط الثقافي والصحفي، بانتهاء مراسم الدفن وعودة دولاب الحياة إلى إيقاعه الرتيب0 فقد غيب الموت عنا نجماً ساطعاً في ظلمة حالكة واختطفته يد القدر على عجل قبل أن يستكمل بناء مشواره النقدي وتسليط الضوء على فنون وثقافة وأدب الهامش0 وعندما كان بمستشفى سوبا، هاتفته قبل أيام من نقله لمستشفى فضيل مستفسراً عن صحته فأجابني بلغة ترفرف على أجنحة الأمل رغم أن نبرته بدت لي غريبة وإن ظلت تحمل طابع الهدوء والأدب الجم الذي كان ديدن حديثه0 وقبل رحيله بيومين قرأت رسالة على البريد الاليكتروني من صديقنا المغترب رسام الكاريكاتير محمد خوجلي كررواي جاء فيها (مازال صديقي الكاتب والناقد والصحفي ( أحمد عبد المكرم ) في العناية المركزة بمستشفي فضيل ... وأفادني قبل قليل هاتفياً الصديق مجذوب عيدروس بأن حالته حرجة للغاية 00 دعواتكم له بالشقاء فهو أحد أعلام الثقافة في السودان 00 الله يشفيه ويرفع عنه البلاء0 فهو القادر على كل شيء) ولأنني لم أتوقع تدهور صحته نحو ذلك النفق الضيق، لم أتعجل معاودته حتى لا أراه في ذلك الحال عسى أن يتجاوز المحنة لأسعد ببشاشته عند اللقاء، إلا أن تقديراتي انهزمت أمام إرادة المولى عز وجل0 لم أعلم برحيله إلا بعد منتصف الليل وكان وقتها قد توسد السراديب النائية مودعاً هذه الفانية0 ومن عجب أن خبر الرحيل الفجائي شب أمامي أثناء تصفحي للمواقع الاليكترونية حيث نعاه الزميل صلاح الباشا من خارج البلاد قائلاً (وهاهي الفواجع المحزنة تحملها لنا الأخبار من الخرطوم العاصمة فتصيب أهل الفكر والقلم في مقتل0 فقد نعى الناعي قبل ساعات قليلة رحيل أنبل وأطهر وأرقى أهل الصحافة الثقافية الأستاذ أحمد عبد المكرم الذي ظل يعاني منذ سنوات من تعب في القلب ألزمه السرير الأبيض، وقد ظل مكرم يقبض على أمر قضية الثقافة والحراك الثقافي في بلادنا، من تحرير صفحات لا تغرف الملل وأفكار نافذة ومتجددة لا تعرف الجمود، بل وإدارة متقدمة للندوات الثقافية ومشاركات في معظم المراكز الثقافية الأوربية والسودانية حتى أصبح أحمد عبد المكرم من الأرقام التي لا يمكن تجاوزها في أمر الثقافة وهمومها0 وقد شهدت له صفحات صحيفة الخرطوم في القاهرة وفي السودان إبداعات عديدة يشهد لها المفكرين وجمهرة المثقفين0 رحم الله الصحفي الإنسان المهذب جداً والمحبوب جداً أحمد عبد المكرم ونسأله تعالى أن يعوض شبابه الجنة0 والعزاء لإدارة وأعضاء مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بأم درمان والذي لعب فيه دوراً مشهوداً لعدة سنوات والعزاء لقبيلة الصحفيين في كل مكان0 إنا لله وإنا إليه راجعون0) كانت المرة الأولى التي أتعرف فيها على أحمد عبد المكرم في منتصف التسعينات عندما كانت جريدة الخرطوم تصدر من القاهرة وجئتها زائراً من بلاد الغربة0 ومنذ الوهلة الأولى لم يتردد قلبي في إفساح المكان الذي يليق بشخصه الودود حيث ارتقت الوشائج وتشعبت عروق المحبة الأخوية الصادقة بيننا فكانت خطاي تقودني تلقائياً نحو مكتبه بالجريدة متى جئتها لمحاورته عن محتويات ملفاته الثقافية الأسبوعية، وكان صوته بين الحين والآخر يصلني عبر الهاتف حين يعز اللقاء حتى بعد أن غادر الجريدة إلى مراكز ثقافية ومنابر عدة يأمل من خلالها تقديم المزيد من العطاء0 لا يتسع المقام لذكر مناقبه الكثيرة ولكنني أذكر ذات يوم وأنا أجالسه أن دلف لمكتبه بالخطأ شخص من العامة يرغب في إيصال مظلمة ذات صبغة اجتماعية لا علاقة لها بهموم الثقافة والإبداع ولكن احمد، بدلاً من توجهه الرجل، استدرجه بحسه الصحفي فإذا بالرجل مشحون بمهارات فنية ودراية بالأمثال والتراث الشعبي والعفوية والوضوح الذي يشدك للانتباه، فحاور الرجل بجدية حول تجربته الحياتية واستدعي مصور الجريدة لتوثيق اللقاء الذي احتل مكاناً في صفحات المنوعات على ما أذكر0 فله الرحمة ولأهله وأصدقائه وقرائه حسن العزاء0 |
الشهادة الملونة بالأحمر لصالح عبدالمكرم تدل على دقة حاسته المعرفية وعدم إحتقاره للبسطاء (العوام) إيمانا منه بوجود قوة معرفية داخل كل بشر مهما كان مظهره ومستواه العلمى وحصيلته المعرفية وهنا يبرز (الرجل الصالح ) فى سورة الكهف الذى علم سيدنا موسى ( من اهل العزم ) مالم يكن يعلم !!! سلاما على موسى وعبدالمكرم فى العالمين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)
|
الرحمة والمغفرة لجميع الأموات بحرمة هذا الشهر الحرام وبركة هذه العشرة الأوائل التى ضمنها الوقوف بصعيد عرفة الطاهر حيث تغفر الذنوب وتعتق الرقاب من جهنم أجارنا الله منها
فى رحيل الناقد الفذ والإنسان المحترم المهذب أحمد عبدالمكرم والبعد جغرافيا عن مصادرى الورقية الخاصة بإسهامات الناقد عبدالمكرم التى نشرها خلال حياته القصيرة نسبيا (1959-2012 ) لأ أجد ملاذا سوى اللوذ بالأسافير بحثا عن تجليات وإشرقات قديمة كتبها بيراعه النادر وتلقى بعض الضوء على مقدرته النقدية والتحليلية العميقة التى تدل على ذوق رفيع وقراءة واسعة فى بطون الكتب التى كانت يضيق بها (صالون أسرته ) بذاك المنزل كثير الطعام الحلال الذى يعج بالضيوف ويرحب بهم (دون كشرة )... له الرحمة ولتلك الأسرة الصابرة حسن العزاء ( يحمل الأبن البكر لإحدى شقيقات عبدالمكرم إسم خاله الراحل وقد ولد خلال وجود خاله قديما بليبيا ولعله الان فى بداية مرحلة دراسته الجامعية وعسى ان يحمل ذات الجينات الوراثية النادرة التى كانت تميز خاله الراحل عبدالمكرم وتجلت عبر الشهامة..الصدق ... التواضع ...العفة ...الصبر الخ ) .. أدتاه المقدمة النقدية –التقريظية التى كتبها الناقد احمد عبدالمكرم لمؤلف المؤرخ الإجتماعى والأخلاقى لمدينة ام درمان الرجل صاحب القلم المرعب شوقي بدرى الموسوم (حكاوي أم درمان ) وهي بلدة شوقى كمالايخفى و عبدالمكرم (بتحفظ ) وبها جدثه .....
مختارات من " حكاوي أم درمان" للأستاذ شوقي بدري تقديم بقلم الأستاذ احمد عبدالمكرم
Quote: إن كتابات شوقي بدري و"حكاياه"، التي احتشد بها، هذاالكتاب. والتي تستند على نهجه الخاص, في الكتابة السردية وطريقته التلقائية في تحرير تفاصيل السيرة الذاتية، تقدم لنا عالماًغنياً بأبعاد التجربة الحياتية والإنسانية (بمختلف مستوياتها)، في مدينة فريدة التكوين التاريخي والاجتماعي، مثل مدينة أمدرمان. هذه المدينة العزيزة على كل سوداني.. لأنها تاريخياً، كانت الرمز وما زالت لوحدة المجتمع السوداني.. بكافة أمشاجه وتنوعه الذاخر. فأصبحت بما حدث فيها من تداخل وتفاعل ثقافي، اجتماعي واقتصادي عميق - بين أناسها، المنحدرين، من مختلف التكوينات السكانية للبلاد - النموذج الأعلى لمفهوم "الشخصية السودانية"، ورمزها الدال على تحققها التاريخي. لذا كانت، بهذه الكيفية؛ مصدر إلهام للكتاب والشعراء في التعبير عن رؤاهم وأحلامهم المنشودة والمنتظرة لوحدة الأمة السودانية. ومع هذا الحب الكبير والمكانة الخاصة التي تتمتع بها أمدرمان في كتابات المبدعين السودانيين (خاصة كتابات أبناؤها الذين ولدوا وترعرعوا فيها) إلا أنه من النادر أن نجد من استطاع أن يعبر عن (المجتمع الامدرماني)، (المكان الامدرماني) و(القيم والأخلاق الامدرمانية) بمثل ما فعله شوقي في - هذا الكتاب - بحبه الجارف لامدرمان، الذي بلغ حد التقديس أحياناً. وليس أدل علي هذا التأثير الطاغي الذي تركته امدرمان في شخصية المؤلف وتكوينه النفسي والوجداني، من هذه "الذاكرة" الحية. الذاكرة الحديدية التي عبرت بكل هذا الوله، وهذا العشق الكبير، عن أمدرمان المفقودة.. أمدرمان التي ضاعت وطواها الزمن، ولم يبق منها إلا هذا الحب الثاوي في نبضات القلب وحنايا الوجدان. كما وأننا لا ندرك - كذلك - مدى هذا التأثير الطاغي لأمدرمان علي الكاتب، وهو يتوسل "بالكتابة"، للحفاظ على كل تلك التفاصيل الدقيقة والحميمة من زمن طفولته ومراتع صباه الباكر إلا حينما نعلم أن كل هذه "الحكاوي الأمدرمانية" - بهذا الأداء المدهش للذاكرة - كتبها المؤلف وقد ظل بعيداً عن أمدرمان ما يقارب الثلاثة عقود ونصف العقد، قضاها الكاتب، بعيداً عن وطنه - في بلاد الغربة منذ أن رحل للدراسة أول مرة. وكان لا يعود إلى أمدرمان طوال هذه الفترة، الالماما. وعبر زيارات متقطعة، لا تزعف المحبوب النهل من مع ين محبوبته "أمدرمان". غير أن. العشر سنوات الماضية، والتي لم يستطع خلالها ملامسة تراب امدرمان - بسبب التحولات السياسية الأخيرة في البلاد - فجرت فيه منابع هذا الغضب النبيل لما آلت إليه أحوال أمدرمان المدينة، وأحوال أمدرمان الوطن.. فشرع من ثم يسجل بقلم محموم كل ما انطوت عليه ذاكرته - المتشظية بالغربي - تفاصيل ومواقف وأحداث يفاعته الأمدرمانية الطازجة، التي انصهرت وإلى الأبد في تلافيف ذاكراته الحديدية. وتبقي من ناحية أخرى الخصائص المميزة لكتابة المؤلف - كما سيلاحظ القارئ - تتمتع بنهجها الخاص - كما قلنا - كخطاب سردي امتلك انحرافات اللغوية وطرائقه الأسلوبية، كنمط نثري متحرر من أية قواعدية للنوع الأدبي. حيث استطاعت هذه الكتابة، بطابعها هذا أن تملأ فراغا ظل قائما إلى اليوم في حركة ثقافتنا: بين ما هو مكتوب ورسمي "أي معترف به كسلطة كتابة نثرية" وبين ما هو شفاهي "شعبي" يعتمد في آلياته التوصيلة على "الحكي" خارج نطاق الكتابة الرسمية السائدة.. بحيوية، سرد الروايات واعتماد وقائع السيرة الشخصية كمصادر مباشرة: للمعرفة بالعالم، الناس والجغرافيا "الأخلاقية/ القيمة" للمكان الأمدرماني. وهذا الفراغ - الذي نقول به - حاولت أن تملأه التجربة النثرية التي يمارسها شوقي بدري بكافة خصائصها التي لا تقتصر على مستوى الشكل والأسلوب لكتابة "تروم تحويل ما هو شفاهي إلى مكتوب"، ولكن حتى على مستوى الموضوعات "القضايا" المثارة في خطابه. باعتبارها موضوعات تم السكوت عنها أو هي بحكم طبيعتها "الشفاهية" مهملة وتقع خارج نطاق المدى التقليدي لما هو "مكتوب" أو رسمي ينتمي لما يمكن أن نطلق عليه "الكتابة العالمة". وبالتالي فإنها من حيث كونها كذلك، تصير أكثر دلالة على المستوى التحتي أو ما هو "ثقافة شعبية". ومن هنا تنبع المشروعية التي تعطي كتابة شوقي بدري قيمتها الأدبية والمعرفية بفضل محاولتها الإمساك بتفاصيل هذه العوالم التي تكون عرضة لأن تسقط من بين ثقوب الذاكرة الجمعية وتندثر. ولا نقول هذا الكلام "عن كتابات شوقي بدري" كإمتياز خاص به.. ولكن هناك محاولات عديدة "في ثقافتنا" سبقته في هذا الاتجاه: إن كان ذلك في تجربة "جده" الرائد الشيخ بابكر بدري وكتابه "تاريخ حياتي" أو في جملة الكتابات التي جمعت ما بين: التاريخ الشعبي، التسجيل الوثائقي، السير الذاتية، رصد "المُلح" والطرائف، ووصف الظرفاء وغيرها. حيث يمكن أن نذكر في هذا المقام كأمثلة كتابات: عبدالله رجب، حسن نجيلة، فهمي بدوي، د. خالد الكد، إلى جانب مساهمة كاتب ساخر مثل الدكتور محمد عبدالله الريح. وتظل في النهاية مثل هذه الكتابات تؤكد أهميتها الأدبية لما تحمله من قيمة معرفية، غاية في الأهمية. عن دقائق التكوين النفسي والمزاجي والسلوكي وحتى نمط الذهنية وآليات التفكير في شخصيتنا الوطنية، ذات المرجعيات المتعددة، ثقافياً وحضارياً. كما أنها تنزع بصدقها القناع الرسمي "الجاف"، وكاشفة ب(.........)اجتها وحيويتها، عن أصالة الثقافة الشعبية. فما أحوجنا اليوم في المرحلة الراهنة التي يمر بها شعبنا، إلى مثل هذه الكتابات الأكثر التصاقاً بالحقائق المجردة لمحتوي ومضمون ثقافتنا الشعبية وعرضها بشجاعة كاملة دونما أية تزويقات أو تلاوين كاذبة…
أحمد عبدالمكرم القاهرة يوليو 1999م. |
* المصدر: أرشيف سودانيزاونلاين 2007==========
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)
|
لازالت الأسافير السودانية تنضح عبقا بذكرى وخصال الراحل المقيم احمد عبدالمكرم..
شواهد الرحيل المر!![/red ]صلاح الحويج Quote: **تضج الساحة الرياضية بالكثير من القضايا المهمة والتي تحتاج منا إلى المساهمة في وضع المعالجات لها **قضية سيف مساوي من القضايا المهمة والتي أخذت حيزا كبيرا من المناقشة في المنتديات واجهزة الإعلام المختلفة **أيضا تجدد الخلاف بين غارزيتو وأنصار البرنس هيثم مصطفى على إثر تصريحاته الصحفية السالبة في حقه **لكن ليعذرني القارئ الكريم أن أتناول موضوعا بعيدا كل البعد عن كل ماذكرناه **فجعت البلاد برحيل إثنين من أعظم أدبائنا ومثقفينا والذين وضعوا بصماتهما الواضحة في مسيرة الأدب والثقافة والفن في بلادنا الحبيبة **رحل يوم الجمعة الماضية الأخ الزميل الصديق الأديب الناقد أحمد الطيب عبدالمكرم ثم رحل من بعده الشاعر الضخم أستاذي وشيخي وصديقي الكبير صديق مدثر بالرياض يوم الأربعاء **الأستاذ الكبير أحمد عبدالمكرم أديب وناقد كان ملء السمع والبصر وكان له دور رائد في النقد الأدبي وكان مسؤولا عن الملف الثقافي في صحيفة الخرطوم لفترة إمتدت لما يقرب من العشرين عاما **أحمد عبدالمكرم يأسرك بتواضعه الجم وأخلاقه العالية وهدؤه في النقاش والحوار **زاملته في صحيفة الخرطوم منذ العام 1994 وحتى عندما تركها ليتفرغ لمركز عبدالكريم ميرغني الثقافي وقد تركت وفاته حسرة كبيرة على قلوب كل من عرفه عن قرب تغمده الله بواسع رحمته **قادة الإتحاد العام يفلحون فقط في السفر والتصريحات الخنفشارية! **أما أستاذنا وأستاذ الأجيال صديق مدثر فالحديث يطول ويتشعب ،عرفته عن قرب لفترة لاتقل عن عشرين عاما فقد كان عليه رحمة الله جاري في الرياض لفترة 15 عاما **وكنا نلتقي كثيرا في المنتديات الثقافية والليالي الأدبيه والفنيه سواء كان في دار الجالية بالرياض (أم الحمام) أو في منتدى الهلال الثقافي أو في بعض الجلسات الأدبية التي كنت أقيمها أحيانا في منزلي بالرياض **ولي مع الراحل العظيم ذكريات كثيرة وطريفة فقد كان عليه رحمة الله رجل يحب الطرفه وله نوادر كثيرة **من الطرائف التي أذكرها كنا في منزل الأخ الدكتور أحمد الصيدلاني وكانت المناسبه تكريم رابطة أصدقاء مصطفى سيدأحمد للفريق أبراهيم أحمد عبدالكريم وأذكر في ذلك اليوم كان النقاش يدور حول ماكتبه أحد الفنانين في عمودي بالخرطوم الرياضي (في الفن والجمال)عن زميل له وقد أطنب هذا الفنان في ذكر محاسن زميله فما كان من الراحل العظيم صديق مدثر إلا أن قال ضاحكا (والله الموضوع ده كاتبو الشقي ده)وأشار إلي وضجت الغرفه التي كنا فيها بالضحك!! **كما أذكر بأنني عندما كنت رئيسا لجمعية الصحفيين الرياضيين وكنا قد إستقدمنا الفنان الكبير عبدالكريم الكابلي بأن ذهبت إليه في منزله بحي العمل بالرياض بالقرب من منزلي وقلت له لدي مفاجأة لك فضحك قائلا هات مفاجأتك ماهي؟قلت له:كابلي في البلد اليوم وكان الكابلي وقتها قد وصل وكنت في طريقي إليه بمنزل الأستاذ إدريس عبدالقادر (الوزير الحالي)وكان الكابلي قد وصل معه في طائرة واحده وذهبت وأخذت الكابلي لأحد الفنادق وفي المساء جاءه صديق مدثر وعبدالمنعم عبدالعال وعدد كبير من الإخوة وقد فرح الرجلان كثيرا بلقائهما هذا **كنت دائما ما أطلب منه أن يحدثني عن أمدرمان ورجالاتها وأدين له بالفضل في معرفة الكثير من رجالات أمدرمان في الثقافة والأدب والتجارة وغير ذلك **كان الراحل العظيم أمة لوحده وبفقده يقفد السودان علما آخر من أعلام الفن والأدب زكان أخر عهدي به في زيارته لنا بالصحيفة مع الصديق العزيز وأستاذي بشرى النور جابر ومنها سافر إلى الرياض **الأرحم الله أستاذنا وشيخنا الكبير صديق مدثر رحمة واسعه وأدخله فسيح جناته والعزاء لأسرته وللشعب السوداني آخر الكلم **يحق لنا أن نقول عن هذا العام بأنه عام الأحزان بحق نسأل الله اللطف في القضاء |
**المصدر : النسخة الالكترونية لصحيفة كفر ووتر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)
|
الناقد أحمد عبدالمكرم يصف المشهد السردى السودانى فى (تسعين القرن الماضى ) ويستشهد بالروائى الذى سرقته ( جدلية المركز والهامش ) أبكر ادم إسماعيل يابدر الدين الأمير !!!
المشهد الروائي السوداني
الناقد أحمد الطيب عبد المكرم: Quote: الملاحظة الأساسية والبارزة في علاقات وتفاصيل المشهد الروائي الراهن في السودان ـ رغم انقضاء ثلثي العقد الأول من القرن الجديد ـ تشير إلي هيمنة رواية التسعينيات علي كامل أركان هذه المشهدية السردية التي انفجرت بشكل مفاجئ منذ بداية العقد الأخير للقرن الماضي، إذ أخذ هذا الصوت ـ صوت رواية التسعينيات ـ في العلو بصخب فوار فاق في عنفوانه كل التصورات باندفاعاته وتناسل وتوالد ـ بشكل كثيف ـ الأعمال الروائية (لجهة عدديتها) بما يشكل ظاهرة استثنائية وإفراطا غير مسبوق في الكتابات السردية منذ عرف الأدب السوداني مع نهاية الأربعينيات نماذجها الريادية الأولي، وعليه فقد جاءت رواية التسعينيات في السودان لتسجل رواجا ومزاحمة بدت وكأن ماردا صحا علي حين فجأة من غفوته، فأراد أن يستكمل بنهم أكال كل ما فاته من سنوات السبات الطويلة الذي تباعدت فيه فرص الإنتاج كتابة ونشرا خلال مرحلتي التفوق الجمالية لنزعات الكتابة الروائية في الماضي (مرحلة رواية ما بعد الاستقلال) أو الماضي البعيد، ونعني مراحل التجارب الجنينية الأولي (تجارب رواد الرواية) لمرحلة ما قبل الاستقلال. رواية التسعينيات تلك الرواية أو الروايات التي استطاعت أن تحقق تفردا غير مسبوق في عددية الروايات التي أخرجتها المطابع في الأدب السودان (120) رواية خلال عقد واحد، فضلا عما ذخرت به هذه الرواية خلال عقد واحد، فضلا عما ذخرت به هذه الرواية التسعينية في انفجارها من قضايا وموضوعات مثلت في منحاها العام إعادة إنتاج لذات الموضوع الأثير في الكتابات السودانية ـ ونعني به موضوع مأزق الهوية ـ وقضية البحث عن حدود مقنعة للتكوين الحضاري للشعب ـ سواء جاء هذا الأمر بالهجائية الريفية المتمردة والمحتجة علي الظلامات التي تعرض لها إنسان الهامش علي أطراف مركزية الدولة السودانية القابضة بحسب ما أظهرته روايات أبكر آدم إسماعيل وخاصة عمله الأساسي (الطريق إلي المدن المستحيلة) أو ما حاول تأكيده عبر مواجهة صريحة مع التاريخ والعلاقات القديمة للمملكات السودانية الغابرة علي تخوم السهول الممتدة في وادي النيل لاعظيم كما فعل صاحب رواية (أحوال المحارب القديم) الحسن البكري، أما البعد السياسي الأيديولوجي المفحوص هنا علي ضوء الأفق الروائي كأداة نقدية للمسالب الاجتماعية فقد اطلعت به روايات المبدع المتميز مروان حامد الرشيد في عمليه (الغنيمة واالإياب) و(مندكورو) |
* المصدر : صحيفة إيلاف الاسفيرية......
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)
|
كتب عادل القاصص فى منبر سودان للجميع قبل لحظات : ما يلي هو نص الكلمة التي تلتها نيابة عني الأستاذة لمياء السنوسي (لها الشكر) في مناسبة التأبين التي أقامتها حركة القوى السودانية الجديدة في الخرطوم يوم 17أكتوبر 2012 لفقيدنا أحمد الطيب عبد المكرم. أعيد نشر هذه الكلمة هنا، بعد أن أجريت عليها بعض تعديلات واضافات طفيفة، وغير طفيفة. ..
Quote: في البدء لابد من لفت انتباه الحاضرات والحاضرين الى أنّ ما سأقوله – الآن على الأقل – عن الصديق أحمد الطيب عبد المكرم لا يتضمّن زعما بالاحاضة بعوالمه، تطوّراته وأنشطته الابداعية، الفكرية، الثقافية، السياسية والمهنية. ذلك انّ عدد سنوات الشتات والمنافي التي أبعدت واحدنا عن الآخر يفوق بكثير عدد سنوات الالتئام، التواصل والمتابعة. فلا مناص اذن (وقد كان هو من مأخوذا بالاستخدام الحاذق لماركيز لعبارة "لامناص" في مستهل "الحب في زمن الكوليرا") من أن يأتي أغلب حديثي في هيئة سرد وجداني ذي نقاط أو اشارات تعتمد على استدعاءات، ذات درجات تماسك متباينة، من الذاكرة.
ومن المؤسف – بل من المؤلم – انني سأجد نفسي غير قدار على تفادي فعل الماضي"كان"، ذي الاستخدام المؤذي بالنسبة لي هنا على الأقل.
كان تعرّفي الى أحمد أحد الفضائل المبكّرة والمميّزة التي جاد بها عليّ الصديق الأديب والسياسي الراحل بشّار الكتبي. كان تعرّفي الى أحمد في ذلك الوقت من عام 1983 يعني الكثير بالنسبة لي، وعلى أكثر من صعيد. كنت في ذلك الوقت قد كتبت نصين سرديين دون أن أعرف أن أحدهما – وهو "عفوا كنت أمارس فيك العشق" – يمكن أن يلتمس طريقا الى نوع القصة القصيرة. كانت مجادلة أحمد لبعض ممن قرأوا ذلك النص قبل النشر تقول باندراج ذلك النص في نسق القصة القصيرة، ذات الحساسية الجديدة. أفادتني تلك المجادلة في عدة مستويات متعالقة: جعلتني أولى تركيزا على القصة القصيرة قراءة وكتابة والى حد ما متابعة نقدية. أي أنها لعبت دورا محوريّا في تشكّل "هوّيتي الابداعية" التي عرفت بها فيما بعد.
على أنّ الغزارة، الوسامة والجاذبية النظرية التي ميّزت حديث أحمد عن تلك القصة القصيرة ما لبثت أن انداحت، اذ أخذت علاقتي الشخصية به تتنامى، لتشمل مستويات أخرى: الرواية، التيارات والمعارف الفكرية والثقافية العالمية المؤثرة في ذلك الوقت، وبعض الملامح – التي كان معظمها مجهولا بالنسبة لي – وبعضها كان مهملا من جهتي – من تاريخنا الثقافي والابداعي الطليعي السوداني.
وربّما حريّى بي هنا أن أولي النقطة الأخيرة، أي تنقيب أحمد في ملامح من تاريخنا الثقافي والابداعي الطليعي، بعض تركيز بسبب من دورها الحاسم في اعادة تعرّفي اليّ. فلقد كنت ابان تلك اليفاعة الثقافية-الابداعية لا أعطي انتاجنا الثقافي، الفكري، الابداعي السوداني – لا سيّما الرائد منه – العناية القمينة به. كان نموذجي أو مثلي الأعلى السردي، القصصي والروائي، يقع خارج "حدودنا القومية المحلية". لقد كنت "مغتربا" ثقافيا-أدبيا. كانت الآداب السردية العالمية والعربية (الروسية، الفرنسية، الانجليزية، العراقية، المصرية، اللبنانية، السورية – مثلا) هي الأكثر جاذبية وتأهيلا بالنسبة لي. (وهو أمر سأعود الى الحديث عنه وعن دلالاته – واداناته – المتعددة في مناسبة أخرى). كان لأحمد الفضل الأكبر في تعريفي – في الغالب للمرة الأولى في "حياتي الأدبية-الثقافية"! – على خليل عبدالله الحاج، أبي بكر خالد، ملكة الدار محمد، وحمزة الملك طمبل.
كان لأحمد الفضل الأكبر في عودتي اليّ.
غير أن الملفت أن تنقيب أحمد لم يكن ينحصر في هموم التأريخ أو محاولات التأصيل لأنواع ابداعية – سردية حصرا – وتيارات ثقافية رائدة، رغم أن تلك كانت من مشاغله النقدية المركزية. كان سؤال أو مأزق الهوية السودانية – بمستوياته الاجتماعية، الثقافية، الأيديولوجية، السياسية المتواشجة – مركزيا لديه أيضا. أكثر من هذا، كانت مسألة الثورة السودانية، دور المثقف فيها – حيث كان غرامشيا هنا – وحلم العدالة الاجتماعية لم يكن مركزيا عنده فحسب، وانّما كان مشروطا بتحرّر "الانسان السوداني" من قيوده الداخلية، التي كان يرى أنها تحجب أو تزيّف وعيه.
كان تأمّله في الميكانيزمات السائدة المتوارثة للانتماء الى طائفة الأنصار التي تنحدر منها أسرته (وهو المولود في الجزيرة أبا عام 1958)، علاوة على تأمله في ميكانيزمات شبيهة سائدة للانتماء الى كيانات اجتماعية، كما الى تنظيمات سياسية أخرى معاصرة، يمينية ويسارية، قد مكّنه من التعرّف على فداحة حجم ونوعية القيود الداخلية – من جهة المفاهيم – المعرقلة للثورة التحررية التي من شأنها جلب العدالة الاجتماعية المنشودة.
كان يرى أن المركز المديني السوداني الأوسط المتعجرف والمكابر في حاجة الى رجّة نوعية كبرى تأتي من الهامش، الجغرافي-الاقليمي والاجتماعي العاصمي. كانت حركات التحرر المسلحة في مناطق من أميركا اللاتينية، بالاضافة الى قراءات نظرية - ماركسية في الغالب - لم تكن سائدة في فترة ثمانينيات القرن الماضي، تلعب دورا موحيا في تلك الرؤية. لذلك كانت حفاوته بالغة بانبثاق الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان.
بيد أنّ احتفائه، دعمه، ولاحقا انتماءه الفعلي، للحركة الشعبية لتحرير السودان، الذي جاء محميا بتحرره الشخصي من القيود الداخلية، والمسنود بالقراءات العميقة والمساءلات المقلقة، لم يحجب عنه نظرات نقدية نافذة تجاه بعض مفاهيمها وممارسات بعض قادتها، التي كان يرى – وقد صدقت رؤيته – بأنها قاتلة.
تَحرُّر أحمد من القيود الداخلية جاء كنتيجة – كما قاد الى – تطوره وانفتاحه الثقافي والفكري. كان قارئا غير عقائدي. كان باحثا دائبا ودقيقا.
كان محاورا رفيع القلب، رحيب العقل، وسمح اللسان.
كم كان شغوفا بالحوار الثقافي والفكري! خلال معظم ثمانينيات القرن الفائت، كان كثيرا ما يأتي الى منزل بشار الكتبي بالمهدية الحارة الخامسة قادما من الخرطوم عقب انتهاء عمله بقسم المعامل بكلية طب جامعة الخرطوم لا لشئ الا بحثا عن حوار حول قضايا الابداع أو الثقافة أو الفكر أو السياسة. كان هذا يعني أن يجلس لمدة خمس أو ست ساعات على الأقل ثم يذهب بعدها راجلا قاطعا مسافة تستغرق ثلاث ساعات تقريبا الى حيث منزل أسرته بالثورة الحارة الثانية عشر. كان هذا يحدث مرة – وأحيانا أكثر من مرة – في الأسبوع.
شغفه بالحوار الثقافي والفكري وحرصه عليه هو الذي قاده الى اقتراح ما درج بعضنا على تسميته ب"غداء ثقافي" أو "مقيل ثقافي" خلال أغلب أعوام ثمانينيات القرن الماضي. كانت فكرة "الغداء الثقافي" أو "المقيل الثقافي" تقوم على اجتماعنا – نحن الأصدقاء وأصحاب الهموم الابداعية، الثقافية والفكرية – في بيت أسرة أحدنا خلال عطلة نهاية الأسبوع لنناقش نصا ابداعيا انتجه أحدنا حديثا. كانت قائمة الأعضاء الدائمين لتلك الفعالية تضم، علاوة على أحمد نفسه وشخصي، كل من الصديقين، الأديبين والناقدين الراحلين، عبد الوهاب حسن الخليفة وعبد الله محمد ابراهيم، الصديق الناقد السينمائي محمد مصطفي الأمين والصديق القاص محمد خلف الله سليمان. كما كانت القائمة تضم أعضاء غير دائمين من أمثال بشار الكتبي ومحمد المهدي بشرى. على أن مكتب أحمد بقسم المعامل بكلية طب جامعة الخرطوم كان عبارة "مقر دائم" لغدائنا أو مقيلنا الثقافي، الذي لم يكن دائما في حاجة الى نص حديث ينتجه أحدنا. ذلك أننا كنا كثيرا ما نلتقي هناك بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية ونمكث حتى يضمحل العصر.
لقد كان أحمد مهموما دائما بشئ، رفيع، حميم وخصيب يجمع الناس.
كان مهموما بالتغيير الجذري.
كان حفيّا بماركس، بتروتسكي، بآيزاك دويتشر، بألتوسير، بماركوزه، بفانون، بلوكاتش، بباختين، وبغرامشي.
جاء الى "الصحافة الثقافية" عبر نافذة "المثقف العضوي".
لهذا كان صحفيا متفانيا ذا حساسية أخلاقية عالية – الى الدرجة التي أدت به الى أن يُسْتَغَل – في أوقات كتيرة – من قبل بعض أرباب المؤسسات الصحفية والثقافية السودانية استغلالا بشعا. يا كم نال منه الاجحاف المادي! يا كم نال منه الظلم المعنوي!
كانت فكرة "المثقف العضوي" تعني عنده – من بين ما تعني – أن يكون في المكان.
لهذا السبب لم يرضخ لأغراءات ونداءات "هجرة المثقف". وتطبيقا لهذا المبدأ غادر مصر خلال الأعوام الأولى لهذه الألفية عائدا الى السودان الذي بقي فيه حتى آخر نفس له.
لقد كان سخي الوجدان واليد واللسان.
المصيبة تكمن في أنّه ليس من السهولة الحصول على مثل نموذج أحمد هذا. لذا أجدني أهتف مع الصديق كمال قسم الله – عند كل فاجعة كهذه: "يسقط الموت"! |
..
تبيهات : *كلمة عادل أعلاه نشرها (غير منقحة ) العضو لبيد بدر الدين الأمير فى بوست خاص عن ندوة حق (جناح هالة ) عن الراحل عبدالمكرم وقام عادل القصاص بعد تنقيحها بإعادة نشرها بمنبر سودان للجميع (عادل عضو مقل جدا بذاك الموقع ) وأعيد نشرها هنا ببوستى نقلا عن نشر عادل لها بذاك المنبر ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)
|
الدكتورة بخيتة محمد زين تذكر الراحل أحمد عبدالمكرم وتصفه بالمكتبة المتحركة !!!! (2 )
Quote: من اقوال الراحلين المبدع انسان مختلف لانه تجاوز دائرة معارفه الخاصة لينثر الابداع والحب والامل في دائرة اوسع ليصبح انسانا عاما وبالتالي يصبح رحيله مختلفا في طعمه وفي اثره فالراحل الموسيقار الفاتح الكسلاوي ولو لم يلحن غير (دنيا المحبة) لزيدان ابراهيم لكفاه أن يوسم بانه ملحن عبقري. الفاتح لحن لابراهيم عوض وترباس وابراهيم حسين وآخرين وقد سمعته ذات مرة يقول انه عندما يستلم الكلمات من الشاعر يحدد الفنان الذي سوف يغني الاغنية ثم يضع لها اللحن الذي يناسب طبقات الفنان الصوتية . إن الملحنين عملة نادرة والفاتح كان من هؤلاء النادرين لذلك كانت فجيعتنا فيه كبيرة , بعد الفاتح رحل الناقد الكبير والمهموم بالثقافة الاستاذ أحمد الطيب عبد المكرم، فأحمد عندما تقرأ له مقالا صحفيا تشعر انك أمام مكتبة متحركة. اذكر انني قد سمعته ذات مرة يقول إن اللغة اي لغة التي يكتب بها الكاتب اذا كانت تكشف عن عالم غني ستكون مفهومة للقارئ الذي يجيد فعل القراءة. إن عبد المكرم مشروع ثقافي كبير وقد رحل قبل أن يكمله مما ضاعف حزننا عليه اما آخر الراحلين وليس اخيرهم فهو الشاعر صديق مدثر الذي لو لم يقل (وافترقنا وبعيني المنى قالها الدمع فما ابصرت شيئا ) لكفاه أن يكون شاعرا مجيدا . الكابلي غنى له ووردي ومحمد ميرغني وأحمد المصطفى فصديق اصلا لم يكن شاعرا غنائيا ولكن الكابلي هو الذي اقتحم ديوانه. وفي هذا يقول الراحل صديق مدثر انه لولا الكابلي لكان الذين يعرفون ضنين الوعد يحسبون بالعدد وهو بذلك يشير الى قدرة اللحن على نشر الكلمة الشاعرية، ولعل في هذا تواضع الكبار فقد كان صديق مدثر كبيرا بالفعل . نسال الله أن يتغمد الراحلين برحمته وينفعنا بما تركوه لنا من ارث ابداعي جميل. |
المصدر :صحيفة السودانى النسخة الالكترونية .
الراحل المقيم متوسطا د.حسن ابشر الطيب ود. مرتضى الغالى فى إحدى الفعاليات الثقافية ...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)
|
يا احمد ياخي أقيف زمن الهجرة ما حان ولا وقت الرحيل قد حان
تعازي الحارة لك ياأحمد الأمين ولكل أهل وأصدقاء الموت فجيعة وفقدان الأحبة يكوي القلوب..فما اقسى هذا الحزن الطويل اعتصرنا الألم وخيم علينا الحزن في رحيل احمد عبد المكرم أقتسمنا الظروف الصعبة بكم من التماسك الصبر والجلد والايمان كان رجل المعروف والطيب والكرم للجميع كنت فعلا رجلا يقتدى به من مثلك في اخلاقك وتواضعك من مثلك في طيب قلبك الذي لايعرف الحقد وخفت نفسك اللهم ثبته عند السؤال اللهم انا نتوسل بك اليك ونقسم بك عليك ان ترحمه ولا تعذبه اللـهـم انه نَزَل بك وأنت خير منزول به واصبح فقير الي رحمتك وأنت غني عن عذابه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)
|
الرحمة والمغفرة للراحل المقيم الاديب والقاص احمد الطيب عبد المكرم .. وشكرا للاستاذ/ احمد الامين لهذا التوثيق المهم و القيم لمسيرة الراحل .. من اهم السهرات التي شاهدتها للراحل العام الماضي سهرة من تقديم الصحفية وزميلة المنبر /نادية احمد عثمان على قناة امدرمان في برنامج مساء الخير يا امير ..تعرفت خلالها وبالتاكيد معي الكثيرين عن قرب بالراحل وخاصة انه مقل في الظهور في اجهزة الاعلام المرئية والمسموعة .استمتعت جدا بحديثه الرجل ذوالثقافة الموسوعية..انسان هادي تحس في حديثه الصدق ووالتهذيب والتواضع ..واستطاعت نادية من خلال السهرة تعريف المشاهدين بهذا الانسان الرائع ..بحثت عن السهرة على اليوتويب لتنزيلها في هذا البوست التوثيقى .. ولكن بكل اسف لم اجدها .. اتمنى ان تعيد قناة ام درمان بث السهرة لانها من البرامج الهامة والنادرة التي وثقت لمسيرة الرجل وارجو من الاستاذة/ نادية عثمان ان تساعد في ذلك(علماان السهرة بتث في ديسمبر2011) .. .كذلك من تسجيلات الراحل سهرة ع قناة النيل الازرق من تقديم المذيعة نسرين نمر .. وكانت عن ادب الاستاذ/ ابراهيم اسحق شارك مع احمد عبد المكرم كل من الفنان عبد القادر سالم الناقدان احمد الصادق وعزالدين مرغني.. تجد تسجيل السهرة في مطلع بوست الاستاذ عبد الله الشقليني (ادناه ) عن القاص ابراهيم اسحق وويعود لعبدالمكرم الفضل والمساهمة في تعريف الناس بالقاص ابراهيم اسحق من خلال نشر عددمن قصصه وانتاجة الادبي بالصفحات الادبية التى كان يشرف عليها _ذكر عبد المكرم انه كان تلميذا لابراهيم اسحق في احد المراحل الدراسية .
الروائي ( إبراهيم إسحق ) / صورة وصوت .]
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: Sidgi Kaballo)
|
أنا لله وأنا اليه راجعون..
مال هذا الزمان يتفنن فى جرعات الحزن التى يسقينا لها صباح مساء؟ عرفت احمد عبد المكرم زميلا فى جريدة الخرطوم فى القاهرة ثم السودان.. ولكن لهول الصدمة فأنا لا استطيع أن أجود بأقل الكلمات فى حقه.. لآننى مهما كتبت فسوف تأتى الكلمات مبتورة وسطحية فى حق هذه القامة السامقة الوارفة من التفرد الانسانى فى هذا الزمان قليل الانسانية..
انا لله وانا اليه راجعون.. ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: nour tawir)
|
Quote: أنا لله وأنا اليه راجعون..
مال هذا الزمان يتفنن فى جرعات الحزن التى يسقينا لها صباح مساء؟ عرفت احمد عبد المكرم زميلا فى جريدة الخرطوم فى القاهرة ثم السودان.. ولكن لهول الصدمة فأنا لا استطيع أن أجود بأقل الكلمات فى حقه.. لآننى مهما كتبت فسوف تأتى الكلمات مبتورة وسطحية فى حق هذه القامة السامقة الوارفة من التفرد الانسانى فى هذا الزمان قليل الانسانية..انا لله وانا اليه راجعون.. ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم.. |
تحية وعزاء الأخت نور تاور والرحمة للفقيد... تعرفت شخصيا على كتابتك على صفحات جريدة الخرطوم فترة القاهرة تحديدا عبر الترجمة الرفيعة جدا التى كان يتم نشرها فى أكثر من صفحة بالجريدة وقتها كان عبدالمكرم مشرفا على الصفحة الثقافية بالصحيفة
أحمد عبدالمكرم لابسا (قميصا يحاكى الماء وإن لم يساوه) أو كماقال المعرى فى تلك الدرعية !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)
|
درج الراحل المقيم أحمد عبدالمكرم على زيارة مملكة هولنده لظروف إجتماعية فى رحلة كل صيف مع التوقف بالقاهرة جيئة وإيابا فى إحدى تلك الرحلات تحدث لإحدى الإذاعات عن الوضع السياسى المعقد بوطنه السودان قبل الإنفصال المؤلم وقد قام الأستاذ : محمد عبدالحميد بكتابة هذا التقرير عن مساهمة عبدالمكرم وتحليل السياسى العميق للوضع بالسودان ونشره الاخ محمد عبدالحميد بتأريخ 16 سبتمبر 2010 بإحدى الأسافير تحت عنوان : مفردات البحث استفتاء الجنوب مثقفو الخرطوم ... حيرة في مواجهة الانفصال
Quote: تقرير : محمد عبد الحميد عبد الرحمن "السودانيون في حالة تثير العطف والإشفاق، فكل يوم يمر تقترب الكارثة خطوات، والمواطن وحكامه لا يعرفون حلا، ولا يبقي غير الانتظار" . احمد الطيب عبد المكرم رئيس القسم الثقافي بجريدة الخرطوم والناشط في الحقل الثقافي السوداني منذ سنوات، زار هولندا مؤخرا وتحدث لإذاعة هولندا العالمية. يقول عبد المكرم: " للأسف واقع الانفصال قد أصبح حقيقة بالرغم من أن عملية الاستفتاء نفسها ما زالت على بعد بضعة شهور. هذا الخيار كان متوقعا منذ خمسة سنوات لكن لم يتعامل معه احد بجدية نتيجة لتناقضات الخطاب السياسي بين الطرفين الحاكمين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وهكذا أصبح خيار الانفصال هو الأكثر جاذبية بالعكس مما وعد به الطرفان عند توقيع اتفاق السلام عام 2005." كيف يواجه المثقفون والحركة الثقافية هذا الواقع؟ ربما ليس من شأن الثقافة والمثقفين، تعريفا، أن يرسموا البرامج السياسية ولا أن يحددوا الخيارات السياسية المباشرة للسلطة، لكن أمر الوحدة والانفصال ليس شأنا سياسيا يوميا عابرا بل هو أمر مرتبط أساسا بأزمة تقع في قلب حقل الثقافة، فالحرب التي دارت رحاها لخمسين عاما وقد تتجدد الآن، يمكن أن يطلق عليها حرب هوية وثقافات دون تعسف. يرى احمد عبد المكرم أن المثقفين ليس اقل حيرة وعجزا من الساسة الذين قادوا الجميع لهذا الوضع: "آلام كبيرة جدا تجتاح كل الوسط الثقافي ... علاقة الثقافي بالسياسي كانت أصلا متوترة وملتبسة وليس للمثقفين قدرة سوى طرح رؤاهم من مواقع مستقلة عن السلطة، المثقف يمتلك أداة التعبير لكن فعل التغيير السياسي المباشر يتعدى الحقل الثقافي بكثير .. المثقفون الذين اقتربوا من مواقع صنع القرار كانوا خلف السياسي دائما" هل يتنصل المثقفون السودانيون من أية مسئولية تجاه يحدث الآن؟ "بالعكس تماما" يقول عبد المكرم ويضيف " النشاط الثقافي السوداني في المركز ارتبط ماضيا وراهنا بأزمة أساسية هي أزمة التنوع الثقافي. ذلك التناقض الذي نشأ من محاولة بناء ذات وهوية وطنية على أساس واقع التنوع الثقافي الملموس وخط السياسة الحكومية الرسمية التي قامت على مرتكز ايدولوجي واحد قائم على إنكار التعدد إقصاء الأخر. منذ عشرينيات القرن الماضي كانت الحركة الثقافية السودانية تعاضل هذه ألازمة، التي عبرت عن نفسها بحرب الخمسين عاما." يرى عبد المكرم أن الحركة الوطنية التي نهضت على تراث مؤتمر الخريجين وصنعت الدولة الوطنية السودانية كما نعرفها الآن تأسست على ايدولوجيا عربية إسلامية ولم تعتد بالتنوع الثقافي والعرقي والديني في الوطن الواحد ولم تستوعب الأخر الموجود في الوطن الواحد وبذلك حملت بذرة ما نراه في أحشائها. بالطبع لا يمكن أن نغض الطرف عن الأصوات المتفردة التي تصدت لهذه الظاهرة بحس نقدي متقد وبصيرة نافذة لكنها ظلت محدودة التأثير على الرأي العام وصنع السياسات العامة في شمال السودان المهيمن وتعرض لقمع فظ وقاس وبقي التيار الرئيسي الذي صنع السياسات العامة في كل الحقول طوال خمسة عقود أسير هذه الأحادية الأيدلوجية التي كرست تغييب الأخر وهو العنصر والمكون الأفريقي في السودان وهكذا أصبح الجنوبيون الذين سيصوتون على الوحدة أو الانفصال مغيبون تماما إلى حد بات فيه من غير المعقول أن نتوقع منهم أن يختاروا التغييب طوعا إذا اتيح لهم الاختيار. الجهود العجولة الصاخبة التي تبذلها السلطة السياسية الآن لتعزيز خيار الوحدة، too late .. too litte تأتي في ربع الساعة الأخيرة من زمن المباراة ويصعب أن يعول عليها في الظروف المحلية والدولية الراهنة، وفضلا عن ذلك فهي مدفوعة بحسابات سياسية واقتصادية آنية ولا تعبر عن تغير في الذهن الذي قاد البلاد لهذا المآل حسب عبد المكرم.
ولا يبقى سوى الانتظار؟ |
* المصدر : أرشيف الأسافير السودانية 2010 ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)
|
الرحمة والمغفرة للراحل المقيم فى قلوبنا الفقير لرحمة مولاه أحمد الطيب عبدالمكرم .. لأختم هذا البوست الحزين الذى بدأ أصيل الجمعة 5- أكتوبر 1012 الذى (يؤرخ فى ذاكرة أمتنا الثقافية برحيل الناقد الفذ احمد عبدالمكرم ) حاولت عبثا الوقوف عبر الذاكرة المثقوبة على أبيات شاعر السودان القومى الكبير شيخ العبادى التى أرسلها قديما فى رحيل الناقد السودانى الشاب اللمين على مدنى (1900-1926) الذى رحل عن عمر يشابه عمر صاحب إشراقة عند رحيله وقد ثبت بعضها الشيخ حسن نجيلة فى ( ملامح من مجتمع السودان ) وافتخر فيها شيخ العبادى أن الناقد السودانى الراحل اللمين على يبز بمكانته النقدية العقاد وطه حسين ابرز النقدة العربان وقتها مثلما يبز عبدالمكرم وسامى سالم وعيدروس وعبدالقدوس جهابذة النقد العرىى من لدن فيصل دراج ، يمنى العيد ، غنيمى هلال ، رجاء النقاش ، غالي شكرى وهلمجرا . أستعصت على ذاكرتى ابيات شيخ العبادى تلك لكنى وقفت فى مقام الموت على ابيات له على نهج الدوبيت أوردها على لسان طه البطحانى مخاطبا بنت عمه ريا فى مفتتح المك نمر يصف الموت قائلا :
الموت ما شمت غاية البخود والببروا والحِد والحزن ما جابو زول من قبرو الزول في الشدايد أولي يلزم صبرو يترجي الكريم مولاه كسره يجبرو... فياعبدالمكرم لا عزاء لنا سوى أن ( نترجى الكريم مولانا كسره يجبرو ) او كما قال العبادى ..
عندما كان أحمد الطيب عبدالمكرم حيا وحييا قبل أعوام كتب فى حقه صديقه الصدوق واحد أقرب الناس إليه محمد ادم النعمان الشاعر السودانى المقيم بامريكا معترفا :
Quote: تهدمت في ذاكرتي معالم كثيرة. ذهب عنها الكثيرون إلى شأنهم. ولم يبق فيها إلا أكثر الناس إستثنائية ، ومن أكثر الناس إستثنائية كان أحمد. |
صدق النعمان كان عبدالمكرم اكثر الناس إستثنائية و لقد (مسحت ) طوعامن ذاكرتى جل الذين عرفتهم فى تلك الظروف التى تعرفت عليه خلالها ب (نجيلة مكتبة جامعة الخرطوم ) ذات أصيل شتوى بعيد وبقى فى الذاكرة القديمة طيف شخص جميلا ومؤدبا وحساسا وعفيفا وجوادا رافقته طويلا فى أزمنة ومغانى مختلفة وأشهد وهو الأن يعبر البرزخ نحو الأزل :
Quote: لم اسمعه يغتاب أحدا من الأصدقاء الغائبين |
وهذه الخصلة النادرة عدم (أكل لحم الناس ) حسب شهادة المصطفى سيد البشر صلى الله عليه وسلم كفيلة بإنقاذه من (عذاب القبر ) حيث جاء فى الحديث او الخبر أن ( النبى محمد صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال لأصحابه إن صاحبى هذين القبرين يعذبان ومايعذبان فى كبيرة وأن احدهما كان يمشى بين الناس بالنميمة الخ ) أو كماقال .. الرحمة لعبدالمكرم بذاك اللسان المصون وتحية لأسرته المحترمة التى احسنت تربيته ...
بدأ البوست أصيل الجمعة 5- 10 -2012 وأنتهى فى ذات الأصيل الجمعة 9-11-2012 وعسى ان تكون هى لحظة إستجابة الدعاء كما فى حديث سيد البشر صلى الله عليه وسلم مع الرحمة والمغفرة لجميع امواتنا ولنا إذا صرنا إلى ماصاروا إليه . وسلاما على الرجل المحترم عبدالمكرم بذاك الجدث الموحش بأحمد شرفى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)
|
الرحمة والمغفرة للراحل المقيم احمد عبدالمكرم وسقاه المولى من ذاك الكأس الدهاقا .. المقتبس أدناه لاعلاقة له برحيل عبدالمكرم لكنه متصل بكلمة صديقه القديم عادل القصاص التى انزلتها بهذا البوست ( منقحة ) بعد ان أنزلها عادل نفسه بمنبر ( حسن موسى ) وهاهو عادل اليوم يكتب التوضيح التالى حول بعض مقاصده بتلك الكلمة انزلها هنا مثلما أنزلت كلمة عادل المنقحة كى يتضح سياق حديث عادل ومراميه مع الرحمة لعبدالمكرم .
Quote: قبل حوالي تلاثة أسابيع، هاتفتني صديقة حميمة، التي هي – على النقيض مني – متابعة جيدة وصبورة لعدد من مواقع اسفيرية، سودانية وغير سودانية، ذات أبعاد ثقافية، صحفية واجتماعية سودانية. كان مركز حوارها الهاتفي معي يدور حول احتمالات استقبال وتأويل بعض "أهلنا السودانيين" – بحسب عبارتها – من قادة وأعضاء وعضوات الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان – قطاع الشمال، علاوة على بعض مناصيرهم ومناصراتهم، لعبارة أو اشارة وردت في متن كلمة كتبتها بمناسبة التأبين التي أقامتها حركة القوى السودانية الجديدة (حق) في الخرطوم يوم 17-10- 2012 لأجل الصديق، الذي غادرنا جسده، أحمد الطيب عبد المكرم.
تقول العبارة التي كانت مثار حوارنا:
بيد أنّ احتفائه (ضمير الغائب يعود الى الفقيد)، دعمه، ولاحقا انتماءه الفعلي، للحركة الشعبية لتحرير السودان، الذي جاء محميا بتحرره الشخصي من القيود الداخلية، والمسنود بالقراءات العميقة والمساءلات المقلقة، لم يحجب عنه نظرات نقدية نافذة تجاه بعض مفاهيمها وممارسات بعض قادتها، التي كان يرى – وقد صدقت رؤيته – بأنها قاتلة.
كانت المرة الأولى التي حظيت فيها "كلمتي التأبينية"، التي تنتمي اليها تلك الجملة، بنشر – بعد تلاوتها في تلك المناسبة – قد تمت على يديّ الاستاذ لبيد بدر الدين عبد الأمير الذي قام بنشرها ضمن عرضه لوقائع أو فعاليات حفل التأبين في موقع "سودانيزأولاين" بتاريخ 18-10-2012. لاحقا قمت شخصيا بنشر الكلمة – بعد أن أجريت عليها بعض التعديلات ورفدتها ببعض الاضافات – في "المنبر الديموقراطي" لموقع "سودانفورأول" بتاريخ 27-10-2012 تحت عنوان "الى حين لقاء آخر يا مكرّم". فيما بعد أيضا قام الصديق ياسر زمراوي باعادة نشر النسخة الأخيرة في صفحته الشخصية بالفيسبك بتاريخ 3-11-2012. كما قمت أنا كذلك باعادة نشرها في صفحتي الشخصية بالفيسبك بتاريخ 14-11-2012 بمناسبة مرور أربعين يوما على رحيل أحمد.
أما بعد أن اختتمت حديثي الهاتفي مع تلك الصديقة، فقد قمت باجراء تعديل طفيف في الصياغة اللغوية لجزء من تلك الجملة حتى لا يلتبس مقصدي على بعض القراء والقارئات ممن قد يفهمون أو يفهمن كلمة "قاتلة"، الواردة في ذيل تلك العبارة، في غير ما رميت اليه من استخدامها. فأعدت اضافة كلمة "ممارسات" الى كلمة "قاتلة" لتقرأ "ممارسات قاتلة"، تأكيدا للمعنى الذي رميت اليه من ورائها.
فعلت ذلك وعدت أدراجي للأستغراق، المتوتّر في الغالب – بسبب قصر الوقت المتاح – في العمل في المراحل شبه الأخيرة لمشروع دراسة ارتبطت بها منذ بضعة أعوام، ولم ينته بعد.
على أنني شعرت الآن – بعد أن أعدت التفكير في حديث صديقتي معي – أن عليّ أضيف بعض "توضيحات" ذات صلة بعين تلك العبارة وبحواري مع تلك الصديقة. لقد شعرت، اذ أعدت التفكير في بعض ما دار بيني وبينها، بأنّ لا معنى – في الوقت الراهن – ل"التعديل الطفيف" – والذي لم يغيّر مما عنيت سابقا، وانما يؤكد عليه – الذي أجريته على تلك الجملة. لا معنى له – في الوقت الراهن (اذ ربما يكون له معنى مختلف ل"التاريخ") لأنّ "كلمتي التأبينية" لم تعد موضوعا للقراءة الآن (فيما عدا ردود فعل قليلة، غير مباشرة) بعد أن مضى على نشرها أسابيع عديدة.
وعليه فقد رأيت – الآن – أن أعيد قول بعض ما قلته لتلك الصديقة الذي يتضمن أنّ توظيفي لكلمة "قاتلة" – في سياق العبارة المعنية – انّما هو توظيف مجازي، لا أكثر ولا أقل، حيث كان – وما يزال – القصد هو توصيف بعض "ممارسات" بعض"قادة" الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان (قبل أن تميّز ب"قطاع الشمال") بأنها "قاتلة" كناية عن فداحة أو عظم أو خطورة نتائج ذلك النوع من بعض تلك الممارسات على "المشروع التحريري" للحركة.
إلّا أنني أود – قبل أشرع في ايراد "توضيحاتي" – أن أؤكد على مواقفي الشخصية التالية:
*أنا مازلت عضوا في الحركة الشعبية لتحرير السودان – حتى بعد أن صارت "قطاعا للشمال".
*يحظى الكفاح السياسي المسلح الذي يقوده كل من القائد عبد العزيز الحلو والقائد مالك عقّار بتقديري ودعمي المعنوي.
*أضمئن رفاقي داخل الحركة ممن يساهمون بعملهم السياسي المدني، وممن يشاركون بنضالهم المسلح، من أمثال كمال الوسيلة، عبد الباقي محمد مختار، ياسر جعفر وأسامة جعفر بأنني ما زلت عين الشخص الساعي نحو "التغيير النوعي" الى جانبهم.
*سأتحفّظ – مؤقتا – على ذكر اسم هذه الشخصية القائدة (وان لن ألجم نفسي من الايحاء بمن تكون) الى حين يكتمل حصولي على أكبر عدد من موافقات بعض رفقاء العمل السياسي داخل الحركة ممن سأورد شهاداتهم وأسمائهم، كما الى حين يكتمل حصولي على أكبر عدد من موافقات بعض الأصدقاء والصديقات، الى جانب شخصيات أخرى، من خارج الحركة ممن سأذكر شهاداتهم وشهاداتهنّ، أسمائهم وأسمائهنّ فيما بعد.
*انّ ما قلته سابقا – وما سأقوله لاحقا – ما أوحيت به سابقا – وما سأوحي به لاحقا – من آراء نقدية عن شخصية سياسية قيادية محددة لا تحركه أية ضغائن أو طموحات شخصية.
أما الآن فالى هذه "التوضيحات":
لقد كان – وما يزال – غرضي من الاصرار على استخدام تينك الكلمتين، أي "ممارسات" و "قاتلة"، أن أنقل – على نحو شبه حرفي – توصيفا – مجازيا – ورد في معرض عبارة أذكرها كما يلي: "انت عارف ده نوع سلوكيات وممارسات قاتلة". وكانت تلك العبارة، التي كنت – وما أزال – على اتفاق كامل معها، قد وردت على لسان أحمد الطيب عبد المكرّم في سياق حديث لنا جرى خلال العام الأول للألفية الماضية حيث كنت أقيم مع أحمد في شقته بالقاهرة. تناول حديثنا بعض المواقف المفهومية "الرسمية" – الضمنية في الغالب، وليس المكتوبة (أين؟) – للحركة الشعبية من قضايا مثل الثقافة، الاعلام والابداع. كما انتقل كلامنا – وفي سياق ذلك الانتقال ورد تعبير أحمد المذكور للتو– الى الحديث عن طرائق تفكير وممارسات شبه بارزة لشخصيتين قائدتين أو مسؤولتين في الحركة الشعبية لتحرير السودان (قبل وبعد ما بات يعرف باتفاقية السلام الشامل).
الشخصية الأولى كانت تتولى منصب ممثل الحركة الشعبية لتحرير السودان في جمهورية مصر العربية لسنوات غير قليلة (بالمقارنة مع الوقت الذي تولى فيه نفس المنصب قادة أو مسؤولين آخرين)، كما أشتهرت تلك الشخصية – وكان هذا مثار الجزء الثاني من حديثنا – داخل أروقة الحركة، وخارج أروقتها أيضا، داخل وخارج مصر كذلك – بالارتشاء، استغلال المنصب الرفيع لخدمة مصالح شخصية، والفساد المالي.
أما الجزء الثاني من كلامنا فقد كان عن شخصية قيادية أومسؤولة أخرى من شخصيات الحركة الشعبية. وتلك – هذه – الشخصية الأخرى، التي كانت، وما تزال، ذات صيت وتأثير سياسيين متناميين – تتمتع بممارسات استبدادية كما بنظرة عجفاء ومتعالية تجاه دور المثقف و/أو الفنان في مهمة "التغيير السياسي الثوري" في السودان. ببساطة كانت هذه الشخصية – وما تزال – ترى أن على المثقف/الفنان – ان لم يرد حمل البندقية – أن يتحلّي بمكانة تقنية-آلية واكسسوارية فحسب في مشروع "التغيير السياسي الثوري". بمعنى أنّ واجبه الأسمى لا يتعدى "تفصيل ملابس ثقافية وابداعية" على مقاس الارادة، الآمال والأهواء السياسية للسياسي. بكلمات أخر، انّ نوع المثقف/الفنان، المرغوب فيه هنا، لا يجب أن يكون موسوما بالوجدان الطليق وبالنظر النقدي. لا مكان هنا، اذن، سوى لمثقف/فنان يحترف الامتثال، يحسن التصفيق، يجيد الهتاف، ويتقن المديح.
وفي الواقع، فأن هذه الشخصية الأخيرة ظلت – وما تزال – مثار أحايث، حوارات،غالبا ما تضمنت نبوءات غير تبشيرية لي (بعضها تحقق وأرى أن بعضها سيتحقق)، مع أحمد، مع بضعة أصدقاء آخرين وصديقات أخريات، مع بعض رفاق ورفيقات عمل سياسي داخل الحركة، ومع بعض شركاء وشريكات هموم سياسية خارج الحركة. كما انّ الكثير من أرائي وتنبؤاتي كانت – وما تزال – لا تتمتع بالمواراة عن هذه الشخصية لأن بعضها سمعته مني مباشرة وبعضها نقل اليها عني، دونما خشية أو ندم مني، كما بغيرما غضب أو عتاب مني على من نقل، وعلى من سيفعل لاحقا.
أما بعض – وليس كل – ما تضمنته مشاهداتي، شهاداتي، أرائي وتنبؤاتي فيمكن تلخيصه في النقاط التالية:
*تتميّز هذه الشخصية بخصائص استبدادية مكينة بحيث لا يتمتع الأمل في دمقرطتها الا بنسبة جد ضئيلة.
*الهدف الأمثل – أو الأوحد للدقة – لهذه الشخصية هو المنصب القيادي. بكلمات أخر، ان المنصب القيادي – المطلق طبعا – بالنسبة لها انما هو غاية في ذاته وليس وسيلة لتحقيق هدف أو غايات.
*ترى هذه الشخصية في نماذج حكم استبدادية في دولتين من دول الجوار نماذج سياسية مثلى للحكم لأن شعوب هاتين الدولتين – حسبما ترى هذه الشخصية – ليست معدة بعد – بسبب التخلف – للممارسات والأنظمة الديموقراطية.
*تتمتّع هذه الشخصية بعدم ايمان راسخ – على العكس من بعض "تظاهراتها" – بالمساواة بين الرجل والمرأة.
*تتميّز هذه الشخصية بخصائص نرجسية غائرة وليست خفية بحيث لا ترى أن ثمة من شئ جدير بالاهتمام، الاعجاب والصواب، في المقام الأول، الا هي (لهذا السبب – كما قال لي رفيق وصديق – نقلا عن أحد أقرباء هذه الشخصية – أن هذه الشخصية كانت تنعت من قبل قاطني الحي المتواضع الذي كانت تسكنه – في زمن سحيق – ب"الخالق روحو").
*تتمتع هذه الشخصية بثراث شخصي غير ضامر في مجال التحرش الجنسي بالنساء، الذي يتخذ أحيانا هيئة "الابتزاز الجنسي" (كما حدث مع عدد من السيدات والفتيات السودانيات ممن كن يلجأن – محتفيات، مؤملات ومضمئنات في الغالب – الى مكتب الحركة الشعبية بالخرطوم بحثا دعم سياسي أوتنظيمي أو وظيفي أو ثقافي أو اجتماعي).
*أمرت هذه الشخصية باخفاء ومنع توزيع عشرات النسخ من العدد الأول من صحيفة "بيارق" في القاهرة. كانت هذه الصحيفة تصدر عن مكتب اعلام لواء السودان الجديد بأسمرا، وكانت تولي عناية خاصة، بل رائدة، بانجازات وشؤون قوات لواء السودان الجديد. مما دفع هذه القوات لاستقطاع جزء من مؤونتها من الدقيق والسكر لبيعها للمساهمة بعائدها المالي في دعم الصحيفة. كما قامت هذه الشخصية بوأد العدد الثاني من تلك الصحيفة الذي كان في المرحلة الأخيرة للصدور. وسبب الاخفاء، المنع والوأد يعود الى الطبيعة المستقلة لتلك المبادرة الاعلامية عن سلطة هذه الشخصية.
*قامت هذه الشخصية باخفاء أعداد غير قليلة من مجلة "مسارات جديدة" في شقة سيدة سودانية بالقاهرة. كانت تلك المجلة عبارة عن "اصدارة فكرية، سياسية، ثقافية غير دورية" (وكان المؤمل أن تغدو دورية) تصدر أيضا عن مكتب لواء السودان بأسمرا – بتعاون وثيق مع "مجموعة لواء السودان بالقاهرة" ومع عدد من الكفاءات الفكرية الثقافية، الابداعية والصحفية الفردية السودانية المستقلة وغير المستقلة في أسمرا، القاهرة، الأمارات العربية ومناطق عربية وغربية أخرى تتميز بحضور سوداني مميز. أخفت تلك الشخصية تلك الأعداد غير القليلة من "مسارات جديدة" في الوقت الذي كان فيه عدد "المهاجرين السودانيين" في القاهرة يتجاوز المليونين. أخفت هذه الشخصية تلك الأعداد غير القليلة من المجلة في الوقت الذي لم يقرؤها فيه، بل لم يسمع فيه بها، سوى عدد جد قليل من سودانيي الداخل، سودانيي القاهرة، سودانيي مناطق عربية أخرى وسودانيي مهاجر أخرى، غربية على الأرجح. أخفت هذه الشخصية تلك الأعداد غير القليلة من تلك الاصدارة في الوقت الذي لم يتمكن فيه فرد من محرريها في القاهرة من الحصول على عدد منها!
*كان واضحا أن تلك الشخصية اكتفت بالنسخ القلية جدا التي قامت بتوزيعها – بنفسها في الغالب – على بعض الشخصيات الأجنبية ثم السودانية ذات الأبعاد المهنية السياسية، الدبلوماسية والثقافية النخبوية المحدودة.
*تعمدت هذه الشخصية – في اللحظات الأخيرة لطباعة ذلك العدد الأول، الوحيد، من "مسارات جديدة" في القاهرة – شطب بضع كلمات تحتوي على كلمات "شيوعي" أو "شيوعية" – دون الرجوع الى أي واحد من محرري المجلة الذين كانوا في متناول اليد في القاهرة. لدى مسائلتها فيما بعد في أسمرا عن أسباب تلك السنسرة، ردت هذه الشخصية بأنها فعلت ذلك لئلا تثير حفيظة السلطات الأميريكية (التى كانت هذه الشخصية عدوة لدودة لها في السابق)!
*سعت هذه الشخصية – ونجحت – في تصفية، تشتيت أعضاء واغلاق مكتب اعلام لواء السودان بأسمرا – الذي كان يعد العدة لأصدار العدد الثاني من "مسارات جديدة" والعدد الثالث من صحيفة "بيارق" – لأنه أبدى نوايا وممارسات اعلامية تنزع الى الاستقلال عن الهيمنة الاستبدادية المركزية – الضاربة في الأجندة الذاتية – لهذه الشخصية.
*تقصدت هذه الشخصية اقصاء عدد من الكفاءات الثقافية، الابداعية، السياسية والمهنية الصحفية، من أعضاء الحركة – قطاع الشمال كما من بعض مناصريها، عن الاشراف على أو العمل الاداري والصحفي المباشر في صحيفة "أجراس الحرية" التي كانت تصدرها الحركة بالخرطوم. لقد مورس ذلك الاقصاء نسبة لعدم تمتع تلك الكفاءات بسمات البوق.
*من الاستراتيجيات الفعالة التي استخدمتها هذه الشخصية للحؤول دون حصول كثير من المبادرات (المستقلة عنها) على دعم الشهيد جون قرنق هو تحكمها في كثير من الوسائل التي يمكن عبرها الوصول اليه. (وهذا ما جعل هذه الشخصية تقول مرة لرفيق وصديق، بفخر معهود: "انني أتحكم في كل شاردة وواردة من والى د. جون. أقول له ما أشاء وأنقل عنه ما اشاء. بل أنني أحيانا أقوّله ما لم يقله").
*افتقار الحركة – سابقا – للاستراتيجيات التنظيمية، السياسية، الديموقراطية، الثقافية، الابداعية، والاعلامية، الحيوية، يعود – بالاضافة الى عيوب أخرى بعضها موروث وبعضها حادث – الى أفعال معرقلة – وغالبا الى القتل في المهد – كما الى مؤامرات والتفافات مدمرة من قبل هذه الشخصية لأية مبادرات لا تستوفي شروط الهيمنة الاستبدادية الفردية المركزية لها. أما الاقصاء، وتشويه السمعة أحيانا، فهو "العقاب" الذي ينتظر كل من يسعى الى عمل به شبهة تفكيك هذه الشروط أو الاستقلال عنها. لهذا السبب (وهذه الأسباب) "لم تكن الحركة جاهزة للخرطوم" بعد أن توقيع ما سمي باتفاقية السلام الشامل.
*ما تزال الحركة – قطاع الشمال تعاني من نفس تلك النقائص، بل وبمستوى أكبر مما سبق. والأرجح أنها ستظل تعاني منها – لأسباب بعضها مورث وبعضها حادث – لكن يظل من بينها الخصائص والممارسات الاستبداية الفردية المركزية - الضاربة دوما في الأجندة الذاتية - لهذه الشخصية.
هل ثمة من صفة أنسب من كلمة "قاتلة" يمكن أن توصف بها مثل تلك-هذه الخصائص، المفاهيم والممارسات؟! |
* المصدر : منبر الحوار الديمقراطي -سودانفور اول
| |
|
|
|
|
|
|