|
لعرب يخسرون بلدا آخر العرب يخسرون بلدا آخر ! عثمان ميرغني
|
Quote: لعرب يخسرون بلدا آخر العرب يخسرون بلدا آخر
عثمان ميرغني
الأسبوع الماضي قام وزير الموارد المائية والري في دولة جنوب السودان الوليدة بزيارة إلى إسرائيل كان يمكن أن تمر بشكل عادي لولا ما قاله الوزير وما قام به خلال الزيارة التي تأتي في إطار التعاون المتنامي بين الطرفين منذ انفصال الجنوب عن الشمال، وربما قبل ذلك. فدلالات تصريحات الوزير السوداني الجنوبي خلال توقيع اتفاقية للتعاون في مجالات المياه والزراعة والبنى التحتية ومع هيئة الصناعات العسكرية الإسرائيلية، تصل إلى أبعد من السودان بكثير، وتعني كل العرب أو غالبيتهم بشكل عميق، لكن الكلام مر مرور الكرام رغم أهميته وانعكاساته الآنية والمستقبلية. فما الذي قاله الرجل؟
الوزير الجنوبي بول مايوم أكيك تبادل الكلمات مع وزير الطاقة والمياه والبنى التحتية الإسرائيلي عوزي لانداو وجاراه في التهجم على العرب والمقارنة بين تجربتي إسرائيل وجنوب السودان مع تلميحات للمقارنة بين النازية والعرب. الوزير الإسرائيلي قال لضيفه الجنوبي، إنه يتابع أوضاع جنوب السودان ونضالاته منذ أن كان شابا «وأعرف أي معاناة تعرضتم لها، فالعرب يتسمون بالقسوة الشديدة إزاء من لا يريدونه في صفوفهم». على هذا الكلام رد الوزير السوداني الجنوبي بالقول «إن هناك وجه شبه كبيرا بين تجربة إسرائيل وتجربة جنوب السودان من حيث التحديات الوجودية ومن حيث نوعية البشر الذين لا يريدون لنا ولكم الحياة»، حسب التصريحات المنشورة في «الشرق الأوسط» في عددها الصادر يوم الأربعاء الماضي. ولم يتوقف الوزير أكيك عند هذا الحد بل مضي ليقول إن جنوب السودان فقد مليونين ونصف المليون من شعبه، واليهود فقدوا ستة ملايين ومن واجب كل منا أن نسعى كي لا تتكرر هذه الإبادة.
هذا الكلام المثير للجدل يخفي تحته مشكلة كبيرة بالنسبة لمستقبل العلاقات والتحالفات في المنطقة، خصوصا بين إسرائيل وجنوب السودان مع انعكاسات محتملة على قضية مياه النيل، مثلما أنه يكشف عن قضية أخرى مسكوت عنها، وهي ما إذا كانت هناك أقليات في العالم العربي تشعر بمثل ما يتحدث به الجنوبيون السودانيون من غبن بسبب إحساسهم بالتمييز ضدهم وشكواهم من أنهم يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية وأن حقوقهم مهضومة. فالعالم العربي فيه أقليات كثيرة وخليط من المجموعات الإثنية والدينية والمذهبية مما يستدعي معالجة قضية حقوق المواطنة حتى لا تصبح مصدر ضعف مستمرا في بنيان الدول، ومنفذا للتدخلات والعداوات والحروب الأهلية. وليس سرا أن إسرائيل ظلت على الدوام تعمل على استغلال موضوع الأقليات في العالم العربي للنفاذ منه وإثارة القلاقل والاضطرابات.
العلاقات بين إسرائيل وجنوب السودان تحمل في طياتها الكثير من المشاكل للعرب إذا لم يتنبهوا ويتداركوا خطأهم المزدوج في إهمال إقامة علاقات وثيقة مع دولة الجنوب، وتجاهل خطورة أجواء العداء والحرب بين دولتي شمال السودان وجنوبه والتصرف وكأن هذا الأمر لا يعنيهم وتركه كليا للوساطات الأفريقية والتدخلات الدولية والاختراقات الإسرائيلية. فالجنوبيون يشكون من أن الدول العربية لم تبد أي اهتمام بعلاقات مع دولتهم الوليدة ولم تسع لتطوير الاتصالات وبحث مجالات التعاون، وبالتالي فإن من حقهم تطوير مجالات التعاون مع إسرائيل التي أبدت اهتماما كبيرا بتطوير العلاقات.
اللافت أن الوجود الإسرائيلي في دولة الجنوب يأتي في وقت تتصاعد فيه قضية مياه النيل مع زيادة احتياجات الدول التي تتشارك مياهه، مما يثير احتمالات تصاعد التوتر الذي يحذر البعض من أنه قد يصل إلى حد المواجهات، أسوة بحروب المياه المتوقعة في مناطق أخرى. وفي هذا الإطار يمكن فهم لماذا حرصت إسرائيل على أن تكون أول اتفاقية تعاون توقع بينها وبين دولة جنوب السودان في مجال المياه والزراعة، وتشمل كما ورد في التصريحات الرسمية «نقل المياه وتحليتها»، إلى جانب تطوير أنظمة الري الزراعي. وحسب الإذاعة العامة الإسرائيلية فإن تل أبيب وجوبا وقعتا أيضا على عدة اتفاقيات عسكرية تصدر بمقتضاها هيئة الصناعات العسكرية الإسرائيلية أسلحة ومعدات لجنوب السودان.
الذين يتابعون ملف قضية المياه يعرفون أن هناك أزمة كامنة في موضوع مياه النيل مع زيادة المطالبات من بعض الدول، خصوصا إثيوبيا التي تشهد زيادة هائلة في تعداد سكانها بما يجعلها مرشحة لتجاوز تعداد سكان مصر خلال أقل من خمسين عاما. وتطالب بعض الدول بإعادة النظر في توزيع حصص مياه النيل، بينما تبرز تساؤلات حول حساب حصة دولة جنوب السودان الجديدة، وما إذا كان هذا الأمر سيسهم في تصعيد النزاعات مستقبلا، لا سيما مع مصر والسودان. ويذهب البعض اليوم إلى حد اعتبار تكليف هشام قنديل، وزير الري السابق والخبير في مجال قضية مياه النيل بحكم عمله السابق، برئاسة الحكومة المصرية مؤشرا إلى أن هذا الملف سيكتسب أهمية كبرى في مصر خلال الفترة المقبلة. وبغض النظر عما إذا كان مثل هذا الكلام عن اختيار قنديل فيه شيء من المبالغة فإن الأمر الواضح أن مصر استيقظت على أن مشكلة مياه النيل تتفاقم بما يفرض أولوية لهذا الملف، ويستدعي النظر بشيء من القلق إلى التحركات الجارية في وحول دول حوض النيل، بما فيها التحركات الإسرائيلية في جنوب السودان التي تستفيد من أخطاء العرب وإهمالهم لملف ستكون له انعكاساته على أمنهم القومي انطلاقا من تأثيره المباشر على مصر والسودان.
شمال السودان خسر الجنوب من دون أن يجني السلام أو الخير الذي وعد به أهل «الإنقاذ»، وهذا أمر بات معروفا وواضحا للعيان، لكن السؤال هو هل خسر العرب أيضا جنوب السودان؟
الرد واضح ولا يحتاج إلى كبير عناء، وهو أننا خسرنا الجنوب، من دون أن يكترث الكثيرون بالتبعات، أو ينتبهوا لمغزى التحركات الإسرائيلية المتسارعة في منطقة مرشحة للكثير من الأحداث ذات الدلالات الكبيرة على بلدين يمثلان معا ثلث تعداد العالم العربي تقريبا. وهذا هو حالنا دائما، لا نتنبه للكثير من الأمور حتى «تقع الفأس على الرأس» كما يقولون.
[email protected]
الشرق الاوسط |
|
|

|
|
|
|
|
|
Re: لعرب يخسرون بلدا آخر العرب يخسرون بلدا آخر ! عثمان ميرغني (Re: Abdulrahman Gorashi)
|
ومتى كان العرب قد عملوا من اجل الجنوب او السودان ومتى اعترفوا بنا حتى يخسرونا ؟؟ ثم هل هو حلال على العرب عقد اتفاقيات وتطبيع مع اسرائيل وحرام على الجنوبيين ؟؟ وما علاقة الجنوب بما بين العرب واسرائيل من صراع حتى يختاروا جانب العرب خصما على مصالحهم ؟؟ واصلا ماذا كسب السودان بشقيه الجنوبى والشمالى من العرب حتى يكون حريصا وباقيا على هذه العروبة ؟؟ ولماذا ينتقد عثمان ميرغنى توجهات الجنوب وهو الذى صمت بل ايد ممارسات حكومته تحت راية الجهاد وسعى حكومته لفصل هذا الجزء العزيز من الوطن ؟؟ طالما انكم لا تريدون الجنوبيين فلماذا تتباكون على افعالهم ؟؟ ثم لماذا يكون عثمان ميرغنى حريصا على مصالح العرب اكثر من مصالح اهله ووطنه ليطلق هذه الصرخة وفى هذا الوقت بالذات هل خلصت مشاكلنا حتى نتحدث عن مشاكل او خطوات غيرنا ؟؟ والم تكن الدماء التى سفكت بالامس احق بكل هذا المداد فى امر الجنوب ؟؟
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: لعرب يخسرون بلدا آخر العرب يخسرون بلدا آخر ! عثمان ميرغني (Re: هشام عباس)
|
الأخ / جني وضيوفه الكرام رمضان كريم، تصوموا وتفطروا علي خير..
Quote: «وأعرف أي معاناة تعرضتم لها، فالعرب يتسمون بالقسوة الشديدة إزاء من لا يريدونه في صفوفهم» |
الكلام ده صحيح 100% وتدعمه الحقائق والوقائع علي الارض.. فأذا كان العربي لا يقبل العربي الاخر المختلف عنه في الفكرة، والمذهب، فكيف يكون موقفه ممن يختلف عنه في العرق ؟؟ انظر لما يجري في العراق من عنف من العربي ضد العربي الاخر !! لم يشهد له التاريخ مثيلا... انظر الي ما يجري في سوريا بين العرب !!! انظر الي اليمن...!! ولبنان.... وغيرها..حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية .. فأذا سلمنا جدلا ان السودان يصنف في دائرة الاقطار العربية، انظر الي ما يفعله العرب مع العنصر الحامي ؟؟ ما اظن ان الأمر يحتاج الي دليل.. فمن افعالهم يعرفون.. تحياتي
| |

|
|
|
|
|
|
Re: لعرب يخسرون بلدا آخر العرب يخسرون بلدا آخر ! عثمان ميرغني (Re: هشام عباس)
|
صحافة البكاء على اللبن المسكوب... هذا الصحفى يعشق الإثارة ويدعى انه يختلف مع جماعته... لم ينتقد حروب الإبادة الهمجية فى الجنوب ودارفور ولم يبك على انفصال الجنوب ولم يغضب على إخوته من المتعصبين الإسلاميين عندما فرضوا على الجنوب الإنفصال فرضا وجعلوا الوحدة الجاذبة مستحيلة ظنا منهم انهم سينفردون بالشمال لفرض حكمهم العضوض... يا سلام!!! ذوقوا ما كسبت اياديكم فالجنوب لها الحق كدولة مستقلة ان تتصرف بحقها من المياه مثل اثيوبيا وفى عالم اليوم ليس هناك كبير وصغير بل تحالفات ومصالح ...
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: لعرب يخسرون بلدا آخر العرب يخسرون بلدا آخر ! عثمان ميرغني (Re: jini)
|
تحية و سلام جني و رمضان كريم.
من يقصد (بالعرب)؟ إذا كان يعتبر التطبيع مع إسرائيل خسارة لهؤلاء الذين أسماهم عربا. بهذا المنطق فقد خسر العرب مصر و الأردن، و تونس و المغرب و عمان و قطر و مريتانياو شيئا ما الإمارات وفلسطين ذات نفسها
ثم إن الرجل يتحسر علي خسارة العرب المزعومة لجنوب السودان و لا يعلق مجرد كلمة علي حقيقة خسارة هذا الجنوب لمليونين و نصف المليون من البشر في الحرب العبثية التي كانت تجري في هذا الجنوب.
يود الكاتب مواصلة العزف علي وتر التهديد الإسرائيلي القادم عبر جنوب السودان للسودان ولبقية العرب و في ظني أنه لم يعد ذا جدوي.
تحياتي.
| |

|
|
|
|
|
|
Re: لعرب يخسرون بلدا آخر العرب يخسرون بلدا آخر ! عثمان ميرغني (Re: فيصل المفتاح نور الهدي)
|
حقو كاتب المقال كان اول يرجع يشوف نسبة المياه التي تأتي من النيل الابيض وبعد داك يتكلم عن امكانية تهديد الامن المائي المصري او السوداني السفير الاثيوبي في القاهرة قال قبل يومين ان الاستثمارات الاسرائيلية في بلاده فقط خمسة مليون دولار.. يعني اقل من استثمارات الكاردينال بس دا ماب بنفي حتمية السعي لحلق علاقات استراتيجية مع دولة الجنوب على مبدأ Win -Win
| |

|
|
|
|
|
|
|