كاتب فلسطيني يكتب عن (جنوب السودان)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 02:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-16-2012, 08:16 AM

ASHRAF MUSTAFA
<aASHRAF MUSTAFA
تاريخ التسجيل: 08-04-2008
مجموع المشاركات: 11543

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كاتب فلسطيني يكتب عن (جنوب السودان)

    حق الاختلاف.. عن جنوب السودان وعنّا وعن سوريا
    د.أحمد رفيق عوض
    2012-05-15



    عندما اعترف العالم بدولة جنوب السودان، انتابني حزن وغضب عميقين، واعترف أنني شعرت بالهزيمة والانسحاق أيضاً، ولم تكن هذه المشاعر بسبب الغيرة أو الحسد أو الاستهجان لسرعة ترتيب أوراق الدولة الجديدة وسرعة اعتراف العالم بها، لم أشعر بالغيرة رغم أن العالم لم يعترف بدولة فلسطين ولم أشعر بالحسد لأن العالم اسرع الى تقديم كل عون ممكن من أجل أن ترى هذه الدولة النور في هذا العالم الظالم، ولم أشعر بالاستهجان أيضاً لطريقة اخراج وتوليد وانعاش تلك الدولة التي تعاني من الالتباس الجغرافي والديموغرافي، وحتى أكون واضحاً، فأنا لست ضد ميلاد هذه الدولة، ولست ضد تقرير مصير الجماعات الاثنية والعرقية التي تقطنها، ولست ضد التوصل الى صيغة معينة مع النظام السوداني الحاكم تجنباً للدم والدمار، تلك الصيغة التي عطلها العالم منذ ثلاثين عاماً أو يزيد مستعملاً فيها كل أنواع الدعاية والأسلحة والأساليب وصولاً الى اللحظة المناسبة لاقتطاع هذه الدولة من جسم الوطن الأم.
    مشاعر الحزن والغضب لم تكن بسبب ذلك كله رغم أهميته وأحقيته، ولكنها كانت بسبب ان هذه الدولة - التي بالصدفة- تقع على تخوم العالم العربي الجنوبية، وتتحكم بشريان حياة يكاد يكون وحيداً لكل من السودان ومصر، وان تلك الدولة -بالصدفة- تستطيع أن تخنق - بالمعنى الحرفي وليس المجازي- كلاً من مصر والسودان معاً، وانها تستطيع تهديد أمنهما القومي والوجودي، وانها تستطيع ان ترسم شكل ونوع وطبيعة علاقة تلك الدولتين بالقارتين الافريقية والآسيوية، بمعنى آخر، ميلاد مثل هذه الدولة - التي لا نمانع ولا نرفض ولا نشجب اقامتها أبداً- شكل تهديداً محتملاً أو ممكناً لكل من الدولتين العربيتين ما لم يتم الاتفاق على كل التفاصيل وحتى تفاصيل التفاصيل لأن اية تدابير تتخذها دولة جنوب السودان ستنعكس سلباً أو ايجاباً على الدولتين اللصيقتين. ان اتفاق اقامة دولة جنوب السودان الذي ترك ثغرات كبيرة، سيجعل من هذا الاتفاق قلقاً ومعقداً وصعباً على التطبيق، وسيترك الباب مفتوحاً دائماً للتدخل الغربي والأجنبي - الاستثماري والاستعماري أو كليهما-حتى تبقى مصر والسودان برهن الابتزاز والضغط.
    مناسبة هذا الكلام هو ما نشر حول تعيين أول سفير اسرائيلي في دولة جنوب السودان، ويبدو أن هذا الاجراء كان على اثر الزيارة التي قام بها سيلفا كير الى اسرائيل قبل عدة شهور، وهي زيارة لا يمكن أن تفهم دون أن توضع في سياق أكبر وأعم. فالعلاقات بين جنوب السودان واسرائيل علاقات قديمة وكانت على مستويات مختلفة، وبهذا الصدد، فإن العلاقات الاسرائيلية الافريقية وخاصة فيما يتعلق بالدول الثمانية التي تحيط بنهر النيل ومنابعة وروافده هي علاقات متميزة وعميقة تبدأ بالزراعة والتطوير الصناعي ولا تنتهي بالاتفاقيات الامنية والعسكرية والاستراتيجية، ربما قلائل يعرفون ان هناك تواجدا اسرائيليا ذو مغزى في دول حوض النيل، وقلائل من يتابعون النشاط الأمني والاستراتيجي الاسرائيلي في منطقة القرن الافريقي التي تحولت منذ أكثر من عشرين عاماً الى منطقة حساسة على المستويات كلها، وأن التواجد الاسرائيلي هناك هو تواجد اكثر من مجرد لخبراء في الزراعة والصناعة أو حتى للبعثات الدبلوماسية الكبيرة. مناسبة هذا الحديث ايضاً هو أن ميلاد دولة جنوب السودان ما كان ليكون لولا اخطاء وخطايا النظام الحاكم منذ منتصف الخمسينيات حتى اللحظة، وبعيداً عن التأثيرات الاجنبية والتدخلات الغربية الحقيقية والمرصودة والمعترف بها تماماً، فإن الدولة القطرية العربية التي شهدت النور بعد مرحلة الاستعمار لم تستطع أيضاً ان تتعامل مع الأقليات بشكل يضمن الوحدة والاندماج والتكامل. ولأن الأمر كذلك، فما زلنا حتى الآن نشهد هذا المخاض المؤلم في اعادة الصياغات الوطنية والمجتمعية في الأنظمة العربية على اختلافها، جمهورية كانت أم ملكية. جزء من ما يسمى بالربيع العربي يصب في هذا الاتجاه، أي أن هناك جدال عنيف- وللأسف دموي- من أجل تخليق صياغات جديدة تضمن التمثيل والمشاركة في الثروة والسلطة.
    و مناسبة الحديث أيضاً هو ما نشهده من تعميق للجرح في سوريا الشقيقة، فتفجيرات دمشق يوم الخميس الماضي كشفت تماماً ما يراد لهذا البلد، فالامور تتجه الى استخدام الشعب السوري والمقدرات السورية حلبة للصراع بين التيارات وتصفية للحسابات وتخفيفاً للتوتر والاحتقان الدولي واضعافاً للمنطقة وتحويلاً للصراع وإشغالاً وإلهاء للشعوب واعادة ترتيب للتحديات. يبدو أن أصحاب القرار الدولي وبعد يأسهم من تغيير الأوضاع كما يريدون قد غيروا خطتهم، فبدلاً من الاحتلال المباشر فلا بأس بادارة الاحتلال من بعيد، وهكذا يربحون نظافة اليد وطهارة الضمير وسيادة الديموقراطية. و بدلاً من أن يكون هناك جنوب سودان واحدة، فلتكن خمسة مرة واحدة، وليحذر هؤلاء دائماً من الحرب الأهلية وتخريب مهمة أنان، وليقم الاعلام ذو الاذرع الهائلة بالغسيل والمهمات القذرة وادارة الحوادث المفبركة أو المدفوعة الأجر أو المجهولة أو المجانية أو العبثية.
    ومناسبة هذا الحديث أن عدة آلاف من الاسرى الفلسطينيين الذين يقبعون في سجون الاحتلال بسبب آرائهم ورغبتهم في ممارسة حقهم في المطالبة بالحرية والاستقلال ورفضهم للاحتلال، يقف العالم- المتحضر والمثالي والكامل- ليس عاجزاً فقط عن مساعدتهم وانما يغطي هذا العالم عينيه عن رؤية هؤلاء، اما من امتلك القدرة على الوقاحة والغطرسة فإنه يراهم مجرد 'مخربين' يستأهلون ما أحاق بهم.
    مرة أخرى، أو ربما للمرة المليون، يكتشف الفلسطنيون أن مدعي الحضارة والثقافة والانسانية هم عادة من يدعمون الاحتلال الذي يريد نفيهم من الحضارة والثقافة والانسانية. نحن الفلسطنيون، نرحب بميلاد دولة جنوب السودان على أسس التكامل مع الوطن الأم، وعلى أسس الرغبة في اقامة السلام والمشاركة في صنع التنمية والتقدم، وعلى اساس أن ميلاد هذه الدولة هو بمثابة الاعتراف بالجماعات الاثنية والعرقية في تلك المنطقة، ولكن دون الوقوع أو التورط في خدمة الأجنبي ومشاريعه وأهدافه. واذا كانت دولة جنوب السودان تبدأ علاقات رسمية مع اسرائيل فإننا نهيب بها أن تبدأ علاقات رسمية معنا أيضاً ليتسم موقفها بالتوازن والرغبة في احلال السلام، وحتى لا تزيد من مشاعر العزلة والتوجس مع محيطها الافريقي والعربي، وحتى نكون نحن الفلسطينيين جسر سلام بين مختلف الأطراف في تلك المنطقة المضطربة.
    أخيراً، جنوب السودان وما احاط ويحيط بها، هو جزء مما يجري في المنطقة العربية الحبلى بكل الاحتمالات، ولكن يبقى قانون لا يمكن تجاوزه، فهو مكتوب بالنار والدم والعذاب: ان التدخل الاجنبي ومهما ادعى من شعارات انما هو وصفة مجربة وصحيحة للتفكك والانحلال. هذه هي مناسبة الحديث كله.

    ' كاتب فلسطيني



    http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=today...5\05-15\15qpt478.htm
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de