|
|
 إذاعات الإف إم ،،، نظرة عن كثب -1
|
تذكرت وانا اكتب هذه السطور مقال كتبته الزميلة انذاك برابطة اصدقاء الاذاعة السودانية " ثناء فضل " ان لم تخني الذاكره وعنونته بـ الى مدير البرنامج العام بالاذاعة السودانية .. مع علم الوصول .. وكان هذا في منتصف تسعينيات القرن الماضي تناولت فيه محاذير جمه عن برمجة الاذاعة السودانية حينها وافاد مقالها كثيرا في ان جعلنا نتحدث عن برمجة الاذاعة السودانية ومتطلباتها ورغبات المستمعين مما نتج عنه قيام رابطة اصدقاء الاذاعة التي ضمت العديد من الاسماء فعل بها الزمن مافعل .. اصوغ هذه المقدمة وانا اقف متاملاً العدد غير القليل من الاذاعات المختلفة التي يطلق عليها محطات الاف ام التي تعددت في مشاربها واصبح عددها مايربو على العشر محطات اتخذت كل منها اسما وغطاءا تعمل تحته في مايسمى بتخصصية محطات الاف ام وهي محطات منحت تراخيص مزاولة الخدمة وفق تخصص معين او توجيه معين منها ما تخصص في الرياضة واخرى في الاقتصاد والعمل الامني والشرطي واخرى في الصحة وغيرها في الطب " والغناء " وواحدة تهتم بمايسمى البيت السوداني واخريات في الدين رغم ان الدين ليس امر تخصص بل هو اساس تبنى عليه التخصصات اذ لايجب ان ينفك عن اعمالنا وهو رتاجها وارضها الصلبة التي تقف عليه . السؤال الذي يطرح نفسه بقوة والذي لابد له من اجابة هل تعتبر هذه المحطات توسيعاً لرسالة اذاعية عجزت الاذاعة الأم عن تنفيذها ، ام هو في المقصد توزيع الرسالة الاعلامية على حاملات عدة تسهل عملية انتقاء الرسالة ؟ ومهما يكن من أمر او تفسير او تبرير فقد اصبحت هذه المحطات واقعا واصبح الاثير محتشدا باصنافها المختلفة شئنا ام ابينا ولكن من وحي الواقع نعيد كتابة هذه السطور وربما نطرح العديد من الاسئلة التي ربما نجد لها اجابات مقنهة الى حد ما او ربما لانجد اجابة فبعض الاسئلة ليست للاجابة . كنت اسأل عن ما يمكن وصفه بتقييم الرسالة الخاصة بكل اذاعة او لنقل محطة من محطات الاف ام حينما تمنح ترخيص مزاولة العمل ماهي الجهات المشتركة التي تجلس لتمنح كل محطة اذنا او ترخيصا وحيزا في الاثير واظن ان الجهات هذه تتباين حسب تخصصاتها ولنقل حسب ادارتها لنوع العمل ان كان تقنيا بمنح الترددات او كان هندسيا او كان برامجيا او سياسيا ولابد ان لاننسى دورا مهما وهو ماهي الجهة التي يناط بها لعب دورا رقابيا وهنا الرقابة لانعني بها التكميم ولكن الرقابة على نسبة تنفيذ الخارطة البرامجية لكل محطة حسب الخطة المرفوعة اوان الترخيص للمحطة ورقعة البث الجغرافية كيف يتم قراءة مؤشرات الاداء ؟ ومن هي الجهة التي تقوم بذلك ؟ وهل متاح لها اصدار انذار او لفت نظر او توقيف للمحطة او الغاء للرخصة ؟ ثم ماهو دور المواصفات والمقاييس في ضبط جودة الاجهزة المستخدمة هندسيا وتأثيرها حتى على من يستخدمونها من تقنيين وموظفين وهل هنالك مواصفات معينة وضعت لتوريد محطات البث واجهزة الاستديوهات ؟ اسئلة كثيرة ووقفات حاولنا من خلالها ان نطرح تساؤلات نظنها مهمة . وان لم اخطئ فوزارة الاعلام والهيئة القومية للاتصالات والهيئة العامة للاذاعة الهيئة العامة للبث هي مع اختلاف مسمياتها عبر الحقب من تمنح تراخيص البث الخاصة بمحطات الاف ام وهي التي ينبغي عليها ان تحرص على وضع كل محطة في مسارها المحدد وفق الهدف والرؤية والخطة حتى تنجز كل محطة رسالتها المحددة تجاه المستمع المحدد حتى تحقق الغاية المحددة . مايزعج حقا هو نزوع اغلب المحطات الى تبني رسالة الاذاعة الام " الاذاعة السودانية " وبذلك نستطيع ان نقول اننا حشدنا الاثير بعدد لا بأس به من المحطات الاذاعية المستنسخة من الاذاعة السودانية مما يؤدي الى ترهل الرسالة الاذاعية وحشو الاثير برسالة واحدة فقط مما ينسف فكرة الاذاعات المتخصصة ويذهب بها بعيدا عن دورها المرجو في ان تسد الفراغات المحددة التي تخلفها محدودية الجرعة المتخصصة المقدمة عبر الاذاعة القومية ، المستمع الى اغلب االمحطات يجد انها جعلت في نسبها البرامجية نسبة محددة لما هي تخصصت فيه ثم جعلت بقية النسب لبرامج اخرى او لنقل لرسالة اخرى ربما تقوم بها رديفتها من المحطات .. واظن ان الاجدى حينها ان ترفع المحطة نسبة برامجها المتخصصة في ما تخصصت فيه وان توظف بقية الرسائل ان كانت ثقافية او فنية او اخرى كحوامل لرؤيتها بحيث تستطيع ان تحقن رؤيتها داخل كل نوع من انواع الرسائل وبهذا تكون قد شكلت التنوع البرامجي المنشود وامنت رسالتها المتخصصة بحيث لاتحيد عنها الى رسالة اخرى كما يحدث الان حيث تشابه علينا البقر فانت تمر على موجات الاف ام لاتعرف نوع المحطة التي تستمع اليها الا بعد ان تنتظر وتسمع فاصلة ترويجية عن المحطة نفسها والذي اعرفه ان السمة البارزة لكل محطة موجودة مثل الطيف على واجهة كل برنامج وتعتبر كوجه تعريفي للمحطة اثناء الاستماع لها وهذا الامر لم يخرج من نطاقة الاعدد قليل من محطات الاف ام لايوجد في شكل رسالته نزوع الى تعددية البرامج فهي ذات مسحة واحدة وقالب متكرر يتوافق وطبيعة ماتقدمه وهو ليس فيه التنوع الذي نعرفه من خلال البرامج الاذاعية في قوالبها المختلفة وانما ذات وجه برامجي واحد دائما ما يكون حديثا فقط او حوارا فقط او ماده غنائية فقط تتكرر طوال ساعات البث وهذا ايضا يمثل ضعف في الاداء البرامجي الذي يجب ان يكون متنوعا جاذبا وليس مكررا ورتيبا ، حتى تلك المحطات التي حاولت ان تجعل من رسالتها متنوعة انجرفت نحو ان تستهلك المادة المنوعة والثقافية والفنية استهلاكا عشوائيا دون ان تربط هذا الانتاج بنوعية الرسالة التي تقدمها ونتج عن ذلك الاستنساخ الذي ذكرته فيما سبق حيث اصبح لدينا عدد من الاذاعات القومية ولكن بمسميات مختلفة . اصغر اذاعة في هذه الاذاعات المتخصصة عمرها ثلاث سنوات واكبرها كادت ان تدخل سن التكليف وبعضها توقف ... لا ادري كيف تتم عملية ضبط اداء هذه المحطات وهل يتم لفت نظر لها او اعادتها لمسارها المحددة وهذا الامر اشك في كونه قد حدث او يحدث ذلك لان اكثر هذه المحطات تقدم الان ما يروق لها ولا تتقيد بالخط العام الذي منحت به حق البث كمحطة اذاعية تبث عبر موجات الاف ام محدودة بنطاق بث معين ، وقد لايكون هنالك جهة ما تقوم بعمل تحليل سنوي حتى ناهيك عن شهري او اسبوعي لما يقدم عبر هذه المحطات او تتم دراسة ومسح ميداني لتأثير هذه الاذاعات او تحديد مدى فاعليتها في القيام بما هو مفروض ان تقدمه من خلال رسالة متخصصة . انه من الضروري التوقف برهة لمعرفة ماهية عمل اذاعات الاف ام ولابد من اجراء عمل متخصص من خلاله قد تثبت جدواها كاضافة اذاعية للرسالة القومية التي تقوم بها الاذاعة السودانية او قد تحتاج لتصحيح مسار .. وفي مراتنا القادمة نواصل في طرح العديد من الاسئلة قد تكون مفاتيح لعمل منظم يقودنا الى دورا رائد تقدمه هذه المحطات وعن كثب سنرى ماهو الدور الذي لعبته هذه المحطات في انتاج جيل جديد من اجيال العمل الاذاعي ام انها عملت كملجأ للذين غادروا الاذاعة القومية وحاولوا تطبيق النموذج الخاص بالاذاعة القومية على هذه المحطات . ولنا عودة
مخرج ومنفذ اذاعي ومعد برامج
|
|
 
|
|
|
|
محمد صديق الفكي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست