هل لا زلنا نصوم ونفطر برؤية من لا يرى باتباع البلاد الأخرى لرؤيته؟!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-20-2024, 04:27 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-19-2012, 10:23 PM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
هل لا زلنا نصوم ونفطر برؤية من لا يرى باتباع البلاد الأخرى لرؤيته؟!

    السودان منذ عقود يعلن الصيام والفطر إذا أعلنت بداية الصيام أو الفطر في السعودبة
    نقول السعودية لانها أسرع الدول في أعلان الشهر يعنى كان ما اشاف في السعودية معناها لم يولد الشهر بعد.. بل احيانا اثبت الخطأ بالمراصد ..
    يا جماعة مصر الفيها الأزهر الشريف لا تعتمد رؤبة السعودية ولا غيرها ليس لأنها السعودبة
    فقط لأن لكل بلد مطلعهم مثلما أوقات الصلاة تختلف باختلاف البلدان كذلك ممكن أن يكون أوقات الصيام
    والفطر تختلف وفقاً لاختلاف المطالع وهذا هو الموافق للشرع والعلوم المعاصرة ..وكذلك فقها السعودية لا يرون ان رؤية البلد المعين مجزية للبلد الآخر .
    كيف ناخذ برؤية للهلال وقد تمت هذه الرؤية بما لا يقل عن نصف ساعة قبل مغيب شمسنا ؟!
    كيف نقبل برؤية والشمس لم تتوارى بعد ؟!
    كيف يسوغ لنا مخالفة فقهاء الحرمين وفقها الأزهر وغيرهم؟!
    وللشيخ عبد المحمود الحفيان بن الشيخ الجيلي سفر عظيم الفائدة وغاية في التفصبل في هذه المسألة
    ومسائل الصوم عامة اسمه (اجالة الفكر فيما يثبت به الصوم والفطر













    غ
                  

07-19-2012, 11:35 PM

عمار عبدالله عبدالرحمن
<aعمار عبدالله عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 02-26-2005
مجموع المشاركات: 9162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل لا زلنا نصوم ونفطر برؤية من لا يرى باتباع البلاد الأخرى لرؤيته (Re: منتصر عبد الباسط)

    Quote: اجالة الفكر فيما يثبت به الصوم والفطر


    تقبل الله صيامك وقيامك
    بفتش للكتاب ده من زمن ,, ياريت لو تقدر ترفع في النت ,,

    اكون شاكر لك
                  

07-20-2012, 09:28 PM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل لا زلنا نصوم ونفطر برؤية من لا يرى باتباع البلاد الأخرى لرؤيته (Re: عمار عبدالله عبدالرحمن)

    الأخ عمار رlضان كريم وتقبل الله منا ومنك وتصوم وتفطر على خير
    Quote:
    بفتش للكتاب ده من زمن ,, ياريت لو تقدر ترفع في النت ,,

    اكون شاكر لك

    الكتاب غير متوفر في النت حتى الأن الا صفحات قليلة من مداخِلِه في موقع ناس طابت
    سأنقل منها نسخة هنا إن شاء الله
    ثم فيما بعد إذا وفق الله سأنقل منه بعضاََ مما يختص بموضوعنا
                  

07-20-2012, 09:38 PM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل لا زلنا نصوم ونفطر برؤية من لا يرى باتباع البلاد الأخرى لرؤيته (Re: منتصر عبد الباسط)

    الشيخ عبدالمحمود الحفيان بن الشيخ الجيلي

    إجالة الفكر الحفيانية في الصيام

    الحمد لله على نعمائه وكفاء آلائه حمداً يعرج به براق التوفيق إلى جناب المحمود في مقام الحق ، ليرفعنا بإذن الله إلى رفيع درجات التحقق بشكر الوهاب ، الذي سخر لنا ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه علنا نبلغ أسباب التقوى ومدارج العقل عن الحق ، وصلى الله على سيدنا محمد رسول الله الصادق الأمين من بعثه الحق رحمة للعالمين ، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ودعا إلى الله يإذنه فكان سراجاً منيرا لا يضل من تأثر نوره أو تبع هداه ربط السماء بالأرض . وبعد

    - الصيام في القرآن :
    ورد لفظ الصيام ومشتقاته في القرآن الكريم ثلاث عشرة مرة جاءت كلها بمعنى الأمساك عن الأكل والشرب والوطء إلا في الآية 26 من سورة مريم فإنها جاءت بمعنى الأمساك عن الكلام ترفعاً عن مجارات بني إسرائيل فيما يقولونه من ساقط القول وإبرازاً لمعجزة عيسى إبن مربم عليه السلام الذي تكلم في المهد صبيا .
    - الصيام في السنة :
    ورد لفظ الصيام ومشتقاته في حديث المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم كثيراً ، ولقد بلغت الأحاديث التي ورد فيها ذكر الصيام ومشتقاته ( تسعمائة إثنين وثمانين مرة .
    - دليل وجوب الصيام من القرآن :
    قال الله تبارك وتعالى ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )
    - دليل وجوب الصوم من السنة :
    وذلك في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي ذكر فيه أركان الإسلام وعد صوم رمضان من أركان الإسلام ( عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، والحج ، وصوم رمضان )
    - مقاصد الصوم :
    1- تحسين العلاقة بين العبد وربه وجعلها علاقة تتخطى كل مقامات الإيمان لتدخل بالعبد إلى مراقي الإحسان ، حتى يبلغ مبلغاً من العلم يرقى به إلى مقام حق اليقين .
    2- تنظيم العلاقة بين الإنسان وقواه المتنازعة فيه ، والنزاع من شيمة الأحياء ، وهو علامة صحة في السير إلى الحق عز وجل ، فالفضيلة تدفع الرزيلة ، والعلم يدفع الجهل ، والعقل يدفع الحمق ، والصحة تدفع السقم الذي يتمشى في بنية القلب ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) الشعراء 88=89 حتى تتحرر هذه القوى وتلك الملكات في الإنسان من عوامل التنازع والتناقض والتضاد إلى النزوع إلى الخير وتتوجه نحو جماع الخير الذي بيده الخير وهو الله عزوجل عبر التمسك بمنهاجه في الأرض وهو الإسلام .
    3- تحسين العلاقة بين الإنسان وأخيه الإنسان وربطها برباط الود والإخاء والتقدير مع توفر الضوابط الإنسانية التي لا غنى عنها / الصبر ، والأمانة ، والتعقل ، والعدل ، والإيثار لتحقيق المحبة الكاملة ليغير الإنسان هواه فيكون تبعاً لما جاء به سيد البرية صالى الله عليه وسلم .

    الصوم طريق للحرية الفردية والحرية الإجتماعية :
    أولى فضائل هذا الشهر وأخص خصائصه وأجلى حكمه وأبهر آياته أنه يخلق الحرية في الإنسان خلقاً ويهي الحق لهذا الخلق كل عوامل السلامة والنشأة الحسنة ، فالشياطين تصفد ، والشياطين ليست بالضرورة تلك المخلوقات النارية التي لها القدرة على التشكلات الجميلة والقبيحة والتصرف فيمن بعد عن روح الله من بني آدم ، وإنما يمكن أن تكون الشياطين المصفدة في رمضان تلك الشهوات المسعورة واللذات النهمة والطبائع المفترسة ، والأخلاق الساقطة التي تدعو إلى الفحشاء وتعد صاحبها الفقر إن أنفق مبتعدة بصاحبها في شيطنة تقصيه عن روح الله السمح ورضائه الآنس . كل تلك الطبائع الشيطانية تقيد حركتها وتضيق مجاريها في بنية الإنسان بالصوم ، لأن الشهوات الهابطة واللذات الآثمة تقود ولا شك إلى سجن الإنسان العالي في الإنسان السافل . ولعلك ستلمح معي التوافق المعجب بين حروب رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل حرية الدين وحرية العباد وبين زمانها الذي وقعت فيه وهو شهر رمضان فكأنما أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى هذا التوافق بين الحرية على الصعيد الإجتماعي وبين حرية قوى النفس الخيرة في التفاعل والتجانس مع ملكوت الله ، وأسلوب غرس الحرية في شهر رمضان أسلوب جديد في علم النفس سبق به الدين علماء النفس كلهم فهو يبدأ بالغرس الإنبعاثي التأملي الذي يبدأ من الباطن ثم يتدرج إلى الظاهر كالفكر التأملي تماماً .
    فقد مضى إثنا عشر عاماً من التحرر النفسي في بدء الإسلام والدين يقصر توجيهه وغزوه على جيوش الشيطان في النفس ، وبعد تحقق تحرر النفس وإنعتاقها من قبضة الشهوات وإرتفاعها عن هذه الملذات ، كان ذلك ضماناً بنجاح الغزو الخارجي في الآفاق ، وقد ورد في القرآن الكريم وأثر في الصحاح أن الله قد أنزل ملائكته في بدر يقاتلون مع المسلمين ، ويحق لنا الوقوف عند هذا الحادث قليلاً فلغزوة في رمضان ورمضان شهر الصوم ، فكأنما كان المؤمنون في ذلك اليوم أشبه بالملائكة الذين لا يأكلون ولا يشربون ولا بعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، إذاً فالتقارب في الصفات مدعاة إلى اللقاء والأنس ، وما تقاربت صفات الإنسان من صفات الملكوت الأعلى إلا وقرب منه فكان اللقاء وكان الإكرام والأنس . والكل يعلم أنه لا قرب بغير تقوى ولا تقوى لله مع الإستعباد والإنقياد لغيره ، فتقوى الله تعني أولاً التخلص والتحرر من الخضوع والخنوع والذل لسواه ، ولقد كتب الصيام لعلنا نتقي الله وبذلك نتحرر ، أملاً في القرب منه والأنس به . كذلك أتفقت أهداف القرآن مع أهداف الصيام في تحقيق التقوى التي تحقق الكرامة للإنسان عند الله وفي ذلك إيذان وإشارة دقيقة إلى ذلك التناسق الأخاذ والتوافق المعجب بين الظرف وهو شهر رمضان والمظروف وهو القرآن فكان ( شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ) وكما أن القرأن شفاء لما في الصدور ففي الصيام شفاء لكثير من الأدواء وقد أرشدنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أن الصوم مدعاه للصحة ومرقاه للعافية فقال ( صوموا تصحوا) ثم جاء العلم الحديث ليقرر أن الصيام جزء هام من أدوية الأمراض المستعصية في المجتمع المتطور .
    _ فالصيام يشفي الأمراض العضوية .
    _ والقرآن يشفي الأمراض النفسية .
    ولم يخرج الإنسان عن هذين التركيبين فأدواؤه اما نفسية واما عضوية ، وفي هذا الشفاء المشترك بين أدواء الروح وأدواء الجسد أسمى وسيلة للإرتقاء بالروح إلى مصاف الرقة والشفافية والعطاء من أجل سعادة الإنسان ، كما أن في هذا الشفاء ترقيقاً للوجدان وترهيفاً للحس وسعة للقلب بالرحمة ليرتفع بهذه الرهافة والرقة والشفافية والسعة عن وهاد جلافة الطبع وخشونة القول إلى العمل بالرفق والسماحة والعدل والإحسان الراضي .

    الصوم هو الصبر :
    الصبر صفة خير تعدل نصف الإيمان وهو صفة محمودة لأنه يمد القوى الإنسانية والمعاني الخلقية بدفقات من أشعة الإطمئنان الراضي ويفسح في القلب لتلقي أوامر الله ، والصابر إن مات في الحرب مات شهيداً وإن عاش عاش عزيزاً .
    جزاء الصبر :
    قال تعالى ( قل يا عبادي الذين آمنوا أتقوا ربكم للذين أحسنوا في الدنيا حسنة وأرض الله وآسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) الزمر 10 والأمر اللافت في هذا البيان القرآني المعجز في حثه على الصبر أنه لا يذكر جزاء الصابر إلا نادراً دون تحديد لنوعية هذا الجزاء , ويقول تعالى ( ما عندكم ينفد وما عند الله باق ولنجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) النحل 96 فإذا علمنا أن الصبر هو الصيام في أحد معانيه ويمكن أن نستأنس في تقرير هذا المعنى بقول الحق تعالى ( يا أيها الذين آمنوا أستعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين ) البقرة 153 وقد ذهب إبن عباس رضي الله عنهما إلى أن الصبر والصيام ليتفقان تماماً في اللغة ، فكما الصوم يعني الإمساك والإمتناع فإن الصبر يعني الحبس والمسك والكف ومن ذلك قوله تعالى ( وأصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ) الكهف 28 . وكلمة وأصبرفي هذه الآية تعني أحبس وأمسك ، فالصبر على ذلك يعني :
    - حبس الفكر عن التفكير فيما سوى الله .
    - حبس الروح عن التشوف إلى غير الله .
    - حبس النفس عن التسخط والغضب والجزع من قضاء الله .
    - حبس اللسان عن الشكوى والفاحشة .
    - حبس الجوارح عن التعدي على حدود الله .
    وكذلك الصوم فإنه إمساك عن كلما ذكرنا فلا غرابة بعد أن يكون الصوم هو الصبر . فإذا علمنا ذلك فإننا سنلمس توافقاً معجباً قاصداً وتناسقاً أخاذا بين إخفاء جزاء الصبر في كثير من آيات القرآن الكريم وقول الله تعالى في حديثه القدسي الذي أخرجه الشيخان والنسائي وإبن حيان عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : قال الله تعالى ( كل عمل إبن آدم له إلا الصوم فإته لي وأنا أجزي به ) ومن هنا يمكن أن نقرر أن جزاء الصبر عند الله هو نفس جزاء الصيام الذي هو الصبر . وقد علمنا أن الصيام لله فهو الصمد ، كما أن الصبر له فهو الصبور ، وجزاء الصابر وجوده الصبور في مآله ، كما أن جزاء الصائم وجوده الصمد . والجزاء عندما يتعلق بالذات الإلهي أو بمجلى سام من مجاليها فإنه يكون من العظمة والإجلال بحيث لا تقله العبارة ولا يحتمله اللفظ فيكون الإخبار عنه ببناء الفعل للمجهول زيادة في التعظيم والتشريف ولأن الجزاء في هذا المقام هو المجزي نفسه وهو جزاء أعظم من أن يذكر مع جزاءات دنيا . ولكن قد يعز على بعض الناس تصور أن يكون الله جزاء لعمل العبد ، ونحن نقرب الأمر فنقول : إن تجلي الله على عباده الصابرين في مجلى الآنية الأعظم محاطة بكل جمالها وجلالها وبهائها هو جزاء الصابرين وهو جزاء الصائمين ، ولقد ضرب الله لذلك برسوله صلى الله عليه وسلم مثلاً في الجزاء ، فهؤلاء الأنصار بعد غزوة حنين يجدون على رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه لم يخصهم من الفيء جزاء لما حاربوا وقاتلوا فيجيبهم الرسول صلى الله عليه وسلم ألا يرضيكم أن يذهب الناس بالورق وتذهبون برسول الله إلى منازلكم تخب به ) وفي رواية أخرى ( ما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيوتكم ) متفق عليه ، فيرضى الأنصار بعد هذا أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم جزاء لهم يعودون به حين يعود الناس بالذهب والفضة وهو جزاء لا يلحقه فناء حين يفنى الذهب والورق والكراع ، ومن هنا كان جزاءً سرمدياً حين يتصل بالجزاء الأكبر ، الا ترى معي أن الأنصار قد ربحوا الجزاء فكان المال لا يساوي شيئاً عندهم ما دام الجزاء قد لا يكون مالاً . وكذلك من رأى طرفاً من الجزاء في الصيام فإنه يكون جواداً بالمال ، وقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه ( أجود ما يكون في شهر رمضان كأنه الريح كفاً ) وذلك لرؤيته الجزاء الأوفى ، وعلى ذلك يكون الإنسان ثر العطاء مادياً وروحياً عميق الشعور بالحياة التي علقت بالمثل العليا فترفعت عن الدنايا وسمت إلى مصدر الخير والإحسان يشع بهذا السمو في المجتمع روح التسامي عن الشهوات الوضعية والأماني الهابطة ، وتشد روح التواد ونكران الذات في سبيل الذات الأعلى ، وتسد بذلك كل أبواب الرزيلة ومداخل الشيطان ,
    فهل بعدئذ يكون الصبر لله ؟ أم لجزاء الله ؟

    الصبر إلى جانب ذلك مطية ترقى بصاحبها إلى مقام الأمانة في الهدى بأمر الله قال تعالى ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون ) السجدة 24 . رغم هذا فإن أي خاطر يخطر على الفكر يحمل نسمة الجزاء على الصبر يلتفت إليه الإنسان يعتبر قادحاً في صدق دعوى الصبر لله ، بل ربما يكون طاعنا في إدعاء العبودية ، وهل رأيت عبداً ينازع سيده الجزاء بما عمل ، وهل يكون الصبر بعدئذ لله ؟ أم لجزاء الله ؟
    إن الحب الصادق يجيب على هذا السؤال إجابة تنبعث من القلب الذي تمكن فيه ذلك الحب ليؤكد أن الصبر لله حباً له وتعلقاً بجنابه العالي ورجاء الرحمة الواسعة ( ولن يدخل أحدكم الجنة بعمله ) أخرجه مسلم ، ولولا أن الله منح صبره من يشاء لما صبر أحد ، لأجل ذلك كان الصبر بالله هو عين البقاء به ، ليعلم في هذا المقام أن القوة لله جميعاً ويدرك أنه ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) قال تعالى ( وأصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون ) النحل 127 ، فأصبر لله به لتكون معه ، ولعل أول ما يترجم عن الصبر ويجسمه من العبادات الصيام ، وعلى ذلك كانت المحافظة على الصيام تنفيذا لأوامر الله درجة في مقام الصبر مع الله ، قال تعالى ( فاصبر صبراً جميلا ) المعارج ، وبتحقيقنا لهذا الصبر الجميل الذي لا تشوبه شائبة من الشكاوي أو الضجر أو القنوط نكون قد أرسينا قاعدة متينة من قواعد المجتمع السليم وأقمنا ضابطاً خيراً من ضوابط المجتمع الرفيع الذي سيرتفع بالأفراد والمجتمعات لتحقيق ضابط الأمانة المتين الذي يفضي بكل الصابرين الأمناء إلى باب الأمين صلى الله عليه وسلم المفتوح على حضيرة القدس الأعلى في كنف الرفيق الأعلى الذي سيرتفع إليه المؤمنون بأماناتهم التي رعوها حق رعايتها ومن أوجبها رعاية أمانة الصوم . فما هي الأمانة ؟

                  

07-20-2012, 09:42 PM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل لا زلنا نصوم ونفطر برؤية من لا يرى باتباع البلاد الأخرى لرؤيته (Re: منتصر عبد الباسط)

    الأمــــــانة :
    إنها ضابط من ضوابط المجتمع تمتاز بالقوامة الحقة على كل منتجات المجتمع ، وما إنعدمت الأمانة في مجتمع إلا تداعت أركانه وتصدعت قوائمه ، ولا يمكن أن تشع الأمانة في مجتمع إلا إذا أتصف أفراده بصفة الأمانة . والأمانة من الصفات المعنوية الباطنة في البنية الإنسانية ، وهذا أمر يجعل العناية بأخلاق الإنسان وتربية باطنه والإهتمام به من أحسن أعمال المصلحين والمرشدين ,
    ولاشك أن كل الناس وآجدون في القرآن والسنة وسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وتراجم الأعلام من المؤمنين المجاهدين ما يغذي مسالك الأمانة في الضمير الحي ويقيمها في قلب المؤمن وازعا يزع كل دخيل من الآراء وزنيم من الأفكار والطباع ، يحاول الخروج على المجتمع المسلم لإشاعة الفساد والإنحلال فيه . ولايمكن غرس الأمانة ورعايتها في النفوس بقانون وضعي ، لأن القانون يخاطب العقل الحاس الذي نيطت به الحرية في التعامل ، وقد يكون العقل في زماننا هذا أقرب إلى الواقعية وأدخل في المادية منه في المثاليات الأخلاقية والمثل الروحية ، والأمانة من الفضائل الإنسانية والأخلاق الإسلامية التي لا تغرس بقانون وضعي . لأجل هذا شرع الله الصوم وأوجبه على المؤمنين فحملهم بذلك الأمانة بالحفاظ على آدابه ومقوماته في النفس والمجتمع حفاظاً لا يمليه عليهم القانون الموضوع ولا الرقابة ولا المجتمع الصارم ، وإنما حفاظاً تمليه الأمانة في الضمير الحي ، والقلب المنور بنور الله ، أوقف الأمانة كحارس أمين علي البنية الإنسانية يستلهم هذا الحارس أمانته من تصور شهود الحق تعالى على كل خاطرة ونفس ، فيرتفع بتصور هذا الشهود إلى مقام المراقبة الذي يفضي به إلى الورع الداعي إلى خشية الله ، لنؤدى أمانتي الصبور والصمد بحفظهما وأداؤهما تخلقاً وتحققاً والعيش يهما في المجتمع ، ومثقال ذرة من الإخلال بأخلاق الحق في شهر رمضان يعتبر خيانة للأمانة التي يجب أن ئؤدى إلى أهلها كاملة .وليس الأمر مقصوراً على هذين الإسمين ( الصمد والصبور ) في التعامل وفق ضوابط الأمانة في المجتمع الرفيع ، وإنما كل أسماء الله أمانات يجب الحفاظ عليها بعد معرفتها ، ولعظم أمانة هذه الأسماء ولخطورة التفريط فيها حث الرسول صلى الله عليه وسلم على الإهتمام بها لفظاً ومعنى في قوله ( إن لله تسعة وتسعين إسماً من أحصاها دخل الجنة ) والإحصاء يعني القدرة والمحافظة على العمل بموجبات هذه الأسماء وتحقيق مسمياتها في النفس والمجنمع ، ولئن يكون أحدنا داعياً بأسماء ربه خير له من أن يكون مدعياً بأسماء نفسه . لأن الدعوى بأسماء النفس وحملها على عواتق عباد الله بقاء بما لم يكن , ولكن هيهات للفاني أن يحصي الباقي : وأنى للحادث أن يحصي القديم ؟ ولكن سددوا وقاربوا ولله عاقبة الأمور .
    وأزيد الأمر تقريباً فأقول أن إحصاء أسماء الله الحسنى يقتضي التخلق بها والتخلق بها لا يأتي دون العلم بها ، والعلم بها سيفضي إلى تقديرها حق قدرها ، وحق تقديرها لا يتأتى لبشر ، هذا سيلقي قليلاً من الضوء على الطريق الشاق الذي لا نهاية له في إحصاء أسماء الله التي من أحصاها دخل الجنة .. وهذا الطريق الشاق هو طريق الأمانة التي حملها الأنسان في سابق عهده بإعتبار أنه الخليفة الذي عُلم هذه الأسماء فاؤتمن على مسمياتها في الأرض ، ومن ظلم نفسه فقد خان أمانة الله إذ أنه لا يملك ما قد ظلم فيه غيره فقد باع نفسه وماله لله ولم يبق له إلا العمل بالحسنى ، فإن كنت لا تملك نفسك حتى يحق لك التصرف فيها بما أردت فأنت بالأحرى لا تملك غيرها من الأنفس حتى تتبع هواك والشيطان فيها ، فإنك إذا تشرك في ملك الله ما ليس بملك لك ولا ينبغي ، فالله يأمرنا أن نؤدي الأمانات إلى أهلها وهو أولى من تؤدى إليه الأمانة وقد أخبر بأن الصوم من بين عمل بن آدم له ، فغدا الصوم بذلك أمانة الله عندنا ولزمنا على ذلك أن نؤدي له الصوم في أمانة .
    فلابد للمؤمن أن يهيمن على الحياة ومواردها حتى يستحق القيام بأداء أمانة المهيمن كما إستحق أن يقوم بأمانة المؤمن ، فما هي أمانة المؤمن المهيمن ؟

    أمانة المؤمن والمهيمن :
    المؤمن من أسماء الله تعالى ، وليتحقق مسمى هذا الإسم في العبد عليه أن يرتفع بهذا الإيمان إلى مستوى الحقيقة فيه لتنتج فروعه ثمار العلم والعمل وفق ما إرتضاه الله سبحانه وتعالى ، ليغدو الإيمان بذلك حركة دافعة قوية للخير والحق والعدل والسلام في الحياة كما هو حركة دافعة للطهر والعطاء والسمو في الضمير ، فأمانة المؤمن تقتضي الإخلاص في إعلاء كلمة الله في المجتمع ، فالعلم بالله لازم من لوازم الإيمان كما أن الحب لازم آخر من لوازم الإيمان الإيجابي ، لأنه إن كان العلم رائداً في مسالك الحياة فإن الحب مفتاح لهذه المسالك .
    إيجابية المؤمن :
    الإسلام لايرضى من ذوي العهد الصادق من المؤمنين بالوقوف ضد تيار الكفر والفساد والباطل فحسب بل يطلب منهم الإيجابية والتحرك للهيمنة والسيطرة على تيار الطاغوت والشر والفساد ، فكما أن الإنسان مؤمن في النفس المجتمع فيجب عليه أن يكون مهيمناً على أعداء الله بإسم الله في النفس والمجتمع ، ولن يتم إيمان عبد في المجتمع مع نقصان إيمانه في نفسه ، بمعنى أنه لن تتم الهيمنة على أعداء الله بإسم الله في المجتمع مالم تسبقها هيمنة على أعداء الله بإسم الله في النفس ، فإن لم تستطيع إخضاع نفسك لأمر الله في البدء فلن تقوى على إخضاع غيرها أبداً .
    علاقة المؤمن بالمهيمن :
    المؤمن هو المهيمن ، ولحكمة بالغة وملحظ دقيق جاء الإسمان مقتران بين أسماء الله الحسنى ، الأمر الذي يوصي بوجوب إقترانهما في حياة المسلم الإجتماعية حال تخلقه بأسماء الله التي يقوم عليها الوجود ظاهره وباطنه ، فعلى المؤمن أن يهيمن على موارد الحياة التي تغذي هذا الإيمان ، وهو مقام يقتضي أن يهيمن على الحياة ومواردها حتى يستحق القيام بأداء أمانة المهيمن كما إستحق أن يقوم بأداء أمانة المؤمن ولن تستفيد كثيراً من حياة تهيمن عليها من غير إيمان ، لأن الصلاح لابد أن يسبق الإصلاح ، ولكن ماهي القوة اللازمة للقيام بأمانة المهيمن على الأحياء والأشياء بإسم الله ؟



    القوة اللازمة للقيام بأمانة المهيمن على الأحياء والأشياء بإسم الله ؟؟
    - هل هي قوة العضلات وضخامة الجسم ؟ إن كانت هي فإن الواقع يكذب هذا المرتكز لأننا نرى طفلة دون العاشرة تسيطر على حيوانات يزن عنق أحدها الطفلة كلها .
    - أم لعلها قوة الحيلة وشدة المكر للسطرة والهيمنة بهذه الحيلة القوية والمكر الشديد على من هم دونك في قوة الحيلة وشدة المكر سواء أن كانوا اناس أم حيوانات ؟ إن كانت هذه هي القوة فإنا كثيراً ما رأينا الدهاة والماكرين قد راحوا ضحية مكرهم دون شعور منهم بذلك بفضل مكروب أو فيرس قد بلغ من الحقارة والصغر بحيث لايرى بالمكبر العادي ناهيك عن العين المجردة .
    - بل لعلها عند الناس قوة السلطان ورهبة الحكم التي تظل لها أعناق الرجال خاضعة ؟ إن كانت هي عند الناس فإن الواقع يكذب هذا المفهوم للقوة لأننا كثيراً ما رأينا سلطاناً يقهر وعزيزاً يذل وتيجاناً تتدحرج عن الرؤوس ، وقوة تتحول بهذه السرعة وتتقلب بهذه العجلة لا يمكن أن تكون هي القوة القابلة لقوة الحق ، ثم إن كانت هي القوة في نظر كثير من الناس فأين القوي بها من قوى الهم والحزن والقلق والخوف والمرض ووخز الضمير ؟ هل تقف قوة السلطان مهما عظمت في وجوه هذه القوى .
    - وقد تكون القوة عند كثير من الناس هي قوة العارضة في الكلام وشدة أسره ومتانة تركيبه بحيث يأخذ المتكلم الخطيب بألباب السامعين وأنظارهم الساعات الطوال دون أن يكل أو يمل مما يؤهله لأن يقف في كل منتدى آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر غير أنه يكيل الإتهامات لعباد الله ويقطع النفس حسرات على الإسلام الذي غربت شمسه في نظره أو كادت ، وليسست هذه القوة فيما أرى لأن أي منافق عليم اللسان جهير الصوت يقف خلف المذياع يستطيع أن يأتي بمثل هذه القوة بل أكبر ، فتسقط بالتالي أي قوة يظنها الناس في القول دون الفعل مهما كانت طلاوة الكلام وحلاوته .
    - والقوة عند آخرين هي قوة غيبية تسقط السماء كسفاً على كل من رد لهم قولاً أو نازعهم أمراً ، وذلك لحظوتهم عند الله ومكانتهم منه ، يدعون المكانة والقرب من الله ويتوعدون عباد الله ؟ وليس صاحب دعوى البطش والتنكيل والإذلال لعباد الله بسر الله لمخالفتهم هواه ورغائبه التي لا تكون في سبيل الله بقريب من الله ولا بذي مكانة عنده ، لأن أقرب عباد الله مجلساً من رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة كما أخبر بهم الصادق الأمين عليه السلام ( أحاسنهم أخلاقاً الموطؤون أكنافاً الذين يالفون ويؤلفون ) والفتك بالآخرين وقذف الرعب في قلوبهم لأخذ ما عندهم في غير سبيل الله معصية ما تلبس بها أحد إلا كان من العصاة وإن بدا في لبوس التقوى وثوب أهل الكمال ، وما دام الخلق كلهم عيال الله فإن أحبهم إلى الله أنفعهم لعياله .
    كل هذه الأنواع من القوى لاتصلح أن تكون هي القوة الواجب توفرها في المهيمن بإسم الله على موارد الحياة . فالقوة فيما يرى الشيخ الحفيان هي : الإستقامة : إنها القوة التي يجب توفرها في المهيمن وهي جماع قوى ومرتكز مبادي وملتقى مثل عليا يمدها صبر المؤمن نفسه مع الحق في كل حركة وسكون بتنقية الفكر وصفاء الوجدان وسلامة القلب من كل داء يعصف به ، ويغذيها صبر المؤمن نفسه مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجه الله ليخلص لهم وجه الله منيراً يضيْ شعاب الحياة ، ليرى بهذا الوجه معناً عميقاً للقوة المطلوب توفرها في المهيمن ، يتمثل هذا المعنى لمفهوم القوة في العلم بأبدية الحياة وسرمدية الروح الإنساني لصلته بالروح الإلهي لكي يرى الأقوياء أن الحياة لا تبدأ بالميلاد ولا تنتهي بالموت ، وليروا أن ليست الحياة الدنيا أو الموت هما الغاية في نظر الأقوياء ، ولكن العمل الحسن والتقوى الصادقة القاصدة والعلم المحسن بالله هو الغاية التي رجاها الله ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور ) الملك 2 . نعم على الإنسان الذي وصل إلى مغاليق المادة أن يفتحها بإسم الله ولا يظن أن لا مفتاح لخزائن هذا الوجود ، ولن تفيد كثيراً من الهيمنة على حياة لا تملك مفتاحها ، أرجع إلى نفسك وأبحث في جوانبها عن مفتاح ذاتك التي تمثل المفتاح للحياة التي تعيشها ، ويوم أن تجد مفتاحك الذاتي فثق أنك ستفتح كل مغلاق في الوجود ألا أدلك على مفتاح الذات الإنساني الذي فتح الله به القلوب ؟ إنه الإيمان الصادق المخلص بالله ورسوله وبكل أمر من أوامره ، إنه الإيمان ميراث الذات الإلهي ، ينمو به وعليه الإنسان في كنف الله ، إنه الإيمان فتح الله به آذاناً صماً وقلوباً غلفاً ، إنه الإيمان يرود ركب الخلود إلى مقامات الطهر وقمم الإنعتاق ، إنه الإيمان ذلك المفتاح النوري الذي يدخل من ثقب الفطرة السليمة في الذات الإنساني فيملؤها نوراً وطهرا .
    أتدرون بم يفتح الله مغاليق الوجود ؟؟ بالعلم المستمد من حضرة الفتاح العليم ، وما وجد باب يفضي إلى الله عبر الكون إلا واعطي المؤمن العالم مفتاحه حتى يطلع على ما لم يمكن الإطلاع عليه من آيات الآفاق التي جعلها الحق لذوي العقول معالم تهديهم إلى الله رب العالمين ، ليعود الإنسان من هذه الرحلة إلى موقع جديد في ركب الإنسانية يسددها ويقودها إلى الطريق الذي يلزم السائربن فيه ( تحويل عبقرية الفكر إلى عبقرية القلب ، وعبقرية الخلق إلى عبقرية السلوك ) وهي القوة التي يحتاجها المؤمن لينتزع مفتاح الوجود بالإيمان والعلم . عهداً للتجارة مع الله : والتجارة لا تقوم بغير الثقة في الله والثقة في عباد الله ، وعماد الثقة لا يقوم إلا على عماد الأمانة في أداء الحقوق التجارية على مستوى العبادات وعلى مستوى المعاملات . فما هو عهد التجارة مع الله ؟؟؟



    عهد التجارة مع الله :
    التجارة عنصر هام من عناصر الحياة في المجتمع الإسلامي على صعيد المعاملات ، وأيضاً عنصر من عناصر التجارة والوصول إلى الخير على صعيد العبادات ، وكلتا التجارتين لا تقوم بغير عماد الثقة في الله والثقة في عباد الله ، وعماد الثقة لا يقوم إلا على عماد الأمانة في أداء الحقوق التجارية على مستوى العبادات وعلى مستوى المعاملات ، غير أن تجارة العبد على مستوى التعامل الإقتصادي في الشؤون الحياتية تناقض التجارة على مستوى التعامل الديني في عباداته ومعاملاته في قانون العرض والطلب ، وليس الفارق بين التجارتين في مبدأ القانون ، بل الفارق الأساسي في تطبيق هذا القانون ، إذ أنه يطبق في التجارة الإقتصادية المالية في الشؤون الحياتية بصورة تضمن ربحاً فاحشاً وثراءً سريعاً ، ولكن هذا القانون إذا طبق بنفس الصورة على مستوى العبادات فإن المتاجر مع الله بهذه الصورة سوف يخسر خسارة كبرى وربما يسقط سقطة لا نهوض منها ، مثلاً : يتحرى التاجر على صعيد المعاملات بالعرض وقت الطلب فلا يعرض ما عنده إلا بعد إشتداد الطلب ، وبالتالي إزدياد السعر ، ولا يزداد الطلب عادة إلا إذا قل العرض أو إنعدم ، ولا يزداد الطلب بقلة العرض إلا إذا عرضت السلعة في غير أوانها لأن الناس لا يملكونها يومئذٍ وقد إنعدمت عند الناس واحتكرت في يد قلة تحكمت في سعرها لإزدياد الطلب عليها وهنا يكون الربح والثراء ، هذا أثر تصرف التاجر في تطبيقه لقانون العرض والطلب على المستوى الإقتصادي التجاري .
    أما على مستوى التجارة مع الله فإن لهذه الصورة من تطبيق ذلك القانون أسوأ الأثر وأوخم العواقب إذ أن الربح لا يتحقق إلا إذا عرضت مواد التجارة مع الله في وقتها ، لأن عرضها في وقتها هو الذي أنيط به الثواب الجزيل والربح الوفير ، مثلاً : من عروض التجارة مع الله إقامة الصلاة ، فهي مطلوبة في وقت معين موقت يجب أن تعرض على الله فيه وأي محاولة لتأخيرها عن وقت طلبها يعتبر خسراناً وكساداً تنزل به قيمتها مالم يكن لعذر مشروع ، فوقت العرض مرتبط بوقت الطلب دون تأخير أو تخزين .
    كما أن الأمانة يلتزم بها الصائم تنتج عنده ضابطاً من أهم ضوابط المجتمع الخير ذلكم هو الصدق ( وقل رب ادخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق ) الإسراء فما هو الصدق ؟

    الصدق هو وآقعية نسبة معينة في زمان معين ، والأمر المنسوب إما أن يكون فعلاً أو قولاً أو وصفاً ، وكلها نسب ينبغي أن تتحقق حتى توصف بالصدق ، وعلى ذلك فالصدق بهذا المستوى يلزم صاحبه أن يكون صادقاً على جميع مستويات التعامل ، وأهم علاقات الإنسان من خلال التعامل ثلاث :
    1- الصدق مع الله : يفرض على المؤمن الصدق في التعامل مع الله في العبادات والمعاملات جميعاً .
    2- الصدق مع النفس : وتلزم صاحبها أن يكون صادقاً مع نفسه بحيث لا يصدر إلا عن إمكانياته المتوفرة مع الإرتكاز على العلم التام بنفسه في تحركه العاطفي والنفسي بحيث لا يغيب عن الصادق مع نفسه خفايا هذه النفس ولا تلتبس عليه مناحي الضعف والقدرة فيها .
    3- الصدق مع الناس : وتفرض هذه العلاقة على صاحبها أن يكون صريحاً محضاً مستقيماً لا تلتوي به المسالك ولا تنحرف به الأهواء والأطماع ، صادق الفعل والقول مما يجعل التعامل معه سهلاً مريحاً ، يبعث الطمانينة ويشيع الراحة في الضمير .
    والصوم عبادة تحمل كل هذه القيم ، وتكفل لها من الرعاية ما يجعل صفة الصدق قائمة شاخصة في مجمع المؤمنين الذين صاموا عن الكذب في كل شيْ فأفضى بهم الأمر إلى أن يفطروا على مائدة الصدق في مقعد الصدق عند المليك المقتدر ، ذلك لأن ( الصدق يهدي إلى البر والبر يهدي إلى الجنة ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً ) أخرجه الشيخان ، والصوم حقيقة يفضي بأهله إلى الصدق لأن الصدق قرين التقى ، فمن إتقى الله كان من الصادقين ، ومعلوم أن الصيام طريق لاحب للتقوى يضم بشارات الأنبياء ونذر المرسلين التي جاءت بها كلمة ربك فتمت بالقرآن حقاً وصدقاً . فالصائم يلزمه الإتصاف بالدقة في مواعيدة واحترام مواقيت الصوم ، وعلى ذلك فإن الوقت الزماني يجب أن يكون حياً عند الصائم حياة تدفعه إلى التناسق والتفاعل مع القوى المدركة في الفرد المسلم . فما هو الحد الزماني في الشرع الإسلامي ؟


                  

07-20-2012, 09:48 PM

منتصر عبد الباسط
<aمنتصر عبد الباسط
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: هل لا زلنا نصوم ونفطر برؤية من لا يرى باتباع البلاد الأخرى لرؤيته (Re: منتصر عبد الباسط)

    الحد الزماني في الشرع الإسلامي :
    الصوم عبادة زمانية أضافها الحق إلى نفسه بياء المتكلم ، وما أضافه الحق إلى نفسه بهذا الضمير المتصل كان عظيماً بعظمة ذلك الإتصال وقرب ذلك الضمير الذي لا يفصل بينه وبين المتكلم شيء ، وهذا ولاشك يضفي على صوم رمضان عظمة قد إستمدها من عظمة من أضافه إليه ، ففي الحديث القدسي ( كل عمل إبن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) متفق عليه .
    - الحكمة الأولى : وقت الحق الزماني :
    حكمة روحية علوية تستلزم من المؤمن الإحترام والتقديس ، وربطها بأهداف عليا فوق مدركات البشر ، لأن البشر مادام مندرجاً تحت مدركات العقل ، والعقل يتحرك وفق زمان محدد في مكان محدد فإنه لا يقوى وهو على هذا القدر من الإنحسار أن يعيش في وقت الحق الزماني ، لأن وقت الحق ليس محدداً فهو مطلق إطلاق الذات ، يقصر حتى يصير أقل من لمحة البصر وقد يطول حتى يكون مقدارة خمسين ألف سنة ، وقد يزداد طولاً فيفضي إلى الإطلاق ، والعقل بهذه الخصائص الموجودة فيه الآن لا يقوى على تصور يوم مقداره خمسون ألف سنة ، ولذلك فالأحرى به أن يعيش في زمانه الوجودي الحادث وفق مقدرته وخصائصه ولا يتشوف لإدراك قيمة الزمن عند الله ، لأن وقت الحق كالسيف حدة ومضاءً إن لم تقطعه رغبة ورهبة وحذراً وعبودية ، قطعك قصماً وفصماً وذلاً وطرداً وإنكساراً ، ولم يبح الحق لعباده من قينة الزمن إلا ظاهرها . وفي الحديث ( يسب إبن آدم الدهر وأنا الدهر ) فإذا كان الدهر ( الزمن ) هو الله فعلى العقول أن تأخذ حذرها ولا تتقحم في حمى الله بحجة التعرف على بداية الزمن وقيمة الزمن .
    - الحكمة الثانية : أثر الزمن في البعد النفسي للإنسان .
    حكمة إنسانية تضرب في البعد النفسي من الإنسان ليتسق التعامل ويتكامل بين قوى النفس في البنية الإنسانية حتى تؤدي دورها في الحياة ، فالكل يعمل بتوقيت محدد وزمن مقدر بدءً من ضربات القلب وحركة الرئتين إلى نمو الأظافر وبويصلات الشعر ، ومعلوم أن قبيمة الزمن في حكم الله تقدر بما يحققه ذلك الزمن من تجاوب وتقارب الذات الإنساني من الذات الإلهي ، وبقدر إستغراق الزمن في معرفة ذات الله في مسمياتها وصفاتها وتجلياتها تكن قيمة ذلك الزمن ، وما ثمة أقيم من الحق في الوجود ، وما أفضى إلى القيم فهو القيم ولاشك .
    - الحكمة الثالثة : أثر الزمن في علاقات المجتمع ومعاملاته .
    وهي حكمة إجتماعية بها تنظم العلائق في المجتمعات ، وتنظم العلاقات بين الجماعات لتعرف كل قوة من هذه القوى مدار إختصاصها ومجال تحركها ، حتى لا تضطدم بغيرها في مدارها الحركي في سيرها نحو الرقي والتقدم ، لأن الزمن في المجتمع يمثل القاسم المشترك والمركز الأصيل الذي تدور فيه قوى هذا المجتمع لتوفير الخير ، كما أن الزمن بذلك يمثل المرتكز الأساسي لكل المعاملات اليومية التي يعيشها أفراد المجتع المسلم ، لأن ضبط الزمن في هذه المعاملات الفردية يفضي بالناس إلى عطاء دقيق تبدو فيه الجودة وحسن الصنع كما يبدو فيه دقة التحرك في الإتجاه الذي حث عليه الله في حدود ذلك الزمن المطلوب دون تأخير أو تباطو قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه ، فتأخير الإمساك دقيقة بعد طلوع الفجر قد يفسد عليك صيام يومك كله ، كما أن تأخير العصر دقيقة تغيب الشمس بعدها يجعلك تصلى هذه الفريضة قضاء ، بل إذا فاتك زمن الوقوف بعرفة وقد أديت كل المناسك غيره فاتك الحج لأن الحج عرفة ، وغير ذلك من العبادات والمعاملات ، فتتجلى بذلك حدة الزمن ومضاؤه في أوامر الحق التعبودية الموقوتة بأوقاتها . بل لماذا نذهب بعيداً وهذا هو العامل في الشؤون الحياتية يقطع زمنه في غير ما فرض عليه فيؤدي به ذلك إلى الطرد والإبتعاد ، وقد يسبق هذا الطرد عقوبة أخف بلفت النظر أو بمجلس التأديب ، وهذا يتمثل عند الحق في العقوبات التي تصيب العاصي من مرض وجوائح تهيىء له الوقت ليستعيد قواه فيتوب إلى ربه ويستغفر ، ليتوب الله عليه ويرجعه عاملاً في مرضاة الله . وهكذا يتضح لنا أن التعامل الإجتماعي بين الأفراد يصحبه تعامل آخر بين العبد وربه ، ومتى ما أخل الفرد بشرط التعامل بينه وبين ربه ، كان ذلك إيذانا وإشارة وآضحة إلى أنه سيخل بشروط التعامل بينه وبين مجتمعه .
    كل ذلك كان من حكم الصوم الخالدة أن يُعود الصائمين على الإنضباط الزماني في آداء أعمالهم وإحترام المواعيد في تسيير معاملاتهم ، لأن الإسلام قد علق بالمواقيت الزمانية كثيراً من الأحكام في العبادات ومنها الصوم ، الذي أضافه الحق إلى نفسه تشريفاً وتولى الجزاء عليه بنفسه تكريماً ، وهذا بمثابة إرشاد للمسلمين إلى إحترام الوقت والعناية به ، ومراقبة ومشاهدة الله فيه ، وتقديره ووضعه في مكانه اللائق به حين تعاملهم مع الحق والخلق ، كل ذلك في وقت لم يعرف فيه ( الأفرنج ) قيمة الزمن ، ومع ذلك فلن تعدم من المسلمين من يتباهى بأنه { خواجة في مواعيدة } .
    نخلص بعد هذا إلى نتائج الصيام فما هي ؟



    نتـائج الصــــيام :
    ينتج القياس السليم والسيطرة الإرادية ، وبهذا القياس السليم وبهذه السيطرة الإرادية يمكن للصائم الإتصاف بمقومات الفضيلة من حيث :
    1- إرادة لا تستذل لغير الله .
    2- وصبر وفير يتأهل للعيش مع الله .
    3- وعاطفة حانية بها يتم التعامل مع عباد الله .
    4- وعقل شفيف نفاذ يعطي الإنسان فرقان الله ، ليمتاز عن الكائنات الأخرى بروح منير تلتمس طريقها في الحياة وفق إمكانياتها المتاحة لها .
    5- إحياء لكل موات في القلب وإصلاح لكل فساد في الضمائر .
    6- إرتفاع الجزاء إلى مصاف المجلى الذاتي لله عز وجل في القلوب التي صامت عن خطرات الغير فارتفعت بذلك إلى مقام التلقي بالحق عن الحق ، لأن رفيع الدرجات سيكون جزاء لمن إرتفعت به درجات التوفيق فوق مراقي العرفان الصمداني ، الذي يفيض به الله على من نذر صومه للرحمن فلم يشرك به أحدا ,




                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de