|
لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن
|
في عدد جريدة الراية القطرية, الصادر يوم الأريعاء 28نوفمبر 2012م,كتب سعادة السفير السابق عوض محمد الحسن في عاموده الأسبوعي, وتحت عنوان(بصيرة إنسان سوداني نادر), ما يلي:
في بداية خمسينات القرن الماضي, كان السودان مايزال ريفاً كُله إلا بضع بُقع حضريَّة متناثرة (تسمى مجازاً مُدُناً, لكنها في حقيقة الأمر مجموعة قُرى تعكس التكوين القبلي لساكنيها), تتوسطها بعض مظاهر الحداثة المتمثلة في مباني الحكومة وأحياء الإداريين البريطانيين, وأحياء موظَّفي الحكومة, والبداية الجِنينيَّة لطبقة وسطى قوامها بعض المِهنيين والتجّار. ولم تكن أوضاع بقيَّة الدول العربية( وسائر بلاد المسلمين, ومعظم بلدان العالم الثالث) أحسن حالاً من السودان! أُمِيَّة مُتفشِّية, وفقر مُدقِع,وأمراض ترتبط بفقر البيئة, وإقطاع يمتص دم الفلاحين, وحكم استعماري يقتات على مُقدَّرات هذه البلدان, وتواصُل محدود بما يدور في العالم من حولها. في عام 1953م, ورغم الخلفيَّة القاتمة تلك, كتب شهيد الفكر في السودان,الأستاذ محمود محمد طه خطاباً عجيباً لمدير عام اليونسكو آنذاك, يُناقِشه مناقشة النِّد للنِّد في تقريره المقدَّم للمؤتمر العام للمنظَّمة التي لم تبلغ عامها السابع منذ إنشائها في عام1946م, لتبني(حصون السلام في عقول البشر), بالتعليم الجيِّد والثقافة والعلوم منعاً للحروب. قال الأستاذ محمود مُعلِّقاً على ما ورد: (فأنت تريد أن تُنجِب الإنسان الحُر, الذي يعيش في مُجتمع عالمي, وأنت لكي تحقق ذلك, تُريد نظاماً دوليَّاً مُشتركاً, وإن شِئت فسمِّها حكومة عالميَّة. وتريد إلى ذلك نوعاً جديداً من التعليم, هذا ما تُريد, ولا عِبرة عندي بهذا الحذر الذي تُبديه عند الحديث عن الحكومة العالميّةى بقولك: "دون أن تنال من سيادة أُمَّة", فإنَّه حذرٌ من دوافِعِهِ التي يمكن أن نلتمس فيها الحرص الشديد الذي يطالعك في تمسُّك كل أُمَّة بسيادتها الداخلية, وإلا فأنت تعلم كما أعلم, أن الحكومة العالمية لا تقوم إلا على الحد من سيادات الأُمم)....فتأمَّل هذا الإستشراف لتطوُّر القانون الدُّولي بعد عقود من هذه الإشارة الذكيَّة!!! ثم تحدَّث الأستاذ عن التقدم العلمي والصناعي الذي أحدث ثورةً في الفكر الإجتماعي والصناعي تعتمِل في الصدور والعقول, تنتهي في رأيه إلى نتيجة محتومة, هي أنه لا مندوحة للأمم التي تعمُر هذا الكوكب الصغير الذي نعيش فيه, من أن تدور في فلك واحد, كما تفعل الكواكب السيارة في النظام الشمسي. ( وهذا الكوكب الصغير الذي تعيش فيه الإنسانيَّة وحدة جغرافيَّة, قد ربط تقدُّم المواصلات الحديثة الوسيعة بين أطرافِهِ ربطاً ألغى الزمان والمكان إلغاءً يكاد يكون تاماً)....ثم تحدَّث الأستاذ محمود عن البون الشاسع الذي يفصل بين الحكومات الوطنية و الحكومة العالمية التي تنشدها البشريَّة, وأنه إذا تُرِكت البشريَّة لتقطع هذا البون الشاسع بأسلوبها المعهود, نشبت بينها نواشِب التغالُب, وتضورت بالمجاعات, وولغت في الدِّماء, وأفسدت في الأرض. لذلك: ( ليس على طلائع البشريَّة فيما أعلم , واجب يُشرِّفهم أداؤه أكبر من أن يُعينوا الإنسانيَّة على إجتياز هذا البون, ولا يكون التطوُّر يسيراً هيِّناً سريعاً إلاّ إذا سار على حُداءَ عقلٍ مُستهدٍ جريء). يمضي الأستاذ محمود ليبين كيفيَّة بناء مثل هذا العقل المُستهدي عن طريق التعليم, فيقول مشيراً إلى ما ذكره تقرير اليونسكو:(إن التعليم الجديد يجب أن يُستمد من النظرة الجديدة إلى الغاية من الحياة الإجتماعيَّة, وهي إعداد إنسان حُر يعيش في مجتمع عالمي..إنسان حُر من هو؟.. هو من تحرر عقله وقلبه من رواسب الخوف, فنبَّه جميع القوى الكامنة في بنيته, فاستمتع بحياة الفكر وحياة الشعور. هذا هو الإنسان الحُر. والتعليم المُوجَّه إلى إعداده يُعنى في المقام الأول بتحرير المواهب الطبيعيَّة..فالتعليم في حقيقته مجهود فردي يقوم به كل رجل وكل امرأة)....ما أسمته اليونسكو بعد نصف قرن*التعليم للجميع*. ثم يتحدث الأستاذ محمود عن السبيل إلى هذا التعليم, فيتحدث إلى مدير عام اليونسكو عن القرآن:( إنك لابد قد سمعت بالقرآن, وما يُقال عنه انه كتاب المسلمين, وهذا غير الحق, فإن القرآن كتاب الإنسانيَّة جمعاء, لأنه سيرة الحياة جمعاء. هذا الكتاب هو سيرة النفس البشريَّة الخالدة في الجوهر, المتقلِّبة في الصور المختلفة, في الأزمنة المختلفة, والأمكنة المختلفة).
ماذا دهى السودان وغيره حتى حدث هذا الإنحدار المُريع من قِمَّة الفكر المُستنير, إلى فتاوي إرضاع الكبير, وحُرمة دخول المرأة في البحر, وزواج القاصِرات, وحرمة إهداء الورود, وقمع الفكر الحُر, وإلهاء الشباب بالتجهيل المُنظَّم الذي يُقعِده عن النظرة الناقِدة, والتبصُّر والرُشد؟....كيف تنحدر هذه الدعوة المبكِّرة لمجتمع عالمي إلى التشتُّت القبلي والجِهوي والطائفي الذي نراه الآن؟؟؟؟؟ حين اغتُيِل الرئيس جون كنيدي في عام 1963م, حزنت الولايات المتحدة كلّها, بل حزن العالم بأسره على الرئيس الشاب الوسيم, وتعاطف مع زوجته الحسناء جاكلين, وأطفالِهِ اليُفَّع, وفي السودان البعيـد, شاعت أغنية شعبية تقول:( يا جاكلين, الشعب كُلُّه حزين, كندي مين كَتَلُه؟أسألو جونسون المسك بدلو).. وحين سُئل مالكولم إكس الزعيم المسلم الأسود عن فاجِعة مقتل كنيدي, كان الوحيد الذي قرأ الحادثة في إطارها الصحيح, قال:( طال عنف المجتمع الأبيض, أحد أفضل أبنائهِ). وكان جزاء ثاقب بصيرتِهِ وذكائهِ الوقّاد أن فُصل من أُمَّة الإسلام! ثم اغتالته الأُصوليَّة البيضاء المتمثِّلة في إدجار هوفر, رئيس مكتب التحقيقات الفدرالي(إف.بي.آي) عن طريق منافسيه في أُمَّة الإسلام. وفي السودان, أعدمت نفس الأصوليَّة العمياء محمود محمد طه لنفاذ بصيرته, وأصالة فِكرِهِ, وسِعة إطِّلاعِهِ في أمور الدنيا والدين, وليقظتِهِ والآخرين نيام, ولقراءتِهِ للتاريخ والحاضر والمستقبل قِراءة مستنيرة مستبصِرة..قتلوه بتُهمة الرِدَّة في الخُمس الأخير من القرن العشرين وهو ابن العقد الثامن!! كيف تقتل من كتب لمدير عام اليونسكو في بداية خمسينيات القرن الماضي مثل هذا الخطاب المُدهِش؟؟ ــــــــــــــــــــــــــــــ إنتهى.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن (Re: محمد فضل الله المكى)
|
أنا من ذلك الجيل الذي عاصر(مجد) شارع الجمهورية, بل مجد السوق الأفرنجي بأكملِهِ....كنا في المدرسة الثانوية في ذلك الوقت, ومن مُتع ذلك الزمان مُتعة التسكُّع والتِّجوال بين محلات شارع الجمهوريَّة الأنيقة. كنّا جادين أوغير ذلك نقف مع (الأخوات الجمهوريات) في زوايا تقاطعات شارع الجمهورية.. وللحقيقة فهن في غاية الجدِّية والتهذيب وقد منحهن الله (طولة البال)..يجادلنَ في إطار القضايا التي أوقفتهن في تلك التقاطعات بفهم مثير للإعجاب. كان ذلك النشاط مختلفاً عن الندوات السياسية التقليدية التي نعمل على ملاحقتها في جامعة الخرطوم, أو جامعة القاهرة الفرع, أو المعهد الفني, فما يجري في زوايا تقاطعات شارع الجمهوريّة طريقة لنشر فكر أو منهج مختلفة وغير تقليدية. كانت الكتيبات التي تحمل رأي الأستاذ محمود محمد طه في قضايا فقهيَّة أو سياسية متوفرة لدى البنات المستنيرات, فمن يدافع عن فكر لابد له من الأدوات التي تجعله قادراً على إسناد حُجَّته.
استوقفني ما كتب سعادة السفير لأهميَّة ما كتب..فلم نر سياسياً أو مفكراً فتح الله بصيرته في أواخر النصف الأول من القرن العشرين يخرج برؤاه خارج الحدود.
كان الأستاذ محمود محمد طه رجلاً مختلفاً.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)
|
محمد فضل سلام يغشاك
Quote: وللحقيقة فهن في غاية الجدِّية والتهذيب وقد منحهن الله (طولة البال) |
"طولة بال" دي ما الوصف المناسب ليهم يا محمد بتذكرهم تماااام ممكن تقول" عكاليت"، "لواييق" بس الحقيقة بي تهذيب وبراعة غير منظورة وبيأدوا عملهم بي اخلاص قل ان يوجد
ولو حاصروك غايتو يحلك الحلال
يشبكوك: انت بس،... انت بس.... كدي اقرأ المقدمة بس تنبذ، تكورك، تشاكل،،،،ولا يهمهم
سمعت واحد بكورك (يا جماعة الخير نتفك كيف من "اللبانة" دي)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن (Re: الشفيع وراق عبد الرحمن)
|
يا الشفيع
تجويد العمل و الإخلاص فيه قيمة انسانية كبيرة
أما موضوع (خالق الناس بخلق حسن) فهو من صميم أساسيات الفكر الجمهوري
مموضوع عكاليت (يعني أذكياء) و لواييق (يعني حرصهم على استيقاظ همة الفكر النائمة عند الكثيرين)
تعبران عن صفات حب الخير للناس و إلا فما بالهم بالآخرين؟
شكرا لهذا التقريظ الذي تحمله في ثناياك تجاه الجمهوريين و أكرمن الله و إياكم بهذه النفوس الطيبة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن (Re: الشفيع وراق عبد الرحمن)
|
شهدت تلك الفترة في الخمسينات كتابات الأستاذ محمود محمد طه عن الحكومة العالمية وفي كتاب محمد محمد على (محاولات في النقد؟) مقال ينتقد فيه تلك الكتابات في الرد على محمود حيث نجد مقالاً لمحمد محمد على يطالب فيه محموداً بان ينزل بفلسفته هذه من السماء إلى الأرض في رده على مقال لمحمودخاطب فيه داج همرشولد سكرتير عام الأمم المتحدة عن الحكومة العالمية.محمد محمد على يجمل فكرته النقدية في مقاله ليقول لنا عن اي حكومة عالمية يتحدث محمود بينما بيننا وبينها كل هذا الخراب العالمي وكل هذه الحروب والمفارقات.أرجو ممن لديه مقال محمود لهمرشولد ورد محمد محمد علي عليه ان ينزله هنا.هذه المواد متوفرة لدي في السودان ولا أستطيع الوصول إليها الآن للأسف. وقد سبق لي أن نشرت مقال محمد محمد علي بصحيفة الايام عام 88
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن (Re: Bushra Elfadil)
|
السلام والتحايا للجميع خاصة صاحب البوست الأستاذ محمد فضل الله المكي والتحية موصولة للسفير الأستاذ عوض محمد الحسن
كنت قد أرسلت هذا التعليق إلى موقع جريدة الراية القطرية حيث نشر المقال المتميز:
وقد قاموا مشكورين بنشر التعليق:
يقول الأخ دكتور بشرى الفاضل: ((شهدت تلك الفترة في الخمسينات كتابات الأستاذ محمود محمد طه عن الحكومة العالمية وفي كتاب محمد محمد على (محاولات في النقد؟) مقال ينتقد فيه تلك الكتابات في الرد على محمود حيث نجد مقالاً لمحمد محمد على يطالب فيه محموداً بان ينزل بفلسفته هذه من السماء إلى الأرض في رده على مقال لمحمودخاطب فيه داج همرشولد سكرتير عام الأمم المتحدة عن الحكومة العالمية.)) انتهى أظن أن تعليق الأستاذ محمد محمد علي في مقاله بعنوان "تكرموا بإنزال الفلسفة من السماء إلى الأرض" كان على خطاب الأستاذ محمود للدكتور توريز بوديت مدير عام اليونسكو، والذي هو موضوع مقال السفير عوض محمد الحسن. وقد كان تعقيب الأستاذ محمود على مقال الأستاذ محمد محمد علي "تكرموا بإنزال الفلسفة من السماء إلى الأرض" بمقال عنوانه: "أوما علمت أن الأرض قد إلتحقت بأسباب السماء". وكان مما جاء فيه: ((جريدة الجمهورية 5/2/1954 أخي محمد .. تحيتي واحترامي .. وبعد ، فقد قرأت لك كتابك القيم، الذي تعرضت فيه لمناقشة خطابنا إلى رئيس منظمة اليونسكو ، ولقد طابت لك نفسك أن تسوق كتابك الضافي تحت عنوان طريف: (تكرموا بإنزال الفلسفة من السماء إلى الأرض) ، وهو عنوان بارع يدل، من الوهلة الأولى ، على ما ينتظر القارئ من نظرة علمية ، وواقعية .. ولست أريد أن أطيل وقوفي هنا ، ولكني لا أحب أن أزايل مقامي هذا قبل أن أؤكد لك أن الأرض في تفكيري قد إلتحقت بأسباب السماء ..)) يمكن قراءة بقية المقال هنا:
http://www.alfikra.org/chapter_view_a.php?book_id=27&chapter_id=4 أما مقال الأستاذ محمد محمد علي نفسه فربما يكون متوفرا عند الأخ عبد الله الفكي البشير وقد أوصيت من يلفت نظره إلى هذا البوست، وإذا عثرت عليه فسوف أضعه هنا.
أيضا أحب أن أشير إلى ترجمة خطاب الأستاذ محمود إلى الدكتور توريز بوديت مدير عام اليونسكو إلى اللغة الإنجليزية قام بها الدكتور مصطفى الجيلي وهي منشورة في موقع الفكرة الجمهورية. http://www.alfikra.org/article_page_view_e.ph...le_id=1167&page_id=1
ياسر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن (Re: بثينة تروس)
|
ومن الذي اذن لمحمود بتغيير الشريعة وتعديل الدين ؟؟؟ وما الدليل على ان كلامه هو كلمة الله الأخيرة الى البشرية ؟؟؟ محمود يدعي انه اصيل وان الله اذن له بتغيير الشريعة ولا يملك أي دليل على ما يقول . وان كان الفكر الجمهوري فعلا رسالة ثانية فلماذا جمد بموت محمود وتشتت اصحابه ؟؟ فكر بشري بحت ولا علاقة له بشرع ولا سماء . الفكر الجمهوري ....... جرد الحساب
Quote: الفكر الجمهوري ..........جرد الحساب. الأخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله ونحن على أعتاب العامين الهجري والميلادي ، وكل الدول و المؤسسات والشركات مشغولة بجرد حساباتها ، ما لها وعليها... ما حققته وما اخفقت فيه ، ثم يأتي التقييم وإتخاذ الخطوات التصحيحية للمسار في جوانب الإخفاق، مع المحافظة على أسباب النجاح و تطويرها. رأيت في هذا التوقيت بالذات ان أفتح هذا البوست الفكر الجمهوري .......... جرد الحساب. ذلك الفكر الذى كتب عنه الكثير في هذا المنبر وغيره معارضا ومؤيدا ، منهم من يفهم ويدرك خطورة هذه الدعوة على الإسلام فيعمل على بيان ذلك ولكنه يحمد الله ان الإسلام له رب يحميه ، ويدرك ان من نعم الله ان محمود ربط الدعوة بشخصه ، فهو الأصيل الوحيد ولا يوجد أصيل غيره ، كما يقول الأقربون من محمود !!! البعض الآخر ادرك كنه الفكر الجمهوري وكونه اقرب سبيل لإفراغ الإسلام من محتواه ولو كان بأسم الدين نفسه ، فأيده من دون ان يهتم بجوهر الفكرة ومعتقدها ، فقط يهمه انها تحارب معه عدوا واحدا هو الإسلام ، ولا يهم من اي منطلق ينطلق. والفئة الثالثة هم تلاميذ محمود ومريدوه ، الذين إعتنقوا ما يقول وإختلفوا في كنه محمود نفسه ، فمنهم من يرى أنه الأصيل الذي يتلقى عباداته بطريقة خاصة ، ومنهم من يري انه المسيح المحمدي ، ومنهم من كان يرى انه لن يموت بمحكمة الردة وان السماء سوف تتدخل لنجدته .. الموت الغريب لمحمود حير الكثير وكانت مفاجأة كبيرة لأقرب الناس إليه ، جمدت الفكرة في كتبه إذ يستحيل تطويرها او توسيعها من بعده ، إحتار محبوه وذهب الكثير منهم وتفرق في الفرق الأخرى. في هذا المنبر نريد ان نحاور الفكر الجمهوري نذكر نقاط الضعف ونقاط المفارقة مع الشريعة الإسلامية ، موقف الفكر من الإسلام وموقف الإسلام من هذه الأفكار. لا يهمنا كثيرا الوضع الشخصي لصاحب الفكرة ، فقد أفضى إلى ربه ولا نعرف مصيره ، ولا يستطيع احد ان يحدد مصير احد إلا اذا نص الوحي على ذلك مثل ابي لهب ، جهلنا بمصيره نابع عن جهلنا بما مات عليه من معتقد ، هل تاب في اللحظات الأخيرة ام لا ، كلها علمها عند الله ، ولكن فكره الذي معنا وظل يدعوناإليه هو الذي يهمنا نقاشه ، وليس شخصه ، صفات الكرم والشجاعة والتواضع كلها له وليست بالتالي محور كلامنا . نريد حوارا علميا ممن يعرف الفكرة من معارضيها ومؤيديها وليس حوارا عاطفيا . ألف العديد من الكتب منها كتاب الرسالة الثانية ، قال بختم النبوة ورفض ختم الرسالة ، لماذا وما الفرق بين ختم النبوة وختم الرسالة ؟؟؟ محمود يقول صراحة أنه أتى لتطوير الشريعة لتناسب القرن العشرين ، ويفرق بين السنة والشريعة ، الشريعة عنده كانت تناسب إنسان القرن السابع والسنة تناسب إنسان القرن العشرين ، فهل هذا التفريق صحيح من وجهة نظر الشريعة ، يقول ذلك وهو لا يحمل اي تفويض من الله بذلك ، فكيف يتم ذلك التطوير. وأخيرا من الذي منحه هذا التفويض ومتى وكيف وما الدليل على ذلك ؟؟؟
|
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن (Re: محمد الزبير محمود)
|
أخي محمد فضل الله وضيوفك الكرام .. سلام،
Quote: ماذا دهى السودان وغيره حتى حدث هذا الإنحدار المُريع من قِمَّة الفكر المُستنير, إلى فتاوي إرضاع الكبير, وحُرمة دخول المرأة في البحر, وزواج القاصِرات, وحرمة إهداء الورود, وقمع الفكر الحُر, وإلهاء الشباب بالتجهيل المُنظَّم الذي يُقعِده عن النظرة الناقِدة, والتبصُّر والرُشد؟....كيف تنحدر هذه الدعوة المبكِّرة لمجتمع عالمي إلى التشتُّت القبلي والجِهوي والطائفي الذي نراه الآن؟؟؟؟؟ |
شكراً لجلبك هذ المقال الرائع .. الذي أقل ما يمكن أن يقال عنه.. أنه مقال محفز .. وباعث على الأمل .. وأن بإمكان "الجذوة" الكامنة في "رمادنا" أن تشتعل في نهاية المطاف ..
والتحية للسعادة السفير عوض محمد الحسن .. ........................
بخصوص ما أورده الدكتور بشرى الفاضل والذي تناوله من بعده الدكتور ياسر والأخ د. عبد الله حول المقال المعنون (تكرموا بإنزال الفلسفة من السماء إلى الأرض) الذي كتبه الأديب محمد محمد علي منتقداً خطاب الأستاذ محمود محمد طه لمنظمة اليونسكو محل مقالة سعادة السفير عوض . فلحسن الحظ توافر لدي كتاب الأديب محمد محمد علي .. وقد قمت بإعادة كتابة المقال المطلوب آملاً أن يجيء خالياً من الأخطاءا المطبعية:
تكرموا بإنزال الفلسفة من السماء إلى الأرض
أخي محمود محمد طه، تحيتي واحترامي، وبعد. فقد قرأت العدد الأول من صحيفتكم الغراء "الجمهورية"، فسرني حسن تنسيقها وحيوية الأبواب التي جعلتم منها مسرحاً للآراء ومضرباً للأفكار، وقد استوقف نظري بصفة خاصة من بين المباحث التي اشتمل عليها العدد هذا الخطاب الضافي الذي أرسلتموه إلى منظمة اليونسكو، واعتبرتموه ممثلاً لدعائم الحزب الجمهوري وأسسه في العقيدة والرأي. وجو الخطاب ليس غريباً علي لطول عشرتي لاتجاهاتك الفكرية. فأنا أعرف منذ أمد بعيد، حبك للإنسانية، واهتمامك بمصيرها، وإخلاصك في هذا الحب، وشجاعتك في الإفضاء بما تراه صواباً وخيراً. وأعرف أن نزعة فلسفية صوفية تشد أفكارك إلى السماء شداً عنيفاً، وتلوِّنها بلون مثالي لا تراه إلا عند أصحاب "اليوتوبيات" ولا أذكر أني قرأت لك أو اجتمعت بك وغاب عن ذهني أفلاطون والفارابي. ولست أريد اليوم أن أناقش كل ما ورد في خطابك المثالي، فسأتجاوز الحكومة العالمية لأنني اعتقد أن الحكومة العالمية إذا قدِّر لها أن تقوم، فسيكون قيامها نتيجة لحسم المشكلات والقضاء على المظالم. ستقوم حين يقبر الاستعمار والاستغلال، وتسود الناس روح المودة والعطف فينظر المرء إلى أخيه بعين الإنسان لا بعين الذئب. فالتفكير فيها الآن وثوب إلى النتيجة قبل إحكام المقدمات، وإعداد الوسائل. سأتجاوز الحكومة العالمية إلى "التعليم الجديد" فأنت ترى "أن التعليم الحالي مضلل كل التضليل، وتضليله نتيجة منطقية للنظرة المعاصرة للحياة وغاياتها. إننا نعيش الآن في عصر آلي يتغلغل أثر الآلة في جميع وجوه نشاطه، حتى تعلَّم الإنسان أن يحترم القواعد الآلية، وأن يتمثل الآلة في إنتاجه الأدبي والفني، وأن يستمد مثله العليا من دقة الآلة، ومن قوتها، ومن صوتها الموقع الموزون. وتبع كل ذلك نظامه التعليمي فهو يحاول أن يخلق نفسه بالتعليم وبالمرانة آلة آدمية شديدة الدقة، موفورة الكفاءة كثيرة الإنتاج. وكذلك أصبح التعليم مهنياً في أكثر أساليبه". أنت ترى أن هذه هي حال التعليم اليوم، وإذا صحَّ ما ترى وكانت فكرتك مستقاة من استقصاء لا مبالغة فيه، فإن حالة التعليم الحاضرة سيئة من غير شك. ولكن ما رأيك إذا قلت لك إن هذا اللون من العادات الفكرية والملكات النفسية هو ما نحتاج إليه نحن الشرقيين، ليحد من أطراف حريتنا المثالية الحالمة الهائمة وجبريتنا الصوفية. على أنني لا وافقك – مع اعترافي بنقص وسوء مناهجه – على أن هذه صورة صادقة للتعليم والإنتاج في وقتنا الحاضر. لأن معين العطف والشوق والنزوع إلى حياة أفضل وأكرم من الحياة الماثلة لم ينضب في نفوس البشر. فالناس مذ كانوا أبناء حاضرهم ورواد مستقبلهم. وعندما كان عماد الحياة الحيوان، فإن إنتاج الناس في الحياة المادية والفكرية كان متأثراً بالحيوان ونشاطه، مستشرفاً إلى حياة أرقى وأكمل خذ مثلاً الأدب العربي في جاهليته فإنك لا تستطيع أن تفهم منه شيئاً ذا بال إذا جهلت حياة الناقة وحيوانات البدو، ومع ذلك فإن هذا الأدب مهَّد خير تمهيد لظهور الإسلام. وقد حلَّت اليوم الآلة محل الحيوان فهي لابد مؤثرة في إنتاج المنتجين، وهي لابد عاجزة كما عجز الحيوان من قبل عن السيطرة على جميع الدوافع النفسية والحوافز التي تدفع بركب البشرية إلى الأمام. فالصورة التي رسمتها للتعليم والإنتاج تحمل الشيء الكثير من أعراض التشاؤم. والواقع أن المؤثر القوي في منهج التعليم وغاياته والإنتاج الفكري ليس الآلة ودقتها، بل هو نوع الحياة الاقتصادية والاجتماعية الذي تخضع له الشعوب. فالتعليم الذي تدعو إليه منظمة اليونسكو مختلف في وسائله وغاياته عن التعليم الذي تمارسه الكتلة الشرقية من أوربا. وإذا سلَّمنا جدلاً بفساد التعليم والإنتاج في صوره ومناطقه، وسلَّمنا بأن الآلة هي العامل القوي في توجيهه هذه الوجهة المادية الميكانيكية، فإن نوع التعليم الذي تدعو إليه في خطابك شيء غير مفهوم. فأنت تقول: إن غاية التعليم أن يحرر الإنسان من الخوف، وتحريره يكون "بتصحيح تلك الصورة الخاطئة الشائهة التي قامت في خلده عن الحياة وعن قانونها". وللقارئ الحق أن يفهم أمك تدعو إلى التربية العلمية، وإلى سيادة العلوم الطبيعية. فالعلم وحده هو الذي يستطيع بقدر ما وصل إليه من كشف، أن يعطي صورة صحيحة عن أصل الحياة وقوانينها، وأن يقصي عن أذهاننا الصورة الأسطورية الشائهة. وهذا ما حدث بالنسبة إلى الطبيعة، فإن خوف الإنسان منها قد زال بسبب تقدم العلم، وتصحيحه لكثير من أوضاع التفكير وأساليب البحث. ولم يعد للخوف من الطبيعة أثر إلا في نفوس البدائيين. غير أن القارئ لا يستطيع أن ينعم بهذا الفهم، ويسير على الأرض مطمئناً يصغي إليك، ويفهم منك، بل يرى نفسه بالرغم من ارادته يبتعد عن الأرض ويدنو من السماء، محمولاً على جناحك الصوفي إلى عالم المثل الأفلاطونية. فيصبح الخوف شيئاً غير الخوف الذي يعرفه ويصبح التعليم ضرباً من الخواطر الصوفية الممعنة في الخفاء. وأحب أن أسأل ما الذي يخيفنا اليوم؟ أما جوابي أنا فهو أننا نخاف العوز ونخاف المرض ونخاف العدوان على أنفسنا وعلى أرزاقنا. فإذا زالت أسباب الخوف بالرخاء والعدل والمساواة بين البشر في الحقوق والواجبات، أمنا ورضينا بقسطنا من الحياة الحاضرة، وزاد تشوقنا إلى حياة أقرب إلى الكمال، وتطلَّع المؤمنون إلى رضوان الله وكرامته في حياتهم الأخرى. والتعليم الصالح والتربية القويمة يجب أن يكون هدفها القضاء على أسباب الخوف وإعداد النفوس لبناء حياة تليق بكرامة الإنسان، أما الخوف نفسه فلا يمكن أن نتحرَّر منه ما دامت أسبابه قائمة. ولكن الخوف الذي تتحدث عنه في خطابك شيء موروث، كامن في أعماق النفس راسب في العقل الباطن، محجب بستار كثيف لا ينفذ منه العقل الواعي... وهذا الضرب من الخوف لا يعنينا في مشكلة التعليم. وهو إذا كان معتدلاً أمر لابد منه لحفظ ذواتنا من الكوارث، وليس من الخير أن نستأصله استئصالاً. فالخوف من الميكروب والخوف من الحريق... الخ، أمر مهم وسلاح لابد لنا من حمله. والعلم عندك كامن في النفس أيضاً، بل هو جوهر النفس، مغلَّف بطبقة كثيفة مظلمة من الأوهام والخرافات والمخاوف الموروثة. وهنا يبرز أفلاطون صريحاً يتحدث إلينا في خطابك، فهو كما تعلم يرى أن النفس كانت عالمة بكل شيء في عالم المثل ولكنها نسيت ما كانت تعلمه لما هبطت من عالمها، واتصلت بالبدن وغرقت في ظلماته. فلابد لها من تذكير لتسترد علمها السابق فالعلم عنده تذكير والجهل نسيان. وقد قضى أرسطو قضاءً مبرماً على علم النفس الأفلاطوني وهدم عالم المثل الصوفي بمنهجه العلمي. وإذا كان بعض الفلاسفة المسلمين وبعض الفلاسفة المسيحيين قد حاول أن يرد إلى فكرة أفلاطون شيئاً من الحياة والنشاط فإن علم النفس اليوم لا يعترف بشيء من هذا. فالعلماء اليوم لا يسمحون لأنفسهم في معرض العلم أن يتحدثوا عن خلود النفس. وهم لا يصفونها بالخير ولا بالشر قبل تتصل بالمجتمع وتمتص مثله وخبرته وتنال قسطها المقسوم من التربية. حقاً أن العلماء لم يدَّعوا أنهم عرفوا كل شيء عن النفس، فهم متواضعون دائبون في سبيلهم، وكل يوم يمر عليهم يوقفهم على جديد ويملأ أيديهم من وسائل البحث. ومهما يكن من شيء فإن النتائج التي وصلوا إليها أقرب إلى اليقين وأدعى للثقة من النتائج التي وصل إليها القدماء بالتأمل الفلسفي والفروض. أتظن أن مدير منظمة اليونسكو فهم عن القرآن شيئاً!؟ القرآن قصة النفس البشرية الخالدة، والقصة نسيت فرسبت في العقل الباطن، وغلفت بقشرة كثيفة من الخرافات والأوهام والمخاوف "وهذه القصة الطويلة مصنوعة من نفس المادة التي منها صنعت الأحلام، ومن نفس المادة صنع القرآن" أما أنا فلا أرى مانعاً من الشعر، وقد سرتني العبارة وأخذت بشاعريتها المجنحة وجوها الحالم، فنسيت التعليم والمخاوف ومنظمة اليونسكو، ولكني سألت نفسي هذا السؤال: لو فرضنا أن وصفك الشعري ينطبق على القرآن ألا يمكن أن ينطبق على جميع الكتب الدينية وعلى الفنون وعلى الميثولوجيا أيضاً؟ فلم أجد مانعاً من الإجابة بنعم. وخلاصة ما أحببت أن أفضي به إليك هو أني أضن بنشاطك الذهني ومقدرتك الفائقة أن يذهب في هذه المجاري التي لا تعدو حدود التأملات الفردية، والفروض المثيرة لعاصفة من الجدل الذي لا ينتهي إلى غاية خصبة منتجة. أحب أن تعطي الواقع قسطاً كبيراً من احترامك، وأن تنزل الفلسفة من السماء إلى الأرض. فنحن في أشد الحاجة إلى رجل مثلك قد عُرف عند الناس بالإخلاص وحب الحق والشجاعة في الجهر به. (محمد محمد علي) الجمهورية 3/5/1956م منقول من كتاب (محاولات في النقد)
(عدل بواسطة نصر الدين عثمان on 11-30-2012, 01:58 AM)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لسـتُ جمهوريـاً.................................. ولكن (Re: عبد الحي علي موسى)
|
Quote: وتسألني ما الحق الذي لا مراء فيه؟؟ وأجيب: إنه الإرادة المتوحدة، التي انفردت بالهيمنة على الظواهر الطبيعية، في الأرض، كما في السماء، وهدت الحياة سبيلها، في النور كما في الظلمات، ثم استعصمت بخفاء لا يعين على استجلائه غير قرآن الفجر.. (إن قرآن الفجر كان مشهودا).. (محمود محمد طه)
|
كلام يخلي الزول يعجز عن الكلام.
| |
|
|
|
|
|
|
|