ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 05:07 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-07-2012, 09:53 AM

طارق جبريل
<aطارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل

    (1)

    أتى والدي إلى الخرطوم في خمسينيات القرن الماضي، بعد أن قادته الظروف للعمل سائقا في مصر والزقازيق تحديدا..
    حتى أن رخصة السياقة الأولى التي حصل عليها كانت من الزقازيق وتم تكريمه من قبل شرطة المرور لكونه لم يرتكب مخالفة طلية 40 عاما..
    فبعد أن أكمل دراسته في «الكتاب» بمدرسة مروي طلب منه ناظر المدرسة أن يخبر عائلته بأنه سوف يواصل دراسته
    في كلية غردون حينها بناء على طلب حكومة المستعمر الانجليزي آنذاك، فحسب روايته أنهم كانوا خمسة من أبناء المنطقة
    تم قبولهم بكلية غردون وأن مأمورا عسكريا سيأتي ليأخذهم إلى الخرطوم ويتم إجراءات قبولهم بكلية غردون..
    كانت «حبوبتي» نفيسي بت بغداد إمرأة ذئعة الصيت في منطقة البركل.. وكان يُحسب لها ألف حساب ويهاب الكثيرون صلاتة لسانها..
    أقسمت حينها أنها لن تترك ابنها ليذهب إلى الخرطوم خوفا من أن يُصبح «باطــــــلا» وحذرت جدي وأعمام أبي من أن يرضخوا للأمر..
    وهكذا فوتت عليه فرصة أن يكمل تعليمه ويواصل مشوار بدأه وهو يستظهر دروسه وهو على الساقية
    يتابع سقي حيضان القمح والفول والبرسيم وعلى ضوء نار جريد النخل وبعض من ومضات ضوء القمر المتسرب بين مسامات غابات النخيل
    قال أنه حفظ جدول الضرب في ليلة واحدة وعندما سُأل لماذا: وددت ضرب جرس المدرسة، فكان له ذلك إلى أن أكمل «الكتاب»
    إرتباط الناس هناك بالأرض كأنه قوة غيبية.. كل شئ هناك مقدس.. النخيل،
    جداول الماء، حيضان القمح والبرسيم، إنهم يهيمون بهذا «التراب» حد الجنون..
    كان عمي الطيب رحمه الله يحكي لي كثيرا عن هذه الأرض:
    يا ولدي نحن من التمُر للتمُر..
    - كيف يا عمي
    - نهارنا كله نقرع و«نُقَفِز التمر» ونأكل ونصلي تحت التمُر دة..
    حتى وكتين تمغرب نمشي نشرب عرقي التمر..
    إنهم يتوارثونها أبا عن جد، ويندر أن تجد أحدا يبيع أرضه..
    لذا حين أتته الفرصة ليخرج من هذا «القمقم»، حالت بينه وبين طموحه «هذه الأرض» وحب القوم لها..
    فما بين النيل والبيوت المنتصبة على التلال عند بداية الصحراء «رحِم» من «الطين»
    «رحِم» ولود.. لا يحتاج إلا لضربات المعاول وحركة المحاريث ليثمر الحياة هنا..
    تركت هذه الحادثة أثرا كبيرا في نفسه لذا قرر الرحيل شمالا إلى مصر حيث أخويه محمد وإدريس، لهما الرحمة، كانا يعملان في الهجانة..
    رحيل كان بمثابة «تمرد» على سلطة «الأرض» ومحبيها..
    رحيل بذر في داخله التمرد والملل وشهوة الرحيل.. الرحيل ثم الرحيل..
    استقر في بادئ الأمر في منطقة عين شمس ثم قادته الظروف إلى الزقازيق ليتعلم السياقة ويعمل بها...
    عمل سائقا هنا وهناك.. إلى أن قادته الظروف للعمل مع الجيش الانجليزي إبان الحرب العالمية..
    جاب معهم الريف المصري وأصقاع الصحراء الليبية.. تعلم لغتهم وتقاليدهم...
    تم أسره من طرف الألمان.. خلال ثلاثة أشهر من الأسر استطاع تعلم الألمانية..
    تركوه أن يعود إلى مصر دون سبب واضح..
    عاد سائقا كما كان..لكنه كان «يُغلق» قلبه على «شبا وأرضها»
    ما لبث أن مل الحياة هناك ورجع إلى قريته الوادعة «شبا» يعمل في نقل البضائع بين مروي ودنقلا في صحراء ممتدة تئن على حصاها «لساتك» اللواري..
    ظل الحياة كما هي.. يسافر ثم يعود إلى مسقط رأسه حيث أقرانه «ود البطل»
    و«مكاوي» و«محمد أبو دية».. كان هؤلاء ندمائه وكاتمي أسراره..
    وبحكم توتره ذاك وملله المستمر قرر الرحيل مرة أخرى..
    اتجه هذه المرة شرقا إلى بورتسودان حيث شقيقه الكبير وداعة رحمه الله..
    لكن داء «الحنين» هاج مرة أخرى.. لم يستمر طويلا ودلف عائدا إلى «شبا»..
    كانت رقعة الأرض بالكاد تكفي البيت الكبير هناك لذا كان عليه التفكير في ملاذ آخر بعد أن كون أسرة صغيرة ... وكان أن قرر الحضور إلى الخرطوم..
    محطة أخرى ربما تكون أرحب من سابقاتها، أو ربما تكون معبرا لجهة أخرى يكثر فيها الرزق..
    كان أبناء «شبا» يفضلون المنطقة الممتدة من الديم والسجانة حتى الرميلة والشجرة.. فكان أن راقته منطقة السجانة، فاكترى منزلا من «الجالوص»
    وعمل سائقا للتاكسي ثم قرر استقدام أسرته إلى الخرطوم حتى يحقق ما عجز عن تحقيقه هو: التعليم ثم التعليم... لأنه ببساطة كان المنفذ الوحيد لأبناء الفقراء..
    فكان أن حضرت الأسرة الصغيرة وحملت معها جميع مكوناتها الثقافية والمعيشية إلى الخرطوم، عاشوا في الخرطوم كأنهم في «شبا»
    راحت الأسرة تكبر وتتمدد وأتى الاعمام محمد وحسن ومجوب وإدريس وأبناء عمومتهم وخيلانهم... وأخذت السجانة تتحول إلى صورة مصغرة من «شبا»
    وكان قطر كريمة هو صلة الوصل بين «شبا» السجانة و«شبا» البركل ينقل الرسائل وطرود البلح والمنقة والفول والسكر والشاي والمصاريف..
    فكان وصول قطر كريمة مناسبة لتجمع «السناجك» لاستقبال الأحباب والرسائل وما لذ وطاب من خيرات الأرض هناك..
    حاول هؤلاء «السناجك» أن يخلقوا أجواء قراهم تلك داخل الخرطوم.. فكانت البيوت تعج بـ«السعية» من غنم و«جداد» وحمام..
    حين قامت الدولة بتطوير الخطة السكنية وخططت منطقة الامتداد، حاول الجميع جاهدا في الحصول على قطعة أرض هناك..
    وكان نصيب والدنا القطعة رقم 128 مربع 3 والتي كلفته 35 جنيها استدان معظمها ثم بدأ البناء بتسوير الحوش بـ«الجالوص»
    وحين اكتمل اليسر القليل من البناء انتقلت الأسرة إلى الامتداد وبدأت مسيرة طويلة لحياة كانت في المجمل بديعة..
    وكان أن وُلدت أنا كأول الأبناء الامتداديين..
                  

05-07-2012, 10:11 AM

james
<ajames
تاريخ التسجيل: 06-21-2002
مجموع المشاركات: 2726

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: طارق جبريل)

    الله يسامحك، خليتنا نشم ريحة التمر.

    التحية لناس كريمة والبركل وشبا وعسوم والطريف....
                  

05-07-2012, 10:27 AM

طارق جبريل
<aطارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: james)

    Quote: الله يسامحك، خليتنا نشم ريحة التمر.

    التحية لناس كريمة والبركل وشبا وعسوم والطريف....

    يا حبيب سامحنا ياخي
    وكتين يقوم علينا «الحنين» ماني قاعدين نلقى شى غير الكتابة
                  

05-07-2012, 10:56 AM

هويدا شرف الدين
<aهويدا شرف الدين
تاريخ التسجيل: 04-16-2008
مجموع المشاركات: 2068

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: طارق جبريل)

    انت يا طارق طلحة دا اخوك
                  

05-07-2012, 11:01 AM

طارق جبريل
<aطارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: هويدا شرف الدين)

    Quote: انت يا طارق طلحة دا اخوك


    هويدا كيفنك
    طلحة جبريل شقيقي ابن أبي وأمي
    وواحد من الذين ساهموا في تربيتي
    ربنا يديه الصحة وطولة العمر
                  

05-07-2012, 11:29 AM

هويدا شرف الدين
<aهويدا شرف الدين
تاريخ التسجيل: 04-16-2008
مجموع المشاركات: 2068

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: طارق جبريل)

    WAW
                  

05-07-2012, 09:47 PM

طارق جبريل
<aطارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: هويدا شرف الدين)

    Quote: WAW


    WAWــــين
                  

05-07-2012, 10:26 PM

طارق جبريل
<aطارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: طارق جبريل)

    (2)
    كانت الحياة بين الرميلة والسجانة مليئة بمرارات الفقر والضنك وصلابة الطموح..
    معظم من أتوا إلى الخرطوم من تلك البقاع كانوا فلاحين بسطاء أبناء فلاحين..
    تلك كانت حِرفة الجدود المتوارثة منذ القدم... لذا حين ضاقت رقعة الأرض المزروعة
    هناك بحكم التوارث والامتداد العائلي.. طفق الأبناء وأبناء الأبناء في الهجرة بعيدا
    عن بيئة كانوا منغمسين فيها بكل حيواتها..
    هجرة كانت مفروضة فرضا.. وكنتيجة حتمية لذلك كان شعرهم وغناهم وكتاباتهم كلها تصب
    في الحنين إلى الجذور والأهل والعشيرة هناك..
    فكان أن أتوا إلى المدن المستقبلة لتلك الهجرة بدون حِرَفٍ تُذكر..
    فاتجه معظمهم إلى تعلم السياقة ليصبحوا «تكاسة» أو عمال
    في المصانع أو السكة حديد ومن أسعفته الظروف أصبح «عطشقيا»...
    ومع توالي الهجرات أصبحت الخرطوم عبارة مجموعات هنا وهناك بحكم القرابة
    ومعرفة القرى والمداشر المنتشرة على ضفتي النيل كحبات الذرة الشامي في قندول
    «قضم» أحدهم الكثير من حباته..
    خلق الفقر روابط قوية بين «سكان الخرطوم الجدد».. فالهدف كان واحدا:
    الخروج من هذه الدائرة اللعينة للعوز.. «لم نأتي إلى هنا إلا هربا من جحيم
    الفقر» هكذا كان لسان حالهم..
    لذا كان الهم الكبير للكثيرين يتمثل في شيئين لا ثالث لهما: «البيت»
    وتعليم الأبناء لأنه المنفذ الوحيد للخروج من دائرة الضنك تلك..
    انتقلت الأسرة من بيت الإيجار في حي الرميلة، كالكثيرين في ذلك العهد، إلى الامتداد
    ساهمت «القرعة» في أن تختلف بيوت أعمامي من مربع إلى آخر داخل الامتداد
    لذا وجدنا أنفسنا وقد تفرقت عوائلنا بين المربعات.. كان هذا إيذانا بالخروج من
    قوقعة العائلة الممتدة إلى محاولة خلق علائق جديدة في محيط جديد كليا...
    وساهم هذا الانتقال بشكل كبير في انصهار اعراق مختلفة
    من الشمال والشرق والغرب والجنوب في بوتقة الامتداد «ذلك الحي المتفرد»..
    هذا الرحيل خلق لنا مجتمعا جديدا وحميميا.. فهذا عم عبد الله على يميننا من
    دنقلا وذاك عم محمد صالح من نوري على يسارنا.. ثم عم هجو من سقادي
    وعم الخواض من شندي وعم قوقرة من واو وعم خميس من نيالا...
    بدأت ملامح مجتمع جديد تتكون في الامتداد وذابت مناطق الانتماء داخل مجتمع
    جديد متساكن من فقراء القرى المختلفة للسودان...
    اضطر أخواني الكبار لمواصلة تعليمهم في السجانة بحكم تواجد المدارس هناك
    وكانت في ذلك معاناة كبيرة بحكم طول المسافة التي يقطعونها راجلين «كداري»
    لكن لم يكن هناك مفر، فوالدي عليه رحمة الله كان صارما جدا في هذه النقطة:
    الما عايز يقرأ يكلمني أخته تحت لساتك القندران وأضرضر فوقه الرملة..
                  

05-08-2012, 12:25 PM

طارق جبريل
<aطارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: طارق جبريل)

    (3)
    من غرائب الصدف أن لوالدي رحمه الله عند وفاته في العشرين من مارس الماضي
    ستة من أحفاده يواصلون دراساتهم العليا في أربعة قارات
    من أقصى الغرب «أمريكا» إلى أقصى الشرق «اليابان»..
    هاجس التعليم هذا أملته ظروفه الشخصية وحرمانه من مواصلة التعليم بواسطة والدته
    وكان هذا الهاجس هو القاسم المشترك لجميع الأسر التي ساقتها الظروف إلى حي الامتداد..
    كما قلت كان السواد الأعظم منهم من طبقة العمال المهاجرة من أقاليم السودان المختلفة..
    حتى أن إعلان النتائج المدرسية حينها كان حدثا فريدا..
    كان هناك في كل مربع «نيمة» ظليلة ينتظر فيها الآباء والأمهات قدوم الأبناء يوم
    النتائج.. حيث تجدهم يتسامرون ويضحكون على «بنابرهم» حتى يأتي الأبناء
    فكان حصول أحدنا على المراكز الأولى في الفصل مدعاة للفخر بين الأسر والأقران
    حتى «الجكس» حينها كانت هذه وسيلة قوية للفت انتباهه.. إذ لم تكن الوسامة
    أو المال حينها سببا في لفت الانتباه بحكم «غباشة» الجميع وخلفياتهم القروية
    فحين تحصل على «أول الفصل» في ذاك الزمان كنت تقضي إجازتك كلها
    مختالا بين جميلات الحي ويصبح التودد إليك أمر دونه النجوم
    أما حين تنتقل من المتوسط «الإعدادي» إلى الثانوي فذلك كان انجازا كبيرا
    حتى أنه كانت تذاع نتائج الناجحين في الراديو عبر أثير إذاعة أم درمان..
    فكالعادة يتحلق الجميع في مجموعات داخل الحي حول الراديو ذلك اليوم لسماع النتائج..
    ما أن يُذكر اسم أحدهم أو إحداهن حتى تزغرد الأمهات وبحكم طفولتنا حينها
    كانت هذه مناسبة وفرصة للاستمتاع بعصير الفراولة والكركديه وحلاوة «ريرة»
    إذ يظل منزل تلك الأسرة مفتوحا طيلة الاسبوع للتهاني والتبريكات بنجاح الأبناء
    وغالبا ما يكون المحتفى به في مرمى نظرات حسان الحلة، هذا دون
    نفحات «الشِلن والريال والطرادة» التي «تُغمَت» لك في يدك من الخالات
    والأعمام وكبار القوم في الحلة..

    سمح لنا هذا التآلف الجديد مع أسر من مختلف بقاع هذا السودان الجميل
    أن نتعرف على تقاليد وعادات وحتى فواكه مختلفة عن «شبا والبركل»
    فكان يأتي عم عيسى بكميات كبيرة من «أم قضيم» و«القنقليز» و«العرديب»
    من منطقة بارا في كردفان في حين كنا نحن نأتي بالبلح والمنقة كان عم هجو
    يحضر معه كميات كبيرة من الجوافة من منطقة «سقادي» بالمحمية
    وكان يأتي البطيخ من الشوك والجزيرة والسمسم من القضارف..
    وكانت الأسر تتقاسم هذه الخيرات القادمة من منطقة الجذور بفرح وحب كبيرين..
    هذا الانصهار أملته ظروف الهجرة.. لكنه كان عاملا فعالا في خلق سودان جديد
    سودان يسع الجميع وتتساوى فيه الفرص..
    أتاح لنا هذا التداخل بنقل موروثاتنا الثقافية وتعريفها.. كان هذا التماذج
    يتم دون تدخلات «رسمية».. حتى التسميات حينها من شاكلة «أولا الشوايقة»
    و«عيال البقارة» لم تكن تتم بنعرة عنصرية.. لو تُرك المجتمع لتفاعلاته الطبيعية
    لما وصلنا لهذا الدرك من النعرات..
    كانت غاية متعتي أن تكون هناك مناسبة سعيدة في منزل عمنا «كُبر»
    فكنت أجد متعة غير متناهية في إيقاع المردوم ورقصات «البقارة»
    و«حمحمات» حلوقهم.. كان ذلك في نظري حدثا فريدا يعِمُ الحلة ويجلب
    لنا كما هائلا من الجمال الكردفاني، إذ غالبا ما تستمر ليالي الفرح تلك
    لثلاثة أيام دون انقطاع، وهنا فقط بدت تتكشف لي أغنيات كردفان:
    جنني..جنني
    فقيري اعزم لي
    اكتبولي حجاب
    من الخربنا خراب
    ما أن يبدأ هذا الإيقاع إلا وتموج «الفسحة» برقصات المردوم والزغاريد..
    هذا لعمري عالم جديد ومختلف كليا...
    فإيقاع المردوم هنا له نكهة وعمق جمالي مختلف جدا عن إيقاع الدليب الذي تشبعت به..
                  

05-08-2012, 12:56 PM

مجدي عبدالرحيم فضل
<aمجدي عبدالرحيم فضل
تاريخ التسجيل: 03-11-2007
مجموع المشاركات: 8882

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: طارق جبريل)

    حبيبنا د.طارق

    كدي رجعتنا ارض النخيل ودفيقا يشد الحيل

    رحم الله الوالد جبريل وجعلكم خير خلف لخير سلف

    ياخي داير الباص ويرد حقي في منتديات البركل رحم الله الشاب الجميل خالد الحاج

    كل ما اطيعوا يرسل لي واحد جديد والله من بعدو حرت البركل تحياتي لشبا وكل قري البركل.

    واصل حكي والله نضمنا جميل بالحيل وزكري لوالدي جبريل وابناؤه الكرام،

    باقيلك الدرابزين تاني بينقعد بدون عنقريب جبرين!!

    ،،،،أبوقصي،،،،
                  

05-08-2012, 05:18 PM

طارق جبريل
<aطارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: مجدي عبدالرحيم فضل)

    Quote: حبيبنا د.طارق

    كدي رجعتنا ارض النخيل ودفيقا يشد الحيل

    رحم الله الوالد جبريل وجعلكم خير خلف لخير سلف

    ياخي داير الباص ويرد حقي في منتديات البركل رحم الله الشاب الجميل خالد الحاج

    كل ما اطيعوا يرسل لي واحد جديد والله من بعدو حرت البركل تحياتي لشبا وكل قري البركل.

    واصل حكي والله نضمنا جميل بالحيل وزكري لوالدي جبريل وابناؤه الكرام،

    باقيلك الدرابزين تاني بينقعد بدون عنقريب جبرين!!

    ،،،،أبوقصي،،،،

    يا حبيب كيفنك
    الدرابزين بقى صحراء يا مجدي
    حليل الحاج وحليل ونستكم معاهو هناك

    ناس البركل عندهم صيانة هسي لكن بكلمهم ليك
    كدي بس رسل اسمك الكنت مسجل بيه
                  

05-08-2012, 01:00 PM

صلاح الأحمر
<aصلاح الأحمر
تاريخ التسجيل: 03-24-2006
مجموع المشاركات: 807

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: طارق جبريل)

    كلام زي العسل..
    كمل يديك ألف عافية
    ورحمة الله تغشى عمنا جبريل
    مشتاقييييييييييييين مع المودة
                  

05-08-2012, 05:54 PM

طارق جبريل
<aطارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: صلاح الأحمر)

    Quote: كلام زي العسل..
    كمل يديك ألف عافية
    ورحمة الله تغشى عمنا جبريل
    مشتاقييييييييييييين مع المودة

    يا حبيب
    يا زول انت حي
    الله يعلم مشتهي ونستك
                  

05-09-2012, 00:29 AM

طارق جبريل
<aطارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: طارق جبريل)

    (4)

    هكذا وجدت أسرنا ملامح حي جديد بدأ يأخذ شكله رويدا رويدا..
    وكان هذا الخليط نقطة البداية للتعرف على بقي الأقاليم عن قرب..
    فما أن تبدأ العطلة المدرسية إلا وتجد الجميع يجهز نفسه للسفر إلى الجذور
    حيث الحبوبات والجدود وبقية العائلة الممتدة هناك..
    كان «الإجازة» سببا قويا لـ«تفريغ» الحي من ساكنيه...
    وكانت في نفس الآن فرصة للتعرف على مناطق أخرى كان العِلمُ بها سماعيا فقط..
    فقد اتاحت لنا هذه الجيرة السعيدة أن نسافر رفقة هؤلاء الطيبون..
    أذكر جيدا قبل دخولي المدرسة أن غاية طموحنا تلك الأيام أن نجد أمهاتنا يعددن
    «الزوادة» وهذا كان المؤشر الأقوى على أن السفر إلى «شبا» قد دنا وأصبح مؤكدا..
    كنا نقضي سحابة يومنا في اللعب ما بين «سكج بكج» و«كمبلت» و«حرينة»
    وبعد المغرب «ألبت يا لبوت».. وحين ينال منا التعب نتجمع عن ركن أحد البيوت
    (كنا نفضل حينها ركن بيت عمنا هجو لموقعه الاستراتيجي للنميمة)، وتتخلل تلك
    «اللمة» الكثير من الحكايات عن مناطق الجزور..
    عرفنا جبل مرة وأشجاره وثمارها، وطوفنا بسنار وأمطارها الغزيرة
    والخزان وأسماكه وحتى دكان «أبو نضارات»، وشربنا من توتيل وعلمنا الكثير عن
    سواقيها وحتى «قرودها».. كانت تدهشني حكاوي أقراني عن الأبيض وبارا والنهود
    وكردفان، أحببت رمالها وتبلديها و«شتيلة الخريف خدرة شايلالا نوارة»..
    وتمتلكني الحسرة إلى يوم الناس هذا في أنني لم أزر تلك البقاع الجميلة رغم توفر
    الفرصة أيام الدراسة المختلفة..
    كانت الحكاوى تخرج بسلاسة وبصدق كبيرين.. وبالمقابل كان الانصات
    وتركيز الحواس على تخيل المحكي بانتباه قل نظيره..
    والغريب في الأمر أن مواعيد السفر كانت متقاربة جدا بحيث يمكنك خلال
    أسبوع واحد تجد أمهات الامتداد قد غادرن في معية أطفالهن وتركن الآباء..
    وفي كثير من الأحيان كنا نتجه إلى محطة الخرطوم للسكة حديد في نفس اليوم
    فغالبا ما كنا نسافر رفقة أسرة عمنا هجو «المحمية وسقادي» وعمنا الخواض
    «شندي» وعمنا المجذوب «الدامر» وعمنا محمد الحسن «عطبرة» في نفس
    القطار المتجه إلى «كريمة».. وغالبا ما كنا نسبق إخواننا المتجهون غربا الى
    الابيض وبارا والفاشر ونيالا..
    أما حكاوي السفر وقطر كريمة.. فذاك عالم لوحده..
                  

05-09-2012, 04:11 AM

Yasier Elsayed
<aYasier Elsayed
تاريخ التسجيل: 02-27-2008
مجموع المشاركات: 3401

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: طارق جبريل)

    طارق جبريل
    الفن والابداع والجمال والواقعية والصدق وبساطة الكلمات
    من الصعب توفرها فى اى عمل فنى ويكون بهذه الجودة المتناهية
    لك كل الحب والتقدير على هذه الابداع الراقى
    ودوما حضور ابن ما وجد ود جبريل
                  

05-09-2012, 09:28 AM

طارق جبريل
<aطارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: Yasier Elsayed)

    Quote: طارق جبريل
    الفن والابداع والجمال والواقعية والصدق وبساطة الكلمات
    من الصعب توفرها فى اى عمل فنى ويكون بهذه الجودة المتناهية
    لك كل الحب والتقدير على هذه الابداع الراقى
    ودوما حضور ابن ما وجد ود جبريل

    ياسر يا ياسر
    الله يجبر بي خاطرك يا حبيب
                  

05-09-2012, 09:52 AM

حافظ انقابو
<aحافظ انقابو
تاريخ التسجيل: 02-04-2012
مجموع المشاركات: 3552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: طارق جبريل)

    طارق ود أبا جبرين
    غاية الجمال والمتعة
    واصل كدا ومستمتعين
    معاك يا جميل





    ...................
    قت لي المغرب دي
    ما فيها لوتري؟؟
                  

05-09-2012, 10:22 AM

يحي ابن عوف
<aيحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: حافظ انقابو)

    Quote: حتى وكتين تمغرب نمشي نشرب عرقي التمر..
    إنهم يتوارثونها أبا عن جد، ويندر أن تجد أحدا يبيع أرضه..




    هههههههههههههههههههههههههههههههه

    دي عجبتني اوي حلوه





                  

05-09-2012, 11:37 AM

الوليد الرشيد وراق
<aالوليد الرشيد وراق
تاريخ التسجيل: 05-02-2010
مجموع المشاركات: 351

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: يحي ابن عوف)

    سلام يا قريبى
    وهاك دى هدية من فقيد الشمال والوطن حميد


    سوقني معاك يا حمام ..


    سوقني معاك يالحمام
    ... ...
    سوقني محل ما الحبيبة
    قريبة تراعي الغرام
    غريبة الأشواق حبيبة
    يجيبا منام في منام
    ... ...
    سوقني محل ما المحنة
    أيادي تقطر سلام
    سماحة الحياة فوق أهلنا
    وبلادي تقرقر وئام
    ... ...
    غلابه وأمان مو الطيابة
    ضكارى بصارى وكرام
    حبابه الحبان في بابه
    وتدخلوا عليّ الحرام

    فقارى ولكن غنايا
    غنايا بهذا الغمام
    بهذا النيل كم تغايا
    وتيرابا النرميهو قام
    ... ...
    إرادة القمره البتقدر
    براها تضوي الضلام
    شعاع شمشاً ياما خدّر
    وإذا يبَّس لا يُلام
    ... ...
    فيابا خرابا الحرابة
    وخرابة فكر سوسي سام
    خرابة الكل نفسو تأبى
    عقابه .. تلِم عم سام
    ... ...
    ولِيد مخلوق للقرايي
    خزين مدخور للجِسام
    تتمر نيتو التخايي
    إلاما مذهلل إلام

    درب من دم ماب يودي
    حرِب سُبّه .. حرب حرام
    تشيل وتشيل مابِ تدِّي
    عُقب آخرتا إنهزام
    ... ...
    بطانة الشيطان قديمِة
    وبعد دا منو العرشو دام

    إذا الإنسان ما لو قيمِة
    علي إيش خلَّفُو سام وحام
    ... ...
    تعالوا الدم ما هو مويةِ
    ولا ها ترايي المسام
    أخويا وطراوة الخوة إبتسام
    ... ...
    تعالوا نحانن بعضنا
    تعالوا نحانن بعضنا
    نخل قلبو على التُمام
    نبضنا يشهل أرضنا
    وأرضنا تجِم العضام
    ... ...
    تعالوا بدل نبني ساتر
    نخيب ظن الصدام
    نطَّيب للعازه خاطر
    نقوم لأطفاله سام
    ... ...
    أخير كرّاكةً بتفتح
    حفير وتراقد الركام
    أم الدبابة البتكشح
    شخير الموت الزؤام
    ... ...
    تعال لي غابتك يا خيرا
    تعال لها يا أسده الهمام
    بدل دوشكة يغني طيره
    محل قنبلة عش نعام
    ... ...
    بلد صمَّي وشعب واحد
    عصية على الإنقسام
    أبيه وبكراها واعد
    صبية ومشهاده تام
    ... ...
    بساطه أحمدي كم يشيلنا
    وتشهِّلنا على الدوام
    نَقِل ليلنا تقوِّي حيلنا
    ودليلنا تمام التمام
    ... ...
    نلقّم سقف المتاهة
    نجم هدّاي في الضلام
    ونطعِّم حرف النزاهة
    لإيئلافك يا حمام

    ديموقراطية وأمان
    سوا .. سوا عالين مقام
    مواريثنا المن زمان
    محصَّنة في أروع نظام
    ... ...
    بريدك يا زول بريدك
    بعشقك حتّى الهيام
    أريحيتك عد تزيدك
    مهابة وليك القيام
    ... ...
    عهدي معاك يا حمام
    حبِيْب الرُسل الكرام
    رسول الأمراء العظام
    عصامي على ما يرام
    ... ...
    ماب تهدِل في خنادق
    ولا ب تقدِل فوق حطام
    ولا ب تنزل في فنادق
    وسطنا مراعيك قُدام
    ... ...
    فيا ملدوغ من أديس
    معوَّق في كوكدام
    تعال عمِّر فينا ميس
    كفانا طشيش الكلام
    جناحيك جنوب شمال
    وأمش طوِّف يا حمام
    محِل غصن العزّة مال
    عليك وعليهُو السلام

    حكيم الطير يا مهبِّر
    شُراكة القَتَلة اللئام
    متين بإسم الحق تكبِّر
    وبالرحمة تصلِّي إمام
    ... ...
    فلاحة العالم تعمر
    محبّة مودة ووئام
    يقص الايد التدمر
    تشمِّر ساعد السلام
    ... ...
    سوقني زمن كُلُّو عافي
    نتاجو عِلم خيرو عام
    بري آيمة من المنافي
    وطن وافي على الدوام
                  

05-09-2012, 08:35 PM

طارق جبريل
<aطارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: الوليد الرشيد وراق)

    Quote: سلام يا قريبى
    وهاك دى هدية من فقيد الشمال والوطن حميد

    سوقني معاك يا حمام ..


    سوقني معاك يالحمام
    ... ...
    سوقني محل ما الحبيبة
    قريبة تراعي الغرام
    غريبة الأشواق حبيبة
    يجيبا منام في منام
    ... ...
    سوقني محل ما المحنة
    أيادي تقطر سلام
    سماحة الحياة فوق أهلنا
    وبلادي تقرقر وئام
    ... ...
    غلابه وأمان مو الطيابة
    ضكارى بصارى وكرام
    حبابه الحبان في بابه
    وتدخلوا عليّ الحرام

    فقارى ولكن غنايا
    غنايا بهذا الغمام
    بهذا النيل كم تغايا
    وتيرابا النرميهو قام
    ... ...
    إرادة القمره البتقدر
    براها تضوي الضلام
    شعاع شمشاً ياما خدّر
    وإذا يبَّس لا يُلام
    ... ...
    فيابا خرابا الحرابة
    وخرابة فكر سوسي سام
    خرابة الكل نفسو تأبى
    عقابه .. تلِم عم سام
    ... ...
    ولِيد مخلوق للقرايي
    خزين مدخور للجِسام
    تتمر نيتو التخايي
    إلاما مذهلل إلام

    درب من دم ماب يودي
    حرِب سُبّه .. حرب حرام
    تشيل وتشيل مابِ تدِّي
    عُقب آخرتا إنهزام
    ... ...
    بطانة الشيطان قديمِة
    وبعد دا منو العرشو دام

    إذا الإنسان ما لو قيمِة
    علي إيش خلَّفُو سام وحام
    ... ...
    تعالوا الدم ما هو مويةِ
    ولا ها ترايي المسام
    أخويا وطراوة الخوة إبتسام
    ... ...
    تعالوا نحانن بعضنا
    تعالوا نحانن بعضنا
    نخل قلبو على التُمام
    نبضنا يشهل أرضنا
    وأرضنا تجِم العضام
    ... ...
    تعالوا بدل نبني ساتر
    نخيب ظن الصدام
    نطَّيب للعازه خاطر
    نقوم لأطفاله سام
    ... ...
    أخير كرّاكةً بتفتح
    حفير وتراقد الركام
    أم الدبابة البتكشح
    شخير الموت الزؤام
    ... ...
    تعال لي غابتك يا خيرا
    تعال لها يا أسده الهمام
    بدل دوشكة يغني طيره
    محل قنبلة عش نعام
    ... ...
    بلد صمَّي وشعب واحد
    عصية على الإنقسام
    أبيه وبكراها واعد
    صبية ومشهاده تام
    ... ...
    بساطه أحمدي كم يشيلنا
    وتشهِّلنا على الدوام
    نَقِل ليلنا تقوِّي حيلنا
    ودليلنا تمام التمام
    ... ...
    نلقّم سقف المتاهة
    نجم هدّاي في الضلام
    ونطعِّم حرف النزاهة
    لإيئلافك يا حمام

    ديموقراطية وأمان
    سوا .. سوا عالين مقام
    مواريثنا المن زمان
    محصَّنة في أروع نظام
    ... ...
    بريدك يا زول بريدك
    بعشقك حتّى الهيام
    أريحيتك عد تزيدك
    مهابة وليك القيام
    ... ...
    عهدي معاك يا حمام
    حبِيْب الرُسل الكرام
    رسول الأمراء العظام
    عصامي على ما يرام
    ... ...
    ماب تهدِل في خنادق
    ولا ب تقدِل فوق حطام
    ولا ب تنزل في فنادق
    وسطنا مراعيك قُدام
    ... ...
    فيا ملدوغ من أديس
    معوَّق في كوكدام
    تعال عمِّر فينا ميس
    كفانا طشيش الكلام
    جناحيك جنوب شمال
    وأمش طوِّف يا حمام
    محِل غصن العزّة مال
    عليك وعليهُو السلام

    حكيم الطير يا مهبِّر
    شُراكة القَتَلة اللئام
    متين بإسم الحق تكبِّر
    وبالرحمة تصلِّي إمام
    ... ...
    فلاحة العالم تعمر
    محبّة مودة ووئام
    يقص الايد التدمر
    تشمِّر ساعد السلام
    ... ...
    سوقني زمن كُلُّو عافي
    نتاجو عِلم خيرو عام
    بري آيمة من المنافي
    وطن وافي على الدوام


    الله الله يا قريبي علي حميد
    الله على وجع حميد يا ود وراق
    رحمه الله رحمة واسعة
                  

05-09-2012, 08:08 PM

طارق جبريل
<aطارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: يحي ابن عوف)

    Quote: هههههههههههههههههههههههههههههههه

    دي عجبتني اوي حلوه

    يا قريبي حتى في الطشمة ناسنا مهمشين
                  

05-09-2012, 07:59 PM

طارق جبريل
<aطارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: حافظ انقابو)

    Quote: طارق ود أبا جبرين
    غاية الجمال والمتعة
    واصل كدا ومستمتعين
    معاك يا جميل





    ...................
    قت لي المغرب دي
    ما فيها لوتري؟؟

    انقابو كيفنك
    تسلم ياخ




    تليشة:
    المغرب دي ما عايزة لوتري
    بس تجيب قروش العرس وتجي ناطي
                  

05-09-2012, 08:17 PM

حافظ انقابو
<aحافظ انقابو
تاريخ التسجيل: 02-04-2012
مجموع المشاركات: 3552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: طارق جبريل)

    أجيب قروش العرس واجي؟؟؟
    قت لي البحر من وين لي وين
    كااااااااااااااااك



    .................
    رسل لي التذاكر والفيزا طيب
    بس ما تكون بالتونسية
    كاااااك تاني
                  

05-09-2012, 09:24 PM

طارق جبريل
<aطارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: حافظ انقابو)

    Quote: أجيب قروش العرس واجي؟؟؟
    قت لي البحر من وين لي وين
    كااااااااااااااااك



    .................
    رسل لي التذاكر والفيزا طيب
    بس ما تكون بالتونسية
    كاااااك تاني

    ما قلتوا نوبة
                  

05-09-2012, 11:27 PM

طارق جبريل
<aطارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: طارق جبريل)

    (5)
    ليلة السفر غالبا ما تكون ليلة مزدحمة بالكثير من التفاصيل..
    ما بين «عواسة الزوادة» وتجهيز فطور القطر وتستيف الشنط
    وطرود الأحباب والأهل وحفظ الأمانات وتحديد لمن يجب تسليمها..
    اذ غالبا ما يرسل أبناء «شبا» مصاريف ذويهم وهداياهم عبر المسافرين إلى هناك
    في «الإجازات» المدرسية، خصوصا الذين لا تسعفهم ظروفهم للسفر الذي له
    متطلبات مالية قد ترهق ميزانيتهم المتواضعة أصلا..
    فجهود الأسرة تتوزع ذلك اليوم بين «عواسة القراصة المتمرة» و«سلق البيض»
    و«رمي الطعمية» وربط الطرود وكتابة أسماء مستحقيها هناك..
    وغالبا ما تكون «المكوة» شغالة من «صباح الرحمن» وتكاد لا تتوقف..
    فمنظرها وهي «تغوص» بين «الجلاليب» كسفينة أُذن لها بالخروج من الميناء..
    ويتم تزويدها بـ«الجمُر» مرات ومرات..
    وفي ظل هذه الحركة الدؤوبة داخل البيت غالبا ما تكون الزيارات ذلك اليوم لتسليم
    «أمانات» أو «طرورد».. وكالعادة «سلمي عليهم كثير السلام»..
    تظل والدتي رحمها الله ذلك اليوم دون نوم يذكر.. تحصي ما لديها من أمانات
    وتحفظ كل الطرود وتأمر إخوتي بكتابة الأسماء عليها خوفا من اختلاطها..
    ما أن يأذن الفجر حتى تيقظنا لكي نستعد للذهاب لمحطة السكة حديد، التي غالبا
    ما يكون إخوتنا الكبار وأبناء عمومتنا قد سبقونا إليها ليلا ليستطيعوا حجز أماكن
    لنا في «درجة ثالثة» التي ستتحول إلى «درجة أولى» و«نوم» بعد تخرج
    أشقاؤنا الكبار من الجامعات ودخولهم السلك الوظيفي..
    فمجانية التعليم أتاحت للكثيرين طلوع سلالم الرقي الاجتماعي..
    غالبا ونحن نستعد للخروج من المنزل ما «يقرصني» والدي عليه رحمة الله من أذني
    ويقول لي وهو يبتسم: سلم علي حبوبتك نفيسي شديد وقولها جبرين قالك تعفي مني
    وبعدها غالبا ما يرفع صوته آمرا: يلا يا جماعة ولا خلوه السفر دة..
    وهو يعلم أن ذلك من رابع المستحيلات خصوصا وأنه قام بإيصال «العفش»
    إلى إخوتي الكبار في المحطة عبر التاكسي الذي يعمل عليه ثم دلف راجعا ليأخذنا
    قبل أن تزدحم المحطة بالمسافرين والمودعين والباعة المتجولين..
    ما أن نصل المحطة حتى نجد أبناء عمومتي قد وصولوا لتوهم ومعهم «طرودهم»
    و«زوادتهم» أيضاء ومن ثم يتم ترتيب «العفش» وحفظ أماكننا ثم يأمروننا
    بالدخول إلى عربة القطار...
    كان يستوهويني شباك القطار كثيرا..
    من خلاله تستطيع أن ترى مجرى الأحداث من حولك عبر منظر بانورامي مميز...
    وكنت أجد متعة كبيرة في ذلك.. فمنظر المحطة وهي «تفور» بالناس..
    مسافرين ومودعين وحتى متسكعين كان حدثا كبيرا في حياتنا ذلك الزمان..
    وكان منظر ناظر المحطة وهو بتلك «البرنيطة» يدعو للاحترام والاعجاب..
    كل هؤلاء القوم كانوا تحت أمرته.. وغالبا ما يتحركون بين مكتبه والمكاتب المختلف
    لحل المشاكل العالقة حتى يتحرك القطار في موعده.. وغالبا ما كانت تضاف
    عربات أخرى للقطار بعد اكتشاف أن عدد المسافرين يفوق طاقة القطار الحالية..
    كان رصيف المحطة يضج ببائعي الجرائد والبسكويت واللبان..
    وكانت مجلات «سمر» و«صباح الخير» وجريدتي «الصحافة» و«الأيام»
    الأكثر مبيعا وطلبا من المسافرين..
    وما أن يأمر ناظر المحطة بتحرك القطار حتى يتحول المودعين إلى شبابيك القطار
    وتسمع همسا هنا وضحكات هناك ودموعا هناك وآهات هنا..
    والكل يملي وصاياه الأخيرة إلى ذويهم، وفي كثير من الأحيان تكون وصايا مسموعة للجميع
    وما أن تسمع صافرة القطار الجهورة تلك حتى يصطف المودعين على الرصيف
    مودعين بحركة «بندولية» من «طواقيهم» و«عممهم»..
    وبعضهم يضع يديه على وسطه ويظل يتابع فقط بعينيه والبعض الآخر يرسل
    وصاياه بإشارات إلى ذويه داخل القطار...
    وما أن تبدأ عجلات القطار في الحركة حتى تفقد المحطة هيبتها وضجيجها ذاك..
    وبالمقابل تبدأ حياة أخرى داخل القطار..
                  

05-10-2012, 02:07 AM

Hatim Elmaki
<aHatim Elmaki
تاريخ التسجيل: 06-25-2008
مجموع المشاركات: 732

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: طارق جبريل)

    ود جبريل سلام
    في عام ٢٠٠٧ ذهبت الي جبل البركل ومعي خواجات بلجيك وفي طريق العوده الي الخرطوم ذهبنا الي احد الجناين بجانب الجبل التقينا بشخصان طلبنا منهم ان يدلونا علي مكان نشتري منه بعض التمر للخواجات لا انسئ الرد ابدا امر احدهم الاخر بطلوع الي شجره معينه واحضار بعض التمر. وغد كان احضر الشاب كميه من التمر لخمسين شخص وعندما اخرجت بعض من المال لدفع القيمه رفض الشخصان ان استلام المبلغ والله اكثر من اسبوع والخواجات لامين في تمر زي النمل وغد استعجب الخواجات من ذلك الموقف السوداني الاصيل
    سلامي لناس البركل واحد واحد وهم ناس كرم وجود
                  

05-10-2012, 03:05 AM

عبد المنعم سيد احمد
<aعبد المنعم سيد احمد
تاريخ التسجيل: 10-13-2003
مجموع المشاركات: 11824

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: Hatim Elmaki)

                  

05-10-2012, 09:24 AM

طارق جبريل
<aطارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: عبد المنعم سيد احمد)

    تسلم يا عبد المنعم
    ياخي الاغنية دي فيها كمية حنية مبالغة
                  

05-10-2012, 09:17 AM

طارق جبريل
<aطارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: Hatim Elmaki)

    Quote: ود جبريل سلام
    في عام 2007 ذهبت الي جبل البركل ومعي خواجات بلجيك وفي طريق العوده الي الخرطوم ذهبنا الي احد الجناين بجانب الجبل التقينا بشخصان طلبنا منهم ان يدلونا علي مكان نشتري منه بعض التمر للخواجات لا انسئ الرد ابدا امر احدهم الاخر بطلوع الي شجره معينه واحضار بعض التمر. وغد كان احضر الشاب كميه من التمر لخمسين شخص وعندما اخرجت بعض من المال لدفع القيمه رفض الشخصان ان استلام المبلغ والله اكثر من اسبوع والخواجات لامين في تمر زي النمل وغد استعجب الخواجات من ذلك الموقف السوداني الاصيل
    سلامي لناس البركل واحد واحد وهم ناس كرم وجود

    ود المكي يا حبيب
    هناك لا يبيعون التمر للأكل كيفما كانت الظروف
    انه عرف متوارث

    دمت بالف خير يا عزيزي
                  

05-10-2012, 09:39 AM

محمد عبدالرحمن
<aمحمد عبدالرحمن
تاريخ التسجيل: 03-15-2004
مجموع المشاركات: 9059

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: طارق جبريل)



    ياسلااااام ياخ ...دا كلام عجيب ...يمين نفسنا قام ...
    تبت لله ..

    ياسلام ياطارق على الاحداث والصور والشخوص الحية ...
                  

05-10-2012, 11:52 AM

طارق جبريل
<aطارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: محمد عبدالرحمن)

    Quote: ياسلااااام ياخ ...دا كلام عجيب ...يمين نفسنا قام ...
    تبت لله ..

    ياسلام ياطارق على الاحداث والصور والشخوص الحية ...

    عييييييييك ود عبد الرحمن
    يا زول انت حي
    ان شاء الله طيب يا حبيب
                  

05-10-2012, 12:33 PM

طارق جبريل
<aطارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: طارق جبريل)

    (6)

    داخل قطار كريمة هناك حياة أخرى...
    عوالم أخرى تتبدى لك وأنت تحاول التآلف مع المكان والناس من حولك..
    كانت لحظات عبور القطار لكوبري بحري واحدة من تلك اللحظات التي يتمناها الفرد منا..
    كنا ونحن أطفالا، وما أن يدخل القطار إلى كوبري بحرى، حتى تجدنا نتقافز إلى الشبابيك..
    كان السؤال الذي يُلح علينا: كيف لهذا القطار أن يسير على حديد في الماء؟؟
    كانت الأسئلة تتناسل من رؤوس تمور بالأساطير.. وكانت الإجابات حينها غير كافية لعلامات استفهام كثيرة ومرهقة للأهل..
    على أية حال نحن نستمتع الآن بصرير عجلات هذا القطار وحكاياته ونمني النفس بلقاء الأهل والأحبة هناك في البركل..
    ما أن يغادر القطار محطة بحري في طريقه إلى محطة الكدرو وإلا ويبدأ الجميع في إخراج «الزوادة»..
    وبعد أن كانت العربة مليئة بالشجار والتنابز هنا وهناك بسبب الأماكن.. في لحظات معدودة يتحول الخلاف إلى حميمية..
    فما أن تُفتح «الزوادات» إلا وتسمع: أتفضلي... أتفضل... مد ايدك...
    يضريك إن ما جيتي فطرتي معانا...
    ياخي قولي بسم الله ومدي يدك... يا زول حرم تدخل يدك..
    يأكل القوم بتآخي فريد وغريب... ثم تُخرج «الترامس» وتبدأ كؤوس الشاي في التدفق من هنا وهناك..
    ثم يبدأ القوم في التعارف:
    - ولادي من «شبا» في البركل من ساقية القرونة وأنا من البركل تحت من الدياب..
    - نحن من حزيمة من ولاد ود بلي
    - سبحان الله ود بلي أليل البركل يبقالك شنو
    - أبان أعمامنا لزم
    - نحن من الكنيشاب في «شبا»
    - ما شاء الله،، أها وكنيشاب نوري عندكم بيهم علاقة
    - كيف ياخي العمدة ود كنيش ود عم جدي لزم
    - سبحان الله
    - أنا جعلية من سقادي في المحمية بالغرب
    - نان قاعدين تقطعوا كيفن
    - بالبنطون يا حبيبة قساي
    - انتو ماشين للاجازي
    - إيي الولاد جنهم يمشوا عند حبوباتم
    - والله نحن ماشلنا لي عرس في مقاشي
    - أيي شايفي نص العربيي باقيلي أهل
    - أيي كلنا ماشين لي عرس ود أختي
    - الله يعدل الخطوة
    الأكيد أن وجود مجموعة في طريقها لحفل زفاف يُعطي العربة نوعا من الألق..
    وتكون العربة قبلة للكثيرين.. إما للاستمتاع بالأغاني أو لسرقة النظر للحسان اللاتي يكثرن في عربات العرس..
    وما أن يغادر القطار محطة الجيلي حتى تبدأ الحياة في القطار تأخذ طعما آخر...
                  

05-10-2012, 11:58 PM

طارق جبريل
<aطارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: طارق جبريل)

    (7)
    تختلف الحركة بعربات القطار باختلاف الرُكاب ونوع الرحلة (إجازة/فرح/موت)..
    وعلى إختلاف تلك الأمزجة يسير القطار إلى محطته النهائية «كريمة»..
    تتكرر هذه المشاهد كل عام وتختلف فقط أمزجة العربات...
    حين يكرمك الله وتكون رحلتك برفقة إحدى «السيرات»... تكون تلك لحظة من لحظات كرم الزمان النادرة..
    الناس هنا منفرجي الأسارير ومتأهبون للفرح بشكل لا يُصدق..
    كأنما يخافون أن تغادرهم اللحظة إلى غير رجعة.. ينسون همومهم ودوامة مشاكلهم الحياتية وينغمسون في السرور..
    ما أن تشبع البطون وتتزود الرؤوس بكؤوس الشاي حتى وتحين لحظات الطرب..
    تبدأ النساء بأغاني السيرة وتزغرد الأخريات و«يبشر» الرجال ويصفقون..
    - يا عديلة يا بيضاء يا ملايكة سيري معاه
    - الليل العديل والزين الليل العديله يارسول الله
    - أبشروا... أبشروا
    - يا اخوانا دقولنا الدليب...
    كنت أجد متعة كبيرة في متابعة هذه «البهجة»..
    ولكي أكون وقادرا على متابعة هذا الجمال بشكل جيد أُنزل أحد الطرود من «رُفوف» العفش
    لأضعه مكان جلوسي ثم أقفز إلى الأعلى و«أتحكر» هناك لأغنم بمشاهدة الفرح..
    وما أن «ترن» نغمة من الطنبور حتى وتموج العربة بالجمال..
    يفرغون وسطها للرقيص ويملؤون الممرات بين «الكنبات»..

    شتيلة قريرا
    الفجر نبحن بوابيرا
    ... يالرايقة

    حليل تغريد عصافيرا
    بلاها أصبحنا في حيرة
    يازهرتنا النضيرة
    حرام نقلك من الجيرة
    ... يالرايقة
    حينها فقط تقوم إحدى الحسان وتُنزل ثوبها إلى حدود الرقبة حيث يمكن لشعرها
    و«مسايرها» أن تتمايل مع حركة جسمها خلال «الترترة»..
    وتبدأ من أول العربة حتى تصل إلى المؤخرة ثم تعود مرة أخرى..
    حركة جسدها تتناغم بشكل جميل مع نغمات الطنبور..
    يصفق الرجال ويرددون مع «الطنباري»:
    دهب زادوه تجميرا
    لفة خاتم ضميرا
    شبيهة البدر المنيرة
    ليك تاجوج ماها سيرة
    ... يالرايقة
    ثم يدخل البعض منهم إلى الوسط مُلحين في طلب «الشبال»..
    وما أن «تلفحهم» خصلات «المُشاط» و«المساير».. حتى «يىُبشرون»
    ويصفقون ثم يعودون إلى أماكنهم ويواصلون ترديد الأغاني:
    نزلت عقلات الضفيرة
    تداعب رمان صديرا
    نظرتك قاسي تفسيرا
    فيها انذارات خطيرة
    ... يالرايقة
    ثم تزداد وتيرة الفرح حين تدخل حسناء أخرى إلى وسط «الدارة»
    وتبدأ المرأتان تتبادلان «الترترة» في تناغم محبب وجميل..
    كأنهما أوزتان في بحيرة شعرتا بوقت «التفريخ» وراحتا تناغيان بعضهما..
    إنه الفرح على أية حال..
    الإنسان يظل مسكونا بالألم وما أن يجد فرصة للانعتاق.. يكمل كل
    طاقته في لحظة قد لا تعود... والهواجس غالبا ما تقودك إلى أن هذا الجمال لن يعود
    لذا حين تراقب القوم من على البعد تجد هذه الأحاسيس في ملامح وجوههم..
    تستمر لحظات الجنون تلك إلى أن تفرغ البطون أو تتعب الأجساد..
    ثم تتحول العربة من جديد إلى مطعم حيث يقتات الناس..
    ويطلع بعض الرجال إلى سطوح العربات ليأخذوا قسطا من الراحة ويتمددون
    بجلابيبهم على أسطع العربات كـ«بالات» القطن في شاحنة متجهة إلى الميناء..
    بعضهم يُدخن.. وبعضهم يضع «البشاكير» على وجوههم علهم يغفون..
    والقطار يصارع الصحراء في مسيرته نحو الشمال..
    تارة يقترب من النيل وتارة أخرى يتباعدان كأنهما مُهرين أحسا بأوان الركض
    فطفقا يتسابقان.. ينحنيا يمينا أو شمالا.. لكنهما يجريان على كل حال..
    وفي المنحدرات يصبحان كثعبانين يتلويا مسرعان نحو جرذ..
    ...
                  

05-11-2012, 01:29 AM

أمير عثمان
<aأمير عثمان
تاريخ التسجيل: 08-11-2009
مجموع المشاركات: 805

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: طارق جبريل)

    الله يديك العافية ... ويزيدك فصاحة!!
    وسلم لى على الزول البيصبغ شعره داك..
                  

05-11-2012, 09:17 AM

طارق جبريل
<aطارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: أمير عثمان)

    Quote: الله يديك العافية ... ويزيدك فصاحة!!
    وسلم لى على الزول البيصبغ شعره داك..




    الراجل يا حبيب عايز يتشبشب
                  

05-11-2012, 11:51 AM

الشفيع وراق عبد الرحمن
<aالشفيع وراق عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 04-27-2009
مجموع المشاركات: 11406

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: طارق جبريل)

    آ آ آ هـ يا ود جبرين

    قسماً عظماً شميت ريحة القراصة المخمرة ودقشني الهواء البااارد والكتاحة من شباك التالتة ابو شيش
                  

05-11-2012, 03:48 PM

أمير عثمان
<aأمير عثمان
تاريخ التسجيل: 08-11-2009
مجموع المشاركات: 805

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: الشفيع وراق عبد الرحمن)

    Quote: الراجل يا حبيب عايز يتشبشب

    يتشبشب!! من شباب ولا شبشب؟
                  

05-11-2012, 04:23 PM

احمد الامين احمد
<aاحمد الامين احمد
تاريخ التسجيل: 08-06-2006
مجموع المشاركات: 4782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: أمير عثمان)

    Quote: نان قاعدين تقطعوا كيفن
    - بالبنطون يا حبيبة قساي
    - انتو ماشين للاجازي
    - إيي الولاد جنهم يمشوا عند حبوباتم
    - والله نحن ماشلنا لي عرس في مقاشي
    - أيي شايفي نص العربيي باقيلي أهل
    - أيي كلنا ماشين لي عرس ود أختي



    Quote: مقاشي

    يكفيها فخرا انها أهدت (الأرض الطيبة )
    إبنها (الفراش الحائر) عثمان حسين ..
    تتشابه سيرة الراحل المغفور له والدكم مع سيرة
    إسماعيل حسن (ارض الشايقية -مصر - السجانة)
    حسب روايته لها فى برنامج (ظلال فى حياة إنسان )
    كتابة الحوار بين (النسوان) داخل قطر كريمة
    بلهجة الشايقية يؤكد صدق أبى امنة حامد حين قال لحسين خوجلى
    فى برنامج (أيام لها إيقاع ) أن لهجة الشايقية اكثر عذوبة و(حنية) حسب وردى
    وسماعين حسن من اللغة الفرنسية المتميزة برقتها ...
    الطيب صالح زولكم ياطارق بتاع (على الدرب) نفسه
    نوه بشاعرية لهجة الشايقية خصوصا عندما تتحدث بها (النسوان)
    كما سمعناهن وهن يتونسن داخل القمرة فى قطار كريمة وانت معهن
    ذلك فى معرض حديثه عن إنجذابه للغة(اللهجة ) التى يكتب بها البشير خريف
    الحديث داخل الحوار بين شخصيته فى بيئة بدوية شرق ليبيا

    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 05-11-2012, 04:28 PM)
    (عدل بواسطة احمد الامين احمد on 05-11-2012, 04:30 PM)

                  

05-11-2012, 07:57 PM

ست البنات
<aست البنات
تاريخ التسجيل: 10-02-2002
مجموع المشاركات: 3639

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: احمد الامين احمد)

    طارق ود عمى المرحوم جبرين ,

    وود الأحمر ,

    سلام يغشاكم , وترحم على الحبيب الفارق وخلا الدنيا خلا,

    ويا سلام على شبه وعلى البركل ,

    وعليك الله عرجلنا عليى تنقاسى وفتنيى .
    و

    ( بطانة الشيطان قديمِة
    وبعد دا منو العرشو دام)

    وسلام لكل الطيبين فى الرباط.

    ست البنات.
                  

05-13-2012, 09:23 AM

طارق جبريل
<aطارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: ست البنات)

    Quote: طارق ود عمى المرحوم جبرين ,

    وود الأحمر ,

    سلام يغشاكم , وترحم على الحبيب الفارق وخلا الدنيا خلا,

    ويا سلام على شبه وعلى البركل ,

    وعليك الله عرجلنا عليى تنقاسى وفتنيى .
    و

    ( بطانة الشيطان قديمِة
    وبعد دا منو العرشو دام)

    وسلام لكل الطيبين فى الرباط.

    ست البنات.

    اوووووووووه سكينة اخت الزين الله يرحمه
    ياخي كيفنك ونعلك طيبي
                  

05-12-2012, 01:48 AM

طارق جبريل
<aطارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: احمد الامين احمد)

    Quote: يكفيها فخرا انها أهدت (الأرض الطيبة )
    إبنها (الفراش الحائر) عثمان حسين ..
    تتشابه سيرة الراحل المغفور له والدكم مع سيرة
    إسماعيل حسن (ارض الشايقية -مصر - السجانة)
    حسب روايته لها فى برنامج (ظلال فى حياة إنسان )
    كتابة الحوار بين (النسوان) داخل قطر كريمة
    بلهجة الشايقية يؤكد صدق أبى امنة حامد حين قال لحسين خوجلى
    فى برنامج (أيام لها إيقاع ) أن لهجة الشايقية اكثر عذوبة و(حنية) حسب وردى
    وسماعين حسن من اللغة الفرنسية المتميزة برقتها ...
    الطيب صالح زولكم ياطارق بتاع (على الدرب) نفسه
    نوه بشاعرية لهجة الشايقية خصوصا عندما تتحدث بها (النسوان)
    كما سمعناهن وهن يتونسن داخل القمرة فى قطار كريمة وانت معهن
    ذلك فى معرض حديثه عن إنجذابه للغة(اللهجة ) التى يكتب بها البشير خريف
    الحديث داخل الحوار بين شخصيته فى بيئة بدوية شرق ليبيا

    عارف يا ابو حميد
    يمين بالله بفتش لي مداخلاتك فتاشة
    ياخي انا ما عارف ليه انت حارمنا من كتاباتك
    مخلينا نحن الرعاع ديل نكتب
                  

05-12-2012, 01:31 AM

طارق جبريل
<aطارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: أمير عثمان)

    Quote: يتشبشب!! من شباب ولا شبشب؟

    اها جيبلنا الكلام
                  

05-12-2012, 01:29 AM

طارق جبريل
<aطارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: الشفيع وراق عبد الرحمن)

    Quote: آ آ آ هـ يا ود جبرين

    قسماً عظماً شميت ريحة القراصة المخمرة ودقشني الهواء البااارد والكتاحة من شباك التالتة ابو شيش

    والعجب تكون شايلك كورية موية وتطلع راسك من الشبك وتغسل وشك
    والموية تطاير وتتسايل في ضهر العربية
                  

05-12-2012, 08:17 PM

Waleed Elnour

تاريخ التسجيل: 10-25-2007
مجموع المشاركات: 39

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: طارق جبريل)

    طارق يا حبيب و الله شوقنا لا يوصف
    ياخى و الله ابداع مباااااااالغة شكرن لي هذه المتعة في الزمن العجيب
                  

05-13-2012, 09:28 AM

طارق جبريل
<aطارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: Waleed Elnour)

    Quote: طارق يا حبيب و الله شوقنا لا يوصف
    ياخى و الله ابداع مباااااااالغة شكرن لي هذه المتعة في الزمن العجيب


    عيييييييييييييييييك وليد محمذ الامين شخصيا
    يا حبيب والله ليك وحشة
    ياخي ادينا سلك
                  

05-13-2012, 09:45 AM

طارق جبريل
<aطارق جبريل
تاريخ التسجيل: 10-11-2005
مجموع المشاركات: 22556

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما بين البركل والخرطوم «نكهات» من زمن جميل (Re: طارق جبريل)

    (8)
    القطار كان على الدوام مصدرا للمتضادات.. فاللقاء والفراق يلتقيان عند عجلاته..
    حتى «اللهو» هنا له مناخات خصبة وآفاق رحبة..
    ما بين «السيرة» وجلب الماء من «الأزيار» في آخر العربة وحركة الناس في المحطات وتبضعهم..
    تُنسج الكثير من علاقات الغرام..
    وكثيرة هي خيوط الغرام التي حولت إلى رباط أبدي..
    يتنقل الظامئون للعشق و«اللذة» بين العربات بحثا عن الإرتواء..
    يتفرسون الوجوه، ثم يحددون الهدف..
    وطول المسافة واستغراق الرحلة ليومين أو أكثر تساعد كثيرا في إرتواء هذا الظمأ..
    هناك من يسعى لعلاقات دائما بحثا عن جمال الروح..
    وهناك من يحاول قتل الوقت ببعض المجون حين تنزلق أشعة الشمس عن كتف السماء وتتوارى ويعلن الظلام عن وجوده..
    نظرات النهار تتحول إلى آهات ومناغاة ولوعة في ليل القطار..
    كل ذلك يحمله القطار طي عرباته...
    كما الكون تماما حرب هنا وسلام هناك... ضنك هنا وبذخ هناك..
    والقصص تتوالي وتتشابه باختلاف رقعة الأرض..
    لكن الاحساس نفسه يتقاسمه الجميع...
    سطوة الاحساس يمكن أن تقودك إلى جهنم الظمأ..
    ويمكنها أن تفتح لك طاقة للمحبة..
    الذين ينشدون الحب والغرام يجدون في توقف القطار فرصة لسرقة كلمات الهيام و«وعود» العشق الأبدي..
    محطة مثل عطبرة تعد مرتعا جميلا لهذه الفئة..
    حيث «ترتاح» عجلات القطار ويمني الحالمون أنفسهم بـ«ونسة» على الرصيف..
    فما أن تظهر «جرادل» الاسمنت عبر خطوط النقل بين ضفتي نهر النيل،
    كحبات مسبحة تتهاوى من السماء، إلا وتنفرج الأسارير..
    لا يهم إن كانت «باسطة» المحطة بـ«السمنة وكدة» أو كانت «مواسير» الرصيف،
    التي توجه «فمها» إلى السماء، تحمل ماء نقيا..
    لكن المدة الزمنية ستطول حتى «تغيير الراس» للقطار وهذا يجعل الأهل يسمحون
    لفتياتهم بالنزول والتسكع في المحطة فيما هم يحرسون «العفش»..
    هنا فقط يمكن أن تنسج وعود الحب ويأخذ البعض نصيبه من «الكلام الدقاق»..
    إذا سنحت لك الفرصة لتعتلي سطح القطار حينها..
    سترى «أكوام العشق» تتناثر عبر رصيف المحطة كنعاج في نهار مشمس في مزرعة اسكتلندية..
    ويستمر تدفق هذا «الكلام الدقاق» في جميع المحطات الكبيرة (بربر/أبو حمد/الكاب... إلخ)..
    يأكلون عجوة «أبو حمد» كأنها «تورتة زفاف» ويتذوقون شاي «الكاب»
    كأكسير للعشق والهيام..
    أما الذين ينسجون شباك اللذة فيتخذون من الليل ستارا،
    فغالبية عربات القطار غير مزودة بالإنارة..
    يؤمنون بـ«لحظية» الحياة، لذا يستخدمون جل ذكائهم في البحث عن هذه «المتعة»
    فبعد أن تكون «غمزات» النهار قد تسربت إلى «الضحايا» ينتظر الجميع دخول القطار في «إغماءة» الظلام..
    حينها فقط يتسللون إلى المراحيض التي احتل جزء منها «الطرود»، أو بين الأزيار، أو تحت «الكنبات» في غفلة من «النيام»..
    هناك فقط يسرقون «المتعة» و«لذة» القبل «المكتومة» خوفا من افتضاح أمرهم..
    وإن أسعفتهم الظروف «ينتشون» وترتجف أجسادهم حتى تطلق «سوائل» إرتعاشها..
    «نشوة» و«كلام دقاق» و«باسطة بالسمنة وكدة» وصرير عجلات القطار يستمر في رحلته المعتادة إلى «كريمة»..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de