لهــذا لم احــبك يا درويش .. !!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 06:40 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة حمور زيادة(حمور زيادة)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-12-2009, 01:05 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
لهــذا لم احــبك يا درويش .. !!

    قبل البدء :
    هذا الموضوع من اوائل ما كتبت في هذا الموقع الجميل .. ثم ذهب به الهكر
    طلبه مني كثير من الاصدقاء و لم اكن اذكر اني محتفظ بأصل الموضوع في مدونة على موقع FaceBook
    عثرت عليه بالصدفة اليوم ..
    فها انا اعيد نشره مرة اخرى
    فقط اذكر ان نشر البوست اول مرة جر لي مداخلات جميلة من الصديقة رحاب خليفة و الصديق القديم جدا طلال عفيفي
    كما ينبغي التنبيه ان الموضوع مناجاة اكثر منه نقد أدبي ..
    فدرويش شاعر و إن أبى حمور زيادة
                  

01-12-2009, 01:06 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    اعترف أني لم احبك يا محمود درويش قط
                  

01-12-2009, 01:09 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    و اعترف إني لم أحاول أن احبك يا محمود درويش قط
                  

01-12-2009, 01:10 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    سأخبرك لماذا
                  

01-12-2009, 01:13 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    كنا ذلك الجيل الذي تربى و هو يحمل جرح فلسطين ..
    كل مولود يولد منا يلقن أن له في فلسطين ثارات لم تزل
    فلسطين جرح الأمة
    أنا لن أعيش مشردا أنا لن أظل مقيدا .. أنا لي غد و غدا سأزحف ثائرا متمردا
    صرخة لاجئ
    كنا ذلك الجيل
    الذي يحلم بفلسطين أولى القبلتين و ثالث الحرمين
    و كنا صغارا نشاهد رسومات ناجي العلي
                  

01-12-2009, 01:18 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    يا لهفي على ناجي
    كنا ( و كانت الأيام أيام نميري ) نتصفح دون قراءة ( لصغر سننا ) مجلات الدوحة و العربي و القدس العربي ..
    و كنا نحب رسومات ناجي العلي
    على كراسات مدارسنا كنا نرسم حنظله ( هل تذكر حنظلة ؟ )
    و عين الحلوة كانت حلمنا ( هل تذكر عين الحلوة ؟ )
    و من ناجي ذلك الأسطورة عرفت اسمك يا درويش !!!!
                  

01-12-2009, 01:21 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    كنت أحب ذلك القلم الفحمي المحترق بالثورة ناجي العلي
    يوم مات بكيت
    كلا ليس يوم مات ..
    فقد أخفى عني أبي الخبر اشفاقا وقد عرفه..
    بكيت يوم أذيع علينا موته في نشرة التاسعة بعد يومين..
    كان العالم يومها قرية صغيرة ..
    لم يكن العالم سريرا في غرفة في قرية كحاله اليوم
    ناجي كان معلمي الشخصي في حب فلسطين
    و من ناجي ذلك الأسطورة عرفت اسمك يا درويش !!!!
                  

01-12-2009, 01:22 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    قرأت ( بشئ من عسر ) كلمته : درويش خيبتنا الأخيرة
    سألت أبي .. هل درويش حاكم عربي ؟
    قال ابي : درويش شاعر عربي
                  

01-12-2009, 01:24 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    كان الشعر عسيرا مضنيا لي فكان يسيرا ان ابغض الشاعر الذي يشتمه ناجي
                  

01-12-2009, 01:27 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    بعد سنوات قرأت لك قصيدتك : بيروت
    كنت قد نسيت الاسم .. لكن الشعر استوقفني

    كأننا كنا نغنيّ خلسة :
    بيروت خيمتنا
    بيروت نجمتنا
    سبايا نحن في هذا الزمان الرخو
    أسلمَنا الغزاة إلى أهالينا
    فما كدنا نعضّ الأرض حتى انقضّ حامينا

    دقت الابيات ( ان كانت هذه ابيات شعر فانا كلاسيكي الهوى الشعري ) في رأسي نواقيسا و اجراسا
                  

01-12-2009, 01:28 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    و حين قرأت :
    لنصيح في شبه الجزيرة :
    بيروت خيمتنا الأخيرة
    بيروت نجمتنا الأخيرة

    ادركت انني اخيرا عثرت على درويش .. الشاعر العربي
    خيبتنا الأخيرة كما قال معلمي ناجي
                  

01-12-2009, 01:29 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    سألت نفسي .. لماذا يقول ناجي قولة كهذه في رجل مفعم بالجراح مثلك يا درويش ؟
    فقد عرفت من ذات المجلة التي وجدت فيها القصيدة انك القائل :

    سجل
    برأس الصفحة الاولى
    انا لا اكره الناس، ولا اسطو على احد
    ولكني... اذا ما جعت، آكل لحم مغتصبي
    حذار... حذار... من جوعي ومن غضبي

    تلك كانت عبارات الوعيد المفضلة لي في طفولتي
    فلماذا يقول ناجي عنك انك خيبة أخيرة ؟
                  

01-12-2009, 01:33 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    ذهبت ابحث ..
    عرفت ما كان يقصده ناجي
    غضبت
    عاودتني كل احاسيس الطفولة
    درويش ينادي بالحوار مع اليسار الاسرائيلي لاختراق جبهة العدو
    كلا .. كلا يا درويش
    العدو هو العدو
    يساره و يمينه
    هو العدو
    لا صلح .. لا تفاوض .. لا اعتراف
    اخرجوا يا شذاذ الافاق من بلدي
    اليكم عني يا زبالة اوروبا التي لم يجدوا لها مكانا الا عندنا
    انا عربي
                  

01-12-2009, 01:34 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    ثم
                  

01-12-2009, 01:38 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    ثم عرفت كيف خط ناجي العلي شهادة وفاته لما كتب عبارته الشهيرة
    محمود خيبتنا الاخيرة
                  

01-12-2009, 01:40 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    هددته يا محمود ..
    هددته انك قادر ان تخرجه من لندن في ليله
    و ضحك ناجي
    ضحك الأسطورة هازئا بالموت ..
    فقد هدده عرفات من قبل فاي شئ جد منك يا درويش ؟
                  

01-12-2009, 01:42 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    هل تذكر عرفات يا درويش ؟
    ابو عمار ..
    الختيار ..
    الذي شتم اصابع ناجي المباركة ..
    الذي قال ان ناجي ان لم يكف فسيذيب اصابعه في الحامض ..
    عرفات الذي هزه قلم ناجي في رشيدة ( تعرف رشيدة يا درويش )
    لكن لم يهزك موقف عرفات
    عرفات المنظمة التي عملت معها
    أتذكره ؟
                  

01-12-2009, 01:44 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    و مات ناجي
    اطلقوا عليه النار
    ليسكتوا صوته
    لكن ناجي زرع حنظلة في جوف كل طفل عربي في الثمانينات الأولى
    نحن جيل ناجي
    نحمل لعنة ناجي
    لنقتص لناجي
                  

01-12-2009, 01:52 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    هكذا فكرت حينها
    لكني حفظت لك يا درويش جمال قصيدتك : سجل انا عربي
    لم استطع ان اتجاوزها رغم اني تجاوزتك
                  

01-12-2009, 01:52 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    ثم مرت الايام و السنين
    لم تعد فلسطين هي جرح الأمة
    فقد امتلأ جسد الأمة بالجراح
    و ما عاد انتماؤنا الى الأمة مسلما
    فقد تنازعتنا الانتماءات
                  

01-12-2009, 01:53 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    لكني تذكرتك يا درويش مرة اخرى
    حين علمت انك نقحت اعمالك الكاملة و حذفت قصيدتك سجل انا عربي منها
    و ماذا كان المبرر ؟
    قلت : من يلومني على استبعادها من الاعمال الكاملة يريد ان يأخذ الشعر الحداثي الراقي و يترك لي الشعر الوطني الردئ
                  

01-12-2009, 01:55 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    كانت تلك سقطة الدهر عندي يا درويش
                  

01-12-2009, 01:56 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    لا يهمني ان كانت فلسطين جرحا واحدا ام تعددت الجراح
    لا يهمني ان كانت أمتي عربية او لا
    يهمني أنني انسان
    قرأ لك سجل انا عربي فاحترمك لاجلها رغم انك خيبة ناجي الاخيرة ..
    و رغم ان دم ناجي على عنقك ..
    فاذا انت تركل اخر احترامي لك

    (عدل بواسطة حمور زيادة on 01-12-2009, 01:57 PM)

                  

01-12-2009, 01:58 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    درويش ..
    كان ناجي مخطئا ..
    لم تكن انت خيبة العرب الاخيرة ..
    فبعدك جاءت خيبات و خيبات
    لكنك كنت خيبة ..
    حتى ان لم تكن الاخيرة
                  

01-12-2009, 02:07 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    وطنك كان حقيبة ..
    و انت كنت مسافرا ..
    حتى ان قلت العكس
                  

01-12-2009, 02:08 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    بين يدي ربك يا درويش اقول لك :
                  

01-12-2009, 02:09 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    عذرا ..
    لا استطيع ان احبك ..
    فانا ابن ناجي ..
    و انت كنت خيبة ناجي الأخيرة
                  

01-12-2009, 02:11 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    تذكر يا درويش
    ناجي العلي
    ناجي العلي
    ناجي العلي
    ناجي العلي
    ناجي العلي
    ناجي العلي
    ناجي العلي
    ناجي العلي
    ناجي العلي
    ناجي العلي
    ناجي العلي
    ناجي العلي
    ناجي العلي
    ناجي العلي
    ناجي العلي
    ناجي العلي
    ناجي العلي
    ناجي العلي
    ناجي ..
    العلي ..



    امضاء
    حنظلة
                  

01-12-2009, 02:13 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

                  

01-12-2009, 02:18 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)
                  

01-12-2009, 01:42 PM

Ibrahim Algrefwi
<aIbrahim Algrefwi
تاريخ التسجيل: 11-16-2003
مجموع المشاركات: 3102

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    تاني ياحمور ؟

    طيب ، ومع إقرارك بأن درويش شاعر وشاعر عظيم كمان- ودي من عندي- ومع تنبيهك الي ان موضوعك مُناجأة وليس نقد أدبي !
    مُناجاة لمنو وعايز شنو يا زول ؟ بعدين المُناجأة دي مش خط إبداعي برضك ؟ مع ذلك الا انني ساضغط في إتجاه ما يلزم .

    نقطة واحد يا زيادة لا يمكن مُحاكمة المنتوج الأدبي والأبداعي بأدوات سياسية ، فالحقول مُختلفة ، وهذا ما لايحدث الا في الذهن السياسي العربي القائم علي فكرة الحشد وتمييز الصفوف ، فالانظمة التي تأخذ درويش مثلاً علي موقفه السياسي ومدحه الطويل لياسر عرفات في مديح الظل العاتي تأخذ درويش علي أجندتها هي ، اي تطالبه بموقفها - الذي سرعان ماسيتبدل - ضد ابوعمار ؟ وأي شاعرية عظيمة اضاعو ...

    ننتهي من النقطة دي ، نقاش سلخ النملة يا صاحبي وبعدين نشوف حكاية ناجي العلي والإغتيال ومحمود خيبتنا دي .
                  

01-12-2009, 01:51 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: Ibrahim Algrefwi)

    جرفاوي ..
    تصدق كنت متوقع كلمة تاني دي


    تاني و الله
    في كم زول كانوا بيسألوا من البوست ده
    ممكن اتم مناجاتي و اجيك صاد ؟


    بس عشان ما انسى ..
    لسه عاجباني كلمة طلال عفيفي لي ..
    قال لي حاسدك .. راجيك فتح عظيم لما تقرا درويش
                  

01-12-2009, 02:00 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)


    حمور
    تحياتي لك
    لفائدة الحوار أنقل لك ما كتبه درويش بعد إغتيال ناجي العلي :





    Quote: لا أعرف متى تعرفت على ناجي العلي، ولا متى أصبحت رسومه ملازمة لقهوتي الصباحية الأولى، ولكنني أعرف انه جعلني أبدأ قراءة الجريدة من صفحتها الأخيرة·


    كان آخر من رأيت في بيروت بعد الرحيل الكبير الى البحر، كانت بيروته الاخيرة وردة تبكي، وكان يسخر من نفسه لأن الغزاة في صيدا ظنوه شيخا طاعنا في السن بسبب بياض شعره، سألني الى اين سأرحل، قلت: سأنتظر الى ان اعرف، وسألته ان كان سيبقى، قال انه سينتظر الى ان يعرف·


    لم يكن احد منا خائفا، لأن المشهد الدرامي في بيروت كان اكبر من أية عاطفة، فرسم بيروت وردة وحيدة، ولم نعلم، لم يعلم احد، ان وراء الوردة وحشا يتقدم من مخيماتنا، لم نعلم ان الحناجر والسكاكين كانت تشحذ جيدا، في ذلك الليل، لتقطع اثداء أمهاتنا، فقد كنا غائبين عن وعي التكهن·· ونحن ننظر الى البحر الغارق في البحر·


    ورأيته، للمرة الأخيرة في باريس، يتذكر الا بيروت، قلت له مازحا: أما زلت تنجو لأن الغرباء يظنون انك شيخ طاعن في السن؟ كان يشكو من رئيس التحرير السابق: عدت الى المقهى لأضربه فلم اجده، قلت له: اهدأ، فقد آن لك ان تجد التوازن بين يدك الذهبية ومزاجك العاصف، وكان يهدأ رويدا رويدا·· خطرت له خاطرة: تعال نعمل معا، انت تكتب·· وأنا ارسم·


    وكنا صديقين دون ان نلتقي كثيرا، لا اعرف عنوانه ولا يعرف عنواني، تكلمنا مرة واحدة حين امتنعت جريدته عن نشر احدى مقالاتي التي ادافع فيها عن نفسي أمام هجمات احدى المجلات، قال: سأدافع عن حقك في التعبير، وسأتخذ موقفا، قلت له اهدأ·


    وكنت أكتب، وكان يرسم·


    جميع الذين عملوا معه كانوا يقولون انه اصبح جامحا، وان النار المشتعلة فيه تلتهم كل شيء، لأن قلبه على ريشته، ولأن ريشته سريعة الانفعال والاشتعال لا تعرف لأي شيء حسابا، ولأنه يحس بأن فلسطين ملكيته الخاصة التي لا يحق لأحد ان يجتهد في تفسير ديانتها، فهي لن تعود بالتقسيط، لن تعود الا مرة واحدة·· مرة واحدة من النهر الى البحر·· والا، فلن يغفر لأحد، ولن ينجو احد من تهمة التفريط، ولقد ازدادت نزعة التبسيط السياسي فيه اثناء غربته في لندن، فأعلن الخلاف مع الجميع، وخدش الجميع بريشة لا ترحم، ولا تصغى الى مناشدة الأصدقاء والمعجبين الذين قالوا له:

    يا ناجي، لا تجرح روحك الى هذا الحد، فالروح جريح·

    وكان الأعداء يسترقون السمع الى هذا الخلاف، كانوا يضعون الرصاصة في المسدس، كانوا يصطادون الفرصة·

    كنت أكتب، وكان يرسم·

    وحين استبدل عبارتي بيروت خيمتنا الأخيرة بعبارته اللاذعة محمود خيبتنا الأخيرة، كلمته معاتبا: فقال لي: لقد فعلت ذلك لأني احبك، ولأني حريص عليك من مغبة ما انت مقدم عليه، ماذا جرى·· هل تحاور اليهود؟ اخرج مما أنت فيه لأرسمك على الجدران·

    لم يكن سهلا عليّ ان اشرح له بأن تدخلنا في أزمة الوعي الإسرائيلي ليس تخليا عن شيء مقدس، وبأن استعدادنا لمحاورة الكتّاب الاسرائيليين الذين يعترفون بحقنا في انشاء دولتنا الوطنية المستقلة على ترابنا الوطني ليست تنازلا منا، بل هو محاولة اختراق لجبهة الاعداء·

    لم يكن سهلا ان تناقش ناجي العلي الذي يقول: لا أفهم هذه المناورات·· لا افهم السياسة، لفلسطين طريق واحد وحيد هو البندقية·

    كان غاضبا على كل شيء، فقلت له: مهما جرحتني فلن اجرحك بكلمة، لأنك قيمة فنية نادرة، ولكن، بعدما صرت خيبتك الأخيرة لم يعد من الضروري ان نكتب وان نرسم معا، وافترقنا، كما التقينا، على الهواء·

    اذكر تلك المكالمة، لأن صناعة الشائعات السامة قد طورتها من عتاب الى تهديد، طورتها ونشرتها الى حد الزمني الصمت، فلقد ذهب الشاهد الوحيد دون ان يشهد احد انه قال ذلك، على الرغم من ان احدى المجلات العربية قد نشرت على لسانه انني عاتبته، وعلى الرغم من انه ابلغ رئيس تحرير القبس بأنه ينوي كتابة رسالة مفتوحة اليّ يشرح فيها عواطفه الايجابية، على الرغم من كل ذلك فإن صناعة الشائعات مازالت تعيد انتاج الفرية، التي لا املك ردا ازاءها غير التعبير عن الاشمئزاز مما وصل اليه المستوى الأخلاقي العام من قدرة على ابداع الحضيض تلو الحضيض·

    حين استشهد ناجي العلي، سقطت من قلبي اوراق الأغاني لتسكنه العتمة، الاختناق في الحواس كلها، لا لأن صديقا آخر، صديقا مبدعا، يمضي بلا وداع فقط، بل لأن حياتنا صارت مفتوحة للاستباحة المطلقة، ولأن في وسع الأعداء ان يديروا حوار الخلاف، بيننا الى الحدود التي يريدونها ليعطوا للقتيل صورة القاتل التي يرسمونها وليتحول القتلة الى مشاهدين·

    لذلك، فإن اغتيال ناجي العلي، في لحظة الخلاف العائلي العابرة، هو جريمة نموذجية اتقن الأعداء صناعتها بقدرتها على تأويل جرائم اخرى ليس اقلها دناءة التشهير بتربيتنا الأخلاقية، بل محاولة منعنا من تطوير ما يميزنا، قليلا، عما يحيط بنا من انحطاط، وهو: حق الاختلاف في الرأي، ومحاولة محاصرتنا بأحد خيارين: أما القطيع، وإما القطيعة·
    كان في وسعنا، ومن حقنا، ان نختلف وان نواصل التعبير عن الاختلاف، في مناخ افضل، على ما يعتقد كل واحد منا انه الطريق، أو الأداة، او اللغة، او الشكل، الاقرب الى بلوغ الحرية والوطن، فذلك هو احد مكونات حريتنا الذاتية ووطننا المعنوي، واحدى سمات نشاطنا الوطني المغايرة لامتثال القطيع، لذلك، فإن اختراق العدو جبهة حوارنا هو محاولة لايصال العلاقة بين من استعصوا على ان يكونوا قطيعا الى علاقة القطيعة·


    من هنا، فإن الوفاء لشهدائنا ولذاتنا لا يتم بالقطيعة، بل بتطوير مضامين هويتنا الديمقراطية، وخوض معركة الحرية ومعركة الديمقراطية داخل الحالة الفلسطينية بلا هوادة وبلا شروط·

    فلا الورد الملكي يبكي علينا·

    ولا مسدسات الاغتيال ولغة الاغتيال تجهز من أجل الوطن·

    فلماذا يغتالون الشهداء مرة ثانية، بأن يُضفوا عليهم هوية ليست لهم·

    إن ناجي العلي لنا، منا، ولنا·· ولنا·

    لذا، ليس من حق سفاحي الشعب الفلسطيني ان يسرقوا دمعنا، ولا ان يخطفوا منا الشهيد· فهذا الشهيد الذي كان شاهدا علينا هو شهيد ثقافتنا، شهيد الطرق المتعددة الى الوطن·· وهو أحد رموز الرأي المغاير داخل الحالة الفلسطينية المغايرة لما يحيط بها من قمع·

    إن ناجي العلي احد مهندسي المزاج الوطني، وهو احد نتاجات الابداع الوطني هو ابننا واخونا ورفيق مذابحنا وأحلامنا، وخالق حنظلة الخالد، القادر على ان يُسمي هويتنا بتأتأة تضحكنا وتبكينا·

    لقد رحل، ولكنه خلّف خلفه تراثا هو تراثنا الجماعي، تراث شعب يتكون بكل ما يمتلك من وسائل التكوّن·

    من الطبيعي ان يتكاثر الذباب حول الدم· فهل أخذ الذباب وقتا كافيا ليعتاش من دمنا المسفوك في كل ناحية؟ كفى، كفى·

    ان تعميم ابداع ناجي العلي على جيل اليوم وعلى جيل الغد هو مهمتنا، وان تكريم هذا المبدع المتميز هو واجبنا· ومن كان منا بلا خطأ أو خطيئة، فليطبق بصوابه المطلق على عمرنا كله·

    لذلك، فإن من أول شروط الوفاء لهذا المسير الطويل الى الوطن والحرية والإبداع، ان ندعو الى تشكيل لجنة وطنية لتخليد ذكرى ناجي العلي، الذي امضى عمره حاملا ريشته الفذة، حافرا في كل صخر اسم وطنه الذي يستعصي على النسيان، الاسم المنذور للنصر
                  

01-12-2009, 02:26 PM

تماضر الخنساء حمزه
<aتماضر الخنساء حمزه
تاريخ التسجيل: 10-13-2006
مجموع المشاركات: 5215

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    لو أنك وضعت ماكتب درويش بكفة..والخيبة التي رددت في الأخرى..
    لرجحت محبّة درويش لدى كل احساس صادق
                  

01-12-2009, 02:44 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: تماضر الخنساء حمزه)

    Quote: لرجحت محبّة درويش لدى كل احساس صادق


    أي





    ـــــــ
    مداخلتي هذه مجرد مزحة ايتها الشاعرة الجميلة فهمت قصدك بلا ضغائن
                  

01-12-2009, 02:55 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    أها يا ابراهيم ..
    جينا بنصف رواقة ..
    الحاصل شنو ايها الدرويشي ..

    ( ملاحظة : ابراهيم جريفاوي ده صاحبي يا جماعة .. أي غلظة بيناتنا من باب حدة الاصدقاء و رفع الكلفة ما اكتر )


    (1)
    Quote: طيب ، ومع إقرارك بأن درويش شاعر وشاعر عظيم كمان- ودي من عندي- ومع تنبيهك الي ان موضوعك مُناجأة وليس نقد أدبي !
    مُناجاة لمنو وعايز شنو يا زول ؟ بعدين المُناجأة دي مش خط إبداعي برضك ؟ مع ذلك الا انني ساضغط في إتجاه ما يلزم

    اقراري انو شاعر من باب عموم البلوى لأنو انا لشخصي لا اعتبر الشعر شعرا الا ما كان على شاكلة ما اسماه العرب بهذا الاسم
    يعني الشعر ابو قافية و بحر و الكلام داك
    جانا معنى جديد للشعر و اعترفوا بيو الناس و حبوهو
    فمن انا حتى اقول لهم لا ليس هذا شعرا ؟
    ده خياري الشخصي لنفسي
    لا بيزعل زول لا بيغلط عليو
    فعظمة شاعرية درويش رحمه الله من ذات الباب .. هو عظيم في ما لا اعتبره انا المسكين شعرا ..
    لذلك اعتبر عظمتو دي من باب أهو الناس بتقول عليو شاعر عظيم
    ما بغالطا لكن ما تثبتا ليو عن نفسي

    المناجاة يا صاحبي من انواع الادب ..
    ما خطاب موجه لشخص محدد
    زي لما كتب قباني يا تلاميذ غزة
    ما كان المخاطب بالتحديد تلاميذ غزة
    و لما كتب ايليا ابو ماضي سألت البحر ما سأل البحر
    لكنها خواطر شخصية تخرج في شكل خطاب للأخر ..
    أها انا في مناجاة موجهه لغة لدرويش رحمه الله بطلع الجواي تجاهو
    ممكن تلخص المناجاة في جملة :
    يا درويش انا ما بحبك ياخ لأنو ناجي كان عندك مشكلة مع ناجي العلي
    لكن ده اختصار مخل شديد و غير معبر بالمرة

    نواصل سلخ النملة
                  

01-12-2009, 03:05 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    (2)

    Quote: نقطة واحد يا زيادة لا يمكن مُحاكمة المنتوج الأدبي والأبداعي بأدوات سياسية ، فالحقول مُختلفة ، وهذا ما لايحدث الا في الذهن السياسي العربي القائم علي فكرة الحشد وتمييز الصفوف ، فالانظمة التي تأخذ درويش مثلاً علي موقفه السياسي ومدحه الطويل لياسر عرفات في مديح الظل العاتي تأخذ درويش علي أجندتها هي ، اي تطالبه بموقفها - الذي سرعان ماسيتبدل - ضد ابوعمار ؟ وأي شاعرية عظيمة اضاعو ...


    يمكن محاكمة بعض المنتوج الادبي و الابداعي بادوات سياسية اذا كان المنتوج موجه سياسيا
    انا اتفق معاك و مع اي زول بيقول الادب لا يحاكم سياسيا و الادب لا يحاكم اخلاقيا و الادب لا يحاكم دينيا لكن ..
    ما اتفاق عام على بياض
    في اعمال ادبية و ابداعية موجهه
    لكن المحاكمة لا تعني اسقاط الابداع ..
    انا بحاكم المضمون
    شاعرية قصيدة سياسية لاحمد مطر نتفق عليها تماما
    لكن من حقنا ان نحاكم خطاب القصيدة السياسي و نقول مطر اخطأ في كذا و مطر مواقفو مختله في كذا
    لأنو الخطاب سياسي
    لما اقول موقف درويش سئ ما معناها قصيدتو ما سمحه
    لكن ..
    هل كل زول كتب قصيدة سمحة لازم انا احبو ؟
    هل كل زول كتب نص سمح انا لاوم اعجب بيو ؟
    خصوصا لما يكون النص عندو توجه سياسي او اخلاقي او ديني او خلافه ؟

    انا اعترفت بوضوح انو موقف ناجي من درويش كان هو الحاجب الاساسي من شعر درويش
    فانت هنا بتلزمني باعتبار اعمال دريش ابداعبة و ترفض محاكمتا وانا بقول اني لسه واقف في العتبة الاولى
    انا ما دخلت حرم درويش الابداعي ده
    انا واقف بره
    لأنو درويش بالنسبة لي كان الزول البيكرهو ناجي العلي
    فما قدرت اقراو بغير عين " يا عدو ناجي "



    ما عارف لكن حاسي اني جطت المداخله دي و ما قدرت اشرح ليك كويس
    حارسلا غايتو و نواصل فيها ..
    سمح ؟
                  

01-12-2009, 03:05 PM

تماضر الخنساء حمزه
<aتماضر الخنساء حمزه
تاريخ التسجيل: 10-13-2006
مجموع المشاركات: 5215

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    عفواً للمضامين التي جالت عبر الخط الذي تضمنه الاقتباس
    القصد ربط صدق الاحاسيس النبيلة وشعر درويش..لاأكثر
    دون وضع الضد من الصدق مع عدم المحبّة..

    مودتي،
                  

01-12-2009, 03:15 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: تماضر الخنساء حمزه)

    الاستاذة تماضر ..
    العفو يا رائعة ..
    انا فهمتك و الله و ما كان في حاجة لكلمة العفو الكتبتيها
    هو زي ما قلت ليك نوع من المزاح غلب فكان لازم اقولو
    اعتذر انا عن الايحاء اني فهمتك بغير مقصدك
    شكرا ليك على كل الروعة التي تنثرين اينما حللت
                  

01-12-2009, 03:21 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    خضر حسين ..
    كيفنك ..
    فماذا قال لناجي حين كان حيا ؟
                  

01-12-2009, 04:37 PM

Nazik Eltayeb
<aNazik Eltayeb
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 2357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    حمور العزيز
    عذراً
    لاني احب درويش
    قررت ان اجتاح هذا البوست و استولي عليه بالاسلحة الدرويشية المدرعة فانتظر......
                  

01-12-2009, 04:39 PM

Nazik Eltayeb
<aNazik Eltayeb
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 2357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: Nazik Eltayeb)

    حملة:الشعر المنهمر
    بدات بهذه القصيدة لانها الاحب الي نفسك
    اي انها رسالة تحذير


    بـطـاقـة هـويـة


    سجِّل
    أنا عربي
    ورقمُ بطاقتي خمسونَ ألفْ
    وأطفالي ثمانيةٌ
    وتاسعهُم.. سيأتي بعدَ صيفْ!
    فهلْ تغضبْ؟

    سجِّلْ
    أنا عربي
    وأعملُ مع رفاقِ الكدحِ في محجرْ
    وأطفالي ثمانيةٌ
    أسلُّ لهمْ رغيفَ الخبزِ،
    والأثوابَ والدفترْ
    من الصخرِ
    ولا أتوسَّلُ الصدقاتِ من بابِكْ
    ولا أصغرْ
    أمامَ بلاطِ أعتابكْ
    فهل تغضب؟

    سجل
    أنا عربي
    أنا إسمٌ بلا لقبِ
    صبورٌ في بلادٍ كلُّ ما فيها
    يعيشُ بفورةِ الغضبِ
    جذوري
    قبلَ ميلادِ الزمانِ رستْ
    وقبلَ تفتّحِ الحقبِ
    وقبلَ السّروِ والزيتونِ
    .. وقبلَ ترعرعِ العشبِ
    أبي.. من أسرةِ المحراثِ
    لا من سادةٍ نجبِ
    وجدّي كانَ فلاحاً
    بلا حسبٍ.. ولا نسبِ!
    يعلّمني شموخَ الشمسِ قبلَ قراءةِ الكتبِ
    وبيتي كوخُ ناطورٍ
    منَ الأعوادِ والقصبِ
    فهل ترضيكَ منزلتي؟
    أنا إسمٌ بلا لقبِ

    سجلْ
    أنا عربي
    ولونُ الشعرِ.. فحميٌّ
    ولونُ العينِ.. بنيٌّ
    وميزاتي:
    على رأسي عقالٌ فوقَ كوفيّه
    وكفّي صلبةٌ كالصخرِ
    تخمشُ من يلامسَها
    وعنواني:
    أنا من قريةٍ عزلاءَ منسيّهْ
    شوارعُها بلا أسماء
    وكلُّ رجالها في الحقلِ والمحجرْ
    فهل تغضبْ؟

    سجِّل!
    أنا عربي
    سلبتَ كرومَ أجدادي
    وأرضاً كنتُ أفلحُها
    أنا وجميعُ أولادي
    ولم تتركْ لنا.. ولكلِّ أحفادي
    سوى هذي الصخورِ
    فهل ستأخذُها
    حكومتكمْ.. كما قيلا؟
    إذنْ
    سجِّل.. برأسِ الصفحةِ الأولى
    أنا لا أكرهُ الناسَ
    ولا أسطو على أحدٍ
    ولكنّي.. إذا ما جعتُ
    آكلُ لحمَ مغتصبي
    حذارِ.. حذارِ.. من جوعي
    ومن غضبي
                  

01-12-2009, 04:44 PM

Nazik Eltayeb
<aNazik Eltayeb
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 2357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: Nazik Eltayeb)

    صاروخ عابر للقارات محمل برأس خاصة للقلب



    إلـى أمّــي


    أحنُّ إلى خبزِ أمّي
    وقهوةِ أمّي
    ولمسةِ أمّي
    وتكبرُ فيَّ الطفولةُ
    يوماً على صدرِ يومِ
    وأعشقُ عمري لأنّي
    إذا متُّ
    أخجلُ من دمعِ أمّي

    خذيني، إذا عدتُ يوماً
    وشاحاً لهُدبكْ
    وغطّي عظامي بعشبِ
    تعمّد من طُهرِ كعبكْ
    وشدّي وثاقي..
    بخصلةِ شَعر..
    بخيطٍ يلوّحُ في ذيلِ ثوبكْ
    عساني أصيرُ إلهاً
    إلهاً أصير..
    إذا ما لمستُ قرارةَ قلبكْ!

    ضعيني، إذا ما رجعتُ
    وقوداً بتنّورِ ناركْ
    وحبلِ الغسيلِ على سطحِ دارِكْ
    لأني فقدتُ الوقوفَ
    بدونِ صلاةِ نهارِكْ
    هرِمتُ، فرُدّي نجومَ الطفولة
    حتّى أُشارِكْ
    صغارَ العصافيرِ
    دربَ الرجوع..
    لعشِّ انتظاركْ..


    ام الرأس المدمر فهو
    Quote: وأعشقُ عمري لأنّي
    إذا متُّ
    أخجلُ من دمعِ أمّي
                  

01-12-2009, 04:50 PM

Nazik Eltayeb
<aNazik Eltayeb
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 2357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: Nazik Eltayeb)

    هجوم جديد......

    لماذا تركت الحصان وحيداً..؟



    إلى أين تأخذني يا أبي؟
    إلى جهة الريح يا ولدي …
    … وهما يخرجان من السهل ، حيث
    أقام جنود بونابرت تلاً لرصد
    الظلال على سور عكا القديم ـ
    يقول أبٌ لابنه: لا تخف. لا
    تخفْ من أزيز الرصاص ! التصقْ
    بالتراب لتنجو! سننجو ونعلو على
    جبل في الشمال ، ونرجع حينَ
    يعود الجنود إلى أهلهم في البعيدِ
    ـ ومن يسكن البيت من بعدنا
    يا أبي ؟
    ـ سيبقى على حاله مثلما كان
    يا ولدي !
    تحسس مفتاحه مثلما يتحسس
    أعضاءه ، واطمئن. وقال لهُ
    وهما يعبران سياجاً من الشوك :
    يا ابني تذكّرْ! هنا صلب الإنجليزُ
    أباك على شوك صبارة ليلتين،
    ولم يعترف أبداً. سوف تكبر يا
    ابني، وتروي لمن يرثون بنادقهم
    سيرة الدم فوق الحديدِ …
    ـ لماذا تركت الحصان وحيداً؟
    ـ لكي يؤنس البيت ، يا ولدي ،
    فالبيوت تموت إذا غاب سكانها …
    تفتح الأبدية أبوابها من بعيدٍ ،
    لسيارة الليل. تعوي ذئاب
    البراري على قمر خائف. ويقول
    أب لابنه: كن قوياً كجدّك!
    واصعد معي تلة السنديان الأخيرة
    يا ابني، تذكّر: هنا وقع الانكشاريّ
    عن بغلة الحرب ، فاصمد معي
    لنعودَ
    ـ متى يا أبي ؟
    ـ غداً. ربما بعد يومين يا ابني!
    وكان غدٌ طائشٌ يمضغ الريح
    خلفهما في ليالي الشتاء الطويلة
    وكان جنود يهوشع بن نون يبنون
    قلعتهم من حجارة بيتهما. وهما
    يلهثان على درب (قانا): هنا
    مر سيدنا ذات يوم. هنا
    جعل الماء خمراً. وقال كلاماً
    كثيراً عن الحب، يا ابني تذكّر
    غداً. وتذكر قلاعاً صليبية
    قضمتها حشائش نيسان بعد
    رحيل الجنود …
                  

01-12-2009, 04:52 PM

Nazik Eltayeb
<aNazik Eltayeb
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 2357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: Nazik Eltayeb)

    غارة جوية.........

    الجميلات هن الجميلات


    الجميلات هنَّ الجميلاتُ
    "نقش الكمنجات في الخاصرة"
    الجميلات هنَّ الضعيفاتُ
    "عرشٌ طفيفٌ بلا ذاكرة"
    الجميلات هنَّ القوياتُ
    "يأسٌ يضيء ولا يحترق"
    الجميلات هنَّ الأميرات ُ
    "ربَّاتُ وحيٍِ قلق "
    الجميلات هنَّ القريباتُ
    "جاراتُ قوس قزح "
    الجميلات هنَّ البعيداتُ
    "مثل أغاني الفرح"
    الجميلات هنَّ الفقيراتُ
    "مثل الوصيفات في حضرة الملكة"
    الجميلات هنَّ الطويلاتُ
    "خالات نخل السماء"
    الجميلات هنَّ القصيراتُ
    "يُشرَبْنَ في كأس ماء"
    الجميلات هنَّ الكبيراتُ
    "مانجو مقشرةٌ ونبيذٌ معتق"
    الجميلات هنَّ الصغيراتُ
    "وَعْدُ غدٍ وبراعم زنبق"
    الجميلات، كلّْ الجميلات، أنت ِ
    إذا ما اجتمعن ليخترن لي أنبلَ القاتلات
                  

01-12-2009, 04:57 PM

Nazik Eltayeb
<aNazik Eltayeb
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 2357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: Nazik Eltayeb)

    بالقصيدة القادمة تنتهي المرحلة الاولي من الهجوم
    واذا لم يستسلم حمور
    ويجعل ناجي العلي ايقونة نضالية جميلة مبجلة منزوية في ركن قصي اعدكم بأني

    ساعود بهجوم مدعوم ب(الجدارية) وانا واثقة من تحقيق النصر و الاستلاء علي البوست فلا نامت اعين الادباء

    حــــالة حصـــار


    هنا، عند مُنْحَدَرات التلال، أمام الغروب وفُوَّهَة الوقت
    قُرْبَ بساتينَ مقطوعةِ الظلِ،
    نفعلُ ما يفعلُ السجناءُ،
    :وما يفعل العاطلون عن العمل
    !نُرَبِّي الأملْ

    بلادٌ علي أُهْبَةِ الفجر. صرنا أَقلَّ ذكاءً
    :لأَنَّا نُحَمْلِقُ في ساعة النصر
    لا لَيْلَ في ليلنا المتلألئ بالمدفعيَّة
    أَعداؤنا يسهرون وأَعداؤنا يُشْعِلون لنا النورَ
    في حلكة الأَقبية

    هنا، بعد أَشعار أَيّوبَ لم ننتظر أَحداً

    سيمتدُّ هذا الحصارُ إلي أن نعلِّم أَعداءنا
    نماذجَ من شِعْرنا الجاهليّ

    أَلسماءُ رصاصيّةٌ في الضُحى
    بُرْتقاليَّةٌ في الليالي. وأَمَّا القلوبُ
    فظلَّتْ حياديَّةً مثلَ ورد السياجْ

    هنا، لا أَنا
    هنا، يتذكَّرُ آدَمُ صَلْصَالَهُ...

    يقولُ على حافَّة الموت:
    لم يَبْقَ بي مَوْطِئٌ للخسارةِ:
    حُرٌّ أَنا قرب حريتي. وغدي في يدي.
    سوف أَدخُلُ عمَّا قليلٍ حياتي،
    وأولَدُ حُرّاً بلا أَبَوَيْن،
    وأختارُ لاسمي حروفاً من اللازوردْ...

    في الحصار، تكونُ الحياةُ هِيَ الوقتُ
    بين تذكُّرِ أَوَّلها.
    ونسيانِ آخرِها.

    هنا، عند مُرْتَفَعات الدُخان، على دَرَج البيت،
    لا وَقْتَ للوقت.
    نفعلُ ما يفعلُ الصاعدون إلى الله:
    ننسي الأَلمْ.

    الألمْ
    هُوَ: أن لا تعلِّق سيِّدةُ البيت حَبْلَ الغسيل
    صباحاً، وأنْ تكتفي بنظافة هذا العَلَمْ.

    لا صدىً هوميريٌّ لشيءٍ هنا.
    فالأساطيرُ تطرق أبوابنا حين نحتاجها.
    لا صدىً هوميريّ لشيء. هنا جنرالٌ
    يُنَقِّبُ عن دَوْلَةٍ نائمةْ
    تحت أَنقاض طُرْوَادَةَ القادمةْ

    يقيسُ الجنودُ المسافةَ بين الوجود وبين العَدَمْ
    بمنظار دبّابةٍ...

    نقيسُ المسافَةَ ما بين أَجسادنا والقذائفِ بالحاسّة السادسةْ.

    أَيُّها الواقفون على العَتَبات ادخُلُوا،
    واشربوا معنا القهوةَ العربيَّةَ
    فقد تشعرون بأنكمُ بَشَرٌ مثلنا.
    أَيها الواقفون على عتبات البيوت!
    اُخرجوا من صباحاتنا،
    نطمئنَّ إلى أَننا
    بَشَرٌ مثلكُمْ!

    نَجِدُ الوقتَ للتسليةْ:
    نلعبُ النردَ، أَو نَتَصَفّح أَخبارَنا
    في جرائدِ أَمسِ الجريحِ،
    ونقرأ زاويةَ الحظِّ: في عامِ
    أَلفينِ واثنينِ تبتسم الكاميرا
    لمواليد بُرْجِ الحصار.

    كُلَّما جاءني الأمسُ، قلت له:
    ليس موعدُنا اليومَ، فلتبتعدْ
    وتعالَ غداً !

    أُفكِّر، من دون جدوى:
    بماذا يُفَكِّر مَنْ هُوَ مثلي، هُنَاكَ
    على قمَّة التلّ، منذ ثلاثةِ آلافِ عامٍ،
    وفي هذه اللحظة العابرةْ؟
    فتوجعنُي الخاطرةْ
    وتنتعشُ الذاكرةْ

    عندما تختفي الطائراتُ تطيرُ الحماماتُ،
    بيضاءَ بيضاءَ، تغسِلُ خَدَّ السماء
    بأجنحةٍ حُرَّةٍ، تستعيدُ البهاءَ وملكيَّةَ
    الجوِّ واللَهْو. أَعلى وأَعلى تطيرُ
    الحماماتُ، بيضاءَ بيضاءَ. ليت السماءَ
    حقيقيّةٌ قال لي رَجَلٌ عابرٌ بين قنبلتين

    الوميضُ، البصيرةُ، والبرقُ
    قَيْدَ التَشَابُهِ...
    عمَّا قليلٍ سأعرفُ إن كان هذا
    هو الوحيُ...
    أو يعرف الأصدقاءُ الحميمون أنَّ القصيدةَ
    مَرَّتْ، وأَوْدَتْ بشاعرها


    إلي ناقدٍ: لا تُفسِّر كلامي
    بملعَقةِ الشايِ أَو بفخِاخ الطيور!
    يحاصرني في المنام كلامي
    كلامي الذي لم أَقُلْهُ،
    ويكتبني ثم يتركني باحثاً عن بقايا منامي

    شَجَرُ السرو، خلف الجنود، مآذنُ تحمي
    السماءَ من الانحدار. وخلف سياج الحديد
    جنودٌ يبولون ـ تحت حراسة دبَّابة ـ
    والنهارُ الخريفيُّ يُكْملُ نُزْهَتَهُ الذهبيَّةَ في
    شارعٍ واسعٍ كالكنيسة بعد صلاة الأَحد...

    نحبُّ الحياةَ غداً
    عندما يَصِلُ الغَدُ سوف نحبُّ الحياة
    كما هي، عاديّةً ماكرةْ
    رماديّة أَو مُلوَّنةً.. لا قيامةَ فيها ولا آخِرَةْ
    وإن كان لا بُدَّ من فَرَحٍ
    فليكن
    خفيفاً على القلب والخاصرةْ
    فلا يُلْدَغُ المُؤْمنُ المتمرِّنُ
    من فَرَحٍ ... مَرَّتَينْ!

    قال لي كاتبٌ ساخرٌ:
    لو عرفتُ النهاية، منذ البدايةَ،
    لم يَبْقَ لي عَمَلٌ في اللٌّغَةْ

    إلي قاتلٍ: لو تأمَّلْتَ وَجْهَ الضحيّةْ
    وفكَّرتَ، كُنْتَ تذكَّرْتَ أُمَّك في غُرْفَةِ
    الغازِ، كُنْتَ تحرَّرتَ من حكمة البندقيَّةْ
    وغيَّرتَ رأيك: ما هكذا تُسْتَعادُ الهُويَّةْ

    إلى قاتلٍ آخر: لو تَرَكْتَ الجنينَ ثلاثين يوماً،
    إِذَاً لتغيَّرتِ الاحتمالاتُ:
    قد ينتهي الاحتلالُ ولا يتذكَّرُ ذاك الرضيعُ زمانَ الحصار،
    فيكبر طفلاً معافي،
    ويدرُسُ في معهدٍ واحد مع إحدى بناتكَ
    تارِيخَ آسيا القديمَ.
    وقد يقعان معاً في شِباك الغرام.
    وقد يُنْجبان اُبنةً (وتكونُ يهوديَّةً بالولادةِ).
    ماذا فَعَلْتَ إذاً ؟
    صارت ابنتُكَ الآن أَرملةً،
    والحفيدةُ صارت يتيمةْ ؟
    فماذا فَعَلْتَ بأُسرتكَ الشاردةْ
    وكيف أَصَبْتَ ثلاثَ حمائمَ بالطلقة الواحدةْ ؟

    لم تكن هذه القافيةْ
    ضَرُوريَّةً، لا لضْبطِ النَغَمْ
    ولا لاقتصاد الأَلمْ
    إنها زائدةْ
    كذبابٍ على المائدةْ

    الضبابُ ظلامٌ، ظلامٌ كثيفُ البياض
    تقشِّرُهُ البرتقالةُ والمرأةُ الواعدة.

    الحصارُ هُوَ الانتظار
    هُوَ الانتظارُ على سُلَّمٍ مائلٍ وَسَطَ العاصفةْ

    وَحيدونَ، نحن وحيدون حتى الثُمالةِ
    لولا زياراتُ قَوْسِ قُزَحْ

    لنا اخوةٌ خلف هذا المدى.
    اخوةٌ طيّبون. يُحبُّوننا. ينظرون إلينا ويبكون.
    ثم يقولون في سرِّهم:
    ليت هذا الحصارَ هنا علنيٌّ.. ولا يكملون العبارةَ:
    لا تتركونا وحيدين، لا تتركونا.

    خسائرُنا: من شهيدين حتى ثمانيةٍ كُلَّ يومٍ.
    وعَشْرَةُ جرحى.
    وعشرون بيتاً.
    وخمسون زيتونةً...
    بالإضافة للخَلَل البُنْيويّ الذي
    سيصيب القصيدةَ والمسرحيَّةَ واللوحة الناقصةْ

    في الطريق المُضَاء بقنديل منفي
    أَرى خيمةً في مهبِّ الجهاتْ:
    الجنوبُ عَصِيٌّ على الريح،
    والشرقُ غَرْبٌ تَصوَّفَ،
    والغربُ هُدْنَةُ قتلي يَسُكُّون نَقْدَ السلام،
    وأَمَّا الشمال، الشمال البعيد
    فليس بجغرافيا أَو جِهَةْ
    إنه مَجْمَعُ الآلهةْ

    قالت امرأة للسحابة: غطِّي حبيبي
    فإنَّ ثيابي مُبَلَّلةٌ بدَمِهْ

    إذا لم تَكُنْ مَطَراً يا حبيبي
    فكُنْ شجراً
    مُشْبَعاً بالخُصُوبةِ، كُنْ شَجَرا
    وإنْ لم تَكُنْ شجراً يا حبيبي
    فكُنْ حجراً
    مُشْبعاً بالرُطُوبةِ، كُنْ حَجَرا
    وإن لم تَكُنْ حجراً يا حبيبي
    فكن قمراً
    في منام الحبيبة، كُنْ قَمرا
    هكذا قالت امرأةٌ
    لابنها في جنازته

    أيَّها الساهرون ! أَلم تتعبوا
    من مُرَاقبةِ الضوءِ في ملحنا
    ومن وَهَج الوَرْدِ في جُرْحنا
    أَلم تتعبوا أَيُّها الساهرون ؟

    واقفون هنا. قاعدون هنا. دائمون هنا. خالدون هنا.
    ولنا هدف واحدٌ واحدٌ واحدٌ: أن نكون.
    ومن بعده نحن مُخْتَلِفُونَ على كُلِّ شيء:
    علي صُورة العَلَم الوطنيّ (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ يا شعبيَ الحيَّ رَمْزَ الحمار البسيط).
    ومختلفون علي كلمات النشيد الجديد
    (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ أُغنيَّةً عن زواج الحمام).
    ومختلفون علي واجبات النساء
    (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخْتَرْتَ سيّدةً لرئاسة أَجهزة الأمنِ).
    مختلفون على النسبة المئوية، والعامّ والخاص،
    مختلفون على كل شيء. لنا هدف واحد: أَن نكون ...
    ومن بعده يجدُ الفَرْدُ مُتّسعاً لاختيار الهدفْ.

    قال لي في الطريق إلى سجنه:
    عندما أَتحرّرُ أَعرفُ أنَّ مديحَ الوطنْ
    كهجاء الوطنْ
    مِهْنَةٌ مثل باقي المِهَنْ !

    قَليلٌ من المُطْلَق الأزرقِ اللا نهائيِّ
    يكفي
    لتخفيف وَطْأَة هذا الزمانْ
    وتنظيف حَمأةِ هذا المكان

    على الروح أَن تترجَّلْ
    وتمشي على قَدَمَيْها الحريريّتينِ
    إلى جانبي، ويداً بيد، هكذا صاحِبَيْن
    قديمين يقتسمانِ الرغيفَ القديم
    وكأسَ النبيذِ القديم
    لنقطع هذا الطريق معاً
    ثم تذهب أَيَّامُنا في اتجاهَيْنِ مُخْتَلِفَينْ:
    أَنا ما وراءَ الطبيعةِ. أَمَّا هِيَ
    فتختار أَن تجلس القرفصاء على صخرة عاليةْ

    إلى شاعرٍ: كُلَّما غابَ عنك الغيابْ
    تورَّطتَ في عُزْلَة الآلهةْ
    فكن ذاتَ موضوعك التائهةْ
    و موضوع ذاتكَ. كُنْ حاضراً في الغيابْ

    :يَجِدُ الوقتَ للسُخْرِيَةْ
    هاتفي لا يرنُّ
    ولا جَرَسُ الباب أيضاً يرنُّ
    فكيف تيقَّنتِ من أَنني
    !لم أكن ههنا

    :يَجدُ الوَقْتَ للأغْنيَةْ
    في انتظارِكِ، لا أستطيعُ انتظارَكِ
    لا أَستطيعُ قراءةَ دوستويفسكي
    ولا الاستماعَ إلى أُمِّ كلثوم أَو ماريّا كالاس وغيرهما
    في انتظارك تمشي العقاربُ في ساعةِ اليد نحو اليسار...
    إلي زَمَنٍ لا مكانَ لَهُ
    في انتظارك لم أنتظرك، انتظرتُ الأزَلْ

    يَقُولُ لها: أَيّ زهرٍ تُحبِّينَهُ
    فتقولُ: القُرُنْفُلُ .. أَسودْ
    يقول: إلى أَين تمضين بي، والقرنفل أَسودْ ؟
    تقول: إلى بُؤرة الضوءِ في داخلي
    وتقولُ: وأَبْعَدَ ... أَبْعدَ ... أَبْعَدْ

    سيمتدُّ هذا الحصار إلى أَن يُحِسَّ المحاصِرُ، مثل المُحَاصَر،
    أَن الضَجَرْ
    صِفَةٌ من صفات البشرْ

    لا أُحبُّكَ، لا أكرهُكْ ـ
    قال مُعْتَقَلٌ للمحقّق: قلبي مليء
    بما ليس يَعْنيك. قلبي يفيض برائحة المَرْيَميّةِ
    قلبي بريء مضيء مليء،
    ولا وقت في القلب للامتحان. بلى،
    لا أُحبُّكَ. مَنْ أَنت حتَّى أُحبَّك؟
    هل أَنت بعضُ أَنايَ، وموعدُ شاي،
    وبُحَّة ناي، وأُغنيّةٌ كي أُحبَّك؟
    لكنني أكرهُ الاعتقالَ ولا أَكرهُكْ
    هكذا قال مُعْتَقَلٌ للمحقّقِ: عاطفتي لا تَخُصُّكَ.
    عاطفتي هي ليلي الخُصُوصيُّ...
    ليلي الذي يتحرَّكُ بين الوسائد حُرّاً من الوزن والقافيةْ

    جَلَسْنَا بعيدينَ عن مصائرنا كطيورٍ
    تؤثِّثُ أَعشاشها في ثُقُوب التماثيل
    أَو في المداخن، أو في الخيام التي
    نُصِبَتْ في طريق الأمير إلي رحلة الصَيّدْ...

    على طَلَلي ينبتُ الظلُّ أَخضرَ
    والذئبُ يغفو علي شَعْر شاتي
    ويحلُمُ مثلي، ومثلَ الملاكْ
    بأنَّ الحياةَ هنا ... لا هناكْ

    الأساطير ترفُضُ تَعْديلَ حَبْكَتها
    رُبَّما مَسَّها خَلَلٌ طارئٌ
    ربما جَنَحَتْ سُفُنٌ نحو يابسةٍ
    غيرِ مأهولةٍ،
    فأصيبَ الخياليُّ بالواقعيِّ،
    ولكنها لا تغيِّرُ حبكتها.
    كُلَّما وَجَدَتْ واقعاً لا يُلائمها
    عدَّلَتْهُ بجرَّافة.
    فالحقيقةُ جاريةُ النصِّ، حَسْناءُ
    بيضاءُ من غير سوء ...

    إلي شبه مستشرق: ليكُنْ ما تَظُنُّ
    لنَفْتَرِضِ الآن أَني غبيٌّ، غبيٌّ، غبيٌّ
    ولا أَلعبُ الجولف
    لا أَفهمُ التكنولوجيا،
    ولا أَستطيعُ قيادةَ طيّارةٍ!
    أَلهذا أَخَذْتَ حياتي لتصنَعَ منها حياتَكَ؟
    لو كُنْتَ غيرَكَ، لو كنتُ غيري،
    لكُنَّا صديقين يعترفان بحاجتنا للغباء.
    أَما للغبيّ، كما لليهوديّ في تاجر البُنْدُقيَّة
    قلبٌ، وخبزٌ، وعينان تغرورقان؟

    في الحصار، يصير الزمانُ مكاناً
    تحجَّرَ في أَبَدِهْ
    في الحصار، يصير المكانُ زماناً
    تخلَّف عن أَمسه وَغدِهْ

    هذه الأرضُ واطئةٌ، عاليةْ
    أَو مُقَدَّسَةٌ، زانيةْ
    لا نُبالي كثيراً بسحر الصفات
    فقد يُصْبِحُ الفرجُ، فَرْجُ السماواتِ،
    جغْرافيةْ !

    أَلشهيدُ يُحاصرُني كُلَّما عِشْتُ يوماً جديداً
    ويسألني: أَين كُنْت ؟ أَعِدْ للقواميس كُلَّ الكلام الذي كُنْتَ أَهْدَيْتَنِيه،
    وخفِّفْ عن النائمين طنين الصدى

    الشهيدُ يُعَلِّمني: لا جماليَّ خارجَ حريتي.

    الشهيدُ يُوَضِّحُ لي: لم أفتِّشْ وراء المدى
    عن عذارى الخلود، فإني أُحبُّ الحياةَ
    علي الأرض، بين الصُنَوْبرِ والتين،
    لكنني ما استطعتُ إليها سبيلاً، ففتَّشْتُ
    عنها بآخر ما أملكُ: الدمِ في جَسَدِ اللازوردْ.

    الشهيدُ يُحاصِرُني: لا تَسِرْ في الجنازة
    إلاّ إذا كُنْتَ تعرفني. لا أُريد مجاملةً
    من أَحَدْ.

    الشهيد يُحَذِّرُني: لا تُصَدِّقْ زغاريدهُنَّ.
    وصدّق أَبي حين ينظر في صورتي باكياً:
    كيف بدَّلْتَ أدوارنا يا بُنيّ، وسِرْتَ أَمامي.
    أنا أوّلاً، وأنا أوّلاً !

    الشهيدُ يُحَاصرني: لم أُغيِّرْ سوى موقعي وأَثاثي الفقيرِ.
    وَضَعْتُ غزالاً على مخدعي،
    وهلالاً على إصبعي،
    كي أُخفِّف من وَجَعي !

    سيمتدُّ هذا الحصار ليقنعنا باختيار عبوديّة لا تضرّ، ولكن بحريَّة كاملة!!.

    أَن تُقَاوِم يعني: التأكُّدَ من صحّة
    القلب والخُصْيَتَيْن، ومن دائكَ المتأصِّلِ:
    داءِ الأملْ.

    وفي ما تبقَّى من الفجر أَمشي إلى خارجي
    وفي ما تبقّى من الليل أسمع وقع الخطي داخلي.

    سلامٌ على مَنْ يُشَاطرُني الانتباهَ إلي
    نشوة الضوءِ، ضوءِ الفراشةِ، في
    ليل هذا النَفَقْ.

    سلامٌ على مَنْ يُقَاسمُني قَدَحي
    في كثافة ليلٍ يفيض من المقعدين:
    سلامٌ على شَبَحي.

    إلي قارئ: لا تَثِقْ بالقصيدةِ ـ
    بنتِ الغياب. فلا هي حَدْسٌ، ولا
    هي فِكْرٌ، ولكنَّها حاسَّةُ الهاويةْ.

    إذا مرض الحبُّ عالجتُهُ
    بالرياضة والسُخْريةْ
    وَبفصْلِ المُغنِّي عن الأغنيةْ

    أَصدقائي يُعدُّون لي دائماً حفلةً
    للوداع، وقبراً مريحاً يُظَلِّلهُ السنديانُ
    وشاهدةً من رخام الزمن
    فأسبقهم دائماً في الجنازة:
    مَنْ مات.. مَنْ ؟

    الحصارُ يُحَوِّلني من مُغَنٍّ الى . . . وَتَرٍ سادس في الكمانْ!

    الشهيدةُ بنتُ الشهيدةِ بنتُ الشهيد وأختُ الشهيدِ
    وأختُ الشهيدةِ كنَّةُ أمِّ الشهيدِ حفيدةُ جدٍّ شهيد
    وجارةُ عمِّ الشهيد الخ ... الخ ..
    ولا نبأ يزعج العالَمَ المتمدِّن،
    فالزَمَنُ البربريُّ انتهى.
    والضحيَّةُ مجهولَةُ الاسم، عاديّةٌ،
    والضحيَّةُ ـ مثل الحقيقة ـ نسبيَّةٌ الخ ... الخ ف

    هدوءاً، هدوءاً، فإن الجنود يريدون
    في هذه الساعة الاستماع إلي الأغنيات
    التي استمع الشهداءُ إليها، وظلَّت كرائحة
    البُنّ في دمهم، طازجة.

    هدنة، هدنة لاختبار التعاليم: هل تصلُحُ الطائراتُ محاريثَ ؟
    قلنا لهم: هدنة، هدنة لامتحان النوايا،
    فقد يتسرَّبُ شيءٌ من السِلْم للنفس.
    عندئذٍ نتباري على حُبِّ أشيائنا بوسائلَ شعريّةٍ.
    فأجابوا: ألا تعلمون بأن السلام مع النَفْس
    يفتح أبوابَ قلعتنا لِمقَامِ الحجاز أو النَهَوَنْد ؟
    فقلنا: وماذا ؟ ... وَبعْد ؟

    الكتابةُ جَرْوٌ صغيرٌ يَعَضُّ العَدَمْ
    الكتابةُ تجرَحُ من دون دَمْ..

    فناجينُ قهوتنا. والعصافيرُ والشَجَرُ الأخضرُ
    الأزرقُ الظلِّ. والشمسُ تقفز من حائط
    نحو آخرَ مثل الغزالة.
    والماءُ في السُحُب اللانهائية الشكل في ما تبقَّي لنا
    من سماء. وأشياءُ أخرى مؤجَّلَةُ الذكريات
    تدلُّ على أن هذا الصباح قويّ بهيّ،
    وأَنَّا ضيوف على الأبديّةْ.

    رام الله ـ يناير 2002
                  

01-12-2009, 04:55 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: Nazik Eltayeb)

    نازك ..
    جيت اقول ليك البيت بيتك اتفضلي لقيتك عملتي الحالة واحدة ..
    اقول شنو هسا ..
    بمشي اخد لفه و اجي يكون الهجوم الدرويشي خف شويه عشان نتفاهم
                  

01-12-2009, 05:13 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    درويش :شو بشوفك مستلمنا هاليومين يا ناجي… حاط دبساتك على طحيناتنا.. شو في؟
    العلي: يا عمي ما تزعل مني.. هاي الشغلة مش ضدك شخصيًا.. أنا ما في
    بيني وبينك إلا كل خير ومحبة.. وانت عارف؟
    درويش : لا .. أنا زعلان بجد.. ليش كل اللي رسمته وكتبته ما بخليني
    أزعل؟
    العلي: يا محمود إنت إلك حق تزعل.. لو أني ما تعرضت إلك وأهملتك.. مثل
    ما بهمل دائمًا الساقطين.. أنا انتقدتك لأنك مهم لشعبك، وأنت لازم
    تفرح.. مش تزعل؟
    درويش: مش أنت اللي بصنفني مهم ولا لأ.

    وبعد حوار تأرجح بين الغضب والنقد..

    العلي: يا عمي انتو بتقولوا بمد الجسور مع اليسار الإسرائيلي.. مدو زي
    ما بدكوا… بركي الجسور بتقيدكم مستقبلاً.. أما أنا وجماعتي فلا.. إحنا
    يا عمي إلنا جسورنا..جسورنا إحنا مع الناس المشردة.. ممدودة بخط واحد
    ما في غيره.. من باب المخيم لباب الحرم.. مع أهلنا في الداخل.. هاي
    جسورنا وما بنعرف غيرها.. وإحنا بننتقد كل واحد بيحكي هالحكي..
    درويش: آه.. بس انت مش قدي يا ناجي.
    العلي: شو يعني .. مش فاهم.. الشغلة صارت شغلة قدود.. قدك وقد غيرك..
    والله أنا لما برسم ما بحسب قد لحدا.. وأنت عارف يا محمود؟
    درويش: هلا مش وقت المزح.. بدي ياك تفهم يا ناجي منيح اليوم.. إني أنا
    محمود درويش.. إللي قادر يخرجك من لندن في أية لحظة
    .
    العلي: أووف… والله هاي جديدة يا زلمة.. بالله عليك بتعملها يا محمود؟
    وشو هالسطات اللي صارت عندك.. والله أبو رسول (الاسم الحركي لمدير
    المخابرات الأردنية الأسبق محمد رسول الكيلاني)
    بزمانه ما قال هالحكي..
    ولا صلاح نصر قبله (..) على كل حال انتو يا عمي السلطة.. انتو الدولة
    والشيلة (..) هاي مش أول مرة بتصير ولا آخر مرة.. مش عملتوها قبل سنتين
    في الكويت وخرجتوني؟ وقبلها قال الختيار (الاسم الذي يطلق على ياسر
    عرفات من قبل أنصاره)
    قائدك وصديقك في ثانوية عبد الله السالم في
    الكويت في الـ 75 أنو راح يحط أصابعي في الأسيد إن ما سكت
    .. بعدين
    هالشغلة صارت مش فارقة معي هالخد صار معود عاللطم.


    الحوار اعلاه مكالمة تلفونية شهيرة بين ناجي العلي و درويش ..
    رواها ناجي و نشرت في مجلة الازمنة العربية (عدد 170 /1986/
    ص14)
    و نشره شاكر النابلسي الناقدالادبي في كتابة " أكله الذئب، السيرة الفنية للرسام ناجي العلي "
    و هو مشهور موجود على الشبكة .. بحث على اي محرك يأتيك به
    التأكيد الأخير عليه هو انه منشور في موقع FaceBook ايضا في مجموعة احد ادارييها هي ابنة ناجي العلي شخصيا
                  

01-12-2009, 05:16 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    و عرفات و رشيدة مهران مستنقع اخر كان درويش واقعا فيه ..
    فكيف بالله احبه بعد هذا و انظر في شعره ؟
    لك عذرك يا نازك ..
    ربما عرفتي شعر درويش قبل ان تعرفي ناجي و ما اصاب ناجي ..
    لكني عرفت ناجي اولا ..
    احببت ناجي منذ نعومة اظافري بل قبل ان يكون لي اظافر ..
    و عرفت حاله مع درويش ..
    ففسد عندي مذاق درويش الى الابد

    هل تعرفين خبر عرفات و رشيدة ؟
    الاله الذي سخط على ناجي فدبر اغتياله بصفقة مع العدو ؟
    ذلك الاله كان صديق درويش
    هل احدثك عنه ؟
                  

01-12-2009, 05:29 PM

Nazik Eltayeb
<aNazik Eltayeb
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 2357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    لك عذرك يا نازك ..
    ربما عرفتي شعر درويش قبل ان تعرفي ناجي و ما اصاب ناجي ..
    لكني عرفت ناجي اولا ..


    هل تعلم اني عرفت حنظلة ثم عرفت ناجي العلي قبل ان اتعلم القراءة بصورة سليمة
    وبينهما سمعت صهيل الخيول علي السقف فعلمت بدرويش
    ثم هجرت درويش و طفت علي الشعراء وكان شاعري المفضل ليس درويش ولكن سميح القاسم
    و فصيدته التي احب
    التي تقول احدى ابياتها ( واتمني ان ان اروي البيت صحيحاُ)
    اليك هناك في بيروت
    اليك هناك حيث تموت
    كذنبقة بلا جذر
    كنهر ضيع المنبع كأغنية بلا مطلع.

    ثم احببت خليل حاوي في قصيدة الجسر ونيست درويش نهائياً

    وعدت قريباً الي درويش قرب مماته فتحسرت علي هجرانه.


    ساعاود الهجوم فلا تطمئن
                  

01-12-2009, 05:21 PM

Rihab Khalifa
<aRihab Khalifa
تاريخ التسجيل: 07-07-2006
مجموع المشاركات: 3738

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    الله يهديك يا حمور
                  

01-12-2009, 05:36 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: Rihab Khalifa)

    Quote: الله يهديك يا حمور



    امين يا رحاب ..
                  

01-12-2009, 05:37 PM

Nazik Eltayeb
<aNazik Eltayeb
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 2357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: Rihab Khalifa)

    اروي القصة يا حمور فأناحقاً لا اعلمها
    لكن احساسي الصادق ان درويش برئ من دم ناجي العلي المادي او المعنوي
    فمن قال

    الكتابةُ جَرْوٌ صغيرٌ يَعَضُّ العَدَمْ
    الكتابةُ تجرَحُ من دون دَمْ..



    لن يفعل ما ذكرت

    فمن لديه سلاح القلم لن يحتاج ليجرح بالدم
                  

01-12-2009, 05:45 PM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: Nazik Eltayeb)

    نازك التي خانت دم حنظلة ..
    ازيك ..
    اقري في الاول محادثة درويش و ناجي الفوق دي ..
    لغاية ما اقضي بعض الامور واجي احكي ليك قصة رشيدة مهران
    المرأة التي عبدت عرفات فمات لأجلها ناجي
                  

01-12-2009, 05:55 PM

خضر حسين خليل
<aخضر حسين خليل
تاريخ التسجيل: 12-18-2003
مجموع المشاركات: 15087

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)



    عارف ياحمور
    ولأني بقرا ليك أي بوست قلت حمور أكيد عندو مفاجئة جميلة وقصة جديدة ! (بالمناسبة حركة تكتب حبة حبة دي بتغيظ أي نعم بتشوق القارئ لكن ميزان الغيظ أكبر أريتك تتخلص منو) !
    طيب ياحمور :
    ناجي العلي تعرفت عليه في مرحلة متقدمة من عمري كنت في مراحل دراستي الاولي لمن كنت بشوف اخوي الكبير بيحرر صحيفة بتخصو اسمها (ق ع و) أو قلبي علي وطني ليقوم بتثبيتها علي حوائط النشيشيبة بجامعة الجزيرة ود مدني !
    لطالما لفتني صورة الشافع الممحن والـــ في النهاية إكتشفت أنه لم يكن سوي حنظلة ! البتكون في أي عدد بينزل من الصحيفة ! دي كانت بداية علاقتي بي الشهيد ناجي العلي !
    من يومها لم يفارق حنظلة مخيلتي علي الاطلاق ! بقي بيني وبينو الفة غريبة ! هل بتصدق ؟
    دة كان بداية إهتماماتي بي ناجي العلي ومن يومها أصبحت أحاول إقتناء كل شئ يخص ناجي العلي ولك أن تتخيل قدر محبتي له !
    بعد إغتيال العلي قريت كتير اتهامات وصكوك غفران وحاجات ما أنزل الله بها من سلطان لكن الثابت وسط كل هذه الاشياء أن ناجي العلي كحالة كان قد مضي وذاك بالضبط ما كان يهم الكثيرين !
    تخيل ياحمور مرة قريت في واحدة من المنتديات إنو درويش الما حبيتو دة زاتو متهم في إغتيالو !!؟ لكن ياهو كلام النت الكلو محن ليس الا ، والذي لا تمتلك أمامه سوي الدهشة قدر ما ربنا وسع مراقد الدهشة في روحك !
    لي هسي ياحمور متخيلك حتمرق بالبوست دة لي مكان تاني أو للمفاجأة الأنا إنتظرتها في بداية مداخلتي لي هسي بفتكر إنو حمور ما إنتهي من البوست ولي هسي بفتكر إنو في نهاية مداخلتي ما حيصفني زي الباقين (بالحالة الدرويشية) والدراويش ديل بالمناسبة عالم بي حالهم ربنا يدينا قدرة الحكي عنهم مقبل الجايات من الايام !
    عارف ياحمور أنا خضر حسين دة درويش دة بمثل لي كتير زيو وزي ناجي وزي جملة الشهداء (المشو الجايين)
    وبفتكر إنو درويش كان ظاهرة ما قدرت مدن الانسانية لي يوم الليلة من استيعابها بالشكل المطلوب !
    إنحياز درويش ياحمور للحوار لا يعني علي الاطلاق رميه وهو في فضاءات لا يملك فيها حق الحوار بالسقوط والكلام دة للأمانة ما قولك إنت لكن لاعتقادي إن البوست قد يثمر عن هكذا مقترحات قلنا نعجل !
    درويش لم يخن شعبه علي الاطلاق يا صاحبي بقدر ما كان عنواناً لقضية شعبه فكيف له أن يخون !
    أن لاتحبه أمر يخصك ياصاح فالمسائل في الدنيا دي نسبية لكن أن تحاول تجريده من عيون الناس بل قلوبهم فأسمح لي أن أقول لك :

    Impossible مستر حمور




    تحياتي واحترامي لك


    ــــــــــــــــ
    إعتذر للتعديل

    (عدل بواسطة خضر حسين خليل on 01-12-2009, 06:10 PM)

                  

01-12-2009, 06:40 PM

حامد محمد حامد
<aحامد محمد حامد
تاريخ التسجيل: 11-19-2008
مجموع المشاركات: 3085

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: خضر حسين خليل)

    حمور يا صاحب

    اصبحت ادمنك وان هربت بالمناجاة من عدم حبك لدرويش فالاخرون يكيلون الحب اضعافا لدرويش ولا غضاضة فى ذلك

    ولكنى مستمتع باخى بك وبزوار معظم بوستاتك الا ما تكلوج منه بفعل فاعل

    واصل هنا وسيبك من بوست الحمير
                  

01-12-2009, 08:17 PM

الشفيع عوض شوشتا

تاريخ التسجيل: 10-24-2006
مجموع المشاركات: 1655

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حامد محمد حامد)

    Quote: درويش لم يخن شعبه علي الاطلاق يا صاحبي بقدر ما كان عنواناً لقضية شعبه فكيف له أن يخون !
    أن لاتحبه أمر يخصك ياصاح فالمسائل في الدنيا دي نسبية لكن أن تحاول تجريده من عيون الناس بل قلوبهم فأسمح لي أن أقول لك :

    Impossible
                  

01-13-2009, 07:22 AM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: الشفيع عوض شوشتا)

    حكاية رشيدة مهران كما رواها ناجي ..



                  

01-13-2009, 04:35 PM

Nazik Eltayeb
<aNazik Eltayeb
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 2357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    لا عذر لمن انذر
    فقد قلت لك
    Quote: واذا لم يستسلم حمور
    ويجعل ناجي العلي ايقونة نضالية جميلة مبجلة منزوية في ركن قصي اعدكم بأني

    ساعود بهجوم مدعوم ب(الجدارية) وانا واثقة من تحقيق النصر و الاستلاء علي البوست فلا نامت اعين الادباء


    لكنلم تستمع
    ( ارجا الجاياك )

    (عدل بواسطة Nazik Eltayeb on 01-13-2009, 04:39 PM)

                  

01-13-2009, 04:40 PM

Nazik Eltayeb
<aNazik Eltayeb
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 2357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: Nazik Eltayeb)

    عن الشرق الاوسط:

    Quote: نساء في حياة عرفات

    «أنعام» كانت أهم من الرؤساء .. و«رشيدة» الوحيدة التي اطلعت على حقيبة ملابسه .. وزهوة أحيت ذكرى أمه



    محمد بغدادي
    أحن إلى خبز أمي وقهوة أمي.. ولمسة أمي وتكبر في الطفولة يوما على صدر يوم وأعشق عمري لأني إذا مت أخجل من دمع أمي خذيني إذا عدت يوما وشاحا لهدبك وغطي عظامي بعشب تعمد من طهر كعبك وكأن محمود درويش يحكي عن ياسر عرفات عندما كتب في بداية الستينات هذه القصيدة الرائعة «إلى أمي».. وعندما تتماهى جميع الأمهات عند الشعراء مع الوطن، فهذا ما يؤكد لنا أن ياسرعرفات الذي عاش منذ طفولته بلا أم وبلا حبيبة.. وبلا زوجة.. أنه تزوج الثورة .. واعتبر أمه هي فلسطين.. وعاش حياة جافة.. شاقة ومضنية خالية من أي نوع من النساء سوى شقيقاته ورفيقاته في مسيرة النضال وزميلاته في الثورة الفلسطينية.
    وقد بدأ ياسر عرفات حياته بلا نساء.. فبعد وفاة أمه السيدة «زهوة سليم خليل أبو السعود»، كان عرفات لم يتجاوز بعد الثالثة من عمره . وهذا يجعلنا نقول إنه تقريبا لا يستطيع أن يتذكرها.. أو على الأقل لم ينعم بأحضانها الحانية الدافئة كأم ترعى وليدها الصغير.. وتحكي لنا «يسرا» شقيقة «أبو عمار» الوسطى عن تلك الأيام، فتقول:

    «كنت لم أبلغ الثالثة عشرة من عمري حين رحلت عنا أمي.. ولكنني ما زلت أذكر مشهد وفاتها رحمها الله كما لو أنه حدث بالأمس. وحتى الآن أشعر بلفح دفء حنينها. وأذكر كيف أنها كانت تتفانى في الاعتناء بنا بشكل محب وودود. وكانت تفعل ما بوسعها كي ترضينا وتسعدنا. سواء كنا صغارا أو كبارا. وكانت تكن لأصغرنا، وهو، آنذاك، شقيقنا «ياسر» محبة خاصة، ربما لأنه كان أصغرنا قبل أن يولد آخر أشقائنا «فتحي» .. وكانت أمي تحاول دائما أن تبني شخصياتنا وأن ترضينا جميعا، خاصة وأن أبي كان مشغولا دائماً وكثير الأسفار».

    وتضيف الحاجة أنعام، التي لقبت بأم المؤمنين، وشقيقة عرفات الكبرى: «كانت أمي سيدة هادئة الطباع ولكنها قوية الشخصية.. وكانت علاقتها بأسرتها قوية للغاية، وعلاقتها بكل من تعرفهم علاقة طيبة، سواء كانوا أقارب، أو أصدقاء، أو جيرانا. وكانت وفاتها حادثة مفجعة أصابت حياة أبي وحياتنا نحن كأسرة بارتباك دام لسنوات.. كان رحيلها مفاجئا.. وسبب لنا جميعا صدمة كبيرة أثرت فينا جميعا.. فأنا توليت شؤون الأسرة ورعايتها، إلى أن كبر كل اخوتي».

    وربما تكون نشأة عرفات الابن في بيت خاله ومسؤوليته عن رعاية أخيه الصغير فتحي الذي تركته أمه ورحلت ولم يبلغ شهره الثالث سببا رئيسيا في هذا الاحساس الأبوي والرجولي الذي لازمه طوال حياته تجاه أخيه فتحي. وامتد هذا الشعور الأبوي إلى كل أفراد الشعب الفلسطيني بأطفاله وشبابه ورجاله ونسائه ولقبوه بالوالد.

    وإن كان عرفات يكاد لا يتذكر أيامه الأولى مع أمه، إلا أنه ظل يكن لها مشاعر خاصة ظلت كامنة في أعماقه يحيطها الغموض والشجن إلى أن أنجب ابنته الوحيدة من زوجته سهى الطويل في يوليو (تموز) 1995 فأسماها باسم أمه «زهوة»، وهو بذلك يكون قد أفصح عما بداخله من مشاعر كامنة ومنح ابنته أعز ما يحتفظ به في قلبه من مشاعر لأمه.

    ولأن عرفات بدأ حياته بعيدا عن الأسرة تحت رعاية خاله سليم وزوجته في بيت أبو السعود بالقدس، ولكونه هو الشقيق الأكبر لأخيه فتحي، فقد تحول عرفات إلى طفل صاحب مسؤولية واستطاع أن يستغني عن المرأة، وعن رعايتها وخدماتها منذ رحيل أمه.. ويحكي فتحي عرفات عن تلك الفترة فيقول:

    « تولى ياسر الاعتناء بالغرفة التي ننام فيها معا على سرير واحد. فكان ينظف الغرفة ويرتب السرير، ويعتني بملابسي. وكنت أشعر بالسعادة والسرور لانتمائي إليه. فقد فهمت بمرور الأيام أنه أخي .. وأنني بلا أم وبلا أب، وأن أمي قد رحلت، وأبي وبقية اخوتي في مصر. وأننا نعيش في بيت خالي وليس بيتنا. وكان اعتناء أخي ياسر بي يعوضني عن حنان الأم والأب والشقيقات».

    ولم يعبأ ياسر بزوجة خاله سليم.. ولا بجدته لأمه، بل أغلق على نفسه حياته رغم صغر سنه. وحتى عندما رحل إلى القاهرة عام 1933 كان بصحبة خاله راجي أبو السعود .. وزوجة خاله (ثريا) .. كان ياسر عرفات يحيط أخيه فتحي برعاية خاصة وكأنه هو المسؤول عنه بمفرده.

    * الشقيقة الأم

    * عندما التقى عرفات بأبيه واخوته بالقاهرة، ورغم الاستقبال الحافل الذي أحاط به وبأخيه فتحي، ورغم فرحة أبيهم بعودتهم إلى أحضانه، إلا أن عرفات كان يحس لأول مرة أن هناك أما صغيرة ستتولى العناية به وبأخته الصغيرة وهي انعام شقيقتهما الكبرى.. فكانت انعام قد انشغلت منذ الصباح الباكر بإعداد وليمة غداء عامرة بكل الأطباق الفلسطينية المحببة لأشقائها. وظلت أنعام طباخة ماهرة حتى رحلت عنا في 11 ديسمبر 1999، وعلى الرغم من أنها قضت حياتها كلها في القاهرة في منزلها في 5 شارع دمشق بحي روكسي بمصر الجديدة، إلا أنها تلقت علاجها في الأيام الأخيرة في مستشفى الأمل بغزة ودفنت في خان يونس في مدافن العائلة حيث دفن عبد الرؤوف عرفات والدها. وعندما كان عرفات يتذكر هذه الأيام يقول: « قادتني أنعام إلى غرفتي أنا وفتحي. وفي اليوم التالي أحضرت لي سريرا جديدا.. ولأول مرة نستقل أنا وفتحي في النوم، كل منا في سرير خاص».

    ومنذ ذلك اليوم ظلت أنعام تلعب دور الشقيقة والأم في حياة عرفات. وكانت هي ملاذه الأخير، وحضنه الدافئ الذي يلوذ به في وقت الشدة والمحن. وحتى عندما صار رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية، وكان يأتي للقاهرة في زيارات خاطفة لا تتجاوز الساعات. وكان لا بد أن يمر عليها في البيت. وكانت دائما مائدة أنعام عليها أطيب الأطعمة التي كان يحبها عرفات والتي كانت تقوم بإعدادها بنفسها. وتحكي الحاجة أنعام عن تلك الزيارات الخاطفة فتقول:

    «كان أحيانا كثيرة يعتذر عن حضور مأدبة غداء يقيمها له رؤساء مصر .. ويفضل أن يأتي ليأكل معنا في بيت العائلة بمصر الجديدة.. وكان يمزح معهم قائلاً بلهجة مصرية.. أنا مش محتاج عزومة أنا صاحب بيت .. ويتركهم ويأتيني فرحا مسرورا».

    وكانت انعام أكثر من أم وأكثر من صديقة لذلك أطلق عليها لقب «أم المؤمنين». وظلت تحتفظ بهذا اللقب حتى رحلت. أما اختاه يسرا وخديجة، فكان دائماً دورهما امتدادا لدور الحاجة انعام.. فقد عاشوا جميعا قبل أن يتفرقوا في البلاد كأسرة واحدة متماسكة وقوية.. وكان رحيل الأم المبكر قد زاد من ترابطهم وتمسكهم بالعلاقات الحميمة التي ربطتهم برباط من المحبة والمودة والصداقة قبل أن يكونوا أشقاء. وظل عرفات بعد أن انتقل خارج القاهرة ورحل للكويت ومنها إلى سورية، ومن سورية إلى الأردن ثم إلى لبنان، ومنه إلى تونس، ظل طوال تلك السنوات بعيدا تماما عن المرأة، وبشكل عام وصارم ومحدد.

    * عرفات يتزوج الثورة

    * والسيدة الوحيدة التي واتتها الجرأة لكي تسأله عن موقفه الصارم من المرأة وعزوفه عن الزواج، هي الدكتورة رشيدة مهران التي لازمته شهوراً وأياما لكي تسجل معه أدق تفاصيل حياته في كتابها الشهير «ياسر عرفات الرقم الصعب». فقد سألته وبشكل مباشر، بعد أن أجهدها طول الانتظار لتسجل معه أحد الأحاديث: ـ أحقيقة أنت لا تحب المرأة؟! وقد فوجئ أبو عمار بسؤالها.. ولكنه قال لها على الفور: ـ وهل يوجد من يكره المرأة؟! ـ فقالت له: إذن.. لماذا؟! ـ فابتسم لها قائلا: لأني أخاف عليها! ـ فقالت له: ليس هذا خوفاً عليها .. هذا عدم ثقة بها! ـ فقال: بالعكس. أنا أثق بقدرات المرأة ومنهن مناضلات ومكافحات؟! ـ فقالت له: ربما لا تشعر أن هناك من تستحق أن تشاركك حياتك.

    ـ فقال بأسى: لا تتجني علي .. ولماذا لا تقولي إني لا أريدها ان تشاركني تعاستي.. وأنا كما ترينني إنسانا تعيسا ومعذبا! وظل أبو عمار الذي يعيش حياة قاسية وينام بغرفة ملحقة بمكتبه، رافضا لفكرة الزواج رفضا قاطعا.. لأنه كان يعمل بشكل مستمر وبلا انقطاع وعندما كان يهاجمه التعب والاجهاد والنوم يقتنص بضع دقائق .. أو ساعة.. أو ساعتين.. ليقوم من جديد يواصل العمل بنشاط وحيوية قل أن تتوافر لأحد غير أبو عمار.

    وعندما اقتحمت د. رشيدة مهران قلعة أبو عمار الحصينة وداومت على الإقامة بمكتبه طوال النهار على أمل أن يتفرغ لها لتتم حوارها المطول معه أثناء إعداد كتابها عنه. تجاسرت وسألته أسئلة قد لا يجرؤ أحد على أن يوجهها له.. ولكن طول الاقامة لدى مقر الرئيس يبدو أنه خلق مساحات من الود سمحت لنفسها بموجبها أن تسأله بحرية أكبر، خاصة بعد أن صار بمقدورها أن تشاركه إفطاره في الصباح قبل أن تداهمه المهام التي لا تنتهي.. وبعد أن اطلعت على حقيبة ملابسه التي يصطحبها معه في سفرياته المكوكية، مستأذنة بعض حرسه الخاص جدا وأحد مساعديه الذين يعدون له حقيبته الخاصة فلم تجد في حقيبة ملابسه سوى ثلاثة أطقم (فقط) شبيهة بزيه الرسمي الذي عرفه به العالم، وظلت رشيدة مهران قريبة منه إلى أن دار بينه وبينها هذا الحوار الصريح ونورده هنا كما هو:

    قلت: يا أبو عمار كل عظماء العالم وقادته وساسته وحكامه، حتى زهاده بل وطغاته أيضاً كانت لهم نساء، حتى غاندي أشهر زهاد العالم. وحتى هتلر أشهر طغاة العالم لم يجد عند موته إلا صدر امرأة أحبته، وكان عقد زواجه منها في أحلك أوقاته وأقساها. ثم أسند رأسه على صدرها واحتوته وماتا معا. فلماذا ..وصمت فترة ثم أضفت .. لماذا؟

    فقال: هذا عهد قطعته على نفسي. أنا مناضل اختلف تماما عن كل من ذكرت. طبيعة الحياة التي أحياها والظروف وقضيتي تفرض علي ذلك، تفرض أن أكون متفرغا تماما لما أنا فيه، كل ما يحيط بي يجعلني أتجاوز أوضاع الرجل العادي، أقصد الرجل الذي يعيش حياة طبيعية. ولأني أشعر دائما أنني لست ملكا لنفسي.

    قلت: هل معنى هذا أن قلبك لم يخفق أبدا خفقة حب؟ فقال بشجن: وهل يعقل أن يعيش انسان على مدى هذا العمر من دون أن يخفق قلبه؟

    وتقول د. رشيدة مهران .. لقد شجعني ذلك الشجن في صوته لأسأله:

    ـ اذن لماذا لم تستجب لهذه الحقيقة التوراتية التي يتمناها كل البشر؟ فقال لها متخلصا من السؤال: لأنني لا أعيش حياة مثل كل البشر؟

    فقالت له: اذن أخبرني كيف استطعت مقاومة هذه الحقيقة التوراتية؟

    فتنهد عرفات وقال لها: لأنني تعودت أن أقتل ما بنفسي بقرار؟

    فقالت له: اذن خفق قلبك بالحب؟

    فقال لها: نعم.

    فقالت له: وكيف اتخذت القرار القاتل في أمر يستعصي على القرارات، وهذا أمر يختلف عن أمورك السياسية التي يمكن أن تتخذ من أجلها القرارات.

    فقال لها: ألم أقل لك أنني لست ملكا لنفسي؟ اذ كل أموري أخضعها لقرار. قد يكون ليس أمرا سياسيا ولكنه أمر وجودي. ووجودي ينبع من الالتزام الفلسطيني الذي لا أتنفس إلا من خلاله.

    فقالت له: هل أفهم من ذلك أن وجود المرأة برأيك يمكن أن يكون عائقا دون نجاح أي دور يقوم به الرجل من خلال التزامه بقضية أو بموقف؟

    فقال: أبدا. فالمرأة قد تكون دافعا هائلا لأي نجاح، ولكن للذين يحيون في ظروف عادية. وحياتي كما ترين صعبة ومعقدة. وقد يظلم وضعي أي مخلوق يشاركني إياه، هل ترضى امرأة أن تشاركني الطائرة التي أقضي فيها أوقاتا طويلة. أو أن تكون كل يوم في بيت أو كل يوم في بلد.

    فقالت له: أفهم من ذلك أنك لو وجدت امرأة باستطاعتها أن تتحمل كل هذه الصعوبات والتعقيدات، وتأكدت أنت من ذلك فهل تسمح لها بأن تشاركها حياتك؟

    فقال: حتى لو وجدت. لا أستطيع أن أشعر بعقدة الدنيا تجاه مخلوق بوضعه في كل هذا العناء.

    فقالت له: حتى لو اقتنعت أن هذا المخلوق يتمنى بكامل اختياره أن يشاركك هذه الحياة؟

    ويبدو أن أبو عمار ضاق بهذا الحوار، ولذلك رد عليها أبو عمار بعصبية قائلا:

    قلت لك ان هذا عهد قطعته على نفسي.. ولا يمكن أن يحدث والظروف المحيطة بنا كما هي. ونحن لا نستطيع أن نثبت أقدامنا فوق الأرض؟

    فألحت عليه بالسؤال: وهل تستطيع أن تتحمل؟

    فقال لها منهيا حديثه بوجه بشوش وضاحك:

    نحن لا ننسى أننا ثورة (بساط الريح). والجالس على المقود أتعس من فيها.. (ثم ابتسم ابتسامة متعبة أو متألمة وأكمل): لقد استطعت طوال هذه المدة من العمر أن أحتمل.. فكيف لا أستطيع فيما تبقى؟ ولكن أبو عمار لم يحتمل حتى نهاية الثورة أو نهاية الرحلة. فقد داهمته ريمون الطويل، الصحافية الفلسطينية العنيدة، بابنتها (سهى الطويل). وكانت المداهمة من الجبروت والقوة، والجمال والأنوثة لدرجة أنها جعلت شيخا في الستين من عمره تنهار كل دفاعاته وحصونه التي بناها طوال عمر الثورة وأحاط بها نفسه على مدى سنوات طويلة. واستسلم أبو عمار في نهاية عمره لأحكام الطبيعة. استسلم أمام جبروت امرأة. وكانت أولى خطوات أبو عمار نحو مرحلة اهتزاز صورة القائد البطل .. فقد أثار ارتباطه بسهى عرفات سخط الشعب الفلسطيني، واعتراض العديد من رفاق دربه على طريق الثورة والنضال. وكان ارتباطه بسهى محل انتقادات واسعة وجهت إليه. ومادة غنية لكل صحف العالم لأن تتناول هذا الحدث بالهمز واللمز والاستنفار. وراحت صحف العالم التي كانت تزدحم بأخبار تنقلات أبو عمار وخطواته ومقاومته الشرسة، راحت هذه الصحف تتسابق في نشر تفاصيل هذه الزيجة ووجدت الصحافة مادة مثيرة وغنية تملأ بها صفحاتها الأولى. وتم الزواج رغم أنف الجميع وكان كل رفاقه من أبناء جيله يرون أن من حق أبو عمار أن يتزوج كما تزوجوا جميعا، ومن حقه أن يكون له أولاد وذرية من بعده مثلهم جميعا.
                  

01-13-2009, 04:47 PM

Nazik Eltayeb
<aNazik Eltayeb
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 2357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: Nazik Eltayeb)

    الهجوم الكاسح ( جدارية)
    القصيدة التي تنتصر دائماً


    هذا هُوَ اسمُكَ /
    قالتِ امرأةٌ ،
    وغابتْ في المَمَرِّ اللولبيِّ…
    أرى السماءَ هُنَاكَ في مُتَناوَلِ الأَيدي .
    ويحملُني جناحُ حمامةٍ بيضاءَ صَوْبَ
    طُفُولَةٍ أَخرى . ولم أَحلُمْ بأني
    كنتُ أَحلُمُ . كُلُّ شيءٍ واقعيٌّ . كُنْتُ
    أَعلَمُ أَنني أُلْقي بنفسي جانباً…
    وأَطيرُ . سوف أكونُ ما سأَصيرُ في
    الفَلَك الأَخيرِ .

    وكُلُّ شيء أَبيضُ ،
    البحرُ المُعَلَّقُ فوق سقف غمامةٍ
    بيضاءَ . والَّلا شيء أَبيضُ في
    سماء المُطْلَق البيضاءِ . كُنْتُ ، ولم
    أَكُنْ . فأنا وحيدٌ في نواحي هذه
    الأَبديَّة البيضاء . جئتُ قُبَيْل ميعادي
    فلم يَظْهَرْ ملاكٌ واحدٌ ليقول لي :
    (( ماذا فعلتَ ، هناك ، في الدنيا ؟ ))
    ولم أَسمع هُتَافَ الطيِّبينَ ، ولا
    أَنينَ الخاطئينَ ، أَنا وحيدٌ في البياض ،
    أَنا وحيدُ …

    لاشيء يُوجِعُني على باب القيامةِ .
    لا الزمانُ ولا العواطفُ . لا
    أُحِسُّ بخفَّةِ الأشياء أَو ثِقَلِ
    الهواجس . لم أَجد أَحداً لأسأل :
    أَين (( أَيْني )) الآن ؟ أَين مدينةُ
    الموتى ، وأَين أَنا ؟ فلا عَدَمٌ
    هنا في اللا هنا … في اللازمان ،
    ولا وُجُودُ

    وكأنني قد متُّ قبل الآن …
    أَعرفُ هذه الرؤيا ، وأَعرفُ أَنني
    أَمضي إلى ما لَسْتُ أَعرفُ . رُبَّما
    ما زلتُ حيّاً في مكانٍ ما، وأَعرفُ
    ما أُريدُ …
    سأصيرُ يوماً ما أُريدُ

    سأَصيرُ يوماً فكرةً . لا سَيْفَ يحملُها
    إلى الأرضِ اليبابِ ، ولا كتابَ …
    كأنَّها مَطَرٌ على جَبَلٍ تَصَدَّعَ من
    تَفَتُّح عُشْبَةٍ ،
    لا القُوَّةُ انتصرتْ
    ولا العَدْلُ الشريدُ

    سأَصير يوماً ما أُريدُ

    سأصير يوماً طائراً ، وأَسُلُّ من عَدَمي
    وجودي . كُلَّما احتَرقَ الجناحانِ
    اقتربتُ من الحقيقةِ ، وانبعثتُ من
    الرمادِ . أَنا حوارُ الحالمين ، عَزَفْتُ
    عن جَسَدي وعن نفسي لأُكْمِلَ
    رحلتي الأولى إلى المعنى ، فأَحْرَقَني
    وغاب . أَنا الغيابُ . أَنا السماويُّ
    الطريدُ .

    سأَصير يوماً ما أُريدُ

    سأَصير يوماً كرمةً ،
    فَلْيَعْتَصِرني الصيفُ منذ الآن ،
    وليشربْ نبيذي العابرون على
    ثُرَيَّات المكان السُكَّريِّ !
    أَنا الرسالةُ والرسولُ
    أَنا العناوينُ الصغيرةُ والبريدُ

    سأَصير يوماً ما أُريدُ

    هذا هُوَ اسمُكَ /
    قالتِ امرأةٌ ،
    وغابتْ في مَمَرِّ بياضها .
    هذا هُوَ اسمُكَ ، فاحفظِ اسْمَكَ جَيِّداً !
    لا تختلفْ مَعَهُ على حَرْفٍ
    ولا تَعْبَأْ براياتِ القبائلِ ،
    كُنْ صديقاً لاسمك الأُفُقِيِّ
    جَرِّبْهُ مع الأحياء والموتى
    ودَرِّبْهُ على النُطْق الصحيح برفقة الغرباء
    واكتُبْهُ على إحدى صُخُور الكهف ،
    يااسمي : سوف تكبَرُ حين أَكبَرُ
    سوف تحمِلُني وأَحملُكَ
    الغريبُ أَخُ الغريب
    سنأخُذُ الأُنثى بحرف العِلَّة المنذور للنايات
    يا اسمي: أَين نحن الآن ؟
    قل : ما الآن ، ما الغَدُ ؟
    ما الزمانُ وما المكانُ
    وما القديمُ وما الجديدُ ؟

    سنكون يوماً ما نريدُ

    لا الرحلةُ ابتدأتْ ، ولا الدربُ انتهى
    لم يَبْلُغِ الحكماءُ غربتَهُمْ
    كما لم يَبْلُغ الغرباءُ حكمتَهمْ
    ولم نعرف من الأزهار غيرَ شقائقِ النعمانِ ،
    فلنذهب إلى أَعلى الجداريات :
    أَرضُ قصيدتي خضراءُ ، عاليةُ ،
    كلامُ الله عند الفجر أَرضُ قصيدتي
    وأَنا البعيدُ
    أَنا البعيدُ

    في كُلِّ ريحٍ تَعْبَثُ امرأةٌ بشاعرها
    - خُذِ الجهةَ التي أَهديتني
    الجهةَ التي انكَسَرتْ ،
    وهاتِ أُنوثتي ،
    لم يَبْقَ لي إلاّ التَأمُّلُ في
    تجاعيد البُحَيْرَة . خُذْ غدي عنِّي
    وهاتِ الأمس ، واتركنا معاً
    لا شيءَ ، بعدَكَ ، سوف يرحَلُ
    أَو يَعُودُ

    - وخُذي القصيدةَ إن أَردتِ
    فليس لي فيها سواكِ
    خُذي (( أَنا )) كِ . سأُكْملُ المنفى
    بما تركَتْ يداكِ من الرسائل لليمامِ .
    فأيُّنا منا (( أَنا )) لأكون آخرَها ؟
    ستسقطُ نجمةٌ بين الكتابة والكلامِ
    وتَنْشُرُ الذكرى خواطرها : وُلِدْنا
    في زمان السيف والمزمار بين
    التين والصُبَّار . كان الموتُ أَبطأَ .
    كان أَوْضَح . كان هُدْنَةَ عابرين
    على مَصَبِّ النهر . أَما الآن ،
    فالزرُّ الإلكترونيُّ يعمل وَحْدَهُ . لا
    قاتلٌ يُصْغي إلى قتلى . ولا يتلو
    وصيَّتَهُ شهيدُ

    من أَيِّ ريح جئتِ ؟
    قولي ما اسمُ جُرْحِكِ أَعرفِ
    الطُرُقَ التي سنضيع فيها مَرّتيْنِ !
    وكُلُّ نَبْضٍ فيكِ يُوجعُني ، ويُرْجِعُني
    إلى زَمَنٍ خرافيّ . ويوجعني دمي
    والملحُ يوجعني … ويوجعني الوريدُ

    في الجرّة المكسورةِ انتحبتْ نساءُ
    الساحل السوريّ من طول المسافةِ ،
    واحترقْنَ بشمس آبَ . رأيتُهنَّ على
    طريق النبع قبل ولادتي . وسمعتُ
    صَوْتَ الماء في الفخّار يبكيهنّ :
    عُدْنَ إلى السحابة يرجعِ الزَمَنُ الرغيدُ

    قال الصدى :
    لاشيء يرجعُ غيرُ ماضي الأقوياء
    على مِسلاَّت المدى … [ ذهبيّةٌٌ آثارُهُمْ
    ذهبيّةٌٌ ] ورسائلِ الضعفاءِ للغَدِ ،
    أَعْطِنا خُبْزَ الكفاف ، وحاضراً أَقوى .
    فليس لنا التقمُّصُ والحُلُولُ ولا الخُلُودُ

    قال الصدى :
    وتعبتُ من أَملي العُضَال . تعبتُ
    من شَرَك الجماليّات : ماذا بعد
    بابلَ؟ كُلَّما اتَّضَحَ الطريقُ إلى
    السماء ، وأَسْفَرَ المجهولُ عن هَدَفٍ
    نهائيّ تَفَشَّى النثرُ في الصلوات ،
    وانكسر النشيدُ

    خضراءُ ، أَرضُ قصيدتي خضراءُ عالية ٌ…
    تُطِلُّ عليَّ من بطحاء هاويتي …
    غريبٌ أَنتَ في معناك . يكفي أَن
    تكون هناك ، وحدك ، كي تصيرَ
    قبيلةً…
    غَنَّيْتُ كي أَزِنَ المدى المهدُورَ
    في وَجَع الحمامةِ ،
    لا لأَشْرَحَ ما يقولُ اللهُ للإنسان ،
    لَسْتُ أَنا النبيَّ لأَدَّعي وَحْياً
    وأُعْلِنَ أَنَّ هاويتي صُعُودُ

    وأَنا الغريب بكُلِّ ما أُوتيتُ من
    لُغَتي . ولو أخضعتُ عاطفتي بحرف
    الضاد ، تخضعني بحرف الياء عاطفتي ،
    وللكلمات وَهيَ بعيدةٌ أَرضٌ تُجاوِرُ
    كوكباً أَعلى . وللكلمات وَهيَ قريبةٌ
    منفى . ولا يكفي الكتابُ لكي أَقول :
    وجدتُ نفسي حاضراً مِلْءَ الغياب .
    وكُلَّما فَتَّشْتُ عن نفسي وجدتُ
    الآخرين . وكُلَّما فتَّشْتُ عَنْهُمْ لم
    أَجد فيهم سوى نَفسي الغريبةِ ،
    هل أَنا الفَرْدُ الحُشُودُ ؟

    وأَنا الغريبُ . تَعِبْتُ من ” درب الحليب ”
    إلى الحبيب . تعبتُ من صِفَتي .
    يَضيقُ الشَّكْلُ . يَتّسعُ الكلامُ . أُفيضُ
    عن حاجات مفردتي . وأَنْظُرُ نحو
    نفسي في المرايا :
    هل أَنا هُوَ ؟
    هل أُؤدِّي جَيِّداً دَوْرِي من الفصل
    الأخيرِ ؟
    وهل قرأتُ المسرحيَّةَ قبل هذا العرض ،
    أَم فُرِضَتْ عليَّ ؟
    وهل أَنا هُوَ من يؤدِّي الدَّوْرَ
    أَمْ أَنَّ الضحيَّة غَيَّرتْ أَقوالها
    لتعيش ما بعد الحداثة ، بعدما
    انْحَرَفَ المؤلّفُ عن سياق النصِّ
    وانصرَفَ المُمَثّلُ والشهودُ ؟

    وجلستُ خلف الباب أَنظُرُ :
    هل أَنا هُوَ ؟
    هذه لُغَتي . وهذا الصوت وَخْزُ دمي
    ولكن المؤلِّف آخَرٌ…
    أَنا لستُ مني إن أَتيتُ ولم أَصِلْ
    أَنا لستُ منِّي إن نَطَقْتُ ولم أَقُلْ
    أَنا مَنْ تَقُولُ له الحُروفُ الغامضاتُ :
    اكتُبْ تَكُنْ !
    واقرأْ تَجِدْ !
    وإذا أردْتَ القَوْلَ فافعلْ ، يَتَّحِدْ
    ضدَّاكَ في المعنى …
    وباطِنُكَ الشفيفُ هُوَ القصيدُ

    بَحَّارَةٌ حولي ، ولا ميناء
    أَفرغني الهباءُ من الإشارةِ والعبارةِ ،
    لم أَجد وقتاً لأعرف أَين مَنْزِلَتي ،
    الهُنَيْهةَ ، بين مَنْزِلَتَيْنِ . لم أَسأل
    سؤالي ، بعد ، عن غَبَش التشابُهِ
    بين بابَيْنِ : الخروج أم الدخول …
    ولم أَجِدْ موتاً لأقْتَنِصَ الحياةَ .
    ولم أَجِدْ صوتاً لأَصرخَ : أَيُّها
    الزَمَنُ السريعُ ! خَطَفْتَني مما تقولُ
    لي الحروفُ الغامضاتُ :
    ألواقعيُّ هو الخياليُّ الأَكيدُ

    يا أيها الزَمَنُ الذي لم ينتظِرْ …
    لم يَنْتَظِرْ أَحداً تأخَّر عن ولادتِهِ ،
    دَعِ الماضي جديداً ، فَهْوَ ذكراكَ
    الوحيدةُ بيننا ، أيَّامَ كنا أَصدقاءك ،
    لا ضحايا مركباتك . واترُكِ الماضي
    كما هُوَ ، لا يُقَادُ ولا يَقُودُ

    ورأيتُ ما يتذكَّرُ الموتى وما ينسون …
    هُمْ لا يكبرون ويقرأون الوَقْتَ في
    ساعات أيديهمْ . وَهُمْ لايشعرون
    بموتنا أَبداً ولا بحياتهِمْ . لا شيءَ
    ممَّا كُنْتُ أو سأكونُ . تنحلُّ الضمائرُ
    كُلُّها . ” هو ” في ” أنا ” في ” أَنت ” .
    لا كُلٌّ ولاجُزْءٌ . ولا حيٌّ يقول
    لميِّتٍ : كُنِّي !

    .. وتنحلُّ العناصرُ والمشاعرُ . لا
    أَرى جَسَدي هُنَاكَ ، ولا أُحسُّ
    بعنفوان الموت ، أَو بحياتيَ الأُولى .
    كأنِّي لَسْتُ منّي . مَنْ أَنا ؟ أَأَنا
    الفقيدُ أَم الوليدُ ؟

    الوقْتُ صِفْرٌ . لم أُفكِّر بالولادة
    حين طار الموتُ بي نحو السديم ،
    فلم أكُن حَيّاً ولا مَيْتاً،
    ولا عَدَمٌ هناك ، ولا وُجُودُ

    تقولُ مُمَرِّضتي : أَنتَ أَحسَنُ حالا ً.
    وتحقُنُني بالمُخَدِّر : كُنْ هادئاً
    وجديراً بما سوف تحلُمُ
    عما قليل …

    رأيتُ طبيبي الفرنسيَّ
    يفتح زنزانتي
    ويضربني بالعصا
    يُعَاونُهُ اثنانِ من شُرْطة الضاحيةْ

    رأيتُ أَبي عائداً
    من الحجِّ ، مُغمىً عليه
    مُصَاباً بضربة شمسٍ حجازيّة
    يقول لرفِّ ملائكةٍ حَوْلَهُ :
    أَطفئوني ! …

    رأيتُ شباباً مغاربةً
    يلعبون الكُرَةْ
    ويرمونني بالحجارة : عُدْ بالعبارةِ
    واترُكْ لنا أُمَّنا
    يا أَبانا الذي أخطَأَ المقبرةْ !

    رأيت ” ريني شار ”
    يجلس مع ” هيدغر ”
    على بُعْدِ مترين منِّي ،
    رأيتهما يشربان النبيذَ
    ولا يبحثان عن الشعر …
    كان الحوار شُعَاعاً
    وكان غدٌ عابرٌ ينتظرْ

    رأيتُ رفاقي الثلاثَةَ ينتحبونَ
    وَهُمْ
    يَخيطونَ لي كَفَناً
    بخُيوطِ الذَّهَبْ

    رأيت المعريَّ يطرد نُقَّادَهُ
    من قصيدتِهِ :
    لستُ أَعمى
    لأُبْصِرَ ما تبصرونْ ،
    فإنَّ البصيرةَ نورٌ يؤدِّي
    إلى عَدَمٍ …. أَو جُنُونْ

    رأيتُ بلاداً تعانقُني
    بأَيدٍ صَبَاحيّة : كُنْ
    جديراً برائحة الخبز . كُنْ
    لائقا ً بزهور الرصيفْ
    فما زال تَنُّورُ أُمِّكَ
    مشتعلاً ،
    والتحيَّةُ ساخنةً كالرغيفْ !

    خضراءُ ، أَرضُ قصيدتي خضراءُ . نهرٌ واحدٌ يكفي
    لأهمس للفراشة : آهِ ، يا أُختي ، ونَهْرٌ واحدٌ يكفي لإغواءِ
    الأساطير القديمة بالبقاء على جناح الصَّقْر ، وَهْوَ يُبَدِّلُ
    الراياتِ والقممَ البعيدةَ ، حيث أَنشأتِ الجيوشُ ممالِكَ
    النسيان لي . لاشَعْبَ أَصْغَرُ من قصيدته . ولكنَّ السلاحَ
    يُوَسِّعُ الكلمات للموتى وللأحياء فيها ، والحُرُوفَ تُلَمِّعُ
    السيفَ المُعَلَّقَ في حزام الفجر ، والصحراء تنقُصُ
    بالأغاني ، أَو تزيدُ

    لاعُمْرَ يكفي كي أَشُدَّ نهايتي لبدايتي
    أَخَذَ الرُّعَاةُ حكايتي وتَوَغَّلُوا في العشب فوق مفاتن
    الأنقاض ، وانتصروا على النسيان بالأَبواق والسَّجَع
    المشاع ، وأَورثوني بُحَّةَ الذكرى على حَجَرِ الوداع ، ولم
    يعودوا …

    رَعَويَّةٌ أَيَّامنا رَعَويَّةٌ بين القبيلة والمدينة ، لم أَجد لَيْلاً
    خُصُوصِيّاً لهودجِكِ المُكَلَّلِ بالسراب ، وقلتِ لي :
    ما حاجتي لاسمي بدونكَ ؟ نادني ، فأنا خلقتُكَ
    عندما سَمَّيْتَني ، وقتلتَني حين امتلكتَ الاسمَ …
    كيف قتلتَني ؟ وأَنا غريبةُ كُلِّ هذا الليل ، أَدْخِلْني
    إلى غابات شهوتك ، احتضنِّي واعْتَصِرْني ،
    واسفُك العَسَلَ الزفافيَّ النقيَّ على قفير النحل .
    بعثرني بما ملكتْ يداك من الرياح ولُمَّني .
    فالليل يُسْلِمُ روحَهُ لك يا غريبُ ، ولن تراني نجمةٌ
    إلاّ وتعرف أَنَّ عائلتي ستقتلني بماء اللازوردِ ،
    فهاتِني ليكونَ لي - وأَنا أُحطِّمُ جَرَّتي بيديَّ -
    حاضِريَ السعيدُ

    - هل قُلْتَ لي شيئاً يُغَيِّر لي سبيلي ؟
    - لم أَقُلْ . كانت حياتي خارجي
    أَنا مَنْ يُحَدِّثُ نفسَهُ :
    وَقَعَتْ مُعَلَّقتي الأَخيرةُ عن نخيلي
    وأَنا المُسَافِرُ داخلي
    وأَنا المُحَاصَرُ بالثنائياتِ ،
    لكنَّ الحياة جديرَةٌ بغموضها
    وبطائرِ الدوريِّ …
    لم أُولَدْ لأَعرفَ أَنني سأموتُ ، بل لأُحبَّ محتوياتِ ظلِّ
    اللهِ
    يأخُذُني الجمالُ إلى الجميلِ
    وأُحبُّ حُبَّك ، هكذا متحرراً من ذاتِهِ وصفاتِهِ
    وأِنا بديلي …

    أَنا من يُحَدِّثُ نَفْسَهُ :
    مِنْ أَصغر الأشياءِ تُولَدُ أكبرُ الأفكار
    والإيقاعُ لا يأتي من الكلمات ،
    بل مِنْ وحدة الجَسَدَيْنِ
    في ليلٍ طويلٍ …

    أَنا مَنْ يحدِّثُ نَفْسَهُ
    ويروِّضُ الذكرى … أَأَنتِ أَنا ؟
    وثالثُنا يرفرف بيننا ” لا تَنْسَيَاني دائماً ”
    يا مَوْتَنا ! خُذْنَا إليكَ على طريقتنا ، فقد نتعلَّمُ الإشراق …
    لا شَمْسٌ ولا قَمَرٌ عليَّ
    تركتُ ظلِّي عالقاً بغصون عَوْسَجَةٍ
    فخفَّ بِيَ المكانُ
    وطار بي روحي الشَّرُودُ

    أَنا مَنْ يحدِّثُ نفسَهُ :
    يا بنتُ : ما فَعَلَتْ بكِ الأشواقُ ؟
    إن الريح تصقُلُنا وتحملنا كرائحة الخريفِ ،
    نضجتِ يا امرأتي على عُكَّازَتيَّ ،
    بوسعك الآن الذهابُ على ” طريق دمشق ”
    واثقةً من الرؤيا . مَلاَكٌ حارسٌ
    وحمامتان ترفرفان على بقيَّة عمرنا ، والأرضُ عيدُ …

    الأرضُ عيدُ الخاسرين [ ونحن منهُمْ ]
    نحن من أَثَرِ النشيد الملحميِّ على المكان ، كريشةِ النَّسْرِ
    العجوز خيامُنا في الريح . كُنَّا طيِّبين وزاهدين بلا تعاليم
    المسيح . ولم نكُنْ أَقوى من الأعشابِ إلاّ في ختام
    الصَيْفِ ،
    أَنتِ حقيقتي ، وأَنا سؤالُكِ
    لم نَرِثْ شيئاً سوى اسْميْنَا
    وأَنتِ حديقتي ، وأَنا ظلالُكِ
    عند مفترق النشيد الملحميِّ …
    ولم نشارك في تدابير الإلهات اللواتي كُنَّ يبدأن النشيد
    بسحرهنَّ وكيدهنَّ . وكُنَّ يَحْمِلْنَ المكانَ على قُرُون
    الوعل من زَمَنِ المكان إلى زمان آخرٍ …

    كنا طبيعيِّين لو كانت نجومُ سمائنا أَعلى قليلاً من
    حجارة بئرنا ، والأَنبياءُ أَقلَّ إلحاحاً ، فلم يسمع مدائحَنا
    الجُنُودُ …

    خضراءُ ، أرضُ قصيدتي خضراءُ
    يحملُها الغنائيّون من زَمَنٍ إلى زَمَنٍ كما هِيَ في
    خُصُوبتها .
    ولي منها : تأمُّلُ نَرْجسٍ في ماء صُورَتِهِ
    ولي منها وُضُوحُ الظلِّ في المترادفات
    ودقَّةُ المعنى …
    ولي منها : التَّشَابُهُ في كلام الأَنبياءِ
    على سُطُوح الليلِ
    لي منها : حمارُ الحكمةِ المنسيُّ فوق التلِّ
    يسخَرُ من خُرافتها وواقعها …
    ولي منها : احتقانُ الرمز بالأضدادِ
    لا التجسيدُ يُرجِعُها من الذكرى
    ولا التجريدُ يرفَعُها إلى الإشراقة الكبرى
    ولي منها : ” أَنا ” الأُخرى
    تُدَوِّنُ في مُفَكِّرَة الغنائيِّين يوميَّاتها :
    (( إن كان هذا الحُلْمُ لا يكفي
    فلي سَهَرٌ بطوليٌّ على بوابة المنفى … ))
    ولي منها : صَدَى لُغتي على الجدران
    يكشِطُ مِلْحَهَا البحريَّ
    حين يخونني قَلْبٌ لَدُودُ …

    أَعلى من الأَغوار كانت حكمتي
    إذ قلتُ للشيطان : لا . لا تَمْتَحِنِّي !
    لا تَضَعْني في الثُّنَائيّات ، واتركني
    كما أَنا زاهداً برواية العهد القديم
    وصاعداً نحو السماء ، هُنَاكَ مملكتي
    خُذِ التاريخَ ، يا ابنَ أَبي ، خُذِ
    التاريخَ … واصنَعْ بالغرائز ما تريدُ

    وَلِيَ السكينةُ . حَبَّةُ القمح الصغيرةُ
    سوف تكفينا ، أَنا وأَخي العَدُوّ ،
    فساعتي لم تَأْتِ بَعْدُ . ولم يَحِنْ
    وقتُ الحصاد . عليَّ أَن أَلِجَ الغيابَ
    وأَن أُصدِّقَ أوَّلاً قلبي وأتبعَهُ إلى
    قانا الجليل . وساعتي لم تأتِ بَعْدُ .
    لَعَلَّ شيئاً فيَّ ينبُذُني . لعلِّي واحدٌ
    غيري . فلم تنضج كُرومُ التين حول
    ملابس الفتيات بَعْدُ . ولم تَلِدْني
    ريشةُ العنقاء . لا أَحَدٌ هنالك
    في انتظاري . جئْتُ قبل ، وجئتُ
    بعد ، فلم أَجد أحداً يُصَدِّق ما
    أرى . أنا مَنْ رأى . وأَنا البعيدُ
    أَنا البعيدُ

    مَنْ أَنتَ ، يا أَنا ؟ في الطريقِ
    اثنانِ نَحْنُ ، وفي القيامة واحدٌ .
    خُذْني إلى ضوء التلاشي كي أَرى
    صَيْرُورتي في صُورَتي الأُخرى . فَمَنْ
    سأكون بعدَكَ ، يا أَنا ؟ جَسَدي
    ورائي أم أَمامَكَ ؟ مَنْ أَنا يا
    أَنت ؟ كَوِّنِّي كما كَوَّنْتُكَ ، ادْهَنِّي
    بزيت اللوز ، كَلِّلني بتاج الأرز .
    واحملني من الوادي إلى أَبديّةٍ
    بيضاءَ . عَلِّمني الحياةَ على طريقتِكَ ،
    اختَبِرْني ذَرَّةً في العالم العُلْوِيِّ .
    ساعِدْني على ضَجَر الخلود ، وكُنْ
    رحيماً حين تجرحني وتبزغ من
    شراييني الورودُ …

    لم تـأت سـاعـتُنا . فـلا رُسُـلٌ يَـقِـيـسُـونَ
    الزمانَ بقبضة العشب الأخير . هل استدار ؟ ولا ملائكةٌ
    يزورون المكانَ ليتركَ الشعراءُ ماضِيَهُمْ على الشَّفَق
    الجميل ، ويفتحوا غَدَهُمْ بأيديهمْ .
    فغنِّي يا إلهتيَ الأثيرةَ ، ياعناةُ ،
    قصيدتي الأُولى عن التكوين ثانيةً …
    فقد يجدُ الرُّوَاةُ شهادةَ الميلاد
    للصفصاف في حَجَرٍ خريفيّ . وقد يجدُ
    الرعاةُ البئرَ في أَعماق أُغنية . وقد
    تأتي الحياةُ فجاءةً للعازفين عن
    المعاني من جناح فراشةٍ عَلِقَتْ
    بقافيةٍ ، فغنِّي يا إلهتيَ الأَثيرةَ
    يا عناةُ ، أَنا الطريدةُ والسهامُ ،
    أَنا الكلامُ . أَنا المؤبِّنُ والمؤذِّنُ
    والشهيدُ

    ما قلتُ للطَّلَلِ : الوداع . فلم أَكُنْ
    ما كُنْتُ إلاّ مَرَّةً . ما كُنْتُ إلاّ
    مرَّةً تكفي لأَعرف كيف ينكسرُ الزمانُ
    كخيمة البدويِّ في ريح الشمال ،
    وكيف يَنْفَطِرُ المكانُ ويرتدي الماضي
    نُثَارَ المعبد المهجور . يُشبهُني كثيراً
    كُلُّ ما حولي ، ولم أُشْبِهْ هنا
    شيئاً . كأنَّ الأرض ضَيِّقَةٌ على
    المرضى الغنائيِّين ، أَحفادِ الشياطين
    المساكين المجانين الذين إذا رأوا
    حُلْماً جميلاً لَقَّنُوا الببغاءَ شِعْر
    الحب ، وانفتَحتْ أَمامَهُمُ الحُدُودُ …

    وأُريدُ أُن أُحيا …
    فلي عَمَلٌ على ظهر السفينة . لا
    لأُنقذ طائراً من جوعنا أَو من
    دُوَارِ البحر ، بل لأُشاهِدَ الطُوفانَ
    عن كَثَبٍ : وماذا بعد ؟ ماذا
    يفعَلُ الناجونَ بالأرض العتيقة ؟
    هل يُعيدونَ الحكايةَ ؟ ما البدايةُ ؟
    ما النهايةُ ؟ لم يعد أَحَدٌ من
    الموتى ليخبرنا الحقيقة … /
    أَيُّها الموتُ انتظرني خارج الأرض ،
    انتظرني في بلادِكَ ، ريثما أُنهي
    حديثاً عابراً مَعَ ما تبقَّى من حياتي
    قرب خيمتكَ ، انتظِرْني ريثما أُنهي
    قراءةَ طَرْفَةَ بنِ العَبْد . يُغْريني
    الوجوديّون باستنزاف كُلِّ هُنَيْهَةٍ
    حريةً ، وعدالةً ، ونبيذَ آلهةٍ … /
    فيا مَوْتُ ! انتظرني ريثما أُنهي
    تدابيرَ الجنازة في الربيع الهَشّ ،
    حيث وُلدتُ ، حيث سأمنع الخطباء
    من تكرار ما قالوا عن البلد الحزين
    وعن صُمُود التينِ والزيتونِ في وجه
    الزمان وجيشِهِ . سأقول : صُبُّوني
    بحرف النون ، حيث تَعُبُّ روحي
    سورةُ الرحمن في القرآن . وامشوا
    صامتين معي على خطوات أَجدادي
    ووقع الناي في أَزلي . ولا
    تَضَعُوا على قبري البنفسجَ ، فَهْوَ
    زَهْرُ المُحْبَطين يُذَكِّرُ الموتى بموت
    الحُبِّ قبل أَوانِهِ . وَضَعُوا على
    التابوتِ سَبْعَ سنابلٍ خضراءَ إنْ
    وُجِدَتْ ، وبَعْضَ شقائقِ النُعْمانِ إنْ
    وُجِدَتْ . وإلاّ ، فاتركوا وَرْدَ
    الكنائس للكنائس والعرائس /
    أَيُّها الموت انتظر ! حتى أُعِدَّ
    حقيبتي : فرشاةَ أسناني ، وصابوني
    وماكنة الحلاقةِ ، والكولونيا ، والثيابَ .
    هل المناخُ هُنَاكَ مُعْتَدِلٌ ؟ وهل
    تتبدَّلُ الأحوالُ في الأبدية البيضاء ،
    أم تبقى كما هِي في الخريف وفي
    الشتاء ؟ وهل كتابٌ واحدٌ يكفي
    لِتَسْلِيَتي مع اللاَّ وقتِ ، أمْ أَحتاجُ
    مكتبةً ؟ وما لُغَةُ الحديث هناك ،
    دارجةٌ لكُلِّ الناس أَم عربيّةٌ
    فُصْحى/

    .. ويا مَوْتُ انتظرْ ، ياموتُ ،
    حتى أستعيدَ صفاءَ ذِهْني في الربيع
    وصحّتي ، لتكون صيَّاداً شريفاً لا
    يَصيدُ الظَّبْيَ قرب النبع . فلتكنِ العلاقةُ
    بيننا وُدّيَّةً وصريحةً : لَكَ أنَتَ
    مالَكَ من حياتي حين أَملأُها ..
    ولي منك التأمُّلُ في الكواكب :
    لم يَمُتْ أَحَدٌ تماماً ، تلك أَرواحٌ
    تغيِّر شَكْلَها ومُقَامَها /
    يا موت ! ياظلِّي الذي
    سيقودُني ، يا ثالثَ الاثنين ، يا
    لَوْنَ التردُّد في الزُمُرُّد والزَّبَرْجَدِ ،
    يا دَمَ الطاووس ، يا قَنَّاصَ قلب
    الذئب ، يا مَرَض الخيال ! اجلسْ
    على الكرسيّ ! ضَعْ أَدواتِ صيدكَ
    تحت نافذتي . وعلِّقْ فوق باب البيت
    سلسلةَ المفاتيح الثقيلةَ ! لا تُحَدِّقْ
    يا قويُّ إلى شراييني لترصُدَ نُقْطَةَ
    الضعف الأَخيرةَ . أَنتَ أَقوى من
    نظام الطبّ . أَقوى من جهاز
    تَنَفُّسي . أَقوى من العَسَلِ القويّ ،
    ولَسْتَ محتاجاً - لتقتلني - إلى مَرَضي .
    فكُنْ أَسْمَى من الحشرات . كُنْ مَنْ
    أَنتَ ، شفَّافاً بريداً واضحاً للغيب .
    كن كالحُبِّ عاصفةً على شجر ، ولا
    تجلس على العتبات كالشحَّاذ أو جابي
    الضرائبِ . لا تكن شُرطيّ سَيْرٍ في
    الشوارع . كن قويّاً ، ناصعَ الفولاذ ، واخلَعْ عنك أَقنعةَ
    الثعالب . كُنْ
    فروسياً ، بهياً ، كامل الضربات . قُلْ
    ماشئْتَ : (( من معنى إلى معنى
    أَجيءُ . هِيَ الحياةُ سُيُولَةٌ ، وأَنا
    أكثِّفُها ، أُعرِّفُها بسُلْطاني وميزاني )) .. /
    ويامَوْتُ انتظرْ ، واجلس على
    الكرسيّ . خُذْ كأسَ النبيذ ، ولا
    تفاوِضْني ، فمثلُكَ لا يُفاوِضُ أَيَّ
    إنسانٍ ، ومثلي لا يعارضُ خادمَ
    الغيبِ . استرح … فَلَرُبَّما أُنْهِكْتَ هذا
    اليوم من حرب النجوم . فمن أَنا
    لتزورني ؟ أَلَدَيْكَ وَقْتٌ لاختبار
    قصيدتي . لا . ليس هذا الشأنُ
    شأنَكَ . أَنت مسؤولٌ عن الطينيِّ في
    البشريِّ ، لا عن فِعْلِهِ أو قَوْلِهِ /
    هَزَمَتْكَ يا موتُ الفنونُ جميعُها .
    هزمتك يا موتُ الأغاني في بلاد
    الرافدين . مِسَلَّةُ المصريّ ، مقبرةُ الفراعنةِ ،
    النقوشُ على حجارة معبدٍ هَزَمَتْكَ
    وانتصرتْ ، وأِفْلَتَ من كمائنك
    الخُلُودُ …
    فاصنع بنا ، واصنع بنفسك ما تريدُ

    وأَنا أُريدُ ، أريدُ أَن أَحيا …
    فلي عَمَلٌ على جغرافيا البركان .
    من أَيام لوط إلى قيامة هيروشيما
    واليبابُ هو اليبابُ . كأنني أَحيا
    هنا أَبداً ، وبي شَبَقٌ إلى ما لست
    أَعرف . قد يكون ” الآن ” أَبعَدَ .
    قد يكونُ الأمس أَقربَ . والغَدُ الماضي .
    ولكني أَشدُّ ” الآن ” من يَدِهِ ليعبُرَ
    قربيَ التاريخُ ، لا الزَّمَنُ المُدَوَّرُ ،
    مثل فوضى الماعز الجبليِّ . هل
    أنجو غداً من سرعة الوقت الإلكترونيّ ،
    أَم أَنجو غداً من بُطْء قافلتي
    على الصحراء؟ لي عَمَلٌ لآخرتي
    كأني لن أَعيش غداً. ولي عَمَلٌ ليومٍ
    حاضرٍ أَبداً . لذا أُصغي ، على مَهَلٍ
    على مَهَل ، لصوت النمل في قلبي :
    أعينوني على جَلَدي . وأَسمع صَرْخَةَ
    الحَجَر الأسيرةَ : حَرِّروا جسدي . وأُبصرُ
    في الكمنجة هجرةَ الأشواق من بَلَدٍ
    تُرَابيّ إلى بَلَدٍ سماويّ . وأَقبضُ في
    يد الأُنثى على أَبَدِي الأليفِ : خُلِقتُ
    ثم عَشِقْتُ ، ثم زهقت ، ثم أَفقتُ
    في عُشْبٍ على قبري يدلُّ عليَّ من
    حينٍ إلى حينٍ . فما نَفْعُ الربيع
    السمح إن لم يُؤْنِس الموتى ويُكْمِلْ
    بعدهُمْ فَرَحَ الحياةِ ونَضْرةَ النسيان ؟
    تلك طريقةٌ في فكِّ لغز الشعرِ ،
    شعري العاطفيّ على الأَقلِّ . وما
    المنامُ سوى طريقنا الوحيدة في الكلام /
    وأَيُّها الموتُ التَبِسْ واجلسْ
    على بلَّوْرِ أَيامي ، كأنَّكَ واحدٌ من
    أَصدقائي الدائمين ، كأنَّكَ المنفيُّ بين
    الكائنات . ووحدك المنفيُّ . لا تحيا
    حياتَكَ . ما حياتُكَ غير موتي . لا
    تعيش ولا تموت . وتخطف الأطفالَ
    من عَطَشِ الحليب إلى الحليب . ولم
    تكن طفلاً تهزُّ له الحساسينُ السريرَ ،
    ولم يداعِبْكَ الملائكةُ الصغارُ ولا
    قُرونُ الأيِّل الساهي ، كما فَعَلَتْ لنا
    نحن الضيوفَ على الفراشة . وحدك
    المنفيُّ ، يا مسكين ، لا امرأةٌ تَضُمُّك
    بين نهديها ، ولا امرأةٌ تقاسِمُك
    الحنين إلى اقتصاد الليل باللفظ الإباحيِّ
    المرادفِ لاختلاط الأرض فينا بالسماءِ .
    ولم تَلِدْ وَلَداً يجيئك ضارعاً : أَبتي ،
    أُحبُّكَ . وحدك المنفيُّ ، يا مَلِكَ
    الملوك ، ولا مديحَ لصولجانكَ . لا
    صُقُورَ على حصانك . لا لآلئَ حول
    تاجك . أَيُّها العاري من الرايات
    والبُوق المُقَدَّسِ ! كيف تمشي هكذا
    من دون حُرَّاسٍ وجَوْقَةِ منشدين ،
    كَمِشْيَة اللصِّ الجبان . وأَنتَ مَنْ
    أَنتَ ، المُعَظَّمُ ، عاهلُ الموتى ، القويُّ ،
    وقائدُ الجيش الأَشوريِّ العنيدُ
    فاصنع بنا ، واصنع بنفسك ما تريدُ

    وأَنا أُريدُ ، أُريد أَن أَحيا ، وأَن
    أَنساك …. أَن أَنسى علاقتنا الطويلة
    لا لشيءٍ ، بل لأَقرأ ما تُدَوِّنُهُ
    السماواتُ البعيدةُ من رسائلَ . كُلَّما
    أَعددتُ نفسي لا نتظار قدومِكَ
    ازددتَ ابتعاداً . كلما قلتُ : ابتعدْ
    عني لأُكمل دَوْرَةَ الجَسَدَيْنِ ، في جَسَدٍ
    يفيضُ ، ظهرتَ ما بيني وبيني
    ساخراً : ” لا تَنْسَ مَوْعِدَنا … ”
    - متى ؟ - في ذِرْوَة النسيان
    حين تُصَدِّقُ الدنيا وتعبُدُ خاشعاً
    خَشَبَ الهياكل والرسومَ على جدار الكهف ،
    حيث تقول : ” آثاري أَنا وأَنا ابنُ نفسي ” . - أَين موعدُنا ؟
    أَتأذن لي بأن أَختار مقهىً عند
    باب البحر ؟ - لا …. لا تَقْتَرِبْ
    يا ابنَ الخطيئةِ ، يا ابن آدمَ من
    حدود الله ! لم تُولَدْ لتسأل ، بل
    لتعمل …. - كُن صديقاً طَيِّباً يا
    موت ! كُنْ معنىً ثقافياً لأُدرك
    كُنْهَ حكمتِكَ الخبيئةِ ! رُبَّما أَسْرَعْتَ
    في تعليم قابيلَ الرمايةَ . رُبَّما
    أَبطأتَ في تدريب أَيُّوبٍ على
    الصبر الطويل . وربما أَسْرَجْتَ لي
    فَرَسا ً لتقتُلَني على فَرَسي . كأني
    عندما أَتذكَّرُ النسيانَ تُنقِذُ حاضري
    لُغَتي . كأني حاضرٌ أَبداً . كأني
    طائر أَبداً . كأني مُذْ عرفتُكَ
    أَدمنتْ لُغَتي هَشَاشَتَها على عرباتك
    البيضاءِ ، أَعلى من غيوم النوم ،
    أَعلى عندما يتحرَّرُ الإحساس من عبء
    العناصر كُلّها . فأنا وأَنتَ على طريق
    الله صوفيَّانِ محكومان بالرؤيا ولا يَرَيَان /
    عُدْ يا مَوْتُ وحدَكَ سالماً ،
    فأنا طليق ههنا في لا هنا
    أو لا هناك . وَعُدْ إلى منفاك
    وحدك . عُدْ إلى أدوات صيدك ،
    وانتظرني عند باب البحر . هَيِّئ لي
    نبيذاً أَحمراً للاحتفال بعودتي لِعِيادَةِ
    الأرضِ المريضة . لا تكن فظّا ً غليظ
    القلب ! لن آتي لأَسخر منك ، أَو
    أَمشي على ماء البُحَيْرَة في شمال
    الروح . لكنِّي - وقد أَغويتَني - أَهملتُ
    خاتمةَ القصيدةِ : لم أَزفَّ إلى أَبي
    أُمِّي على فَرَسي . تركتُ الباب مفتوحاً
    لأندلُسِ الغنائيِّين ، واخترتُ الوقوفَ
    على سياج اللوز والرُمَّان ، أَنفُضُ
    عن عباءة جدِّيَ العالي خُيُوطَ
    العنكبوت . وكان جَيْشٌ أَجنبيٌّ يعبر
    الطُرُقَ القديمةَ ذاتها ، ويَقِيسُ أَبعادَ
    الزمان بآلة الحرب القديمة ذاتها … /

    يا موت ، هل هذا هو التاريخُ ،
    صِنْوُكَ أَو عَدُوُّك ، صاعداً ما بين
    هاويتين ؟ قد تبني الحمامة عُشَّها
    وتبيضُ في خُوَذ الحديد . وربما ينمو
    نباتُ الشِّيحِ في عَجَلاتِ مَرْكَبَةٍ مُحَطَّمةٍ .
    فماذا يفعل التاريخُ ، صنوُكَ أو عَدُوُّكَ ،
    بالطبيعة عندما تتزوَّجُ الأرضَ السماءُ
    وتذرفُ المَطَرَ المُقَدَّسَ ؟ /

    أَيها الموت ، انتظرني عند باب
    البحر في مقهى الرومانسيِّين . لم
    أَرجِعْ وقد طاشَتْ سهامُكَ مَرَّةً
    إلاّ لأُودِعَ داخلي في خارجي ،
    وأُوزِّعَ القمح الذي امتلأتْ به رُوحي
    على الشحرور حطَّ على يديَّ وكاهلي ،
    وأُودِّعَ الأرضَ التي تمتصُّني ملحاً ، وتنثرني
    حشيشاً للحصان وللغزالة . فانتظرني
    ريثما أُنهي زيارتي القصيرة للمكان وللزمان ،
    ولا تُصَدِّقْني أَعودُ ولا أَعودُ
    وأَقول : شكراً للحياة !
    ولم أكن حَيّاً ولا مَيْتاً
    ووحدك ، كنتَ وحدك ، يا وحيدُ !

    تقولُ مُمَرِّضتي : كُنْتَ تهذي
    كثيراً ، وتصرخُ : يا قلبُ !
    يا قَلْبُ ! خُذْني
    إلى دَوْرَة الماءِ …/

    ما قيمةُ الروح إن كان جسمي
    مريضاً ، ولا يستطيعُ القيامَ
    بواجبه الأوليِّ ؟
    فيا قلبُ ، يا قلبُ أَرجعْ خُطَايَ
    إليَّ ، لأَمشي إلى دورة الماء
    وحدي !

    نسيتُ ذراعيَّ ، ساقيَّ ، والركبتين
    وتُفَّاحةَ الجاذبيَّةْ
    نسيتُ وظيفةَ قلبي
    وبستانَ حوَّاءَ في أَوَّل الأبديَّةْ
    نسيتُ وظيفةَ عضوي الصغير
    نسيتُ التنفُّسَ من رئتيّ .
    نسيتُ الكلام
    أَخاف على لغتي
    فاتركوا كُلَّّ شيء على حالِهِ
    وأَعيدوا الحياة إلى لُغَتي !..

    تقول مُمَرِّضتي : كُنْتَ تهذي
    كثيراً ، وتصرخ بي قائلا ً :
    لا أُريدُ الرجوعَ إلى أَحَدِ
    لا أُريدُ الرجوعَ إلى بلدِ
    بعد هذا الغياب ألطويل …
    أُريدُ الرجوعَ فَقَطْ
    إلى لغتي في أقاصي الهديل

    تقولُ مُمَرِّضتي :
    كُنْتَ تهذي طويلا ً ، وتسألني :
    هل الموتُ ما تفعلين بي الآنَ
    أَم هُوَ مَوْتُ اللُغَةْ ؟

    خضراءُ ، أَرضُ قصيدتي خضراءُ ، عاليةٌ …
    على مَهَلٍ أُدوِّنُها ، على مَهَلٍ ، على
    وزن النوارس في كتاب الماءِ . أَكتُبُها
    وأُورِثُها لمنْ يتساءلون : لمنْ نُغَنِّي
    حين تنتشرُ المُلُوحَةُ في الندى ؟ …
    خضراءُ ، أكتُبُها على نَثْرِ السنابل في
    كتاب الحقلِ ، قَوَّسَها امتلاءٌ شاحبٌ
    فيها وفيَّ . وكُلَّما صادَقْتُ أَو
    آخَيْتُ سُنْبُلةً تَعَلَّمْتُ البقاءَ من
    الفَنَاء وضدَّه : (( أَنا حَبَّةُ القمح
    التي ماتت لكي تَخْضَرَّ ثانيةً . وفي
    موتي حياةٌ ما … ))

    كأني لا كأنّي
    لم يمت أَحَدٌ هناك نيابةً عني .
    فماذا يحفظُ الموتى من الكلمات غيرَ
    الشُّكْرِ : ” إنَّ الله يرحَمُنا ” …
    ويُؤْنِسُني تذكُّرُ ما نَسِيتُ مِنَ
    البلاغة : ” لم أَلِدْ وَلَدا ً ليحمل مَوْتَ
    والِدِهِ ” …
    وآثَرْتُ الزواجَ الحُرَّ بين المُفْرَدات ….
    سَتَعْثُرُ الأُنثى على الذَّّكَر المُلائِمِ
    في جُنُوح الشعر نحو النثر ….
    سوف تشُّبُّ أَعضائي على جُمَّيزَةٍ ،
    ويصُبُّ قلبي ماءَهُ الأَرضيَّ في
    أَحَدِ الكواكب … مَنْ أَنا في الموت
    بعدي ؟ مَنْ أَنا في الموت قبلي
    قال طيفٌ هامشيٌّ : (( كان أوزيريسُ
    مثْلَكَ ، كان مثلي . وابنُ مَرْيَمَ
    كان مثلَكَ ، كان مثلي . بَيْدَ أَنَّ
    الجُرْحَ في الوقت المناسب يُوجِعُ
    العَدَمَ المريضَ ، ويَرْفَعُ الموتَ المؤقَّّتَ
    فكرةً … )).
    من أَين تأتي الشاعريَّةُ ؟ من
    ذكاء القلب ، أَمْ من فِطْرة الإحساس
    بالمجهول ؟ أَمْ من وردةٍ حمراءَ
    في الصحراء ؟ لا الشخصيُّ شخصيُّ
    ولا الكونيُّ كونيٌّ …

    كأني لا كأني …/
    كلما أَصغيتُ للقلب امتلأتُ
    بما يقول الغَيْبُ ، وارتفعتْ بِيَ
    الأشجارُ . من حُلْم إلى حُلْمٍ
    أَطيرُ وليس لي هَدَفٌ أَخيرٌ .
    كُنْتُ أُولَدُ منذ آلاف السنين
    الشاعريَّةِ في ظلامٍ أَبيض الكتّان
    لم أَعرف تماماً مَنْ أَنا فينا ومن
    حُلْمي . أَنا حُلْمي
    كأني لا كأني …
    لم تَكُنْ لُغَتي تُودِّعُ نَبْرها الرعويَّ
    إلاّ في الرحيل إلى الشمال . كلابُنا
    هَدَأَتْ . وماعِزُنا توشَّح بالضباب على
    التلال . وشجَّ سَهْمٌ طائش وَجْهَ
    اليقين . تعبتُ من لغتي تقول ولا
    تقولُ على ظهور الخيل ماذا يصنعُ
    الماضي بأيَّامِ امرئ القيس المُوَزَّعِ
    بين قافيةٍ وقَيْصَرَ …/
    كُلَّما يَمَّمْتُ وجهي شَطْرَ آلهتي ،
    هنالك ، في بلاد الأرجوان أَضاءني
    قَمَرٌ تُطَوِّقُهُ عناةُ ، عناةُ سيِّدَةُ
    الكِنايةِ في الحكايةِ . لم تكن تبكي على
    أَحَدِ ، ولكنْ من مَفَاتِنِها بَكَتْ :
    هَلْ كُلُّ هذا السحرِ لي وحدي
    أَما من شاعرٍ عندي
    يُقَاسِمُني فَرَاغَ التَخْتِ في مجدي ؟
    ويقطفُ من سياج أُنوثتي
    ما فاض من وردي ؟
    أَما من شاعر يُغْوي
    حليبَ الليل في نهدي ؟
    أَنا الأولى
    أَنا الأخرى
    وحدِّي زاد عن حدِّي
    وبعدي تركُضُ الغِزلانُ في الكلمات
    لا قبلي … ولا بعدي /

    سأحلُمُ ، لا لأُصْلِحَ مركباتِ الريحِ
    أَو عَطَباً أَصابَ الروحَ
    فالأسطورةُ اتَّخَذَتْ مكانَتَها / المكيدةَ
    في سياق الواقعيّ . وليس في وُسْعِ القصيدة
    أَن تُغَيِّرَ ماضياً يمضي ولا يمضي
    ولا أَنْ تُوقِفَ الزلزالَ
    لكني سأحلُمُ ،
    رُبَّما اتسَعَتْ بلادٌ لي ، كما أَنا
    واحداً من أَهل هذا البحر ،
    كفَّ عن السؤال الصعب : (( مَنْ أَنا ؟ …
    هاهنا ؟ أَأَنا ابنُ أُمي ؟ ))
    لا تساوِرُني الشكوكُ ولا يحاصرني
    الرعاةُ أو الملوكُ . وحاضري كغدي معي .
    ومعي مُفَكِّرتي الصغيرةُ : كُلَّما حَكَّ
    السحابةَ طائرٌ دَوَّنتُ : فَكَّ الحُلْمُ
    أَجنحتي . أنا أَيضاً أطيرُ . فَكُلُّ
    حيّ طائرٌ . وأَنا أَنا ، لا شيءَ
    آخَرَ /

    واحدٌ من أَهل هذا السهل …
    في عيد الشعير أَزورُ أطلالي
    البهيَّة مثل وَشْم في الهُوِيَّةِ .
    لا تبدِّدُها الرياحُ ولا تُؤبِّدُها … /
    وفي عيد الكروم أَعُبُّ كأساً
    من نبيذ الباعة المتجوِّلينَ … خفيفةٌ
    روحي ، وجسمي مُثْقَلٌ بالذكريات وبالمكان /
    وفي الربيع ، أكونُ خاطرةً لسائحةٍ
    ستكتُبُ في بطاقات البريد : (( على
    يسار المسرح المهجور سَوْسَنَةٌ وشَخْصٌ
    غامضٌ . وعلى اليمين مدينةٌ عصريَّةٌ )) /

    وأَنا أَنا ، لا شيء آخَرَ …
    لَسْتُ من أَتباع روما الساهرينَ
    على دروب الملحِ . لكنِّي أسَدِّدُ نِسْبَةً
    مئويَّةً من ملح خبزي مُرْغَماً ، وأَقول
    للتاريخ : زَيِّنْ شاحناتِكَ بالعبيد وبالملوك الصاغرينَ ، ومُرَّ
    … لا أَحَدٌ يقول
    الآن : لا .

    وأَنا أَنا ، لا شيء آخر
    واحدٌ من أَهل هذا الليل . أَحلُمُ
    بالصعود على حصاني فَوْقَ ، فَوْقَ …
    لأَتبع اليُنْبُوعَ خلف التلِّ
    فاصمُدْ يا حصاني . لم نَعُدْ في الريح مُخْتَلِفَيْنِ

    أَنتَ فُتُوَّتي وأَنا خيالُكَ . فانتصِبْ
    أَلِفاً ، وصُكَّ البرقَ . حُكَّ بحافر
    الشهوات أَوعيةَ الصَدَى . واصعَدْ ،
    تَجَدَّدْ ، وانتصبْ أَلفاً ، توتَّرْ يا
    حصاني وانتصبْ ألفا ً ، ولا تسقُطْ
    عن السفح الأَخير كرايةٍ مهجورةٍ في
    الأَبجديَّة . لم نَعُدْ في الريح مُخْتَلِفَيْنِ ،
    أَنت تَعِلَّتي وأَنا مجازُكَ خارج الركب
    المُرَوَّضِ كالمصائرِ . فاندفِعْ واحفُرْ زماني
    في مكاني يا حصاني . فالمكانُ هُوَ
    الطريق ، ولا طريقَ على الطريق سواكَ
    تنتعلُ الرياحَ . أَُضئْ نُجوماً في السراب !
    أَضئْ غيوماً في الغياب ، وكُنْ أَخي
    ودليلَ برقي يا حصاني . لا تَمُتْ
    قبلي ولا بعدي عَلى السفح الأخير
    ولا معي . حَدِّقْ إلى سيَّارة الإسعافِ
    والموتى … لعلِّي لم أَزل حيّاً /

    سأَحلُمُ ، لا لأُصْلِحَ أَيَّ معنىً خارجي .
    بل كي أُرمِّمَ داخلي المهجورَ من أَثر
    الجفاف العاطفيِّ . حفظتُ قلبي كُلَّهُ
    عن ظهر قلبٍ : لم يَعُدْ مُتَطفِّلاً
    ومُدَلّلاً . تَكْفيهِ حَبَّةُ ” أَسبرين ” لكي
    يلينَ ويستكينَ . كأنَّهُ جاري الغريبُ
    ولستُ طَوْعَ هوائِهِ ونسائِهِ . فالقلب
    يَصْدَأُ كالحديدِ ، فلا يئنُّ ولا يَحِنُّ
    ولا يُجَنُّ بأوَّل المطر الإباحيِّ الحنينِ ،
    ولا يرنُّ ّكعشب آبَ من الجفافِ .
    كأنَّ قلبي زاهدٌ ، أَو زائدٌ
    عني كحرف ” الكاف ” في التشبيهِ
    حين يجفُّ ماءُ القلب تزدادُ الجمالياتُ
    تجريداً ، وتدَّثرُ العواطف بالمعاطفِ ،
    والبكارةُ بالمهارة /

    كُلَّما يَمَّمْتُ وجهي شَطْرَ أُولى
    الأغنيات رأيتُ آثارَ القطاة على
    الكلام . ولم أَكن ولداً سعيداً
    كي أَقولَ : الأمس أَجملُ دائماً .
    لكنَّ للذكرى يَدَيْنِ خفيفتين تُهَيِّجانِ
    الأرضَ بالحُمَّى . وللذكرى روائحُ زهرةٍ
    ليليَّةٍ تبكي وتُوقظُ في دَمِ المنفيِّ
    حاجتَهُ إلى الإنشاد : (( كُوني
    مُرْتَقى شَجَني أَجدْ زمني )) … ولستُ
    بحاجةٍ إلاّ لِخَفْقَةِ نَوْرَسِ لأتابعَ
    السُفُنَ القديمةَ . كم من الوقت
    انقضى منذ اكتشفنا التوأمين : الوقتَ
    والموتَ الطبيعيَّ المُرَادِفَ للحياة ؟
    ولم نزل نحيا كأنَّ الموتَ يُخطئنا ،
    فنحن القادرين على التذكُّر قادرون
    على التحرُّر ، سائرون على خُطى
    جلجامشَ الخضراءِ من زَمَنٍ إلى زَمَنٍ … /

    هباءٌ كاملُ التكوينِ …
    يكسرُني الغيابُ كجرَّةِ الماءِ الصغيرة .
    نام أَنكيدو ولم ينهض . جناحي نام
    مُلْتَفّاً بحَفْنَةِ ريشِهِ الطينيِّ . آلهتي
    جمادُ الريح في أَرض الخيال . ذِراعِيَ
    اليُمْنى عصا خشبيَّةٌ . والقَلْبُ مهجورٌ
    كبئرٍ جفَّ فيها الماءُ ، فاتَّسَعَ الصدى
    الوحشيُّ : أنكيدو ! خيالي لم يَعُدْ
    يكفي لأُكملَ رحلتي . لا بُدَّ لي من
    قُوَّةٍ ليكون حُلْمي واقعيّاً . هاتِ
    أَسْلِحتي أُلَمِّعْها بمِلح الدمعِ . هاتِ
    الدمعَ ، أنكيدو ، ليبكي المَيْتُ فينا
    الحيَّ . ما أنا ؟ مَنْ ينامُ الآن
    أنكيدو ؟ أَنا أَم أَنت ؟ آلهتي
    كقبض الريحِ . فانهَضْ بي بكامل
    طيشك البشريِّ ، واحلُمْ بالمساواةِ
    القليلةِ بين آلهة السماء وبيننا . نحن
    الذين نُعَمِّرُ الأرضَ الجميلةَ بين
    دجلةَ والفراتِ ونحفَظُ الأسماءَ . كيف
    مَلَلْتَني ، يا صاحبي ، وخَذَلْتَني ، ما نفْعُ حكمتنا بدون
    فُتُوّةٍ … ما نفعُ حكمتنا ؟ على باب المتاهِ خذلتني ،
    يا صاحبي ، فقتلتَني ، وعليَّ وحدي
    أَن أرى ، وحدي ، مصائرنا . ووحدي
    أَحملُ الدنيا على كتفيَّ ثوراً هائجاً .
    وحدي أَفتِّشُ شاردَ الخطوات عن
    أَبديتي . لا بُدَّ لي من حَلِّ هذا
    اللُغْزِ ، أنكيدو ، سأحملُ عنكَ
    عُمْرَكَ ما استطعتُ وما استطاعت
    قُوَّتي وإرادتي أَن تحملاكَ . فمن
    أَنا وحدي ؟ هَبَاءٌ كاملُ التكوينِ
    من حولي . ولكني سأُسْنِدُ ظلَّّك
    العاري على شجر النخيل . فأين ظلُّكَ ؟
    أَين ظلُّك بعدما انكسرَتْ جُذُوعُك؟
    قمَّةُ
    الإنسان
    هاويةٌ …
    ظلمتُكَ حينما قاومتُ فيكَ الوَحْشَ ،
    بامرأةٍ سَقَتْكَ حليبَها ، فأنِسْتَ …
    واستسلمتَ للبشريِّ . أَنكيدو ، ترفَّقْ
    بي وعُدْ من حيث مُتَّ ، لعلَّنا
    نجدُ الجوابَ ، فمن أَنا وحدي ؟
    حياةُ الفرد ناقصةٌ ، وينقُصُني
    السؤالُ ، فمن سأسألُ عن عبور
    النهر ؟ فانهَضْ يا شقيقَ الملح
    واحملني . وأَنتَ تنامُ هل تدري
    بأنك نائمٌ ؟ فانهض .. كفى نوما ً!
    تحرَّكْ قبل أَن يتكاثَرَ الحكماءُ حولي
    كالثعالب : [ كُلُّ شيء باطلٌ ، فاغنَمْ
    حياتَكَ مثلما هِيَ برهةً حُبْلَى بسائلها ،
    دَمِ العُشْب المُقَطَّرِ . عِشْ ليومك لا
    لحلمك . كلُّ شيء زائلٌ . فاحذَرْ
    غداً وعشِ الحياةَ الآن في امرأةٍ
    تحبُّكَ . عِشْ لجسمِكَ لا لِوَهْمِكَ .

    وانتظرْ
    ولداً سيحمل عنك رُوحَكَ
    فالخلودُ هُوَ التَّنَاسُلُ في الوجود .
    وكُلُّ شيءٍ باطلٌ أو زائل ، أو
    زائل أو باطلٌ ]

    مَنْ أَنا ؟
    أَنشيدُ الأناشيد
    أم حِكْمَةُ الجامعةْ ؟
    وكلانا أَنا …
    وأَنا شَاعرٌ
    ومَلِكْ
    وحكيمٌ على حافّة البئرِ
    لا غيمةٌ في يدي
    ولا أَحَدَ عَشَرَ كوكباً
    على معبدي
    ضاق بي جَسَدي
    ضاق بي أَبدي
    وغدي
    جالسٌ مثل تاج الغبار
    على مقعدي

    باطلٌ ، باطلُ الأباطيل … باطلْ
    كُلُّ شيء على البسيطة زائلْ

    أَلرياحُ شماليَّةٌ
    والرياحُ جنوبيَّةٌ
    تُشْرِقُ الشمسُ من ذاتها
    تَغْرُبُ الشمسُ في ذاتها
    لا جديدَ ، إذاً
    والزَمَنْ
    كان أَمسِ ،
    سُدىً في سُدَى .
    ألهياكلُ عاليةٌ
    والسنابلُ عاليةٌ
    والسماءُ إذا انخفضت مَطَرتْ
    والبلادُ إذا ارتفعت أَقفرت
    كُلُّ شيء إذا زاد عن حَدِّهِ
    صار يوماً إلى ضدِّهِ .
    والحياةُ على الأرض ظلٌّ
    لما لا نرى ….

    باطلٌ ، باطلُ الأباطيل … باطلْ
    كلُّ شيء على البسيطة زائلْ

    1400 مركبة
    و12,000 فرس
    تحمل اسمي المُذَهَّبَ من
    زَمَنٍ نحو آخر …
    عشتُ كما لم يَعِشْ شاعرٌ
    مَلكاً وحكيماً …
    هَرِمْتُ ، سَئِمْتُ من المجدِ
    لا شيءَ ينقصني
    أَلهذا إذاً
    كلما ازداد علمي
    تعاظَمَ هَمِّي ؟
    فما أُورشليمُ وما العَرْشُ ؟
    لا شيءَ يبقى على حالِه
    للولادة وَقْتٌ
    وللموت وقتٌ
    وللصمت وَقْتٌ
    وللنُّطق وقْتٌ
    وللحرب وقْتٌ
    وللصُّلحِ وقْتٌ
    وللوقتِ وقْتٌ
    ولا شيءَ يبقى على حالِهِ …
    كُلُّ نَهْرٍ سيشربُهُ البحرُ
    والبحرُ ليس بملآنَ ،
    لاشيءَ يبقى على حالِهِ
    كُلُّ حيّ يسيرُ إلى الموت
    والموتُ ليس بملآنَ ،
    لا شيءَ يبقى سوى اسمي المُذَهَّبِ
    بعدي :
    (( سُلَيمانُ كانَ )) …
    فماذا سيفعل موتى بأسمائهم
    هل يُضيءُ الذَّهَبْ
    ظلمتي الشاسعةْ
    أَم نشيدُ الأناشيد
    والجامعةْ ؟

    باطلٌ ، باطلُ الأباطيل … باطلْ
    كُلُّ شيء على البسيطة زائلْ /…

    مثلما سار المسيحُ على البُحَيْرَةِ ،
    سرتُ في رؤيايَ . لكنِّي نزلتُ عن
    الصليب لأَنني أَخشى العُلُوَّ ،ولا
    أُبَشِّرُ بالقيامةِ . لم أُغيِّرْ غَيْرَ
    إيقاعي لأَسمَعَ صوتَ قلبي واضحاً .
    للملحميِّين النُّسُورُ ولي أَنا : طوقُ
    الحمامةِ ، نجمةٌ مهجورةٌ فوق السطوح ،
    وشارعٌ مُتَعرِّجُ يُفْضي إلى ميناءِ
    عكا - ليس أكثرَ أَو أَقلَّ -
    أُريد أَن أُلقي تحيَّاتِ الصباح عليَّ
    حيث تركتُني ولداً سعيدا [ لم
    أَكُنْ ولداً سَعيدَ الحظِّ يومئذٍ ،
    ولكنَّ المسافةَ، مثلَ حدَّادينَ ممتازينَ ،
    تصنَعُ من حديدٍ تافهٍ قمراً]
    - أَتعرفني ؟
    سألتُ الظلَّ قرب السورِ ،
    فانتبهتْ فتاةُ ترتدي ناراً ،
    وقالت : هل تُكَلِّمني ؟
    فقلتُ : أُكَلِّمُ الشَبَحَ القرينَ
    فتمتمتْ : مجنونُ ليلى آخرٌ يتفقَُّّد
    الأطلالَ ،
    وانصرفتْ إلى حانوتها في آخر السُوق
    القديمةِ…
    ههنا كُنَّا . وكانت نَخْلَتانِ تحمِّلان
    البحرَ بعضَ رسائلِ الشعراءِ …
    لم نكبر كثيراً يا أَنا . فالمنظرُ
    البحريُّ ، والسُّورُ المُدَافِعُ عن خسارتنا ،
    ورائحةُ البَخُور تقول : ما زلنا هنا ،
    حتى لو انفصَلَ الزمانُ عن المكانِ .
    لعلَّنا لم نفترق أَبداً
    - أَتعرفني ؟
    بكى الوَلَدُ الذي ضيَّعتُهُ :
    (( لم نفترق . لكننا لن نلتقي أَبداً )) …
    وأَغْلَقَ موجتين صغيرتين على ذراعيه ،
    وحلَّّق عالياً …
    فسألتُ : مَنْ منَّا المُهَاجِرُ ؟ /
    قلتُ للسّجَّان عند الشاطئ الغربيّ :
    - هل أَنت ابنُ سجّاني القديمِ ؟
    - نعم !
    - فأين أَبوك ؟
    قال : أَبي توفِّيَ من سنين.
    أُصيبَ بالإحباط من سَأَم الحراسة .
    ثم أَوْرَثَني مُهمَّتَهُ ومهنته ، وأوصاني
    بان أَحمي المدينةَ من نشيدكَ …
    قُلْتُ : مُنْذُ متى تراقبني وتسجن
    فيَّ نفسَكَ ؟
    قال : منذ كتبتَ أُولى أُغنياتك
    قلت : لم تَكُ قد وُلِدْتَ
    فقال : لي زَمَنٌ ولي أَزليَّةٌ ،
    وأُريد أن أَحيا على إيقاعِ أمريكا
    وحائطِ أُورشليمَ
    فقلتُ : كُنْ مَنْ أَنتَ . لكني ذهبتُ .
    ومَنْ تراه الآن ليس أنا ، أنا شَبَحي
    فقال : كفى ! أَلسْتَ اسمَ الصدى
    الحجريِّ ؟ لم تذهَبْ ولم تَرْجِعْ إذاً .
    ما زلتَ داخلَ هذه الزنزانة الصفراءِ .
    فاتركني وشأني !
    قلتُ : هل ما زلتُ موجودا ً
    هنا ؟ أَأَنا طليقٌ أَو سجينٌ دون
    أن أدري . وهذا البحرُ خلف السور بحري ؟
    قال لي : أَنتَ السجينُ ، سجينُ
    نفسِكَ والحنينِ . ومَنْ تراهُ الآن
    ليس أَنا . أَنا شَبَحي
    فقلتُ مُحَدِّثاً نفسي : أَنا حيٌّ
    وقلتُ : إذا التقى شَبَحانِ
    في الصحراء ، هل يتقاسمانِ الرملَ ،
    أَم يتنافسان على احتكار الليل ؟ /

    المقطع قبل الأخير
    كانت ساعَةُ الميناءِ تعمَلُ وحدها
    لم يكترثْ أَحَدٌ بليل الوقت ، صَيَّادو
    ثمار البحر يرمون الشباك ويجدلون
    الموجَ . والعُشَّاقُ في الـ” ديسكو ” .
    وكان الحالمون يُرَبِّتُون القُبَّراتِ النائماتِ
    ويحلمون …
    وقلتُ : إن متُّ انتبهتُ …
    لديَّ ما يكفي من الماضي
    وينقُصُني غَدٌ …
    سأسيرُ في الدرب القديم على
    خُطَايَ ، على هواءِ البحر . لا
    امرأةٌ تراني تحت شرفتها . ولم
    أملكْ من الذكرى سوى ما ينفَعُ
    السَّفَرَ الطويلَ . وكان في الأيام
    ما يكفي من الغد . كُنْتُ أصْغَرَ
    من فراشاتي ومن غَمَّازتينِ :
    خُذي النُّعَاسَ وخبِّئيني في
    الرواية والمساء العاطفيّ /
    وَخبِّئيني تحت إحدى النخلتين /
    وعلِّميني الشِعْرَ / قد أَتعلَّمُ
    التجوال في أنحاء ” هومير ” / قد
    أُضيفُ إلى الحكاية وَصْفَ
    عكا / أقدمِ المدنِ الجميلةِ ،
    أَجملِ المدن القديمةِ / علبَةٌ
    حَجَريَّةٌ يتحرَّكُ الأحياءُ والأمواتُ
    في صلصالها كخليَّة النحل السجين
    ويُضْرِبُونَ عن الزهور ويسألون
    البحر عن باب الطوارئ كُلَّما
    اشتدَّ الحصارُ / وعلِّميني الشِعْرَ /
    قد تحتاجُ بنتٌ ما إلى أُغنية
    لبعيدها : (( خُذْني ولو قَسْراً
    إليكَ ، وضَعْ منامي في
    يَدَيْكَ )) . ويذهبان إلى الصدى
    مُتَعانِقَيْنِ / كأنَّني زوَّجتُ ظبياً
    شارداً لغزالةٍ / وفتحتُ أبوابَ
    الكنيسةِ للحمام … / وعَلِّميني
    الشِعْرَ / مَنْ غزلتْ قميصَ
    الصوف وانتظرتْ أمام الباب
    أَوْلَى بالحديث عن المدى ، وبخَيْبَةِ
    الأَمَلِ : المُحاربُ لم يَعُدْ ، أو
    لن يعود ، فلستَ أَنتَ مَن
    انتظرتُ … /

    ومثلما سار المسيحُ على البحيرة …
    سرتُ في رؤيايَ . لكنِّي نزلتُ عن
    الصليب لأنني أَخشى العُلُوَّ ولا
    أُبشِّرُ بالقيامة . لم أُغيِّر غيرَ إيقاعي
    لأَسمع صوتَ قلبي واضحاً …
    للملحميِّين النُسُورُ ولي أَنا طَوْقُ
    الحمامة ، نَجْمَةٌ مهجورةٌ فوق السطوح ،
    وشارعٌ يُفضي إلى الميناء … /
    هذا البحرُ لي
    هذا الهواءُ الرَّطْبُ لي
    هذا الرصيفُ وما عَلَيْهِ
    من خُطَايَ وسائلي المنويِّ … لي
    ومحطَّةُ الباصِ القديمةُ لي . ولي
    شَبَحي وصاحبُهُ . وآنيةُ النحاس
    وآيةُ الكرسيّ ، والمفتاحُ لي
    والبابُ والحُرَّاسُ والأجراسُ لي
    لِيَ حَذْوَةُ الفَرَسِ التي
    طارت عن الأسوار … لي
    ما كان لي . وقصاصَةُ الوَرَقِ التي
    انتُزِعَتْ من الإنجيل لي
    والملْحُ من أَثر الدموع على
    جدار البيت لي …
    واسمي ، إن أخطأتُ لَفْظَ اسمي
    بخمسة أَحْرُفٍ أُفُقيّةِ التكوين لي :
    ميمُ / المُتَيَّمُ والمُيتَّمُ والمتمِّمُ ما مضى
    حاءُ / الحديقةُ والحبيبةُ ، حيرتانِ وحسرتان
    ميمُ / المُغَامِرُ والمُعَدُّ المُسْتَعدُّ لموته
    الموعود منفيّاً ، مريضَ المُشْتَهَى
    واو / الوداعُ ، الوردةُ الوسطى ،
    ولاءٌ للولادة أَينما وُجدَتْ ، وَوَعْدُ الوالدين
    دال / الدليلُ ، الدربُ ، دمعةُ
    دارةٍ دَرَسَتْ ، ودوريّ يُدَلِّلُني ويُدْميني /
    وهذا الاسمُ لي …
    ولأصدقائي ، أينما كانوا ، ولي
    جَسَدي المُؤَقَّتُ ، حاضراً أم غائباً …
    مِتْرانِ من هذا التراب سيكفيان الآن …
    لي مِتْرٌ و75 سنتمتراً …
    والباقي لِزَهْرٍ فَوْضَويّ اللونِ ،
    يشربني على مَهَلٍ ، ولي
    ما كان لي : أَمسي ، وما سيكون لي
    غَدِيَ البعيدُ ، وعودة الروح الشريد
    كأنَّ شيئا ً لم يَكُنْ
    وكأنَّ شيئاً لم يكن
    جرحٌ طفيف في ذراع الحاضر العَبَثيِّ …
    والتاريخُ يسخر من ضحاياهُ
    ومن أَبطالِهِ …
    يُلْقي عليهمْ نظرةً ويمرُّ …
    هذا البحرُ لي
    هذا الهواءُ الرَّطْبُ لي
    واسمي -
    وإن أخطأتُ لفظ اسمي على التابوت -
    لي .
    أَما أَنا - وقد امتلأتُ
    بكُلِّ أَسباب الرحيل -
    فلستُ لي .
    أَنا لَستُ لي
    أَنا لَستُ لي …
                  

01-14-2009, 08:01 AM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: Nazik Eltayeb)

    نازك ..
    هل بقي في الكنانة سهم ؟





    ـــــــــ
    صورة بروفايلك تجعل النظر الى ما تكتبين عسيرا .. سامحك الله
                  

01-14-2009, 06:16 PM

Nazik Eltayeb
<aNazik Eltayeb
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 2357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    حمور
    دعني اولاً اتحسس موضع السهم الاول لاري هل اصاب المقتل
    ويبدو لي انه قد فعل
    فقد توقفت (فرفرتك) في البوست ولا اري له نفساً
    لكن سانتظر قبل ان اعلن النصر بقولي
    وهكذا مات اخر المدافعين عن بوست حمور الحنظلي واكتمل الاستيلاء للدراويش فدخلوا آمنين مطمئنين
    لكني سانتظر فأديب مثلك لا يؤمن جانبه




    ---------------------------------------------------------------------------------
    بالنسبة لصورة البوفايل ربما اخشى ان يموت فيَ الضمير
    وربما لاني لا اعرف ماذا افعل
    فما يحدث في غزة يلتهم انسانيتي
                  

01-15-2009, 06:33 PM

Nazik Eltayeb
<aNazik Eltayeb
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 2357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: Nazik Eltayeb)

    نتيجة لان حمور لم يظهر بالبوست بما يوضح بصورة لا تقبل الشك انه قد اصبح من عشاق محمود درويش وان ناجي العلي اصبح في خبر كان (مرة تانية بعد ان حاول حمور اعادته للحياة فلم ينجح احد)

    نعلن انتصار الدراويش وهزيمة الحناظلة


    وبلغة الرياضة نعلن الفوز بالضربة القاضية لمحمود درويش
                  

01-18-2009, 05:20 AM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: Nazik Eltayeb)

    غايتو يا نازك جنس استعجال عليك
    ياخ انا سكت قلت اخليك تمرقي الجواك كلو عشان ما يضرك لو كتمتي
    اها انتهيتي ؟
    و الله جنس محبتك لدرويش دي تخلي الزول يشفق عليك عديل كده
                  

01-18-2009, 05:18 AM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: الشفيع عوض شوشتا)

    شرا الشفيع لمرورك
    و حقا ان محبتكم لدرويش تذهلني
                  

01-18-2009, 05:16 AM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حامد محمد حامد)

    شكرا يا حامد و لك التقدير و الود ايها الزميل الحاضر دوما
    يشرفني وجودك في بوستاتي
                  

01-18-2009, 05:15 AM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: خضر حسين خليل)

    Quote: لي هسي ياحمور متخيلك حتمرق بالبوست دة لي مكان تاني أو للمفاجأة الأنا إنتظرتها في بداية مداخلتي لي هسي بفتكر إنو حمور ما إنتهي من البوست ولي هسي بفتكر إنو في نهاية مداخلتي ما حيصفني زي الباقين (بالحالة الدرويشية) والدراويش ديل بالمناسبة عالم بي حالهم ربنا يدينا قدرة الحكي عنهم مقبل الجايات من الايام !
    عارف ياحمور أنا خضر حسين دة درويش دة بمثل لي كتير زيو وزي ناجي وزي جملة الشهداء (المشو الجايين)
    وبفتكر إنو درويش كان ظاهرة ما قدرت مدن الانسانية لي يوم الليلة من استيعابها بالشكل المطلوب !


    كيفنك يا خضر ..
    بالنسبة لي اعلنت في البوست عجزي عن حب درويش نتيجة لغلبة حب ناجي
    و انا ارى ناجي و درويش وجهين مختلفين
    ناجي الذي عبر عنه درويش انه لا يمكن النقاش معه لانه يرى الحل عبر طريق واحد
    و الطريق الذي يعتقده ناجي لم يتم تجريبة حتى الان بصورة كاملة .. بينما طريق درويش للاسف تم اختباره و فشل اكثر من مرة و لم يجر سوى مزيد من البلايا
    الى اين ادى الحوار مع العدو ؟
    الى مزيد من الذل و المهانة
    لذلك تظل كلمة ناجي هي الاصدق .. ان تعبتم ففارقونا

    Quote: إنحياز درويش ياحمور للحوار لا يعني علي الاطلاق رميه وهو في فضاءات لا يملك فيها حق الحوار بالسقوط والكلام دة للأمانة ما قولك إنت لكن لاعتقادي إن البوست قد يثمر عن هكذا مقترحات قلنا نعجل !
    درويش لم يخن شعبه علي الاطلاق يا صاحبي بقدر ما كان عنواناً لقضية شعبه فكيف له أن يخون !

    لا اظن ان انحياز البعض للحوار في القضية الفلسطينية سقوط على الاطلاق
    بعضهم مارسه كسقوط لا كحوار
    بل مارسه كانبطاح اكثر منه سقوطا
    لكني لا املك ان اقول هذ عن درويش لانه ليس سياسيا
    و لا احاكم فعله وحده بقدرما اقابله مع فعل ناجي
    و ساقول لك في ردي على نازك ادناه انكم تكادون تتفقون معي

    Quote: أن لاتحبه أمر يخصك ياصاح فالمسائل في الدنيا دي نسبية لكن أن تحاول تجريده من عيون الناس بل قلوبهم فأسمح لي أن أقول لك :


    لم احاول يا خضر تجريده من عيون الناس و قلوبهم فهذا ليس لي
    كما ان عدم حبه امر خاص بي فحبه خاص بمن احبه
    لكن يظل لي الحق في ان اغرد خارج سرب الايقونة الدرويشية لاقول ان كان من حب لرمز فهو لناجي فذاك رمز لم يتلوث و ظل محاربا حتى صفاه اصدقاء درويش بمعونة العدو
                  

01-17-2009, 05:48 AM

Tariq Mohamed Osman

تاريخ التسجيل: 03-23-2007
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    حمور ياصديق
    ناجى منح اللوحة اذدواجية
    القراية

    ولكن يظل درويش اعظم من
    حبر خاصرة الكتابة
                  

01-18-2009, 05:24 AM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: Tariq Mohamed Osman)

    طارق ..
    قراية ناجي و درويش قراية فنية راقية و هاديه بعيد من القضية البيعبروا عنها قد يكون فيو ظلم ليهم
    ناجي ما كان فنان مترف يخرج موهبته لاجل الفن
    ناجي كان قضية في ذاته
    ناجي كان يرسم لا ليمتع بل ليحارب
                  

01-18-2009, 05:34 AM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    تعرفي يا نازك ..
    كتر خيرك على نصوص درويش دي لانها اكيد هدت اعصاب كتير من محبي دروش و الا البوست كان بقى ناشف شديد عليهم و يمكن كان يغتالوني اسفيريا
    كتر خيرك ياخ

    اول تباديي يا نازك انا ما اتكلمت عن مقدرة درويش الشعرية ( رغم انو انواع الشعر دي عموما ما بستسيغا )
    تاني شي يا خائنة دم ناجي ( مش قلتي عرفتي ناجي في الاول ؟ ) انا اخترت ما بين رمزين
    رمز عاش معفرا بالتراب حتى دخل تحته قتيلا غدرا و غيلة
    و التاني .. الله يرحمو .. كان بغادي
    تالت شي .. كلكم يا احباب درويش بتؤكدو على الحالة الانسانية و السمو بتاع درويش .. زي البتتفقو انو موقفو من القضية الفلسطينية الاساسية في نظرتي للموضوع انو الموقف ده ما كان سليم او هو عندكم ما مهم
    انا بقرا ناجي و درويش من واقع القضية الفلسطينية
    جرائم اسرائيل اللقيطة لا تسمح لاحد ان يضع يده في يدهم
    هكذا امن ناجي
    و هكذا اؤمن انا بعد اكثر من عشرين عاما
    و من وضع يده في يد القتله تلوث بالدم
    لكنكم بتعاينو لدرويش حالة انسانية و رمز كوني كانو شاعر مغربي كتب على انغام المتوسط و هو يعانق الرمال
    و درويش نفسو من حاول ان يؤكد خروجه من عبائة الشعر الوطني عشان يصبح انساني
    جميل جدا
    من كامل حقو
    لكني بقيسو هنا بالقضية الفلسطينية
    لولا القضية لكان ناجي مجرد رسام موهوب و درويش شارع مفلق
    لكن القضية من جعلت للرجلين بريقا نضاليا
    و في امتحان المناضل صمد ناجي حتى الطلقة الاخيرة التي كانت في صدرة
    بينما مد درويش يده للحوار و تنعم بمنصبه في فتح حتى صار عند نفسه غير قابل للنقد
    انتهى الامر بدرويش ان يهدد ناجي بمنصبه و علاقاته
    و انتهى ناجي قتيلا بايدي من صافحهم درويش من حركة فتح او اسرائيل .. سيان

    ان كان درويش حالة انسانية فناجي مناضل له قضية
    و المناضل الميت على قضيته ارفع درجة من فيلسوف الكونية
                  

01-18-2009, 08:17 PM

Nazik Eltayeb
<aNazik Eltayeb
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 2357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    Quote: لكنكم بتعاينو لدرويش حالة انسانية و رمز كوني كانو شاعر مغربي كتب على انغام المتوسط و هو يعانق الرمال
    و درويش نفسو من حاول ان يؤكد خروجه من عبائة الشعر الوطني عشان يصبح انساني



    كلام كويس
    انا شخصياً متفقة معاك لاني لن احاكم شاعر علي مواقفه السياسة وبراك قلت انو من حق وفي قولك:
    Quote: درويش نفسو من حاول ان يؤكد خروجه من عبائة الشعر الوطني عشان يصبح انساني
    جميل جدا
    من كامل حقو


    ناجي كان مواقفه السياسة متفقة مع فنه . هذاحسن و جميل جداً لكن كل هذا لا يعيب شاعرية درويش رغم عدم استساغتك لشعره و هذا من حقك.
    المفاضلة غير قائمة اساساً بين الشاعر و الفنان في حالة درويش و ناجي الا عندما اشرت علناً او تورية ان درويش ساهم في قتل ناجي وهذا امر يصعب اثباته حتى لو كتب ناجي في رسومه درويش خيبتنا الاخيرة او اورد ذكر الصحفيه والتي عندما بحثت عنها بفضل بوستك هذا وجدت ان الامر مجرد شائعات و من قتل ناجي اصطاد في الماء العكر .
    تحويل الشاعر لمجرم يقضي علي شاعرية الشاعر
    هكذا يخبرنا التاريخ فالشاعر هو الضحية دائماً و الامثلة كثيرة

    ____________________________________________________
    ساعود عند متسع الوقت
                  

01-19-2009, 07:00 PM

Nazik Eltayeb
<aNazik Eltayeb
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 2357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: Nazik Eltayeb)

    درويش كان فناناً يرسم بالحرف
    قصائده لا تقرا
    و انما تشاهد
    فهي مشاهد متتابعة غنية بالتفاصيل
    انظر مثلاً لقوله
    Quote: .. ويا مَوْتُ انتظرْ ، ياموتُ ،
    حتى أستعيدَ صفاءَ ذِهْني في الربيع
    وصحّتي ، لتكون صيَّاداً شريفاً لا
    يَصيدُ الظَّبْيَ قرب النبع



    الي قوله

    Quote: يا موت ! ياظلِّي الذي
    سيقودُني ، يا ثالثَ الاثنين ، يا
    لَوْنَ التردُّد في الزُمُرُّد والزَّبَرْجَدِ ،
    يا دَمَ الطاووس ، يا قَنَّاصَ قلب
    الذئب ، يا مَرَض الخيال ! اجلسْ
    على الكرسيّ ! ضَعْ أَدواتِ صيدكَ
    تحت نافذتي . وعلِّقْ فوق باب البيت
    سلسلةَ المفاتيح الثقيلةَ ! لا تُحَدِّقْ
    يا قويُّ إلى شراييني لترصُدَ نُقْطَةَ
    الضعف الأَخيرةَ . أَنتَ أَقوى من
    نظام الطبّ . أَقوى من جهاز
    تَنَفُّسي . أَقوى من العَسَلِ القويّ ،
    ولَسْتَ محتاجاً - لتقتلني - إلى مَرَضي .
    فكُنْ أَسْمَى من الحشرات . كُنْ مَنْ
    أَنتَ ، شفَّافاً بريداً واضحاً للغيب .
    كن كالحُبِّ عاصفةً على شجر ، ولا
    تجلس على العتبات كالشحَّاذ أو جابي
    الضرائبِ . لا تكن شُرطيّ سَيْرٍ في
    الشوارع . كن قويّاً ، ناصعَ الفولاذ ، واخلَعْ عنك أَقنعةَ
    الثعالب . كُنْ
    فروسياً ، بهياً ، كامل الضربات . قُلْ
    ماشئْتَ : (( من معنى إلى معنى
    أَجيءُ . هِيَ الحياةُ سُيُولَةٌ ، وأَنا
    أكثِّفُها ، أُعرِّفُها بسُلْطاني وميزاني )) .. /
    ويامَوْتُ انتظرْ ، واجلس على
    الكرسيّ . خُذْ كأسَ النبيذ ، ولا
    تفاوِضْني ، فمثلُكَ لا يُفاوِضُ أَيَّ
    إنسانٍ ، ومثلي لا يعارضُ خادمَ
    الغيبِ . استرح … فَلَرُبَّما أُنْهِكْتَ هذا
    اليوم من حرب النجوم . فمن أَنا
    لتزورني ؟ أَلَدَيْكَ وَقْتٌ لاختبار
    قصيدتي . لا . ليس هذا الشأنُ
    شأنَكَ . أَنت مسؤولٌ عن الطينيِّ في
    البشريِّ ، لا عن فِعْلِهِ أو قَوْلِهِ /


    درويش شاعر وصل لدرجة الفنان في صنعته وذلك باستخدام المخيلة افضل استخدام
                  

01-21-2009, 05:05 AM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: Nazik Eltayeb)

    Quote: درويش كان فناناً يرسم بالحرف
    قصائده لا تقرا
    و انما تشاهد


    يا نازك الكلام ده زي معنوي شويه و ما ممكن قياسو ..
    القصائد لا تشاهد

    بكرر تاني ..
    روعة ناجي و درويش جاءت من القضية
    واصل ناجي التزامه بالقضية
    و تركها درويش عند اول منصب في اللجنة التنفيذية لفتح
    تصريحات درويش بمد الجسور مع اليسار الاسرائيلي قادته الى كرسي في حركة فتح
    ذات الحركة التي وقف صاحبها و حامل مفاتيحها عرفات يهدد ناجي العلي
    ذات الحركة التي رفضت عودة جثمان ناجي الى فلسطين
    ذات الحركة الملوثة بدماء الشهداء
    دي حركة درويش
    لم استطع ان اقرأ شعر دريش لأن فعاله هذه عاقتني
    لم اقل قط اني قرأت درويش ثم تركته
    ما قرأته له اسقطه هو نفسه و اعتبره شعرا رديئا
    درويش ترك قصائده الوطنية التي اعجبتني و محاها
    فماذا بقي ؟
    بقيت مواقفه من ناجي و من فلسطين و مع عرفات
                  

01-21-2009, 05:42 PM

Nazik Eltayeb
<aNazik Eltayeb
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 2357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    اقرأ يا حمور قصائد درويش بحيادية دون ان تفكر في انك لا تحبه ستجد انك تشاهد قصائده

    رغم صعوبة المقارنة بين ضربين من الفنون لكل اداته الخاصة الا اني مضطرة لذلك و ساركز علي جانب و احد لكنه هام ذلك وهو مقدارما تعاطي كل منهمامن ضروب فنه و اجادته استخدام ادواته

    ناجي كان مناضلاً ذو اداة فنية رائعة في نضاله اما درويش فقد كان فناناً شاعراً انساناً يرسم بالقلم لوحات تشاهد كان يكتب عن النفس في غضبها و نضالها و حبها و انكسارها كان باختصار شاعراً
    ناجي لم نعلم ان كانت ريشته قد خطت لوحات فنية خلاف لوحات نضاله ام لا .. رغما عن ان هذا لا يعيبه بالتأكيد الا انه حرمه من انسانية الفنان و شموله

    قيل ان القوم سألوا في الجاهلية زهير بن ابي سلمى: ايهما اشعر النابغة ام اخت بني سُليم (يقصدون الخنساء)فقال لهم الشاعر النابغة ام اخت بني سليم فبكاءة .
    قال ذلك علي ما اعتقد لانها لم يعرف لها تعاطي شعر الا شعر الرثاء . ورغم جمال شعرها الا انها لم ترقى الي مستوي النابغة....
    ما اشد الشبه اليوم بين الموقفين اتمني ان اكون اوضحت.
    ----------------------------------

    سأعود في متسع الوقت ان كان في العمر بقية
                  

01-21-2009, 05:53 PM

Nazik Eltayeb
<aNazik Eltayeb
تاريخ التسجيل: 11-27-2007
مجموع المشاركات: 2357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: Nazik Eltayeb)

    ..
    Quote: بكرر تاني ..
    روعة ناجي و درويش جاءت من القضية
    واصل ناجي التزامه بالقضية
    و تركها درويش عند اول منصب في اللجنة التنفيذية لفتح


    ربما روعة ناجي جاءت من القضية
    ام روعة درويش فكانت لانه ببساطة شاعر
    شاعر و ليس ناظم


    ----------------------------------

    سأعود في متسع الوقت ان كان في العمر بقية

                  

01-22-2009, 05:58 AM

حمور زيادة
<aحمور زيادة
تاريخ التسجيل: 03-28-2007
مجموع المشاركات: 12116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: Nazik Eltayeb)

    تعرفي يا نازك ..
    نحن ماشين نحو اتفاق
    ناجي رجل قضية
    و درويش شاعر
    كنت عاوز اقول ليك مجرد شاعر لكن خفت كلمة مجرد دي تستفزك
    كده شكلنا متفقين
    لكن الما اتفقنا فيو انو درويش بدا رجل قضية و شاعر قضية
    ثم ..
    انتي بتعتبري انو سما و كبر و اصبح انسانيا
    و انا بعتبر انو نكص و تخاذل
    لأنو لو سما و كبر ما كان بقى عضو لجنة تنفيذية في حركة فتح
    لو سما و كبر ما كان بيهدد رجل القضية و يفخر بانو علاقاتو ممكن تشرد ناجي المهاجر

    اخدي دوريش بكلامو قبل ما تاخديو بالصورة الفي خيالك
    درويش بلسانو اعتبر انو شعرو الوطني ردئ
    و حذفو من ديوانو
    هل ده سمو وله نكوص ؟
    درويش مد يدو للعدو
    هل ده سمو وله نكوص ؟
    درويش هدد ناجي العلي
    هل ده سمو و له نكوص ؟
    درويش ظل وفيا لفتح و عرفات
    هل ده سمو وله نكوص ؟

    كل الفات ده ما معناها انو هو ما شاعر
    ما معناها شعرو شين و كعب
    لكن طالما انتي عاوزه تدي الشخص مكانة ما تديها ليو بناء على شعرو
    افصلي الشعر من الشخصية
    اعترفي انو درويش سئ لكن شعرو سمح و انساني و فلسفي و رهيب
    اصلو ما حنختلف
    كل الحاقولو ليك للاسف ما قدرت اقرا ليو
    و حننتهي هنا
    لكن لما ترفعي الشخصية العملت البلاوي دي كلها و تقولي لي برفعا عشان شعرها حاقول ليك لأ
    اختلفنا
    الشعر الجميل قد يخرج من نفس قبيحة سيئة
    عندك بشار بن برد مثالا
    عندو اشعار جميلة و رائقة و قمة في الروعة
    هل تقدري تمدحي بشار كشخص و تعمليو نجم عشان شعرو الجميل ده ؟
    بشار الزنديق الهجاء الفاحش البخيل
    احكمي على قصيدة بشار بالجمال
    لكن لما تمدحي لي بشار طوالي حاقول ليك الزنديق


    بنفس المنطق ليك كل الحق انك تحبي شعر درويش
    و تفرحي بشعر درويش
    و تجدي نفسك في شعر درويش
    لكن لا تجعلي لي درويش نفسه نجما

    ربنا يمد ايامك و تجي تاني
                  

01-22-2009, 09:49 AM

omar alhag
<aomar alhag
تاريخ التسجيل: 10-03-2006
مجموع المشاركات: 2339

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: لهــذا لم احــبك يا درويش .. !! (Re: حمور زيادة)

    إغتيال
    يغتالني النقاد احينا....
    يريدون القصيدة ذاتها
    والاستعارة ذاتها

    وذاذ مشيت علي طريق جانب شاردا
    قالوا : لقد خان الطريق
    وان عثرت علي بلاغة عشبة
    قالوا : تخلي عن عناد السنديان
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de