مئوية مدرسة الهداية .. شيخ الطاهر الشبلى .. دعوة للخريجين

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 07:32 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-07-2012, 08:38 AM

Red Sea
<aRed Sea
تاريخ التسجيل: 04-03-2009
مجموع المشاركات: 475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مئوية مدرسة الهداية .. شيخ الطاهر الشبلى .. دعوة للخريجين

    sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan3sudan.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    (عدل بواسطة Red Sea on 09-09-2012, 12:53 PM)

                  

09-07-2012, 09:01 AM

Red Sea
<aRed Sea
تاريخ التسجيل: 04-03-2009
مجموع المشاركات: 475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مئوية مدرسة الهداية .. شيخ الطاهر الشبلى .. دعوة للخريجين (Re: Red Sea)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللجنة القومية للإحتفال بمئوية مدرسة الهداية
    1912- 2012

    يسر اللجنة القومية للإحتفال بالذكرى المئوية لمدرسة الهداية بأمدرمان أن تدعوكم للإحتفال المقام بمناسبة مرور 100 عام على إنشاء المدرسة على يد الشيخ الجليل الطاهر الشبلي، وذلك أمسية السبت الموافق 22 سبتمبر 2012 الساعة الثامنة مساء بميدان الحديد بحي السيد المكي - شارع السيد علي الميرغني (منتصف المسافة بين منزل الزعيم الأزهري والأميرالاي عبد الله بك خليل).

    حضوركم يشرفنا.


    مائة عام مرت منذ إنشاء مدرسة الهداية الأولية على يد العالم الجليل الشيخ الطاهر الشبلى (معلم الأجيال) , فى هذا البوست سأحاول أن أستعرض جانباً من سيرة الشيخ الطاهر الشبلى
    وتأسيسه لمدرسة الهداية الأولية فى العام 1912.

    أعلاه الدعوة الموجهة من اللجنة المنظمة للإحتفال , ومن هذا المنبر نود أن نتوجه بالدعوة لكل الخريجين التكرم بحضور الإحتفال.

    فضلى إسماعيل السيد البكرى
    حفيد الشيخ الطاهر الشبلى
                  

09-07-2012, 10:34 AM

Red Sea
<aRed Sea
تاريخ التسجيل: 04-03-2009
مجموع المشاركات: 475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مئوية مدرسة الهداية .. شيخ الطاهر الشبلى .. دعوة للخريجين (Re: Red Sea)

    دكتور/ مكي مدني الطاهر الشبلي

    تدين الأمم والدول المتحضرة على نطاق العالم بالتقدير والعرفان لنفر متفرد من مواطنيها الأفذاذ الذين لعبوا دوراً محورياً في رسم المعالم البارزة لتلك الدول، وقدموا مساهمات إستثنائية ساهمت جوهرياً في تكوين الشخصية الإعتبارية لشعوبها، ووضعوا اللبنات الأساسية لنهضتها وشموخها. وتحرص هذه الأمم على أن تظل سيرة هؤلاء النفر الأفذاذ المتفردين حيّة متوهجة ينداح ألقها وضياؤها لينير طريق العزة والسؤدد للأجيال المتعاقبة. وتشير الشواهد الموثقة إلى أن الدور الجوهري الذي لعبه الشيخ الطاهر الشبلي في رسم معالم السودان الحديث وتكوين الشخصية السودانية يؤهله بامتياز لصدارة أبناء هذا الوطن الذين استحقوا بجدارة أن تحفر الأمة السودانية سيرتهم الزاهية في ذاكرتها السرمدية. وليس أدلّ على ذلك من دوره المحوري في تأسيس مدينة أمدرمان، وريادة التعليم الأهلي في السودان، وتكوين الشخصية السودانية، وتعليم رواد الحركة الوطنية وعلى رأسهم قائد الإستقلال، الزعيم الخالد إسماعيل الأزهري.

    الأصل:
    ينحدر الشيخ الطاهر الشبلي من قبيلة الصواردة، الذين ينسبون لجدهم صارد. والصواردة من محس الوسط تصاهروا مع القبائل العربية في شمال وأواسط السودان، خاصة الجعليين في منطقة شندي، وقد بلغ هذا التصاهر درجة جعلت بعض الصواردة يُنسبون لقبيلة الجعليين. وكما هو معروف فإن المحس ينقسمون بصورة عامة إلى قسمين: محس الشمال الذين يتكلمون اللغة النوبية بجانب العربية، ومحس الوسط الذين هاجروا في القرن الخامس عشر الميلادي إلى وسط السودان ويتكلمون العربية فقط .وقد فقد محس الوسط لسانهم المحسي بالاختلاط مع أهلهم من القبائل العربية الذين تعايشوا وتزاوجوا معهم، وخرج بذلك المحس غير الرطانة، وهم الخزرج. ومحس الوسط هم أبناء محمد (عجم) بن زايد بن محمد محس، الذى يتصل نسبه من جهة آبائه بأبيّ بن كعب الانصاري. وقد أنجب محمد تسعة أبناء هم فروع محس الوسط وانتشر بعضهم حتى في الشمال وهم: صارد (جد الصواردة) _ وهو جد الشيخ الطاهر الشبلي، وسادر (جد السدارنة)، وعبودي (جد العبودية بتوتي)، وشرف الدين (جد البدناب ومنهم الشيخ إدريس ود الأرباب)، وسعد الله (جد السعدلاب)، وزايد (جد الزيادية)، ومزاد أبو شامة (جد الحمدلاب بالعيلفون)، وشعبان (جد الشعباناب)، ومحمد كباني (جد الخوجلاب). وقد إشتهر محس الوسط بنشر العلم الإسلامي والقرآن الكريم، وبالتسامح وروح التعايش وحسن الجوار. كما تشير الدلائل إلى الدور الريادي البارز لمحس الوسط في تشكيل الواقع الحالي للسودان والسودانيين من حيث ريادتهم في مجالات التعليم، ونشر الدين، والزود عن الوطن بالقتال الشرس بجانب الإمام المهدي. و قد كان شيوخهم أيضاً أشهر علماء دولة الفونج، أول مملكة إسلامية في السودان ومنهم: إدريس ود الأرباب، وأرباب العقائد الخشن، وخوجلي أبو الجاز، وإمام أبو جنزير. واستوطن محس الوسط بأم درمان والمقرن وتوتي وبري وشمبات وواوسي وحلفاية الملوك والعيلفون وكترانج والركيبة والكاملين وكلكول وغيرها من قرى الجزيرة والنيلين الأبيض والأزرق وكسلا.

    وتشير الدلائل أن محس الوسط قد هاجروا لمختلف أنحاء السودان حيث انتقلوا من شمال السودان إلى منطقة شندي، خاصة جزيرة ساردية، التي تعتبر من أشهر الجزر في تلك المنطقة. وقد ورد أن هذه الجزيرة عمّرها الصواردة، حيث أخذت إسمهم "صاردية"، قبل أن تحوّل بمرور الزمن إلى "ساردية". وقد إشتهرت هذه الجزيرة بالعلم والتجارة. كما انتشر الصواردة حول منطقة شندي في الجوير وحجر العسل وحجر الطير وأم الطيور والقليعة والمسيكتاب. واستوطن الصواردة أيضاً في منطقة المتمة في القرن السابع عشر في حجر ود سالم (الصاردي)، وأبو رغيوة، وطابت. ويعتبر الشيخ خليل ود علي الصاردي، الجد الأكبر للصواردة، بأنه من أوائل الذين قطنوا هذه المنطقة. وهو صاحب القبة المشهورة بالمنطقة التي لا يزال يزورها العديد من الناس. ويعرف الشيخ خليل ود علي الصاردي بأنه خال العارف باللـه الشيـخ حسن ود حسونة، الذي ولد بالجزيرة كجوج ومازال مكان ميلاده موجوداً ويسمى البيان، ويقع عـلى بعد خمسة كيلومترات شرق حجر ود سالم. ومازال قبر الشيخة فاطمة (أخت الشيخ خليل) ووالدة الشيخ حسـن ود حسونة موجـوداً في مقابر الشيخ خليل الصاردي ويقـوم الناس بزيارته. ومما يجدر ذكره أن الشيخ خليل الصاردي يعرف بأنه من أشهر الأولياء الصالحين بمحلية ود حامد التابعة لمحافظة المتمة.

    وبمرور الزمن واصل الصواردة إنتشارهم في وسط السودان بدافع العلم والتجارة. ولعل أبرز شاهد على تواجد الصواردة ودورهم التأسيسي في منطقة الخرطوم، ضريح الشيخ أبو جنزير (الشيخ خليل بن الشيخ مجلي) الذي لا زال قابعاً في قلب مدينة الخرطوم القديمة، والذي ينسبه العديد من المؤرخين إلى قبيلة الصواردة.
    وأسس بعض الصواردة منطقة الحلفايا، حيث توجد فيها مقابر تحمل إسم الصواردة، لتقف شاهداً على تواجدهم التأسيسي والجوهري في تلك البقعة. بيد أنّ الصواردة نزحوا من الحلفايا لاحقاً إلى الجزيرة بفعل حملات الدفتردار الإنتقامية في عام 1824م، عقب حرقهم للحامية التركية تزامناً مع حرق المك نمر لإسماعيل باشا في شندي. وقد نتج عن هذه الهجرة انتشار الصواردة في منطقة الجزيرة (الربوة، وسنجة، وود العباس، وسنار، وفارس). وهاجر بعضهم مع الإمام المهدي الى مدينة أم درمان، ومن بينهم إبراهيم الشبلي، والد الشيخ الطاهر.

    الميلاد والنشأة:
    ولد الشيخ الطاهر إبراهيم الشبلي بمدينة أم درمان فى عام 1885م، في ذات العام الذي شهد فتح الخرطوم على يد الإمام محمد أحمد المهدي. ونشأ في مدينة أم درمان وترعرع فيها متنسماً عبير الحرية في فجر الثورة المهدية التي شارك والده إبراهيم الشبلي في معاركها الظافرة، حيث اشترك إبراهيم الشبلي في حصار الخرطوم وسقوطها عام 1885م، وأصيب لاحقاً إصابة بالغة في معركة كرري عام 1898م، أدت إلى إستشهاده بعدها بقليل. وكان إبنه الشيخ الطاهر يبره قبل إستشهاده بالعناية بجراحه وهو لم يبلغ سن الرابعة عشر في ذلك التاريخ. كما استشهد في معركة كرري التاريخية عما الشيخ الطاهر وهما المطيب الشبلي، والمدني الشبلي، الذي سمى الشيخ الطاهر عليه إبنه البكر مدني، تخليداً لذكراه العطرة، وتقديراً لبلائه وجسارته في محاربة المستعمر الغازي. وأصيب في معركة كرري أيضاً ابن عم الشيخ الطاهر، الشايب مصطفى الشبلي، الذي عاش متأثراً بإعاقة جسدية من نيران المستعمر الإنجليزي في تلك المعركة، ليكون شاهد عيان على البطولات التي سجلها أهله الشجعان في نصرة الدين والوطن. وقد روى الشايب الشبلي الجسارة الفائقة والثبات المذهل الذي أبداه أهله في الدفاع الباسل عن مدينة أمدرمان في هذه المعركة غيرالمتكافئة. وتجدر الإشارة إلى أن معركة كرري التي لم تستمر لأكثر من ساعتين قد استشهد فيها نحو ثمانية عشر ألف من أنصار الإمام المهدي، وجرح فيها أكثر من ثلاثين ألف مقاتل. ويذكر أن سكان مدينة أمدرمان عند ميلاد الشيخ الطاهر الشبلي فيها في عام 1885م لم يتجاوز العشرين ألف نسمة (أي أقل من سعة أستاد الخرطوم)، وما لبث أن بلغ عدد السكان نحو أربعمائة ألف نسمة في عام 1895م نتيجة لتواتر هجرة أتباع الإمام المهدي لهذه البقعة. وتجدر الإشارة إلى أن العدد الحالي لسكان أمدرمان في عام 2012 يبلغ أكثر من ثلاثة ملايين نسمة.

    التعليم:
    إلتحق الشيخ الطاهر الشبلي بخلوة أم ضواً بان لحفظ القرآن الكريم وهو في ريعان طفولته. وبعد أن حفظ القرآن على يد الشيخ حسب الرسول، إلتحق بمدرسة الشيخ محمد ود البدوى للتعليم المتقدم في اللغة العربية وفروعها، والفقه الإسلامى، وعلوم القرآن. وظل طالباً في هذه المدرسة القرآنية إلى أن توفي الشيخ محمد ود البدوي في عام 1911م. وقد كان زملاؤه في هذه المدرسة كلاً من السيد محمد الباقر ابن الشيخ إسماعيل الولي، والسيد عبد الرحمن المهدي، والشيخ غريب الله، والشيخ إبراهيم أبو الزين. وفي العام 1912م التحق زملاؤه السيد محمد السيد الباقر الشيخ إسماعيل الولي والشيخ ابراهيم أبو الزين بالتدريس في معهد أم درمان العلمي الذي أنشئ في نفس العام. ولكن الشيخ الطاهر الشبلي لم يسلك معهم ذلك الطريق، حيث عقد العزم في ذلك الوقت على تأسيس أول مدرسة نظامية إبتدائية أهلية في السودان.

    الزوجات والأبناء:
    تزوج الشيخ الطاهر إبراهيم الشبلي للمرة الأولى من إبنة عمه زينب الطاهر الشبلي، التي ولدت ونشأت في بلدة ود العباس بمنطقة الجزيرة. وأنجب منها مدني وفاطمة الزهراء وعائشة. وتزوج للمرة الثانية من عائشة بلال رمضان، التي كانت أسرتها من أوائل الأسر التي سكنت حي السيد المكي بأمدرمان، ويرجع أصولها إلى جنوب مصر. وأنجب الشيخ الطاهر منها الباقر وأمين وإبراهيم وفاطمة البتول. وتزوج الشيخ الطاهر للمرة الثالثة من آمنة موسى نوري، وهي من أحفاد الشيخ إسماعيل الولي. وأنجب منها أحمد وعلم الدين والفاتح وستنا ومريم وميمونة.

    شخصية الشيخ الطاهر الشبلي:
    تأثرت شخصية الشيخ الطاهر الشبلي بالبيئة والزمان الذي ولد ونشأ فيه. فقد كان من أوائل من ولد في مدينة أمدرمان في عام تأسيسها بواسطة الإمام محمد أحمد المهدي في عام 1885م. وكان لتوافق ميلاده مع فتح مدينة الخرطوم على يد أنصار الإمام محمد أحمد المهدي، الأثر الكبير على البيئة الأسرية التي شهدت طفولته. فقد ترعرع في مناخ أُسَري تخيّم عليه عزة النفس وشموخ الإنتصار الباهر على المستعمر الإنجليزي الذي شارك فيه أبوه وأعمامه الشجعان، الذين ضحّوا بأرواحهم رخيصة في سبيل الدين والوطن. ومنذ نعومة أظافره إكتسب الشيخ الطاهر الشبلي من هذه البيئة الصالحة قوة الشخصية، ورباطة الجأش، ومضاء العزيمة، ومكارم الأخلاق، واستقامة السلوك، ووضوح الرؤية، وكراهية المستعمر. فقد ورد في السند الصحيح المعاصر أن الشخصية المتفردة التي تمتع بها الشيخ الطاهر الشبلي قد أهلته منذ سن مبكرة ليكون ملجأً لحل مشاكل الناس، مستفيداً من علمه الغزير بفقه الأحوال الشخصية. كما كان لشخصيته المُهابة الأثر البالغ في إنضباط السلوك والتزام خلق الإسلام في حي السيد المكي، والأحياء المجاورة المليئة بطلابه وعارفي مكانته السامية. وكما تمتع الشيخ الطاهر الشبلي بحب واحترام عامة الناس، الذين بادلهم نفس المشاعر، فقد إحتل مكانة مرموقة وسط أقرانه من أعيان البلاد مثل السيد عبد الرحمن المهدي، والسيد علي الميرغني، والشريف الهندي، والسيد ميرغني الشيخ إسماعيل الولي. وفي إطار عرفان الناس لمكانة وقدر الشيخ الطاهر فقد عرض عليه منصب مشيخة الإسلام بعد وفاه أستاذه الشيخ ود البدوى. وفي هذا الصدد أيضاً، فقد أرسل الحاكم العام مندوباً لمنزله الكائن بحي السيد المكي، عارضاً عليه منصب قاضى القضاة. ولكن الشيخ الطاهر رفض بعزة وكبرياء أي منصب ينطوي على التعاون مع المستعمر الإنجليزي. واعتبر أن في تولي ذلك المنصب، الذي سال له لعاب الكثيرين، خيانة لدماء والده وبقية شهداء موقعة كرري، التي سالت زكية فداء للدين والوطن، وإزكاء للمقاومة البطولية ضد المستعمر الإنجليزي.

    وبالنظر إلى هذه المكانة المرموقة التي تقلدها الشيخ الطاهر الشبلي في مدينة أم درمان، المستلهمة من شخصيته الكارزمية، ومقدرته اللامحدودة على التأثير على الآخرين، وبالنظر إلى الدور المحوري الذي قامت به مدينة أمدرمان في تكوين الشخصية السودانية بكل أبعادها التي تشمل أساليب التفكير، والتصرف، واتخاذ القرارات، والمشاعر المتأصلة والفريدة، فإنه لمن المؤكد أن الشيخ الطاهر الشبلي كان في صدارة من أثروا تأثيراً إيجابياً في تخطيط المعالم البارزة للشخصية السودانية بمعناها المتعارف عليه اليوم، والمتمحورة حول الشجاعة والكرم والتضامن. فقد كانت هذه القيم السامية من أبرز مكونات شخصية الشيخ الطاهر الشبلي، حيث عمل طول حياته على غرسها في أبنائه وطلابه وجيرانه. ومن ثم إنداحت هذه القيم النبيلة لتنتظم كافة أنحاء الوطن نظراً للدور الريادي الكبير الذي إضطلع به تلاميذه في الحياة السياسية والإجتماعية والإقتصادية في تلك الفترة المهمة من تاريخ السودان التي شهدت تربية وتكوين رواد الحركة الوطنية. ولعل أبرز تلاميذ الشيخ الطاهر الشبلي، الذين تشربوا هذه القيم النبيلة على يديه وتتلمذ في مدرسته، الزعيم الخالد إسماعيل الأزهري، الذي قاد النضال الوطني ضد المستعمر الإنجليزي، ولعب دوراً رائداً في تحقيق إستقلال البلاد في عام 1956م.

    تأسيس مدرسة الهداية عام 1912م:
    أسس الشيخ الطاهر الشبلي مدرسة الهداية الأولية في عام 1912م، ولم يتجاوز عمره حينذاك الثامنة والعشرين عاماً. وقد إستلهم هذه الفكرة الجريئة في تلك السن المبكرة، من طفولته التي قضاها في حفظ القرآن، وتعلم اللغة العربية، وملازمة والده الجريح في معركة كرري التي خاضها بشجاعة ضد المستعمر. كما إستند الشيخ الطاهر في تأسيسه للمدرسة على استقرائه لواقع السودان في ذلك الحين حيث ظل يرزح تحت نير الإستعمار لمدة أربعة عشر عاماً. وأدرك الشيخ الطاهر بحسه المستنير أن نقطة الإنطلاق للخلاص من الإستعمار تبدأ من تخلص أبناء الشعب من الجهل والأمية التي خيمت عليهم في ذلك الزمان. ومن ثم أخذت تختمر في ذهنه فكرة تأسيس مدرسة نظامية إبتدائية تكون نواة لتسليح أبناء الوطن بالعلم والمعرفة والسلوك القويم بما يمكنهم من تحمل مسؤولياتهم الوطنية تجاه البلاد.

    ونظراً لأن الشيخ الطاهر الشبلي لم يكن يمتلك موقعاً يؤسس عليه مدرسة الهداية في ذلك الوقت، فقد بدأها بمبنى مؤجر يعرف حينه بعمارة نعيم شندي الواقعة في نهاية شارع السيد علي عند المدخل الشرقي لسوق أم درمان. وقد كان ساعده الأيمن في مرحلة تأسيس المدرسة الشيخ عبد الله أبوحراز، الذي استمر في العمل معلماً بالمدرسة إلى وفاته في منتصف خمسينات القرن العشرين. ثم انتقلت مدرسة الهداية إلى مقرها الثانى الذي يقع فى شارع السيد علي قرب سوق امدرمان (حائط الطوب المائل)، ويقع فى الجهة الجنوبية للشارع. وبعد ذلك نقل الشيخ الطاهر مدرسة الهداية إلي منزل مؤجر بشارع الخليفة قبالة مسجد الأمين الصائغ. واستمرت في هذا الموقع حتى عام 1922م حينما قام بتشييد موقع للمدرسة أمام منزله الكائن بحى السيد المكي، شارع السيد علي. وكانت المدرسة تتكون من أربعة فصول وصالة كبيرة تضم مكتب الناظر والمدرسين. ولعله لمن المهم الإشارة إلة أن هذه الصالة كانت تتسع أيضاً لتلاميذ المرحلة التحضيرية (الروضة). وخلافاً لاعتقاد الكثيرين بأن مرحلة الروضة قد بدأت حديثاً في السودان، فإن الشخ الطاهر الشبلي قد اهتم بهذه المرحلة من تعليم الأطفال منذ عام 1922م. وكانت مدرسة الهداية تقبل الأطفال للروضة وهم في سن السادسة، وعند بلوغهم سن السابعة، يلتحقون بالفصل الأول بالمدرسة.

    وعند بداية الدراسة بالمدرسة التحق بها أبناء أحياء أم درمان القديمة مثل حي السيد المكي، وود أرو، والموردة، والركابية، وودنوباوى، وأبو روف، وبيت المال، والشجرة، وحي العرب، والعرضة. وقد تخرج في هذا الصرح التعليمي التاريخي نفر كريم من أفذاذ هذا الوطن يذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر طيبي الذكر: الزعيم إسماعيل الأزهري، وعبدالخالق محجوب، وأمين الشبلي، وبشير البكري. كما تخرج في مدرسة الهداية أيضاً دفع الله الحاج يوسف، وكامل شوقي، متعهما الله بالصحة والعافية.ومن العسكريين تخرج من المدرسة اللواء طلعت فريد واللواء أحمد رضا فريد عضوا المجلس الأعلى للقوات المسلحة إبان حكم الفريق إبراهيم عبود، والقمندان موسى نورى، أول نائب مدير للسجون عند السودنة، والفريق فتحى أحمد على القائد العام السابق للقوات المسلحة. وفي مجال الرياضة، درس في المدرسة كل من اللاعبين المتميزين مكي السيد محمد، وبكري موسى نوري التقر، وبشرى وهبة، وبشارة عبد النظيف، وسليمان عبد القادر. ودرس فيها أيضاً الفنانان المبدعان محمد ميرغني، وكمال ترباس، والفنان المسرحي القدير الفاضل سعيد، رحمه الله، والإذاعيان اللامعان حمدي بولاد وعبد الرحمن أحمد محمد صالح. ومن الشعراء الفحول تعلّم على يد الشيخ الطاهر الشبلي في مدرسة الهداية كل من إبراهيم العبادي، وعبيد عبد الرحمن، والهادي أحمد محمد صالح، وإبراهيم الرشيد. ويجدر بالذكر أن الأستاذ خالد أبو الروس رائد المسرح السوداني قد عمل أستاذاً وناظراً لمدرسة الهداية لفترة تزيد على ربع قرن من الزمان.

    الوفاة:
    إستمر الشيخ الطاهر الشبلي في عطائه المتفرد إلى أن وافاه الأجل المحتوم فى 5 ديسمبر 1948م، وهو جالس على مكتبه، موجهاً للمعلمين ومشرفاً على الطلاب، الذين وهبهم آخر نفسه الطاهر في سبيل إعلاء شأن الدين والوطن. وقد تم دفنه في مقابر البكري بن الشيخ إسماعيل الولي في أمدرمان.

    جعل الله الشيخ الطاهر الشبلي من المقربين إليه، وأسكنه الجنّة مع من قال فيهم لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد.
                  

09-09-2012, 09:14 AM

Red Sea
<aRed Sea
تاريخ التسجيل: 04-03-2009
مجموع المشاركات: 475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مئوية مدرسة الهداية .. شيخ الطاهر الشبلى .. دعوة للخريجين (Re: Red Sea)

    بسم الله الرحمن الرحيم


    sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan130.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    مؤسس مدرسة الهداية الشيخ الطاهر الشبلي
    1885-1948
    الشيخ الطاهر الشبلي:

    • ولد الشيخ الطاهر إبراهيم الشبلي بمدينة أم درمان فى عام 1885م، في ذات العام الذي شهد فتح الخرطوم على يد الإمام محمد أحمد المهدي. وهو من قبيلة الصوارد، الذين ينسبون لجدهم صارد، وهى من فروع قبيلة المحس الذين يعرفون بمحس الوسط.

    • نشأ الشيخ الطاهر الشبلي في مدينة أم درمان وترعرع فيها متنسماً عبير الحرية في فجر الثورة المهدية التي شارك والده إبراهيم الشبلي في معاركها الظافرة، حيث اشترك إبراهيم الشبلي في حصار الخرطوم وسقوطها عام 1885م، وأصيب لاحقاً إصابة بالغة في معركة كرري عام 1898م، أدت إلى إستشهاده بعدها بقليل.

    • إلتحق الشيخ الطاهر الشبلي بخلوة أم ضواً بان لحفظ القرآن الكريم وهو في ريعان طفولته. وبعد أن حفظ القرآن على يد الشيخ حسب الرسول، إلتحق بمدرسة الشيخ محمد ود البدوى للتعليم المتقدم في اللغة العربية وفروعها، والفقه الإسلامى، وعلوم القرآن. وظل طالباً في هذه المدرسة القرآنية إلى أن توفي الشيخ محمد ود البدوي في عام 1911م. أسس الشيخ الطاهر الشبلى مدرسة الهداية الأولية فى عام 1912, ولم يتجاوز عمره حينذاك ثمانية وعشرون عاماً . وقد إستلهم هذه الفكرة الجريئة في تلك السن المبكرة، من طفولته التي قضاها في حفظ القرآن، وتعلم اللغة العربية، وملازمة والده الجريح في معركة كرري التي خاضها بشجاعة ضد المستعمر.

    • بعد إكمال دراسته، تقلد الشيخ الطاهر الشبلي مكانة مرموقة في مدينة أم درمان تقديراً لشخصيته الكارزمية، ومقدرته اللامحدودة على التأثير على الآخرين. وقد ساعدته هذه الخصال في لعب دور محوري في المساهمة في تكوين الشخصية السودانية بكل أبعادها التي تشمل الشجاعة، والكرم، والتضامن. فقد كانت هذه القيم السامية من أبرز مكونات شخصية الشيخ الطاهر الشبلي، حيث عمل طول حياته على غرسها في أبنائه وطلابه وجيرانه. ومن ثم إنداحت هذه القيم النبيلة لتنتظم كافة أنحاء الوطن نظراً للدور الريادي الكبير الذي إضطلع به تلاميذه في الحياة السياسية والإجتماعية والإقتصادية في تلك الفترة المهمة من تاريخ السودان التي شهدت تربية وتكوين رواد الحركة الوطنية. ولعل أبرز تلاميذ الشيخ الطاهر الشبلي، الذين تشربوا هذه القيم النبيلة على يديه وتتلمذ في مدرسته، الزعيم الخالد إسماعيل الأزهري، الذي قاد النضال الوطني ضد المستعمر الإنجليزي، ولعب دوراً رائداً في تحقيق إستقلال البلاد في عام 1956م.

    تأسيس مدرسة الهداية:

    • أنشأ الشيخ الطاهر مدرسة الهداية في بيئة تقارب فيها نسبة الأميّة بين السودانيين 100%، وعليه فإن الدور الذي قامت به المدرسة في تأسيس المضامين العصرية للمعرفة والوعي في ذلك الزمن البعيد، يضاهي الدور الذي تقوم به أكبر الجامعات في هذا الزمان.

    • بدأت مدرسة الهداية بمبنى مؤجر يعرف حينه بعمارة نعيم شندي الواقعة في نهاية شارع السيد علي عند المدخل الشرقي لسوق أم درمان. ثم انتقلت المدرسة إلى مقرها الثانى الذي يقع فى شارع السيد علي قرب سوق أم درمان، ويقع فى الجهة الجنوبية للشارع. وبعد ذلك نقل الشيخ الطاهر مدرسة الهداية إلي منزل مؤجر بشارع الخليفة قبالة مسجد الأمين الصائغ. واستمرت في هذا الموقع حتى عام 1922م حينما قام بتشييد موقع للمدرسة أمام منزله الكائن بحى السيد المكي، شارع السيد علي.

    • خلافاً لاعتقاد الكثيرين بأن مرحلة الروضة قد بدأت حديثاً في السودان، فإن الشيخ الطاهر الشبلي قد اهتم بهذه المرحلة من تعليم الأطفال منذ عام 1922م. وكانت مدرسة الهداية تقبل الأطفال للروضة وهم في سن السادسة، وعند بلوغهم سن السابعة، يلتحقون بالفصل الأول بالمدرسة.

    الدور الوطني لمدرسة الهداية:

    • تخرج في هذا الصرح التعليمي التاريخي نفر كريم من أفذاذ هذا الوطن يذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر طيبي الذكر: الزعيم إسماعيل الأزهري، وعبدالخالق محجوب، وأمين الشبلي، وبشير البكري. كما تخرج في مدرسة الهداية أيضاً مولانا دفع الله الحاج يوسف، والدكتور كامل شوقي. ومن العسكريين تخرج من المدرسة اللواء طلعت فريد، واللواء أحمد رضا فريد، عضوا المجلس الأعلى للقوات المسلحة إبان حكم الفريق إبراهيم عبود، والقمندان موسى نورى، أول نائب مدير للسجون عند السودنة، والفريق فتحى أحمد على القائد العام السابق للقوات المسلحة، والفريق محمد موله السيد كرار. وفي مجال الرياضة، درس في المدرسة كل من اللاعبين المتميزين مكي السيد محمد، وبكري موسى نوري التقر، وبشرى وهبة، وبشارة عبد النظيف، وسليمان عبد القادر. كما درس في مدرسة الهداية أيضاً الصحفيان المتميزان عبد الرحمن مختار، مؤسس صحيفة الصحافة، وشقيقه حسن مختار. ودرس فيها أيضاً الفنانان المبدعان محمد ميرغني، وكمال ترباس، والفنان المسرحي القدير الفاضل سعيد ، والإذاعيان اللامعان حمدي بولاد وعبد الرحمن أحمد محمد صالح. ومن الأساتذة والشعراء الفحول تعلّم على يد الشيخ الطاهر الشبلي في مدرسة الهداية كل من أحمد بشير العبادي، وإبراهيم العبادي، وعبيد عبد الرحمن، والهادي أحمد محمد صالح، وإبراهيم الرشيد. ويجدر بالذكر أن الأستاذ خالد أبو الروس رائد المسرح السوداني الذي تدرب على يد الشيخ الطاهر الشبلي، قد عمل أستاذاً ثم ناظراً لمدرسة الهداية لفترة تزيد على ربع قرن من الزمان. والعُتبى حتى الرضى لكل متميز تخرج من هذه المدرسة التاريخية ولم يرد أسمه في هذه القائمة لاعتبارات الحيّز الضيق المتاح.

    • استمرت مدرسة الهداية في هذا العطاء الثر برفد الوطن بنفر من خيرة أبنائه المتعلمين إلى أن توفي مؤسسها فى 5 ديسمبر 1948م، وهو جالس على مكتبه في المدرسة، موجهاً للمعلمين ومشرفاً على الطلاب.

    • بعد رحيل الشيخ الطاهر، واصلت المدرسة عطاءها التعليمي والتربوي بكفاءة واقتدار. وقد تولى قيادة المدرسة الشيخ عبد الله عبد الماجد، والد الشيخ الصادق عبد الله عبد الماجد القيادي الإسلامي المعروف. وفي نهاية الخمسينات تسلم منصب الناظر في المدرسة الأستاذ خالد أبو الروس وقضى في هذا المنصب نحو خمسة وعشرين عاماً، وخلفه الأستاذ برعي محمد البشير. وقد شملت قائمة المعلمين في المدرسة نخبة متميزة من الأساتذة يذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الشيخ عبد الله أبوحراز الذي توفي في منتصف خمسينات القرن الماضي. والشيخ فوزي، والأستاذ رابح رمضان، لاعب كرة القدم الدولي.

    تجفيف مدرسة الهداية:

    • مثّل العام الدراسي 70/1969 منعطفاً خطيراً في تاريخ مدرسة الهداية، حيث قامت السلطات في وزارة التربية والتعليم بتطبيق السلم التعليمي (6-3-3)، عوضاً عن السلم السائد (4-4-4) دون إستعداد ودراسة لآثاره البعيدة على المدارس الأولية. ذلك أن هذا السلم غير المدروس قد فرض على المدارس الأولية زيادة عدد فصولها بنسبة 50% لتصبح 6 فصول بدلاً عن 4، دون أن تقدم الوزارة أية مساعدات لتنفيذ هذا القرار.

    • عانت العديد من المدارس، ومن بينها مدرسة الهداية، من هذا القرار المفاجئ حيث اضطرت لتجهيز هذه الفصول الإضافية على عجل مستخدمة مواد غير مستديمة مثل "الحصير والقنا" خصماً على المساحة الضيقة التي كان يستخدمها التلاميذ في أنشطتهم الرياضية والتربوية الأخرى. وقد أثّر ذلك سلباً على البيئة الدراسية، بدرجة جعلت المدرسة غير صالحة للقيام بالمهام التربوية والتعليمية على الوجه المطلوب.

    • فاقم من هذه المشكلة المتعلقة بالمباني مشكلة فنية تتعلق بتوفير المعلمين المدربين لمقابة إحتيجات توسع المدرسة إلى ستة فصول. واستمرت المدرسة على هذا الحال حتى عام 1974، حين فُرض عليها التوقف تماماً عن أداء رسالتها السامية، التي ظلت تؤديها بكفاءة واقتدار منذ عام 1912.

    • تلافياً للآثار السلبية لتجفيف صرح تاريخي قومي مثل مدرسة الهداية، فقد سعى نفر كريم من عارفي القيمة الوطنية لهذه المدرسة إلى إعادة بنائها في أرض بديلة تخصصها السلطات لهذا الغرض القومي، إلا أن كافة المحاولات في ذلك الوقت باءت بالفشل التام. وبالتالي فقد الوطن معلماً بارزاً من معالمه التربوية والتعليمية الوضّاءة الذي تتلمذ فيه كوكبة من أفذاذ هذا الوطن الذين تصدروا وأثروا الحياة السياسية، والإقتصادية، والثقافية، والأدبية، والرياضية.

    إحياء مدرسة الهداية:

    • تشير الشواهد إلى أن الدور التاريخي الذي لعبته مدرسة الهداية بأم درمان في رسم معالم السودان الحديث وتكوين الشخصية السودانية، يستدعي بذل وتنسيق أقصى الجهود من الحكومة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني لإحياء المدرسة وتقديم الدعم لها لمواصلة رسالتها التربوية والتعليمية التي إنطلقت منذ عام 1912. وليس أدلّ على ذلك من دور مدرسة الهداية المشهود في تربية وتعليم رواد الحركة الوطنية وعلى رأسهم قائد الإستقلال، الزعيم الخالد إسماعيل الأزهري.

    • وكنواة لهذا الجهد الوطني فقد قامت أسرة الشيخ الطاهر الشبلي، وسكان حي السيد المكي بأمدرمان، وخريجو مدرسة الهداية من الأجيال المتعاقبة، بالتحضير للإحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس المدرسة، والتفاكر حول إحياء المدرسة لمواصلة مسيرتها التاريخية، وذلك يوم السبت 22 سبتمبر 2012.
                  

09-10-2012, 07:42 PM

Red Sea
<aRed Sea
تاريخ التسجيل: 04-03-2009
مجموع المشاركات: 475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مئوية مدرسة الهداية .. شيخ الطاهر الشبلى .. دعوة للخريجين (Re: Red Sea)

    د. بركات موسى الحواتي: الصحافة

    هل ننسى أياماً خلت.. هل ننسى ذكراها!!

    لمدرسة شيخ الطاهر الشبلي المعروفة بمدرسة الهداية والتي تأسست في سنة 1912م سمعة طيبة ولم يكن صدفة ان هاجرت اليها اعداد كثيرة من الطلاب التي تسكن بعيدا عن مقرها في حي السيد المكي حارة الاميرلاي عبد الله خليل.. ففي ذات عام انهاء المدرسة الارسالية بسوق الشجرة رأى ابي ان يلحقني بمدرسة اهلية متجاوزا مدرسة ابي روف الاولية للاولاد التي كانت تقارب دار خالي كرار حسين الحواتي ولم يكن المشوار هينا من حي الهجرة الى حي ود نوباوي الى ودارو وعبر ازقته الضيقة في حي السيد المكي الى مدرسة الهداية،وكان للمدرسة انموذجها في الضبط وتحمل المسؤولية فكل مجموعة مسؤولة عن النظافة في يوم من ايام الاسبوع.. وتخلل ذلك نشاط مسرحي مكثف قاده استاذنا الخالد خالد ابو الروس وكان الناظر وقتها الذي خلف صاحبها الشيخ الطاهر الشبلي هو الشيخ عبد الله عبد الماجد المدرس المتمرس فقد طاف السودان فيما اخبرنا كثيرا على ظهور اللواري والجمال والحمير. كان للمدرسة مجتمعها واساتذتها الذين تعاملوا معنا لينا وصرامة ولكل حدود.

    الشيخ فوزي وفاتني اسم والده وكان يؤكد لنا انه كان صغيرا في عهد السلطنة الزرقاء وحدثنا عن (الدلدماية) و(الدقجاية) وبعض مصطلحات ذلك الزمان، وكان الرجل نحيفا اسمر ملأ الشيب رأسه وفوديه ونظارته سميكة ذات اطار دقيق، ويلبس عمامة نظيفة (مكروبة تماما) وجلباباً بلياقة ك لباس اهل الختمية وغالبا ما كان يلبس فوق الجبات بدلة رمادية ـ ويحتذي الرجل (جزمة) كانت تسمى جزمة القزاز، وسكن قريبا (من مقابر الشهداء في ود ارو) وقد اندثرت الآن فسبحان الباقي ابدا وازلا. كان الرجل تاريخا يمشي على قدمين فقد تشبعت فيه (سلاطين الفونج والعبدلاب من ذوي العزم) كما اخذنا عليه سبل كسب العيش في السودان.

    الشيخ عبد الله ابو حراز وكان يدرسنا الدين ويحمل (جلدة) ذات لسانين وتغيرت من شيوخ الدين كان يلبس الجبات كان اخضر اللون ودود المعاملة وكثيرا ما يصرخ في اتجاه الصفوف الخلفية: يا ولد.. اسكت بطل غلبة.. ويعبها بي ابوك ازيه سلم عليه.

    اما خالد ابو الروس فعلى قدرته المسرحية والادبية والفكاهية فقد درسنا الحساب وما كنت احب المادة وما زلت فما تعلق بها عقلي اوت قلبي.. وكنت نفورا من حصته فالرجل كان جادا في الضرب بالمسطرة على ظهر اليد.. لكن للرجل بصمة فقد كان شاعرا وصاحب نكتة حاضرة وساخرة وقاتلة وما انسى في حفل وداع دفعتنا (52 - 53) ان اقام بالمدرسة مسرحا استهدفت المسرحية فيه وحدة السودان شمالا وجنوبا وشرقا وغربا.. وتغنى ودوبا كل من يمثل تلك الجهة بخصائصها مؤكدا على السودان وتغنى البعض غناء زنقار الجميل: سوداني الجو وجداني بريدو.

    وكان هناك استاذ عبد الله.. وكان خريجا في المدرسة الاهلية الوسطى ومن سكان الموردة.. وكان دما جديدا وقد اكتشفت فيما بعد انه كان يقلد استاذي مبارك بشير رحمة الله عليه حين ينادي على احد التلاميذ: انت يا شر... في!!

    كان هناك كذلك استاذ سيد الذي يلبس الجبات مرة والبنطال مرات.. ولم يكن له عمامة في حالة لباس الجلابية.. وبعد فقد كانت الهداية نبراسا.. وكنا بعض نشاطها. ويبقى ان نذكر من اهل دفعتنا تلك: احمد وعبد القادر محمد حسنين الرفاعي وقد رافقاني في كل مراحل الدراسة حتى المرحلة الثانوية، بانقا عبد الرحمن ـ محمد احمد محجوب، عبد الرحمن حسن، ابراهيم حمد النيل، عصام محمد احمد شرفي، وحسين الطيب شرفي، ومحمد عثمان العوض وبدوي عبد الرحمن ود المحسية وعبد الله ومصطفى الصايع ومحمد نوري الامين (المصري) وعبد الرحمن يوسف الجعلي وعبد الوهاب احمد آدم وفضل المولى محمد وعبد الوهاب عبد الحميد وعبد المجيد عابدين وحسين يوسف وغيرهم من الاعزاء فلهم التحية والرحمة لمن توفي.

    في هذه المرحلة سمى بعضنا البعض باسماء ما زالت ترن في آذاننا فكان هناك الدب والجمل والقعونجة والجدادة وشيتا والككو.
    انطلقنا بعدها لامتحان اللجنة التي فرقتنا نتائجها الى مدارس ذلك الزمان الوسطى ولذلك تداعيات.. نمعن فيها النظر ان شاء الله.
                  

09-10-2012, 08:06 PM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مئوية مدرسة الهداية .. شيخ الطاهر الشبلى .. دعوة للخريجين (Re: Red Sea)

    سلامات يا رد سي

    الهداية في حلتنا و لكنها قفلت بدري
    طبعا خرجت اجيال
    لكنها اقفلت ابوابها من التمانينيات

    كان من الممكن تغييرها إلى مكان اكبر

    ايام
                  

09-11-2012, 03:55 AM

Red Sea
<aRed Sea
تاريخ التسجيل: 04-03-2009
مجموع المشاركات: 475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مئوية مدرسة الهداية .. شيخ الطاهر الشبلى .. دعوة للخريجين (Re: Amjad ibrahim)

    الأخ الدكتور أمجد تحياتى وشكراً على المرور

    توقفت مدرسة الهداية عن اداء رسالتها فى العام 1974 وبعد تعديل السلم التعليمى
    وكانت هناك محاولات كثيرة وجادة لإستمرارها , للأسف الشديد كلها باءت بالفشل
    نتمنى أن يكون هذا الإحتفال بمرور مائة عام على إنشائها بمثابة بداية جادة من كل المهتمين حتى تعود الهداية لسيرتها الأولى
    ودورها الرائد فى مجال التعليم فى السودان وبالأخص فى أم درمان الحبيبة

    كل الود

    فضلى البكرى
                  

09-12-2012, 04:52 AM

Red Sea
<aRed Sea
تاريخ التسجيل: 04-03-2009
مجموع المشاركات: 475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مئوية مدرسة الهداية .. شيخ الطاهر الشبلى .. دعوة للخريجين (Re: Red Sea)

    الإخوة الخريجين والمهتمين من خارج البورد يمكن أن يرسلو إيميل على :

    [email protected]
                  

09-13-2012, 05:15 AM

Red Sea
<aRed Sea
تاريخ التسجيل: 04-03-2009
مجموع المشاركات: 475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مئوية مدرسة الهداية .. شيخ الطاهر الشبلى .. دعوة للخريجين (Re: Red Sea)

    الإخوة الخريجين يمنكهم التواصل مع الدكتور الفاتح الطاهر الشبلى على رقم الموبايل :

    249912151086
                  

09-14-2012, 11:08 AM

Red Sea
<aRed Sea
تاريخ التسجيل: 04-03-2009
مجموع المشاركات: 475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مئوية مدرسة الهداية .. شيخ الطاهر الشبلى .. دعوة للخريجين (Re: Red Sea)



    الأستاذ خالد أبو الروس والذى عمل لفترة طويلة بمدرسة الهداية كأستاذ ثم ناظر للمدرسة
    كان له إهتمام كبير بالمسرح ومن تأليفه كانت هذه المسرحية ( خراب سوبا) وقد شارك فى التمثيل
    فيها إحدى كريماته إن لم تخنى الذاكرة أفراح خالد أبو الروس.

    من الأشياء الجميلة وغريبة فى نفس الوقت , جميع أو أغلب كريمات الأستاذ خالد أبو الروس درسن المرحلة الأولية
    فى ذلك الزمن فى مدرسة الهداية للأولاد وقد كن يلبسن الجلابية والعمة ويجلسن فى الفصل مع الطلاب حتى
    التخرج ثم الإنتقال للمدرسة المتوسطة للبنات.

    فضلى البكرى
                  

09-18-2012, 08:07 AM

Red Sea
<aRed Sea
تاريخ التسجيل: 04-03-2009
مجموع المشاركات: 475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مئوية مدرسة الهداية .. شيخ الطاهر الشبلى .. دعوة للخريجين (Re: Red Sea)

    نداء لخريجي مدرسة الهداية شيخ الطاهر
    تهيب لجنة خريجى مدرسة الهداية شيخ الطاهر الشبلى، بجميع خريجى المدرسة بالتنادى للاحتفال بمئويتها. للاتصال باللجنة:
    0912286760
                  

09-20-2012, 06:59 PM

Red Sea
<aRed Sea
تاريخ التسجيل: 04-03-2009
مجموع المشاركات: 475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مئوية مدرسة الهداية .. شيخ الطاهر الشبلى .. دعوة للخريجين (Re: Red Sea)

    نداء لخريجي مدرسة الهداية شيخ الطاهر
    تهيب لجنة خريجى مدرسة الهداية شيخ الطاهر الشبلى، بجميع خريجى المدرسة بالتنادى للاحتفال بمئويتها. للاتصال باللجنة:
    0912286760
                  

09-20-2012, 07:21 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مئوية مدرسة الهداية .. شيخ الطاهر الشبلى .. دعوة للخريجين (Re: Red Sea)

    Quote: الأستاذ خالد أبو الروس والذى عمل لفترة طويلة بمدرسة الهداية كأستاذ ثم ناظر للمدرسة
    كان له إهتمام كبير بالمسرح ومن تأليفه كانت هذه المسرحية ( خراب سوبا) وقد شارك فى التمثيل
    فيها إحدى كريماته إن لم تخنى الذاكرة أفراح خالد أبو الروس.

    من الأشياء الجميلة وغريبة فى نفس الوقت , جميع أو أغلب كريمات الأستاذ خالد أبو الروس درسن المرحلة الأولية
    فى ذلك الزمن فى مدرسة الهداية للأولاد وقد كن يلبسن الجلابية والعمة ويجلسن فى الفصل مع الطلاب حتى
    التخرج ثم الإنتقال للمدرسة المتوسطة للبنات.


    سلام أخي فضلي

    تصدق إنو أنا مثلت مسرحية خراب سوبا مع أشواق أبو الروس في دورات المدارس في مسرح مدرسة الهجرة!

    بنات الناظر خالد أبو الروس: أشواق و أفراح و أنوار
    أنا دفعةأفراح و أشواق الدفعة القدامنا و أنور دفعتين بعدنا
    المرحوم محمد أزهري درس معي السنة الأولى و حول على ما أظن لمدرسة الهجرة

    من ناس الحي الدرسوا في الهداية:
    عبدالخالق محجوب
    عبدالله خليل
    إسماعيل الأزهري
    ........
    في فيديو تاريخي سوف أحاول الحصول عليه
    و الزول المتحدث فيه قريبك جدا.....lol
                  

09-20-2012, 07:29 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مئوية مدرسة الهداية .. شيخ الطاهر الشبلى .. دعوة للخريجين (Re: Kostawi)
                  

09-20-2012, 09:03 PM

توفيق عيسى مكي
<aتوفيق عيسى مكي
تاريخ التسجيل: 01-26-2010
مجموع المشاركات: 5874

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مئوية مدرسة الهداية .. شيخ الطاهر الشبلى .. دعوة للخريجين (Re: Kostawi)

    سلام اخي ريد سي ..

    درست في مدرسة الهداية ...
    وكان استاذنا في العربي الاستاذ خالد ابو الروس ... كل ما اتذكره انه قد قال يوما ان والدك كان يجلس على نفس التختة دي ويفعل مثلما تفعل الان (نفس الاخطاء والاجابات) كانما التاريخ يعيد نفسه !!!!!

    ان شاء الله سأتصل بك ..
    وانا جاهز لكل شيئ ..
                  

09-20-2012, 09:55 PM

Kostawi
<aKostawi
تاريخ التسجيل: 02-04-2002
مجموع المشاركات: 39980

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مئوية مدرسة الهداية .. شيخ الطاهر الشبلى .. دعوة للخريجين (Re: توفيق عيسى مكي)

    الاستاذ خالد ابو الروس
    كان يبدأ حصة العربي بقراءة سورة الحمد بصوت عالي و نحن نردد معه.

    أحيانا يبدأ القراءة من مكتبه قبل دخول الفصل و لكن كنا نسمعه
    فنبدأ بالترديد خلفه.
                  

09-20-2012, 10:13 PM

Red Sea
<aRed Sea
تاريخ التسجيل: 04-03-2009
مجموع المشاركات: 475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مئوية مدرسة الهداية .. شيخ الطاهر الشبلى .. دعوة للخريجين (Re: توفيق عيسى مكي)

    الأخ توفيق عيسى تحياتى

    شكراً على مرورك ,

    شفت البروفايل وما عرفت محل الإقامة ... إنشاء الله تكون فى السودان وتتمكن من حضور الإحتفال يوم السبت 22 اكتوبر فى ميدان الحديد
    الرجاء الإتصال بالأرقام الموجودة فى البوست لأى إستفسار لأنى مقيم فى أبوظبى

    ويمكنك التواصل معى على الإيميل
    [email protected]

    شكراً مرة أخرى على المداخلة

    فضلى البكرى
                  

09-20-2012, 10:01 PM

Red Sea
<aRed Sea
تاريخ التسجيل: 04-03-2009
مجموع المشاركات: 475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مئوية مدرسة الهداية .. شيخ الطاهر الشبلى .. دعوة للخريجين (Re: Kostawi)

    أخى العزيز نصر الدين , كيف حالك والأسرة

    وشكراً على الفيديو .
    بالمناسبة البتكلم فى الفيديو ده حسام الدين حسن عباس إسماعيل أبو . إبن أخ إسماعيل عباس ( التوم )
    الشباب مجتهدين جداً إنو الإحتفال يحضروهو أكبر عدد من الخريجين وكمان جادين فى إعادة المدرسة إنشاء الله

    خليك قريب

    فضلى
                  

09-20-2012, 10:24 PM

Red Sea
<aRed Sea
تاريخ التسجيل: 04-03-2009
مجموع المشاركات: 475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مئوية مدرسة الهداية .. شيخ الطاهر الشبلى .. دعوة للخريجين (Re: Red Sea)

                  

09-24-2012, 09:45 AM

Red Sea
<aRed Sea
تاريخ التسجيل: 04-03-2009
مجموع المشاركات: 475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مئوية مدرسة الهداية .. شيخ الطاهر الشبلى .. دعوة للخريجين (Re: Red Sea)

    sudan.sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    د. بركات موسى الحواتى
    الصحافة

    تعظيم سلام: مدرسة (الهداية) ـ (شيخ الطاهر الشبلي) نموذجاً للحراك الوطني 1912-2012م

    قال الحكيم لولده... وتعلم القلم فإنه لا يرميك واذا رماك يرميك على سرير)
    بابكر بدري ـ المذكرات (1) ص 23
    مدخل (2)
    ازرع جميلا ولو في غير موضعه
    ما خاب قط جميل اينما زرعا
    ان (الجميل) وان طال الزمان به
    فليس يحصده الا الذي زرعا

    (1)
    ٭ بناء (العقل) وتشكيل (الوجدان) ـ هما ما ميز (الانسان) عن غيره من (خلق الله) وكانت (أولى سور القرآن الكريم) (اقرأ) و(القراءة) ـ فيما اجمع (المفسرون)، لا تكون بغير (العقل) و(الوجدان السليم) وقد (ذخر) كتاب (احياء علوم الدين) وغيره من (امهات كتب الفقه) بفضل (العلم) و(التعليم) و(التعلم)، وفي ذلك تفاصيل كثيرة ـ ليس هنا مقامها، ويورد الامام الغزالي ص 83 (والعقل منبع العلم ومطلعه واساسه والعلم يجري منه مجرى الثمرة من (الشجرة) و(النور) من (الشمس) و(الرؤية) من (العين)، فكيف لا يشرف ما هو وسيلة السعادة في (الدنيا) و(الآخرة) ـ ويضيف ان الله تعالى قد سمى (العلم) (نورا) و(وحيا) وحيث ذكر (النور) و(الظلمة) اراد به (العلم) و(الجهل) ـ وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم (اول ما خلق الله (العقل) فقال له: اقبل فاقبل ثم قال له: أدبر فأدبر ثم قال الله عز وجل وعزتي وجلالي ما خلقت خلقا اكرم علي منك: بك آخذ وبك اعطي، وبك أثيب وبك أعاقب) أخرجه الطبراني.. باسناد ضعيف ـ وروى كذلك عن الرسول صلى الله عليه وسلم: ان (الأحمق يهيب بجهله أكثر من فجور الفاجر وانما (يرتفع العباد) عدا في (الدرجات الزلفى) من ربهم على (قدر عقولهم) (الترمذي وابن المجيد)، وكذلك (يا ايها الناس ان لكل شيء (مطية) ومطية المرء (العقل) واحسنكم دلالة ومعرفة بالحجة) افضلكم (عقلا) ابن المجيد، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي الدرداء: ازدد (عقلا) تزداد من ربك قربا.

    ٭ لم تكن صفات ذلك (العقل) ـ بعيدة عن (أهل السودان) فقد أكدت البحوث الاركيولوجية ـ فعرفهم (بالمؤسسات التعليمية ذات الاهداف العلمية المحددة ـ منذ عهود قديمة (نبتة ومروي). ولقد اخذ (شيوخ الدين) في (تعليم القرآن والسنة) منذ (بدايات الحضور العربي الاسلامي)، فكانت (الخلوة) وسيلة (للعلم) والتعليم والتعلم، ويورد (ابن منظور) في (لسان العرب)، كما نقله الشيخ (البروفسور احمد علي الامام)، عافاه الله وشفاه ـ فهو من (خلا) يخلو خلوا او خلاء: اذا لم يكن فيه احد ولا شيء فيه وهو خال: (وخلا) لك الشيء بمعنى (فزع) ومنه (أخل امرك) أي (تفرد به) (وتفرغ له) ومنه (استخلاء المجلس)، اي (تستقل به) وتنفرد و(خلا على الشيء) اقتصر عليه ويرى ان (أهل السودان) من (أهل العلم الديني)، قد اخذوا هذا المعنى كتابة عن (الاستقلال والانفراد والتفرغ) للشيخ ولحوارييه، ويقابل هذا المصطلح بهذا المعنى ـ (الكتاب) و(الزوايا) و(التكايا) في مصر وفي المغرب والمدرسة القرآنية اخيرا. وسماها (أهل) (الأندلس) بالمحضرة، والخلوة مؤسسة علمية واجتماعية خطيرة، قدمت لمجتمع السودان كثيرا من قياداته الدينية والفكرية التي حركت التاريخ، من قوة وفقه كالامام محمد احمد المهدي (عم)، وكما اورد (البروفسور المعتصم احمد الحاج في كتابه (الخلاوى في السودان: نظمها ورسومها) فانها قد قامت بدور اساسي في (نشر الثقافة العربية الاسلامية، بحكم انها الوحدة التعليمية الرئيسية التي اختصت بتعليم القرآن واستظهار آياته وبتدريس الفقه والتوحيد وتجديد القرآن وسائر علوم اللغة العربية والتصوف. ويرى المعتصم ان الخلوة بهذا الفهم لها جذور منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ودون ان نخوض في تفاصيل (تطور الخلوة في السودان) منذ اتفاقية البقط، فاننا نحيل (لكتاب طبقات ود ضيف الله) و(الدراسات الاكاديمية) التي تصدت لذلك الامر، فوثقته واستخلصت تباع دورها، ويبدو ان (مصطلح) (الكتاتيب) قد سبق (الخلوة) في القيام (بدور التعليم الديني) ولعلنا نوافق المعتصم في توسيع مفهوم الخلوة لتكون (نمطاً من انماط الحياة)، وتصورها وتطورها، فهي للكبار دور علم وتثقيف ومنتدى لحوار ديني وخلق اجتماعي كما انها (دار ضيافة للنزلاء)، من العابرين و(محكمة قضاء لفك النزاعات) (مكان للتعليم المهني والحرفي) (ص 73) ويورد العميد يوسف بدري في مذكراته ص 213: كان في (الفكي) الرحمة والرقة والكرم وقد جعل من (خلوته منتدى) ـ ومن (مسجده مأوى) ومن (قراءات) (الفكي) العلمية اضاف الى صناعته (التطبيب).. وهو الذي يربط (حركة المجتمع) برباط روحي وثيق.. ويراجع في ذلك الامر مؤلف الدكتور محمد الطيب ابو شوك عن النظام التعليمي في السودان، هذا مدخل مهم، لتسليط الضوء على مدرسة (شيخ الطاهر الشبلي)، وهي (الهداية) في مئويتها 1912 - 2012م فهي قد بدأت وبنظر ثاقب ـ بالتعليم قبل المدرسي ـ كرافد لفصولها في الأولى.

    وللشيخ الطاهر الشبلي في ذلك مقامه وضرورة، فأهله الصواردة اهل دين وفقه، وميلاده في عام 1885م ارتبط باعادة سيادة الوطن من براثن الاجنبي على يد الثورة المهدية ثم انه درس بام ضواً بان على يد الخليفة حسب الرسول ـ وليواصل بعده مع الشيخ محمد الفاتح البدوي ـ الى حين وفاته في عام 1911م، وقد زامله كل من السيد عبد الرحمن المهدي والشيخ قريب الله والشيخ الباقر.

    (2)
    يرى الدكتور محمد الطيب ابو شوك في مؤلفه (النظام التعليمي السوداني: الازمة والامل) ص 98 وما بعدها ان (النشاط التعليمي) قد توقف (عقب الغزو التركي) للسودان ـ ولكنه شجع (التعليم الديني) لكسب ولاء الناس عن طريق رجال الدين، وكان مهتما في اطار استراتيجيته التوسعية، بالتعليم الفني، فارسل (عقب زيارته للسودان) 1838م ستة من السودانيين لدراسة الزراعة في القاهرة كما قام الخديوي عباس الاول 1848 ـ 1845ت بافتتاح أول مدرسة نظامية. 1850م كان على رأسها (رفاعة رافع الطهطاوي) ولم يتح لهذه المدرسة الاستمرار بسبب احساس مديرها ومعاونيه (بالنفي السياسي) وعلى عهد (الخديوي اسماعيل) 1863 ـ 1879 تم انشاء (خمس مدارس في عواصم المديريات (الخرطوم)، (بربر)، (دنقلا)، (الابيض)، (كسلا)، وكانت وبالضرورة على (النمط والمنهج المصري). كما افتتحت مدرستان حرفيتان في الخرطوم 1870م لتدريب العاملين على (خطوط التلغراف)، ولم تستمر (مدرسة الطب والصيدلة) التي انشئت في عهد الخديوي توفيق، 1879 ـ 1892م كثيرا وقد تميز (التعليم التركي النظامي) بـ:

    - ادخال (مفاهيم ثقافية جديدة) (الدواوين الحكومية ـ الوقت.
    - الاهتمام بالزراعة وتطويرها (القطن: زراعة وحليجا).
    - انشاء بعض (الصناعات الاخرى) الصابون.
    - تعليم اللغة العريقة ومبادئ الشريعة الاسلامية.

    اما في عهد (الدولة المهدية) فقد استعادت الخلوة دورها الجوهري، في احياء علوم الدين، ويورد نفس الكتاب ان (عدد الخلاوى) في تلك الفترة قد بلغ في (أم درمان) (800) خلوة تكفلت الدولة بمصاريفها، واختلف الامر تماما، بعد (معركة كرري 1899) حيث استهدف الحكم الثنائي تقليص التعليم الديني، واعتبر التعليم النظامي مدخلا للتغيير الاجتماعي، كما يريده الاستعمار. وعلى ذلك انشئت كلية غردون التذكارية 1903م والتي استمرت لتكون جامعة الخرطوم فيما بعد خلال حكم ونجت والمستر كري (مدير مصلحة المعارف) السودان اهداف النظام التعليمي.
    ٭ (خلق طبقة من الصناع المهرة لتلبية احتياجات الدولة الجديدة.
    ٭ تخريج العدد الذي تحتاجه دواليب الاداء في جهاز الحكومة (الموظفين).
    ٭ انشئت في هذا السياق (مدرستان جديدتان في كل من ام درمان والخرطوم ويلاحظ ـ ان كلية غردون التذكارية قد اصبحت في عام 1905م مدرسة ثانوية، تقبل خريجي المدارس الوسطى Inte mediate school وكانت مدتها 4 سنوات وفي عام 1906م وكما اورد الشيخ بابكر بدري في مذكراته الجزء الثاني ـ ص 62 ـ 63 ـ بدأ تعليم البنات برفاعة وهي اول مدرسة اهلية، ويعدد نعوم شقير جغرافية وتاريخ السودان، ص 206 ما يلي:
    ٭ مدرسة ابتدائية في (الخرطوم) وهي اعدادية لكلية غردون بها 100 تلميذ.
    ٭ مدرسة ابتدائية في ام درمان وفيها 200 تلميذ.
    ٭ مدرسة في (أم درمان للمعلمين) ـ تعليم على التدريس وبها 14 تلميذا.
    ٭ مدرسة صناعية في (أم درمان) اعدادية لمدرسة غردون بها 60 تلميذا.
    ٭ وهناك مدارس مصرية في كل من حلفا وفي سواكن وهما ابتدائيتان، عادتا فيما بعد للمعارف السودانية، وفي ام درمان من (المدارس الاهلية) مدرسة صبيان وبنات للاقباط، ومدرسة صبيان وبنات للمبشرين النمساويين، ومدرسة (صبيان وبنات للانجيلية والافريكان).

    وفي تلك (الفترة الحرجة) تأسست مدرسة شيخ الطاهر الشبلي (1912) وكان غريبا الا يشير اليها نعوم شقير، في كتابه (جغرافية وتاريخ السودان) ويثبت نشأتها الشيخ بابكر بدري في (مذكراته) ولكن تلك النشأة تؤرخ في رأيي لبداية نشاط التعليم الاهلي، وقد اشار البروفسور المعتصم احمد الحاج، في كتابه التعليم الاهلي في ام درمان، اصدارات مركز محمد عمر بشير للدراسات السودانية، الى كثير من معاهد ومدارس التعليم الاهلي دون ان يشير للهداية وغيرها من المدارس الاولية. ولقد يبدو مهماً ان نؤكد معه ان حركة التعليم الاهلي نشأت مواكبة تماما للحركة الوطنية، مرتبطة بها أوثق رباط في تحقيق كل الاهداف الوطنية الكبرى، ص 3،.
    ٭ واذا كنا نفتقد لأي اشارات لنشأة المدارس الاولية في تلك المذكرات والكتب فان قمة ملاحظات تبدو مهمة للغاية.
    ٭ تزامنت عملية انشاء مدرسة الهداية مع نشأة المعهد العلمي بأم درمان 1912م ونستنج ان تصديق المدرسة قد تم بذات (اشتراطات) انشاء المعهد العلمي.
    - ان يكون هدف المدرسة (العلم من اجل العلم).
    - ان (خريجي المدرسة لا مكان لهم في الوظائف الحكومية).
    - ان (الحكومة) غير مستعدة للصرف عليها.
    وان (المدرسة) رغم عدم توفر الوثائق اللازمة التي تؤكد على اجراءات التصديق لها، وامكاناتها المالية التي افتتحت بها، من حيث التلاميذ والمدرسين، والامكانات والمقار، التي بدأت وانتهت بها، الا انها ومن المؤكد (كانت تحت بصر واهتمام مؤتمر الخريجين).
    - فقد كان للمدرسة (سمعتها) العلمية الطيبة، وقام الكثير من الآباء بادخال ابنائهم لتلك المدرسة رغم بعد اماكن السكن، ولعلنا ننادي اللجنة القومية للاحتفاء بمئوية المدرسة، بالبحث عن وثائق انشاء وتطور المدرسة من حيث طلابها واساتذتها.. واسهاماتهم العلمية والعملية.
    (3)
    (مدرسة شيخ الطاهر الشبلي) (الهداية الاولية)، احد أهم الصروح العلمية، التي وفرت للوطن قدرات عالية، من التخصصات العلمية والادبية، وصال خريجوها وجالوا في ميادين (العمل العام)، بقيم واخلاقيات اصيلة، ومما يؤسف له كثيرا، ان غالبية من هؤلاء الخريجين لا يقدمون انفسهم او يوثقون لتلك البدايات الثرة، واذا كنت أقول ذلك فحري بي وفي مناسبة (مئوية الاحتفاء بالمدرسة) ان اختص على تاريخها بعض ملامح المرحلة التي اتيح لي ان اعيشها في فصولها ذات النكهة القريبة من روائح (تسالي) (حاجة فاطمة) و(فول) و(سلطة روب) (جورج) وهي امرأة (مشلخة) ذات (جمال وضئ) تجيد الامومة، فلا تحس عندها بقلق الثمن فهي تغرف لك وفي كل الاحوال.. وبابتسامة مطمئنة.. يرحمها الله رحمة واسعة.

    ٭ الزمان هو 1949 ـ 1953 ـ وكان الشيخ الطاهر قد توفاه الله الى رحمته في 1948/12/5 وهو مكب على عمله في مكتبه العامر وفي نفسه شيء من حتى، فبكاه اهل ام درمان، وأهل حيه وأساتذة المدرسة، وطلابها بكاء حارا، وتولى النظارة بعده الشيخ عبد الله عبد الماجد، وكان للرجل سماحة مظهر، وقدرات ثقافة عالية، يتيحها لنا ـ في كل وقت غاب (أستاذ) عن حصته.. للمدرسة أساتذة موهوبون يجيدون التعريف بما يدرسون على رأسهم شيخ معمر هو شيخ فوزي، وللرجل هدوء غريب وتأمل وتدبر في كل شيء، واراه اليوم، بعين الامس مليئا بالثقافة والتجربة، كان ينطق بالانجليزية وأثار ذلك فينا دهشة ولعله خريج احدى مدارس (زمان الحكم الثنائي) في بداياته. كان يتميز بنظارة دائرية اشبه بما يلبسه (التروتسكنين) من اجيال ما بعد ثورة اكتوبر البلشفية في روسيا و(عمامة) وربما (احيانا برنيطة كاكي) وبدلة رمادية، احتملت سنواتها في لحظة الشراء.. وجلباب بدون الياقة المعروفة، انما هي اقرب لما يلبسه اهلنا الختمية، وحذاء نظيف مما كنا نسميه (بالقزاز) وشراب أي جورب، يقارب لون الجزمة الرباط.. وحدثنا عن التاريخ والجغرافيا فعلمنا مصطلح (الفندق) ومعنى (الجيلوجيا). ولقد وصف لنا حدود ام درمان يومذاك ولم ينس ان يعدد لنا اسماءها واهميتها. وقبل ذلك كثيرا ما (خرم) بنا الى (نهايات حكم السلطنة الزرقاء).. ولعلي اذكر انه قد قال بانه عاش اواخرها، وحدثنا في ذلك السياق عن (الدلدماية) و(الدقجاية) مما عثرت عليه اخيرا في (معجم اللهجة السودانية) للبروفسير عون الشريف. سكن الشيخ فوزي قريبا من (مقابر الشهداء) في (ود ارو)، وليس بعيدا عن (حي القلعة) وجاوره في الطلاب الدفعة (عبد الوهاب احمد آدم) ترنه ـ رحمة الله عليه وعباس احمد عباس ثم كان من اساتذتنا (الشيخ خالد ابو الروس والرجل معلم بدرجة (عشق) (فالسبورة) عنده حياة والتعليم عنده مدخل لفلسفة ما كان يعلمها غيره: درسنا (الحساب)، وما كنت من (أهل الحساب)، ومازلت. وبرع فيه من الزملاء الاعزاء أحمد وعبد القادر محمد حسنين الرفاعي، وابراهيم حمد النيل، وبانقا مهدي عبد الرحمن، ومحمد المصري نوري، (البروفسور محمد نوري الامين ـ استاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم). كان لطريقة الشيخ خالد في التدريس نكهة ثم انه (رجل سياسي انصاري ـ قومي الهوى). علمنا ـ فيما عرض من تمثيليات معنى (النسيج الاجتماعي الواحد) كان (يضحك في صفاء) ويعلمك (الانضباط في قوة)، ولا تأخذه في الجلد حين يغضب لومة لائم، كان نموذجا. نعتز به تماما، (فالسخرية) عنده باب من ابواب الحوار، ثم (الشيخ عبد الله ابو حراز) بجلبابه الواسع الفضفاض وكلماته البطيئة.. وهو يعلمك الحروف الاولى ـ ويناديك باسم اسرتك او اسم ابيك.. يا ولد.. يا ود موسى الحواتي.. وفي مرات كثيرة.. هوي (يا السجمان) للرجل.. بشاربه الابيض الكث ولحيته الشعثاء، (جلدة) من خشب (ذات لسانين).. يهدد بهما كثيرا.. ولا تكاد تلمسك احدى لسانيها الا نادرا كان من اولاده معنا في الدفعة (سيد) و(أنور).
    هناك (شيخ سيد) وكان شابا - للغرابة يلبس الجلباب في اكثر اوقاته - دون طاقية او عمامة ولعله قد سبق ابراهيم عوض ، الفنان الذري، في شق الشعر . وكان جادا ومتمرسا بالتعلم.. اين هو ؟!
    كان هناك استاذ عبدالله احد خريجي المدرسة الاهلية الوسطى بام درمان وذكر لنا انه من سكان الموردة وكان حفيا بالجغرافيا ولقد استنتجت فيما بعد انه كان تحت تأثير الاستاذ مبارك ، احمد بابكر استاذ اللغة الانجليزية .. وكان ذلك حين يصرخ يا شررر في .. وكان يقصد حسين شرفي..

    وجاءنا استاذ محمد صالح.. والمدرسة تعد نفسها لامتحان اللجنة.. فكان بعض نشاط وحصص اضافية .. وجاء عبدالمنعم التوم .. وكان زمانا جميلا..
    فاين هؤلاء الاساتذة واين الطلاب في تلك المرحلة تحديدا وبعد فما زالت اناشيد المجد للوطن ومنقو قل لا عاش من يفصلنا .. وصه يا كنار.. نطن في الاذن...
    للمدرسة (جيوبوتيك) ان صح التعبير وجاز غير عادي ، فهي ليست بعيدة عن سوق امدرمان، في ابهى ازمنته.. وألقه.. وسكان الحي فيما اورد الدكتور عثمان سوار الذهب في كتابه عن احياء امدرمان العريقة.. نقلا عن الاستاذ احمد محمد حسين الرفاعي رحمة الله عليه.. كانوا قوة فاعلة في حركة المجتمع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ، عبدالله خليل ، اسماعيل الازهري، عبدالخالق محجوب، علي عبدالرحمن الضرير، آل النحاس ، آل البكري، آل عوض ابو العلا ،شاعر الوطن المجيد حسن عوض ابو العلا وآل ابورجيلة وآل عبدالمنعم محمد والسادة الاسماعيلية ، آل القوصي وآل حداد، وعمنا الرشيد والد الرفقة الهادي الرشيد، وعبدالله طه والد الرفقة بدر الدين، رحمة الله عليه وآله حمدين عبادي وآل فريد وآل بغدادي وآل عمر الامين العمرابي وآل العجبا ن وآل كبوشية وآل الكبيدة واشتهر الحي ، بحوش التفراز وطه دولة ك لبُس وبعضهم سكان من الجالية الهندية وبفندق افتتحه (كيشف) رحمة الله عليه سماه (لوكندة الهلال) وسكن بالحي لاعب المريخ المعروف (كلول) واسرة آل مضي والدكتور ابراهيم انيس وآل البروفسور برعي وسكنه في هذا الحي عابدين عوض واولاده، وكان بالحي مخبز البخيت..وليس بعيدا عن حرم الحي، كان منزلي (كرومة) و(سرور).. كان الحي وما حوله نسخة من كيمياء الحراك الفكري والنفس العضوي والوجداني.. وهناك الكثير فالمعذرة لمن لم اتذكر وابين..

    هذا الحي ، شهد في مرحلتنا بالدراسة بمدرسة شيخ الطاهر.. كل مظاهرات بدايات الحكم الوطني ، وظل (الرادي) يزحمنا بالحرب الكورية كما ظلت سينما قديس وام درمان الوطنية.. تحفنا بأخطر افلام الكاوبويات والمغامرات وسراج منير وكوكا وشكوكو، وطلب دار الرياضة تملأ جوانحنا بلقاءات عمالقة الكرة الهلال والمريخ والموردة واميز لاعبيها .. مما ينعكس عى مبارياتنا المحلية او مكاواتنا ، وكان اقوى ما يضرب له بعضن حسين ينهال المريخ علي الهلال بالاصابات القوية .. والتي يترجمها عبدالعظيم في سينما برامبل قبل المناظر بأغنية الحقيبة الشهيرة يالهلال الغاب واختفى ..
    وكان لجيلنا بعض اسماء تعارفنا عليها.. لم نغضب احدا: الدب ، السوسيو، الجمل، القعونجة، شيتا، الضب ، البقرة، قماري، الدجاجة، ،لقد حمل لنا ميدان الحديد اسماء ذات رنين : الدميج وكبوشية، ،الثغر ..الـ
    في بعض اسماء الدفعة عبدالقادر واحمد حمد حسنين الرفاعي، بانقا مهدي عبدالرحمن ، حسين يونس، عبد المجيد عابدين الجعفري (رحمة الله عليه) ابراهيم النيل، عصام شرفي ، حسين شرفي، محمد عثمان العوض، حيدر ود البرعي، محمد احمد محجوب ، شيتا، والفاتح ، ميرغني قنديل عبدالرحمن حسن ومصطفى ابراهيم من آل شعيب، عبدالرحمن يوسف الجعلي ، محمد نوري الامين (المصري) واحمد المصطفى ، احمد عبدالرحمن ودحجة ، صديق وحمزة علي الطيب ، مصطفى الصايغ، عوض منصور، عبدالوهاب احمد آدم، (ترنة) ، عباس احمد عباس وسيديه وكمال برعي وفضل المولى حميد، وعبدالوهاب عبد الحميد، وبدوي ود المحسية، آل عباس احمد عباس وكان غريبا ان يلتقي غالبية اولاد هذه الدفعة في المدرسة الاهلية الوسطى 1983 - 1957م.. وهذا حديث آخر...

    التحية لمدرسة شيخ الطاهر الشبلي في مضيئها والانحناء لنظارها..

    ملاحظات غير عابرة:
    - المأمول ان تنطلق اللجنة القومية لاحياء مدرسة الهداية في عمل جاد باتجاه:
    تجديد دورها التعليمي الرائد باعادة فتح المدرسة.
    - التوثيق العلمي لنشأة وتطور المدرسة.. باصدار كتيب علمي يفصل كل ما تعلق بدورها.
    - ان تتولى وزارة التعليم العام.. المساعدة - في البدء في هذه الخطوات.
    - ان تتم سير ذاتية لكل خريجيها من ذوي الاثر ، في تطور المجتمع، سياسيا، اقتصاديا، اجتماعيا، ثقافيا.
    - ان تختص اجهزة الاعلام بدور هذه المدرسة
    - كتب لافتة المدرسة (ولا ندري اين هي) الخطاط محمد سليمان خليل شقيق العميد (م) ميرغني سليمان خليل..
    - عاصر المدرسة ، على ايام مرحلتنا (مدرسة الهجرة) ومدرسة الاساس، ومدرسة الجاردن الاولية، ومدرسة بيت الامانة، ومدرسة حي الضباط ، ومدرسة شيخ حامد عبدالماجد، وكثيرا ما التقى فريقا مدرسة الهداية، بمدرسة الاساس، ولم تخلُ نهاية كل مباراة من (مشكلة) او مشروع شكل ولعلي احي اخانا بكري حبشي وباب الله..
    - تميزت مدرسة شيخ الطاهر الشبلي، بنظام النبطشية في تنظيف المدرسة وكان سلوكا تربويا قويما..

    ذكروا من ضمن خريجي المدرسة من كان لهم اثر كبير في حركة التطور السياسي، الزعيم اسماعيل الازهري، والدكتور عبدالغفار عبد الرحيم والاستاذ الكبير دفع الله الحاج يوسف.. والدكتور بشير البكري ، عبدالخالق محجوب ابو الغابات الدكتور كامل شوقي واللواء طلعت فريد، واللواء احمد رضا فريد والفريق فتحي احمد علي والاستاذ محمد ميرغني وكمال ترباس..

    التماس للسيد رئيس الجمهورية :
    هذه المدرسة ظلمها خريجوها واهلها كما ظلمتها الحكومة فهو ظلم مركب وهل الى عودة ألق المدرسة من سبيل ؟ ولعلي اتطلع ان يوجه السيد رئيس الجمهورية بتكريم رائدها المرحوم الشيخ الطاهر الشبلي
                  

09-27-2012, 02:45 PM

Red Sea
<aRed Sea
تاريخ التسجيل: 04-03-2009
مجموع المشاركات: 475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مئوية مدرسة الهداية .. شيخ الطاهر الشبلى .. دعوة للخريجين (Re: Red Sea)

    أم درمان تحتفي بمئوية مدرسة الهداية
    الخميس, 27 سبتمبر 2012
    صحيفة آخر لحظة

    أم درمان: عيسى جديد

    التعليم في السودان بدأ قديماً جدًا بالخلاوى وانتشر بعدها التعليم الأهلي، والذي قاده رجال أخيار فكان بابكر بدري في رفاعة ولكن في مدينة أم درمان العريقة التاريخ يشهد للشيخ الطاهر إبراهيم الشبلي المولود في أم درمان عام 1885م وهو ذات العام الذي شهد فتح الخرطوم على يد الإمام محمد أحمد المهدي الشيخ الطاهر الشبلي الذي إلتحق بخلوة أم ضوا بان لحفظ القرآن، ومن ثم مدرسة الشيخ محمود البدوي لتعليم اللغة العربية وهو أول من أنشأ مدرسة للتعليم الأهلي بأم درمان سماها مدرسة الهداية في عام 1912م الدكتور علم الدين الطاهر الشِّبلي ابن الشيخ الطاهر الشبلي تحدث في مئوية الهداية التي احتفل بذكراها في أم درمان بحي السيد المكي في الثاني والعشرين من سبتمبر 2012م حيث شهد الاحتفال حضور خريجي مدرسة الهداية في كل مراحلها وسنواتها وهي التي رفدت المجتمع السوداني بخيار علمائها وأفذاذ تلاميذها فصاروا أعلاماً يشار اليهم بالبنان وقال الدكتور علم الدين لآخر لحظة ان مدرسة الهداية لعبت دورًا تاريخياً في رسم معالم السودان الحديث وتكوين ال شخصية السودانية وان الاحتفال بها وبمئويتها هو احياء لها من جديد واعادة سيرتها الأولى في مواصلة رسالتها التعليمية والتربوية الجدير بالذكر أن من أشهر خريجي مدرسة الهداية على سبيل المثال لا الحصر الزعيم إسماعيل الأزهري وعبد الخالق محجوب وأمين الشبلي وبشير البكري ومولانا دفع الله الحاج يوسف والدكتور كامل شوقي واللواء طلعت فريد واللواء أحمد فريد والفريق فتحي أحمد ومن لاعبي كرة القدم بشرى وهبة ومكي السيد وبشارة عبد النضيف ومن الصحفيين ال مميزين عبد الرحمن مختار وشقيقه حسن مختار ودرس فيها أيضاً الفنانان الكبيران محمد ميرغني وكمال ترباس والفنان المسرحي الفاضل سعيد والاذاعيان اللامعان حمدي بولاد وعبد الرحمن أحمد محمد صالح ومن الشعراء أيضا تعلم على يد الشيخ الطاهر الشبلي الشعراء أحمد بشير العبادي وإبراهيم العبادي وعبيد عبد الرحمن وعمل بها الأستاذ خالد أبو الروس ناظرًا واشتهرت مدرسة الهداية برفد الوطن بنفر من خيرة أبنائه المتعلمين حتى توفي مؤسسها الشيخ الطاهر الشبلي في 5 ديسمبر 1948م وهو جالس في مكتبه في المدرسة وتولى بعده القيادة الشيخ عبد الله عبد الماجد والد الشيخ الصادق عبد الله عبد الماجد القيادي الاسلامي المعروف ومن بعد جاء أبو الروس في الادارة ومن ثم الأستاذ برعي أحمد البشير
                  

10-04-2012, 01:41 PM

Red Sea
<aRed Sea
تاريخ التسجيل: 04-03-2009
مجموع المشاركات: 475

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مئوية مدرسة الهداية .. شيخ الطاهر الشبلى .. دعوة للخريجين (Re: Red Sea)

    أخبار اليوم 2012/9/29

    مئوية مدرسة الرموز السودانية

    من يوم الى يوم

    الأستاذ / محمد سعيد محمد الحسن

    هذا الوطن، السودان، جدير بالمباهاة والافتخار، وجدير بالالتفات الى عراقته وحضارته، لقد عرف السودان، الخلاوي قبل حقب طويلة، في القرى النائية وفي الارياف لحفظ القرآن والتفسير والشرح، وعرف (نار القرآن) التي لا تنطفئ حيث التلاوة والحفظ للقرآن آناء الليل والنهار، وفي منطقة الكتياب ظلت (نار القرآن) وما تزال متقدة وقد تعاقبت عليها حقب كثيرة واحاطتها المعرفة، بالمدارس، وتلاميذها من كافة مناطق السودان وخارجه، وعرف السودان مبكرا ايضا الصحافة، كان ثالث دولة في العالم العربي بعد مصر ولبنان،

    وصدرت اول صحيفة باسم السودان عام 1904، كان السودانيون حقوقين بالمعرفة والعلم، وكان حبهم للسودان يملأ قلوبهم ووجدانهم، وكانت الحركة الوطنية السودانية تنمو وتتطور وهي تعبرعن طموحات وتطلعات اهل السودان، وشهد الاستاذ اسماعيل العتباني عن كتابه (شهادات للتاريخ) وقد كان رئيسا لتحرير صحيفة (صوت السودان) وصاحب امتيازها سيادة على الميرغني راعي الطريقة الختمية الصوفية، وكان الاستاذ احمد يوسف هاشم رئيس تحرير صحيفة النيل وكان صاحب امتيازها السيد عبد الرحمن المهدي زعيم طائفة الانصار، شهد الاستاذ العتباني انهما معا أى الميرغني والمهدي لم يتدخلا ابدا في توجهات الصحيفتين وكانتا اللسان المعبر لمؤتمر الخريجين وضد الاستعمار والجهل والمرض والفاقة، كان السودان لديها فوق الطوائف والاحزاب وفوق المنافع والمصالح، وكان مؤتمر الخريجين وحده الذي قاد حملة التعليم الاهلي في القرى والارياف والمدن، وكانت التبرعات هي النداء الوطني الاول، ادفع قرشا ليتعلم ولدك، وانتشر التعليم مع قلة الموارد بالجهد الوطني الذاتي لان طموحات السودانيين كان اكبر واعظم واقوى من سياسات الاستعمار، وفتحت (المدارس الاهلية) بالقرش السوداني في كافة المدن ومنها مدرسة (الهداية) وانظر الى اسم (الهداية) وايحاءاته الايجابية واسسها الشيخ الطاهر الشبلي عام 1912 في اجواء وبيئة تفتقر لاضواء المعرفة والعلم ولذلك جاءت مناهجها في ذلك الزمن البعيد لتكون معبرا متقدما ونافذا نحو المستقبل، واستطاعت المدرسة ان تثبت جدارتها بارادة مؤسسها وبدعم وعون كافة المواطنين الذين اعتبروا المدرسة صرحا تربويا وتعليميا، وتخرج من هذه المدرسة (الاولية) رموز سودانية اسهمت في مسيرة العمل العام والوطني والسوداني، الزعيم اسماعيل الازهري، وبشير البكري، وعبد الخالق محجوب وامين الشبلي، ودفع الله حاج يوسف وكامل شوقي ومن العسكريين اللواء طلعت فريد واللواء احمد رضا فريد والفريق فتحي احمد علي ورموز اخرى في مجالات الفكر والثقافة والفن والعلم.

    هذه المدرسة العريقة تستحق ان تتضافر حولها الجهود لتتحول لصرح تعليمي لكافة المراحل، وان يلحق بها متحف يضم صورا للرموز الوطنية التي تخرجت منها وايضا لمعالم ام درمان العريقة، ان الاحتفال بمئوية مدرسة سودانية يشكل دفعة قوية لوطن الحضارة والعراقة.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de