|
|
 شبابيل على مشارف الشَّفَق
|
شبابيل على مشارف الشَّفَق
شاذلى جعفر شقَّاق
استئصال
قضمتُ ظفرى بطَرَفَى قاطِعَىَّ .. ثفلتُه بلا وعى أمام عينين راتعتين فى موضع الذهول .. قفزتُ ناكصاً عن غفلتى ، تحيَّزتُ إلى أخرى ، فاندلعتْ هواجسُ لا هُوادة فيها .. اختلط حابل الأعشى بنابل الضرير ..وتحت مثار النَّقْع ينتظم طابور من النمل الزاحف بهِمَّةِ مَنْ وَجد شيئاً على مشارف اليأس !
النملةُ الجموح خرجتْ مِن الصف واستدارت لتخطو حثيثاً فى الاتجاه المعاكس ..حارتْ .. حادتْ يميناً .. عافَتْه .. صبأتْ .. توغَّلتْ يساراً .. قبَّلتْ حصاةً نصفها داخل الأرض ونصفٌ معفَّرٌ بطين الانتظار الطويل .. استشعرتْ ظفرى المقضوم .. اشتمَّته ثم غرستْ فيه نائبيها الصغيرين ثم أخذت تجرُّه حيناً وتدفعه حيناً أخراً .. نبشتُ فضيلة الدَّفن مِن قاع ذاكرتى .. كفَّنتُها بالتأسِّى ثم هرولتُ متشمِّراً بالتدارك ، غير أنَّ النملة ومتاعها غارا فى المجهول !
انتشلتنى فجيعتى الحُبلى مِن غيبوبتى ؛ انتزعتْ كَفِّى بسرعة .. دسَّتها تحت سُرَّتِها ، ثم أوعذتْ إلىَّ بالإصغاء .. بشَّرتنى بدُنُوِّ مولودٍ جديدٍ اتحسَّسُ فرفراتِه بكفٍّ نازفةٍ وإصبعٍ أخلى موقعَه ، وأنا أصرخ من الندم : إنِّى قضمتُه فقط ولم أخلعه مِن منبتِه !!!
وبس
|
|
  
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شبابيل على مشارف الشَّفَق (Re: shazaly gafar)
|
مكامن الوجع القصيَّة
وضعتْ كفَّيْها على خاصرَتَيْها ، حتى بدتْ مثل (قِدْرة) فول تغلى وتفور تكاد تميَّز ُ مِن الغيظ ، ثم قالت :
- أنا حاملٌ فى شهرى التاسع !
- ربَّنا يحلِّك بالسلامة !
هكذا قالها الرجل الشاحب المتسريل بالبياض وهو يقطع ورقةً مِن دفتر ٍ صغيرٍ يضعه على فخذه الأيمن .. تمدُّ السبَّابةُ والوسطى الورقةَ مِن خلال شبَّاك العربة الرابضة على حافة الطريق مثل لبوءة جائعةٍ عليها إطعامُ صغارها المقرورين .
انتفختْ أوداجُها وأصدرتْ صفيراً حادَّاً مشفوعاً بآهةٍ مِن مكامن الوجع القصيَّة ، وقالت :
- ألا تفهم ؟ قلتُ لك لا استطيع استخدام هذا الحزام اللعين ؛ فهو بالتأكيد لن يلتقى طرفاه إلاَّ إذا غاص داخل بطنى !
قال – وهو المحصَّنُ جيِّداً ضدَّ كلِّ أنواع الاستجابة - :
- أفهم ، ولكنى قد قطعت إيصال المخالفة من جذعه ، فهَوَى رطْباً جنيَّا .. سبق السيفُ العزلَ يا عزيزتى .. ليس أمامكِ مِن خيارٍ سوى أنْ تُنقدينى ثلاثين جُنيهاً ! .. قُطع الإيصالُ وجفَّتْ الصُّحُف !!
قالت وقد طفح كيلُها :
- ليقطع اللهُ دابرَ الظالمين !
مسح كرشَه بباطن كفِّه بعد أنْ آب مِن رحلة تثاؤبٍ طويلة .. ثم تجشَّأ .. ثم بصق .. ثم .... ليقول بصوتٍ جهورىٍّ :
- آمييييييييين !
وبس
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شبابيل على مشارف الشَّفَق (Re: shazaly gafar)
|
مخالفة مدفوعة القيمة
توكلَّتُ على الله بعد أنْ قرأتُ المعوِّذتين وآية الكرسى ويس~ ، ليجنِّبنى الله ويجنِّب ما رزقنى شياطين الإنس والجنِّ من قطَّاع الطريق .. ثم امتطيتُها وهى تتهادى عن فتورٍ ووهَن لا عن دلالٍ وافتتان .. فجأةً ، وأنا أُطاردُ حاجةً هاربةً بين أزقَّة الحياة المطلسمة ؛ رفع الرجلُ الشاحب المتسربل بالبياض يُسراه بعد أن سقطت منه يمينٌ مغلَّظةٌ وأشهر إصبعه فى وجهى قائلاً :
- يا هذا .. لقد ربطتَ حزام الأمان بعد أنْ أوقفتك صافرتُنا ، أليس كذلك ؟ اعترف !
- لا .. لقد فعلتُ ذلك قبل أن أخرج مِن منزلى !
قال الرجل :
- ألا ترى (قنبورى )؟
- بلى , وإنَّه مِن دواعى سرورى !
- ثلاثين .
- عشرة .
- عشرين .
- خمسة عشر جنــ
انشقَّت الأرضُ عن عفريت فى زِىِّ ذى ذنبٍ .. ارتبك الرجل المتسريل بالبياض وقال :
- كنت بهظِّر ساكت !
ثم غاب فى الزحام .. سيطر العفريت الذى يرفل فى زِىِّ ذى ذنبٍ على الموقف .. زمجر وهو ينتزع منى ثلاثين كاملةً ، انتزعتُ على إثرها – بدورى – وأمام عينيه المقلوبتين الحزامَ من إبزيمه وقذفتُ به فى مقعد العربة الخلفى ..ثم بصقتُ (سفَّتى) على قارعة الطريق وانطلقتُ بلا وعىٍ نحو اللاشئ ،ربَّما استمرأتُ الممنوع المُباح ولكنى أوقنُ بأنى قد دفعتُ عن ما تقدَّم من خطيئتى وما تأخَّر منها – إنشاء الله – حتى حين .. أو قُل إنَّ القلمَ رُفع عنى فيما تبقَّى من عمْر هذا اليوم !!!
وبس
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شبابيل على مشارف الشَّفَق (Re: shazaly gafar)
|
الشاذلي عساك طيب
لينا زمن ما قرينا ليك
تعرف يا حبوب الزول لما يشوف اسمك ومعاك عبدالله الشيخ وملاذ حسين وكم كاتب جميل ....بيشيل هم؟عندكم كتابة جميلة في مساحة نحن بنمارس فيها الفوضي ولا نملك سوي الاعتراف بأننا نمارس الضجيج بينما كتاباتكم الجادة والجميلة تصارع لأن تبقي في الصفحة الاولي وتذهب رغم جمالها..بينما تبقي دائما في الصفحة الاولي بوستات الصراع الشخصي وغيرها من البوستات ذات الطابع التفاعلي في القضايا وبين الاعضاء.
أعذرونا كأعضاء نشارككم المكان إن مارسنا الضجيج بينما أقلامكم تتاوق ولا تجد متسعا من القراءة في هذا الضجيج.
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شبابيل على مشارف الشَّفَق (Re: GamarBoBa)
|
Quote: الشاذلي عساك طيب
لينا زمن ما قرينا ليك
تعرف يا حبوب الزول لما يشوف اسمك ومعاك عبدالله الشيخ وملاذ حسين وكم كاتب جميل ....بيشيل هم؟عندكم كتابة جميلة في مساحة نحن بنمارس فيها الفوضي ولا نملك سوي الاعتراف بأننا نمارس الضجيج بينما كتاباتكم الجادة والجميلة تصارع لأن تبقي في الصفحة الاولي وتذهب رغم جمالها..بينما تبقي دائما في الصفحة الاولي بوستات الصراع الشخصي وغيرها من البوستات ذات الطابع التفاعلي في القضايا وبين الاعضاء.
أعذرونا كأعضاء نشارككم المكان إن مارسنا الضجيج بينما أقلامكم تتاوق ولا تجد متسعا من القراءة في هذا الضجيج.
تحياتي |
العزيز : قمر بوبا
تحية الكلمة النديَّة
أهلاً بكـ ويا ألف مرحى
لا يضير الحرف - إنْ كان جديراً بالمطالعة - إنْ لفَّه ثوبُ الغَسَق .. ففى الأسحار يا صديقى
باحاتٌ للنجوى المنعتقة من الضجيج تحت ضوء النجيمات الوضيئة .. وعند انبلاج الفجر رؤيا لا تخيب !
أشكرك يا قمراً (بوبا) فأخجل شُجيراتٍ توارين خلف ظلالهنَّ الراعشات .
شاذلى
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شبابيل على مشارف الشَّفَق (Re: shazaly gafar)
|
إخلاء
لم تتوقَّف مضخَّاتُ قلبى بعد .. ولكن أوشكت .. فالمعارك الضارية بين جيوش الهم والمنشقِّين عن قوَّتِها الضاربة – مِن أهل النِبال- من ناحية ، وبين مليشيات عشقى القاتل- المنتشرة كسرطان بين أزِقَّة البُطين الأيمن وشِعاب الأُذين الأيسر- وبين صمَّام الأمان الصَّدِى المتآكل من ناحية أُخرى ؛ لا زالت تلتهم ممَّا يليها – من مكنونات قلبى – وممَّا لا يليها !!
صافرات الإنذار أعلنت عن (غولٍ) تكشِّر عن أنياب كأسنَّةٍ الهلاك .. ترفع ذيلها فى عنان السماء .. أبواقها الخلفية تأكل زئيرها الأمامى .. يلعق لسانُها الصَّدَى المُرتَدَّ عن قعقعات (التدوين) الصائبة والخائبة .. ينتصب ثدياها المتهدِّلان ؛ تنفصل حلْمتاهما عنهما .. صوت الانفصال يجعلنى ، يجعلنا ، يجعلهم ، يجعلكم تضعون أصابعَكم فى آذانكم حذر الموت .. الموتُ فى قلبى .. قلبى نافورة الموت الزؤام ..قلبى مضخَّة الأسى والدموع .. مَن يشقُّ قلبى ويُخرج مُضغةَ أضغانى التى لم يزرعها أحدٌ سواى يا سُويداء !!
حتى ذلك الحين لملِمى يا جراحَ قلبى ما خَفَّ من متاع وارحلى .. اهربى إلى الأمام أو تقهقرى إلى الوراء ، فالأمرُ سِيَّان يا جراح !! .. لم يكن قرار الإخلاء من لدُنّى ، بل كان من سُلطاتٍ عُليا أو دُنيا ، لستُ أدرى .. ولكن لا مناص مِن التنفيذ الفورى يا جراح !!!!
وبس
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شبابيل على مشارف الشَّفَق (Re: shazaly gafar)
|
مجدٌ تخلَّى
لم يقف أحدٌ منهم لتحيَّتى عندما عبرتُ أمامهم وأنا فى كاملِ أناقتى العسكرية وهم جلوسٌ يتبعثرون على عرصات الثغور القصيَّة .. ملئتُ رئتىَّ مِن كِيرِ ذلك الهجير الغائظ ونفختُ فيهم مثل قطٍّ خلوىٍّ متوحِّش :
- ألم ترونى أيُّها القِرَدة والخنازير .. يا أدبارَ الأُتُنِ الشَّبِقات .. يا حُثالات الحُثالة .. يا مَلَكيَّة !!!
لم يرتعدوا خوفاً – كما كانوا فى السابق - لم يرتبك كبيرُهم -الذى علَّمهم الضَّبْط والرَّبْط- وفق تكهُّناتى وهو يحاول احتواءَ الخطيئة .. أين هو ؟ ماذا دهاه ؟ ماذا دهاهم ؟ لم يعِرِنْى أحدُهم انتباهة .. يا إلاهى ، لمَنْ أقرَعُ أجراسى؟ فأنا لم أُعلنْ -بعدُ - إفلاسى ! ولكنى لا استطع أنْ اشترى غفلةَ أىٍّ منهم ! .. أو استدانة نصف التفاتة عابرة .. أو تسوُّل نظرةٍ تتمشَّى على جسر الذهول !
كانوا فى شُغُلٍ عنى أجمعين .. كانوا لا يشعرون بوجودى ..كلاَّ ..بل لا يأبهون! .. خوذاتهم الغبراء تعدَّدتْ استخداماتها فى ثنايا يومٍ عادىٍّ داخل تلك الأسلاك الشائكة فى ذاكـ الصقيع ؛ بعضها أصبح دِلاءً تغرف مِن خزَّانات مياه ضخمة .. بعضها حلَّ محل (العبَّار) ينضح (عسليَّة ) أو (دَقَّة) أو (كونومُورو) .. بعضها أباريق تجاور المشمَّعات التى تحمل النِمَر العسكريَّة وقد تحوَّلتْ بقدرة قادر إلى (تبروقات ) .. وكثيرٌ من هذه الخوذات يلزم الرؤوس النازفة عَرَقاً ، غير أنَّها جميعاً تعتنق حماية الثغور وتقتفى أثر الأماجد و تعضُّ بالنواجذ على الضمير الوطنى .
نفختُ بطنى مرَّةً أُخرى من كِيرِ الهجير الغائظ ، ثم أمرتُ مُخِّى بارسال رسالة عاجلة ومهمِّة وسربَّة للغاية ومضرجة بالشمع الأحمر عبر (ماركونى) العصب الحائر إلى اللسان والشفتين ، ولكن خرجتْ عطسة ٌ قويَّة .. أدخلتُ إصبعى فى أُذنى وصرختُ مِلءَ فِىَّ : عووووووووك .. الحمدُ لله .. فلم يُشمِّتْنى أحد !
غضبتُ لنفسى ولكن حاولت أن أجعلها تبدو لله .. تحسَّستُ مسدسى ؛ أصدر صفير لعبة أطفال .. جذبتُ إبزيم حزامى المتين ؛ هوى خيوطاً واهنة فى متانة (رَحَطْ) ! .. شمَّرتُ عن ساعدى ؛ بذغتْ نجمةُ وشْمٍ ######## .. نظرتُ خلفى: يا إلاهى ، أين ظهْرى ؟ .. أمرتُ أصابعى أن يجتمعن فيشكِّلن قبضةً قويَّةً مجتمعاتٍ ، فاعتذرن جميعاً ما خلا الوسطى الذى انتصب انتصاباً فاتراً ثم همَد مع إخوته !!! .. تحسَّستُ بطنى .. بطنى بدأ ينتفخ كجلد ذبيح يُعَدُّ للسلخ .. تمدَّد أنفى فجأةً حتى ارتطم بشئٍ ما .. غارتْ عينى ، فالأخرى ..سقطت أذنى تحت قدمىَّ ، فالأُخرى .. وبطنى بالون هواء عظيم .. خرجتْ حُنجُرتى بين شفتى ، اتخذت شكل سجارة ..دستُ عليها بقدمى ..انعتق لسانى :
- تبَّاً لكم أيُّها الحمقى .. أنا اللواء شاذلى جعفر شقَّاق .. سحقاً لكم يا أبناء الـ ...
ثم سمعت انفجاراً مدوِّياً .. كان بطنى ..كان مخازن طويَّتى ..كان مستودع ثلاثين ونيف من السنون العِجاف ، بكلِّ دهاليزه وأقبيته وأنفاقه الحالكة ..قعقعة الذخائر .. ألسنة اللهب .. سحب الأدخنة السوداء الكثيفة ..قنابل عنقودية تضئ الطريقَ أمامَ الموت ..أسلحة دمار شامل لا تبقى ولا تذر .. أحسستُ بقشعريرة .. اصطكَّتْ أسنانى كمقرور ..دوار .. غثيان .. حلَّتْ علىَّ - فجأةً – سكينة .. رأيتهم جميعاً ؛ أمى .. أبى .. صفوف الموتورين المعفَّرين بالدم والخزى والغبينة .. صحبى ، شركاء خيبتى .. مَنْ تخطَّفتهم أطيار المنايا واحداً تلو الآخر .. مَن غيَّبتهم الليالى وتلقَّفتْهم الجُدُر السميكة ..ومَن ينتظر منهم وما بدَّل تبديلاً حتى يأتيه الجحيم !!!
وبس
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: شبابيل على مشارف الشَّفَق (Re: shazaly gafar)
|
البَتْر الذاتى
تجرَّدتُ مِن ملابسى تماماً وانتصبتُ كما ولدتْنى أُمِّى ، أليس لكُلِّ حالةٍ لبوسها ؟! هذا زمان العُرْى - لا محالة – والتحلُّلِ مِن مخيطِ الحياء يا حَيِيَّة ! وُجْهتى لا تحتمل الثياب وطريقى لا تطيق التخفِّى تحت السراويل ومزاولة ستْر العورات ..يمَّمتُ وجهى سوق (الله أكبر ) فى رأد الضُحى لا ألوى على شئٍ .. أقمتُ علاقاتٍ تجاريَّةً واسعةً مع كلِّ منسوبى العرْضِ والطَّلَب ، أرباب الاحتكار ، المهرِّبين ، المروِّجين ، السماسرة ، الراغبين عن مشروعى التجارى والراغبات ، ذوى الأيدى المغلولة والجيوب المقدودة مِن قُبُلٍ ومِن دُبُر ، القانطين والقانطات ، العاطلين عن الحياة والعاطلات .
لم أجد جُحراً إلاَّ وحشرتُ فيه رأس مالى ؛ لا أُبالى .. أَنَّى ذهبتْ سحائبُ أموالى جاءنى ثمارُها طازجاً ورابحاً أضعافاً مضاعفة .. حبلتْ كلُّ المُستودَعات نكاحاً وسِفاحاً .. همستْ المحال التجارية بالوحام .. داخت الشركات والشراكات الذكيَّة والغبيَّة فى آنٍ واحد .. وأنا أصول وأجول بسيف لسانى ، وكل مفاتح السوق بيمينى !! ليس لدىَّ شعارات تجارية أو إجاراءات أخطيوطيَّة أو مصائد عنكبوتيَّة - لاسمح الله- فالكلُّ يعلم علم اليقين اللَّدُنِّى إنِّى لا أُبارك أوقية أخلاق ٍ منتهية الصلاحية من أىِّ رفٍّ فى حانوتٍ قصىٍّ على امتداد بسيطتى ؛ ما لم يدفع شاريها جزيةَ رضاىَ عن يدٍ وهو صاغر .. فأنا لا أُساوم فى مشروعى التجارى البتَّة وإنْ نبت شَعْرُ الرَّاحتين !!! لا تنازُلَ ولا تخاذل ولا تراجع فى أن يظلَّ رأسُ مالى مرفوعاً ،عالياً ،خفَّاقاً أو تُرَق مِنِّى دماء ، أو تُرَق منهم دِماء ، أو تُرَق كلُّ الدِّماء !
أمَّا دستورى المُبجَّل الوحيد هو (دستور السَّحالى) .. كلَّما أحسستُ بالملل والضَّجَر والضيق – أو أىِّ شئ من هذا القبيل الذى يتحدَّثون عنه- يتسلَّل إلى أعماق زبائنى الكرام وغير الكرام أو عابرى السبيل أو (كاسِرى الرُكَب) ؛ضحَّيتُ بــ (ذَنَبى) ! نعم ذَنَبى .. فالأمر - يا أغواكم الله- لا يكلِّفنى سوى أنْ أتوجَّه إلى أقرب مرحاض وأنا أدندن ..أهمهم .. أغمغم ..أبرطم ، وبملامسة خفيفة بين الإبهام والسبَّابة تُصدرُ فرقعة خفيتة يمثل أمامى (شاه شهوبى) ليبصق على وجهى فأتحوَّل – إثْر هذا البصقة المباركة- فوراً إلى سحليَّة رقطاء تعدو تحت أرجُل الساخطين والساخطات ، فيمطرونى بوابلٍ من اللعْن والنعال وكلِّ ما تقع عليه أياديهم البيضاء ! .. بضع ثوان وأتوارى عن أعينهم وهم يتجمهرون ومعهم آخرون وكل إعلام الدنيا مقروءاً ومسموعاً ومرئيَّاً حول ذَنَبى المبتور الراقص .. دقيقة ، دقيقتان أخرج مِن المرحاض فى أبهى أناقة عُرْيى – يا حَيِيَّة - لأقول بصوتٍ أحاول أنْ أجعله وقوراً ونافذاً إلى أقطار آذانهم التى بها وقْرُ وإلى مُدُن قلوبهم الغُلف :
- الحمدُ لله الذى أذهب عنى الأذى وعافانى !!!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شبابيل على مشارف الشَّفَق (Re: shazaly gafar)
|
أحمد وحاج أحمد
انفضَّ سامرُ حَيِّنـا ، بل أعلنتْ (علويَّة) عن انتهاءِ زفَّة المولِد وهى تُباركُ للمؤتمر البلدى – فى شكل حرَكة ورديَّة - فوزَه بحُمُّص اللجان الشعبيَّة الحامض !!
تلمَّظ المواطنون قرارَ والى المسلمين القاضى بحَلِّ اللجان الشعبيَّة بالأحياء قاطبة ومن ثَمَّ إعادة انتخابها وفْقَ مشيئةِ أهلِ الشأن ؛ لاتمايُز بين ألوان طيفِهم العِرْقى أو الثقافى أو السياسى ، أو كما قال صدَقَ وعدُه !!!
اكتظَّت مدرسةُ (المُسْتَنْكِح ) الخاصَّة للنجاح بالمُنتَخَبين ذوى العمائم الشامخة والشالات المذهَّبة الحواشى واللُّحَى والكروش المنتفخة والأصلاب الضخمة المتهدِّلة حتى العراقيب ، وقليلٌ مِن التاخبين الذين تلقَّوا رقاعَ دعوة انعقاد المؤتَمر الجامع مِن الشفاهِ إلى الآذان مباشرةً حيث لا رسولَ ولا بشيرَ ولا نَعِى ! بينما تمترس - مَنْ رصدتْ أعينُهم ملامحَ (الخَمَجْ) المطموسة – خارج البوَّابة الموصَدة .. قال قائلٌ :
- الشى رقيص عروس ؟!!
مصمصتْ (علويَّة) شفتيها وقالت غامزةً :
- إمكِن دُخْلة .. مين عارف ؟!
مدرسة (المُسْتَنْكِح) الخاصَّة لم توصِدْ أبوابَها إعراضاً أو جفوةً – لا سمح الله - إنَّما لَوَتْ عُنُقَها غِنْجاً ودلالاً وتمنُّعاً كاذباً لاكتفاءِها بهذا القدْر مِن ذوى الشأن وبعض (الكومْبارْس) !
كان قِلَّةٌ مِمَّن بالداخل جلوساً ، بينما تقف الغالبية العظمى منهم فى ساحة العُرْسِ وقوفاً جميلاً .. زُفَّتْ إلى مسامعهم قائمةٌ ثيِّبٌ بأسماءَ طالما أثارت الغثيان وأزكمتْ أنوف (الحلاليف) ، ولكنهم - رغم ذلك – تهلَّلتْ أساريرهم وكبَّرتْ حناجرُهم انتشاء ! .. قالت المنصَّة :
- ليقف الموافقون !!!
أجالتْ البصَر يُمنةً .. تبسَّمت فى لا وقار ثم قالت :
- مبروك !!!
أرغى وأزبد الواقفون خارج البوَّابة الموصدة ، ولكنَّ وقْراً أصاب آذان المنصَّة الموسومة باللجنة الفنيَّة !!.. نبحَتْ كثيرٌ مِن الجِمال اللاهثة غير أنَّ الكـلـبَ لم يكترث .. الكـلـبُ واصل مشيَه غير هيَّابٍ يحرِّك ذيلَه كيف يشاء .. الكـلـبُ يرفع يُمناه الخلفيَّة - مثل (ركشة) تستبدل إطارَها الخلفى – على مَجْمَع قُمامة وسْط حيِّنا .. هذا المجمعُ يُمثِّل دون شكٍّ مناطق نفوذ الكـلـب .. شمشم الكـلـبُ بولَه السابق ثم دلَق عليه بولَه الجديد !!!
وبس
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شبابيل على مشارف الشَّفَق (Re: shazaly gafar)
|
مَضْمَضة
مضْمضَ أحدُهم فمَه بهواءٍ باردٍ فى صيفٍ غائظٍ وقال :
- أبيدوهم؛ المناكيد .. أخزاهم اللهُ .. وبدَّد شملَهم أجمعين .. الحاقدين العملاء المأجورين .. أذناب الصهاينة المأفونين !
تحسَّس الآخَرُ كرشَه بأناملَ عزَّافةٍ على البحبوحة والعيش الرغيد ، ثم نزع فتيلةَ حُنجُرتِه ليقول :
- لا تُبقوا منهم أحداً .. السَّفَلة أزلام الشياطين .. أضربوهم ؛ بعضَهم ببعضٍ فلا نامت أعينُ الجبناء .. فإلى متى سنتجرَّع الذلَّة على أيدى الأذلاء فى حانة الانبطاح المُهين ؟!
وعندما تنحْنح متعاقلُهم ؛ فتحوا أفواهاً – كزُغْبِ الطير- فى وكْن المسغبة مُنصتين لقوله :
- لا توجد أيةُ مشكلة هناك .. نعم لا توجَد مشكلة لا على مستوى التاريخ ؛ قديمهِ وحديثِه .. ولا على مستوى تداعيات الواقع الآنى .. منذ أنْ كان الأبُ الأوَّلُ صيَّاداً فى تُرَعِ العرقيَّة ؛ محرِّضاً بنى جلدتِه فى الهامشِ ضدَّ المركز ؛ مسلِّطاً ضوءَ رؤاه على مفارقات واقعنا البيِّنة على كلِّ الأصعدة ، بما فى ذلك الرياضة ! .. ومنذ أن دخل قائدُهم الأكبر الجبالَ (جُوَّه) يطارد أرنبَ أجندةٍ دخيلةٍ على بلادنا ! ... الحقيقةُ – أيُّها الإخوةُ فى الوطن ..أ أ أقصد فيما تبقَّى منه حتى الآن – أن ليست هنالك مِن حقيقةٍ للمشكلة .. فالمسألةُ لا تعدو أنْ تكون استهدافاً مِن قوى البغى والعدوان والإمبراليَّة الغاشمة ! .. دعوهم يذهبوا – كما ذهب غيرُهم- إلى الجحيم بسلام ..الباب (يطلِّع جمَل) ! وليعلموا - يا سادتى – أنَّ كلَّ مَن فرفر سنُصليهِ سقَر ؛ وإنْ أصبحت (هُم) و (نحن) لا محلَّ لهما مِن الإعراب فى لازمة الوجود المحذوفة وجوباً من جُملة (المليون ميل مربَّع ) .. وإنْ تقلَّصتْ (نحن) نفسُها إلى لا شئ !! هيييييع!
هنــــــــا ضجَّ الحاضرون وكبَّروا وهلَّلوا بألسنتِهم وسبَّاباتِهم .. و (نَعْوشَ) أصحاب المرض والغرض من النفعيين ؛ قُراد المصالح الخاصَّة ، ذوى العقول الضيِّقة والنفوس المُنتنة !
قلتُ :
- شيمةُ الأغبياءِ الغبــــاء !
وبس
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شبابيل على مشارف الشَّفَق (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
انا لمن لقيت العنوان التالت برضو اشتر ... قلت الندخل بوست الزول دا نشوق قصة العناوين الزي سرايح القناية دي شنو؟
عندك فقر بيئة في حنانك ... ابلع كافينول حبتين تلاتة مرات عند اللزوم (مافيش لزوم عادةً)
والله بصراحة عندك الحركة الجميلة بتاعة سرقة انتباه القارئ ...
تاني عندك حاجة كدا ... ليها علاقة بالفقر الروحي في البيئة البتكتب منها على ما اعتقد ... لاكين ما قدرت اميّزا بوضوح مع قراية العجالة ...
فكّر في الكتابة كتواصل من القلب للقلب .... ما كعرضحال شكية ....
(عجبتني مكيدة: بصقت سفّتي في قارعة الطريق!)
... المهم ....
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شبابيل على مشارف الشَّفَق (Re: سامى عبد الوهاب مكى)
|
Quote: كلـ عام و أنت بألف خير يا صديقي..
فقدك بعد العودة من الإجازة...
أظهر وبان ..
أكتب وبين حتى يتبين لنا الخيط الأبيض من الأسود.. |
أهلييييييييين الكتيَّابى
وأنت بألف خير يا صديقى ..ترجوهو تامين وسالمين ولامين وزايدين إنشاء الله
سنكتبُ على جدار الصمت فى رأد الضُحى حتى تتربَّع شمسُ الحقيقة فى كبد السماء
تُشكر سمسم
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: شبابيل على مشارف الشَّفَق (Re: shazaly gafar)
|
Quote: انا لمن لقيت العنوان التالت برضو اشتر ... قلت الندخل بوست الزول دا نشوق قصة العناوين الزي سرايح القناية دي شنو؟
عندك فقر بيئة في حنانك ... ابلع كافينول حبتين تلاتة مرات عند اللزوم (مافيش لزوم عادةً)
والله بصراحة عندك الحركة الجميلة بتاعة سرقة انتباه القارئ ...
تاني عندك حاجة كدا ... ليها علاقة بالفقر الروحي في البيئة البتكتب منها على ما اعتقد ... لاكين ما قدرت اميّزا بوضوح مع قراية العجالة ...
فكّر في الكتابة كتواصل من القلب للقلب .... ما كعرضحال شكية ....
(عجبتني مكيدة: بصقت سفّتي في قارعة الطريق!) |
تبارك الذى بيدِه المُلك
وما شاء الله
مادِلَّه .... ما دِلَّه
الصَّفْقة دِنْقيرة .. طقَّه رمى.. وجابو كَتْل أمِسْ
ناشف عووووووووود ؛ بالعاء
تقييم وتقويم .. ووصفات علاجيَّة شرغْرغيَّة
وتحليلات ودَّاعية .. وروشتَّة مناصحة كمان
ما دلَّه ....ما دِلَّه
والشكيَّه لى ابْ ايدنْ قويًّة
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شبابيل على مشارف الشَّفَق (Re: shazaly gafar)
|
[B]كتيبة (المدوعلين) !
ونبتَ الشَّعْرُ على راحةِ الكفِّ .. حلقتْ جميعُ إناثِ الماعزِ لُحاهـــا .. وأصبح المرءُ يلحس كوعَه أو مِرْفقَه كما تلحس أيَّةُ قطَّةٍ شاربَهــا أو ذيلهــا أو أىَّ مَوْضِعٍ آخر من جسمِهــا ! ( عااااااااادى) ..فقد أصاب أوداجَ الوعيدِ المنتفخةَ – كذباً – الهزالُ والخَوَرُ والضَّعْف ُ حدَّ الأنيميــا ..الآن انبعج كرْشُ الخديعةِ الكُبرى ، وانسلَّت منه ثعابين وعودٍ عرقوبيَّةٍ متعفِّنةٍ تعفُّنَ جُحرٍ نافقٍ مبطون ؛ لدغ منه المؤمنون مرَّاتٍ ومرَّات !
الآن التهمتْ الرياحُ أسمالَ الفزَّاعات المهترئة التى طالما رفْرَفَتْ تذودُ عن حَرْثِ المالكين المُتغوِّلين مِن المالكين الحقيقيين !
تحلَّل الناسُ من مَخيطِ خوفِهم .. نحروا هَدْىَ جدالهم و فسوق سخطهم ، وسالت بهم مطىُّ انعتاقهم وتَوْقِهم للضياء .. إذ لا بُدَّ للضياءِ من قرابين ، ولا بُدَّ للقرابين من مخلصين ، ولا بُدَّ للمخلصين مِن غسْلِ الطُرقاتِ بالخُطى ! الخُطى التى طلَّقتْ التقهقرَ طلاقاً بائناً بينونةً كُبرى ، وتزوَّجتْ مِن التوغُّلِ زواجَ مسيارٍ بمباركةِ أُولى الأمرِ منهــا على صدى زغرودةٍ سافرتْ دون فوجٍ مِن صُويْحباتها أو رديفةٍ حتى ! .. وحدهــا جلجلتْ فى فضاءِ النصر الفسيح ، ولم تعُد على صهوةِ صداهـــا إلاَّ عندما تهاوتْ أنجُمٌ حارقات على هاماتِ طواغيت يابساتٍ ، تساقطت عنها نُضرةُ الزَّيْفِ ، وانسلح اللِّحــاء ، وانفضَّتْ من حولها مفارقُ غيومٍ ظامئاتٍ عابرات سبيل !
أمَّا ما يُغمغم فى ثقوبِ سوقِهـــا المنخورة ِ لا يعدو أنْ يكون طنين جُنْدٍ من أولياء نعمةِ مجدِها الذابل ينشدون حيناً نشيدَ ( الولاء ) ..ويهتفون فى وضعٍ ( خطوات تنظيم) حيناً أخراً : (النصر المُبين لكتيبة المدوعلين ) !!!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: شبابيل على مشارف الشَّفَق (Re: shazaly gafar)
|
زِنْديَّة !!
خلَّلوا لُحاهم بأصابعَ ملطَّخةٍ بدماءِ الجوعى .. لعقوا شواربَهم .. حمدوا اللهَ كثيراً - وهم يُطلقون ريحَ التُّخمة – وأثنوا عليه .. ثم قالوا : ليس غريباً أن تحْدُثَ بيننــا تجاوزات – يقصدون سرقات – ولكنَّ الغريبَ أن نلتهمَ مبدأَ المُحاسبة فيما نلتهم ممَّا لا يلينا ..لذلك سنكوِّن - بإذن الله - مفوَّضية لمواربةِ فسادِنــا ، وعندما لا نجد – بالطبع - قضيَّة ؛ سنكوِّن أيضاً آليةً لمُغازلة كُلَّ إلْيةٍ نبَتَتْ مِن سُحتٍ ..وعندما تقدِّم آليَّتُنا - المُنزَّهة عن فقه (الدغمسة ) المُبرَّأةُ من كلِّ عيبٍ يمُتُّ بِصِلةٍ للتستُّر على معاقرة الحرام ، المُتسريلة بعباءَةِ المُكاشفة والشفافية – تقريرها الصريح تقول :رضى الله عنك وأرضاك يا فاطمة بنت محمًَّد التى لم تعز على رسولِ الرحمة والعدْلِ صلوات ربِّى وسلامُه عليه إذا ما سرقتْ ، وحاشا لله أنْ تفعل !
الآن - إخوتى فى الله إنشاء الله - نقولها عاليةً خفَّاقةً ، لا نخشى فى الحقِّ لومةَ لائم : لا يوجَد بيننا سارقٌ ولا سارقة البتَّة ..و دليلى على ذلك هو أنَّه لم يصدر حكمٌ من قضاءِنا المبجَّل قط فى أىٍّ من زُمرتنا الصالحة ..إنَّما الذى يحدث هو محضُ (زنديَّة ) وما أدراك ما (الزنديَّة ) ؟! فمن شاء أنْ ينتزع بُحبوحتنا المُباركة التى سيقتْ إلينا ؛فليلعق شحمة أُذنه بطرف اللسان !!
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شبابيل على مشارف الشَّفَق (Re: shazaly gafar)
|
أصائلُ الخُوار !
مسَحَ شفتَه العُليا بطرف لسانه في نصف دائرة ثم زفر ثم سخَط ولعن ، ثم قال :
- إنَّهــــا بقرتي الحلــــوب !
قيل له : الموصوف أسمى وأنبل من هذه اللغة النَّفْعيَّة المحضة ! شفَط سائلَه الأسود الموسوم حركيَّاً بالقهوة كما شفط معه قدراً كبيراً من شاربِه درءَاً للشبهات المحِِِفوفة بالمخاطر ، في اللحظة التي برزتْ فيها ذقنُه قليلاً إلي الأمام لتظلَّ هكذا زُهاء عقدين أو يزيد مِن اللعب على الذقون ..تحسَّس كرشه التي أطلقتْ صافرات إنذارها كمنطقةِ تماس حَمِىَ وطيسُها فتقرَّر إخلاءُها بأقصى درجات السرعة ، لا لشئٍ فقط ليُدخلَ إلي وعاءِه نَفَســـاً واحداً ..فقد تكاثرتْ اللُّقَيْمــــات وتناسلتْ فيما بينها عندما فتح الأُنسُ شهيَّة الالتهام ممَّا يلي وممَّا لا يلي ، أضلاعاً متبَّلةً ومَرقــاً و ثريدا !
عاد على ظهرِ دبَّابةِ تجشأةٍ وقال حامداً :
- عندما قيل لنا (إنَّهــا بقرة ) لم نسأل عن صفاتها .. فما بالنا نسأل – يا أغواك الله – عن أشياء إنْ بدتْ لنا ؛ جشَّمتْنــا العَنَت والمشقَّة والبحث والتنقيب ! الآن يُمكنكم أنْ تُطلقوا عليها ما شئتم أيها الفلاسفة ولكنها ستظلّ بقرتي الحلوب ، ومَنْ لم يُسهمْ في رعايتها والعناية بها ساوصمُهُ بالخروج عن طاعتي ، وستُصيبه – لا محالة - لعنةُ البقرة المقدَّسة ! أمَّا إذا خرجتْ من حظيرتي ذات وليمةٍ كهذه – مثلاً- فالأمرُ لا يعدو أن يكون غفلةً مني أو انشغال ببعض زينة الحياة الدنيا ! وفي هذه الحالة لا بدَّ من تضافر الجهود والاتَّفاق على كلمةٍ سواء أيَّها المبعثرون الأوباش حتى تُعيدوا إلىَّ سيرتي الأولى ! فهل تستطيعون على ابتزازي هذا صبرا ؟! فلا نامتْ أعينُكم أيَّها الجبناءُ إنْ لم تُعيدوا إلىَّ أصائلَ الخُوار الرغيدة ذات الملابس البيض الشفيفة ..ثكلتكم أُمَّهاتكم إنْ لم تُرجعوا إلىَّ رائحة اللبن الطازة واحتلاب الشهد من ضرع الشموس ! فاللعنةُ خلفكم والعدو أمامكم والبقرةُ بقرتي وحدي أنــــا ! هل تفهمون ؟هـــذا أو الجحيم وإنْ تمزَّقتْ أوصالُ خطاكم في دروب التائهين ، وإنْ أكلتْ ظهورَكم ضباعُ الغدْرِ المهين .. وإن أنكرتكم الصُّوى الجاحدة طُرَّاً وإنْ أرجلتْكم عن صهوات الإياب الخائبة لا متحرِّفين ولا متحيِّزين ..وإنْ أوقفتْكم لافتةٌ تقول :(بيت ابوك كان خِرِبْ شيلَّكْ منَّو شليَّة ! ) وإنْ حوَّلتْكُم – بفضل الطين والكدر – إلى غنيمةٍ جاءتْ قانعةً من غنيمة !! بل سلبتْكم النَّعال والأقدام ثم قالتْ : (ولّوا أدبارَكم أنَّى شئتم )!!
أريدكم فقط أنْ تردُّوا إلىَّ خوارَ الأصائل ..أنْ تُعيدوا إلىَّ بقرتي الحلوب .. فأنــــا رجلٌ – يا لعنكم الله – لا يؤمن إلاَّ باللَّبَن .. اللَّبَن !!!
| |
|
|
|
|
|
|
| |
shazaly gafar
GamarBoBa
Kabar
تبارك شيخ الدين جبريل
علي الكرار هاشم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست