|
|
مآلات الاحتجاجات في السودان
|
Quote: مآلات الاحتجاجات في السودان 2012-08-01 12:00 AM المواجهات الدامية التي شهدتها مدينة نيالا في غرب السودان أمس، والتي راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى بنيران الشرطة، تضيف فصلا قاتما في مسلسل الحل الأمني الذي ظلت تعتمده سلطات الخرطوم حيال المحتجين الذين خرجوا رافضين للغلاء الفاحش، ومطالبين ببسط الحريات ومكافحة الفساد، وذلك منذ انطلاق التظاهرات مطلع يونيو الماضي. النظام في الخرطوم لا يأبه للحراك الشعبي الذي يتنامى في العاصمة مثل كرة الثلج، وينطلق من العديد من المواقع مثل: المساجد، ومؤسسات التعليم العالي، والأحياء. ولم يكن مفاجئا أن يقترب المحتجون مؤخرا من قصر الرئاسة قبل أن تتصدى لهم قوات الأمن. والآن ها هي الولايات السودانية مرشحة لأن تشهد تصعيدا في الاحتجاجات بعد اليوم الدامي الذي شهدته أمس عاصمة ولاية جنوب دارفور. إن رهان النظام على غيبوبة الوعي الجمعي، وانكسار إرادة الشعب في التغيير تحت قهر الكبت المستمر منذ أكثر من عقدين، يمثل رهانا خاسرا مع تجليات المشهد السوداني الذي يتوافر فيه الآن الحد الكافي من الظروف الموضوعية والذاتية لقيام حركة احتجاج شعبية شاملة قد تطيح بالنظام، وذلك على غرار ما حدث في دول مجاورة بالمنطقة. ومع الأخذ في الاعتبار أن الشعب السوداني ذاته قد فجر في تاريخه الحديث انتفاضتين ضد الحكم العسكري؛ الأولى عام 1964 ضد حكم الجنرال إبراهيم عبود، والثانية عام 1985 ضد حكم الرئيس الراحل جعفر نميري، ولذا لن يكون مفاجئا أن يفعلها للمرة الثالثة، إذا لم تتفاعل الحكومة بشكل جدي مع المطالب الشعبية. إن أمام نظام الخرطوم استحقاقات عاجلة لا بد من القيام بها وذلك حتى تعبر البلاد من عنق الزجاجة. وأول تلك الاستحقاقات السعي الجاد لإحداث تحول سياسي حقيقي يقوم على تداول السلطة بعد أن ظل حزب المؤتمر الوطني محكما قبضته على مقاليد الأمور منذ أكثر من 20 عاما. كما أن من المهم توفير الحريات وتعزيز الشفافية، ووضع حزمة برامج تنموية تعنى بمعالجة الاختلالات الهيكلية في الاقتصاد ومكافحة الفقر.
|
http://alwatan.com.sa/Editors_Note/Default.aspx
|
|

|
|
|
|