الأسلحة الكيميائية وحقيقة استخدامها في السودان في منتدى ميديكس للحوار
|
أطلب من كل المعتقلين تدوين شهاداتهم هنا
|
حتي لا تمر هذه الجرائم دون توثيق
وحتي لا يهنأ الجلاد بصمت الضحايا
وحتي تملك الاخرين شجاعة الكشف
عن الانتهاكات مهما كان نوعها وطبيعتها
فهي ليست اخطاءنا حتي نخفيها، بل هي
شهادة لنا بانا قد قلنا لا في وجه من قالوا نعم
وهي مخازي كل من كان في يده سلطة
ولم يمنع بها معاناتنا .
وهي شهادة ضد هذا العصر وجرائمه
وهي عبرة للاجيال القادمة ، وسلاح نملكه
للقادم من عدالة في يد كل من يريد ان يحاسبهم
ويعريهم امام التاريخ...فلا تبخلوا بسرد معاناتكم
فهي طعنة في خاصرة هذا النظام وهي رسالة
للجلاد....
(جلادك الرعديد ما نام وقلبو خلي)
وللضحايا من خارج المنبر علي هذا البريد
الالكتروني [email protected]
|
|

|
|
|
|
|
|
Re: أطلب من كل المعتقلين تدوين شهاداتهم هنا (Re: على عجب)
|
حفاظا علي سرية المعلومات الخاصة بالضحايا
يمكن الاشارة الي عدم الرغبة في ذكر الاسم او اي
من المعلومات الشخصية مع ضرورة الافصاح عن
تلك الرغبة علي الايميل المذكور منعا للاغراق المتوقع
من البعض.
كما يمكن الامساك عن لمعلومات الحساسة التي تتعلق
بكشف تفاصيل خطيرة عن افرار جهاز الامن والمعلومات
التي قد يكون كشفها مفيدا لهم في تدارك طمسها..يمكن
ارسالها عبر الايميل
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أطلب من كل المعتقلين تدوين شهاداتهم هنا (Re: Elbagir Osman)
|
شكرا نجلاء والباقر
قد لا يعطي العديدين منا وزنا لمثل هذا النوع من التوثيق
ولاهميته في مساعدة العدالة يوما ما في الوصول الي
الجناة.
قد يندهش البعض اذا قلت ان الرسالة التي بعث بها عبد
المنعم الجاك الي صلاح قوش ونشرت هنا في سودانيز
اونلاين ومواقع اخري قد اعتبرتها اللجنة الافريقية لحقوق
الانسان والشعوب كواحدة من الشواهد ضد حكومة السودان
علي معرفتهم بارتكاب جريمة تعذيب ضد احد المواطنين وقد
جار بالشكوي دون ان يقيد مجرد تحقيق اجرائي في مزاعمه
لذلك اعتبرت ان اجهزة العدالة السودانية لم تكن متاحة امامه
للانتصاف.
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أطلب من كل المعتقلين تدوين شهاداتهم هنا (Re: على عجب)
|
Quote: الطالبة مروة التجاني تروي قصتها
تروي مروة التيجاني الطالبة بكلية الآداب جامعة الخرطوم شهادتها. وكانت (حريات) اتصلت بها بعد ساعات من الافراج عنها، ولكنها كانت في حالة نفسية لا تسمح لها بالحديث، فالتقينا بها بعد اسبوع، فقالت : (… تم القبض عليَّ الساعة 4 مساء ببحرى بالجهة المقابلة لميدان عقرب من الشارع وكنت اسير فقط فى الشارع ولم اصل الى ميدان عقرب بعد ومعى زميلى احمد الصادق وكنا قد يئسنا من نجاح المظاهرة بعد ان كانوا قد اعتقلوا العشرات أمامنا فبدأنا فى التحرك لمغادرة المكان، حينها توقفت عربة مظللة صالون وخرج منها اثنان يرتديان ملابس مدنية ويحملان مسدسين فوجه أحدهم المسدس الى وجهى مباشرة وأمرنا بالدخول للسيارة ومن شدة فزعى – اذ لأول مرة بحياتى أرى مسدساً بهذا القرب – استسلمت لهم لدخول السيارة دون مقاومة تذكر.. وذهبت بنا السيارة الى مبنى بالقرب من موقف شندى حيث التقيت هناك بسيدتين هما سعدية واحسان من الحركة الشعبية وكنت مطمئنة بعض الشىء بوجودهن لأنهن أكبر عمراً ولكن أخذونا وهم يضربوننا الى عربة بوكس حيث تم ترحيلنا الى مبنى اخر وكان معنا شاب واحد فى البوكس، لم أعرفه، عندما وصلنا للمكان الجديد لم أكن اعرف اين أنا لانهم أمرونا بوضع رؤوسنا بين أقدامنا وينتهرونا ان رفعنا رأسنا ولكنى وجدت فتيات أخريات حيث ادخلونا فى غرفة واجلسوا كل واحدة منا فى زاوية منها ثم بدأوا فى سؤالنا عن قبيلتنا كاول سؤال ثم عن دخل الاسرة ثم سألونى عن مكان السكن طوال هذا الوقت كانوا يشتموننا بأفظع الشتائم فى شرفنا فظلوا يكررون اننا بنات دون أهل ولو كان لدينا (وليان) ماكنا سنخرج لنظاهر، وكانوا يضربون الواحدة منا بالسوط الأسود ان تأخرت فى الرد على اسئلتهم التى يكررونها مئات المرات وان بكت أو صرخت يضحكون عليَّ بشكل مقزز. وسألونا عن أسعار السُكَّر و اللحمة بطريقة استفزازية، وقالو اننا نخرج الشارع ونحن لا نعرف لماذا نخرج وليس لنا علاقة بالواقع المعيشى وان الأحزاب تستغلنا، واصدقاءنا يستغلوننا فى إشارة بذيئة لنوع الاستغلال. طوال هذه الاسئلة لم يكن الجلد واللكم يتوقف خصوصاً ان ردت احدانا على استفزازهم. وبعد ذلك اخذونا الى غرفة أخرى واحدة…. صورونا بكاميرا وأرجعونا لغرفتنا الأولى وحين أتينا كان الشباب يُضربون بقسوة، وجاءتنا أصوات السياط وأصوات أنينهم مرعبة لحدود لاتتصورونها اذ بقدر ماخفنا عليهم خفنا على أنفسنا ورأينا شاب اسمه احمد محمود قاموا بحلق شعره وضربوه ضرباً شديداً وهم يهزأون به لانه كان يعيش خارج البلاد، ويقولون له انه حنكوش ومدلع ولم يربيه أهله وهذا ماكانوا يرددونه علينا طوال الوقت… ثم اضافت: (…انا عادة ارتدى عباءة سوداء فقالوا لى أخلعى العباءة، من شدة دهشتى لم اتصور انهم جادين فصرخوا فى ان أخلعها فخلعت العباءة وانا أبكى من المهانة وعندها بدأوا يضربونى بالعصا السوداء فى ظهرى وأرجلى، لم أكن أبكى من الألم بقدر ما أبكى المهانة والذل الذى شعرته، وكلما أجهشت بالبكاء ازداد ضربهم لى.. وضربوا الأخريات أيضاً وهددونا بأنهم سيذهبون بنا لسجن النساء مع (النسوان البيعملو العرقى وال(.........) الزيكم وانو حيصورونا ويقولوا لأهلنا اننا بنات ما كويسات) .. بعدها أخذونى لغرفة منفصلة حيث كنت أسمع صوت الضرب الفظيع لزميلى أحمد الذى وصلتنى صرخاته ولانى تاثرت لما يحدث له جاءوا يضحكون ويقولون لى انه “باطل” ولايستحق ان تكون لى به صلة وظلوا قرابة الساعة يضربونه وانا أبكى بشدة وارتجف بعدها أتوا بزميلى أحمد الى الغرفة التى كنت موجودة بها. وقالو لى انظرى هذا هو الذى لديك به علاقة عاطفية وجنسية ( واستخدموا لفظة نابية لمسمى العلاقة الجنسية أخجل ان أقولها…ورفضت ان ارفع نظرى لأرى الجروح التى تملأ جسده فقالوا لى (عاينى ليهو خايف ومضروب وضعيف كيف…لسه دايراهو؟ . واستمروا فى اهانتى واهانته حتى المساء بألفاظ قبيحة لدرجة لن تتصوروها وكانوا مصرين ان بيننا علاقة وظلوا يسألوننا عن تفاصيلها الجنسية هل يفعل لك كذا وكذا وهل تفعلين له كذا وكذا وأين تتقابلون والكثير من الاسئلة المهينة وعندما يرد احدنا يقومون بضربه وظللت صامتة حماية لزميلى الذى ظل يتعارك معهم عقب كل كلمة نابية ولأنهم كثيرين كانوا يضربونه بقسوة وظل الأمر كذلك حتى فجر اليوم الثانى حيث نادونى للقاء أخى الأصغر الذى كانوا قد اتصلوا به عبر موبايلى وعندما وجدوه صغير أخذوا بطاقته وظلوا يهزأون بنا بأننا ابناء مغتربين فاشلين وطلبوا منى ان اوقع على تعهد بعدم المشاركة فى مظاهرات وأطلقوا سراحى حوالى الساعة 2 صباحا طوال هذا الوقت لم يسالونى حول سبب اعتقالى الا فى النهاية سألونى كيف علمت بأمر المظاهرة حيث اجبت بانه أتتنى برسالة على الموبايل. ولا زلت لا افهم لماذا عاملونى هكذا ولم يسالونى سؤال واحد فى السياسة او عن سبب خروجى وظلوا فقط يسيئون لشرفنا كفتيات….)
منقول من حريات
|
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أطلب من كل المعتقلين تدوين شهاداتهم هنا (Re: على عجب)
|
Quote: جرائم الانقاذ–شهادات-افادات-وثائق وتوثيق
كتبهااحمد سليمان عباس ، في 20 ديسمبر 2011 الساعة: 17:04 م
Tuesday, June 1st, 2010
شهادات .. إفادات .. وثائق .. وتوثيق
أعدها للنشر: عبدالقادر محمد
** لمـاذا الآن ؟
قبل أن اقدم علي إعداد هذه الشهادات ،والإفادات للنشر ،والعمل علي توثيق تجارب ضحايا التعذيب و الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان ، فكرتُ عميقاً وترددتُ كثيراً ، وطرحتُ علي نفسي العديد من الاسئلة : لماذا نقوم بنشر هذه الشهادات /المآسي ؟ و ماهي الفائدة من نشر هذه الفظائع والانتهاكات التي ارتكبت ضد أبناء شعبنا ؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات،، فكانت الاجابة الحاسمة هي : إن التفكير في فتح ملفات التعذيب الآن هو واجب اللحظة الحاضرة من تاريخ الوطن ، خصوصاً وإن البلاد تمر بمرحلة انتقال يتوجب فيها إعمال مبادئ العدالة الانتقالية لطي صفحة الماضي الأليم ، وبداية صفحة جديدة من عمر الوطن تتطلب وبشكل مُلح وعاجل انصاف ضحايا انتهاكات حقوق الانسان الحادة التي كرس لها نظام الجبهة الاسلامية في مطلع عهده الأسود..وكذلك التفكير في ايجاد سبيل لإنصاف ضحايا التعذيب وليس مجرد مشاركتهم الآلام النفسية التي يعايشونها بشكل يومي من جراء ما تعرضوا له من تعذيب .. بجانب ذلك فإن نشر هذه الشهادات ايضا مرتبط بالتقدير الذي يجب ان يجده ضحايا التعذيب، والمساندة المعنوية ورد الإعتبار لهم وللفت انتباه الجميع لاهمية التذكر وقيمته المعنوية.
فتذكر الماضي يتيح نوعا من تكريم أولئك الذين ماتوا تحت آلة التعذيب الجهنمية ،أو تمت التضحية بهم. غير أن آليات التذكر يمكن أن تساهم في بلوغ أهداف أخرى للعدالة الانتقالية، بما في ذلك البحث عن الحقيقة، وضمان عدم تكرار الانتهاكات مستقبلا، وتحفيز الحوار والنقاش حول الماضي، ووضع سجل تاريخي مناسب، والإنصات لأصوات الضحايا ومتابعة الأهداف المرتبطة بجبر أضرار الضحايا.
وايضاً هي مساهمة في سبيل العمل على بلوغ أهداف العدالة الانتقالية، بما في ذلك تحقيق العدالة والمحاسبة، وإظهار الحقيقة، وجبر الأضرار، وضمان عدم تكرار ما جرى.
*أصولية الترابي ومصادر العنف الإرهابي
تجربة عبد المنعم طه مصطفى
تم اعتقالي لفترتين، الفترة الأولى كانت بتاريخ 12/2/1991م والثانية 24/4/1993، في الأولى كنت متوجهاً إلى الخرطوم في ذلك الوقت لحضور اجتماع حزبي، وقبل دخولي إلى البص تم اعتقالي في محطة السفر واقتادوني إلى مكاتب جهاز الأمن بمدينة سنار، وتواصلت الإجراءات بتفتيش منزلي بسنار، ولم يتم العثور على أي كتب ووثائق يرغب جهاز الأمن في الحصول عليها ماعدا جواز سفري وبه ما يفيد سفري إلى موسكو عام 1988 إذا كانت بداخله تذكرة سفر سابقة إلى موسكو، فتركزت التحقيقات عن أسباب سفري إلى موسكو و الأسباب التي دعت إلى ذلك، وظلوا يستفسروني عن الذين رافقوني في تلك الرحلة بالإضافة إلى ضغوط شديدة تحملني على الاعتراف بأنّ جريدة “الميدان” التي يصدرها الحزب الشيوعي تطبع في سنار، وأنا والزميل (بدر.ع) كنا أصغر معتقلين حينها ولذلك كنا أكثرهم عرضة للتعذيب حيث تم حشرنا معه سبعة أشخاص آخرين في غرفة كانت في الأصل مستودعا للفحم ، وكان يتم صب الماء علينا في أواخر الليل، ولكم أن تتخيلوا كيف سيكون حالنا في الوقت الذي كانوا يستمتعون بتعذيبنا وهم يأمرونا بالوقوف في طابور الصباح وملابسنا مبللة بالماء. المزيد…
وما يزال التعذيب مستمراً
Thursday, May 20th, 2010
الصادق سيد أحمد الشامي المحامي
شباب في مقتبل العمر عذبوا حتى الموت فما ضعفوا ولا وهنوا وذهبت أرواحهم فداءً لهذا الوطن ونذكر منهم د. علي فضل ومنهم من وضع في برميل ملئ بالثلج حتى تجمدت أطرافه وتلفت شرايينه فبترت ساقه ونذكر المحامي عبد الباقي عبد الحفيظ وتعرض الكثيرون لأصناف وأساليب ونماذج من التعذيب لا يقرها ضمير حي ولا دين ولا قيم ولا خلق سوي.
ونخشى أن تضعف ذاكرة التاريخ وتضيع الحقائق والوقائع الثابتة في خضم الأكاذيب والترهات وصناعة التزييف.
فبعد فترة وجيزة من استشهاد د. علي فضل سأل الصحفي والكتاب فتحي الضو العقيد يوسف عبد الفتاح في 9/5/1990 عن موت د. علي فضل بالتعذيب في السجن فكانت الإجابة “هذه إشاعات لقد مات بالملاريا”. ومنذ فترة وجيزة سئل أحد قادة النظام عن حقيقة بيوت الأشباح وما كان يمارس فيها من تعذيب جسدي ومعنوي فكانت الإجابة مرة أخرى “هذه إشاعات”.
إن السكوت عن بيان هذه الحقائق يفتح المجال لطمسها ونسيانها ومن ثمّ ضياعها ولذلك لابد من تعرية وفضح جميع ممارسات التعذيب وكافة أوجه انتهاكات حقوق الإنسان ومصادرات الحريات الأساسية توثيقاً وإثباتاً وتاريخاً لها. المزيد…
الميدان : تفتح.. وثائق ملـفـَّــــات التعذيب (6)
Tuesday, May 18th, 2010
شهادات .. إفادات.. وتوثيق
أعدها للنشر: عبدالقادر محمد
** لمـاذا الآن ؟
قبل أن اقدم على إعداد هذه الشهادات، والإفادات للنشر، والعمل علي توثيق تجارب ضحايا التعذيب و الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان، فكرتُ عميقاً وترددتُ كثيراً، وطرحتُ على نفسي العديد من الاسئلة : لماذا نقوم بنشر هذه الشهادات /المآسي ؟ و ماهي الفائدة من نشر هذه الفظائع والانتهاكات التي ارتكبت ضد أبناء شعبنا ؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟ فكانت الاجابة الحاسمة هي : إن التفكير في فتح ملفات التعذيب الآن هو واجب اللحظة الحاضرة من تاريخ الوطن، خصوصاً وإن البلاد تمر بمرحلة انتقال يتوجب فيها إعمال مبادئ العدالة الانتقالية لطي صفحة الماضي الأليم، وبداية صفحة جديدة من عمر الوطن تتطلب وبشكل مُلح وعاجل انصاف ضحايا انتهاكات حقوق الانسان الحادة التي كرس لها نظام الجبهة الاسلامية في مطلع عهده الأسود..وكذلك التفكير في ايجاد سبيل لإنصاف ضحايا التعذيب وليس مجرد مشاركتهم الآلام النفسية التي يعايشونها بشكل يومي من جراء ما تعرضوا له من تعذيب .. بجانب ذلك فإن نشر هذه الشهادات أيضاً مرتبط بالتقدير الذي يجب ان يجده ضحايا التعذيب، والمساندة المعنوية ورد الإعتبار لهم وللفت انتباه الجميع لأهمية التذكر وقيمته المعنوية.
فتذكر الماضي يتيح نوعاً من تكريم أولئك الذين ماتوا تحت آلة التعذيب الجهنمية ،أو تمت التضحية بهم. غير أن آليات التذكر يمكن أن تساهم في بلوغ أهداف أخرى للعدالة الانتقالية، بما في ذلك البحث عن الحقيقة، وضمان عدم تكرار الانتهاكات مستقبلاً، وتحفيز الحوار والنقاش حول الماضي، ووضع سجل تاريخي مناسب، والإنصات لأصوات الضحايا ومتابعة الأهداف المرتبطة بجبر أضرار الضحايا.
وايضاً هي مساهمة في سبيل العمل على بلوغ أهداف العدالة الانتقالية، بما في ذلك تحقيق العدالة والمحاسبة، وإظهار الحقيقة، وجبر الأضرار، وضمان عدم تكرار ما جرى. إضافة إلى كل ذلك، غالباً ما يكون هناك مطلب بالتذكر، وبالتذكر ينخرط الناس في حوار حي وديناميكي ودائم، ليس فقط حول الماضي – وأحداثه ودلالاتها – بل أيضا حول الطريقة التي يستفيد بها الحاضر من هذا الماضي ويمكن المجتمعات من استعداد أفضل للمستقبل.
الظلم وإن تحصن بالقوة فهو إلى زوال
تجربة مجدي بحر
الزمان: السبت 2 سبتمبر 1995 حوالي الساعة السادسة مساء
المكان: مدينة الثورة بأم درمان
قوة يفوق عددها السبعين جندياً والعشرات من الضباط.. تحاصر أحد منازل مدينة الثورة بأم درمان، أحسسنا ونحن داخل المنزل بالحركة المريبة بالخارج فحاولنا مغادرة المنزل قبل اجتياح المنزل، حينها اكتشفنا أن التطويق تم لكامل الحي، ما كان نتيجته ناج منا ولا ناجح في الفرار. المزيد…
من أجل الأجيال القادمة
Tuesday, May 11th, 2010
وعشان عيون أطفالنا ما تضوق الهزيمة
سليمان الخضر
قبل المقدمة:
قال الأستاذ بشرى الفاضل الأديب السوداني الذي تنبأ وقرأ (بعيون زرقاء اليمامة) ما تؤول إليه بلادنا وما يقاسيه أبناء شعبنا من خلال رؤيته الثاقبة في قصة الطفابيع 2. حيث قال (إنهم يشربون الدم بدلاً عن الماء.. ليس لهم أكف أصابع مثلنا إنما نهايات أكفهم فؤوس) كان ذلك قبل أكثر من عشرة أعوام سابقة لإنقلاب يونيو 1989 المشؤوم.
وقال أديبنا الفذ الطيب صالح بعد عام من الإنقلاب مسطراً دهشته الكبرى في (من أين أتى هؤلاء؟) رغم إن من رأى ليس كمن سمع ومن تكبد وعايش وتعايش مع، ليس مثل الاثنين معاً.
التعذيب: لا نود هنا أن نتناول التعريفات والمنطلقات الفلسفية والثقافية لمفهوم التعذيب والذي يقوم به وينفذه ويمارسه وحوش يعانون من تشوهات نفسية وأخلاقية أو انحرافات عقائدية تربوية تجاه أبناء جلدتهم بل نحاول أن نجعل من التجربة مصدراً للتعرف على جرائم نظام الإنقاذ وجهاز أمنها.
أنواع التعذيب الذي مارسه الإسلاميون
كانت هناك معتقلات عبود وحراسات (ابارو) 1958 وكانت بشاعتها أقل درجة مقارنة ببيوت الأشباح في عهد حسن الترابي والبشير. سبق أن حشرنا في معتقلات نميري بعد ردة 1971 ورغم بشاعتها إلا أنه لا وجه للمقارنة بينها وبيوت أشباح الإنقاذ بأي حال من الأحوال، من خلال ما تقدم ذكره حول الدكتاتوريتين السابقتين إلى جانب حسن الترابي/ البشير يونيو 1989 ينهض سؤال مهم عن نوعية وثقافة المعذب “بضم الميم وكسر الذال” هنا وهناك. ففي الفترة التي تلت هزيمة حركة 19 يوليو 1971 كان الجو معبأ بالآلة الإعلامية للنظام المايوي ضد الشيوعيين. ومارسوا شتى صنوف التعذيب والضرب بالبوت (الحذاء العسكري) على بعض شهداء 1971 (حالة الشهيد الشفيع أحمد الشيخ مثالا) لم تكن دوافعهم أيديولوجية.. ربما لأسباب شخصية أو حقد متراكم في النفوس لم يكن ذلك رغم بشاعته مثلما مورس في عهد نظام الترابي والذي اعتمد التعذيب كوسيلة لانتزاع الأقوال ولكسر شوكة المعارضين السياسيين. المزيد…
الميدان تفتح ملـفـَّــــات التعذيب (5)
Thursday, May 6th, 2010
شهادات .. إفادات .. وثائق .. وتوثيق
أعدها للنشر: عبدالقادر محمد
** لمـاذا الآن ؟
قبل أن اقدم علي إعداد هذه الشهادات، والإفادات للنشر، والعمل على توثيق تجارب ضحايا التعذيب و الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان، فكرتُ عميقاً وترددتُ كثيراً، وطرحتُ على نفسي العديد من الاسئلة: لماذا نقوم بنشر هذه الشهادات /المآسي ؟ و ماهي الفائدة من نشر هذه الفظائع والانتهاكات التي ارتكبت ضد أبناء شعبنا ؟ ولماذا في هذا التوقيت بالذات؟ فكانت الإجابة الحاسمة هي : أنّ التفكير في فتح ملفات التعذيب الآن هو واجب اللحظة الحاضرة من تاريخ الوطن، خصوصاً وأنّ البلاد تمر بمرحلة انتقال يتوجب فيها إعمال مبادئ العدالة الانتقالية لطي صفحة الماضي الأليم ، وبداية صفحة جديدة من عمر الوطن تتطلب وبشكل مُلح وعاجل انصاف ضحايا انتهاكات حقوق الانسان الحادة التي كرس لها نظام الجبهة الاسلامية في مطلع عهده الأسود..وكذلك التفكير في ايجاد سبيل لإنصاف ضحايا التعذيب وليس مجرد مشاركتهم الآلام النفسية التي يعايشونها بشكل يومي من جراء ما تعرضوا له من تعذيب .. بجانب ذلك فإن نشر هذه الشهادات أيضاً مرتبط بالتقدير الذي يجب أن يجده ضحايا التعذيب، والمساندة المعنوية ورد الإعتبار لهم وللفت انتباه الجميع لأهمية التذكر وقيمته المعنوية.
فتذكر الماضي يتيح نوعاً من تكريم أولئك الذين ماتوا تحت آلة التعذيب الجهنمية،أو تمت التضحية بهم. غير أن آليات التذكر يمكن أن تساهم في بلوغ أهداف أخرى للعدالة الانتقالية، بما في ذلك البحث عن الحقيقة، وضمان عدم تكرار الانتهاكات مستقبلا، وتحفيز الحوار والنقاش حول الماضي، ووضع سجل تاريخي مناسب، والإنصات لأصوات الضحايا ومتابعة الأهداف المرتبطة بجبر أضرار الضحايا.
وايضاً هي مساهمة في سبيل العمل على بلوغ أهداف العدالة الانتقالية، بما في ذلك تحقيق العدالة والمحاسبة، وإظهار الحقيقة، وجبر الأضرار، وضمان عدم تكرار ما جرى. إضافة إلى كل ذلك، غالبا ما يكون هناك مطلب بالتذكر
وبالتذكر ينخرط الناس في حوار حي وديناميكي ودائم، ليس فقط حول الماضي – وأحداثه ودلالاتها – بل أيضا حول الطريقة التي يستفيد بها الحاضر من هذا الماضي ويمكن المجتمعات من استعداد أفضل للمستقبل. أمام الانتشار الواسع لانتهاكات حقوق الإنسان، أصبح لزاما على الحكومات ليس فقط التصدي لمرتكبي هذه التجاوزات بل أيضا ضمان حقوق الضحايا. وبوسع الحكومات أن تهييء الظروف الملائمة لصيانة كرامة الضحايا وتحقيق العدل بواسطة التعويض عن بعض ما لحق بهم من الضرر والمعاناة. وينطوي مفهوم التعويض على عدة معان من بينها التعويض المباشر (عن الضرر أو ضياع الفرص)، رد الاعتبار (لمساندة الضحايا معنويا وفي حياتهم اليومية) والاسترجاع (استعادة ما فقد قدر المستطاع).
ويمكن التمييز بين التعويضات بحسب النوع (مادية ومعنوية) والفئة المستهدفة (فردية / جماعية). ويمكن أن يتم التعويض المادي عن طريق منح أموال أو حوافز مادية، كما يمكن أن يشمل تقديم خدمات مجانية أو تفضيلية كالصحة والتعليم والإسكان. أما التعويض المعنوي فيكون مثلا عبر إصدار اعتذار رسمي، أو تكريس مكان عام (مثل متحف أو حديقة أو نصب تذكاري) أو إعلان يوم وطني للذكرى.
أما الأهداف المتوخاة من تدابير التعويض (سواء كانت مادية أو معنوية) فهي عديدة ومتنوعة ومن بينها الإقرار بفضل الضحايا جماعات وأفراداً، وترسيخ ذكرى الانتهاكات في الذاكرة الجماعية، تشجيع التضامن الاجتماعي مع الضحايا، إعطاء رد ملموس على مطالب رفع الحيف وتهيئة المناخ الملائم للمصالحة عير استرجاع ثقة الضحايا في الدولة. إضافة إلى أن مبدأ التعويضات أصبح إلزاميا بموجب القانون الدولي.
الشهيد الدكتور علي فضل
حوالي الساعة الخامسة من فجر يوم السبت 21 أبريل 1990 فاضت روح الشهيد علي فضل أحمد الطاهرة في قسم الحوادث بالمستشفى العسكري باُمدرمان نتيجة التعذيب البشع، الذي ظل يتعرض له خلال فترة اعتقال دامت 52 يوماً منذ اعتقاله من منزل اُسرته بالديوم الشرقية مساء الجمعة 30 مارس 1990 ونقلِه إلى واحد من أقبية التعذيب التي أقامها نظام الجبهة غداة استيلائه على السلطة في 30 يونيو 1989. وطبقاً للتقرير الذي صدر عقب إعادة التشريح، ثبت أن الوفاة حدثت نتيجة “نزيف حاد داخل الرأس بسبب ارتجاج في المخ ناتج عن الإرتطام بجسم صلب وحاد”. وعندما كان جثمان الشهيد علي فضل مسجياً بقسم حوادث الجراحة بمستشفى السلاح الطبي باُمدرمان سُجلت حالة الجثة كما يلي:
• مساحة تسعة بوصات مربعة نُزع منها شعر الرأس إنتزاعاً.
• جرح غائر ومتقيّح بالرأس عمره ثلاثة أسابيع على وجه التقريب.
• إنتفاخ في البطين والمثانة فارغة، وهذه مؤشرات على حدوث نزيف داخل البطن.
• كدمات في واحدة من العينين وآثار حريق في الاُخرى (أعقاب سجائر).
عندما يمارس البشر التعذيب فإنهم يهبطون إلى مرحلة أدنى من الوحوش، ذلك أن الوحوش لم يعرف عنها ممارسة التعذيب أو التنكيل الذي احترفه جلادو نظام الجبهة الذين عذبوا الشهيد علي فضل أحمد حتى الموت. فهؤلاء قد هبطت بهم أمراضهم وعقدهم النفسية واضطرابات الشخصية إلى درك سحيق لا تصل إليه حتى الوحوش والحيوانات المفترسة. ليس ثمة شك في أنّ الجلادين المتورطين في تعذيب علي فضل حتى الموت قد تربوا في كنف تنظيم الجبهة الإسلامية على مبادئ فكرية وسياسية تجعل الفرد منهم لا يتورع عن الدوس على آدمية وكرامة الآخرين وقدسية الحياة ولا يترددون لحظة في إذلال وتعذيب البشر حتى الموت.
** خـلـفـيـة :
كان للإضراب الذي نفذه الأطباء السودانيون إبتداءً من يوم الأحد 26 نوفمبر 1989 أثراً قوياً في كسر حاجز المواجهة مع نظام الجبهة الفاشي الذي استولى على السلطة أواخر يونيو من نفس العام بإنقلاب عسكري أطاح حكومة منتخبة ديمقراطياً. وبقدرما أذكى ذلك الإضراب روح المقاومة ومواجهة الطغمة التي استولت على السلطة بليل، أثار في المقابل ذعراً واضحاً وسط سلطات النظام الإنقلابي الذي بدأ حملة ملاحقات وقمع وتنكيل شرسة وسط النقابيين والأطباء على وجه الخصوص. وفي غضون أيام فقط جرى اعتقال عشرات الأطباء، الذين نقلوا إلى بيوت الأشباح التي كان يشرف عليها في ذلك الوقت “جهاز أمن الثورة”، وهو واحد من عدة أجهزة أمن تابعة لتنظيم الجبهة الإسلامية ومسؤولة عنه مباشرة قياداته الأمنية: نافع علي نافع والطيب سيخة وعوض الجاز. كما ان فرق التعذيب التي مارست هذه الجريمة البشعة ضد عشرات الأطباء كانت بقيادة عناصر الجبهة الإسلامية من ضمنهم قيادات بارزة البوم بحزب المؤتمر الوطني.
** الإعـتـقـال ووقـائـع الـتـعـذيـب : • ما حدث للشهيد علي فضل يُعتبر جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد لأنّ كل حيثياتها تؤكد ذلك. فقد توعّد العقيد (الرتبة التي كان يحملها عند حدوث الجريمة( الطيب إبراهيم محمد خير –الطيب سيخة- باعتقال علي فضل واستنطاقه ودفنه حياً وتعامل مع هذه المهمة كواجب جهادي، وهو قرار اتخذه الطيب سيخة قبل اعتقال علي فضل، فقد تسلّم الطيب سيخة (عضو لجنة الأمن العليا التي كان يترأسها العقيد بكري حسن صالح)(مطلع ديسمبر 1989 تقريراً من عميل للأمن يدعى محمد الحسن أحمد يعقوب أورد فيه أن الطبيب علي فضل واحد من المنظمين الأساسيين لإضراب الأطباء الذي بدأ في 26 نوفمبر 1989.
• اعتُقل الشهيد علي فضل مساء الجمعة 30 مارس 1990 ونقل على متن عربة بوكس تويوتا الى واحد من أقبية التعذيب، واتضح في وقت لاحق ان التعذيب قد بدأ ليلة نفس اليوم الذي اعتُقل فيه. وطبقاً لما رواه معتقلون آخرون كانوا في نفس بيت الاشباح الذي نقل إليه، اُصيب علي فضل نتيجة الضرب الوحشي الذي تعرض له مساء ذلك اليوم بجرح غائر في جانب الرأس، جرت خياطته في نفس مكان التعذيب وواصل جلادو الجبهة البشاعة واللاإنسانية التي تشربوها فكراً واحترفوها ممارسة.
• إستمرار تعذيب الشهيد علي فضل على مدى 52 يوماً منذ اعتقاله مساء 30 مارس 1990 حتى استشهاده صبيحة 21 أبريل 1990 يثبت بوضوح إنه هزم جلاديه، الذين فشلوا في كسر كبريائه وكرامته واعتزازه وتمسكه بقضيته. ومع تزايد وتائر التعذيب البشع اُصيب الشهيد علي فضل بضربات في رأسه تسببت في نزيف داخلي حاد في الدماغ أدى الى تدهور حالته الصحية. وحسب التقارير الطبية التي صدرت في وقت لاحق، لم يكن على فضل قادراً على الحركة، كما حُرم في بعض الأحيان من الأكل والشرب وحُرم أيضاً من النظافة والإستحمام طوال فترة الإعتقال.
• نُقل الشهيد علي فضل فجر يوم السبت 21 أبريل الى السلاح الطبي وهو فاقد الوعي تماماً، ووصف واحد من الأطباء بالمستشفى هيئته قائلاً: “إن حالته لم تكن حالة معتقل سياسي اُحضر للعلاج وإنما كانت حالة مشرد جيء به من الشارع…. لقد كانت حالته مؤلمة… وإنني مستعد أن اشهد بذلك في أي تحقيق قضائي يتقرر إجراؤه”.
• العاملون بحوادث الجراحة بالمستشفى العسكري اضطروا للتعامل مع حالة الشهيد علي فضل كمريض عادي دون التزام الإجراءات القانونية المتعارف عليها وذلك بسبب ضغوط رجال الأمن الذين أحضروا الشهيد بخطاب رسمي من مدير جهاز الأمن وأيضاً بسبب تدخل قائد السلاح الطبي، اللواء محمد عثمان الفاضلابي، ووضعت الحالة تحت إشراف رائد طبيب ونائب جراح موال للجبهة الإسلامية يدعى أحمد سيد أحمد.
• فاضت روح الطبيب علي فضل الطاهرة حوالي الساعة الخامسة من صبيحة السبت 21 أبريل 1990، أي بعد أقل من ساعة من إحضاره الى المستشفى العسكري، مما يدل على أن الجلادين لم ينقلوه إلى المستشفى إلا بعد أن تدهورت حالته الصحية تماماً وأشرف على الموت بسبب التعذيب البشع الذي ظل يتعرض له.
• بعد ظهر نفس اليوم أصدر طبيبان من أتباع تنظيم الجبهة،هما بشير إبراهيم مختار وأحمد سيد أحمد، تقريراً عن تشريح الجثمان أوردا فيه ان الوفاة حدثت بسبب “حمى الملاريا”، واتضح لاحقاً أن الطبيبين أعدا التقرير إثر معاينة الجثة فقط ولم يجريا أي تحليل أو فحص. وجاء أيضاً في شهادة الوفاة (رقم 166245)، الصادرة من المستشفى العسكري باُمدرمان والموقعة بإسم الطبيب بشير إبراهيم مختار، أن الوفاة حدثت بسبب “حمى الملاريا”.
• بعد اجتماعات متواصلة لقادة نظام الجبهة ومسؤولي أجهزته الأمنية، إتسعت حلقة التواطؤ والضغوط لاحتواء آثار الجريمة والعمل على دفن الجثمان دون اتباع الإجراءات القانونية اللازمة. فقد مارس نائب مدير الشرطة، فخر الدين عبد الصادق، ضغوطاً متواصلة لحمل ضباط القسم الجنوبي وشرطة الخرطوم شمال على استخراج تصريح لدفن الجثمان دون اتباع الإجراءات القانونية المعروفة، فيما فتحت سلطات الأمن بلاغاً بتاريخ 22 أبريل بالقسم الجنوبي جاء فيه ان الطبيب علي فضل أحمد توفي وفاة طبيعية بسبب “حمى الملاريا”. العميد أمن عباس عربي وقادة آخرون في أجهزة الأمن حاولوا إجبار اُسرة الشهيد على تسلُّم الجثمان ودفنه، وهي محاولات قوبلت برفض قوي من والد الشهيد واُسرته التي طالبت بإعادة التشريح بواسطة جهة يمكن الوثوق بها.
• إزاء هذا الموقف القوي اُعيد تشريح الجثة بواسطة أخصائي الطب الشرعي وفق المادة (137 ((إجراءات اشتباه بالقتل) وجاء في تقرير إعادة التشريح أن سبب الوفاة “نزيف حاد بالرأس ناجم عن ارتجاج بالمخ نتيجة الإصطدام بجسم حاد وصلب”، وبناءً على ذلك فُتح البلاغ رقم 903 بالتفاصيل الآتية: – المجني عليه: الدكتور علي فضل أحمد-المتهم: جهاز الأمن -المادة: 251 من قانون العقوبات لسنة 1983 (القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد).لم تتمكن (العدالة) من النظر في القضية وأوقفت التحريات نتيجة الضغوط المتواصلة والمكثفة من نظام الجبهة ورفض جهاز الأمن تقديم المتهمين الأساسيين للتحري، أي الأشخاص الذين كان الشهيد تحت حراستهم ، وهم المتهمون الأساسيون في البلاغ. الآتية أسماؤهم شاركوا، بالإضافة إلى الطيب سيخة، في تعذيب د. علي فضل (أسماء حركية وأخرى حقيقية لأن غالبية الجلادين كانوا يستخدمون أسماء غير حقيقية) -نقيب الأمن عبد العظيم الرفاعي -العريف العبيد من مدينة الكوة -نصر الدين محمد – العريف الأمين (كان يسكن في مدينة الفتيحاب بامدرمان)-كمال- حسن (إسمه الحقيقي احمد محمد وهو من منطقة العسيلات) -عادل سلطان- حسن علي (واسمه الحقيقي أحمد جعفر)- عبد الوهاب محمد عبد الوهاب (إسمه الحقيقي علي أحمد عبد الله… من شرطة الدروشاب)-نصر الدين محمد- الرقيب الأمين (كان يسكن بمدينة الفتيحاب بامدرمان)- الرقيب العبيد (كان يسكن في سوبا مطلع التسعينيات وهو عضو بالجبهة القومية الاسلامية) – علي الحسنK ويبقى القول أنّ جلادي وقتلة علي فضل معروفون…. وسيطالهم القصاص… هم وكل من كان في موقع مسؤولية في سلطات النظام في ذلك الوقت ابتداءً من أفراد الأمن وحتى مجلس قيادة الإنقلاب والمجلس الأربعيني وعناصر وقيادات الجبهة التي كانت تدير دولة القهر والبطش من خلف كواليس اُخرى.
** الشهيد المهندس أبو بكر محى الدين راسخ: اغتيل غدراً فى شهر اكتوبر سنة 1992 بطريقة قذرة ولا انسانية عكست مدي همجية ووحشية من اغتالوا أبوبكر الراسخ من افراد أمن الجبهة الاسلامية
كان الشهيد أبو بكر الراسخ (وهو مهندس طيران خريج احدى الجامعات الروسية الشهيرة )، فى ليلة اغتياله كان يقود سيارة من منزلهم بالثورة متجها الى منزل شقيقته بالحاج يوسف فقابلته سيارة أمن كانت تتابعه وطلبوا منه النزول فأوقف سيارته ونزل وهم فى سيارتهم أطلقوا عليه النار حتى سقط على الأرض ثم داسوا جسده بالسيارة . رفض أهله وذويه ومعارفه وجيرانه دفنه حتى يتم القبض على القتلة .
** اعدام جرجس ومجدي : في آواخر ديسمبر عام 1989 تلقى الاقباط اول إشارة من إشارات التوجه الحضاري الاسلامي ، المشروع الذي طرحته الجبهة الاسلامية القومية عشية انقلابها علي الديمقراطية، صدرت الاشارة من محكمة في الخرطوم . تلك المحكمة أطلق عليها ” المحكمة الخاصة”. حيث مثل مساعد طيار سوداني يعمل في الخطوط السودانية يدعى جرجس القس بسطس امام تلك المحكمة . كانت التهمة هي تخريب الاقتصاد الوطني وخرق قانون التعامل بالنقد الاجنبي . قال الادعاء في المحكمة إن مساعد الطيار جرجس ضبط متلبساً بمحاولة تهريب حوالي 95 الف دولار مع شيكات بمبلغ 800 دولار ، وشيك آخر بمبلغ دولاراً 150 و175 ريالاً سعودياً و 840 جنيهاً مصرياً . لم تستغرق محاكمة جرجس طويلاً ، وصدر ضده حكم بالاعدام شنقاً حتى الموت . نفذ فيه حكم الاعدام فجراً في سجن كوبر في فبراير عام 1990 . تعرض جرجس الى إهانات بالغة وتعذيب قاسي خلال فترة اعتقاله ، كما تعرض لضغوط نفسية رهيبة ، حيث كان يستدعي عدة مرات على أساس أن ينفذ فيه حكم الاعدام لكنه يعاد إلى زنزانته.
حكم علي جرجس بالاعدام ونفذ الحكم ، وبنفس التهمة (تخريب الاقتصاد) تم تنفيذ حكم الاعدم جوراً علي مجدي وهو شاب سوداني آخر تم اعدامه بلا أدلة جنائية كافية وبلا ذنب جناه.
أضف الى مفضلتك |
| |

|
|
|
|
|
|
Re: أطلب من كل المعتقلين تدوين شهاداتهم هنا (Re: على عجب)
|
Quote: تحية طيبة للعلم والفضح والمناداة بوقف انتهاكات حقوق الاسنسان في بلدي
فاصيل ماتعرضت له من تعذيب
قبيل الساعة الثالثة بقليل من ظهر الجمعة 29 يونيو2012 - جمعة لحس الكوع - كنت متواجدا جنوب شرق مسجدالهجرة بحي ود نوباوي بأمد رمان, ومعي احد الأصدقاء كنا نبحث عن طريقة للدخول للميدان الواقع امام المسجد والذي كان محاصرا وقتها بعشرات السيارات التابعة للأجهزة الأمنية والشرطة ، وعند اطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة اضطررت ورفيقي ان ندخل في احد الشوارع شرقا ، وعدنا بعدها بدقائق الي شارع الاسفلت شرق ميدان المسجد ، ولاحظت وصديقي م. ا . ان ثمة مراقبة ورصد لحركتنا بالمنطقة فاتجهنا جنوبا ناحية الشهداء سيرا علي الأقدام علي يمين الطريق ، وفي تلك الاثناء التقيت المهندس مصعب عمر , واقترح ان نغادر معه في سيارته , وفجاة تفرقنا بسبب الرصد , وعند اول إشارة مرور جنوبا توقفنا وصديقي منتظرين ، وفي لحظة طلب مني الصديق ان ندخل الي ظل احد البيوت وفعل هو ذلك وخطا خطوات قبلي نحو الظل ، وفجأة توقفت عربة بوكس بها عدد كبير من الاشخاص ، ونزل الشخص الجالس بالمقعد الأمامي وتفاجأت به يحكم يديه من وراء ظهري ويطلب من مرافقيه الذين علي العربة رفعي للبوكس ، وهذا ما حدث حيث وجدت نفسي علي أرضية البوكس وحولي حوالي اربعة عشر شخص ، وعند تحرك العربة حاول بعضهم ضربي الا ان احدهم أوقفه ، وتحركت العربة جنوبا لدقائق فقط علي الطريق الرئيس ومن ثم اتجهت العربة يمينا وتوقفت ، طلب مني النزول حيث كنت المعتقل الوحيد في العربة ، اثناء النزول طالتني ثلاث ضربات من خرطوش اسود وأدخلوني الي داخل المبني ، والمبني يقع في اول مربوع يمين الشارع ويفتح جنوبا علي طريق مسفلت يربط بين الشرق والغرب ، عند دخولي فناء المبني سحبت بطاقتي الصحفية وجهاز الهاتف ، ومن ثم أرغموني كما آلاخرين الذين سبقوني كمعتقلين في نفس المبني علي الجلوس علي الركبتين بعد رفع البنطلون عنهما ثم رفع الكوعين علي الحائط والنظر الي اسفل بينما. الشتائم تنهال علينا وكنا اكثر من عشرين معتقل ، وظلوا ينهالون علي اذاننا بعبارات علي شاكلة ( يالله الحس كوعك ) مع ضرب لكل من يتزحزح عن هذه الوضعية ، بعد حوالي الثلث ساعة تقريبا طلب منا ان يدخل كل واحد راسه في ملابسه ويمسك بكتف زميله الذي أمامه واخرجونا في طابور واحد الي خارج المبني حيث زج بنا في عربة بوكس ، جميعنا نكاد نكون متكومين فوق بعضنا والرأس اسفل الملابس منحني لأسفل بينما في اعلي البوكس جلس حوالي خمسة افراد يحملون خراطيش سوداء ينهالون بها علي كل من يرفع راسه عن هذه الوضعية. ولم تتوقف الشتائم أيضا .ً بعد حوالي عشر دقائق او يزيد شعرنا ببوابة تفتح وتدخل العربة وأصوات عديدة تردد ( ناس لحس الكوع جيبوهم لينا هنا ). وطلبوا منا النزول بسرعة ( يالله انزل سريع ) وسط حالة من الضرب بالخراطيش ,ومن ثم طلبوا منا الوقوف صفا واحدا امام حائط من الجهة الجنوبية للمبني ، وبدأت الأسئلة والضرب بالخرطوم مع كل سؤال ( اكثر من شخص يسال في وقت واحد ويفترض ان تجيبهم جميعا ) وإطلاق التهديدات والوعيد ، وبعدها حضر احدهم يحمل دفترا تسلم عبره متعلقاتنا التي اخذت منا في مكان الاعتقال الاول , وبدا هذا الشخص في مراجعة البيانات مع كل واحد منا ، سألني عن عملي فأجبته صحفي والبطاقة طرفكم فعاجلني احدهم بضريتين من الخرطوش والركل ، أخبرت من يكمل البيانات بان أعاني من ظرف صحي في الرأس- انسداد في بغض شرايين خلايا المخ - وعليه طلبت ان لايمس الضرب راسي ، ووعدني بإبلاغ المسؤول بذلك ، بعدها طلبوا مني الجلوس علي الأرضية ( البلاط) الساخنة وراسي لأسفل وعلي يساري مولد كهربائي, وكنت الاخير في الصف قبل ان يحضروا شابا وظهرة محمر من اثر الدماء نتيجة الضرب ، وما بين دقيقة وأخري كنت اسمع الضرب علي ظهور المعتقلين ، ولكن وبكل صدق كنت الاقل حظا في الضرب علي الظهر ، المهم, وكعادتهم حضر احدهم من الخلف ورفع راسي لأعلي وبدا شتا ئمه للمتظاهرين المعتقلين والصحف والصحفيين ولم ارد عليه ، فسألني من خلفي ، الواحد عارف الغلط ويمشي ليه ويجي هنا يقول انا عيان ) واكمل موجها حديثه لي ( انت غلطان مش كده ؟ ) فرديت عليه وهو يشد شعري للوراء ( ما غلطان لأنو الشارع فاتح وما مقفول وبالتالي ليس هناك ما يمنع ان أتحرك في الشارع ) فغضب بشدة وصاح لأحدهم باسمه ( لا اذكره )( تعال وضب الزول الصحفي ده عشان يعرف غلطه ) وانتظرت لثواني متوقعا ان ينهال الضرب بالخرطوم علي راسي كما الاخرين ولكن فجأة شعرت بكفين كبيرتين تنهالان صفعا وفي وقت واحد علي أذني وبضربات متتالية ، شعرت بطنين حاد وكدت ان ادخل في غيبوبة ( حوالي سبعة صفحات متتالية من الخلف بينما كان راس للأسفل ) وتركني وذهب وهو يشتم ، لحوالي عشر دقائق لم اكن اسمع شيئا ورويدا بدات اسمع ، ظللت اجلس علي الارض وراسي لأسفل وتطالني ضربات من مرة لأخري ومزيد من الأسئلة والوعيد لأني صحفي لأكثر من ثلاث ساعات ، حيث تم اقتيادي برفقة احد العناصر الي مكتب بالجهة اليسار من الطابق الأرضي وبدا التحقيق معي وانا واقف بينما المحقق يجلس أمامي ، وسألني عن اسم ومهنتي ولون السياسي وسبب وجودي بالمظاهرة بود نوبا وي ، وذكرت لهم انني مستقل وإنني ذهبت الي هناك كواجب مهني ، ومن ثم سألوني عن عنوان السكن والتلفون وما الي ذلك ، بعدها حضر احدهم والتقط لي صورة فوتغرافية، ثم عاد وطلب مني كتابة حسابي علي الفايس بوك والباسورد وقمت بذلك ، بعدها أعادوني للجلوس علي الارض متجها لناحية الشمال هذه المرة ، وفي الامام من الجهة الشمالية حديقة ينتهي اخرها بسيارات ومواتر قبل الحائط ، واستمريت والآخرين منذ التحقيق في حوالي الثامنة وحتي الحادية عشر والنصف نتعرض جميعنا للضرب المتقطع والإهانة والأسئلة المتكررة ، حوالي الثانية عشر حضر احدهم وهو يسال عني بالاسم وقفت وتحلق حولي حوالي الستة أشخاص ، فتح الرجل أمامي هاتفه الجوال وبدا يقرأ خبر اعتقالي من صحيفة الراكوبة الالكترونية. وطفق يسألني بهياج..( دي صورتك ) فأجبته بالإيجاب فقال( يا بتاع الراكوبة .. يا .. راكوبة ) فتدخل اخر مكملا ( ناشط كمان اها .. وكمان كاتبين نمرة العربية ... أنتو شبكات إذن .. لكن حنوريك ياراكوبة ) وفجأة تغير الوضع فانهالت علي قبضات الأيادي منهم جميعا علي راسي وعنقي بضراوة ، وهم يرددون( ناس الطابور الرواكيب ) ، ومن الضرب المتتالي وقعت في الارض ، فرفعني احدهم لأعلي من عنقي ، وهو يصرخ بهستيريا موجها حديثه لي ( كدي شوف الكاكي ده ) ( كان هناك اثنان يلبسان زي عسكري مبرقع) وفي اللحظة التي رفعت راسي لأري كما طلب انهالت قبضات من العنصر الذي يلبس الكاكي علي جبيني وراسي من الامام ). بينما آلاخرين يضربونني بقبضاتهم فوق راس وعلي العنق من الخلف ، عاد من يحمل الهاتف الجوال ليسالني مرة اخري. ( قلت لي ما منظم اها ده شنو ؟ ) ومنو فيصل الباقر دا ، أجبته زميل صحفي – يقصد الناشط الحقوقي فيصل الباقر - وسالني عن من اخذ رقم عربتهم اجبته بإنني غير مسؤول عن اي كتابة بعد اعتقالي ، أثناء الضرب رفع احدهم راسي لأعلي وهو يقول ( شوف الليلة حنعمل ليك كده ) وانزل راسي لأسفل حيث كانت يده في شكل قبضة تذهب وتجي ، ففهمت إشارة التهديد بالاغتصاب التي يعنيها ، وبعدها دفع بي للأرض فارتميت في مكاني ، وجاء احدهم يسألني ان كنت اريد شيئا فلم اسمعه فرفع صوته لاعلي ، فقال واحد اخر ( يا وهم انت الزول بتكلم معاك ترد عليهو عامل زي الحبشي كده انت ). فرديت عليه باني لا اسمعه نتيجة الضرب الذ تعرضت له في اذني, فقال وهو يضحك .. (بقيت مابتسمع .. كويس. حنخليك ماتشوف كمان , ) واعادوني للجلوس علي الارض بين المعتقلين ، وسيل الأسئلة لم يتوقف وكذا الاستهزاء والإذلال ، عند حوالي الواحدة والنصف من فجر الأحد الموافق 30يونيو 2012 حضر احد العناصر ويبدو انه ضابط لطبيعة إصداره لأوامر وحرص كل العناصر علي التواجد حولنا )،. وأمر بصرف عشرة جلدات بالخرطوش لجميع المعتقلين ، وكان ما امر به حيث هوت الخراطيم علي الجميع ، وعند دوري قمت من الارض واتجهت. للعنصر الذي ينفذ الجلد ، فإذا بالرجل يقول لي ( انت مش الصحفي يا عمك انت قالوا قصتك براها ،،، عشان كده قالوا ما يدقوك مع الجماعة ديل .. نظامك ما معانا ) وعدت للجلوس علي الارض ، ثم حضراحد ضباط الأمن وقال انه سيقدم لنا محاضرة لعلها تهدينا الي الطريق القويم –حسب قوله - ، ونزل شتائم في قيادات المعارضة واحد واحدا ، ثم ركز علي انهم الان في بيوتهم بينما انتم هنا ، وكان غرض المحاضرة واضحا ومستهدف بها الشباب المعتقلين دون الثامنة عشرة سنة وكانوا اكثر من عشرة ، حوالي الثانية فجرا اخطرنا بانه سيسمح لنا بالاستلقاء داخل مصلي داخل المبني وأضاف احدهم ( طبعا أنتو أنجاس .. ومفروض ما تدخلوا هنا ، ) طلبت الذهاب للحمام برفقة احدهم وبمجرد اعادتي للمصلي و استلقائي علي الأرضية حضر حامل الدفتر وقال لي انني مطلوب للتحقيق مرة اخري ، صعد بي للطابق الاعلي ( الاول ) وفي نهاية الممر يسارا أدخلني الي مكتب يجلس عليه شخص ستيني يرتدي جلابية ويضع رجليه علي طاولة أمامه وهناك عدد من كراس الجلوس حول مكتبه الخشبي ، أمهلني الرجل لخمس دقائق كأني غير موجود ثم بدا يطالع أوراقا أمامه ثم سألني عن اسمي ومهنتي وبعدها شرع في البحث عن أوراق التحري معي في التحقيق الاول وثم عاد يسألني عن لوني السياسي وعلاقتي بالمظاهرة فأعيدت له ماهو مكتوب امامه علي اوراق التحقيق ثم سألني عن رقم هاتفي فقلت أني لا اذكره وان هاتفي بطرفهم ويمكنهم معرفة الرقم , فحدقني بنظرة طويلة ثم عاد لمطالعة اوراق امامه ، وخاطب العنصر الذي يرافقني ( رجع ليهو حاجاته ) ، وامرني بالخروج، وأثناء نزولي وتوجهي نحو السلم لاحظت قبالتي مباشرة مكتب زجاجي ولان الدنيا ليل رأيت ما بداخله نسبة لوجود إضاءة داخله حيث رأيت احدي الناشطات من الشباب وأسمها (سوزي الوكيل ) بينما هناك اخري رأيت ظهرها فقط ، فعلمت وقتها بان من بين المعتقلين نساء- عرفت لاحقا ان الشابة الاخري اسمها ميرفت حمد النيل - ، انزلت للمكتب الذي اجري فيه معي التحقيق الاول ، وقام عنصر الأمن بتسليمي هاتفي الجوال والبطاقة الصحفية وطلب مني الخروج ، غادرت المبني وفي درجات النزول كان هناك عدد من العناصر يجلس احدهم علي كرسي فناداني وسالني (ماشي وين ؟؟؟؟) ، فأخبرته بان الرجل الذي بالاعلي افرج عني ، فقال ( تعال يا زول هنا الزول الفوق منو ) وتركني في مكاني الي ان خرج العنصر حامل الدفتر وإخطارهم بذلك ، فقال الاول ( يالله اتخارج الله فكاك) ، وما ان خطوت خمسة خطوات لحق بي احدهم وهو يحمل خرطوشا أسودا وبدا يتحدث معي ( اها حاتمشي تقول شنو ،، دقوني ... وكده شوف انا بعرف عنوان بيتكم وجيرانكم اي كلمة بنجيبك هنا راجع ) ثم اكمل ( انت ما تشتغل معانا ) رديت عليه ( انا عندي شغلي وشغال صحفي ) فقال ( ممكن تشتغل وانت في شغلك ) فأحبتهم ( انا بعرف شغلي وبس ) فغضب ورفع الخرطوش في وجهي ومرره علي راسي وانفي بطريقة مستفزة واضاف. .(اتخارج. يالله )
سرت نحو البوابة وقبل خروجي لحق بي عنصر اخر مستفزا ( داير تفتح الباب براك هو انتي قبيل لما قبضووك فتحت الباب براك ) وظلت منتظرا جوار البوابة من الداخل الي ان حضر عنصر اخر وفتح لي البوابة ، فسألته اين هذا المكان فأشار لي بان المجري الذي علي يساري هو خور ابو عنجة وان المبني الذي يبعد حوالي الثلاثمائة متر هو جوازات بانت ومكافحة المخدرات ، وطلب مني. الخروج دون ان التفت خلفي ، وسألني ( معاك قروش ) أجبته بنعم وتحركت نحو الجوازات، سالت افراد شرطة هناك فدلوني علي طريق الوصول لشارع الأربعين ، وفجأة توقفت عربة أمجاد دون ان أرفع يدي بطلبها لإيقافها فسألني السائق ( ماشي وين ) فقلت له الحاج يوسف ) واتفقت معه علي الاجرة وفي الطريق كان السائق يسألني عن المظاهرات والتخريب ، بشكل عام ووضح لي انه منهم ، فاكتفيت بالصمت الا فيما ندر ، وعند وصولنا الي المؤسسة بحري طلبت من أنزالي جوار كافتيريا استيلا ، لعلمي بانها تعمل حتي الرابعة فجرا تقريبا ، ونزلت منه هناك وطلبت عصيرا وراقبت المكان بعد مغادرته ، ثم خرجت مشيا عبر الأزقة الي داخل حي الشعبية ، ومن هناك وجدت ركشة فذهبت الي منزلي والذي وصلته بعد الخامسة فجرا عند الظهر اتصلت بأصدقاء حيث رتبوا لي مقابلة سريعة مع استشاري أذن وانف وحنجرة (ح )بشارع الحوادث بالخرطوم ، حيث اجري الكشف الطبي رافضا ان يأخذ مليما ، وطلب مني اجراء قياس للسمع ، ففعلت ورجعت له بالنتائج ، فأوضح لي بان طبلة الأذن الوسطي تعرضت للتهتك ولحق بها ثقب نتيجة الضرب ، وأنها فقدت مابين 10 %وحتي 30 % من التقاط الذبذبات حسب نتيجة قياس السمع ، اما الأذن اليمني فقد نجت من التمزق في الطبلة الا ان هناك سوائل تجمعت علي الطبلة نتيجة الصدمة وأضاف بان الأذن اليمني تضررت أيضاً في ناحية استقبال الذبذبات ولكنها اخف من من الأذن اليسري ، ، ومن ثم خصص لي عددا من الأدوية لا تعاطاها لأسبوع ومن ثم العودة لإجراء عملية صغيرة ، بعدها شرحت للطبيب المزكور شكواي من مجموعة اورام علي الراس وقمت بأخذ الصورة في اليوم الثاني ، والحمد لله أوضحت الصورة ان الجمجمة سليمة ولم تصب وان الأورام خارجية وسطحية وستزول ، بعدها توجهت في اليوم الثالث. لطبيب اختصاصي مخ وأعصاب بمستشفي بامدرمان لأنني كنت أشكو من صداع مستمر وشعور بالتقيؤ وحالة خدر متمدد من العنق للأسفل مع الام في الرقبة ، وبعد استماعه لشكواي. واطلاعه علي الصورة رجح ان السبب هو الام العنق نتيجة الضرب عليه وعلي اسفل. الرأس ، وكتب لي روشتة دوائية. من بينها دهان لمسح الرقبة مساءا ، وطلب مقابلته بعد أسبوعين.
وبعدها سافرت الي بيروت بمساعدة من الصحيفة التي اراسلها واكتب بها ( صحيفة السفير ) وفي بيروت قابلت اثنان من الاختصاصين اولهم بروفسيور جوزيف سلامة اختصاصي جراحة المخ والاعصاب بالمركز الطبي بالجامعه الامريكية و د . ناجي الزويني اخنصاصي جراحة مخ واعصاب ايضا , قابلت كل منهما علي حده وبعد اخذ صور الرنين المغنطيسي للرقبة وفحوصات وضح ان هناك قضروف في عدد من فقرات الرقبة نتيجة الضرب وتقرر لي اجراء عملية جراحية لتركيب ديسك بين الفقرتين الرابعة والخامسة ولا ازال في انتظاري ترتيبات العملية الجراحية . كما اباشر الان علاجا مع اختصاصي في الانف والاذن والحنجرة لمعالجة ما اصاب طبلة الاذن اليسري .
|
| |

|
|
|
|
|
|
|