|
Re: كلام على ناصية الإفتقاد.. (Re: طلال عفيفي)
|
الشئ المفرح أنه ترك أرثا فكريا وبحوثا وكتابات في الإقتصاد والتاريخ والفلسفة وفي نظرية العمل الثوري، لم تفض بكارتها بالحوار بعد
فلنقرأ له ولنقرأه إذن ليس ضروريا أن نقرأه (لنتبعه) أو حتي (لنتفق معه) أو نشهق لدسامة إبداعه وعميق علمه
لنكرمه بقراءته ومن ثم محاورته وربما (الإختلاف) معه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كلام على ناصية الإفتقاد.. (Re: تيسير عووضة)
|
الأعزاء طارق ونصار، مشكورين على المتابعة والقراءة، وربنا يمد في عمرنا يومين تلاته لغاية ما نشوف نهاية الكابوس ده.
تيسير العزيزة، والله زمان، فعلاً إفتقدنا إنسان مهم في الحياة السودنية. زول ظل فاعلاً لغاية اللحظة الأخيرة. وإشخص عرف يقدم مثل حقيقي للإيمان.
مشكورة عالكلام الطيب
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كلام على ناصية الإفتقاد.. (Re: طلال عفيفي)
|
Quote: لكن تاريخنا الوطني بما فيه من ثغرات وسوء تكوين لم ينتبه لوجود مثل هذه الزهرة البازخه بين ظهرانينا، فسامته البلاد بالعنت والحشف وسوء الكيل، |
شكراً يا طلال..... يا ذو البصيرة الوفية. وكما يقولون, لا كرامة لنبى فى وطنه. وها قومنا جدّ جِدُّهم, وأظلمت لياليهم وإدلهمّت, وبرغمٍ, فلا بدر يشخصون بإتجاهه لكى يعلموا أى الفتيان أضاعوا فى غيبوبتهم تلك.
مودتى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كلام على ناصية الإفتقاد.. (Re: طلال عفيفي)
|
Quote: رشيد الخيّون
إبراهيم نُقد.. ممارسة "الدِّين المعاملة" تاريخ النشر: الأربعاء 18 أبريل 2012 كاد محمد إبراهيم نُقد (1930- 2012) يكون شبحاً في ذاكرتي، حتى رأيت صورته وسمعت صوته. فكلُّ ما تحدث به زملاؤنا السودانيون، مِن الدارسين ببغداد في السبعينيات، عن الأمين السياسي للحزب الشيوعي السوداني يشي بالتوهم في وجود هذا الرجل، لأنه المختفي لأكثر من ثلاثين سنة. ما أن يشعر بخطر المداهمة لبس الظلام ثوباً، فأخذنا نعده صاحب الغيبات! هكذا كنا نتلاطف مع أصدقائنا.
كانوا يأتون للدِّراسة في معاهد وجامعات بغداد وهم على مشارب وطرائق متنافرة، لكن خلافاتهم قد لا تصل إلى خلافاتنا نحن العراقيين. يمكن للسُّوداني زيارة سفارته وتقوم له بالواجب، وكنا ننظر بدهشة من تعاملهم مع سفاراتهم على الرغم مِن الخصومة الشَّديدة، بينما كنا لا نقترب من مناطق سفاراتنا خشية من إيذائها، ومن لصق تهمة التجسس لصالحها إن شاهدك أحدهم ماراً بشارعها.
أتذكر عندما جلينا خلال الحرب الدَّاخلية بعدن (يناير 1986) في باخرة شحن سوفييتية ورست على ميناء جيبوتي، ونزلت الأمم ولم يبق إلا العراقيون، صعد رجل منادياً: أنزلوا فالسَّفارة العراقية هيأت لكم كذا وكذا. حينها صمتنا صمت الصُّخور ونحن ننظر في وجه المنادي ولم نجبه حتى ملَّ وانسحب، واستمرت بنا الباخرة إلى اللاذقية. عاشرنا سودانيين ببغداد وعدن ووجدناهم من السهولة يستصغرون العظائم بالسخرية.
ربما أثرت فيهم الصوفية، فبلادهم ملأى بطرقها المختلفة، وإذا سألت الماركسي السوداني أجابك بآية قرآنية مناسبة للموقف، فالحزب الذي قاده إبراهيم نُقد أكثر مِن أربعين عاماً كان مختلفاً عن أشقائه بالمنطقة في تعامله مع الدين، كنا نسمع بين أعضاء لجنته المركزية من المؤدين لفريضة الحج، وينادون عليه بالحاج.
من هذا المنطلق كانت الصُّوفية والرَّهبنة بائنة على إبراهيم نُقد، فلما أصدر العلامة حسين مروة (اغتيل 1987) كتابه "النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية" (1978) تولى نُقد قرظه ونقده، ونشر ما كتب حينها في "الميدان" السُّودانية، ثم جُمع وصار كتيباً، نشرته دار "عزة" السُّودانية. وسمعت أن "الفارابي" سبقتها إلى نشره.
على ما أظن أن محمد إبراهيم نُقد، منذ ذلك الوقت، أدرك أن مفردة المادية فيها شيء مِن المجانبة للدين. فقد جُعل الدين مرادفاً للمثالية والمادية مرادفة للإلحاد، وأراه ترادفاً ليس دقيقاً عند التعامل مع الفلسفة الإسلامية خصوصاً. أُخذ على مقاس المسألة الأساسية في الفلسفة: "أيهما أسبق المادة أم الوعي"؟! التي طُبقت مِن قبل باحثين وكُتاب ماركسيين كميزان، وعلى هذا القياس جرى حسين مروَّة في بحثه الشَّاق والشَّائق في الوقت نفسه.
أما نُقد فاعتاض عن مفردة المادية بالعقلانية، وهي الأصح والأفصح، فالعقل يناقش ويفحص، وهي غير مستنكرة مِن قِبل المتدينين. فمِن السهولة أن يُقال: "هذا مِن تقولات الماديين"! لكن مِن الصَّعب وصم العقلانيين أو العقلانية بالتَّقول. كذلك ليس في كتاب حسين مروَّة، الذي انتشر انتشاراً واسعاً، ما يشير إلى المادية بمعناها الإلحادي، فأصحاب المقالات والمذاهب والفلسفات المسلمين، الذين أتى مروَّة بعينات مِن أفكارهم، هم داخل الدَّائرة الدِّينية لا خارجها، وإن وقفوا في مواجهة الرافضين للفلسفة والتَّفلسف.
كأن نُقد أراد القول: إن الأصوب لعنوان مصنف مروَّة، الذي عمل فيه عشرة أعوام متواصلة، هو: "النَّزعات العقلانية أو العقلية في الفلسفة العربية الإسلامية"، مع علمنا أن الفلسفة بشكل عام هي فعل عقلي محض بما فيها نفي الأسباب عند أبي حامد الغزالي (ت 505 هـ).
كتب مقرظاً وناقداً: "يؤرخ مروَّة، وفق التَّحقيب التقليدي للنزعة العقلانية بنشأة علم الكلام: بدأ حواراً خفياً بين الفكر والواقع منذ عصر الرَّاشدين، وأخذ الحوار يصبح صراعاً علنياً بين الفكر والسِّياسة في ذروة السَّيطرة الأموية، ثم جاء زمن بدا فيه الصِّراع حول هذه المشكلة يدور بين الفكر والفكر. أي أن الجذور الاجتماعية والسِّياسية للمشكلة كادت تخفي نفسها وراء غبار المعركة الفكرية الفلسفية بين المعتزلة وخصومهم أولاً، ثم بين الفلسفة وخصومها أخيراً" (حوار حول النَّزعات المادية مع حسين مروُّة).
حسب نُقد أيضاً، أراد مروُّة القول في نزعاته، التي صدرت في مجلدين ضخمين: إن "الفكر العربي الإسلامي فكر الأزمان العاصفة، أزدهرت مدارسه، وتألق عطاؤه في بؤرة التوتر لحقل التحولات المعتقدية، والسياسية العسكرية، والاجتماعية الاقتصادية، والإثنية الثَّقافية الكونية المدى والطَّابع" (نفسه).
لم يكن نُقد بعيداً عن عالم الفلسفة، كانت شهادته الجامعية فيها، ولو أنه لم يسبر العمل الحزبي وتفرغ لها لكان ذا شأن في مجال الفكر والفلسفة الإسلاميين، لكن ديدن التنظيم الحزبي عَلق به وهو في السَّادسة عشرة مِن عمره، وفصل مِن كلية الآداب بجامعة الخرطوم (1952)، وواصل حياته بين اختفاء واعتقال، وكان الاختفاء مجالاً للقراءة والتَّأمل. اُعتقل سنة 1958 ثم اختفى خمس عشرة سنة متواصلة (1970-1985)، بعدها اُعتقل (1989) عند تسلم الجبهة الإسلامية (الإخوان المسلمون) السُّلطة، فاختفى لأحدى عشرة سنةً. وبعد إعدام عبد الخالق محجوب (1971) وجد نفسه خليفة له.
وقف نُقد وهو ابن الثَّمانين، في بداية التَّظاهرات بتونس ومصر، وسط ميدان "أبو جنزير" لنصرة الثَّائرين، ولم تحضر الأحزاب، فترك عبارته: "حضرنا ولم نجدكم"! مع أن للشَّاعر في الثَّمانين: "قالوا: أنينك طول اللَّيل يُسهرنا/ فما الذي تشتكي؟ قلت: الثَّمانينا"(الأصفهاني، محاضرات الاُدباء). مات نُقد وهو لم يتزوج، وكيف يتزوج المختفي لنصف عمره.
لا ندري كيف نظر نُقد إلى سقوط تجارب رفاقه السُّوفييت والألمان وسواهم بعد سبعين عاماً مِن السُّلطة المقفلة. فكم هي رسالة صريحة لمَن ما زال يحلم، مِن ماركسيين وإسلاميين وقوميين، بدولة الأيديولوجيا.
يختلف الكثيرون مع أفكار نُقد لكن قد لا يظهر مَن يطعن بعفته عن دم أو مال أو عرض. فهذا المختلف معه في الفكر والتَّوجه رئيس الوزراء المنتخب (1985) الصَّادق المهدي أبَنَّه قائلاً: "إذا كان الدِّين المعاملة، فقد كانت معاملته للنَّاس فاضلة وعادلة، كما أن حب الوطن والدِّفاع عن مصالحه ومصالح أهله مِن المحامد في نظر الدِّين والإِنسانية...". كان مخلصاً متصالحاً مع معتقده السِّياسي والفكري. لكنه لم يكن مرائياً عندما أمَ السُّجناء للصَّلاة، فهو يدرك أن خصمه على الأرض لا في السَّماء!
|
http://www.alittihad.ae/wajhatdetails.php?id=65331
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كلام على ناصية الإفتقاد.. (Re: طلال عفيفي)
|
لك الشكر أستاذ / طلال عفيفي تحية واحتراماً سرد لي صديقي النقابي العمالي في منطقة سنار " عبد القادر ...." طرفة قديمة للأستاذ " نقد " في الستينات :
انتهى الأستاذ نقد من محاضرة مبسطة وعنوانها " رأس المال " . وقد كان أحد العمال الذين انتقلوا إلى التقاعد قد وقف ينتظر من بعد نهاية المحاضرة . حاول العامل أن يلتقي بالأستاذ نقد . وبالفعل التقي به عند نهاية المحاضرة ، وقال له : - والله يا أستاذ ، سٍمعتَ المحاضرة وهي مفيدة جداً ، وأحب أسألك يا أستاذ ، أنا الحقيقة صَدَّقوا لي بى كُشك ، وأنا في المعاش وما عندي رأس مال . أها أعمل شنو ؟ * ربما كانت تلك لمحة عن المعارك التي يخوضها أصحاب الوعي في التقاط الخيوط التي تربطهم بجماهيرهم ،وقد علق الأستاذ حينها : أننا بالفعل في حاجة لنُقلل من جُرعة المحاضرة ونعيد تبسيط اللغة ووضع الأمثلة المناسبة من البيئة ، لنصحب الجميع بخطى وئيدة ولكن واثقة ، وقد أعانتني هذه الطرفة لأحسن من مستوى الأداء ، لأكون أقرب لعامة الجماهير . *
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كلام على ناصية الإفتقاد.. (Re: عبدالله الشقليني)
|
العزيز عبدالله شقليني، مشكور على الإضافة، وأعتقد إنك محق في أن محمد إبراهيم نقد كان شديد الإهتمام بالتآلف مع أعرض نسيج من الفئات. في نظري أن الرجل لم يركن في تجسير الهوة بينه وبين الناس إلى التنازل عن المنهج الذي آمن به وطوره بطريقته الخاصة.
| |
|
|
|
|
|
|
|