|
ركوب العجلة .. للأغبياء Bicycle riding for Dummies
|
ركوب العجلة .. للأغبياء Bicycle riding for Dummies أصعب دروس تعلم قيادة الدراجة، درس النزول والترجل عنها، فكم من صبي برقت أسنانه فرحاً، وهو على مقعدها، مزهواً مالكاً ناصيتها ويمينها، دائرا في أزقة الحارة، زنقة إثر زنقة، متوسعاً في مجده إلى الشوارع الجانبية، والظلط إن وجد، حتى إذا أدركه التعب، ونال منه النصب، واستبد به الظمأ،أدرك ساعة لا مجال لعودة، أنه لا يعرف طريقة النزول من عليها، وأن هذه الساقية، ستظل في سيرها، لا سبيل لوقفها عن الدوران، يظل يعمل في عقله، يعالج سبلاً شتى دون جدوى، مستسلم للخوف، شاحب الوجه، منطفئ الإبتسامة، نكبته بائنة لكل ذي عين، تكسو محياه دلائل فقدان السوائل، لا يطلب رحمة أو مساعدة من أحد، خوف الفضيحة، ثم لا يلبث قليلاً حتى تسمع صوت صراخه، منبعثاً من تحت كومة الأعمدة الحديدية المتعارضة في مثلثات وقوائم، منطرح في ركن قصي، يأكل (ناره) وحيداً، (مندفسا) في أعماق خورمعبأ بالطين، أو حتى كوشة يطن الذباب فيها فوق جثة ###### ميت، وقد يكون (عافصلو عفيريت)، ولسبب يعلمه الله وعلماء الفيزياء، يظل العجل الوراني في دورانه، وبنفس سرعته الأساسية، فكأنما يد الشبطان تعبث به. ذاك شعور مرعب ومخيف، شعور الإنسان، وهو على ظهر دابة أو صاروخ منطلق لا قدرة لديه على إيقافه، وقد حدث في زمان صباي وحداثة عهدي بركوب العجلات، أن طرت بها أسابق الريح، في قلب سوق مدني الكبير، وشاء حظي العاثر، أن أعبر في طريقي سوق القفاف، والبروش والعناقريب، وهنالك في بؤرة اختلاط الحابل بالنابل تماماً، قررت النزول، والشعب يمضي أمامي يزاول تجارته، في قبو من كسل النهار وهجيرته، شواهي ومناغيم، ويا شيالي ليه شلتو، وعلى الطلاق، وعلى الحرام تضوق الكسرة دي، وراسمالا وما ادراك ما راسمالا، واماني يا سنار مافيكي (ويكي) ويا كسلا مافيكي موز، فما دريت بنفسي إلا وأنا طائر في الهواء، بالتوازي مع أكوام القفاف و(الطباقة) مثل أطباق طائرة، سعفها ملون، وسطوحها لامعة، ثم وأنا واجد نفسي داخل قفة، تسميها أمي المقطف، وفوق تل من العناقريب (المخرطة)، مشلخة مطارق حتي اسافل كعوبها، منزلقاً على عشرين من البروش المطوية، وأعواد (القنا)، وقفص أرانب، وكان عنوان الفلم ذاك اليوم (قولدن آيز) مترجم إلى (حب في سمرقند)، بطولة هيلين وراج كومار، ثم أقتحمنا محل عبد الحق للعماري الجيد، الشهير بالكيوف الشرقية، وهو وارد الجهات الغربية "قروش من (طَرَق) التمباك ده الله أعلم، لكن (الله بعلم)، المال يا ولدي في (السُولاح) ده". وفي تحليقي المؤقت وهبوطي الإضطراري، تذكرت قصة الطيار الذي علم نفسه بنفسه الطيران، إعتماداً على قراءة سلسلة كتب (للاغبياء) التعليمية، حرفا حرفا، جملة جملة، صفحة صفحة، يقرأ و يطبق، حتي أرتفعت الطائرة عن الأرض، وعلت علواً مبينا، وبعد مضي ساعتين من المتعة المنتصرة، قرر الطيار النزول، فرجع إلى الكتاب، ليفاجأ بأن (طريقة الهبوط)، في العدد القادم، بإذن الله. وكان أن حدث في الأسبوع الفائت، أن أشار على السيد الميكانيكي، بقيادة سيارتي لمسافة أربعين ميلاً، وأن أرجعها له لإتمام فحص ما، فقلت لنفسي، وأيم الله إنه (برنامج)، وأنه بامكاني (غشوة) صديقنا (حسن جادين)، وأنا بسبيل عمل الخير هذا، مشروع الأربعين ميلا والتي لن تنتهي بطريق التحدي، نتغدي في مطعم (أرورا)، تقدم حسانه الأكل وجزيل الماء، فالريق يجف في الحلقوم، وأنت تتشهى أن لو من الله عليك بنعمة أمهرية، ووضعت خططاً للتوقف عند محطات (بني كجية) عريقة، حتى أتمم الأربعين ميلاً، مصيباً من العصافيرحظاً وفيراً، وحينما حادثت حسناً وأنا على الطريق متجه إليه بخطتي، صاح فيّ محذراً، بأن الأربعين ميلاً مفترض إتصالها دون توقف، فإن توقفت، تبدأ من الصفر، وتأكدت من صدق كلامه بعد الإتصال بالميكانيكي، بُهت للأمر، كمن حكم عليه بالحبس وهو لا يدري من أمر حبسه شيئاً، مثل ذلك حبوسات الصحفيين في السودان هذه الأيام. نظرت عداد المسافة، فوجدت أنني خلال كل فترة حديثي على الهاتف، وكل الزمن الذي استغرقه تفكيري، لم يتعد سيري مسافة ميلين، فطاش عقلي من عظم عدد الأميال التي قطعها الشعب السوداني خلال عشرين عاماً من العنت، نظرت يمينا، ونظرت يساراً، فتأكد لى بأنني محبوس لا مجال للإنكار، ودون رغبتي، فعلمت بحال (فيصل)، وقبائل لا تحصى من الرجال والنساء، منهم من قضى ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا. محبوس في سيارتي وهي ماضية دون رغبتي ودون قدرتي على إيقافها متى ما شئت، محبوس حتي تقل مواردي من الماء والوقود والحديث الجوال لا محالة، أصابتني حالة غريبة من اليأس، ومشاعرأطيبها قلة الحيلة، وأعترتني سبة اللامبالاة القلقة، فكأنني (مسيري) يدفع دفعاً إلى حرب لا يود خوضها في (هجيليج)، وتمثلت لى الأربعين ميلا، والتي أقطع أضعافها كل يوم، وكأنها رحلة إلى المريخ وعودة منه، تفقدت مخزون الماء في الزجاجات، وعداد قراءة الوقود، والزمن الذي تبقى في الموبايل فشاحنته ترقد في البيت، طلبت من (قرداحي) الإتصال بصديق، فأشار علىّ الصديق بالذهاب والعودة من (بلتمور) ولا أكره لدي من مدينة مثلها، فكأنها سجن كوبر، قال إن لم تكن تودها فعليك بالسفر جنوباً، حتى تصل سوق (البوتوماك ميلز)، وكيف لى أن اقول لزوجي أنني كنت في (المول) العظيم دون أن أذكرها بآيباد؟، وازددت رعباً من مرأى السيارات المتراصة، العابرة جنوباُ، وتضاءلت مساحة واشنطن الكبري في نظري، فلم تتعد الثمانية أميال على بعضها، تقلصت وانكمشت حتى أصبحت في حجم (حليوة)، أمشي قدماً، أطير، و(يادوبك) نصف ميل، وعلمت أن الأمثال مضللة، فكيف لألف ميل أن تبدأ بخطوة واحدة، وجاز لى الزعم المطلق، بأن من يقدم على إكمالها لا محالة ميت حين بلوغ الميل العاشر. بعد لأي أدركت الميل الثامن، فكنت كمن اختطفته عصابة، أو كالجالس في حضرة بوليس (منتغمري كاونتي)، تتساقط الدقائق أمام عينيك مثل الحجارة، تائه لا أرجو أملاً في الحياة، ولا هدف اسعى لتحقيقه، متخبط في طرقات عبرتها مرارا، ومحلات تجارية ومطاعم ودور، أنظرها وكأنني أراها للمرة الأولى، ثم مات هاتفي، فتشاغلت بسماع الراديو، وجدت المحطات جميعاً، تعلن باتفاق ودون ملل، عن أحدث طرق زراعة الشعر، وتصحيح البصر، وتجميل الأسنان، وتبيع الحبوب المخفضة للكلسترول، والمنقصة للأوزان، فسددت الراديو، واتجهت إلى حصيلتي الموسيقية، فما وجدت غيرمختارات أغاني وأغاني، حتي فاجأتني ضحكة مقدم البرنامج المرعبة، مثل ضحكة (دراكيولا) الشهيرة، فازداد فزعي، فأدركت في صفاء ونقاء حقيقته، الفزع أعني، السبب الذي يرقص بسببه البشير دائماً، ورايت حاله مثل حال صحابه، و لسان حالهم، داير أنزل وماني قادر، فصرخت من وراء الزجاج المصمت، الحقونا بربيع سوداني، إنشا الله ربيع دهب! رايت العربة تمضي بى دون رغبتي، وتمثل لى طيف نادلة (ارورا)، مثل حلم بعودة الديمقراطية، عذب، قريب المنال، عدا أنك تراه وانت على ظهر مركبة، لا يبدو أن لدى سائقها رغبة في التوقف، وفي المرآة أمامي كنت ألمح وجه الميكانيكي وهو يمد لى لسانه، والنادلة تنأى عني، نأي الحراز من المطر. وبعد دهر من المصابرة، قرأت وكلي فرح، الرقم 38 ميلاً، يشع من داخل (الطبلون)، فقررت العودة إلى الورشة، وقدرت المسافة بميلين، فقلت كذا الأربعين ميل تذوب، ورأيت وجه الجرسونة الحسناء، وعليه ابتسامة، وقامت تعد لى حقائب السفار والقلوع المشرعة، عفواً ذلك (على عبد القيوم) و لست أنا، وترتجيني مثل صوت أمي الذي لا أستطيع أن أخونه، لعلني أهذي، ألا أمر في وجوه الحافلات المسرعة، الفول جاهز يا عزو. إقتربت من المكان، نظرت في العداد، وكان قد نقص لنصف ميل فقط، حسبته أمراً يسيراً، فتجاوزت الورشة إلى أعلى الطرقة، حتى أكمل فرق الميل ونصف الميل المتبقي، شهدت الميكانيكي، جالس كالقمر في فناء داره، وعلى عيونه حيرة، حيرة متلصصة، تتبعني ونفاذ صبر اقرأه ككتاب محفوظ، اصعد أول الشارع وأعود دون أن أحقق الأربعين ميلا، قفلت راجعاً ومررت به للمرة الثالثة، فلم يتمالك نفسه، فصاح ملوحاً بذراعيه في الفضاء، ظناً منه بأنني تائه عن المحل، ولكنني طمأنته بغمزة من عيني، أشك في أنه التقطها، نظرت العداد فوجدته يقترب من الرقم أربعين، (يوتيرن) سريعة، وأنا في حوش الورشة، سبعه، ثمانية، تسعه......... توقفت السيارة وقد بلغ مني التعب اشده، واتكأ مؤشر الوقود على الصفر. وهاهي الإنقاذ تحسب الزمن حتى وصول القاطرة التي ستحملها إلى جهنم.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: ركوب العجلة .. للأغبياء Bicycle riding for Dummies (Re: Elawad)
|
عزيزنا الفنان التاج سلامات والله من قولة تيت عرفتك داير تتكلم عن الانقاذ . ياخ سلوك ركاب العجلة سلوك عجيب . قلنا من المحتمل يتغير البعض الي الافضل . ويمكن القصة تتم في صورة أعادة تدريب . بس الشايفو ده صعب يازول . يا التاج رجوع يوسف عبدالفتاح للوظيفة تاني سمعتبو ؟ قالوا حيعمل جبنة طويلة في مدخل المطار . جبنة . .. ياخ النزول صعب . تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ركوب العجلة .. للأغبياء Bicycle riding for Dummies (Re: Osman Musa)
|
عثمان صديقي العزيز
Quote: والله من قولة تيت عرفتك داير تتكلم عن الانقاذ . ياخ سلوك ركاب العجلة سلوك عجيب . قلنا من المحتمل يتغير البعض الي الافضل . ويمكن القصة تتم في صورة أعادة تدريب . بس الشايفو ده صعب يازول . يا التاج رجوع يوسف عبدالفتاح للوظيفة تاني سمعتبو ؟ قالوا حيعمل جبنة طويلة في مدخل المطار . جبنة . |
الجبنة وييييين بلدا هههه تحياتي ليك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ركوب العجلة .. للأغبياء Bicycle riding for Dummies (Re: د.نجاة محمود)
|
Quote: أصعب دروس تعلم قيادة الدراجة، درس النزول والترجل عنها |
سلام ياملك .... بالله أنقر على المواضيع بتاعة ركوب العجلة الايامات دى عشان تسهل النزول السريع من العجلة دى ياخ .... حبوبتى الله يرحمة بتقول الدخول فى الشبكات هين فتأمل الخروج والله ما عارفة لما قريت موضوعك دا أتذكرتة كلام حبوبة ياربى فى علاقة ولا أنا راكبة العجلة بالقلبة وعلى كدا النزول بكون صعيييب.
ملحوظة خارج المضوع ______________ الحفلة حقت بكرة جابت ولا ما جابت ههههه تسلم ياعزيز.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ركوب العجلة .. للأغبياء Bicycle riding for Dummies (Re: Tagelsir Elmelik)
|
لعزيز تاج السر سلامات ..
يبدو لى ان ال Dummies تعنى المبتدئين ولا رايك شنو؟ .. والجماعة مقددنها ..
أنا أفتكر الجماعة طاروا بالعجلة فوق اللزوم، لقلب الهوبا مثل الأطفال بال Skating Board وفقدوا التوازن ومازالت رؤوسهم منكسة .. ومثل هذه الوقعة يخرج لسان صاحبها طريحاً أو يحصل له smack down على زاوية حديد صلب على ما بين فخذية .. أو يسقط من عل فى حفرة غائرة فى العمق مملوءة ببقايا هشيم مهترئة وربما تحت ذلك الهشيم عقارب ودبيب ..أو مثل أصحاب الدراجات ثلاثية الأطارات وفى سباق محموم فى جبال وعرة ويطير احدهم فوق ثم تهبط عليه دراجته .. وفى كل الأحوال ينتهى مثل هذا الذى يقلب الهوبا إلى مثل ما ينتهى به ال Dummy
بريمة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ركوب العجلة .. للأغبياء Bicycle riding for Dummies (Re: بريمة محمد)
|
يا بريمة سلا
Quote: يبدو لى ان ال Dummies تعنى المبتدئين ولا رايك شنو؟ .. والجماعة مقددنها .. |
أوعا يكون الامريكان أولاد الحايل ديل غشوك و قالو ليك معناها مبتدئ؟؟؟
ال Dummies ديل ياهن الراسن قرعوبة، أها الراجل صاحب السلسلة دي، ومن باب الدعابة سماها للاغبياء وقال قصدو المبتدئين، و الناس الشطار ضحكو و سكتو اشترو الكتب، بعد شوية ح تتحول الكلمة لوصف الشطار و النابهين (والله ولدي ماشا الله عليه دامي خلاص) يحل المسالة في ثانية.
لكن لقيتك جريف اسكيتينق ههههه تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
|