اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!!

نعى اليم ...... سودانيز اون لاين دوت كم تحتسب الزميل فتحي البحيري فى رحمه الله
وداعاً فتحي البحيري
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 09:16 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-05-2012, 04:58 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!!

    مش عارف اقول ايه سوى مايرضى الرب الخالق الحى القيوم المحي والمميت والغافر والرازق الرحيم الودود الغفور الغفار ...
    منذ إطلاعى على لغة بوست الأخ ناظم إبراهيم يطلب دعوات لأخر الكتاب المحترمين عبدالمكرم انتابنى إحساس غامض أن احمد الطيب سوف يغيب عنا !!!!! إ
    ولقد أشتد هذا الإحساس الغامض لدرجة مزعجة فى مخيلتى اننى عند خروجى من صلاة الجمعة اليوم شعرت بصوت قوى داخلى يؤكد أننى سوف اقرأ نعى عبدالمكرم بهذا المنبر إن فتحت المنبر اليوم !!!!!
    وبالفعل صدق هذا الهاجس المزعج حيث وجدت بوست نعيه فى المرتبة الثالثة من ترتيب الصفحة الأولى !!!!!!
    ليس هذا رجما بالغيب الذى لايعلمه سوى الخالق البارى رب العالمين لكن لأ اجد تفسيرا لذلك الإحساس المزعج برحيل عبدالمكرم وانا أخرج من المسجد سوى حبى الشديد لهذا الإنسان الرائع المتواضع النبيل فى عصر قل به النبلاء والمحترمون لدرجة التلاشى !!!!!!

    تعرفت على عبدالمكرم العام 1986 خلال الدراسة بالجامعة برفقه صديقى القديم عادل القصاص وعبرهما تعرفت على اكثر من 80% من الكتاب والصحفيين منهم كارلوس وعبداللطيف وعيدروس واحمد مصطفى الحاج ومحمد خلف ومحد خلف الله الاخر ومحمد مصذفى اللمين وعبدالله محمد إبراهيم وصار نهايه اسبوعنا تبدا من امام مكتبه جامعه الخرطوم حيث كان يعمل القصاص ثم يبدا التحرك الى منزل عادل والمبيت بمنزل عبدالمكرم بالثوره ثم الصبح بعد الافطار التحرك لصالون بشار الكتبى الثقافى بالحاره السادسة بالثوره حيث يتم مناقشه مواضيع دينيه وثقافيه وسياسيه لساعات طويله بحضور عدد من الكتاب منهم ابو امنه حامد احيانا وسامى سالم وسعد الدين ابراهيم واخرين.
                  

10-05-2012, 05:06 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    قد يكون صديقى عبدالمكرم رحل ظهر اليوم المبارك هذا عن الفانية فقيرا فى هذا العصر البخيل اللئيم !!!
    ولاتكمن المشكله عند فى صديقى واخى احمد بل فى فقر الزمن وتفاهه العصر وبؤس الدوله التى يحمل جوازها السودان .
    لعبدالمكرم اكثر من 3 مخطوطات جاهزه للطباعه تحوى مقالاته فى الروايه والشعروالفكر السودانى تفيض بمقدره عاليه جدا على التذوق والعرض والحضور ادى ضيق ذات يده وغياب المؤسسات الثقافيه الى حبسها داخل اضابيره
    و له فى عصر إضمحلال الثقافة وتراجع سطوة الكتاب مكتبه منزليه خاصه بمنزل والده بالثوره تضم اكثر من 1500 كتابا الى جانب الصحف والمجلات جمعها منذ ايام دراسته بالمتوسطه عبرها تعرفت على كتابات غاستون باشلار واسحق دويشتر وفرانز فاون وجورج لوكاتش و ولوسيان قولدمان وميشيل فوكوومنها استعرت ديوان المجذوب " البشاره والقربان والخروج" وغيرها ..
    أرجو من اسرة عبدالمكرم وإتحاد الكتاب السودانيين الذى جله أصدقاء وعارفى لفضل ومكانة عبدالمكرم الأدبية التى ترتفع به لمصاف اللمين على مدنى ، معاوية نور ، عبدالقدوس الخاتم وغيرهم من كبار النقاد بالسودان الإهتمام كثيرا بهذا الأسفار النادرة جدا والصحف والدوريات القديمة التى تعج بها كذلك تلك المكتبة !!
                  

10-05-2012, 05:11 PM

Khalid Kodi
<aKhalid Kodi
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 12477

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    البركه فى الشعب السودانى الفضل .. الذى تقمص أحمد عبد المكرم روحه، او تقمصته روحه، الرجل الصبور والمثابر والجميل.. الى جنات الخلد، وهذا يوم حزين.
                  

10-05-2012, 05:17 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: Khalid Kodi)

    على المستوى الإنسانى يمتاز الراحل المقيم عبد المكرم انسانى بحس إنسانى فريد تحسه اذا نمت بمنزلهم وتعرفت عن قرب على أسرته بكل أفرادها ...
    امه الحنونة واخواته الرائعات واخوانه الكرماء وخاله على كلهم يصبحون جميعا فى عداد اصحابك منذ اول وهله جلست مع امه فى المطبخ اكثر من مره وتمتاز بطيبه وسمو يماثل صفيه والده على القصاص حين نحل ضيوف على دارها القديمة لاكثر من ليله"...
    وكانت أيام الجامعة دار اسرة عبدالمكرم بشارع الثورة الشنقيطى ودا أسرة ناس عادل القصاص (القديمة) بالثورة بالنص محطة المواصلات مثابة دوحة وارفة الظلال وكثيرة الطعام والكتب لنا جميعا الذين أسعدهم الزمان بصحبة أحمد عبدالمكرم وعادل القصاص وقتها .
    على المستوى الأخلاقى رافقت عبدالمكرم فترات طويله جدا فى تقلبات مختلفه بمدن عديدة أشهد له وهو يعبر البرزخ نحو الأزل اننى لم اسمعه مطلقا يغتاب غائبا او يشتم عدوا او يشكو من علة او فأقة بل كان فى كل الاحوال باسما متماسكا عفيفا جواد شفافا وحساسا ومؤدبا لأن أسرته أحسنت تربيته

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 10-05-2012, 05:18 PM)

                  

10-05-2012, 05:26 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    Quote: البركه فى الشعب السودانى الفضل .. الذى تقمص أحمد عبد المكرم روحه، او تقمصته روحه، الرجل الصبور والمثابر والجميل.. الى جنات الخلد، وهذا يوم حزين.

    تحية التشكيلى خالد كودى بالفعل تقمص عبدالمكرم فى روحه الشعب السودانى بكافة تعدده كما تجلى فى طيف اصدقائه من كافة
    طوائف وابناء السودان ...
    أخر لقاء مباشر بيننا كان العام 2010 بمنزله برفقة التشكيلى المبدع أحمد جابر عامر

    وكان مدار الحديث رواية يعكف على كتابتها احمد عامر تدور مكانيا فى الجزيرة أبا (مسقط راس أحمد واحمد )
    وتستنطق تاريخ مقارب لطفولة وصبى أحمد بتلك الجزيرة .
    ويمتاز احمد الراحل بصداقة عميقة مع طائفة من التشكيليين السودانيين مثل حسان على احمد و صلاح حسن واحمد عامر
    و غيرهم كذلك له مقالات عديدة حول التشكيل السودانى ..
                  

10-05-2012, 05:38 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    لعبدالمكرم ولع خاص بابراهيم اسحق وعوالمه ولقد كتب عنه كثيرا وهو اكثر السودانيين معرفه بخلفيات وشخوص ومقاصد هذا الروائى .
    تتلمذ فى المرحلة الثانوية على يد إبراهيم إسحق والنور عثمان ابكر وغيرهما من مبدعى بلاده ذلك العصر
    ولقد لفت نظر أستاذه ابراهيم إسحق منذ تلك الفترة بمقدرته الادبية الفذة ...
    ويلاحظ إصرار عبدالمكرم على إلإطلاع الشديد ونهلخ من مدراس نقدية حديثه رغم توقف مشروعه العلمى فى المرحلة الثانوية لظروف أسرية حيث التحق بالعمل مبكرا مؤكدا بقوة العبقرية السودانية شبه الفطرية على نهج عبدالله رجب ، الريفى ، سامى سالم وبدرجة أقل عبدالقدوس الخاتم الذين يقفون بشموخ فى النقد مع أعلى القامات النقدية التى أنتجتها الجامعات السودانية وغيرها ..
    كما له اهتمام خاص بملكه الدار محمد حيث كتب عنها اكثر من مقال الى جانب انه وثق مع بعض الكتاب انطباعات عن المشهد الثقافى وما ينبغى ان يكون عليه بعد ابريل 1985 منهم عبدالحى وعلى المك الذى سجل معه اكثر من شريط صوتى به جانب كبير من تاريخه الشخصى وتربطه صداقه مع المسرحى والقاص الراحل عبدالله محمد ابراهيم رغم فارق السن الى جانب الراحل عبدالوهاب حسن خليفه الذى تكبد احمد مشاق السفر الى مكوار اكثر من مره بحثا عنه اثناء بعض المحن التى كانت تعتريه...
    كذلك كان أول صحفى يبادر بزيارة (الطير المهاجر ) صلاح احمد إبراهيم بدار أسرته بالعباسية فوق عند اوبته اى صلاح بعد غيابه الطويل بباريس عقب الإنتفاضة التى اطاحت ب (السلطان الجائر ) وقد قام أحمد بمحاورته على شريط كاسيت ...

    *******
    عزاء خاص عبر هذا البوست للناقد السينمائى محمد مصطفى اللمين الذى أرتبط شخصى فى ذهنى بعبدالمكرم !!!!
    وعزاء خاص للناقد المسرحى عبدالله عبدالوهاب (كارلوس ) الذى ألتقيته كثيرا بمعية عبدالمكرم بالقاهرة قديما
    ومن كرمهما أصرا على خروجى من الفندق لأقيم معهما بالشقة فتقاسمنا الملح والملاح !!!!!!
    عزاء كذلك للأخ الشاعر محمد النعمان (الأبيض ) الذى يعتبر من اقرب الناس لعبدالمكرم على المستوى الخاص والعام !!!
                  

10-05-2012, 08:59 PM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    كل التعازى والاسى ىا احمد فى هذا الفقد الكبىر
    وانا لله وانا الىه راجعون
                  

10-05-2012, 08:59 PM

عبدالكريم الامين احمد
<aعبدالكريم الامين احمد
تاريخ التسجيل: 10-06-2005
مجموع المشاركات: 32520

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    كل التعازى والاسى ىا احمد فى هذا الفقد الكبىر
    وانا لله وانا الىه راجعون
                  

10-05-2012, 10:06 PM

كمال سالم
<aكمال سالم
تاريخ التسجيل: 02-13-2008
مجموع المشاركات: 4786

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: عبدالكريم الامين احمد)

    رحم الله أحمد عبد المكرم وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء
    وصادق التعازى وعظيم المواساه لأسرته وأصدقائه ولأسرة مركز عبد الكريم
    ميرغنى بأم درمان فقد عرفته هنالك وربطتنى به علاقه حميمه لفتره من الزمن
    إنقطعت بسبب الهجره والإغتراب .
    لك حار التعازى أخى أحمد الأمين
                  

10-05-2012, 10:27 PM

سفيان بشير نابرى
<aسفيان بشير نابرى
تاريخ التسجيل: 09-01-2004
مجموع المشاركات: 9574

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: كمال سالم)

    الحمد لله على ما اصابنا يا أحمد الأمين
    رحل أحمد الطيب عبد المكرم بعد عراك مع المرض و صمود كعادته باسم و هادي
    و خقيض الصوت نير الفكرة و البصر و البصيرة ، رحل و أنا لا استوعب كيف ستكون
    حال المنتديات الثقافية للراواية القصة بعد رحيله رحل و انا لا اعلم ماذا
    سيكون حال د مصطفي الصاوي و المجذوب عيدروس و صلاح المأمون و محمد الأمين
    مصطفي بل لا ادري ماذا سيكون حال ملفاتنا الثقافية بغيابه !

    رحل ولا تزال بيننا حكايات لم تكتمل و اسئلة في قلبي لروحه عقله المطلعه
    تنتظر الاجابات الحصيقة و سعة معرفته في فض التباسها عليّ .
    رحل و أنا اطالع صرته المعلقه في آعلى المنبر و ارى في عينيه يطالع كتاب
    كعادته .
    لا حول ولا قوة الا بالله
    و إلي الجنان يا صاحب
                  

10-05-2012, 11:11 PM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: سفيان بشير نابرى)

    أشهد له وهو يعبر البرزخ نحو الأزل
    اننى لم اسمعه مطلقا يغتاب غائبا
    او يشتم عدوا
    او يشكو من علة او فأقة
    بل كان فى كل الاحوال باسما متماسكا عفيفا جواد شفافا وحساسا ومؤدبا
    لأن أسرته أحسنت تربيته


    ---------------------------
    يا وجعي عليك يا احمد يا صديقي الحنين
    الناس القراب خلو بالكم من محمد مصطفى الامين
    وطمنونا على حالو
                  

10-05-2012, 10:42 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: كمال سالم)

    اللهم أرحمه وأغفر له وأجعل قبره روضة من رياض الفردوس اللهم تولاه
    بلطفك وعفوك ورحمتك وكرمك المعروف البائن اللهم درجه عند صراطك
    وأرفعه إلى أعالى الفراديس يا كريم العزاء لأسرته وأصدقائه وزملائه وإلى
    الأستاذ الدكتور إبراهيم إسحاق وإلى سائر أهله والعشيره ولكم أخى أحمد
    الأمين ولا حوله ولا قوة إلا بالله




    منصور
                  

10-06-2012, 10:39 AM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: munswor almophtah)

    الرحمة والمغفرة للراحل المقيم أحمد عبدالمكرم وهو يقضى نهاره الأول بذاك الجدث الرطب ..
    عزاء وشكر ل:
    عبدالكريم الأمين __كمال سالم - سفيان بشير نابرى - منصور المفتاح - خالد العبيد وجميع من يرى هذا البوست ...
    *******
    (ذات صفاء ذات نهار اخضر ذات نهار سادس ) لاحظ عادل القصاص ( أفضل من يجيد الحديث عن عوالم الراحل المقيم عبدالمكرم ) فى حديث قديم بيننا أمام (بيت زهراء ) !!!!!!!!!!؟؟؟؟؟ إنحياز صديقه الناقد عبدالمكرم الى نقد وتاريخ الروايه والقصه القصيرة وإهماله جانب الاهتمام بنقد الشعر!!!!!!!!!
    يتجلى إهتمام أحمد عبدالمكرم بنقد الروايه السودانيه والتوثيق لمراحلها يتجلى فى سلسله المقالات الرائعه التى نشر جانبا منها بالصحف السياره فى النصف الاول من الثمانين تحت عنوان " طبعه ثانية".
    وقد تقصى عبرها بحب ومتعة ودراية كلاسيكيات السرد والقصص السودانيه التى تعنى بالحياه الاجتماعية لمجتمع المدينه تحديدا أعمال:
    ابوبكر خالد
    عبدالله خليل
    والزبير على
    عثمان على نور
    خوجلى شكرى الله
    صلاح احمد ابراهيم وعلى المك
    " البرجوازيه الصغيره"
    وبعض انطباعاتهم عن االريف السودانى ومجتمع المدينة تحديدا قاعها وعالمها السفلى فى النصف الاول من القرن العشرين الذى خبروه " عدا صلاح وعلى المك"بعيون اولاد المدينه كموظفى خدمه مدنيه فى مختلف بقاع السودان القديم تحديدا غربه كما يتجلى أكثر عند أبى بكر خالد و عبدالله خليل ( عملا بالتعليم بكردفان القديمة ).

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 10-06-2012, 10:40 AM)

                  

10-06-2012, 10:51 AM

الصادق اسماعيل
<aالصادق اسماعيل
تاريخ التسجيل: 01-14-2005
مجموع المشاركات: 8620

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    استاذنا احمد الامين

    البركة فيكم
    التقيت احمد عبد المكرم في شقة حسان على احمد في القاهرة واول شئ لفت انتباهي هو هذا التهذيب العجيب والمعرفة الموسوعية والتى تنساب من فمه بتواضع عحيب.

    كان هذا من حسن حظي أنى التقيت هذا الشخص النادر، وحتماً سنتلقي مرة أخرى.

    له الرحمة ولك العزاء
                  

10-06-2012, 11:10 AM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: الصادق اسماعيل)

    Quote: التقيت احمد عبد المكرم في شقة حسان على احمد في القاهرة واول شئ لفت انتباهي هو هذا التهذيب العجيب والمعرفة الموسوعية والتى تنساب من فمه بتواضع عحيب.
    كان هذا من حسن حظي أنى التقيت هذا الشخص النادر، وحتماً سنتلقي مرة أخرى

    تحية الصادق وصادق العزاء..
    لخصت انت بدقة مفاتيح شخصية أحمد
    التهذيب - المعرفة الموسوعية- التواضع ....
    وهذه خصال لاتشترى بكل اموال الدنيا بل سجايا حميدة يرضعها المرء من ثدى أسرته ...
    انا اعرف جميع اسرة أحمد بالثورة وجميعهم يمتازون بالهدوء والتواضع فى هذا الزمن المزعج والمتكبر..
    تعرف يالصادق :
    مقالات عبدالمكرم " طبعه ثانيه" تكمن قيمتها فى اعادته إظهار تلك السرديات التى طبعت فى الغالب طبعة اولى فقط وبكميات محدوده وتمكين القارى المعاصر من اعاده قراءتها عبر النقد والاحالات التى اشار اليها عبدالمكرم كينابيع شكلت وعى اولئك الروائيين المنسيين!!
    كما تحدث فيها عن أثر الاعمال الروائيه المهاجره من مصر تحديدا اعمال نجيب محفوظ على قاموس وصور ورؤى ابى بكر خالد واهتمامه بالشرائح الضعيفه والمنبوذه داخل حوارى وازقه مدينته امدرمان هى كذلك مدينة أحمد عبدالمكرم رغم ترحاله فى الطفولة مع والده بالعسكرية فى مدن بالسودان القديم مثل ملكال ووجود روابط قوية لعائلته بدارفور والجزيرة أبا (لأسباب طائفية ) نجا منها احمد عبدالمكرم لحسن الطالع !!!! مثلما نجا منها كذلك صديقه المبدع عادل القصاص الذى ترتبط اسرته كذلك بذات الطائفة الشهيرة (أنصار ) عبر الشكابة وجزيرة الفيل وودنوباوى حيث حوش يابا السيد حامد الذى قضى به عادل القصاص ردحا من طفولته وأسهم فى شحن طاقته الإبداعية بالصور واللغة والأخيلة !!!!!!

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 10-06-2012, 11:12 AM)

                  

10-06-2012, 11:14 AM

صديق مهدى على
<aصديق مهدى على
تاريخ التسجيل: 10-09-2009
مجموع المشاركات: 10176

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: الصادق اسماعيل)

    الا رحم الله الرجل الكاتب الصحفى الناقد الانسان احمد عبدالمكرم , اللهم انزله منزلة الصديقين و الشهداء . امين يا رب العالمين .

    رجل التقيته فى القاهرة فى اواخر التسعينات عن طريق الاخ عبداللطيف الفحل , حيث من وهلة عرفت انه انسان اصيل وود بلد .

    فى القاهرة كان يكتب فى جريدة الخرطوم , الا رحم الله ذلك الصحفى الانسان , ( انا لله وانا اليه راجعون ) صدق الله العظيم .

    دا حال الدنيا ايها الاخوة يذهب الاقوياء و يبقى الضعفاء حيث لا عقيدة و لا وفاء , اللهم ارحم اصحاب العطاء امثال احمد عبدالمكرم .
                  

10-06-2012, 11:33 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: صديق مهدى على)

    اللهم أرحم أحمد عبدالمكرم .. واسكنه فسيح جناتك
    والهم آله وذويه واصدقائه وعارفي فضله وحسن خلقه
    الصبر وحسن العزاء ولا حول ولا قوة إلا بالله
    إنا لله وإنا إليه راجعون
                  

10-06-2012, 11:38 AM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: صديق مهدى على)

    Quote: الا رحم الله الرجل الكاتب الصحفى الناقد الانسان احمد عبدالمكرم , اللهم انزله منزلة الصديقين و الشهداء . امين يا رب العالمين .
    رجل التقيته فى القاهرة فى اواخر التسعينات عن طريق الاخ عبداللطيف الفحل , حيث من وهلة عرفت انه انسان اصيل وود بلد .

    تحية وعزاء :صديق مهدي علي والرحمة والمغفرة للراحل وجميع موتانا ..
    ********
    وياصديق مهدي !!!!
    من أحلام عبدالمكرم المجهضة بالسودان القديم -قبل خروجه لليبيا ثم مصر لفترة طويلة عقب إنقلاب الترابى - كان رغبته الجامحة فى تفرغ وظيفى للقيام برحلة طويلة ( بالسكة حديد والعربيات ) ربما مرورا ب (قيزان 17) لغرب السودان تحديدا الفاشر وماحولها ليتعرف عن قرب على نمط الحياة الذى أنتج مغنى جمالى فى الفضاء السردى لإبراهيم إسحق الروائى السودانى الذى يهتم عبدالمكرم بسرده كثيرا -عبر أجيال عديدة من (دكةأسرة كباشى ) التى تجلت عبرها قرية ودعة –مسقط راس _ إبراهيم إسحق مثلما تجلت (دينقا ام الديار ) عبر (خيرات ) فى سردية فضيلى جماع (دموع القرية ) وتجلت كرماكول عبر ود حامد عند الطيب صالح فى مجمل سردياته (حسب مصطلح عبدالمكرم )

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 10-06-2012, 11:39 AM)

                  

10-06-2012, 11:58 AM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    Quote: اللهم أرحم أحمد عبدالمكرم .. واسكنه فسيح جناتك
    والهم آله وذويه واصدقائه وعارفي فضله وحسن خلقه
    الصبر وحسن العزاء ولا حول ولا قوة إلا بالله

    أمين يامحمد عبدالجليل !!
    ****
    يلحظ من يتحدث مع احمد عبد المكرم كثيرا انحيازه الموجب لتجربه عالم عباس وفضيلى جماع الشعريه رغم قله ولعه بالشعر كما اشار عادل القصاص قديما
    لكن مشروعه النقدى الأكبر كان مصوبا على مراحل على تجربة ومشروع روايات استاذه بالمرحله الثانويه وصديقه لاحقا ابراهيم اسحق ولعل مرد ذلك اهتمام احمد الشديد بانسان الريف المقهور سياسيا وحضاريا تحديدا المنتمى لغرب البلاد رغم نشأته بام درمان!1 واهتمامه بابراهيم اسحق ومشروعه يجعله يعرف متى واين وكيف ينتهى هذا المشروع الثر تقريبا عبر وصول ابراهيم اسحق فى سرده الى روايه اسمها " الفاكام" وبها يغلق مشروعه او كما حدثنى احمد عبد المكرم له الرحمة والمغفرة ذات ضحى بعيد !!
    لأحمد كذلك مساهمات مقدرة فى جل الأعمال الجمالية عبر مركز مالك عقار الثقافى بالدمازين (عقب نيفاشا )
    وقد تعرض هذا المركز للتحريب وربما النهب عقب إندلاع حرب ضروس بين قطاع الشمال والمؤتمر الوطنى
    والخاسر الوحيد هو إنسان السودان بالنيل الأزرق الذى كان المركز قد يسهم إيجابا فى رصده بالمعرفة والجمال !!!
    فمتى تتوقف الحروب ومغامرات الساسة بالسودان لينعم أمثال أحمد عبدالمكرم ببقاع جاذبة للإبداع ونشر المعرفة
    فى مجتمع سواده الأعظم لايفكون الخط ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
                  

10-06-2012, 12:18 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    تابعت بدافع الفضول منذ رحيل أحمد عبدالمكرم ظهر الجمعة 5-10-2012 الشريط الأخبارى الذى يظهر اسفل شاشة تلفزيون السودانى القومى املا أن اجد إشارة سريعة برحيل أحد أبرز النقاد السودانيين فى هذا العصر ..
    للأسف الشديد لم أعثر على ضالتى وهنا يقفز سؤال علاقة المثقف بالسلطة التى لا تحتفل برحيل مبدع لايسبح بحمدها مهما كانت قيمته الإبداعية رغم أن السلطات فى الدولة الراقية عند رحيل مبدع من بنيها –حتى إن كان ضد السلطة عبر فكره تحتفل به كثيرا عبر إعلامها الوطنى وتبرز مساهماته وتعتز به تجلى ذلك العام 1981 عند رحيل جان بول سارتر المفكر الفرنسى الذى كرس جل مشروعه لمناهضة السلطة الرسمية فى بلاده إذ قطع راديو فرنسا إرساله ليذيع وزير الثقافة بنفسه خبرا للأمة الفرنسية يقرأ :
    ( هذا اليوم يؤرخ فى تأريخ وذاكرة فرنسا برحيل جان بول سارتر ) ثم واصلت الإذاعة برنامجها ...
    كذلك خصصت هيئة التلفزيون البريطانى عدة أيام لتخليد رحيل أفضل شاعر بريطانى منذ نهاية الخرب العالمية الثانية هو تيد هيوز !!!!
    متى ينتبه إعلام حكومة السودان لقيمة المثقفين السودانيين من طينة عبدالمكرم ويحتفل بإنجازهم حتى إن أختلفوا مع السلطة الحاكمة والمهيمنة والمستعمرة للشعب السودانى والناهبة لخيراته ؟؟؟؟

    * تحية وعزاء للأخ النقاد الأدبى خالد أحمد بابكر واشكره على المحادثة الهاتفية من كوستى لتقديم العزاء عبر البوست .

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 10-06-2012, 12:20 PM)

                  

10-06-2012, 12:25 PM

saif massad ali
<asaif massad ali
تاريخ التسجيل: 08-10-2004
مجموع المشاركات: 19127

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    تقبله الله القبول الحسن
                  

10-06-2012, 01:41 PM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 22959

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: saif massad ali)

    انه لفقد عظيم احمد عبدالمكرم الانسان والفنان
    احر التعازى ياصديقى لك والاسرته وكل اصدقائة
                  

10-06-2012, 01:41 PM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 22959

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: saif massad ali)

    انه لفقد عظيم احمد عبدالمكرم الانسان والفنان
    احر التعازى ياصديقى لك والاسرته وكل اصدقائة
                  

10-07-2012, 00:15 AM

محمد مدني
<aمحمد مدني
تاريخ التسجيل: 03-17-2003
مجموع المشاركات: 185

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: بدر الدين الأمير)

    ها هي الأرضُ
    تغطَّتْ بالتَّعَبْ
                  

10-07-2012, 01:48 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: محمد مدني)

    تحية وعزاء سيف مساعد -بدر الدين الأمير ومحمد مدني ..
    والرحمة والمغفرة
    لأحمد الطيب عبدالمكرم وعموم الأموات بمشارق الأرض ومغاربها !!!..

    نشر عبدالمكرم خلال حياته القصيرة نسبيا مقالات بالعديد من الدوريات الإقليمية منها :
    1- مجلة الحرس الوطنى بالسعودية ..
    2- مجلة المنتدى الصادرة عن المجمع الثقافى بابى ظبى .
    3- صحيفة الخرطوم .
    4- صحيفة ألأيام.
    5- صحيفة السياسة السودانية .
    6- مجلة العقل الجماعى
    (سودانية توقفت بعد فترة قصيرة جدا من صدورها قبل إنقلاب الترابى )..

    كما كان يراسل مجلات ادبية رصينة تصدر من قبرص إلى جانب كتابته فى عدة صحف بليبيا .
    من أشهر الملفات الأدبية التى قام بإعدادها الراحل المقيم عبدالمكرم خلال حياته الأدبية عبر الصحف وأثارت العديد من الأسئلة هى الملف الذى أعده عن :
    1- الروائى السودانى إبراهيم إسحق بصحيفة الخرطوم فترة القاهرة وعبره تعرف الكثير من السودانيين على مكانة الروائى الشهير فى خارطة السرد السودانى لأول مرة بل مسؤول رفيع جدا بالصحيفة أعترف لعبدالمكرم عقب نشر الملف أنه لأول مرة يسمع بالروائى إبراهيم إسحق (عبر هذا الملف )الذى لايفوقه فى السرد السودانى سوى الطيب صالح شخصيا!!!!!!!!؟؟؟؟
    2- التشكيلى الشهير مثير للجدل عمر خيرى الشهير ب جون إدوارد ولقد تعرض عبدالمكرم جراء ذلك الملف لسهام هوجاء من تشكيلى شهير دأب على شتم الناس عبر إصداراته رغم أن أحمد قد فتح ذلك الملف بدافع الحب والإعجاب الشديد بفن وعبقرية عمر خيرى !!!!!!!
    يبدو أن التشكيلى الذى رمى عبدالمكرم بسهامه الهوجاء جراء فتح عبدالمكرم ملفا عن عمر خيرى لم يكن يدرك جيدا القيمة المعرفية والنقدية العالية التى يتمتع بها عبدالمكرم وتعدد مواعينه النقدية فى الموسيقى والشعر والسرد والتشكيل لدرجة الكتابة بعمق ودراية عن تشكيلى عميق ومثير للجدل عبر قيمته النادرة مثل عمر خيرى .3
    3- مصطفى سيد أحمد خلال الأسبوع الأول لرحيله ولاحظت إعتماد الكاتب معاوية يس على هذا الملف كمرجع ثانوى فى الفصل الذى خصصه لمصطفى سيد أحمد وتجربته القصيرة الثرة ضمن كتابه الذى صدر هذا الشهر الذى صادف -تحديق عبدالمكرم فى الموت - عن تاريخ الغناء والموسيقى بالسودان.
    4- نشر كذلك ملف عن الأدب الأرتيرى المكتوب بالعربية الذى ساهم فى إعداده عادل القصاص منشور بصجيفة الخرطوم فى النصف الأول من العام 1995 ...
    خلال وجودى قديما بسلطنة عمان وجدت العديد من مقالات الناقد عبدالمكرم ( كان بليبيا ) منشورة يصحيفة عمانية دون علمه وأتضح أنها ماخوذة من مصادر اخرى كان ينشر بها مقالاته تلك ولقد أعطيته نسخ كاملة بالصحف العمانية التى نشرت تلك المقالات .

    خلافا للنقد الأدبى والكتابة فى السياسة الثقافية وقضايا الهوية المعقدة ينشط عبدالمكرم كذلك فى كتابة القصة القصيرة وله قصص كثيرة منشورة بمجلات عربية ( تحديدا مجلة الحرس الوطنى السعودية ) رغم عدم إشتهاره كقاص فى عصر بشرى الفاضل وعادل القصاص !!!!

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 10-07-2012, 01:50 PM)

                  

10-07-2012, 02:09 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    فى ظهيرة اليوم الثانى لحلول جسد عبدالمكرم ضيفا على جدث موحش (حسب صلاح أحمد إبراهيم) بمقبرة أم درمانية
    لذت بالارشيف الراقي بهذا المنبر لأجد هذه الشهادة حول عبدالمكرم كإنسان ومثقف كبير كان جاذبا للأرواح حوله عبر شخصيته
    الأسرة ...
    الشهادة مداخلة قديمة من ارشيف 2007 كتبها عضو المنبر المقل ( فى عصر الثرثرة ) محمد النعمان
    طالب قانون جامعة الخرطوم قبل إنقلاب الترابى وكان وقتها من اقرب الناس لأحمد عبدالمكرم على عدة مستويات فكرية
    وإنسانية ...
    المداخلة ضمن بوست قديم فتحه محمد النعمان يطلب دعوات لصديقه عبدالمكرم وهو على سرير غرفة الإنعاش بمستشفى الشعب بالخرطوم
    إثر نوبة قلبية تعافى منها :
    Quote: كنا جماعة من المثقفين والكتاب ، وبيننا أحمد الطيب عبد المكرم ، تحلقنا حول مشروع فكري وجمالي استمد جذوره المعرفية والأيديولوجية من مصادر تاريخية مختلفة كان من أهمها مانفستو الحركة الشعبية لتحرير السودان والمنجزات النظرية للماركسية غير السوفياتية وعلم الالسنيات الحديث علاوة على خطاب النقد الحداثي وما بعد الحداثي في بعض أوجهه.
    ورغم التفاوت العمري ما بين أفراد هذه الجماعة وتمايزات التجربة الفردية إلا أن أحداثاً تاريخية متعددة كانت قد أملت على أفراد هذه الجماعة حساسية مشتركة. فقد عايش الجميع بسالة محمود محمد طه وهو يخضع نصوص الإسلام المؤسسة لتأويلات حداثية جسورة ثم يقف شامخاً تحت حبل جلاده دون أن يطرف له جفن. وأنتبه الجميع إلى طبيعة الدولة السودانية التابعة وهي تبرمج المجاعات جغرافياً وإثنياً في الثمانينات بعد أن ظلت تهدر أرياف السودان طوال عقود متتالية. وشهد الجميع خطر الدولة الدينية على كرامة المواطن ووحدة الوطن. ولمسوا كفاءة المجتمع المدني ، خاصة عبر نقاباته المهنية ، في فرض إرادة سياسية مناوئة للأنظمة الديكتاتورية. كما وقفوا ، من خلال قراءات نهمة لتاريخ السودان ، على ذلك الدور التاريخي المستقل الذي لعبه المثقف السودانوي في تلك الفترة الزاهرة التي سبقت مؤتمر الخريجين في 1938.
    تمثل محور الإنشغال الفكري لهذه الجماعة ، إذن ، في البحث الجاد عن دور مركب للمثقف السوداني يتيح له المزاوجة الرصينة ما بين مشروع التغيير الإجتماعي وإلتزاماته من جهة ، ومشروع الاستقلال المفاهيمي للخطاب الثقافي (بما في ذلك قضايا الهوية الجمالية للنص) من جهة أخرى. كان السؤال المركزي الذي استبطنه ذلك الإنشغال الفكري هو: كيف يتمكن المبدع السوداني من الإلتزام بقضايا التغيير الإجتماعي في شمولها دون أن يقع في أحابيل القول السياسي على وجه الخصوص؟ بمعنى آخر كيف يستطيع المبدع أن ينجز قولاً جمالياً خاصاً به ، قولاً لا يتخلف عن مغامرات الحداثة دون أن يكلفه ذلك إنبتاتاً عن ديناميات التحول الإجتماعي؟ ما هي ثورة المبدع؟
    لم يكن الأمر "حزباً للبنيويين السودانين" أو فوضى منبتة ليسار جزافي ، كما ذهبت إلى ذلك قراءات تشنيعية لاحقة. كان الأمر ، في حقيقته ، مشهداً جذرياً في الإنتقال المعرفي والتحول الروحي لجماعة أذهلها ذلك الدور المدمر الذي ظل يؤديه الخطاب الإسلاموعروبي وهو يستخدم جهاز الدولة لأغراض الاستلحاق الثقافي والإقصاء السياسي والمراكمات غير المستحقة للثروات المادية والرمزية في وطن ظل يترنح بوتائر خطيرة. إنه مشهد لإعادة النظر الجذرية في مقولة الوحدة الوطنية وفقاً لحقائق التعدد الثقافي ومستحقات الكرامة المتساوية للمواطن. ولم يكن ذلك ممكناً ، في إطار الخطاب الثقافي ، دون مراجعات تأسيسية لطبيعة الدور الذي ينبغي أن يضطلع به المثقف عموماً والمبدع على وجه الخصوص ، وخصوصية هذا الأخير تستدعي بالطبع مراجعات أخرى تتعلق بجماليات الكتابة.
    على الرغم من الصعود النظري لمفهوم "الكتابة" والخلخلة التي ألحقها ذلك المفهوم بنظرية الأجناس الأدبية والأنواع الفنية في وعي تلك الجماعة إلا أن أفرادها كانوا يستبطنون على نحو ما تجاربهم الإبداعية الخاصة في الشعر والقصة والمسرح وغيره وهم ينشطون في المجال الثقافي والنقدي بخاصة. أحمد الطيب عبد المكرم إنطلق في تجربته كمثقف وكناقد من تجربته الشخصية في كتابة القصة القصيرة. وقد أشار الصديق أحمد الأمين أحمد ، بدقة ذاكرته المذهلة ، إلى بعض النتائج الباهرة التي حققها عبد المكرم في هذا المجال. الشاهد أن كتابة القصة القصيرة كانت قد شكلت بؤرة العمل الإبداعي والنقدي لأغلب أفراد هذه الجماعة على وجه العموم وربما جاء إهتمامي الشخصي بالشعر ، إنتاجاً ونقداً ، على سبيل الاستثناء. هذا لا يعني بالطبع عدم إنفتاح الجميع على كافة أشكال الكتابة ولكنني أشير حصراً إلى بؤرةٍ للإهتمام المتنوع ومركز للتجربة الواسعة.
    إذن ، صداقتي بأحمد الطيب عبد المكرم ، وآخرين أشار إلى أغلبهم أحمد الأمين أحمد ضمن مداخلاته ، كانت في جوهرها مشروعاً في الثقافة والسياسة كما أنها كانت مشروعاً في الحب وله.
    قرأنا بنهم جماعي مشهود وانخرطنا في حوارات دائمة.
    لسنوات ظللنا نرافق بعضنا ونحن نتجول متلازمين ما بين جامعة الخرطوم وإتحاد الكتاب السودانيين ومكتب عبد المكرم بكلية الطب ومكاتب الصحف المختلفة وبيوت الأصدقاء التي أعدنا تعريف وظائفها بدهاً حين خرجنا على المفهوم التقليدي للعائلة والجندر والقبيلة والعرق. وقد كان بيت بشار الكتبي ، ذلك المتمرد العظيم عليه السلام ، أرحب البيوت وأكثرها صخباً.
    تقاسمنا الكتاب الثمين والطعام الشحيح والضحكة. ذهبنا إلى مناشط الثقافة معاً ، ثم إلى بائعات الشاي ومحلات ود عماري وربما رافقنا ، من بيننا ، عاشقاً مرتبكاً إلى ميعاد حبيبته أحياناً.
    قلت قبل قليل إن صداقتي بأحمد كانت مشروعاًُ في الثقافة والسياسة والحب ، وينبغي أن أقول الآن أنه كان مشروعاً طموحاً أخصاه إنقلاب الإسلاميين قبل أن ينضج ، على المستوى الثقافي والسياسي ، كشأن كافة التجاريب الأخرى التي بادر بها مثقفون ومبدعون سودانيون عبر الحقب وهم يكابدون إعادة إنتاج الاستبداد.
    في ليلة الخميس 29 يونيو 89 كنا عاكفين على فكرة إصدار مجلة ثقافية تعبر عن صوت اليسار الثقافي وهي فكرة أولاها أحمد الطيب عبد المكرم إهتماماً بالغاً ومنحها صبره ووضوح فكرته ومقدرته الفائقة على التنظيم. سهرنا تلك الليلة بالموردة ونحن نعمل على إرصان تصورنا النهائي لتلك المجلة ثم نمنا بعد الثالثة صباحاً. أيقظني أحدهم باكراً: كان المارش العسكري يلوث أثير الخرطوم.
    لم أفهم حتى الآن طيش تلك المغامرة التي ذهبت بي إلى غرفة السماني ألوال داخل حوش الإذاعة بينما كانت الدبابات رابضة على مقربة من جدارها الهش. لقد أمضيت النهار بكامله داخل غرفة السماني في تلك الجمعة البائسة التي أكمل فيها الخطاب الإسلاموعروبي عمله التاريخي في مأسسة أزماته الشاملة ، تماماً كما أكمل رب التوراة عمله ليبدأ رهق الإنسان.
    بعد الإنقلاب تشردنا قليلاً ، فقد قلت الأمكنة.
    جلسنا على كراسي دار نشر جامعة الخرطوم وعلى مصاطبها. مات العميري واختفى أبو ذر وأنشب الجلاد أنيابه في أجساد الكثيرين وأرواحهم.
    قليلاً قليلاً وانتثرنا على الجهات الكثيرة.
    بعد فترة جاءني أحمد الطيب بالأبيض وأنا أحاول أن أصطنع لي عيشاً بها ووظيفة. كان يحمل مشروعاً للهجرة خارج السودان إلا أن الأمر لم يكن ممكناً بالنسبة لي لأنهم كانوا قد صادروا جواز سفري. ذهب أحمد ليعمل لاحقاً بمجلة النفط بليبيا "الحديثة" ولكنه سرعان ما عاد ليستقر بالقاهرة وليثري جريدة الخرطوم بكتاباته المميزة.
    علاقتي بالحركة الشعبية لتحرير إريتريا وزيارتي السابقة لميدان قتالها قبل التحرير أسعفتني بالحل الغامض الذي كنت أبحث عنه.
    سافرت شرقاً إلى أسمرا فيما سافر أغلب المثقفين شمالاً إلى مصر. مكثت قليلاً بأسمرا قبل رحيلي وإستقراري بأديس أبابا كأول لاجئ سياسي (ضمن 4 آخرين) من ما تسميه الأمم المتحدة بشمال السودان. وهذه هي الواقعة التي تحكمت وما زالت تتحكم في مساري الثقافي ، والوجداني بخاصة.
    عزلتي وإنقطاعي عن حركة المثقفين السودانيين ونشاطاتهم بالقاهرة كلفتني كثيراً من جهة التواصل الفعال معهم ومع القارئ. وكنت ، منذ صباي الباكر ، قد راهنت بالتمام على الجماعة المدنية الحديثة. وبذلك تشكل وعيي بالعالم وترتب توازني داخله في إطار الإنتماء للجماعة الثقافية فتجاوزت بها تلك العلاقات التقليدية التي يتوازن بها الفرد عادة مثل العائلة والقبيلة وما إليها. كانت خيبتي شاملة. تجربة السجن الطويل بأديس أبابا بعد محاولة إغتيال حسني مبارك والتي تورط فيها إسلاميو السودان من جهة ثم ماألحقه بي ذلك المرض المديني الذي سماه أسامة الخواض بـ "خيانات الأصدقاء" من جهة أخرى أسلمتني لهذا المزاج الإعتزالي الذي ما زلت أكابد صمتي داخله.
    تهدمت في ذاكرتي معالم كثيرة. ذهب عنها الكثيرون إلى شأنهم.
    ولم يبق فيها إلا أكثر الناس إستثنائية ، ومن أكثر الناس إستثنائية كان أحمد.
    وحتى أواصل هذه الكتابة في سانحة قادمة ، لا أجد أبلغ من شهادة أحمد الأمين حول عبد المكرم والتي أدلى بها في هذا البوست:


    Quote: اشهد انني لم اسمعه يغتاب او يشتم او يشكو بل كان باسما متماسكا عفيفا جوادا شفافا وحساسا

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 10-07-2012, 02:10 PM)

                  

10-07-2012, 02:27 PM

nada ali
<anada ali
تاريخ التسجيل: 10-01-2003
مجموع المشاركات: 5258

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    Deepest condolences, Ahmed Al Amin Ahmed and to all of the true intellectuals of Sudan.
    May Ahmed Abdelmukarram rest in eternal peace.

    nada
                  

10-07-2012, 02:52 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: nada ali)

    تحية وشكر وعزاء د.ندى مصطفى
    والرحمة والمغفرة لجميع الأموات
    ***
    أدناه رسالة من أرشيف المنبر تمثل بعض الأوراق الخاصة للشاعر القانونى محمد النعمان (عضو منبر مقل جدا !!)
    نشرها العام 2007 ..
    الرسالة تلقاها من صديقه أحمد عبدالمكرم عندما كان حيا وحييا(حسب مصطلح توفيق صالح جبرين فى بعض أخوانياته بأفق وشفق )
    وفيها نبوءة الرحيل وإعلان عبدالمكرم أنه أفرد أشرعته وحزم حقائبه للسفر !!!
    إلى أين ؟؟؟
    الله أعلم !!!
    تقرأ الرسالة :
    Quote: أخي النعمان ..
    يبدو أن سفينتي قد رفعت مراسيها .. وأفردت أشرعتها للريح ... ولا أدري أي ريح طيبة ، تلك التي ستدفع بها .. عموماً ، عزمت الآن على السفر بإرادة لا تلين. كم كنت أتمنى لو كنا معاً. أكتب إليك هذه الكلمات وأنا لم يتبق لي على أرض الوطن إلا أيام قلائل .. ربما أغادر إلى القاهرة ... يوم 9/12 القادم .. هذا ما أتوقعه. لم أستلم تأشيرة الخروج حتى الآن .. ولكنني متفائل بشأنها. ولكن الذي أدريه هو أنني سأسافر تحت كل الظروف. سأغادر حتى وإن كلفني الأمر أن أفعلها من طريقكم (الغربي) !!
    الآن أنا في إجازة لمدة ثلاثة أشهر تبدأ من (1/12/91) أي اليوم ، تاريخ كتابتي لك هذه الكلمات .. .. عموماً تحدث للإنسان أشياء غريبة ، وهو في اللحظات الحاسمة .. اللحظات المفارقة (بالمعنى الفلسفي) إذ يلتقي بأحداث ، وأناس وأشياء غنية ، ثمينة .. تكثف المعاني ، وإحساسه بالعالم ...
    عدت منذ أيام من الشمال ، من [الدامر] تلك المدينة المضيافة الساحرة .. مدينة الشاعر العظيم المجذوب. حيث كنت ضمن فريق من الأدباء والشعراء والفنانين ، في قافلة ثقافية أعدت لها مجموعة من شباب الدامر تسمى [عنادل الدامر الثقافية] كانت رحلة مفيدة .. تعلمت منها أشياء كثيرة واكتشفت خلالها الوجه الآخر من هذا البلد السودان.
    على العموم قدمت في هذه الرحلة ندوتين: الأولى بالدامر والثانية بمدينة عطبرة .. عن أدب الطيب صالح وهي ورقة بعنوان (قيمة التصالح كرؤية للعالم في أدب الطيب صالح) وهي محاولة أخرى في التجريب النقدي على ضوء المنهج البنيوي التكويني. الجمهور في عطبرة أكثر وعياً .. فقد وجدت تجاوباً مفرحاً .. أما الدامر فـ (لا هي بادية .. ولا حضر ..) كما وصفها الشاعر توفيق صالح جبريل.
    أخي ..
    طبعاً إذا قدّر لي أن أغادر هذا الوطن .. أوائل هذا الشهر إلى القاهرة .. سأذهب إلى ليبيا مباشرة بأمل أن أتمكن منها الذهاب إلى قبرص للبحث عن عمل هناك والحصول على أموالي المستحقة على شركة الأفق للطباعة والنشر. كم كنت أتمنى لو تمكنت من أن ترسل لي رسالة أو مذكرة للصحفي الذي حدثتني عنه مرة .. لا أذكر اسمه الآن .. وأشرت لي أنه ربما يكون مفيداً في مسألة الشغل بقبرص. عموماً أرجو إذا ما تذكرته .. أن تكتب لي مذكرة أحملها معي .. حاول أن تصلني .. قبل يوم 8/12 الجاري.
    الجامعة مغلقة حتى الآن .. ولا يدري الشيطان نفسه متى تستأنف الدراسة .. لذا أخبار الفتاة المدهشة (ألف) ليست معي .. أرجو إنها تكاتبك الآن من سنار .. عرفت من الأخت (قاف) أنك لم توفق في الإلتحاق بالمنظمة .. وبقيت مكرهاً (طبعاً) تسعى بين الناس بالجودية وإصلاح ذات البين .. لا أدري ما هي خططك الآن .. ولكنني سأحاول أن أرسل إليك رسالة بأسرع ما يمكن عندما يستقر بي الحال.
    وختاماً لك حبي
    أخوك
    أحمد الطيب
    1/12/91

    * لاحظوا سيطرة مفردات السفر والرحيل والفراق على قاموس أحمد الطيب...
    * لاحظوا صفاء المفردات وجودة اللغة وهيمنة الثقافة وتعدد الاصوات وسعة الإطلاع والإحالات !!!
    + لاحظوا عبدالمكرم فى هذه الرسالة المكتوبة 1991 اعلن انه سوف يغادر الوطن (أول هذا الشهر )!!!
    وبالفعل رحل عن الفانية اول هذا الشهر يوم 5- تشرين الأول الذى يؤرخ فى ذاكرتنا برحيله !!!
    أدركتم لماذا يحب الناس هذا الرجل وهو بتلك الشفافية والصدق فى عصر سادته الأنبياء الكذبة والدجالين والمشعوذين
    وهلمجرا
                  

10-08-2012, 10:29 AM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    وروح أحمد عبدالمكرم تبحر بعيدا تجاه الفردوس
    طفقت أجوب الأسافير السودانية (وما أكثرها ) بحثا عن تجليات رحيله
    ظهر السبت 5- أكتوبر 2012 فوقفت فى ساعة متاخرة من ليل أمس على
    هذا البيان الرسمى ينعى الراحل المقيم :

    اتحاد الكتاب السودانيين ينعي عبد المكرم
    السبت, 06 تشرين1/أكتوير 2012


    Quote: بسم الله الرحمن الرحيم
    (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (*) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (*)
    صدق الله العظيم
    يحتسب اتحاد الكتاب السودانيين لعضويته، وللأمة السودانية جمعاء بمزيد من الحزن والأسى الناقد المعروف و الناشط في العمل الثقافي و الصحافي، عضو الاتحاد:
    الأستاذ\ أحمد الطيب عبد المكرم
    والذي فارق الحياة – وهو في ذروة عطائه- نهار الجمعة الموافق 5\10 2012م، بعد معاناة مريرة مع المرض، والفقيد عرف بين أصدقائه و زملائه وتلامذته بتواضعه الجم، ومعشره الطيب، ولسانه الرطب، ويده العفيفة ، وهو يقدم رسالته في تفانٍ نادر، وهو أحد أبرز أركان النقد الأدبي بالبلاد، وتجول بقلمه العميق في معظم الصحف و المجلات السودانية و العربية، ومؤسسا للاقسام الثقافية ببعضها و متعاونا مع بعضها، كما أشرف على الكثير من البرامج الإذاعية و التلفيزيونية المتخصصة، وحقق الكثير من الكشوفات لكتاب سودانيين قدمهم للقراء و أنار لهم دروب الكتابة فصاروا أسماءا ناضجة أضافت الكثير كل في مجال تخصصه.
    عرف الفقيد بحبه لتراب هذا الوطن، و بصبره على الشدائد، فلم يستجب لكل الإغراءات والنداءات المقدمة له للعمل خارج السودان، بل ظل حريصا على تقديم رسالته من الداخل ولم يبخل بجهده على كل طالبيه متطوعا حتى وهو يجابه أشد لحظات المرض قساوة.
    و الفقيد من مؤسسي الاتحاد في ميلاديه الأول و الثاني و عمل بنشاط ملموس في معظم لجانه و مكاتبه التنفيذية في دوراته المختلفة.
    للفقيد الرحمة والمغفرة، ولأسرته وذويه ولزملائه وتلاميذه وأصدقائه ومحبيه حسن العزاء.
    اتحاد الكتاب السودانيين
    اللجنة التنفيذية
    الخرطوم- السبت 6 أكتوبر 2012م
    .

    قلت : قيمة الراحل المقيم أحمد الطيب عبدالمكرم كعضو مؤسس فى إتحاد الكتاب السودانيين تكمن فى قبوله من كافة أطراف وأجيال إتحاد الكتاب السودانيين الذى رغم جمعه طيفا من كتاب يغلب عليهم عداء السلطة والإنتماء لليسار (بتحفظ ) إ لأ أنه شأن مجمل منظمات المجتمع المدنى السودانى كان يشهد (تحديدا خلال فترته الأولى قبل إنقلاب الترابى ) صراع أجيال ورؤى وأفكار وحساسيات شخصية صامتة ومسكوت عنها مثل تلك الصراعات التأريخية داخل الجمعية الأدبية الشهيرة التى أنتجت مؤتمر الخريجين وأدت لشظيه لأحزاب سياسية مثلت بدأية إفساد الحياة الفكرية وإضطراب الدولة بالسودان حتى الراهن!!!!..
    فى خضم الصراع الصامت داخل إتحاد الكتاب السودانيين فى نسخته الأولى كان الراحل عبدالمكرم (عضو إتحاد الكتاب السودانيين ) أقرب عمريا وإجتماعيا وفكريا لأعضاء التيار المتمرد داخل إتحاد الكتاب ويقوده أكاديمى وقاص مشهور ( حيا وقت كتابة هذا المداخلة ) وكان ينشط عبر منتدى الأحد الشهير بدار الإتحاد بالمقرن قديما رغم ذلك كان عبدالمكرم شديد الصلة فكريا وإجتماعيا وإنسانيا بالجناح الأخر (أغلب اعضاء اللجنة التنفيذية ) ورئيس الأتحاد وقتها على المك (1937 -1992 ) على وجه التحديد .
    ويبدو أن مرد هذا القبول لعبدالمكرم عند الطرفين المتنازعين فى صمت داخل الإتحاد هو شخصية أحمد عبدالمكرم ذات النزعة الصوفية التى تقبل كل الأطراف إلى جانب حساسيته الإجتماعية وتربيته الخاصة التى تنأى عن الدخول فى مماحكات ونزاع وخصومات شخصية ومؤامرات مع زملاء فكر لذا تجد أصدقائه من كافة اطياف المجتمع السودانى على أختلاف أيدليوجياتهم ....
    أضف لذلك كان الراحل المقيم شديد الإحترام لخيارات أصدقائه الفكرية والروحية لذا كان يجد قبولا وحبا وإحتراما حتى من غلاة اليمين الذين يرتبط بهم فى مجال العمل الوظيفى والإبداعى !!!
                  

10-08-2012, 11:27 AM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    أؤمن بما لايدع مجالا للشك أنه فيمايختص بخروج الروح بأمر ربها :
    (فلولا إذا بلغت الحلقوم 83 وأنتم حينئذ تنظرون 84 ونحن أقرب إلين منكم ولكن لاتبصرون 85 فلولا إن كنتم غير مدينين 86 ترجعونها إن كنتم صادقين 87 ) صدق الله العظيم ...
    بلغنى عبر الهاتف من صديق مشترك بينى والر احل المقيم مقيم حاليا بامريكا أنه كان على إتصال لصيق حتى قبيل ساعات من تحديق عبدالمكرم فى الموت بنفر من أسرة الراحل عبدالمكرم وأنه تحصل مؤخرا على صورة من الحالة الطبية للراحل عبدالمكرم (فى مرحلته الأخيرة) وانه سعى ماوسعه لمحاولة إنقاذ حياة صديقه عبدالمكرم عبر إطلاق مبادرة محدودة ضمن حلقة ضيقة من أصدقاء الراحل بالخارج بغرض إحضاره للعلاج بدولة غربية لكن شاء المولى ان يسترد الوديعة وتصعد الروح لباريها وخالقها نافخ القوة فيها بأمره ...
    الصديق الذى بادر الاتصال بى هو الاخ الشاعر محمد النعمان أحد اقرب الناس لعبدالمكرم فى حياته لسنوات طويلة وقد انفق أكثر من 10 دقائق على الهاتف وهو يبكى بحرقة شديدة جدا وينتحب وحدثنى ان الراحل المقيم عبدالمكرم كان فى إستقباله بالمطار عند عودته الاخيرة للسودان الشتاء الماضى كما كان فى وداعه عبر رفقة طيبة وجلسة ودية ادبية شارك فيها نفر طيب من أدباء السودان منهم الشاعر الكبير عالم عباس .....
    علمت كذلك أن شاعر الشعب وروحه المناضل محجوب شريف قد بذل وسعه –عبر صلاته الحميدة مع الخيرين - لمحاولة علاج الراحل عبدالمكرم بالخارج تحديدا بالقاهرة لكن أسترد المولى الوديعة ..
    يتم الإشارة كثيرا فى الاسافير لمرض الشاعر محجوب شريف !!!!!!!!!
    فيامحجوب نحن المرضى وانت السليم المعافى لكن اللغة صارت مقلوبة فى هذا العصر الجايط !!!
    أنت المعافى يامحجوب ومادونك هم المرضى ياشريف !!!!
    الرحمة لعبدالمكرم وعاجل الشفاء لنا فى عصر (مرض ) محجوب شريف !!!
                  

10-08-2012, 12:08 PM

شول اشوانق دينق
<aشول اشوانق دينق
تاريخ التسجيل: 02-13-2006
مجموع المشاركات: 5332

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    تعازينا الحارة أستاذ أحمد وللجميع في الفقد الجلل.
                  

10-08-2012, 02:48 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: شول اشوانق دينق)






    أخي الأكرم : أحمد أمين
    في الفوضى غير الخلاقة التي نعيش طفحها في كل مكان ،
    كان أحمد الكريم ابن عبد المكرم وجهاً ثقافياً ندياً
    ألهمكم المولى الصبر على الرحيل المهيب
    في زمان قاس ونار اللهيب تنتظر
    ألف رحمة ونور عليه

    .
                  

10-08-2012, 10:10 PM

Moawia Mohammed
<aMoawia Mohammed
تاريخ التسجيل: 10-24-2006
مجموع المشاركات: 3777

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: عبدالله الشقليني)

    إنا لله و أنا اليه راجعون
    اللهم أرحمه و أغفر له و أسكنه فسيح جناتك مع الصديقين و الشهداء
    جبر الله كسركم أخي أحمد الأمين
                  

10-08-2012, 11:53 PM

Moawia Mohammed
<aMoawia Mohammed
تاريخ التسجيل: 10-24-2006
مجموع المشاركات: 3777

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: Moawia Mohammed)

    ذهبت لأعزي الأستاذة سعاد عبد التام في الراحل أحمد عبد المكرم فسلمتني هذه الوريقة و هي تبكي لنشرها في سودانيزأونلاين

    Quote: أخوي عبد المكرم هل لبكاي المر نهاية؟
    حدثتك عن كتابات زوجي بشار الكتبي ( رحمه الله ) الجاهزة للنشر. حدثني أحمد رحمه الله عن حلم إنشاء دار للنشر بإسم بشار الكتبي و سامي سالم لتنشر
    من خلالها أعمالهما و تكون عونا للذين لا يستطيعون طبع أعمالهم في المطابع الكبيرة التي تغالي في طباعة الكتب.
    اليوم سأعمل جاهدة لإنشاء دار نشر
    بإسمكم جميعا بشار الكتبي, سامي سالم و أحمد عبد المكرم, و ليوفقني الله.
    هل لبكاي المر نهاية؟
    أخوي العزيز عبد المكرم و نحن في صيف 98 بالقاهرة
    سقط بشار بـ ( إستروك ) للمرة الثانية فوجدتك أحمد الطيب سندا و أخا كنت ترفع بشار رحمة الله عليه و عليك بين يديك بل تحمله الي الطابق السادس,
    أنت و الصديق أحمد محمود بعد رجوعه من عند الطبيب بل توفر كل الأدوية و الأكل له و لأسرته الصغيرة في ظروف القاهرة القاسية التي عاني منها
    العشرات في تسعينات القرن الماضي.
    أحمد ( كلو بامية ) كنت تلاعب أبنائي ماجد, نزار و مصطفي عند مجيئك الينا في شارع الناصرية بالسيدة زينب,
    تلعب معهم و ترسم معهم و تنبأت لماجد بأنه إذا و اصل الرسم سيكون فنان جيد.
    أبنائي اليوم حزاني.
    أخوي أحمد هل لبكاي المر نهاية؟
    ( ماجد إبني قال
    لي لا تبكي يا أمي فهو في مكان أجمل و أحسن من هنا ).
    أجل مكان رائع مع بشار و سامي و كل الأحبة الذين فقدتهم بفعل الموت و أحسبكم بدأتم حوارا
    لا ينتهي عن قيم الجمال و الفرح و أحسب أرواح سامي و بشار ترفرف حولك أخوي أحمد ألم تأتي إلينا باكرا.
    أحمد يا كريم الخلق يا عالي الهمة يا سند
    المحتاج يا روعة الفهم يا ركازة الثقافة يا عشا البايتات
    الليلة وينك يا محمد مصطفي الأمين و ينك يا أحمد المصطفي الحاج و ينك يا عبد النبي و ينك
    يا عادل القصاص و بعدك لن تقوم للثقافة قائمة.
    رحمك الله
    رحمك الله
    رحمك الله
    سعاد عبد التام دنفر - كلورادو
                  

10-09-2012, 01:42 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: Moawia Mohammed)

    تعازينا الحارة أستاذ أحمد وللجميع في الفقد الجلل
    تحية شول أشوانق دينق وشكر وعزاء فى الفقد الجلل .

    أخي الأكرم : أحمد أمين
    في الفوضى غير الخلاقة التي نعيش طفحها في كل مكان ،
    كان أحمد الكريم ابن عبد المكرم وجهاً ثقافياً ندياً
    ألهمكم المولى الصبر على الرحيل المهيب
    في زمان قاس ونار اللهيب تنتظر
    ألف رحمة ونور عليه


    تحية وشكر وعزاء الأستاذ عبدالله الشقلينى :
    وبرحيل عبدالمكرم ف (لنبيع خزفنا در ) أو كماقال العبادى فى رثاء الناقد الشاب
    اللمين على مدنى .
    لهم جميعا الرحمة
    فى اليوم الرابع لتحديق أحمد عبدالمكرم – أحد أبرز النقاد السودانيين فى العقود الأخيرة – لازالت الأسافير السودانية تذرف الدمع هطالا فهاهو الكاتب الصحفى والمؤرخ الفنى صلاح الباشا يشهد له بالنبل والطهر والرقى :



    وداعا عمود إرتكاز الثقافة السودانية - الصحفي النبيل احمد عبدالمكرم: سودانيزاونلاين


    كتب صلاح الباشا
    وهاهي الفواجع المحزنة تصيب أهل الفكر والقلم في مقتل ، فقد نعي الناعي بالجمعة الماضية رحيل انبل وأطهر وأرقي اهل الصحافة الثفاقية الأستاذ أحمد عبدالمكرم الذي ظل يعاني منذ عدة سنوات من تعب في القلب ، الزمه السرير الابيض وقد ظل مكرم يقبض علي امر قضية الثقافة والحراك الثقافي في بلادنا ، من تحرير صفحات لا تغرف الملل ، وافكار ناقدة ومتجددة لا تعرف الجمود ، بل وإدارة متقدمة للمنتديات الثقافية ومشاركات في معظم المراكز الثقافية الاوربية والسودانية حتي اصبح احمد عبدالمكرم من الارقام التي لا يمكن تجاوزها في امر الثقافة وهمومها ، وقد شهدت له صفحات صحيفة الخرطوم في القاهرة وفي السودان ابداعات عديدة يشهد لها المفكرين وجمهرة المثقفين وفوق ذلك فإن مكرم ظل ثابتا علي مواقفه المنحازة لجانب جماهير شعبنا ولم ينكسر كما إنكسر العديدون أمام مغريات الدنيا
    رحم الله الصحفي الانسان المهذب جدا والحبوب جدا احمد عبدالمكرم ونسأله تعالي ان يعوض شبابه الجنة - والعزاء لأدارة واعضاء مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي با مدرمان والذي لعب فيه دورا مشهودا لعدة سنوات - والعزاء لقبيلة الصحفيين في كل مكان - إنا لله وإنا إليه راجعون.....

    قلت:
    * صلاح الباشا كاتب وصحفى يكتب بمتعة ودقة فى الفن السودانى وله مؤلف صدر بداية هذا القرن عن الفن السودانى كذلك يكتب الكثير من المقالات السياسية عبر الصحف والأسافير إلى جانب نشره على فترات نتفا من ذكرياته بمدينة ودمدنى السنى خلال الستين من القرن الماضي ويتحرك عبرها بمتعة بين مارنجان و الهوارة و بانت وود أزرق والدباغة والعشير والبان وودكنان وجنينة كعكاتى ومطعم أبو ظريفة ( من زبائنه الفنان عثمان حسين عند زياراته لمدنى ) وقهوة أب لبدة و جل مغانى مدينة مدنى القديمة تلك الفترة التى كانت مدنى منجم وبستان ونهر إبداع يروى السودان من نمولى لحلفا بالفن والكرة والإقتصاد والعلم والموضة والمصطلحات وهلمجرا هذا فى تحديق الناقد عبدالمكرم فى الموت !!!
                  

10-09-2012, 02:00 PM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    فقد عظيم للأدب والنقد وبوست تعريفي ممتاز يا استاذنا أحمد الأمين
                  

10-09-2012, 02:42 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: Abdel Aati)

    : أخوي عبد المكرم هل لبكاي المر نهاية؟
    حدثتك عن كتابات زوجي بشار الكتبي ( رحمه الله ) الجاهزة للنشر. حدثني أحمد رحمه الله عن حلم إنشاء دار للنشر بإسم بشار الكتبي و سامي سالم لتنشر
    من خلالها أعمالهما و تكون عونا للذين لا يستطيعون طبع أعمالهم في المطابع الكبيرة التي تغالي في طباعة الكتب.
    اليوم سأعمل جاهدة لإنشاء دار نشر
    بإسمكم جميعا بشار الكتبي, سامي سالم و أحمد عبد المكرم, و ليوفقني الله.
    هل لبكاي المر نهاية؟
    أخوي العزيز عبد المكرم و نحن في صيف 98 بالقاهرة
    سقط بشار بـ ( إستروك ) للمرة الثانية فوجدتك أحمد الطيب سندا و أخا كنت ترفع بشار رحمة الله عليه و عليك بين يديك بل تحمله الي الطابق السادس,
    أنت و الصديق أحمد محمود بعد رجوعه من عند الطبيب بل توفر كل الأدوية و الأكل له و لأسرته الصغيرة في ظروف القاهرة القاسية التي عاني منها
    العشرات في تسعينات القرن الماضي.
    أحمد ( كلو بامية ) كنت تلاعب أبنائي ماجد, نزار و مصطفي عند مجيئك الينا في شارع الناصرية بالسيدة زينب,
    تلعب معهم و ترسم معهم و تنبأت لماجد بأنه إذا و اصل الرسم سيكون فنان جيد.
    أبنائي اليوم حزاني.
    أخوي أحمد هل لبكاي المر نهاية؟
    ( ماجد إبني قال
    لي لا تبكي يا أمي فهو في مكان أجمل و أحسن من هنا ).
    أجل مكان رائع مع بشار و سامي و كل الأحبة الذين فقدتهم بفعل الموت و أحسبكم بدأتم حوارا
    لا ينتهي عن قيم الجمال و الفرح و أحسب أرواح سامي و بشار ترفرف حولك أخوي أحمد ألم تأتي إلينا باكرا.
    أحمد يا كريم الخلق يا عالي الهمة يا سند
    المحتاج يا روعة الفهم يا ركازة الثقافة يا عشا البايتات
    الليلة وينك يا محمد مصطفي الأمين و ينك يا أحمد المصطفي الحاج و ينك يا عبد النبي و ينك
    يا عادل القصاص و بعدك لن تقوم للثقافة قائمة.
    رحمك الله
    رحمك الله
    رحمك الله
    سعاد عبد التام دنفر – كلورادو....


    تحية وعزاء الأخ معاوية محمد (شايفك طولت الغياب عن المنبر بتلك الروائع )
    تحية وإحترام للأخت سعاد عبدالتام ولها حسن العزاء فى الفقيد الغالى أبوماجد المناضل الثورى المحترم بشار محجوب الكتبى و كذلك صديقه وصنوه الناقد الفذ عبدالمكرم ...

    فى ذكر المناضل المحترم بشار محجوب الكتبى له الرحمة والمغفرة ستظل صورته حتى الأبد مقرونه فى ذاكرتى بطيف عبدالمكرم وعادل القصاص وقلة من المثقفين السودانيين كانوا يلوذون بداره المضيافة
    تلك حيث الطعام الحلال والأسفار النادرة والأحاديث الثرة الممتعة والصدق والوضوح وتبادل الهموم والأشياء لدرجة تبادل القمصان وغيرها من اللوازم وقتها ....
    يرتبط عبد المكرم ببشار كثيرا ويجمع بينهما العزة والكبرياء الإنسانى والحساسية المفرطة وحب الأخرين وأدركت بعد نحو ربع القرن من معرفتهما وضربى فى أرض الله الواسعة انهما تحديدا نتاج تربية أسرية عريقة أهلتهما لخوض المعترك بسمات يندر إكتسابها لمن لم يتربى داخل اسرة صوفية ممتدة وقوية وشفافة مثل أسرتى بشار وأحمد عبدالمكرم اللذين يتميزان بالكرم الشديد و التجرد وحب الاخرين ومساعدة المحتاجين حتى إن كانا فى عوز مؤقت ...
    حدثنى أحمد عبدالمكرم قديما أنه تعرف على بشار الكتبى كشخص ذات أصيل خرطومى بعيد بواسطة صديق مشترك وقتها كان أحمد فى بداية حياته العملية ويعتاد على الرجوع للمنزل قبل المغرب !!!
    لكن لجاذبية بشار وحديثه الثر نسى احمد نفسه وجلس مع صديقه الجديد بشار يتبادلان الحديث فى الأدب والسياسة حتى اوشك الصبح على التنفس فانطلق صوب منزلهم ليجد كل أسرته خارج المنزل فى إنتظار عودته وهم فى جزع لانه لم يعتاد التأخر بهذه الطريقة ...!!!!!
    لكنها جاذبية بشار هذا الثورى المحترم
    ذكرت فى هذا البوست فى مناقب عبدالمكرم أنه لايغتاب الغائبين ذات الصفة الراقية يمتاز بها بشار الكتبى وأذكر جيدا فى جلسات منزله انه إذا حاول شخص الحديث بسوء عن شخص غائب يقوم بشار بزجره بحدة واحيانا طرده من المنزل !!!!!!
    بهذه الصفات النادرة أنتقل بشار وعبدالمكرم للملكوت الأعلى .....
    بشار الكتبى كعبدالمكرم يمتاز كذلك بالجود الشديد والتواضع والشفافية وحب مساعدة الأخرين وأؤكد مرد ذلك تربيتهما فى أسر تعرف القيم وتزرعها فى الناشئة من أطفالها رغم أن الراحلين بشار واحمد قد طورا تلك القيم داخلهما عبر التربية الخاصة و تطابق الافكار مع السلوك وهذا نادر جدا عليه كان لابد لمثل احمد وبشار أن يغيبا عن هذه الدنيا لأنهما نسيج لاتستاهله هذه الفانية التى تعج بالخبثاء والأدعياء والبخلاء الذين تتناقض أفكارهم مع أعمالهم وهذا باب واسع
    عبر الأخ معاوية أرسل إحترامى للأخت المحترمة سعاد عبدالتام وهى قاصة سودانية لها مساهمات قديمة بالصحف قبل إنقلاب الترابى و التقيتها بمعية أصدقاء وصديقات مشتركين قبل إنقلاب الترابى وتشتت الأخيار من السودانيين فى ارض الله الواسعة ....
    أتمنى أن تكلل مساعى الاخت سعاد بالنجاح وتتمكن فى إطلاق دار نشر بشار واحمد وسامى سالم عسى عبرها ان نطالع المخطوطات الثرة التى تركوها إرثا للأجيال وذاكرة الثقافة والفكر بالسودان الذى لم يدرك قيمتهم بعد ..

    (((((((((((

    تحية وتقدير وشكر وعزاء للأستاذ عادل عبدالعاطى والرحمة والمغفرة لجميع الأموات

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 10-09-2012, 02:45 PM)

                  

10-10-2012, 11:12 AM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    عبدالوهاب الأنصارى يكتب عن عبدالمكرم وقد تعرف عليه العام 2005 فى وجود عبدالمكرم الثانى بالسودان
    بعد عودته من منفى طويل بالقاهرة وليبيا ..
    الفترة التى التقى فيها الأنصارى عبدالمكرم بالخرطوم كان أكثر من 90 بالمئة من معارف عبدالمكرم خارج السودان
    ويبدو انه اى عبدالمكرم بطبعه الفريد ودخوله التلقائى فى الناس قد خلق ذاكرة جديدة عبر جيل جديد من المثقفين بالسودان منهم
    الأنصارى..وسفيان بشير نابرى وموسى حامد وخالد كمتور والكثير من الشباب الجديد المتشبث بقوة بارض الوطن رغم القهر والبؤس :

    همى الدمع ....انفطر القلب حزنا ..وهو كظيم عيك يا احمد الطيب عبد المكرم بقلم عبد الوهاب الانصاري

    : سودانيزاونلاين


    Quote: في الليلة الظلماء نفتقدك ... ايها البدر الجميل شلال الادب الجم والتعامل الراقي الاديب
    ،نسيج وحداني متفرد فريد شيمتك التواضع والوفاء عفيف اللسان نظيف اليد طيب القلب
    رقيق المشاعر رفيع المقام نبيل الاخلاق فارس المواقف ...
    قلمك المسك اما ان يحذيك واما ان تجد منه ريحا طيبه ، تشهد
    لك ساحات الثقافه وباحات بث الوعي والاستناره مكافحا ومنافحا في عرصاتها ومنابرها
    بمساهماتك المقدره في الدرر المتناثره كمركز عبدالريم ميرغني
    الثقافي بامدرمان ومركز الخاتم عدلان للاستناره والتنميه البشريه وغيرها من مواطن التثقيف
    المهجس بالتنوير واشاعت الوعي والمعرفه وكنت دائما ممتشقا المستحيل عاضا بنواجذك
    على جمر القضيه ... مختار جانب شعبك من المهمشين والبسطاء والكادحين من غمار الناس
    بلا كلل او ملل ،صلبا في مواقفك ثاقب الرأي ما احوجنا لمثل هكذا رجال
    تشرفت بمعرفتك عن قرب بمكتب الدكتور محمود شعراني في امدرمان العام 2005
    بالمركز السوداني لدراسات حقوق الانسان المقارنه فدخلت القلب بلا استئذان وكان قلبك
    الكبير مشرعا ووجهك المنير المحيا الوضىء هاشا باشا، وعقلك المتقد الوقاد شعله دائمه الاشتعال
    تنير الظلمات وتنور الافق الممتد وكنت امني النفس ان لا ينقطع انسياب الجمال.....
    ومن محاسن الصدف اني زاملتك لفتره قصيره حافله في صحيفه اجراس الحريه المغلقه بامر السلطه وكنت
    مرشحا لرئاسة تحريرها ، بالفعل ارسلت ادارة الصحيفه خطاب رسمي
    الي مجلس الصحافه والمطبوعات وتمت الموافقه لايفائك شروط منصب رئيس التحرير حسب المطلوب
    ، كما علمت من الاستاذ محمد حب الدين المدير الاداري للصحيفه حينها -له التحيه ولكن قبل اكتمال
    الاجراء تم اغلاق الصحيفه من السلطات كنت حينها منهمكا في اعداد ملف وفاء عن الامير الحاج نقدالله في حلقات اقال الله عثرته- وضع الفقيد الحاضر خبراته وقدراته تحت يدي فكانت الزاد الذي مكنني من انجاذ العمل وفاء للاميرالحاج نقدالله -
    النهر الصامت بين ضفتيه تحت سقف بيته الكريم كما وصفه شاعر الشعب محجوب شريف "فله القيام تبجيلا"
    "حيث نشرت في حلقات بصحيفة اجراس الحريه وبعد ايقافها نشرت في صحيفه الايام الغراء
    كنت اجلس في مكتبه في صحيفة اجراس الحريه الساعات الطوال وبعد انتهاء عمله الشاق
    لنعد التصور للحلقه الجديدة من ترتيب الافادات والتصميم ثم ندفع به لقسم التصميم لتنفيذه ونراجعه ثم ندفع به
    للمطبعه وتكون الساعه حوالي السابعه مساء فيحمل حقيبته السوداء على ظهره وبكل تواضع وبساطه
    باسم الثغر وضيء المحيا مدافرا في المواصلات كعامة الناس معفر مغبر نظيف اليد عفيف اللسان
    فطوبى للغرباء الصالحون .. المصلحون العاملون.. المعلمون، شعث غبر، فهم لا يستسلمون
    ... عندما نعى الناعي ،، وقراءة الخبر في سودانيز اون لين ، همى دمعي سيلا .. وانفطر
    قلبي حزنا وقلت مايرضي الله انا عليك يا ابن الطيب عبد المكرم لمحزونون .. ولك الحضور هنا
    في هامة الوعي واوسمة الاستنارة خلودا باعمالك الطيبات وسيرتك العطرة روحك ترفرف
    على جناحي يمامه تحلق على امتداد الوطن........ نعزي اسرتك الكريمه واصدقاءك الكثر وانفسنا
    نسأل الله ان تظلك شبائيب الرحمه في مرقدك السرمدي....ايها الفارس النبيل والمتواضع والرائع
    ذو اليراع المبدع الذي سطر على القرطاس بكل ادب واحترام وحلم وصفح
    وانت باذن الله في سدر مخضوض ، وطلح منضوض وظل ممدود، وماء مسكوب
    (وانا لله وانا اليه راجعون
    عبدالوهاب الانصاري
    اكتوبر2012

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 10-10-2012, 11:15 AM)

                  

10-10-2012, 01:23 PM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    أحمد الأمين
    تعازي الحارة لك ولكل أهل وأصدقاء وعارفي فضل فقيدنا المثقف الناقد القصاص الصدوق المهذب أحمد الطيب عبدالمكرم.
    لقد كنت هناك في وداعه في أحمد شرفي ولم أتعجب أن أقبل المثقفون السودانيون من كل صوب وحدب ومن كل ضروب الثقافة تشكيليون،
    شعراء نقاد، قصاص، كتاب مقالات وأعمدة وصحفيون وقراء مثلي، يعزون بعضهم البعض ودموع بعضهم كانت ظاهرة على عيونهم.
    تعرف بالنسبة لي كقارئ ألتقيت أحمد مرات قليلة خاصة في فترة القاهرة أعرفه من خلال ما يكتب، ويجمعني به حب كبير لابراهيم اسحق وعالم عباس،
    فأنا أعتبر ابراهيم اسحق أهم روائي سوداني وعالم أحد أشعر شعراء السودان والكاتبين بالعربية.
    ومن خلال كتاباتك تعرفت على علاقته ببشار الكتبي، وهو حب آخر في حياتي، طابت ذكراه وخلدت والمجد لسعاد وأطفاله.
    تصور يا أحمد كم نحن بؤساء أن نضطر لنؤرخ برحيل رجل عظيم بدلا من يوم ميلاده!
                  

10-10-2012, 02:55 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: Sidgi Kaballo)

    Quote: تعرف بالنسبة لي كقارئ ألتقيت أحمد مرات قليلة خاصة في فترة القاهرة أعرفه من خلال ما يكتب، ويجمعني به حب كبير لابراهيم اسحق وعالم عباس،فأنا أعتبر ابراهيم اسحق أهم روائي سوداني وعالم أحد أشعر شعراء السودان والكاتبين بالعربية.
    ومن خلال كتاباتك تعرفت على علاقته ببشار الكتبي، وهو حب آخر في حياتي، طابت ذكراه وخلدت والمجد لسعاد وأطفاله.
    تصور يا أحمد كم نحن بؤساء أن نضطر لنؤرخ برحيل رجل عظيم بدلا من يوم ميلاده!

    تحية د. صدقي كبلو وصادق العزاء فى فقد الرجل المحترم عبدالمكرم!!
    هاتفنى أكثر من صديق مشترك مع عبدالمكرم بالسودان والجثمان لم يدفن بعد يحملون تعازى رحيل هذا الرجل الراقي!!!
    بفقده ستكون أجازاتى بالسودان اكثر بؤسا
    لا اذكر إجازة لى بالسودان لم ألتقى خلالها الراحل يوميا ولأكثر من 3 ساعات بمكتبه او مكان عام مطعم ...منتدى ...تحت شجرة مع ست شاى وغير ذلك من مغانى الخرطوم التى نرتادها ...
    أحيانا كنت احضر من مدنى وقت الفطور لأجلس معه بالمكتب ثم اعود فى نفس اليوم لمدنى دون ان ازور أهلى بالخرطوم ..حصل ذلك مرارا...
    قف :
    حبك للروائى إبراهيم إسحق وعالم عباس ربما مرده دراستك الثانوي بالفاشر ووجودك فى ذات البيئة اللغوية والحياتية الملهمة التى انتجت
    سرديات إبراهيم إسحق خاصة ان مثقفى الوسط يعانون عسرا فى فهم لهجة السرد التى يتكلم بها أشخاص إبراهيم إسحق !!!
    لاحظ علاقتك بدارفور تثير اسئلة ؟؟؟دراسة بالفاشر ثم العودة معتقلا سياسيا بسجن شالا وهذه مفارقة ؟؟؟؟
    كذلك نشاتك بالنهود (كردفان ) ربما اعانتك نوعا على عدم المشقة فى فهم عوالم إبراهيم إسحق (فضائه السردى بغرب السودان )
    وكذلك جل شعر عالم عباس فى المرحلة الأولى تحديدا ديوان (أغنيات الزمن الجامح ) تسود له بيئة غرب السودان ....
    ***
    بشار الكتبى لسوء الحظ هذا الرجل مات دون ان يسجل شهادته للعصر خصوصا تجاربه فى المعتقل عهد مايو وصلته الأولى بالحزب الشيوعى
    وسمعته كثيرا يتحدث عن الإنقسامات وقاسم امين وعبدالخالق كذلك كان يحتفظ بالكثير من الوثائق يدعم بها نقاشه

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 10-10-2012, 02:58 PM)

                  

10-15-2012, 11:17 AM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    150106_532950303388796_471291692_n.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    الرحمة لجميع أمواتنا بالمشارق والمغارب !!
    وأستاذنا الجليل أحمد الطيب عبدالمكرم يقضى أيامه الأولى فى ذاك الجدث الموحش (التعبير لصلاح أحمد إبراهيم ) بمدافن المسلمين بترب أحمد شرفى فى مستهل عبوره البرزخ نحو الأزل عسى ( وعسى واجبة التحقق فى حق المؤمن حسب تأويل سيدنا إبن عباس رضى الله عنهما ) أن يسقى من الكوثر وينعم بالشفاعة قبل ان يطعم زيت كبد الحوت (كما عند البخاري الإمام ) لازلت ألوذ بالاسافير السودانية ألتمس عزاء فى رحيل هذا الرجل الراقي حتى وقفت فى ساعة متاخرة من ليل بهيم سيطر عليه نوم متقطع وحمى متزايدة وطيف أحلام كالبخار رايت فيها الراحل المقيم فى أكثر من مشهد أنيق الثياب وباسما وشامخا بتلك القامة المديدة ..
    وقفت على التلغراف المستعجل الذى كتبه الشاعر محمد النعمان احد اقرب الناس لعبدالمكرم على أكثر من مستوى طوال ربع القرن ألأخير ...
    التلغراف الذى لم يتسنى لعبدالمكرم ان يطالعه كتب قبل رحيله ب( مقدار مايشيل البرق ويختفى ) حسب عبارة محيميد !!وقد نشره الاخ نعمان على صفحته بالفيس بوك ومابينى وبينه من صلة وإحساس مشترك بفداحة الرحيل لايجعلنى أستاذنه مسبقا فى نشره هنا إلى جانب الصورة المشتركة بينه وصديقه الراحل عبدالمكرم المأخوذة أمشير هذا العام الميلادى الذى شهد رحيل عبدالمكرم مثلما رحل وردى وحميد وصديق مدثر لهم الرحمة والمغفرة من مليك مقتدر
    قال النعمان مناجيا خدنه عبدالمكرم طالبا منه القيام والنهوض مثل طائر الفينيق !!!!

    [QUOTE
    لا تنتظر أيَّ شئ. قد تلخصتِ المسألة في التغاضي عن غدٍ، فلا تنتظر شيئا

    دع غداً لبطشه بنا. دعه حتى يتقنَ رمي الرمح من على متن البارجة

    دعه، يا أحمد، وقم لتستأنف عمرك، على وجه الدقةِ، من ضحكةِ "ريانا" ذاتها

    قم لضحكتك العاطفيةِ سانداً، كعادتك، قامتها بيديك. قم للريفِ في عتماته، أو في ولع إبراهيم إسحاق به. قم لخيبتك في ميراث قرنق، أو لوجع الروح عليه. قم لما انغلق في مسرودةِ الراوي وما انسرحت به. قم لقسوة الخرطوم، لهمسك الواضح في ضجيجها. قم لإخطائك الهندسيةِ في تصاميم البقاءِ أو الهجرة. قم لتمارين لوسيان غولدمان الصباحيةِ في ضواحي التصوّف

    وقم، يا أحمد، لمن رأى قلبك فرأى آلهة في شيخوختها جلست تكتب رسالتين: زرقاءَ للعابد، بيضاءَ للمعبد

    قل له: سنة أو سنتين! أو كن حصيفاً إزاء لؤمه، ولا تكثر عليه المهامّ. قل له: إذهب، يا موتُ، وتعالى بعد غدٍ

    قل له ما شاءَ أن يسمع من فكاهاتِ عجزنا الفردي، إنما لا تنتظره

    ربما شغلته ساحات حروبنا عنك، ربما تدبّر حبي لك أسراره فلم يقتلني بك، ربما استدرك السرطانُ فداحة أن يذرَّ خلاياك، هكذا، على حساءٍ كوني ساهمنا فيه، حتى الآنَ، بأكثر مما نملك من لحم وتابل

    قل له ما شئتَ، يا صديقي، فلربما مات الموت


    هو ذا قلبي على الجمرةِ تلك، فلا تلهيه بالذكرى أو تمتحنه








    ل...


لم يتمكن عبدالمكرم من قراءة هذا التلغراف والرد عليه لانه كان قد مضى ملبيا نداء لايقوى على التمرد عليه أحد !!
له الرحمة والمغفرة والسقيا والشفاعة والكوثر تلك (الفاكهة الكثيرة لامقطوعة ولاممنوعة ) والفرش المرفوعة والزرابى المبثوثة

(عدل بواسطة احمد الامين احمد on 10-15-2012, 11:19 AM)
(عدل بواسطة احمد الامين احمد on 11-11-2012, 03:44 PM)

                  

10-16-2012, 04:34 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)
                  

10-16-2012, 05:32 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)



    قناة النيل الأزرق (غير حكومية ) تؤبن الفقيد الراحل الناقد الكبير أحمد عبدالمكرم
                  

10-17-2012, 10:39 AM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    لازلت أجوب الأسافير بحثا عن تجليات رحيل الرجل المحترم أحمد عبدالمكرم –له الرحمة فهاهو الناقد مجذوب عيدروس يكتب مستعيرا (قاموس ) الروائى الضخم الطيب صالح فى بعض عناوينه بتلك (الورقة الأخيرة )

    مكرم... إنسان نادر على الطريقة السودانية
    مجذوب عيدروس:
    Quote: روعت الاوساط الثقافية السودانية برحيل الاستاذ احمد الطيب عبدالمكرم ، وكان رحيله مفاجئا للكثيرين، رغم ان الموت قريب الينا - وكنا ندرك ان هذا الداء اللعين قد تمكن منه، ولكننا كنا بين الامل والرجاء، نتمنى ان تطول ايامه، وان يعود الى هذا الوسط الثقافي معافى .. ولكن كما يقول المثل السوداني (تمت المعدودة) وانقضى الاجل ، فلا حول ولا قوة الا بالله.
    تعرفت عليه بواسطة صديق آخر نادر ايضا على الطريقة السودانية - هو الراحل عبدالله محمد ابراهيم في عام 1980 - وكان موظفا بكلية الطب جامعة الخرطوم، والتقينا بعد ذلك في انشطة ثقافية متعددة - كان متفهما فيها لما يجري في الساحة الثقافية والفكرية..
    عمل في الصحافة الثقافية متنقلا بين عدة صحف ومجلات ابرزها مجلة (الاشقاء) وصحيفة (الخرطوم) .. وفي القاهرة تواصل نشاطه في التسعينيات من القرن الماضي في صحيفة الخرطوم - ومسارات جديدة.
    اذكر مشاركته في مهرجان الابداع الثقافي الاول بود مدني (1984) في ملتقى القصة السودانية الذي كان من ضمن حضوره الى جانب اعضاء رابطة الجزيرة للآداب ورابطة سنار الادبية نخبة من ا لاساتذة منهم : عثمان علي نور، جمال عبدالملك (ابن خلدون) عبدالله محمد ابراهيم من الراحلين..
    وتعمقت الصلات بيننا في زياراته لود مدني التي قضى جزءاً من طفولته وصباه فيها..
    ثم جاءت مساهمته الابرز ضمن سكرتارية جائزة الطيب صالح للابداع الروائي التي يرعاها مركز عبدالكريم ميرغني الثقافي، وهي الجائزة التي اسهمت في الحراك الثقافي، وكان دائما شعلة من النشاط، متميزا بخلق نادر يسمو به فوق الصغائر، وهو نموذج للصفاء وحسن الخلق

    رحم الله احمد الطيب عبدالمكرم، وجعل الجنة مثواه، وألهم اسرته واصدقاءه وقراءه الصبر الجميل..
    المصدر:
    النسخة الالكنرونية لصحيفة الصحافة
    ....
    يلاحظ أن الناقد الكبير مجذوب عيدورس أحد العقول من عارفى فضل الراحل عبدالمكرم الذين أستنطقتهم قناة النيل الأزرق غير الحكومية للحديث عن الناقد الراحل عبدالمكرم وجثمانه (محمول على الة حدباء ) إيذانا بدثره جوف الثرى بمقابر احمد شرفى ....
    شأن الراحل المقيم عبدالمكرم يمتاز الناقد عيدروس بسمة نادرة جدا صارت عملة غير متدولة حاليا فى أوساط جل المشتغلين بالكتابة هى التواضع الشديد والبساطة والهدوء وحسن معاملة الناس بالحسنى ...
    كما يمتازان بالاهتمام الشديد والتعلق بالمادة الإبداعية السودانية والعمل على إبراز مناحى الجمال والقيمة فيها
    ويلاحظ إهتمامها بالادب السودانى بدءا من الثلاثين فى القرن الماضى .....
    كذلك يتشابه عيدروس وعبدالمكرم فى مقدرتهما الفذة على تشجيع الناشئة من الكتاب والنقاد ودفعهم على الكتابة والنشر وأدين لهما شخصيا بالمغامرة فى نشر العديد من المقالات الأدبية لى قبل سنوات طويلة نسبيا ....
    * اشار عيدروس فى كلمته أعلاه عن خدنه عبدالمكرم لشخص نادر هو الراحل عبدالله محمد إبراهيم الذى كان مدخلا للتعارف الإنسانى بينه وعبدالمكرم ..
    المسرحى والناقد الراحل الأستاذ عبدالله محمد إبراهيم –رغم فارق السن – كان من المقربين جدا للراحل عبدالمكرم الذى كتب عنه كثيرا بصحيفة بالخرطوم مقالات قصيرة اتخذت طابع الإشارات عنوانها : عبدالله محمد إبراهيم العفيف المتعفف !!!
    ويلاحظ فى تابين قناة النيل الأزرقق لعبدالمكرم باليوتيوب المرفق أنفا وصف ا الناقد السينمائى محمد مصطفى اللمين( من اقرب الناس وجدانيا من عبدالمكرم ) فى ذكره لمناقب صديقه عبدالمكرم والجسد مسجيا !!بصفة صارت عملة نادرة هذا العصر هى صفة التعفف والكبرياء الإنسانى والسمو وقلة المطالب فى الحياة وهى سمة تجمعه بالراحل عبدالله محمد إبراهيم هذا المثقف النادر واسع الإطلاع الذى كانت مفاتيح الحديث عنده تتمثل فى :
    عبدالخالق محجوب ، طبقات ودضيف الله (إستلهمها فى عدة مسرحيات ) ، مملكة الفور (إستلهمها كذلك فى عدة قصص قصيرة ثم شعراء الغابة والصحراء تحديدا محمد عبدالحي الذى اجرى معه فى خواتيم عمره حوار ممتع وطويل حول (ثنائية الفكر والوجود ووحدتهما )!!
    الرحمة لعبدالمكرم وعبدالله محمد إبراهيم ومحمد عبدالحي وود ضيف الله وجميع أمواتنا.

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 10-17-2012, 10:42 AM)

                  

10-18-2012, 03:44 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    الرحمة والمغفرة والفردوس والسقيا والشفاعة لجميع أمواتنا
    لازلت أتعقب تجليات رحيل أستاذى عبدالمكرم -له المغفرة -
    أدناه ذكر لمناقب الراحل كتبه الأستاذ وليم زكريا بشارة
    المسجل السابق بمعهد الدراسات الأفريقية والأسيوية بجامعة الخرطوم
    وكان هذا المعهد إحدى المغانى التى كان يرتادها الراحل عبدالمكرم كثيرا مشاركا فى الندوات
    ومؤانسا للأصدقاء تحديدا صديقه محمد المهدي بشرى ...
    زول مؤدب مات

    وليم زكريا بشارة

    Quote: عرفته ابان عملي بقاعة الشارقة بجامعة الخرطوم ولسنوات خلت، يدخل اليك في ادب وهدوء تتقدمه كلمة يا "استاذ" يحييك بذوق ينم عن أن الرجل يستوعب ادب التخاطب لاسيما عندما يكون من سبقه بالمكتب فتراه ينتظر في اناة وصبر ودون تململ، وغالبا ما يفتح حقيبته التي لا تفارقه ويسحب مطبوعا من جوفها مجلة أو كتابا يقتل به الزمن إن طال أو قصر، انه الاستاذ المبتلى بأمر الثقافة على وجه العموم والسودانية منها على وجه الخصوص، وهو مجال دراسته وتخصصه حين هاجر إلى الخارج للعلم والتحصيل وقد نجح خلاله في التعريف بالثقافة ذلك الكل المركب الذي يشتمل على نشاطات المجتمع من عادات وتقاليد ومعتقدات وفنون وممارسات ومؤسسات بما في ذلك وسائل كسب العيش. هكذا جاء تعريف الدكتور محمد جلال هاشم للثقافة، أحمد عبد المكرم يحلو لي الحديث معه في مجاله الذي احبه وكثيرا ما تجده يحمل ذخيرة طيبة من المعلومات التي يختزنها من خلال الكتب التي يعمل على امتلاكها أو تلك التي تذخر بها ارفف المكتبات التي يرتادها من حين لآخر، عرفته عبر اطلالته عبر الصحف السيارة أو المجلات السودانية حيث يمتعك بنقده الهادي وبيانه الواضح نحو الاقصوصة أو المسرحية التي تتسيد الساحة، يميل إلى معاودة الحكائين والرواة في سعيه للوصول "لاصل الحكاية"، يأتيني عادة ليطلب الفرصة لاستخدام "القاعة" وكان لا يسعى لعمل أو يتحمس له الا ماهو مرتبط بأمر الثقافة والمثقفين، يطلب بأدب جم ويتقبل ما نوجهه به برحابة صدر بالرغم أن التوجيه قد يدخل احيانا في مجال السخف، وهو ليس بيدنا في معظم الاحوال، لا يميل إلى الاستنكار أو المغالطة، يغادرنا في هدوئه المحبب ليأتي ثانية بما هو مطلوب ويتابع تحديد ميعاد ندوته أو سمناره الذي اختطه لذلك اليوم.

    انه الاستاذ أحمد عبد المكرم الذي عرفت، فدارت دورة الايام وقدر لي أن اغادر المكان لأفسحه لغيري، وبعد أن تبوأت موضعا آخر وبه فسحة من الوقت قررت أن امضيه بمركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بأم درمان حيث اجد متعة التجول بين مطبوعاته العديدة القيمة اضافة إلى خاصية اخرى التمستها عبر زياراتي غير المنتظمة حيث وجدته دوحة يرتادها الادباء واهل التثاقف يمضون جل وقتهم في حوارات وفي غير إعداد، حوارات في شأن الوطن من نواحيه المختلفة، وقد يتركز الحوار الهادي حول عنوان جديد اطل من مطابع المركز فيدور حوله الحديث ولا اقول النقد يتجول البعض بين صفحاته منهم من يرى أن المنهجية التي اتبعها المؤلف مناسبة بينما يرى آخرون أن الاسلوب يعتريه بعض ضعف أو تجاوز في المفردات غريب، على العموم هذه اجواء المركز يوميا، وخلال جلسة لم ننظم لها كانت تضم الفقيد العزيز والدكتور الهمام كمال عثمان صالح جال بنا الخاطر نحو المكتبة القبطية بالخرطوم وتاريخ تأسيسها وكيفية تكوينها قبل ما يربو على المئة عام، وبينما كنت اتحدث عن تلك المؤسسة الثقافية العريقة فاجأني عبد المكرم انه كان من سعداء الحظ الذين تمكنوا من الوقوف على مخزون الكتب والوثائق القيمة التي تحفظ بالمكتبة القبطية، واسترسلنا في الحديث حتى قدمت اقتراحي للجالسين وهو بينهم أن نسعى لإحياء تلك الذكرى خلال عمل مشترك يتبناه المركز بالتعاون مع ادارة المكتبة وهنا لمست حماسا يتطاول عند الرجل وللتو طلب تحديد ميعاد مناسب للجلوس مع ادارة المكتبة ليأخذ الاقتراح حظه في التنفيذ، هذا وقد سعيت إلى ذلك بحماس ايضا الا أن امر صيانة المكتبة قد اعاق التاريخ الذي تم تحديده مسبقا، وكان حماس الاستاذ أحمد لذلك لم ينقطع فكان يسألني عن الامر كلما جمعت بيننا الظروف، حقا كم كنت عظيما يا أحمد.

    غاب عني وغبت عنه ولفترة طويله لم اره ورغم سؤالي عنه وباستمرار عبر زملاء له ومن الذين ابتلاهم الرب بأمر الثقافة يرتادون سوحها ويتفقدون افرادها وهم جماعة الفوا بعضهم بعضا، الا انني سعدت حين اجتمعنا حول مائدة بالمركز تلبية لدعوة اللجنة الثقافية للتفاكر حول امر يخص برامج المعهد، شاهدته في حماسه المعتاد يناقش ويطرح الاقتراح الجيد الا انني لاحظت عليه بوادر ضعف ملحوظ وظننت في حينه انها مضاعفات مرض السكر الذي يعاني منه، لم ابح له بما جال بالخاطر ظنا مني أن ذلك السؤال ربما اصابه بشيء من الغم وهي عادة،"الضعفاء" ولم يكن هو بينهم، انتهى الاجتماع إلى ما انتهى عليه من اتفاق واختلاف في الرأي وهذا من شيمة الاجتماعات، هذا وقد اجابني على استفسار مؤداه أن البعض يستبد بهم وتأسرهم العاطفة فيصبحوا اسرى لمؤلف بعينه أو اديب بذاته، كانت اجابته كفيلة بإقناعي ، فشكرته على تلك المعلومات التي لم تكن بالخاطر وقتئذ، يسعدك الرجل عند مشاركته بالمداخلة الجيدة الجادة، يأتيك بالمعلومة من قراءاته للادب السوداني والعالمي على حد سواء فهو جدير بأن يطلق عليه المثقف الشامل.

    إن سيرة الفقيد أحمد عبد المكرم تأتي ودون شك كلما اجتمعت ثلة من المثقفين واهل الادب، وانا خارج البلاد للمشاركة في امر متعلق بالوطن جمع العديد من المثقفين جاءت سيرة الرجل واهتمامه وتعلقه بأمر الثقافة إلى أن علمت من الدكتور وجدي كامل استاذ الاعلام بجامعة الخرطوم سابقا والعامل بقناة الجزيرة حاليا وصديق الطرفين، بأن أحمد يعاني كثيرا من ذلك الداء اللعين واوصاني بزيارته ووعدته بذلك فور وصولي السودان وبالفعل نويت ذلك، استفسرت عن موقعه آنذاك فعلمت انه يتلقى بعض جلسات غسيل الكلى، هذا وقد شاركت في اجتماع لعدد من اعيان المركز للتشاور حول الوقوف بجانب الاستاذ عبد المكرم في محنته فاتفق الجميع على امر "مشهود" في المجتمع السوداني، ومجتمع اهل الثقافة على وجه الخصوص وكان من المؤمل أن يقوم بعض اعضاء الاجتماع بزيارته الا أن المنية عاجلته فبكاه الجميع مرددين أن الامر امر رب العباد الذي بيده كل الاشياء وما اراده الله فعل، فليرحمك الله ويتقبلك القبول الحسن اخي أحمد.

    وإلى لقاء


    يلاحظ عنوان الاستاذ وليام زكريا يصف الراحل بالزول ( المؤدب )
    وهذه الصفة النادرة جدا هى السمة الاولى التى يصف بها عبدالمكرم كل من يحتك به ولوبرهة
    الأدب الشديد (فى عصر سادته قليلى الأدب ) وهى محمدة تحسب لأسرة احمد التى ارضعته الادب الذى
    يستحيل نهله من معين غير الأسرة ...
    hussein-shariffe-with-ahmed-abdelmokaram-a-1024x699.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    صورة من قوقل (له الشكر ) تجمع بين الراحل المقيم (فى قلوبنا ) أحمد عبدالمكرم (وسط ) إلى يمينه التشكيلى السينمائى الشاعر الراحل حسين شريف وعلى يساره التشكيلى محمد عمر بشارة ملتقطة بجامعة درام البريطانية خلال محفل سودانى ثقافى شارك فيه عبدالمكرم فترة وجوده بالقاهرة ثم عاد ومنها للوطن مثل (أبى يزيد البسطامى ) باحثا عن الحق (حتى دفن بمقابر احمد شرفى ) منتظرا (نفخة البعث والنشور ) عسي أن يطعم بتلك الفاكهة الكثيرة لامقطوعة ولاممنوعة !!!

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 10-18-2012, 03:47 PM)

                  

10-19-2012, 03:02 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    الرحمة لجميع الأموات
    فى الجمعة الثانية لرحيله لازالت الشهادة الموجبة حول مكانة وشخصية الرجل النادر أحمد عبدالمكرم -له الرحمة من مليك مقتدر تتوالى و
    حيث كتب الشاعر السوداني صلاح يوسف المقتبس ادناه بشبكة سودانيات دوت نت معلنا بوضوح :...

    لن ينتهي العزاء بانتهاء الدفن
    صلاح يوسف



    Quote: لن ينتهي العزاء، في الأستاذ أحمد الطيب عبد المكرم فقيد الوسط الثقافي والصحفي، بانتهاء مراسم الدفن وعودة دولاب الحياة إلى إيقاعه الرتيب0 فقد غيب الموت عنا نجماً ساطعاً في ظلمة حالكة واختطفته يد القدر على عجل قبل أن يستكمل بناء مشواره النقدي وتسليط الضوء على فنون وثقافة وأدب الهامش0 وعندما كان بمستشفى سوبا، هاتفته قبل أيام من نقله لمستشفى فضيل مستفسراً عن صحته فأجابني بلغة ترفرف على أجنحة الأمل رغم أن نبرته بدت لي غريبة وإن ظلت تحمل طابع الهدوء والأدب الجم الذي كان ديدن حديثه0 وقبل رحيله بيومين قرأت رسالة على البريد الاليكتروني من صديقنا المغترب رسام الكاريكاتير محمد خوجلي كررواي جاء فيها (مازال صديقي الكاتب والناقد والصحفي ( أحمد عبد المكرم ) في العناية المركزة بمستشفي فضيل ... وأفادني قبل قليل هاتفياً الصديق مجذوب عيدروس بأن حالته حرجة للغاية 00 دعواتكم له بالشقاء فهو أحد أعلام الثقافة في السودان 00 الله يشفيه ويرفع عنه البلاء0 فهو القادر على كل شيء) ولأنني لم أتوقع تدهور صحته نحو ذلك النفق الضيق، لم أتعجل معاودته حتى لا أراه في ذلك الحال عسى أن يتجاوز المحنة لأسعد ببشاشته عند اللقاء، إلا أن تقديراتي انهزمت أمام إرادة المولى عز وجل0

    لم أعلم برحيله إلا بعد منتصف الليل وكان وقتها قد توسد السراديب النائية مودعاً هذه الفانية0 ومن عجب أن خبر الرحيل الفجائي شب أمامي أثناء تصفحي للمواقع الاليكترونية حيث نعاه الزميل صلاح الباشا من خارج البلاد قائلاً (وهاهي الفواجع المحزنة تحملها لنا الأخبار من الخرطوم العاصمة فتصيب أهل الفكر والقلم في مقتل0 فقد نعى الناعي قبل ساعات قليلة رحيل أنبل وأطهر وأرقى أهل الصحافة الثقافية الأستاذ أحمد عبد المكرم الذي ظل يعاني منذ سنوات من تعب في القلب ألزمه السرير الأبيض، وقد ظل مكرم يقبض على أمر قضية الثقافة والحراك الثقافي في بلادنا، من تحرير صفحات لا تغرف الملل وأفكار نافذة ومتجددة لا تعرف الجمود، بل وإدارة متقدمة للندوات الثقافية ومشاركات في معظم المراكز الثقافية الأوربية والسودانية حتى أصبح أحمد عبد المكرم من الأرقام التي لا يمكن تجاوزها في أمر الثقافة وهمومها0 وقد شهدت له صفحات صحيفة الخرطوم في القاهرة وفي السودان إبداعات عديدة يشهد لها المفكرين وجمهرة المثقفين0 رحم الله الصحفي الإنسان المهذب جداً والمحبوب جداً أحمد عبد المكرم ونسأله تعالى أن يعوض شبابه الجنة0 والعزاء لإدارة وأعضاء مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي بأم درمان والذي لعب فيه دوراً مشهوداً لعدة سنوات والعزاء لقبيلة الصحفيين في كل مكان0 إنا لله وإنا إليه راجعون0)

    كانت المرة الأولى التي أتعرف فيها على أحمد عبد المكرم في منتصف التسعينات عندما كانت جريدة الخرطوم تصدر من القاهرة وجئتها زائراً من بلاد الغربة0 ومنذ الوهلة الأولى لم يتردد قلبي في إفساح المكان الذي يليق بشخصه الودود حيث ارتقت الوشائج وتشعبت عروق المحبة الأخوية الصادقة بيننا فكانت خطاي تقودني تلقائياً نحو مكتبه بالجريدة متى جئتها لمحاورته عن محتويات ملفاته الثقافية الأسبوعية، وكان صوته بين الحين والآخر يصلني عبر الهاتف حين يعز اللقاء حتى بعد أن غادر الجريدة إلى مراكز ثقافية ومنابر عدة يأمل من خلالها تقديم المزيد من العطاء0 لا يتسع المقام لذكر مناقبه الكثيرة ولكنني أذكر ذات يوم وأنا أجالسه أن دلف لمكتبه بالخطأ شخص من العامة يرغب في إيصال مظلمة ذات صبغة اجتماعية لا علاقة لها بهموم الثقافة والإبداع ولكن احمد، بدلاً من توجهه الرجل، استدرجه بحسه الصحفي فإذا بالرجل مشحون بمهارات فنية ودراية بالأمثال والتراث الشعبي والعفوية والوضوح الذي يشدك للانتباه، فحاور الرجل بجدية حول تجربته الحياتية واستدعي مصور الجريدة لتوثيق اللقاء الذي احتل مكاناً في صفحات المنوعات على ما أذكر0 فله الرحمة ولأهله وأصدقائه وقرائه حسن العزاء0


    الشهادة الملونة بالأحمر لصالح عبدالمكرم تدل على دقة حاسته المعرفية وعدم إحتقاره للبسطاء (العوام) إيمانا منه بوجود قوة معرفية
    داخل كل بشر مهما كان مظهره ومستواه العلمى وحصيلته المعرفية وهنا يبرز (الرجل الصالح ) فى سورة الكهف الذى علم سيدنا موسى ( من اهل العزم ) مالم يكن يعلم !!!
    سلاما على موسى وعبدالمكرم فى العالمين
                  

10-21-2012, 03:36 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    الرحمة والمغفرة لجميع الأموات بحرمة هذا الشهر الحرام وبركة هذه العشرة الأوائل التى ضمنها الوقوف بصعيد عرفة الطاهر حيث تغفر الذنوب وتعتق الرقاب من جهنم أجارنا الله منها


    فى رحيل الناقد الفذ والإنسان المحترم المهذب أحمد عبدالمكرم والبعد جغرافيا عن مصادرى الورقية الخاصة بإسهامات الناقد عبدالمكرم التى نشرها خلال حياته القصيرة نسبيا (1959-2012 ) لأ أجد ملاذا سوى اللوذ بالأسافير بحثا عن تجليات وإشرقات قديمة كتبها بيراعه النادر وتلقى بعض الضوء على مقدرته النقدية والتحليلية العميقة التى تدل على ذوق رفيع وقراءة واسعة فى بطون الكتب التى كانت يضيق بها (صالون أسرته ) بذاك المنزل كثير الطعام الحلال الذى يعج بالضيوف ويرحب بهم (دون كشرة )...
    له الرحمة ولتلك الأسرة الصابرة حسن العزاء
    ( يحمل الأبن البكر لإحدى شقيقات عبدالمكرم إسم خاله الراحل وقد ولد خلال وجود خاله قديما بليبيا ولعله الان فى بداية مرحلة دراسته الجامعية وعسى ان يحمل ذات الجينات الوراثية النادرة التى كانت تميز خاله الراحل عبدالمكرم وتجلت عبر الشهامة..الصدق ... التواضع ...العفة ...الصبر الخ ) ..
    أدتاه المقدمة النقدية –التقريظية التى كتبها الناقد احمد عبدالمكرم لمؤلف المؤرخ الإجتماعى والأخلاقى لمدينة ام درمان الرجل صاحب القلم المرعب شوقي بدرى الموسوم (حكاوي أم درمان ) وهي بلدة شوقى كمالايخفى و عبدالمكرم (بتحفظ ) وبها جدثه .....


    مختارات من " حكاوي أم درمان" للأستاذ شوقي بدري
    تقديم بقلم الأستاذ احمد عبدالمكرم
    Quote: إن كتابات شوقي بدري و"حكاياه"، التي احتشد بها، هذاالكتاب. والتي تستند على نهجه الخاص, في الكتابة السردية وطريقته التلقائية في تحرير تفاصيل السيرة الذاتية، تقدم لنا عالماًغنياً بأبعاد التجربة الحياتية والإنسانية (بمختلف مستوياتها)، في مدينة فريدة التكوين التاريخي والاجتماعي، مثل مدينة أمدرمان.
    هذه المدينة العزيزة على كل سوداني.. لأنها تاريخياً، كانت الرمز وما زالت لوحدة المجتمع السوداني.. بكافة أمشاجه وتنوعه الذاخر. فأصبحت بما حدث فيها من تداخل وتفاعل ثقافي، اجتماعي واقتصادي عميق - بين أناسها، المنحدرين، من مختلف التكوينات السكانية للبلاد - النموذج الأعلى لمفهوم "الشخصية السودانية"، ورمزها الدال على تحققها التاريخي. لذا كانت، بهذه الكيفية؛ مصدر إلهام للكتاب والشعراء في التعبير عن رؤاهم وأحلامهم المنشودة والمنتظرة لوحدة الأمة السودانية.
    ومع هذا الحب الكبير والمكانة الخاصة التي تتمتع بها أمدرمان في كتابات المبدعين السودانيين (خاصة كتابات أبناؤها الذين ولدوا وترعرعوا فيها) إلا أنه من النادر أن نجد من استطاع أن يعبر عن (المجتمع الامدرماني)، (المكان الامدرماني) و(القيم والأخلاق الامدرمانية) بمثل ما فعله شوقي في - هذا الكتاب - بحبه الجارف لامدرمان، الذي بلغ حد التقديس أحياناً.
    وليس أدل علي هذا التأثير الطاغي الذي تركته امدرمان في شخصية المؤلف وتكوينه النفسي والوجداني، من هذه "الذاكرة" الحية. الذاكرة الحديدية التي عبرت بكل هذا الوله، وهذا العشق الكبير، عن أمدرمان المفقودة.. أمدرمان التي ضاعت وطواها الزمن، ولم يبق منها إلا هذا الحب الثاوي في نبضات القلب وحنايا الوجدان. كما وأننا لا ندرك - كذلك - مدى هذا التأثير الطاغي لأمدرمان علي الكاتب، وهو يتوسل "بالكتابة"، للحفاظ على كل تلك التفاصيل الدقيقة والحميمة من زمن طفولته ومراتع صباه الباكر إلا حينما نعلم أن كل هذه "الحكاوي الأمدرمانية" - بهذا الأداء المدهش للذاكرة - كتبها المؤلف وقد ظل بعيداً عن أمدرمان ما يقارب الثلاثة عقود ونصف العقد، قضاها الكاتب، بعيداً عن وطنه - في بلاد الغربة منذ أن رحل للدراسة أول مرة. وكان لا يعود إلى أمدرمان طوال هذه الفترة، الالماما. وعبر زيارات متقطعة، لا تزعف المحبوب النهل من مع ين محبوبته "أمدرمان". غير أن. العشر سنوات الماضية، والتي لم يستطع خلالها ملامسة تراب امدرمان - بسبب التحولات السياسية الأخيرة في البلاد - فجرت فيه منابع هذا الغضب النبيل لما آلت إليه أحوال أمدرمان المدينة، وأحوال أمدرمان الوطن.. فشرع من ثم يسجل بقلم محموم كل ما انطوت عليه ذاكرته - المتشظية بالغربي - تفاصيل ومواقف وأحداث يفاعته الأمدرمانية الطازجة، التي انصهرت وإلى الأبد في تلافيف ذاكراته الحديدية.
    وتبقي من ناحية أخرى الخصائص المميزة لكتابة المؤلف - كما سيلاحظ القارئ - تتمتع بنهجها الخاص - كما قلنا - كخطاب سردي امتلك انحرافات اللغوية وطرائقه الأسلوبية، كنمط نثري متحرر من أية قواعدية للنوع الأدبي. حيث استطاعت هذه الكتابة، بطابعها هذا أن تملأ فراغا ظل قائما إلى اليوم في حركة ثقافتنا: بين ما هو مكتوب ورسمي "أي معترف به كسلطة كتابة نثرية" وبين ما هو شفاهي "شعبي" يعتمد في آلياته التوصيلة على "الحكي" خارج نطاق الكتابة الرسمية السائدة.. بحيوية، سرد الروايات واعتماد وقائع السيرة الشخصية كمصادر مباشرة: للمعرفة بالعالم، الناس والجغرافيا "الأخلاقية/ القيمة" للمكان الأمدرماني.
    وهذا الفراغ - الذي نقول به - حاولت أن تملأه التجربة النثرية التي يمارسها شوقي بدري بكافة خصائصها التي لا تقتصر على مستوى الشكل والأسلوب لكتابة "تروم تحويل ما هو شفاهي إلى مكتوب"، ولكن حتى على مستوى الموضوعات "القضايا" المثارة في خطابه. باعتبارها موضوعات تم السكوت عنها أو هي بحكم طبيعتها "الشفاهية" مهملة وتقع خارج نطاق المدى التقليدي لما هو "مكتوب" أو رسمي ينتمي لما يمكن أن نطلق عليه "الكتابة العالمة". وبالتالي فإنها من حيث كونها كذلك، تصير أكثر دلالة على المستوى التحتي أو ما هو "ثقافة شعبية". ومن هنا تنبع المشروعية التي تعطي كتابة شوقي بدري قيمتها الأدبية والمعرفية بفضل محاولتها الإمساك بتفاصيل هذه العوالم التي تكون عرضة لأن تسقط من بين ثقوب الذاكرة الجمعية وتندثر. ولا نقول هذا الكلام "عن كتابات شوقي بدري" كإمتياز خاص به.. ولكن هناك محاولات عديدة "في ثقافتنا" سبقته في هذا الاتجاه: إن كان ذلك في تجربة "جده" الرائد الشيخ بابكر بدري وكتابه "تاريخ حياتي" أو في جملة الكتابات التي جمعت ما بين: التاريخ الشعبي، التسجيل الوثائقي، السير الذاتية، رصد "المُلح" والطرائف، ووصف الظرفاء وغيرها. حيث يمكن أن نذكر في هذا المقام كأمثلة كتابات: عبدالله رجب، حسن نجيلة، فهمي بدوي، د. خالد الكد، إلى جانب مساهمة كاتب ساخر مثل الدكتور محمد عبدالله الريح.
    وتظل في النهاية مثل هذه الكتابات تؤكد أهميتها الأدبية لما تحمله من قيمة معرفية، غاية في الأهمية. عن دقائق التكوين النفسي والمزاجي والسلوكي وحتى نمط الذهنية وآليات التفكير في شخصيتنا الوطنية، ذات المرجعيات المتعددة، ثقافياً وحضارياً.
    كما أنها تنزع بصدقها القناع الرسمي "الجاف"، وكاشفة ب(.........)اجتها وحيويتها، عن أصالة الثقافة الشعبية.
    فما أحوجنا اليوم في المرحلة الراهنة التي يمر بها شعبنا، إلى مثل هذه الكتابات الأكثر التصاقاً بالحقائق المجردة لمحتوي ومضمون ثقافتنا الشعبية وعرضها بشجاعة كاملة دونما أية تزويقات أو تلاوين كاذبة…

    أحمد عبدالمكرم
    القاهرة يوليو 1999م.


    * المصدر: أرشيف سودانيزاونلاين 2007==========
                  

10-23-2012, 04:47 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    لازالت الأسافير السودانية تنضح عبقا بذكرى وخصال الراحل المقيم احمد عبدالمكرم..

    شواهد
    الرحيل المر!![/red
    ]صلاح الحويج
    Quote: **تضج الساحة الرياضية بالكثير من القضايا المهمة والتي تحتاج منا إلى المساهمة في وضع المعالجات لها
    **قضية سيف مساوي من القضايا المهمة والتي أخذت حيزا كبيرا من المناقشة في المنتديات واجهزة الإعلام المختلفة
    **أيضا تجدد الخلاف بين غارزيتو وأنصار البرنس هيثم مصطفى على إثر تصريحاته الصحفية السالبة في حقه
    **لكن ليعذرني القارئ الكريم أن أتناول موضوعا بعيدا كل البعد عن كل ماذكرناه
    **فجعت البلاد برحيل إثنين من أعظم أدبائنا ومثقفينا والذين وضعوا بصماتهما الواضحة في مسيرة الأدب والثقافة والفن في بلادنا الحبيبة
    **رحل يوم الجمعة الماضية الأخ الزميل الصديق الأديب الناقد أحمد الطيب عبدالمكرم ثم رحل من بعده الشاعر الضخم أستاذي وشيخي وصديقي الكبير صديق مدثر بالرياض يوم الأربعاء
    **الأستاذ الكبير أحمد عبدالمكرم أديب وناقد كان ملء السمع والبصر وكان له دور رائد في النقد الأدبي وكان مسؤولا عن الملف الثقافي في صحيفة الخرطوم لفترة إمتدت لما يقرب من العشرين عاما
    **أحمد عبدالمكرم يأسرك بتواضعه الجم وأخلاقه العالية وهدؤه في النقاش والحوار
    **زاملته في صحيفة الخرطوم منذ العام 1994 وحتى عندما تركها ليتفرغ لمركز عبدالكريم ميرغني الثقافي وقد تركت وفاته حسرة كبيرة على قلوب كل من عرفه عن قرب تغمده الله بواسع رحمته
    **قادة الإتحاد العام يفلحون فقط في السفر والتصريحات الخنفشارية!
    **أما أستاذنا وأستاذ الأجيال صديق مدثر فالحديث يطول ويتشعب ،عرفته عن قرب لفترة لاتقل عن عشرين عاما فقد كان عليه رحمة الله جاري في الرياض لفترة 15 عاما
    **وكنا نلتقي كثيرا في المنتديات الثقافية والليالي الأدبيه والفنيه سواء كان في دار الجالية بالرياض (أم الحمام) أو في منتدى الهلال الثقافي أو في بعض الجلسات الأدبية التي كنت أقيمها أحيانا في منزلي بالرياض
    **ولي مع الراحل العظيم ذكريات كثيرة وطريفة فقد كان عليه رحمة الله رجل يحب الطرفه وله نوادر كثيرة
    **من الطرائف التي أذكرها كنا في منزل الأخ الدكتور أحمد الصيدلاني وكانت المناسبه تكريم رابطة أصدقاء مصطفى سيدأحمد للفريق أبراهيم أحمد عبدالكريم وأذكر في ذلك اليوم كان النقاش يدور حول ماكتبه أحد الفنانين في عمودي بالخرطوم الرياضي (في الفن والجمال)عن زميل له وقد أطنب هذا الفنان في ذكر محاسن زميله فما كان من الراحل العظيم صديق مدثر إلا أن قال ضاحكا (والله الموضوع ده كاتبو الشقي ده)وأشار إلي وضجت الغرفه التي كنا فيها بالضحك!!
    **كما أذكر بأنني عندما كنت رئيسا لجمعية الصحفيين الرياضيين وكنا قد إستقدمنا الفنان الكبير عبدالكريم الكابلي بأن ذهبت إليه في منزله بحي العمل بالرياض بالقرب من منزلي وقلت له لدي مفاجأة لك فضحك قائلا هات مفاجأتك ماهي؟قلت له:كابلي في البلد اليوم وكان الكابلي وقتها قد وصل وكنت في طريقي إليه بمنزل الأستاذ إدريس عبدالقادر (الوزير الحالي)وكان الكابلي قد وصل معه في طائرة واحده وذهبت وأخذت الكابلي لأحد الفنادق وفي المساء جاءه صديق مدثر وعبدالمنعم عبدالعال وعدد كبير من الإخوة وقد فرح الرجلان كثيرا بلقائهما هذا
    **كنت دائما ما أطلب منه أن يحدثني عن أمدرمان ورجالاتها وأدين له بالفضل في معرفة الكثير من رجالات أمدرمان في الثقافة والأدب والتجارة وغير ذلك
    **كان الراحل العظيم أمة لوحده وبفقده يقفد السودان علما آخر من أعلام الفن والأدب زكان أخر عهدي به في زيارته لنا بالصحيفة مع الصديق العزيز وأستاذي بشرى النور جابر ومنها سافر إلى الرياض
    **الأرحم الله أستاذنا وشيخنا الكبير صديق مدثر رحمة واسعه وأدخله فسيح جناته والعزاء لأسرته وللشعب السوداني
    آخر الكلم
    **يحق لنا أن نقول عن هذا العام بأنه عام الأحزان بحق نسأل الله اللطف في القضاء

    **المصدر : النسخة الالكترونية لصحيفة كفر ووتر
                  

10-25-2012, 03:19 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    الناقد أحمد عبدالمكرم يصف المشهد السردى السودانى فى (تسعين القرن الماضى ) ويستشهد
    بالروائى الذى سرقته ( جدلية المركز والهامش ) أبكر ادم إسماعيل يابدر الدين الأمير !!!


    المشهد الروائي السوداني


    الناقد أحمد الطيب عبد المكرم:
    Quote: الملاحظة الأساسية والبارزة في علاقات وتفاصيل المشهد الروائي الراهن في السودان ـ رغم انقضاء ثلثي العقد الأول من القرن الجديد ـ تشير إلي هيمنة رواية التسعينيات علي كامل أركان هذه المشهدية السردية التي انفجرت بشكل مفاجئ منذ بداية العقد الأخير للقرن الماضي، إذ أخذ هذا الصوت ـ صوت رواية التسعينيات ـ في العلو بصخب فوار فاق في عنفوانه كل التصورات باندفاعاته وتناسل وتوالد ـ بشكل كثيف ـ الأعمال الروائية (لجهة عدديتها) بما يشكل ظاهرة استثنائية وإفراطا غير مسبوق في الكتابات السردية منذ عرف الأدب السوداني مع نهاية الأربعينيات نماذجها الريادية الأولي، وعليه فقد جاءت رواية التسعينيات في السودان لتسجل رواجا ومزاحمة بدت وكأن ماردا صحا علي حين فجأة من غفوته، فأراد أن يستكمل بنهم أكال كل ما فاته من سنوات السبات الطويلة الذي تباعدت فيه فرص الإنتاج كتابة ونشرا خلال مرحلتي التفوق الجمالية لنزعات الكتابة الروائية في الماضي (مرحلة رواية ما بعد الاستقلال) أو الماضي البعيد، ونعني مراحل التجارب الجنينية الأولي (تجارب رواد الرواية) لمرحلة ما قبل الاستقلال.
    رواية التسعينيات تلك الرواية أو الروايات التي استطاعت أن تحقق تفردا غير مسبوق في عددية الروايات التي أخرجتها المطابع في الأدب السودان (120) رواية خلال عقد واحد، فضلا عما ذخرت به هذه الرواية خلال عقد واحد، فضلا عما ذخرت به هذه الرواية التسعينية في انفجارها من قضايا وموضوعات مثلت في منحاها العام إعادة إنتاج لذات الموضوع الأثير في الكتابات السودانية ـ ونعني به موضوع مأزق الهوية ـ وقضية البحث عن حدود مقنعة للتكوين الحضاري للشعب ـ سواء جاء هذا الأمر بالهجائية الريفية المتمردة والمحتجة علي الظلامات التي تعرض لها إنسان الهامش علي أطراف مركزية الدولة السودانية القابضة بحسب ما أظهرته روايات أبكر آدم إسماعيل وخاصة عمله الأساسي (الطريق إلي المدن المستحيلة) أو ما حاول تأكيده عبر مواجهة صريحة مع التاريخ والعلاقات القديمة للمملكات السودانية الغابرة علي تخوم السهول الممتدة في وادي النيل لاعظيم كما فعل صاحب رواية (أحوال المحارب القديم) الحسن البكري، أما البعد السياسي الأيديولوجي المفحوص هنا علي ضوء الأفق الروائي كأداة نقدية للمسالب الاجتماعية فقد اطلعت به روايات المبدع المتميز مروان حامد الرشيد في عمليه (الغنيمة واالإياب) و(مندكورو)

    * المصدر :
    صحيفة إيلاف الاسفيرية......



                  

10-27-2012, 11:38 AM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    كتب عادل القاصص فى منبر سودان للجميع قبل لحظات :
    ما يلي هو نص الكلمة التي تلتها نيابة عني الأستاذة لمياء السنوسي (لها الشكر) في مناسبة التأبين التي أقامتها حركة القوى السودانية الجديدة في الخرطوم يوم 17أكتوبر 2012 لفقيدنا أحمد الطيب عبد المكرم. أعيد نشر هذه الكلمة هنا، بعد أن أجريت عليها بعض تعديلات واضافات طفيفة، وغير طفيفة. ..

    Quote: في البدء لابد من لفت انتباه الحاضرات والحاضرين الى أنّ ما سأقوله – الآن على الأقل – عن الصديق أحمد الطيب عبد المكرم لا يتضمّن زعما بالاحاضة بعوالمه، تطوّراته وأنشطته الابداعية، الفكرية، الثقافية، السياسية والمهنية. ذلك انّ عدد سنوات الشتات والمنافي التي أبعدت واحدنا عن الآخر يفوق بكثير عدد سنوات الالتئام، التواصل والمتابعة. فلا مناص اذن (وقد كان هو من مأخوذا بالاستخدام الحاذق لماركيز لعبارة "لامناص" في مستهل "الحب في زمن الكوليرا") من أن يأتي أغلب حديثي في هيئة سرد وجداني ذي نقاط أو اشارات تعتمد على استدعاءات، ذات درجات تماسك متباينة، من الذاكرة.

    ومن المؤسف – بل من المؤلم – انني سأجد نفسي غير قدار على تفادي فعل الماضي"كان"، ذي الاستخدام المؤذي بالنسبة لي هنا على الأقل.

    كان تعرّفي الى أحمد أحد الفضائل المبكّرة والمميّزة التي جاد بها عليّ الصديق الأديب والسياسي الراحل بشّار الكتبي. كان تعرّفي الى أحمد في ذلك الوقت من عام 1983 يعني الكثير بالنسبة لي، وعلى أكثر من صعيد. كنت في ذلك الوقت قد كتبت نصين سرديين دون أن أعرف أن أحدهما – وهو "عفوا كنت أمارس فيك العشق" – يمكن أن يلتمس طريقا الى نوع القصة القصيرة. كانت مجادلة أحمد لبعض ممن قرأوا ذلك النص قبل النشر تقول باندراج ذلك النص في نسق القصة القصيرة، ذات الحساسية الجديدة. أفادتني تلك المجادلة في عدة مستويات متعالقة: جعلتني أولى تركيزا على القصة القصيرة قراءة وكتابة والى حد ما متابعة نقدية. أي أنها لعبت دورا محوريّا في تشكّل "هوّيتي الابداعية" التي عرفت بها فيما بعد.

    على أنّ الغزارة، الوسامة والجاذبية النظرية التي ميّزت حديث أحمد عن تلك القصة القصيرة ما لبثت أن انداحت، اذ أخذت علاقتي الشخصية به تتنامى، لتشمل مستويات أخرى: الرواية، التيارات والمعارف الفكرية والثقافية العالمية المؤثرة في ذلك الوقت، وبعض الملامح – التي كان معظمها مجهولا بالنسبة لي – وبعضها كان مهملا من جهتي – من تاريخنا الثقافي والابداعي الطليعي السوداني.

    وربّما حريّى بي هنا أن أولي النقطة الأخيرة، أي تنقيب أحمد في ملامح من تاريخنا الثقافي والابداعي الطليعي، بعض تركيز بسبب من دورها الحاسم في اعادة تعرّفي اليّ. فلقد كنت ابان تلك اليفاعة الثقافية-الابداعية لا أعطي انتاجنا الثقافي، الفكري، الابداعي السوداني – لا سيّما الرائد منه – العناية القمينة به. كان نموذجي أو مثلي الأعلى السردي، القصصي والروائي، يقع خارج "حدودنا القومية المحلية". لقد كنت "مغتربا" ثقافيا-أدبيا. كانت الآداب السردية العالمية والعربية (الروسية، الفرنسية، الانجليزية، العراقية، المصرية، اللبنانية، السورية – مثلا) هي الأكثر جاذبية وتأهيلا بالنسبة لي. (وهو أمر سأعود الى الحديث عنه وعن دلالاته – واداناته – المتعددة في مناسبة أخرى). كان لأحمد الفضل الأكبر في تعريفي – في الغالب للمرة الأولى في "حياتي الأدبية-الثقافية"! – على خليل عبدالله الحاج، أبي بكر خالد، ملكة الدار محمد، وحمزة الملك طمبل.

    كان لأحمد الفضل الأكبر في عودتي اليّ.

    غير أن الملفت أن تنقيب أحمد لم يكن ينحصر في هموم التأريخ أو محاولات التأصيل لأنواع ابداعية – سردية حصرا – وتيارات ثقافية رائدة، رغم أن تلك كانت من مشاغله النقدية المركزية. كان سؤال أو مأزق الهوية السودانية – بمستوياته الاجتماعية، الثقافية، الأيديولوجية، السياسية المتواشجة – مركزيا لديه أيضا. أكثر من هذا، كانت مسألة الثورة السودانية، دور المثقف فيها – حيث كان غرامشيا هنا – وحلم العدالة الاجتماعية لم يكن مركزيا عنده فحسب، وانّما كان مشروطا بتحرّر "الانسان السوداني" من قيوده الداخلية، التي كان يرى أنها تحجب أو تزيّف وعيه.

    كان تأمّله في الميكانيزمات السائدة المتوارثة للانتماء الى طائفة الأنصار التي تنحدر منها أسرته (وهو المولود في الجزيرة أبا عام 1958)، علاوة على تأمله في ميكانيزمات شبيهة سائدة للانتماء الى كيانات اجتماعية، كما الى تنظيمات سياسية أخرى معاصرة، يمينية ويسارية، قد مكّنه من التعرّف على فداحة حجم ونوعية القيود الداخلية – من جهة المفاهيم – المعرقلة للثورة التحررية التي من شأنها جلب العدالة الاجتماعية المنشودة.

    كان يرى أن المركز المديني السوداني الأوسط المتعجرف والمكابر في حاجة الى رجّة نوعية كبرى تأتي من الهامش، الجغرافي-الاقليمي والاجتماعي العاصمي. كانت حركات التحرر المسلحة في مناطق من أميركا اللاتينية، بالاضافة الى قراءات نظرية - ماركسية في الغالب - لم تكن سائدة في فترة ثمانينيات القرن الماضي، تلعب دورا موحيا في تلك الرؤية. لذلك كانت حفاوته بالغة بانبثاق الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان.

    بيد أنّ احتفائه، دعمه، ولاحقا انتماءه الفعلي، للحركة الشعبية لتحرير السودان، الذي جاء محميا بتحرره الشخصي من القيود الداخلية، والمسنود بالقراءات العميقة والمساءلات المقلقة، لم يحجب عنه نظرات نقدية نافذة تجاه بعض مفاهيمها وممارسات بعض قادتها، التي كان يرى – وقد صدقت رؤيته – بأنها قاتلة.

    تَحرُّر أحمد من القيود الداخلية جاء كنتيجة – كما قاد الى – تطوره وانفتاحه الثقافي والفكري. كان قارئا غير عقائدي. كان باحثا دائبا ودقيقا.

    كان محاورا رفيع القلب، رحيب العقل، وسمح اللسان.

    كم كان شغوفا بالحوار الثقافي والفكري! خلال معظم ثمانينيات القرن الفائت، كان كثيرا ما يأتي الى منزل بشار الكتبي بالمهدية الحارة الخامسة قادما من الخرطوم عقب انتهاء عمله بقسم المعامل بكلية طب جامعة الخرطوم لا لشئ الا بحثا عن حوار حول قضايا الابداع أو الثقافة أو الفكر أو السياسة. كان هذا يعني أن يجلس لمدة خمس أو ست ساعات على الأقل ثم يذهب بعدها راجلا قاطعا مسافة تستغرق ثلاث ساعات تقريبا الى حيث منزل أسرته بالثورة الحارة الثانية عشر. كان هذا يحدث مرة – وأحيانا أكثر من مرة – في الأسبوع.

    شغفه بالحوار الثقافي والفكري وحرصه عليه هو الذي قاده الى اقتراح ما درج بعضنا على تسميته ب"غداء ثقافي" أو "مقيل ثقافي" خلال أغلب أعوام ثمانينيات القرن الماضي. كانت فكرة "الغداء الثقافي" أو "المقيل الثقافي" تقوم على اجتماعنا – نحن الأصدقاء وأصحاب الهموم الابداعية، الثقافية والفكرية – في بيت أسرة أحدنا خلال عطلة نهاية الأسبوع لنناقش نصا ابداعيا انتجه أحدنا حديثا. كانت قائمة الأعضاء الدائمين لتلك الفعالية تضم، علاوة على أحمد نفسه وشخصي، كل من الصديقين، الأديبين والناقدين الراحلين، عبد الوهاب حسن الخليفة وعبد الله محمد ابراهيم، الصديق الناقد السينمائي محمد مصطفي الأمين والصديق القاص محمد خلف الله سليمان. كما كانت القائمة تضم أعضاء غير دائمين من أمثال بشار الكتبي ومحمد المهدي بشرى. على أن مكتب أحمد بقسم المعامل بكلية طب جامعة الخرطوم كان عبارة "مقر دائم" لغدائنا أو مقيلنا الثقافي، الذي لم يكن دائما في حاجة الى نص حديث ينتجه أحدنا. ذلك أننا كنا كثيرا ما نلتقي هناك بعد انتهاء ساعات العمل الرسمية ونمكث حتى يضمحل العصر.

    لقد كان أحمد مهموما دائما بشئ، رفيع، حميم وخصيب يجمع الناس.

    كان مهموما بالتغيير الجذري.

    كان حفيّا بماركس، بتروتسكي، بآيزاك دويتشر، بألتوسير، بماركوزه، بفانون، بلوكاتش، بباختين، وبغرامشي.

    جاء الى "الصحافة الثقافية" عبر نافذة "المثقف العضوي".

    لهذا كان صحفيا متفانيا ذا حساسية أخلاقية عالية – الى الدرجة التي أدت به الى أن يُسْتَغَل – في أوقات كتيرة – من قبل بعض أرباب المؤسسات الصحفية والثقافية السودانية استغلالا بشعا. يا كم نال منه الاجحاف المادي! يا كم نال منه الظلم المعنوي!

    كانت فكرة "المثقف العضوي" تعني عنده – من بين ما تعني – أن يكون في المكان.

    لهذا السبب لم يرضخ لأغراءات ونداءات "هجرة المثقف". وتطبيقا لهذا المبدأ غادر مصر خلال الأعوام الأولى لهذه الألفية عائدا الى السودان الذي بقي فيه حتى آخر نفس له.

    لقد كان سخي الوجدان واليد واللسان.

    المصيبة تكمن في أنّه ليس من السهولة الحصول على مثل نموذج أحمد هذا. لذا أجدني أهتف مع الصديق كمال قسم الله – عند كل فاجعة كهذه: "يسقط الموت"!
    ..

    تبيهات :
    *كلمة عادل أعلاه نشرها (غير منقحة ) العضو لبيد بدر الدين الأمير فى بوست خاص عن ندوة حق (جناح هالة ) عن الراحل عبدالمكرم
    وقام عادل القصاص بعد تنقيحها بإعادة نشرها بمنبر سودان للجميع (عادل عضو مقل جدا بذاك الموقع ) وأعيد نشرها هنا ببوستى
    نقلا عن نشر عادل لها بذاك المنبر ...
                  

10-27-2012, 04:04 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    Quote: وربّما حريّى بي هنا أن أولي النقطة الأخيرة، أي تنقيب أحمد في ملامح من تاريخنا الثقافي والابداعي الطليعي، بعض تركيز بسبب من دورها الحاسم في اعادة تعرّفي اليّ. فلقد كنت ابان تلك اليفاعة الثقافية-الابداعية لا أعطي انتاجنا الثقافي، الفكري، الابداعي السوداني – لا سيّما الرائد منه – العناية القمينة به. كان نموذجي أو مثلي الأعلى السردي، القصصي والروائي، يقع خارج "حدودنا القومية المحلية". لقد كنت "مغتربا" ثقافيا-أدبيا. كانت الآداب السردية العالمية والعربية (الروسية، الفرنسية، الانجليزية، العراقية، المصرية، اللبنانية، السورية – مثلا) هي الأكثر جاذبية وتأهيلا بالنسبة لي. (وهو أمر سأعود الى الحديث عنه وعن دلالاته – واداناته – المتعددة في مناسبة أخرى). كان لأحمد الفضل الأكبر في تعريفي – في الغالب للمرة الأولى في "حياتي الأدبية-الثقافية"! – على خليل عبدالله الحاج، أبي بكر خالد، ملكة الدار محمد، وحمزة الملك طمبل.


    بدأ المبدع عادل القاص فى سرادق عزاء عبدالمكرم أخيرا (ربما لطول غربته وقوة إحساسه بالوطن وهو بالمهجر ) تفكيك الكثير من الخيوط المتشابكة الذى ميزت شخصيته المتمردة أدبيا التى حاولت منتصف ثمانين القرن الماضى (البصق )بقوة على الكثير من التراث السردى السودانى الذى سبقه وهاهو يعترف بخطل ثورته تلك على الموروث الوطنى (المحلى )
    .فى حوار بصحيفة السياسة السودانية منتصف ثمانين القرن الماضى اعلن عادل بقوة عدم (بنوته ) للنتاج المحلى السودانى وتقاطعه معه رغم ذكره قلة من السودانيين مثل أحمد الفضل ومحمد عبدالنبي (لاسباب أيدليوجية غالبا وربما صداقة شخصية وقتها )معترفا تاثير روائيين وكتاب قصة عرب عليه مثل الربيعى ومنيف وقلة من اليساريين العرب وقد فتح النار بقوة فى ذلك الحوار
    على القاص السوداني على المك ووصفه بالمريض بالحالة الامدرمانية مجريا مقارنة بينه وماركيز منتصرا فيه لصالح الأخير
    ...
    يبدو أن سن عادل الصغير (نسبيا ) وقتها هى الدافع لتلك الثورة ضد النتاج الوطنى
    لكن المفرح هاهو عادل القصاص يعود بقوة مؤكدا خطل تلك الثورة مؤكدا لا مبدع يتقاطع مع بيئته وتراثه مهما كان مدى عبقريته ويلاحظ الثورة البلشفية رغم ثورتها العنيفة والجذرية ضد العصر الروسى القيصرى لم تتقاطع وتتنكر لأدب تولستوى
    (عاش فى روسيا القيصرية وتوفى العام 1910 قبل الثورة بنحو 7 أعوام ) وأعتبره لينين (بداية لإرتكاز علم الجمال السوفيتى ) عقب الثورة .......

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 10-27-2012, 04:07 PM)
    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 10-27-2012, 04:07 PM)

                  

11-01-2012, 07:32 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    الدكتورة بخيتة محمد زين تذكر الراحل أحمد عبدالمكرم وتصفه بالمكتبة المتحركة !!!!

    (2 )
    Quote: من اقوال الراحلين
    المبدع انسان مختلف لانه تجاوز دائرة معارفه الخاصة لينثر الابداع والحب والامل في دائرة اوسع ليصبح انسانا عاما وبالتالي يصبح رحيله مختلفا في طعمه وفي اثره فالراحل الموسيقار الفاتح الكسلاوي ولو لم يلحن غير (دنيا المحبة) لزيدان ابراهيم لكفاه أن يوسم بانه ملحن عبقري. الفاتح لحن لابراهيم عوض وترباس وابراهيم حسين وآخرين وقد سمعته ذات مرة يقول انه عندما يستلم الكلمات من الشاعر يحدد الفنان الذي سوف يغني الاغنية ثم يضع لها اللحن الذي يناسب طبقات الفنان الصوتية . إن الملحنين عملة نادرة والفاتح كان من هؤلاء النادرين لذلك كانت فجيعتنا فيه كبيرة , بعد الفاتح رحل الناقد الكبير والمهموم بالثقافة الاستاذ أحمد الطيب عبد المكرم، فأحمد عندما تقرأ له مقالا صحفيا تشعر انك أمام مكتبة متحركة. اذكر انني قد سمعته ذات مرة يقول إن اللغة اي لغة التي يكتب بها الكاتب اذا كانت تكشف عن عالم غني ستكون مفهومة للقارئ الذي يجيد فعل القراءة. إن عبد المكرم مشروع ثقافي كبير وقد رحل قبل أن يكمله مما ضاعف حزننا عليه اما آخر الراحلين وليس اخيرهم فهو الشاعر صديق مدثر الذي لو لم يقل (وافترقنا وبعيني المنى قالها الدمع فما ابصرت شيئا ) لكفاه أن يكون شاعرا مجيدا . الكابلي غنى له ووردي ومحمد ميرغني وأحمد المصطفى فصديق اصلا لم يكن شاعرا غنائيا ولكن الكابلي هو الذي اقتحم ديوانه. وفي هذا يقول الراحل صديق مدثر انه لولا الكابلي لكان الذين يعرفون ضنين الوعد يحسبون بالعدد وهو بذلك يشير الى قدرة اللحن على نشر الكلمة الشاعرية، ولعل في هذا تواضع الكبار فقد كان صديق مدثر كبيرا بالفعل . نسال الله أن يتغمد الراحلين برحمته وينفعنا بما تركوه لنا من ارث ابداعي جميل.

    المصدر :صحيفة السودانى النسخة الالكترونية .
    mokkk.JPG Hosting at Sudaneseonline.com

    الراحل المقيم متوسطا د.حسن ابشر الطيب ود. مرتضى الغالى فى إحدى الفعاليات الثقافية ...
                  

11-02-2012, 08:05 AM

يحي ابن عوف
<aيحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    يا احمد ياخي أقيف زمن الهجرة ما حان ولا وقت الرحيل قد حان

    تعازي الحارة لك ياأحمد الأمين ولكل أهل وأصدقاء
    الموت فجيعة وفقدان الأحبة يكوي القلوب..فما اقسى هذا الحزن الطويل
    اعتصرنا الألم وخيم علينا الحزن في رحيل احمد عبد المكرم
    أقتسمنا الظروف الصعبة بكم من التماسك الصبر والجلد والايمان
    كان رجل المعروف والطيب والكرم للجميع كنت فعلا رجلا يقتدى به
    من مثلك في اخلاقك وتواضعك من مثلك في طيب قلبك الذي لايعرف الحقد وخفت نفسك
    اللهم ثبته عند السؤال
    اللهم انا نتوسل بك اليك ونقسم بك عليك ان ترحمه ولا تعذبه
    اللـهـم انه نَزَل بك وأنت خير منزول به واصبح فقير الي رحمتك وأنت غني عن عذابه

                  

11-02-2012, 06:28 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: يحي ابن عوف)

    Quote: تعازي الحارة لك ياأحمد الأمين ولكل أهل وأصدقاء
    الموت فجيعة وفقدان الأحبة يكوي القلوب..فما اقسى هذا الحزن الطويل
    اعتصرنا الألم وخيم علينا الحزن في رحيل احمد عبد المكرم
    أقتسمنا الظروف الصعبة بكم من التماسك الصبر والجلد والايمان
    كان رجل المعروف والطيب والكرم للجميع كنت فعلا رجلا يقتدى به
    من مثلك في اخلاقك وتواضعك من مثلك في طيب قلبك الذي لايعرف الحقد وخفت نفسك
    اللهم ثبته عند السؤال
    اللهم انا نتوسل بك اليك ونقسم بك عليك ان ترحمه ولا تعذبه
    اللـهـم انه نَزَل بك وأنت خير منزول به واصبح فقير الي رحمتك وأنت غني عن عذابه

    تحية وعزاء الأخ يحيى إبن عوف
    والمغفرة للراحل المقيم عبدالمكرم
    تابعت خيطك فى عزاء عبدالمكرم بهذا الموقع وموقع أخر
    ولفت نظرى فى عموم الكتابات الدامعة فى رحيل هذا الرجل المحترم
    إجماع الكل على سمو الراحل وتمتعه بحس إنسانى نادر فى عصر يعج ب (الحس الحيوانى )
    حتى وسط المشتغلين بالكتابة التى أهم خصائصها إعلاء شأن الروح الإنسانية عبر تطابق الفكرة مع القلم والسلوك ...
    كذلك لاحظت فى مجمل الرثاء لعبدالمكرم سيطرة أشخاص تعرف عليه بعد العام 2000 وهو عام مفصلى فى
    مشروع وحياة عبدالمكرم بعد عودته للسودان وتبديل ذاكرته بذاكرة جديدة من حيث الوجوه والنشاط لغياب جل أصدقائه القدامى بقارات العالم كلاجئين ونشطاء سياسيين بالتالى عمد الراحل لخلق صلات جديدة مع أقلام شابة
    ظهرت عقب إنقلاب الترابى وثابرت بقوة على الحفاظ على المشهد الثقافى بالخرطوم .
    كمابدأ فى الإنفتاح على الاقاليم عبر زيارة الدمازين والقضارف تحديدا كبؤر للثقافة الجادة عبر المنتديات وقد سافر عبدالمكرم كثيرا للدمازين مشاركا فى منتديات مركز عقار الثقافى وكذلك منتدى شروق بالقضارف ولقد كتب عن تجربة زيارته للقضارف تلك المدينة الثرة التى زارها لأول مرة فى حياته قبل سنوات قليلة خاصة ان جل عمره بالسودان القديم كان بالعاصمة بالعاصمة المثلثة والجزيرة ابا ومدنى وملكال ومكوار بحثا عن صديقه عبدالوهاب حسن خليفة كما زار دامر المجذوب كذلك فى منتدى عنادل الدامر لأكثر من مرة قبل خروجه من السودان القديم عقب إنقلاب الترابى ومن احلامه المجهضة زيارة دار الغرب حتى فاشر أبوزكريا للوقوف عن كثب على عوالم شيخه الاثير إبراهيم إسحق ...
    اذكر جيدا عند زيارتى له بدار أسرته بالثورة عقب رجوعه من مصر حديثه الجاد عن رغبة ملحة فى الكتابة بتفصيل عن تجربة وجوده بمصر تحديدا عبر المواقف والمشاهد والوجوه التى التقاها هنالك وكانت نبرة حديثة غير منحازة لتلك التجربة ربما للقبح الذى اره وقتها عبر حيل الساسة وسقوط الكثير منهم وتناقضهم فى المواقف.
    شخصية عبدالمكرم كإنسان لخصها الصحفى فيصل محمد صالح وجسد عبدالمكرم مسجيا (مثلما شهد سيدنا على لسيدنا عمر والمؤمنون يدعون له كماروى حبر الأمة إبن عباس رضى الله عنهم ) بقوله :
    (
    Quote: أحمد عبدالمكرم كان إنسانا قليل المطالب فى الحياة
    )!!
    كما لخصها صديق عمره الناقد محمد مصطفى اللمين بقوله
    (
    Quote: برحيل احمد فقد السودان أبنا من انبل أبنائه
    )...
    ولخصتها الأستاذة سلمى الشيخ سلامة فى بوست ناظم إبراهيم يطلب (دعوات إسفيرية )وعبدالمكرم كان يحتضر بقولها :
    (
    Quote: عبدالمكرم لم يكن بذيئا حتى عندما يتطلب الموقف البذاءة
    )
    وهى ارقى شهادة حملها عبدالمكرم لذاك الجدث الموحش باحمد شرفى وتؤكد تطابق رؤواه مع افعاله فى الحياة كمثقف تنويرى يحترم اللغة والحاضرين
    وفى الختام احمد عبدالمكرم كشخص فى حياته القصيرة عبر شخصيته الراقية يعتبر وساما على جبين اسرته التى أحسنت تربيته رغم فقرها المادى !!!!
    سلاما على عبدالمكرم فى العالمين
    abdalmokram1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 11-02-2012, 06:30 PM)

                  

11-03-2012, 10:17 PM

حسن محمود
<aحسن محمود
تاريخ التسجيل: 10-23-2009
مجموع المشاركات: 868

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    الرحمة والمغفرة للراحل المقيم الاديب والقاص احمد الطيب عبد المكرم .. وشكرا للاستاذ/ احمد الامين
    لهذا التوثيق المهم و القيم لمسيرة الراحل ..
    من اهم السهرات التي شاهدتها للراحل العام الماضي سهرة من تقديم الصحفية وزميلة المنبر /نادية احمد
    عثمان على قناة امدرمان في برنامج مساء الخير يا امير ..تعرفت خلالها وبالتاكيد معي الكثيرين
    عن قرب بالراحل وخاصة انه مقل في الظهور في اجهزة الاعلام المرئية والمسموعة .استمتعت جدا بحديثه الرجل
    ذوالثقافة الموسوعية..انسان هادي تحس في حديثه الصدق ووالتهذيب والتواضع ..واستطاعت نادية من خلال
    السهرة تعريف المشاهدين بهذا الانسان الرائع ..بحثت عن السهرة على اليوتويب لتنزيلها في هذا البوست
    التوثيقى .. ولكن بكل اسف لم اجدها ..
    اتمنى ان تعيد قناة ام درمان بث السهرة لانها من البرامج الهامة والنادرة التي وثقت لمسيرة الرجل
    وارجو من الاستاذة/ نادية عثمان ان تساعد في ذلك(علماان السهرة بتث في ديسمبر2011) ..
    .كذلك من تسجيلات الراحل سهرة ع قناة النيل الازرق من تقديم المذيعة نسرين نمر .. وكانت عن
    ادب الاستاذ/ ابراهيم اسحق شارك مع احمد عبد المكرم كل من الفنان عبد القادر سالم الناقدان احمد الصادق
    وعزالدين مرغني.. تجد تسجيل السهرة في مطلع بوست الاستاذ عبد الله الشقليني (ادناه ) عن القاص ابراهيم اسحق
    وويعود لعبدالمكرم الفضل والمساهمة في تعريف الناس بالقاص ابراهيم اسحق من خلال نشر عددمن قصصه وانتاجة
    الادبي بالصفحات الادبية التى كان يشرف عليها _ذكر عبد المكرم انه كان تلميذا لابراهيم اسحق في احد
    المراحل الدراسية .

    الروائي ( إبراهيم إسحق ) / صورة وصوت .]
                  

11-04-2012, 03:50 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: حسن محمود)

    Quote: من اهم السهرات التي شاهدتها للراحل العام الماضي سهرة من تقديم الصحفية وزميلة المنبر /نادية احمد
    عثمان على قناة امدرمان في برنامج مساء الخير يا امير ..تعرفت خلالها وبالتاكيد معي الكثيرين
    عن قرب بالراحل وخاصة انه مقل في الظهور في اجهزة الاعلام المرئية والمسموعة .استمتعت جدا بحديثه الرجل
    ذوالثقافة الموسوعية..انسان هادي تحس في حديثه الصدق ووالتهذيب والتواضع ..واستطاعت نادية من خلال
    السهرة تعريف المشاهدين بهذا الانسان الرائع
    ..بحثت عن السهرة على اليوتويب لتنزيلها في هذا البوست
    التوثيقى .. ولكن بكل اسف لم اجدها ..
    اتمنى ان تعيد قناة ام درمان بث السهرة لانها من البرامج الهامة والنادرة التي وثقت لمسيرة الرجل
    وارجو من الاستاذة/ نادية عثمان ان تساعد في ذلك(علماان السهرة بتث في ديسمبر2011) ..
    .كذلك من تسجيلات الراحل سهرة ع قناة النيل الازرق من تقديم المذيعة نسرين نمر .

    تحية الأخ حسن محمود
    والرحمة لجميع أمواتنا
    بالفعل الراحل المقيم ونفر من أبناء جيله (ممن يسيرون فى الإتجاه المعاكس للسلطة فى كافة العهود حتى قبل الإنقاذ التى هى مجرد فصل من فصول الفوضى فى السودان وصراع لعبة الكراسى ) كانوا ممن لاتسمح لهم اجهزة الدولة عبر إعلامها الحكومى من الظهور للحديث لانهم (يشكلون خطرا على الأمن والسلم الإجتماعى ) حسب الاكليشهات الرسمية لذا ضاع الكثير من فكرهم دون ان تحظى الذاكرة الوطنية بحفظه ...
    قلة من الاجهزة عقب رحيله أحتفلت به أذكر:
    1- قناة النيل الأزرق ..
    2- صحف كالصحافة - الخرطوم (أصدرت ملف عنه بتاريخ 17-10-2012 )
    أما الاسافير السودانية التى (لاتخضع لسلطة رسمية ) فقد أفرزت له العديد من الخيوط من زوايا شتى
    اجمعت جميعها على سمو ونبل شخصيته ولعل أبلغ شهادة حوله من صديقه عادل القصاص عبر منتدى حركة حق حين قال :
    (يصعب تعويض نموذج أحمد الطيب عبدالمكرم ) وقد صدق فى ذلك خصوص عبر التهذيب والأدب فى عصر سادته (قليلى الادب)

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 11-04-2012, 03:51 PM)

                  

11-04-2012, 10:03 PM

nour tawir
<anour tawir
تاريخ التسجيل: 08-16-2004
مجموع المشاركات: 17638

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: Sidgi Kaballo)

    أنا لله وأنا اليه راجعون..

    مال هذا الزمان يتفنن فى جرعات الحزن التى يسقينا لها صباح مساء؟
    عرفت احمد عبد المكرم زميلا فى جريدة الخرطوم فى القاهرة ثم السودان..
    ولكن لهول الصدمة فأنا لا استطيع أن أجود بأقل الكلمات فى حقه..
    لآننى مهما كتبت فسوف تأتى الكلمات مبتورة وسطحية فى حق هذه القامة السامقة الوارفة من التفرد الانسانى فى هذا الزمان قليل الانسانية..

    انا لله وانا اليه راجعون..
    ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم..
                  

11-05-2012, 01:52 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: nour tawir)

    Quote: أنا لله وأنا اليه راجعون..

    مال هذا الزمان يتفنن فى جرعات الحزن التى يسقينا لها صباح مساء؟
    عرفت احمد عبد المكرم زميلا فى جريدة الخرطوم فى القاهرة ثم السودان..
    ولكن لهول الصدمة فأنا لا استطيع أن أجود بأقل الكلمات فى حقه..
    لآننى مهما كتبت فسوف تأتى الكلمات مبتورة وسطحية فى حق هذه القامة السامقة الوارفة من التفرد الانسانى فى هذا الزمان قليل الانسانية..انا لله وانا اليه راجعون..
    ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم..

    تحية وعزاء الأخت نور تاور والرحمة للفقيد...
    تعرفت شخصيا على كتابتك على صفحات جريدة الخرطوم فترة القاهرة
    تحديدا عبر الترجمة الرفيعة جدا التى كان يتم نشرها فى أكثر من صفحة بالجريدة
    وقتها كان عبدالمكرم مشرفا على الصفحة الثقافية بالصحيفة
    104_1_1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    أحمد عبدالمكرم لابسا (قميصا يحاكى الماء وإن لم يساوه) أو كماقال المعرى فى تلك الدرعية !!
                  

11-05-2012, 02:09 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    المخرج السينمائى د. وجدى كامل يقف على ضريح صديقه أحمد عبدالمكرم !!!!


    مع مرور الشهر الأول لرحيله بدأت عناصر (الحرس القديم ) التى كانت تحيط بالراحل المقيم عبدالمكرم فى حياته الأولى بالسودان القديم وفى بعض مهجره فى الخروج من ربق الحزن والكتابة بشجن وشجى وحزن واسى وفرح وفخر أحيانا عن الراحل المقيم فى قلوبنا احمد الطيب عبدالمكرم الذى (حدق فى الموت ) ظهيرة الجمعة 5- أكتوبر 2012 ...

    هاهو المخرج السينمائى كامل وجدى صالح عبدالسيد حفيد شاعر الحقيبة الأكبر (أبو صلاح ) الذى أستنطقه على المك (1937-1992) فى مفتتح حواره مع (عناصر الخير ) حسب مصطلح المجذوب فى (مدينة ألأدمية ) حسب مصطلح صلاح احمد إبراهيم (1935-1993 ) مدينة من تراب .....
    هاهو وجدى كامل يكتب عن صديقه وصفيه الراحل أحمد الطيب عبدالمكرم يكتب :

    رحيل النص الباذخ[/reen]



    Quote: بنهاية سبعينيات القرن الماضي كنا صبية نسحب أقداماً من ندوة إلى معرض، ومن نقاش ثقافي بجامعة إلى فيلم نوعي بمركز ثقافي أجنبي أو بنادي السينما بمصلحة الثقافة.

    كانت الخرطوم تنسج غيوماً من الأفكار الطليعية الطموحة بمزاحمة من جيل جديد أطلق عليه التشكيلي عبدالله بولا فيما بعد (جيل الأولاد أبات مخلايات) ).

    كنا نتوق إلى ملمح سياسي وواقع اجتماعي مختلف ومتجاوز بتصديرنا لعلامات تميزنا في الملبس والشكل والكلام، ننوع قراءاتنا ونعمق مصادرنا المعلوماتية وننتشر في كل حدب وصوب دونما تردد أو مخافة لشيء.

    أحمد الطيب عبد المكرم كان واحداً منا، غير أنه كان أكثرنا للاستماع والانزواء والتأمل وامتصاص انفجاراتنا اليومية أحياناً.
    شاب فارع الطول، نحيف البنية، يتدفق محبة، يحرسه أدب، ويحيطه إتزان، وتقوده طيبة يدخل بها دون استئذان إلى قلوب الجميع.

    كان أحمد يعمل فنياً آنذاك بكلية الطب بجامعة الخرطوم. بسيطاً في جملته، عميقاً في فكرته عبر مجموعة من التجارب القصصية التي قرأناها له. عرفني عليه محمد مصطفى الأمين الناقد السينمائي ومعه القاص عادل القصاص عندما زاراني بمنزلنا بالخرطوم بحري ذات مساء.

    ست سنوات قضيتها في دراسة السينما بموسكو، ولكني كنت أحرص على أن التقيه كل ما عدت في إجازة سنوية إلى الخرطوم. كنت ألاحظ أن أحمد بدأ يتجه إلى الكتابات النقدية ويهتم برواد الرواية والقصة القصيرة السودانية، مستعيناً في ذلك باستيعاب عميق لكافة مناهج النقد الأدبي الحديث.

    شارك أحمد ومنذ تلك الأيام بكثافة ونشاط بائن في سائر الفعاليات الثقافية والحوارات اليومية التي قادها أبناء جيله من الشباب ومن أهمهم أسامة الخواض وبشرى الفاضل وعبداللطيف علي الفكي ومحمد خلف والسر السيد، الذين تمكنوا بتحالف مع الجيل الذي سبقهم، وفي مقدمته كمال الجزولي ومحمد المهدي بشرى وعلي المك وشيوخ مثل جمال محمد أحمد من تأسيس اتحاد الكتاب السودانيين وافتتاح مقر له بمنطقة المقرن. رحل عبد المكرم إلى ليبيا لفترة عمل فيها بمكتب صحيفة العرب التي كانت تصدر من لندن،ثم إلى القاهرة، إلى صحيفة الخرطوم وأضحى المحرر الثقافي لها في مهجرها.

    عبر عموده فضاءات ويوميات النشر الثقافي التقى صديقنا، وصادق، وعاشر عن قرب، وعرف عن كثب، مجاميع من الأسماء الثقافية الهامة التي استضافتها القاهرة في تسعينيات القرن الماضي فكتب عنهم ونشر لهم وحاور من حاور منهم. ويمكن وصف الصفحة الثقافية اليومية والملف الأسبوعي لصحيفة الخرطوم وقتها بأنه من أميز خزانات الكتابة الثقافية للسودانيين في العقود الأخيرة. عاد الناقد الفذ إلى السودان في بدايات هذا القرن وانضم إلى أسرة مركز عبد الكريم ميرغني حيث اضطلع بمهمة مدير الأنشطة والتوثيق فساهم في خروج عدد مقدر من الندوات التي أدارها وكذلك جملة من الإصدارات من كتب وغيرها.

    عاد لفترة لصحيفة الخرطوم وعمل متعاوناً مع عدد من المراكز الثقافية ومنها مركز العدالة الإفريقية ومركز مالك الثقافي بالدمازين الذي تبادل معه حباً بحب حتى لحظة تدميره وقصفه بآلات الحرب.

    أحمد عبد المكرم وفي رحلته الثقافية والإنسانية القصيرة، البليغة تربصت به الأمراض ولاحقته منذ القاهرة، حيث عانى من الالتهاب الرئوي وفاجأه مرض السكر في الخرطوم، وتابعه الضغط وآلام الغضروف وشظف العيش كمرض ثقافي عام تدارى منه طيلة حياته بملاءات من كرامة فريدة وعفة قل أن تجد مثلها في هذا الزمان.

    قبل شهرين حادثته من الدوحة وكالعادة كان يحكي متفائلاً عن وكالة صحفية قام بتأسيسها مع نفر من أصدقائه الكثر، فوعدته بأن أبحث مع مجلة الدوحة إمكانية مكاتبتهم من الخرطوم، ولكن كان قد افترس جسده المرض الذي لا علاج منه وانتشر في الجسد الطيب، وقضى عليه، لكنه لم يقض على فضاء جميل وحميم اسمه روح أحمد عبد المكرم...

    * المصدر :
    مجلة الدوحة القطرية العدد61 نوفمبر 2012م

    بنشرها هذا المقال المقتضب عن رحيل الناقد السودانى رفيع المستوى أحمد الطيب عبدالمكرم تعيد مجلة الدوحة القطرية التى تعتبر أرقى مجلة أدبية عربية منذ صدورها تعيد المجلة لأذهاننا تلك ( الأزمنة القديمة) قبل ثورة الأسافير تحديدا مفتتح ثمانين القرن الماضى حيث قرأنا على صفحاتها بعقول طلاب المرحلة الثانوية تلك المراثى العميقة لشخصيات ادبية سودانية وعربية وأوربية رحلت للدار الاخرة بعد ان تركت بصماتها بقوة مثل الناقد عبدالمكرم عبر الكلمة الرصينة والمعرفة العميقة تحديدا تلك المقالات التى كتبها :
    1- الدكتور محمد إبراهيم الشوش (نعم الشوش!!!!؟؟؟؟) عن رحيل الفيلسوف الوجودى الفرنسى الأشهر جان بول سارتر وعبره تعرفنا لأول وهلة على هذا الفيلسوف مطلع الثمانين .
    2- الدكتور حسن أبشر الطيب عن رحيل صاحب (الشرافة والنار ) محمد المهدى المجذوب 1982 وعبره تعرف الكثير من قراء العربية على هذا الشاعر الذى يسمو كثيرا على مجمل شعراء الضاد فى تاريخ الشعر العربى.
    3- الشاعر مجاهد عبدالمنعم مجاهد عن رحيل الشاعر الكبير صلاح عبدالصبور ......
    4- مرثية الشاعر محمد عثمان كجراى ل (صاحب الشرافة والنار ) بعنوان (رحيل العصافير ) ومطلعها :
    نمد على شرفات المدينة أبوابنا
    غير أن المدينة غانية
    تتعلم كيف تمد على شرفات القصر حبل الغسيل
    !!!!!
    أو كماقال !!

    ألناقد الفذ أحمد عبدالمكرم بمقدرته وتراثه النقدى المطمور فى المخطوطات حرى ان تتم الكتابة عنه فى مظان راقية كمجلة الدوحة القطرية التى نشرت هذا المقال المقتضب فى عددها الصادر هذا الشهر نوفمبر 2012 عن شخصيته كإنسان بقلم صديقه القديم المخرج السينمائى د. وجدى كامل صاحب المؤلفات العديدة عن جماليات السينما الأفريقية إحدى المجالات التى يهوى الخوض فيها أحمد عبدالمكرم كمثقف وناقد يهتم كثيرا بالجذر الأفريقى (دون إنكار للجذر العربى) فى تركيبة الهجين السوداني .....
    * أخيرا :
    فى ذكر مناقب الأحياء فى مقام الأموات !! ذكر لى أحمد عبدالمكرم شتاء العا م 1995 بتلك الشقة التى ترتفع أعلى كافتيريا نعيمة و تجاور مسرح البالون بالعجوزة بمصر (كان يقيم معه المترجم مجدى النعيم بتاع الزقازيق) موقفا إنسانيا يشف عن معدن صديقه المخرج وجدى وحبه الشديد لعبدالمكرم اثناء حضوره من ليبيا إلى القاهرة وقد لا يتسع السياق لسرده لكن ليعلم د. وجدى أن موقفه الإنسانى مع عبدالمكرم كصديق كان عميق الغور فى وجدان أحمد عبدالمكرم لدرجة ذكره للغير فى باب الوفاء وحفظ الجميل ممايؤكد تقديره للأصدقاء الاوفياء الانقياء شديدى الكرم مثل د. وجدى كامل الذى لا أعرفه سوى عبر مؤلفاته حول السينما الأفريقية عموما ( ترجمها عضو المنبر الراقي عادل عثمان ) والسينمائى السنغالى سمبينى عثمان خصوصا وهى من إصدارات المجمع الثقافى بدولة الإمارات العربية لمن يتوهم وجود صراع ثقافى بين الدول العربية والثقافة الأفريقية عبر نظرية المؤامرة هذا فى رحيل ( أخر الكتاب المحترمين أحمد الطيب عبدالمكرم ) حسب مصطلح (ناظم إبراهيم ) الذى نبهنا ونحن فى غفلة لإحتضار أحمد عبدالمكرم بمشفى خرطومى !!!

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 11-05-2012, 02:12 PM)

                  

11-07-2012, 06:15 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    درج الراحل المقيم أحمد عبدالمكرم على زيارة مملكة هولنده لظروف إجتماعية فى رحلة كل صيف مع التوقف بالقاهرة جيئة وإيابا فى إحدى تلك الرحلات تحدث لإحدى الإذاعات عن الوضع السياسى المعقد بوطنه السودان قبل الإنفصال المؤلم وقد قام الأستاذ :
    محمد عبدالحميد بكتابة هذا التقرير عن مساهمة عبدالمكرم وتحليل السياسى العميق للوضع بالسودان ونشره الاخ محمد عبدالحميد بتأريخ 16 سبتمبر 2010 بإحدى الأسافير تحت عنوان :

    مفردات البحث استفتاء الجنوب
    مثقفو الخرطوم ... حيرة في مواجهة الانفصال






    Quote: تقرير : محمد عبد الحميد عبد الرحمن "السودانيون في حالة تثير العطف والإشفاق، فكل يوم يمر تقترب الكارثة خطوات، والمواطن وحكامه لا يعرفون حلا، ولا يبقي غير الانتظار"

    .
    احمد الطيب عبد المكرم رئيس القسم الثقافي بجريدة الخرطوم والناشط في الحقل الثقافي السوداني منذ سنوات، زار هولندا مؤخرا وتحدث لإذاعة هولندا العالمية.
    يقول عبد المكرم:
    " للأسف واقع الانفصال قد أصبح حقيقة بالرغم من أن عملية الاستفتاء نفسها ما زالت على بعد بضعة شهور. هذا الخيار كان متوقعا منذ خمسة سنوات لكن لم يتعامل معه احد بجدية نتيجة لتناقضات الخطاب السياسي بين الطرفين الحاكمين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وهكذا أصبح خيار الانفصال هو الأكثر جاذبية بالعكس مما وعد به الطرفان عند توقيع اتفاق السلام عام 2005."
    كيف يواجه المثقفون والحركة الثقافية هذا الواقع؟ ربما ليس من شأن الثقافة والمثقفين، تعريفا، أن يرسموا البرامج السياسية ولا أن يحددوا الخيارات السياسية المباشرة للسلطة، لكن أمر الوحدة والانفصال ليس شأنا سياسيا يوميا عابرا بل هو أمر مرتبط أساسا بأزمة تقع في قلب حقل الثقافة، فالحرب التي دارت رحاها لخمسين عاما وقد تتجدد الآن، يمكن أن يطلق عليها حرب هوية وثقافات دون تعسف.
    يرى احمد عبد المكرم أن المثقفين ليس اقل حيرة وعجزا من الساسة الذين قادوا الجميع لهذا الوضع:
    "آلام كبيرة جدا تجتاح كل الوسط الثقافي ... علاقة الثقافي بالسياسي كانت أصلا متوترة وملتبسة وليس للمثقفين قدرة سوى طرح رؤاهم من مواقع مستقلة عن السلطة، المثقف يمتلك أداة التعبير لكن فعل التغيير السياسي المباشر يتعدى الحقل الثقافي بكثير .. المثقفون الذين اقتربوا من مواقع صنع القرار كانوا خلف السياسي دائما"
    هل يتنصل المثقفون السودانيون من أية مسئولية تجاه يحدث الآن؟
    "بالعكس تماما" يقول عبد المكرم ويضيف " النشاط الثقافي السوداني في المركز ارتبط ماضيا وراهنا بأزمة أساسية هي أزمة التنوع الثقافي. ذلك التناقض الذي نشأ من محاولة بناء ذات وهوية وطنية على أساس واقع التنوع الثقافي الملموس وخط السياسة الحكومية الرسمية التي قامت على مرتكز ايدولوجي واحد قائم على إنكار التعدد إقصاء الأخر.
    منذ عشرينيات القرن الماضي كانت الحركة الثقافية السودانية تعاضل هذه ألازمة، التي عبرت عن نفسها بحرب الخمسين عاما."
    يرى عبد المكرم أن الحركة الوطنية التي نهضت على تراث مؤتمر الخريجين وصنعت الدولة الوطنية السودانية كما نعرفها الآن تأسست على ايدولوجيا عربية إسلامية ولم تعتد بالتنوع الثقافي والعرقي والديني في الوطن الواحد ولم تستوعب الأخر الموجود في الوطن الواحد وبذلك حملت بذرة ما نراه في أحشائها.
    بالطبع لا يمكن أن نغض الطرف عن الأصوات المتفردة التي تصدت لهذه الظاهرة بحس نقدي متقد وبصيرة نافذة لكنها ظلت محدودة التأثير على الرأي العام وصنع السياسات العامة في شمال السودان المهيمن وتعرض لقمع فظ وقاس وبقي التيار الرئيسي الذي صنع السياسات العامة في كل الحقول طوال خمسة عقود أسير هذه الأحادية الأيدلوجية التي كرست تغييب الأخر وهو العنصر والمكون الأفريقي في السودان وهكذا أصبح الجنوبيون الذين سيصوتون على الوحدة أو الانفصال مغيبون تماما إلى حد بات فيه من غير المعقول أن نتوقع منهم أن يختاروا التغييب طوعا إذا اتيح لهم الاختيار.
    الجهود العجولة الصاخبة التي تبذلها السلطة السياسية الآن لتعزيز خيار الوحدة، too late .. too litte تأتي في ربع الساعة الأخيرة من زمن المباراة ويصعب أن يعول عليها في الظروف المحلية والدولية الراهنة، وفضلا عن ذلك فهي مدفوعة بحسابات سياسية واقتصادية آنية ولا تعبر عن تغير في الذهن الذي قاد البلاد لهذا المآل حسب عبد المكرم.


    ولا يبقى سوى الانتظار؟

    * المصدر : أرشيف الأسافير السودانية 2010 ..
    543367_10151435773864112_1277382859_n1.jpg Hosting at Sudaneseonline.com





                  

11-09-2012, 04:07 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    الرحمة والمغفرة للراحل المقيم فى قلوبنا الفقير لرحمة مولاه أحمد الطيب عبدالمكرم ..
    لأختم هذا البوست الحزين الذى بدأ أصيل الجمعة 5- أكتوبر 1012 الذى (يؤرخ فى ذاكرة أمتنا الثقافية برحيل الناقد الفذ احمد عبدالمكرم ) حاولت عبثا الوقوف عبر الذاكرة المثقوبة على أبيات شاعر السودان القومى الكبير شيخ العبادى التى أرسلها قديما فى رحيل الناقد السودانى الشاب اللمين على مدنى (1900-1926) الذى رحل عن عمر يشابه عمر صاحب إشراقة عند رحيله وقد ثبت بعضها الشيخ حسن نجيلة فى ( ملامح من مجتمع السودان ) وافتخر فيها شيخ العبادى أن الناقد السودانى الراحل اللمين على يبز بمكانته النقدية العقاد وطه حسين ابرز النقدة العربان وقتها مثلما يبز عبدالمكرم وسامى سالم وعيدروس وعبدالقدوس جهابذة النقد العرىى من لدن فيصل دراج ، يمنى العيد ، غنيمى هلال ، رجاء النقاش ، غالي شكرى وهلمجرا .
    أستعصت على ذاكرتى ابيات شيخ العبادى تلك لكنى وقفت فى مقام الموت على ابيات له على نهج الدوبيت أوردها على لسان طه البطحانى مخاطبا بنت عمه ريا فى مفتتح المك نمر يصف الموت قائلا :

    الموت ما شمت غاية البخود والببروا
    والحِد والحزن ما جابو زول من قبرو
    الزول في الشدايد أولي يلزم صبرو
    يترجي الكريم مولاه كسره يجبرو...

    فياعبدالمكرم لا عزاء لنا سوى أن ( نترجى الكريم مولانا كسره يجبرو ) او كما قال العبادى ..

    عندما كان أحمد الطيب عبدالمكرم حيا وحييا قبل أعوام كتب فى حقه صديقه الصدوق واحد أقرب الناس إليه محمد ادم النعمان الشاعر السودانى المقيم بامريكا معترفا :

    Quote: تهدمت في ذاكرتي معالم كثيرة. ذهب عنها الكثيرون إلى شأنهم.
    ولم يبق فيها إلا أكثر الناس إستثنائية ، ومن أكثر الناس إستثنائية كان أحمد.


    صدق النعمان كان عبدالمكرم اكثر الناس إستثنائية و لقد (مسحت ) طوعامن ذاكرتى جل الذين عرفتهم فى تلك الظروف التى تعرفت عليه خلالها ب (نجيلة مكتبة جامعة الخرطوم ) ذات أصيل شتوى بعيد وبقى فى الذاكرة القديمة طيف شخص جميلا ومؤدبا وحساسا وعفيفا وجوادا رافقته طويلا فى أزمنة ومغانى مختلفة وأشهد وهو الأن يعبر البرزخ نحو الأزل :


    Quote: لم اسمعه يغتاب أحدا من الأصدقاء الغائبين


    وهذه الخصلة النادرة عدم (أكل لحم الناس ) حسب شهادة المصطفى سيد البشر صلى الله عليه وسلم كفيلة بإنقاذه من (عذاب القبر )
    حيث جاء فى الحديث او الخبر أن ( النبى محمد صلى الله عليه وسلم مر بقبرين فقال لأصحابه إن صاحبى هذين القبرين يعذبان ومايعذبان فى كبيرة وأن احدهما كان يمشى بين الناس بالنميمة الخ ) أو كماقال ..
    الرحمة لعبدالمكرم بذاك اللسان المصون وتحية لأسرته المحترمة التى احسنت تربيته ...

    بدأ البوست أصيل الجمعة 5- 10 -2012 وأنتهى فى ذات الأصيل الجمعة 9-11-2012
    وعسى ان تكون هى لحظة إستجابة الدعاء كما فى حديث سيد البشر صلى الله عليه وسلم
    مع الرحمة والمغفرة لجميع امواتنا ولنا إذا صرنا إلى ماصاروا إليه .
    وسلاما على الرجل المحترم عبدالمكرم بذاك الجدث الموحش بأحمد شرفى
    541357_2511484044163_452967685_n.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


                  

12-08-2012, 12:03 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    الرحمة والمغفرة للراحل المقيم احمد عبدالمكرم وسقاه المولى من ذاك الكأس الدهاقا ..
    المقتبس أدناه لاعلاقة له برحيل عبدالمكرم لكنه متصل بكلمة صديقه القديم عادل القصاص التى انزلتها بهذا البوست ( منقحة )
    بعد ان أنزلها عادل نفسه بمنبر ( حسن موسى ) وهاهو عادل اليوم يكتب التوضيح التالى حول بعض مقاصده بتلك الكلمة انزلها
    هنا مثلما أنزلت كلمة عادل المنقحة كى يتضح سياق حديث عادل ومراميه مع الرحمة لعبدالمكرم .

    Quote: قبل حوالي تلاثة أسابيع، هاتفتني صديقة حميمة، التي هي – على النقيض مني – متابعة جيدة وصبورة لعدد من مواقع اسفيرية، سودانية وغير سودانية، ذات أبعاد ثقافية، صحفية واجتماعية سودانية. كان مركز حوارها الهاتفي معي يدور حول احتمالات استقبال وتأويل بعض "أهلنا السودانيين" – بحسب عبارتها – من قادة وأعضاء وعضوات الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان – قطاع الشمال، علاوة على بعض مناصيرهم ومناصراتهم، لعبارة أو اشارة وردت في متن كلمة كتبتها بمناسبة التأبين التي أقامتها حركة القوى السودانية الجديدة (حق) في الخرطوم يوم 17-10- 2012 لأجل الصديق، الذي غادرنا جسده، أحمد الطيب عبد المكرم.

    تقول العبارة التي كانت مثار حوارنا:

    بيد أنّ احتفائه (ضمير الغائب يعود الى الفقيد)، دعمه، ولاحقا انتماءه الفعلي، للحركة الشعبية لتحرير السودان، الذي جاء محميا بتحرره الشخصي من القيود الداخلية، والمسنود بالقراءات العميقة والمساءلات المقلقة، لم يحجب عنه نظرات نقدية نافذة تجاه بعض مفاهيمها وممارسات بعض قادتها، التي كان يرى – وقد صدقت رؤيته – بأنها قاتلة.

    كانت المرة الأولى التي حظيت فيها "كلمتي التأبينية"، التي تنتمي اليها تلك الجملة، بنشر – بعد تلاوتها في تلك المناسبة – قد تمت على يديّ الاستاذ لبيد بدر الدين عبد الأمير الذي قام بنشرها ضمن عرضه لوقائع أو فعاليات حفل التأبين في موقع "سودانيزأولاين" بتاريخ 18-10-2012. لاحقا قمت شخصيا بنشر الكلمة – بعد أن أجريت عليها بعض التعديلات ورفدتها ببعض الاضافات – في "المنبر الديموقراطي" لموقع "سودانفورأول" بتاريخ 27-10-2012 تحت عنوان "الى حين لقاء آخر يا مكرّم". فيما بعد أيضا قام الصديق ياسر زمراوي باعادة نشر النسخة الأخيرة في صفحته الشخصية بالفيسبك بتاريخ 3-11-2012. كما قمت أنا كذلك باعادة نشرها في صفحتي الشخصية بالفيسبك بتاريخ 14-11-2012 بمناسبة مرور أربعين يوما على رحيل أحمد.

    أما بعد أن اختتمت حديثي الهاتفي مع تلك الصديقة، فقد قمت باجراء تعديل طفيف في الصياغة اللغوية لجزء من تلك الجملة حتى لا يلتبس مقصدي على بعض القراء والقارئات ممن قد يفهمون أو يفهمن كلمة "قاتلة"، الواردة في ذيل تلك العبارة، في غير ما رميت اليه من استخدامها. فأعدت اضافة كلمة "ممارسات" الى كلمة "قاتلة" لتقرأ "ممارسات قاتلة"، تأكيدا للمعنى الذي رميت اليه من ورائها.

    فعلت ذلك وعدت أدراجي للأستغراق، المتوتّر في الغالب – بسبب قصر الوقت المتاح – في العمل في المراحل شبه الأخيرة لمشروع دراسة ارتبطت بها منذ بضعة أعوام، ولم ينته بعد.

    على أنني شعرت الآن – بعد أن أعدت التفكير في حديث صديقتي معي – أن عليّ أضيف بعض "توضيحات" ذات صلة بعين تلك العبارة وبحواري مع تلك الصديقة. لقد شعرت، اذ أعدت التفكير في بعض ما دار بيني وبينها، بأنّ لا معنى – في الوقت الراهن – ل"التعديل الطفيف" – والذي لم يغيّر مما عنيت سابقا، وانما يؤكد عليه – الذي أجريته على تلك الجملة. لا معنى له – في الوقت الراهن (اذ ربما يكون له معنى مختلف ل"التاريخ") لأنّ "كلمتي التأبينية" لم تعد موضوعا للقراءة الآن (فيما عدا ردود فعل قليلة، غير مباشرة) بعد أن مضى على نشرها أسابيع عديدة.

    وعليه فقد رأيت – الآن – أن أعيد قول بعض ما قلته لتلك الصديقة الذي يتضمن أنّ توظيفي لكلمة "قاتلة" – في سياق العبارة المعنية – انّما هو توظيف مجازي، لا أكثر ولا أقل، حيث كان – وما يزال – القصد هو توصيف بعض "ممارسات" بعض"قادة" الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان (قبل أن تميّز ب"قطاع الشمال") بأنها "قاتلة" كناية عن فداحة أو عظم أو خطورة نتائج ذلك النوع من بعض تلك الممارسات على "المشروع التحريري" للحركة.

    إلّا أنني أود – قبل أشرع في ايراد "توضيحاتي" – أن أؤكد على مواقفي الشخصية التالية:


    *أنا مازلت عضوا في الحركة الشعبية لتحرير السودان – حتى بعد أن صارت "قطاعا للشمال".

    *يحظى الكفاح السياسي المسلح الذي يقوده كل من القائد عبد العزيز الحلو والقائد مالك عقّار بتقديري ودعمي المعنوي.

    *أضمئن رفاقي داخل الحركة ممن يساهمون بعملهم السياسي المدني، وممن يشاركون بنضالهم المسلح، من أمثال كمال الوسيلة، عبد الباقي محمد مختار، ياسر جعفر وأسامة جعفر بأنني ما زلت عين الشخص الساعي نحو "التغيير النوعي" الى جانبهم.

    *سأتحفّظ – مؤقتا – على ذكر اسم هذه الشخصية القائدة (وان لن ألجم نفسي من الايحاء بمن تكون) الى حين يكتمل حصولي على أكبر عدد من موافقات بعض رفقاء العمل السياسي داخل الحركة ممن سأورد شهاداتهم وأسمائهم، كما الى حين يكتمل حصولي على أكبر عدد من موافقات بعض الأصدقاء والصديقات، الى جانب شخصيات أخرى، من خارج الحركة ممن سأذكر شهاداتهم وشهاداتهنّ، أسمائهم وأسمائهنّ فيما بعد.

    *انّ ما قلته سابقا – وما سأقوله لاحقا – ما أوحيت به سابقا – وما سأوحي به لاحقا – من آراء نقدية عن شخصية سياسية قيادية محددة لا تحركه أية ضغائن أو طموحات شخصية.

    أما الآن فالى هذه "التوضيحات":

    لقد كان – وما يزال – غرضي من الاصرار على استخدام تينك الكلمتين، أي "ممارسات" و "قاتلة"، أن أنقل – على نحو شبه حرفي – توصيفا – مجازيا – ورد في معرض عبارة أذكرها كما يلي: "انت عارف ده نوع سلوكيات وممارسات قاتلة". وكانت تلك العبارة، التي كنت – وما أزال – على اتفاق كامل معها، قد وردت على لسان أحمد الطيب عبد المكرّم في سياق حديث لنا جرى خلال العام الأول للألفية الماضية حيث كنت أقيم مع أحمد في شقته بالقاهرة. تناول حديثنا بعض المواقف المفهومية "الرسمية" – الضمنية في الغالب، وليس المكتوبة (أين؟) – للحركة الشعبية من قضايا مثل الثقافة، الاعلام والابداع. كما انتقل كلامنا – وفي سياق ذلك الانتقال ورد تعبير أحمد المذكور للتو– الى الحديث عن طرائق تفكير وممارسات شبه بارزة لشخصيتين قائدتين أو مسؤولتين في الحركة الشعبية لتحرير السودان (قبل وبعد ما بات يعرف باتفاقية السلام الشامل).

    الشخصية الأولى كانت تتولى منصب ممثل الحركة الشعبية لتحرير السودان في جمهورية مصر العربية لسنوات غير قليلة (بالمقارنة مع الوقت الذي تولى فيه نفس المنصب قادة أو مسؤولين آخرين)، كما أشتهرت تلك الشخصية – وكان هذا مثار الجزء الثاني من حديثنا – داخل أروقة الحركة، وخارج أروقتها أيضا، داخل وخارج مصر كذلك – بالارتشاء، استغلال المنصب الرفيع لخدمة مصالح شخصية، والفساد المالي.

    أما الجزء الثاني من كلامنا فقد كان عن شخصية قيادية أومسؤولة أخرى من شخصيات الحركة الشعبية. وتلك – هذه – الشخصية الأخرى، التي كانت، وما تزال، ذات صيت وتأثير سياسيين متناميين – تتمتع بممارسات استبدادية كما بنظرة عجفاء ومتعالية تجاه دور المثقف و/أو الفنان في مهمة "التغيير السياسي الثوري" في السودان. ببساطة كانت هذه الشخصية – وما تزال – ترى أن على المثقف/الفنان – ان لم يرد حمل البندقية – أن يتحلّي بمكانة تقنية-آلية واكسسوارية فحسب في مشروع "التغيير السياسي الثوري". بمعنى أنّ واجبه الأسمى لا يتعدى "تفصيل ملابس ثقافية وابداعية" على مقاس الارادة، الآمال والأهواء السياسية للسياسي. بكلمات أخر، انّ نوع المثقف/الفنان، المرغوب فيه هنا، لا يجب أن يكون موسوما بالوجدان الطليق وبالنظر النقدي. لا مكان هنا، اذن، سوى لمثقف/فنان يحترف الامتثال، يحسن التصفيق، يجيد الهتاف، ويتقن المديح.

    وفي الواقع، فأن هذه الشخصية الأخيرة ظلت – وما تزال – مثار أحايث، حوارات،غالبا ما تضمنت نبوءات غير تبشيرية لي (بعضها تحقق وأرى أن بعضها سيتحقق)، مع أحمد، مع بضعة أصدقاء آخرين وصديقات أخريات، مع بعض رفاق ورفيقات عمل سياسي داخل الحركة، ومع بعض شركاء وشريكات هموم سياسية خارج الحركة. كما انّ الكثير من أرائي وتنبؤاتي كانت – وما تزال – لا تتمتع بالمواراة عن هذه الشخصية لأن بعضها سمعته مني مباشرة وبعضها نقل اليها عني، دونما خشية أو ندم مني، كما بغيرما غضب أو عتاب مني على من نقل، وعلى من سيفعل لاحقا.

    أما بعض – وليس كل – ما تضمنته مشاهداتي، شهاداتي، أرائي وتنبؤاتي فيمكن تلخيصه في النقاط التالية:


    *تتميّز هذه الشخصية بخصائص استبدادية مكينة بحيث لا يتمتع الأمل في دمقرطتها الا بنسبة جد ضئيلة.

    *الهدف الأمثل – أو الأوحد للدقة – لهذه الشخصية هو المنصب القيادي. بكلمات أخر، ان المنصب القيادي – المطلق طبعا – بالنسبة لها انما هو غاية في ذاته وليس وسيلة لتحقيق هدف أو غايات.

    *ترى هذه الشخصية في نماذج حكم استبدادية في دولتين من دول الجوار نماذج سياسية مثلى للحكم لأن شعوب هاتين الدولتين – حسبما ترى هذه الشخصية – ليست معدة بعد – بسبب التخلف – للممارسات والأنظمة الديموقراطية.

    *تتمتّع هذه الشخصية بعدم ايمان راسخ – على العكس من بعض "تظاهراتها" – بالمساواة بين الرجل والمرأة.

    *تتميّز هذه الشخصية بخصائص نرجسية غائرة وليست خفية بحيث لا ترى أن ثمة من شئ جدير بالاهتمام، الاعجاب والصواب، في المقام الأول، الا هي (لهذا السبب – كما قال لي رفيق وصديق – نقلا عن أحد أقرباء هذه الشخصية – أن هذه الشخصية كانت تنعت من قبل قاطني الحي المتواضع الذي كانت تسكنه – في زمن سحيق – ب"الخالق روحو").

    *تتمتع هذه الشخصية بثراث شخصي غير ضامر في مجال التحرش الجنسي بالنساء، الذي يتخذ أحيانا هيئة "الابتزاز الجنسي" (كما حدث مع عدد من السيدات والفتيات السودانيات ممن كن يلجأن – محتفيات، مؤملات ومضمئنات في الغالب – الى مكتب الحركة الشعبية بالخرطوم بحثا دعم سياسي أوتنظيمي أو وظيفي أو ثقافي أو اجتماعي).

    *أمرت هذه الشخصية باخفاء ومنع توزيع عشرات النسخ من العدد الأول من صحيفة "بيارق" في القاهرة. كانت هذه الصحيفة تصدر عن مكتب اعلام لواء السودان الجديد بأسمرا، وكانت تولي عناية خاصة، بل رائدة، بانجازات وشؤون قوات لواء السودان الجديد. مما دفع هذه القوات لاستقطاع جزء من مؤونتها من الدقيق والسكر لبيعها للمساهمة بعائدها المالي في دعم الصحيفة. كما قامت هذه الشخصية بوأد العدد الثاني من تلك الصحيفة الذي كان في المرحلة الأخيرة للصدور. وسبب الاخفاء، المنع والوأد يعود الى الطبيعة المستقلة لتلك المبادرة الاعلامية عن سلطة هذه الشخصية.

    *قامت هذه الشخصية باخفاء أعداد غير قليلة من مجلة "مسارات جديدة" في شقة سيدة سودانية بالقاهرة. كانت تلك المجلة عبارة عن "اصدارة فكرية، سياسية، ثقافية غير دورية" (وكان المؤمل أن تغدو دورية) تصدر أيضا عن مكتب لواء السودان بأسمرا – بتعاون وثيق مع "مجموعة لواء السودان بالقاهرة" ومع عدد من الكفاءات الفكرية الثقافية، الابداعية والصحفية الفردية السودانية المستقلة وغير المستقلة في أسمرا، القاهرة، الأمارات العربية ومناطق عربية وغربية أخرى تتميز بحضور سوداني مميز. أخفت تلك الشخصية تلك الأعداد غير القليلة من "مسارات جديدة" في الوقت الذي كان فيه عدد "المهاجرين السودانيين" في القاهرة يتجاوز المليونين. أخفت هذه الشخصية تلك الأعداد غير القليلة من المجلة في الوقت الذي لم يقرؤها فيه، بل لم يسمع فيه بها، سوى عدد جد قليل من سودانيي الداخل، سودانيي القاهرة، سودانيي مناطق عربية أخرى وسودانيي مهاجر أخرى، غربية على الأرجح. أخفت هذه الشخصية تلك الأعداد غير القليلة من تلك الاصدارة في الوقت الذي لم يتمكن فيه فرد من محرريها في القاهرة من الحصول على عدد منها!

    *كان واضحا أن تلك الشخصية اكتفت بالنسخ القلية جدا التي قامت بتوزيعها – بنفسها في الغالب – على بعض الشخصيات الأجنبية ثم السودانية ذات الأبعاد المهنية السياسية، الدبلوماسية والثقافية النخبوية المحدودة.

    *تعمدت هذه الشخصية – في اللحظات الأخيرة لطباعة ذلك العدد الأول، الوحيد، من "مسارات جديدة" في القاهرة – شطب بضع كلمات تحتوي على كلمات "شيوعي" أو "شيوعية" – دون الرجوع الى أي واحد من محرري المجلة الذين كانوا في متناول اليد في القاهرة. لدى مسائلتها فيما بعد في أسمرا عن أسباب تلك السنسرة، ردت هذه الشخصية بأنها فعلت ذلك لئلا تثير حفيظة السلطات الأميريكية (التى كانت هذه الشخصية عدوة لدودة لها في السابق)!

    *سعت هذه الشخصية – ونجحت – في تصفية، تشتيت أعضاء واغلاق مكتب اعلام لواء السودان بأسمرا – الذي كان يعد العدة لأصدار العدد الثاني من "مسارات جديدة" والعدد الثالث من صحيفة "بيارق" – لأنه أبدى نوايا وممارسات اعلامية تنزع الى الاستقلال عن الهيمنة الاستبدادية المركزية – الضاربة في الأجندة الذاتية – لهذه الشخصية.

    *تقصدت هذه الشخصية اقصاء عدد من الكفاءات الثقافية، الابداعية، السياسية والمهنية الصحفية، من أعضاء الحركة – قطاع الشمال كما من بعض مناصريها، عن الاشراف على أو العمل الاداري والصحفي المباشر في صحيفة "أجراس الحرية" التي كانت تصدرها الحركة بالخرطوم. لقد مورس ذلك الاقصاء نسبة لعدم تمتع تلك الكفاءات بسمات البوق.

    *من الاستراتيجيات الفعالة التي استخدمتها هذه الشخصية للحؤول دون حصول كثير من المبادرات (المستقلة عنها) على دعم الشهيد جون قرنق هو تحكمها في كثير من الوسائل التي يمكن عبرها الوصول اليه. (وهذا ما جعل هذه الشخصية تقول مرة لرفيق وصديق، بفخر معهود: "انني أتحكم في كل شاردة وواردة من والى د. جون. أقول له ما أشاء وأنقل عنه ما اشاء. بل أنني أحيانا أقوّله ما لم يقله").

    *افتقار الحركة – سابقا – للاستراتيجيات التنظيمية، السياسية، الديموقراطية، الثقافية، الابداعية، والاعلامية، الحيوية، يعود – بالاضافة الى عيوب أخرى بعضها موروث وبعضها حادث – الى أفعال معرقلة – وغالبا الى القتل في المهد – كما الى مؤامرات والتفافات مدمرة من قبل هذه الشخصية لأية مبادرات لا تستوفي شروط الهيمنة الاستبدادية الفردية المركزية لها. أما الاقصاء، وتشويه السمعة أحيانا، فهو "العقاب" الذي ينتظر كل من يسعى الى عمل به شبهة تفكيك هذه الشروط أو الاستقلال عنها. لهذا السبب (وهذه الأسباب) "لم تكن الحركة جاهزة للخرطوم" بعد أن توقيع ما سمي باتفاقية السلام الشامل.

    *ما تزال الحركة – قطاع الشمال تعاني من نفس تلك النقائص، بل وبمستوى أكبر مما سبق. والأرجح أنها ستظل تعاني منها – لأسباب بعضها مورث وبعضها حادث – لكن يظل من بينها الخصائص والممارسات الاستبداية الفردية المركزية - الضاربة دوما في الأجندة الذاتية - لهذه الشخصية.

    هل ثمة من صفة أنسب من كلمة "قاتلة" يمكن أن توصف بها مثل تلك-هذه الخصائص، المفاهيم والممارسات؟!

    * المصدر : منبر الحوار الديمقراطي -سودانفور اول
                  

12-08-2012, 08:22 PM

مطر قادم
<aمطر قادم
تاريخ التسجيل: 01-08-2005
مجموع المشاركات: 3879

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    بوست موفق وموثق لانسان يستحق منا كل التقدير
    شكرا لقلم الاستاذ احمد الامين احمد
    تجد ادناه مشاركة متواضعة عن معرفتي القصيرة الجميلة الراسخة لاديبناا الراحل المقيم
    الاستاذ احمد الطيب عبد المكرم
    يا لخسارة السودان في اديبه الجهبذ احمد الطيب عبد المكرم


    كان ياتينا كنشيد ساحلي وحزين
    كان ياتينا كنهاية صلاة
    ويحق لنا الان ان نقول آه
    ياللفاجعه لرحيل النابغه النبيه الناقد الاكثر عمقا في السودان ورزانه وتهذيب وتواضع وادب جم استاذنا القدير احمد الطيب عبد المكرم العارف والمسامر بالادب والثقافة والنقد والمعرفة وآية وغاية وغابة فيهم نعاه الناعي وعلي مثله فلتبكي البواكي وجاءني شريط ذكريات معه بدات في الثمانينات حينما قادني اليه للتعرف الاستاذ معاوية البلال بمكتبة كلية الطب في جامعة الخرطوم تكررت اللقاءات والزيارات ثم غبت عن السودان وعدت اليه وغادرته الي ليبيا فجمعتني به المجامع وفي واحدة من محاسن الصدف المحضة في طرابلس الغرب وفي مقهي ومنه انتحينا جانبا وجلسنا القرفصاء وتحدثنا عن الاصدقاء والاخبار وهو حينها يعمل لدي مجلة التعاون التي تتبع لوزارة النفط وافترقنا والتقينا في القاهرة حينها كان مشرفا علي الملحق الثقافي لصحيفة الخرطوم ثم لاحقا مديرا لتحرير مجلة حضارة السودان وحين تكريم الطيب صالح بمناسبة بلوغه السبعين بمركز دكتور حيدر ابراهيم العام 99 اتيحت لنا فرصة عظيمة للانس والمسامرات والنفحات منه وتعرضنا لها ثم التقيته مجددا وهو مغادرا لبريطانيا اثر دعوة من جامعه درام ذهب الي هناك وعاد لنا بحكايات ساحرات عن تلك البلاد وتكررت اللقاءات الشخصية والاهم لقاءاتي بكتاباته الآسرة والهامة بجريدة الخرطوم وايضا نشاطه الملحوظ بمركز عبد الكريم ميرغني وهو الاستاذ المحترم والاديب المثقف والملتزم بقضايا وطنه ومواطنيه كشفت عنها كتاباته بصحيفة اجراس الحرية وتحليلاته العميقة حتي قلنا كادت السياسة ان تسرق الاديب الاريب وظل الراصد الحصيف لتطورات مدارس النقد العالمية وتجربة واقعنا لاعمال قلمه السيال في صحف بلادنا وانتابت مشاعر الحزن والاسي الاوساط الثقافية والادبية ببلادنا ففي كتاباته المكرم والتي اعد منها اعد منها ولا اعددها طربت لمقال توثيقي عن فرق الجاز ببلادنا وكيف انها جملت حديقة الاغنية السودانية بمشاركة وابداع فرقة جاز الديوم ووليم اندريا وجاز العقارب وفرقة جاز عطبرة الجميلة وشرحبيل احمد وجيلاني الواثق و...الخ
    تقديري لهذا المقال يا ابوحميد وعن معاوية نور والتجاني يوسف بشير اعجبتني احاطتك وتوثيقك ودرايتك واتساع اطلاعك وافقك وقدراتك وتحليلك وياسلام التي نقولها في الملمات الجسام ممدودة الالف واللام
    ثقافة وفكرا والتماعات وكشفا رفيعا ومتدفقا مكرم احد ثمارنا الناضجة في هكذا حقول
    مضي احمد....وطيب ....ومكرم الي عالي الجنان

    (عدل بواسطة مطر قادم on 12-08-2012, 08:42 PM)
    (عدل بواسطة مطر قادم on 12-08-2012, 09:01 PM)

                  

12-09-2012, 02:28 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: مطر قادم)

    Quote: بوست موفق وموثق لانسان يستحق منا كل التقدير
    شكرا لقلم الاستاذ احمد الامين احمد
    تجد ادناه مشاركة متواضعة عن معرفتي القصيرة الجميلة الراسخة لاديبناا الراحل المقيم
    الاستاذ احمد الطيب عبد المكرم
    يا لخسارة السودان في اديبه الجهبذ احمد الطيب عبد المكرم


    كان ياتينا كنشيد ساحلي وحزين
    كان ياتينا كنهاية صلاة
    ويحق لنا الان ان نقول آه
    ياللفاجعه لرحيل النابغه النبيه الناقد الاكثر عمقا في السودان ورزانه وتهذيب وتواضع وادب جم استاذنا القدير احمد الطيب عبد المكرم العارف والمسامر بالادب والثقافة والنقد والمعرفة وآية وغاية وغابة فيهم نعاه الناعي وعلي مثله فلتبكي البواكي وجاءني شريط ذكريات معه بدات في الثمانينات حينما قادني اليه للتعرف الاستاذ معاوية البلال بمكتبة كلية الطب في جامعة الخرطوم تكررت اللقاءات والزيارات ثم غبت عن السودان وعدت اليه وغادرته الي ليبيا فجمعتني به المجامع وفي واحدة من محاسن الصدف المحضة في طرابلس الغرب وفي مقهي ومنه انتحينا جانبا وجلسنا القرفصاء وتحدثنا عن الاصدقاء والاخبار وهو حينها يعمل لدي مجلة التعاون التي تتبع لوزارة النفط وافترقنا والتقينا في القاهرة حينها كان مشرفا علي الملحق الثقافي لصحيفة الخرطوم ثم لاحقا مديرا لتحرير مجلة حضارة السودان وحين تكريم الطيب صالح بمناسبة بلوغه السبعين بمركز دكتور حيدر ابراهيم العام 99 اتيحت لنا فرصة عظيمة للانس والمسامرات والنفحات منه وتعرضنا لها ثم التقيته مجددا وهو مغادرا لبريطانيا اثر دعوة من جامعه درام ذهب الي هناك وعاد لنا بحكايات ساحرات عن تلك البلاد وتكررت اللقاءات الشخصية والاهم لقاءاتي بكتاباته الآسرة والهامة بجريدة الخرطوم وايضا نشاطه الملحوظ بمركز عبد الكريم ميرغني وهو الاستاذ المحترم والاديب المثقف والملتزم بقضايا وطنه ومواطنيه كشفت عنها كتاباته بصحيفة اجراس الحرية وتحليلاته العميقة حتي قلنا كادت السياسة ان تسرق الاديب الاريب وظل الراصد الحصيف لتطورات مدارس النقد العالمية وتجربة واقعنا لاعمال قلمه السيال في صحف بلادنا وانتابت مشاعر الحزن والاسي الاوساط الثقافية والادبية ببلادنا ففي كتاباته المكرم والتي اعد منها اعد منها ولا اعددها طربت لمقال توثيقي عن فرق الجاز ببلادنا وكيف انها جملت حديقة الاغنية السودانية بمشاركة وابداع فرقة جاز الديوم ووليم اندريا وجاز العقارب وفرقة جاز عطبرة الجميلة وشرحبيل احمد وجيلاني الواثق و...الخ
    تقديري لهذا المقال يا ابوحميد وعن معاوية نور والتجاني يوسف بشير اعجبتني احاطتك وتوثيقك ودرايتك واتساع اطلاعك وافقك وقدراتك وتحليلك وياسلام التي نقولها في الملمات الجسام ممدودة الالف واللام
    ثقافة وفكرا والتماعات وكشفا رفيعا ومتدفقا مكرم احد ثمارنا الناضجة في هكذا حقول
    مضي احمد....وطيب ....ومكرم الي عالي الجنان

    تحية وإحترام الاخ مطر قادم والرحمة والمغفرة للراحل المقيم عبدالمكرم .
    لقد تابعت فى (صمت ) بوستك عن عبدالمكرم فى مقام الرحيل ولاحظت انك من مجمل الأقلام التى كتبت عنه عبدالمكرم عبر
    التعرف عليه خلال فترة وجوده الثانى بالغربة (ليبيا -مصر ) قبل العودة للسودان مطلع الالفية ...
    أنا مشدود مثل صديقى القديم محمد النعمان بشخصية عبدالمكرم خلال وجوده الاول بالسودان (قبل إنقلاب البشير ) وكنا طلابا فى الجامعة
    هذه الفترة أجمل مافيها تعرفنا على شخص محترم ومؤدب وراقى وشفاف وكريم جدا هو أحمد عبدالمكرم الهموم بالمعرفة فقط
    والذى عبر شخصيته الاسرة غير المتناقضة تم تلخيص شخصية المثقف المتماسك الصادق مع بيئه و قيم مجتمعه ...
    يظل الحزن على الإنسان مقيما حتى نلحق به ..
    والموت حق لكن هذا الإنسان رحل مبكرا مؤكدا ان الموت فعلا ( جياد يختار الأنقياء )
    له الرحمة ولك الشكر ...

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 12-09-2012, 02:29 PM)

                  

12-14-2012, 06:10 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: اليوم يؤرخ برحيل الناقد أحمد عبدالمكرم !!! (Re: احمد الامين احمد)

    رغم إنتهاء البوست ظهرت مواد جديدة خاص بالإحتفال برحيل الناقد الفذ أحمد عبدالمكرم لذا أعيد التداخل لتنزيل هذه المواد فى هذا البوست الثرى بثراء روح وعقل عبدالمكرم
    أدناه الملصق الذى صممه مركز عبدالكريم ميرغنى الثقافى فى تأبين عبدالمكرم له الرحمة ويصعب تجاوز عبدالمكرم عند كتابة تاريخ مركز عبدالكريم ميرغنى بذات الدرجة اى حديث عن عبدالمكرم ناقص إن لم يرد به ذكر مروروه قديما فى عمره الأول بمركز عبدالكريم ميرغنى ..
    59007_4515366438812_10370928_n.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 12-14-2012, 06:11 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de